الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    وإليكم الملفات من 11 و 15 ولم أتمكن من تحميل الملفات من 12 إلى 14 ولا أعرف السبب
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #32
      وها هو يُنسب ليسوع قوله إن جميع الأنبياء قبله كانوا لصوص وساق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
      كما يُنسب إليه قوله إن إبراهيم لم يُطع الله، أى كان نبيًا ضالاً: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
      وإذا كان ملوك يهوذا قد ارتدوا ما عدا هؤلاء الثلاثة، فأى فضل ليسوع أن يتجسد من سلالة هؤلاء الناس؟ ولماذا صمم متى على كتابة نسل يسوع وتذكيره بنسله هذا؟ إنه من أعداء يسوع الذين أرادوا إفهام الناس أنه من سلالة عائلة هابطة خلقيًّا ودينيًا، حتى يدفعهم بعيدًا عنه وعن تعاليمه الحقة.
      وبالتالى يسقط الكل وتسقط نبوتهم، ويسقط حق ميراثهم فى الملكوت أو عرش داود: (11أَقْسَمَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ بِالْحَقِّ لاَ يَرْجِعُ عَنْهُ: [مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ أَجْعَلُ عَلَى كُرْسِيِّكَ. 12إِنْ حَفِظَ بَنُوكَ عَهْدِي وَشَهَادَاتِي الَّتِي أُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهَا فَبَنُوهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّكَ]) مزمور 132: 10-12
      ولا أجد غير ما وصف به الكتاب ربه فى أحد الأسفار القانونية الثانية: (لأن ثمرة الأتعاب الصالحة فاخرة، وجرثومة الفطنة راسخة، أما أولاد الزناة فلا يبلغون أشدهم، وذرية المضجع الأثيم تنقرض، إن طالت حياتهم، فإنهم يحسبون كلا شيء، وفى أواخرهم تكون شيخوختهم بلا كرامة، وإن ماتوا سريعا فلا يكون لهم رجاء ولا عزاء في يوم الحساب، لأن عاقبة الجيل الأثيم هائلة) الحكمة 3: 15-19
      (هكذا أيضا المراة التى تترك بعلها، وتجعل له وارثا من الغريب، لأنها أولا عصت شريعة العلى، وثانيا خانت رجلها، وثالثا تنجست بالزنى، وأقامت نسلا من رجل غريب، فهذه يؤتى بها الى الجماعة، وتُبحَث أحوال أولادها، إن أولادها لا يتأصلون، وأغصانها لا تثمر، وهى تخلف ذكرا ملعونا وفضيحتها لا تمحى) يشوع بن سيراخ 23: 32-36
      والغريب أنه مرَّ على هؤلاء أجيال وأجيال ، إلا أن الرب أصر أن يفضحهم فى كتابه. كما لو كان لسان حاله أنه يُغلِّف الزنى والفجور فى غلاف من ذهب ، ويقول إن الفجور والكفر أفرزنى فى النهاية، أفرز إلهًا للمحبة، فسيروا على دربى تفلحوا. فهل هذا يليق بشخص يصفونه بأنه رب العالمين؟
      وبالطبع لا يرى الكاتب أية غضاضة أن يكون فى نسب إلهه بعض الزوانى والزانيات، الذين هم أجداد الرب. بل يتفاخرون بهذا، ولو اتهم أحد ما البابا أو قسيسًا بمثل هذه التهمة فى أحد أفراد عائلته، لقامت الدنيا، ولم تقعد. أفلا تعقلون؟ فهل القس أو البابا أعزُّ عليكم من الرب؟ مَن منكم سينتصر للرب؟ ومتى؟
      إضافة إلى ذلك أنه على الرغم من اعتراف العقل والأديان أن الرب هو أعلم العالمين وأحكم الحكماء، إلا أن الرب لديهم تجسَّد فى صورة رجل، وصفه هو نفسه بأنه فارغ وعديم الفهم، يولد كجحش الفرا، ولا مزية له على البهيمة: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12، والرجل هنا بمعنى الإنسان
      (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
      ألم أقل لك إن كاتب هذه الأسفار يسب يسوع وأمه؟
      ومثال آخر على النسخ فى أوامر الرب:
      لقد حرَّمَ السرقة، فقال: (15لاَ تَسْرِقْ.) خروج 20: 15
      ثم حث بنى إسرائيل على سرقة المصريين، وساعدهم فى ذلك بما له من قدرة إلهية: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
      ومثال آخر على النسخ فى أوامر الرب:
      وهذا المثال من أهم عقائد الكاتب الناقد: لقد قرر الرب أن الإنسان لا يتحمل إلا وزر أعماله، ولا علاقة له بأعمال أبيه، فإن أحسن بعد أن أساء أبوه، فهو فى الجنة، وأبوه فى النار: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-4
      وها هم أهل الجنة: (5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً، 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً، 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ، وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً، 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً، وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ، وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ، وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 18: 5-9
      وأن أهل النار هم فاعلو السيئات: (10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ، فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ، بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً، وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ، وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ، 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ، أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ!) حزقيال 18: 10-13
      (18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً، وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ، فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 18-22
      وكانت هذه تعاليم الله تعالى منذ القدم، فها هو موسى  (الذى لم يأت يسوع لينقض كلامه، بل متبعًا إياه) يقول: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24: 16
      إلا أنك ترى هذا الإله قد تذكر خطيئة حواء فى رسائل بولس، حيث لم يتكلم يسوع فى الأناجيل عن حواء أو الخطيئة الأزلية أو توارث الخطيئة، وقال إنه بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وصيغت من هنا أسطورة قتل الإله تكفيرًا عن البشرية، التى تحملت وزر أكل حواء من الشجرة:
      وقال بولس إن كل الناس ستتبرر بموت يسوع فقط: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18،
      ويقول هنا إنه بموت يسوع سيتبرر كثيرون: (19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 19
      ويقول هنا إن جميع الناس سيتبررون بموت يسوع: (22لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.) كورنثوس الأولى 15: 22
      ومثال أخير على النسخ فى أوامر الرب:
      لقد نسخ الرب إله النقمات كل أوامره بالإبادة الجماعية، وتحولت إلى أوامر محبة للأعداء ومهادنتهم:
      (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً».) صموئيل الأول 15: 3
      (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية13: 15-17
      (أرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فمات قوم كثيرون من بنى إسرائيل) العدد 21: 6 ؛ و (رماهم بحجارة عظيمة من السماء فماتوا) يشوع 10: 11 ؛ و (يد الله كانت ثقيلة جداً هناك. والناس الذين لم يموتوا ضُرِبُوا بالبواسير) صموئيل الأول 5: 11-12 (حمى غضب الرب على الشعبِ وضَرَبَ الربُ الشعب ضربة عظيمةً جداً) العدد 11: 33 كما أفنى العالم بالطوفان
      (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
      (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ)أخبار الأيام الأول20: 3
      (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
      (تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
      ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
      (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. ... .... ) متى 5: 21-22
      (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً.41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.) متى 5: 38-42
      إذن أيها الكاتب: إن الكتاب الذى يحتوى على النسخ فى تعاليم وصفات الرب وتغير فى الرب من الجهل إلى العلم، ومن العمل إلى الندم، ومن عدم الرؤية إلى إله يُرى، ويأكل، ويشرب، ويتعب، ويسكر، وينام، ويخاف، ويهرب، ويُقبض عليه، ويُهان، ويُعذَّب، ويموت، ويبعثه إلهه، الذى كان يصلى إليه ويعمل على مرضاته، هو كتابك الذى تقدسه. فأرجوك لا ترمينا بما فيه! وإن كنت لا تفهم اللغة العربية، أخبرنا نعلمك إيَّاها! وإن كنت لا تفهم المكتوب، أرشدناك إلى كتب التفاسير!
      وأرد عليك السؤال الذى طرحته من قبل لتجيبنا عليه: كيف يحتاج الله القادر على كل شئ والعارف بكل أمر أن يراجع ويصحح نفسه بهذا القدر؟
      كيف يحتاج الله القادر على كل شئ أن يندم على عمل أمر به؟
      كيف يموت الإله القادر على كل شىء؟ كيف يُهان؟ كيف يضربه عبده يعقوب ويجبره على أن يباركه؟
      كيف يحتاج الله القادر على كل شئ أن يكون متضاربًا فى أقواله، ففى الوقت الذى يقرر فيه أنه لا يقدر أن يراه الإنسان، نجده يتجسَّد ويراه الإنسان بعد تجسده، وقبل تجسده كما حدث لإبراهيم وموسى؟
      كيف يحتاج الله القادر على كل شئ أن يسجد لإله آخر، ولا يعمل إلا على مرضاته؟
      ومن هنا يتضح أن نسخ الله تعالى لأحكامه، واستبدالها بأحكام أخرى أفضل منها لتلك الجيل أو هذا الزمن هى ضرورة بشرية، موجودة فى الكتاب المقدس جدًا بعهديه، ولك أن تفكر فى سماح الله تعالى لأبناء آدم بالتزوج من اخوتهم البنات، ثم جاء الأمر فيما بعد بالمنع، وكذلك تزوج أبو موسى بعمته، ثم جاء المنع، وتزوج يعقوب بالمرأة وأختها، ثم جاء المنع، وهكذا.
      * * * * *
      الموقف الحقيقى للإسلام تجاه المسيحيين واليهود:
      ويواصل الكاتب كذبه وافتراءه على الإسلام فيقول تحت عنوان "الموقف الحقيقي للإسلام تجاه المسيحيين واليهود":
      (ناقشنا الواجهة التى يعرضها دعاة الإسلام فى الغرب بالنسبة للمسيحيين واليهود. إنهم يقولون إن الإسلام يتمشى مع العقيدة المسيحية واليهودية. ونتيجة لهذا فإن البعض من القادة المسيحيين واليهود قد خُدعوا، وصدقوا هذا الكلام. ولكن هذه الفتوى التى أصدرها واحد من شيوخ الإسلام تعطى صورة واضحة وصريحة عن حقيقة ما يعتقده المسلمون بالنسبة للمسيحيين واليهود.
      عن الموقع الإسلامي الخاص بإبراهيم شافع في الإنترنت.
      http://www.wam.uwd/~ibrahim/
      أجاب على السؤال الشيخ إبن يثامين Uthaimin
      السؤال: إدعّى أحد أئمة المساجد في أوروبا أنه من غير المسموح به اعتبار اليهود والمسيحيين كُفاّراً. وأنت تعلم - حفظك الله - أن معظم من يترددون على المساجد في أوروبا محدودي المعرفة. ونحن نخشى أن عبارة مثل هذه قد تنتشر، ولذلك نطلب منكم إجابة شاملة وواضحة على هذا السؤال.
      الجواب: أقول إن هذا العبارة الصادرة من ذلك الرجل غير موفقه. وفى الحقيقة يمكن اعتبارها تجديفاً. هذا لأن الله قد أعلن في كتابه أن اليهود والمسيحيين كُفّار. قال الله تعالى "وقالت اليهود عزير إبن الله وقالت النصارى المسيح إبن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح إبن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو. سبحانه عما يشركون". [سورة التوبة 30:9 و 31]
      هذا يظهر أنهم متعددي الآلهة ويشركون بالله. وفى آيات أخرى يعلن الله في وضوح أنهم كُفّار:
      "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح إبن مريم". [المائدة 17:5 و 72]
      "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من اله إلا إله واحد". [المائدة 73:5]
      "لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى إبن مريم وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون". [المائدة 78:5]
      "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ". [البينة 6:98]
      وهناك الكثير من الآيات الأخرى والأحاديث التى تعبر عن نفس المعنى. إن الشخص الذي يرفض حقيقة أن اليهود والمسيحيين الذين لا يؤمنون بمحمد (عليه السلام) وينكرونه أنهم كُفّار هو في الواقع ينكر ما يقوله الله وإنكار أقوال الله هو كفر. وإن كان عند أي شخص شك في أنهم كُفّار، فهو بالتالي كافر. هذا أمر لا شك فيه. والله المستعان.)
      وأقول:
      لقد قرأتُ ما قاله الكاتب فى فتوى لابن عثيمين على هذا الموقع:
      http://forum.stop55.com/11581.html
      اقرأ السذاجة التى قدم بها الكاتب ما قاله: (إنهم يقولون إن الإسلام يتمشى مع العقيدة المسيحية واليهودية. ونتيجة لهذا فإن البعض من القادة المسيحيين واليهود قد خُدعوا، وصدقوا هذا الكلام.)
      ومعنى ذلك أن المسلم يؤمن أن:
      1- الإله يتكون من ثلاثة أقانيم، يقولون إنهم لا ينفصلون طرفة عين،
      2- وأنه نزل من عرشه وتجسَّد فى رحم امرأة، وظل طفلا رضيعًا جاهلا، يتبول ويتبرز فى ملابسه، وتعلم من أهله وجيرانه، وكان الكلب أكبر منه يوم مولده، والبقرة تكبره من يوم مولده إلى مماته.
      3- وأن هذا الإله يُضرب ويُهان ولا كرامة له، ولا قدرة على الدفاع عن نفسه.
      4- وأن الإنسان ولد يحمل الخطيئة الأزلية، التى ارتكبتها حواء، ولم يتمكن الرب أن يغفرها، فعاقب البشرية كلها، إلى أن نزل وتجسَّد، وقبض عليه اليهود وعذبوه وبصقوا فى وجهه، مسمروه فى جذع شجرة، ثم ضربوا جنبه بحربة ومات.
      5- وأنه لا بد من الإيمان بأسرار الكنيسة السبعة (عند الأرثوذكس) أو الخمسة (عند الكاثوليك)، ألا لابد أن يُعمَّد المسلم، ويمسح بالميرون وغيره.
      6- وأن الناموس والختان واتباع تعاليم الرب تأتى على قمة الأهمية، بخلاف تعاليم بولس.
      7- ويؤمن أن يعقوب ضرب الرب، وأجبره على أن يباركه، ويوحى إليه، ويعتبره نبيًا.
      8- وأن النبوة ممكن تُباع وتُشترى، أو تنتقل من شخص إلى آخر بمؤامرة، كما حدث فى انتقالها من عيسو إلى يعقوب، ومن أَدُونِيَّا ابْنَ حَجِّيثَ إلى سليمان.
      9- وأن الرب لا يجيد انتقاء أنبيائه، فمعظمهم تركوه وعبدوا الأوثان.
      10- وأن الرب العزيز الذى له الأسماء الحسنى والصفات العلى يسكر، وينام، ويندم، ويمسك الخراء ويقذفه فى وجوه الكهنة، ويخشى على شجرة الحياة فى الجنة، فيضرب عليها الحراسة، ويفشل هو وكل جنوده فى التعاون على الإثم والعدوان وإغواء أخاب، فينقذه الشيطان ويغويه، بل ويسخنه الشيطان على عبده ونبيه البار أيوب، ويعمل عبيده ما لم يخطر على باله، ويندم على أفعاله، وينتشى من رائحة الشواء، ناهيك عن إنه يُضرب. وأكتفى بهذا.
      لكن لماذا يخرج مسلم عن دينه ويصف إلهه بأنه مثل يهوه أو يسوع؟ وهل القادة المسيحيين واليهود بهذه السذاجة أن يُخدعوا ويصدقوا هذا الهراء الذى تدعيه؟
      وأنت أيها الكاتب الفذ جئت لتنقذ القادة اليهود والمسيحيين من هذه الورطة التى وقعوا فيها؟ أى حتى لو أسلم هؤلاء القادة (موضوع الحديث)، فهو يرفض أن يصفهم بالموضوعية أو العقلانية، بل يصفهم بالضلال وأنهم غُرِّر بهم! المهم أن الإسلام بالنسبة له لا يؤدى إلى هداية أو رشد، وأنه دين غير مقنع، لأن من يعرفه (عن طريقه هو وأمثاله) لا يُتخيَّل أن يقتنع به!!
      فى الحقيقة إن استمالة المنصرين لقلوب المسلمين عن طريق زعمهم أن إلهنا واحد، أى إن إله المسلمين هو نفسه إله المسيحيين، لأنه لا يوجد إلا إله واحد، هى من الأقوال التى يستفتحون بها حديثهم مع المسلمين لاستمالة قلوبهم ومواصلة الحديث معهم. وهو خداع وكذب، وهو ما نسبه الكاتب للمسلمين.
      ويحضرنى أن قال لى زميل يعمل فى مجال التنصير "إن المسيحيين يعبدون نفس الإله الذى يعبده المسلمون". فلماذا نختلف؟ إن إلهنا واحد. فكان ردى عليه كالتالى:
      فقلت له: فى الحقيقة إن إله المسلمين ليختلف اختلافًا جذريًا عن يسوع الذى تعبدونه:
      إله المسلمين: اسمه الله، وله الأسماء الحسنى، والصفات العلى
      يسوع/يهوه: لا يُعرف اسم الإله، يقولون إنه الآب، ولكن ما اسم هذا الآب؟ طمسه اليهود مرة أخرى. لذلك أقر يسوع أنه علمهم اسم الله الأعظم بعد أن جهلوه، وأخفاه أحبار اليهود، وذكرهم به بعد نسيانهم إياه: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. ...) يوحنا 17: 6
      (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
      حتى اسم يسوع لا يوجد فى الأصول اليونانية، بل اسمه عيسوس. وإذا حذفت علامة الرفع النهائية لكان اسمه العبرى (عيسو)، وبالآرامية عيسى مثل العربية.
      وما الفرق بين الآب، وأبا الآب؟
      إله المسلمين: إله حى أزلى، ليس له بداية أو نهاية
      يسوع/يهوه: ليس بأزلى لأنه كانت له بداية بمولده، وكانت له نهاية بموته: متى 27: 50 (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
      إله المسلمين: لم يولد
      يسوع/يهوه: ولد يسوع كجحش الفرا عديم الفهم: متى 1: 1 (1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ.)
      أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
      الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
      إله المسلمين: لم يكن طفلا، فكان عليمًا لم يعلمه بشر
      يسوع/يهوه: كان طفلا جاهلا، وعلمه الله إلهه وأهله ومعلموه: لوقا 2: 40 (40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ)
      إله المسلمين: أن الله تعالى هو إله العالم، الذى يُصلَّى له، ويُتعبَّدُ، ويُبتغى مرضاته. (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ...) الرعد 15
      (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء 44
      يسوع/يهوه: كان ليسوع إله يصلى له ويدعوه، ويرجو رضاه فى كل حين: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
      يوحنا 8: 29 (... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
      يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
      لوقا 10: 21 (21وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ...)
      لوقا 22: 41-(41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ ....)
      وقبل أن يقوم بمعجزة إحياء لعازر: (... رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي») يوحنا 11: 41-42
      إله المسلمين: ليس له أم
      يسوع/يهوه: له أم وخالة وزوج خالة وابن خالة
      إله المسلمين: لم يكن يهوديًا أو يتبع دينًا معينًا، بل طالب الكل بالإستسلام له.
      يسوع/يهوه: كان يهوديًا يتبع شريعة موسى والأنبياء
      إله المسلمين: لم يكن إنسانًا، ولا يجوز له أن يتجسَّد، فهو أكبر من كل كيان
      يسوع/يهوه: أصبح إنسان وتجسَّد
      إله المسلمين: لا تأخذه سنة ولا نوم
      يسوع/يهوه: ينام ويسكر (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ)مزمور 78: 65
      إله المسلمين: إله قدوس صمد، لا يأكل أو يشرب، وبالتالى لا يتبول ولا يتبرز
      يسوع/يهوه: يأكل ويشرب ويتبول ويتبرز
      إله المسلمين: إله عزيز لا يُذَل ولا يُقهر:
      (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 74
      (... وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 40
      يسوع/يهوه: ذليل كان يهرب من اليهود: (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ...) يوحنا 11: 53-54
      وأمسكوه وأهانوه وضربوه: (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ.) متى 26: 67
      (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31
      إله المسلمين: إله الإسلام إله قوى فى ذاته، ولا تخور قواه، أو يضربه عبد من عبيده، أو ينزل ملك من السماء يقويه.
      (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) هود 66
      (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) فاطر 44
      يسوع/يهوه: لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
      يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
      إله المسلمين: إله لا يُؤكل لحمه ولا يُشرب دمه
      يسوع/يهوه: يُؤكل لحمه ويُشرب دمه فى الافخاريستا (التناول)
      إله المسلمين: حث على الرحمة بالأم والبر بالوالدين: البقرة 83 (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)
      النساء 36 (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا)
      الأنعام 151 (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
      الإسراء 23 (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا)
      يسوع/يهوه: حث على بغض الأب والأم والزوجة والذرية والاخوة، والنفس لتكون من تلاميذه: لوقا 14: 26 (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً)
      وعامل يسوع أمه باحتقار شديد، وصل لدرجة أنه تنكر لها: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
      (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-49
      وذلك على الرغم من وجود فقرات كثيرة تأمر بإكرام الأم والأب، إلا أننا نجد أن يسوع نفسه لم يلتزم بها.
      إله المسلمين: لم يأسره الشيطان
      يسوع/يهوه: أسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء يمتحنه خلالها، ويأمره بالسجود له: (متى 4: 1-9؛ لوقا 4: 1-11)
      إله المسلمين: الشيطان هنا عدو لله، وأمرنا أن نتخذه عدوا. (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمۡ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدۡعُو حِزۡبَهُ لِيَكُونُوا مِنۡ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فاطر 6
      (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) الأعراف 27
      (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) البقرة 36
      يسوع/يهوه: الشيطان حليف الرب يُقدم له القرابين، ويبتغى مرضاته، إضافة إلى أنه يحتاجه فى المهمات الصعبة عليه وعلى جنده:
      لاويين 16: 5-10 (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) وعزازيل هو إبليس أو شيطان البرية.
      ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
      إله المسلمين: سُمِّى الشيطان فى الإسلام بالرجيم، والملعون: فقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} النحل 98
      (لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 118
      يسوع/يهوه: سُمِّى الشيطان فى الكتاب المقدس ربًا وإلهًا، ورئيس سلطان الهواء: كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
      يوحنا 12: 31 (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) وأيضًا يوحنا 14: 3 و16: 11
      أفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،)
      إله المسلمين: الله غفور رحيم، يطالبك أن تدعوه فيستجيب لك، وأن تستغفره فيغفر لك، دون واسطة أو وسيط:
      (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر 60
      قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) نوح 10-12
      قال الله تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار،وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم)
      وعن أنس بن مالك  قال: سمعت رسول الله  يقول: قال الله تعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالى يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالى يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي
      يسوع/يهوه: لم يغفر لآدم وحواء، وظل يضمر الشر والحنق فى داخله، وظل كل الأبرياء والأتقياء والأنبياء فى نار جهنم، حتى نزل بعد ألوف السنين، متجسدًا، ليُهان ويموت مصلوبًا على خشبة، وهى ميتة الملاعين،(13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13،
      وحتى يتمكن من مغفرة هذه الخطيئة الأولى للبشرية التى لم ترتكبها، نزل جهنم لمدة ثلاثة أيام ليحرر من فيها:
      بطرس الأولى3: 19 (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ.)،
      وأفسس 4: 9-10: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.)
      إله المسلمين: الله يعلم السر وما أخفى دون أن يضطر للنزول للوقوف على الأمر. ويكفيه أن يقول للشىء كن فيكون. (وَإِن تَجْهَرۡ بِالْقَوۡلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) طه 7
      (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) الفرقان6
      يسوع/يهوه: لابد أن يترك عرشه وينتقل راكبًا ملائكة أنثى (كروبيم) لينزل ويقف على حقيقة أمر ما: تكوين 11: 1-8 (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. ..... 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُوآدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ).
      اقرأ: رب الأرباب يُخرج من أنفه دُخان، ويتحرك راكبًا ملاكًا أنثى:صموئيل الثانى 22: 7-12 (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ.)
      إله المسلمين: الله تعالى لا يعطى إلا الصالح من الفرائض، وإلا كان إلهًا مفسدًا فى الأرض، ولا يمكن أن يُقيم الحجة على عباده ويحاسبهم فى الآخرة. (إِنَّ اللّهَ يَأۡمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالبَغىِ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمْ تَْذَكَّْرُونَ) النحل 90
      (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) الأعراف 28-30
      يسوع/يهوه: حزقيال 20: 25-26 (25 وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا. 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.)
      أشعياء 3: 17 (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.)
      القضاة 9: 23 (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيئًَا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.)
      إله المسلمين: الله رب العالمين ليس بإله عنصرى، وعلمنا ربنا أن العنصرية هى من خُلُقِ الشيطان، فهو أول من نادى بها. قال الله تعالى: (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) ص 76
      وهي من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها. فالله عز وجل رد أنساب الناس وأجناسهم إلى أبوين اثنين، ليجعل من هذه الرحم، ملتقى تشابك عنده الصلات، وتستوثق العرى. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
      وقال النبي  في خُطبة الوداع: (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود،ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (3/586)
      وقد وقف النبي  لجنازة تمر من أمامه، فقيل له إنها ليهودى يارسول الله. قال  (أليست نفسَا) متفق عليه. وبذلك علم الإسلام البشرية أن الإسلام لا ينزع الإنسانية أو يهضم حقوق المخالفين له فى العقيدة.
      لقد رفع الإسلام لواء التقوى؛ لينقذ البشرية من أخطبوط العصبية للجنس، والعصبية للأرض والعصبية القبلية، بل والعصبية ضد الرق ليقول  (من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه، ومن أخصى عبده أخصيناه) رواه أحمد والأربعة. وينقذ البشرية من عصبية الرجل ضد المرأة، في الوقت الذي كانت الجاهلية تئد فيه البنات، فيقول الله عز وجل: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) التكوير 8-9 ويقول (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) النساء 32
      (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل 97
      يسوع/يهوه: عدد33: 50-52 (50وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: 51«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلى أَرْضِ كَنْعَانَ 52فَتَطْرُدُونَ كُل سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ وَتَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ وَتُبِيدُونَ كُل أَصْنَامِهِمِ المَسْبُوكَةِ وَتُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. 53تَمْلِكُونَ الأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ الأَرْضَ لِكَيْ تَمْلِكُوهَا ...)
      إرمياء 27: 8 (8وَيَكُونُ أَنَّ الأُمَّةَ أَوِ الْمَمْلَكَةَ الَّتِي لاَ تَخْدِمُ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابَِلَ وَالَّتِي لاَ تَجْعَلُ عُنُقَهَا تَحْتَ نِيرِ مَلِكِ بَابَِلَ إِنِّي أُعَاقِبُ تِلْكَ الأُمَّةَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُفْنِيَهَا بِيَدِهِ.)
      تثنية 23: 19-20 (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِبًا لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)
      تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
      إله المسلمين: أنبياء الإسلام محترمين، فقد أحسن الرب انتقائهم وأخلاقهم ليكونوا قدوة لقومهم: اقرأ تعظيم الله لأنبيائه فى القرآن:
      إن هؤلاء الأنبياء والرسل هم صفوة الله من بين جميع الناس، هداهم الله واجتباهم وأنعم عليهم، فهم قمم البشرية الشوامخ خلقاً وسلوكًا وصبرًا وجهادًا. يقول الله تبارك وتعالى عنهم:
      (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) مريم 58
      (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء 73
      يسوع/يهوه: يصوِّر الكتاب المقدس جدًا أنبياءه على أنهم من أحقر الناس، كفار زناة، لا يصلحون قدوة ولا حتى لأسرهم: فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة، ويقبض ثمن هذا التعريص (تكوين 12: 11-16)،وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه(خروج 32: 1-6)،وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه(ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم(الملوك الأول 11: 4-7).
      إذا كان هؤلاء هم الأنبياء، فأستحلفك بالله من هم الأعداء؟)
      وإذا كانت هذه هى أوامر الرب فقل لى بالله عليك: كيف ستكون إذن أوامر الشيطان؟ وإذا كان هذا هو الرب، فكيف سيكون الشيطان؟
      إله المسلمين: أنبياء الله فى الإسلام تعبد الله وتتضرع إليه، طالبة غفرانه، ورضاه وجنته.
      يسوع/يهوه: من أنبياء الكتاب المقدس جدًا جدًا من ترك الرب وعبد الأوثان، ومنهم من سبَّ الرب بألفاظ لا تليق من عبد لسيده وخالقه: أيوب 30: 20-22 (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي. 22حَمَلْتَنِي أَرْكَبْتَنِي الرِّيحَ وَذَوَّبْتَنِي تَشَوُّهاً.)
      أيوب 10: 1-20 (1[قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي 2قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! 3أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ .... 6حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ 7فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً .... 14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. .... إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! ... 20... اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً.)
      إله المسلمين: يحفظ الله تعالى القرآن باللغة التى أنزله به
      يسوع/يهوه: لا توجد أصول ترجع إلى عصور الأنبياء التى تنتمى إليهم هذه الأسفار.
      إله المسلمين: ليس بها ألفاظ خارجة تخدش حياء القارىء والقارئة، بل لغته رفيعة، يُتعلم منها.
      يسوع/يهوه: يبلغ النبى هوشع قول الرب قائلاً: هوشع 4: 5 (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: .... 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ.)
      صموئيل الأول 20: 30 (فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟)
      الأمثال 30: 15 (لِلعَلَقَةِ بنْتانِ تَقولانِ: "هاتِ هاتِ" ثَلاثٌ لا تَشبَع وأََربَعٌ لا تَقول: "كَفى" الترجمة اليسوعية
      إله المسلمين: الله هو مالك يوم الدين وبيده الحساب، وستخضع له فى الآخرة كل رقبة، ومنهم يسوع نفسه.
      يسوع/يهوه: أقر الكتاب الذى تقدسه أن يسوع سيخضع لله تعالى يوم الحساب: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      وأترك لك بعد أن علمت كل هذا لتخبرنى أنت:
      هل من يعتقد أن الشيطان شريك للرب ويجب أن تُقدم له القرابين مؤمن أم كافر؟
      هل من يُطلق على الشيطان إله هذا الدهر ورئيس هذا العالم مؤمن أم كافر؟
      هل من يعتقد أن الرب يتعاون مع الملائكة على إضلال الناس مؤمن أم كافر؟
      هل من يعتقد أن الشيطان دخل على الرب وملائكته دون استئذان، واستعان الرب به على إضلال أحد عبيده مؤمن أم كافر؟
      هل من يؤمن أن الرب يسكر وينام وتدمع عيناه، وينام ويتعب، ويأكل ويشرب ويتبول ويتبرز مؤمن أم كافر؟
      هل من يؤمن أن الرب عنصرى، متعصب لليهود على كفرهم به، وعبادتهم الأوثان من دونه، وإساءتهم له ولأنبيائه، قدَّرَ الله حق قدره، أم أساء إليه، وهل هو بذلك مؤمن أم كافر؟
      هل من يؤمن أن الرب ولد، وتحوَّل من اللامحدود إلى المحدود فى رحم امرأة، ثم فى زريبة للأبقار، ثم فى كوافيل الطفل الرضيع، وولد مثل جحش الفرا، فارغ، عديم الفهم، لا مزية له على البهيمة قدَّر الرب حق قدره، أم أهان الرب وسبَّه؟ وهل هو بذلك مؤمن أم كافر؟
      هل من يتعبَّد لشخص ما لم يقل إنه الله، ولم يقل إنه الخالق، ولم يقل إنه الديَّان فى الآخرة، ولم يقل إنه غفار الذنوب، ولم يأمرهم بعبادته، أو الصلاة له، وابتغاء مرضاته، والصيام من أجله، ولم يقل غير إنه عبد لله، يبتغى مرضاته فى حركاته وسكناته، وأنه لم يأت بشىء من عند نفسه، بل ينقل إلينا كل ما يسمعه من إلهه أو يعلمه منه، بل كان يصلى له، ويسجد له، ويبتغى مرضاته، وهو الذى خلقه وأحياه. فهل من يعبد هذا العبد (رسول الله) ويترك الله الخالق، الذى كان يتعبَّد له هذا العبد مؤمن أم كافر؟
      شهد الكتاب المقدس جدًا أنه عبد لله:
      أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

      تعليق


      • #33
        أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        فهل كان يسوع فعلا عبدًا لله؟
        نعم: لقد كان يتعبد له، راكعًا ساجدًا له:
        لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ..)
        لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى.) وكل هذا لا يفعله إلا العبد أمام ربه وخالقه! فكيف أصبح العبد إلهًا؟
        وقال للمرأة السامرية إنه يسجد للإله الحق الذى يعرفه:
        يوحنا 4: 21-22 («يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
        وأقر أن الله تعالى أعظم منه، ويستحيل أن يكون عبد أعظم من سيده، أو رسول أعظم من مرسله:
        يوحنا 14: 28 (...لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        يوحنا 13: 16 (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
        وأقر أن شهادة التوحيد لله هى مفتاح الجنة:
        يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        ونفى أن يتجسَّد إله أو ينزل على الأرض:
        متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
        متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
        متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .....)
        ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
        ولم يكن يفعل إلا ما يرضى الله عنه:
        يوحنا 4: 34 («طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وقال إنه رسول الله إليهم:
        1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        2- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        3- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
        4- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        5- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        6- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        7- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
        8- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
        9- يوحنا 5: 36-37 (36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ...)
        10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
        11- متى 15: 24-26 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
        12- أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        13- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
        14- يوحنا 5: 23 (... مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.)
        وأكرر مرة أخرى قول يسوع السابق: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24، أى له الجنة دون سابقة حساب.
        وعرفته الجموع بأنه نبى الله إليهم:
        متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
        يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
        وشهد اثنان من تلاميذه أنه كان رسولا لله:
        اثنان من تلاميذه يقولان بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-19 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
        وشهد رؤساء اليهود أنه نبى الله إليهم:
        متى 21: 46 (46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
        يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
        فلم يتكلم من نفسه، بل نفَّذ أوامر الله وتعاليمه له:
        يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
        يوحنا 10: 25-30 (25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. .. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»)
        ولم يفعل معجزة إلا بقدرة الله تعالى:
        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
        لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
        متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
        أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
        وأقر أنه إنسان، فاسمعوا قوله:
        يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
        وأن إلهه هو الوحيد الصالح، أما يسوع نفسه كعبد لله فهو مخطىء، لأن كل بنى آدم خطائون:
        لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
        من المعروف لديكم أن يسوع مات وأسلم الروح إلى بارئها:
        لوقا 23: 46 (46وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!» وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَسْلَمَ الرُّوحَ.)
        والكتاب نفسه يقول إن الروح ترجع إلى الله بارئها:
        الجامعة 12: 7 (فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا)
        فموت يسوع يدل على أنه ليس الله، لأن الله حى قيوم إلى الأبد لا يموت:
        تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
        تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
        إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
        وفى الآخرة سيقف بين يدى الله ليُحاسب مثل باقى خلق الله:
        كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
        وبعد كل هذا تصر على عبادة العبد وتترك إلهه! فهل أنت بذلك مؤمن أم كافر؟
        تعبد إنسان، قال لك إنه إنسان، والله تعالى أعظم منه، وأنه لا يبتغى إلا مرضاته، ولا يعمل شيئًا إلا بقدرة الله، وأنه ... وأنه ....! فهل تسمى نفسك بذلك مؤمنًا؟ ألا تؤيدنى أنك تعبد سرابًا، وهمًا؟
        أما ادعاؤك أنك من أهل التوحيد، لأنك تقول بعد أن تُعدِّد ثلاثة آلهة إنهم واحد: (الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد)، فهو يجافى العقل، ويخاصم المنطق، ولا علاقة له بالدين، ولا حتى بالكتاب الذى تقدسه. وليس معنى أنك تقول إن الثلاثة واحد أنهم هكذا. فقد يخرج علينا غيرك ويقول لنا إن الخمسة واحد، وليسوا خمسة، وتريد منا تصديقه، واعتماد صحة حسابه أو اعتقاده.
        ولو كان الثلاثة واحد لاينفصلون طرفة عين، كما يقول قانون الإيمان، فهل نفهم أنه بموت أحد الأقانيم مات الثلاثة؟ فمن هذا الإله الذى أحيا الثلاثة؟ هل هو إله رابع؟ أليس هو الإله الذى كان يسوع يتعبد له بالصلاة والأعمال الصالحة، ويدعو الناس لعبادته؟ ولو كانوا هؤلاء الثلاثة واحد، فكيف تميز كل منهم عن الآخر؟ وما حكمة أن يتميز كل منهم عن الآخر لو كانوا واحدًا وليسوا ثلاثة؟ أى لماذا لم تُجمع كل هذه الصفات والمميزات ونتكلم عن إله واحد، بدلا من ثلاثة أقانيم؟ وما هو الذى يتميز به كل منهم ولا يقدر الآخر على عمله؟ ألا يدل ذلك على نقص كل منهم وافتقاره للاثنين الآخرين؟
        فى الحقيقة يوجد نص كُتب بنهاية إنجيل متى (28: 18-19) وهو النص الوحيد (مع نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7) الذى يستشهد به المثلثون على صدق عقيدتهم فى التثليث، وباقى أدلتهم عبارة عن تأويل، مثل قول القديس جريجوريوس فى استشهاده بنشيد الملائكة (قدوس، قدوس، قدوس) فهو يرى أن تكرار الكلمة ثلاث مرات دليل على صحة عقيدة التثليث. ويتغاضى عن ما ذكر فى باقى النصوص. وهكذا تُأخذ العقيدة عن جريجوريوس، ولا تُأخذ عن يسوع!!
        وقبل أن أذكر النص الذى نحن بصدد الكلام عنه،أفترض ما يفترضه المسيحيون أن هذا النص يدل على التثليث، وأن يسوع هو الله (سبحانه وتعالى). ونذكِّر بأن هذه العقيدة هى لب المسيحية وأساسها.
        عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس:
        ففكَّر معى:
        أليس الكتاب الذى تقدسه تُؤخذ منه عقيدة إيمانك؟
        هل يوجد نص كتابى ذكر أن الرب يتكوَّن من ثلاثة أقانيم، أو حتى كلمة أقنوم؟
        هل نزل الرب وضُرب، وأُهين، وقُتل ولم يذكر أنه يتكوَّن من ثلاثة أقانيم؟
        هل نسى الرب أن يذكر لُبَّ عقيدته للبشر، وأن يبرهنها لهم، ويفهمها إياهم؟
        هل تذكر يسوع أنه دخل أورشليم راكبًا على حمار وأتانة، ونسى أنه يتكون من ثلاثة أقانيم؟ فهل ذكر الحمار والأتانة أهم من لب العقيدة؟
        ما الذى أنسى الرب لب هذه العقيدة، التى هى أساس الدين وقوامه، إلى أن يُقتل ويقيمه إلهه من الأموات؟
        لماذا لم يذكر يسوع هذه العقيدة مرات ومرات ليؤكِّد عليها، كما أكد العهد القديم والجديد على أن الله واحد أحد، لا يُرى، ولم يره أحد من قبل؟
        وإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة، وأنها غير موجودة فى أهم النسخ، وقد فقدت من الأصول، وأضافها التلميذ أرستون ليكمل بها القيامة. وهذا ما ذكره الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى ص622. كما أشار الدكتور وليم باركلى أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسجو إلى أن نهاية إنجيل متى مفقودة، وأن الأعداد من 9 إلى 20 ليست موجودة فى أقدم النسخ وأصحها، كما أن أسلوبها اللغوى يختلف عن أسلوب باقى الإنجيل، ويستحيل أن يكون كاتبها هو نفس كاتب الإنجيل. وهذا ما قالت به ترجمة الآباء اليسوعيين، والترجمة العربية المشتركة، ودائرة المعارف الكتابية. ولا توجد فى النسخ السينائية والفاتيكانية والسريانية والقبطية الصعيدية والأرمينية والجورجية (تحريف مخطوطات الكتاب المقدس، ص92-107)
        وأكرر: فإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة، وأنها غير موجودة فيما يسمونه بالأصول اليونانية، وإذا كان هذا هو رأى علماء المخطوطات ونصوص الكتاب المقدس فيها، فما الذى يمنع من إضافة نصوص أخرى غير التى أضيفت إلى متى؟
        إن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته، ويكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى منها متى معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6% من عدد الجمل. وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.
        فيقول وليم باركلى فى تفسيره "إنجيل متى" ص 17 :إن ”المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى، و81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.“ أى 88.6% من عدد الفقرات الموجودة فى إنجيل مرقس قد نقلها متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية.
        وبحساب الجُمَل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن (مرقس يحتوى على 661 عددًا، ومتى 1068 عددًا، وفى بشارة لوقا 1149 عددًا. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس [أى 91.6%]، ويورد لوقا 320 منها.) وهناك أيضًا 55 عددًا موجودة عند مرقس ولا يذكرها متى، ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عددًا يوردها لوقا.
        وفى ص19 يقول باركلى: (فكلاهما [متى ولوقا] أخذا من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عددًا فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا نعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح، ويرمزون إليه ب (q)) التى تعنى المصدر.
        إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس، وأتى من مصدر آخر مجهول ومفقود بباقى إنجيله.
        ويرفع ر. ت. فرانس فى التفسير الحديث لمتى ص 25 نسبة إسهامات متى الشخصية فى إنجيله فيقول: ”نجد فى إنجيل مرقس ما يقرب من 45% من مادة إنجيل متى، فى صيغة مماثلة (وأحيانًا متطابقة تمامًا)، بل يكاد تكون بنفس الترتيب، وثمة 20% أو أكثر أخرى تشترك بنفس الطريقة مع إنجيل لوقا، هذا فضلاً عن وجود توافق تقريبى فى ترتيب الكثير من الأجزاء المشتركة وإن اختلف مكانها فى الهيكل العام لكل إنجيل، وبهذا لا يتبقى سوى 35% من الإنجيل، وهى محصلة ما ساهم به متى شخصيًا فى الإنجيل المعروف باسمه، على الرغم من أنه بلا شك قدم الكثير من المادة المشتركة بطريقة واضحة مميزة، إلى حد أنه قد يكون من الصعب أحيانًا تحديد ما إذا كان فى الواقع ثمة تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين.“
        ومعنى ذلك أن متى أضاف من عنده 35% من هذا الكتاب المنسوب إليه، وباقى ال 65% فهى مادة يشترك فيها مع مرقس ولوقا، ونلاحظ اعتراف الكاتب بأن ما أضافه متى هو(إسهام شخصى منه)، وأنه قدم هذه المادة (بطريقة واضحة مميزة). وأنه يصعب أحيانًا تحديد إذا كان هناك تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين، أم هو اتفاق بين كبار الكهنة والكتبة على التحريف. فالأمر الخاص بالتقليد المشترك لا يعدو أن يكون أيضًا مجرد تخمين.
        وإذا كان متى قد نقل من مرقس ما يقرب من 91.6% من عدد الجمل الواردة عنده، فما أصل نص التعميد هذا الذى أورده متى وما مصدره، فهو لم يُذكر إلا عنده، فلا يعرفه الإنجيليون الآخرون، ولا سمعه التلاميذ ولا استعملوه؟
        وإذا كانت هذه تعاليم يسوع، فكيف أغفلها الباقون؟ فهل طرد الباعة من الهيكل أهم من أساس هذا الدين؟ لقد ذكر هذه الحادثة الأناجيل الأربعة.
        وهل لعنه لشجرة التين وتدميرها أهم من لب عقيدتكم التى ما جاء وأُهين وبُصق فى وجهه إلا من أجلها؟ لقد ذكرها متى ومرقس.
        وهل ذكر دخوله أورشليم على جحش وأتانة أهم من ذكر قوام الدين عندكم؟
        هل مسح مريم لرجل يسوع بالدهن أو الطيب أهم من لُب عقيدتكم؟
        هل ولادة يسوع فى مزود للأبقار، ولفه فى كوافيل أهم من أصل عقيدتكم؟
        هل سلسلة نسب يسوع المتضاربة بين متى ولوقا أهم من أساس الدين والعقيدة؟
        هل ضربه للصيارفة وطردهم من المعبد أهم من توضيح هذا الثالوث وتكراره؟
        ولنتعرف الآن على هذا النص وملابساته عن قُرب.
        يقول النص:
        (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.).
        فهذه هى الصيغة التى يعتبرونها تدل على التثليث، والتى ذُكرت فى نهاية إنجيل متى، ويتمسك بها القائلون بالتثليث. وهو النص الوحيد الذى يحتوى على هذه الصيغة بين كل أسفار ورسائل الكتاب الذى يقدسه المسيحيون. ولم يعرف التلاميذ، كما يقص علينا سفر أعمال الرسل إلا التعميد على اسم يسوع أو باسم الرب.
        ونبدأ بتحليل النص:
        فالقارىء للنص (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ) يُثبت أن الآب خصَّ الابن فقط بكل سلطان على السماء والأرض، واستثنى الروح القدس من هذا الموضوع. كما يثبت أن الدافع له هذا السلطان هو آخر كان مالكًا له غير يسوع، الذى لم يكن معه هذا السلطان، لذلك فهو أعظم من يسوع، ومن الروح القدس؛ لأنه صاحب هذا السلطان، وقد تنازل عنه بأى صورة كانت ليسوع.
        وعلى ذلك فالعبارة لا تدل إلا على أن يسوع كان عبدًا لله، اصطفاه وقربه وأعطاه هذا السلطان. الأمر الذى يشير إلى افتقار يسوع إلى هذا السلطان قبل أن يعطيه الله إياه، وافتقار الروح القدس للسلطان بعد أن أعطاه الآب للابن دون الروح القدس!! كما يشير إلى أنهم ثلاثة: العاطى والمعطَى إليه، والثالث يجلس بدون سلطان. ولا يُعقل أن يكون العاطى هو نفسه المعطَى إليه!
        كما ينفى وجود أى إشارة داخل الأناجيل تدل على ألوهية يسوع أو امتلاكه لمثل هذا السلطان غير هذا النص!! ومن هنا يجب ألا يستشهد مسيحى بأى فقرة أو جملة من الكتاب الذى يقدسه للتدليل على ألوهية يسوع.
        ولو قرأنا النص مرة أخرى بتدقيق أكبر لفهمنا أن سبب قول يسوع هذا النص للتلاميذ (هذا بفرض صحته) هو ما دفعه الله إليه من سلطان. أى لولا هذا لما جَرُأ يسوع على قول هذا، وأنه لا يفعل إلا ما يمليه الله تعالى عليه. وهذا مصداقًا لقوله: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وهذا يثبت أن الله تعالى هو إله يسوع وإله الروح القدس، يستخدمهم من أجل دينه ويوظفهم لما يريده. الأمر الذى ينفى التساوى بينهم!!
        وهذا يُثبت أيضًا بدوره وجود شخصين اثنين مختلفين غير متحدين، أحدهما المالك الأصلى والدافع، والآخر المدفوع له السلطان. ولو كانا شخصًا واحدًا، لكان المتكلم يهزى أو يضحك عليكم، ولا نرى داعٍ لهذه المسرحية.
        ويُثبت أيضًا عدم اتحاد الروح القدس مع الاثنين الآخرين، وإلا لتساءلنا: لماذا خص الآب يسوع بكل سلطان فى السماء وعلى الأرض دون الروح القدس؟
        وما هى وظيفة الأقنوم الثالث حاليًا، وما هى سلطاته، بعد أن دُفع كل سلطان فى السماء وعلى الأرض ليسوع دونه؟
        هل هو حاليًا واقع تحت إمرة وسلطة يسوع؟
        وهل يملك الآب أن يعطى يسوع هذه السلطات متحاشيًا الروح القدس شريكهما فى الألوهية؟
        وماذا كانت سلطات الابن كإله قبل أن تُعطى له كل هذه السلطات؟
        وهل كانت كل هذه السلطات فى أيدى الآب وحده دونهما؟ فبما استحق يسوع والروح القدس إذًا التأليه؟
        أليس معنى هذا أن يسوع لم يكن يملك هذا السلطان قبل موته وقيامته؟
        ألا يدل هذا أيضًا على عدم تساويه بالآب فى الألوهية؟
        فكيف وبأى حق دفع يسوع من قبل كل سلطان فى الأرض وفى السماء لبطرس أو للتلاميذ وهو لا يملكه؟:
        (18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 18-19،
        وأعطاه من قبل لكل التلاميذ: (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) متى 18: 18
        ولو فعل يسوع هذا بأمر الله كما صرح من قبل فى يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)، فكيف تراجع الرب فى كلامه وسحب الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض من التلاميذ كلهم، ووافق أن تكون لبطرس فقط، ثم سحبها من بطرس وأعطاها ليسوع؟
        ولو سحبها الرب من التلاميذ وأعطاها ليسوع، فبأى سلطان أو روح كان يتكلم التلاميذ بعد اليوم الخمسين؟
        وما الدليل على صدق أسفار ورسائل الكتاب المقدس، لو كانت أوحيت من الروح القدس، الذى نزع منه كل سلطان فى السماء وعلى الأرض؟
        ولو كان كل هذا السلطان فقط فى يد يسوع، فما قيمة أن يعطيهم الروح القدس فى اليوم الخمسين؟
        وهل يُمكننا الثقة فى كلامهم وأعمالهم بعد أن سحب الرب ثقته فيهم وتراجع فى هيمنتهم على ملكوت السماوات والأرض؟
        أليس سحب الرب هذا الملكوت منهم يدل على سحب ثقته فيهم؟
        وأليس سحب الثقة ينتزع منهم القداسة، ويجعل أعمالهم غير مقدسة؟
        أليس بجعل أعمالهم غير مقدسة ينفى قداسة ما نسب إليهم من أسفار ورسائل؟
        بل كيف يمكن للروح القدس الثقة فى التلاميذ وفهمهم للب عقيدة هذا الدين، إذا كانوا لم يفهموا كلام يسوع أو أمثاله فى حياته وهو معهم؟
        فهل الروح القدس أجدر على أفهامهم وتعليمهم أكثر من يسوع؟ فلماذا إذًا أعطى الآب السلطان على السموات والأرض ليسوع الذى فشل فى تعليم تلاميذه وانتقائهم، ولم يعطه للروح القدس الذى نجح فى تعليمهم وإفهامهم؟
        فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
        ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)متى8: 26
        ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.) لوقا 22: 21-26
        وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
        وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
        وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم، ولم يتمكنوا من إخراجه، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين بصورة تُرضى الله عنهم!!
        (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16
        على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
        وكانت غلظة قلوبهم سببًا فى عدم فهمهم: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52، أى كانوا أغبياء.
        كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
        بل اتهمه أنه لا يهتم بأوامر الله، ولا يهتم إلا بما يُعجب الناس، أى اتهمه بأنه مرائى ومنافق، الأمر الذى جعله ينعته بأنه شيطان: (فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»)متى 16: 23
        ووعدوه بنصرته، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
        بل لقد أقسم بطرس كذبًا أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟)، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
        نعود لنص متى (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ).
        ومن الذى أمر يسوع أن يعطيه للتلاميذ أو لبطرس فقط؟ إنه الآب: (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50،
        فإذا كان الآب هو الذى أمره أن يقول هذا، فلماذا نسخ الرب أوامره، بالرغم من رفضكم للنسخ فى كتابكم، وتعتبرونه سُبَّة فى جبين الإسلام؟
        إن سحب الملكوت والهيمنة عليه من أيدى التلاميذ وإعطائها ليسوع قد يكون تأكيد من الرب لكلام يسوع أنهم أغبياء ولا يستحقون هذه المنزلة!!
        ولو كانوا كذلك فلماذا عاد وأعطاهم الروح القدس؟
        فهل يريد كاتب الكتاب أن يقول إن الروح القدس لا تُعطى إلا للأغبياء؟
        ولو تصرَّف يسوع بدافع شخصى، وأعطاهم هذا السلطان من تلقاء نفسه، لكان كاذبًا كافرًا، لأنه فى هذه الحالة كذب فى أن كل ما يقوله أو يفعله من الله، ويكون قد كفر لأنه تأوَّل على الله وقال ما لم يخبره به!! يؤكِّد هذا أنه مات مقتولاً، ويقول الرب فى سفر اتثنية إن من يقل كلامًا من تلقاء نفسه وينسبه للرب يموت مقتولاً: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20، وجاءت فى التوراة السامرية والترجمة اليسوعية (فيُقتل ذَلِكَ النَّبِيُّ). الأمر الذى لا يُقره عاقل من المسلمين أو المسيحيين.
        أو على الأقل لكان مناقدًا لنفسه، إذ كيف يكونوا أغبياء ويُعطيهم الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض؟
        وألا يدل هذا على أن الله هو المتسلط على هذا الملكوت يعطيه من يشاء ويسلبه من من يشاء، وقد تساوى يسوع مع التلاميذ فى هذا العطاء، فلا سبب مقنع لتأليه يسوع دون التلاميذ؟
        نُجمل قولنا فى الاستفسار والتعجُّب أن هذا السلطان الذى أعطاه يسوع للتلاميذ، ألغاه الله، وأعطاه ليسوع. الأمر الذى يؤكد عدم ألوهية يسوع، وأنه ليس له من الأمر شىء وأن الأمر والنهى كله بيد الله!!
        والغريب أن يسوع أخذ من الرب السلطان على ملكوت السماوات والأرض، على الرغم من أن الرب نفسه لم يكن يملكه. فقد كان بأيدى الشيطان، ووعد به يسوع إن أطاعه وسجد له: (8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».) متى 4: 8، ولم يعترض يسوع إلا على السجود له، فلم يقل له إن هذا الملكوت ملكًا لى أو ملكًا لله، وليس لك منه شىء، حتى لا يتوهم إنسان أن الشيطان يمكنه أن يعطى السلطان والتسلط على العالم لمن يطيعه. وإلا لكانت تجربة يسوع متهافتة لا قيمة لها، مثل الذى يدخل الإمتحان ويعرفه ويعرف إجاباته مسبقًا.
        فالشيطان يطلب منه أن يسجد له، وهو الإله الذى تسجد له كل الخلائق، ويريد الشيطان أن يُكافئ الإله بأن يهبه ملكوت السماوات والأرض، الذين هم من ممتلكات الإله. فلك أن تتخيل أننى أطلب منك طلبًا، أو أسألك سؤالاً، وستكون مكافأته أن أعطيك سيارتك التى تملكها مكافأة على ذلك! ومثل هذا لا يحدث إلا فى أربع حالات فقط:
        1- إما أن تكون مسرحية هزلية، كتبها كاتب فاشل فى سيناريو القصة.
        2- إما أن يكون الشيطان يُهزِّر مع إلهه ويرفه عنه فى أسره!! ومثل هذا ليس بشيطان، ولا المأسور المتمتع بهزار الشيطان معه بإله.
        3- وإما أن يكون الشيطان غبى، وليست هذه صفته. فالشيطان الذى يتمكَّن من أسر إلهه، والضحك عليه، ليس بغبى!!
        4- وإما أن يكون الشيطان قد رأى فى الإله السذاجة الكافية، التى تمكنه من الضحك عليه، وإظهار غباء هذا الإله! وهذا هو ما اتضح، حيث لم ينوِّه يسوع أن هذا الملكوت ملكوته هو، فكيف سيُكافأ به؟
        ولايمكننا التجاوز عن قول الرب إنه أعطى الابن السلطان على السموات والأرض، لأن الهيمنة الحقيقية عليهم كانت فى أيدى الشيطان، الذى سمَّاه الرب نفسه فى كتابه (إله هذا الدهر) و(رئيس هذا العالم) و(رئيس سلطان الهواء):
        كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
        يوحنا 12: 31 (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) وأيضًا يوحنا 14: 3 و16: 11
        أفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،)
        وإذا تجاوزنا عن موضوع عدم امتلاك الآب لهذا السلطان من الأساس، فيسوع ليس له إذن سلطان ذاتى، أى ليس بإله، ولكنه استمد قدراته وسلطانه من الله تعالى. ومثل هذا كثير فى الأناجيل وفى أقوال عيسى ، الأمر الذى لا يدع مجالاً للشك أنه كان يتكلم عن إلهه، الذى كان يسوع أقل منه، وأضعف منه، وتابعًا له، ومنها:
        1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        2- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)، أى هو رسول الله!
        3- لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) تكلمت أكثر من مرة عن معنى ربى الذى تفسيره يا معلم: (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16، وهذا دليل بين على عدم ألوهيته، أو اتحاده مع الله، وأن إرادة الأب الذى فى السماوات، هى التى يجب أن نسعى لتحقيقها حتى نفوز بالخلود الأبدى فى الجنة.
        4- لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) فهذا النص وحده يكفى لتفنيد عقيدة الثالوث والتجسد، التى يعتنقها أهل الصليب. أليس باسمك .. ..؟ هؤلاء هم الذين اتخذوه إلهًا، وصنعوا كل هذا باسمه بدلاً من اسم الله الواحد الأحد. فسمَّاهم فاعلى الاثم، وطردهم بعيدًا عنه، لأنهم لم يلتزموا بوصاياه وتعاليمه.
        وعندما نتعرض لصيغة التعميد التى مارسها التلاميذ، سنجدهم كانوا يعمدون الناس على اسم يسوع. وسوف نتعرض له لاحقًا. فهل يدل ذلك على أنهم هم فاعلو الإثم، الذين سيبعدهم يسوع عن نفسه يوم الحساب؟
        يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)، أى إن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة ألا إله إلا الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله. فما علاقة هذا بالتثليث؟
        6- لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)، وهذا إقرار من عيسى  أنه لا يفعل معجزة إلا بقدرة الله!
        7- يوحنا8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
        8- يوحنا 14: 16 (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
        9- يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        فهل بعد كل هذه النصوص، تُنادون أعزائى المسيحيين بالتثليث، وباتحاد الابن مع الآب والروح القدس؟
        ألم تفكر عزيزى المسيحى أن اتحاد الثالوث لا يتم إلا إذا كان هناك ثلاثة منفصلون يتم الاتحاد بينهم، وإلا لما قلنا كلمة اتحاد من الأساس؟ فمتى كان هناك ثلاثة آلهة؟ ومتى اتحدوا؟ ولماذا؟ ولو أنصفت فى الإجابة على هذه الأسئلة لأدت بك إلى رفض التثليث، والإيمان بالله الواحد الأحد، الذى لا يتكون من أقانيم.
        ألم تُفكر عزيزى المسيحى أن كلمة ثالوث تعنى ثلاثة، مثل كلمة ثنائى أو مثنى التى تعنى اثنين؟ فكيف يُشير الجمع المحدد بثلاثة إلى المفرد الذى يعنى الواحد فقط؟
        وإذا كان قانون الإيمان يريد أن يجمع بين الفطرة والدين الصحيح الذى يقر أن الله واحد أحد، وبين ما يَدَّعون من كونه ثلاثة فى واحد، فما دليل قانون الإيمان على قوله من ناحية العقل والنصوص الصريحة الدالة على ذلك فى العهدين القديم والجديد دون تأويل؟
        ألم تفكر عزيزى المسيحى أن يسوع كان يطوف القرى والمجامع، وليست له إلا وظيفة واحدة هى أن يكرز بملكوت الله، كنبى من أنبياء بنى إسرائيل؟ فهل نسى كل أنبياء بنى إسرائيل موضوع التثليث، ولم يتذكره إلا يسوع؟
        ففى متى 4: 17 كان عمله الوحيد من وقت موت يوحنا المعمدان الكرازة باقتراب ملكوت الله: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».).
        وفى لوقا 8: 1 يقول: (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي [كل (الترجمة اليسوعية)] مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.). وهذا هو لب رسالته التى كان يعلمها تلاميذه وكانوا يتعاونون معه فى البشارة بقرب مجىء ملكوت الله.
        ألا ترى معى أنه لو كان يسوع  إلهًا، لكان قد أخطأ فى حق كل البشرية؟ ألم يكن من واجبه أن يبشر كل الناس بأنه الإله أو البشر المتجسِّد معه؟ فهل نسى أم خاف من اليهود؟ وإذا كان يخشى اليهود فلماذا لم يخرج إلى الوثنيين وعُبَّاد الثالوث فى الهند والصين ومصر والرومان وغيرهم؟ ألا تعتقد أن هذا سيكون أوقع لدعوته وأكثر جدية ومصداقية مما حدث؟
        وإذا كان هذا هو لب رسالته، فما علاقة هذا بألوهيته أو بتجسده؟ وما علاقة لب رسالته هذه التى تنادى باقتراب ملكوت الله بالخطيئة الأزلية والفداء؟ فلماذا لم ينطق بألوهيته بلفظ صريح، ويُخلصكم من هذه التخبطات؟ لماذا لم يدلل على ألوهيته بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما؟ لماذا لم يُصرِّح لكل هذه القرى التى طاف بها أنه تجسَّد ليفدى البشرية من الخطيئة الأزلية التى اقترفتها حواء؟
        وهل من العقل أن ينزل الإله على الأرض متجسدًا، يلقى الهوان من الشيطان الذى يعتقله أربعين يومًا فى الصحراء، ويتجرع الذل من عبيده، بين هروب منهم، وتسفيه له، والقبض عليه، والإستهزاء به، والبصق فى وجهه، ولطمه على وجهه، ثم تقييده وشل حركته، ثم انتزاع حياته منه، أكرر: هل من العقل أن ينزل ويحدث له كل هذا وينسى أن يخبرهم أنه هو الإله المتجسد، أو يخبرهم بأنه نزل ليفديهم من الخطيئة الأزلية؟
        هل تعرف عزيزى المسيحى أن يسوع ذكر فى الأناجيل كلمة ابن الإنسان حوالى 83 مرة؟ بل ذكرت كلمة شيطان 14 مرة، وذكرت كلمة إبليس 26 مرة، فكم مرة ذكر أنه إله؟ وكم مرة ذكر كلمة الخطيئة الأزلية؟ وكم مرة ذكر آدم أو حواء؟ وكم مرة ذكر كلمة أقنوم؟ لا يوجد ذكر لهم.
        عزيزى المسيحى: إن دخولك الجنة يتوقف على رضى الله. ورضى الله يتوقف على اتباعك لرسوله إليك. وقد أقر رسول الله إليك أنك لن تدخل الجنة إلا بقولة (لا إله إلا الله، عيسى رسول الله): (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ [(ويَعْرِفُوا) الترجمة اليسوعية] وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
        عزيزى المسيحى: إن يسوع الذى تحبه يُحذرك من أن تتخذه إلهًا، فيقول لك: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) لوقا 7: 22-23
        ويقول لك: لا إله إلا الله. إن الله هو أعظم منه، وهو الذى يستحق العبادة فقال: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28، وأنه لا صالح إلا هو، فقال: (لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 18-19، ولا يجب أن تؤلهوا رسوله، فقال (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، فماذا تنتظر لتفيق إلى أمر الله ورسوله؟
        * * *
        والنقطة الثانية: هل تعنى صيغة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) اتحاد الآب بالابن بالروح القدس وذلك لأنه باسم وليس بأسماء؟
        لا. فإن النص يتكلم عن ثلاث ذوات متغايرة قرن بينها بواو العطف، التى تدل على المغايرة. وهو مثل قول الكتاب نفسه (أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ) تيموثاوس الأولى 5: 21
        فلو كان نص متى يعنى اتحاد الابن والروح القدس بالرب، لكان نص تيموثاوس يعنى أيضًا اتحاد يسوع وملايين الملائكة بالرب، ولم تقف عقيدتكم على الثالوث!
        ويقولون لو كانوا ثلاثة لقال النص (عمودوهم بأسماء)، وبما أنه قال (اسم) على المفرد فهو واحد.
        وإذا بحثنا فى الكتاب المقدس سنجد نصوصًا تُخالف هذا المفهوم، حيث وردت كلمة اسم بالمفرد وتشير إلى الجمع، أو قل أفضل (جواز إفراد المضاف المفرد إلى المضاف إليه الجمع)، منها:
        1 - (6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.) التكوين 48: 6، فهل هنا الاسم المفرد المنسوب إلى أخوين يعنى الوحدة بين هذين الاخوين؟!
        2- (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ.) التثنية 7: 24، ولاحظ هنا أنه استخدم كلمة اسم المفردة للدلالة على أسماء الملوك، ولم يقل أحد باتحاد هؤلاء الملوك، كما يقولون باتحاد الآب والابن والروح القدس.
        ومثلها أيضًا ما ذُكر فى سفر التثنية، حيث ذكر أن الرب سيمحو اسم أعدائه، وهم شعوب كاملة وليس أسماءهم: (14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.) التثنية 9: 14
        3- (7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا.) يشوع 23: 7، ومثلها أيضًا فى (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20، وهو هنا استخدم أيضًا كلمة ”اسم“ المفردة للدلالة على الآلهة الوثنية العديدة، التى تُعبد من دونه، بل وأشار إليها فى الكلمات التى تليها بالضمير المفرد أيضًا.
        وهنا أتذكر كلمة أحد الزعماء فى مصر عندما كان يستهل خطبته بقوله: (باسم الشعب)، ولم يعتقد إنسان أنه يقصد اتحاد الشعب فى فرد (أقنوم) واحد.
        ومثل هذا ورد أيضًا فى القرآن الكريم، ومنها قوله: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران
        * * *
        وبالنسبة لقوله إن الآب هو الابن وهو نفسه الروح القدس فهذا سيؤدى إلى فساد أخلاقى فى المجتمع لا حصر له، حيث يكون الروح القدس الذى حل على مريم وحبَّلها هو الابن نفسه، فتكون الأم قد حملت من ابنها (فالروح القدس هو الابن) ثم أنجبت زوجها، الذى هو ابنها أيضًا. فهذا فساد للعقل والأخلاق، ووثنية علمنا بوجودها فى الديانات الوثنية التى حاربها الله تعالى عن طريق كل أنبيائه.
        ولو كان الآب هو نفسه الابن وهما نفسهما الروح القدس، لجاز لكم أن تقولوا باسم الروح القدس والآب والابن أو باسم الابن والروح القدس والآب، وهو غير جائز عندكم، بل يكفر من يفعل ذلك.
        ولو كان الآب هو نفسه الابن والروح القدس لما قلتم بأن الأقانيم متمايزة أى مختلفة عن بعضها البعض، وتتكامل باتحادها. الأمر الذى يعنى أنهم ثلاثة آلهة ناقصة، ولا بد من جمعهم فى وعاء أحدهم ليتحد الثالوث، ويصبح واحدًا.
        ولا نعرف هل كان هذا الثالوث رابوع أثناء حمل مريم بالآب والابن والروح القدس؟ حيث كان رحمها هو الوعاء الذى حوى هذا الثالوث. وهل كانت هى بنفسها الإله الرابع أم رحمها؟وهل كان خاموس أثناء تثبيته على الصليب أو وهو فى القبر؟
        ويا ليت الكاتب يخبرنا من الذى كان يحكم العالم وإلهه فى رحم امرأة؟
        ومن الذى كان يقوت العالم ويحيى ويميت والإله يرضع من ثديى أمه؟
        ومن الذى مات منهم على الصليب؟ فلو مات الابن فقط لما كملت عملية الفداء، ولو مات الآب ومعه الباقون فمن الذى أحيا الإله بعد أن ضاعت منه روحه؟
        والأغرب من ذلك أنهم يقولون إن أصل الوجود هو الآب، ثم بعد ذلك يُقرُّون أن الروح القدس منبثق من الآب أو الآب والابن. ومعنى ذلك أنه محدث عليهما وليس بأزلى.
        ونفس الشىء نجده مع الابن، فهم يقولون إنه مولود، والمولود لا بد أن يكون مخلوقًا، وذلك بنصوص الكتاب أيضًا. الأمر الذى يدل بالبداهة على أنه كذلك مُحدَث على الآب. والدليل على ذلك أن هذا الثالوث لم يظهر إلا فى من يدعى اتباع عيسى ، ولم يعرفه نبى أو مؤمن فى الكتاب الذى يقدسونه.

        تعليق


        • #34
          وحول هذه العبارة قالت دائرة المعارف الفرنسية: ”نعم إن العادة فى التعميد كانت أن يذكروا عليه اسم الأب والابن والروح القدس، ولكنا سنريك أن هذه الكلمات الثلاث كانت مدلولات غير ما يفهم نصارى اليوم، وأن تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان (بطرس) حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحى إليه من عند الله“. (ص223 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“ نقلا عن دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدى ج10 ص202)
          لذلك بيَّن ابن تيمية فى (الجواب الصحيح ج2 ص98) أن عبارة التعميد المقصود منها: (مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذى أرسله، وبالملك الذى أنزل عليه الوحى الذى جاء به، فيكون ذلك أمرًا لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهذا هو الحق الذى يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول). (ص224 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
          ويؤخذ فى الاعتبار أن لفظة "الابن" تشير هنا إلى المسِّيِّا، أى النبى الخاتم، آخر رسل الله، الذى وعد الله تعالى به موسى وقومه، أنه سيرسله آخر الزمان، وعلى ذلك أرى تضامنًا مع الدكتور أحمد حجازى السقا، أنها تعنى ونبيه الذى سيرسله. وذلك لأن الأب هو الله، وأن الابن هو المسِّيِّا النبى الخاتم، الذى أنبأ عيسى  عن قرب قدومه، وأن الروح القدس هو جبريل ملاك الله ورسوله إلى أنبيائه.
          ”وتستشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين، فتؤكد صحة ما ذهبت إليه، ومن هؤلاء المؤرخين جوستن مارستر (مؤرخ لاتينى فى القرن الثانى) حيث يقول: (إنه كان فى زمنه فى الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنسانًا بحتًا، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين، ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل)“. (ص225 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
          * * *
          رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:
          أما عن رأى علماء اللاهوت والكتاب المقدس فى صيغة التثليث فأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
          (by: Clinton D. Willis, [email protected])
          ملحوظة:
          1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
          2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغويًا دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطًا. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
          موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
          قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
          ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
          إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
          صيغة الأمر بالتعميد الواردة بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.
          تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
          إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
          المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
          إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
          الموسوعة الكاثوليكية،(المجلد الثاني،ص236): The Catholic Encyclopedia
          إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع {عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
          قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
          الثالوث: - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
          النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
          وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
          موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
          لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3، كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً، الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ...غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تُناقش.( صـ 435).
          كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
          من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
          الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
          ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
          جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: New Revised Standard Version
          يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
          ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: James Moffatt's New Testament Translation
          في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقًا على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
          توم هاربر: Tom Harpur
          يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
          كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
          وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
          في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
          تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
          قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
          ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
          كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
          تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
          عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
          تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
          3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث". ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
          4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
          ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
          5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
          6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
          الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923،دراسات في العهد الجديد رقم 5:
          الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
          "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
          والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
          1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
          2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
          3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
          4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
          وسيجد القارىء هذه الإستشهادات، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
          http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
          http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
          ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث]، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
          (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
          وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
          وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19]، وحتى المخطوطة السريانية السينائية، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
          ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
          Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901,،
          ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
          يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حاليًا فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
          عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
          لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم، ولم يغادروها كما يقول النص، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
          فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
          (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47
          فها هو بطرس لم يعرفها. ومن هو بطرس؟ إنه مالك مفاتيح ملكوت السماوات والأرض، الرجل الصخرة التى تُبنى عليها كنيسة يسوع، ولا تقوى عليها أبواب الجحيم، الرجل صاحب الحل والعقد فى الأرض والسماوات: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
          فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
          ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
          وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16
          ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يصدق أنه تورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ورضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
          وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.) أعمال الرسل 10: 44-48
          لقد عمَّد بطرس إذن باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38)، واستجاب الرب له وليوحنا، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية؟
          أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12
          فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.) أعمال الرسل 22: 16
          وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
          كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟) كورنثوس الأولى 1: 13
          وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
          وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
          بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.) كورنثوس الأولى 6: 11
          وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسم يسوع، وأشهدهم على ذلك، وهو الذى فعلوه من بعد: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 46-48
          * * * * *
          هل أرسل يسوع إلى العالمين؟
          من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى  كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين:
          فقد أنبأ الملاك يوسف بأنه سيخلص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
          ولما جاء مجوس المشرق سألوا عن ملك اليهود فقط: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟) متى 2: 1
          وتحدثت النبوءة التوراتية عن من يرعى شعب إسرائيل: (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 6
          وأعلنها عيسى  صراحة، أنه جاء تابعًا للناموس، مُطبِّقًا له: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
          وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل ، بل نهاهم عن الذهاب إلى أى مدينة للسامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6
          وكرر على تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
          وقال للمرأة الكنعانية: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 24-26
          وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2
          وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل فقط: (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 27-28
          بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
          وكان معروفًا عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل: (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!») متى 27: 29
          حتى إنهم كتبوا علة المصلوب الذى ظنوه المِسِّيِّا: («هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».) متى 27: 37
          أما قوله: (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 28: 18-19 فهو يناقض كل النصوص المذكورة ، ويُثبت أنه كان فى حياته إلهًا متعصبًا لليهود، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم، وهذا ينافى عدل الإله.
          ولو كان نبيًا أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. [وفى الترجمة السامرية واليسوعية: (يُقتل ذلك النبى) وهو يتطابق مع النهاية التى تدعونها ليسوع]) التثنية 18: 20 ، فهل يمكن أن تخالف تعاليمه بعد الصلب تعاليمه قبل الصلب؟
          والآن: ما الذى يجب على كل مسيحى أن يعمله تجاه هذا النص؟
          إما أن يُصدِّق يسوع وتلاميذه ويلغى نص التثليث هذا من كتابه ومن حياته، ويعترف أن التحريف أصاب إنجيل متى فى هذا النص.
          وإما أن يكذب يسوع وتلاميذه، ويدفن رأسه فى التراب حتى لا يواجه الحقيقة، ويُصدِّق متى، الذى لم يكن يومًا ما من تلاميذ المسيح، أو على الأقل يكون تلميذه المنشق عن تعاليمه بناءً على ما أسلفنا. ويعترف أن التحريف أصاب أقوال يسوع وتآمر عليه التلاميذ وضربوا بتعاليمه عرض الحائط. وبذلك يكون التحريف أصاب كل رسائل بولس، حيث سيكون فى عداد المحرفين، وعلى الأخص رسالته الأولى إلى كورنثوس ورسالته إلى رومية ورسالته إلى غلاطية وأيضًا إنجيلى مرقس ولوقا، وسفر أعمال الرسل!!
          وعلى ذلك فلن يخرج هذا الأمر فى النهاية من أحد الإحتمالين: الأول وهو أن يكون نص التثليث الموجود بنهاية إنجيل متى نص أصيل. وعلى ذلك فعدم ذكر التلاميذ لها سيؤدى إلى أحد هذه الاحتمالات:
          1- إما أن يكون التلاميذ قد نسوا ما كلفهم به يسوع، وعمَّدوا بصيغة أخرى لأى سبب من الأسباب.
          2- وإما لم يفهموه بصورة صحيحة، وظنوا أنهم بذلك ينفذون تعاليمه.
          3- وإما لم يفهموه جيدًا، وضربوا بكلامه عُرض الحائط، وتصرفوا بصورة أخرى حسبوها أفضل من التى أتى بها معلمهم.
          4- وإما فهموه جيدًا، ولم يطيعوا أمره عن قصد وتعمُّد.
          وبأى احتمال أخذت ستجد نفسك تدين الروح القدس، الذى وافقهم على التعميد باسم يسوع، ونزل وبارك المُعمِّد والمُتعمَّد!!
          وبما أنكم تعتبرونه الإله المتجسد، العالم بكل شىء، والذى أوحى هذه الأناجيل والرسائل بعد صعوده بعدة أعوام، فكان عليه أن يُذكرهم بما قاله لهم، وألا يتركهم يُضيِّعون أتباعهم من ورائهم!!
          وأرى أنه أخطأ بعدم تذكيرهم خطأً لا يستحق معه التأليه، لأنه على الأقل قد ضيَّع تلاميذه بعدم معرفتهم لعقيدة التثليث هذه. وبذلك لا فائدة من قوله: (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».) لوقا 9: 56، لأنه فى الحقيقة أهلكهم وأهلك من أتى بعدهم، لأنهم لم يفهموا رسالته، وكان يعلم بعلمه الأزلى كإله أنهم أغبياء ولن يفهموا، وبالتالى سينقلون تعاليمه بصورة مغايرة لما أراده، الأمر الذى سيترتب عليه عدم إتمام الكتاب، وإحراج الإله: (9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».) يوحنا 18: 9
          ولا يمكنه أن يُقيم عليهم الحُجَّة يوم القيامة أو يُحاسبهم على ضلالهم. لأنه يعلم أنهم هم حملة لواء الدعوة من بعده، وهو الذى تركهم ينشرون هذه التعاليم، فتركه لهم يسيرون فى ظلمات الجهل والكفر هو تأييدٌ لأعمالهم، وتضليلٌ لغيرهم!!
          وعلى أى حال من الحالات الأربع نصل إلى أن رسالة عيسى  الحقة قد تحرفت، وأن التلاميذ قد ضلوا عن طريق الإيمان، وأضلوكم!!
          والإحتمال الثانى أن نص التثليث هذا لم يرد على لسان يسوع. وهذا سيؤدى إلى الآتى:
          1- إما أن يسوع قد تكلم عن التعميد كما مارسه التلاميذ،
          2- وإما تكلم عن التعميد بصورة أخرى لا نعرفها،
          3- وإما لم يتكلم يسوع عن التعميد مطلقًا، وخاصة أنه لم يكن يُعمِّد.
          4- وإما أضافه آباء الكنيسة فى القرن الرابع أو بعده تنفيذًا لقرارات مجمع نيقية الوثنى.
          وعلى أى حال من الحالات الأربع السابقة نصل إلى أن تعاليم عيسى  الحقة وكتابه قد تحرفا!!
          وحتى صيغة إنجيل مرقس، الذى هو أقدم الأناجيل، والذى نقل منه متى ولوقا، لا يعرف صيغة التثليث هذه ولا التعميد، فيُنسب إلى يسوع قوله: (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.) مرقس 16: 15، ولا يوجد فيها لا اسمه، ولا اسم الآب، ولا الروح القدس. مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس مفقودة، وأن الأعداد من 9 إلى 20 غير كتابية، فلم يفسرها الأب متى المسكين فى تفسيره، واعتبر أن إنجيل مرقس قد انتهى إلى العدد الثامن من الأصحاح السادس عشر.
          ووضعتها التراجم العربية بين قوسين معكوفين أى اعتبرتها شرحًا، وليست نصًا مقدسًا: مثل الترجمة العربية المشتركة التى يعترف بها الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات).
          وقالت عنها ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها (المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (9-20))، بل أسقطتها الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة RSV لعام 1952 من النص ووضعتها فى الهامش.
          كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس، وهى من مبتدعات بولس، الذى أقنعهم به: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
          فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟
          وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
          وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
          وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
          وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
          وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته، قد قرر تأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتيه فيه العقول؟
          أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22)، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال20: 25، وأبطل مشورة أخيتوفل الصالحة، لينزل الشر بأبشالوم: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
          وبهذا قد أثبت أن صيغة التعميد باسم الثالوث لم يعرفها أحد من التلاميذ، ولم يمارسها أحد بعد رفع المسيح عيسى ابن مريم .
          * * *

          هل عرف آباء الكنيسة الأول صيغة التثليث؟
          وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.
          شهادة القديس يوسابيوس:
          وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلى المؤلفات المتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!
          وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.
          وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
          1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
          2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
          3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)
          والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث، قد تجاهلت التعميد، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى  لأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
          هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد، فهو يقول: (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.) يوحنا 3: 22
          ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
          http://www.bibelcenter.de/bibel/trin..._allgemein.php
          اسم المؤلَّف عدد المرات التى ذُكرت بها
          الصيغة (1) الصيغة (2) الصيغة (3)
          Demonstratio euangelica 3 5
          Commentarius in Psalmos 2 4
          Commentarius in Isaiam 2
          Historia ecclesiastica 1
          De laudibus Constantini 1
          Theophania 1 4 1
          De ecclesiastica theologia 1 1
          Der Brief nach Caesarea 1
          Contra Marcellum 2
           الإجمالى 7 مرات 17 مرة 5 مرات
          شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
          توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.
          ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء واللاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)
          شهادة القديس أفراتس Aphraates:
          توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)
          وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.
          شهادة القديس باسيليوس الكبير:
          يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:
          But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
          http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
          ويُعرِّب د. جورج حبيب بباوي ما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91 قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوه ليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين، ولكنهم يطلبون الإبطال، أي الوثيقة المكتوبة ويرفضون تسليم الآباء غير المكتوب كأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآب في جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروح القدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة“ (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)
          إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!
          وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟
          وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟

          تعليق


          • #35
            وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونت بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بها باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!
            وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
            ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
            ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
            ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
            ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا، والحالة هذه، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
            ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.
            وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
            فالتحريف إذن ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!
            ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا….“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).
            موقف أوريجانوس (185-245م):
            إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
            لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سُنَّة) وليست فريضة" (مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)
            لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!!
            بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!
            وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهم، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟
            فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول كما يدعى البعض اليوم من أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن، ونسى الروح القدس، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.
            ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه قام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.
            شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
            ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لا يبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وقد استشهدنا بهذا النص وغيره، وأثبتنا أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.
            لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟
            وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به، وتستشهد بكتاب آخر مجهول مؤلفه؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!
            شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
            أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس، ولا يشير إلى النص القانونى.
            وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.
            فهذا النص ينفى كذلك كون عيسى  إلهًا من ناحية، لأن الدافع هو الإله الخالق الأقوى، ولا اتحاد بين المالك الأقوى والمملوك الضعيف.
            وينفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأنه لو كان هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد، لأنه بكونه متحدًا فهو واحد، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله. ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال (دُفِعَ إلى)، بل لكان قال قررت أو أمرت؛ لأن الدافع غير المدفوع له، والراسل غير المرسل إليه.
            وإذا كان الأب والابن والروح القدس إلهًا واحدًا، فما الحكمة من أن ينتقل الملكوت من الرب بصفته أقنوم الأب، إلى الرب نفسه بصفته أقنوم الابن. أى أخذ بيمينه ووضعها فى يساره. فمثل هذه الألعاب الأكروباتية لا تُسمى دفع أو انتقال للملكوت، وليست دليل إلا على وجود ثلاثة، تنازل صاحب الملكوت فيهم عن ملكوته إلى شخص آخر.
            ولو كان الراسل هو المرسل إليه لكان هذا خداعًا لكل أتباعه، ولكان قصد من ذلك أن يخدع عباد الصليب ويوهمهم أنه والأب اثنان وليسا واحدًا.
            ومع ذلك نرى ظلم الإله فى استئثار الابن بملكوت السماوات والأرض دون الروح القدس! ونرى سكوت الروح القدس على هذا الظلم، مع أنه إله ولا يجب على الإله السكوت على الظلم، حيث إن الساكت على الظلم شيطان أخرص! الأمر الذى ينفى ألوهية كل من الأب والابن والروح القدس!!!
            ولو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته (كناسوت)، لأنهم على زعمهم لا ينفصلون.
            وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع، لو كان قد قال لهم: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
            ملازمة التلاميذ للمعبد وتعليم اليهود فقط:
            أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم): (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.) لوقا 24: 53
            وحتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس فى اليوم الخمسين (أعمال 2: 1-4)، كانوا يقيمون فى أورشليم ويُخاطبون اليهود فقط: (14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال 2: 14 و 22
            (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.) أعمال 2: 46
            (وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال 3: 1
            (وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.) أعمال 4: 1-3
            وقام التلاميذ بعمل عجائب كثيرة فى رواق سليمان وبين بنى إسرائيل: (12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5: 12-13
            وأمرهم ملاك الرب بعد رفع عيسى  أن يكرزوا بين بنى إسرائيل فقط: (17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5: 17-21
            بل بعد ثلاث سنوات من دعوة بولس بين الأمم واختلافه مع برنابا عادا إلى الهيكل ووجدا التلاميذ: (2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ)أعمال 15: 2-4
            بل وجه التلاميذ لومهم لبطرس عندما عمَّد كرنيليوس الوثني الذى استدعاه ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه.: (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.) أعمال 10: 28
            ولم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل أمرهم بالكرازة للشعب فقط: أعمال 10: 41-42 (نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ) أى لليهود فقط.
            (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».) أعمال الرسل 11: 1-3،
            ومعنى ذلك أن كل التلاميذ لم يعرفوا أمر يسوع هذا، بل أدانوا بطرس بتصرفه هذا. وطبعًا أقنعهم بطرس أنه فعل ذلك بأمر من الرب قائلاً، أو هكذا روى الراوى: (5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ.) أعمال الرسل 11: 5-7
            قال الدكتور. ستيوارت ج هال أستاذ تاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا فى كتابه (عقائد وممارسات الكنيسة الأولى Doctrine and Practice in the Early Church) طبعة عام 1992، صفحة 20-21:
            ”4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص [نص متى 28: 19] إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).“
            وقال أيضًا: ”6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".“
            وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى  لتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله، وألا يبرحوا أورشليم، وبذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم .
            ومن كل ما ذكرت يتضح لكم أن نص التثليث بإنجيل متى الذى بنيتم عليه عقيدتكم أُقحِمَ من ناحية فى كتابكم المقدس جدًا جدًا، الذى لا يرقى إليه الشك، ومن ناحية أخرى لم يعرفها التلاميذ، ولم يتفوَّه بها عيسى .
            ونعود الآن لقول القس إنسطاسى شفيق عن الثالوث فى كتابه (اللاهوت فى إنجيل يوحنا) ص81 ”نؤمن إيمانًا كاملاً بأن فى اللاهوت ثلاثة أقانيم هى الآب والابن والروح القدس، وفى نفس الوقت ليس منا من ينكر أن اللاهوت وحدة كاملة، وهذا حق إلهى عظيم، يتحتم التمسك به كاملاً، ولا ينبغى أن يضعف البتة، فكل من يسلم بأنه ليس فى اللاهوت أقانيم ثلاث، فهو ليس مسيحيًا على الإطلاق، بل هو مضل، وضد المسيح“.
            فماذا يقول القس إنسطاسى شفيق بعد أن علم أن هذا النص ليس بنص إلهى، ولكنه من التحريفات التى أصابت الكتاب؟
            الثالوث من اختراع كافر تقدسه الكنيسة:
            يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (الثالوث الأقدس (تثليث)): ”والكلمة نفسها ((التثليث او الثالوث)) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد . ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول أن يفسر العقيدة بالقول ((ان التثليث ليس امراً حقيقياً في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس ابدياً))“
            http://www.albishara.org/detailk.php?id=959&key=ترتليان
            لكن هل كان ترتليان من المؤمنين أم من المبتدعين الضالين؟
            فى الحقيقة كان ترتليان من الضالين الذين اتبعوا الضال مونتانوس، وهو من الهراطقة المشهورين. ويقول الموقع الكنسى بيت الله: (ومن الهراطقة المشهورين في التاريخ: مونتانوس Montanus الذي عاش في نهاية القرن الثاني الميلادي والذي قال عن نفسه أنه نبي، وأن نبوة يوئيل النبي تمت فيه وقد تكلم هذا الهرطوقي بألسنة ووضع يديه على المرضى، وقد تبعته امرأتان معروفتان بعد أن تركت كل واحدة زوجها. وعندما كان يتكلم بألسنة كان يؤكد أنه هو الله نفسه. وقد انتشرت هذه الحركة واستمرت عدة قرون. .. .. وكل من حركتهم هذه وحركة مونتانوس التي انتمى إليها تارتوليان Tertullian مدونة ومسجلة في عدد يناير 1955 من مجلة "تيارات القوة Steams of Power" إذ يعتبرون كل هؤلاء أسلافًا لهم.)
            http://www.baytallah.org/miraculoust...talents_06.htm
            وعن علاقة ترتليانوس بجماعة المونتانيين المهرطقة يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضرى ص517 من كتابه (تاريخ الفكر المسيحى) ”غير أن علاقته بالكنيسة الكاثوليكية قد ساءت بسبب تشجيعه لجماعة المونتانيين (Montanisme) ولقد انضم رسميًا إلى هذه الجماعة فى سنة 207ب.م.، ويبدو أن ترتليانوس كان له النفوذ القوى والتأثير الفعَّال على هذه الطائفة لدرجة أنه أصبح رئيسًا لجماعة فيها، بل إن هذه الجماعة انتحلت اسمه، فدعوا أنفسهم "الترتليانوسيين".“
            وفى ص529 يقول الدكتور القس حنا الخضرى: ”ويواصل ترتليانوس شرحه بالقول بأنه بناء على ما سبق فالابن كابن ليس أزليًا“. وهذا على خلاف ما تؤمن به الكنائس اليوم من أزلية كل فرد من أفراد الثالوث. وهو نفس ما يُفهم من نصوص الكتاب، أن الابن مولود أو مخلوق، أو على حد تعبير الدكتور القس "منبثق" من الاب، فلا يُمكن أن يكون أزليًا، وإلا لقلنا إنه انبثق من العدم. كما يؤمن أن الآب أعظم من الابن، مستشهدًا (بيوحنا 14: 28)، وأنه تابع لأبيه، كما نادى (ص532) بوجود الطبيعتين فى جسد المسيح: الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية.
            وبذلك يكون الثالوث من إختراع الكافر ترتليان (القرن الثاني)، والجدير بالذكر أنه كان تابعًا لمدع النبوة الكاذب المهرطق (مونتانوس)، الذى ادعى أنه الباركليتيوس (المسِّيِّا، النبى الخاتم) بل وادعى ذاك الكاذب أنه هو الله. والمصيبة هنا هي أن تلميذ ذاك المتأله هو ترتليان!!
            كنا قد ذكرنا موقف ترتليان من التوحيد، وذكرنا توًا موقف التاريخ الكنسى منه. فهل شوَّهت الكنيسة تاريخه انتقامًا منه على موقفه من التوحيد، أم كان فعلاً من المهرطقين؟ ونحن لسنا بصدد البحث التاريخى عن سيرة أحد الآباء، ولكن إن ما يعنينا هنا إذا كان ترتليان لا يؤمن بأزلية الابن، ولا أزلية الروح القدس فأى ثالوث تنسبه له الكنيسة؟ فقد كان ثالوثه بالتأكيد شيئًا آخرًا عما تؤمن به الكنيسة اليوم!!
            هل يفهم الثالوث أحد من العلماء أو رجال اللاهوت؟
            لقد أصابت المذيعة فيبى عبد المسيح بولس صليب (التى تظهر على شاشات التلفاز باسم ناهد متولى) فى وصفها للتثليث بأنها عقيدة معقدة. وليست هى الوحيدة التى تتبنى هذا الرأى، فهو رأى كل مسيحى على وجه الأرض، سواء اعترف به، أم أخفاه فى نفسه. وسوف أقدم آراءًا لبعض علماء المسيحية بهذا الشأن ناقلاً إياها من كتبهم، وهذا ضمانًا للحيدة فى البحث.
            إن هذا العقيدة فى الحقيقة من أعقد ما يكون. فلا المسيحى البسيط يفهمها، ولا القسيس يستوعبها، ولا اللاهوتى يعقلها، لذلك جاءت تعريفات الآباء مُخالفة أحيانًا لما أقرته المجامع ابتداءًا من القرن الرابع، ويكفينا فى هذا الصدد أن ننقل آراء علمائهم، دون تدخل منا:
            يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
            ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
            ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.
            ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!
            ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)
            ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“.(المرجع السابق نفس الصفحة)
            ويحكى لنا المستشار محمد مجدى مرجان، الذى منَّ الله عليه بالإسلام، ص70-71 من كتابه (الله واحد أم ثالوث) عن رأى علماء المسيحية فى الثالوث، وعدم فهمهم له، وأنه غير قابل للفهم، فذكر قول الأستاذ عوض سمعان فى كتابه (الله ونوع وحدانيته) قائلاً: ”لقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدس عن ذات الله، أو بالأحرى عن ثالوث وحدانيته، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا“.(نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
            ويقول أيضًا: أما القس بوطر صاحب رسالة (الأصول والفروع) ”فيقول بعد أن استعرض عقيدة التثليث وشعر بغموضها وإبهامها: (قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءً فى المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كل ما فى السموات والأرض، وأما فى الوقت الحاضر ففى القدر الذى فهمناه الكفاية)“. [يعجبنى قوله: ففى القدر الذى فهمناه الكفاية!!]
            يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.
            ومعنى ذلك أنه يؤمن بها كحقيقة، لأنها وجدت فى كتابه. وقد أثبتنا أنها ليست بحقيقة ولم يذكرها الله فى كتاب من كتبه.
            وفى نفس الصفحة يقول: ”وفى وجود السر فى الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا، لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشىء. فلكى يُشعرنا بأنه كما علت السموات على الأرض، هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا. أعلن فى كلمته بعض الحقائق وجعلها فى صورة تسمو بها على مدارك العقل بشىء حتى يكون السر مدركًا ومفهومًا من الله .. ..“.
            ومعنى ذلك أن الرب أنزل على مدار آلاف السنين دينًا سهل الفهم والإستيعاب والتطبيق، وندم، وقرر أن يغلف دينه بالغموض الذى يستعصى على معتنقيه ليسمو وليتميز عليهم بفهم الفزورة التى طرحها لهم!! أليس هذا شأن الجاهل الذى يدعى العلم؟ أليس هذا شأن من لديه القليل من العلم ويريد أن يظهر وسط العلماء بأنه أعلم منهم؟ أليس هذا بشأن المريض نفسيًا؟
            فالقس يجد بذلك أن الرب الذى يعبده يتميز عليه ويسمو بوجود أفكار أخرى أخفاها عنا، والتثليث من ضمن هذه الأسرار، ولو فهم القس هذه الأفكار لأصبح مثل هذا الإله، وهذا لا يليق!! كما لو كان كل علم الرب يتوقف على التثليث!!
            بصراحة ما قاله القس منسى يوحنا ليصل بالإنسان إلى مرتبة الكفر والطعن فى الذات الإلهية! فهو إله يبدو أنه لا يملك من العلم إلا قليلا، ويخشى أن ينشر أهم ما فى عقيدته التى يُطالب بها البشر، خوفًا أن يعبدوه على علم، ويفهموا مراده. لذلك يُرسل إليهم طلاسم، عليهم أن يؤمنوا بها حفاظًا على علم الرب من الإنتشار! أو كما يقول القس: لتظل أفكاره تسمو على أفكار عبيده. وهذا يعنى أن أى محاولة لفهم مراد الرب فهى من الكفر البيِّن، الذى يطعن فى علم الرب وقدرته.
            ولم يأت القس منسى حنا بهذا الفهم من تلقاء نفسه، بل هو واقع فى الكتاب الذى يقدسه، وكانت هذه بداية الرب مع آدم وحواء، فقد منعهما من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، ثم طردهما من الجنة بعد الأكل منها خوفًا أن يصيرا مثل الرب، لذلك ضرب الرب على هذه الشجرة حراسة. ولا تسألنى طالما أنها بهذه الدرجة من الأهمية، فلماذا لم يفرض عليها الحراسة من البداية، أو ينزع الفائدة المرجوة منها، ولم يترك نفسه يظهر بمظهر إله ليس ذى علم أزلى: (17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ». .... 22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) التكوين 2: 17، و3: 22-24
            والغريب أن يتكلم القس عن علم الله الكلىّ، وهو ليس موضوع البحث. ونحن نتفق على كل حال معه أنه لا يوجد بشر فى هذا الكون يمكنه أن يكون عالمًا بكل ما يعلمه الله. ولكن أن يتعمَّد الرب تجهيل عباده، وإظهارهم بمظهر الجهل ليسمو هو عليهم، فهو إله مريض نفسيًا، لا يبغ إلا التدمير، ولا يمكن أن يكون إلهًا للبناء والتعمير. وهو أيضًا أشبه بالممثِّل الضعيف الذى يستأجر كومبارس من أبطال المصارعة أو كمال الأجسام ليُظهر فيه قوته، ابتغاء مرضاة فتاة أحلامه! وحاشا لله أن يكون هكذا!
            ومعنى ذلك أيضًا أن كل من يحاول إفهام الناس الثالوث فهو يتعدَّى على الذات الإلهية، ويحاول أن يُظهر الرب بصورة لا يسمو بها على مخلوقاته! ولا يقول بهذا مؤمن!
            والأغرب من ذلك أنه يصوِّر أن هذا التثليث هو الذى يُفرِّق بين علمنا وعلم الله. فهل لو فهمنا هذا التثليث أصبحنا آلهة؟ وهل فهم التثليث من تألهونه؟ ولماذا لم يفهمكم إيَّاه؟ ولماذا لم يقل لكم صراحة إنه أنزل الثالوث ولا تحاولوا فهمه؟ وهل تعتقدون أن القساوسة الذين كتبوا لإفهام الناس الثالوث هم من المجانين أم من المهرطقين الذين تعدوا على صفات الرب العليم طالما لم يُفهمها عباده؟ وإذا كان الروح القدس ينزل عليكم وباق فيكم فلماذا لا تُفهمون أتباعكم هذا التثليث؟ ولماذا يقول علماؤكم إن التثليث أعقد شىء فى الوجود ويُطالبونكم بعدم محاولة فهمه؟
            عزيزى المسيحى: إن الكلام هنا عن عقيدة واحدة بنيت عليها ديانة يعتنقها أكثر من مليار ونصف من البشر. فهل ضنَّ الإله على كل هؤلاء البشر بما يوضح عقيدة تعتقدون أنه أنزلها، ويطالبكم بعبادته بها، والتقرب إليه بمقتضاها؟ أم أمركم الإله أن تغلقوا عقولكم وتتبعوا أهواءكم (حيث لا يوجد نص كتابى على هذا)؟
            عزيزى المسيحى! فكر هداك الله للحق: كيف يُنزل الرب عقيدة لم ولن يفهمها سواه، ويُطالب البشر بالإيمان بها؟
            أليس هذا تعنُّت من الرب وسوء إدراك منه لما سيؤدى إليه ذلك؟ أليس هذا طعن فى صفات الكمال التى تُنسب لله؟
            أليس من الظلم أن يُحاسب الرب الأرثوذكس على فهمهم الخاطىء للثالوث، إن كان غيرهم هم أصحاب الفهم السليم؟ فالرب لم يُحدد مراده وترككم تتخبطون: كل يفهم حسب علمه!!
            ألم يعلم إله المحبة بعلمه الأزلى كم سيتسبب إختلافكم فى العقيدة فى حروب وقتلى دفاعًا عن مفهوم كل منكم عن هذه العقيدة غير المفهومة؟
            وبالمناسبة. فقد قال الكهنة فى مصر القديمة نفس الكلام عن ديانتهم التى ضربوا عليها الغموض، ليظل الكهنة هم بمفردهم مصدر فهم هذه العقيدة، يقولون ما يريدونه على لسان الرب. وعلى المتضرر إثبات عكس ذلك!!
            وفى ص103 يقول القس منسى يوحنا: ”إن الغرض الأصلى من كل علم هو أن يزيد الحقيقة بساطة ووضوحًا، فيزيد الناس إيمانًا بحقائق الحياة السامية، وكل علم يتعارض مع الحقائق الأزلية البسيطة أو يزيد الحياة تعقيدًا أو غموضًا، فاعلموا أنه ليس له من علم إلا اسمه، وإن هو إلا رجس من عمل الشيطان“.
            فهل زاد التثليث الحقيقة بساطةً أو وضوحًا؟ لا. إنه مازال معقد الفهم، ويتخبط فيه العلماء أنفسهم. وبذلك حكم عليه القس بنفسه أنه رجس من عمل الشيطان!! فكلامك إذن عزيزى القس منسى ينفى العلم عن الرب الذى تعبده. لأنه لم يُبسِّط عقيدة التثليث التى يُطالبكم بالإيمان بها، ونشرها فى العالم كله وتعليمها كل البشر.
            وذلك لأن ”الدين يحوى أمورًا يفهمها العقل للدلالة على صدقه“، وهذا ما يقوله القس فى نفس الصفحة، ومعنى ذلك أن تعقيد العقيدة ولفها بالغموض لدليل على عدم صدق هذه العقيدة، لذلك قال القس بعدها: ”وأمورًا لا يفهمها يستحق المكافأة على التسليم بها“.
            وأعتقد أن هذه دعوة باطلة سيستغلها عُبَّاد الأوثان للتدليل على صحة عقائدهم، بعد أن فشلوا من الصمود العقلى أو النقلى ذى السند الصحيح لإثبات صحتها.
            وفى ص107 يقول صاحب كتاب شمس البر إن على المؤمن المسيحى أن يستعمل عقله لا ليفهم أسرار الكنيسة بل ليقبلها. أى يجتهد أيما اجتهاد ليقنع عقله بما هو مستحيل على العقل أن يفهمه: (ولا يؤخذ من ذلك أن الدين المسيحى يبغى إلغاء العقل، حاشا، بل يريد منا أن نستعمل عقولنا فى ديننا. حتى أن الرسول يسمي عبادتنا "العقلية" (رو 12: 1). ولكن ما لا يطيق الإنسان فيه من الأسرار فعليه أن يستعمل عقله فيه، لا ليفهمه كما هو، بل ليقبله) أى تُسلِّم أولاً أن التثليث وباقى أسرار الكنيسة من الدين، ثم تُعمل عقلك فى كيف تقبله ولا تحاول أن تفهمه.
            فمن الممكن عنده إثبات وجود الله ووحدانيته بالعقل، لكنه استثنى العقل من فهم أسرار الكنيسة ومنها التثليث. فيواصل القس منسى يوحنا قائلاً: (وما عدا ذلك، ففى الدين من الحقائق كوجود الله ووحدانيته والخلق والعناية وكيان النفس وخلودها وحريتها، كل هذه يمكن إثباتها ببراهين عقلية).
            وهذا ما قاله صراحة ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات).
            ويستشهد القس منسى حنا بقول رسالة يوحنا الأولى للتدليل على أن دينه يعتمد على العقل والمنطق، على الرغم من كل ما قاله: (1أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 1-2، (21امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.) تسالونيكى الأولى 5: 21
            وأقول له: هل يوجد لديك أقدس من كلمة الرب؟ أعتقد أن الإجابة لا. فعلى أى أساس تُقيم الإمتحان الذى طلبه منك الكتاب؟ بمعنى أين المنهج الذى ستضع منه الإمتحان؟ وأوضح أكثر: إن التثليث لا يوجد فى الكتاب، وكذلك الأقانيم لا يعرفها الكتاب. والطلاب لا يفهمون التثليث، ولا معلموهم. فمن الذى سيضع الإمتحان، ولمن، وعلى أى معيار سيصححه؟ أى أين نموذج الإجابة الذى سيُحكم بناءًا عليه، ويكون مطابقًا للمنهج.
            وفى ص108 يستشهد القس منسى حنا بقول العلامة اسكندر قائلاً: (فإذن فى قبول أعظم غوامض الوحى تنتهى الدعوى إلى حكم العقل). ولا أعرف كيف استشهد بهذه الجملة المتناقضة عقليًا ودينيًا. فهو قد سلَّم مبدئيًا بأن الغوامض موحى بها من الرب. فما هو عمل الوحى إذا كان ينزل من عند الرب بعقيدة غامضة لا يفهمها أحد؟ وما هدف الرب من هذا الغموض؟ وألا يعلم الرب بعلمه الأزلى أن هذا الغموض يُحيل الأمة إلى أحزاب وطوائف متصارعة متقاتلة مدمرة للبشرية والبيئة؟ ومع إيمانه أن الوحى جاء بهذه الغوامض إلا أن قبولها هو منتهى العقل!! أى إنه من الغباء أن تعتقد أنك ستفهمها لأنها غامضة، ولكنك إن لم تفهمها أو تؤمن بها فإنك غبى.
            وفى ص113 يرى القس أن إشراك الله مع اثنين آخرين خير له من أن يظل إلهًا وحيدًا منعزلاً عمن سواه، وبقوله هذا أثبت أنه يؤمن بثلاثة وليسوا واحدًا، وأنه يستحيل على الثلاثة أن يكونوا واحدًا!! يقول القس منسى يوحنا: (أما عقيدة الوحدانية المحضة فمعناها "أن الله إله منعزل عمن سواه وكائن بمفرده منذ الأزل").
            ونفس هذا المعنى صاغه فى انتقاده لوحدانية الله ودفاعه عن التثليث باستشهاده بالسيد م. ليموان قائلاً: (إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم حكماء ويسخرون من تثليثنا قائلين إنها عقيدة صبيانية، قد تصوروا مكان هذا الإله المبارك كائنًا ساكنًا فى عزلة وصمت أبديين، وتصوروه وحيدًا حبيسًا مكانه، وناسكًا أخرس اللسان بلا عينين ولا حب، مطويًا فى لانهايته، جاثمًا فى عزلته الموحشة.) بمعنى أنه يرفض وحدانية الله، لأنه لا يتصور الإله الكريم الذى يحبه منعزلاً عن العالم لا يجد من يحبه ولا من يكلمه، لذلك كان ثلاثة آلهة بالنسبة له أفضل من إله واحد، حتى يتسنى لهم الخروج من عزلة الصمت والتسامر، وتسود بينهم المحبة. ولو كان يؤمن بأن الثلاثة واحد، لما قال ذلك لأن وحدانية الثلاثة سينسحب عليه أيضًا هذا النقد الموجه للموحدين. وعلى هذا ينبغى أن تنتهى قضية قولهم بوحدانية الثلاثة، وأن يعترفوا بأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا!!
            وفى ص115 يؤكد القس منسى يوحنا على أن هناك ثلاثة وليسوا واحدًا، فيقول: إن (التثليث يجعل الله مثالاً للحياة البشرية فى ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الإلهية وذلك بمعاشرة الأقانيم والنسبة البنوية بين البشر). فكيف تتعاشر الأقانيم إن كانوا واحدًا؟ فلو كانوا واحدًا لأحب الرب نفسه، وتكلم مع نفسه وظل يعيش فى العزلة هذه التى يرفضها القائلون بالتثليث!! وهذا اعتراف بأن الثلاثة ليسوا واحدًا.
            لذلك خلص إلى نتيجة باهرة من كلامه عن الثالوث، فيقول ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله، لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل، وليس هذا فقط، بل إننا نضحيه من نوع غريب، إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن الله قد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل، وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا، ويعلو فوق فهمنا البشرى).
            إن القس منسى يوحنا يعترف بأن التثليث أعقد سر فى الوجود، وأننا بإيماننا به نكون قد ضحينا بعقولنا، حيث يستحيل على العقل فهم هذا السر!! فهل أفهم من ذلك أن كل المسيحيين قد ضحوا بعقولهم وأصبحوا أغبياء فقط لإيمانهم بالتثليث؟ وهل نفهم من ذلك أن هذا اعتراف بأن الإيمان المسيحى مناقض للعقل، وأن ما نسبه بابا الفاتيكان فى محاضرته عن الدين والعقل هو من باب رمتنى بدائها وانسلت؟
            ويقول ص121 تحت عنوان (إن العقل يقبل سر التثليث وإن كان لا يفهمه): (نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس، وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة). ولطالما أنها لا تُفهم بدون الكتاب،فأين النص الذى يقرر هذه العقيدة ويوضحها لكم؟ وهل الفرق فى العلم بينكم وبين الله يكمن فى فهم التثليث فقط؟
            ويقول كتاب (حقائق وأساسيات الإيمان المسيحى) ص39: ”تعليم الثالوث القدوس صعب علينا ومُربك لنا، وأحيانًا يُعتقد أن المسيحية تعلم فكرة غبية هى 1+1+1=1. ومن الجلى أن هذه معادلة غبية. ...... وعلى الرغم من أن تعبير "الثالوث القدوس" ليس موجودًا فى الكتاب المقدس، غير أنه من الجلى أن المفهوم موجود هناك.“
            ويقول صاحب كتاب (علم اللاهوت النظامى) ص168: ”ولما كان العقل البشرى عاجزًا عن إدراك جوهر الله، يبطل حكمنا باستحالة أنه فى ثلاثة أقانيم، لأننا نكون قد حكمنا بمداركنا المحدودة على ما هو فوق إدراكنا، وما هو خارج دائرة معرفتنا“.
            وأقول له: من الذى خلقنا وخلق عقولنا بهذه الكيفية؟ فالإجابة بديهية: هو الله. فبعلمه الأزلى كان يعلم أن عقولنا قاصرة على فهم هذه العقيدة. فلماذا لم يُصرِّح بها فى كتابه؟ ولماذا لم يوضحها لنا كما أوضح باقى العقائد وبرهنها؟ وإذا كان لم يعلنها لبنى إسرائيل فى العهد القديم وللأنبياء، لأنهم كانوا فى عهد الطفولة الفكرية، كما يقول القمص زكريا بطرس وغيره، فإذا كان الرب يعتبرنا الآن فى عهد النضج، فلماذا لم يعلنها لنا صراحة وبوضوح؟ وإذا كان الرب لم يعلنها فما الفرق بين عهد الطفولة الفكرية التى لم يعلن الرب فيها عن ثالوثه وأقانيمه وبين عهد النضج الفكرى الذى لم يُعلن فيه أيضًا عن ثالوثه وأقانيمه؟
            وأقول له أيضًا: إن العقل غير مطالب بالإيمان أو فهم غير ما قاله الله تعالى وأنزله إلى البشر على يد أنبيائه. فأين تحدث يسوع عن الأقانيم، ووحدة الأب بالابن بالروح القدس فى كتابك الذى تقدسه؟ وعلى ذلك فإن عدم وجوده يُحتم علينا عدم الإيمان به، وإلا لكنا مبتدعين فى الدين.
            وفى ص105 يدافع القس منسى يوحنا عن العقيدة المبهمة فيقول: ”ومن الضرورى أن توجد أشياء لا يدركها العقل، لأنه إذا وقع كل شىء تحت إدراك العقل لانتفخ صاحبه وتعالى .. فيجب أن يظهر عجزه فى فهم بعض الأشياء ليقف عند حده ويمجِّد صانعه العالِم بكل شىء“.
            إن ما يقوله القس لتعزية لمن يريد أن يفهم عقيدة التثليث!
            إنه اليأس من فهم هذه العقيدة!!
            إنه الغرور الفعلى من الاعتراف بالفشل!!
            إنه التعالى على الجهل بكنه هذه العقيدة!!
            إن الجهل بعقيدة المرء عنده هو سبب لتمجيد الرب!! وإن الإدراك العقلى لمراد الرب وفهم دينه ليؤدى إلى الغرور!! لذلك من الأفضل عدم فهمه!
            ويقول العلامة أوجين دي بليسي نقلا عن منسى يوحنا ص118: ”ما أعلى الحقائق التي تتضمنها عقيدة التثليث وما أدقها، فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها“.
            ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس، وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
            ويرد عليه بوسويه بتسمية التثليث معضلة، واعترافه بأنه لا يوجد لا فى الكتاب المقدس ولا حتى فى قانون الإيمان النيقوى. فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا:”ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنا طويلا. لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل، ولا فى قانون مجمع نيقية، وأخيرا اتفق أقدم الأباء على أنهم "كلمة" تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأى وجه من الوجوه“. أى اتفقوا على ألا يتفقوا.
            ويقول القديس أوغسطينوس عن التثليث إن اللغة البشرية لتعجز عن التعبير عنه، فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا: ”عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة فى الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا“.
            القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)
            وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)
            ويقول المعلم (بطرس البستانى) فى دائرة معارفه ص305 ج6: ”ومع أن لفظة «ثالوث» لا توجد فى الكتاب المقدس، ولا يمكن أن يؤتى بآية من العهد القديم تصرِّح بتعليم الثالوث، فقد اقتبس المؤلفون المسيحيون القدماء آيات كثيرة تشير إلى وجود صورة جمعية فى اللاهوت“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
            وجاء فى دائرة المعارف الفرنسية: ”أن عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة فى كتب العهد الجديد، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتى التقليدى يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان، رغمًا عن أدلة التاريخ التى ترينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف علقت بها الكنيسة بعد ذلك“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
            ويقول الأنبا بيشوى عضو المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى – في نهاية مذكرة تسمى مذكرة ”اللاهوت العقيدى“: ”وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من أعمق أسرار الوجود والحياة ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر“.
            ويستشهد القس منسى يوحنا بالتثليث الوثنى، للتدليل على أنه هو الفطرة وأصل الدين، ومنتهى الهداية، وهذا بدلاً من أن يُهاجم هذه الوثنية ويقدح فى عقائدهم، ويرجع إلى الناموس وأصول العقيدة التى ينتمى إليها، وانتمى إليها من قبله يسوع. فقد قدَّم لفصله الخامس بعنوان فرعى أسماه (نجد فى أصول الأديان الوثنية شيئًا يُنبىء عن الثالوث)، فبدلاً من أن يهتدى إلى أن الثالوث وثنى الأصول، ويتخذ موقفًا من ثالوثه، أخذ يعرض لنا الثالوث فى هذه الأديان، محاولاً أن يقنعنا أن ثالوثه أفضل من الثواليث الأخرى، التى أسماها وثنية ذرًّا للرماد فى الأعين.
            ولا أريد أن أكرر ما قاله عن الثالوث فى الهند أو فى الصين أو الفرس أو اليونان، فمضمون ما قاله (ص130-131) هو أن الثالوث فى كل من هذه الحضارات ـ بغض النظر عن المسميات ـ يتكون من (الآب)، وهو الإله الموجود غير المتناهى، والخالق الأزلى، و(الابن) وهو الحكمة والكلمة والعقل، و(الروح) الفاعل وهى التى تُحيى العالم وتحركه.
            ثم انتهى إلى رأيه هو قائلاً ص131-132: ”إلا أن المعطلين، عوضًا عن أن ينسبوا اهتداء الوثنيين إلى التثليث الإلهي أو إلى الوجدان أو إلى الغريزة عينها التى تعلمنا بوجود إله، قالوا إن عقيدة الثالوث المسيحى مستمدة من الفلسفات الوثنية“. ثم بدأ يعيب على الثالوث الوثنى قائلاً إنه ثالوث شركى، إضافة إلى زواج الإله من الإلهة وأنجبوا العضو الثالث فى الثالوث، أما التشابه الحادث بين هذه الأديان الوثنية والمسيحية، فلا يعدو أكثر من تشابه لفظى. ويعيب عليهم أيضًا أنهم ”لم يفهموا وحدانية الله خيرًا مما فهموا تثليثه“. ونسى أنه وعلماء المسيحية مازالوا لا يفهمون التثليث فى الوحدانية الذى يزعمونه، والذى أسماه (التوحيد)، كما نسى أن الإله الروح القدس حلَّ على مريم وأحبلها الإله الابن يسوع. فما الفرق إذن؟
            لذلك علق المؤرخ ول ديورانت على المسيحية المثلثة قائلاً: لم تدمر المسيحية الوثنية، بل تبنتها. ومن مصر أتت أفكار الثالوث الإلهى.
            وفي كتاب (الدين المصرى) يكتب المؤرخ سيجفريد مورنز: ”كان الثالوث شغل اللاهوتيين المصريين الرئيسى تجمع ثلاثة آلهة وتعتبر كائنًا واحدًا، إذ تجرى مخاطبتها بصيغة المفرد، بهذه الطريقة تظهر القوة الروحية للدين المصرى صلة مباشرة باللاهوت المسيحى“. وعلى ذلك فهو يعتبر اللاهوت الاسكندرى وسيطًا بين التراث الدينى المصرى والمسيحية.
            ويقول الأمريكى (درابر Draber) فى كتابه (الصراع بين الدين والعلم) نقلا عن (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ص237: ”إن الجماعة النصرانية لم تستطع أن تقطع دابر الوثنية، وتقتلع جرثومتها، فاختلطت مبادئها، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء. هناك يختلف الإسلام عن النصرانية إذ قضى الإسلام على منافسه (الوثنية) قضاء باتًا، ونشر عقائده من غير غش“.
            ويقول أيضًا فى نفس الصفحة السابقة: ”دخلت الوثنية والشرك فى النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية فى الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية، ولم يكونوا يحفلون بأمر الدين ولم يخلصوا له فى يوم من الأيام“.
            ومنهم الإمبراطور الوثنى قسطنطين الذى يُشك فى اعتناقه للمسيحية، فمن الباحثين من يقرر أنه عُمِّدَ قبل موته بعدة أيام، ومنهم من يقرر أنه عُمِّد وهو على فراش الموت، ومنهم من يُقرِّر أنه اعتنقها رغبة فى توحيد إمبراطوريته، وإرضاء غالبية شعب الإمبراطورية من الوثنيين، إلا أن فكره كان لا يزال وثنيًا. ومعنى ذلك أنه كان لا يزال وثنيًا كافرًا أثناء مجمع نيقة وبعدها بعدة سنوات. ونلمس ذلك فى عدم اهتمامه بالدين من الأساس. فقد أرسل (كما يقول أسد رستم) إلى المتخاصمين (ألكسندروس) و(آريوس) وأمرهما بوجوب التآلف ونبذ الخلاف، وأشار إلى أن الاختلاف العقائدى أمر فلسفى دقيق لا يستوجب ذلك الاهتمام.
            فلك أن تتخيل أن هذا هو رأى رأس المسيحية فى ذلك الوقت!!
            ونقل أسد رستم فى كتابه (كنيسة مدينة الله) ج1 ص201 ما ذكره المؤرخ (أفسابيوس) قائلاً: ”إن الإمبراطور تدخل مرارًا فى البحث لإقرار السلم والوفاق“، كما نقل قول (روفينوس): ”إن بعض الفلاسفة الوثنيين حضروا الجلسات وناقشوا الأساقفة“.
            وهكذا فإن شهادة الكتاب المقدس والتاريخ توضحان أن الثالوث لم يكن معروفًا في كل أزمنة الكتاب المقدس وطوال عدة قرون بعد ذلك.
            ثلاثة شهود فى السماء وثلاثة شهود فى الأرض:
            بعد أن تناولنا نص متى 28: 19 بالتحليل والدراسة من المصادر المسيحية المعتبرة عندهم، نتناول ثانى وأهم نص يُشير إلى التثليث، وهو النص الوحيد الذى يعتبر الثلاثة واحد، وهو نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8
            يقول النص: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8
            والنص واضح جدا فى دمج الأب والكلمة والروح، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. كما دمج على الأرض الروح والماء والدم. ويطمئن المسيحيون جدًا لهذا القول كدليل لديهم على التثليث وشرعيته.
            إن النص يتكلم هنا عن وحدة فى شهادة الشهود، فهى إن كانت تعنى فهى تعنى أن شهادة هؤلاء الثلاثة واحدة. والشهود يوم القيامة هم الله تعالى وكتابه الذى يدين به الناس ورسوله الذى بلغ هذه الرسالة. وإلا لماذا أقحم الشهادة فى النص، لو كان يعنى أنهم ثلاثة أقانيم فى واحد، وواحد له ثلاثة أقانيم؟
            لكن ما المشكلة أن تكون شهادة كل المؤمنين شهادة واحدة؟
            وما المشكلة أن يكون كل الأنبياء على قلب رجل واحد، وتتفق شهادتهم مع كلام الله؟ هل هذا يعنى اتحادهم بالله؟

            تعليق


            • #36
              فما علاقة هذا بالثالوث الوثنى الذى يؤمن به كاتبنا المسيحى؟
              وإذا تخيلنا شهادة الثلاثة على الأرض وهم الروح والماء والدم، فعن أى ثالوث يعبِّر هذا الماء والدم؟ فإذا فهمت أن الثلاثة الأول هم الثالوث الذى تؤمن به فى السماء أيها الكاتب، فعليك أن تؤمن أن الشهود الثلاثة الذين على الأرض هم الثالوث الثانى. وبالتالى فأنت تؤمن بإله سداسى الأقانيم، منقسم إلى ثلاثة فى السماء، وثلاثة على الأرض. ولنترك النص يوضح هذا للقارىء:
              والدليل على هذا الفهم السليم للنص أن الترجمة الكاثوليكية 1986 قالتها: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون). أى متفقون فى الشهادة.
              ونُكمل النص ليتأكد لنا أنه لا يتكلم عن ثالوث فى واحد ، ولكنه يتكلم عن شهادة الله لنبيه: (9إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. 10مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. 11وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. 13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) يوحنا الأولى 5: 9-13
              فالرب شهد إذن لابنه، وقلنا إنه من اللامعقول أن يكون الابن هو الآب، لأنه فى هذه الحالة ستسقط شهادة الآب، لأن شهادته لنفسه تبعًا لدستوره لا تجوز، فلا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.) يوحنا 5: 31
              وعبَّر يسوع على أنه والأب اثنان فقال: (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 16-18
              والنقطة الثانية فى هذا النص أن سبب هذه التعاليم والهدف منها هو (وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.)، وليس باسم الأب والابن والروح القدس، وليس التعميد باسم هؤلاء الثلاثة، بل باسم يسوع، الأمر الذى يتفق مع ما فعله التلاميذ فيما بعد.
              أما عن أصالة هذا النص يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقًا على هذه الفقرة فى هامشه إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
              http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
              a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
              وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
              1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
              http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...
              لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبيًا) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟
              وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
              أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
              وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
              وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
              وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
              أما ترجمة الكاثوليك اليسوعية لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص، ويؤكد قانونيته.
              أما الترجمة الأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
              فماذا تنتظر عزيزى المسيحى بعد اعتراف من أرفع علمائكم وهم علماء الكتاب المقدس وشرح المتون والأصول؟ لقد قالها بصراحة عارية: إن هذا النص أُدخِلَ إلى المتن، وهذا أحد أدلتنا عليكم للتحريف!
              وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس، أو إنهم يتلاعبون بنصوص الكتاب الذى ينسبونه للرب!!
              وأسأله: ما مصير من آمن بهذا النص أنه موحى به من عند الرب من الأجيال اللاحقة للقرن السادس عشر حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين وحذفها؟
              إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الأستاذ eeww2000) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح  الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:
              هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
              والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة من رفع يسوع، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
              ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربع كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
              والقصة واضحة: فقد لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس عندهم.
              ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم، ثم وجدت هذه الإضافة طريقًا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
              وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟
              فهل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهو غير موجود فى أصوله؟ هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لَىِّ الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟ وهل تعلمون ما معنى أن الكنيسة تصنع له مخطوطة لتقنعه بوجود النص بها حتى تخدع هذا الرجل الأمين ويُدخلها فى متن الكتاب؟ وهل تعلمون أن معنى هذا أن الكتاب تم تجميعه من مخطوطات مختلفة؟
              ليس عندى تعليق على هذا إلا قول الرب فيهم:
              (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13 و15
              (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
              (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 31-32
              (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
              (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9
              هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا لعام 1519، ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!
              ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.
              ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى، يدعمهم خمسون محاضر نصرانى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص دون أدنى تردد.
              وهناك شهادة عالم كبير هو إسحاق نيوتن الذى يقول إن هذا المقطع ظهر أول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس للعهد الجديد. ويضيف نيوتن أيضا نقطة قوية: وهى أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده. ولم يذكر أبدًا، ولكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة أتباع الصليب الذين يقبلون أى شىء إلا التنازل عن الثالوث المفبرك كما رأينا. وهذا هو الرابط
              http://cyberistan.org/islamic/newton1.html
              وقد اعترف الكاتب جون جلكرايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ أحمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك ويلقى باللوم على نساخ الإنجيل وإليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت.
              (3المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV، وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5: 7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس، بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى، ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءًا من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة، لأنَّ النصوص الأكثر قِدَمًا لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهوأحد دعائم النصرانية" صفحة 16.).
              http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=kjv
              7For there are three that bear record in heaven، the Father، the Word، and the Holy Ghost: and these three are one. (KJV)
              وترجمتها: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)
              7And the Spirit is the witness، because the Spirit is the truth. (RSV)
              http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=rsv
              وترجمتها: (والروح هو الشاهد، لأن الروح هو الحق)
              فهل أضاف المترجم هذه الجملة من عند نفسه؟ أم احتوتها احدى النسخ وغفلتها نسخة أخرى؟ وهل بالرغم من كل هذا تسمونه وحى من الله؟
              هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة، نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح والذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم!
              وإليك اعتراف آخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف: "هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضًا. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس" انتهى بالنص صفحة 141.
              وهذا اعترافه كاملاً، بل يوضح ويقول إن وضع هذا النص كان من نوع (جاء يكحلها عماها) وأن تحشيته غير دقيقة.
              ويقول الإصدار الرابع لمعجم مفسرى الكتاب المقدس ص711، ”إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة فى السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس- ليس جزءًا حقيقيًا من العهد الجديد.“
              The Interpreter’s Dictionary of the Bible، Vol. 4، p.711، Abingdon Press
              ويقول نفس المرجع السابق ص871: ”إن نص رسالة ( يوحنا الأولى 5: 7 الذى يقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ". هو إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد.“
              ويقول قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص1020: ”إن العدد في رسالة (يوحنا الأولى 5: 7) في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus والموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة "الآب والكلمة والروح القدس"، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية.“
              The Eerdmans Bible Dictionary، Edited by Allen C. Myers، p. 1020
              ويقول تفسير "بيك" للكتاب المقدس(Peake's Commentary on the Bible) : ”إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة“: «الآب والكلمة والروح القدس» غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة)، والروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى فى النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد، حيث أقحمت في نسخة فولجاتة(Vulgate) وأخيرًا في نسخة إيرازموس( Erasmus) للعهد الجديد“.
              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4604
              وهذه أسماء بعض الترجمات الانجليزية للكتاب المقدس التى حذفت هذه الزيادة:
              1 - The Bible in Basic English
              2 - Hebrew Names Version of World English Bible
              3 - The Revised Standard Version
              4 - Holy Bible: Easy-to-Read Version
              5 - The Darby Translation
              6 - The American Standard Version
              7 - The New Revised Standard Version
              8 - International Standard Version
              9 - The New American Standard Bible
              10 - Contemporary English Version
              11 - The New Living Translation
              12 - World English Bible
              13 - Weymouth's New Testament
              14 - GOD'S WORD translation
              * * *
              آباء لم يعرفوا شيئًا عن التثليث:
              وبعد أن رأينا أن النص لا أصل له حتى القرن السادس عشر، وأن المخطوطة التى احتوت هذا النص وضعتها الكنيسة لإقناع إيرازموس بوضع هذا النص فى طبعته الثالثة 1522م، بعد أن رفض كتابتها فى الطبعتين الأولى 1516م والثانية 1519م. إلا أنه هناك من يدعى أن الآباء الأولين قد اقتبسوا هذا النص فى كتاباتهم، وهم يريدون بذلك تأصيل هذا النص افتراءًا على الله، بل وافتراءًا على الآباء. وعلينا الآن أن ندرس كتابات الآباء الأولين واقتباساتهم، ليتأكد لنا أن هذا النص لم يكن له أدنى وجود وقتها. وأورد هنا ما كتبه المهندس عمرو المصرى فى تفنيده لهذا الرأى من الموقع الآتى بتصرف بسيط:
              https://www.hurras.org/vb/showthread...9089#post19089
              القديس كليمنت السكندرى St. Clement Of Alexandria
              لقد شدّدَ أكلمندس السكندرى (200م) في كتاباته على الثالوث، وعلى الرغم من ذلك فإن اقتباسه لفقرة رسالة يوحنا الأولى لم تشتمل على الصيغة التثليثية؟! فقد علَّق على رسالة يوحنا الأولى الأعداد (6) و(8) من الإصحاح الخامس، ولا يوجد أدنى أثر لهذه الصيغة المثلثة، التى يشملها العدد (7).
              ANF 2.05.49 St. Clement Of Alex. - Fragments of Clement - Chap. III (Comments on the First Epistle of John)
              1Jo_5:6. He says، “This is He who came by water and blood;” and again، -
              1Jo_5:8 “For there are three that bear witness، the spirit،” which is life، “and the water،” which is regeneration and faith، “and the blood،” which is knowledge; “and these three are one.” For in the Saviour are those saving virtues، and life itself exists in His own Son.
              http://www.newadvent.org/fathers/0211.htm
              يوحنا الأولى 5: 6: (يقول: ”هَذَا هُوَ الَّذِي أَتَى عَنْ طَريقِ ِمَاءٍ وَدَمٍ“)، حيث لا معنى لما تقوله ترجمة الفاندايك أنه أتى (بماء ودم)، وحرف الجر by يعنى هنا عن طريق أو بواسطة.
              فإذا كان الذى يتكلمون عنه هو يسوع، وقد أتى عن طريق ماء ودم، فالنص يُشير إذن إلى بشريته المحضة، خاصة إذا ربطت هذا النص بقول يسوع نفسه، الذى أفهمهم فيه أن الذى له عظام ولحم، فهذا ابن الإنسان (ابن آدم) وليس بإله، لأن الإله لا يُمكن رؤيته فهو روح: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39، أو قوله: (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...) يوحنا 8: 40
              يوحنا الأولى 5: 8 (”وََالَّذِينَ يَشْهَدُونَ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الروح“ وهى الحياة، ”والماء“ التى تعنى التجديد والإيمان، ”والدم“ الذى يعبر عن المعرفة. ”والثلاثة هم واحد.“ فإن فى المخلص هذه الصفات المنجية، كما أن الحياة بعينها تتواجد فى ابنه).
              وإذا أضفنا على التحليل السابق أن الشهود على بشريته وأنه ليس بإله هم الماء والدم اللذان جاء منهما، والروح التى هى الحياة التى تحول اللحم والعظام والدم إلى كائن حى. فأصبح باتحادهم بشرًا سويًا مثلنا: يأكل ويشرب، يتبول ويتبرز، يخاف ويهرب، يتعب وينام، يجهل أشياء ويعلم أخرى.
              وعلى ذلك فلا وجود لدى اقتباسات كليمنت السكندري أية إشارة إلى النص الثالوثي، على الرغم من أهميته الشديدة في المعتقد والأصول المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية .. فهل لهذا تفسير إلا أن أكلمندس لا يعلم عنه شيئا قط؟!!
              القديس ثيوفيلس الأنطاكي St. Theophilus of Antioch
              القديس ثيوفيلس الأنطاكي من آباء القرن الثاني، وهو يؤمن بالثالوث الخاص به، وهو (الآب والابن والحكمة). فهل تعتقد أن مثل هذا القديس كان يعلم بوجود الثالوث الذى نحن بصدد الحديث عنه وهو (الآب والكلمة والروح القدس) أو حتى ثالوث متى (الآب والابن والروح القدس)؟ وهل لو كان يعلم بهذا الثالوث لكان اتخذ ثالوثًا آخرًا، والذى يتمثل فى (الآب والابن والحكمة)؟ وإذا كانت الكلمة هى الحكمة، فمعنى ذلك أنه كان يؤمن بإله ثنائى الأقانيم، الأمر الذى يتحتم معه سحب لقب قديس منه، ووصفه بالكفر طبقًا للفكر اللاهوتى الأرثوذكسى أو الكاثوليكى؟
              لا أرى أن لهذا الأب العظيم أي دراية أو علم بنص الثالوث الشهير، وإلا لما أخطأ هذا الخطأ الشنيع في أهم أصل من أصول المعتقد النصراني القويم ..
              العلامة اللاهوتي أوريجانوس Origen of Alexandria
              والعلامة أوريجانوس غنى عن التعريف، فهو اللاهوتي الشهير .. فقد اقتبس فى تعليقه على إنجيل يوحنا صراحًة نص رسالة يوحنا الأولى 5: 8 .. ولم يلق بالاً لنص يوحنا الأولى 5: 7 وكأنه كتب في نسخته بخط شفاف. أفلا يدل هذا على عدم معرفة أوريجانوس بهذا النص؟ أم كان يعرفه وتجاهله لعدم إيمانه به؟ أم تجاهله لعلمه أنه مدسوس؟ وراجع فى ذلك
              ANF 9.13.12 Origen - Commentary on Gospel Of John - Book VI. - Chap. XXVI
              القديس ترتليانوس Saint Tertullian
              كتب القديس ترتليانوس عام 210م تقريبًا في كتابه (ضد بركسيس)، محاولاً بكل جهده إثبات الثالوث، فاقتبس نص يوحنا 10: 30 [(أنا والآب واحد) للتدليل على ألوهية يسوع]. وعلى الرغم من ذلك لا يقتبس نص يوحنا 5: 7 ذي الدلالة القاطعة لدى المثلثين على أصولية الثالوث عندهم.
              ANF 3.01.60 St. Tertullian - Against Praxes - Chap. VIII، Chap. XXII.، Chap. XXV
              وذكر ترتليانوس فيه أدلة عديدة أخرى على ألوهية يسوع منها (يوحنا 1: 1) و(يوحنا 14: 11) وغيرها، فلماذا لم يذكر ترتليانوس النص الثالوثي وهو في أشد الحاجة إليه هنا وقد اقتبس نص (يوحنا 10: 30) عدة مرات، ليؤكد على الوحدة بين الآب والابن؟!
              ولا يزال السؤال المحير قائمًا لماذا لم يستدل به ترتليانوس، وهو فى أشد الحاجة إليه ليُثبت عقيدته دون محاورات أخرى من جانب المعترضين أو المشككين، حيث لا اجتهاد مع وجود النص؟
              فنجده مثلا في فصل 25 يقول
              These Three are، one95 essence، not one Person،96 as it is said، “I and my Father are One”(John x. 30.) in respect of] unity of substance not singularity of number.
              http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf03.v.ix.xxv.html
              وترجمتها: هؤلاء الثلاثة هم جوهر واحد وليسوا أقنومًا واحدًا، لأنه قيل: ”أنا والآب واحد“ مع الأخذ في الإعتبار بوحدة الجوهر لا وحدة العدد.
              القديس كبريانوس Saint Cyprian
              وكبريانوس هو أحد آباء القرن الثالث، وقد كتب فيما يظهر للقارئ أنه استشهاد بنص موجود، وقال سكريفينر إنه يصعب أن يُصدَّق أن كبريانوس لم يقتبس نصًا .. ولكن هذا القول أمامه عوائق كثيرة .. لعلها مسرودة فيما كتبه د. دانيال والاس ردًا على من قال بأن ما كتبه كبريانوس استشهادًا منه بنص كتابي ولعلنا نترجم بعضه .. فيقول د. والاس:
              The Comma Johanneum and Cyprian By: Daniel B. Wallace ، Th.M.، Ph.D.
              كتب إلىَّ صديق مؤخرًا بخصوص قراءة ترجمة الملك جيمس لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 .. وقد لاحظ أنِّي لم أذكر كبريانوس فى مقالتي بخصوص هذا النص، حيث إن البعض يقولون: إنه اقتبس نفس النص المذكور في رسالة يوحنا تمامًا، كما ذكرته ترجمة الملك جيمس!! (فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم. والثلاثة هم فى الواحد.)
              ولكن هل حقًا اقتبس كبريانوس كلامه من نسخة من نسخ رسالة يوحنا الأولى التي تحوي على هذه الصيغة التثليثية؟ لو كان الأمر كذلك لكان في غاية الأهمية .. فكبريانوس عاش في القرن الثالث، وسيكون أقدم شخصية اقتبست هذا النص! ولكن قبل أن نلتفت لكتابات كبريانوس فإن هناك خلفية لهذا الموضوع يجب عرضها ..
              (1) هذا النص لم يظهر إلا في 8 مخطوطات، غالبا فى الحواشى وكلها مخطوطات متأخرة .. وقال بروس متزجر بعد تعليقه على المخطوطات فى ص648 في كتابه الشهير Textual Commentary on The Greek New Testament - 2nd Edition
              (2) لم يقتبس هذا النص أي أب من الآباء اليونانيين، ولو كانوا يعلمون عنه شيئًا لاستشهدوا به في جدالهم اللاهوتى حول الثالوث في هرطقات (سابيليوس وآريوس) .. وأول ظهور لها في نص يوناني كان في 1215 في النسخة اليونانية من
              (Latin) Acts of the Lateran Council ..
              (3) هذه الفقرة لا توجد في كل المخطوطات القديمة (السيريانية، والقبطية، والأرمينية، والأثيوبية، والعربية، والسلافية) باستثناء اللاتينية؛ ومع ذلك فهى لا توجد في كل من:
              (أ) اللاتينة القديمة في صورتها القديمة (ترتليانوس، كبريانوس، أوغسطينوس) ولا في الفالجيت – الفولجاتا: (ب)) كما كتبها Jerome ..، ولا (ت) كما راجها Alcuin.) انتهى الاقتباس من كتاب بروس متزجر ويكمل والاس قائلاً:
              وأول مثال نراه لاقتباس هذه الفقرات كجزء من الرسالة كانت في القرن الرابع في رسالة لاتينية بعنوان Liber Apologeticus فصل (4) منسوبة للمهرطق الأسباني بريسيليان (مات في 385) أو لتلميذه الأسقف انستانتيوس.. ويظهر بوضوح لمعان هذه الفقرات عند تفسير العدد (8) بأنه يشير إلى الثالوث (8والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم) وظهرت أولا كتفسير لهذه الكلمات في الهوامش، ومنها وجدت طريقها إلى متن النص.
              وهكذا يجب أن نميز بكل حرص بين النص الحقيقي الذي يقتبسه كبريانوس وبين تفسيراته! فكما قال متزجر: اللاتينية القديمة التي استخدمها كبريانوس لا تعطي أي دليل على وجود النص.. وفي الناحية الأخرى لا نرى كبريانوس مع ذلك قد أظهر دليلاً لوضع هالة لاهوتية حول النص ..
              وفي كتابه De catholicae ecclesiae unitate 6 قال:
              “The Lord says، ‘I and the Father are one’; and again it is written of the Father، and of the Son، and of the Holy Spirit، ‘And these three are one.’”
              قال الرب "أنا والآب واحد"، ومرة أخرى فإنه مكتوب عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس، "وهؤلاء الثلاثة هم واحد".
              فالواضح من كلامه أنه يشرح 1يوحنا 5: 8 وأنه يقصد أن الثلاثة شهود تشير إلى الثالوث. وبوضوح كان لابد له أن يفسرها بهذه الطريقة ..
              ويكمل د. والاس: حيث إن يوحنا 10: 30 تتعامل مع فكرة الوحدة، ووحدت بين الآب والابن كان لزامًا على كبريانوس أن يبحث عن نص يتحدث عن الروح القدس أيضا ويستخدم نفس أسلوب يوحنا 10: 30 .. وهذا هام إلى حد بعيد.
              ومع ذلك فإن كبريانوس لم يقتبس "عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس" كنص كتابي وإنما كما هو واضح كان يشرح ”الروح والماء والدم“.
              ومع أننا نجد أن العبارة في نص التثليث واضحة "الآب والكلمة والروح القدس"، ولكن كبريانوس لم يقتبس النص هكذا، بل يقول: "عن الآب وعن الابن وعن الروح القدس" وهذا دليل على عدم علمه بالنص كجزء من الرسالة .. فالمتوقع منه أن يقتبس النص كما هو صريحًا في الرسالة بنفس كلماته، وبما أنه لم يفعل فالمعنى واضح: وهو أنه كان يُشير إلى أن ما كتبه كان تفسيرًا تثليثيًّا لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 8، فرضه كبريانوس [على الرسالة].
              ثم يذكر د. والاس ما قاله "ميشيل ماينارد" الذي صنف كتابًا في تاريخية الجدال على هذا النص وكان تعليقه: ”يعتبر كبريانوس من الذين يقتبسون حرفيًا من الكتاب“.
              وهذا صحيح ويخالف تمامًا الرأي القائل بأن كبريانوس اقتبس هذا النص في كتابه، إذ إن ما اقتبسه كبريانوس من رسالة يوحنا هو فقط ”هؤلاء الثلاثة هم واحد“ أي الكلمات الموجودة في النص اليوناني فقط!
              وهكذا فإن كبريانوس كان يشرح نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حيث فهم منه أنه يشير للثالوث، ولكن أن يكون كبريانوس قد رأى هذا النص في الرسالة واقتبسها فهذا من غير المحتمل .. ومما يؤيد ذلك المعضلة التاريخية الكبيرة التي تواجه كل من يحاول توثيق هذا النص وهي اختفاء هذا النص من كل المخطوطات اليونانية لألف وخمسمائة عام (1500)، حيث إنها في البدء ظهرت في اللاتينية، بداية من المهرطق الإسباني برسيليان في 380م، وهذا يوضح بسهولة سبب عدم وجودها في المخطوطات اليونانية القديمة .. وعليه فإن الأدلة التاريخية تقودنا إلى اتجاهين لا ثالث لهما:
              الأول: هذه القراءة قد أضافها بعض الكتبة اللاتينيين، والذين قد دفعهم الحماس للمعتقد لإضافة تلك الكلمات في النص المقدس.
              الثاني: كانت هذه القراءة عبارة عن شرح كٌتِبَ على هامش بعض المخطوطات اللاتينية بين القرنين الثالث والرابع ثم وجد طريقه إلى المتن اللاتيني عن طريق كاتب لم يكن واثقًا من كون القراءة تعليقًا أم من أصل النص.
              إلى هنا انتهى كلام د. دانيال والاس ويمكن مراجعته بالنص الإنجليزي في الموقع المذكور أعلاه.
              أضف إلى ما قاله د. دانيال والاس أن كبريانوس لم يستشهد بهذا النص فى العديد من كتاباته، التى تناولت إثبات الوحدة بين الأقانيم. حيث كان استدلاله الرئيسي بنص يوحنا 10: 30 انظر مثلاً:
              ANF 5.02.15 St. Cyprian - Epistle Of Cyprian - Chap. LXXV.
              5. And therefore the Lord، suggesting to us a unity that comes from divine authority، lays it down، saying، “I and my Father are one.” To which unity reducing His Church، He says again، “And there shall be one flock،474 and one shepherd.”
              http://www.newadvent.org/fathers/050675.htm
              القديس ديونيسيوس Saint Dionysius
              وقد استشهد القديس ديونيسيوس في شرحه للثالوث بنص يوحنا 10: 30 وأيضًا نص يو 14: 10 .. وإذا كان يتكلم عن الثالوث .. فقد كان إذن في أشد الحاجة لهذا النص. فلماذا لم يذكره إذًا؟!
              ANF 7.05.02 Dionysius - Against the  Sabellians
              3. That admirable and divine unity، therefore، must neither be separated into three divinities، nor must the dignity and eminent greatness of the Lord be diminished by having applied to it the name of creation، but we must believe on God the Father Omnipotent، and on Christ Jesus His Son، and on the Holy Spirit. Moreover، that the Word is united to the God of all، because He says، “I and the Father are one;” (Joh_10:30) and، “I am in the Father، and the Father is in Me.” (Joh_14:10) Thus doubtless will be maintained in its integrity the doctrine of the divine Trinity، and the sacred announcement of the monarchy.
              http://www.newadvent.org/fathers/0713.htm
              فنجده تكلم بكل وضوح عن حالة الابن بالآب من خلال نصى يوحنا 10: 30 ويوحنا 14: 10 .. وكأنه لم ير الروح ابتداءًا ولم يذكر فيها نصًا واحدًا يثلث يهوه! .. فلماذا لم يذكر ديونيسيوس هذا النص إن كان يعلم عنه شيء؟!
              وفى ردهم على هذا السؤال يقولون إن هذه الحوارات لم يكن فيها حاجة للاستشهاد بهذا النص، إذ أن السابيلينية مثلاً يؤمنون بالثالوث إبتداءًا، ولكنهم لا يميّزون بين الأقانيم.
              ونرد عليهم إجابتهم هذه بسؤال توضيحى: أليس على من يعتقد شيئًا أن يستشهد من الكتاب بالنصوص التى تُدلِّل على صحة معتقده، وتنفى عن المعتقِد الضلال والزيغ عن تعاليم الكتاب؟ ولو كان الأمر كذلك، فلماذا استشهد ديونيسيوس فى كتاباته ضد السبلينية بنص يوحنا 10: 30 القائل: (أنا والآب واحد) وهم يؤمنون بالثالوث ابتداءًا؟ فإن استشهاد ديونيسيوس هذا يدحض قولهم، وينسف ردهم فيذره قاعًا صفصفًا!!
              القديس هيبوليتوس Saint Hippolytus
              لم يتعرض القديس هيبوليتس قط لنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7 كعادة الآباء عندما تكلم عن الوحدة بين الأقانيم، وإنما استشهد بيوحنا 10: 30 (أنا والآب واحد) فنجد في كتابات القديس هيبوليتوس مثلاً
              ANF 5.01.27 St. Hippolytus - Fragments - Part II
              7. If، again، he allege His own word when He said، “I and the Father are one،” (Joh_10:30) let him attend to the fact، and understand that He did not say، “I and the Father am one، but are one.”121 For the word are122 is not said of one person، but it refers to two persons، and one power.123 He has Himself made this clear، when He spake to His Father concerning the disciples، “The glory which Thou gavest me I have given them; that they may be one، even as we are one: I in them، and Thou in me، that they may be made perfect in one; that the world may know that Thou hast sent me.” (Joh_17:22، Joh_17:23)
              http://www.newadvent.org/fathers/0521.htm
              وهنا يتكلم هيبوليتوس عن التمايز بين الأقانيم مع الوحدة في الجوهر مستشهدًا بيوحنا 10: 30، الذي لا يذكر إلا الآب والابن .. فلماذا لم يذكر هيبوليتوس نص التثليث الشهير يوحنا الأولى 5: 7 في هذا الموقف، أم أنه لم يكن موجودًا لديه؟
              وهذا حال كل الآباء تقريبًا .. فبالرغم من أن النص واضح وضوح الشمس .. إلا أننا لا نجد أحدًا أقدم على استخدامه للتدليل على المعتقد مما يدل على قوة القول بتزوير هذا النص وعدم أصوليته بأي حال من الأحوال .. فهو مختف تمامًا من كل كتابات الآباء الذين يتشدق بهم النصارى .. فبأى حديث بعده يتمسَّكون؟!
              الآن وبعد أن علمنا مدى تحريف الآباء لما يسمونه أصول نصوص أو مخطوطات الكتاب المقدس، فيجوز لنا أن نتساءل:
              هل هؤلاء كانوا أهلاً للثقة أن تؤخذ منهم عقيدة أو دين أو خلق؟
              وإذا كانوا قد حرفوا نصًا واحدًا لإثبات عقيدتهم فى التثليث، فكيف يتبين لكم أنهم صدقوا فى باقى معتقداتكم؟
              وألا يدل هذا على أنه كان من اليسير أن ينسخ أى فرد يشتغل بالدين كتابًا أو مخطوطة ويُضيف إليها ما يشاء أو يحذف منها ما يريد، فى محاولة لإثبات ما يراه صحيحًا فى عقيدته؟ (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
              وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد) ص12-14: ”وليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه، بل هى كلّها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها املاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة، بل يُمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جدًا على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها“.
              ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
              ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
              ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
              ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
              ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جدًا أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا، والحالة هذه، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
              وإذا كان الأمر كذلك فما هو موضوع حرق المخطوطات التى كان يزيد بها الأخطاء الإملائية عن خطأين أثناء النسخ؟
              وما رأيك أنت عزيزى المسيحى؟ ماذا تُسمِّى هذا؟ هل تسميه تحريفًا وتزويرًا لكتاب الرب؟ أم عندك تسمية أخرى لهذه الجريمة؟
              وهل تأكد لك عزيزى المسيحى أنه لم يكن من الصعب تحريف كلمة الرب، طالما أنه لم يتعهَّد بحفظها؟
              فلماذا أمر الرب بعدم الزيادة على كلامه أو النقصان منه، إلا إذا كان هذا مُتاح؟ (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ.) التثنية 12: 32
              (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53
              (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.) رومية 3: 1-2
              ولماذا تتعجبون؟ ألم يتهم يسوع الكهنة والكتبة بتحريف تعاليم الرب ووصاياه؟ أليس هؤلاء الآباء المحرفون هم امتدادًا للكتبة والكهنة عند بنى إسرائيل؟ (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
              ألم يتهمهم الرب على لسان داود بتحريف كلامه وكتابه؟ (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
              ولماذا تتعجب عزيزى المسيحى؟ فإذا كان الرب قد أمركم ألا تسمعوا لأنبيائكم لأنهم ضالون، فهل تتوقع مع هذا الأمر صلاح الآباء؟
              (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
              (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
              (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
              وأصبح اليوم لا مفر أمامهم من التسليم وكل من يستخدم هذا العدد لاثبات التثليث بعد اليوم يطلق عليه لقب مدلس أو جاهل مخدوع إذا كان حسن النية مثل إيرازموس. فما رأيك أيها المسيحى المحترم الذى يبحث عن الحق، ولا يقبل بالضلال والتدليس، ولا يرضى بوضع رأسه فى التراب، ولا يكابر فى الحق؟
              من الطبيعى أن يدافع كل إنسان عن معتقده، وعن كتابه الذى يؤمن بقدسيته، وأن يثق فى رجال الدين، الذى يعتنقه، لكنه من السَّفه العناد أمام الحقائق الجلية، والأدلة الواضحة. من السَّفه أن أؤمن بما ليس فى كتابى، وبما لا أستطيع أن أبرهنه عقليًا. فالكتاب ينبغى أن يكون حجَّة علىّ وعلى الآباء الأقدمين، وليس العكس. فهل يُعقل أن أتخذ كلام الآباء الأقدمين، والذى لم يأت فى الكتاب حُجة على عقيدتى ودينى من دون الله؟
              * * * * *
              كل هذا لا يغفله مؤمن. فالقرآن شهيد بين كل المسلمين. فلو رأى أحدهم أنكم بعد كل هذا غير كفَّار، نرجعه لكتاب الله تعالى ليحكم بيننا:
              يقول الله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة 17
              ويقول جل جلاله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) المائدة 72
              ويقول جل شأنه: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة 73
              لكن النقطة التى قد يكون فهمها السائل بصورة خاطئة: هى ألا يجب أن يُقال للمسيحى أو اليهودى أو غيره إنه كافر. لأنه هل يُطلق عليه كافرًا دون أن تُقام عليه الحجة، ونتأكد من معرفته السليمة للإسلام؟ أليس من الممكن أن تكون وصلته رسالة الإسلام وتعاليم الرسول  مشوهة، منفرة، جعلته يعزف عن هذا الدين بأكمله، وخاصة لو رأى نماذج منفرة فى المجتمع الذى يعيش فيه أو مجتمعات أخرى، ويكون محقًا جزئيًا فى ذلك؟ وقد تكون رسالة الإسلام قد وصلته مشوهة، وبها عقائد ضالة، وأعجبه ما وصله، وآمن به. فهل مثل هذا مسلم؟
              ألا يكفى أن أطلعه على حقائق الإسلام وجماليات تشريعاته وتعاليمه؟ ألا يكفى أن أخبره عن عقوبة الكافر بدين الله الحق، دون أن أقول له إنه كافر ولو مات على ذلك يستحق كذا وكذا من الله؟ هل قال الرسول  لبشر إنه كافر دون أن يُطلعه على تعاليم الإسلام؟ أليس تكفير الناس هى طريقة منفرة للدعوة؟ ألا يتعارض هذا مع قول الله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125
              فإن اللين والبشاشة وحُسن انتقاء الألفاظ فى الدعوة هو أمر إلهى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) العنكبوت 46
              كما أمر الله تعالى موسى وهارون، عليهما السلام، أن يدعوان فرعون ويكلمانه، قال لهما: (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه 44

              تعليق


              • #37
                إن المسيحى العاقل ليسعد بقول المسلم إنه كافر. لأن معنى كفره بالإسلام، أى إيمانه بالمسيحية. فهل أريد أن أصفه بالتقوى والإيمان من وجهة النظر الإسلامية، أى بكفره بعقائد المسيحية؟ فأنت أيها المسيحى كافر بالنسبة للإسلام، كما أنك تُكَفِّر المسلم، لأنه لا يؤمن أن يسوع هو الرب المخلص. وتكفر البروتستانت لعدم إيمانه بأسرار الكنيسة ومعتقدات أخرى لدى الكاثوليك الأرثوذوكس، وتُكَفِّر الكاثوليك لعدم اتفاقهم معكم فى مبادىء الإيمان، على الأقل لإيمانهم أن الروح القدس انبثق من الآب والابن، بخلاف قولكم إنه انبثق فقط من الآب.
                لكن ألست تكفر بالإسلام أيها الكاتب، أى لا تؤمن به كدين؟ فما هو إذن وجه الخلاف فى هذا، سواء أقلت لك أنك تكفر بالإسلام، أو حتى أقررت به أنت؟ المهم أنك تكفر بهذا الدين أى لا تعتنقه.
                وفى الحقيقة إن موضوع مصير الكافر الذى لم يبلغه الإسلام، أو بلغه مشوشًا من النقاط التى لا يعرفها كثير من الناس، ورأيت أن أضع ما كتبه أحد الأخوة فى منتدى فرسان السنة لموضوعيته:
                ما هو مصير الكافر الذي لم يبلغه الإسلام؟
                بسم الله الرحمن الرحيم
                إن الله سبحانه وتعالى قد هيّأ لكل إنسان ما يمكّنه من معرفة الخير والشر، قال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) (البلد:8)، أي عينين يبصر بهما، (وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) (البلد:9)، أي ولسانًا ينطق به عما في ضميره وشَفَتَينِ يَسْتَعِين بهما على الكلام، (وهَدَيْنَاهُ النَّجدين) البلد:10، قال ابن مسعود: الخير والشر، وقوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) (الإنسان:2-3)، فقد بَيّن الله في الآيات السابقة أنه عز وجل وَهَبَ للإنسان الوسائل والآلات التي يُمْكِنُه معها معرفة طريق الخير والشر.
                ثم إنه سبحانه لم يجعل هذه الآلات حجة على عباده بمفردها، بل فتح لهم باب العذر، وأملى لهم في الحجة، حتى يأتيهم نور الوحي من السماء، قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) النساء 165
                ومن أجل ذلك يوبخ الله تعالى الكفار به على ما أضاعوا من عذر الله وإمهاله، وغفلوا عن رسله وبيناته: (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) الأنعام 130-131
                وإن من عدل الله عزّ وجلّ أنه لا يُعذّب قومًا إلا بعد البلاغ وقيام الحجّة عليهم ولا يظلم ربّك أحدًا، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)الإسراء 15
                قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
                قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه كقوله تعالى (...كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) المُلك 8-11
                وكذا قوله (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) الزمر 71
                فالذي لم يسمع عن الإسلام ولا عن النبي  ولم تبلغه الدّعوة بشكل صحيح فإنّ الله لا يعذّبه على موته على الكفر، فإن قيل: فما مصيره؟
                فالجواب: أصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويُرسل إليهم هناك رسول، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، كما في مسند الإمام أحمد (18566) وغيره من حديث الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ  قَالَ:
                (أرْبَعَةٌ يُمتَحَنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الفَتْرَةٍ، أَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: يا رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ يا رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَرْمُوننى بِالْبَعَرِ،ِ وَأَمَّا الْهَرِمُ فَيَقُولُ يا رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ. فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ رسُولاً أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ. فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا).
                الراوي: الأسود بن سريع. المحدث: ابن القيم. المصدر: أحكام أهل الذمة. الصفحة أو الرقم: 1139/2 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح متصل
                وكذلك الطفل الذي يولد لعائلة كافرة ثم يموت قبل سن البلوغ فهو فى الجنة لقول الرسول : (رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق) رواه أصحاب السنن، وصححه الألباني في الإرواء برقم 297
                وقال ابن حزم رحمه الله : (وأما المجانين الذين لا يعقلون حتى يموتوا فإنهم كما ذكرنا يولدون على الملة حنفاء، مؤمنين، ولم يغيروا، ولا بدلوا، فماتوا مؤمنين فهم في الجنة) الفصل 4/135
                لكن ما هو الموقف الحقيقى للإسلام تجاه اليهود والمسيحيين؟
                فإن على السائل أن يعلم أولا أن (مِنْ) في هذه الآية وفي قوله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَلَا المُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) {البقرة:105} إنما يراد بها التبيين ولا يراد بها التبعيض كما نص عليه البيضاوي في التفسير، ويدل لهذا عطف المشركين عليهم، فلا يمكن أن يقال إن في المشركين بعضًا لم يكفروا، ثم إنه لو تصورنا أن كتابيًا ظل متمسكا بدينه الصحيح قبل بعثة النبي  فإنه لا يكفر، لكنه إذا أدرك بعثة النبي  فإنه لا يُقبل منه غير الإسلام، فإن لم يصدق بالنبي  فإنه يعتبر كافرًا. قال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ) {آل عمران:85}
                * * * * *
                قبل أدلة إثبات نزول الوحى على رسول الله :
                ينتقل كاتب كتاب (الإسلام بدون غطاء) إلى موضوع جديد، ولا ينسى أن يُطعمه بما يحيك فى صدره من غلٍ وتحامل على الإسلام، فيلمز تارة أن الإسلام انتشر بالعنف، وأن كلمة القتل ذكرت أكثر من كلمة الصلاة، وما إلى ذلك مما يظن أنه سيخدم أغراضه غير المحايدة، بل غير النظيفة فى البحث والدعوة.
                فنجد أن الكاتب ترك حياة محمد فى صغره، وأنه كان معروفًا بالصدق والأمانة، حتى أطلقوا عليه الصادق الأمين. بل جعله قومه حكمًا بينهم في بناء الكعبة، وهو أشرف عمل كانوا يعدونه، وسبب من أسباب عزهم وفخرهم. وأمانته هذه جعلت خديجة فيما بعد تتمسَّك به فى تسيير تجارتها، الأمر الذى كسبت من ورائه أرباحًا طائلة، كذلك كان أهل قريش يستأمنونه على ودائعهم، ولم يكن هذا فى شبابه فقط، بل إن يوم هجرته ترك عليًا بن أبى طالب فى فراشه، تمويهًا على الكفار الذين كانوا يلاحقونه، ويريدون قتله، وليرد أماناتهم، التى يستودعونها إياه.
                فهم يؤمنون إذن من أعماق قلوبهم أنه أكثر الناس صدقًا وأمانةً، فكانوا يستأمنونه على ودائعهم الثمينة فى الوقت الذى يدعو فيه إلى الإسلام ويكذبونه ويحاربون دعوته، ويُعذبون أتباعه لمدة 13 سنة.
                الأمر الذى جعل المسيو سيديو Sedillot يقول فى كتابه "تاريخ العرب": "ولما بلغ محمد من العمر خمسًا وعشرين سنة استحق بحسن سيرته واستقامة سلوكه مع الناس أن يلقب (بالأمين).
                وقال موير Muir إنه لُقِّبَ بالأمين بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه. وكان أهل مكة يستأمنونه  ويودعون عنده ودائعهم إلى أن هاجر إلى المدينة وترك عليًا مكانه فبقي حتى رد الودائع إلى أربابها ثم هاجر.
                وهذا يعنى أن كفرهم بما جاء به الرسول  كان لهدف آخر غير تكذيبهم إياه. ومن هذه الأسباب العصبية للقبيلة، حسدهم على شرف النبوة الذى جاء فى قريش، فى بنى هاشم.
                أما عن أخلاقه  فى طفولته وشبابه فيقول الشيخ محمد رشيد رضا (بتصرُّف): إنه على الرغم من قلة الأخبار عن حاله  فى هذه الفترة من عمره  بسبب عدم العناية بتدوين السيرة وقتئذ، فنذكر أنه كان  في صغره يلعب ذات مرة مع غلمان قريش فكانوا يحملون الحجارة في أُزُرهم فتبدو عوراتهم، فخالفهم الرسول  وصار يحملها على رقبته لئلا ترى عورته.
                وعن عليّ  قال: سمعت رسول الله  يقول: ما هممت بقبيح مما همَّ به أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بالنبوة إلا مرتين من الدهر.
                كلتاهما عصمني الله عز وجل من فعلهما: قلت لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في غنم لأهله يرعاها: أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان، قال: نعم، فلما جئت أدنى دار من مكة سمعت غناء وصوت دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوج فلانة، فلهوت بذلك الصوت حتى غلبني النوم فنمت، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم فعلت الليلة الأخرى مثل ذلك".
                إن الله إذا أراد أن يحفظ شخصًا، سد عليه أبواب الملاهي والفساد وأوجد العقبات في طريقها وصده عن سبيلها بكيفية لا تخطر على بال، لذلك سلط جل شأنه عليه  النعاس حتى لا يشاهد شيئًا مما كان يجري في أفراح الجاهلية من لهو وفرح وخمر وما شاكل ذلك، ليبقى نقيًا طاهرًا من كل شائنة بل من كل ريبة.
                وعن أم أيمن قالت: كانوا في الجاهلية يجعلون لهم عيدًا عند بوانة، وهو صنم من أصنام مكة تعبده قريش وتعظمه وتنسك أي تذبح له وتحلف عنده، وتعكف عليه يومًا إلى الليل في كل سنة، فكان أبو طالب يحضر مع قومه ويكلم رسول الله  أن يحضر ذلك العيد معه فيأبى ذلك. قالت: حتى رأيت أبا طالب غضب عليه ورأيت عماته غضبن عليه أشد الغضب وجعلن يقلن: إنا نخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا وما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدًا ولا تكثر لهم جمعًا فلم يزالوا به حتى ذهب معهم، ثم رجع فزعًا مرعوبًا، فقلن: ما دهاك؟ فقال: إني أخشى أن يكون بي لمم (أي لمة وهي المس من الشيطان)، فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيت؟ فقال: "إني كلما دنوت من صنم تمثَّل لي رجل أبيض طويل يصيح بي: "وراءك يا محمد لا تمسه"، قالت: فما عاد إلى عيدهم حتى تنبأ .
                ولم يذق  شيئًا ذبح على الأصنام، وقيل له : هل عبدت وثنًا قط؟ قال: "لا"، قالوا: هل شربت خمرًا؟ قال: "ما زلت أعرف أن الذي هُم عليه كفر"، وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان (أي كيفية الدعوة إليهما)، وعنه  "لما نشأتُ بغضت إليّ الأصنام والشعر".
                ولما تزوج  بالسيدة خديجة كان مثال الزوج الصالح وكان موضع احترامها وتقديرها، يدل على ذلك قولها له بعد نزول الوحي وهي تهدىء روعه: "والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتَقري الضيف وتعين على نوائب الحق" وقد كانت أول من آمن به.
                فلماذا لم يذكر كاتبنا الباحث الجهبذ رواية واحدة من هذه الروايات؟ هل تعلمون لماذا؟ لأنها تؤكد نبوته  عند القارىء، وهذا ما لا يطيقه كاتبنا الفذّ.
                وقال رسول الله في حقها: "أفضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم" (امرأة فرعون). وكان رسول الله  يثني عليها كثيرًا أمام عائشة - رضي الله عنها - حتى أدركتها الغيرة، فالوفاق بينهما في المعيشة الزوجية كان بالغًا حده ولا شك أن هذا من حسن الخلق وصفاء السيرة والسريرة. ولما أدركت عائشة - رضي الله عنها - الغيرة من حسن ثنائه  على خديجة قالت: هل كانت إلا عجوزًا فقد أبدلك الله خيرًا منها، فغضب رسول الله حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: "لا والله ما أبدلني الله خيرًا منها. آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولادًا إذ حرمني أولاد النساء".
                فكان  متحليًا في صغره وشبابه بخير الخلال وأجلِّ الصفات بعيدًا عن الشبهات. فهل ذكر كاتبنا أو حتى ألمح إلى شىء منها؟ لا. لقد تكتمها، لأنه إما لا يعرفها أو لا تخدم أغراضه، التى من أجلها كتب كتابه.
                وتكلم أيضًا عن بعثة الرسول  بينما كان يتعبَّد فى غار حراء – لم يذكر اسمه – وبدأ نزول الوحى (جبريل) عليه. إلا أن الكاتب يذكرها طبعًا بصيغة التشكيك: (يقول محمد أن الملاك جبرائيل قد زاره في رؤيا مقدمًا له أولى رسائل الإسلام)
                ولا أعرف لماذا لم يُشكك فى نزول ملاك الرب على يوسف ليخبره أن خطيبته حامل فى طفل (كما قيل عند متى)؟ ولماذا لم يُشكك فى نزول الملاك على مريم ليهبها غلامًا زكيًا (كما قيل عند لوقا)؟ وما الدليل على أسر الشيطان ليسوع أربعين يومًا فى الصحراء؟ وما الدليل على موافقة يسوع على كل ما كُتب بعد اختفائه من الدنيا؟
                أدلة إثبات نزول الوحى على رسول الله ، والمعيار الذى تثبت به النبوة:
                هنا يَشكُّ الكاتب، كما يُشكِّك غيره من العقلاء جدًا جدًا فى نبوة الرسول ، وأنه كان يأتيه الوحى، ملاك الرب جبريل، يبلغه عن ربه ما يريده أن يصل إلى عباد الله. وهو والله موضوع لم يُحسن لنفسه إذ فتحه! وكم كنت أتمنى أن يفتح مثل هذا الموضوع!
                يقول الإمام الشيخ الشعراوى  إن على كل نبى أن يُثبت أنه أوحى إليه من ربه، فيأتى الأمة التى أُرسل إليها بما يعجزهم فيما يتقنونه ويشتهرون به بين الأمم. وكان العرب هم الأمة الوحيدة فى العالم التى كانت تقيم معارض للكلمة: للشعر. فتجتمع القبائل ويجلس بينهم المحكمين ويأتى فصحاؤهم ليلقوا على مسامع هذه اللجنة الشعر، ويفوز باللقب أشعرهم.
                وتحداهم الرسول  فى مكة فيما جاءه أن يأتوا بمثل هذا القرآن ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ الإسراء 88
                وتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾هود 13-14
                وتحدَّاهم أن يأتوا بسورة واحدة مثل هذا القرآن: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ يونس 37-39
                وتحدَّاهم مرة أخرى أن يأتوا بسورة واحدة مثل هذا القرآن: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ البقرة 23-24
                ولم يأت أحد من أساطين اللغة العربية بمثله، ولا بعشر سور مثله، ولا بسورة من مثله. وبهذا أثبت الله تعالى أن هذا القرآن لا ريب فيه من رب العالمين، وأن رسوله محمد  يوحى إليه، ولم يأت بهذا القرآن من عند نفسه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾ الكهف 1-6
                وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يونس 37
                وقال تعالى: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ القيامة 16-19
                وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ البقرة 2
                بل شهد أشعر شعراء العرب، وأكبر أساطينها لهذا القرآن بأنه ليس بكلام البشر، وهو على كفره، بل مات كافرًا، فشهد أن هذا القرآن يعلو ولا يُعلى عليه، وما هو بكلام البشر:
                (... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِيُعْطُوكَهُ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ، قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالا، قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ، قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ؟ فَوَاللَّهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالأَشْعَارِ مِنِّي، وَلا أَعْلَمَ بِرَجَزِهِ وَلا بِقَصِيدَتِهِ مِنِّي، وَلا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَوَاللَّهِ، إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلا، وَأَنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ، قَالَ: لا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ، قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ، فَلَمَّا فَكَّرَ، قَالَ: هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ، فَنَزَلَتْ: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا سورة المدثر آية 11).
                لذلك تجد بصمة الله تعالى وتوقيعه على أنه هو الذى أنزل هذا الكتاب، وتعهد بحفظه، ولا يستطيع إنسان أن يتقوله على الله:
                فقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾ الكهف 1
                وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ يوسف 2
                وقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الشعراء 192
                وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ ص 29
                وقال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ البقرة 185
                وقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ النمل 6
                وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ القصص 85
                وقال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ﴾ يوسف 3
                وقال تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾ الزمر 33
                وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يونس 37
                وتعهَّد بحفظه فقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ الحجر 9
                وأقسم الله أن محمدًا رسوله، وأن الكتاب الذى بين يديه تنزيل من رب العالمين، ولا يستطيع رسوله أن يتقوَّل فيه شيئًا من عند نفسه: (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مّا تَذَكّرُونَ * تَنزِيلٌ مّن رّبّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنّهُ لَتَذْكِرَةٌ لّلْمُتّقِينَ * وَإِنّا لَنَعْلَمُ أَنّ مِنكُمْ مّكَذّبِينَ * وَإِنّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنّهُ لَحَقّ الْيَقِينِ * فَسَبّحْ بِاسْمِ رَبّكَ الْعَظِيمِ) الخاقة 38-52
                لذلك فهو هدى، ورحمة، وشفاء، وذكر، وموعظة، وتذكرة، وبلاغ، وبشير ونذير، وبيان، ونور للعالمين، كما ذكرنا.
                هل تعتقد أن كتاب مثل كتابك الذى تقدسه ممكن أن يكون نور وهدى للبشر؟
                فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
                هل يحتوى كتابك على نبى قدوة ممكن أن يقتدى به أحد أتباعه؟
                هل تتشرف أن تكون أو يكون أبوك مثل صورة النبى إبراهيم فى كتابك الذى يصوره أنه كان معرصًا على زوجته سارة، وأنها رضيت أو يجامعها فرعون وأبيمالك من أجل أن يغتنى إبراهيم وتُحفظ حياته؟
                هل تتشرف أن تكون صورتك مثل موسى أو هارون اللذان سرقا المصريين ولم يطيعا الرب، فموسى لم يختن ابنه، وهارون صنع لبنى إسرائيل عجلا من الذهب وجعل بنى إسرائيل يضلوا ويعبدو هذا العجل. والغريب أن يأمر الرب أن يُقتل كل عابدى العجل، ولم يُقتل كبيرهم!!
                هل كان يسوع نفسه قدوة فى معاملة أمه وبره بها؟
                فقد نهر أمه أمام الناس: (4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 4 ﴿ ﴾
                اقرأ قول الله تعالى عن معاملة الوالدين، وقارن هذا بما قاله يسوع لأمه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا * إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
                أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *
                وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء 23-24
                اقرأ قول الرسول فى بر المؤمن بأمه:
                عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ: (بَيْنَا نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فقَالَ: نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا) أخرجه أبو داود في سننه
                وقال الإمام أحمد حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي  فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك؟ فقال: فهل لك من أم؟ قال: نعم. فقال: الزمها فإن الجنة عند رجليها. رواه أحمد والنسائى وابن ماجه
                عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي  فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك ديْن أكنتِ قاضيته، اقضوا الله فالله أحق بالوفاء". رواه البخاري (1754)
                عن عبد الله بن عمر أن النبي  قال: "إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ". رواه مسلم (2552)
                وقد روي أنّ رجلا كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها، فسأل النبي  هل أديت
                حقها؟ قال: "لا، ولا بزفرة واحدة" أي من زفرات الطلق - رواه الطبراني
                قال النبي  من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه.
                عن عبد الله بن مسعود  قال: سألت النبي  أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قال ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)
                جاء رجل إلى النبي  يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "ثم أمك" قال ثم من؟ قال: "أبوك" (متفق عليه)
                وعن عن عبد الله بن عمرو  قال  (رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما)
                وقال تعالى (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًَا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًَا) النساء 36
                (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوْا بِهِ شَيْئًَا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًَا ...... ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْنَ) الْأَنْعَامِ 151
                قارن آيات الله تعالى وأقوال رسوله  بمواقف نسبها كتبة أناجيلكم إلى يسوع، وهو براء منها، وسيتضح لك مرة أخرى بعد مرات أن كتبة هذه الأناجيل والرسائل يشوهون صورة يسوع وأمه عن قصد:
                لقد تنكَّر يسوع لأمه، كما لو كانت عارًا عليه: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-49
                وجعل ضريبة التلمذة له هو بغض الأم والأب والزوجة والذرية والاخوة، بل وكره الشخص لنفسه: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26
                فَرَوَى أَبُوْ هُرَيْرَةَ  قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ الله، مَنْ أَحَقُّ الْنَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوْكَ) رَوَاهُ الشيخان
                وهذا هو عيسى المسلم : وَتَكَلَّمَ عِيْسَى فِي المَهْدِ مُخْبِرًَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْصَاهُ بِبِرِّ أُمُّهُ مَعَ فَرِيْضَتِي الصَّلَاةِ وَالْزَّكَاةِ فَقَالَ: (‎وَأَوْصَانِيْ بِالصَّلَاةِ وَالْزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًَّا * وَبَرًَّا بِوَالِدَتِي) مَرْيَمَ 31-32
                وَتَجِبُ صِلَةُ الْأُمِّ وَبِرُّهَا وَحُسْنُ صُحْبَتِهَا وَلَوْ كَانَتْ كَافِرَةً، مَعَ عَدَمِ طَاعَتِهَا فِي المَعْصِيَةِ: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِيَ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِيْ الْدُّنْيَا مَعْرُوْفَا) ًلُقْمَانَ 15
                وَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِيْ بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِيْ عَهْدِ رَسُوْلِ الله  فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُوْلَ الله  قُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ) رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ
                (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ يَوْمَ يَقُوْمُ الْحِسَابُ) إِبْرَاهِيْمَ 41
                وفى اختبار صغير لمبادىء تصديق الكاتب غير المحايد من داخل عقيدته:
                ما الدليل على أن كتبة الأناجيل هذه ألهمهم الرب ما كتبوه؟ من هم الشهود؟
                هل من المعقول أن يكون متى هو التلميذ الذى أوحى إليه ما كتبه، فى الوقت الذى نقل فيه 85% مما جاء عند مرقس، الذى لم يكن من التلاميذ، بل كان مترجم بطرس؟
                ما الدليل على أن بولس كتب 14 رسالة تُنسب إليه فى العهد الجديد؟ من هم شهود بولس أنه ظهر له يسوع أو أعطاه الرسالة؟ فالرواية كاذبة إذا دققت فى تفاصيلها! (راجع: بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله)
                ما الدليل الذى قدمه العهد الجديد على براءة مريم البتول من تهمة الزنى مع يوسف النجار؟ فقد جعل براءة مريم عند لوقا أن جاءها ملاك الرب وأخبرها بحملها، بينما كانت براءتها عند متى الحلم الذى رآه يوسف؟
                ألا تقم الشهادة على فم اثنين أو أكثر؟ فما هى الشهادة والضمانات التى قدمها يوسف على أن حمل مريم خطيبته ليس منه أو من غيره؟ لا توجد. ومع ذلك قدمتم الإيمان أولا، مسلِّمين دون نقاش، ثم أقمتم العقيدة على ما آمنتم به!!
                هل أخلاق داود التوراتى ترشحه أن يتلقى الوحى من ربه، بعد أن قتل أبناءه الخمسة، وزنى بجارته امرأة أوريا، وقتل جزء من طليعة الجيش، بعد أن تراجع باقى الجيش وترك أوريا ومن معه ليلقوا حتفهم، حتى يضمن موت أوريا، تبعًا للخطة التى رسمها داود؟
                ومهما اعترف كتَّاب الكتاب الذى تقدسونه من أنه غير موحى به من الرب، وعلى الرغم من التناقض الموجود فى العقيدة، وفى التاريخ والجغرافيا والحساب، إلا أن الأولون قالوا إنه مقدس، وهو وحى الرب، فقلتم آمين:
                فها هو لوقا يقول إنه ألف هذا الكتاب من تلقاء نفسه ولو يدع أحد من كتبة الأناجيل أنه أُحى إليه: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                واعترف بها سفر الأعمال عند محاكمة بولس على هرطقته: (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذًا مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 20-26
                قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلًا عن أوريجانوس: «أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.» (يوسابيوس 6: 25)
                وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: (قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور). ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                يقول الكتاب المقدس للكاثوليك، تحت المدخل إلى العهد الجديد ص7: “إنّ تأليف تلك الأسفار السبعة والعشرين وضمّها في مجموعة واحدة أدَّيا إلى تطوير طويل معقّد. والفجوة التاريخيّة والجغرافيّة والثقافيّة التي تفصلنا عن عالم العَهد الجديد هي عقبة دون حسن التفهّم لذلك الأدب. فلا بدّ لنا اليوم من النظر إليه في البيئة التى نشأ فيها وإلى انتشاره في أوّل أمره. فلا غنى لكلّ مدخل إلى العهد الجديد، مهما كان مختصرًا، عن البحث في الأحوال التي حملت المسيحيين الأولين على إعداد مجموعة جديدة لأسفار مقدّسة. ولا غنى بعد ذلك عن البحث كيف أنّ تلك النصوص، وقد نُسخت ثمّ نُسِخت مرارًا ومن غير انقطاع، أمكنها أن تجتاز نحو أربعة عشر قرنًا من التاريخ الحافل بالأحداث التي مضت بين تأليفها من جهة وضبطها على وجه شبه ثابت عند اختراع الطباعة من جهةٍ أخرى. ولا غنى له في الوقت نفسه عن أن يشرح كيف يمكن ضبط النص بعدما طرأ عليه من اختلاف في الروايات في أثناء النسخ. وفي المدخل آخر الأمر محاولةً لوصف على أحسن وجه ممكن للبيئة التاريخيّة والدينيّة والثقافيّة التي نشأ فيها العهد الجديد ثمّ انتشر. وقد جرت العادة أن يُقال لهذه المظاهر الثلاثة: مسألة قانون العهد الجديد ، ومسألة نصَّه ، ومسألة بيئته الأصلية.“
                ويواصل المدخل إلى الكتاب المقدس: “يظهر العهد الجديد بمظهر مجموعة مؤلّفة من سبعة وعشرين سفرًا مختلفة الحجم وُضعت كلّها باليونانيّة. ولم تجرِ العادة أن يُطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلاّ في آواخر القرن الثاني. فقد نالت الكتابات التي تؤلّفه رويدًا رويدًا منزلةً رفيعة حتى أصبحَ لها من الشأن في استعمالها ما لنصوص العهد القديم التي عدّها المسيحيون زمنًا طويلًا كتابهم المقدّس الأوحد وسمّوها "الشريعة والأنبياء"، وفقًا للاصطلاح اليهودي في تلك الأيّام.”
                 وهذا لا يعنى إلا أن:
                1- كتبة هذه الإناجيل والرسائل لم يفكروا البتة أنهم يكتبون كتابًا سماويًا.
                2- ولم يدع أحد منهم أنه يوحى إليه.
                3- لم يعتبر أحد من المعاصرين لهؤلاء الكتبة هذه الرسائل رفيعة الشأن ، ولم يساويها أحد بما أنزله الله على الأنبياء السابقين.
                4- ولم يكن عندهم كتاب سماوى غير ما يُطلق عليه اليوم “العهد القديم” ، وكانوا يسمونه “الشريعة والأنبياء”.
                5- ومعنى ذلك أنهم تابعين لشريعة موسى  وكتابه، الأمر الذى ينفى تجسد الإله، ويفنِّد عقيدة توارث الخطيئة التى أدخلها بولس فى رسائله.
                6- وهذا يؤكد قول العلماء فى القول المنسوب لعيسى  أنه أرسل تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل لجميع الأمم. حيث لم يأت عيسى بتشريع جديد، بل جاء تابعًا لتشريع موسى عليهما الصلاة والسلام.
                أين هو الإنجيل الذى جاء به عيسى ، مُصدِّقًا لما جاء به موسى ؟ يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفًا لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد (أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس، والتى كتبها حوالى سنة 96م، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....).
                أما عن تاريخ كتابة هذه الأسفار وتحريرها، ونسخها من وثائق أخرى، فاقرأ ما تكتمونه عن شعب الكنيسة الطيب، المنساق وراءكم مصدقًا كل ما تقولونه:
                وفى المدخل إلى سفرى عزرا ونحميا يقول الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص833: “وقد استعمل الكاتب، لتأليف سفرَى عزرا ونحميا، وثائق قديمة متنوعة فنقلها ورتّبها للتمكُّن من وصلها ودمجها فى وحدة متكاملة .. .. .. إن استعمال مختلف هذه الوثائق يفسّر أيضًا ازدواجية اللغة التى نراها فى سفر عزرا ، إذ أن بعض الفقرات حُفظت بالآرامية (عز 4/8-6/18 و7/12-26) ، فى حين أن البقية وردت بالعبرية. هذه الميزة نجدها أيضًا فى سفر دانيال (2/4-7/28)”.
                ثم يتعجب الكتاب المقدس فى مدخله لسفرى عزرا ونحميا من مشكلتين تاريخيتين تتعلقان بالسفر نفسه ولا يجد لها حلًا ، تتناول المشكلة الأولى الإختلاف الزمنى فى التوقُّف عن إعادة بناء هيكل أورشليم (4/6-23)، التى يُفترض أنها أُخِذَت من وثائق تتعلق بتوقف أعمال غير أعمال بناء الهيكل، فيقول فيها ص834: ”فكيف وضعت هذه الوثيقة فى وسط الرواية المتعلقة بالهيكل فى وقت أقدم بكثير؟ إنه أمر نجهله. لمّا كان الكلام يدور على أعمال بناء توقّفت بأمر من ملك الفرس، فلربما وقع التباس فى وقت تحرير الكتاب بين أعمال بناء الهيكل على عهد داريوس وأعمال بناء الأسوار على عهد ارتحششتا“.
                أى لم توحَ إليه، ولكنها منقولات عن منقولات!! ولا علاقة للروح القدس أو وحى الله لهؤلاء الكُتَّاب، وإلا لما حدث لبث أو إلتباس أو هفوات إملائية أو غيرها!
                وعن المشكلة الثانية التى يصفها بأنها أكثر تعقيدًا يقول: ”قد تكون هذه المعلومات الأخيرة من عمل المحرر الأخير، وقد عرض نشاط الرجلين كأنه تمَّ فى آن واحد، ولم يأخذ بعين الاعتبار ما هناك من اختلاف فى تاريخ إقامتهما واصلاحهما. فقد كان يريد خصوصًا أن يولى عزرا الكاهن الكاتب الأولوية على نحميا العلمانى“.
                أى لم توح إليه، وأنه قام بعمل المحرر فى وثائق مكتوبة أمامه، وأنه أخطأ فى توليف هذه المعلومات سويًا، حيث اختلفت معطيات مع أخرى، وذكر الاثنين ربما لجهله بمثل هذه الأمر، أو لطول الزمن الذى مر على هذه الأحداث.
                وفى هامش ص852 يقول الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين: ”كان بيان عزرا فى تسريح النساء الغريبات لا يتضمّن، بعد الآية 17 ، سوى الآيتين 19 و44. ولقد أدخل محرر الأخبار لائحة بأسماء المذنبين (الآيات 18 و20-44) لربما اقتبسها من محفوظات الهيكل، إلا أنه غيرها مستوحيًا من عز 2 = نح 7.“
                وفى ص868 يقول نفس المرجع السابق عن نحميا الفصل الحادى عشر: ”للفصل 11 طبقتان أدبيتان: فالآيات 1-2 و20 و25 و36 هى من تأليف محرر الأخبار بالاستناد إلى 7/1-5 (مذكرة نحميا) ، وهناك محرر ثانٍ أدخل لوائح الآيات 4-19 و25-35 ، وقد وجدها فى وثائق أخذها من المحفوظات. استَهَلَّها بعنوان (الآية 3) وأضاف (هو أو غيره) الملاحظة الواردة فى الآيات 21-24“.
                من كتب سفر إشعياء؟ وهل هو موحى به من الرب أو أُلهم إلى كاتبه؟
                يقول مدخل الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين إلى هذا السفر ص1513 وما بعدها: ”يضم سفر أشعيا مجموعة من 66 فصلًا فيها أدلة فكرية وأدبية واضحة على أنها لا تعود إلى زمن واحد. لا عجب أن يكون لكتاب واحد عدة مؤلفين ، ففى العهد القديم أسفار أخرى تتسم بهذا الطابع الخليط، ولكن، فى حين أن أسماء مؤلفيها غير معروفة، يظهر سفر أشعيا بمظهر كتاب يحمل اسم شخص عاش فى زمن معيَّن من تاريخ إسرائيل (1/1)“.
                ”وأوضح دليل على تعدّد المؤلفين يظهر فى مطلع الفصل الأربعين ، حيث يبدأ مؤلَّف يُقال له سفر أشعيا الثانى. فبدون أى تمهيد نرى أنفسنا منقولين من القرن الثامن إلى حقبة الجلاء (القرن السادس) ولم يعد يُذكر اسم أشعيا“.
                ”وأيَّا كانت أهمية الفصول 40 إلى 66، فليست وحدها لاحقة لزمن أشعيا. فإن أمعنا النظر، لاحظنا أن الفصول 36-39 هى تكرار، مع شىء كثير من التغيير لنص تاريخى نجده أيضًا فى سفر الملوك الثانى (2مل 18/13- 20/19). والفصول 34-35 طابع الجلاء وهى تشابه مؤلَّف أشعيا الثانى. وأخيرًا ، فإن مجموعة الفصول 24-27 ، المسمَّاة عادة "رؤيا أشعيا" بعيدة جدًا عن عقلية القرن الثامن وتصوراتهم. وفى داخل المجموعات المنسوبة عادة إلى النبى نفسه (1-12 و13-23 و28-32) عدد من الأجزاء يعود تاريخها، فى نظر المفسِّرين، إلى وقت لاحق“.
                “يُحسن بنا إذًا أن ندرك ما فى الكتاب من طابع خليط وألا نحاول أن نثبت وحدة التأليف إثباتًا اصطناعيًا”.
                ثم يُصرِّح أن هناك نصوص ”تشهد أن النبى كتب شيئًا من أقواله، ولكن الراجح عنده أن عددًا كبيرا من أقواله لم يكتبها هو نفسه، بل دوَّنها تلاميذه، نزولًا عند رغبته، أو بعد ذلك بقليل.“ أما عن عدد هذه النصوص التى دخلت فى تأليف سفر أشعيا فيقول: ”لا يسعنا إلا أن نتكهَّن“.
                وهذا لا يعنى إلا أن أشعيا المنسوب إليه هذا الكتاب قد كتب بعض الفقرات ، لكن تمَّ الإضافة عليه، وتحريره. ووصل الأمر إلى أنه يُعزى لعدد من الكُتَّاب، ولا يُعرف الكاتب ولا المحرِّر النهائى لهذا الكتاب، فأضافت الكنيسة نسبته لله!!
                من كتب الأسفار القانونية الثانية؟ وما رأى العلم والتاريخ والجغرافيا والدين فيها؟ تقول الترجمة الكاثوليكية دار المشرق ص784: ”إن نوع تأليف مجموعة سفر الأخبار عذرا يشير إلى أن الذى جمعها كان يخدم فى الهيكل وقد قام بعمله هذا فى عهد بعد عهد عذرا، فى أثناء الحكم الفارسى“. لكنه لم يذكر أيضًا اسم الكاتب، فهو مجهول أيضًا مثل كاتبى كل الأسفار التى ذكرتها للآن.
                فما علاقة الوحى بالمحرر الذى يحذف ويُدخل إلى النصوص ، ويستعمل هذه أو تلك الوثيقة ، التى تتعارض فى بعض الأحيان مع وثيقة أخرى أو مع المعطيات التاريخية؟
                يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس): ”كتب الأبوكريفا هي الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء، وهي كتب طوبيا، ويهوديت، وعزراس الأول والثاني، وتتمَّة أستير، ورسالة إرميا، ويشوع بن سيراخ، وباروخ، وحكمة سليمان، وصلاة عزريا، وتسبحة الثلاثة فتية، وقصة سوسنة والشيخين، وبل والتنين، وصلاة منسى، وكتابا المكابيين الأول والثاني. ومع أن هذه الأسفار كانت ضمن الترجمة السبعينية للعهد القديم، إلا أن علماء بني إسرائيل لم يضعوها ضمن الكتب القانونية. وبما أن بني إسرائيل هم حفظة الكتب الإلهية، وعنهم أخذ الجميع، فكلامهم في مثل هذه القضية هو المعوّل عليه. وقد رفضوا هذه الكتب في مجمع جامينا (90م) لأنها غير موحى بها، للأسباب الآتية:
                (1) إن لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء بني إسرائيل ولغة الكتب المنزلة، وقد تأكدوا أن بعض بني إسرائيل كتب هذه الكتب باللغة اليونانية.
                (2) لم تظهر هذه الكتب إلا بعد زمن انقطاع الأنبياء، فأجمع أئمة بني إسرائيل على أن آخر أنبيائهم هو ملاخي. وورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سليمان. ولكن هذا غير صحيح، لأن الكاتب يستشهد ببعض أقوال النبي إشعياء وإرميا، وهما بعد سليمان بمدة طويلة، فلا بد أن هذه الكتابة تمَّت بعد القرن السادس ق م. ويصف »كتاب الحكمة« بني إسرائيل بأنهم أذلاء مع أنهم كانوا في عصر سليمان في غاية العز والمجد.
                (3) لم يذكر أي كتاب منها أنها وحي، بل قال كاتب المكابيين الثاني (15: 36-40) في نهاية سفره: «فإن كنت قد أحسنتُ التأليف وأصبتُ الغرض، فذلك ما كنتُ أتمنّى. وإن كان قد لحقني الوهَن والتقصير فإني قد بذلت وُسعي. ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضرٌّ، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتُعقب لذة وطربًا، كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف». ولو كان سفر المكابيين الثاني وحيًا ما قال إن التقصير ربما لحقه!
                (4) في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية، فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكًا اسمه روفائيل، ومعهما كلب، وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19). ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصَّدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9)، وأباح الطلعة (الخروج لزيارة القبور) وهي عادة وثنية الأصل، وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية .. وجاء في 2مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدَّم بها ذبيحة عن الخطية »وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه، لاعتقاده قيامة الموتى.. وهو رأي مقدس تقَوي، ولهذا قدَّم الكفارة عن الموتى ليُحَلّوا من الخطية«. مع أن الأسفار القانونية تعلِّم بعكس هذا.
                (5) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت».“ راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس، مكتبة وهبة.
                ومن التناقضات الموجودة فى العقيدة الواحدة داخل الكتاب المقدس جدًا جدًا:
                تقول الرسالة المنسوبة لبولس: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
                ففى الوقت الذى يقرر فيه بولس توارث خطيئة الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، يقرر كل الكتاب المقدس أن الخطيئة لا تورَّث، وأن كل إنسان يُحاسب تبعًا لأعماله، لذلك طالب عيسى  تلاميذه وأتباعه بالعمل الصالح والإستزادة منه: (8فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10
                (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16 ، فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟ إن الناس سوف يُمجِّدون الله إذا رأوا أعمالهم الحسنة.
                (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ) متى 6: 14 ومعنى هذا أن غفران الله لنا يتوقف على مغفرتنا لاخواننا والتحاب بيننا ، وليس على الصلب والفداء.
                وقال أيضًا: (وحينئذ يحاسب كل إنسان على قدر أعماله) متى 16: 27
                وقال الرب لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                كان هذا أحد آلاف الأخطاء فى العقيدة، أم بالنسبة للأخطاء الحسابية:
                 ما هو ترتيب داود بين اخوته؟
                الابن السابع: أخبار الأيام الأول 2: 13-15
                الابن الثامن: صموئيل الأول 16: 10
                 ما هى جنسية يثرا أبى عماسا؟
                إسرائيلى: صموئيل الثانى 17: 25
                إسماعيلى: أخبار الأيام الأول 2: 17
                 ما اسم حمى نبى الله موسى؟
                رعوئيل كاهن مدين: خروج 2: 18
                حوباب القينى: (11وَحَابِرُ الْقِينِيُّ انْفَرَدَ مِنْ قَايِنَ مِنْ بَنِي حُوبَابَ حَمِي مُوسَى وَخَيَّمَ حَتَّى إِلَى بَلُّوطَةٍ فِي صَعْنَايِمَ الَّتِي عِنْدَ قَادِشَ.) قضاة 4: 11
                يثرون: (1فَسَمِعَ يَثْرُونُ كَاهِنُ مِدْيَانَ حَمُو مُوسَى كُلَّ مَا صَنَعَ اللهُ إِلَى مُوسَى وَإِلَى إِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ: أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ) خروج 3: 1 و4: 18 و18: 1
                هذا على الرغم من أن موسى قد تزوج امرأتين فقط: ابنة يثرون: (خروج 3: 1) والمرأة الكوشية: (عدد 12: 1) فكيف يكون له ثلاثة أحماء (جمع حما)؟
                 ما مدة حكم يهوآحاز على إسرائيل؟
                (1فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِيَهُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً.) ملوك الثانى 13: 1
                ثم تولى ابنه عقب موته مباشرة ، وكان ذلك فى العام 37 من حكم يهواش ملك يهوذا: (10فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِيَهُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً.) ملوك الثانى 13: 10، والمدة بين التاريخين هى 14 سنة وليست 17 سنة.
                 من الذى نجا من أولاد يهورام من القتل؟
                يهوآحاز: (17فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَافْتَتَحُوهَا وَسَبُوا كُلَّ الأَمْوَالِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضاً وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرَ بَنِيهِ.) أخبار الأيام الثانى 21: 17
                أخزيا: (1وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضاً عَنْهُ لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا.) أخبار الأيام الثانى 22: 1

                تعليق


                • #38
                   كم كان عمر أخزيا عندما تولى الحكم؟
                  42 سنة: (2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.) أخبار الأيام الثانى 22: 2
                  انظر إلى قول دائرة المعارف الكتابية فى هذا الموضوع (مادة عثليا): (ومات يهورام ملك يهوذا بعد أن ملك ثماني سنوات، وخلفه ابنه أخزيا، وهو في الثانية والعشرين من عمره، وأصبحت عثليا بذلك – "الملكة الأم" – صاحبة المشورة في القصر وفي الأمة. ولكن قبل أن تمضي سنة على أخزيا على العرش، مات متأثرا بجراحه التي أصابته من جنود ياهو أحد قادة جيش إسرائيل، الذي خرج على يهورام ملك إسرائيل وقتله عند حقلة "نابوت اليزرعيلي" إتمامًا لقول الرب على فم إيليا النبي لأخآب بعد قتله لنابوت واغتصاب كرمه ( 2مل 9 :11-29 ، 2أخ 22 :7-9 ).)
                  إذن لقد خالف علماء الكتاب المقدس فى موسوعتهم كلام الرب بأن أخزيا قد تولى الحكم وهو ابن 42 سنة ، فى الوقت الذى مات فيه أبوه ابن 40 سنة. ولكى تبعد نظر القارىء عن هذه الكارثة، تبنت رأى ملوك الثانى 8: 26 ، الذى يقول فيه الكتاب إنه كان ابن 22 سنة عندما مات أبوه وتولى هو الحكم.
                  20 سنة (طبعة الترجمة المشتركة عن الترجمة السبعينية) (2وكان أخَزْيَا ابن عشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة بأورشليم ، وكان اسم أمه عثليا بنت عَمرى) أخبار الأيام الثانى 22: 2
                  22 سنة: (طبعة كتاب الحياة من النسختين السريانية والعربية، وكل تراجم الكتاب المقدس الأوربية): (وكان أخزيا فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى الملك، ودام حكمه سنة واحدة فى أورشليم، واسم أمه عثليا ، وهى حفيدة عُمرى)
                  ومعنى ذلك أن النسخ الأصلية التى لديهم مختلفة هى الأخرى، وأنها لا تخلو من الأخطاء. كما أنه تعنى أيضًا أن الكنيسة تعلم بكم هذه الأخطاء، وتغيرها عندما تكتشفها، أو يُظهرها المسلمون أو الباحثون أو العلمانيون.
                  22 سنة: (26وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ) ملوك الثانى 8: 26
                  راجع: موسوعة أخطاء الكتاب المقدس، المسمَّاة: البهريز فى الكلام اللى يغيظ) أيضًا بمكتبة وهبة.
                  فكل هذه الأخطاء والتناقضات التى لا يقبلها العقل، وتسميه وحى الرب، وكلمة الرب. فماذا سيكون وحى الشيطان إن كان كلام الرب هو عين التناقض؟
                  وقبل أن أدلِّل لك على صدق نبوة الرسول  وكيفية إثباتها من الكتاب الذى تقدسه، وتعتبره حُجة عليك وعلى الناس فى التفكير والحُكم على الناس والأشياء، فها هو الله تعالى يجعل السماء والأرض وأهلها ينطقون بولادة خير البشرية:
                  فِي حَدِيث مَخْزُوم بْن هَانِئ الْمَخْزُومِيّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ وَمِائَة سَنَة قَالَ: لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَة الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُول اللَّه  اِنْكَسَرَ إِيوَان كِسْرَى وَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَع عَشْرَة شُرَّافَة، وَخَمَدَتْ نَار فَارِس وَلَمْ تُخْمَد قَبْل ذَلِكَ بِأَلْفِ عَام، وَغَاضَتْ بُحَيْرَة سَاوَة، وَرَأَى الموبذان إِبِلا صِعَابًا تَقُود خَيْلا عِرَابًا قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَة وَانْتَشَرَتْ فِي بِلادهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ كِسْرَى أَفْزَعَهُ مَا وَقَعَ، فَسَأَلَ عُلَمَاء أَهْل مَمْلَكَته عَنْ ذَلِكَ فَأَرْسَلُوا إِلَى سَطِيح فَذَكَرَ الْقِصَّة بِطُولِهَا، وأعلمه أنه سيحكم إيوان كسرى 14 ملكًا ثم يزول ملكه. وقد حكم 10 ملوك منهم فى مدة 4 سنوات، والباقون إلى خلافة عثمان . وكان هذا تشريفًا لمولد خير البرية، وإنذار إلى طواغيت العالم بقرب نهاية ملكهم. أَخْرَجَهَا اِبْن السَّكَن وَغَيْره فِي" مَعْرِفَة الصَّحَابَة.
                  وَمِنْ عَلامَات نُبُوَّته ما حدث عِنْد مَوْلِده وَبَعْده فقد أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ عَنْ أُمّه أَنَّهَا حَضَرَتْ آمِنَة أُمّ النَّبِيّ  فَلَمَّا ضَرَبَهَا الْمَخَاض قَالَتْ: فَجَعَلْت أَنْظُر إِلَى النُّجُوم تَدَلَّى حَتَّى أَقُول لَتَقَعْنَ عَلَيَّ، فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُور أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار.
                  وَشَاهِد هذه الرواية حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه  يَقُول: "إِنِّي عَبْد اللَّه وَخَاتَم النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَته، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم، وَبِشَارَة عِيسَى بِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه  رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام". أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم .
                  وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه. وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ ثَوْر بْن يَزِيد عَنْ خَالِد بْن مَعْدَان عَنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه  نَحْوه وَقَالَتْ: "أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى مِنْ أَرْض الشَّام".
                  وَرَوَى اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم فِي قِصَّة رَضَاعه  مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق بِإِسْنَادِهِ إِلَى حَلِيمَة السَّعْدِيَّة الْحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِيهِ مِنْ الْعَلامَات كَثْرَة اللَّبَن فِي ثَدْيَيْهَا، وَوُجُود اللَّبَن فِي شَارِفهَا بَعْد الْهُزَال الشَّدِيد، وَسُرْعَة مَشْي حِمَارهَا، وَكَثْرَة اللَّبَن فِي شِيَاههَا بَعْد ذَلِكَ، وَخِصْب أَرْضهَا، وَسُرْعَة نَبَاته، وَشَقّ الْمَلَكَيْنِ صَدْره.
                  وَهَذَا الأَخِير أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَنَس "أَنَّ النَّبِيّ  أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقّ عَنْ قَلْبه، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَة فَقَالَ: هَذَا حَظّ الشَّيْطَان مِنْك، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْت مِنْ ذَهَب بِمَاءِ زَمْزَم، ثُمَّ جَمَعَهُ فَأَعَادَهُ مَكَانه" الْحَدِيث.
                  وها هم اليهود أنفسهم كانوا يعرفون موعد ولادة المسِّيِّا خاتم رسل الله، وكانوا ينتظرونه: قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: َرَوَى يَعْقُوب بْن سُفْيَان بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: "كَانَ يَهُودِيّ قَدْ سَكَنَ مَكَّة، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَة الَّتِي وُلِدَ فِيهَا النَّبِيّ  قَالَ: يَا مَعْشَر قُرَيْش هَلْ وُلِدَ فِيكُمْ اللَّيْلَة مَوْلُود؟ قَالُوا: لا نَعْلَم. قَالَ: فَإِنَّهُ وُلِدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَة نَبِيّ هَذِهِ الأُمَّة، بَيْن كَتِفَيْهِ عَلامَة، لا يَرْضَع لَيْلَتَيْنِ لأَنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنّ وَضَعَ يَده عَلَى فَمه، فَانْصَرَفُوا فَسَالُوا فَقِيلَ لَهُمْ: قَدْ وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّه بْن عَبْد الْمُطَّلِب غُلام، فَذَهَبَ الْيَهُودِيّ مَعَهُمْ إِلَى أُمّه فَأَخْرَجَتْهُ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الْيَهُودِيّ الْعَلامَة خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَقَالَ: ذَهَبَتْ النُّبُوَّة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل، يَا مَعْشَر قُرَيْش أَمَا وَاَللَّه لَيَسْطُوَن بِكُمْ سَطْوَة يَخْرُج خَبَرهَا مِنْ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب".
                  وقبل أن أبدأ فى إثبات نبوة الرسول ، أقرأ على مسامعك قول كتبه مسيحى منصف، عاش عمره يكره التعصب ويحاربه، وهو أستاذ الفلسفة، الدكتور نظمى لوقا ألف كتاب (محمد .. الرسالة والرسول) وكتاب (محمد فى حياته الخاصة) وله مؤلفات أخرى:
                  مقتطفات مما كتبه الدكتور نظمى لوقا
                  "ما كان محمد  كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل [عليهم السلام]، وهمَّة البطل، فكان حقًّا على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيّي فيه الرجل." (محمد: الرسالة والرسول، الطبعة الثانية، دار الكتب الحديثة، القاهرة 1959 م، ص 28).
                  "لقد تخطّف الموت فلذات أكباد الرسول  ليكون ذلك إيذانًا بأن البشر الرسول ليس له امتياز على سائر بني آدم، فتسقط دعوى الناس في التقصير عن الاهتداء به" (المرجع السابق ص88).
                  "إن هذا الرسول، حينما وقعت له تجربة الوحي أول مرة، وهو يتحنّث في غار حراء، صائمًا قائمًا، يقلّب طرفه بين الأرض والسماء .. لم يأخذ هذه التجربة مأخذ اليقين، ولم يخرج إلى زوجه خروج الواثق بها، المتلهّف على شرفها، بل ارتعدت فرائصه من الروع، وقد ثقلت على وجدانه تلك التجربة الفذّة الخارقة .. ودخل على زوجه، وكأن به رجفة الحمى.." (المرجع السابق ص170-171).
                  (ماذا بقي من مزعم لزاعم؟ إيمان امتحنه البلاء طويلًا قبل أن يفاء عليه بالنصر، وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع. لم يفد. ولم يورث إله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض. أي قامة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين.
                  (كان محمد [] يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا يُعَدّ في نقائصه. لم يكن [] معطل النوازع، ولكنها لم تكن نوازع تعصف به؛ لأنه يسخرها في كيانه في المستوى الذي يكرم به الإنسان حين يطلب ما هو جميل وجليل في الصورة الجميلة الجليلة التي لا تهدر من قدره، بل تضاعف من تساميه وعفته وطهره. وبيان ذلك في أمر بنائه بزوجاته التسع [رضي الله عنهن].)
                  ما هو المعيار الذى يثبت نبوة نبى أو كذبه؟
                  وعلينا أن نضع أولا الأسس التى يجب أن نتفق عليها فى الصفات التى يجب أن تتوفَّر فى النبى بصفة عامة: تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (نبوة - نبوات - نبي - أنبياء): (الثابت أن الكتاب المقدس يعتبر أن النبي هو من يتكلم بما يُوحى به إليه من الله، فأقواله ليست من بنات أفكاره، ولكنها من مصدر أسمى. والنبي هو في نفس الوقت "الرائي" الذي يري أمورًا لا تقع في دائرة البصر الطبيعي، ويسمع أشياء لا تستطيع الأذن الطبيعية أن تسمعها. فكلمتا "النبي" و"الرائي" مترادفتان (1 صم 9: 9). ....... فالأنبياء الحقيقيون إنما يتكلمون بما يضعه الله في أفواههم، أو يكشفه لبصائرهم الروحية (ارجع إلى إش 2: 1)، فليس من الضروري أن يأتي كلام الرب للنبي بصوت مسموع لأذنه الطبيعية. ولكن الأمر الأساسي هو أن يكون قادرًا تمامًا على التمييز بين صوت الله وصوت قلبه أو أفكاره الذاتية. فبهذا وحده يستطيع أن يقول إنه يتكلم باسم الرب أو "هكذا قال السيد الرب" (حز 4: 16، 7: 1). ..... إن القوة الإلهية التى تحل على كائن بشري، وتجبره على رؤية أو سماع أشياء، تظل بدون ذلك مخفية عنه، هذه القوة هى التى يعبر عنها "بالوحي"، فيقال مثلًا: “فكان عليه روح الله“ (عد 42: 2)، أو “حل عليه روح الله“ (حز 11: 5)؛ أو “كانت عليه يد الرب" (2 مل 3: 15، حز 1: 3، 3: 14 و22)، أو “لبسه روح الله” 2 (أخ 24: 20)، أي أن روح الله ملأه، أو "استقرت” روح الله عليه (2 مل 2: 15، إش 11: 2 و61: 1)، أى حلت حلولًا دائمًا. أو "جعل الرب روحه عليه" (عد 11: 29)، أو "وضع الرب روحه عليه" (إش 42: 1)، أو "يسكب روحه عليه" (يو 2: 82). ولكن لم يكن الوحي يلغي وعي من يتلقاه ، أو شخصيته ، فيصبح مجرد آلة تسجيل، بل يكون متلقي الوحي في كامل وعيه، ويستطيع فيما بعد أن يصف كل ما حدث وصفًا دقيقًا، فالله هو الذي أعد النبي لتلقي الوحي، وزوده بكل المواهب والقدرات والخبرات اللازمة لنقل أقوال الله، وتدوينها كما وصلت إليه بكل أمانة ودقة ...... النبوة الحقيقية - حسب المفهوم الكتابى- لابد أن تتم، فهذا الإتمام هو الدليل القاطع على أصالة النبوة (تث 18: 21 و22)، فإن لم تتحقق النبوة، فإنها تسقط إلى الأرض (1صم 3: 19)، وتصبح مجرد كلمات خاوية من كل معنى، ولا قيمة لها، ويكون قائلها كاذبًا غير أهل للثقة. ...... ويمكن للمعاصرين الحكم على صحة النبوة بالمعنى الوارد في سفر التثنية (18: 22)، عندما يحدث الإتمام بعد وقت قصير، وتكون النبوة - في تلك الحالة - "علامة" واضحة عن صدق النبي (ارجع مثلًا إلى إرميا 28: 16، إش 8: 1-4، 37: 30)، أما في الحالات الأخرى فإن الأجيال المتأخرة هي التى تقدر أن تحكم على إتمام النبوات (زك 1: 6))
                  أى اشترطت دائرة المعارف فى النبى أن يكون الشخص الذى يتلقى وحى الله، ويمكنه التفريق بين وحى الله وأحلامه الشخصية، وأن يتنبأ بأمور مستقبلية يثبت بها نبوته لمعاصريه، وأحيانًا تثبت فى المستقبل بعد وفاة هذا النبى فيتوثق من حدثت فى عصرهم من نبوته أكثر.
                  وفى الحقيقة قد أهملت دائرة المعارف عن عمد شرط الأخلاق، لأنها تعلم أن هذا الشرط لن يبقى لها فى الكتاب المقدس جدًا جدًا نبيًا أو قديسًا، حيث أظهر الكتاب جُل الأنبياء بصورة يخجل معها المرء أن يتكلم عنهم، أو حتى يذكر انتمائه إليهم، لو كانوا جزءًا من أسرته الشخصية. بل ويحرص أن لا يتخذهم أحد أبنائه أو بناته قدوة يحتذيها.
                  فلا يريد أحد أن يحتذى بإبراهيم الذى يصفه الكتاب أنه كان معرصًا، يُسلم زوجته إلى فرعون ليًجامعها، ويلعب فى جسدها مقابل أن يصبح غنيًا: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
                  ولا يريد أحد أن تحتذى ابنته بابنة لوط، ولا هو نفسه بلوط ، حيث زنى بابنتيه وأنجب منهما أحد أجداد يسوع. ولا يريد إنسان أن يزنى مثل داود، الذى كان له 99 زوجة، ولم يكتفى بهن، بل زنى (وحاشا لله أن يُخطىء فى اختيار نبيه أو يُسىء اختياره عن عمد!). ولا يريد شخص أن يكون كافرًا مثل سليمان، الذى عبد الأوثان وترك الرب.وقس على ذلك باقى الأنبياء. بل إن الشرفاء لا يُجالسون هؤلاء الناس، ولا يسمعون منهم. كما يرفض كل عاقل كيفية نزول الوحى على أنبياء بنى إسرائيل بالطريقة التى صورت فى الكتاب المقدس جدًا، حيث يشرب الرجل الخمر حتى الثمالة، أو يرقص النبى بصورة هستيرية حتى يفقد وعيه، ثم يبدأ بالتنبوء.
                  وكان من وسائل خداع الأنبياء الكذبة فى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد أيضًا أنهم اخترعوا وسائل تمكنهم من اكتشاف مشيئة الرب، وهى وسائل شديدة الشبه بوسائل الكهنة الوثنيين فى أرض كنعان. ومع شديد الأسف صدقهم بنو إسرائيل، بل كان يلجأ إليهم أنبياء كبار. فقد ذهب النبى شاول إلى عرافة لتحضر له روح النبى صموئيل ليعرف منه أخبار ما: (7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلًا. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَقَالَتِ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 17وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي، وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 18لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ، لِذَلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هَذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 19وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي، وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) صموئيل الأول 28: 7-19
                  يُضاف إلى هذه الوسائل شربهم للخمر حتى الثمالة، فقد انتقدهم أشعياء وما يفعلون فقال: (7وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ أَيْضًا ضَلُّوا بِالْخَمْرِ وَتَاهُوا بِالْمُسْكِرِ. الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ. ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ. ضَلاَّ فِي الرُّؤْيَا. قَلِقَا فِي الْقَضَاءِ) أشعياء 28: 7
                  واستخدام المؤثرات الموسيقية: (5بَعْدَ ذَلِكَ تَأْتِي إِلَى جِبْعَةِ اللَّهِ حَيْثُ أَنْصَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَيَكُونُ عِنْدَ مَجِيئِكَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنَّكَ تُصَادِفُ زُمْرَةً مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ وَأَمَامَهُمْ رَبَابٌ وَدُفٌّ وَنَايٌ وَعُودٌ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ. 6فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ) صموئيل الأول 10: 5-6
                  وكان الذين يمكنهم مخاطبة المجانين يُطلق عليهم أنبياء: (26قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ كَاهِنًا عِوَضًا عَنْ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ لِتَكُونُوا وُكَلاَءَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ لِكُلِّ رَجُلٍ مَجْنُونٍ وَمُتَنَبِّئٍ فَتَدْفَعُهُ إِلَى الْمِقْطَرَةِ وَالْقُيُودِ.) إرمياء 29: 26
                  ومن هؤلاء الأنبياء من كانت تصرفاتهم يشوبها الهذيان والهوس وهو أشبه بتصرفات أنبياء البعل: (28فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. 29وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ،) الملوك الأول 18: 28-29
                  وإذا أغمضنا الطرف عن هؤلاء الأنبياء المهاويس ونظرنا إلى أنبياء حقيقيين أمثال شاول وأشعياء وحزقيال وهوشع وماذا فعلت بهم النبوة لتملكنا العجب من كاتبى هذا الكلام. ثم يعتبرونه وحى من الله!
                  فها هو شاول لا يتنبأ إلا بعد أن يتجرد من ملابسه كعادة غيره من الأنبياء. وكأن العرى هو احدى وسائل استجلاب النبوة، وقرين من قرائن حلول روح الرب: (24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضًا ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضًا أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَانًا ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضًا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟»)صموئيل الأول19: 24
                  وسار إشعياء عريانا بين الرجال والنساء والأطفال بعورته المغلظة لمدة ثلاثة أعوام استجابة للوحى: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيًا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) أشعياء20: 2-3
                  وأمر الرب حزقيال أن يصنع فطيراَ من الخراء الآدمى ويضع عليها شعيرًا وحنطة ويخبزها ويأكلها أمام أعين الناس: (12وَتَأْكُلُ كَعْكًا مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً، وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
                  وكذلك أمر الرب هوشع فى أول أمر إلهى وجهه إليه أن يتزوج امرأة زانية تُفرخ له أولاد زنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». 3فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا.) هوشع 1: 2-3
                  واستمر هوشع يتردى فى طريق الزانيات حيث كانت نبوءته التالية تفرض عليه عشق امرأة متزوجة برجل يحبها، لكنها تخونه وتزنى بآخرين حتى يأتى هوشع ويخطفها من تحت رَجُلها: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ». 2فَاشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ.) هوشع 3: 1
                  وبذلك خالف الرب نفسه شريعته التى أعطاها لموسى ، والتى تقتضى ألا يتزوج النبى أو الكاهن إلا من امرأة عذراء، ولا يتزوج الأرملة أو المطلقة أو الزانية: (13هَذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً.) لاويين 21: 13-14
                  والغريب فى موضوع النبوة والأنبياء أن الرب لم يرسل وحيه إلى الأنبياء والمرسلين فقط، بل أوحى إلى الكفَّار والمنافقين أيضًا كما تقول دائرة المعارف الكتابية: “بل حدث في بعض الأحيان أن حل روح الله - استثناء - على أشخاص لم تكن لهم علاقة قلبية صحيحة بالله، مثلما حدث مع شاول الملك (1صم 10: 11، 19: 24)، وبلعام (عد 23/24)، وقيافا (يو 11: 51 ).” ومنهم أيضًا بولس.
                  وبذلك تسقط كل معايير التعرُّف على النبى فى الكتاب المقدس جدًا!!
                  كما لم تتكلم دائرة المعارف عن أخلاق هذا النبى وسيرته قبل أن يوحى إليه. فلا بد أن يكون صادقًا، نقى السيرة، به صفات المروءة والشجاعة والعفة والصبر والرحمة، بل هو عين الصدق،وعين القداسة،مصداقًا لقول إنجيل يوحنا: (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26
                  (13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 13-14
                  (26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) يوحنا 14: 26 (وكلمة الروح القدس هى ترجمة خاطئة، إذ أضاف المترجم الألف واللام لكلمة الروح، وهى غير موجودة فى النسخ اليونانية، وعلى ذلك يجب أن تكون روح القدس أى روح القداسة والطهر، وهى صفة للنبى المعزى البيركليت الذى سيرسله الله بعد يسوع).
                  وهو نفسه إيلياء الذى سيأتى بعد يسوع: (لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 13-14
                  (9لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ.) كورنثوس الأولى 13: 9-10
                  ومصداقًا لقول رؤيا يوحنا: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ». 11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ.) رؤيا يوحنا 19: 10-12 (راجع عيسى ليس المسيح، مكتبة وهبة)
                  لقد أضافت الأناجيل صفات فى هذا النبى الخاتم، الذى سيأتى بعد يسوع يدافع عنه، ويخبرهم بالحق، ويشهد له بالنبوة، وهى أنه سيكون صادقًا أمينًا، ملك، يحكم بنفسه، وبشريعته يُحكم من بعده، بين الناس والأمم بالعدل، مرسل للعالمين، فعلى رأسه تيجان لممالك كثيرة، يُحارب من أجل بقاء دعوته، ونشر الحق، وعيناه شديدة الحمرة. وكل هذه الصفات تجتمع فى رسول الله .
                  نلخص كيفية التعرف من الكتاب المقدس جدًا على النبى الصادق من النبى الكاذب؟ ويمكننا بعد ذلك تطبيق هذا المعيار على أنبياء الكتاب المقدس جدًا، وعلى رسول الله .
                  1- أن ما يتنبأ به من غيب لابد أن يحدث، وإن لم يحدث فهو ليس من عند الله، وبالتالى تنتفى النبوة عنه: (17فقالَ ليَ الرّبُّ: (أحسَنوا في ما قالوا. 18سأُقيمُ لهُم نبيُا مِنْ بَينِ إخوتِهِم مِثلَكَ وأُلقي كلامي في فمِهِ، فيَنقُلُ إليهِم جميعَ ما أُكَلِّمُهُ بهِ. 19وكُلُّ مَنْ لا يسمَعُ كلامي الذي يتكلَّمُ بهِ باَسْمي أحاسِبُهُ علَيه. 20وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ. 21وإنْ قُلتُم في قلوبِكُم كيفَ نعرِفُ الكلامَ الذي لم يتكلَّمْ بهِ الرّبُّ 22فأُجيبُكُم أنَّ النبيَ الذي تكلَّمَ باَسْمِ الرّبِّ ولم يَحدُثْ كلامُهُ بصُدقٍ، فذلِكَ الكلامُ لم يتكلَّمْ بهِ الرّبُّ، بل زادَ فيهِ النَّبيُّ على الحقيقةِ فلا تخافوا مِنهُ.) التثنية 18: 17-22
                  ففكر هداك الله: وهل صدق يسوع فى تنبؤاته أم كذب؟ وهل صدق محمد  فى تنبؤاته أم كذب؟ وسنرى هذا الكلام فى حينه.
                  2- إن مدعى النبوة حكم الله عليه بالقتل. وعلى جماعة المؤمنين أن تقوم بقتله، وذلك نستقرأه من النص السابق أعلاه. ألم يُقتل يسوع؟ ألم يمت محمد  ميتة طبيعية؟
                  3- من ثمار تعاليم هذا النبى يُعلم إن كان نبيًا من عند الله أو مدعى للنبوة. فلا يمكن أن يأتى نبى يدعو لعبادة الأوثان، أو يتطاول على الله، أو لا يتبع شرعه. بل يجب أن يكون مصدقًا فى كل أعماله لما أعطاه الله تعالى: (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 15-20
                  فما هى الثمار التى تركها يسوع فى تعاليمه فى تشريعه؟ وما أثر هذه التعاليم من ناحية إمكانية التطبيق العملى لها؟
                  وما هى الثمار التى تركها محمد  فى القرآن والسنة، والتطبيق العملى لها؟
                  4- وهناك معيار وضعه يسوع لإثبات نبوته وللتعرف على النبى الصادق، وهو: (17وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ اللهِ يَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ أَنَّنِي أَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِي. 18مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِنَفْسِهِ؛ أَمَّا الَّذِي يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِمَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لاَ إِثْمَ فِيهِ.) يوحنا 7: 17-18 كتاب الحياة
                  (17إِنْ شَاءَ أَحدٌ أَنْ يَعمَلَ مَشَيئَتَهُ، يَعْرِفُ هَل هذا التَّعليمُ هوَ منهُ، أَمْ أَنا أَتكلَّمُ مِن عِنْدِ نَفْسي؛ 18إِنَّ مَنْ يَتكلَّمُ مِن عِندِ نَفْسِهِ، يَطْلبُ مَجدَ نفسِه؛ وأَمَّا مَنْ يَطلُبُ مَجدَ الذي أَرْسلَهُ فهُوَ صادِقٌ، لا نِفَاقَ فِيه.) يوحنا 7: 17-18 الترجمة البولسية
                  يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
                  يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                  يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                  لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
                  أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  فلم يُمجد يسوع نفسه، وترك للله يمجده. وبهذا أثبت أنه عبد الله ورسوله.
                  ولم يُمجد محمد  نفسه، ولم يترك أصحابه يمجدونه، بل أمرهم بعدم تمجيده، وأن يقولوا عنه (عبد الله ورسوله).
                  فما هى الفائدة التى عادت على محمد  من ادعاء النبوة، كما يقول المشككون؟
                  فلم يكن ملكًا، ولم يرضى بالملك، ولا بالثروة، ولا التزوج بأجمل نساء العرب، على أن يترك هذا الدين، بل كان يقول إنه ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة (وهو لحم رفيع الثخانة، مُملَّح، يُجفف تحت الشمس). وطالب أتباعه ألا يعظموه، كما عظم النصارى عيسى بن مريم:
                  ولما أراد أحدهم أن يحدثه أخذته هيبة فارتعد، فقال له : (هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)
                  (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبدا لله ورسوله.)
                  الأمر الذى دفع الدكتور نظمى لوقا أن يقول فى كتابه: (... ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض. أي قامة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين.)
                  فلماذا يكذب محمد ؟ إنه لم يحقق مجدًا أو مكاسب شخصيًا له أو لقبيلته. بل كان أكثر الناس خوفًا لله، وأكبرهم طلًا لرضوانه، على الرغم من أنه سبحانه وتعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وقد سألته زوجته عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله  إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه .. قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟!، فقال : يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا) رواه مسلم.
                  فبمعيار الكتاب المقدس جدًا نجد أن محمدًا  رسول الله. وإذا طبقنا هذا المعيار بدقة لوجدنا أنه لا يوجد نبى فى الكتاب المقدس جدًا يستحق أن يُطلق عليه نبيًا ولا أن يكون قدوة للبشر غير محمد .
                  ونحن الآن أمام طريقين فى مواصلة البحث:
                  إما أن يكون هذا الكلام، هذا الكتاب، الذى جاء به الرسول  حقًا من عند الله. وهنا عليهم بالتسليم لله تعالى، وأن يدخلوا فى دينه، ويسلموا له.
                  وإما أن يكون هذا الذى يأتيه شيطان.
                  وعلى ذلك فإن محتوى الكتاب، الذى جاء به محمد ، وتعاليم محمد  نفسها (سنته) هما الحكم الفيصل فى هذا الأمر.
                  يقول الله تعالى فى كتابه الذى أنزله على رسوله :
                  (...أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأعراف 22
                  وقال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران 175
                  وقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) الإسراء 53
                  وقال تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فاطر 6
                  وقال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة 208
                  وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلًا طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة 168-169
                  وقال سبحانه وتعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) الأعراف 27
                  وقال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل 98
                  وقال تعالى: (لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 118
                  فهل هذه تعاليم الشيطان؟ أيسفه الشيطان نفسه؟ أيلعن الشيطان نفسه؟ أيحذر الشيطان الناس من نفسه؟ أيُفسد الشيطان عمله من قبل أن يقوم به؟
                  أليس الشيطان فى كتابك يُدعى الكذاب وأبو الكذاب (يوحنا 44:8)، فهل هذا الصدق يخرج من الكذاب؟ والشرير (متى 37:5) (أفسس 16:6)، والمضل (يوحنا الثانية 1: 7)، والعدو العدو (متى 39:13)، ورئيس سلطان الظلمة، (كولوسي 13:1)، فهل هذه التعاليم الطيبة تخرج من العدو الشرير المُضلِّل؟
                  ألا تقف مع نفسك وتتدبر: ما الذى يجعل الشيطان فى القرآن (على زعمك) يأمر بالبر والتقوى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى؟
                  ولو كنت لا تزال مصرًا على أن هذا الوحى من الشيطان، فاحكم إذن بما قاله يسوع، عندما اتهمه اليهود بنفس هذه التهمة. فها هو يسوع يُتهم من قبل الفريسيين بأنه يقوم بمعجزة إخراج الشياطين باستخدام رئيسهم، وأفحمهم بلباقته وحكمته، وأعلمهم أنه يخرجها بروح الله أى بقوة الله قدرته: (22حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ حَتَّى إِنَّ الأَعْمَى الأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ. 23فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟» 24أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ». 25فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. 26فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ 27وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! 28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 22-28
                  ونحن نقول:
                  لو كان الشيطان يساعد محمدًا  فى إخراج الشياطين وحرقهم، فقد انقسم الشيطان على ذاته!! فكيف تثبت مملكته؟!
                  ولو كان الشيطان أمر محمدًا  في القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان فقد انقسم الشيطان على ذاته! فكيف تثبت مملكته؟!
                  ولو كان الشيطان أمر محمدًا  فى القرآن أن يأمر الناس أن تتخذه عدوًا، وتحذر منه، وتحاربه، فقد انقسم الشيطان على ذاته!! فكيف تثبت مملكته؟!
                  ولو كان الشيطان أمر محمدًا  في القرآن أن يأمر الناس ألا تسير على خطواته، وألا تتبعه، فقد انقسم الشيطان على ذاته! فكيف تثبت مملكته؟!
                  ولو كان الشيطان أمر محمدًا  فى القرآن أن يُفهم الناس أن الشيطان وأعوانه فى نار جهنم، ويجب الحذر منه ومحاربته، فقد انقسم الشيطان على ذاته!! فكيف تثبت مملكته؟!
                  كان ما سبق تعريف للنبوة عند أهل الكتاب،ومعايير التعرف على النبى الصادق، وتطبيق هذا المعيار للتعرف على صدق نبوة الرسول ، وهناك فى الحقيقة عناصر أخرى تُضاف لما سبق للتعرف على صدق النبى.
                  اقرأ التعريف العقلى للنبى، أو الصفات التى يجب أن تتوفر فى النبى:
                  النبى لابد أن تتوفر فيه صفات أساسية، وهى:
                  1- أن يكون أرفع قومه نسبًا، فلا يجوز أن يكون ابن زنى أو لقيط، أو سليل عائلة تشتهر بقطع الطريق وترويع الآمنين. وهذا أكده متى فى سلسلة نسب يسوع، حيث جاءت كلها من ملوك أنبياء، وخالفه لوقا فى ذلك.
                  2- وأن يلتزم بالصدق المطلق، فمستحيل أن يكون النبى كذَّاب.
                  3- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. إذ لا يُعقل أن يأمر نبى بالمنكر وينسبه لله، أو ينهى عن معروف ويكون الله هو مصدره.
                  4- وأن يتحلى بالالتزام الكامل بما يدعو إليه، فليس من العقل أن يُخالف ما يدعو الناس إليه، وإلا لفقدوا الثقة فيه، ولهجروا دعوته، وباء عمله بالفشل.
                  5- وأن يستمر فى تبليغه الكامل لمضمون رسالته.
                  6- وأن يتحلى بالعقل العظيم، حيث لا يسلم الناس عقولهم، ولا يتبعون انسانًا إلا إذا كان أرجحهم عقلًا.
                  7- أن يثبت نبوته بمعجزات يؤيده الله بها، وتنبؤات تقع فى المستقبل.
                  8- أن يكون أكثر الناس إيمانًا، وأعمقهم فهمًا لما يدعو إليه.
                  9- أن يتحلى فى حياته الخاصة والعامة بصفات الإيمان والتقوى والورع والزهد والصبر والمروءة والشجاعة والعدل بين الناس، سواء المؤمنين به، أو من يُكذبونه.
                  10- ألا يسعى لنيل مجد شخصى له أو لذويه. بمعنى أنه يجب أن يكون قدوة يقتدى به الكبار والصغار فى حياتهم الخاصة والعامة.
                  اقرأ ما يأمر به القرآن الكريم، وما ينهى عنه، ثم قارنه بما يقوله كتابك المقدس جدًا جدًا؛ لتعلم أيهما يكون مرشحًا عند العقلاء لأن يكون كتاب الله، وأيهما يُعتبر كتاب بشرى تدخل فيه الشيطان بكل قوته، وبكافة جنوده:
                  يقول الحق سبحانه: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 74
                  ويقول الله جل شأنه: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) الأنعام 65
                  ويقول الله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا) النساء 172
                  ويقول الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) الزمر 67
                  اقرأ فى كتابك المقدس جدًا كيف يُضرب الرب، ويُجبر على مباركة نبيه يعقوب، وكيف يعتقله الشيطان 40 يومًا، وكيف يهرب من عبيده ويُقهر ويُهان ويُقتل:
                  اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلًا: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
                  اقرأ: الشيطان يعتقل الرب 40 يومًا فى الصحراء، ويوجهه أينما يريد: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
                  اقرأ: الرب يهرب من عبيده خوفًا منهم: (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضًا يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ...) يوحنا 11: 53-54
                  اقرأ: عبيد الرب يبصقون فى وجهه، ويصفعونه على وجهه: (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ.) متى 26: 67
                  اقرأ: عبيد الرب يبصقون عليه ويستهزئون به: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًَّا 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
                  اقرأ: ملاك الرب (وهو أيضًا من عبيده) ينزل ليقوِّى الرب بعد أن خارت قواه: (43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.) لوقا 22: 43
                  اقرأ: الكتاب المقدس يدعى أن الرب مات ميتة الملاعين: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13 فماذا كنت ستقول غير ذلك، لو أنك الشيطان بنفسه؟
                  لا تنس عزيزى القارىء أنك تُقارن بين القرآن الكريم والكتاب المقدس جدًا؛ لتعرف أيهما يهين الرب لمصلحة الشيطان!!
                  قال الله تعالى فى وصف الجنة: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) الواقعة 27-33
                  (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن 46-59
                  يرى الكتاب المقدس جدًا أن جنة فرعون أجمل من جنة الرب: (7فَكَانَ جَمِيلًا فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ، لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ، السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ، وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلًا بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
                  هل تعتقد حقًا أن الشيطان أمر الرب بالسجود له؟: (6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».) لوقا 4: 6-7 هل تعتقد حقًا أن الرب ليس له هيبة عند الشيطان؟
                  قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90 فهل هذه تعاليم شيطان؟ سبحان الله وتعالى عما تقولون علوًا كبيرا!
                  وقال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الأنعام 151
                  وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف 33
                  وقال تعالى: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) الأعراف 28-29
                  اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17
                  فلماذا يعرى الرب عورتهن؟ هل من أجل نشر الرذيلة وانتشار الفواحش؟ هل تعتقد أن الرب كتب ذلك، أم كانت هذه رغبة كاتب هذا السفر؟ هل تخيل ما سيحدث عندما يُعرى الرب عورة بنات صهيون؟ أعتقد أن الشيطان مُدان للرب بالشكر على إفساد المؤمنين من خلقه، وتشجيع السياحة إلى بنات صهيون، وعمل دعاية لعوراتهن!! اتقوا الله، وأحسنوا الظن بالله وكتابه!
                  قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
                  وقال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة 2
                  ويقول جل جلاله: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الشعراء 181-183
                  وقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء 58
                  اقرأ: الرب يأمر موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر، وتعاون الرب معهم على الإثم والعدوان: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
                  اقرأ: تأكيد الرب على تعاونه مع بنى إسرائيل فى سرقة المصريين: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
                  اقرأ: الرب بنفسه يتعاون مع ملائكته والشيطان على الإثم والعدوان: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                  اقرأ: الرب يتفق مع الشيطان على إغواء أيوب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ) أيوب 2: 6-12
                  اقرأ: الرب بنفسه يدمر كل تعاون على البر والتقوى: (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً....4وَقَالُوا:«هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُوآدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ) تكوين 11: 1-8
                  قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
                  وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فصلت 33-35
                  وقال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً) الإسراء 53
                  اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: الرب يأمر الملك أن يسب عبده ونبيه داود: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11
                  فمن الذى قال إذًا: (وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ) متى 5: 22؟
                  وقال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) النساء 36
                  ويقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت 8

                  تعليق


                  • #39
                    ويقول: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا) الإسراء 23-25
                    مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه الرحمة التى يأمر بها القرآن ليست رحمة بالأهل أو بالأبناء أو المعارف فقط، بل هى عامة لكل الخلق من إنسان وحيوان ونبات وجماد: يقول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107
                    وعن أبي موسى رضي اللهعنه: أنه سمع النبي يقول: "لن تؤمنوا حتى تراحموا". قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم! قال: "إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة..رحمة العامة!" (حسن لغيره - رواه الحاكم في المستدرك، برقم 7418، ورواه الطبراني ورواته رواة الصحيح، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)
                    كما في حديث أنس بن مالك، أن رسول الله قال: "والذي نفسي بيده، لا يضع الله رحمته إلا على رحيم"، قالوا: يا رسول الله، كلنا يرحم، قال: "ليس برحمة أحدكم صاحبه.. يرحم الناس كافة" (صحيح - رواه أبو يعلى الموصلي 4145، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 167)
                    اقرأ: الرب يُطالبك بكره الوالدين والزوجة والذرية، وببغض نفسك لتكون له تلميذًا: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا) لوقا 14: 26
                    اقرأ: الرب يُعامل أمه باحتقار شديد، وصل لدرجة أنه تنكر لها: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                    قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
                    كرَّمَ الله تعالى بنى آدم فقال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء 70
                    اقرأ: الرب كيف يحقِّر الرب عبيده فى الكتاب المقدس جدًا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
                    اقرأ: على مسؤولية الرب فى الكتاب المقدس جدًا: لا يتفضَّل الإنسان بميزة على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا) الجامعة 3: 19-20
                    وقال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) الضحى 9-10
                    وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
                    اقرأ: رب الكتاب المقدس يبلبل ألسنة الناس ويدمر تعاونهم حتى لا يتحدوا: فرق تسُد: (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. ..... 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُوآدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ) تكوين 11: 1-8
                    اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: الرب يعطى عبيده فرائض غير صالحة، وينجسهم بحرق أطفالهم فى النار: (25 وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا. 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 20: 25-26
                    قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
                    اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: أفلام البورنو عقوبة من عقوبات الرب: (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17
                    اقرأ: رب الأرباب ينتقم من نبيه داود  على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11
                    ويستفزنى هنا سؤال: هل قريب داود الذى سيزنى بأهل بيته، بأمر الرب وتخطيطه، آثم وسيؤاخذ على هذا الزنى، أم يعتبر هذا قربة من القربات التى يتقرب بها الزانى ونساء داود للرب، إذ أنهم أطاعوه ونفذوا مراده؟ وهل من الممكن أن يُخالف الرب نفسه تعاليمه؟ أليس هو من حرم الزنى، وقال لا تزنوا؟ فهل نسخ أوامره الطيبة العفيفة بأوامر أخرى قذرة؟ وإذا كانت هذه عطايا الرب، فتخيل ما الذى كان الشيطان سيفعله غير ذلك؟
                    وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ....) الأعراف 28-29
                    اقرأ: الرب يأمرنبيه إشعياء أن يمشى حافيًا عاريًا: (فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيًا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
                    اقرأ الرب عريان كما ولدته أمه: (4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا.) يوحنا 13: 4-5
                    اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: الرب يرسل روحًا شيطانية بين أبيمالك وأهل شكيم: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيئًَا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23، وماذا يعمل الشيطان غير ذلك؟
                    اقرأ: الرب يُبطل المشورة الصالحة ليُنزل الشر بعبده: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14 ،
                    اقرأ: الرب يرسل الروح الشريرة (الشيطان) يتلبس نبيه شاول: (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ.) صموئيل الأول 16: 14-15
                    اقرأ: رب الأرباب يُضل الناس عندما يغضب: (27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطًا وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ.) أشعياء 30: 27-28
                    والجملة الأخيرة جاءت ترجمتها غير مفهومة بالمرة، لذلك وجب علينا قراءتها فى تراجم أخرى، فتقول ترجمة الحياة: (وَنَفْخَتُهُ كَسَيْلٍ جَارِفٍ يَبْلُغُ إِلَى الْعُنُقِ، لِيُغَرْبِلَ الأُمَمَ بِغُرْبَالِ الْهَلاَكِ، وَلِيَضَعَ لِجَامًا فِي فُكُوكِ الشُّعُوبِ إِضْلاَلًا لَهُمْ.)، وقد حذفت الترجمة العربية المشتركة الأمينة عبارة (إضلال لهم)، حرجًا منها، لأنها تؤمن أن الرب لا يجوز له أن يطون مضلالا: (لُهاثُهُ كسَيلٍ عارِمِ يَعلو إلى العُنُقِ. يُغربِلُ الأُمَمَ بغِربالِ الهَلاكِ، ويضَعُ لِجامًا في أشداقِ الشُّعوبِ.)
                    وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ....) الأعراف 28-29
                    وقال تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الحجرات 9-10
                    وقال تعالى: (ًامْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) الجاثية 21
                    وقال تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا * وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) الإسراء 26-30
                    وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج 38
                    اقرأ: رب الكتاب المقدس يأمر نبيه بأكل الخراء الآدمى، وعندما تذمَّر النبى أمره بأكل خثى البقر: (12وَتَأْكُلُ كَعْكًا مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً، وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15 إنه يُقدِّر المؤمنين به حق التقدير!
                    وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ....) الأعراف 28-29
                    وقال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125
                    اقرأ: كيف أجبر الرب عبيده على اعتناق اليهودية: بالرعب: (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 11-17
                    اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: الرب المحب لعباده يأمر ببيع الجثث للغريب: (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 14: 21، أليس هذا إكراه فى الدين؟ إما أن تؤمن وإما سنجعلك تأكل الجثث والجيف؟
                    اقرأ فى الكتاب المقدس جدًا: الرب يُمارس ضغطًا ربويًا على غير المؤمنين به: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِبًا لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                    وقال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الأنعام 164
                    وقال تعالى: (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء 15
                    وقال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الزمر 7
                    وقال تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر 18
                    وقال تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) النجم 39-41
                    اقرأ توارث الخطية وانتقالها للبشر عن طريق حواء، دون آدم: (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
                    (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
                    ثم اقرأ تحذير الرب من القول بتوارث الخطيئة: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
                    (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                    ويحذرنا الله تعالى من الإفساد فى الأرض أو المجتمع، فيقول: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة 33
                    ويقول تعالى: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف 56
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الحج 77
                    أليس انتقاء الرب لأنبياء فاسدين مفسدين يُعد أكبر إفساد فى الأرض؟ فهل يُجنى من الشوك عنبًا أو تينًا؟ (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 15-20
                    فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
                    فأين القدوة فى الكتاب الذى تقدسه؟ وهل تأتى ثمار جيدة من هذه الأشجار العفنة؟ ولماذا انتقاهم الرب بعلمه الأزلى بهذه الصفات الآسنة؟ ألتدمير البشر خُلُقيًّا؟ أم ليقذف بهم بمحبته المعتادة فى أتون نار جهنم فى الآخرة؟ أم أخطأ الرب؟ أم تدخل إبليس بجنوده فى تحريف هذا الكتاب تطبيقًا لوعده لله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا * إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلًا * لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا * وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا * وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا) النساء 116-126
                    بينما يُنسب ليسوع القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8 فهل يسب بذلك كل الأنبياء الذين أتوا قبله؟
                    ويُنسب إلى الرب رفضه لكل أنبيائه لأنهم ضالون مضلون: (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعًا بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
                    وقال الكتاب المقدس جدًا: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                    وقال الكتاب المقدس جدًا: (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                    وقال الكتاب المقدس جدًا: (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
                    وقال الكتاب المقدس جدًا: (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14
                    يقول الله تبارك وتعالى عن أنبيائه: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًا) مريم 58
                    ويقول عنهم أيضًا: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء 73
                    ناهيك عن ثناء الله تعالى على كل نبى بمفرده أو وسط مجموعة من الأنبياء. لذلك استحق القرآن عن حق أن يكون كتاب هدى ورشاد، وأنه يهدى إلى الصراط المستقيم، لأنه على الأقل يقدم القدوة الصالحة للبشر، والتى يتمنى أى إنسان مؤمن أن يقتدى بها، دون خجل أو خوف من عقاب القانون، أو خوف من أن يقتدى بهم أحد أبنائه أو بناته.
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة 153
                    ويقول تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) النور 22
                    ويقول تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 274
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) البقرة 367
                    ويقول تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلًا * وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) الإسراء 32-33
                    ويقول تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) المائدة 32
                    ويقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) البقرة 275-276
                    اقرأ: الكتاب المقدس يُحلِّل أكل الربا من غير اليهودى: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِبًا لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                    وهذا يعنى أن أكل مال الربا من غير اليهودى حلال، بينما حرمه الرب بين اليهود وبعضهم البعض! فأى عنصرية هذه التى يزكيها ويأججها الكتاب المقدس جدًا بين مصدقيه؟!
                    ومعنى هذا أيضًا أن مباركة الرب لبنى إسرائيل وتمليكهم لأرض الغير لن يتم إلا إذا أفسدوا الشعوب الأخرى وأهلكوها بالربا، الذى يغضب الرب، لو كان بين يهودى ويهودى! أما من اليهودى إلى الآخرين فهى قربى يتقرب بها إلى الرب!
                    ومعنى هذا أن الشيطان أرحم بعباد الرب من غير اليهود من الرب نفسه!
                    يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة 90
                    ويقول تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) المائدة 3
                    إلا أن الرب نفسه كان يشرب الخمر حتى الثمالة، بل ويستيقظ من النوم وعيناه تدمع من أثر خمر أمس: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                    اقرأ: بدون تعليق: (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْسًا وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَابًا مَمْزُوجًا. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.) مزمور 75: 8
                    بل صنعها يسوع نفسه محولا الماء الطيب إلى خمر معتق: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». ..... 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». 11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.) يوحنا 2: 3-11
                    بل ويشربها فى عشائه مع التلاميذ: (26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي».) متى 26: 26-29
                    وكانت أوامر الكتاب المقدس جدًا هو عدم شرب الماء وحده، بل مزجه بالخمر: (ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف.) المكابيين الثانى 15: 40
                    اقرأ: الكتاب المقدس جدًا يأمر أتباعه بشرب الخمر: (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلًا مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
                    انظر لقول الرسول  أن لا دواء فى محرم: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) رواه أبو داوود
                    وقد سئل  عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) رواه مسلم
                    ويقول جل جلاله: (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) النساء 148
                    وينشر الرب فى كتابه المقدس جدًا شتيمة أحد الأنبياء للآخر: يبلغ النبى هوشع قول الرب قائلًا: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: .... 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضًا النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ.) هوشع 4: 5
                    (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟)صموئيل الأول 20: 30
                    وكيف لا يتساب الأنبياء بهذه الألفاظ، وقد أمر الرب الملك أن يسب نبيه داود؟ (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى 16: 10
                    (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ....) الأعراف 28-29
                    ويقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء 135
                    ويقول جل شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8
                    ويقول سبحانه وتعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء 114
                    ويقول عظم شأنه: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام 152
                    قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) النساء 86
                    يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران 134
                    اقرأ: الرب يميت من لا يدفع له كل ممتلكاته: (1وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكًا 2وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ.) أعمال الرسل 5: 1-5
                    ويقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) الحجرات 11-12
                    ويقول: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) الفرقان 72
                    ويقول: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256
                    ويقول: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأنعام 108
                    ويقول: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) المؤمنون 96
                    ويقول تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة 190
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الأنفال 15-16
                    ويقول تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة 8
                    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة 13
                    ويقول تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة 109
                    اقرأ: رحمة إله المحبة الكبيرة تأمر بالإبادة الجماعية وعدم الشفقة: ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة 41-42
                    اقرأ: رحمة إله المحبة فى نشر أعدائه على يد نبيه: (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
                    ويقول تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) التوبة 6
                    ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التغابن 14
                    ويقول تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الإنسان 8
                    ويقول تعالى: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال 61
                    بأمر الرب: لا شفقة ولا رحمة حتى مع غير المحاربين: (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18
                    اقرأ: كيف تقتل ابنك رجمًا: (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
                    اقرأ: رحمة إله المحبة الكبيرة تأمر بضرب أطفال الأعداء فى الصخرة: (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                    اقرأ: رحمة إله المحبة الكبيرة تأمر بتحطيم أطفال الأعداء وقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم: (تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                    اقرأ: رحمة إله المحبة فى أمره بأن تذبح أطفالك وتأكلهم فى الحصار: (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53
                    اقرأ: رحمة إله المحبة الكبيرة فى استئصال الشعوب والإبادة الجماعية: (7فَلِذَلِكَ هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُسَلِّمُكَ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ وَأَسْتَأْصِلُكَ مِنَ الشُّعُوبِ وَأُبِيدُكَ مِنَ الأَرَاضِي. أَخْرِبُكَ فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 25: 7
                    اقرأ: حب إله المحبة ورحمته الكبيرة فى معاملته للفلسطينيين: (16فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. 17وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ) حزقيال 25: 16-17
                    اقرأ: يسوع يأمر بذبح أعدائه: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                    اقرأ: ولا تعليق: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                    ويقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف 157
                    ويقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر 53
                    ويقول تعالى: (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام 54
                    ويقول تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه 82
                    ولا يمكننى أن أنقل لك القرآن كاملا. ولكن فيما ذكرت الإفادة. فالكثير من آيات القرآن الكريم تطالب المسلم بإخلاص الدين لله، والإيمان بالله وحده، وألا يُشرك به أحدًا، كما تطالبه بالخشوع لله، وتطالبه بكثرة بذكر الله، وإحسان الظن بالله، والإيمان بأسمائه وصفاته الحسنى، والإيمان باليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والإيمان بملائكة الله ورسله السابقين، وألا نفرق بين أحد منهم، وكذلك الإيمان بكل الكتب المنزلة من رب العالمين، وعلم أن الله تعالى لا يتجسَّد، ولا يموت، وأنه عزيز لا يُقهر، وأوجب اتباع رسوله، وجعل طاعة الرسول طاعة لله، وتطالبه ببر الوالدين، وتطالبه بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وتحثه على الصدقة، والإنفاق فى سبيل الله دون تبذير أو بخل، وتنهى عن زجر الفقير الذى يسأل الناس، وتطالبه بالصوم والحج إن استطاع إليه سبيلا، وتأمر بالدعوة إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة دون إكراه أو فظاظة.
                    وتطالبه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما تطالبه بالحلم، والصبر، والتقوى، العفة، والحياء، والعزة، والعدل ولو على النفس أو الأقربين، والإيثار، والرضى، وتطالبه بالتواضع لله وللناس، والطمأنينة والثقة بالله، والثبات عند ملاقاة العدو وعدم الفرار من وجهه، والقوة، والاستعداد لمواجهة العدو، والجهاد فى سبيل الله مع عدم الاعتداء، وتطالبه بمسالمة الأعداء إن أرادوا السلام، والإصلاح بين المتقاتلين من المسلمين بالعدل، وعدم إكراه الآخرين على الإسلام، وتطالبه بالتدبر والتفكُّر والتعقُّل، والإسراع فى الخير، وكف الأذى عن الناس، وتطالبه بالأمانة وتأديتها إلى أهلها، والإحسان، والتوبة والاستغفار لله وحده، والإعراض عن اللغو، وكظم الغيظ والعفو عن الناس، والمحبة، والصدق، ومحاسبة النفس ولومها، والوفاء بالعهد وعدم الخيانة، والإخلاص، ورد التحية بأحسن منها، عدم أكل مال الغير، الإحسان إلى اليتيم، وعدم قتل النفس بغير حق، وتعلمنا المساواة بين المرأة والرجل فى كافة الحقوق والواجبات مع مراعاة الفروق الفردين بينهما، وتنهى عن سب المشركين وآلهتهم، وتأمر بالإحسان إلى الأسرى، وتنهى عن التكبر والاختيال، وتأمر بقول الطيب من الكلام، وتأمر بمقابلة الإساءة بالإحسان، وتأمر بغض البصر وعدم النظر إلى محارم الغير، وحفظ الفرج، وتوصى الآيات بالجار.
                    وتأمر بعدم إفشاء السر، وعدم شهادة الزور، وتأمر بالبشاشة فى وجوه الناس، وخفض الصوت عند الكلام، وتأمر باتخاذ مبدأ الشورى بين المسلمين، وتنهى عن السخرية من الآخرين أو الاستهزاء بهم، كما تنهى عن الهمز واللمز والتنابز بالألقاب، وتنهى عن الظن السيئ والتجسس الغيبة، وتنهى عن أكل الميتة والخنزير وكل الخبائث، وتنهى عن أكل مسكر ولعب الميسر، وتنهى الناس عن الافتخار بما لم يعملوا ليثنى عليهم، كما تحرم الربا، وتنهى عن اتِّباع خطوات الشيطان، وتأمر بالتمتع بكل حلال فى الحياة الدنيا دون إسراف، ومن رحمة الله تعالى ومحبته لعباده أنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
                    وتطالب بحفظ أرواح الناس بالقصاص العادل، وحفظ أموالهم بفرض عقوبة قطع اليد السارق، وتأمر بالطهارة والنظافة، وبكتابة الديون حفظًا لحقوق أصحابها، وتعلمنا أن الله كرم بنى آدم على العالمين، وتأمره بالتعاون على البر والتقوى، وتنهاه عن التعاون على الإثم والعدوان، وتنهى عن الإفساد فى المجتمع أو فى الأرض، وتأمر بإلزام النفس بطاعة الله تعالى واجتناب معصيته، كما تأمر بترك المعاصي السرية والجهرية، وتنفى مسؤولية الإنسان عن أعمال غيره، أو توارث الخطيئة الأولى، وتقرر أن آدم هو المسؤول عن الأكل من الشجرة، مع زوجته حواء، أى تنفى أن تكون حواء هى كبش الفداء، وأنها بمفردها حليفة الشيطان فى الخطيئة الأولى، وتُكفِّر من يدعى أن عيسى  هو الله، أو يعبده من دون الله، أو يشركه أو يشرك غيره مع الله.
                    وتعلمنا الآيات أيضًا أن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا أو أموالنا، ولكنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وأن أمكرمنا عند الله أكثرنا تقوى، وتحذرنا من الإفتنان بالحياة الدنيا وزخرفها، وتخبرنا الآيات عن مصيرنا بعد الموت، وجزاء المتقين، وجزاء الكافرين والعاصين، والجنة وأهلها وصفاتهم، والنار وأهلها وصفاتهم، وكيفية حساب الله تعالى لأعمالنا الحسنة، وكيف أنه برحمته يضاعفها، كما أنه يكتب السيئة على من يعملها فقط دون أن يضاعفها، وتحث المؤمن على عبادة الله تعالى فى جوف الليل، والاستعاذة من الشيطان والحسد والجهل، وكيفية معاملة الزوجة أو الزوج وقت الصفاء، وعند الاختلاف. وتعلمنا الآيات أيضًا كيفية خلق الإنسان، والغرض من خلقه، وبها إشارات علمية، والكثير غيره. فهل تجد كل هذه التعاليم فيما تسمونه بالعهد الجديد؟ لا. فبأى حق تسمونه إذن بالعهد؟ أى عهد وأى تشريع هذا الذى قام بإلغاء كل تشريعات الرب السابقة، على الرغم من تأكيد يسوع أنه لم يأت ناقضًا أو هادمًا لأى نقطة من الناموس أو كتب الأنبياء؟
                    لقد صدق الله العظيم فى قوله إن هذا الكتاب هدى، ورحمة، وشفاء، وذكر، وموعظة، وتذكرة، وبلاغ، وبشير ونذير، وبيان، ونور للعالمين:
                    1- هدى: قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة 2.
                    2- رحمة: قال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان 3.
                    3- شفاء: قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} الإسراء 82.
                    4- ذكر: قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ} الأنبياء 5.
                    5- موعظة: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران 138
                    6- تذكرة: قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} المُدَّثر 54.
                    7- بلاغ: قال تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} الأنبياء 105.
                    8- بشير والنذير: قال تعالى: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ...} فُصِّلَتْ 4.
                    9- بيان: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} آل عمران 138.
                    10- نور: قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} النساء 174.
                    11- نذير للعالمين: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} الفرقان 1.
                    وكان خُلُقُ الرسول  كما بينت أُمِّنا عائشة كان قرآنًا يمشى على الأرض. أى جاءت تعاليمه وتصرفاته امتثالا تامًا لتعاليم القرآن.
                    والأخلاق والثمار الجيدة هى علامة أكيدة من علامات النبوة، وهذا عين ما قاله يسوع: قال يسوع: (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 15-20
                    لقد أجاب عن هذا السؤال جعفر بن أبي طالب  عندما سأله النجاشي ملك الحبشة: (ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ فقال جعفر: أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده، ونعبده، ونخلع، ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمر بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة، – فعدد عليه أمور الإسلام – فصدقناه وآمنا به واتبعناه) فهذه هي ثمار محمد  ولو كان كاذبًا لما خرجت منه مثل هذه الثمار إذ كيف يأمر الناس بصدق الحديث ثم يكذب هو على الله؟!
                    وقال الأستاذ الدكتور Prof. Dummelow (إن المعيار الأساسى لمعرفة النبى الحقيقى هى السمات الأخلاقية لتعاليمه)، أى ثمار تعاليمه.
                    وصدق (جيمس متشنر) فى قوله: (إن محمدًا() هذا الرجل الملهم، الذي أقام الإسلام، ولد في قبيلة عربية تعبد الأصنام، ولد يتيمًا محبًا للفقراء والمحتاجين والأرامل واليتامى والأرقاء والمستضعفين.
                    وقد أحدث محمد() بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في شبه الجزيرة العربية وفى الشرق كله. فقد حطم الأصنام بيديه، وأقام دينًا يدعو إلى الله وحده، ورفع عن المرأة قيد العبودية التي فرضتها تقاليد الصحراء، ونادى بالعدالة الاجتماعية وقد عرض عليه في آخر أيامه أن يكون حاكمًا بأمره ، أو قديسًا، ولكنه أصر على أنه ليس إلا عبدًا من عباد الله أرسله إلى العالم منذرًا وبشيرًا).
                    إلى جانب هذا، يبين فيليب حتي فى (الإسلام منهج حياة، ص 54) أن (صفات محمد [] مثبتة في القرآن بدقة بالغة فوق ما نجد في كل مصدر آخر. إن المعارك التي خاضها والأحكام التي أبرمها والأعمال التي قام بها لا تترك مجالًا للريب في الشخصية القوية والإيمان الوطيد والإخلاص البالغ وغير ذلك من الصفات التي خلقت الرجال القادة في التاريخ. ومع أنه كان في دور من أدوار حياته يتيمًا فقيرًا، فقد كان في قلبه دائمًا سعة لمؤاساة المحرومين في الحياة).
                    وأعيد مرة أخرى على مسامعك: هل يأمر الشيطان بالبر والتقوى، وينهى عن الفحشاء والمنكر؟ لا تناقض نفسك. وأخبرنا: فى أى جانب أنت؟ هل أنت مع الله والحق؟ أم مع الكذب والعناد والشيطان وتضليل القارىء؟ أسأل الله لك ولنا الهداية! واتق الله فى نفسك! إنها الجنة أو النار! إنك إما أن تكون فى معية الله تعالى أو فى معية الشيطان!
                    ثم أخبرنا من الذى يأمر بعبادة الشيطان؟ أليس هو الشيطان نفسه، الذى يضلل عباد الله ويأمرهم بعبادته؟ فما رأيك أن عبادة الشيطان هى أمر من أوامر الرب (؟) فى كتابك المقدس جدًا جدًا؟
                    اقرأ: الكتاب يدعى أن الرب هو الذى أمر هارون بتقديم تيسًا لإرضاء الشيطان: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                    واختلفوا هل الشيطان عزازيل هذا هو إبليس الشيطان الأكبر، أم هو شيطان محلى اقتطع الصحراء من الرب لتكون منطقة نفوذه؟ فلو هو شيطان محلى كما يحلو لهم أن يقولوا، وكانت هذه مكانته، فما بالكم لو كان إبليس نفسه؟! وإذا كانت هذه هى طريقة الرب فى استرضاء شيطان محلى، فماذا سيفعل لاسترضاء إبليس نفسه؟
                    وسمَّاه العهد الجديد "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11)،
                    (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                    (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11

                    تعليق


                    • #40
                      (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                      فهل أنت متأكد أن الذى مجَّد الشيطان فى الكتاب المقدس جدًا جدًا بهذه الصورة هو الرب وليس الشيطان نفسه؟
                      عزيزى الكاتب والقارىء المسيحى: لا يعرف كتابك اسم الله، فتسمونه الرب، وتعتقدون أنه يُضرب ويُهان ويُبصق فى وجهه ويموت، ولا يُعرف فى كتابك اسم الدين الذى تعتنقه وتدعو إليه، فقد أثبت لك فى بداية الكتاب أن كلمة مسيحية كانت فى القرن الأول شتيمة، وأنك لا تؤمن بوحى الله تعالى لكتبة هذه الكتب، وتعتقد أنهم ألهموا هذه الكتب، ولا يوجد دليل على ذلك من أفواه كتبة هذه الأسفار: أى لا إله ولا رسول ولا كتاب ولا وحى ولا دين. فبماذا تؤمن؟
                      ها هو لوقا يعترف أنه كتب رسالة شخصية لصديقه ثاوفيلس فيما يعلمه هو ويظنه يقينًا، كما كتب غيره وظن ذلك من قبل: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                      وها هو مؤلف سفر المكابيين يقول: (فإن كُنْتُ قَدْ أَحْسَنْتُ التَّأْلِيفَ وأَصَبْتُ الغَرَضَ، فَذَلِكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى، وإنْ كَانَ قَدْ لَحقَني الوَهَنُ والتَّقْصيرُ، فإنِّي قَدْ بَذَلْتُ وسْعِي) المكابيين الثانى 15: 39
                      وها هو بولس يُدلى برأيه الشخصى، وتصرون أنتم أنه من عند الرب: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
                      (40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
                      (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
                      ثم اقرأ اعتراف بولس، واحكم هل هذه شخصية أو كلام إنسان تلقى تعاليم ما من الرب، أم شخصية إنسان تلبسه الشيطان، وسيطر عليه سيطرة كاملة، أفقده فيها الرشد، وجعله يفعل فقط ما يمليه عليه: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذًا أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذًا أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 14-25
                      إن اسم يهوه هو ليس اسم الرب الحقيقى. فاسمه الحقيقى فُقد، وضاع، وعندما جاء به يسوع وعلمه الناس، رفض اليهود ذكر اسم الله، والدعاء به، ظنًا منهم أن هذا الاسم المقدس يجب ألا يتفوه به إنسان.
                      ضياع أقدس ما فى الكتاب يُؤكد تحريفه:
                      ضياع اسم الرب القدوس من الكتاب المقدس:
                      عزيزى كاتب كتاب (الإسلام بدون غطاء) .. أنقل لك بتصرف من كتابى (مكة فى الكتاب المقدس) ضياع اسم الله من كتابك، وتغييرهم لاسم عيسى  إلى يسوع، وستعرف الفرق بين المعنيين:
                      إن أقدس ما فى الوجود هو القدوس نفسه. وهو اسم من أسمائه الحسنى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23) سورة الحشر
                      (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
                      (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
                      (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، ...) صموئيل الأول 2: 2
                      فهل تتخيل ما معنى ضياع اسم الله من كتاب يُنسب إليه؟ إنه ضياع لأقدس ما فى الكتاب!! فماذا تبقى من قداسة للكتاب، الذى هو كتاب صلاة وعبادة وتذكِرة ودستور ومنهج للحياة؟
                      وكيف يضيع اسم الله، ويملأ الكتاب اسم الشيطان وإبليس وأسماء أخرى له؟ فهل مازلت مصرًا على أن الرب هو الذى صاحب هذا الكتاب الذى تقدسه، والذى يمدح الشيطان ولا يعرف اسم الله؟
                      إن كل ما تبقى من هذا الكتاب أقاصيص وأنساب لأناس منهم الكافر ومنهم الفاجر! إن كل ما تبقى منه أقاصيص عن نبى باع شرفه، وآخر زنى بابنتيه، وحملتا منه، ثم جاء من أحدهما يسوع الذى تؤلهه، ولم يؤثَر أنه سأل احداهن عن الحمل وكيفيته، كما لو كان أمرًا طبيعيًا أن تحمل الابنة من أبيها وهو مخمور، هذا غير من زنى بزوجة ابنه وحملت منه، وغير من زنى بزوجات أبيه، وغير من زنى بجارته وحملت منه، فأراد أن يُدلس على زوجها، ليُشعره أن الحمل جاء منه، ولما لم تفلح الخطة الشيطانية قتله! فكيف يكون هذا هو دستور الأخلاق والحكمة والتربية والمثل العليا التى ينشدها الرب؟
                      هل كل ما تبقى منه شكل المعبد ومقاساته ونوع الخشب الذى يُبنى به وأعداد وأرقام متضاربة لأسباط بنى إسرائيل؟
                      هل كل ما تبقى منه جاكتة بولس التى نسيها، واسم المشتى الذى أقام فيه، وسلاماته إلى معارفه؟
                      (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُورًا كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
                      (12حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.) تيطس 3: 12
                      (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيرًا فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.) رومية 16: 1-23
                      هل كل ما تبقى منه استشهادات بولس من الشعراء؟
                      (يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه “شبهات وهمية حول الكتاب المقدس” ص 14): فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا: لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28
                      استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
                      استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِمًا كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
                      هل كل ما تبقى منه نبوءات عن المسِّيِّا النبى البشر، خاتم رسل الله، الذى سيلغى الملكوت السابق، وسيكون صاحب الملكوت الجديد، والذى يُطلق عليه العهد الجديد والأخير للرب مع البشر، والذى تعتقدون أنه كتابكم؟ ومن هذا الكتاب سيتضح لكم أنكم سرقتم الملكوت، كما سرقتم المسيِّانية ظلمًا وعدوانًا. وهذا هو لب المشكلة والسبب الرئيسى لتحريف الكتاب الذى تقدسونه!! ولا أعرف كيف تدركون أن يسوع كان هو المسِّيِّا فى الوقت الذى تدعون أنه هو الله بعينه، أى هو الراسل والمرسل إليه!!
                      وكيف يكون كتابكم هو العهد الجديد، وليس بها تشريع يصلح لأن يكون التشريع الخالد لكل زمان وفى كل مكان؟
                      هل كل ما تبقى به ملابس الكاهن اللاوى بكل تفاصيل القماش والقَصَّة والزخرفة؟
                      هل كل ما تبقى به هروب الرب من عبيده الذين يريدون قتله؟ وهل هروب الرب من عبيده تجعلهم يقدسونه؟
                      هل كل ما تبقى به هو القبض على الإله وتسفيهه ثم إعدامه؟ وهل القبض عليه وإهانته بالضرب والبصق فى وجهه والاستهزاء به، والحكم عليه بالموت، ثم تسميره على خشبة، وانتزاع روحه منه، تجعل عبيده يقدسونه؟
                      هل كل ما تبقى به رحلات الرب وانتقاله على حمار أو على قدميه ليبشر بملكوت لا تفهمونه للآن أو لا تريدون؟ وما هى القداسة التى ترونها فى حكايات انتقالاته، يتكلم خلالها بأمثال لم يفهمها تلاميذه، ويُعلِّم تلاميذ لا يفهمونه، ويتعاركون فى حياته من أجل الزعامة من بعده؟ (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
                      أم تقصد عزيزى الكاتب أن حكاية ضرب يعقوب للرب، واعتقال الشيطان لإلهه، واتفاق الشيطان مع ربه لإغواء أخاب من الحكايات التى تزيد المؤمن تقديسًا للرب؟
                      أم تقصد أن الرب لا رأى له، فى عملية سطو ما يُسمون أنبياء على النبوة، واغتصاب النبوة والوحى غصبًا عن الرب وقوانينه؟
                      أضف إلى ذلك أنه لا يصلح أن يكون أنبياؤه ولا قضاته ولا شخصياته الرئيسية قدوة للمؤمنين؛ وذلك لما يُنسب إليهم من عبادة للأوثان وكفر وفسق وعهر. فماذا تبقى من قداسة فى هذا الكتاب؟
                      هل ضياع اسم الله من الكتاب المنسوب إليه يجعل الكتاب مقدسًا؟ هل تظن أن الشيطان الذى اعتقل الرب 40 يومًا، سيصعب عليه تحريف كلمة الرب؟ وهل الشيطان الذى تسلط على أنبياء الرب وأضلهم وجعلهم يعبدون الأوثان ويزنون، سيصعب عليه تحريف كتاب الرب؟ فهل أضلهم الشيطان من أجل أنفسهم فقط أم من أجل كل أتباعهم أيضًا؟ لكن كيف ضاع اسم الرب؟ هل كان اسمه يهوه أم أدوناى أم إلوهيم أم يسوع؟ وما الحكمة من تغيير اسمه من جيل إلى آخر؟ فهل كان يتنكَّر لكى لا يتتبع الشيطان أثره ويُفسد مخططاته؟ أى هل كان يهرب من الشيطان، كما كان يهرب من عبيده اليهود؟
                      وما الحكمة من تعتيم اليهود على اسمه، حتى نسى الجيل الجديد اسم إلههم؟ أليس هذا تصرف شيطانى وتسلط على كلام الرب بالتحريف، وتنفيذ تعاليمهم، وإحلالها محل كلام الرب وتعاليمه؟
                      هل يوجد نص توراتى على لسان أحد من الأنبياء يُحرم فيه على اليهود النطق باسم إلههم؟ لا، لا يوجد. إنه تقليد من اليهود وآبائهم، رفضوا بسببه وصية الله وتعاليمه، وفضلوا ما جاءهم من آبائهم، وهو ما رفضه الله ورسله. فقد أعلن عيسى  لليهود أنهم ضلوا وأضلوا بسبب هذه التقاليد، فقال لهم: (7وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
                      لكن توقف ثوانى عزيزى المسيحى، وفكِّر معى: إن الكتبة والكهنة كانوا يملكون من قوة الظلم والظلام ما تمكنوا بها من أنبيائهم، فقتلوا من قتلوا ونشروا من نشروا. فلماذا فعلوا ذلك؟ هل لتار مُبيَّت بينهم؟ أم بسبب تعاليمهم التى لا يريدون أن يخضعوا لها، ورفضهم الإنصياع لله؟ وإذا كانت التعاليم هى السبب فهل من المنطق أن يقتلوا النبى ويحافظوا على هذه التعاليم؟
                      وهل تعتقد أن الكهنة الذين عُهد إليهم الحفاظ على هذا الكتاب، ثم عبدت البعل، ودعت لعبادته سوف يتمسكون بكتاب الرب ويحافظون عليه؟ (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                      وهل تعتقد أن الكذاب الفاسق، الذى يتأوَّل على الله تعالى، ويدعى أنه أوحى إليه، ولم يوحى إليه بشىء يوثق فيه، أو تؤخذ منه عقيدة أو سيكون أمينًا على كتاب الرب؟: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلًا. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                      وهل تعتقد أن الذى لا يُميِّز بين المقدس والنجس يؤتمن على دينك وعلى آخرتك؟ ألم تقرأ كيف تبرَّأ الرب من هؤلاء الأنبياء، لأنهم يدَّعون أنهم أوحى إليهم، ولم يُكلمهم الله، أو يوحى إليهم؟ (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلًا وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                      فإذا كنت عزيزى المسيحى تؤمن بفساد الأنبياء لأنهم بشر، فتؤمن بأن منهم من سرق، ومنهم من كذب، ومنهم من قتل، ومنهم من زنى، ومنهم من كفر وعبد الأوثان، بل دعا الناس لعبادتها، فهل تعتقد أن أمثال هؤلاء سيحافظون على كتاب الرب الذى يدينهم أمام شعوبهم؟ فهل تعتقد مثلا أن سليمان كان يحتفظ بكتب الرب التى تُنسب إليه فى معبد أحد هذه الآلهة التى عبدها وبنى لها المعابد، وهى: عَشْتُورَثَ أو مَلْكُومَ أو كَمُوشَ أو مُولَكَ؟ (ملوك الأول 11: 5-7)
                      اقرأ رأى الرب فى أنبيائكم: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلًا: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
                      (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                      ويُنسب إلى عيسى  القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، وإذا كانت الخراف (اليهود) لم يسمعوا لأنبيائهم، فكيف انتقلت الكتب من الجيل الأول العاصى إلى الجيل الذى يليه، والذى هو أكثر عصيانًا دون تحريف، أو تفعيل لتقاليدهم وما يحبون، مبطلين كلام الله؟
                      ولكن هناك قول شهير يقوله بعض المسيحيين دون فهم – مع شديد الأسف. فالبعض يقول: هل يستطيع أحد فى هذه الدنيا أن يغيِّر أو يُبدِّل حرفًا واحدًا من كلام الرب؟ كيف؟ هل سيترك الرب الجبَّار إله المحبة كتابه يُحرَّف لنضل نحن، ونُحشر فى جهنم فى الآخرة؟ إن الرب نفسه قد توعَّد المحرفين.
                      وأقول له: هل تعتقد أن يسوع الذى كان يهرب من اليهود خوفًا من قتله، وتمكنوا منه فى النهاية، سيكون قادرًا على حماية كتابه منهم؟
                      وهل تعتقد أن الشيطان الذى أسر الرب أربعين يومًا، ولم يتركه إلا بعد أن أتم كل تجربة، لن يتمكن من تحريف كتابه، بل محو كل كلمة فيه؟
                      وهل تعتقد أن الشيطان الذى تمكن من تمجيد نفسه فى كتابك، لن يتمكن من تحريف كلمة الرب لديك؟ إن إيمانك بهذه القصص فى الكتاب الذى تقدسه، لهو أكبر دليل عند العقلاء على إمكانية تحريف الكتاب الذى تقدسه!
                      وأقول له: هل تعتقد أن اليهود الذين تمكنوا من القبض على الرب فى كتابك والبصق فى وجهه وتسميره فى الشجرة ثم انتزاع حياته منه، وطعنه بحربة فى جنبه، لن يتمكنوا من تحريف كتابه؟ وهل تعتقد أن الرب الذى كان يهرب من اليهود يمكنه أن يحافظ على كتابه وكلماته؟
                      وأقول له أيضًا: إن الكتاب كله لا توجد فيه آية يقول فيها الله تعالى إنه سيحفظ هذا الكتاب، أو أن هذا الكتاب هو الدستور الخالد لكل الأمم. وكل ما هناك وعيد للمحرفين. الأمر الذى يعنى ثقة الله تعالى من قبل، أن اليهود المستحفظين على هذا الكتاب سيحرفونه، وإلا لما سنَّ قانون لذلك، ولما هدَّد المحرفين.
                      (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                      (1إِذًا مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلًا فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا)رومية3: 1-4
                      فتحريف الكتاب إذن أمر بديهى: إذ كيف يُهدِّد الرب البشر على جريمة يعلم أنها لن تتم؟ لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! كل ما هناك أوامر بعدم التحريف، وأن من يُحرف يزيده الرب من البلايا، ويُنقص نصيبه من شجرة الحياة: (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                      (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                      (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
                      (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئًا عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                      إن هذه النقطة هى الفيصل للقضاء على ما تبقى من شك داخل قلبك عزيزى المسيحى تجاه تحريف الكتاب الذى تقدسه. وتستحق أن يُطلق عليها استحالة عدم تحريف الكتاب الذى تقدسه.
                      تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): «ثالثا - أسماء الله: كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم"، "إلوي"، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون" (خر 7: 1)، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و6، 22: 7 وما بعده، مز 58: 11، 82: 1)».
                      فلك أن تتخيل أن يشترك عبد من عبيد الله أو صنم من خلقه معه فى الاسم! ومن الممكن أيضًا أن يُشير هذا الاسم إلى عدة آلهة حيث إنه فى صيغة الجمع. كما أنه من الممكن أن يُشير إلى إله مذكر أو مؤنث. فما الفارق إذًا بين المخلوق والخالق؟
                      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إن هذا الاسم: «مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل"، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"».
                      ما معنى أنه مصطلح عام؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه فى الفترة المبكرة من فترات التوحيد؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى محمد ؟
                      ثم إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابهم فى الصفحة رقم (90) من طبعة الفاندايك لعام 1989، أى بعد انتهاء سفر التكوين، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل (89) صفحة، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟ أم تمَّ حذفه عن عمد؟
                      وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».)، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3
                      ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع، لأنها أسماء أماكن، يكون اسم الرب "يهوه" قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!
                      فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب، تبعًا للكتب التى يقدسها البروتستانت. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟ إن دائرة المعارف الكتابية صريحة فى هذا الأمر، إنها تقول إن اسمه فقد أى ضاع!!
                      فهل ضاع من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمدًا؟ وهل ضاع بإرادة الرب أم غصب عنه؟ فلو ضاع من الرب أو غصبًا عنه لما استحق التأليه، لأنه لا يوجد إله يُغصب على شىء أو ينسى اسمه. ولو ضاع بمحض إرادته فسيكون كتابكم غير مقدس لقول الرب إنه هو الذى تسبب فى ذلك: (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
                      وذلك بناءً على تحرف آبائكم لكلمة الرب: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                      (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                      هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟
                      لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة، وذكر إبليس 31 مرة، وبعلزبول 7 مرات، وكل ذلك فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلًا عن الشيطان؟
                      وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25
                      إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرمًا عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلًا من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.
                      فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟
                      وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟
                      وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟
                      وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟
                      ألا تعلموا أن تنكير المُعرَّف تحقير له؟ فهل جنبهم الشيطان النطق باسم الرب تحقيرًا له؟ أم تعمَّد ذلك حتى ينسوه؟ أم استنكف الشيطان أن يُذكر اسم الرب فى كتاب مذكور هو فيه؟
                      ألم أقل لك عزيزى اليهودى والمسيحى إنها كارثة الكوارث؟!
                      هل قصَّرَ موسى  فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم. وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فأنتم اليوم تسيرون وراء أناس قد ضلوا. وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم، فقد شاءت إرادة الله هذا ليعلمهم أنهم ليسوا بشعبه، لأنه قال: (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي....) أشعياء 52: 6.
                      وهذا هو ما فعله الرب معهم أيضًا بشأن بيته، فقد هددهم إن لم يسيروا فى أحكامه أن يقطعهم من الأرض، وينفى بيته من الوجود: (6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهَذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذَلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ].) ملوك الأول 9: 6-9
                      ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى  أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ ولو ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!
                      والآن: ما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15
                      كما سأله يعقوب عن اسمه فلم يُجبه (تكوين 32: 24-30). إن اسم الرب سرى، فلا يجب أن يعرفه أحد! أو ربما يخشى أن يعرفه أحد! فلماذا؟ هل رفض الرب أن يُنسب لنفسه هذا الشعب؟ أم أبى أن يُكتب اسمه القدوس فى هذا الكتاب لأنه ليس كتابه المقدس؟
                      وإذا كان الله قد امتنع عن إخبارهم باسمه، فكيف تجرأوا وأطلقوا عليه اسمًا ليس اسمه؟ فهل هذا من الأدب مع الرب أن يُسموه باسم ليس اسمه؟ ألا يدل هذا على التحريف والحرية التى تمتع بها كهنة بنى إسرائيل فى نصوص كتابهم؟
                      وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!
                      فأين اسم الله؟ هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وألا يدل ضياع اسم الرب من كتابه على ضياع تعاليم أخرى أيضًا، وعلى تسلط الشيطان على هذا الكتاب؟
                      وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سُلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي.24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24
                      وبما أن اليهود هم الذين اختاروا اسم الرب، فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين: "حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوًا كبيرا. وذكرنا بعضًا من هذه الصفات من قبل.
                      والمثير فى هذا الموضوع هو تضارب ما قاله لموسى من قبل فى (خروج 3: 13-15) مع ما قاله من بعد: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3 فما الذى دعاه إلى تغيير اسمه فيما بعد؟ وكيف وافق الرب بنى إسرائيل على هذا الاسم الذى أطلقوه عليه والذى لا معنى له؟
                      والأغرب أن يعقوب الذى لم يُجبه الرب عن اسمه كان يعبد إيل، كما كان يعبده إبراهيم من قبل. فقد سمَّى إبراهيم ابنه البكر بإسماعيل، التى تعنى (سميع الله) أو المطيع له، كما سمى يعقوب المكان الذى ضرب فيه الرب (فنيئيل) أى وجه الله: (تكوين 32: 30)، بل سمَّاه نفسه إسرائيل أى يُصارع الله. بل كان يعرفه آدم أيضًا باسم إيل، لذلك سمى ابنيه هابيل، كما ولد قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ابنًا سماه مهللئيل. فهل بعد كل هذا يدعون أنهم لم يكونوا يعرفون اسمه؟ التدليس واضح عزيزى القارىء.
                      ونأتى لنقطة فى غاية الأهمية: وهى من هو يهوه هذا؟
                      هل هو اسم فِعْلى لله؟ أم إنه اسم مركب لآلهة وثنية؟
                      هل هذا الاسم حقًا اسم الله الذى أخبر به أنبياءه أم هو صناعة إسرائيلية؟
                      هل تتخيل أن يسأل يعقوب إلهه عن اسمه فلا يجيبه؟ هل تتخيل أن يصارع يعقوب إلهه ليجبره على أن يباركه ويعطيه النبوة دون أن يعرف اسمًا له؟ هل تتخيل أن يضحك على أبيه ويقوم بعملية نصب مع أمه ليسرق البركة والنبوة من أخيه عيسو ليكون نبيًا لإله لا يعلم اسمه؟ هل تتخيَّل أن يسأل موسى (الذى جاء يسوع تابعًا لشريعته، ومنفذًا لها) الرب عن اسمه فلا يجيبه، ويعطيه كلامًا أشبه بالطلاسم (هو الذى هو)! هل فكرت عزيزى الكاتب عن سبب مقنع لذلك؟
                      تخيل أنك تذهب إلى رئيس الدولة (كما ذهب موسى لفرعون) وتخبره أنك تحمل له رسالة من أهم من فى الوجود، وعندما يسألك عن اسمه، تقول له (هو الذى هو)؟
                      تخيل رد فعل هذا الرئيس! بغض النظر أنه سيسفهك أو سيطردك، أو سيعرضك للمحاكمة بتهمة إزعاجه، أو سيعرضك للكشف النفسى والعقلى، فإن رسالة من أرسلك باءت بالفشل. ولن يسمع لها أحد. فهل هذا كان مراد الرب وبغيته؟ فلماذا أرسل موسى إذن بهذه الرسالة؟ ألا يستحق هذا الإله الغامض أن تكشفوا على قواه العقلية والنفسية؟ بل سيكون بذلك قد تجنى الرب على فرعون بأن أغرقه وهو برىء، لأنه دفعه إلى ما يجعله يرفض رسالة هذا الإله المجهول!!
                      يقول مقار شفيق فى (قراءة سياسية للتوراة) ص351: «كان يهوه، بلا أى مجال للتساؤل، إلهًا من آلهة البراكين.» (موسى وفرعون فى جزيرة العرب ص39)
                      ويعتقد آخرون أنه إله نارى، حيث قال الرب عن نفسه إنه نار آكلة: (3فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً) تثنية 9: 3
                      ووصف الرب نفسه فى المزامير عند غضبه بصعود الدخان من أنفه، وخروج النيران من فمه: (8صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ.) مزامير 18: 7-8
                      لذلك كان ظهوره فى سيناء يُصاحبه النار والدخان: (18وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً.) خروج 19: 18
                      الأمر الذى حدا بالدكتور كمال الصليبى فى ”خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل“ ص221-222، أن يقول: إن «يهوه كان فى الأصل اسم إله "نار اليمن" بجبل ألهان. وهناك بناحية رداع من اليمن، إلى الجنوب من صنعاء، قرية اسمها هيوه» (نقلا عن أحمد الدبش ”موسى وفرعون فى جزيرة العرب“ ص40-41)
                      ويقول الكاتب اليهودى ريتشارد إليوت فريدمان فى كتابه (من كتب التوراة؟) ص72-73: «توصل بعض الباحثين الذين درسوا تاريخ بنى إسرائيل القديم إلى استنتاج أن القليل فقط من بنى إسرائيل كانوا عبيدًا فى مصر، ومن المحتمل أن يكون هؤلاء هم اللاويون، حيث نجد على سبيل المثال – استخدام أبناء سبط لاوى لأسماء المصريين مثل موسى، بنحاس، حفنى، وهى أسماء ليست من أصل عبرى، بل من أصل مصرى، كما أنه لم يكن هناك ممتلكات لللاويين مثل باقى الأسباط الأخرى. ويعتقد هؤلاء الباحثون أن هذه الجماعة التى كانت فى مصر ثم ارتحلت بعد ذلك إلى سيناء عبدت يهوا، وعندما وصلت إلى أرض فلسطين قابلوا أسباط إسرائيل التى عبدت إيل، وبدلا من أن يختلفا حول مسألة الألوهية أخذت الجماعتين على عاتقهما مزج يهوا وإيل فى إله واحد. وبهذه الطريقة أو بأخرى أصبح اللاويون الكهنة الرسميين للديانة الموحدة. ...».
                      ومن الجدير بالذكر ما نشرته جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت تحت عنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“، جاء فيها أن هرتسوغ قال: «إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة، يهوه شومرون وايشراح، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة».
                      وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة)، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)
                      http://www.almotamar.net/news/print....567&mode=print
                      بل هناك من علماء اللغة من يقول إن كلمة يهوه مركبة من كلمتين مثل الكثير من الكلمات العبرية (إسماعيل، عمانوئيل)، فبعد أن فتح الفرس بابل واحتلوها كان على اليهود أن يتميزوا عن آلهة الساميين العرب، لهذا جاءوا بالإله يَهْوَه المشتق من اسم إلهين فارسيين: (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ أيهما اسم الله؟)
                      أ - آهورامزدا، فأخذوا الاسم الأول منه وهو (آهو)
                      ب- وياهى إلهة مؤنثة فارسية، فصاغوا الإلهين إلهًا واحدًا.
                      لهذا كان يهوه هذا إلهًا يجمع الذكورة والأنوثة فى جسده مثل المعبود حابى إله النيل عند المصريين القدماء. ويؤكدون ذلك من أقوال التوراة: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 27
                      وبذلك فقد قام الرب بنسخ اسمه من (إيل) زمن آدم وإبراهيم إلى (يهوه) زمن موسى ، فكيف تعترض عزيزى الكاتب إذن على النسخ فى الشريعة الإسلامية، إذا كان دينك يحتوى على نسخ فى الإله واسمه وكل شريعته؟
                      ويرى بعض الباحثين أن يهوه نشأ فى فترة السبى البابلى. وهذا معقول، لأن اليهود كانوا من المنافقين، الذين يتلونون بلون الشعب الذى يعيشون بينه، لذلك تراهم عبدوا آلهة كل بلد حلُّوا فيها. إلا أنهم مع ذلك يريدون التميز، وليس المماثلة التامة فى كل وقت، فكونوا لهم هذا الإله يهوه من الآلهة المحلية (ياهى) وزوجها (آهورامزدا). وذلك ما أشارت إليه الباحثة الأمريكية كينيث كينون بقولها: (وخلال فترة النفى البابلى ازدادت حماستهم ليَهْوَه). (كينون كينيث، الكتاب المقدس والمكتشفات الأثرية، ص108 [نقلا عن عبد المجيد همو ص80])
                      وفى الوقت الذى يُشير فيه بعض العلماء إلى أن يَهْوه هذا كان إلهًا مدينيًا، يشكك نسيب وهيبة الخازن (أوغاريت أساطير وملاحم، ص80) فى وجود إله يُدعى يَهْوَه فى أوغاريت. وأورد نصًا للعالم الآثارى Charls Virolicaud قال فيه: ”إن كثيرًا من العلماء ترجموا وشرحوا نصوص رأس الشمرة، وقالوا منها أتت الأساليب والمصادر والمواضع التوراتية، وكذلك عقيدة العبرانية، واعتبار يهوه إلهًا لهم بين سائر الأمم، وأن بين هذه الآلهة إلهًا يُدعى يَهْوَه كان معبودًا عند شعوب أخرى“.
                      إلا أن نسيب وهيبة الخازن يُشكك فى ذلك، ويعتبر يَهْوَه من صُنع أحبار اليهود من إلهين فارسيين هما آهو وياهى، وليس ليَهْوَه أية علاقة بآلهة العرب لا من قريب، ولا من بعيد. (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ ص80-81)
                      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: «3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)».
                      وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة، ولن أنسى أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فيما يسمونه المخطوطات أو أصول هذا الكتاب، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة إلوهيم.
                      وهكذا فأنتم عزيزى الكاتب تعبدون إلهًا ليس هذا اسمه، ولكنه ربما ضاع أو نسى، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علميًا! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من تتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟
                      فكيف يقول سفر المزامير إن اسم الله هو يهوه؟: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
                      فهل من العقل عزيزى المسيحى أن تعبد إلهًا لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الحقيقى الذى تعبده وتدعوه فى دعائك؟
                      وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و”"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18)، و"بعلزبول" (مت 12: 24)، و"بليعال" (2 كو 6: 15)، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9)، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44)، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"الكذاب" (يو 8: 44)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)“. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
                      ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفًا له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفًا له، ولم يحفظ اسم الرب تحقيرًا له؟
                      بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم، وإسرائيل الذى كان يعقوب. فهل ضنَّ الكاتب والكتاب على الرب أن يحتفظ باسم واحد فقط فى هذا الكتاب المنسوب إليه؟
                      عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد، غير قابل للتثنية والجمع، لأن الله إله أحد، ولا شريك له، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟
                      فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسونه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء، يظهر 7000 مرة تقريبًا في الأسفار العبرية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» او «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هناك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه.
                      فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟ فقد يتفق اليهود والمسلمون فى الكثير من صفات الله، لكن أين اسم (الله) فى الكتاب بأكمله؟ وطبعًا لم ينس المترجم إلى اللغة العربية أن يكتب مكان يهوه أو ألوهيم أو زيوس التى جاءت فى العهد الجديد كلمة الله، على الرغم من أن صغار المترجمين يعلمون أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح لا يُترجم تحت اسم master lamp، ولا تُترجم كلمة السيدة صباح إلى Mrs morning، وليس لديهم سببًا مقنعًا فى ترجمة أسماء الأعلام فى كتابهم!!
                      ويقول الرب عن اسمه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11، 14
                      فاسم الله عظيم ومهيب بين الأمم من مشرق الأرض إلى مغربها، لكن ما هو هذا الاسم؟: (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
                      هل تتخيل معنى ضياع اسم الرب من كتابه؟ إنه ضياع رسالة الرب نفسها! وضياع رسالة الرب معناه فشل الرب فى اختيار أنبيائه أو فى الحفاظ على كتابه لو كان قد تعهَّد بالحفاظ عليه!
                      ومعنى موافقة الرب أن يحدث كل هذا فى ملكوته وكتابه بإرادته، أنه لا يعير هذا الكتاب أهمية، لأنه ليس بالكتاب الخاتم، وقد قرر أنه سوف يرسل لهم من تبقى رسالته خالدة، ويحفظها الله بنفسه لهم!
                      فقد كان اسم الله معروفًا بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذبًا باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.)، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية، وفى العبرية كتبوا (يهوه).
                      (4وَتَقُولُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «احْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ذَكِّرُوا بِأَنَّ اسْمَهُ قَدْ تَعَالَى.) أشعياء 12: 4
                      (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7، وتكررت فى تثنية 5: 11
                      (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13، و10: 20
                      (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.) مزامير 69: 30
                      (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.) دانيال 2: 20
                      (5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِـاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِـاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.) ميخا 4: 5
                      (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.) رومية 2: 24
                      (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.) تيموثاوس الأولى 6: 1
                      (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً.) رؤيا 16: 9
                      الأمر الذى انتقده الله، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.) إرمياء 23: 25-27
                      واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى ، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6، 26
                      وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك، وسأظهره لهم)
                      والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
                      فأين هو اسم الله الأعظم الذى علمه يسوع أتباعه؟ لقد ضاع من اليهود، وضاع من المسيحيين! لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا؟
                      هل تتخيلون أن الأناجيل الثلاثة الأولى المتوافقة ليس فيها ذكر أن يسوع علم الناس اسم الله الأعظم؟
                      وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9

                      تعليق


                      • #41
                        وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
                        وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11
                        وأين نجد اسم الله البار، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم، فأين هو فى الكتاب؟ (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                        فما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
                        وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركًا إلى الأبد؟
                        كما طلب من أتباعه أن يصلوا لله الذى فى السماوات قائلين: (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                        ولم يُخفِ تعاليمه، بل كان يعلِّم فى وضوح النهار وفى المعبد لكل اليهود، فقد قال لرئيس الكهنة: («أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 20-21
                        وبالتالى كان تلاميذه وخاصته يعرفونه ويُجاهرون به، الأمر الذى دفع الفريسيين الذين سمعوهم إلى مطالبة يسوع أن ينتهر تلاميذه ليكفوا عن إعلان اسم الله: (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ». 40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».) لوقا 19: 37-40
                        فإذا قرأت هذه الفقرة بتمعن تجد أن التلاميذ لم يفعلوا شيئًا إلا أنهم سبحوا الله. فما المخالفة الشرعية التى اقترفها التلاميذ هنا؟ إنهم ذكروا اسم الله مخالفين بذلك التقاليد اليهودية. والملفت للنظر أنهم كانوا يسبحون الله بصوت عال، والتسبيح فى المعتاد يكون بصوت منخفض، أى إنهم رفعوا أصواتهم بناءً على طلب يسوع، حتى يسمع كل الناس اسم الله ويعرفونه، تكذيبًا لتقليد الكهنة وتعاليمهم.
                        لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                        وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
                        وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقًا فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيين؟ وهل المقتنيات الحديثة من وثائق قمران لا يوجد بينها أيضًا أى وثيقة تحمل اسم الله؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟
                        إن كلمة God تُترجم بـ (إله)، لأن لها جمع وتؤنث، فهى إله أو معبود، وكلمة أدوناى أى سيد، وقد تُطلق على آخرين من البشر، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان، وقد تعنى إله، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.
                        لكن هل تعلمت عزيزى المسيحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.
                        لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه، وما أضافه المترجم من عند نفسه، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات، كما قال مكتشف المخطوطة السينائية تيشندورف على المخطوطة السينائية. فهناك أيضاً برنامج e-Sword ويمكنك أن تنزله مجانًا من النت، وبه قاموس لكل كلمة فى مخطوطات الكتاب المقدس سواء العبرية أو اليونانية ومعانيها.
                        لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه ”معالم أساسية ضاعت من المسيحية“) وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2، 17، 24، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
                        http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
                        وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
                        لذلك كان هذا هو الاسم الذى أخفاه بنو إسرائيل، وهو نفس الاسم الذى أظهره الله لعيسى ، وهو نفس الاسم الذى يجب على المسيحيين أن يتعبدوا به لله، وهو نفس الاسم الذى جاء به القادم باسم الله، وكان أول ما نزل عليه هو (اقرأ باسم ربك الذى خلق)، وعلمنا أن نستفتح كل شىء باسم الله الرحمن الرحيم، وتفتتح كل سور القرآن باسم الله الرحمن الرحيم (ما عدا سورة التوبة)، وبعدد سور القرآن نجد باسم الله الرحمن الرحيم، وعلمنا أن نستهل ذبح الأنعام، بل ومجامعة الزوجة باسم الله.
                        وكرم الله المسلمين بأن جاء رسوله  ب 99 من أسمائه الحسنى. فقد استكثروا على الله أن يحتفظوا له باسم واحد فى أسفارهم، فجاءهم القادم باسم الله ومعه 99 من هذه الأسماء الحسنى والصفات العُلى. (مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!) لوقا 19: 38، ولم يأت باسم الله إلا محمد .
                        عزيزى المسيحى: احذر! أنت لست من شعب الله أو أحبائه! (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال إشعياء. ألا تريد أن تكون من عباد الله وأحبائه؟
                        وإذا كنتم قد كتبتم أن اسم الإله الأعظم هو الله، وإذا كان الكتاب لديكم يقولها صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى، فهذا اعتراف واضح منكم أننا أصحاب الدين الحق، الذين يعرف كتابهم الله، ويوحده وينادى باسمه!!
                        عزيزى المسيحى احذر أنت من الهالكين! لأن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                        اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا يوحنا 7: 2-3
                        وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1
                        وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوبًا على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4
                        لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6
                        لكن هنا أطرح سؤالاً فى أذن كل مسيحى ويهودى: مِن عباد مَن أولئك الذين لا يعرفون اسم الله؟ إنهم بالفعل ليسوا من عباد الله. فكيف تقبل عزيزى المسيحى واليهودى أن تكون من عباد غير الله الودود؟ وإذا كان الله طردهم من رحمته ومن زمرة عباده المؤمنين فأين مكانهم فى الآخرة؟
                        فعندما غضب الله على الكفرة من بنى يهوذا (إسرائيل)، الساكنين فى مصر، بسبب بعدهم عن شريعته وعبادتهم للإلهة إيزيس، حيث أوقدوا لها البخور، طردهم الله من زمرة عباده المؤمنين، وحرمهم من معرفة اسمه أو النطق به، إضافة إلى عقوبات أخرى: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) إرمياء 44: 26
                        فهل أنت الآن من المعاقبين الذين حرمهم الله من معرفة اسمه؟ فكيف لا تسارع بالتوبة وتسلم أمرك لله وتعبده؟ إن معنى هذا أن هذا الكتاب وهذه العقيدة توقعك تحت عذاب الله لأنك لست من أصحاب العقيدة السليمة. وإلا ما معنى ألا يحتوى كتابك على اسم الله الذى تتعبَّد له، وتسأله الغفران والرحمة والشفاء؟
                        وهكذا ترى عزيزى المسيحى أن المسلمين هم الشعب الذى يحمل اسم الله، ويسبح به ليلاً ونهارًا، وهى الأمة التى بشر بها سمعان فى سفر أعمال الرسل: (14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى اسْمِهِ.) أعمال 15: 14
                        وهى نفس الأمة التى أنبأ بها عيسى  بنى إسرائيل أنها هى التى ستأتى بملكوت الله أى دين الله وشريعته: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
                        فكن عزيزى المسيحى عبدًا من عباد الله، الذين يحملون اسم الله على جباههم فى الآخرة، والذين يعرفون اسم الله فى الدنيا، الذين يحبهم الله ويعتبرهم خاصته، ومن كل ضيق ينجيهم: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                        * * *
                        اسم يسوع الحقيقى:
                        ثم ما هو اسم الإله الذى تعبده عزيزى الكاتب الأمين؟
                        وعلى هذا السؤال يجيبنا العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (عيسى أم يسوع؟) فيؤكد أولاً أن أسماء الأعلام لا تُتَرجم على الرغم من أن معظم الأسماء الشخصية لها معنى، فالشخص الذى اسمه مصباح لا بد أن يُكتب اسمه Mesbah ولا يتحول أبدًا إلى Lamp، وكذلك لا يُترجم اسم الملك فهد إلى كلمة Panther، ولا يُترجم اسم “الأسد” إلى كلمة Lion .
                        والغريب أنك ترى اسم عيسى  يُعرف فى المناطق الناطقة باللغة العربية باسم (يسوع)، ويعرف باسم Jesus ”جيسُس“ فى الإنجليزية و”يسوس“ فى الألمانية، كما يختلف اسمه أيضًا فى الفرنسية. ولكن مسيحيو العرب لا يعرفون شيئًا عن جيسُس هذا، ولا يوجد فى أناجيلهم. ولا يعرف مسيحيو أوروبا اسم يسوع ولا يوجد فى أناجيلهم. فتُرى لماذا ترجموا اسم من يؤلهونه؟
                        ذُكر عيسى  بثلاث صيغ فى الأصول اليونانية طبقًا لقواعد اللغة اليونانية، وموقع الاسم فى الجملة من الإعراب، حيث تُضاف إلى آخره حروفًا يونانية زائدة على الاسم تبين حالته الإعرابية. فإذا أضفنا (س) كان الاسم فى حالة الرفع، وإذا أضفنا (ن) كان فى حالة المفعول به، وإذا أضفنا (ى) كان فى حالة الجر والإضافة:
                        أولاً: الصيغة (عيسوس):
                        وهى صيغة اسم عيسى ، كما وردت فى الأصول اليونانية لكتاب المقدس، فى حالة وقوع الاسم فاعل. وقد أتت فى (لوقا 2: 21) (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.)
                        جاءت هذه الصيغة باليونانية هكذا (Iησους) وتُنطق (عيسوس)، وكما لاحظت أن الفرق بين هذه الصيغة والصيغة السابقة هى الحرف الأخير (السيجما) حرف ال ς، وهذا الحرف له ثلاثة أشكال فى اللغة اليونانية حسب موقعه فى الكلمة:
                        فهو يُكتب فى أول الكلمة Σ، ويُكتب σ فى منتصف الكلمة، ويُكتب ς فى آخر الكلمة، كما فى كلمة (عيسوس).
                        وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العربى والآرامى (لغة عيسى )، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.
                        ثانيًا: الصيغة (عيسون):
                        عندما يكون مفعولاً، مثل: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31، وجاء الاسم المبشر به فى النسخة اليونانية مكتوبًا هكذا (Iησουν) والحرف الأول من اليسار هو حرف العين، والثانى كسرة طويلة، والثالث السين، والرابع ضمة قصيرة، والخامس ياء، والأخير نون.
                        ويُنطق فى النهاية (ع ى سُ ى ن) مع ملاحظ، أن حرف النون الأخير ليس من أصل الكلمة، وإنما هو لاحقة إعرابية تُضاف للإسم فى حالة المفعول.
                        ويلاحظ أن وضع الضمة على حرف السين جاء من العبرية الحديثة، فهو يميل دائمًا للضم، بخلاف العربية والآرامية اللتان تميلان للفتح. مثل كلم (إله) بالفتح فى العربية والآرامية، وتُنطق (إلوه) بالضم فى العبرية الحديثة.
                        وعلى ذلك فنطق الكلمة التى نطق بها ملاك الرب هى (عيسى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى ).
                        والذى حدث من المترجم أنه نقل الحرف الأول فى (عيسو) إلى آخر حرف، ليصبح الاسم (يسوع). وهذا ليس من الأمانة العلمية. ناهيك أنهم تحولوا بذلك إلى عبادة شخص آخر لا وجود له.
                        فكر بعد ذلك فى قول الله تعالى فى كتابه المنزل على خير الأنام: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران 45
                        فكيف عرف محمد  هذا الكلام كله، لو لم يوحِ الله إليه؟ أليس هذا دليل على نبوته ؟
                        ثالثًا: الصيغة (عيسو):
                        وهو اللفظ الدال على اسم عيسى  فى حالة وروده فى صيغة المنادى أو المضاف إليه، وجاء فى اليونانية هكذا (Iησου). وهذه صيغة سهلة للاسم، حيث حذفت منه إضافات النحو اليونانى.
                        لقد ورد هذا الاسم فى اليونانية ثمان مرات فى حالة المنادى (يا يسوع) (مرقس 10: 46-47، ولوقا 17: 11-13)، كما وردت عدة مرات فى حالة المضاف إليه مثل قولهم (قدمى يسوع) (متى 15: 3)، و(جسد يسوع) (متى 27: 57)، و(ركبتى يسوع) (لوقا 5: 8) و(صدر يسوع) (يوحنا 13: 23 و25)، وقد وردت فى اليونانية (يا عيسى)، و(جسد عيسى) وهكذا.
                        وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى )، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.
                        وهذا هو (عيسى) الاسم الذى عرفه سمعان ويوحنا وباقى التلاميذ، أما عن يسوع أو ما جاء من أسماء اخترعوها لعيسى  عبر القرون الماضية فلم ينزل الله بها من سلطان: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم: 23
                        وقد التزم الباحث فى منهجه لتصويت الاسم بقواعد اللسان الآرامى والعربى، كما اتفق معهم فى تصويتهم للأسماء العبرية المترجمة للعربية.
                        ومثال على ذلك كلمة عيسو (ابن يعقوب) التى وردت فى (رومية 9: 13) (كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو)، وفى رسالة إلى العبرانيين 11: 20 (بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو) وعبرانيين 12: 16 (لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحًا كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته).
                        وقد ورد اسمه فى اليونانية هكذا (Ησαυ)، مع ملاحظة أن حرف ال (Η) هو نفس حرف ال (E) فى الحروف الإنجليزية مكتوبًا كبيرًا، وأن الحرف (σ) هو حرف السين، وأن الحرفين (αυ) يتم نطقهما مثل ال aw فى كلمة Caw الإنجليزية.
                        وعلى ذلك يكون نطق الكلمة هو (إيساو)، وكتبت هكذا فى الترجمة الإنجليزية، وصوتت فى العربية (عيسو)، فهل تعرف عزيزى الكاتب لماذا صوتوا الياء الأولى فى عيسو (عين) بينما صوتوا الياء فى عيسى ياءً؟ إنه تحريف لا مبرر له!
                        ويجب الآن أن نعرف اسم يسوع ومن أى لغة تم اشتقاقه وما معناه: يقول الدكتور القس إبراهيم سعيد فى كتابه شرح بشارة لوقا ص 21 إن الصيغة اليونانية للاسم العبرى (يسوع) هو (يهوشوع)، ويقول قاموس الكتاب المقدس ص 1065، ووافقته دائرة المعارف الكتابية مادة (يسوع)، إن يسوع هى الصيغة العربية للكلمة العبرية (يشوع)، مع ملاحظة أن الصيغتين لنفس الشخص. وهذا خطأ من الاثنين كما سنرى.
                        أولاً: مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية:
                        جاء فى أخبار الأيام الأول 7: 22 اسم (يهوشوع) ابن نون فى الترجمات العربية للكتاب المقدس، وهو (Hoshua) فى الترجمات الإنجليزية، وذكر ذلك الاسم فى الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية هكذا (Iησουε)، وهى نفس كلمة عيسىِ بالكسر (هذه المرة بدلا من الفتح)، وهى قريبة من اسم عيسوى العربى.
                        ثانيًا مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يشوع) العبرانية:
                        إن القارىء للكتاب المقدس ليعلم أن كلمة يشوع فى الكتاب المقدس كله لم تترجم مرة واحدة يسوع. ولكن لو افترضنا جدلاً أن الاسمين متطابقان، لكان اسم عيسى  هو يشوع فى الآرامية، وتغير إلى يسوع فى العربية بعد الفتح الإسلامى للبلاد. أى بعد سبعة قرون. وبذلك فهم يتعبدون حاليًا لشخص آخر، ويكون هذا اثباتًا لوقوع التحريف بعد الفتح العربى للبلاد.
                        وبذلك تكون الصيغة العربية لكلمة (يهوشوع) العبرية حسب الترجمة السبعينية اليونانية القديمة هى (عيسىِ)، وحسب النصوص العربية القديمة هى (يشوع). وبذلك تنحصر كلمة (يسوع) فى لغتين لا ثالث لهما: العربية أو اليونانية.
                        وبالبحث فى مفردات اللغة اليونانية لم نجد كلمة (يسوع) مطلقًا، وحيث أنه لم يدع إنسان أن أصل كلمة يسوع هو عبرى أو آرامى، فلنا الحق أن نبحث فى معناها فى اللغة العربية وجذرها (س و ع).
                        ففى اليمن كانت هناك قبيلة عربية اسمها (سُوع)، قال فيها النابغة الذبيانى:
                        مستشعرين قد ألقوا فى ديارهم دعاء سوع ود عمى وأيوب
                        ويروى أيضًا دعوى (يسوع) وكلها من قبائل اليمن.
                        وهناك (سُواع) بالضمة وهو اسم صنم كان لهمدان فى الجاهلية، وقيل فى قوم نوح، ثم كان لهذيل أو لهمدان، وقد عبد من دون الله، كما جاء فى القرآن: (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُم وَلا تَذَرُنَّ وَدَّاً وَلا سُوَاعَاً ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَاً) نوح: 23
                        وقال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: ”يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).“
                        ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله!! أليس هذا دليل على تحريف الكتاب الذى تقدسه عزيزى الكاتب، وأن اليهود أخرجوكم بذلك من جماعة الرب: مرة بعدم الختان، ومرة بإخصاء الرجال أنفسهم، ومرة بمخالفة ناموس الله وترك شريعته، ثم بعبادة صنم من دون الله!
                        ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيه يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنوا إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء.“
                        أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسم صنم، عبده بنو إسرائيل فور خروجهم من مصر، وأغضبوا الرب بذلك، فأمر بقتل ثلاثة آلاف منهم، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. فهل يفرق هذا معك عزيزى المسيحى المؤمن، أم أنك اعتدت على تشبيه الرب بالحيوان فلا فارق عندك أن يكون الرب ثورًا أو خروفًا (رؤيا 17: 14) أو يولد كجحش الفرا، فارغ عديم الفهم (أيوب 11: 12)، لا مزية له على البهيمة (الجامعة 3: 19-20)؟ إن الفرق لكبير عند أحباب عيسى  من المؤمنين الحقيقيين به، وبرسالته الحقَّة.
                        ألم أقل لك أيها الكاتب إن اليهود حرفوا دينكم، وسبوا يسوع وسفهوه، كما يفعل أيضًا تلمودهم إلى اليوم؟
                        لكن ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟
                        أولاً رحم الله علماء اللغة العربية الذين قالوا بأعجمية هذا الاسم، وذلك لأن اللسان العربى القديم لم يكن معروفًا فى زمانهم، وإنما تم اكتشاف لغاته حديثًا مثل الأكادية والآرامية، وهذا اسم آرامى اللغة عربى اللسان. ونجد أن هناك الكثير من رجالات العرب قد تسموا بهذا الاسم قبل الإسلام وبعده.
                        ولو بحثنا فى جذور المادة اللغوية لكلمة (عيسى) وهى (ع و س) أو (ع ى س) لوجدنا لها أثرًا لا ينكره أحد.
                        فالعيس هى كرائم الإبل وأحسن أنواعها، يميل لونها إلى اللون الأبيض الضارب للصفرة، ولك أن تقول إنه اللون الأشقر بلغة العصر.
                        وقد جاء فى المعجم الوسيط (ج 2 ص 639) ما يأتى:
                        تعيست الإبل: صار لونها أبيض تخالطه شقرة.
                        الأعيس من الإبل: الذى يخالط بياضه شقرة، والكريم منها. والجمع عِيس.
                        وقال الليث: إذا استعملت الفعل من عيس قلت عيس يعيس أو عاس يعيس
                        وأعيس الزرع اعياسًا: إذا لم يكن فيه رطب.
                        ونخرج من فحص المعاجم العربية أن (عيسى) عربى اللسان له اشتقاقات فى اللغة العربية، فهو إما أن يكون مشتقًا من العيس وإما أن يكون مشتقًا من العوس بمعنى السياسة.
                        وأن مفرده (عِيسَى) بالفتح، و (عِيسِى) بالكسر.
                        والجمع منه (عِيسٌ) و(عيسون)
                        والمثنى منه (عيسين)، والمؤنث (عيساء)
                        ومعناها إما فيها إشعار باللون الأبيض الذى تخالطه شقرة، وهذا كان لون عيسى ابن مريم ، أو بمعنى الإنذار بقرب نهاية الزرع إذا خلا من الرطوبة واصفر لونه ويبس. وهو بذلك كان اسمًا على مُسمَّى. فقد كان  آخر أنبياء بنى إسرائيل، وجاء يُخبرهم بانتقال الملكوت إلى أمة أخرى تعمل أثماره، ويأمرهم باتباعها.
                        فقد كان لب رسالة عيسى  هو البشارة بملكوت الله أو ملكوت السموات. وهو دين الله وشريعته، التى كانوا ينتظرونها على يد نبى آخر ليس من بنى إسرائيل، ولكنه مثل موسى، وهى النبوءة التى جاءت فى سفر التثنية 18: 18، لذلك ابتدأ عيسى  بقوله: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43
                        كما أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7
                        وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2
                        فبعد ما ضرب الأمثال العديدة لملكوت الله فى موعظة الجبل، وهو لب دعوته، وسبب مجيئه، قال لهم الخلاصة مرة أخرى: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                        لذلك جفَّف شجرة التين التى هى رمز الأمة اليهودية، وقال لها لا يخرج منك ثمر بعد، أى لن يأت منك نبى بعد. وعلى ذلك فإن معنى انتظار اليهود نبيًا من نسل داود هو تكذيب لعيسى ، ولما فعله، ولما قاله: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                        وبذلك يكون زرعهم فى طريقه إلى الجفاف،ولا بد من أرض جديدة لزرع جديد.
                        لكن هل هذه هى المرة الأولى التى يُسمِّى الله فيها نبيًّا ويكون اسمه له دلالة على أفعاله أو حياته أو مماته أو حادثة معينة تُخلَّد فيها ذكراه؟ لا.
                        فقد سُمِّى إسماعيل بهذا الاسم ويعنى سميع الله وهو لتخليد حادثة استجابته لأمر الله بذبح أبيه له. (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصافات 100-107
                        ويحيى لأنه سيموت شهيدًا دفاعًا عن الحق، والشهداء أحياء لا يموتون، ولا تتحلَّل جثثهم. {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} (154) سورة البقرة
                        وإبراهيم تعنى أبو الأمم (الشعوب)، وقد جاءت النبوة من بين ظهرانيه، فجاءت أولاً من نسل ابنه اسحاق، واستمرت إلى عيسى ، ثم انتقلت إلى ابن اسماعيل محمد بن عبد الله .
                        وجاء عيسى ، وهو مُجفِّف شجرة الأنبياء من نسل إسحاق كما ذكرت.
                        وجاء محمد  وهو محمود فى الأرض والسماء، كما جاء فى الكتاب المقدس:
                        (وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ) مزمور 72: 15
                        (كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ) مزمور 72: 17
                        وهى صيغة الصلاة والتسليم على محمد وعلى آله وصحبه.
                        (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب 56
                        * * * * *
                        وبهذا أثبتنا أنه يستحيل أن يكون الكتاب الذى تقدسه هو كتاب الله، الذى ينبغى أن ننطلق من أفكاره وتعاليمه للحكم على الأشياء،حيث مُحِىَ منه أقدس ما فيه وهو اسم الله نفسه. وبذلك فإن أهم ثمرة من ثمار الكتاب الذى ينبغى أن يُقدس هى ثمرة فاسدة مُضللة. وعلى ذلك فإن شجرة هذه الثمرة لا بد أن تُقطع، ويُلقى بها فى النار.
                        وأثبتنا أن عيسى  جاء كخاتم أنبياء بنى إسرائيل، وجفف شجرة النبوة فيها، وذلك من معنى اسمه، ومن تجفيفه لشجرة التين. وأنه أنبأ عن البيركليت، الصادق الأمين، إلياء (= أحمد بحروف الجُمَّل = 53)، روح الحق، وروح القدس، الكامل: (9لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ.) كورنثوس الأولى 13: 9-10
                        كما أثبتنا نبوة الرسول  وأنه كان يوحى إليه، عن طريق ثمار تعاليمه. واستحالة أن تكون بشرية الصنع، وأثبتنا أنها إلهية المصدر.وهذا ما أثبته المنصفون الكفار المعاصرين للنبى ، وأتباعه، ومن علماء الغرب والمستشرقين فى العصر الحديث. كما أثبتنا أن الكتاب المقدس جدًا يستحيل أن يكون إلهى المصدر بسبب محتواه أيضًا، وذلك مصداقًا لما قاله يسوع نفسه: (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 15-20
                        فهل قدم الكتاب الذى تقدسه ثمارًا جيدة فقط، أم خلط الثمار الفاسدة بالجيدة؟
                        هل كان أنبياء الكتاب الذى تقدسه شجر جيد، أم كانوا هم أنفسهم من الأشجار الفاسدة، التى لا تطرح إلا شوكًا؟ وهل من أشجار الشوك هذه تأتى ثمار جيدة؟
                        وها هو يهوه/يسوع يعترف أن كل من سبقه من الأنبياء كانت أشجار فاسدة:
                        (4اِسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ وَكُلَّ عَشَائِرِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. 5هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟ 6وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ الَّذِي سَارَ بِنَا فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَحُفَرٍ فِي أَرْضِ يُبُوسَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ فِي أَرْضٍ لَمْ يَعْبُرْهَا رَجُلٌ وَلَمْ يَسْكُنْهَا إِنْسَانٌ؟ 7وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ بَسَاتِينَ لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَهَا. فَأَتَيْتُمْ وَنَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيرَاثِي رِجْساً. 8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ. 10فَاعْبُرُوا جَزَائِرَ كِتِّيمَ وَانْظُرُوا وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ وَانْتَبِهُوا جِدّاً وَانْظُرُوا: هَلْ صَارَ مِثْلُ هَذَا؟ 11هَلْ بَدَلَتْ أُمّةٌ آلِهَةً وَهِيَ لَيْسَتْ آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لاَ يَنْفَعُ!) إرميا 2: 4-11
                        (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
                        (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
                        (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                        (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                        (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14
                        (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                        وكانت النتيجة أنَّ: (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                        ولا يستطيع النبى  أن يقول هذا القرآن من عند نفسه لأسباب عديدة. فهو كان من أصدق البشر، وذلك باعتراف أعدائه وأتباعه والدارسين المنصفين. وهذا الصادق الأمين اعترف أنه رسول الله فقط، فلماذا نكذبه فى هذا الخبر دون باقى ما قاله؟
                        (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف 158
                        (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران 144
                        (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) سـبأ 28
                        (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) الإسراء 91-93
                        (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف 110
                        وعاتبه الله تعالى فى القرآن، فقال له: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف 23-24
                        وأيضاً عتاب الله تعالى للنبي  حينما أذن لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك، وذلك فى قوله: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) التوبة 43
                        وكذا عتابه الشديد له حينما قال له: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ). التحريم 1-3
                        وقد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه  أن زيداً سيطلق زينب، وأنها ستكون زوجة له، وأنه  كان يخفي هذا ويخشى من مقولة الناس: إنه تزوج مطلقة من كان يُدعى إليه، فعاتبه ربه على ذلك بقوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الأحزاب 37
                        كما جاء عتاب من ربه فى قوله سبحانه: (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) سورة عبس 1-12
                        وعاتبه ربه تعالى لأنه فدى أسرى بدر ولم يقتلهم، وهم لا يُرجى منهم خيرًا، فقال تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) الأنفال 67-68
                        ونزع من عقولنا إمكانية هداية النبى للبشر: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللـه يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القصص 56،
                        فهو مبلغ عن ربه فقط: (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) يس 17
                        ونزع منه معرفة الغيب أو الساعة: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل 65
                        (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف 188
                        (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام 59
                        (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَأَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) هود 31
                        (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) الأعراف 187
                        (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النازعات 42-46
                        (... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) آل عمران 179
                        وحرم عليه التزوج من نساء أخريات، حتى لو طلق زوجاته كلهن: (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) الأحزاب 52
                        وهل هو بذلك طلب مجد لنفسه، أم بلغ فقط ما أوحى إليه؟ ألا تتذكر قول يسوع فى تحديد النبى الصادق، وهو الذى لا يطلب مجد نفسه الشخصى، ولكنه يعمل على إظهار مجد الله؟ (17وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ اللهِ يَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ أَنَّنِي أَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِي. 18مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِنَفْسِهِ؛ أَمَّا الَّذِي يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِمَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لاَ إِثْمَ فِيهِ)يوحنا 7: 17-18 كتاب الحياة
                        أليس من العقل أنه  لو كان مدعيًا هذا القرآن لكان حذف هذه الآيات؟
                        ناهيك أن من كذبوه وحاربوه 13 سنة فى مكة، حتى اضطروه للخروج منها، كانوا يصدقونه ويثقون به، لكنهم لم يريدوا النبوة، التى ستفسد عليهم مآربهم. والدليل على ذلك أنهم كانوا طوال هذه السنوات يستودعون عنده ودائعهم، والتى بسببها ترك على بن أبى طالب ليردها لهم، وليكون عنصر تمويه ليبتعد عنهم مهاجرًا. كما أنك ستقرأ اعتراف الكفار بصدق الرسول ، وإقرارهم بذلك.
                        لكن يجب أن نقف وقفة مع العقل:
                        فلو كذب محمد فى دعواه، فلماذا تركه الرب 23 سنة يستمر فى دعوته، ويُضلل عباده؟ لماذا لم يقتله الرب؟ ولماذا لم يُمكن الناس من قتله فى مكة فى فترة ضعفه وقلة عدد أتباعه، والتى وصلت إلى 13 عامًا؟
                        ولماذا دافع الله عنه؟ لماذا عصمه من الناس؟ لماذا أيده بالمعجزات والنبوءات؟ لماذا لم يتخلص منه فى أى حرب من حروبه؟ لماذا لم يترك المرأة اليهودية تسممه وينتهى منه؟ ولماذا يؤيده لليوم بأنه يسَّر القرآن للحفظ، ومازال يُحفظ وتتناقله الألسن والقلوب للأطفال والكبار على السواء؟
                        لماذا لم يخلق الرب من يتحدى فصاحة محمد وإعجاز القرآن اللغوى؟ ولماذا يُصدِّق الرب لليوم على إعجاز القرآن العلمى والتاريخى والجغرافى وغيره؟
                        لماذا تركه ينتصر ويقوى جيشه حتى امتد إلى أوروبا؟ لماذا ترك أتباعه ينتشرون ويزدادون لليوم فى كل أقطار العالم؟ هل أرغم محمد الرب على ذلك، كما يدعى الكتاب المقدس جدًا أن يعقوب أرغم الرب على مباركته، بعد انتصاره عليه فى مباراة المصارعة الثنائية بينهما؟ هل أجبر محمد الرب على ذلك أسوة بما فعله الشيطان مع يسوع، حيث أسره فى البرية 40 يومًا (لوقا 4: 1-11)؟
                        اقرأ سيرة محمد : أخلاقه ورحمته بالمؤمن والكافر، وتواضعه مع الفقير والغنى، بساطته فى تناول كل شىء، قوته فى الحق، دفاعه المستميت عن شرع الله، حربه الضروس على الفساد ومنابعه، عدله مع المؤمن والكافر، وستجد أنه ترشحه للنبوة إن لم عترف به كنبى.
                        ولماذا أنت مسيحى أو حتى يهودى؟ هل قدم كتابك الذى تقدسه نبيًا يمكن لإنسان محترم، يقدِّر الخُلُق تقديرًا كبيرًا أن يقتدى به؟
                        هل يسوع نفسه كان قدوة للبشر؟ وهل لو حاكمنا يسوع بمعيار الناموس سيكون نبيًا قدوة أم سيحكم عليه الكتاب بأنه نبى كاذب؟
                        لقد عامل يسوع أمه باحتقار شديد أمام الناس، وانتهرها بعنف أمام الناس: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                        بل إنه تنكر لها: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-49
                        بل حث على بغض الأب والأم لتكون له تلميذًا: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً) لوقا 14: 26
                        (أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ) الخروج 20: 12
                        فهل بنهر يسوع لأمه يكون قد أكرمها أم أهانها؟ وهل بطلبه من الناس أن يكرهوا أمهاتهم وآباءهم يكون قد أكرم الأم أو الأب أم أهانهم؟ وهل بإهانة يسوع للأم بصفة عامة، ولأمه بصفة خاصة يكون قد اتبع الناموس أم خالفه؟
                        (العينُ المُستَهزِئَةُ بالأبِ والمُستَخفَّةُ بإطاعةِ الأمِّ تَنقُرُها غُربانُ الوادي وتأكُلُها فِراخ النَّسْرِ) أمثال 30: 17
                        ومن عقوق الوالدين قصة استغفال يعقوب لأبيه الأعمى، ونصب عليه، وادعى أنه عيسو، ابنه الأكبر، فباركه. وهكذا عق يعقوب أبيه بالنصب عليه، واستغفاله، ونثب أيضًا على أخيه الأكبر عيسو، وسرق منه النبوة!!
                        كذلك من مخالفته للناموس أنه سب اليهود: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ ..... لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. .... 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ .... 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى .... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33
                        فى الوقت الذى قال هو فيه: (22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22
                        فهل لكل هذه الأسباب وأكثر تتحامل على الإسلام ورسول الله للعالمين؟
                        اقرأ عن سيرة النبى محمد  فسوف تفيض عيناك من الدمع شوقًا لأن تراه أو تحضنه أو تتمنى أن تُجالسه ولو لساعة!
                        اقرأ عن سيرته وسنته فستجد أن قلبك يتمنى لو كان محمدًا  هو نبيك وأنت من أمته! وستجد نفسك تدافع عنه دفاعًا بكل ما أوتيته من قوة، لأنك تدافع عن الحق والعدل والخير الذى أرسله الله تعالى ليقيم ملكوته الأرضى بشريعته!
                        آراء قادة الفكر فى محمد :
                        ارجع إلى قادة الفكر واسألهم عن محمد خاتم الرسل والأنبياء:
                        يقول الدكتور نظمى لوقا: "أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من أبي القاسم، الذي حوّل الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان. ولم يفد من جهاده لشخصه شيئاً مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام" (محمد في حياته الخاصة، دار الكتب الحديثة، القاهرة ـ 1969 م، ص 14.).
                        ويقول: "إن لُباب المسألة كلّها أنك كنت يا أبا القاسم أكبر من سلطانك الكبير يدهش رجل بين يديك ويرتعش فتقول: هوّن عليك، لست بملك! إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة.. إن مجد هذه الكلمة وحدها يرجح في نظري فتوح الغزاة كافة وأبّهة القياصرة أجمعين. أنت بأجمعك في هذه الكلمة، وما أضخمها أيها الصادق الأمين!" (المرجع السابق ص188-189).
                        وقال: "في آخر خطبة له، وقد تحامل على نفسه وبرز إلى المسجد، قال: (أيها الناس، ألا من كنت جلدت له ظهرًا فها ظهري فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه. إلا وإن أحبّكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له، أو حلّلني فلقيت ربي وأنا طيّب النفس).. ما أعظم وأروع! ما من مرة تلوت تلك الكلمات، أو تذكرتها، إلاّ سرت في جسمي قشعريرة. كأني أنظر من وهدة في الأرض إلى قمة شاهقة تنخلع الرقاب دون ذراها. أبعد كل ما قدّمت يا أبا القاسم لقومك من الهداية والبّر والرحمة والفضل؛ إذ أخرجتهم من الظلمات إلى النور .. تراك بحاجة إلى هذه المقاصة كي تلقى ربك طيب النفس، وقد غفر لك من قبل ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ولكن العدل عندك بدأ. العدل عندك خلق وليس وسيلة .." (محمد الرسالة والرسول، ص 182 ـ 183.).
                        وما أجمل عقل الدكتور نظمى لوقا فى معياره الجميل المنطقى لقياس صدق النبى  من خلال صفة من صفاته وهى الحياء، عند تعارضه مع رسالة الله، وعلى أيهما سيبقِى الرسول . لقد تقدم إليه عمه أبو طالب: حصنه الأوحد وحاميه، يوشك أن يتخلى عنه، ولن يكون بعد ذلك إلا الهلاك له هلاكًا مؤكدًا، بقوله: (فأبْقِ علىَّ وعلى نفسك ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق.)
                        (فمحمد أوفى الناس بالمعروف، وأحفظهم للوداد، وأبرَّهم وأقسطهم. أى حرج شعر به أمام ذلك الرجاء؟ أى تورط؟ أى امتحان لخلال البر وعرفان الجميل والنخوة؟ لو كان شيئ من الأشياء ثانيًا محمدًا عن إيمانه، لكان هذا الحرج، ولو كان الأمر بيده بأى صورة من الصور لما صمد لهذا الامتحان، ولو كانت قوة لتزعزعه عمَّا تجرَّد له لكان هذا التوسُّل من أبى طالب.) فماذا تظن أن يقول له الرسول ؟ هل سيحرج عمه ويعرض نفسه للهلاك المؤكد؟ أم سيقبل المساومة والمهادنة على حساب الدعوة وإنقاذًا لنفسه؟هنا يظهر صدق الداعى لمجد الله تعالى.
                        فيقول له الرسول : (يا عمِّ! والله لو وضعوا الشمس فى يمينى، والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يُظهره الله أو أهلك فيه ما تركته). رواه البيهقى فى الدلائل.
                        وهذا الموقف لا يمكن أن يمر عقل راجح مثل عقل الدكتور نظمى لوقا مرور الكرام. الأمر الذى دفعه لقول: (من كابر فى صدق هذا الإيمان فهو مسكين لا يميز الإيمان من الدجل ولا الصدق من الهزل).

                        تعليق


                        • #42
                          ومن هنا وضع مقياسه لمعرفة صدق الإيمان والثبات عليه، والذى يعنى بدوره علامة صدق للنبوة، من مدع النبوة، الذى لا يمكنه الثبات فى سبيل إنقاذ حياته على الأقل: فيقول: (إن أول مقياس يُقاس به صدق صاحب رسالة هو مبلغ إيمانه بها متى امتحنته الخطوب ولقى فى سبيلها العنت والبلاء والاضطهاد. إن الرسالة التي تسير بصاحبها علي مهاد من الود، ويكون هدفها الغنم له أو لذويه، لا تدل علي إيمان، بل علي وصولية وطمع أو طموح. وأيّا كان المقياس الذي تقاس به دعوة الاسلام، فلن تجد فيها دليلًا واحدًا ولا شبه دليل علي أن الغرض منها خدمة شخصه من قريب أو بعيد. كان موفور الرزق، موسعًا عليه فبُدِّلَ من ذلك ضيقا وشظفًا. كان آمنا في سربه فبدل من ذلك قلقًا ومطاردة وارتياعًا. كان موفور الكرامة والمكانة بين قومه بالنسب الرفيع والحسب المنيع فَبُدِّلَ من ذلك إهانة وتحقيرًا وازدراء. كان وحيدًا أعزل لا أمل له في نصرة أحد علي قومه وهم أئمة الشرك وحراس الكفر وأولياء عصمته المستفيدون منه. أما أهله فما كانت هذه الرسالة بأنفع لهم. وأوذوا بسببها في أرزاقهم وفي أعمالهم وفي أشخاصهم. وتعرضوا لما تعرض له من التهلكة أكثر من مرة. وما كان مضمون الدعوة حين يكتب لها النجاح ليضفي عليهم شيئا من المنافع. فهذا الدين لا يجعل لرسوله مرتبة فوق مراتب البشر أو حظًا من نعيم الدنيا ومتاعها فوق حظوظ سائر الناس فضلا عن آله. كلا..! فهذه نبوه وليست مُلكا. ولا وراثة في النبوة. كلا! بل هذا الدين يمحو ما كان لقبيلة هذا الرسول قبل ذلك من سيادة وامتياز وطيد الأركان. فالناس في هذا الدين سواسية كأسنان المشط وهذا الرسول هو القائل: إنه لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لقرشي علي حبشي إلا بالتقوى. وإن عصبية الجاهلية موضوعة. دعوة لا تحمل لصاحبها بموازين الدنيا جميعا إلا الخسران. ولا تحمل لقومه -علي افتراض نجاحها وظفرها - إلا ذهاب الرئاسة وضياع الجاه. بل وحين كتب لهذه الدعوة الظهور وتم الفتح المبين ولم يظفر صاحبها بمغنم ولم يكن حظه من إقبال الدنيا إلا أقل من حظ عامة جنده وفقراء رعيته لم يجعل لفئة من الناس فضلا علي فئة بل صار الأمر كله للمؤمنين كافة. لا منفعة إذن ولا شبه منفعة لصاحب هذه الرسالة من بداية دعوته حتي المنتهي، ولا تسخير للدعوة لخدمة مآرب ذاتية أو أهواء حزب من الناس أو فئة. وصحَّ إذن أنه ما كان ينطق عن الهوي وأنه (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى])) النجم 2-4
                          فبماذا يقاس الإيمان، "إن لم يكن مقياسه الثبات عليه في أشد الظروف حلكة، وأدعاها لليأس؟ وإن لم يكن مقياسه الصبر في سبيله على المكاره؟ وإنها لمكاره من كل نوع. لعلّ المعنوي منها أقسى من المادي ... لم يساوم هذا الرسول ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة المساومات واشتداد المحن.. فحيثما تعرض الأمر لدعوته وعقيدته فلا محل لمجاملة مهما قويت بواعثها. أهذا شأن من يملك من الأمر شيئًا؟ أهذا شأن من لا تسيطر عليه قوة قاهرة أقوى من مراده وهوى نفسه؟ لقد ضُرِب وشُبِح وأُهِين في كل مكان فلم يعنه من ذلك شيء سوى خوفه أن يكون بالله عليه غضب فإلا يكن ربه غاضبًا عليه فلا يبالي. وقريش تمنّيه بانقلاب الحال إلى ملك مؤُثَّل وثراء مذلَّل، فلا يفكر بشيء من ذلك طرفة عين، ويعرض عنه بغير مبالاة. فإلا يكن هذا هو الصدق الصادق فقد ارتكست مقاييس تجعل من صاحب هذه المواقف ومثيلاتها مساومًا مغامرًا طالب مغنم .." (محمد الرسالة والرسول، ص 159-168).
                          (ماذا بقي من مزعم لزاعم؟ إيمان امتحنه البلاء طويلًا قبل أن يفاء عليه بالنصر، وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع. لم يُفد. ولم يورث آله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها، وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكِّن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض. أي قامة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر: ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين. فسلام عليه بما هدى من سبيل، وما قوَّم من نهج، وما بيَّن من محجَّة. وسلام على الصادقين). (محمد الرسالة والرسول 191-192 ط2005)
                          كما أنه يحتوى على أخبار الأمم السابقة، وعلى تفاصيل لأمم أبيدت، وعلى تفاصيل علمية وتاريخية وجغرافية، وإشارات مستقبلية، ما كان محمد  يعرف عنها شيئًا لا هو ولا قومه ولا اليهود ولا النصارى. وهو لم يدعِ أنه مؤلف القرآن، وصدَّق معاصروه من الكفار أن هذا الكلام ليس بكلام البشر. وأنهى برأى المستشرقين فى القرآن الكريم ولغته.
                          يقول المستشرقُ البريطانيُّ (Forster Fitzgerald Arbuthnot) في كتابِه المعروفِ "بناءُ القرآنِ والإنجيلِ" (نقلا عن منتدى التوحيد):
                          (F. F. Arbuthnot, The Construction of the Bible and the Koran, page 5)
                          "يمثُّلُ القرآنُ من الناحيةِ الأدبيةِ اللغةَ العربيةَ النقيّةَ الذي تمّت كتابةُ نصفِه بشكلٍ شعريٍّ ونصفِه الآخرِ بشكلٍ نثريٍّ. كما قد قيلَ أنّ النّحْويينَ في بعضِ الحالاتِ اعتمدوا القواعدَ الإعرابيّةَ بما يتناسبُ مع بعضِ الآياتِ والتعابيرِ المستخدمةِ. وبالرغمِ من المحاولاتِ العديدةِ لإنتاجِ وتأليفِ كتابٍ بنفسِ جودةِ القرآنِ إلا أنّ جميعَ هذه المحاولاتِ باءت بالفشلِ".
                          أمّا المستشرقُ الأسكتلنديُّ الأصلِ المصريُّ المولدِ (Hamilton Gibb) فإنه يقولُ في كتابِه "بحثٌ تاريخيٌّ عن الإسلامِ":
                          H. A. R. Gibb, Islam-A Historical Survey, page 28
                          "...لا زالَ أهلُ مكةَ يطالبونَ محمدًا بمعجزةٍ ، حيثُ جاءَ محمدٌ بكل شجاعةٍ وثقةٍ بالقرآنِ ليؤكدَ المهمةَ التي جاءَ بها. وكما هو حالُ كل العربِ حينها، فقد كان العربُ في وقتِها خبراءُ في اللغةِ العربيةِ والبلاغةِ. لذا لو كانَ القرآنُ من تأليفِه لاستطاعَ أيُّ شخصٍ في ذلكَ الوقتِ تأليفَ كتابٍ مثلهُ. فها هو قد تحدّاهم بأن يأتوا بعشرِ آياتٍ مثلِه، فإن لم يستطيعوا (ومن الواضحِ أنّهم لم يستطيعوا ذلك) فدعاهم أن يقبلوا القرآنَ دليلًا ومعجزةً ظاهرةً"
                          كما أنّه قالَ أيضًا فى كتابه:
                          H. A. R. Gibb, Arabic Literature-An Introduction, page 36
                          "كان للقرآنِ تأثيرًا غيرَ محدودٍ على تطوّرِ الأدبِ العربيِّ بجميعِ نواحيه، فالمحتوى الأدبيُّ واللغويُّ وميزانُ القوافي باتَ أثرُه واضحًا في جميعِ الأعمالِ الأدبيةِ اللاحقةِ سواءً كان ذلك بشكلٍ كبيرٍ أو صغيرٍ. كما لم تستطعِ الكتاباتُ النثريةُ في القرنِ اللاحقِ أو في الكتاباتِ السابقةِ مضاهاةَ الخصائصِ اللغويةِ المميزةِ للقرآنِ، لكنها كانت -على الأقل- نتيجةً للمرونةِ التي أضفاها القرآنُ على اللغةِ العربيةِ التي يمكنُ لها أن تتطورَ بسرعةٍ وتتكيفَ في نفسِ الوقتِ مع احتياجاتِ الحكومةِ الإمبراطوريةِ والمجتمعِ المتّسعِ"
                          ويقول (Paul Casanova) مدرسُ اللغةِ العربيةِ في فرنسا فى كتابه:
                          Paul Casanova, “L’Enseignement de I’Arabe au College de France”, Lecon d’overture, 26 April 1909
                          "كلما طُلبَ من محمدٍ تقديمَ معجزةٍ تدلُ على صدقِ رسالته، كان يقومُ بقراءةِ آياتٍ من القرآنِ الذي لا مثيلَ له في الإتقانِ كدليلٍ يثبتُ أنّ هذا القرآنَ هو وحيٌ سماويٌّ. في الحقيقةِ، حتى بالنسبة لغيرِ المسلمين، فليس هنالكَ شئٌ أكثرُ روعةً لهم من لغةِ القرآنِ التي تتميزُ بشموليةِ الفهمِ واستيعابِ جهارةِ الصوتِ... إنّ وفْرةَ وكمالَ كلماتِ القرآنِ والإيقاعاتِ والقوافي المستعملةِ أدتْ إلى تحولِ الكثيرِ من العدائيينَ والمشكّكينَ إلى مناصرينَ مسلمينَ"
                          أما (Edward Montet) فإنه يقول فى كتابه:
                          Edward Montet, Traduction Francaise du Coran (French Translation of the Qur’an), Introduction, page 53
                          "كلُّ من له معرفةٌ بالقرآنِ وباللغةِ العربيةِ يتفقونَ على مدحِ جمالِ هذا الكتابِ الدينيِّ، فعظمته من السموّ لدرجةٍ لا تمكن أي ترجمةٍ للقرآنٍ لأي لغة أوروبيةٍ من جعلنا نقدّرهُ حقَّ قدرهِ".
                          ويقول (John Naish) في مقدمة كتابه "حكمة القرآن" :
                          John Naish, M. A. (Oxon), D. D., The Wisdom of the Qur’an, preface viii
                          "إنّ لغةَ القرآنِ العربيةَ تملكُ جمالًا مغريًا أخّاذًا، وجاذبيةً خاصةً تظهرُ في دقة العباراتِ، وجمالِ الأسلوبِ، والإيجازِ البليغِ للجملِ، والتي في الغالبِ على قافيةٍ موزونةٍ، مما يجعلُ القرآنَ يملكُ قوةً وطاقةً متفجرةً لا يمكنُ التعبيرُ عنها من خلالِ ترجمةِ الجملِ كلمةً كلمةً" .
                          ويقول (Alfred Guillaume) في كتابه "الإسلام":
                          Alfred Guillaume, Islam, pages 73-74
                          "للقرآنِ نغمٌ ذو جمالٍ لا يمكنُ تصوّرهُ وقافيةٌ ووزنٌ يسحرانِ الآذانَ. العديدُ من النصارى العربِ يتحدثونَ عن الأسلوبَ القرآنيِّ بإعجابٍ، وأغلبُ المستشرقينَ يعترفونَ بتميزِ القرآنِ... إنّه من الممكنِ التأكيد بأنّه لا يوجدُ هنالك في الأدبِ العربيِّ الواسعِ والخصبِ في الشعرِ والنثرِ ما يمكنُ أن يقارنَ بالقرآنِ".
                          وتقول الصحافية الأمريكية ديبورا بوتر D. Potter
                          "عندما أكملت القرآن الكريم غمرني شعور بأن هذا الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها. وأنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية. أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالًا للشك بأن هذه هى الحقيقة وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة."
                          "كيف استطاع محمد  الرجل الأمي الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم، والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟ لابدّ إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عزّ وجلّ."
                          ويقول الدكتور الفرنس موريس بوكاى
                          "لقد قمت أولًا بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثًا عن درجة اتفاق نصّ القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنصّ العربي استطعت أن أحقق قائمة، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوى على آية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا. وأما بالنسبة للأناجيل... فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا "وان هذا الاخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض."
                          ويقول: "لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتى العميقة في البداية. فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحدّ من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقته تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، ذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا. في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام. وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة."
                          ويقول الكاتب الإنجليزى بيكارد (وليم بيرشل بشير بيكارد W. B. Beckard)
                          "ابتعت نسخة من ترجمة سافاري الفرنسية لمعاني القرآن وهي أغلى ما أملك. فلقيت من مطالعتها أعظم متعة وابتهجت بها كثيرًا حتى غدوت وكأن شعاع الحقيقة الخالد قد أشرق علي بنوره المبارك."
                          يعجبنى فى هؤلاء المستشرقين المنصفين الموضوعية فى قراءة القرآن، وفى منهج البحث الذى يتبعونه، فانظر إلى قول العلامة بارتلمى هيلر فى قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة 67
                          يقول بارتلمى ما مفهومه: إن الإنسان لا يكذب على نفسه، ولا يفعل شيئًا يضر به نفسه، ولا يفعل شيئًا يكشف كذبه ويفضحه. فلو كان محمد  كاذبًا، ما كان له أن يصرف الحراس، الذين كانوا فى حراسة خيمته. أما وإنه صرفهم، وإنه يؤمن بأن الله تعالى هو الذى سيتولى حفظه، فهو رسول الله حقًا، وأن ما قاله هو كلام الله الموحى إليه.
                          صدق الله العظيم فى قوله: {... فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام 33
                          هنالكَ الكثيرُ من التصريحاتِ التي أستطيعُ تقديمَها هنا لإظهارِ مدحِ المستشرقينَ، والمتخصصينَ في اللغةِ العربيةِ والحضارةِ العربيةِ، للقرآنِ الكريمِ واعترافهم بأنّه لا يوجدُ ما يمكنُ أن يقارنَ به، لكن في ما قدمته هنا ما يكفي ويُغني كأدلةً قويةً ومعقولةً تثبتُ بأنّ النبيَّ محمدًا  لم يقمْ بتأليفِ القرآنِ الكريمِ.
                          من الأدلة الجلية أيضًا على نبوة الرسول محمد  هى شهادة الخصوم بنبوته:
                          1) شهادة الخصوم:
                          وشهادة الخصوم في هذا الباب لها وزنها الكبير، إذ تدلك على مبلغ الثقة التي كان يتمتع بها رسول الله  عند الجميع، ولكن بعض الناس استغرب واستكبر فأنكر دون ووجود مبرر لهذا الإنكار وهذه نصوص تؤكد لك هذا الذي قلناه:
                          1- أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال: " إن أول يوم عرفت فيه رسول الله  أني أمشي أنا وأبو جهل في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول ، فقال رسول الله  لأبي جهل: يا أبا الحكم هلمَّ إلى الله ورسوله، أدعوك إلى الله. فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منتهٍ عن سبَ آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلَّغت؟ فنحن نشهد أنك قد بلَّغت، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك. فانصرف رسول ، وأقبل [أبو جهل] عليَّ فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء. أن بني قصي قالوا: فينا الحجابة. قلنا: نعم. ثم قالوا: فينا السقاية. قلنا: نعم. ثم قالوا: فينا الندوة. فقلنا: نعم. ثم قالوا: فينا اللواء. فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي. والله لا أفعل" وأخرجه ابن أبي شيبة بنحوه.
                          2- وأخرج الترمذي عن علي: "أن أبا جهل قال للنبي : إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به. فأنزل الله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)".
                          3- وأخرج ابن عساكر عن معاوية  قال: "خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفًا هندًا، وخرجت أسير أمامهما وأنا غلام على حمارة لي، إذ سمعنا رسول الله ، فقال أبو سيفان: انزل يا معاوية حتى يركب محمد. فنزلت عن الحمارة وركبها رسول الله ، فسار أمامنا هنيهة، ثم التفت إلينا فقال: يا أبا سفيان بن حرب ويا هند بنت عتبة! والله لتموتن ثم لتبعثنَّ ثم ليدخلنَّ المحسنُ الجنة والمسيء النار، وأنا أقول لكم بحق، وإنكم لأول من أُنذرتم ثم قرأ رسول  (حـم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ...}... حتى بلغ {قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ). فقال له أبو سفيان: أفرغت يا محمد؟ قال: نعم. ونزل رسول الله عن الحمارة وركبتها، وأقبلت هند على أبي سفيان: ألهذا الساحر أنزلت ابني؟ قال: لا والله ما هو بساحر ولا كذاب" وأخرجه الطبراني أيضًا.
                          4- وروى الإمام البخاري ومسلم قصة أبي سفيان عند هرقل – كما حدّث بها أبو سفيان ابن عباس – ومنها سؤال هرقل لأبي سفيان: "قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال. قلت: لا" وفي آخر القصة يقول هرقل لأبي سفيان: "وسألتك هل كنت تتهمونه قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدعَ الكذب على الناسِ ويكذبَ على الله تعالى".
                          5- وأخرج الشيخان الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: " لما نزلت (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) صعد رسول الله على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقًا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب: تبّا لك يا محمد ألهذا جمعتنا فنزلت: (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ).
                          ومن هذه النصوص يتبين لك أن الثقة بصدق محمد كانت متوافرة ولم يكن هذا الموضوع فيه شك أبدًا حتى من قبل أعدائه الذين رفضوا دعوته وحاربوه. وما دفعهم للكفر به هو العناد، والصراع على الجاه والمكانة الاجتماعية. وقد أسلم بعضهم فى نهاية الأمر وأخلصوا له.
                          2) شهادة الأتباع:
                          أولًا: كان رسول الله  دائم الخلطة لأصحابه في طعامهم وشرابهم وسفرهم وصلاتهم ومجالسهم، وكان  يحب البساطة والصراحة ويكره التكلف، وبعض الصحابة خالط الرسول  قبل النبوة وبعدها عشرات السنين. ومعنى ذلك أنه لا يمكنه مهما أوتى من ذكاء وحرص أن يضحك عليهم، إذ أنه سينكشف أمره لهم لو كان يتكلف أو يتصنع أو يدعى النبوة.
                          ثانيًا: كما أن هؤلاء الأصحاب لم يكونوا أغرارًا ولا مغفلين ولا منعزلين عن العالم، بل بعضهم من مكة التي كان العرب يقصدونها سنويًا للحج، وتُسلم الجزيرة العربية كلها لأهلها بالفضل والزعامة، ناهيك عن صلات أهلها بواسطة التجارة مع اليمن ومع الشام حيث مراكز الحضارة. وبعض أصحابه من المدينة حيث الصلات الفكرية مع اليهود وما ينشأ عن ذلك من تفتح ذهني. أى إن هؤلاء الصحابة كانوا من رجال الأعمال (بمفهوم اليوم) المنفتحين على العالم، ويفهمونه حق الفهم.
                          ثالثًا: كما أن هؤلاء الأصحاب أثبتوا في حياة الرسول وبعد مماته أنهم أرجح الناس عقولًا وأكثرهم دهاءً وحنكة ومعرفة بالرجال والشعوب وسياسة الأمم، بدليل أنهم نجحوا رغم محدودية وسائلهم في فتح أعظم الدول المتحضرة وقتذاك وإدارتها وكسب مودة شعوبها ودمجهم في الأمة الإسلامية.
                          فإذا ما اجتمعت الخلطة الدائمة، وذكاء المخالطين، فإن أمر الكاذب يفتضح، وأمر الصادق يتضح. ومن هنا يستحيل أن يكون محمد  قد استطاع الكذب على كل هؤلاء الناس، الذين كانوا أكثر منه دراية بالعالم المحيط بهم وأكثر منه مخالطة له.
                          رابعًا: والظاهرة الواضحة في حياة الصحابة أنهم كلما ازدادوا اختلاطًا ومعرفة برسول الله  ازدادوا إيمانًا به وتصديقًا، بل أكثرهم معرفة له، كان أكثرهم إيمانًا به وطاعة له، وقد بلغ حبهم له، وإيمانهم برسالته أنه أصبح الموت من أجل ما يريد الرسول  أحب إليهم من الحياة، وإنفاق المال أحب إليهم من إمساكه، والطاعة أحب إليهم من المعصية، ودين الرسول أحب إليهم من الأموال والأولاد والمساكن والزوجات والوطن.
                          وكل هذا يُعدُّ من مظاهر التصديق الكامل. إذ لولا التصديق لما كان شيء من هذا. فقد قتل منهم الابن أباه، وأراد الأب قتل ابنه، دفاعًا عن رسول الله  ورسالته إلى العالمين. فعلام يفعلون هذا، لولا إيمانهم برسول الله  وتصديقهم به وصل إلى الذروة؟
                          وهذه أمثلة كل منها يعتبر أثرًا من آثار التصديق الكامل، ودليلًا عليه نذكرها بلا تعليق، وفي كل منها شهادة من صاحبها بعد تجربة على أن محمدًا صادق لا شَك في ذلك:
                          1- أخرج الحافظ أبو الحسن الطرابلسي عن عائشة رضي الله عنها – قالت: "لمّا اجتمع أصحاب النبي - وكانوا ثمانية وثلاثين رجلًا – أَلَحَّ أبو بكر على رسول الله  في الظهور فقال: يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله  وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله جالس فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول . وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضُربوا في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووطئ أبو بكر وضُرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه.
                          وجاء بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله؟، ... فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، .... قالت: هذه أمك تسمع. قال: فلا شيء عليك منها. قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم. قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا أو آتي رسول الله ، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله . قال: فأكب عليه رسول الله  فقبله وأكب عليه المسلمون، ورق له رسول الله  رقة شديدة. فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها، عسى الله أن يستنقذها بك من النار. قال: فدعا لها رسول الله  ودعاها إلى الله فأسلمت".
                          2- وأخرج ابن إسحاق عن ابن عمر  قال: "لما أسلم عمر – – قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فغدا عليه، قال عبد الله: وغدوت أتبع أثره وأنظر ما يفعل – وأنا غلام أعقل كل ما رأيت – حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد ؟ قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر واتبعته أنا، حتى قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش – وهم في أنديتهم حول الكعبة – ألا إن ابن الخطاب قد صبأ. قال يقول عمر من خلفه: كذب ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وثاروا إليه فما برح يقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال: وطلح فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا. قال: فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر. قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا فماذا تريدون؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبهم هكذا؟ خلوا عن الرجل. قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه. قال فقلت لأبي – بعد أن هاجر إلى المدينة -: يا أبت! من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟ قال: ذاك – أي بني –العاص بن وائل السهمي ". وهذا إسناد جيد قوي – كذا في البداية.
                          3- وأخرج البخاري في التاريخ عن مسعود بن خراش – – قال: " بينما نحن نطوف بين الصفا والمروة إذا أناس كثير يتبعون فتى شابًا موثقًا بيده في عنقه. قلت: ما شأنه؟ قالوا: هذا طلحة بن عبيد الله صبأ. وامرأة وراءه تدمدم وتسبه. قلت: من هذه؟ قالوا: الصعبة بنت الحضرمي أمه ".
                          4- وأخرج البيهقي وابن سعد والحارث ابن المنذر وابن عساكر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب : "أن صهيبًا  أقبل مهاجرًا نحو النبي فتبعه نفر من قريش مشركون، فنزل فانتشل كنانته فقال: قد علمتم يا معشر قريش أني أرماكم رجلًا بسهر، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه. ثم شأنكم بعد ذلك وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة وتخلوا سبيلي. قالوا: نعم. فتعاهدوا على ذلك فدلهم، فأنزل الله على رسوله القرآن {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} حتى فرغ من الآية. فلما رأى النبي  صهيبًا قال: ربح البيع يا أبا يحيى ربح البيع يا أبا يحيى! وقرأ عليه القرآن".
                          5- وأخرج الحاكم عن سليمان بن بلال : "أن رسول الله لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خثيمة وأبوه جميعًا الخروج معه، فذكر ذلك  فأمر أن يخرج أحدهما فاستهما. فقال خثيمة بن الحارث لابنه سعد – رضي الله عنهما -: إنه لا بد لأحدنا من أن يقيم فأقم مع نسائك. فقال سعد: لو كان غير الجنة لآثرتك به إني أرجو الشهادة في وجهي هذا، فاستهما، فخرج سهم سعد، فخرج مع رسول الله إلى بدر. فقتله عمرو ابن عبد ود" وأخرجه أيضًا ابن المبارك عن سليمان وموسى بن عقبة عن الزهري، كما في الإصابة.
                          6- وأخرج الطبراني عن ابن عمر "أن عمر قال يوم أحد لأخيه: خذ درعي يا أخي! قال: أريد من الشهادة مثل الذي تريد، فتركاها جميعًا" قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
                          7- وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت  قال: "بعثني رسول الله يوم أحد لطلب سعد بن الربيع  وقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله : كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم. فقلت له: يا سعد، إن رسول الله  يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن يخلص إلى رسول الله  وفيكم شفر يطرف. قال: وفاضت نفسه – رحمه الله –" قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
                          8- وأخرج البيهقي عن مالك بن عمير  وكان قد أدرك الجاهلية.، قال: "جاء رجل إلى النبي  فقال: إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم، فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح – أو حتى قتلته -، فسكت عنه النبي . ثم جاء آخر فقال: إني لقيت أبي فتركته وأحببت أن يليه غيري، فسكت". قال البيهقي وهذا مرسل جيد.
                          9- وأخرج البزار عن أبي هريرة – – قال: " مر رسول الله بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم فقال: غبّر علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبد الله بن عبد الله – -: يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه! فقال: لا، ولكن بر أباك وأحسن صحبته". قال الهيثمي رواه البزار ورجاله ثقات.
                          10- وذكر ابن هشام عن أبي عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي أن عمر بن الخطاب – – قال لسعيد بن العاص – – وقربه: "إني أراك تظن أني قتلت أباك، إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به وهو يبحث بحث الثور بورقه،فحدت عنه وقصد له ابن عمه علي فقتله". كذا في البداية، وزاد في الاستيعاب والإصابة: "فقال له سعيد بن العاص: لو قتلته لكنت على الحق وكان على الباطل. فأعجبه قوله".
                          11- وأخرج ابن سعد عن الزهري قال: "لما قدم أبو سفيان بن الحر بالمدينة جاء إلى رسول الله وهو يريد غزو مكة فكلّمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل رسول  فقام فدخل على ابنته أم حبيبة – رضي الله عنها-. فلما ذهب ليجلس على فراش النبي  طوته دونه. فقال: يا بنية! أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك. فقال: يا بنية! لقد أصابك بعدي شر". وذكر ابن إسحاق نحوه بلا إسناد، كما في البداية وزاد: "فلم أحب أن تجلس على فراشه".
                          12- وأخرج الطبراني عن أنس بن مالك – – قال: "لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة. وقالوا: قُتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة. فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها – أي قتلى – لا أدري أيهم استقبلت به أولًا. كلما مرت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك، تقول: ما فعل رسول الله ؟ يقولون: أمامك حتى دفعت إلى رسول الله  فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذ سلمتَ من عطب".
                          13- يحكى الدكتور زغلول النجار قائلا: أذكر أني قابلت أستاذا بالتاريخ أمريكي منَّ الله عليه بالإسلام وحينما سألته: كيف أسلمت؟ قال: أسلمت عندما قرأت وصف السيدة خديجة لرسول الله يوم أن عاد لأول مرة لتلقيه الوحي وقد عاد فزعًا لأنه كان بمفرده ورأى جبريل لأول مرة ولم يتوقع ذلك فرجع وهو في حالة من الفزع فقالت له خديجة والله لن يخذلك الله أبدا فإنك تصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر.
                          يقول: إنها امرأة عاشت مع زوجها قرابة عشرين سنة والإنسان لا يستطيع أن يتجمل داخل بيته وقد يتجمل خارج البيت أما داخل البيت فلا يستطيع أن يخفي عيوبه لأن كل إنسان فيه عيوب. فقول زوجة تصف زوجها بعد عشرين سنة بهذا الوصف الذي تصل به إلى الكمال البشري لا بد أن هذا كان إنسانا غير عادي ومتميز فبدأت أقرأ في سيرة النبي  ومن هنا كان مدخلي إلى الإسلام.)
                          هذه نصوص تبين لك مدى الإيمان برسول الله عند أتباعه المخالطين له، مما يدلك على أن تصديقهم لرسول الله بلغ حدًا لا مثيل له.
                          وفكر عزيزى المسيحى: ماذا يعنى أنه وقت القبض على يسوع الذى تؤلهه، ينفك عنه كل تلاميذه المقربين ويهربون، فارين بأنفسه، آثرين أنفسهم عليه؟ هل نفهم من ذلك عدم تصديقهم الكامل ليسوع؟ أم استحسنوا ما فعله به اليهود؟ أم كانوا يرون أنه يستحق القتل فتركوه؟ أم فضلوا سلامة أنفسهم على سلامته؟
                          (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا) متى 26: 56
                          وما معنى أن يتنكر له بطرس، ويقسم أنه لا يعرفه؟
                          (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا.) متى 26: 69-75
                          هل يعنى هذا أنهم كانوا يصدقونه؟ هل هذه تصرفات أناس تؤمن أن يسوع إلهها الذى يمكنه أن ينقذها؟ هل هؤلاء أناس تلقوا تعاليم تقضى بالتضحية بالنفس والنفيس من أجل الحق ونشر صحيح الدين؟ لماذا لم يحاول أحدهم بالتضحية بنفسه فى سبيل نبيه، ناهيكم عن إيمانكم أنه إلههم؟ لقد كانت الدنيا تهمهم أكثر من الآخرة! لذلك كانت صحابتهم له من أجل دنيا يريدون أن يصيبونها. وكيف لا، وهم كانوا يتصارعون على الزعامة فور معرفتهم بما سيحدث له؟ فلم يفكروا فى خطة إنقاذ له، ولا محاولة لجمع الأحباء والأصدقاء والمعارف دفاعًا عنه، ولم يحاولوا حتى تشتيت القوى الغاشمة، التى جاءت لتقبض عليه؛ ليحولوا دون الوصول إليه. مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم يتفوَّه بكلمة عن خطيئة حواء، ولم يذكر حتى اسمها. فكل هذه التعاليم جاءت مع بولس.
                          (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
                          3) شهادة الواقع:
                          إن شهادة الواقع أعلى الشهادات؛ لأن الإنسان يصل بواسطتها إلى اليقين الذي لا يخالطه شك. فإذا اختبرنا كل ما ورد عن الرسول من قول أو فعل، ووجدنا أنه لا يخرج عن الحق والصدق. لم يبق أمامنا إلا طريق واحد هو الإيمان والتصديق. ونبدأ باستعراض نماذج من صدقه  فى المواقف المختلفة:
                          1- نماذج من صدقه  في مزاحه ومداعباته:
                          إن الناس عادة لا يلتزمون الصدق في المزاح، ولكن رسول الله  داعب صادقًا ومازح صادقًا وألزم أمته الصدق في كل حال.
                          أخرج أحمد عن أنس بن مالك: "أن رجلًا أتى النبي فاستحمله، فقال رسول الله : إنا حاملوك على ولد ناقة، فقال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله:  وهل تلد الإبل إلا النوق؟" رواه أبو داود والترمذي.
                          وقال زيد بن أسلم: "إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟ قالت: والله ما بعينه بياض. فقال: بل إن بعينه بياضًا. فقالت: لا والله. فقال: ما من أحدٍ إلا وبعينه بياض" هو أراد البياض المحيط بالحدقة وهي فهمت البياض على الحدقة الذي يكون به الرجل أعورَ.
                          وأخرج أحمد عن أنس: "أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، وكان يهدي النبي الهدية من البادية فيجهزه النبي إذا أراد أن يخرج. فقال رسول الله  إن زاهرًا باديتنا ونحن حاضره، وكان رسول الله يحبه وكان رجلًا دميمًا. فأتاه رسول الله  وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه وجعل رسول الله يقول: من يشتري العبد؟ فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدًا، فقال رسول الله: لكن عند الله لست بكاسد. أو قال لكن عند الله غالٍ". رواته ثقات. فأنت ترى من سياق الحديث أنه عنى بالعبد عبد الله وكلنا عبد الله.
                          وأخرج الترمذي في الشمائل عن الحسن قال: "أتت عجوزٌ النبي فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة: فقال: يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: (إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا).
                          وأخرج الترمذي في الشمائل عن أنس قال: "قال لي رسول الله: يا ذا الأذنين". قال أبو أسامة يعني يمازحه، وكل إنسان له أذنان.
                          فأنت ترى من هذه الأمثلة أنه داعب ومازح دون أن يخرج عن الحق والصدق، ولكنه استعمل هذا الصدق استعمالًا لطيفًا، على غير المتعارف. ففهم المخاطب فهمًا كانت فيه نكتة وهكذا كانت مداعباته كلها حقًا.
                          أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: "قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلا حقًّا". أشهد أنك حقًا رسول الله، بأبى أنت وأمى يارسول الله.
                          2- نماذج من صدقه  في وعوده وعهوده:
                          أخرج أبو داود عن عبد الله بن أبي الخنساء قال: "بايعت النبي  قبل أن يبعث وبقيت له بقية فواعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك. فنسيت يومي والغد فأتيته اليوم الثالث وهو في مكانه، فقال: يا فتى لقد شققت عَلَيَّ، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك".
                          وأخرج ابن حبان والحاكم: "كان  جالسًا يقسم غنائم هوزان بحنين فوقف عليه رجل من الناس فقال: إن لي عندك موعدًا يا رسول الله. قال: صدقت فاحتكم ما شئت. قال: أحتكم ثمانين ضائنة وراعيها. قال: هي لك وقال: احتكمت يسيرًا".
                          وأخرج الحاكم عن حويطب بن عبد العزى في قضية إسلامه عندما كان مشركًا تولى مطالبة الرسول  بالجلاء عن مكة في عمرة القضاء بعد انقضاء مدة الثلاثة أيام المتفق عليها يقول حويطب: "ولما قدم رسول الله  لعمرة القضاء وخرجت قريش من مكة كنت فيمن تخلف بمكة أنا وسهيل بن عمرو فقلنا: قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا، فصاح يا بلال لا تغب الشمس وواحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا".
                          وهذه فقرأت من كتاب (بطل الأبطال) يحلل فيها صاحبه بعض مواقف الوفاء بالعهد والوعد التي وقفها رسول الله  يقول: "قبل سنة من هدنة الحديبية كانت قريش تحاصر المدينة وقد جمعت لذلك الأحزاب من أهل القرى والأعراب فنقض بنو قريظة عهدهم مع رسول الله . واشتد بذلك الكرب وزلزل المؤمنون زلزالًا شديدًا، ولكن الله نصر عبده، وأعزه وألقى الرعب في قلوب المشركين، ولم تمض إلا فترة وجيزة حتى كان جيش الإسلام بقيادة رسول الله يزحف إلى مكة، فنزل الحديبية وبعثت قريش رسلها إلى محمد .
                          وهو ذا عروة بن مسعود الثقفي رسولها يعود إليها يصف حال محمد وجنده بهذه العبارة: "إني قد جئت كسرى في ملكه، قيصر في ملكه والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكًا في قومه قط مثل محمد في أصحابه". كان محمد في منعة وقوة ولكنه كان يعلن أنه لا يريد الحرب، ويقول: لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها. فلما جاءه سهيل بن عمرو مفوضًا من قريش لعقد الهدنة يرجع بها محمد وجيشه عن دخول مكة، كان من شروط هذه الهدنة شرط ظاهر الغبن وهو أن محمدًا يسلم إلى قريش من لجأ إليه من المسلمين بغير إذن وليه ولا يطلب تسليم من لجأ إلى قريش من أتباعه...
                          ذلك الشرط أهاج أصحاب محمد  حتى إن عمر  كان يذهب تارة إلى أبي بكر وتارة أخرى إلى الرسول  ويقول: ألسنا المسلمين! أليسوا المشركين! ألست رسول الله!!.. فعلام نعط الدنية في ديننا؟ فيقول الرسول: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني، ويقول أبو بكر: أشهد أنه رسول الله. فقبول المسلمين هذا الشرط هو استسلام منهم لأمر لم يدركوا سره، وكان ذلك أعظم بلاء وامتحان لصبرهم، وبينما هم على هذه المضاضة وقد فرغ الرسول  من الجدل مع مفوض قريش سهيل بن عمرو، ولم يكتب العقد ولم يمض، جاءهم أبو جندل مستصرخًا يرسف في قيوده وأبو جندل هذا هو ابن سهيل بن عمرو نفسه، فلما رأى سهيل ابنه قام إليه وأخذ بتلابيبه وقال: يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك – أي فرغنا من المناقشة – قبل أن يأتيك هذا. قال النبي : صدقت، وأبو جندل ينادي يا معشر المسلمين! أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟
                          تصوروا ذلكم المقام، مقام محمد  وهو الشجاع الذي حدثتكم عن شجاعته المنقطعة النظير، وهو القوي الذي خرج من المدينة زاحفًا بجيش. سمعتم الآن وصف عروة بن مسعود له تصوروه وهو يرى أقرب أصحابه (في حالة تذمر) ثم تصوروا لاجئًا يرسف في القيود، وهو من أبناء الأعزة في قريش، يرسف فيها (اتباعًا) لمحمد ودين محمد، ثم انظروا إليه لا يحتال ولا يتردد ولما يكتب ولما يمض (يُوقِّع عليه)، يقول لسهيل: صدقت لقد لجت القضية، ويرد صاحبه باكيًا إلى أعدائه تصوروا كل ذلك، ثم ليكتب إليَّ من يشاء بمثل واحد في تاريخ البشر كله كهذا المثل يضربه محمد في رعاية الكلمة التي قالها ولما تكتب ولما تمض.
                          ويقول صاحب كتاب (بطل الأبطال) ذاكرًا مثلًا آخر:
                          ثم انظروا إلى وفائه للمشركين أيضًا: كان بين شروط هدنة الحديبية أن من شاء دخل في عقد محمد وعهده، ومن شاء دخل في عقد قريش وعهدها. فدخلت خزاعة على شركها في عهد محمد فلما نقضت قريش عهدها مع خزاعة ونصرت حليفتها بكرًا عليها. ذهب عمرو بن سالم الخزاعي يطالب رسول الله  بالعهد ويطلب (منه) نصر حلفائه، فكان ذلك الاعتداء على المشركين من حلفاء المسلمين سببًا في تجهيز أضخم جيش عرفته الجزيرة والسير لنصرة الحليف وكان من آثار ذلك فتح مكة كما هو معروف هذه أمثلة سقناها من وفاء (رسول الله ) لأعداء الملة وقد عاهدهم... أو قبل محالفتهم على غيرهم".
                          هذه نماذج من صدقه في وعده وعهده وسواها كثير فما حدث أن وعد رسول الله، أو عاهد فأخلف أو غدر. روى البخاري أن هرقل لما سأل أبا سفيان عن محمد: هل يغدر؟ فأجاب أبو سفيان: لا. فقال هرقل بعد ذلك: وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر".
                          إن الغدر نوع من أنواع الكذب والخلف بالوعد كذب. والرسول منزه عن ذلك، ومن النماذج القليلة التي ذكرناها ترى أنه ما أحد من البشر غير الرسل وصل إلى ما وصل إليه الرسول  في الوفاء لشرف الكلمة، إلا إذا كان تلميذًا من تلامذته، يقتدي به. لقد كانت كلمة الرسول  هي الضمان الذي ما بعده ضمان، حتى أن ألد خصومه وأعرقهم في دعواته كان لا يتردد إذا تأكد أن محمدًا أمنه أن يلقي بنفسه في أحضان المسلمين، ثقة منه أن كلمة محمد ضمان لا يعدله ضمان. ومن تتبع حوادث السيرة وجد الأمثلة الكثيرة على هذا، إنها صفة الصدق عن الأنبياء لا تتخلف.
                          3- نماذج من حديثه الذي صدقته علوم عصرنا من غير النبوءات:
                          أ‌) – قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء".
                          إن هذا الحديث ذكر قضيتين كلتاهما لم تكونا معروفتين قديمًا. أولاهما أن الذباب ناقل داء وهذا شيء أصبح الآن معروفًا لدى الجميع، فالذباب ناقل جراثيم ممتاز. والثانية وهي التي يجهلها الكثير أن الذباب يحمل مضادات للجراثيم من النوع الممتاز كذلك، وهذا تحقيق كتبه "الدكتور عز الدين جوالة" حول هذا الموضوع ننقل منه ما يلزمنا هنا يقول:
                          ولنتذكر قبل الخوض في هذا الموضوع أنه لا يمتنع عقلًا ونظريًا وعلميًا ومعمليًا أن يكون في الذباب جرثوم يخرج أو يحمل دواء يقتل هذا الداء الذي تحمله، وذلك:
                          1- من المعروف منذ القديم أن بعض المؤذيات قد يكون في سمها نفع ودواء، فقد يجتمع الضدان في حيوان واحد، فالعقرب في إبرتها سم ناقع، وقد يداوى سمها بجزء منها، والنحلة يخرج من بطنها شراب نافع ويكمن في إبرتها السم الناقع.
                          2- وفي الطب يحضر لقاح من ذبيب الأفاعي والحشرات السامة يحقن به لديغ العقرب أو لديغ الأفعى، بل وينفع في تخفيف آلام السرطان أيضًا.
                          3- ويستخرج الطب الحديث من مواد مستقذرة أدوية حيوية مثل البنسلين الذى يُستخرج من العفن، والستربتو مايسين من طفيليات العفن وجراثيم تراب المقابر.
                          4- من المعروف في فن الجراثيم أن للجرثوم ذيفانًا (مادة منفصلة عن الجرثوم) وأن هذا الذيفان إذا دخل بدن الحيوان كَوَّنَ البدن أجسامًا ضد هذا الذيفان، لها قدرة على تخريب الذيفان والتهام الجراثيم، تسمى بمبيدات الجراثيم.
                          فهل يستبعد القول بأن الذباب تلتهم الجراثيم فيما تلتهم، فيكون في جسم الذباب الأجسام الضدية المبيدة للجراثيم والتي مر ذكرها، ولها القدرة على الفتك بالجراثيم الممرضة التي ينقلها الذباب إلى الطعام أو الشراب، فإذا وقعت في الطعام فما علينا إلا أن نغمس الذبابة فيه فتخرج تلك الأجسام المضادة فتبيد الجراثيم التي تنقلها وتقضي على الأمراض التي تحملها.
                          ويواصل الدكتور عز الدين فينقل تحقيقًا للطبيبين المصريين محمود كمال ومحمد عبد المنعم حسين في إثبات ما في الحديث، ننقل بعضًا منه، يقولان:
                          ما تقوله المراجع العلمية:
                          في 1871 وجد الأستاذ الألماني "بريفلد" من جامعة هال بألمانيا أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماها "امبوزاموسكي" وهو طفيلي يعايش الذبابة على الدوام، وهو من نوع الفطر المُسمَّى "انتوموفترالي"، وهذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة بشكل خلايا مستديرة فيها خميرة خاصة سيأتي ذكرها. ثم لا تلبث هذه الخلايا المستدير أن تستطيل فتخرج من الفتحات أو من بين مفاصل حلقات بطن الذبابة فتصبح خارج جسم الذبابة.
                          ودور الخروج هذا يمثل الدور التناسلي لهذا الفطر، وفي هذا الدور تتجمع بذور الفطر داخل الخلية، فيزداد الضغط الداخلي للخلية من جراء ذلك، حتى إذا وصل الضغط إلى قوة معينة لا تحتملها جدر الخلية انفجرت الخلية وأطلقت البذور إلى خارجها بقوة دفع شديدة، تدفع البذور إلى مسافة 2سم خارج الخلية، على هيئة رشاش مصحوبًا بالسائل الخلوي.
                          وقد جاءت مكتشفات العلماء الحديثة مؤيدة ما ذهب إليه "بريفلد" ومبينة خصائص عجيبة لهذا الفطر الذي يعيش في بطن الذبابة منها:
                          1- في عام 1945 أعلن أكبر أستاذ في علم الفطريات وهو "لانجيرون" أن هذا الفطر الذي يعيش دومًا في بطن الذبابة على شكل خلايا مستديرة فيها خميرة خاصة (أنزيم) قوية تحلل وتذيب من أجزاء الحشرة الحاملة للمرض.
                          2- في عام 1947–1950 تمكن العالمان الإنجليزيان "آرنشتين وكوك" والعالم السويسري "روليوس" من عزل مادة سموها "جافاسين" استخرجوها من فصيلة الفطور التي تعيش في الذباب وتبين لهم أن هذه المادة مضادة للحيوية تقتل جراثيم مختلفة من بينها جراثيم غرام السالبة والموجبة والديزانتريا والتيفوئيد.
                          3- وفي عام 1948 تمكن "بريان وكورتيس وهيمنغ وجيفيرس وماكجوان" من بريطانيا من عزل مادة مضادة للحيوية أسموها "كلوتيزين" وقد عزلوها عن فطريات تنتمي إلى نفس فصيلة الفطريات التي تعيش في الذباب وتؤثر في جراثيم غرام السالبة كالتيفوئيد والديزينطريا.
                          4- وفي عام 1949 تمكن عالمان إنجليزيان هما "كومسي وفارمر" وعلماء آخرون من سويسرا هم "جرمان وروث واثلنجر وبلاتنز" من عزل مادة مضادة للحيوية أيضًا أسموها "انياتين" عزلوها من فطر ينتمي إلى فصيلة الفطر الذي يعيش في الذباب، وتؤثر بقوة على جراثيم غرام موجب وسالب وعلى بعض فطريات أخرى كالزحار والتيفوئيد والكوليرا.
                          5- وفي عام 1947 عزل "موفيتش" مواد مضادة للحيوية من مزرعة للفطريات الموجودة على نفس جسم الذبابة، فوجدها ذات مفعول قوي على الجراثيم السالبة لصيغة غرام. كالزحار والتيفوئيد وما يشابهها ووجدها ذات مفعول قوي على الجراثيم المسببة لأمراض الحميات ذات الحضانة القصيرة المدة. وأن غرامًا واحدًا من هذه المادة يمكنه أن يحفظ أكثر من 1000 لتر من اللبن المتلوث بالجراثيم المذكورة.
                          والخلاصة يستدل من كل ما سبق أنه:
                          1- يقع الذباب على الفضلات والمواد القذرة والبراز وما شابه ذلك، فيحمل بأرجله أو يمج كثيرًا من الجراثيم المرضية الخطرة.
                          2- يقع الذباب على الأكل فيلمس بأرجله الملوثة للمرض هذا الطعام، أو هذا الشراب، فيلوثه بما يحمل من سم ناقع، أو يتبرز عليه فيخرج مع ونيمها تلك الجراثيم الدقيقة الممرضة.
                          3- فإذا حملت الذبابة من الطعام، وألقيت خارجه دون غمس، بقيت هذه الجراثيم في مكان سقوط الذباب، فإذا التهمها الآكل وهو لا يعلم طبعًا، دخلت فيه الجراثيم، فإذا وجدت أسبابًا مساعدة تكاثرت ثم صالت وأحدثت لديه المرض، فلا يشعر إلا وهو فريسة للحمى طريحًا للفراش.
                          4- أما إذا غمست الذبابة كلها في الطعام أحدثت هذه الحركة ضغطًا داخل الخلية الفطرية الموجودة مع جسم الذبابة فزاد توتر البروز والسائل داخلها زيادة تؤدي إلى انفجار الخلايا، وخروج الأنزيمات الحالة لجراثيم المرض والقاتلة له، فتقع على الجراثيم التي تنقلها الذبابة بأرجلها فتهلكها وتبيدها، ويصبح الطعام طاهرًا من الجراثيم المرضية.
                          5- وهكذا تضع أبحاث العلماء تفسيرًا للحديث النبوي، مؤكد ضرورة غمس الذبابة كلها في السائل أو الغذاء ليخرج من بطنها الدواء الذي يقضى على ما تحمله من داء.
                          ب)- عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي  فقالت: إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال: "لا إن ذلك دم عرق، ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها ثم اغتسلي".
                          فماذا يقول العلماء المختصون المعاصرون؟
                          يقولون: إن الدم الوحيد الذي يخرج من الرحم – عادة – هو دم الحيض والنفاس أما الدم الآخر فمرجعه إلى نزيف يحدث في بعض الأغشية مما لا علاقة له بدم الحيض، فهل كان حديث أهل الاختصاص في عصرنا إلا مصدقًا لما قاله  من عصور لم يكن فيها معروفًا؟
                          ت)- روى الإمام مسلم عن طارق الجعفي أنه سأل النبي عن الخمر فنهاه عنه فقال: إنما أصنعها للدواء فقال: "إنه ليس بدواء ولكنه داء".
                          إن هذا الحديث يذكر أن الخمرة من أسباب المرض وليست من أسباب الشفاء. فماذا يقول الأطباء في عصرنا؟ ننقل للجواب على هذا ما ذكره صاحب كتاب روح الدين الإسلامي في هذا الموضوع، وقد نقل هو قسمًا من بحثه عن الإسلام والطب الحديث يقول:

                          تعليق


                          • #43
                            "الخمر أساسها مادة الكحول بكميات مختلفة، وهذه المادة توجد بنسبة خفيفة جدًا في جسم الإنسان في عملية هضم المواد السكرية... ولها فوائد طبيًا ولكن يظهر أن هذه الفوائد قاصرة على هذا القدر البسيط جدًا (والحديث لم يذكر أن ما يجري داخل الجسم من عملية التخمر فيه ضرر ولكن الكلام فيما نخمره ثم نشربه) فإن زاد عن ذلك أحدث ضررًا خصوصًا إذا كان التعاطي لمدة طويلة، فإنه يحدث التهابًا مزمنًا في الأعصاب وفي الكلى، وتصلبًا في الشرايين وتحجرًا في الكبد، وضعفًا في القلب.
                            وربَّ سائلٍ يقول: لم لا يؤخذ منه مقدار بسيط؟ (ولا يسأل هذا السؤال إلا إنسان يجهل أن الجسم متى اعتاد على الكحول طلبه وغلب عليه، فلم يعد يستطيع الصبر عنه).
                            والجواب أن الكحول يختلف عن أغلب المواد في أنه حتى بالمقادير البسيطة يحدث ضعفًا في قوة الإرادة والحكم، وتزداد به الانفعالات النفسية، وهذا هو الخطر، لأن الشخص يصبح شخصًا آخر، وإرادته تصبح غير إرادته الطبيعية، ومع علمه بضرر الزيادة في حالته الاعتيادية لا يقوى على منع نفسه، وهو تحت تأثير البسيط منه، وقد يحدث الشيء البسيط منه حركة انتعاش ولكن ضعف الإرادة المتولدة منه يجعل الشخص عبدًا لعادة شرب الخمر.
                            وإن تأثير الخمر يبدأ بمجرد وصول عشرة جرامات من الكحول إلى الدم للشخص البالغ، وهذا القدر يوجد في كأس واحدة من الويسكي أو الكونياك، وقد لا يصل الشخص إلى درجة السكر، ولكن على كل حال له أثر ملموس في حالة الشخص الجسمية والعقلية، وإذا فحص الشخص في هذه الحالة، نجد أن درجة إدراكه وتقديره قد تغيرت فعلًا، فهو مثلًا إذا كتب على الآلة الكاتبة زادت أخطاؤه عن المعتاد، وإذا قاد سيارة لم يتبع بالضبط قوانين المرور. وقد ثبت من الإحصائيات أن أكثر من 13 في المائة من حوادث المرور سببها الخمر.
                            والجرعة الواحدة من الخمر تحدث شيئًا من الارتفاع في ضغط الدم، وهذا الارتفاع وحده قد لا يكون له ضرر كبير ولكن الضرر يتضاعف إذا كان الشخص مرتفع الضغط من نفسه، ثم إذا كانت كمية الخمر وافرة كانت كافية لأن تحدث هيجانًا يزيد في الضغط لدرجة ينفجر معها شريان في المخ، يسبب شللًا قد ينجو منه الشخص جزئيًا أو لا ينجو كلية، إذ من المعلوم أن الشخص الذي ضغطه الدموي مرتفع يجب أن يلتزم الهدوء في حياته، لأن أي هيجان يزيد في ارتفاع الضغط يعرضه لانفجار شرياني، والسكران لا يمكنه أن يضبط عواطفه، وبالتالي لا يمكنه أن يضمن لنفسه هذا الهدوء.
                            والخمر تحدث عند غير المتعوّد عليها احتقانًا في المعدة، قد يسبب غثيانًا أو قيئًا، وإذا كانت الجرعة كبيرة سببت التهابًا في المعدة وعسر هضم يمتد إلى بضعة أيام.
                            ويرى بعض الأطباء أن الخمر ولو كانت قليلة جدًا، فهي ضارة بالخميرات في طول القناة الهضمية، وهذه الخميرات ضرورية لسير حركة الهضم سيرًا طبيعيًا. والخمر لها تأثير في الوراثة، فقد شوهد أن أولاد السكيرين ينشأون غير صحيحي الجسم، ضعفاء البنية ناقصي العقول، ويكون لديهم ميل إلى الإجرام ودافع إلى الشر. وأن من يبحث في كتب الطب يتولاه العجب عندما يقرأ مسببات الأمراض المختلفة. إذ يجد للخمر نصيب الأسد في ذلك.
                            لقد أصبحت فكرة التداوي بالخمر محض خرافة وتأكد كونها داء بعشرات الطرق، وأقل ما فيها ما ذكره "بتنام" في كتابه أصول الشرائع: النبيذ في الأقاليم الشمالية يجعل الإنسان كالأبله وفي الأقاليم الجنوبية يجعله كالمجنون".
                            ولعله وضح بعد هذا كيف أن كلمة الرسول  لا ينقصها شيء، لأنها محض الحق الذي لا تزيده الأيام إلا تثبيتًا وتأكيدًا.
                            ث)- قرر علماء الظواهر الطبيعية في عصرنا أن ما ينزل سنويًا من الأمطار في العالم لا يتغير مقداره بتاتًا، فلا يزيد ولا ينقص ولو مقدارًا بسيطًا، وعللوا ذلك بأن ما تقدمه الشمس من الحرارة نسبته ثابتة. والعوامل الأخرى التي تشارك في وجود ظاهرة المطر تبقى ثابتة ونسبة الأمطار بالتالي لا تتغير بتاتًا في كل عام، وأما ما نراه من كون المطر ينزل في منطقة واحدة بنسب مختلفة خلال سنين، فهذا لا يؤثر على جوهر القضية، لأنه ينقص في مكان على حساب زيادته في مكان آخر، فالنسبة بالنسبة للعالم كله واحدة وإن اختلفت بالنسبة لكل منطقة على حدة. وهو مصداقًا لقول الرسول : "ما عام بأمطر من عام".
                            ج)- روى أبو داو والترمذي عن ابن عباس حديث دخوله وخالد بن الوليد مع رسول الله على ميمونة. ومن الحديث قال: قال : "من أطعمه الله طعامًا فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن".
                            إن الحقيقة التي أشار إليها الحديث هي كون الحليب هو الغذاء الكامل وأي غذاء آخر يبقى فيه نقص كغذاء منفرد، أصبحت الآن تجدها في أي كتاب عن علم التغذية يصدر الآن، وذلك بعد أن تقدمت وسائل التحليل والتجريب، وتقدمت العلوم، فكانت حصيلة ما وصل إليه إنسان عصرنا متناسقةً تمامًا مع ما أشار إليه الرسول  في الحديث بشكل واضح، وهذه الحقيقة على بساطتها تدلك أن الكلمة النبوية حق وصدق لا يزيدها مرور الأيام إلا ثباتًا.
                            وهناك الكثير والكثير الذى يثبت صدق الرسول  فى كل ما قال، ويمكن للقارىء أن يجرى على شبكة النت أبحاثًا عديدة على تحرى صدق هذه الأحاديث، منها قوله  فيما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله : "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب".
                            ومنها أيضًا التداوى بألبان وأبوال النوق. عَنْ أَنَسٍ  أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ  أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ  فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ. رواه البخاري [أى جازاهم بمثل ما فعلوه فى الرعاة]
                            تتناول دراسة الدكتور "محمد مراد" الإبل في مجال الطب والصحة حيث يشير الى أنه في الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في معالجة الكثير من الأمراض ومنها أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وامراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الربو وضيق التنفس ومرض السكري، واستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج إضافة إلى أن حليب الإبل يساعد على تنمية العظام عند الأطفال ويقوي عضلة القلب بالذات، ولذلك تصبح قامة الرجل طويلة ومنكبه عريض وجسمه قوي إذا شرب كميات كبيرة من الحليب في صغره.
                            واستخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع والقشرة. ويقال إن في دماء الإبل القدرة على شفاء الإنسان من بعض الأمراض الخبيثة •
                            وقيل إن حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظرًا لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج ويساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة، وبصورة عامة يحافظ حليب الإبل على الصحة العامة للإنسان.
                            وتشير النتائج الأولية للبحوث التي أجراها بعض الخبراء والعلماء ان تركيب الأحماض الأمينية في حليب الابل تشبه في تركيبها هرمون الانسولين، وان نسبة الدهن في لحوم الإبل قليلة وتتراوح بين 1،2 في المئة و2،8 في المئة، وتتميز دهون لحم الابل بأنها فقيرة بالأحماض الأمينية المشبعة، ولهذا فإن من مزايا لحوم الإبل أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان.
                            يقول الباحث محمد أوهاج في بحث قام به عن فوائد أبوال النوق وأبوالها، إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين. وأوضح أن ما دعاه تقصي خصائص البول البعيري العلاجية هو أنه رأى أفراد قبيلة يشربون ذلك البول حينما يصابون باضطرابات هضمية واستعان ببعض الأطباء لدراسة البول الإبلي فأتوا بمجموعة من المرضى وسقوهم ذلك البول لمدة شهرين وكانت النتيجة أن معظمهم تخلصوا من الأمراض التي كانوا يعانون منها. كما ثبت علميًا أن بول الجمال يمنع تساقط الشعر.
                            والغريب أن أبوال الإبل دون اللبن قد أجريت عليه أبحاث علمية ومخبرية في كلية الزراعة جامعة الكويت بالتعاون مع مكتب الطب الإسلامي في الكويت عام 1988م تلخصت هذه التجربة في حقن نباتات مسرطنة بتراكيز مختلفة من بول الإبل بغرض إمكانية تثبيط نمو الخلايا السرطانية ببول الإبل والدراسة استندت إلى أن البدو في الكويت والصحراء العربية يعالجون السرطان ببول الإبل وقد خلصت الدراسة إلى أن بول الإبل قد أوقف نمو الخلايا السرطانية بعد عدة أسابيع من استعماله، وأنه يمكن أن يفيد في علاج سرطان الجهاز الهضمي وسرطان الدم.
                            وأجريت تجربة أخرى في السودان في جامعة الأحفاد 1989م تقول أنها وجد أن أكثر النساء البدو في المغرب العربي يغسلن شعورهم بأبوال الإبل وذلك لإزالة القشرة ولمنع تساقطه، ويعتقدون أنه يطيل الشعر. وبعد دراسة كبيرة وجد أن أبوال الإبل تحتوي على قدر عالي من مركبات الكبريت والثيوسلفيت وهي من أهم مكونات الشامبو ومنظفات الشعر.
                            فهل صدق الذى لا ينطق عن الهوى أم لا؟ بكل تأكيد. لكن هل ستعترف أنت بذلك، ولو أتيتك بكل دليل؟!
                            قارن هذا بالطب البديل من الإله يهوه لمعرفة صدق المرأة التى يتهمها زوجها بالخيانة: (17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. .. .. .. 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) عدد 5: 17-27
                            فهل أثبت العلم الحديث أنه من الممكن أن يشرب الإنسان ماء بالتراب ولا يمرض؟
                            وها هو الرب نفسه يأمر نبيه حزقيال أن يأكل كعكًا صنع من الشعير والخراء الآدمى: (12وَتَأْكُلُ كَعْكًا مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً، وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
                            ومنها أيضًا إخبار القرآن الكريم المنزل على سيد البشرية  وأخبره بحقيقة قوم عاد، التى طالما شكك فى وجودها علماء الغرب والشرق المسيحى؛ لأنها لم تُذكر فى كتابهم الذى يقدسونه. وجاء اكتشاف مكوك الفضاء الأمريكى الذى زود بجهاز له القدرة على تصوير التربة واختراقها حتى أكثر من عشرة أمتار. ووجد المكوك فى صحراء الربع الخالى نهرين جافين، يندفع أحدهما من الغرب إلى الشرق والآخر من الجنوب إلى الشمال، وهذان النهران يصبان فى بحيرة قطرها 40 كم، تقع فى جنوب شرق الربع الخالى وعلى ضفاف البحيرة عمرانا لم تعرف البشرية له نظيرا من حيث الحجم والضخامة. واكتشفوا حينما بدأوا فى ازالة الرمال عنها قلعة مُثمَّنة الأضلاع على أسوار المدينة مقامة على أعمدة ضخمة، وأن هذه الحضارة لم يكن يضاهيها حضارة أخرى، ولكن عاصفة رملية غير عادية قد دمرتها. وقرر علماء التاريخ والآثار أن هذه القصور هى التى وصفها الله تعالى فى القرآن من أكثر من 1440 سنة: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) الذاريات 41-42
                            وقال تعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) الحاقة 6-8
                            4) إخبار النبى  بالغيب:
                            ألا يدل هذا على نزول الوحى على محمد، وأنه رسول الله حقًا وصدقًا؟
                            وأخيرًا: يقول الكتاب الذى تقدسه عزيز الكاتب فى كيفية التعرف على النبى الصادق من مدعى النبوة: (17فقالَ ليَ الرّبُّ: (أحسَنوا في ما قالوا. 18سأُقيمُ لهُم نبيُا مِنْ بَينِ إخوتِهِم مِثلَكَ وأُلقي كلامي في فمِهِ، فيَنقُلُ إليهِم جميعَ ما أُكَلِّمُهُ بهِ. 19وكُلُّ مَنْ لا يسمَعُ كلامي الذي يتكلَّمُ بهِ باَسْمي أحاسِبُهُ علَيه. 20وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ. 21وإنْ قُلتُم في قلوبِكُم كيفَ نعرِفُ الكلامَ الذي لم يتكلَّمْ بهِ الرّبُّ 22فأُجيبُكُم أنَّ النبيَ الذي تكلَّمَ باَسْمِ الرّبِّ ولم يَحدُثْ كلامُهُ بصُدقٍ، فذلِكَ الكلامُ لم يتكلَّمْ بهِ الرّبُّ، بل زادَ فيهِ النَّبيُّ على الحقيقةِ فلا تخافوا مِنهُ.) التثنية 18: 17-22
                            ومعنى ذلك أنه إذا أنبأ نبى عن الغيب وحدث، فهو نبى الله حقًا، وإلا لكان جزاؤه القتل. وقبل أن أبدأ فى إخبار النبى  بالغيب، أريد أن نطبق هذا على الكتاب الذى تقدسه، ليتبين لك مدى موضوعيتك فى البحث، ومبلغ جديتك فى الإيمان:
                            لقد تنبأ يسوع بعودته قبل نهاية هذا الجيل الذى يعيش فى عصره: (34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.) متى 24: 34
                            وتوقع أن يجد فى شجرة التين تينًا، ولم يجد فيها: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                            وانتقى تلاميذه لحمل لواء دعوته من بعده، وتعليمها للناس، فإذا هم أغبياء، لا يفهمون، وتضجر منهم وتأفف من غبائهم.
                            وأخبر اليهود أنهم سيبحثون عنه، ولن يجدوه، وقد عثر عليه اليهود ةأمسكوا به وقتلوه: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                            وفى النهاية: كيف مات يسوع؟ مقتولا على الصليب. إذن فقد ثبت عند اليهود ادعائه للنبوة!! ألم أقل لك إن كتبة هذه الأسفار يسبُّون يسوع وأمه؟
                            وبعد أن أثبتنا بمثلين كيف فشل يسوع الإنجيلى فى معرفة الغيب، نرى الآن كيف صدق تنبؤ القرآن بأمور ستحدث فى المستقبل، وكشفت للرسول  كدليل من أدلة نبوته ، وهى فى الحقيقة كثيرة جدًا، نذكر منها الآتى:
                            1- انتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم أول الأمر:
                            قال تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ ... ) الروم 2
                            جاءت الآية تبشر المسلمين، الذين انتابهم الحزن على هزيمة الروم المسيحيين، من الفرس الوثنيين، فهم أقرب لقلوب المسلمين من الوثنيين، بأن الروم سينتصرون على الفرس فى بضع سنين، وأن المعركة فى أخفض بقعة على سطح الأرض فى البحر الميت: (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ). وكلمة "بِضع" في اللغة تدل على ما بين ثلاث وتسع، وقد جاء انتصار الروم على الفرس بعد تسع سنين من نزول الآية.
                            2- انتصار المسلمين في معركة "بدر":
                            قال تعالى (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) القمر 45
                            وقد نزلت هذه الآية قبل غزوة بدر بسبع سنين، ولم يكن قد شرَّع الله لهم القتال، وهى من الإعجاز الغيبى بالقرآن الكريم. فقد نزلت هذه الآية تخبِر أن الكفار سينْهَزمون وسوف يَفِرّون من أمام المسلمين، ولم يكن هناك ثَمّةَ قتال، وكان حال المسلمين قد بلغ من الضعف مبلغًا يصعب معه تصديق مثل هذه النبوءة إلا على من كان راسخ الإيمان بأن هذا الكلام هو كلام الله. بل تعجب عمر بن الخطاب  عند نزول هذه الآية، وتساءل أى جَمْع (هذا الذي) يُهْزَم؟!! وعرف تأويلها يوم بدر، عندما رأى النبي يَثِبُ في الدّرْع وهو يقول "سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُولُّون الدُّبُر".
                            3- موت أبي لهب على الكفر:
                            قال تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) المسد 1-5
                            نزلت هذه السورة قبل موت أبى لهب بعشر سنوات، وهى تخبرنا موته وزوجته على الكفر، وأنهما لن يدخلا الإسلام، وأن مصيرهما إلى النار. وهو أمر غيبي أوحاه الله لنبيِّه ، وكان بإمكان أبي لهب أن يعلن إسلامه ليكذِّب هذا الخبر – ولو في الظاهر – لكنه لم يفعل.
                            وقد أحدثت هذه الآيات وقعًا عظيمًا على بعض الكفار الذين أرادوا البحث في القرآن عن أخطاء ليشككوا المسلمين بكتاب ربِّهم تعالى، فأبهرتهم هذه الآية - من ضمن آيات كثيرة – فما كان من هذا الراغب بالتشكيك بالقرآن إلا أن يُعلن إسلامه ويصير من الدعاة للإسلام، وهو الدكتور "جاري ميلر".
                            ومما قاله في صدد هذه الآيات :
                            "هذا الرجل - أبو لهب - كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا لدرجة أنه كان يتبع محمدًا  أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول ، إذا رأى الرسول يتكلم إلى أناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود! ولو قال لكم ليل فهو نهار! والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم  ويشكك الناس فيه.
                            وقبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها "سورة المسد"، هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار، أي بمعنى آخر: أن أبا لهب لن يدخل الإسلام، وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول "محمد يقول إني لن أسلم وسوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الاسلام وأصبح مسلمًا، الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟" ، لكنَّ أبا لهب لم يفعل ذلك تماما، رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول ، لكنه لم يخالفه في هذا الأمر، يعني القصة كأنها تقول إن النبي  يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تُنهيني؟ حسنًا لديك الفرصة أن تنقض كلامي! لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة! لم يسلم، ولم يتظاهر حتى بالإسلام! عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الاسلام بجملة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد ، ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم.
                            كيف لمحمد  أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة، إن لم يكن هذا وحيا من الله؟ كيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحد "هذا وحي من الله".
                            4- يقول الله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) الرحمن 17
                            وتعجب بعض المكذبين للقرآن الكريم من ذكر الله لمشرقين ولمغربين؛ حيث تعودوا على وجود شروق واحد وغروب واحد للشمس. فكيف يكون هناك مرشقين ومغربين؟ إلا أن العلم الحديث كشف حقائق تؤكد دقة هذه الآية القرآنية الكريمة.
                            من المعلوم علميًا أن الأرض تتعرض في كل لحظة خلال دورانها حول نفسها لشروق وغروب، وأن الأرض ليست هى الكوكب الوحيد الذي تشرق عليه الشمس، حيث وجدوا أن الكون يحوي مليارات الكواكب التي تدور حول شموسها وبالتالي هناك مليارات المشارق والمغارب. وهذا ما أخبر عنه القرآن بل وأقسم به، يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) المعارج 40
                            إلا أن الاكتشاف الجديد [وهو ليس بجديد على كتاب الله تعالى] الذي رصده العلماء اليوم هو كوكب يدور حول شمسين، مصداقًا لقول الله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) الرحمن 17. وقد أطلق عليه علماء وكالة ناسا اسم "كيبلر بي 16". ويؤكد العلماء وجود عدد كبير جدًا من هذه الكواكب في المجرات البعيدة.
                            فهل يمكن لإنسان عاقل إلا أن يصدق ما جاء به محمد  من عند ربه؟
                            وما قيل في القرآن يقال في السنَّة النبويَّة، فقد جاءت السنَّة بمسائل من الغيب أخبر بها النبي  بوحي من ربِّه تعالى، مما ثبت في ذلك:
                            1- قوله  لابنته فاطمة رضي الله عنها (وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ) رواه البخاري (3426) ومسلم (2450) .
                            قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-: "وفي الحديث إخباره  بما سيقع، فوقع كما قال، فإنهم اتفقوا على أن فاطمة رضى الله عنها كانت أول مَن مات مِن أهل بيت النبي  بعده حتى مِن أزواجه " انتهى من " فتح الباري " (8: 136) .
                            2. عَنْ أَبِي بَكْرَةَ  قال: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهْوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ "إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". رواه البخاري ( 3430 ) .
                            وكان المسلمون يومئذ فِرقتين: فِرقة مع الحسن ، وفرقة مع معاوية ، وهذه معجزة عظيمة من النبي حيث أخبر بهذا فوقع مثل ما أخبر.
                            3- عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ  إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ (يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ) قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا قَالَ (فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ [المرأة في الهودج] تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ) قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ (وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى) قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ (كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ فَلَيَقُولَنَّ لَهُ أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَقُولُ أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ) قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ  (يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ). رواه البخاري ( 3400 ) .
                            والحديث واضح الدلالة فيما نحن فيه، وقد تحققت النبوءة الثالثة في زمن الخليفةِ الراشدِ عمر بن عبد العزيز، وقد ذكر الإمامُ البخاري هذا الحديثَ تحت باب "علامات النبوَّة في الإسلام".
                            4- وأن أسرع أزواجه لحوقًا به (أطولهن يدًا) فكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها أسرعهن لحوقًا به لطول يدها بالصدقة.
                            5- (وأن الحسين بن علي رضي الله عنهما يقتل بالطف) وهو بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نهر الفرات، والآن اشتهر بكربلاء، فاستشهد الحسين رضي الله عنه في الطف كما أخبر.
                            6- وأن الموتتين أي الوباء والطاعون يكون بعد فتح بيت المقدس، وكان هذا الوباء في خلافة عمر  بعمواس من قرى بيت المقدس، وبها كان عسكره، وهو أول طاعون وقع في الإسلام مات به سبعون ألفًا في ثلاثة أيام.
                            7- أنبأ النبى  بمقتل عمر وعثمان.
                            (عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ  حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِىَّ  صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ «اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ».)
                            (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ  فِتْنَةً فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ «يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا الْمُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا». قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ)
                            (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِىِّ  فَدَخَلَ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ فَقَضَى حَاجَتَهُ فَقَالَ لِى«يَا أَبَا مُوسَى أَمْلِكْ عَلَىَّ الْبَابَ فَلاَ يَدْخُلَنَّ عَلَىَّ أَحَدٌ إِلاَّ بِإِذْنٍ». فَجَاءَ رَجُلٌ يَضْرِبُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ». فَدَخَلَ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ». فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَدَخَلَ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَضَرَبَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ عُثْمَانُ. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ«افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ».)
                            8- وأن أشقى الآخرين من يصبغ هذه من هذه. يعني لحية علي من دم رأسه، يعني يقتله وهما رضي الله عنهما استشهدا كما أخبر.
                            9- اخباره بقصص الأنبياء السابقين عليهم السلام، والأمم البالية، دون أن يسمع بذلك من أحد، ومنهم من لم يُذكر من الأساس فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون. وقد أكد الله تعالى ذلك بقوله: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) هود 49
                            10- وأن النبي  أخبر الصحابة بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق.
                            11- إنشقاق القمر: فقد روى أحمد والبخاري ومسلم في صحيحهما أن أهل مكة سألوا رسول الله  أن يريهم آية فأراهم القمر شقين، قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله  فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، وأنزل الله تعالى مصداق ذلك: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) القمر 1-3
                            وفى الحقيقة إن المعجزات كثيرة جدًا جدًا، قد يتسع لها عدة مجلدات بسند الرواة، وقيل إنها تبلغ ألفًا وقيل ثلاث آلاف. منها بالاختصار:
                            1- القرآن الكريم
                            2- انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين على كل جبل جزء
                            3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رآها وشاهد مغاربها ومشارقها، وقال تعالى له: إن ملك أمته سيبلغ ما زوى له منها .
                            4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى أتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
                            5- نبع الماء من بين أصابعه .رواه البخاري
                            6- تسبيح الحصى بكفه .رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
                            7- تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن ابن مسعود .
                            8- تسليم الجحر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوه .
                            9- تكليم ذراع الشاة المشوية المسممة له  فأخبره أنه مسموم .رواه البخاري .
                            10- أن البعير شكا إليه الجهد أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود .
                            11- شهاد الذئب له بالنبوه .رواه الطبراني وابو نعيم .
                            12- أنه جاء مرة إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخله صغيره وأخرى بعيده عنها .ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني .
                            13- أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأ بها .رواه أبو داود والنسائي .
                            14- أن عين قتاده بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحـد (أقوى) من العين الصحيحه .رواه الحاكم وغيره من عدة طرق .
                            15- أن عين أبي طالب  برأت من الرمد حين تفل فيها .متفق عليه .
                            16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت. رواه البخاري.
                            17- أن أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول إن عندي قعودًا أعلفه كل يوم أقتلك عليه. فيقول  بل أنا أقتلك إن شاء الله، فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير، فقال: قتلني محمد فقالوا: ليس بك بأس. قال: إنه قال: أنا أقتلك فلو بصق علي لقتلني فمات.
                            18- أنه أخبر أمية بن خلف أنه يقتله. فقتل كافرًا يوم بدر .رواه البخاري .
                            19- أنه عد لأصحابه في بدر مصارع الكفار (الأماكن التى سيصرعون فيها) فقال: هذا مصرع فلان غدًا ويضع يده على الأرض، وهذا، وهذا، فكان كما وعد. وما تجاوز أحد منهم موضع يده. رواه ابو داود.
                            20- أنه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر. رواه البخاري .
                            21- أنه قال في الحسن بن علي إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال. فإنه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفًا على الموت فتنازل عن الخلافه لمعاوية حقنا لدماء المسلمين .رواه البخاري.
                            22- أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان  أنه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال. رواه البخاري .
                            23- أنه أخبر بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها في المدينة، فجاء الخبر بما أخبر به .ذكره ابن اسحاق وغيره .
                            24- أنه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
                            25- أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله  من الرضاع أنها قد رفعت في خمار أسود على بغله شهباء فكان كذلك .رواه أبو نعيم .
                            26- أنه دعا أن يُعز الإسلام باحدى العمرين، فأصابت عمر بن الخطاب  ورفض أبو جهل ابن الهشام. فعز بإسلامه كل من أضحى مسلما .
                            27- أنه دعا لعلي بن أبي طالب  بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ، رواه البيهقي.
                            28- أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحرًا زخارًا واسع العلم
                            29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأن يعيش سعيدا ويقتل شهيدًا فكان كذلك.
                            30- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدًا ذكرًا ،وكان له نخل يحمل في كل سنة حملين .
                            31- أنه قال في رجل مسلم، غزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين، إنه من أهـل النار، فأصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمدًا.‍‍‍‍‍‍(وقاتل نفسه في النار) متفق عليه
                            32- كان بينه وبين عتيبه بن أبي لهب أذى، فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبًا من كلابه فقتله الأسد . رواه أبو نعيم وغيره .
                            33- أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا. وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت .متفق عليه
                            34- أنه أمر عمر الفاروق  أن يزود أربع مائة راكب أتو إليه من تمر كان عنده فزودهم منه، والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض، فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد .رواه أحمد وغيره .
                            35- أنه أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـ وهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وانصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطام .متفق عليه .
                            36- أنه أطعم أهل الخندق أيضا من تمر يسير أتت به إليه جاريه.رواه ابو نعيم
                            37- أنه أطعم جماعة من أقراص شعير قليلة بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس .
                            38- أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وعاء التمر ـ ورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة. ودعا له بالبركه فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه .
                            39- أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيرًا من طعام قدم إليه في قصعة ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر .كما رواه أبو نعيم .
                            40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضهةمن تراب وقال: شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابًا كلهم، وهزموا عن أخرهم .رواه مسلم وغيره .
                            41- أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربه رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم .
                            42- معجزة الأسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
                            43- فيضان ماء بئر الحديبية
                            44- قدح لبن روى الكثير من الناس ببركته 
                            45- امتلاء عكة سمن لأم سليم بعد فراغها
                            46- توفية دين جابر الذي استغرق كل ماله
                            47- سلام الحجر عليه 
                            48- توقير الوحش له  واحترامه إياه
                            49- احترام الأسد لمولى الرسول  وقيادته إياه إلى زملائه للحاق بهم
                            50- نطق الغزالة ووفاؤها له 
                            51- خروج الجن من الصبي بدعائه 
                            52- شفاء الضرير بدعائه 
                            53- شفاء صبي من امرأة من خثعم بفضل سؤره 
                            54- تحول جذل الحطب سيفًا لعكاشة بن محصن يوم بدر
                            55- صدق إخباره بالغيب
                            والكثير غيرها. وقد ذكرت لك ما ذكرت بالاختصار. وعليك التحقق من صدقها فى المراجع والكتب الإسلامية (دلائل النبوة، للبيهقى)
                            وعلى النت الكثير من المواقع التى تذكر معجزاته . اذكر منها:
                            http://ejabat.google.com/ejabat/thre...4877ac7fa304ab
                            وإذا قلنا إن المعجزة هى أمر خارق للعادة يجريه الله على يد نبيه دليلا على صدقه أمام قومه. مثال لذلك ما قاله عيسى  قبل أم يجرى معجزة إحياء الموتى بإذن الله، فقد رفع عينيه إلى السماء، وطلب من الله تعالى أن يحقق على يديه هذه المعجزة، ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) فكانت المعجزة فقط لإثبات نبوة عيسى .
                            ولا يتبقى لنا من إثباتات لنبوة الرسول  إلا ما قاله المنصفون من المستشرقين فى أخلاقه، وسلوكياته، وطبيعة رسالته وثمارها:
                            يقول مايكل هارت المسيحى الكاثوليكى فى كتابه (محمد الأعظم فى تاريخ الإنسانية) ترجمة محمود أباشيخ بتصرف منى: إن (اختياري لمحمد ليقود قائمة أعظم مئة شخص تأثيرًا في تاريخ البشرية قد يدهش البعض وقد ينتقدني آخرون، غير أن محمدًا هو الشخص الوحيد [الذى] وصل إلي قمة النجاح علي المستوى الديني والمدني. ... وأصبح قائدًا دينيًا وسياسيًا ذو تأثير بالغ، وبعد 13 قرنًا من وفاته، فإن أثر محمد ما يزال قويًا ومتغلغلا.
                            إن أكثر الذين اخترتهم أتيحت لهم فرصة الولادة والنشأة في مراكز حضارية وتحت ظل دول لها تأثير سياسي وثقافي، بينما ولد محمد عام 570 في مكة جنوب شبه الجزيرة العربية وكانت حين ذاك منطقة متأخرة جدًا عن ركب الحضارة، لقد ولد محمد بعيدًا عن مراكز التجارة والثقافة والعلم.
                            تيتم في السادسة، ونشأ في بيئة متواضعة، و... لم تكن هناك أي أثار خارجية تشير إلي شخصيته الفذة حتى وهو يقارب الأربعين.
                            ... ولهذا التقييم سببان أساسيان، وأول هذه الأسباب هي أن الدور الذي لعبه محمد في تطور الإسلام أكبر بكثير جدًا من الدور الذي لعبه يسوع في تطور المسيحية، إن يسوع هو المسئول الأول عن الأمور الأخلاقية الرئيسية المخالفة لليهودية، غير أن بولس هو المطور الرئيسي للعقيدة المسيحية، وهو الداعي إلي مبادئها والكاتب للجزء الأكبر من العهد الجديد من الكتاب المقدس.
                            أما محمد فقد كان مسئولا عن كلا من العقيدة الإسلامية والمبادئ الأخلاقية والمعنوية الكبرى، إضافة إلي ذلك فإن محمدًا لعب دورًا أساسيًا في الدعوة إلي الإسلام وإقامة شعائرها. ...
                            أضف إلي ذلك أن محمدًا - علي خلاف يسوع - كان قائدًا مدنيًا ودينيًا في نفس الوقت، وفي الحقيقة فإن محمد كان القوة الدافعة للفتوحات العربية، مما يجعله يُقَيَّم كأعظم قائد سياسي في كل الأزمنة. و... نري إن الفتوحات العربية في القرن السابع لعب دورًا مهمًا في تاريخ الإنسانية ولا يزال إلي يومنا هذا، وأن جمع محمد غير المسبوق بين الزعامة الدينية والمدنية تجعله يستحق أن يعتبر محمد وحده الأعظم تأثيرًا علي الإنسانة.
                            [وهو عين ما قاله العالم الأمريكى مايكل هارت: إن محمدًا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".]
                            محمد في عيون فيلسوف هندوسي (ك. س. رامكرشنة راو أستاذ الفلسفة بجامعة ميسور في الهند، وهو هندوسى الديانة)
                            ولد محمد وفقًا لما قرره المؤرخون المسلمون في صحراء الجزيرة العربية يوم العشرين من شهر إبريل في عام خمسمائة وواحد وسبعين بعد المسيح. واسمه يعني "المثنى عليه أو الممدوح أو المحمود حمدًا كثيرًا" وهو بالنسبة لي أعظم عقل مفكر أنجبته الجزيرة العربية على الإطلاق.
                            ... استطاع محمد بروحه العظيمة أن ينشئ منها عالمًا جديدًا وحياة جديدة وثقافة جديدة وحضارة جديدة ومملكة جديدة امتدت من مراكش إلى شبه القارة الهندية، وأن يؤثر في فكر وحياة ثلاث قارات هي آسيا وإفريقية وأوروبا.
                            وعندما فكرت في الكتابة عن النبي محمد كنت مترددًا بعض الشيء لأنني سأكتب عن دين لا أعتنقه، وإنه لأمر بالغ الحساسية أن يفعل المرء ذلك لأنه يوجد الكثير من الناس الذين يعتنقون ديانات متنوعة وينتمون إلى مذاهب فكرية وطوائف مختلفة حتى داخل الدين الواحد. وعلى الرغم من أن البعض يزعم أحيانًا أن الديانة مسألة شخصية تمامًا فإنه لا يمكن إغفال أن الدين يميل إلى الإحاطة بالكون بأسره ما نرى منه وما لا نرى أيضًا، وهو بطريقة ما يتخلل مـن حين إلى آخر قلوبنا وأنفسنا وعقولنا فـي مناطـق الوعي ومـا دون الوعي.
                            ولكن يوجد جانب آخر لهذه المسألة؛ فالإنسان يعيش في المجتمع وترتبط حياتنا ـ شئنا أم أبينا وبطريقة مباشرة وغير مباشرة ـ بحياة الكثيرين، فنحن جميعًا نأكل من ثمرات تزرع في نفس الأرض ونشرب الماء من نفس النبع ونستنشق هواء نفس الجو، ومع تمسكنا الشديد بآرائنا الشخصية فإنه سيكون من المفيد ـ لا لغرض آخر سوى تشجيع الانضباط المناسب في البيئة المحيطة بنا ـ لو أننا عرفنا أيضًا بدرجة أو بأخرى كيف يفكر جارنا وما هي المنابع الأصلية لتصرفاته.
                            ومن زاوية الرؤية هذه تصبح محاولة المرء للتعرف على جميع أديان العالم شيئًا مرغوبًا فيه، وذلك بالروح الصحيحة، من أجل تشجيع التفاهم المتبادل والتقبل الأفضل لجيراننا على المدى القريب والبعيد. ... وإذا كنا نفكر في أن نصبح في يوم من الأيام مواطنين للعالم الذي بين أيدينا فمن واجبنا أن نحاول ولو محاولة صغيرة التعرف على أديان العالم الكبرى ونظم الفلسفة التي تحكم البشرية.
                            يقول السير "وليم موير" وهو ناقد عدواني متحدثًا عن القرآن الكريم: (لا يوجد في العالم على الأرجح كتابًا آخر بقي إثني عشر قرنًا بنصه مثل هذا النقاء). ويمكنني أن أضيف أن النبي محمد شخصية تاريخية أيضًا؛ فكل حادثة في حياته دونت بدقة بالغة وحتى أدق التفاصيل حفظت سليمة للمتأخرين، إن حياته وأعماله لم يكتنفهما الغموض ولم تكن محاطة بالأسرار. ولا يحتاج المرء إلى البحث المجهد عن المعلومات الدقيقة ولا الانطلاق في رحلات مرهقة لكي يفصل القشرة عن حبة الحق.
                            إن عملي هذا مستنير لأن الأيام التي كان يساء فيها إلى حد بعيد عرض الإسلام وتقديمه بواسطة نقاده لأسباب سياسية وغير سياسية هي في إدبار وإلى زوال.
                            يقول الأستاذ بيفان Prof. Bevan في كتاب "كمبردج لتاريخ العصور الوسطى": "إن التقارير التي وصف فيها محمدٌ والإسلام المنشورة في أوروبا قبل بداية القرن التاسع عشر يجب اعتبارها الآن مجـرد فضول أدبي أو استثناءات أدبيـة Literary curiosities ".
                            إن المشكلة التي أواجهها مـن أجل كتابة هـذه الفقرة أصبحت أكثر سهولة مـن ذي قبل لأننا كنقاد - وبوجه عام - لم نعـد نقتات الآن على مثل هـذا النوع مـن التاريخ. ولسنا فـي حاجة إلـى كثير مـن الوقت نمضيه في الإشارة إلى إساءاتنا فـي عرض الإسلام وتقديمه.
                            فمثلًا النظرية التـي تقول بانتشار الإسلام بالسيف لم تعـد تردد الآن بكثرة في أي دائرة تستحق الذكر. فمبدأ "لا إكراه في الدين" هو مبدأ معروف ومشهور جدًا في الإسلام.
                            يقول المؤرخ العالمي الشهير "جيبون": "إن شريعة خبيثة قد ألصقت بالمحمديين وهي: يجب استئصال جميع الأديان بالسيف".
                            ويقول المؤرخ البارز: إن هذه التهمة الجاهلة والمتطرفة يدحضها القرآن كما يدحضها تاريخ الفتوحات الإسلامية وما اشتهر الفاتحون به من تسامح تجاه العبادة المسيحية معروف ومشروع.
                            إن أعظم نجاح في حياة محمد جاء نتيجة للقوة الأخلاقية فقط وبلا ضربة سيف واحدة.
                            لقد كان الهدف من بعثة النبي محمد  ورسالته، وكل الغاية من حياته ومنتهاها هو أن يخدم الإنسان وأن يهذب الإنسان وأن يزكي الإنسان وأن يعلم الإنسان، وباختصار أن يجعل من الإنسان إنسانًا متمدنًا متحضرًا.
                            لقد كان مصدر إلهامه الوحيد والقاعدة الهادية الوحيدة له في أفكاره وأقواله وأفعاله هو المصلحة البشرية. لقد كان إنسانًا بكل ما في الكلمة من معان. وكانت سعادة نفسه ورضاها في التعاطف والتواد والمحبة الإنسانية.
                            تقول إيفلين كوبولد (نقلا عن قيم حضارية لمحمد مسعد ياقوت): "لعمري، ليجدن المرء في نفسه، ما تقدم إلى قبر محمد [] روعة ما يستطيع لها تفسيرًا، وهي روعة تملأ النفس اضطرابًا وذهولًا ورجاء وخوفًا وأملًا، ذلك أنه أمام نبي مرسل وعبقري عظيم لم تلد مثله البطون حتى اليوم.. إن العظمة والعبقرية يهزان القلوب ويثيران الأفئدة فما بالك بالعظمة إذا انتظمت مع النبوة، وما بالك بها وقد راحت تضحي بكل شيء في الحياة في سبيل الإنسانية وخير البشرية".
                            إن مسيرة الرسول محمد ، الكفاحية ونضاله العظيم لنشر رسالة الإسلام قد أدت إلى نتائج عظيمة، أهمها: خدمة وحدانية الله بإسقاط الوثنية، ومن ثم خدمة الإنسانية كنتيجة منطقية بانتشار رسالة الإسلام بين الشعوب العربية من جهة، ولكونها رسالة عالمية من جهة أخرى،فكان أن عم خيرها البشرية جمعاء، وقدمت الحلول المنطقية لخلاص الأمم من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والروحية.
                            ويؤكد القس دافيد بنجامين كلدانى (عبد الأحد داود) في مؤلفه: "محمد في الكتاب المقدس" هذه الحقيقة بأن الرسول خادم الله والإنسانية بقوله:
                            (إن الخدمة الجليلة العظيمة المدهشة التي قدمها محمد  لله، ولصالح البشر، لم يقدمها أي مخلوق من عباد الله ملكًا كان أو نبيًا، خدمته لله فإنه أقلع جذور الوثنية من جزء كبير من الأرض، وأما خدمته للإنسان فقد قدم له أكمل دين وأفضل شريعة لإرشاده وأمنه).
                            ويتابع القس دافيد بنجامين كلدانى القول: (أقام دين الإسلام الذي وحد في أخوة حقيقية، جميع الأمم والشعوب التي لا تشرك بالله شيئًا.إن جميع الشعوب الإسلامية تطيع رسول الله وتحبه تحترمه؟ لأنه مؤسس دعائم دينها، ولكنها لا تعبده أبدًا ولا ترفعه إلى مقام التقديس والتأليه).
                            ويقارن عبد الله لويليام حال العالم بعد عهد محمد  وبين عصر الجاهلية فيقول: (لما شرف محمد [] ساحة عالم الشهود بوجوده الذي هو الواسطة العظمى والوسيلة الكبرى إلى اعتلاء النوع الإنساني وترقيه في درجات المدنية أكمل ما يحتاجه البشر من اللوازم الضرورية على نهج مشروع وأوصل الخلق إلى أقصى مراتب السعادة بسرعة خارقة. ومن نظر بعين البصيرة في حال الأنام قبله [] وما كانوا عليه من الضلالة.. ونظر في حالهم بعد ذلك وما حصل لهم في عصره من الترقّي العظيم رأى بين الحالين فرقًا عظيمًا كما بين الثريا والثرى).
                            وقالت إفلين كوبلد فى كتابها (البحث عن الله) ص52: (.. امتدت أنوار المدنية بعد محمد [] في قليل من الزمان ساطعة في أقطار الأرض من المشرق إلى المغرب حتى إن وصول أتباعه في ذلك الزمن اليسير إلى تلك المرتبة العلية من المدنية قد حيّر عقول أولي الألباب. وما السبب في ذلك إلا كون أوامره ونواهيه موافقة لموجب العقل ومطابقة لمقتضى الحكمة).
                            إن عالمية الرسالة الإسلامية وإنسانيتها جعلت من النبي محمد ، رسول البشرية جمعاء وزعيم مريدي الخير للإنسانية، وذلك كما يرى ماكس فان برشم المستشرق السويسري (1863-1921) بمعرض حديثه عن دور النبي محمد  التاريخي العظيم في حياة العرب والشعوب التي دخلت في الإسلام، فارتقت من وهاد الضلالة إلى معارج النور والحضارة، يقول في كتابه: "العرب في آسية"
                            (إن محمدًا [] نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية، وإن ظهور محمد [] للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال، وإن افتخرت آسية بأبنائها فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح، أن نغمط حق محمد [] الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثه، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء إطلاعًا على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسان، إنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد [] ما ينقصه، ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه و تعظيمهم له).
                            وتلخص الموسوعة البريطانية السيرة الكفاحية لحياة الرسول محمد واجتهاده في رفع راية التوحيد وعظمته عربيًا وإسلاميًا وعالميًا فتقول: (إن محمداً [] اجتهد في الله وفي نجاة أمته، وبالأصح اجتهد في سبيل الإنسانية جمعاء".
                            ويقول القس بنيامين كلدانى(عبد الأحد داوود) فى كتابه (محمد في الكتاب المقدس ص 82): (وما أجمل ما قال المعلم العظيم محمد : "الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله")
                            ويقول أيضًا: (إن الإسلام اعتنى بالإنسان أكثر من أي من الأنظمة الأخرى، وكرم الإنسان من الأشكال، بحيث إن الانتحار نجد ما يبرره إذا إنسان عمله. بينما الإسلام يمنع الانتحار لأن الإنسان له الكرامة العليا فهناك حديث عن الرسول : سئل رسول الله من قتل هذا الشخص فقالوا لا ندري فقال القتيل بين المسلمين ولا تدري من قتله. والذي بعثني بالحق لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مسلم ورضوا به لأكبهم الله على وجوههم في النار. فلو أن كل المسلمين قبلوا على قتل واحد ظلمًا لوضعهم الله جميعهم في النار نتيجة هذا).
                            وهناك آيات كثيرة في هذا الصدد، تبين كيف رفع الإسلام من شأن الإنسان وصان حقوقه، بفضل دعوة محمد : قال الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء 70، هذه كلها تعكس أن نظرة الإسلام نظرة عالية ويهتم بالإنسان ويهتم بحقوقه، حتى جعل قتل نفس واحدة بغير حق كقتل البشرية كلها منذ أن خلق الله آدم وحتى قيام الساعة.
                            (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) المائدة 32
                            نعم لقد اعتبر الإسلام أن المؤمنين جميعًا جسدًا واحدًا، إذا اشتكى منه عضو، عانت باقى الأعضاء. لقد قال الصادق الأمين : (مثَلُ المؤمنين في توادّهم وتراحُمِهم كمثلِ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".) رواه البخاري
                            وسُئل النبى  عن أفضل المؤمنين، فقال: (يا رسول الله! أي المؤمنين أفضل؟ قال أحسنهم خلقا ...) الإمام ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
                            وقال : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صححه الألباني في الصحيحة
                            وقال : (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أحمد
                            عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا). الترمذي وأحمد في المسند
                            وقال : (أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق) رواه الترمذي والحاكم

                            تعليق


                            • #44
                              وقد سأل النجاشى جعفر  عن الإسلام، وما قدمه النبى  لأمته، فقال: (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ،وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ …). أحمد عن أم سلمة
                              وقال : (إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا) رواه أحمد والترمذي وابن حبان
                              وقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى). رواه الإمام أحمد بن حنبل في باقي مسند الأنصار - برقم 22391
                              بل رفع عن البشرية كلها كاهل أصرها والأغلال التي كانت عليها فقال لهم: (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...) الحجرات 13
                              ومن إنسانيته  دعوته إلى مكارم الأخلاق: قال رسول الله : "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولامتاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد سب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). رواه مسلم
                              وغرس فى قلوب البشر الحب حتى في الجماد، فقال  عن جبل أحد: "أحد جبل يحبنا ونحبه".
                              ومن تكريمه للإنسانية أنه وقف يومًا لجنازة يهودي عندما مرت أمامه، وعندما قالوا له: إنها جنازة يهودي يا رسول الله، قال: أوليست نفسًا خلقها الله؟
                              (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة 2
                              وصدق الله العظيم الحليم القائل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) الجمعة 2
                              (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة 177
                              بل نفى الرسول  انتماء الشخص إلى الإسلام إذا لم يأمن الناس من لسانه ويديه، أو إذا نام شبعانًا وجاره جوعان، أو آذى إنسان أو المجتمع بأى صورة:
                              عن أبي هريرة عن النبي  قال: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) رواه أحمد فى مسنده 8918
                              وقال :
                              "من حملَ علينا السلاحَ فليسَ منا"
                              "من خبب عبدًا على أهله فليس منا، ومن أفسد امر أة على زوجها فليس منا"
                              "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه"
                              "من غش فليس منا"
                              "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء"
                              "ليس منا من سحر، أوسحر له، أو تكهن، أو تكهن له، أو تطير، أو تطير له"
                              " ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من مات على عصبية"
                              "ليس منّا مَنْ باتَ شبعانًا وجاره جائع"
                              "ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه كلّ يوم"
                              "ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يحسن صحبة من صحبه، ومخالقة من خالقه، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره"
                              "من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار"
                              لقد جاء محمد  من أجل تزكية نفوس البشرية، وتعليمهم الحب للإنسان، مهما كانت ديانته أو لونه، وتعليم الإنسان الحي للحيوان، وللجماد، وعلمهم الرفق فى كل شىء: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله). متفق عليه.
                              وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي  قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). صحيح مسلم
                              (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). رواه مسلم.
                              وقال : (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه). رواه مسلم.
                              وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول : (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه). متفق عليه
                              يقول العلامة الألمانى برتلي سانت هيلر (1793-1884) (الشرقيون وعقائدهم) عن محمد  ونشر قيم العدالة والمساواة: (كان محمد رئيسًا للدولة وساهرًا على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفًا ورحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة.)
                              كان الرسول كقائد سياسي ورجل حكم وإدارة بالغ الحرص على تطبيق المساواة على الجميع، خاصة وقد وضع نفسه على قدم المساواة مع سائر المسلمين، يقول مولانا محمد علي:
                              (وفي إقامة العدالة كان الرسول منصفًا حتى التوسوس.كان المسلمون وغير المسلمين، والأصدقاء والأعداء، كلهم سواء في نظره. وحتى قبل أن يبعث إلى الناس كانت أمانته وتجرده واستقامته معروفة لدى الخاص والعام، وكان الناس يرفعون منازعاتهم إليه حتى يحكم فيها. وفي المدينة رضي الوثنيون واليهود به حكمًا في منازعاتهم كلها. وعلى الرغم من حقد اليهود العميق الجذور على الإسلام فإن الرسول حكم - عندما عرض عليه ذات مرة نزاع بين يهودي ومسلم - لليهودي بصرف النظر عن أن المسلم قد ينفر، بذلك، من الإسلام بل ربما بصرف النظر عن أن قبيلته كلها قد تنفر بذلك من الإسلام. ولا حاجة بنا إلى تبيان أهمية خسارة كهذه بالنسبة إلى الإسلام في أيام ضعفه ومحنته تلك، فالأمر أوضح من أن يحتاج إلى بيان. وباختصار، فقد كان تجسيدًا للآية القرآنية التي تقـــول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8
                              ولقد نبه ابنته فاطمة، إلى أن أعمالها وحدها سوف تشفع لها يوم القيامة. فقال  لها: (يا فاطمة اعملي! إني لا أغني عنك من الله شيئًا)
                              وقال أيضًا: (وأيم الله! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها.) رواه البخارى ومسلم
                              وفيما كان على فراش الاحتضار، قبيل وفاته بقليل، سأل كل من له عليه دين أن يتقاضاه ذلك الدين، ولكل من أساء إليه ذات يوم أن يثأر لنفسه منه.
                              ويقول : (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم
                              ويقول : (من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه) رواه مسلم
                              (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) المؤمنون 101
                              وفي معاملات النبي محمد مع الآخرين لم يكن يضع نفسه على مستوى أرفع من غيره البتة. كان يضع نفسه على قدم المساواة مع سائر الناس. وذات يوم، وكان قد احتل في «المدينة» مقامًا أشبه بمقام الملك، وفد عليه يهودي يقتضيه دينًا ما، وخاطبه في جلافة وخشونه قائلًا: إن بني هاشم لا يردون أيما مال اقترضوه من شخص آخر. فثارت ثائرة عمر بن الخطاب لوقاحة اليهودي، ولكن الرسول عنفه ذاهبًا إلى أن الواجب كان يقتضي عمر أن ينصح كلًا من المدين والدائن: أن ينصح المدين - الرسول - برد الدين مع الشكر، وأن ينصح الدائن بالمطالبة به بطريقة أليق. ثم دفع إلى اليهودي حقه وزيادة، فتأثر هذا الأخير تأثرًا عظيمًا بروح العدل والإنصاف عند الرسول ، ودخل في الإسلام.
                              ولقد رسَّخ الرسول قيم العدالة والمساواة احترامًا للإنسانية وتزكية لها فى نفوس وزرائه وأتباعه، فكان يقول - محذرًا من استعباد الناس -: (لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عباد الله، وكل نسائكم إماء الله. ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي. ولا يقل العبد: ربي ولكن ليقل: سيدي). البخارى (2434)
                              لقد حدث أن عبد الله بن رواحة  لما بعثه رسول الله يقدر على أهل خيبر محصولهم من الثمار والزروع لمقاسمتهم إياها مناصفة حسب عهد رسول الله  بعد فتح خيبر، أن حاول اليهود رشوته ليرفق بهم، فقال لهم: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليّ، ولأنتم والله أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبي إياه وبغضي لكم على أن لا أعدل فيكم!! فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض).
                              هذا، وتعد خطبة الوداع دستورًا عظيما في إقامة العدالة والمساواة في ربوع العالم.. ويعلق هربرت جورج ولز فى (معالم تاريخ الإنسانية، 3/640، 641) على هذه الخطبة بقوله: (حجّ محمد حجة الوداع من المدينة إلى مكة، قبل وفاته بعام، وعند ذاك ألقى على شعبه موعظة عظيمة.. إنّ أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلًا للخليفة.. إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم، وإنها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة، كما أنها إنسانية السمة ممكنة التنفيذ، فإنها خلقت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي، عما في أي جماعة أخرى سبقتها).
                              وأعتقد أننى قد أطلت عليكم، وآن أن أنهى برأى العقول النيرة فى فهم سيرة الرسول ، وما قدمه للبشرية دون تعصب أو هضم لحقه على البشرية:
                              قال هـ. ج. ويلز: "إن من أدمغ الأدلة على صدق مُحَمَّد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لما آمنوا له."
                              قارن هذا بقول الكتاب الذى تقدسه إن أقرب الناس إلى يسوع لم يكونوا من أتباعه أو مصدقيه: (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5
                              أما رفضه لأمه فيدل على أنها أيضًا لم تكن تصدقه أو تتبعه، لذلك أشار إلى احدى الجالسات قائلا هذه هى أمه وهؤلاء هم اخوته، أى إن كل من يصدقه ويؤمن به ويصنع مشيئة إلهه فهو أخوه وهى أمه: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-49
                              وقد يكون هذا هو الدافع الذى جعله يُطالب أتباعه ببغض الأم والأب والأسرة كلها حتى يمكنهم أن يصبحوا تلاميذ له: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً) لوقا 14: 26
                              وقال الفيلسوف "كارليل" في كتاب الرسالة المُحَمَّدية: "لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يُصغي إلى ما يدعيه المدعون من أن دين الإسلام كذب، وأن مُحَمَّدًا خَدَّاع مُزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثنا عشر قرنًا لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟
                              أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدًا، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم - أي الملايين - هذا التصديق والقبول فما الناس إلا حمقى مجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وضلال كان الأولى بها ألا تخلق!
                              هل رأيتم معشر الناس أن رجلًا كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا وينشره؟ عجب والله، إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب، وعلى ذلك فلسنا نعد مُحَمَّدًا قط رجلًا كاذبًا يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، أو يطمح إلى درجة ملك، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أداها إلا كانت حق صريح، وما كانت كلمته إلا صوتًا صادقًا صادرًا من العالم المجهول - يعني الغيب - كلا! ما مُحَمَّد بالكاذب ولا بالملفق، وإنما هو قطعة من الحياة، قد تفطر عنها قلب الطبيعة فإذا شهاب قد أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله".
                              "ثم علينا أن لا ننسى شيئًا آخر، وهو أن مُحَمَّدًا  لم يتلق دروسًا عن أستاذ أبدًا، ....، وكل ما تعلمه هو عيشة الصحراء وأحوالها، وكل ما وفق إلى معرفته هو ما أمكنه أن يشاهد بعينه، ويتلقى بفؤاده من هذا .... وإني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت، يسكت حيث لا موجب للكلام، فإذا نطق فما شئت من لب وفضل، وإخلاص وحكمة، لا يتناول عرضًا فيتركه إلا وقد أنار شهيته، وكشف ظلمته، وأبان حجته، واستنار دفينته، وهكذا يكون الكلام وإلا فلا! وقد رأينا مُحَمَّد  قد طوى حياته رجلًا راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهمة، كريمًا برًا، رؤوفًا تقيًا، فاضلًا حُرًَّا أبيًا."
                              "أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام مُحَمَّدًا وأثاره؟ وهذا الزعم حماقة - وأيم الله - وسخافة وهوس! أي فائدة لمثل هذا الرجل في جميع بلاد العرب، وفي تاج قيصر، وصولجان كسرى، وجميع ما في الأرض من تيجان وصوالج؟ وأين تعبير الممالك والتيجان والدول جميعها بعد حين من الدهر؟ أفي مشيخة مكة، وقضيب مفضفض الطرف، أو في ملك كسرى؟ كلا! إذن فلنضرب صفحًا عن مذهب الجائرين القائل: "إن مُحَمَّدًا كاذب"، ونعد مواقفهم عارًا وسُبَّةً، وسخافةً وحُمقًا، فلنربأ بنفوسنا عنه ولنترفع، ولقد قيل كثيرًا في شأن نشر مُحَمَّد دينه بالسيف، فإذا جعل الناس ذلك دليلًا على كذبه فشد ما أخطأوا وجاروا! إنهم يقولون ما كان الدين ينتشر لولا السيف، ولكن ما هو حد السيف؟ هو قوة هذا الدين وأنه حق أو لم يروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحيانًا؟ وحسبكم ما فعل شرلمان بقبائل ال***ون".
                              "لقد كان مُحَمَّد  زاهدًا متقشفًا في مسكنه ومأكله، ومشربه وملبسه، وسائر أمور حياته وأحواله، وكان طعامه عادة الخبز والماء، وربما كان يصلح ويرتق ثوبه بيده، فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة؟ فحبذا مُحَمَّد من نبي خشن اللباس، خشن الطعام، مجتهد في الليل، قائم النهار، ساهر الليل، دائب في نشر دين الله، غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان، وهو بحق النَّبيّ ذو الخلق العظيم".
                              هذا ما كان من مواقف أولئك الرجال من أبناء الغرب المسيحي في ذلك التاريخ أي قبل قرنين.
                              أما في قرننا هذا (القرن الحادي والعشرين) فقد ازدادت الحقيقة وضوحًا، وزاد الحق ظهورًا؛ وذلك بفضل تقدم العلم والنهضة الثقافية، ومزيد الحرية في الأفكار ولاسيما في العقيدة بشأن دين من الأديان، أو مبدأ من المبادئ، ذلك لأن مُحَمَّدًا  صادق في دعوته، أمين في تبليغ رسالته، وأن دينه دين حق، كلما بحث الباحثون، وناقشوا حوله، وحققوا في تعاليمه يزداد ظهورًا، فيزيد أتباعه والمؤيدون له، والمنصفون بحقه.
                              فمنهم: الكاتب الإنجليزي المعروف "برناردشو" الذي حقق رسالة مُحَمَّد ، وحقق دينه، ودرس مبادئه دراسة محايدة حرة، لا ينزع إلا نحو الحق، وعاش في هذا القرن، وتوفي سنة 1950م، إنه يقول: "إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة مُحَمَّد ، وبدأت تعشق دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما اتهمت به من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى، وسيكون دين مُحَمَّد هو النظام الذي يؤسس عليه دعائم السلام والسعادة، ويستند على فلسفته في حل المعضلات، وفك المشكلات والعقد."
                              "وإن كثيرين من مواطني ومن الأوروبيين الآخرين يقدسون تعاليم الإسلام، وكذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول: إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة!".
                              "وأعتقد أن رجلًا كمُحَمَّد لو تسلم زمام الحكم في العالم بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة".
                              "ولا يمضي مئة عام حتى تكون أوروبا ولاسيما إنجلترا وقد أيقنت بملائمة الإسلام للحضارة الصحيحة!".
                              تعليق: إن اعتراف برنارد شو تعبير عن الحقيقة الجارية في قارة أوروبا اليوم، وأما نبوءته بشأن العصر الإسلامي الأوروبي فإنها ستحقق نظرًا لما في الدين الإسلامى من مبادئ وتعاليم تتمشى مع روح العصر، وتقتضيها الطبيعة البشرية، مما يؤدي بالمنصفين إلى اعتناقه بكل رغبة وافتخار، وإن أوروبا وأمريكا اليوم لفي أشد حاجة إلى الدِّين الإسلاميِّ في حل مشكلات الحياة التي أحاطت بها، وأعجزت عقول المفكرين عن حلها، وإنقاذها منها.
                              وقال البروفيسور "عبد المسيح الأنطاكي" المسيحي ما نصُّهُ: "إن المصطفى مُحَمَّدًا  تدرج في دعوته، حيث ابتدأ بإعلان دعوته مسالمًا، ثم أوجد الله له في الأوس والخزرج أنصارًا بالمدينة، هاجر من مكة إليهم بأصحابه تخلصًا من أذى قريش، فأبى القرشيون إلا أن يعملوا على النكاية بهم، فأرسلوا أولًا من يتبع خطواته وهو فار إلى المدينة من ظلمهم ليعيدوه إلى مكة فيسجنوه أو يقتلوه، ولما فشلوا في هذه الرغبة أخذوا يجمعون كلمة العرب على قتاله، حينئذ أذن الله له ولأصحابه وأنصاره بمقاتلة المشركين لسببين:
                              أولهما: الدفاع عن النفس بإزاء المعتدين
                              وثانيهما: الدفاع عن الدعوة بإزاء الذين تعرضوا لها، فقد كانوا يفتنون المهتدين - يعني الذين آمنوا بمُحَمَّدٍ  بالاضطهاد والتعذيب، ويصدون الآخرين عن الهدى عنوة، ويقومون بمحاولة منع الداعي عن تبليغ دعوته بالسخرية به وغيرها، ثم بمحاولة قتله.
                              أما أمر الله بالقتال فقد جاء في مواضع شتى من القرآن منها إذ قال الله - تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ...) الحج 39-40
                              وأنت ترى في هذه الآية الكريمة أن سبب إذن الله للمسلمين بالقتال هو ظلم المشركين لهم، وما ذنبهم إلا قولهم "ربنا الله"، فأخرجوا من ديارهم لهذا الاعتقاد - اعتقاد التوحيد -.
                              ومضى البروفيسور يقول: "وجاء في القرآن أيضًا في سبيل القتال قوله - تعالى- (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ * الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة 190-194،
                              وأنت ترى في هذه الآيات الكريمة ما يخلق ويجدر أن يصدر عن الإله الواحد، العادل المؤدب، القهار الرحيم، وذلك لجمعها بين الدفاع عن النفس، وتأديب المعتدين، وإبطال الفتنة، والانتصار لدين الله، وفي القرآن أشباه لهذه الآيات الكريمة العادلة التي أنزلت على مُحَمَّد بن عبد الله لعزة الدين، وردع الظالمين المعتدين".
                              وفي الختام قال البروفيسور: "لا جرم أن الإسلام كان ولا يزال مسالمًا من سالم أهله إذ قال الله سبحانه: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الممتحنة 8-9، وفي هذه الآيات الكريمة تتجلى روح الإسلام العادلة بأجل تجليها لدى المنصفين".
                              وقال "أميل دير مانجم" في كتابه حياة مُحَمَّد: "إن حياة مُحَمَّد رسول الإسلام  قد أبدى في أغلب حياته - بل في طول حياته - اعتدالًا لافتًا للنظر، فقد برهن في انتصاره النهائي على عظمة نفسية قل أن يُوجد لها مثيل في التاريخ، إذ أمر جنوده أن يعفوا عن الضعفاء والمسنين، والأطفال والنساء، وحذرهم أن يهدموا البيوت، أو أن يسلبوا التجار، أو أن يقطعوا الأشجار المثمرة، وأمرهم أن لا يجردوا السيوف إلا في حالة الضرورة القاهرة، بل قد سمعناه يؤنب بعض قواده، ويصلح أخطاءهم إصلاحًا ماديًا".
                              "إن الغنائم الحربية كانت في ذلك العهد النتيجة العادية لكل جهاد، بل يمكن أن يُقال: إنها كانت مع التجارة، وتربية الحيوان؛ هي الصناعة الوطنية العربية، فأعلن مُحَمَّد رسول الإسلام إباحتها لأتباعه استجابة لضعفهم، ولكنه حددها بقواعد دقيقة، فخصص الجزء الأكبر منها للصدقات، ولحاجات الجيش، كما أنه حظر في قسم الأسرى إبعاد الأطفال عن أمهاتهم".
                              نقل صاحب كتاب المستشرقون والإسلام المهندس زكريا هاشم زكريا عن أحد المسشرقين يقول: "لو لم يكن لمُحَمَّد معجزة إلا أنه صنع أُمَّةً من البدو فجعلها أمةً كبرى في التاريخ لكفته معجزةً في العالمين".
                              ونقل عن آخر - أيضًا - يقول: "لو أن كتاب مُحَمَّد وجد في صحراء لكان الذي يعثر عليه جديرًا بالخلود، ولو جاء مُحَمَّد بالقرآن من عنده لكان جديرًا أن تدين له الإنسانية بالولاء، فرسالة مُحَمَّد في قرآن كريم أو حديث شريف حكمة بالغة في الحياة، وقد أحاطت بالمادة والروح، وأعطت صورة سكون في أرضه وسمائه، وصورة للوجود في بدئه ومختتمه،وأملًا عاليًا في الخلود في طاقات عليا بعد جمود المادة واضطرابها، ثم تحدثت عن الخالق الأعظم في أروع صورة للواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يسبق إليها في فلسفة أو كتاب بهذه الصورة الجامعة الكاملة."
                              وقال "بارتلمي سنت هيلر" في حديثه عن أثر الإسلام في الشعوب التي اعتنقته:
                              "كان مُحَمَّدٌ نبيُّ الإسلامِ  أكثر عرب زمانه ذكاءً، وأشدهم تدينًا، وأعظمهم رأفة، وقد نال مُحَمَّدٌ سلطانَهُ الكبيرَ بفضلِ تفوقه عليهم"، ثم قال بارتلمي: "ونعد دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته".
                              وقال (طور اندريه) و(جورج مارسيه) في كتابهما العالم الشرقي: "كان مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ  شُجاعًا يخوض المعركة بنفسه ليرد الثبات إلى قلوب الذين يضعفون، وكان رحيمًا بالضعفاء، يؤوي في بيته عددًا كبيرًا من المحتاجين (يشيران إلى أهل الصفة كأبي هريرة وغيره)، وكان مع احتفاظه بهيبة كاملة بسيط الحركات لا يتكلف شيئًا، وبشوشًا سهل المعاملة، رقيق الحاسة، لا يثير غَضَبه أهلُ الفضول، وكان مُحَمَّد رجلًا بشيرًا، كان فيه لاشَكَّ كثير من الخصال التي اتسم بها رجال عصره، ولكنه حمل إلى هؤلاء الرجال مثلًا رفيعًا في الدين والأخلاق، وسما سموًا بالغًا عن الآراء القديمة التي كانوا يرزحون تحت ثقلها (يشيران إلى التقاليد الجاهلية)، ثم قالا: "وهو إذ جمعهم عصبة واحدة تحت راية ذلك المثل الرفيع - الدين والأخلاق وسائر التعاليم السماوية - قد صنع منهم قوة قُدِّر لها فيما بعد أن تهز أركان العالم القديم".
                              وكتبت دائرة المعارف البريطانية - الطبعة الحادية عشر: "كان مُحَمَّدٌ أظهر الشخصيات الدينية العظيمة، وأكثرها نجاحًا وتوفيقًا، ظهر النَّبيُّ مُحَمَّدٌ في وقت كان العرب فيه هووا إلى الحضيض، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة، ولا مبادئ مدنية أو سياسية أو اجتماعية، ولم يكن لهم ما يفاخرون به من الفن أو العلوم، وما كانوا على اتصال بالعالم الخارجي، وكانوا مفككين لا رابط بينهم، كل قبيلة وحدة مستقلة، وكل منها في قتال مع الأخرى، وقد حاولت اليهودية أن تهديهم فما استطاعت، وباءت محاولات المسيحية بالخيبة كما خابت جميع المحاولات السابقة للإصلاح، ولكن ظهر النَّبيُّ مُحَمَّدٌ الذي أُرسل هدى للعالمين، فاستطاع في سنوات معدودات أن يقتلع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، وأن يرفعها من الوثنية المنحطة إلى التوحيد، وحوّل أبناء العرب الذين كانوا أنصاف برابرة إلى طريق الهدى والفرقان، فأصبحوا دعاة هدى ورشاد بعد أن كانوا دعاة وثنية وفساد، وانتشروا في الأرض يعملون على رفع كلمة الله... إلخ.
                              وقال الدكتور "شبلي شميل" المسيحي المعروف: "إن مُحَمَّدًا  أكمل البشر من الغابرين والحاضرين، ولا يُتصوَّرُ مثله في الآتيينَ!"
                              وقال "جونس أوركس" الأديب الإنجليزي: "لم نعلمْ أن مُحَمَّدًا نبيَّ الإسلامِ  تسربل بأي رذيلة مدة حياته".
                              وقال المؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون": "إن مُحَمَّدًا  رغم ما يُشاع عنه (يعني من قبل المخالفين له في أوروبا) قد ظهر بمظهر الحلم الوافر، والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعًا".
                              وقال السويسري "المسيو جان سبيرو": "إنه مهما زاد الإنسان اطلاعًا على سيرة مُحَمَّدٍ النَّبيِّ  لا بكتب أعدائه وشانئيه، بل بتأليفات معاصريه، وبالكتاب والسنة؛ إلا وأدرك أسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضي حتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه".
                              وقال "السير فلكد" الأمريكي: "كان عقل مُحَمَّدٌ النَّبيُّ  من العقول الكبيرة التي قلَّما يجودُ بها الزَّمانُ، فقد كان يدرك الأمر، ويدرك كنهه من مجرد النظرة البسيطة، وكان النَّبيُّ مُحَمَّدٌ  في معاملاته الخاصة على جانب كبير من إيثار العدل، فقد كان يعامل الصديق وغيره، والقريب والبعيد، والغني والفقير، والقوي والضعيف؛ بالمساواة والإنصاف".
                              ثم قال السير فلكد بعد أن تحدث عن غزوات النبى مُحَمَّد  وانتصاراته: "وكل هذه الانتصارات والفتوحات لم توقظ في مُحَمَّد النَّبيّ أي شعور بالعظمة والكبرياء كما يفعل ذلك من كان يتأثر بالأغراض الشخصية، في هذا الوقت الذي وصل فيه إلى غاية القوة والسطوة كان على حالته الأولى في معاملته ومظهره، حتى كان يغضب عندما يرى من أهل المجلس الذي يقدم عليه احترامًا أكثر من العادة، وكانت الثروة تنهال عليه من الغنائم وغيرها ولكنه كان يصرفها على نشر دعوته، ومساعدة الفقراء".
                              وفي الختام قال: "وكان مُحَمَّدٌ راحته وعزاءه في أوقات الشدة والمحنة في الثقة بالله ورحمته، معتمدًا دائمًا على الله ليتمتع بالحياة الأخرى".
                              وقال "بورست سميث": "إني صميم الاعتقاد على أنه سيأتي يومٌ يتفق فيه القومُ وزعماء النصرانية الحقَّة على أنَّ مُحَمَّدًا  نبي، وأن الله - عَزَّ وجَلَّ - قد بعثه حقًا".
                              وقال "القس لوزان" بعد بيان عن أوصاف مُحَمَّد : "فمُحَمَّد  بلا التباس ولا نكران من النَّبيّين والصديقين، بل وإنه نبي عظيم جليل القدر والشأن، ...".
                              وكان هذا ردًا على كل ما اتهم به الإسلام، دافع عنه أعداء الإسلام أنفسهم، فلم يكن هناك أرحم من محمد  بأعدائه، ولم ينتشر الإسلام بالسيف كما ادعى قساوسة العصور الوسطى، وسار على نهجهم من لا يخلو قلبه من الحقد على الإسلام ونبيه، أو من جهل هذا الدين وتاريخه. وكم أود أن ألفت نظرك لكلمات قالها أهل الغرب غير المسلم إنصافًا للحق بشأن انتشار الإسلام، نقلا عن الدكتور منقذ السقَّار وغيره بتصرف:
                              يقول يوري أڤنيري، وهو كاتب إسرائيلي (من جماعة السلام الإسرائيلية) ردًا على ادعاء البابا بنيديكت السادس عشر أن الإسلام انتشر بالسيف: (وفي عام 1099م احتل الصليبيون القدس وذبحوا سكانها من المسلمين واليهود دونما تمييز، وذلك باسم يسوع المسيح الوديع. (ذبح الصليبيون وقتها سبعين ألفا من سكان القدس المدنيين حتى خاضت الخيول في الدماء إلى الرُّكَب– المترجم.)
                              وفي ذلك الوقت، كان النصارى (في فلسطين - المترجم) مازالوا أغلبية السكان رغم حكم المسلمين الذي دام أكثر من 400 عام. وخلال تلك المدة الطويلة، لم يبذل أي جهد لفرض الإسلام على هؤلاء النصارى. وقد حدث فقط بعد طرد الصليبيين من الشام، أن بدأ سكان المنطقة في تعلم اللغة العربية والتحوُّلِ إلى دين الإسلام – وكان هؤلاء هم أجداد معظم الفلسطينيين الحاليين.
                              وليس هناك دليل من أي نوع على أي محاولة لفرض الإسلام قسرا على اليهود. وكما هو معروف جيدا، فإن اليهود في إسبانيا قد تمتعوا - تحت حكم المسلمين - بازدهار لم يتمتعوا بمثله قط في أي مكان آخر، حتى وقتنا الحاضر تقريبًا. فقد كان هناك شعراء يكتبون بالعربية مثل يهودا هاليڤي، كما فعل آل ميمون العظام. وفي إسبانيا المسلمة (يقصد الأندلس – المترجم)، كان اليهود وزراء وشعراء وعلماء. وفي "توليدو" المسلمة (يقصد مدينة طليطلة الأندلسية– المترجم)، عمل العلماء النصارى واليهود والمسلمون جنبًا إلى جنب في ترجمة كتب الفلسفة والعلوم الإغريقية. ولقد كان ذلك العصر حقًا عصرًا ذهبيًّا. وكيف كان من الممكن أن يكون هذا واقعًا لو أن الرسول (محمد  – المترجم) قد أمر ب "نشر العقيدة الإسلامية بحد السيف؟"
                              وإن الوقائع التي تلت ذلك التاريخ هي أكثر دلالة على ذلك. فعندما تمكن الكاثوليك من إعادة احتلال إسبانيا وانتزاعها من المسلمين، قاموا بإنشاء حكم قائم على الإرهاب والترويع الدينيّين. فقد كان على اليهود والمسلمين أن يواجهوا اختيارات بالغة القسوة: أن يتنصروا، أو يقتلوا أو يغادروا البلاد. وإلى أين فرّ مئات الألوف من اليهود الذين أبوا أن يغيروا دينهم؟ لقد قوبل تقريبًا كل من لجأ منهم إلى البلاد الإسلامية بالترحاب والقبول. وقد استقر اليهود السيفارديم "الإسبان" (الشرقيون – المترجم) في أنحاء العالم الإسلامي، من المغرب (مراكش سابقا – المترجم) في الغرب، إلى العراق في الشرق، ومن بلغاريا (والتي كانت مازالت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية) في الشمال إلى السودان في الجنوب. ولم يحدث أبدا في أي بلد من تلك البلدان أن اضطهدوا. إنهم لم يعانوا شيئا كالذي عانوه (هم والمسلون في إسبانيا بعد سقوط الأندلس – المترجم) من التعذيب في محاكم التفتيش الإسبانية، من حرق الهراطقة، وتدبير المذابح المنظمة، ومن التهجير الجماعي الفظيع الذي حدث في كل الأقطار النصرانية، حتى زمن المحرقة النازيّة.
                              وإذا سألت لماذا؟ (أي لماذا لم يفعل المسلمون بأهل الكتاب من اليهود والنصارى مثل ذلك؟ – المترجم) فإن الإجابة تكمن في أن الإسلام يحظر أي اضطهاد لـ "أهل الكتاب". ففي المجتمعات الإسلامية، كان هناك مكان خاص باليهود والنصارى. إنهم لم يتمتعوا بحقوق متساوية تمامًا، ولكن تمتعوا بها تقريبًا، تحت حكم المسلمين. لقد كان عليهم أن يدفعوا ضريبة خاصة، ولكنهم أعفوا مقابل ذلك من الخدمة العسكرية – وهي مزية قوبلت بالترحاب من قبل اليهود. ولقد نقل أن بعض حكام المسلمين كان يكره أي محاولة لتحويل اليهود إلى الإسلام بالإقناع الرقيق – وذلك خوفًا من الخسارة بعدم جمع هذه الضرائب من أهل الكتاب (تسمى هذه الضريبة في الفقه الإسلامي بالجزية، وهي تؤخذ فقط من الرجال القادرين من أهل الكتاب على القتال مقابل الدفاع عنهم دون اشتراكهم في الدفاع، وهي أقل بكثير جدًا من مبالغ الزكاة المفروضة على المسلمين في أموالهم بنص القرآن الكريم، وبالتالي فهي أقل بكثير مما كانوا سيدفعونه لو أنهم أسلموا!! – المترجم.)
                              إن كل يهودي أمين يعرف تاريخ أمته، لا يملك إلا أن يشعر بقدر عميق من الامتنان للإسلام، الذي حمى اليهود لأكثر من خمسين جيلا، في الوقت الذي اجتهد العالم النصراني في اضطهادهم ومحاولة اضطرارهم مرات عديدة بحد السيف إلى نبذ عقائدهم (والتحول إلى النصرانية – المترجم).
                              إن القصة التي تدور حول "نشر عقيدة الإسلام بالسيف" هي خرافة شريرة، وهي واحدة من الأساطير التي نشأت في أوروبا خلال الحروب الكبرى التي دارت رحاها على المسلمين – لإعادة احتلال إسبانيا بواسطة النصارى، وأثناء الحروب الصليبية لهزيمة الأتراك الذين كادوا يحتلون "ڤيينا". إنني أظن أن البابا الألماني الحالي، هو أيضا يصدق مثل هذه الخرافات. ولكن هذا يعني أن رأس العالم الكاثوليكي، وهو عالم ديني في حقيقته، لم يبذل جهدا في دراسة تاريخ العقائد الأخرى.
                              لكن لماذا نطق البابا بهذه الكلمات في العلن أمام الملأ؟ ولماذا فعل ذلك الآن؟
                              ليس هناك مهرب من النظر إلى ماقاله في ضوء خلفية الحملة الصليبية الجديدة التي يقودها بوش ومؤيدوه من الإنجيليين، تحت شعاراته المفضلة من "الفاشية الإسلامية" و"الحرب العالمية على الإرهاب" – عندما تحول لفظ "الإرهاب" إلى مرادف للمسلمين. وبالنسبة للذين يسوسون بوش ويحرضونه، فإن هذه محاولة مضحكة منهم لتبرير احتلال منابع النفط والسيطرة عليها.
                              وليست هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي تنشر فيها عباءة الدين لكي تغطي عورات المطامع الاقتصادية، وليست هذه هي المرة الأولى التي تتخفى فيها غارة اللصوص وراء حملة صليبية.
                              ويتحدث الباحث الروماني ك. جيورجيو عن أوضاع أصحاب الديانات السماوية في ظل الحكم الإسلامي فيقول: "مع أن الإسلام عم الجزيرة كلها في السنة التاسعة فإن محمدًا لم يكره اليهود ولا النصارى على قبول دينه، لأنهم أهل الكتاب. وقد جاء في رسالة محمد  إلى أبي الحارث أسقف نجران أن وضع المسيحيين في الجزيرة بعد الإسلام تحسن كثيرًا، يقول في الرسالة: "بسم الله الرحمن الرحيم، من رسول الله  إلى أبي الحارث أسقف نجران الأكبر وقساوسته وأساقفه.. أما بعد، فليعلم الأسقف الأكبر وقساوسته وأساقفته أن كنائسكم ومعابدكم وصومعاتكم ستبقى كما هي، وأنكم أحرار في عباداتكم. ولن يزاح أحد منكم عن منصبه ومقامه، ولن يبدل شيء. كما لم يبدل في مراسم دينكم، ما دام الأساقفة صادقين، ويعملون حسب تعاليم الدين. فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله وذمة رسوله ، ومن منعه فإنه عدو الله ولرسوله" (ك. جيورجيو: ص 371-372، ومحمد شريف الشيباني، الرسول في الدراسات الاستشراقية المنصفة، ص68)
                              ويتحدث لورافيشيا فاغليري عن منهج التسامح الديني عند الرسول ، فيقول: "كان محمد متمسكًا دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة. لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا اعتقادًا منه بأن الزمن سوف يتم عمله الهادف إلى هدايتهم وإخراجهم من الظلام إلى النور.. لقد عرف جيدًا أن الله لابد أن يدخل آخر الأمر إلى القلب البشري" (فاغليري: دفاع عن الإسلام، ص73)
                              هذا ويجدر بنا القول إن سياسة التسامح الديني التي اتبعها النبي محمد  تجاه أصحاب الديانات الأخرى استلهامًا لروح الإسلام، غدت - فيما بعد- قاعدة لخلفاء الرسول ، في ظل الدولة الإسلامية العظمى التي ضمت أُممًا مختلفة وأصحاب ديانات ظلوا يمارسون شعائرهم في ظل الحماية الإسلامية، وكان لسياسة هذا التسامح أن حظيت باحترام وتقدير المفكرين والمستشرقين المنصفين فعقدوا المقارنة بين تسامح الإسلام وتعصب الصليبيين.
                              يقول المستشرق ميشون في كتابه: «تاريخ الحروب الصليبية»: "إن الإسلام الذي أمر بالجهاد متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وهو الذي أعفى البطاركة والرهبان وخدمهم من الضرائب وحرم قتل الرهبان -على الخصوص- لعكوفهم على العبادات ولم يمس عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس.. وقد ذبح الصليبيون المسلمين وحرقوا اليهود عندما دخلوها" (ميشون: تاريخ الحروب الصليبية، نقلا عن كتاب روح الدين الإسلامي، ص 383)
                              ويزيد الباحث نفسه في كتابه، "سياحة دينية في الشرق"، متحدثًا عن تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية، وكيف أن المسيحيين تعلموا الكثير من المسلمين في التسامح وحسن المعاملة، يقول: "وإنه لمن المحزن أن يتلقى المسيحيون عن المسلمين روح التعامل وفضائل حسن المعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، كل ذلك بفضل تعاليم نبيهم محمد" (ميشون: سياحة دينية في الشرق، ص 31)
                              وامتد هذا التسامح فى العمل الجماعى لغير المسلمين مع المسلمين. يقول آدم متز فى (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع 1: 87): (ومن الأمور التي نعجب لها كثرة عدد العمال والمتصرّفين غير المسلمين في الدولة الإسلامية). وقد كان عمر بن الخطاب  يستخدمهم في كتابة الدواوين والترجمة.
                              وكان لهذا التسامح أثره في أن يصبح الدين الإسلامي دينًا عالميًا، بدءًا من مراحله الأولى أيام الرسول  في جزيرة العرب إلى أن عم أماكن شاسعة، يقول المستشرق جولد تسهير: "سار الإسلام لكي يصبح قوة عالمية على سياسة بارعة، ففي العصور الأولى لم يكن اعتناقه أمرًا محتومًا فإن المؤمنين بمذاهب التوحيد أو الذين يستمدون شرائعهم من كتب منزلة كاليهود والنصارى والزرادشتية كان في وسعهم متى دفعوا ضريبة الرأس (الجزية) أن يتمتعوا بحرية الشعائر وحماية الدولة الإسلامية، ولم يكن واجب الإسلام أن ينفذ إلى أعماق أرواحهم إنما كان يقصد إلى سيادتهم الخارجية. بل لقد ذهب الإسلام في هذه السياسة إلى حدود بعيدة، ففي الهند مثلًا كانت الشعائر القديمة تقام في الهياكل والمعابد في ظل الحكم الإسلامي" (جولد تسهير، نقلا عن كتاب النظام السياسي في الاسلام، ص 21، وانظر: محمد شريف الشيباني: مرجع سابق،87)
                              لقد أثارت مبادئ الحرية الدينية في الإسلام فيما أثارته احترام المستشرقين المنصفين وكذلك الباحثين العرب المسيحيين الذين قدروا الأخوة المسيحية الإسلامية حق قدرها، وتطرق يوسف نعيم عرافة في خطبة له في عيد المولد النبوي عام 1346هـ 1927م إلى معاهدة الرسول  مع أصحاب الديانات الأخرى، لاسيما المسيحيين منهم، فيقول: "إن محمدًا هو باني أساس المحبة والإخاء بيننا، فقد كان يحب المسيحيين ويحميهم، من ذلك ما قام به في السنة السادسة بعد الهجرة، حيث عاهد الرهبان خاصة والمسيحيين عامة، على أن يدفع عنهم الأذى، ويحمي كنائسهم وعلى أن لا يتعدى على أحد من أساقفتهم ولا يجبر أحدًا على ترك دينه، وان يمدوا بالمساعدة لإصلاح دينهم وأديرتهم، كما أن القرآن نطق بمحبة المسيحيين للمسلمين وبمودتهم لهم، وإن الآية الشريفة: [وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ] (المائدة 82) لتبعث على شد أواصر الصداقة بين الطرفين، بل حتى مع الشعب الإسرائيلي في أكثر الأوقات، إننا لنعلم أن ما أتى به الرسل موسى وعيسى ومحمد ( عليهم الصلاة والسلام) ما هو إلا لإصلاح العالم لا لإفساده وخرابه، وما الكتب الثلاثة المنزلة إلا نور صادر من بؤرة واحدة ينعكس نورها في ثلاثة أشعة، كل منها للبشر" (يوسف نعيم عرافة، نقلا عن كتاب محمد عند علماء الغرب ص 110)
                              ولا يمكن أن يتناسب التسامح الدينى وحرية ممارسة شعائر الدين مع فرض الدين ونشره بالسيف، لذلك يقول "روم لاندو" فى كتابه (الإسلام والعرب، ص119): (على نقيض الإمبراطورية النصرانية التي حاولت أن تفرض المسيحية على جميع رعاياها فرضًا، اعترف العرب بالأقليات الدينية وقبلوا بوجودها. كان النصارى واليهود والزرادشتيون يعرفون عندهم بـ (أهل الذمة)، أو الشعوب المتمتعة بالحماية. لقد ضمنت حرية العبادة لهم من طريق الجزية.. التي أمست تدفع بدلًا من الخدمة العسكرية. وكانت هذه الضريبة مضافًا إليها الخراج، أقل في مجموعها من الضرائب التي كانت مفروضة في ظل الحكم البيزنطي. كانت كل فرقة من الفرق التي تعامل كملّة، أي كطائفة نصف مستقلة استقلالًا ذاتيًا ضمن الدولة. وكانت كل ملّة تخضع لرئيسها الديني).
                              ويقول وول ديورانت فى موسوعته (قصة الحضارة، 3: 130-131): (كان أهل الذمة المسيحيون، والزردشتيون، واليهود، والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد نظيرًا لها في المسيحية في هذه الأيام. فلقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم.. وكانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لزعمائهم وقضاتهم وقوانينهم).
                              "كانت حياة الذمي عند أبي حنيفة وابن حنبل تكافئ حياة المسلم، ودية المسلم، وهي مسألة مهمة جدًا من حيث المبدأ.. ولم تكن الحكومة الإسلامية تتدخل في الشعائر الدينية لأهل الذمة، بل كان يبلغ من بعض الخلفاء أن يحض مواكبهم وأعيادهم ويأمر بصيانتهم. وكذلك ازدهرت الأديرة بهدوء..".
                              يقول آرثر ستانلي تريتون فى (أهل الذمة في الإسلام، ص 158-159): "ولما تدانى أجل (عمر بن الخطاب) أوصى من بعده وهو على فراش الموت بقوله: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرًا، وأن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وألا يكلفهم فوق طاقتهم)
                              وفي الأخبار النصرانية شهادة تؤيد هذا القول، وهي شهادة (عيثويابه) الذي تولى كرسي البطريركية من سنة 647 إلى 657م إذ كتب يقول: (إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون، أنهم ليسوا بأعداء للنصرانية بل يمتدحون ملّتنا ويوقرون قسيسينا وقدّيسينا، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا). والظاهر أن الاتفاق الذي تم بين (عيثويابه) وبين العرب كان من صالح النصارى، فقد نصّ على وجوب حمايتهم من أعدائهم، وألا يحملوا قسرًا على الحرب من أجل العرب، وألا يؤذوا من أجل الاحتفاظ بعاداتهم وممارسة شعائرهم، وألا تزيد الجزية المجباة من الفقير على أربعة دراهم، وأن يؤخذ من التاجر والغني اثنا عشر درهما، وإذا كانت أمة نصرانية في خدمة مسلم فإنه لا يحق لسيدها أن يجبرها على ترك دينها أو إهمال صلاتها والتخلي عن صيامها."
                              ويقول يقول كولدتسيهر فى (العقيدة والشريعة في الإسلام، ص46-47): (فظلم أهل الذمة، وهم أولئك المحتمون بحمى الإسلام من غير المسلمين، كان يحكم عليه بالمعصية وتعدي الشريعة. ففي بعض المرات عامل حاكم إقليم لبنان الشعب بقسوة عندما ثار ضد ظلم أحد عمال الضرائب، فحكم عليه بما قاله الرسول : (من ظلم معاهدًا، وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه يوم القيامة). وفي عصر أحدث من هذا ما رواه بورتر Porter في كتابه (خمس سنين في دمشق) من أنه رأى بالقرب من بصرى (بيت اليهود) وحكى أنه كان في هذا الموضع مسجد هدمه عمر  لأن الحاكم قد اغتصبه من يهودي ليبني عليه هذا المسجد!)
                              ويقول المستشرق الألماني أولرش هيرمان: "الذي لفت نظري أثناء دراستي لهذه الفترة – فترة العصور الوسطى- هو درجة التسامح التي تمتع بها المسلمون، وأخص هنا صلاح الدين الأيوبي، فقد كان متسامحًا جدًا تجاه المسيحيين.
                              إن المسيحية لم تمارس الموقف نفسه تجاه الإسلام" انتهى ملخصا من جريدة (العالم) ، العدد 290، السبت 2 سبتمبر 1989م .
                              ويقول المفكر الفرنسي هنري دي كاستري: "قرأت التاريخ وكان رأيي بعد ذلك أن معاملة المسلمين للمسيحيين تدل على ترفع في المعاشرة عن الغلظة وعلى حسن مسايرة ولطف مجاملة وهو إحساس لم يشاهد في غير المسلمين آن ذاك".
                              ويقول الدكتور جورج حنا من نصارى لبنان: "إن المسلمين العرب لم يُعرف عنهم القسوة والجور في معاملتهم للمسيحيين بل كانوا يتركون لأهل الكتاب حرية العبادة وممارسة طقوسهم الدينية، مكتفين بأخذ الجزية منهم".
                              رسالة كتبها البطريق النسطوري يشوع ياف الثالث Isho Yabh وبعث بها إلى المطران سمعان- رئيس أساقفة فارس- يقول فيها بعد أن صوَّر حزنه لتحوُّل كثير من المسيحيين الفرس إلى الإسلام: "وإن العرب- الذين منحهم الله سلطان الدنيا- يشاهدون ما أنتم عليه، وهم بينكم كما تعلمون حق العلم، ومع ذلك فهم لا يحاربون العقيدة المسيحية، بل على العكس، يعطفون على ديننا ويكرمون قُسُسَنا وقديسي الرب، ويجودون بالفضل على الكنائس والأديار، فلماذا إذن هجر شعبُك من أهل مرو عقيدتهم من أجل هؤلاء العرب؟ ولماذا حدث ذلك أيضًا في وقت لم يرغمهم فيه العرب- كما يصرح أهل مرو أنفسهم- على ترك دينهم؟ بل هم تعهَّدوا لهم أن يبقوا عليه آمنًا مصونًا إذا هم اقتصروا على أداء جزء من تجارتهم إليهم" (توماس أرنولد: الدعوة إلى الإسلام، ص 101، 182)
                              إنها قوة العقيدة الإسلامية!
                              إنها الفطرة التى خلق الله الناس عليها!
                              إنها صوت الضمير الحى!
                              إنها صوت العقل والمنطق والحكمة!
                              إنها صرخة اليأس من عقيدة مستحيلة الفهم، لا يفهمها رجالها!
                              إنها الأمان والمحبة!
                              إنها سماحة الإسلام، وعدم فرض الدين، وإكراه الناس عليه!
                              إنها الخُلُق والتسامى!
                              إنها قوة الإقناع والحجة!
                              إنها قوة الحق، التى لا بد أن تنتصر!
                              إنها عدم القناعة بأن الله الأكبر من كل شىء تضاءل وانكمش وصغر، حتى أصبح متجسدًا فى صورة رجل، يقول الكتاب عن ولادته، أنه يولد كجحش الفرا، فارغ، عديم الفهم، لا مزية له عن البهيمة! (راجع: (يوب 11: 12) و(الجامعة 3: 19-20))
                              إنها عدم القناعة الداخلية، وعدم الإمكانية العقلية أن يموت الإله: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 16
                              فها هم السلاجقة الوثنيون الذين فتحوا بلاد ما وراء النهر وتقدَّموا إلى العراق العجمي وظلوا يزحفون شيئًا فشيئًا حتى أخضعوا أكثر الأراضي الإسلامية.. هؤلاء الوثنيون الظافرون الفاتحون الغالبون ما لبث الدين الإسلامي بقوته وسلامته وسماحته أن استهواهم فاعتنقوه، وصاروا سلاطين مسلمين، وليس الأمر موقوفًا على هؤلاء السلاجقة وحدهم فإن قومًا أشد منهم عتوًّا وأعنف منهم ظلمًا، وأكثر منهم تعطُّشًا إلى الدماء، قد هاجموا ديار المسلمين وقضوا على خلافتهم، وقتلوا خليفتهم وخضَّبوا الأرض بدمائهم، ورنقوها بأشلائهم، أولئك هم المغول التتار المتوحِّشون الوثنيون الغالبون المنتصرون، الذين ما لبثوا أن انضمُّوا بعد حينٍ تحت لواء الإسلام، فهذَّب أخلاقهم، وجعل لهم حضارةً وفنونًا عُرفت باسم الفنون المغولية.
                              من يصدِّق أن هؤلاء التتار الذين سفكوا من دماء المسلمين ما لم يسفكه أحد من قبلهم، والذين يصف ابنُ الأثير فظائعهم، وجعْلهم مساجد بخارى اصطبلات خيل، وتمزيقهم للقرآن الكريم، وهدم مساجد سمرقند وبلخ، فيقول: "لقد بقيت عدة سنين معرِضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم إليها رِجلاً وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهُل عليه نعي الإسلام إلى المسلمين؟ ومن الذي يهُون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا.. إلى أن حثني جماعةٌ من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعًا، فنقول: هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى، والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمَّت الخلائق، وخصَّت المسلمين، فلو قال قائل منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن: لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا" (ابن الأثير حوادث سنة 617هـ).
                              نقول: من يصدق أن هؤلاء المتوحِّشين يدخلون الإسلام طائعين وهم الظافرون الكاسحون المنتصرون؟!
                              وكيف يمكن أن يكون انتشار الإسلام بالسيف، والمؤرِّخون يذكرون لنا أنه حتى نهاية القرن الهجري الأول كان عدد المسلمين في البلاد المفتوحة لا يزيد على الثلثين، ولو كان السيف أداةَ نشر الدين لما بقي واحدٌ من سكان تلك البلاد على غير الإسلام بعد مائة سنة من الزمان، بل لما بقِي في بلاد المسلمين الآن مواطنٌ واحدٌ لا يتخذ الإسلام دينًا.

                              تعليق


                              • #45
                                لم ينتشر الإسلام بالسيف إذن، وإنما انتشر بقوة عقيدته وعمق إيمان الناس بعدالتها، وإلا فكيف يُفسَّر دخول مئات الملايين فيه من أهالي الهند والصين والملايو وجاوة وجزء الهند الشرقية وإفريقية الوسطى؟! بل كيف آمن به الملايين المنتشرون في روسيا وبولندا ولتوانيا في شمال أوروبا، ثم مدينة الكاب وغينيا التي يحتلها الأوروبيون؟! هل وصلت سيوف المسلمين إلى تلك المناطق؟! لم يقل بذلك عاقل أو مجنون!!
                                وكيف ينتشر الإسلام اليوم فى أوروبا وأمريكا، وهى الدول الأكثر قوة وتقدمًا، حتى خاف أهلها من تحول القارتان إلى الإسلام؟
                                ثم ما الحكمة من نشر الإسلام بحد السيف أو بالإكراه؟
                                يقرر الله تعالى أنه (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256
                                وبناءً على ذلك:
                                يأثم من يُكره غيره على الإسلام، لأنه لم يتبع تعاليم الله فى هذا الأمر.
                                لا يقبل الله تعالى عمل المسلم الذى يكره غيره على الدين.
                                ولا يقبل الله تعالى إسلام المُكره على الدين، لأن الأعمال بالنيات. وبالتالى المُكره لن تكون نيته أبدًا مُخلصة لله، بل سيكذب لإنقاذ نفسه من مهلك أو رياءً لينال حظوة عند حاكم أو جاه عند مقتدر.
                                فعلام يُكره المسلم غيره على الإسلام، طالما أن عمله هذا لن يُثاب عليه، بل سيأثم عليه من قبل الله، ولن يتقبل الله إسلام المكره؟
                                وهذا المبدأ تم التأكيد عليه عدة مرات فى القرآن الكريم:
                                (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29
                                وقوله: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر) الغاشية 21-22
                                (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) الشورى 48
                                بل يفهم المسلم من الآيات أن هذه هى إرادة الله تعالى، لأنه لو شاء لما جعلهم مختلفين، ولآمن كل أهل الأرض: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99
                                فلماذا إذن يُكره المسلم غيره لاعتناق دين لن يُقبل منه؟
                                لماذا يُحارب المسلم إرادة الله تعالى ويتدخل فى شؤونه؟
                                إنها هزيمة الصليب أمام الحق!
                                إنها هزيمة الباطل أما قوة الحق والإقناع!
                                إنها المكابرة على الاعتراف بالحق وبقوة منطق وخُلُق هذا الدين!
                                إنه الإنهزام بكل معانيه أمام ملكوت الله وشريعته!
                                طبعًا! أليس هو القائل: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف 8
                                (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال 36
                                ولماذا يُكره المسلم غيره على الإسلام، إذا كان الله تعالى قد حدد له طريقة الدعوة بالحسنى، وليس بالإكراه؟ (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125
                                والقرآن يحتوى على أكثر من 120 آية تؤكد على الإقناع بهدوء وبلطف والمجادلة بالتى هى أحسن فى مقام الدعوة إلى الإسلام، ثم ترك الناس تقرر بحرية قبول الإسلام من عدمه. والرسول  قال لقريش بعد فتح مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ولم يجبرهم على دخول الإسلام رغم انتصاره الساحق عليهم.
                                كيف أكره المسلمون غيرهم على الإسلام، ولم يُجبر يهود المدينة على الدخول فى الإسلام، ولم يُجبر نصارى الشرق على الإسلام؟ لأنه لو كان إجبار غير المسلمين على الإسلام فرض على المسلم، لما بقى على ظهر الأرض مسيحيًا أو يهوديًا أو صاحب ديانة أخرى!!
                                فنَّدت المستشرقة الألمانية Sigrid Hunke فى كتابها "Allah is Completely Different" الإدعاء الباطل بأن الإسلام انتشر بحد السيف وقالت "إن التسامح الذى تميز به العرب (المسلمين) لعب دورًا هامًا فى نشر الإسلام، على عكس الإدعاء الظالم الباطل بأن الإسلام انتشر بحد السيف" وكتبت أيضًا: "إن النصارى واليهود والصابئة والمشركين اعتنقوا الإسلام بإرادتهم الحرة".
                                كما أن هناك حقيقة مثبتة تاريخيًا تؤكد أن الجيوش الإسلامية لم تدخل جنوب آسيا أو غرب أفريقيا، فكيف انتشر وازدهر فى هذه المناطق، التى لم يدخلها فارس عربى واحد؟ بسبب أخلاق وتعاملات التجار المسلمين الذى ذهبوا بتجارتهم إلى هذه البلاد وأثاروا إعجاب أصحابها بأخلاقهم وتعاملاتهم فاعتنقوا الإسلام.
                                ولك أن تعلم: أن الغزوات الإسلامية كان هدفها تحرير أرض الله من تسلط الملوك والحكام الذين فرضوا دينهم ومعتقداتهم بالقوة على عبيد الله. وتحرير الأرض هذه يتم على أسس: إما أن يَسْلم الملك ويترك حرية العقيدة للرعية، وإما أن يُسلِّم الملك والحكم لله تعالى، ويخضع لحكمه ويدفع الجزية، لأنه لا يحق لعبد من عبيد الله أن يحكم أرض الله إلا بشريعة الله، أو يرفض الاثنين ويقبل الحرب ضد الله وجنده.
                                وهو عين ما قاله لكم يسوع قبل أن يُرفع: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                                إذن لقد قرر يسوع أن ملكوت الله سيتم تحقيقه بالقوة! وملكوت الله هنا هى شريعته وتحكيمها، هى إنشاء دولة الله، التى يحكمها شرع الله. لأنه (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) يوسف 40
                                ولذلك إن حربكم للإسلام هو حرب على الله ورسوله ويسوع نفسه وكتابه!!
                                لكن أستحلفك بالله: هل السيف يفتح القلوب للإيمان؟ فلماذا فشلت إسبانيا فى تنصير المسلمين واليهود على الرغم من المجازر ومحاكم التفتيش؟ لماذا فضلوا الهرب أو الموت على اعتناق عقيدة لا يقتنعون بها؟
                                إن السيف، عزيزى الكاتب، يمكنه أن يفتح أرضًا، ويحتل بلدًا، ولكن لا يمكنه أن يفتح قلبًا؛ ففتح القلوب وإزالة أقفالها تحتاج إلى إقناع العقل، واستمالة العواطف، والتأثير النفسي في الإنسان.
                                بل إن السيف المسلط على رقبة الإنسان، كثيرًا ما يكون عقبة تحول بينه وبين قبول دعوة صاحب السيف؛ فالإنسان مجبول على النفور ممَّن يقهره ويُذلُّه.
                                ومَن ينظر بعمق في تاريخ الإسلام ودعوته وانتشاره يجد أن البلاد التي فتحها المسلمون، لم ينتشر فيها الإسلام إلا بعد مدة من الزمن، حين زالت الحواجز بين الناس والدعوة، واستمعوا إلى المسلمين في جو هادئ مسالم، بعيدًا عن صليل السيوف، وقعقعة الرماح، ورأوا من أخلاق المسلمين في تعاملهم مع ربهم، وتعاملهم مع أنفسهم، وتعاملهم مع غيرهم ما يحببهم إلى الناس، ويقربهم من دينهم، الذي رباهم على هذه المكارم والفضائل.
                                يقول المؤرخ الفرنسى غوستاف لوبون فى كتابه "حضارة العرب" وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام فى عهده  وفى عصور الفتوحات من بعده: "قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر الإسلام إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها،وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التى قهرت العرب مؤخرًا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار فى الهند التى لم يكن العرب فيها غير عابرى سبيل ما زاد عدد المسلمين إلى خمسين مليون نفس فيها.. ولم يكن الإسلام أقل انتشارًا فى الصين التى لم يفتح العرب أى جزء منها قط، وسترى فى فصل آخر سرعة الدعوة فيها، ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليونا فى الوقت الحاضر" (غوستاف لوبون حضارة العرب ص 128-129 ط الهيئة المصرية للكتاب)
                                يقول جوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" عن محاكم التفتيش: "يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرون على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس بيلدا قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي" وكان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مائة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه، وكان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، وحجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعًا بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقًا منهم.
                                وكتب ميخائيل بطريرك أنطاكية: "إن رب الانتقام استقدم من المناطق الجنوبية أبناء إسماعيل، لينقذنا بواسطتهم من أيدي الرومانيين، وإذ تكبدنا بعض الخسائر لأن الكنائس التي انتزعت منا وأعطيت لأنصار مجمع خلقدونية بقيت لهم، إلا أننا قد أصابنا القليل بتحررنا من قسوة الرومان وشرورهم، ومن غضبهم وحفيظتهم علينا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى سادت الطمأنينة بيننا"، وكان جستيان الأول (565م) قد قتل من القبط في الإسكندرية وحدها مائتي ألف قبطي.
                                اقرأ ما فعله الرومان فى من خالف قرارات مجامع الكنيسة، وكيف أحرقوهم أحياء مع كتبهم، والأناجيل المخالفة لأناجيلهم!
                                ويذكر القس مريك في كتابه "كشف الآثار" أن قسطنطين أمر بقطع آذان اليهود، وأمر بإجلائهم إلى أقاليم مختلفة".
                                وفي نهاية القرن الرابع وضع الامبراطور تيودسيوس ستًا وثلاثين مادة لمقاومة اليهودية والهرطقة، وحظر عبادات الوثنيين، وأمر بتحطيم صورهم ومعابدهم.
                                وفي عام 379م أمر الامبراطور فالنتيان الثاني بتنصر كل رعايا الدولة الرومية، وقتل كل من لم يتنصر، واعترف طامس نيوتن بقتل أكثر من سبعين ألف.
                                ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب": "أكرهت مصر على انتحال النصرانية، ولكنها هبطت بذلك إلى حضيض الانحطاط الذي لم ينتشلها منه سوى الفتح العربي".
                                وفي القرن الخامس كان القديس أوغسطين يقول بأن عقاب الملحدين من علامات الرفق بهم حتى يخلصوا، وبرر قسوته على الذين رفضوا النصرانية بما ذكرته التوراة عن فعل يشوع وحزقيال بأعداء بني إسرائيل الوثنيين، واستمر القتل والقهر لمن رفض النصرانية في ممالك أوربا المختلفة، ومنها مملكة إسبانيا حيث خيروا الناس بين التنصُّر أو السجن أو الجلاء من إسبانيا، وذكر القس مرّيك أنه قد خرج من إسبانيا ما لا يقل عن مائة وسبعين ألفًا.
                                وفي القرن الثامن اعتيد فرض المسيحية في شروط السلام والأمان التي تعطى للقبائل المهزومة.
                                وقريبًا من ذلك العنف كان في فرنسا، فقد فرض الملك شارلمان النصرانية بحد السيف على ال***ون، وأباد الملك كنوت غير المسيحيين في الدانمارك، ومثله فعل الملك أولاف (995م) في النرويج وجماعة من إخوان السيف في بروسيا.
                                ولم ينقطع هذا الحال فقد أمر ملك روسيا فلاديمير (988م) بفرض النصرانية على أتباع مملكته: يقول المؤرخ بريفولت: إن عدد من قتلتهم المسيحية في انتشارها في أوربا يتراوح بين 7-15 مليونًا. ويلفت النظر إلى أن هذا العدد هائل بالنسبة لعدد سكان أوربا حينذاك.
                                يقول ول ديورانت: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحرارًا في الاحتفال بأعيادهم علنًا، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجًا آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صورًا من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحرارًا آمنين تحت حكم المسلمين".( قصة الحضارة (4/279)
                                يقول توماس أرنولد فى (الدعوة إلى الإسلام ص99): "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي".
                                وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشرًا لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحرارًا في التمسك بتعاليمهم الدينية".
                                وينقل أيضًا عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" (ص 29) قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة". (حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون)
                                وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك "عيشو يابه" الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657م: "إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية، بل يمتدحون ملتنا، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا". (أهل الذمة في الإسلام، ص(159))
                                ويقول المفكر الأسباني بلاسكوا أبانيز في كتابه "ظلال الكنيسة" (ص 64) متحدثًا عن الفتح الإسلامي للأندلس: "لقد أحسنت إسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية، وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء، فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب .. كانت غزوة تمدين، ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمنًا عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود، ولم يخشَ المسجد معابد الأديان التي سبقته، فعرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها".(فن الحكم في الإسلام، مصطفى أبو زيد فهمي ص(387))
                                ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": "لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح". (الدعوة إلى الإسلام (51))
                                وتقول المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه: "العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعًا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟". (شمس العرب تسطع على الغرب، ص (364))
                                يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة".
                                يقـول القس إيِلُوج: "نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات، في ما يتعلق بمعتقدنا". (حوار الثقافات في الغرب الإسلامي، سعد بوفلاقة (14))
                                بل ينقل المؤرخون الغربيون باستغراب بعض الحوادث الغريبة المشينة في تاريخنا، وهي على كل حال تنقض ما يزعمه الزاعمون المفترون على الإسلام، تقول المؤرخة زيجرد هونكه: "لقد عسّر المنتصرون على الشعوب المغلوبة دخول الإسلام حتى لا يقللوا من دخلهم من الضرائب التي كان يدفعها من لم يدخل في الإسلام". (شمس العرب تسطع على الغرب (365))
                                ويقول وول ديورانت فى قصة الحضارة في سياق حديثه عن الخليفة عمر بن عبد العزيز: "وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: (والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا، حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا)".
                                ويبين لنا توماس أرنولد أن خراج مصر كان على عهد عثمان اثنا عشر مليون دينار، فنقص على عهد معاوية حتى بلغ خمسة ملايين، ومثله كان في خراسان، فلم يسقط بعض الأمراء الجزية عمن أسلم من أهل الذمة، ولهذا السبب عزل عمر بن عبد العزيز واليه على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي، وكتب: "إن الله بعث محمدًا هاديًا ولم يبعثه جابيًا". (طبقات ابن سعد (5/283)، والدعوة إلى الإسلام لأرنولد (93))
                                إذا كان الحال كما عرفنا، فما السر في تقبل الشعوب للإسلام وإقبالها عليه؟
                                وينقل الخربوطلي عن المستشرق دوزي في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام" قوله: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة". (الإسلام وأهل الذمة ص (111))
                                ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب": "إن القوة لم تكن عاملًا في انتشار القرآن، فقد ترك العرب المغلوبين أحرارًا في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى". (حضارة العرب ص (127))
                                ويقول فى نفس الكتاب ص(605): "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا دينًا سمحًا مثل دينهم".
                                ويوافقه المؤرخ وول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عددًا قليلًا منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندونسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالًا تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها". (قصة الحضارة ص (4/279))
                                ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعًا دينيًا، ولا رسلًا وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب". (روح الدين، عفيف طبارة (412))
                                ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصًا بالمسلمين، فقد خلَّت الدولة الإسلامية بين أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضًا، وقد كتبوا كثيرًا من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي تخص المسيحيين وحدهم مما لا شأن للدولة به". (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ص (2/93))
                                ويقول أيضًا: "أما في الأندلس، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي إلا في مسائل القتل". (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري . ص (2/95))
                                لكن الخربوطلي ينقل عن الدكتور فيليب في كتابه "تاريخ العرب" حديثه عن رغبة أهل الذمة في التحاكم إلى التشريع الإسلامي، واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون مواريثهم حسب ما قرره الإسلام. (الإسلام وأهل الذمة، الخربوطلي ص (119))
                                من كل ما سبق يتضح لنا الآتى:
                                1- قلة عدد المسيحيين واليهود فى مكة منشأ الرسول ، الأمر الذى يفند ادعاءهم بأن الرسول  تحصَّل على علمه عن طريق أهل الكتاب.
                                2- أن محمدًا  كان يوحى إليه.
                                3- أن ثمرة ما جاء به محمد  هى من أغلى الثمار، وما أحوج الإنسانية إليها اليوم وكل يوم.
                                4- أن محمدًا  هو الصادق الأمين، وما كذب فى حياته قط، لا فى الجد ولا فى الضحك.
                                5- أن محمدًا  رسول الله حقًا، وأثبتنا هذا بعدة طرق: بمعيار الكتاب المقدس جدًا جدًا، بمعيار القرآن ومحتواه، بمعيار صفاته وثباته على الحق فى كل وقت وكل موقف، تمسكه بما جاء به من تعليمات وأوامر قرآنية، آراء أعدائه وخصومه، آراء أهله وأتباعه، رفضه أى امتياز يتميز به عن المسلمين من ملك أو ثروة أو غيره، زهده فى الدنيا وهو رسول الله ، حتى بعد أن ملك من القوة، ما قد يُدخل الغرور والزهو فى قلوب بعض ملوك الدنيا. وانتهينا بأقوال المنصفين من علماء الغرب ومفكريه، ومعظمهم غير مسلمين. فقد أجمعوا حقًأ على أن محمدًا  خير البشرية، وأنجح شخصية أَثْرَتْ العالم بتعاليمها وحكمتها، وكم يحتاج العالم اليوم إلى محمد  ليعيد الحق والعدل فيها، وأنه كان أذكى الناس عقلًا، وأزكاهم نفسًا، وأكثرهم حلمًا، وأرجحهم فكرًا، وأشدهم عدلا، وأعمقهم فهمًا للدين، وأقيدهم لتعاليمه، وأكثرهم عاطفة، وأرهفهم حسًا، وأسرعهم تسامحًا.
                                كما أثبتنا أن اسم الإله الذى أخفاه بنو إسرائيل، وضاع منهم ونسى مع الزمن، كما ضاع من العهد الجديد، بعد أن جاء به يسوع وعلمه للناس، هو الله، وقد جاء فى سفر دانيال الأرامى، على الرغم من إخفائهم هذه الحقيقة فى تراجمهم للسفر. الأمر الذى يشير إلى أن مكة والكعبة وانتشار اسم الله الحقيقى فيها، كانت تتمتع يومًا ما بالدين الحق، دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق.
                                وهذا يغنينا عما قاله الكاتب من تأثر الرسول  من جدال الطوائف المختلفة من أهل الكتاب، فالكاتب هنا يبتدع تاريخًا وأحداثًا ليصل بالقارىء البسيط إلى أن محمدًا  قد نقل القرآن عن علوم أهل الكتاب. أو أنه اقتبس بعض ممارسات العبادة فى الإسلام من كفار أهل مكة. وكان حريًا به أن يفهم أن أول بيت وضع للناس للحج والصلاة هو بيت الله الحرام فى مكة. وأن الرسول  لم يقتبس وثنيات العرب، التى دخلت على العقيدة بمرور الزمن وبعدهم عن الله، بل ردَّ الدين لأصله.
                                أما بشأن قوله: (عندما يلجأ المسلم إلى العنف فإنه لن يجد مشكلة في الحصول على نصوص من القرآن والحديث التي لا تقبل العنف فقط ولكنها أيضًا تأمر به وتحض عليه.) فقد أثبتنا أن المسلم هو أبعد ما يكون عن العنف، وأن السلم والمسالمة هو أساس تعامل المسلم مع الآخرين، إلا أن يُنتهك حق من حقوق الله. وهو ما اعترف به من ألمَّ بتاريخ المسلمين الأول من غير المسلمين أنفسهم. وأثبتنا انتشار المسيحية بالسيف، ولم يعانى العالم مثل ما عانى من اليهود والنصارى. فمن الذى قام بالحروب الصليبية لنهب ثروات الشرق؟ ومن الذى قام باحتلال العالم عسكريًا؟ ومن الذى يحاول احتلال بترول الشرق اليوم تحت زعم محاربة الإرهاب؟ ومن الذى قام بالحرب العالمية الأولى والثانية؟ من الذى احتل العراق ودمَّر الكويت؟ من الذى باع السلاح لكل من إيران والعراق ليدمروا قدراتهم العسكرية ويستنزفوا مقدراتهم المالية ليتخلصوا من السلاح المخزن لديهم من الحرب الباردة؟
                                إنها العادة القديمة: (القحبة تلهيك، وتجيب اللى فيها فيك) معذرة!!
                                هل قتل يهود بنى قريظة دليل على التسامح؟
                                أما ما قاله بشأن قتل الـ 600 أو 700 نفسًا من بنى قريظة، بسبب خيانتهم للدولة ورئيسها، واشتراكهم بذلك فى محاولة قتل الرسول  والمسلمين، فلا أرى قانونًا اليوم إلا وقد حكم بالقتل على العسكرى الخائن.
                                ولكن لنكن أكثر تفصيلا:
                                كان يسكن المدينة فى ذلك الوقت الرسول  والصحابة من المسلمين المهاجرين وأهل المدينة أنفسهم، والمشركون واليهود، وكانت قبائل اليهود التى تعيش هناك هم: بنو النَّضِير وبنو قَيْنُقَاع وبنو قُرَيْظة.
                                وهنا يجب على الباحث المنصف أن يتساءل:
                                ماذا فعل الرسول  مع المشركين؟ هل قتلهم؟ هل قام بتصفيتهم عرقيًا كما فعل بنو إسرائيل؟ وهل قام بقتل اليهود فور دخوله المدينة؟ وهل قتل كل قبائل اليهود أم كان هذا عقوبة يهود بنى قريظة، ولماذا هم بالذات؟
                                انظر إلى أعداد القتلى فى الكتاب المقدس جدًا جدًا، وهذا يرونه بصورة عادية جدًا، بل ويقرأونها من باب التعبُّد! (28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 28
                                (29فَضَرَبُوا مِنْ مُوآبَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ نَحْوَ عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، كُلَّ نَشِيطٍ وَكُلَّ ذِي بَأْسٍ, وَلَمْ يَنْجُ أَحَدٌ.) قضاة 3: 29
                                (35فَضَرَبَ الرَّبُّ بَنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَأَهْلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بَنْيَامِينَ فِي ذِلكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَمِئَةَ رَجُلٍ.) قضاة 20: 35
                                إن التصفية العرقية، والقتل الجماعى لا يلفت نظرهم، لكن قتل أحد اليهود الخائنين أو المقاتلين للمسلمين يعتبر سبة فى جبين من يدافع عن نفسه وعرضه وبلده، ناهيك أنه يدافع عن دين الله وملكوته، وهو عين ما أخبر به عيسى : (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                                قلنا إنه كان يعيش فى المدينة ثلاث قبائل مشهورة من اليهود:
                                * يهود بنو قَيْنُقَاع: وكانوا حلفاء الخزرج، وكانت ديارهم داخل المدينة .
                                * يهود بنو النَّضِير: وكانوا حلفاء الخزرج، وكانت ديارهم بضواحى المدينة .
                                * يهود بنو قُرَيْظة: وكانوا حلفاء الأوس، وكانت ديارهم بضواحى المدينة .
                                لقد بدأ الرسول  بالصلح بين قبائل الأوس والخزرج، والتى كان يهود المدينة يشعلون دائمًا الحروب بينهم، بل وساهمت بأنفسها في حرب بُعَاث، كل مع حلفائها. وعقد مع اليهود معاهدة سلام وتعاون ودفاع مشترك، على أن يحتفظ كل بدينه، وأن يهيمن بينهم البر دون الإثم، وألا يُناصر أحد منهم أعداء الآخر.
                                فماذا فعل اليهود؟
                                خرج عشرون رجلًا من زعماء اليهود وسادات بني النضير إلى قريش بمكة، يحرضونهم على الغزو ومحاربة الرسول ، ويوالونهم عليه، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش، وكانت قريش قد أخلفت موعدها في الخروج إلى بدر، فرأت في ذلك إنقاذًا لسمعتها والبر بكلمتها .
                                ثم خرج هذا الوفد إلى غَطَفَان، فدعاهم إلى ما دعا إليه قريشًا فاستجابوا لذلك، ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلى ذلك فاستجاب له من استجاب، وهكذا نجح ساسة اليهود وقادتهم في تأليب أحزاب الكفر على النبي  وعلى المسلمين.
                                أليست هذه خيانة عظمى من اليهود لقائد دولتهم؟
                                أليست هذه محاولة لقلب نظام الحكم؟
                                أليست هذه محاولة للتصفية العرقية للمسلمين؟
                                أليست هذه محاولة لقتل رسول الله تعالى؟
                                أليس هذا حرب على الله ورسوله؟
                                فما جزاء من يفعل ذلك فى الكتاب الذى تقدسه؟
                                يجيبك يسوع قائلا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                                وعلى إثر ذلك خرجت من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهم من أهل تهامة ـ وقائدهم أبو سفيان ـ في أربعة آلاف، ووافاهم بنو سليم بمَرِّ الظَّهْرَان، وخرجت من الشرق قبائل غطفان: بنو فَزَارة، يقودهم عُيينَة بن حِصْن، وبنو مُرَّة، يقودهم الحارث بن عوف، وبنو أشجع، يقودهم مِسْعَر بن رُحَيلَةِ، كما خرجت بنو أسد وغيرها. واتجهت هذه الأحزاب كلها؛ وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه.
                                وبعد عِدة أيام تجمع حول المدينة جيش عَرَمْرَم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل، جيش ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ.
                                فلما قدموا إلى المدينة وجدوا الخندق عائقًا بالنسبة لهم. وشعر يهود بنى النضير بأنهم خُذلوا أمام حلفائهم من المشركين. فانطلق حُيى بن أخطب زعيم بنى النضير (وهو يعلم يقينًا أن محمدًا رسول الله حقًا، وقد اعترف بهذا لأخيه، وأصر على قتال الرسول  وقتله، وحدث هذا أمام ابنته صفية، حينما كانت صغيرة)، انطلق إلى زعيم بنى قريظة، وحاول إقناعه بالإشتراك فى الحرب ضد الرسول  والمسلمين، فقال له كعب بن أسد زعيم يهود بنى قريظة: (جئتني والله بذُلِّ الدهر وبجَهَامٍ قد هَرَاق ماؤه، فهو يرْعِد ويبْرِق، ليس فيه شيء. ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء.)
                                ومازال به حُيى بن أخطب حتى أقنعه بالإشتراك فى القتال ضد الرسول ، ونقض عهده معه. ودخلوا فى الحرب فعليًا ضد المسلمين. ولمَّا وصل الأحزابُ حدود المدينة المنورة، وكانوا عشرة آلاف، عجزوا عن دخولها، فضربوا حصارًا عليها دام ثلاثة أسابيع، وأدى هذا الحصار إلى تعرِّض المسلمين، وكانوا حوالى ثلاثة آلاف، للأذى والمشقة والجوع. وانتهت غزوة الخندق بانسحاب الأحزاب، وذلك بسبب تعرضهم للريح عاصفة اقتلعت خيامهم، وأجبرتهم على فك الحصار.
                                أليس هذا شروع فى قتل رسول الله  وصحابته، والعوث فى الأرض فسادًا؟
                                ألم يأمرهم كتابهم بقتل النساء والأطفال والشيوخ والنساء وتدمير البيئة؟ ألم يأمرهم كتابهم بالإبادة الجماعية والتصفية العرقية لأعدائهم؟
                                (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24
                                (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
                                (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا») صموئيل الأول 15: 3
                                (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
                                (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                                (5وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي سَمْعِي: [اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                                ففكر معى: ماذا كان سيفعل اليهود لو تمكنوا من الإنتصار على المسلمين بناءً على تعاليم كتابهم؟ ألست معى أنهم كانوا نفذوا تعاليم كتابهم المقدس جدًا جدًا، وقتلوا رسول الله ومن معه من الرجال والنساء والأطفال؟
                                وعندما علم الرسول  بهذا، أرسل  بسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، وعبد الله بن رواحة وخَوَّات بن جبير، وقال لهم: (انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقًا فالحنوا لي لحنًا أعرفه، ولا تَفُتُّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس).
                                فلما دنوا منهم وجدوهم على أخبث ما يكون، فقد جاهروهم بالسب والعداوة، ونالوا من رسول الله .
                                وقالوا: من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد، ولا عقد. فانصرفوا عنهم، فلما أقبلوا على رسول الله  لحنوا له، وقالوا: عَضَل وقَارَة ؛ أي إنهم على غدر كغدر عضل وقارة بأصحاب الرَّجِيع.
                                ولكن الله لم يرض لعباده، وحملة لواء دينه الحق أن يُهلكوا. فَهُزِمَ الجمع بإذنه. أليس دفاع الله تعالى عن رسوله والمؤمنين بدليل على أنه رسول الله حقًا؟
                                وهل سيترك الله تعالى اليهود دون عقوبة؟ هل لن يدافع الله عن رسوله والمؤمنين وملكوته (دولته التى تحكمها شريعته)؟ ألم يُخبر يسوع أنه من (... سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 44؟
                                أليس هذا معناه أن الله تعالى لن يتهاون مع من يريد أن يمنع وصول نوره لعباده؟ (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة 32،
                                (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف 8
                                تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالًا حتى تلاحقوا بالنبي ، فنازلوا حصون بني قريظة، وفرضوا عليهم الحصار.
                                ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال : (1) إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد  في دينه، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم؛ وقد قال لهم: والله، لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم. (2) وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم، ويخرجوا إلى النبي  بالسيوف مُصْلِِتِين، يناجزونه حتى يظفروا بهم، أو يُقتلوا عن آخرهم، (3) وإما أن يهجموا على رسول الله  وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت؛ لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه، فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث، وحينئذ قال سيدهم كعب بن أسد؛ في انزعاج وغضب: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازمًا.
                                وقبلوا النزول على حكم رسول الله ، وحكم فيهم سعد بن معاذ، حليفهم قبل الإسلام، أن يقتل الرجال، وتسبي الذرية، وتقسم الأموال. واستولوا على ألف وخمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس، وحَجَفَة، كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين، بالإضافة إلى ما ارتكبوا من الغدر والخيانة.
                                فهل هذا حكم ظالم؟
                                أليس هذا هو نفس حكم الكتاب المقدس جدًا جدًا؟
                                (10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْبًا فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ) تثنية 20: 10- 18
                                فهل تؤمن أن أحكام كتابك المقدس جائرة وظالمة؟
                                * * * * *
                                وهكذا انتهى الفصل الأول من كتابه، وابتدأ الفصل الثانى
                                وابتدأه الكاتب بقوله: (الإسلام ليس مجرد دين فحسب بل هو منهج كامل للحياة. هذا المنهج متضمن في القرآن، والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة وتفاسير الفقهاء. وهو يحكم سلوك المسلم في جميع النواحي، الاجتماعية والسياسية فضلا عن الدينية.)
                                وأقول له: نعم صدقت. فهذا هو العهد الآخر أو الجديد أو الأخير الذى عمله الله تعالى مع البشر، ليخلصهم من ذنوبهم بالإستغفار والتقرب إليه وعمل الصالحات، وتهذيب ما وقع فى الكتب السابقة من تحريف وتخليصها من التضليل، الذى قام به الشيطان وأعوانه على مر العصور. وهذا مصداقًا لما وعد الله تعالى به موسى أنه سيكلم بنى إسرائيل عن طريق نبى ليس من وسط اخوتهم، أى ليس من بنى إسحاق، ولكنه سيكون من بنى إسماعيل: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلًا: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ») تثنية 18: 15-22
                                وهو نفس ما أنبأ به يسوع اليهود وذكرهم به مرة أخرى: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
                                ونفى أن يكون المسِّيِّا من نسل داود، وتكلم عنه بصيغة الغائب، ناهيًا تلاميذه أن يقولوا عنه هو المسِّيِّا: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا قَائِلًا: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                                بل أخرص الشياطين، التى تعد أول قائل لها: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
                                كما أطلقوه على النبى الذى وعد الله به إبراهيم: (20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 20 ، فإن لم يكن محمد  نبيًا ، فأين البركة فى نسل إسماعيل التى وعد الله بها إبراهيم؟ فقد كانت البركة فى إسحق أولًا ، وقد كانت أيضا النبوة. مع الأخذ فى الاعتبار أن النص العبرانى ليس فيه (وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا) ولكن فيه (وَأُكَثِّرُهُ بمادماد)، ومعلوم أن كلمة مادماد تساوى كلمة محمد فى عدد حروف الجمَّل تساوى 92.
                                وقد أسماه يعقوب شيلون: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
                                و”يجد العلماء اليهود معانى للكلمة العبرية (شيلون) غير معروفة للاهوت المسيحى. فالبعض يرى فيها الأصل shalev الذى يعنى "مسالم" ، ومنه يمكن عندئذ اشتقاق shalvah ، "سلام" بكلمات أخرى ، فإن المِسيا هو رئيس السلام. [وهو معنى كلمة الإسلام. فالإسلام هو الإستسلام لأوامر الله ونواهيه. الأمر الذى يؤدى إلى السلام فى الدنيا والآخرة.] ويؤكد بعض العلماء أن شيلون فى هيئتها الأصلية كانت moshlo، "حاكمهم"، مما جعل المسِّيِّا حاكم الأمم. أما راشى ـ وهو المفسر الرئيسى للعهد القديم والتلمود فى العصور الوسطى الذى كان لديه أيضًا ميل خاص للتراجم ـ فيقول عن شلون إنه المسيا الملك، و(شيلون) هو قوته المهيمنة).“ (نقلا عن "المِسِّيِّا فى العهد القديم ص 44)
                                وقد حرفوا فى هذه النبوءة كالمعتاد فى كل ما يتعلق بإسماعيل أو نبوة قادمة من الجزيرة العربية أو المسِّيِّا أو اسمه صراحة - كما سنرى –: ففى أخبار الأيام الثانى 9: 29 جعلوها اسم مكان: (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.) وقد اتفقت الترجمتان العربية المشتركة والكاثوليكية اليسوعية مع ترجمة فاندايك. ووافقتهم تراجم إنجليزية وألمانية قديمة مثل (Elberfelder 1871، Elberfelder 1905، Zürcher, AMP, KJV, NKJV, NRSV)
                                29Die übrige Geschichte Salomos, die frühere und die spنtere, ist aufgezeichnet in der Geschichte des Propheten Natan, in der Weissagung Ahijas aus Schilo und in der Vision des Sehers Jedo über Jerobeam, den Sohn Nebats. (Einheitsuebersetzung)
                                http://www.die-bibel.de/online-bibel...r%201/?print=1
                                وذلك على الرغم من أنها اعتبرت شيلون فى (التكوين 49: 10) شخصًا حاكمًا، سوف يأتى وستخضع له الشعوب. ووافقت تراجم أخرى فى ترجمة شيلون اسم مكان منها (GNB, Luther 1912, Menge, NLB, Neـ, Schlachter 1951, Schlachter 2000, )
                                وفى التكوين 49: 10 قالوا:
                                Nicht weichen wird das Scepter von Juda, noch der Herrscherstab (And.: Gesetzgeber) zwischen seinen Füكen hinweg, bis Schilo (d. h. der Ruhebringende, Friedenschaffende) kommt, und ihm werden die Vِlker gehorchen. (And. üb.: sich anschlieكen) (Elberfelder 1871)
                                فقالت (حتى يأتى شيلون (أى المهدِّىء، جالب السلام) وحذفت التوضيح فى طبعتها عام 1905
                                10Nur dir gehِren Thron und Zepter, dein Stamm wird stets den Kِnig stellen, bis SchiloB kommt, der groكe Herrscher, dem alle Vِlker dienen sollen. (GNB)
                                وترجمها لوثر فى ترجمته لعام 1912 بالبطل:
                                Es wird das Zepter von Juda nicht entwendet werden noch der Stab des Herrschers von seinen Füكen, bis daك der Held komme; und demselben werden die Vِlker anhangen. (Luther 1912)
                                وأوضحت تراجم أخرى أن هذا السيد الحاكم مؤسس السلام، الذى سيكون دينه دينًا عالميًا، وستخضع له الأمم، وتطيعه الشعوب، هو المسِّيِّا:
                                10The scepter or leadership shall not depart from Judah, nor the ruler's staff from between his feet, until Shiloh [the Messiah, the Peaceful One] comes to Whom it belongs, and to Him shall be the obedience of the people. (AMP)
                                The scepter shall not leave Judah; he'll keep a firm grip on the command staff Until the ultimate ruler comes and the nations obey him. (MSG)
                                The right to rule will not leave Judah. The ruler's rod will not be taken from between his feet. It will be his until the king it belongs to comes. It will be his until the nations obey him. (NIRV)
                                ولا نريد أن نطيل فى نسخ تراجم تكاد تتفق فى ترجمة شيلون فى (التكوين 49: 10) على أنه المسِّيِّا أو الملك أو الحاكم أو خاتم رسل الله الملقب بالحاكم النهائى، أو القائد أو البطل الذى سوف يأتى وسوف تخضع له الأمم والشعوب. ومنهم من كتبها شيلون كما هى، ومنهم من حذف شيلون وكتب (هو)، أى اعتبروا شيلون فى النهاية شخصًا حاكمًا. إلا أنهم ترجموها فى (أخبار الأيام الثانى 9: 29) على أن شيلون اسم مكان، أو قبيلة ينتمى إليها أخيَّا، الذى لُقِّب بالشيلونى. فكيف هذا؟ ولماذا؟
                                والكلمة وردت فى التوراة العبرية من أربعة حروف فقط هى: "شين، يود، لامد، هى" أى: "شين، ياء، لام، هاء"، فهى إذن: شيلون ، شيلوه ، شيلو ، شِيلُه. وجاءت فى التراجم اللاتينية Shiloh، لتتفق بذلك مع ما جاء فى الأصل العبرى (شِيلُه).
                                وقد ألغز بها الكاتب على لسان يعقوب إلى اسم النبى الخاتم، نبى السلام، نبى الإسلام، الذى سينتقل إليه صولجان الحكم والنبوة من يهوذا. الأمر الذى يعنى أنه لن يكون من نسل يهوذا، ولا من نسل داود. وهو مصداقًا لقول يسوع لليهود: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
                                ونفى أن يكون المسِّيِّا من نسل داود، وتكلم عنه بصيغة الغائب، ناهيًا تلاميذه أن يقولوا عنه هو المسِّيِّا: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا قَائِلًا: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                                بل أخرص الشياطين، التى تعد أول قائل لها: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
                                وبحساب الجمّل، نجد أن شيله تساوى 345 كالآتى:
                                ش = 300 + ى = 10 + ل = 30 + هـ = 5 أى المجموع يساوى 345
                                واسم : محمد بن عبد الله بالعبرية هو "حمدون ابن عوبيد إلوهيم"
                                وبتطبيق نفس حساب الجمل على هذا الاسم نجده:
                                (حمدون) ح = 8 + م =40 + د = 4 + و = 6 + ن = 50 ومجموعها 108
                                (ابن) أ = 1 + ب = 2 + ن = 50 ومجموعها 53
                                (عوبيد) ع = 70+ و= 6 + ب = 2 + ى = 10 + د =4 ومجموعها 92
                                (إلوهيم) أ =1+ ل =30 + و=6 + هـ=5 + ى=10+ م =40 ومجموعها 92
                                والمجموع الكلى هو 345، وهو نفس مجموع كلمة شيله.
                                إذن لقد أخبر يعقوب أبناءه عن نبى آخر الزمان، محمد بن عبد الله.
                                يقول القس الإنجيلى F . Vallowe فى كتابه عن رياضيات الكتاب المقدس وحساب الجمّل ما يعنى: (من السهل جدًا اكتشاف التعاليم المزيفة والخطأ عن طريق الأرقام. فإذا كانت القيمة العددية لكلمة أو عبارة غير مطابقة لأمر ما، فإنه يكون قطعا غير صحيح . فإذا قال لك أحد الوعاظ أن كلمة تعنى شيئا ما، وأثبت حساب الجمل شيئا غيره، يكون الواعظ هو المخطىء وليس حساب الجمل. فحساب الجمل ليس موضوعا لمعالجة التأويلات (التفسيرات) ببراعة. إنه ببساطة: الواقع، ما هو كائن، لذلك فحساب الجمل لا يستخدم فى تأسيس نظرية، أو مبدأ أو عقيدة، وإنما لتأكيدها)
                                والنبوءة لا تنطبق على موس ، بل عن من تزول الشريعة والحكم من بنى إسرائيل على يديه. حيث لا يزول ملك يهوذا وشريعته على يدى شخص من سبط يهوذا ، وإلا كان الأمر امتدادا لملك يهوذا وشريعته، وليس زوالا لهما ، وبذا تبطل الدعوى بأن (شيله) يكون من ذرية يهوذا، أو المسيح الداودى. (نقلا من النت بتصرف)
                                وقال موسى: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلًا: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ») تثنية 18: 15-22
                                وهو عين ما قاله يسوع: إن الخلاص من بنى إسرائيل: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.) يوحنا 4: 19-23
                                ولا يسجد أحد من النصارى للرب ، وليس السجود من فرائض الصلاة عندهم.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                1 مشاهدة
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                23 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                6 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X