شبهة جمع الضمير العائد على المثنى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهة جمع الضمير العائد على المثنى

    الازهر
    جمع الضمير العائد على المثنى
    منشأ هذه الشبهة:
    هو قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم ) (1).
    يقولون:
    كان يجب أن يثنى الضمير العائد على المثنى ، فيقول: " خصمان اختصما فى ربهما " !.
    الرد على الشبهة:
    أشرنا من قبل إلى طريقتين من طرق التعبير اللغوى الفصيح ، وهما:
    - طريقة مراعاة اللفظ.
    - وطريقة مراعاة المعنى
    فحيث جمع القرآن الضمير العائد على المثنى ، فهو من استعمالات الطريقة الثانية ، التى يراعى فيها جانب المعنى على جانب اللفظ.
    وينبغى أن نعرف أن المثنى نوعان:
    - مثنى حقيقى ، ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ) (2).
    ف " رجلان " مثنى حقيقى ؛ لأن واحده فرد فى الوجود ؛ أو ذات واحدة ؛ هذا هو المثنى الحقيقى. وإذا وُصِفَ أو استؤنف الحديث عنه وجب تثنية الضمير العائد عليه.
    * أما النوع الثانى من المثنى ، فهو المثنى اللفظى ومثاله من القرآن قوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ) (3).
    وهذا النوع من المثنى ضابطه أن واحده جمع فرد من عدة أفراد ، وليس فرداً واحداً.
    والنوع الأول (المثنى الحقيقى) يسمى مثنى لفظاً ومعنى.
    أما الثانى (المثنى غير الحقيقى) فيسمى مثنى فى اللفظ ، وجمعاً فى المعنى. وفى وصفه أو استئناف الحديث عنه يجوز أن يراعى فيه جانب اللفظ ، أو جانب المعنى.
    ومنه ما ورد فى آية " الحج ": " هذان خصمان " لما كان معناه جمعاً روعى فيه جانب المعنى فقال عز وجل: " اختصموا فى ربهم " ومعروف أن مفرد الخصمين خصم ، وهو اسم جنس يندرج تحته - هنا - أفراد كثيرون وبهذا نزل القرآن فى هذه الآية ، فتحدث عن الخصمين بضمير " الجمع " الذى هو " واو الجماعة " " اختصموا " ثم بضمير الجماعة " هم " فى قوله تعالى: " فى ربهم ".
    ونظيره فى القرآن قوله تعالى:
    (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) (4). أعاد الضمير جمعاً " اقتتلوا " هذا فى جملة الخبر ، مع أن المبتدأ مثنى " طائفتان " وذلك لأن هذا اللفظ مثنى غير حقيقى ، بل هو مثنى فى اللفظ ، جمع فى المعنى.
    وفى هذه الآية راعى النظم القرآنى المعجز المعنى فى جملة الخبر وحدها " اقتتلوا " ثم راعى اللفظ فى بقية الآية هكذا:
    (فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما (.
    وكلا المنهجين فصيح صحيح بليغ.
    والذى سوَّغ مراعاة المعنى فى " اقتتلوا " وقوعه بعد جمعٍ ، هو " المؤمنين " ، وليس فوق ذلك درجة من الصحة والإصابة ، وإن كره الحاقدون.
    والخلاصة:
    أن " اختصموا " و " فى ربهم " الذوق السليم يشهد أن " اختصموا " أبلغ من اختصما ، وأن " ربهم " أبلغ من ربهما.
    لأن " اختصموا " يفيد تبادل الخصومة بين جميع أفراد ال " خصمان " من أول وهلة ، وكذلك " ربهم ؛ إن ضمير الجمع فيه " هم " يفيد من أول وهلة ربوبية الله لكل فرد منهم.
    والاختصام هو الحدث الرئيسى فى هذه الواقعة. فعُبِّر عنه بهذا اللفظ الفخم " اختصموا " ومحال أن يستقيم لو قيل بعده " فى ربهما " فسبحان من هذا كلامه ، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد.



    --------------------------------------------------------------------------------



    (1) الحج: 19.
    (2) المائدة: 23.
    (3) هود: 24.
    (4) الحجرات: 9.

  • #2
    للرفــــــــــــــــع

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم

      قرأننا الكريم بهِ من الإعجاز اللغوي ما يجعلنا نقف أمامه عاجزين لنقول ما أعظمك يا الله

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أخى الفاضل وليد
        أولا يا أخى لا أعلم أصلا أى عقل هذا الذى يصدر صاحبه لمسألة عجز عنها من هو أليق منه بها
        هل ما زال أحد فى عصرنا يتحدث عن النظم البيانى أو البلاغى أو النحوى أو ما يعرف بالنظم اللغوى للقرآن الكريم ؟
        الحقيقة يا أخى أنى أختلف مع كثير من العلماء فى أن أقوى معجزات هذا الكتاب العزيز على مر العصور والدهور هى اعجازه اللغوى والبيانى والنظمى فأما المخالفون فينكرون ذلك بقولهم أن أقوى ما يعجزنا هو اكثر ما نبرع فيه وهو العلم وهذا صحيح فى جانب ولكن بالنظر السليم والاستلال الصحيح نجد أن الاعجاز المذكور قد تم اختباره وبطريقة مباشرة وواضحة وتاريخية لا يتطرق اليها الشك فانظر معى الى آثار تلك المعادله
        نوع من الاعجاز تم اختباره
        كان الاختبار من أعلم أهل الأرض على مر التاريخ بالنوع الذى تخصص فيه الاعجاز
        كان النجاح ساحقا على كل المستويات
        بعد النجاح كان التحدى الذى وصل الى بضع آيات
        وكان النجاح أيضا ساحقا
        واعترف الجميع بهذا الاعجاز من المؤيدين والمخالفين
        هذا الواقع لا يمكن أن يتطرق اليه شك لوصوله الينا بالتواتر ولعدم المخالف
        النتيجه
        كتاب الله تعالى معجز
        ما يقوله بشر
        وما تم حسمه بنتيجة نهائية هو أبلغ وأقوى مما يتردد بين الشك واليقين وبين الدفع والاثبات وبين الأخذ والرد


        رحمنا الله تعالى واياك وجعل توضيحك فى ميزان حسناتك وألزمك حسن طاعته وقرب مجلسه


        أحمد


        ---------------------------------------------
        ملحوظة
        مرة أخرى لم أشاهد تاريخ الموضوع الا بعد الرد
        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق


        • #5
          أخي منقعر
          أتفق معك في تعجبك، وفي إنكارك لأن يتصدى للقدح في بلاغة القرآن المعجز، من لا يحسن كتابة ثلاثة سطور بغير خطأ في إملاء أو نحو أو صياغة.

          ولكننا يا أخي الكريم لو أحجمنا عن الرد عن كل شبهة تافهة، لما بقي لنا ما نرد عليه،
          فإن شبهات القوم كلها تافهة.

          خاصة وأن زكريا بقلظ، وأمثاله، قد احترفوا الاستخفاف بعقول من يسمعون لهم؛ وتصوير بضاعتهم الكاسدة على أنها فتوحات عظيمة، واكتشافات غير عادية ... فكان من واجبنا أن نرد على تفاهاتهم، لا لأنها تستحق الرد، ولكن لأن هناك من ضعاف العقول والقلوب من يفتتن بها.

          نسأل الله تعالى العفو والعافية.


          تعليق


          • #6
            رحمنا الله تعالى واياك وجعل توضيحك فى ميزان حسناتك وألزمك حسن طاعته وقرب مجلسه
            [align=right]
            هذا ما كتبته بالنص أخى توحيد فى نهاية الرد وأعلم أنك تفهمه فقط أردت التوضيح لئلا يفهم لغيرك أنى أصدكم عن الدعوة الى الله تعالى والله سبحانه تصدى بنفسه فى كتابه العزيز أكثر من عدة مرات للرد على شبهات الكافرين فلا يحقرنكم يا اخوانى تفاهة الشبهة ولكن ليحفزن هممكم شرف وكرامة النفس البشرية التى قد تستهويها تلك الشبهة عند الله تعالى وليس أقرب الى ذهنى من جاكلين التى لم أقرأ قصتها للأسف سوى البارحه أسلمت معكم فى هذا المنتدى وكانت حتى قبل اسلامها بلحظات تؤمن بهذه الشبهات التافهة من وجهة نظرنا ولكن لعجيب الله تعالى ما أن تتلفظ بألفاظ الشهادتين مجرية حروفهما على قلبها مصدقا بهما عقلها انظر كم تصبح تلك النفس مكرمة عند الله تعالى حتى يغفر لها كل ما تقدم من ذنبها حتى أن الجميع يكاد يقبل يديها لتدعو له بدعوة هو يعلم انها مستجابة ويجمع جميع من معها على انها أفضل منهم اذ هى فى تلك اللحظة لا ذنب عليها ولا وزر

            أعلم أنى اطلت فى غير محل الاطالة ولكنى لا آسف على ذلك اذ كان هدفى تقدير ما تقومون به فى هذا المنتدى لسنوات كنت أنا فيها غارقا فى الغفلة والضياع كنت أنا التافه سيدى الفاضل لا من يقضون أوقاتهم يردون على الشبهات التافهه فالعجب كل العجب يكون على مناظريكم سيدى الكريم والعجب كل العجب يكون لكم رحمكم الله وأحبكم وأعلى شأنكم

            أحمد
            [/CENTER]
            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق


            • #7
              رفع الله قدرك، وأعزك بطاعته.
              مرحباً بك بين إخوانك
              ونسأل الله تعالى ان ينفع بك وبنا.

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 4 أسابيع
              رد 1
              114 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ابن الوليد
              بواسطة ابن الوليد
               
              ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
              ردود 3
              124 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة محب المصطفى
              بواسطة محب المصطفى
               
              ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
              ردود 8
              108 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
              ردود 9
              165 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
              ردود 0
              216 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              يعمل...
              X