كتاب "الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب"

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16



    الصهيونية وشعب الله المختار:


    وها هما موسى وعيسى عليهما السلام اللذين نؤمن بهما: عبدان لله تعالى أرسلهما كأنبياء من أولي العزم إلى بني إسرائيل لهدايتهم.

    ونؤمن أيضًا أن من يدعون اليوم أنهم من اليهود أسباط بني إسرائيل فهذه كذبة وادعاء باطل، ويعلم ذلك كل قارىء للتاريخ أو في الأديان. والمحتلون يتبعون حركة الصهيونية العالمية، التي تزكيها كل دول العالم الغربي المسيحي، تخلصًا من اليهود الذين في أراضيهم من ناحية، وعملا يُجني لهم الملايين من تسابق التسلح في الشرق. وليس إيمانًا بحقهم في أرض فلسطين، لأن وعد الله تعالى في الكتاب الذي تنسبونه إليه هو وعد مشروط بتقواهم وصلاحهم واتباع تعاليمه، وهو الأمر الذي لم ينفذوه، فانتفى معه جواب الشرط:

    إن وعد الله تعالى بتمكين عباده في الأرض هو وعد مشروط ومحدد للمؤمنين: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور.



    وعندما كان بنو إسرائيل يعبدون الله دمَّر فرعون وجنوده من أجلهم: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (5-6) سورة القصص.

    وها هو يشترط على إبراهيم عليه السلام: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) البقرة، أي لا يشمل ولا يعُمُّ عهدي الظالمين.

    وهو نفس قوله على لسان نبيه موسى عليه السلام: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (128) سورة الأعراف.

    وهو نفس ما أوحاه لله لنبيه داود عليه السلام: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء.



    والكتاب الذي تقدسه عزيزي الكاتب يقر هذه الحكمة الإلهية: (وَهَذِهِ هِيَ الوَصَايَا وَالفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ التِي أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا ... 17احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ التِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. 18وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ وَتَدْخُل وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ) تثنية 6: 1 و17-18.

    وقال أيضًا: (11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا. 12وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هَذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا يَحْفَظُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللذَيْنِ أَقْسَمَ لآِبَائِكَ 13وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. 14مُبَارَكاً تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لا يَكُونُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكَ وَلا فِي بَهَائِمِكَ. 15وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُل مَرَضٍ وَكُل أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ التِي عَرَفْتَهَا لا يَضَعُهَا عَليْكَ بَل يَجْعَلُهَا عَلى كُلِّ مُبْغِضِيكَ.) تثنية 7: 11-15.

    وها هو الرب يقرر أن العاقبة للمتقين: (4لا تَقُل فِي قَلبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هَذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ. 5ليْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالةِ قَلبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ بَل لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ وَلِيَفِيَ بِالكَلامِ الذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَليْهِ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.) تثنية 9: 4-5.

    (19وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ.) تثنية 8: 19.

    (8«فَاحْفَظُوا كُل الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا 9وَلِتُطِيلُوا الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ أَرْضٌ تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً.) تثنية 11: 8-9.

    (16بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ اليَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَا وَتَنْمُوَ وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. 17فَإِنِ انْصَرَفَ قَلبُكَ وَلمْ تَسْمَعْ بَل غَوَيْتَ وَسَجَدْتَ لآِلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا 18فَإِنِّي أُنْبِئُكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ لا مَحَالةَ تَهْلِكُونَ. لا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلهَا وَتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 30: 16-18.

    وأمرهم أن يحفظوا فرائضه وأن يسيروا في أحكامه، وألا يأثموا مثل الشعوب التي حرمها الله أرضها بآثامهم، وبذلك يميزهم، فالعاقبة للمتقين: (فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا. 23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هَذِهِ فَكَرِهْتُهُمْ 24وَقُلْتُ لَكُمْ: تَرِثُونَ أَنْتُمْ أَرْضَهُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَرِثُوهَا أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي مَيَّزَكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ. 25فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالنَّجِسَةِ وَبَيْنَ الطُّيُورِ النَّجِسَةِ وَالطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِمَّا مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِساً.) اللاويين 20: 22-25.

    وقال أيضًا: (3وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: [قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ. 4وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَاسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا قُلْتُ لِدَاوُدَ أَبِيكَ: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهَذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذَلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ].) ملوك الأول 9: 3-9.



    وعلى هذا فهم سيكونون شعب الله المحبب إلى قلبه والمختار من بين باقي البشر آنذاك بشرط عبادته هو وحده دون شريك له، واتباعهم أحكامه، وتطبيق شرائعه. فهل هم فعلوا ذلك؟ هل هم فعلوا جملة الشرط لينطبق عليهم جوابه؟

    لا. لقد تركوه وعبدوا العجل، واتهموا هارون نبيه في ذلك، وعبدوا البعل، وكل الآلهة الوثنية في البلاد التي حلوا بها. وقتلوا أنبياءه ورفضوا شرائعه، وحرفوا كتبه، بل أكثر من ذلك حرَّموا على شعبهم أن ينطقوا باسم الله، حتى أنسوهم اسمه عدة مرات.

    فهم كما قال عنهم موسى عليه السلام: (24قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ.) تثنية 9: 24، وسيظل ذلك حالهم.

    وقال لهم أيضًا: (27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي) تثنية 31: 27.

    (4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. ...) خروج 32: 4-6.

    (11وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: [لاَ تَعْمَلُوا هَذَا الأَمْرَ]. 13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ]. 14فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 15وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ) ملوك الثاني 17: 11-20.

    (10فقالَ الرّبُّ ليَشوعَ: (قُم، لماذا تَنحَني حتى الأرضِ؟ 11خطئَ بَنو إِسرائيلَ وخالَفوا عَهدي وما أمَرتُهُم بهِ فأخذوا مِمَّا حَرَّمتُهُ علَيهم: سرَقوا وخبَّأوا ما سرَقوهُ بَينَ أمتِعَتِهِم، 12فما قَدِرَ بَنو إِسرائيلَ أنْ يَثبُتوا أمامَ أعدائِهِم، بلِ اَنهَزَموا مِنْ أمامِهِم لأنَّهُم صاروا مَلعونينَ مِنَ الرّبِّ، فلن أكونَ معَكُم ثانيةً ما لم تُزيلوا الحَرامَ مِنْ بَينِكُم) يشوع 7: 10- 12 الترجمة العربية المشتركة.



    وها هو إيليا يشهد على زيغهم عن طريق الله: (... وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 9-10.

    وها هو إشعياء يشهد على زيغهم عن طريق الله: (14لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ وُلاَةَ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. 15لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا) إشعياء 28: 14-15.

    (14لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهَذَا الشَّعْبِ عَجَباً وَعَجِيباً فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ». 15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟».16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 14-16

    (9لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. 10الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرُوا» وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. 11حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ». 12لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ هَذَا الْقَوْلَ وَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالاِعْوِجَاجِ وَاسْتَنَدْتُمْ عَلَيْهِمَا 13لِذَلِكَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الإِثْمُ كَصَدْعٍ مُنْقَضٍّ نَاتِئٍ فِي جِدَارٍ مُرْتَفِعٍ يَأْتِي هَدُّهُ بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ. 14وَيُكْسَرُ كَكَسْرِ إِنَاءِ الْخَزَّافِينَ مَسْحُوقاً بِلاَ شَفَقَةٍ حَتَّى لاَ يُوجَدُ فِي مَسْحُوقِهِ شَقْفَةٌ لأَخْذِ نَارٍ مِنَ الْمَوْقَدَةِ أَوْ لِغَرْفِ مَاءٍ مِنَ الْجُبِّ».) إشعياء 30: 9-14.

    (2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ وَوَلَدُوا إِثْماً. ... أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً. 9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. ... 12لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا. 13تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلَهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. 14وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيداً. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ وَالاِسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ.) إشعياء 59: 1-14.



    وقال الرب لبني إسرائيل على لسان إرمياء: (8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ.) إرمياء 2: 8-9

    وقال أيضًا: (4مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَنْكَرُوا هَذَا الْمَوْضِعَ وَبَخَّرُوا فِيهِ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا وَمَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَزْكِيَاءِ5وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. 6لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَلاَ يُدْعَى بَعْدُ هَذَا الْمَوْضِعُ تُوفَةَ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. 7وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أَكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ. 8وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. ... 9وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ ... 11وَتَقُولُ لَهُمْ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هَكَذَا أَكْسِرُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ وَفِي تُوفَةَ يُدْفَنُونَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ لِلدَّفْنِ. 12هَكَذَا أَصْنَعُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ الرَّبُّ وَلِسُكَّانِهِ وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ مِثْلَ تُوفَةَ. 13وَتَكُونُ بُيُوتُ أُورُشَلِيمَ وَبُيُوتُ مُلُوكِ يَهُوذَا كَمَوْضِعِ تُوفَةَ نَجِسَةً كُلُّ الْبُيُوتِ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى]. ... 15[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا لأَنَّهُمْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي].) إرمياء 19: 4-15.

    ويقول الرب على لسان حزقيال: (3وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ فِي وَسَطِهَا لِيَأْتِيَ وَقْتُهَا، الصَّانِعَةُ أَصْنَاماً لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا، 4قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ، وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ، وَقَرَّبْتِ أَيَّامَكِ وَبَلَغْتِ سِنِيكِ. فَلِذَلِكَ جَعَلْتُكِ عَاراً لِلأُمَمِ وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي. 5الْقَرِيبَةُ إِلَيْكِ وَالْبَعِيدَةُ عَنْكِ يَسْخَرُونَ مِنْكِ، يَا نَجِسَةَ الاِسْمِ يَا كَثِيرَةَ الشَّغَبِ. ... 7فِيكِ أَهَانُوا أَباً وَأُمّاً. فِي وَسَطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِـالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. 8ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي. 9كَـانَ فِيكِ أُنَاسٌ وُشَاةٌ لِسَفْكِ الدَّمِ، وَفِيكِ أَكَلُوا عَلَى الْجِبَالِ. فِي وَسَطِكِ عَمِلُوا رَذِيلَةً. 10فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا. 11إِنْسَانٌ فَعَلَ الرِّجْسَ بِـامْرَأَةِ قَرِيبِهِ. إِنْسَانٌ نَجَّسَ كَنَّتَهُ بِرَذِيلَةٍ. إِنْسَانٌ أَذَلَّ فِيكِ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ. 12فِيكِ أَخَذُوا الرَّشْوَةَ لِسَفْكِ الدَّمِ. أَخَذْتِ الرِّبَا وَالْمُرَابَحَةَ وَسَلَبْتِ أَقْرِبَاءَكِ بِـالظُّلْمِ، وَنَسِيتِنِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ... 15وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي، وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 2: 3-16.



    وقال دانيال: (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. ... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.) دانيال 9: 6-11.

    وقال هوشع: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. 2لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. 3لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. 4«وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. 6قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.) هوشع 4: 1-6.

    وقال عاموس: (4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا.) عاموس 2: 4.

    وقال ميخا: (9اِسْمَعُوا هَذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ. 10الَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِـالدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِـالظُّلْمِ. 11رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِـالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِـالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِـالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» 12لِذَلِكَ بِسَبَبِكُمْ تُفْلَحُ صِهْيَوْنُ كَحَقْلٍ وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً وَجَبَلُ الْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ.) ميخا 3: 9-11.

    وقال صفنيا: (1وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ، الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ. 2لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلَهِهَا. 3رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا أُسُودٌ زَائِرَةٌ. قُضَاتُهَا ذِئَابُ مَسَاءٍ لاَ يُبْقُونَ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. 4أَنْبِيَاؤُهَا مُتَفَاخِرُونَ، أَهْلُ غُدْرَاتٍ. كَهَنَتُهَا نَجَّسُوا الْقُدْسَ. خَالَفُوا الشَّرِيعَةَ.) صفنيا 3: 1-4.

    وقال زكريا: (9[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ وَاعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. 10وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. 11فَأَبُوا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. 12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ. 13فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا كَذَلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 9-13.

    وقال ملاخي: (8أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 9فَأَنَا أَيْضاً صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ]. ... 11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ. 12يَقْطَعُ الرَّبُّ الرَّجُلَ الَّذِي يَفْعَلُ هَذَا السَّاهِرَ وَالْمُجِيبَ مِنْ خِيَامِ يَعْقُوبَ وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ. ... 17لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: [بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟] بِقَوْلِكُمْ: [كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ]. أَوْ: [أَيْنَ إِلَهُ الْعَدْلِ؟].) ملاخى 2: 8-17,



    وشهد عليهم عيسى عليه السلام بما أوحي إليه أنهم أشرار مثل آبائهم، وأنهم سائرون على ضلال من سبقهم: (31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 31-33.

    وقال الله تعالى في كتابه المكنون: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة.



    فهل الكذَّابون، المنافقون، الكافرون، المعادون لله وحدوده، المحرفون لكتابه، القاتلون لأنبيائه، هم أحباب الله وشعبه المختار؟ فما الفرق بينهم وبين الشياطين؟ فهل يقول عاقل إن الشيطان من أحباب الله؟ إن الشياطين أحباب لأوليائهم! فأي منزلة تنزولونها إلهكم؟

    لقد ضحكتم على أنفسكم وضحك عليكم أحباركم وكهنتكم، لأنكم جهلاء لا تقرأون كتابكم، طيبون لا تفتشون الكتب، ولا تبحثون عن الحق، خوافون، فلا يمكنكم مناقشة القس في الكنيسة ومجادلته للوصول إلى الحق، وخوفًا من اتهامكم بالخروج عن المسيحية، ثم البطش بكم!

    إن قولكم بأنهم مازالوا شعب الله المختار، لهو سبٌّ للرب، واتهامه بالتخلف العقلي، ووصمه بأنه حليف الشيطان الأكبر! فهل يحب الرب الكذابين؟ هل يحب الرب المنافقين؟ هل يحب الرب الملعونين منه؟ هل يحب الرب من تركوا شريعته؟ هل يحب الرب من تركوه وعبدوا الأوثان؟ هل يحب الرب من اتهموا أنبياءه بالكذب؟ هل يحب الرب من قتلوا أنبياءه؟ هل يحب الرب من غيروا دينه وحرفوا في كتابه، واستبدلوا شريعته بتقاليدهم؟

    (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9.

    (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: ... 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. ... 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 6-13.



    لذلك إن كل من يؤيد الصهاينة في فكرهم أو أعمالهم، فهو من الصليبيين الجدد، الذين يرون أن احتلال العالم الإسلام، وإبادة المسلامين هو عمل وطني يرضي الإله الإرهابي المتطرف يهوه، الذي يعشق الإبادة البشرية، والتصفية العرقية، ثم يندم بعد إبادتهم، لأنها حرمته من رائحة شواء اللحم: (20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.) تكوين 8: 20-21.

    فلماذا أستخدم ألفاظ الحرب والتنفير لفئة ما، لا أعرف اتجاهها السياسي؟ ألم يأمرنا ربنا أن تكون الموعظة بالحسنى؟ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125، وبالطبع ليس كل مسيحي صليبيا، وليس كل يهودي صهيونيا. وإنصافًا للحق، فإن هناك بعض الكتاب المسلمين المتصهينين، وهؤلاء نقصدهم أيضًا بتعبير الصهاينة.

    أما استخدام غير المسلمين من المستشرقين أو الدارسين المنصفين، أو من أسلم من الأوربيين ولم يغير اسمه، فهذا لا يعيب الإسلام ولا المسلمين. لكن يُعاب على من يستخدم أسماء إسلامية وهو مسيحي ليوهم المسلمين البسطاء بأنه مسلم تنصر، وهو عين ما تفعلونه في برامجكم الموجهة للمسلمين. وأعتقد أنكم ترموننا بما يشينكم ويشين تاريخكم كالمعتاد، فهذا نهج القمص زكريا بطرس في برامجه، والسيدة ناهد متولي (فيبي عبد المسيح)، وأشك أنه يوجد مسلم يتخذ اسم بولس للدعوة إلى الإسلام، فهو من باب الهراء، ولا أصدقه، لأن المسلم يعلم بوجود وادٍ في جهنم اسمه بولس! فهل رأيت مسلما يتسمى باسم سقر أو جهنم ويدعو الناس لدخول الجنة؟ أتمنى أن تحترم عقول القراء!

    (حشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن من جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار ويسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال) رواه البخاري في (الأدب المفرد)، والترمذي في سننه.



    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

    رحِمَ
    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

    تعليق


    • #17



      أما وجود العلم الأمريكي في أحد البرامج الإسلامية الأمريكية، فذلك لأن هذا البرنامج يُبث من أمريكا، ويبثه أمريكان أسلموا أو مسلمين، والإسلام لا يمنع من حب الإنسان لوطنه. فهل أفهم من هذا أنك تقترح أن يتفاخر الأمريكان بالعلم المصري أو السعودي؟ أو يرفع المصريون العلم الأمريكي دون علم بلدهم؟

      لكن إن كنت تريد أن تتهم المسلم بالنفاق أو أنه ينتهج نهج الغاية تبرر الوسيلة، فقد جانبت الصواب، لأن المسلم لا يستفيد ماديًا من دعوة غيره للإسلام، بل غالبًا ما يدفع من قوته وقوت أسرته في سبيل هذه الدعوة. كما أنه يعلم أن الله تعالى لا يتقبل إلا العمل الخالص لوجهه. وعلى ذلك فهو لن يستفيد من جراء هذا العمل (غير الخالص، كما ربما تظن) إلا تضييع وقته وجهده وماله في الدنيا، دون أدنى جدوى في الآخرة، إلا ذنوبًا على تضييع وقته وماله. إذن ليست هناك جدوى في سوء الظن، ولا يوجد لها أدنى مبرر.



      أما الغاية تبرر الوسيلة فهو نفس النهج الذي سار عليه رب الكتاب الذي تقدسه عندما اتحد مع الشيطان، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22.

      أليست هذه نفس السياسة التي انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب على المصريين لسرقة حليهم، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين يوافقون على إقراضهم هذه الحلي؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22.

      (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36.

      أليست هي نفس السياسة التي نسبوها لنبي الله إبراهيم، عندما ضحَّى بشرفه، وأقنع زوجته الجميلة سارة أن تقبل أن يقول إنها أخته، لأن فرعون سيأخذها ويزني بها، ويكون لإبراهيم حظوة في عيني فرعون فيكافأه على هذا العمل؟

      (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

      بل كرر هذا (التعريص) مرة أخرى مع أبيمالك
      : (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12.

      أليست هذه نفس السياسة التي انتهجها يعقوب في سرقة البركة والنبوة من أخيه عيسو؟ لقد استغل يعقوب جوع أخيه واشترى منه النبوة والبركة بطبق عدس:

      (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34.

      ثم احتال مع أمه على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه
      : (تكوين 27: -)

      ثم صارع الرب نفسه وهزمه، وأجبره على مباركته
      : (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30.



      فالاستغلال والنصب والسرقة والكذب والدياثة (التعريص) هي من الوسائل التي يبثها الكتاب المقدس جدًا؛ لتبرير ما يريده شعب الله المختار جدًا جدًا وبعناية فائقة، بل وضرب الرب نفسه إذا لزم الأمر!! والأغرب من ذلك أنه حتى بعد أن ضُرِبَ الرب، وصعد إلى عرشه، استمر فى إرسال الوحي ليعقوب، ونسي ما فعله يعقوب بأخيه! أي بارك الرب الكذب والاحتيال، ونسي "العلقة" التي فقد فيها كرامته، وعزته أمام عبده، بل تفاخر الرب بهذه "العلقة"، وسجلها في كتابه المقدس جدًا، ليتعظ الناس أن ضرب الإله والتطاول عليه مُجدٍ جدًا، قد يصل بك إلى أن تكون من أنبيائه المقربين!!

      وها هو بولس يقر أن الكذب لمجد الرب شيء لا يُعاب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7.

      فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس ونفاقه؟
      وهل يقبل الرب الداخل في دينه مُغررًا به، مضحوكًا عليه، لا يفهمه حق الفهم؟
      وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
      وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين والمنافقين لنشر دينه بين الناس؟
      وما حكمة الإله أن يوحي إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
      وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب في الدين بغية تنصير الإنسان وجعله يؤمن بمبادىء غير حقيقية ولو بالكذب هي بغيته؟
      وهل رضي الرب بكذب بولس ليكسب أتباعًا جددًا لدينه؟ أليس هذا من باب النصب والتحايل؟ أيخادع الرب عبيده؟ ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟ ألا ينقص هذا من قداسته واحترام المحترمين أصحاب المبادىء له؟
      وكيف أُأنب ابني أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إلها كاذبا، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
      وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
      ألا يخشى ذلك الإله من تفشي الكذب بين شعبه؟
      وكيف أثق في هذا الإله الذي يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
      وهل سيحاسبكم الرب على الكذب في الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
      وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
      وما الفرق بينه وبين الشيطان في هذه الصفة الرذيلة؟
      وإذا كان إلهًا صادقًا، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل في الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟




      كما كان النفاق والمهادنة نهجه؛ لكسب أي إنسان لدينه الجديد المخترع؛ ليحارب دين نبي الله عيسى عليه السلام، وجاهر بهذا النفاق ، وأعلن أنه هو منهاج حياته الذي أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23، مبادرة شخصية، وأمنية ذاتية، في أن يكون شريكًا في كتابكم! فما دخل هذا بالوحي؟ وما علاقة هذا بالقداسة؟



      وتظهر شهادة نفاق بولس أيضاً في مقارنتك لرسائله إلى أهل رومية ورسائله إلى أهل غلاطية:


      1- يقول لأهل رومية إن خلاص الله ومجده لليهودي أولا (طبعاً بالناموس)، ثم لليوناني من بعده (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.) رومية 1: 16، ونسى أن كل البشر أمام الله سواسية كأسنان المشط: (11لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.) رومية 2: 11.

      وقال في غلاطية إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16.

      2- يقول لأهل رومية إن الذين بالناموس (ينفذون وصايا التوراة) يصيرون أبرارا (يدخلون الجنة): (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13.

      وتنكَّر للناموس في خطابه إلى غلاطية: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11

      3- يقول لأهل رومية إن الإيمان يَثبُت بالناموس (أي بالعمل بشريعة التوراة): (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31.

      في الوقت الذي يقول فيه لأهل غلاطية: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، ...) غلاطية 3: 10.

      4- يقول لأهل رومية: (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ 30لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 28-31.

      في حين يقول لأهل غلاطية: (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ) غلاطية 3: 12.

      5-يقول لأهل رومية إن الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة: (12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) رومية 7: 12.

      في الوقت الذي يقول فيه لأهل غلاطية إن الناموس جاء زيادة (بلا فائدة) لأجل التعديات: (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21.



      عزيزي كاتب كتاب (الإسلام بدون حجاب) النفاق ليس من شأن المسلم، ولا علاقة له بالدعوة. بعد هذا التلوث السمعي والبصري والعقلي الذى قرأته، فهو من شأنكم أنتم، وكتابكم وتاريخكم وبرامجكم وكتبكم، بل وعقيدتكم في التثليث، التي تعرفون أنها لا توجد في مخطوطة يونانية واحدة، كما سبق وذكرنا، يشهدون عليكم بذلك. اقرأ قول الله تعالى في المنافقين في الإسلام:
      قال الله تعالى: (
      إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) النساء 145.

      وقال رسول الله
      صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) متفقٌ عليه. وفي رواية : (وإن صام وصلى وزعم أنهُ مسلمٌ).

      وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تنهى وتنفر من الكذب والنفاق.

      فأي الكتابين أحق أن يُنسب لله، ويُطلق عليه الكتاب المقدس؟
      وأي الشرائع أحق أن تكون شريعة الله العالمية؟




      وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

      رحِمَ
      اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

      تعليق


      • #18



        هل عرف اليهود والمسيحيون فى تاريخهم المحبة؟


        ويواصل كاتب كتاب (الإسلام بدون غطاء) قائلا تحت عنوان (2- تغيير اللغة): (إنهم يستعملون الآن اصطلاحات جديدة غريبة على لغتهم مثل المحبة والنعمة. إنهم يتكلمون في موضوعات لاهوتية مسيحية الأصل مثل: الخلاص والتبرير والتقديس).

        تعريف النعمة من محاضرة للأنبا شنودة بالأسكندرية بتاريخ الأحد 15/8/2010: (
        النعمة هي ما أنعم الله به على الإنسان. فكل شيء يأتي بركة للإنسان يكون نعمة من الله ... وفي الحقيقة كل حياتنا سببها النعمة، أي مجرد أننا موجودين نعمة من الله فالوجود نعمة من الله، بل الخليقة كلها هي نتاج نعمة الله. ونعمة الله للكل. ليست للأبرار فقط، بل حتى للأشرار أيضًا. أي لولا النعمة التي يعطيها الله للإنسان الشرير، ما كان يتوب. ولولا نعمة الله مع غير المؤمن، ما كان يؤمن.)


        http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/55-Written-Sermons/2010/2010-08-15-Sunday-Grace.html

        إذن النعمة هى فيض الله تعالى على عبيده المؤمن والكافر، من الصحة وغفران الذنوب والأمن والشعور بالأمان و...




        وقد ذكرت كلمة نعمة فى القرآن الكريم 36 مرة، منها: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَاإِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} إبراهيم: 34،
        وقال: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} النحل: 18
        {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران: 171
        {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} آل عمران: 174
        (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) المائدة: 20

        فما الحكمة من تبرُّمك أن يستخدم المسلم كلمات القرآن وحقيقة ما تهدف إليه؟

        لكن هل تعرف المسيحية المحبة والنعمة أم هى كلمات يرددونها دون تدبر؟



        إن الإيمان بعقيدة توارث الخطيئة الأزلية لتنفى الادعاء بأن الرب محبة
        ، إذ بهذه العقيدة يكون قد أضمر الإله الشر للبشرية من أول خلق آدم، إلى أن نزل ليُهان ويُصلبويموت فداءًا للبشرية من هذه الخطيئة، التى لم ترتكبها ولم تشارك فيها، ولم تعرفها إلا من حكايات الرسائل الملحقة بالأناجيل، التى لم يتكلم فيها يسوع عن هذه الخطيئة مطلقًا. وذلك لأن علم الرب أزلى، فقد علم إذن قبل أن يخلق آدم وحواء، أنهما سيعصونه، وقرر أن يضع كل الأبرار والأشرار، المؤمنين والكفار فى أتون النار، حتى تحنن عليهم ومات على الصليب ميتة الملاعين ليتمكَّن من أن يغفر لهم. ثم كانت نعمته على الأشرار والكفار والمؤمنين أن نزل إلى جهنم ليخلصهم: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10


        (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ.) بطرس الأولى 3: 19

        وقد بيَّن بولس عقيدة المحبة هذه بقوله
        : (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 8-12



        فمحبة الرب فى المسيحية هى ارتكاب الآب جريمة قتل، يقتل فيها ابنه، ليغفر لمن حملهم وزرها ظلمًا، وحبسهم فى النار أو المطهر ملايين السنين، حتى أرسل ابنه ليُقتل، ويرى دمًا، فترتاح نفسه، فيغفر لكم!! فإذا كان هذا حاله مع ابنه المحبوب، فكيف سيكون حاله معكم أو مع من قتلوا أنبياءه وسمُّوا أنفسهم شعبه المختار؟


        وصاحب هذه الفكرة الشيطانية اتهم الرب بعد ذلك أنه منعدم الرحمة والشفقة على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32


        صدقت يا كاتب هذه الجملة: إن كان هذا الإله بهذه الصفات معنا، فمن عساه أن يكون علينا؟ إنه يؤكد أن إله الرحمة لا رحمة له! وأن إله المحبة لا يحبنا لأنه بالبديهة ضدنا، ولا يعمل لصالحنا، وما يؤكد ذلك أنه لم يشفق على ابنه! فهل ننتظر أن يشفق علينا ونحن أعداؤه؟


        (10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.) رومية 5: 10-11



        إن الادعاء بأن الرب أمر بقتل النساء والأطفال وشق بطون الحوامل وتدمير البيئة والإبادة العرقية والجماعية لتنفى مصطلح الرب محبة، وتلغى من عقول البشر أن للرب نعمة إلا على شعبه المختار بعناية فائقة، مهما كفر، ومهما سب الرب، ومهما تعبَّد للأوثان، ومهما أذل فى الرب نفسه أو خلقه!


        (3
        فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

        (
        9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16


        إن ادعاء الكتاب المقدس جدًا بأن إله المحبة أظهر محبته فى أوامره بأكل الأطفال فى المجاعات، وتقديمهم محرقة، لهى عينة صغيرة على نعمة الرب ومحبته للبشر: (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53

        ما أجمل أن تتذكر عطايا الرب المنجِّسَّة، بأن يحرق كل أب وأم بكرهما فى النار، إرضاءً للرب الذى يحب رائحة الشواء: (
        26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 20: 26



        ما ألطف يهوه، وما أرحمه فى أوامره لموسى بالتمثيل بالجثث!!
        ما أجمل عطاياه! إنها نعمة لا يقدرها إلا كل إرهابى سادى! (4فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل».) العدد 25: 4

        (2فَنَادَى نَحْوَ الْمَذْبَحِ بِكَلاَمِ الرَّبِّ: [يَا مَذْبَحُ يَا مَذْبَحُ، هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هُوَذَا سَيُولَدُ لِبَيْتِ دَاوُدَ ابْنٌ اسْمُهُ يُوشِيَّا، وَيَذْبَحُ عَلَيْكَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّذِينَ يُوقِدُونَ عَلَيْكَ، وَتُحْرَقُ عَلَيْكَ عِظَامُ النَّاسِ].) ملوك الأول 13: 2


        إله المحبة يأمر بذبح أهدائه، الذين يعبدون الأوثان، وحرق عظامهم على المذبح قربانًا له! هل تعرف فعلا معنى المحبة؟ أم هى كلمة تتشدقون بها من إفلاس دينكم أن يقدم شيئًا مفيدًا للمجتمع؟ أن تحسينًا لصورة هذا الإله الإرهابى فى عهد النقمة؟


        ما أرحم الرب يهوه/يسوع فى قتله لأطفال قالوا لنبيه يا أقرع، فأخرج دبة تعيش فى حرارة جو فلسطين لتأكلهم، فى الوقت الذى ترك فيه نبيًا يسب نبيًا آخر، وفى الوقت الذى أمر فيه رجلا أن يسب آخر!! هاللولويا!!

        (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا.) ملوك الثانى 2: 23-24

        (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟)صموئيل الأول 20: 30



        يبلغ النبى هوشع قول الرب قائلًا: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ:.... 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضًا النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ.)هوشع 4: 5


        ويأمر الرب أنبياءه بسب أنبيائه
        : (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11


        فهل أمر الرب بسب عبده ونبيه داود من باب المحبة والنعمة؟

        وهل هذا هو مفهومكم عن المحبة والنعمة؟

        إن ادعاء الكتاب أن الرب أعطى شريعة أو تعاليم غير صالحة لينفى نعمة الرب ومحبته للبشر؟


        (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25

        (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17

        (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيئًَا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23



        إن موافقة الرب على العنصرية لصالح شعبه المختار فى الربا وغيره ليدل على أنه لا صلاح فيه ولا محبة ولا عدالة! لقد اتهموا الرب بتحريفهم بالظلم والغشومية!

        (
        19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِبًا لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20

        (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 14: 21 هكذا تكون القداسة! وهكذا يكون العدل! وهكذا تكون المحبة! أيكره الرب عبيده كلهم من أجل أشر خلقه، الذى قام هو بنفسه بلعنهم والانتقام منهم!


        قارن هذا بقول الله تعالى فى اليهود بعد أن أقر أنهم حرفوا دينهم، ونقضوا مواثيقهم، ويحذر المسلمين من خيانتهم، التى لن تنتهى
        : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَتَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة 13


        وقول الله تعالى فيمن يريد أن يفتن المسلم عن دينه، ويجعله وقودًا لنار جهنم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 109، إنها نزلت فى المدينة، بعد أن تكوَّن للمسلمين جيش.

        ثم اقرأ سمو القرآن فى مطالبة الله تعالى لرسوله أن يحكم بين أناس بالقسط ولا يظلمهم، على الرغم من أنهم أغضبوا الله تعالى، ويصفهم الله بالكذابين وأكالين للسحت، ومحرفى كلامه، ونجسى القلوب: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة 41-42

        {
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًالَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} التغابن 14



        فهل تستكثر على المسلم أن يرد الإنسان إلى الحق وإلى نعمة الله الحقيقية: إلى الإسلام الذى لا توجد به عنصرية ولا محاباة ولو على الوالدين أو الأقربين، ولا اضطهاد لغير المسلمين؟


        (
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ...) سورة النساء 135

        (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
        وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام 152

        وطالب معاملة الأسير معاملة آدمية، والإنفاق عليه قبل أن تأتى هذه فى المعاهدات الدولية. فهى خُلُق المسلم: (
        وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) سورة الإنسان 8


        الإسلام يقرر أن
        هؤلاء لهم ما للمسلمين من حقوق، وتطبق عليهم القوانين نفسها التي تطبق على المسلمين، إلا ما تعلق منها بشئون الدين فتحترم فيه عقائدهم، فلا توقع عليهم الحدود ولا العقوبات فيما يحرمه الإسلام ولا تحرمه أديانهم، فلا يعاقب النصراني مثلًا إذا شرب الخمر، لأن دينه في أوضاعه الأخيرة يحل شرب الخمر، ولا يعاقب اليهودي من فرقة القرائين مثلًا إذا تزوج بنت أخته أو بنت أخيه، ولا يفسخ عقده، لأن مذهب فرقته يحل هذا الزواج، ولا يدعون إلى القضاء، ولا إلى العمل في أيام أعيادهم.


        إن
        المسلمين لمطالبون فوق ذلك بالمجاملة وحسن المعاملة زيادة على ما تقتضيه النصوص، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.)

        وروي الطبراني بإسناد حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من آذي ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله).

        وقال
        صلى الله عليه وسلم: (من قَتَل معاهَدًا لم يُرَحْ رَائِحَةَ الجنة!وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا!) أخرجه البخاري

        وقال
        صلى الله عليه وسلم: (أيُّما رجلٍ أمَّنَ رجلًا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كانالمقتولُ كافرًا!) أخرجه أحمد، والبخاري في التاريخ الكبير

        ويقول
        صلى الله عليه وسلم: (من آذى ظلمًا يهوديًا أو نصرانيًا كنت خصمه يوم القيامة)

        وأذن النبيصلى الله عليه وسلم
        لنصارى نجران حين وفدوا عليه بأداء صلاتهم في مسجده.


        وعند ما جاء رسل
        نجران المسيحيون إلى المدينة ليفاوضوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت مفاوضتهم تقتضي بقاءهم بعض الوقت، خصص لهم الرسول صلى الله عليه وسلم نصف مسجده ليؤدوا فيه صلاتهم المسيحية. ومرت يومًا جنازة يهودي أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقاملها، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: (أليست نفسًا).


        وروى أن يهوديًا شكى علي بن أبي طالب إلى عمر بن
        الخطاب في أيام خلافته، فاستقدم عمر عليًا وأوقفه مع خصمه اليهودي على قدم المساواة، ولكنه عندما أخذ في تحقيق الشكوى خاطب عليًا بكنيته، جريا على عادته فيخطابه معه، فقال له: يا أبا الحسن، والخطاب بالكنية في اللغة العربية أسلوب من أساليب التعظيم، على حين أنه خاطب اليهودي باسمه، فظهرت آثار الغضب على عليِّ، فقال له عمر: أغضبت أن كان خصمك يهوديًا وأن مثلت معه أمام القضاء على قدم المساواة؟ فقال علي: لا، ولكنني غضبت لأنك لم تكمل المساواة بيني وبينه، فخاطبتني بكنيتي، وخاطبته باسمه.



        قارن هذه المواقف الإنسانية السامية بأقوال إله كتابك بالتصفية العرقية للمخالفين فى العقيدة، ويتقديم الربا للغرباء دون اليهود، وببيع اللحوم النافقة لهم!


        وأوصى الرسول
        صلى الله عليه وسلم الجار المسلم أن يحسن إلى جاره غير المسلم، فقال: (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان،وجار له ثلاثة حقوق، فأما الجار الذي له حق واحد فجار غير المسلم (له حق الجوار ويجب الإحسان إليه بمقتضى هذا الحق) وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم لا رحم له (أي ليس بينه وبين جاره قرابة) له حق الجوار وحق الإسلام. وأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة.)


        كذلك أعطى الخلفاء لأهل الذمة عهودا تدور جميعها علي حسن معاشرة المسلمين لهم، وكف أي يد تحاول إيقاع الأذي بهم، ونضرب لهذه العهود مثلا بعهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل بيت المقدس، والذي جاء فيه:( هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياد من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملتها، لاتسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون علي دينهم، ولا يضار أحد منهم..)
        .

        وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا، وأن يوفي بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وألا يكلف فوق طاقتهم.


        وبفضل هذه التعاليم رأينا الكنائس في بلاد الإسلام تجاور المساجد، دون أن يتعرض لها أحد بأذى، بل رأينا في العصر الحديث، وأثناء ثورة يناير 2011 في مصر يؤدي المسلمون صلاتهم في حراسة النصارى، ويقيم النصارى قداسهم في حراسة المسلمين، ورأينا المسلمين يتطوعون لحراسة الكنائس عقب الثورة أثناء احتفالات النصارى بأعيادهم، وهو ما يعكس روح التسامح التي عرف بها المسلمون طوال تاريخهم مع من يخالفونهم في العقيدة.



        ومن هنا فليس عبثًا أن جعل الله للمعاهد ولو كان كافرًا حقا عنده إذا ظلمه
        مسلم، وذلك في الحديث النبوي الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجاب) أخرجه الإمام أحمد وحسنه الألباني في سلسلته
        .

        فهل ارتقى دين على وجه الأرض إلى رقي الإسلام وعلوه؟ لا. لا نفاق فيه، ولا تعصب ولا عصبية للمخالف في الدين، ولا تمييز عنصري، طالما أنه مسالم للمسلمين.


        لا تقل لي إن المسيحية تعدت ذلك وأمرت بمحبة الأعداء، بقول متى 5: 38- (
        38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)


        فكونك تؤمن بأن العهد القديم هو كتاب أنزله الرب، وأن هذا الإله هو يسوع، فأنت تؤمن بالتالى أن يسوع هو من أنزل تعاليم قتل النساء والأطفال والرضع وشق بطون الحوامل، والإبادة الجماعية، والتصفية العرقية، والعنصرية، والتمثيل بالجثث، وتدمير البيئة. وهو ما تسمونه عهد النقمة.



        ومن ناحية أخرى أنت تعلم ماهية الحروب التي قامت بين أصحاب الطوائف المسيحية المختلفة، سواء فى مصر أو فى العالم كله. وأذكرك ببعض منها، لتحمد الله تعالى على أنك تعيش وسط مسلمين، وتعلم نعمة الإسلام عليك وعلى قومك:


        فمنذ القرن الرابع والاعتراف بالتسامح الدينى، واعتناق قسطنطين المسيحية (؟)، وصدرت الأوامر بحرق كتب المخالفين، وصلبهم، ورميهم للوحوش، أو حرقهم أنفسهم، وهدم معابد الوثنيين،
        وتمّ في عهد تيودوس وحده إصدار 15 مرسوما ملكيّا بالتعذيب ضدّ المخالفين للعقيدة، فتمّ ملاحقة المانويّين وقتلهم، وسمل أعين المارسونيّين،وحرق كتب الآريوسيّين، وإسقاط الحقوق الاجتماعيّة للـ "كفّار" ولم يعدلهم الحقّ في الوراثة ولا المشاركة في المجتمع.


        وفي سنة 385 أيضا ولأوّل مرّة،
        يصدر الحكم بحرق شخص "زنديق" حيّا بعد تعذيبه، وهذه البربريّة سيتمّ تعميمها بداية من سنة 447 ميلادى.


        وكان البابا ثاوفيلوس خصمًا عنيفًا للديانات المخالفة وحتى للمذاهب المسيحية الأخرى، وبمجرد وصوله لمنصب البطريك فى عام 385م بدأ حملة مستعرة لتدمير معابد غير المسيحيين فى شمال افريقيا، بموافقة من الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، منها معابد سيرابيس وديونيسيوس وميثرا، ومحا كل أثر لهذه المعابد الوثنية، واستخدم حجارة هذه المعابد لبناء كنائس جديدة. كما أنه تزعم، فى سياق اضطهاده للرهبان الأوريجانوسيين
        Origenist monks (نسبة لأوريجانوس)، قواتًا لتخريب أديرة هؤلاء الرهبان فى الصحراء.

        Theophilus of Alexandria, Saint." Encyclopوdia Britannica from Encyclopوdia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. 2009

        كما قام الأرشمندريت شنودة وكان رئيس أحد الأديرة (الدير الأبيض) بموضع يسمى "إتريب" بصعيد مصر، وتعتبره الكنيسة القبطية الأرثوزكسية أحد قداديسها، بشن حملات Crusades خلال الفترة المتأخرة من العقد الأخير من القرن الرابع على معابد منطقة إتريب وأجوارها، ويذكر موقع معهد "ييل" لعلم المصريات Yale Egyptological Institute in Egypt أن شنودة كان مناهضًا للديانة المصرية الوثنية التقليدية بالقول والفعل فى منطقة سوهاج وأخميم، واُغلق الكثير من المعابد الوثنية وقُوِّضت فى عهده، وأن بعض مواد البناء الخاصة بتلك المعابد التى تم تحطيمها أُعيد استخدامها فى إنشاء كنيسة دير شنودة؛ ولذا تجد بعض الكتل الحجرية التى أدمجت فى البناء منقوشة بمشاهد دينية غير مسيحية ونصوص هيروغليفية.
        Cambridge History of Christianity, Vol. II , Ps , 183–186


        وفى سنة 415 يهاجم بعض الرهبان المسيحيّن المرأة
        Hypathia وهي أكبر عالمة رياضيّات بمدرسة الإسكندريّة، ويتمّ قتلها بتحريض من بطريرك الإسكندريّة كيرلس، وذلك كما حكى سقراط، وهو من كبار مؤرخى الكنيسة الذين عاصروا الحدث، وذلك (في كتابه السابع، الفصل 15). فجرّوها من رجليها حتّى كنيسة قيصريّة، وهناك قاموا بنزع ملابسها ثمّ قطّعوا جسدها إربا إربا ثمّ أحرقوها
        .

        وبعد مقتلها يغادر العديد من الفلاسفة والعلماء الإسكندريّة خوفًا من همجيّة
        هؤلاء الرهبان ويتفرّقون في فارس والهند، لتفقد الإسكندريّة بريقها المعرفيّ بعد أن كانت منارة للعلم، ويتمّ حرق كلّ المخطوطات "الكافرة" للفلاسفة والتي استطاع البعض منها النجاة بفضل ما تمّ حفظه عند الفرس والهنود والصينيّين وكذلك عند "العرب": أثناء الفتوحات والذين ترجموا أعمالا عديدة، بينما غطستْ أوروبا في الظلام الدامس. ثم قاموا بحرق مكتبة الأسكندرية، ونسبوها للعرب فى قصة واهية.


        وذكرها أيضًا تلميذها سنسيوس وهو معاصر لها
        في إحدى رسائله (الرسالة 24) ويبكي عليها قائلا: عزيزتي الغالية، إنّي أعيش فيحزن في بلادي، والخراب الذي حولي يصيبني بالألم، أرى رجالا يُذبحون كالقطعان، وأتنفّس هواءً فاسدا بسبب كثرة الجثث المتحلّلة (...) لن أترك بلادي هذه، فهنا يوجد قبور أجدادي، ولكن لأجلك فقط أترك هذه البلاد، أتركها لكي ألتحق بك.


        وذكرها الدمشقيّ
        (Damascios le Diadoque 458- 538)، راويًا أنّه تمّ نزعها من عربتها وجرّها إلى الكنيسة، ونزع ثيابها، وتقطيع أطرافها، التي تمّ تفرقتها في الطرقات وإحراقها. وذكرها كذلك المؤرخ المسيحى يوحنا النقيوسى من القرن السابع.


        وبين القرن السابع والخامس عشر الميلاديين، وبسبب حرق كلّ المكتبات
        تقريبا، (إلاّ ما نجا منه عند الفرس والمسلمين) صارت الكنيسة هي الوحيدة التي تملك المعرفة وتمنع الشعب من الاطّلاع حتّى على العهد القديم، وفي تلك الفترة تمّ حرقح والي مليون امرأة حيّة بتهمة السحر. لذلك يتهمها يوحنا النقيوسى من القرن السابع بأنها كانت ساحرة، محاولا تجميل صورة سلفه.


        وفى سنة 804 ميلادي يُدخل
        الإمبراطور شارلمان العديد من الساكسون إلى المسيحيّة، مقترحا عليهم التالي: إمّا أن يصبحوا مسيحيّين وإمّا أن تقطع رؤوسهم، وتمّ قطع عشرات الآلاف من رؤوس الساكسون بمباركة الكنيسة التي تطبّق شريعة إله المحبة على الأرض.


        وفى القرن الحادي عشر ميلادي يطالب بطريرك الاسكندريّة باستعمال
        الخميرة في الخبز أثناء الاحتفالات المسيحيّة، لكن بابا روما يؤكّد على ضرورة استعمال الخبز بلا خميرة، وأمام هذا الاختلاف الجوهرى فى العقيدة انقسما وسقط بطبيعة الحال مئات القتلى.



        وفى سنة 1099 تسقط القدس في الحروب الصليبيّة، ويسلّم
        الحاكم العربي المدينة بشرط أن يتمّ الحفاظ على الشعب، فوافقوا على ذلك، وعندما فتح الحاكم أبواب المدينة، لم يحترموا العهد، وقتلوا سبعين ألفًا من المدنيّين، أمّا النساء والأطفال فقد تمّ اغتصابهم قبل قتلهم أو استعبادهم، كما فعلوا فى مسلمى البوسنة والهرسك.
        وحين جاء صلاح الدين الأيّوبي اشترط حاكم المدينة المسيحيّ تسليمها بشرط
        الحفاظ على الشعب، فوافق صلاح الدين والتزم بالمعاهدة، ولم تُرقْ قطرة دم واحدة ولم يحطّم أيّ كنيسة.


        وفى سنة 1224 يصدر الإمبراطور فريديريك الثاني مرسوما
        بقتل الكفّار أو قطع ألسنتهم، لكن هذا القانون (كان يُنفَّذ أصلا من قبل) غير كاف للتخلص من أعداء يهوه، الذى لا يكتفى بقطع اللسان، بل يريد الإبادة الجماعية، فتحرك الإيمان اليهوى فى قلوب المؤمنين جدًا، فصدر قرار (سنة 1255 مع ألفونس العاشر) بضرورة الحرق وتمّ إنشاء محارق ضخمة ألقي فيها المسلمون واليهود أحياء، بوصفهم كفّارا.


        وفى نهاية القرن العشرين محاولة لتصفية الوجود الإسلامى فى أوروبا، عن طريق إبادة جزء كبير من شعبى البوسنة والهرسك المسلمين، بتآمر من الدول التى تعتبر نفسها راعية للمسيحية. وكذلك قتل
        وحرق مسلمى كشمير وميانمار فى بورما، والعراق وسورية وغيرها من البلدان الإسلامية والتى تجد تشجيعًا بالسلاح أو الصمت تجاه تصفية الوجود الإسلامى.



        وإليك نُبذة من أقوال مفكرى الغرب المسيحى عن المسيحية، ثم فكر: هل مثل هذه الديانة تجذب الفاهم لها؟ هل يحتاج المسلم إلى النفاق أو المداهنة ليقنع من يعرفها بتركها واعتناق الإسلام؟ إن من يقول هذا هم أهل الغرب أنفسهم، لذلك عندما يعلوا بذلك فإن أول رد فعل لهم، هو الكفر برب المحبة، والانسحاب من الكنيسة، أو التحوُّل إلى العلمانية وإنكار وجود هذا الإله.


        يقول (ديدرو):
        لم يحدثْ أبدا أنّ ديانة كانت أرضيّة خصبة للجرائم مثل المسيحيّة (...) لا يوجد توجّه واحد في تاريخها ليس فيه دمويّة.

        « Salon » (1763), dans Oeuvres complètes de Diderot, Diderot, éd. Garnier, 1876, t. 10, p. 185

        يقول جون جوراس:
        نحن نحارب المسيحيّة والكنيسة لأنّهما ضدّ حقوق الإنسان.

        Jean Jaurès, 3 mars 1904, dans Histoire des catholiques français au XIXe siècle, paru chez ةditions du Milieu du monde, 1947, p.389, Henri Guillemin

        ويقول برتراند
        رسل: أؤكّد وأنا أزن كلماتي جيّدا أنّ المسيحيّة، كما هي موجودة في كنائسها، تمثّل العدوّ الأوّل للتقدّم الأخلاقيّ في العالم.

        Why I Am Not a Christian, and Other Essays on Religion and Related Subjects (1927), Bertrand Russell (trad. Wikiquote), éd. Touchstone Books, 1986 (ISBN 9780671203238), p. 21

        ويقول فولتير: كلّما وُجد أغبياء وحمقى، وُجد الدين، وديننا
        [أي المسيحيّة] بلا شكّ، هو أغبى مرض وأكثر دمويّة أصاب العالم.

        « Lettre à Frédéric II, roi de Prusse » (5 janvier 1767), dans Oeuvres complètes de Voltaire, Voltaire, éd. Moland, 1875, t. 45, vol. 13, p. 11

        ويقول فيورباخ:
        الديانة المسيحيّة هي ديانة العذاب.

        (Ludwig Feuerbach / 1804-1872 / L'Essence du christianisme)

        وقال أناتول فرانس:
        المسيحيّة من أجل أن تفعل أشياء لأجل الحبّ، قامتْ بالخطيئة!
        (Anatole France / 1844-1924 / Le jardin d'Epicure, 1894)


        وقال رمى دو جورمون:
        المسيحيّة لم تخترع الطهر، بل اخترعت النفاق.

        (Rémy de Gourmont / 1858-1915 / Epilogues, août 1902)

        وقال هيلجه كروج:
        الكنيسة تساعد على التقدّم والتطوّر، في حالة واحدة: حين لاتستطيع منعه!
        (Helge Krog / 1889-1962 / Aphorismes)


        وقال شوبنهاور:
        ما هي ثمار المسيحيّة؟ حروب ديانات، مجازر، محاكم تفتيش، إبادة شعوب الهنود الحمر، واستيراد العبيد السود من افريقيا.

        (Arthur Schopenhauer / 1788-1860 / Parerga)

        وقال ستندال:
        لو أجد إله المسيحيّين فسأضيع! فهو مملوء بأفكار الانتقام وفي الكتاب المقدّس يحبّ الحديث عن العذاب، أعتقد أنّي لن أحبّه.

        (Stendhal / 1783-1842 / Le Rouge et le Noir / 1830)

        وقال أميل زولا:
        إن الإنجيل، وبغضّ النظر عن بعض المواضع الأخلاقيّة التي يحتويها، فهو لا يصلح أن يكون تشريعا اجتماعيّا معقولا.

        (Emile Zola / 1840-1902 / Paris, 1898)


        مع الأخذ فى الاعتبار أن كاتب ومؤرخ ألمانى مثل
        Karlheinz Deschner كتب تاريخ الإجرام المسيحى فى عدد من المجلدات قد تفوق الثمانية مجلدات.


        وفى العهد الجديد نقرأ أيضًا عن تعاليم المحبة، التى أدت فى النهاية إلى كل الكوارث الإنسانية. فلم يتبرأ أتباع المسيحية الأول أو من تلاهم من الميراث اليهوى الفاسد، أو ما يسمونه عهد النقمة:

        فيرى بولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم على يد بنى إسرائيل كان نعمة ورحمة لهم: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

        ويقول يسوع: (34«
        لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

        ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.... يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ...) إرمياء 15: 3

        ويقول يسوع: (49«
        جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53


        وها هو يسوع يشترط عليك أن تبغض أحب الناس إليك أبوك وأمك واخوتك، وزوجتك وذريتك، حتى نفسك، لتكون تلميذًا له:
        (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26

        وها هو رأى يسوع فيمن لا يتخذه ملكًا:
        (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27


        وأمر الرب بقتل أولاد إيزابلا بسبب زناها: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22-23


        الرب يميت من لا يدفع له كل ممتلكاته، ويسمى الذى يحتفظ بجزء من أمواله لمعيشته وأهله اختلاسًا: (1وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكًا 2وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ.) أعمال الرسل 5: 1-5


        وما رأيك فى هذه المحبة التى تسببت فى عمى بولس مؤقتًا؟ أليس هذا من عمل الروح القدس أحد أقانيم يسوع الثلاثة؟: (9وَأَمَّا شَاوُلُ الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ 10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ.) أعمال الرسل 13: 9


        وها هو رأى المسيحية فى المخالف لعقيدتها: (14
        لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟) كورنثوس الثانية 6: 14-16


        وها هو إيمان وتصديق كاتب الرسالة إلى العبرانيين بكل ما قاله الرب أو فعله المؤمنون جدًا بأصحاب العقائد الأخرى: (30
        بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ... 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 34

        (5وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ.) رؤيا يوحنا 11: 5


        كانت هذه أخلاق الحرب عند أهل الكتاب، لكن اعلم أنه: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28



        أذكرك بقول الله تعالى لتغسل أذنيك من هذا التلوث السمعى، الذى يفيض بالتعصب، ويفيض بكره الآخرين المخالفين للكتاب المقدس جدًا فى العقيدة:

        {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 109


        يقول
        خير من أنجبت الأرض صلى الله عليه وسلم: (من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.)

        وقال صلى الله عليه وسلم: (من آذي ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله).

        وقال
        صلى الله عليه وسلم: (من قَتَل معاهَدًا لم يُرَحْ رَائِحَةَ الجنة!وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا!) أخرجه البخاري

        وقال
        صلى الله عليه وسلم: (أيُّما رجلٍ أمَّنَ رجلًا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتولُ كافرًا!) أخرجه أحمد، والبخاري في التاريخ الكبير

        وقال
        صلى الله عليه وسلم: (من آذى ظلمًا يهوديًا أو نصرانيًا كنت خصمه يوم القيامة)
        .




        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق


        • #19



          من الذي يغير لغة كتابه المقدس ليستميل الناس؟


          يواصل مؤلف كتاب (الإسلام بدون غطاء) انتقاده للإسلام فيقول تحت عنوان (تغيير اللغة): (إنهم يغيّرون من ترجمة القرآن لتغطية بعض التعاليم الإسلامية العنيفة. وكمثال لذلك الترجمة الفرنسية الجديدة التى أثارت ضجة في العالم الإسلامي لمحاولتها ترضية اليهود بتغيير بعض الآيات القرآنية التى تدينهم مثل الآية الواردة في سورة الإسراء 4:17 ونصها العربي: "وقضينا الى بنى إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرا". هذه الآية كانت ترجمتها القديمة تقول ما معناه: "إن بنى إسرائيل بعد أن بثوا الفساد في الأرض مرتين بهدف استغلال الآخرين سوف يدفعون أنفسهم لتصبح لهم السلطة العليا الى أن يعاقبهم الله". ثم جاءت الترجمة الجديدة بعكس هذا المعنى تماما فقالت: "إن بنى إسرائيل سوف يعتدي عليهم مرتين كأبرياء، ثم سيكافئهم الله بعد ذلك بأن يرفعهم الى أسمى المراتب".)
          .

          فى الحقيقة إن انتقادك لهذه الترجمة فى محله، وهو غير وارد من مسلم، بدليل قولك أنت (التى أثارت ضجة في العالم الإسلامي)، الأمر الذى يعنى أن المسلمين لم يقوموا بها، ولا يقبلون بهذه الترجمة. وهذا يبرئنا مما تحاول أن تنسبه لنا.

          لكن لو صدق ما تقول، فالعيب عيب مترجم إما لا يتقن اللغة المترجم منها، أو قد يكون يهوديًا، أراد أن يُظهر أن اليهود أبرياء، يُعتدى على مصالحهم، وأن الله تعالى سوف يكافئهم فى الآخرة، ويرفعهم إلى أسمى المراتب. وعكس معانى الآية تمامًا.

          لكن لو تعمَّد المترجم هذا الخطأ، فهو مترجم غبى، حيث لم يغير باقى النصوص التى يلعن الله فيها اليهود، ويتهمهم بالإفساد فى الأرض، وقتلهم الأنبياء، وتحريف كتبهم، وقولهم على الله بهتانًا. ناهيك عن وجود العديد من التراجم الفرنسية والإنجليزية، وبلغات أخرى عديدة، لابد من أن يلجأ أى باحث إلى ترجمتين بنفس اللغة أو بلغتين مختلفتين على الأقل ليقارن النصوص ويفهم المقصود.



          لكن ألا يثبت هذا حفظ الله تعالى لأصول القرآن الكريم؟
          فكم من السنين مرت، ولم يتمكن كائن من كان أن يغير ولو حرفًا واحدًا من القرآن الكريم، وكل تغيير أو تشويه لحقائق النصوص تتم فى التراجم؟ وهل تغيير هذا اليهودى أو المترجم غير المتمكِّن لترجمة الآية غيَّر من أصلها المحفوظ فى الصدور وفى الصحف؟ هذا إن لم يكن هذا ادعاء منك عليه أو سوء فهم للترجمة!!

          ألا يدلك محاولة اليهود والمنصرين تغيير واقع الإسلام وحقائق القرآن الناصعة إلى أن هذا الإسلام هو الحق، الذى يقف حجر عثرة فى طريق تقدمهم، وسيطرتهم على عقول أتباعهم وأموالهم، كما كان الكهنوت يفعل أيام صكوك الغفران، ومنعهم من طباعة الكتاب المقدس، ومنعهم من ترجمته إلى لغة يفهمها الشعب، وحكر فهم الكتاب المقدس وتأويل نصوصه على رجال الإكليروس فقط، وحكر الغفران إلا عن طريق رجل الكهنوت ورفع دعوته إلى الرب، بعد أن يدفع للكنيسة غرامة لذنبه، ويعد بأن لا يفعلها مرة أخرى؟

          ثم هل الترجمات حجة على الدعوة أو الإسلام؟ هل الترجمات حُجة على الأصل؟ وإذا كان هذا حال الترجمات، لا تنقل الأصل كما جاء، فأين أصول أى سفر من أسفاركم باللغة التى كتب بها النبى الذى تنسب إليه هذه الأسفار؟ لا يوجد. ألا يدل عدم حفظ الله لأصول هذه اللغة إلى عدم موافقته على حفظ هذه الكتب إلى الأبد؟

          ومن الطبيعى أن يجتهد كل مترجم حسب علمه. ثم ما لنا والترجمات طالما أن أصل القرآن مازال بين أيدينا؟ ومازالت الترجمات الأقرب للصحة موجودة بلغات كثيرة، بل وبنفس اللغة الفرنسية.



          فالوضع مختلف فى القرآن عن الكتاب الذى تقدسه، فلا توجد مخطوطة فى الكتاب المقدس كتبت بيد النبى الذى تُنسب إليه، أو حتى كتبت فى عصره.
          فعلى سبيل المثال يُنسب إنجيل متى إلى متى تلميذ يسوع، الذى عاصره وتتلمذ على يديه، وتعلم منه. إلا أنك تجد متى يعتمد فى كتابة الإنجيل المنسوب إليه على إنجيل مرقس، الذى لم يكن من تلاميذ يسوع، والذى يُقال إنه كان مترجمًا لبطرس، الذى قال يسوع له أنت شيطان ومعثرة لى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23

          ويكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6%، وذلك لأن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته. فقد صرح الدكتور وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص17 أن متى اقتبس 606 عددًا (93 فقرة) من أصل 661 عددًا (105 فقرة) من مرقس، وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.

          فهل يُعقل أن يعتمد الأصل على إنسان مجهول؟ ولماذا يكتب متى باليونانية؟ ومايسمونها المخطوطات عن هذا الإنجيل مكتوبة باليونانية، لذلك فهم يدعون أنها ترجمة النص الأرامى الأصلى، ولا دليل على ذلك.



          وأعيد عليك الآية مرة أخرى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا * إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا *وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } الإسراء 4-10

          فهذا وعد وتهديد لبنى إسرائيل، ونبوءة قادمة. وكم من الآيات القرآنية تحتوى على تهديد ووعيد وذم لبنى إسرائيل. فهل غير المترجم كل هذه النصوص؟



          وفى الحقيقة إن الكاتب يتبع طريقة (رمتنى بدائها وانسلت) وطريقة (ضربنى وبكى، وسبقنى واشتكى)! فهو يريد أن يرمى الإسلام بتهمة هى لاصقة بكتابهم، ففى الكتاب الذى يقدسونه تلاعب فى النصوص من قبل مترجمين محترفين يتبعون الكنيسة، وبموافقة الكنيسة إن لم يكن بإيعاز منها، وذلك لإخفاء حقائق معينة، أو لتجميل إلههم أمام القراء فيه، ومنها:
          1- قتل يهوه/يسوع 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19 ترجمة الفاندايك
          .
          إلا أن تراجم أخرى ترى أن هذا العدد يدين يهوه/يسوع بالإرهاب والتطرف، وعدم الرحمة، ويبعده عن السمعة اللصيقة به، وهى المحبة، فكتبوها في بعض التراجم 70 فردًا، ولم يذكروا الـ 50000، ومن ذلك الترجمة العربية المشتركة بين الكنائس الثلاثة الكبار الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية، وترجمة كتاب الحياة:

          (وضرَبَ الرّبُّ أهلَ بَيتِ شَمسَ لأنَّهُم نظَروا إلى تابوتِ العَهدِ، فماتَ مِنهُم سَبعونَ رَجلاً. فناحوا لهذِهِ الضَّربةِ العظيمةِ) صموئيل الأول 6: 19، الترجمة العربية المشتركة

          (وَعَاقَبَ الرَّبُّ أَهْلَ بَيْتِ شَمْسَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلاً لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى مَا بِدَاخِلِ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ أَوْقَعَ بِهِمْ كَارِثَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19، ترجمة الحياة
          .
          وعز على الترجمة الكاثوليكية أن يكتشف الناس هذا التحريف فتلاعبت بإضافة جملة اعتراضية تقول إن عدد الناس كانوا 5000 بينما من أماته الرب 70 نفسًا: (وضرَبَ الرَّبُّ أَهلَ بَيت شَمْس، لأَنَّهم نَظَروا إِلى ما في تابوتِ الرَّبّ، وقَتَلَ مِنَ الشَّعبِ سَبْعينَ رَجُلاً، وكانوا خَمْسينَ أَلفَ رَجُل. فحَزِنَ الشَّعبُ، لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعبَ هذه الضَّربَةَ الشَّديدة) صموئيل الأول 6: 19، الترجمة الكاثوليكية.

          2- والثانية غيروا كلمة وحى فى نبوءة الرب، وجعلوها قول، حتى لا يتساءل أحد عن كيفية عدم تحقق هذا الوحى، وتكون علامة صدق على نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما غيروا المكان الذى ستخرج منه هذه النبوءة، وبدلا من كتابتها الجزيرة العربية، كتبوها العربة:
          ترجمة الفاندايك: (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ...) إشعياء 21: 13-17
          وانظر إلى العداء الشديد للإسلام ونبيه فى الترجمة الكاثوليكية ، لقد غيروا فى النبوءة لتصبح قول وعلى والعربة، ثم أرادوا طمس باقى النبوءة، فجعلوا قوافل الددانيين
          يبيتون فى الغابة بدلا من الصحراء: (
          قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين.) إشعياء 21: 13

          وقالت الترجمة العربية المشتركة: (
          وحيٌ على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ!) إشعياء 21: 13

          ترجمة الحياة: (
          نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ،) إشعياء 21: 13



          3- كذلك بالنسبة إلى قرية الجرجسيين التى قام فيها يسوع بشفاء أعميين، فاستأذنته الشياطين أن تدخل فى الخنازير، فرمى ألفين من الخنازير أنفسهم من الجرف إلى مياه البحر فغرقوا. وقد غيرتها كل التراجم العربية من قرية الجرجسيين إلى قرية الجدريين، لأن قرية جرجسة تبعد عن أقرب مياه لها حوالى، بينما تبعد قرية جدرة حوالى، وبالتالى أن يكتب متى قرية جرجسة، فهذا يجعله لا يعرف شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها، وبالتالى تسقط كتابه كله كشاهد عيان:
          تقول ترجمة الفاندايك: (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ ،اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ ...) متى 8: 28

          تقول الترجمة العربية المشتركة: (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ اَستقْبَلَهُ رَجُلانِ ...) متى 8: 28

          تقول الترجمة الكاثوليكية: (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين، تَلقَّاهُ رَجُلانِ...) متى 8: 28

          تقول ترجمة الحياة: (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ، لاَقَاهُ رَجُلاَنِ ...) متى 8: 28

          تقول الترجمة البولسية: (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ، اسْتَقْبَلَهُ مَجنونانِ ...) متى 8: 28

          يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“.

          ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث للكتاب المقدس) ص174، والمشرف عليه الدكتور القس منيس عبد النور ولفيف من الدكاترة والقساوسة إن: قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا به فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.

          ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين".ويفضل العلامة أوريجون [أوريجانوس] هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.

          ألا يدل هذا دليل واضح على جهل الكُتَّاب وانهم لا يعرفون فلسطين؟ ألا يدل هذا على أن أعداء هذا الدين الناشىء ورجالهلم خارج فلسطين هم من كتبوا هذه الأسفار؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحَ إليهم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟

          وفى نفس الوقت يختلف مع متى الإنجيلين مرقس ولوقا: فبينما يحددها متى بكورة الجرجسيين، وأن يسوع شفى اثنين من المجانين: (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.) متى 8 : 28

          ويحددها مرقس بكورة الجدريين، وأن يسوع شفى مجنونًا واحدًا: (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1-2

          ويوافق لوقا مرقس: (26وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ الَّتِي هِيَ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ. 27وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الأَرْضِ اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ وَكَانَ لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي الْقُبُورِ.) لوقا 8: 26-27



          4- وكذلك النص الشهير الذى يشير إلى التثليث، وأن هؤلاء الثلاثة واحد، فقد حذفته بعض التراجم بعدما فاحت سيرته، وعلموا على وجه اليقين أنه لا ينتمى إلى النصوص المقدسة، فحذفته بعض التراجم، وعدلت فيه بعض التراجم الأخرى، وأبقت عليه أكثر التراجم شهرة عند الأرثوذكس:

          تقول ترجمة الفاندايك: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.) يوحنا الأولى 5: 7

          تقول الترجمة العربية المشتركة: (والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ.) يوحنا الأولى 5: 7

          تقول الترجمة الكاثوليكية: (والَّذينَ يَشهَدونَ ثلاثة:) يوحنا الأولى 5: 7

          تقول ترجمة الحياة: (فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ فِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.) يوحنا الأولى 5: 7 (هكذا كتبت)

          تقول الترجمة البولسية: (ومن ثَمَّ، فالشّهودُ ثلاثَة ((...)):) يوحنا الأولى 5: 7

          5- ومن أخطاء لوقا الجغرافية قوله إن يسوع كان يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحيرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى تراجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
          لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
          لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية

          لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة

          وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المجلد السينائى، وهو من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجع إلى القرن الرابع.

          (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23

          (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39

          والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!

          ونسأله فلماذا ذكر لوقا إن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!!

          وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».). وأعتقد أن المؤلفين قد استبدلوا عن سهو المجمعين، أو كان هذا خطأ المترجم.

          وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1


          وعلى ذلك فأنت أيها الكاتب ترمينا بما تجده فى كتابك. أسأل الله لك الهداية!




          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

          رحِمَ
          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

          تعليق


          • #20



            تغيير خطة الدعوة:



            يواصل الكاتب تحت عنوان (3- تغيير الخطة) فيقول: (إن خطتهم الجديدة هي محاولة أن يكونوا مقبولين ومنتمين ومشاركين في جميع النشاطات الدينية والاجتماعية والسياسية. لقد أصبحوا مشاركين في النشاطات الحزبية حتى تصبح لهم كلمة في برامج الأحزاب. إنهم يشتركون في حملات الخطابات الموجهة لأعضاء الكونجرس حتى يؤثروا على القوانين التشريعية. إنهم يدخلون في الترشيح للوظائف القيادية بهدف الوصول إلى مراكز السلطة. إنهم يستخدمون قوتهم الإنتخابية للحصول على امتيازات خاصة. إنهم يحرصون على أن يمثلوا في لجان التعليم حتى يغيروا برامج التعليم لتتماشى مع معتقداتهم).



            وأقول له:

            ألا تعلم أن الإسلام دين ودولة؟ ألا تعلم أن قيصر وما لقيصر لله؟ ألا تعلم أن ملكوت الله هو مملكة الله، امبراطوريته، دولته، التى لا يحق لبشر أن يحكمها إلا بقوانينه سبحانه تعالى؟

            ما الذى يعيب ما يفعلون من محاولة الانتشار بين الناس، ليظهروا الإسلام بأخلاقهم وعملهم؟ هل على المسلم أن يتوارى خلف جدران المساجد، ولا يعرف من الإسلام إلا الدروشة، أو الصلاة والصيام والذكر فقط؟ وهل تفعل المسيحية ذلك؟ إن المسيحية التى ليس بها قوانين أو تشريعات تصلح لإقامة مجتمع أو قبيلة أو حتى أسرة حاولت احتلال العالم وفرض سطوتها على الدنيا، فلماذا تضن بذلك على تشريع لم يترك ثغرة إلا وبين حكمها؟



            هل من الطبيعى أن يرمى بالمسلمين وعلمائهم إلى داخل السجون أو يقتلوا؟ وإن لم يحكم المسلمون أو يشاركوا فى الحكم، فمن عساه أن يحكم بكتاب الله؟

            وأسأل ضميرك: هل يصلح الكتاب الذى تقدسه بعهديه أن يحكم العالم اليوم، بكل ما فيه من تعصب أعمى لمن يُخالف تعاليمه، التى تقضى بقتل الشيوخ والأطفال والنساء والأجنة فى بطونها، بل والتصفية العرقية، وتخريب البيئة والتمثيل بالجثث ومنع الطلاق، ومنع تعدد الزوجات؟ بالطبع لا. لقد استحدث العالم قوانين غير هذه القوانين التى يشتمل عليها كتابك، وأعطوها مسميات أخرى، فى الوقت الذى سبقهم الإسلام بهذه القوانين بأكثر من 1400 عامًا. وهذا يعنى أن العالم المسيحى كله يرفض أن يؤمن أن هذه التعاليم ربانية، أو أنها تصلح لكل زمان ولكل مكان.

            لقد جرب العالم حكم الكتاب الذى تقدسه، فراح فى تخلف لمدة ألف سنة، حتى أدركوا أنه لن تقوم لهم دولة ما، ولن يتقدموا علميًا إلا بالتخلص من حكم هذا الكتاب. لذلك تمسكوا بقول يسوع: (اعط ما لقيصر لقيصر، ما لله لله)، ففصلوا الدين عن الدولة.


            عزيزى الكاتب: إنه منطق معوج!!



            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق


            • #21



              مرحلة الاستضعاف ومرحلة الجهاد :

              وتحت (مرحلة الاستضعاف ومرحلة الجهاد) يتكلم الكاتب عن مرحلة مكة التى كان فيها الرسول والمسلمون فى حالة ضعف وهوان على الناس، ولم يفرض عليهم فيها حتى الدفاع عن أنفسهم، وقد استمرت هذه المرحلة 13 سنة. بعدها هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وبعد تزايد أعداد المسلمين، وتكوين دولة الإسلام، فُرض عليهم الجهاد دفاعًا عن الدعوة والنفس والممتلكات.

              وأقول له:
              ألا يدل هذا على تشابه بين النبييبن موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام؟ وهذا تطبيق عملى لنبوءة الرب فى سفر التثنية (18: 18). لقد كان كل منهم مستضعف فى بلده، ولما هاجر كل منهما بعيدًا عن رموز الفساد وأصبحت له القيادة أمرهما الله بالدفاع عن العقيدة، مع الفارق الكبير بين ما يقوله الكتابان فى كيفية الحرب.
              ألا يحق للمرء أن يدافع عن نفسه؟ ألا يحق لنبى أن يدافع عن المؤمنين والدعوة كما أمره الله تعالى دون إفراط أو تفريط؟ ألم يأمر الرب موسى بعد خروجه من مصر بقتل ثلاثة آلاف من أتباعه اللاويين الذى عبدوا العجل؟ (26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ) خروج 32: 26-28

              ألم يحارب موسى والأنبياء من بعده، وأيَّد يسوع منهجهم بقوله إنه لم يأت ناقضًا للناموس أو الأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 16-17
              وذلك كله مع الفارق الكبير، حيث لم يجبر المسلمون إنسانًا فى التاريخ على اعتناق الإسلام، وكان الإجبار على قبول ملكوت الله، أى حكم الله تعالى، مصداقًا لما أخبر به يسوع اليهود من قبل: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46


              فما الذى يخيفكم من إظهار الدعوة، والتعريف بحقيقتها للناس، ثم من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر؟ لماذا تشوهون الإسلام وتقفون حيلولة دون وصوله سليمًا ساطعًا ناصعًا للناس؟ فهل لمصلحة شخصية ومنفعة ذاتية؟ وهل الثمن الذى تتمتعون به فى الدنيا يساوى التخلى عن الآخرة، وعذاب الله وغضبه عليكم؟ أتبيعون آخرتكم بدنياكم؟ أتقفون ضد الله نصرةً للشيطان؟


              أليس من العقل أن يحارب بعد أن يكون له أتباع، ودولة يقاتل من أجلها؟ هل من العقل أن يقف بمفرده أما جيش من الأعداء؟ ألا تقاتل الدول فى كل العصور دفاعًا عن مصالحها ومصالح شعبها؟ أليس من واجب على رسول الله أن يأتمر بأمر الله؟


              لكن هل من المنطق أن يحارب الإنسان جيشًا بمفرده أو بعدة أفراد ضعفاء معه؟ ألم يفعل يسوع هذا، وأمر تلاميذه ببيع ملابسهم وشراء سيوفًا، ثم تراجع؟ (36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».) لوقا 22: 36-37


              لكن إن كنت تقصد أن الإسلام انتشر بعد أن قويت دولة الرسول صلى الله عليه وسلم أكره الناس على الإيمان، فهذا اعتقاد خاطىء وتحامل على التاريخ، إن لم يكن تزويرًا له. فآية عدم الإكراه فى الدين جاءت فى سورة مدنية، أى نزلت فى المدينة بعد أن قويت دولة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو نفس مبدأ القرآن الذى جاء من قبل فى السور المكية:

              وقال: (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99 وهى سورة مكية

              وقال: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29 وهى سورة مكية

              (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256 (مدنية)




              اقرأ كيفية نشر الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام بحلمه وعفوه:


              سماحة الرسول ورحمته:

              فسيرته من التسامح مع أناس أُسروا وهم على شركهم، ولم يلجئهم على الإسلام، بل تركهم واختيارهم، ويرد هذه الفرية ويقتلعها من أساسها: فقد ذكر الثقات من كُتَّاب السير والحديث أن المسلمين أسروا في سرية من السرايا سيد بني حنيفة ـ ثمامة بن أُثال الحنفي - وهم لا يعرفونه، فأتوا به إلى رسول الله
              صلى الله عليه وسلمفعرفه وأكرمه، وأبقاه عنده ثلاثة أيام، وكان في كل يوم يعرض عليه الإسلام عرضًا كريمًا فيأبى ويقول: إن تسأل مالًا تُعطه، وإن تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن تنعم تنعم على شاكر، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلمإلا أن أطلق سراحه.


              ولقد استرقت قلب ثمامة هذه السماحة الفائقة، وهذه المعاملة الكريمة، فذهب واغتسل، ثم عاد إلى النبي
              صلى الله عليه وسلم مسلمًا مختارًا، وقال له: يا محمد، والله ما كان على الأرض من وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى. والله ما كان على الأرض من دين أبغض إلىَّ من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين إليَّ. والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك، فقد أصبح أحب البلاد إليَّ. وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه سرورًا عظيمًا، فقد أسلم بإسلامه كثير من قومه.


              ولم يقف أثر هذا التسامح في المعاملة عند إسلام ثمامة وقومه بل كانت له آثار بعيدة المدى في تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد ذهب مكة معتمرًا، فهمَّ أهلها أن يؤذوه ولكنهم ذكروا حاجتهم إلى حبوب اليمامة، فآلى على نفسه أن لا يرسل لقريش شيئًا من الحبوب حتى يؤمنوا، فجهدوا جهدًا شديدًا فلم يرَوا بُدًّا من الاستغاثة برسول الله
              صلى الله عليه وسلم.


              ترى ماذا كان من أمر رسول الله
              صلى الله عليه وسلم معهم؟ أيدع ثمامة حتى يلجئهم بسبب منع الحبوب عنهم إلى الإيمان به وبدعوته؟ لا، لقد عاملهم بما عرف عنه من التسامح، وأن لا إكراه في الدين، فكتب إلى ثمامة أن يخلِّي بينهم وبين حبوب اليمامة، ففعل، فما رأيك فى هذا التسامح؟ هل عرفت المسيحية أو اليهودية أو دين آخر هذا التسامح؟


              فيسوع الذى يرى فى العهد القديم وأسفار الأنبياء القدوة التى يجب أن تُحتذى بقوله:
              (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 16-17

              وبقوله: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28

              فأين هذا العفو، والسمو من قول العهد الجديد: (14
              لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟) كورنثوس الثانية 6: 14-16


              عفوه وحلمه:

              وإليك قصة أخرى: لما فتح النبي
              صلى الله عليه وسلم مكة ودخلها ظافرًا منتصرًا كان صفوان بن أمية ممن أهدرت دماؤهم؛ لشدة عداوتهم للإسلام، والتأليب على المسلمين، فاختفى وأراد أن يذهب ليلقي بنفسه في البحر، فجاء ابن عمه عمير بن وهب الجمحي وقال: يا نبي الله، إن صفوان سيد قومه، وقد هرب ليقذف نفسه في البحر فأمِّنه، فأعطاه عمامته، فأخذها عمير حتى إذا لقي صفوان قال له: (فداك أبي وأمي. جئتك من عند أفضل الناس وأبر الناس، وأحلم الناس، وخير الناس، وهو ابن عمك، وعزه عزك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك) فقال صفوان: إني أخافه على نفسي. قال عمير: هو أحلم من ذلك وأكرم، وأراه علامة الأمان وهي العمامة؛ فقبل برده، فرجع إلى رسول الله فقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني، فقال النبي: "صدق". فقال صفوان: أمهلني بالخيار شهرين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل أربعة أشهر)، ثم أسلم بعد وحسن إسلامه.




              فهل بعد هذه الحجج الدامغة يتقوَّل متقوِّل على الإسلام زاعمًا أنه قام على السيف والإكراه؟ !.


              وهل من يُكره على شيء، يمكث فيه، ولا يحاول التحلل منه إذا وجد الفرصة سانحة له، أو على الأقل يكون منافقًا يكيد له، ويحاول النيل منه فى أى لحظة؟ ولكن التاريخ الصادق يكذب هذا، فنحن نعلم أن العرب ثبتوا على ما تركهم عليه الرسول، وحملوا الرسالة، وبلَّغوا الأمانة كأحسن ما يكون البلاغ إلى الناس كافة، ولم يزالوا يكافحون ويجاهدون في سبيل تأمين الدعوة وإزالة العوائق من طريقها حتى بلغت ما بلغ الليل والنهار في أقل من قرن من الزمان، ومن يطَّلع على ما صنعه العرب في حروبهم وفتوحاتهم لا يسعه إلا أن يجزم بأن هؤلاء الذين باعوا أنفسهم رخيصة لله، لا يمكن أن يكون قد تطرق الإكراه إلى قلوبهم، وفي صحائف البطولة التي خطوها أقوى برهان على إخلاصهم وصدق إيمانهم، وسل سهول الشام وسهول العراق، وسل اليرموك والقادسية، وسل شمال إفريقيا تخبرك ما صنع هؤلاء الأبطال.


              ثم ما رأي هؤلاء المفترين على الإسلام في حالة المسلمين لمَّا ذهبت ريحهم، وانقسمت دولتهم الكبرى إلى دويلات، وصاروا شيعًا وأحزابًا وتعرضوا لمحن كثيرة في تاريخهم الطويل كمحنة التتار، والصليبيين في القديم، ودول الاستعمار في الحديث،
              وكل محنة من هذه المحن كانت كافية للمكرهين على الإسلام أن يتحللوا منه ويرتدوا عنه، فأين هم الذين ارتدوا عنه؟


              إن الإحصائيات الرسمية لتدل على أن عدد المسلمين في ازدياد على الرغم من كل ما نالهم من اضطهاد وما تعرضوا له من عوامل الإغراء، وقد خرجوا من هذه المحن بفضل إسلامهم وهم أصلب عودًا وأقوى عزيمة على استرداد مجدهم التليد وعزتهم الموروثة.


              بل ما رأي هؤلاء في الدول التي لم يدخلها مسلم مجاهد بسيفه؟ وإنما انتشر فيها الإسلام بوساطة العلماء والتجار والبحّارة كأندونيسيا، والصين، وبعض أقطار إفريقيا، وأوروبا وأمريكا، فهل جرَّد المسلمون جيوشًا أرغمت هؤلاء على الإسلام؟


              لقد انتشر الإسلام في هذه الأقطار بسماحته، وقربه من العقول والقلوب، وها نحن نرى كل يوم من يدخل في الإسلام، وذلك على قلة ما يقوم به المسلمون من تعريف بالإسلام، ولو كنا نجرد للتعريف به عشر معشار ما يبذله الغربيون من جهد ومال لا يحصى في سبيل التبشير بدينهم وحضارتهم، لدخل في الإسلام ألوف الألوف في كل عام.




              فتاريخ المسلمين شاهد على بقاء غير المسلمين في دولة الإسلام دون أن يكرهوا على تغيير دينهم. وقد اعترف بذلك كثير من المستشرقين أنفسهم.فقد قال توماس كارليل صاحب كتاب "الأبطال ..": «إن اتهامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس، أو يستجيبوا له، فإذا آمن به من لا يقدرون على حرب خصومهم، فقد آمنوا به طائعين مصدقين، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها» (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) للعقاد صـ227


              وقال المستشرق الألماني أولرش هيرمان: «الذي لفت نظري أثناء دراستي لهذه الفترة – فترة العصور الوسطى- هو درجة التسامح التي تمتع بها المسلمون، وأخص هنا صلاح الدين الأيوبي، فقد كان متسامحًا جدًا تجاه المسيحيين. [فى الوقت الذى] لم تمارس المسيحية الموقف نفسه تجاه الإسلام».


              وقال المفكر الفرنسي هنري دي كاستري: «قرأت التاريخ وكان رأيي بعد ذلك أن معاملة المسلمين للمسيحيين تدل على ترفع في المعاشرة عن الغلظة وعلى حسن مسايرة ولطف مجاملة وهو إحساس لم يشاهد في غير المسلمين آن ذاك».


              ويقول "هنرى دى كاستيرى" أيضًا: "
              إن دخول أهل الذمة فى الإسلام كان يحتاج إلى محضر يثبت أمام القاضى ويوضح فيه أن المسيحى الذى اعتنق الإسلام دخل فيه عن اقناع تام غير خائف أو مكره، وأن خلفاء بنى أمية لم ينظروا بعين الرضا إلى كثرة دخول المسيحين فى الإسلام. وذلك لانخفاض الضرائب المجبية نتيجة نقص الجزية، فقد هبطت الضرائب أيام معاوية إلى النصف عما كانت عليه أيام عثمان لتزاحم الأقباط على دخول الإسلام، ومن أجل ذلك ضيق الخلفاء باب دخول الإسلام، واستدل على رأيه بما كتبه حيان إلى عمر بن عبد العزيز إذ قال له: إذا دامت الحال فى مصر على ما هى عليها الآن، أصبح مسيحيوا البلاد مسلمين، وخسرت الخلافة ما تجتبيه من أموال، فأرسل إليه عمر بن العزيز "ويحك إن الله قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم هاديًا ولم يبعثه جابيًا." (التعصب والتسامح بين الاسلام والمسيحية – الشيخ محمد الغزالى ص188)


              وقال الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي الشهير ول ديورانت: «كان أهل الذمة المسيحيون، والزردشتيون، واليهود، والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد نظيرًا لها في المسيحية في هذه الأيام. فلقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم.. وكانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لزعمائهم وقضاتهم وقوانينهم».


              وقال الدكتور جورج حنا من نصارى لبنان: «إن المسلمين العرب لم يعرف عنهم القسوة والجور في معاملتهم للمسيحيين بل كانوا يتركون لأهل الكتاب حرية العبادة وممارسة طقوسهم الدينية، مكتفين بأخذ الجزية منهم».


              ويقول المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب): (إن العالم لم يعرف فاتحين أعدل ولا أرحم من العرب). ويتحدث عن صور من معاملةالمسلمين لغير المسلمين فيقول: "وكان عرب أسبانيا خلا تسامحهم العظيم يتصفون بالفروسية المثالية فيرحمون الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين ويقفون عند شروطهم وما إلى ذلك من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوربا منهم مؤخرًا."


              ويقول (رينان) في كتابه "تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا: "
              إن المسلمين كانوا يعاملون المسيحيين بالحسنى" .


              ويقول (توينبي): "
              بل كان المسلمون على خلاف غيرهم، إذ يظهر لنا أنهم لم يألوا جهدًا في أن يعاملوا كل رعاياهم من المسيحيين بالعدل والقسطاس".


              ويقول البطريرك بنيامين، الأسقف الأعلى للأقباط في مصر، بعد ثلاث عشرة سنة من الاضطهاد والتغريب والتهجير القسري: "
              لقد وجدت في مدينة الاسكندرية زمن النجاة والطمأنينة اللتين كنت أنشدهما بعد الاضطهادات والمظالم التي قام بتمثيلها الرومان الظالمون المارقون."


              وقال المستشرق الإنجليزي البارز السير
              آرنولد توماس: "إن الفكرة التي شاعت بأن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق.. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى".

              وقال أيضًا: "لقد صادفت شريعة محمد ترحيبًا لا مثيل له في العالم، وإن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعًا عظيمًا".

              وقال أيضًا: "
              إن مجرد وجود عدد كبير جدًّا من الفرق والجماعات المسيحية في الأقطار التي ظلت قرونًا في ظل الحكم الإسلامي لدليل ثابت على ذلك التسامح الذي نعم به هؤلاء المسيحيون".


              ويقول المستشرق توماس أرنولد، فيقول: "
              لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهدة على هذا التسامح".


              وأكرر قوله: "
              إن هذه القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما فعلت ذلك عن اختيار، وإرادة حرة، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لَشَاهدٌ على هذا التسامح".


              ويقول أيضًا
              ص 73: "ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن، وعسكر أبو عبيدة في بلدة فحل، كتب الأهالي النصارى في تلك البلاد إلى العرب الفاتحين يقولون: يا معشر المسلمين! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، وأنتم أوفى لنا وأرأف بنا، وأكفُّ عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا".

              وقال: "
              وغلَّق أهل حمص أبواب مدينتهم، دون جيش هرقل، وأبلغوا المسلمين أن ولايتهم وعدلهم أحب إليهم من ظلم الإغريق والروم وتعسفهم."


              ويقول سير توماس
              أرنولد أيضًا فى كتابه (الدعوة إلى الإسلام): "ولكننا لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام الطوائف من غير المسلمين على قبول الإسلام، أو عن أي اضطهاد مُنظَّم قُصِد منه استئصالُ الدين المسيحي، ولو اختار الخلفاء تنفيذ إحدى الخطتين لاكتسحوا المسيحية بتلك السهولة التي أقصى بها (فرديناند، وإيزابيلا) دين الإسلام من أسبانيا، أو التي جعل بها "لويس الرابع عشر" المذهب البروتستانتي مذهبًا يُعاقَبُ عليه متبعوه في فرنسا، أو بتلك السهولة التي ظل بها اليهود مُبعَدين عن انجلترا مدة خمسين وثلاثمائة سنة، وكانت الكنائس الشرقية في آسيا قد انعزلت انعزالاً تامًّا عن سائر العالم المسيحي الذي لم يوجد في جميع أنحائه أحدٌ يقف في جانبهم باعتبارهم طوائف خارجة عن الدين، ولهذا فإن مجرد بقاء هذه الكنائس حتى الآن ليحمل في طياته الدليل القوي على ما أقدمت عليه سياسة الحكومات الإسلامية بوجه عام من تسامح نحوهم".


              وقال مرماديوك: "
              إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقًا، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع أن يقف أمام حضارتهم".


              وقال الأنبا جريجوريوس: "
              لقد لقيت الأقليات غير المسلمة - والمسيحيون بالذات – في ظل الحكم الإسلامي الذي كانت تتجلَّى فيه روح الإسلام السمحة كل حرية وسلام وأمن في دينها ومالها وعرضها". مجلة المجتمع، عدد 1748، بتاريخ 21/4/2007


              وقال المؤرخ اليهودي
              الإنجليزي الكبير برنارد لويس: "وعندما انتهى الحكم العثماني في أوروبا، كانت الأمم المسيحية التي حكمها العثمانيون خلال عدة قرون لا تزال هناك بلغاتها وثقافاتها ودياناتها وحتى – إلى حَدٍّ ما - بمؤسساتها، كل هذه الأمور بقيت سليمة وجاهزة لاستئناف وجودها الوطني المستقل، أما أسبانيا وصقلية فليس فيهما اليوم مسلمون أو ناطقون بالعربية" ...

              "
              إن الفلاحين في المناطق التي غُزِيتمن الأتراك - قد تمتعوا بدورهم بتحسن كبير في أوضاعهم، وقد جلبت الحكومة الإمبراطورية العثمانية الوحدة والأمن مكان الصراع والفوضى، وكان الفلاحون يتمتعون بقدر من الحرية في حقولهم أكبر بكثير من ذي قبل، وكانت الضرائب التي يدفعونها تُقدَّر بصورة مخففة، وتُجمَع بطريقة إنسانية".


              ويقول هنري دي شامبون مدير مجلة (ريفي بارلمنتير) الفرنسية: "
              لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى ولما أصيبت بفظائعها ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي، لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه لظلت أسبانيا تنعم بسماحة الإسلام ولنجت من وصمة محاكم التفتيش ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة مدعوون لأن نعترفبأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية."


              ويقول المستشرقدوزي: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة."


              ويقول المستشرق بارتولد:"إن النصارى كانوا أحسن حالا تحت حكم المسلمين إذ أن المسلمين اتبعوا في معاملاتهم الدينية والاقتصادية لأهل الذمة مبدأ الرعاية والتساهل."


              ويقول أندرو باترسو، وهو أحد الكتاب الأمريكيين المعاصرين:"إن العنف باسم الإسلام ليس من الإسلام في شيء بل إنه نقيض لهذا الدين الذي يعني السلام لا العنف."


              ويقول الشاعر الأمريكي رونالد ركويل بعد أن أشهر إسلامه: "لقد راعني حقا تلك السماحة التي يعامل بها الإسلام مخالفيه سماحة في السلم وسماحة في الحرب والجانب الإنساني في الإسلام واضح في كل وصاياه."


              وقال الأنبا شنودة: "إن الأقباط، في ظل حكم الشريعة، يكونون أسعد حالاً وأكثر أمنًا، ولقد كانوا كذلك في الماضي، حينما كان حكم الشريعة هو السائد.. نحن نتوق إلى أن نعيش في ظل "لهم ما لنا، وعليهم ما علينا". إن مصر تجلب القوانين من الخارج حتى الآن، وتطبقها علينا، ونحن ليس عندنا ما في الإسلام من قوانين، فكيف نرضى بالقوانين المجلوبة، ولا نرضى بقوانين الإسلام؟!!" صحيفة الأهرام المصرية، 6 مارس 1985م.




              وهذا اعتراف من القادة الغربيين بقدرات محمد صلى الله عليه وسلم :


              يقول الكاتب المسرحي البريطاني جورج برنارد شو الذى رفض أن يكون أداة لتشويه صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يمسرح حياة النبي، ومما قاله عن الإسلام ورسوله: "قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمدًا في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا".


              ويقول برتراند راسل أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها".


              وقال المستشرق الإيطالى مراتشي، ومترجم معانى القرآن الكريم إلى اللاتينية: "لو قارن إنسان بين أسرار الحالة
              الطبيعية البسيطة التي فاقت طاقة الذكاء البشري، أو التي هي على الأقل من الصعوبة بمكان، إن لم تكن مستحيلة (العقيدة المسيحية) وبين عقيدة الرهبنة، وكان الناس في الواقع مشركين يعبدون زمرة من الشهداء والقديسين والملائكة، كما كانت الطبقات العليا مخنثة يشيع فيها الفساد، والطبقات الوسطى مرهقة بالضرائب، ولم يكن للعبيد أمل في حاضرهم ولا مستقبلهم، فأزال الإسلام، بعون من الله، هذه المجموعة من الفساد والخرافات، لقد كان ثورة على المجادلة الجوفاء في العقيدة، وحجة قوية ضد تمجيد الرهبانية باعتبارها رأس التقوى.. ولقد بين أصول الدين التي تقول بوحدانية الله وعظمته، كما بين أن الله، رحيم عادل يدعو الناس إلى الامتثال لأمره والإيمان به وتفويض الأمر إليه. وأعلن أن المرء مسؤول، وأن هناك حياة آخرة ويومًا للحساب، وأعد للأشرار عقاباً أليماً، وفرض الصلاة والزكاة والصوم وفعل الخير، ونبذ الكذب والدجل الديني والترهات والنزعات الأخلاقية الضالة وسفسطة المنازعين في الدين، وأحل الشجاعة محل الرهبنة، ومنح العبيد رجاء، والإنسانية إخاء، ووهب الناس إدراكاً للحقائق الأساسية، التي تقوم عليها الطبيعة البشرية"
              .

              قال وول ديورانت فى قصة الحضارة: «وإذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا أن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي في شعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه فيه أي قائد آخر في التاريخ كله، وقل أن نجد إنسانًا غيره حقق كل ما كان يحلم به. وقد وصل إلى ما كان يبتغيه عن طريق الدين. ولم يكن ذلك لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين وكفى، بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلى سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه، فقد لجأ إلى خيالهم، وإلى مخاوفهم وآمالهم، وخاطبهم على قدر عقولهم، وكانت بلاد العرب عندما بدأت الدعوة صحراء جدباء، تسكنها قبائل من عبدة الأوثان، قليل عددها، متفرقة كلمتها، وأصبحت عند وفاته أمة موحدة متماسكة، وقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية، ودين بلاده القديم، دينًا سهلًا واضحًا قويًا، وصرحًا خلقيًا قوامه البسالة والعزة القومية واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، وأن يبقى إلى يومنا هذا، قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم». (قصة الحضارة (ويل ديورانت) ج2 من مج4 ـ عصر الإيمان ـ ص47)




              ألا يجب بعد أن علمت جزءًا من حقيقة هذا الدين أن يُشكر هؤلاء الذين يقومون بدعوة كبار السياسيين والاقتصاديين والعلماء فى العالم إلى اعتناق الإسلام؟

              أليس علماء العالم وحكمائه هم أجدر الناس على تقييم هذا الدين؟

              ألا يدل هذا على ثقتهم على قدرة الإسلام على إصلاح العالم؟

              ألا يدل هذا على محبتهم للعالم، ومحاولتهم إنقاذه فى الدنيا من بطش حاكم، وإذلال اقتصاد مغرض، وتعرضهم لغضب الله تعالى عليهم، وفى الآخرة من نار وقودها الناس والحجارة، كلما خبت زادها الله سعيرا؟


              لذلك فإن عظمة هذا الدين
              لا تخفى إلا على من جهل حقيقة الإسلام، أو عميت بصيرته عنه، أو كان به لوثة من هوى أوحقد مقيت. وإلا فإن سماحة الإسلام في المعاملة وتيسيره في كل أموره، ظاهر بأدنى تأمل لمن طلب الحق وسعى إلى بلوغه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


              وأتعجب حقًا: كيف تكتب أنت فى هذا الموضوع ولا ترى ما رآه هؤلاء، وأنت تعيش بين أظهر المسلمين، ودرست تاريخهم، وسمعت عن تعاليمهم؟!


              أسأل الله لك الهداية والإصلاح وأن يبصرك بالحق، ويقوِّيك على اتباعه، وينزع منك التعصُّب الأعمى، ويهديك إلى الصراط المستقيم!



              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

              رحِمَ
              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

              تعليق


              • #22



                هل هناك تحوُّل فى عقيدة التسامح بين الفترتين المكية والمدينية؟



                يواصل كاتب (الإسلام بدون غطاء) قوله إن محمدًا كان ضعيفًا فى مكة، (
                يكافح من أجل أن يحوز القبول. وكان في كثير من الأحيان يقابل بالاستهزاء والسخرية. وقد حاول في البداية أن يكون محباً وعطوفاً، فكانت تعاليمه تنهى عن العنف والظلم وإهمال الفقير واليتيم. أما بعد أن هاجر الى المدينة وقوي باعه فقد تحول الى محارب صنديد لا يرحم، مصمماً على نشر دينه بحد السيف.)

                سبحان الله! ربنا ينزع منك هذا التعصُّب الأعمى الدفين!


                سبق لنا القول أن آية عدم الإكراه فى الدين جاءت فى سورة البقرة، وهى سورة مدنية. أى عكس ما يدعيه الكاتب، من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مصممًا على نشر دينه بحد السيف وإجبار الناس على اعتناق دينه. وكان ذلك طوال فترات الدعوة: فى العهد المكى وفى العهد المدنى. ويكفينا أن نذكر أنه بعد أن تكون للمسلمين جيشًا وأصبحت قوته تفوق قوة المشركين العرب، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا منتصرًا على أهلها الذين أهانوه وسفهوه، وحاربوا دعوته، ونكَّلوا بأتباعه وعذبوهم، وصادروا أموالهم وتجارتهم، وقتلوا بعضهم، وكان ذلك فى السنة الثامنة من الهجرة، أى قبل وفاته بثلاث سنوات، سامحهم وأصدر عفوًا عامًا عنهم كلهم، إلا مجرمى الحرب منهم، وكان عددهم عشرة أفراد، ولم يُنفذ حكم الإعدام إلا فى أربعة منهم فقط. ألا يكفى هذا للرد على ادعئكم أنه استعمل السيف والقتل وإجبار غير المسلمين على اعتناق الإسلام؟

                أكرر مرة أخرى: فى السنة الثامنة بعد الهجرة، وقبل موته صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات، فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة. وكان لقاؤه مع أهل مكة الذين ناصبوه العداء، وأخرجوه من أحب أرض الله إلى قلبه – مكة – وخاضوا حروبًا ضده في بدر وأُحد والخندق، فقتلوا من المسلمين وقُتل منهم، وأسروا من المسلمين وأُسر منهم، وردّوه عام الحديبية وقد جاء إلى مكة حاجًّا معتمرًا، وأساؤوا إلى أصحابه فعذبوهم وطردوهم وأخرجوهم، ومع كل ذلك فإنه يوم الفتح، وبعد أن منّ الله على المسلمين بنصر ميمون، وسقط الشرك والباطل في عاصمة الجزيرة العربية، قال يومها لجموع أهل مكة وقد احتشدوا واصطفوا للقائه، ينتظرون ماذا هو فاعل بهم. قال: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فما أعظم هذا الخُلُق! وما أروع هذه الخصال!


                قارن هذا بما يعلمه الكتاب الذى تقدسه، وما فعله يهوه بالأطفال الذين تهكموا على النبى اليشع: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24

                أو بما فعله الرب بأعداء إسرائيل: (11وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ.) يشوع 10: 11

                ثم قارن هذا بقول إله المحبة عن الأطفال والنساء والشيوخ:

                (3
                فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

                (
                9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

                (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ...) أخبار الأيام الأول 20: 3

                (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10


                ثم قارن هذا بأوامر نبى الرحمة فى القتال، على الرغم من أنه يعلم أن الجانب المحارب لا أخلاق لهم، لا يلتزمون بهذه التعاليم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان إذا بعث جيشًا قال: «انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين». سنن أبي داود (2614)

                وكانت من وصايا الخليفة الأول أبى بكر الصديق
                رضي الله عنه تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تقتلوا صبيًا ولا امرأة ولا شيخًا كبيرًا ولا مريضًا ولا راهبًا، ولا تقطعوا مثمرًا، ولا تخربوا عامرًا، ولا تذبحوا بعيرًا ولا بقرة إلا لمأكل، ولا تغرقوا نحلاً ولا تحرقوه.) السنن الكبرى للبيهقى ج9 ص90


                كما سبق وأن ذكرت ما قاله علماء الغرب ومفكروه من عدم انتشار الإسلام بالإكراه، وأن هذا الدين جاء بالرحمة والأخلاق للعالمين، التى لم يسبق الإسلام بها دينٌ أو عقيدةٌ أو قانونٌ وضعى.

                الأمر الذى حدا بكثير من المستشرقين، وعلماء الغرب الذين درسوا الإسلام، وألموا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعترفوا بعالمية دين الإسلام، ومنهم توماس كارليل فى كتابه (الأبطال ..) الذى قال: "إنما محمد شهاب قد أضاء العالم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

                ويقول المستشرق الأمريكي إدوارد رمسي: (
                جاء محمد للعالم برسالة الواحد القهار، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فبزغ فجر جديد كان يرى في الأفق، وفي اليوم الذي أعادت فيه يد المصلح العظيم محمد ما فقد من العدل والحرية أتى الوحي من عند الله إلى رسول كريم، ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلة، فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان العبودية".

                ويقول الفيلسوف والشاعر الفرنسي لا مارتين: "
                إن ثبات محمد وبقاءه ثلات عشر عاما يدعو دعوته في وسط أعدائه في قلب مكة ونواحيها، ومجامع أهلها، وإن شهامته وجرأته وصبره فيما لقيه من عبدة الأوثان، وإن حميته في نشر رسالته، وإن حروبه التي كان جيشه فيما أقل من جيش عدوه، وإن تطلعه في إعلاء الكلمة، وتأسيس العقيدة الصحيحة لا إلى فتح الدول وإنشاء الامبراطورية، كل ذلك أدلة على أن محمدًا كان وراءه يقين في قلبه وعقيدة صادقة تحرر الإنسانية من الظلم والهوان، وإن هذا اليقين الذي ملأ روحه هو الذي وهبه القوة على أن يرد إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة حطمت ألهة كاذبة، ونكست معبودات باطلة، وفتحت طريقا جديدا للفكر في أحوال الناس، ومهدت سبيلا للنظر في شؤونهم، فهو فاتح أقطار الفكر، ورائد الإنسان إلى العقل، وناشر العقائد المحررة للإنسان ومؤسس دين لا وثنية فيه".

                ويقف المفكر (لورد هدلي) مندهشًا عند معاملة النبي
                صلى الله عليه وسلم للأسرى من المشركين في معركة بدر الكبرى، ملاحظًا فيها ذروة الأخلاق السمحة والمعاملة الطيبة الكريمة، ثم يتساءل: "أفلا يدل هذا على أن محمدًا لم يكن متصفًا بالقسوة ولا متعطشًا للدماء، كما يقول خصومه؟ بل كان دائمًا يعمل على حقن الدماء جهد المستطاع، وقد خضعت له جزيرة العرب من أقصاها، وجاءه وفد نجران اليمنيون بقيادة البطريق، ولم يحاول قط أن يكرههم على اعتناق الإسلام، فلا إكراه في الدين، بل أمنهم على أموالهم وأرواحهم، وأمر بألا يتعرض لهم أحد في معتقداتهم وطقوسهم الدينية."

                ويقول الفيلسوف
                الفرنسي (وولتر): "إن السنن التي أتي بها النبي محمد كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها، وجمالها جلب للدين المحمدي غاية الإعجاب ومنتهى الإجلال، ولهذا أسلمت شعوب عديدة من أمم الأرض، حتى زنوج أواسط افريقيا، وسكان جزر المحيط الهندي."

                أما
                العالم الأمريكي مايكل هارت فهو يرد نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته، وسرعة انتشار الإسلام في الأرض، إلى سماحة هذا الدين وعظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. أما وليام موير المؤرخ الانجليزي فيقول في كتابه (حياة محمد): "لقد امتاز محمد صلى الله عليه وسلم بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد."

                يقول الروائي الروسي والفيلسوف الكبير تولستوي الذي أعجب بالإسلام وتعاليمه في الزهد
                والأخلاق والتصوف في مقالة له بعنوان (من هو محمد؟): "إن محمدًا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال."


                ولعل من النقاط البارزة في القرآن مبدأ هام هو أنه لا إكراه في الدين، فقد ورد في سورة البقرة المدنية: (
                لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة 256

                وفي سورة يونس المكية: (
                وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) يونس 99

                وفى سورة المائدة المدنية: (
                مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) المائدة 99

                وأيضًا: (
                يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) المائدة 105

                وفي سورة الشورى المكية: (
                فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) الشورى 48

                وفي سورة النحل المكية (
                فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) النحل 82

                لذلك كان عدم الإكراه في الدين من المبادئ الإسلامية القرآنية الثابتة التى لا تتغير ولا تتبدل، فما على الرسول إلا البلاغ، وما هو على الناس بمصيطر، كما جاء في سورة الغاشية المكية (
                فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر *ٌ لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) الغاشية 21–22

                حتى بالنسبة للكافرين ورد في سورة الكافرون المكية (
                قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون 1-6

                وفى سورة الأنفال المدنية، وهى نزلت بعد البقرة: (
                وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) الأنفال 61،

                وفي سورة النحل المكية يأمر الله تعالى: (
                ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..) النحل 125

                يقول القرآن أيضًا فى سورة الممتحنة المدنية: (
                لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة 8

                وقال في سورة العنكبوت المكية: (
                وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ..) العنكبوت 46


                ويعتقد الكاتب أنه عقد مقارنة بين ما جاء فى السور المكية وما جاء فى السور المدنية، تاركًا القارىء دون أن يوجهه أى سورة كانت مكية وأيهما كانت مدنية، ودون أن يحكي عن مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة مع مخالفيه فى العقيدة، ودون أن يذكر كلمة عن رحمته صلى الله عليه وسلم مع الأعداء وغيرهم، ودون أن يذكر قصة واحدة من التطبيق العملى لهذه التعاليم، فقط بجرة قلم ادعى أن آيات الرحمة والمحبة نسختها آيات القتال، ولا أعرف كيف فهم هذا، وما هو مصادر علمه الغزير جدًا فى هذا الادعاء، ويقول: (في سورة المزمل 10:73 يطلب الله من الرسول أن يصبر على معارضية: "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً". بينما في سورة البقرة 191:2 يأمره أن يقتل معارضيه. "واقتلوهم حيث ثقفتموهم (وجدتموهم) وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل".)

                سورة المزمل مكية، أما سورة البقرة مدنية. لكن هل طلب الله تعالى من رسوله أن يقتل معارضيه كما يدعى الكاتب؟ فلنقرأ الآيات فى سياقها:

                (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ * الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) البقرة 190-194

                وعندما نتأمل قوله تعالى:
                { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } فإننا نجد أن الحق سبحانه يؤكد على كلمة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لأنه يريد أن يضع حدًا لجبروت البشر، ولابد أن تكون نية القتال في سبيل الله، لا أن يكون القتال بنية الاستعلاء والجبروت والطغيان. فلا قتال من أجل الحياة، أو المال أو لضمان سوق اقتصادي، وإنما القتال لإعلاء كلمة الله، ونصرة دين الله، هذا هو غرض القتال في الإسلام.

                وينهى عن الاعتداء، أي أن يبادر المسلم بالاعتداء، فلا يقاتل مسلم من لم يقاتله ولا يعتدي على أحد. مع عدم التعرض للنساء أو الأطفال أو الشيوخ، أو العجزة، وهى تعاليم الرسول
                صلى الله عليه وسلم لجيوشه، التى ذكرتها من قبل. لأن في قتال النساء والأطفال والعجزة اعتداء، وهو سبحانه لا يحب المعتدين، إلا إذا حملت المرأة سلاحًا وقاتلت المسلمين. لكن قتال المؤمنين إنما يكون لرد العدوان، وليس بداية له.

                وهذه التعاليم النبوية غير مذكورة فى القرآن بنصها الذى ذكرته، ولكن جاءت أقوال الله تعالى بمثابة الموافقة والتوقيع على أقوال الرسول
                صلى الله عليه وسلم. فقال الله تعالى آمرًا المؤمنين: { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الحشر 7

                وقال أيضًا: { وما يَنْطقُ عن الهوى * إن هوَ إلاَّ وحيٌ يُوحى * علَّمهُ شديدُ القُوى } النجم 3-5

                قال الله تعالى: { قُل إن كنتُم تُحبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحبِبكُمُ الله ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم والله غَفُورٌ رحيمٌ * قُل أطِيعُوا الله والرَّسُولَ فإن تَوَلَّوا فإنَّ الله لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ } عمران 31-32

                وقال أيضًا: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } الأحزاب 21

                وقال أيضًا: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا } الأحزاب 36

                فبعد أن تحدث الله عز وجل وأشار بأنه لا قتال إلا لمن يقاتلوننا قال
                { فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌأي إذا توقفوا عما يصنعون من الفتنة بالدعوة للشرك بالله والصد عن سبيله، ومحاربة الدعوة والدعاة، فليس لنا عليهم من سبيل { فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِين }؛ لأن الله غفور رحيم. فلا يصح أن يشيع في نفوسنا الحقد علىما فعلوه بنا قديما، بل نحتسب ذلك عند الله.

                ومن ذلك نفهم أنه لو كان القتال في الإسلام همجية
                وسفك دماء لما أمرنا الله تعالى بالعفو عن الكفار، والكف عنهم، إن انتهوا من أفعالهم الشيطانية ضد الإسلام والمسلمين. ولما أمرنا الله تعالى أن نحارب المعتدى منهم علينا بنفس الكيفية، دون غلو، ودون أن نبدأهم بالقتال: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }.


                وهنا قد جانبت الصواب فى فهمك للآيات، وقد أهديت القارىء علاوة على ذلك هدية تبين بها محاسن الإسلام، وتُظهر جانبًا من جوانب العدل والرحمة فى الإسلام مع المخالفين. فشكرًا لك، وأسأل الله لك الهداية، وأن يفتح بصيرتك للحق!

                ويقول: (في سورة البقرة 256:2 يطلب الله من الرسول عدم فرض الإسلام بالقوة: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى". بينما في آية 193 يطلب منه أن يقتل كل من يرفض الإسلام، "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين".)

                فى الحقيقة إن اتهامه ينصب على تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم لموقفه ما بين مكة والمدينة، وهاتين الآيتين تجدهما فى سورة البقرة المدنية. فماذا يريد أن يقول الكاتب هنا؟ ربما أراد أن الرسول صلى الله عليه وسلم غير موقفه فى نفس السورة ولا علاقة لهذا بمقدمته، ولا بمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة.

                فلنرى الآية 194 فى سياقها الذى اقتطعه أيضًا ليخدم ما يريد أن يذهب إليه، إذ يستحيل أن يكون الكاتب جاهلا، ولا يعرف على الأقل كيفية تحليل أى نص أو فهمه: قال الله تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ * الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) البقرة 190-194

                إذن هذه نفس الآيات التى تناولناها توًا، فارجع إليها.


                ويواصل قوله (في سورة العنكبوت 46:29 يطلب الله من الرسول أن يتكلم بالحسنى مع أهل الكتاب (المسيحيين واليهود)، "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون". بينما في سورة التوبة 29:9 يطلب منه قتال كل من لا يدين بالإسلام من أهل الكتاب: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".)

                فسورة العنكبوت مكية، وسورة التوبة مدنية، ولكن دعنا نقرأ سياق الآية فى سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة 28-29

                كنت قد كتبت لك الآيات من قبل التى يأمرنا الله تعالى فيها بقتال من يقاتلنا فقط، ونهانا عن الاعتداء على من يسالمنا، ومنها قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة 190




                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق


                • #23


                  لكن لماذا يأمر الله تعالى المسلمين فى سورة التوبة بقتال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ... من الذين أوتوا الكتاب؟ وهل الذين أوتوا الكتاب يُقصد بهم اليهود والنصارى على العموم أم طائفة منهم؟ أى هل نزلت هذه الآيات فى حالة خاصة لقوم بأعينهم، ويأمر الله تعالى المسلمين بتأديبهم، ورد الاعتداء؟


                  يجب أن نفهم الآية السابقة فى إطار الآيات التى توجب على المسلم ألا يقاتل إلا الذين يقاتلونه، وهى التى ذكرناها من قبل:
                  { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } البقرة 190

                  { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } البقرة 194

                  إن آية سورة التوبة لا تحرض المسلمين على مقاتلة كل أهل الكتاب، ولكنها تحض على قتال من اعتدى منهم على الإسلام والمسلمين. فقد نزلت بسبب غزوة تبوك ومعركة مؤتة التى كان يدور رحاها بين الرسول صلى الله عليه وسلم
                  ومسيحيى أهل الشام والرومان.

                  والقارىء للتاريخ يعلم أن أهل الكتاب هم الذين بدأوا بالحرب بقتلهم الحارث بن عمير الأزدى سفير رسول الله
                  صلى الله عليه وسلم، وهو متوجهًا إلى عظيم بصرى برسالة النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك على يد شرحبيل بن عمرو الغسانى. لذلك أرسل إليهم رسول الله تعالى سرية زيد بن حارثة، وتقاتلت مع الرومان، ولم تنجح فى أخذ الثأر أو تأديبهم. وفى أقل من سنة كان الرومان ومسيحيو الشام قد قاموا بتجهيز جيش كبير لغزو المدينة، ووضع حد فاصل يمنع من انتشار الإسلام. وهذا الأمر أصاب المسلمين بخوف كبير.


                  فماذا تقترح فى هذا الموقف؟ هل يتركهم الله يقتلون، ويُقضى على دينه فى الأرض؟ أم يطبق المسلمون قول الله تعالى بالاعتداء على من اعتدى عليهم؟


                  فجاء أمر الله تعالى آمرًا المسلمين بقتالهم ومنعهم من الاقتراب من المسجد الحرام:
                  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة 28-29

                  ولو تتبع الكاتب السورة من أولها لوجد أن الله تعالى يأمر بحماية المشركين غير المحاربين للرسول والإسلام { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ * كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } التوبة 6-14

                  فالآيات توضح تمامًا أنهم هم الذين بدأوا بالقتال (
                  وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)، وأنهم هم المعتدون (وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وأنهم كان بينهم وبين المؤمنين عهدًا فنكثوه (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ)، وطعنوا فى ديننا، ومنعوا المؤمنين من اتباع الحق الذى يرونه (اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ)، وهموا بإخراج الرسول (وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ)، ولا يتردد أحد منهم فى قتل أى مؤمن لو قدروا عليه (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً).

                  وعلى الرغم من كل هذا يأمر الله تعالى المسلمين بعدم قتال المشركين المعاهدين الذين لم يدخلوا الحرب ضد المسلمين، قائلا: (
                  إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ)، أما إن تاب المحاربون للمسلمين وأسلموا فعلى المسلم نسيان ما حدث منهم، لأنهم أصبحوا اخواننا فى الدين: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ...).


                  قارن هذا بقول الرب الرحيم جدًا فى كتابك المقدس جدًا:
                  (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10

                  (
                  50وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا: 51«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلى أَرْضِ كَنْعَانَ 52فَتَطْرُدُونَ كُل سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ وَتَمْحُونَ جَمِيعَ تَصَاوِيرِهِمْ وَتُبِيدُونَ كُل أَصْنَامِهِمِ المَسْبُوكَةِ وَتُخْرِبُونَ جَمِيعَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. 53تَمْلِكُونَ الأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمُ الأَرْضَ لِكَيْ تَمْلِكُوهَا...)عدد 33: 50-52

                  (15
                  فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ) تثنية 13: 15- 16

                  (10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11
                  فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ... 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ) تثنية 20: 10- 18


                  هل فهمت سبب أمر الرب يهوه/يسوع فى إبادة جميع عابدى الأوثان؟ (
                  18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ). وهذا يعنى أن الرب لا يثق مطلقًا فى شعبه المختار بعناية فائقة أن ينجرف فى عبادة الأوثان! فعلى أى أساس اصطفاه إذًا وجعله شعبه المختار؟ ومن ناحية أخرى هل تقبلون أن يعاملكم المسلمون على نحو ما أمر به كتابكم المقدس، فيقتلونكم كلكم خوفًا من عبادة يسوع والإيمان بالتثليث؟ أيها الكاتب، احمد الله تعالى الذى نجاكم ولم يأمر بإبادتكم وتصفيتكم تصفية عرقية! واشكر الإسلام وامتدح المسلمين الذين لم يسرفوا واتبعوا أوامر إلهه الرحيم الودود!

                  (21
                  وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ) يشوع 6: 21-24

                  (3
                  فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول 15: 3-11

                  (
                  12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
                  (4فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل».) العدد 25: 4
                  (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى 3: 19
                  (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
                  (
                  8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                  (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                  (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3


                  فإذا كانت هذه أوامر إرهابى، تظنون أنها إلهية، فهل نترك أنفسنا للإبادة الجماعية وقتل أطفالنا ونساءنا من أجل هذا الهوس الإرهابى؟

                  وعلى ذلك فقد علمت أيها الكاتب لكتاب (الإسلام بدون غطاء) أن الله أمرنا بالقتال لرد الاعتداء والدفاع عن أنفسنا والضعفاء والمستضعفين، وإلا تعرضنا للإبادة الجماعية والتصفية العرقية والنشر بمناشير والتقطيع بالفؤوس، وشُقَّت بطون الحوامل من النساء، وقتل أطفالهم بل وأجنتهم التى فى بطونهم. ونهانا عن الاعتداء على أى مسالم من البشر والحيوان والطيور والبيئة. (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الممتحنة 8-9


                  لكن بعد كل هذا، هل تعلم أن عدد القتلى في الحروب في عهد رسول الله
                  صلى الله عليه وسلم 386 قتيل منهم 203 من المشركين و183 مسلم؟
                  هل تقرأها مرة أخرى؟ 386 قتيل وشهيد فى 23 سنة هو زمن الرسالة! أى بواقع 16.8 قتيل في كل عام، و1.4 قتيل في الشهر! وأعتقد أن عدد الوفيات الطبيعية فى قبيلة قريش بمفردها فى الشهر سيكون أضعاف هذا الرقم.
                  ثم قس هذا الرقم بعدد من قتلهم اليهود باسم الرب يهوه/يسوع فى حروبهم مع أعدائهم، لترى أى دين دموى، وأى إله كان إرهابى!

                  ثم أخبرنا من صاحب أكبر رقم فى قتل الإنسان هل هو يهوه/يسوع أم الشيطان؟ لقد قتل الرب تبعًا لإحصائية قام بها المسيحيون أنفسهم Richard Dawkins أكثر من اثنين 25 مليون شخص، ولم نحسب عدد البشرية التى أبادها فى الفيضان زمن نوح. والتقديرات التى جاءت أقل من هذا العدد لم تحسب النساء والأطفال والشيوخ.

                  ولن أذكرك أن ضحايا الحروب الصليبية فى يومها الأول عند دخولهم بيت المقدس هو قتل 70000 مسلمًا ومسلمة احتموا ببيت المقدس. ولن أذكرك أن عدد القتلى فى الحربين العالميتين يصل إلى 60 مليون نفسًا.

                  راجع: http://dwindlinginunbelief.blogspot....od-killed.html
                  وراجع أيضًا: http://giordanobrunostiftung.wordpre...isten-getotet/


                  وكما أخبرتك من قبل إن أهل الكتاب غير المحاربين للإسلام يتمتعون بحقوق، لم يوجد مثلها من قبل فى التاريخ، لا فى العهد القديم ولا الجديد ولا فى شرائع الممالك أو الامبراطوريات السابقة. وتتمثل هذه الحقوق فى المواطنة الكاملة، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، الأمر الذى يستتبع:

                  1- حمايتهم بأرواحنا وأموالنا من أى اعتداء خارجى.

                  وينقل الإمام
                  القرافي المالكي في كتابه "الفروق" قول الإمام الظاهري ابن حزم في كتابه "مراتب الإجماع": "إن من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح، ونموت دون ذلك، صونًا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة". (الفروق ج3، ص 14-15 - الفرق التاسع عشر والمائة). وحكى في ذلك إجماع الأمة.

                  يقول الإمام
                  القرافى: ونموت دون ذلك، صونًا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وننال أعلى مراتب الشهادة إن متنا فى هذه الحرب!

                  وهذا ما قام به شيخ الإسلام
                  ابن تيمية، حينما تغلب التتار على الشام، وذهب الشيخ ليكلم "قطلوشاه" في إطلاق الأسرى، فسمح القائد التتري للشيخ بإطلاق أسرى المسلمين، وأبى أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: لا نرضى إلا بافتكاك جميع الأسارى من اليهود والنصارى، فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيرًا، لا من أهل الذمة، ولا من أهل الملة، فلما رأى إصراره وتشدده أطلقهم له.

                  2- حمايتهم من ظلم المسلمين أنفسهم
                  وهو أمر يوجبه الإسلام ويشدد في وجوبه،
                  ويحذر المسلمين أن يمدوا أيديهم أو ألسنتهم إلى أهل الذمة بأذى أو عدوان، فالله تعالى لا يحب الظالمين ولا يهديهم، بل يعاجلهم بعذابه في الدنيا، أو يؤخر لهم العقاب مضاعفًا في الآخرة. بل جعل من يمد يد الأذى إلى الذمى، فقد آذى الله ورسوله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" رواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف
                  وقال
                  صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهدًا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا) البخارى، أى لم يشم رائحة الجنة.
                  يقول الرسول
                  صلى الله عليه وسلم: "من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" .(رواه أبو داود والبيهقي . انظر: السنن الكبرى ج ـ 5 ص 205).
                  ويروى عنه: "
                  من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة". رواه الخطيب بإسناد حسن
                  وفي عهد
                  النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران أنه: "لا يؤخذ منهم رجل بظلمِ آخر". رواه أبو يوسف في الخراج ص 72 – 73

                  ولهذا كله اشتدت عناية المسلمين منذ عهد الخلفاء
                  الراشدين، بدفع الظلم عن أهل الذمة، وكف الأذى عنهم، والتحقيق في كل شكوى تأتي من قِبَلِهم.

                  كان عمر
                  رضي الله عنه يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال أهل الذمة، خشية أن يكون أحد من المسلمين قد أفضى إليهم بأذى، فيقولون له: "ما نعلم إلا وفاءً" (تاريخ الطبري ج ـ 4 ص 218) أي بمقتضى العهد والعقد الذي بينهم وبين المسلمين، وهذا يقتضي أن كلاً من الطرفين وفَّى بما عليه.

                  وعليٌّ بن أبي طالب
                  رضي الله عنه يقول: "إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا، ودماؤهم كدمائنا" المغني ج ـ 8 ص 445

                  وفقهاء المسلمين من جميع المذاهب الاجتهادية صرَّحوا وأكدوا بأن على المسلمين
                  دفع الظلم عن أهل الذمة والمحافظة عليهم؛ لأن المسلمين حين أعطوهم الذمة قد التزموا دفع الظلم عنهم، وهم صاروا به من أهل دار الإسلام أى مواطنين مثل المسلمين، بل صرَّح بعضهم بأن ظلم الذمي أشد من ظلم المسلم إثمًا (ذكر ذلك ابن عابدين في حاشيته، وهو مبني على أن الذمي في دار الإسلام أضعف شوكة عادة، وظلم القوي للضعيف أعظم في الإثم).

                  3- حماية الدماء والأبدان
                  يقول الرسول
                  صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا". رواه أحمد والبخاري في الجزية

                  وكتب عليٌّ
                  رضي الله عنه إلى بعض ولاته على الخراج: "إذا قدمتَ عليهم فلا تبيعن لهم كسوة شتاءً ولا صيفًا، ولا رزقًا يأكلونه، ولا دابة يعملون عليها، ولا تضربن أحدًا منهم سوطًا واحدًا في درهم، ولا تقمه على رجله في طلب درهم، ولا تبع لأحد منهم عَرضًا (متاعًا) في شيء من الخراج، فإنما أُمِرنا أن نأخذ منهم العفو، فإن أنت خالفتَ ما أمرتك به، يأخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ذلك عزلتك" ... الخراج لأبي يوسف ص 15-16

                  4- حماية الأموال
                  روى أبو يوسف في "الخراج" ما جاء في عهد النبي
                  صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: "ولنجران وحاشيتها جوار الله، وذمة محمد النبي رسول الله على أموالهم وملتهم وبِيَعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير." الخراج ص72

                  وقد عهد عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما أن: "
                  امنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم، وأكل أموالهم إلا بحلها".
                  فمَن سرق مال ذمي قُطعت يده،
                  ومَن غصبه عُزِّر، وأعيد المال إلى صاحبه، ومَن استدان من ذمي فعليه أن يقضي دينه، فإن مطله وهو غني حبسه الحاكم حتى يؤدي ما عليه، شأنه في ذلك شأن المسلم ولا فرق.

                  وبلغ من رعاية الإسلام لحرمة أموالهم وممتلكاتهم أنه
                  يحترم ما يعدونه -حسب دينهم- مالاً وإن لم يكن مالاً في نظر المسلمين. فالخمر والخنزير لا يعتبران عند المسلمين مالاً مُتقَوَّمًا، ومَن أتلف لمسلم خمرًا أوخنزيرًا لا غرامة عليه ولا تأديب، بل هو مثاب مأجور على ذلك، لأنه يُغيِّر منكرًا في دينه، يجب عليه تغييره أو يستحب، حسب استطاعته، ولا يجوز للمسلم أن يمتلك هذين الشيئين لا لنفسه ولا ليبيعها للغير.
                  أما الخمر والخنزير إذا ملكهما غير المسلم، فهما مالان عنده، بل من أنفس الأموال، كما قال فقهاء الحنفية، فمن أتلفهما على الذمي غُرِّمَ قيمتهما. (اختلف الفقهاء في ذلك، والذي ذكر هو مذهب الحنفية
                  ).

                  5- حماية الأعراض
                  ويحمي الإسلام عِرض الذمي وكرامته، كما يحمي عِرض المسلم وكرامته، فلا يجوز لأحد أن يسبه أو يتهمه بالباطل، أو يشنع عليه بالكذب، أو يغتابه، ويذكره بما يكره، في نفسه، أو نسبه، أو خَلْقِه، أو خُلُقه أو غير ذلك مما يتعلق به.
                  لأنه بعقد الذمة فقد أصبح لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم.

                  6- التأمين عند العجز والشيخوخة والفقر
                  وأكثر من ذلك أن الإسلام ضمن لغير
                  المسلمين في ظل دولته، كفالة المعيشة الملائمة لهم ولمن يعولونه، لأنهم رعية للدولة المسلمة وهي مسئولة عن كل رعاياها، عن ابن عمر، رضى الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته" متفق عليه

                  ففي عهد أبي بكر الصِّدِّيق، وبحضرة عدد كبير من الصحابة، جاء فى عقد أهل الذمة، الذى كتبه خالد بن الوليد لأهل
                  الحيرة بالعراق وكانوا من النصارى: "وجعلت لهم، أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنيًّا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته وعِيل من بيت مال المسلمين هو وعياله". رواه أبو يوسف في "الخراج" ص 144

                  ورأى عمر بن الخطاب
                  شيخًا يهوديًا يسأل الناس، فسأله عن ذلك، فعرف أن الشيخوخة والحاجة ألجأتاه إلى ذلك، فأخذه وذهب به إلى خازن بيت مال المسلمين، وأمره أن يفرض له ولأمثاله من بيت المال ما يكفيهم ويصلح شأنهم، وقال في ذلك: ما أنصفناه إذ أخذنا منه الجزية شابًا، ثم نخذله عند الهرم! (السابق ص 126)
                  وعند مقدمهِ "الجابية" من أرض
                  دمشق مَرَّ في طريقه بقوم مجذومين من النصارى، فأمر أن يعطوا من الصدقات، وأن يجرى عليهم القوت. (البلاذري في فتوح البلدان ص 177 ط . بيروت).


                  والسؤال البدهي الذي يطرح نفسه هنا:
                  فإذا كان أهل الكتاب يتمتعون بكل هذه المزايا، فلماذا يدفعون الجزية إذن عن يد وهم صاغرون؟

                  أولا فهم صاغرون لحكم الله، أى لملكوته وشريعته، وليس للمسلم، حيث أثبتنا أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين.
                  ثانيًا لم تكن الجزية شريعة جديدة أتى بها الإسلام، فقد فرض الله تعالى الجزية على الممالك التى كانت تخضع لبنى إسرائيل: (وضرب الموآبيين وقاسهم بالحبل، مضجعا إياهم على الأرض. فقاس منهم حبلين للقتل وطول حبل للآستبقاء. وصار الموآبيون رعايا لداود يؤدون الجزية ... وأقام داود محافظين في أرام دمشق، فصار الأراميون رعايا لداود يؤدون الجزية. ونصر الرب داود حيثما توجه) صموئيل الثانى 8: 2 و6 (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، والأخبار السارة، والحياة، والترجمة العربية المشتركة)
                  بل كانت الجزية فى العهد القديم نساء من العذارى تُقدم للرب:
                  فماذا سيفعل الرب بهن؟: (40ومِنَ النِّساءِ ستَّةَ عشَرَ ألفًا، فكانَت جزيَةُ الرّبِّ مِنها اَثْنَينِ وثلاثينَ اَمرأةً. 41فدفَعَ موسى الجزيَةَ المُخصَّصَةَ للرّبِّ إلى ألِعازارَ الكاهنِ، كما أمرَ الرّبُّ موسى.) العدد 31: 40-41 (الترجمة العربية المشتركة)، وهكذا قالت أيضًا ترجمة الأخبار السارة.

                  وانظر إلى تدليس المترجم فى ترجمة الفاندايك، ليخفى عن القراء وضع المرأة المتدنى، والذى كانت تُعد فيه المرأة كالماشية وتُقدم قرابين للرب. فقد جعلها المترجم (الناس) بدلا من (النساء) أو (العذارى)، كما جعلتها الترجمة الكاثوليكية (البشر) زيادة فى طمس المعنى: (
                  40وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً.) العدد 31: 40-41 (ترجمة الفاندايك)، وكانت (ترجمة الحياة) أكثر التراجم هنا احترامًا لعقل القراء وأكثر صدقًا معهم: (وَمِنَ النِّسَاءِ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنَ وَثَلاَثِينَ نَفْساً).

                  ولكن الأمر يختلف بين الإسلام والكتاب الذى تقدسه، فمن يدفع الجزية فى كتابكم هم من العبيد، بينما فى الإسلام هم مواطنون لهم كامل المواطنة، لا فرق بينهم وبين المسلمين فى ذلك: (10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10
                  وكان يسوع الذى تؤلهه يدفع نفسه الجزية للرومان صاغرًا لقوانين قيصر، فلو كان دفع الجزية يعيبه وينقص من قدره، ما كان دفعها. وأيهما أفضل: أن تكون صاغرًا لقوانين قيصر أم صاغرًا لقوانين الله؟: (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِ نَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27

                  وأمر بولس بالخضوع إلى سلطان الحاكم، والجزية هى دليل خضوع لحكم الله، الذى فرضها على أهل الكتاب: (1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً ... 6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هَذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضاً إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذَلِكَ بِعَيْنِهِ. 7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ.) رومية 13: 1-7

                  فها هو بولس يقول إن الجزية من أمر الله، وبترتيبه، فمن يرفض دفعها، فقد عصى الله، وقاوم أوامره. لكن الإسلام لا يحصلها بالإجبار، ويتمتع دافعها بمميزات كثيرة منها التأمين الصحى والاجتماعى والأمنى، له ولأسرته.



                  مقدار الجزية وعلى من تجب:

                  فهل بعد كل هذا تعلم مقدار الجزية وعلى من تجب؟

                  يقول "وول ديورانت" مات عام (1981) في موسوعة الحضارة
                  عن مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون: إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من 4.75 إلى 19 دولارًا أمريكيًا) سنويًا". وأنه يعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، والعمى والفقراء. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة. [التى هى بمثابة 2,5% من المدخرات، و5% إلى 10% من المزروعات]. وسعر الدولار فى ذلك الوقت كان متأرجحًا، وإن حسبنا أن الدولار كان يساوى ثلاثة جنيهات فى نهاية الثمانينات فتكون قيمة المبلغ من 15 جنيهًا إلى 57 جنيهًا.

                  وكتب آدم ميتز: "
                  كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار". آدم ميتز - الحضارة الإسلامية 1/96

                  وذهب
                  الإمام أبو حنيفة إلى تقسيم الجزية إلى فئات ثلاث:
                  1-
                  أعلاها وهي 48 درهمًا في السنة على الأغنياء مهما بلغت ثرواتهم. ( وهي تقدر بـ 136 جراما من الفضة) لأن الدرهم يساوي ( 2,832 جراما). (جرام الفضة فى نوفمبر 2012 بين 5 إلى 6 جنيهات تقريبًا حسب عيار الفضة، أى حوالى 3400 جنيهًا مصريًا).
                  2- وأوسطها وهي 24 درهماً في السنة على المتوسطين من تجار وزرّاع، أى حوالى 1700 جنيهًا مصريًا.
                  3- وأدناها وهي
                  12 درهماً في السنة على العمال المحترفين الذين يجدون عملاً. أى حوالى 850 جنيهًا مصريًا. (معاملة غير المسلمين في الدولة الاسلامية - د.ناريمان عبد الكريم – ص 50 - عن الماوردي: الأحكام السلطانية- ص 144.)
                  بمعنى أنه لو هناك تاجر مسلم وآخر مسيحى، ويملك كل منهما مليون جنيهًا، لدفع المسلم 2,5% من دخله أى 25000 جنيهًا زكاة المال. بينما يدفع المسيحى 3400 جنيهًا.


                  وفى النهاية فإن الله أمرنا بالقتال من أجل كف الاعتداء لا
                  من أجل الاعتداء: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة 190 (نقلا بتصرف كبير عن عبد الوهاب بمنتدى شيخ عرب)


                  وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                  رحِمَ
                  اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                  تعليق


                  • #24



                    القرآن من تأليف محمد:

                    يواصل كاتب (الإسلام بدون غطاء) قوله (ولتبرير هذا التغيير المفاجئ في أسلوب القرآن من المسالمة إلى المعاداة، ومن المهادنة إلى المواجهة، فإن رسول الإسلام يلقي التبعة في ذلك على الله، بقوله إن الله هو الذي نسخ (أبدل) الآيات المسالمة بالآيات العنيفة).

                    وأقول له:
                    إن ما تقوله ليس باستنتاج عقلى، حتى نقول إنك توصلت إلى ذلك بقرائن تاريخية أو دينية أو حتى موضوعية. إن ما تقوله هو طفح الغل والتعصب وكره الإسلام ونبيه دون مبرر. فلا يملك نبى أن يقول غير ما أمره الله به، ولا يملك أن ينسخ حكمًا من تلقاء نفسه. ويبدو أنك لا تعرف أن النسخ فى القرآن الكريم لا يتناول إلا أحكامًا، سكت الله عنها مؤقتًا أو مهَّد الناس لتغييرها، ثم استبدلها بحكم إلهى آخر. أما مبادىء الإسلام الثابتة فى التسامح، فهو من المبادىء التى لم ولن تتغير.

                    ونسيت أيها الكاتب أن تصارح الناس بقولك: إن من يقول أو يكتب أو يتنبأ وينسبه للرب هم أنبياء الكتاب الذى تقدسه. ونسيت أن تُكفر كل صاحب شهادة استعمل عقوله ولو لمرة، واكتشف أن القرآن به آيات تعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنذره، ولو كان هذا القرآن من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم، لما تردد لحظة واحدة فى الافتخار به، ولما نسبه لله تعالى، حيث كان يُعرف من صغره بأنه الصادق الأمين، ولما تركه الله تعالى دون عقاب، لقوله:
                    (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد عَنْهُ حَاجِزِينَ *وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ *وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) الحاقة 44-523)


                    لكن تأثرك بما يقوله كتابك الذى تقدسه، جعلك تنسب لنا ما فيه، وسوف أتركك تقرأ رفض الرب لأنبياء السامرة ويهوذا، أى أنبياء بنى إسرائيل، الذى جاءوا بالعهد القديم، وحرفوه، وأضافوا من عند أنفسهم، وتنبأوا بكلام لم يقله الرب:

                    1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

                    2) اعترف كاتب سفر إرميا بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ ... 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                    فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضًا على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف.

                    3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

                    4) واعترف إشعياء بالتحريف: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

                    5) واعترف الرب لإرمياء أن هناك لصوص، يدعون النبوة، وهم فى الحقيقة قد سرقوا كلمته ويضيفون عليها ثم ينسبونها للرب، بغرض إضلال الشعب: (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) إرمياء 23: 30

                    6) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31

                    7) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32

                    8) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34

                    9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

                    10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9

                    11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31


                    فإذا كان من الأنبياء من هم حمقى وكذبة وضالين، فإن هذا الأمر يتطلب منكم إعمال العقل مع النص فيما نُقلَ إليكم، وعدم الثقة التامة فى رجال الكهنوت مهما كان منصبهم. فلن يكونوا أشرف ولا أفضل من أنبياء الله. كما يدفعكم إلى تغيير عنوان كتابكم وحذف كلمة (المقدس) من على غلافه. وإلا أخبرونا: ما هى الأحلام الكاذبة والكذب والضلال الذى قاله الأنبياء؟ والله إنى لأتعجب: كيف يكون هناك نبى كذاب؟ فكيف انتقاه الرب لحمل لواء دعوته؟ وكيف لم يقتله الرب أو الشعب عملا بكتاب الرب؟ ألم يقل الرب: (وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20

                    12) (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3

                    إن وجود أنبياء بهذه الأخلاق المتدنية لهو إشارة إلى رفض هذه الأنبياء وتعاليمهم. إذ كيف أثق فيما نُقِلَ عن كذَّاب؟ وكيف أسلم أمر عقيدتى وآخرتى ودنياى لمن هو فاسق؟ فإن من كانت هذه صفاته فهو شيطان. فكيف أبيع نفسى للشيطان؟ (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟) متى 16: 26

                    13) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32

                    14) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ، وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6


                    والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. وجدير بالذكر أنه لا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا فى افتتاحية إنجيله، وشهد به بولس أيضًا.

                    15) وها هو حزقيال يشهد بتحريف اليهود لكلام الرب: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7

                    16) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً، فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8

                    17) (9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ، وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ، وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 9

                    18) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28

                    19) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12

                    20) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16

                    21) حتى إن كاتب سفر المكابيين قالها صراحة إن هذا الكتاب من تأليفه هو، ومع ذلك تعتبرونه وحيًا من الله: (فإنْ كُنْتُ قد أَحْسَنْتُ التَّأْلِيِف وأَصَبْتُ الغَرَضَ فَذَلكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى. وإنْ كَانَ قَد لَحقَنى الوَهَن والتَّقْصيرُ، فإنِّى قد بَذلتُ وسعى.) مكابيين الثانى 15: 9

                    22) (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12


                    ففكر عزيزى المسيحى: كيف يبحث المرء عن كلمة الرب فلا يجدها؟ فهل تعتقد (كما أفهمتك الكنيسة) أن كلمة الرب كانت منتشرة فى كتب، ولا يُعقل أن يجمع أحد كل هذه النسخ ويُحرفها؟) لقد علم الله بعلمه الأزلى أن بنى إسرائيل غلاظ القلب، وأنهم سيحرفون كلامه، فأنبأ عاموس بهذه النبوءة. ثم فكر مرة أخرى: هل من العدل أن يترك الرب عبيده هكذا بدون كتاب بعد أن رفع عنهم كلامه ، أم أنه أنزل إليهم كتابًا فيه نور وهدى وتعهَّد هو بحفظه ليكون دستورًا خالدًا تُحكم به مملكة الله على الأرض؟

                    23) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

                    ووصية الله هى الناموس والعمل به. فإذا كان الكهنة والفريسيون قد أبطلوا العمل به، وعبدوا الله بالباطل ، فقد كانوا يعبدونه إذن على أصول أخرى ما أنزلها الله فى كتابه. وهى أصول باطلة. الأمر الذى يثبت التحريف والزيغ عن الدين الحق، وتأصيل الباطل عند الناس، حتى لم يشعروا بفساد هذه التعاليم.

                    24) حتى حذرهم عيسى عليه السلام من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6 ، أليس هذا إقرار من عيسى عليه السلام بقيام الفريسيين والصدوقيين أى رجال الكهنوت مهما اختلفت مسمياتهم بتحريف تعاليم الكتاب ، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى عليه السلام للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: ... 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13

                    25) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟ رومية 3: 2-3 (... أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟)

                    26) لقد أوكل الله حفظ الكتاب للكتبة ، ولم يقل إطلاقًا إنه سيحفظه ، وإلا لكان حَفِظَ الكتاب الذى كتبه بيديه لموسى على اللوحين (19وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ. فَحَمِيَ غَضَبُ مُوسَى وَطَرَحَ اللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدَيْهِ وَكَسَّرَهُمَا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ) الخروج 32: 19 ، ولكان حَفِظَ الكتاب الذى أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا ، ولكان حفظ اسمه أيضاً فى هذه الكتب. وبعلمه الأزلى علم أن بنى إسرائيل سيحرفونه بما يتناسب مع ميولهم، لذلك توعد المحرفين، وإلا لما استنَّ قانونًا يحذر فيه المحرفين ويتوعدهم. لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! لذلك قال:
                    (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                    (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                    (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                    (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6


                    27) وها هو لوقا يشهد بكثرة تأليف الأناجيل، التى أقرت الكنيسة فى القرن الرابع أربعة منها: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

                    28) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8

                    29) ولم ينته التحريف برفع عيسى u بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَكَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17

                    30) (1ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، 2أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ.) تسالونيك الثانية 2: 1-2

                    وقالتها ترجمة كتاب الحياة: (2ألا تضطرب أفكاركم سريعا ولا تقلقوا، لا من إيحاء ولا من خبر ولا من رسالة منسوبة إلينا زورا)

                    31) (2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ،) كورنثوس الثانية 4: 17

                    فهل صدق بولس فى قوله هذا وأن المحرفين كانوا أناس آخرين غيره ، أم كان هو المحرِّف ، ورمى غيره بهذه التهمة؟

                    32) وها هو بولس يعترف قبل لوقا بانتشار التعاليم الباطلة من أجل التربح، واصفًا المتمسكين بالتوراة ووصايا العهد القديم مخرفين مرتدين: (10فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ مُتَمَرِّدِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنَ الْخِتَانِ - 11الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتاً بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ. 12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ». 13هَذِهِ الشَّهَادَةُ صَادِقَةٌ. فَلِهَذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ، 14لاَ يُصْغُونَ إِلَى خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ وَوَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ.) ثيطس 1: 13-14

                    33) وها هو بولس يعترف أنه كذب لتمرير دينه، وليكسب أكبر عدد من من يصدقونه، والغرض واضح، وهو إيجاد دين جديد، يحارب به دين يسوع وأتباعه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7


                    ومن الذى أوحى ذلك لبولس؟
                    وهل هذا اعتراف صريح من الرب بكذبه لإزدياد مجده، أم كان الكاذب هو بولس بمحض إرادته وليس بوحى من الرب؟
                    وهل يلجأ الإله الصادق إلى الكذب ليزداد مجده؟
                    فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس؟
                    أليس الكذب دليل عجز وفشل واستهانة واستغباء بالآخرين؟ فهل تقبلون أن تصفوا إلهكم بهذه الصفات، التى تحقر مقترفها؟
                    وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                    وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين لنشر دينه بين الناس؟
                    وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                    وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب منجِّى؟
                    وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعاً جدداً لدينه؟
                    أيخادع الرب عبيده؟
                    ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟
                    ألا ينقص هذا من قداسته؟
                    وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                    وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                    ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                    وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                    وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                    وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                    وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                    وإذا كان إلهاً صادقاً ، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟
                    أليست هذه حجة عليه؟
                    أليس هذا من الظلم؟
                    ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟
                    وهل يتوقع الرب أن يصدقه الناس بعد أن كذب هو نفسه عليهم ليؤمنوا به؟
                    وهل المغرر بهم يُحسب لهم إيمانًا، ويعتبرهم الرب من الصادقين المخلصين له؟



                    وهذا جزء من أخلاق أنبياء بنى إسرائيل، الذين هم أجداد يسوع الذى تعتبره إلهًا:

                    (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
                    (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                    (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                    (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
                    (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14

                    بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11

                    ويُنسب إلى عيسى عليه السلام أنه طعن فى كل أجداده من الأنبياء، فقال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، فقد حسم هذا النص قضية السابقين وكتبهم وتعاليمهم، فلا يبقى لكم كتاب، ولا دين، ولا فضيلة، ولا علم يُؤخذ عن هؤلاء الأنبياء!!

                    كما يُنسب إليه قوله إن إبراهيم لم يُطع الله: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ)يوحنا8: 40
                    (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10

                    وهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).

                    فكيف تثقون بعد ذلك فى كلام أنبيائكم وكهنتكم إذا كان علام الغيوب قد وصفهم بالكذب؟ أى يقولون ما لم يقله الله، ويدعون أنه منزَّل من عنده. أليس هذا دليل على التحريف؟ أليس هذا أكبر دليل على سحب الثقة من هذا الكتاب وهؤلاء الأنبياء؟
                    أليس هذا هو الذى دعا الرب إلى تغيير شجرة النبوة إلى فرع آخر، كان مرفوضًا عند اليهود؟


                    (فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ.) إرميا 9: 2-3
                    ألا يذكر هذا النص قرار الله بسحب شريعته من هذا الشعب وعدم جعل النبوة فى نسلهم بسبب ما اقترفوه من الزنا والكذب؟ فقد سحب الله ثقته منهم ، فكيف تقتنع أنت اليوم بالثقة فيهم وفى كتاباتهم وأقوالهم؟

                    لذلك لعن يسوع شجرة التين التى ترمز للأمة اليهودية، قائلا لها: («لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 19، أى لن يخرج منها نبى قط بعد الآن.

                    لذلك ذكرهم مرة أخرى صراحة قائلا: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44

                    وصدق الله العظيم القائل: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } البقرة 170
                    { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } لقمان 21

                    وعلى هذا فالذى يفترى على الله وينسب إليه ما لم ينزله هو ما تعودت أن تقرأه فى كتابك الذى تقدسه. فأنت مشوَّه الصورة عن الله تعالى، فالله لا يضربه نبى، ويجبره على أن يجعله نبيًا، ويوحى إليه، مشاركًا معه فى عملية النصب التى قام بها مع أمه للنصب على أبيه إسحاق الذى فقد بصره، ولم يكن يراهما (تكوين 32: 22-30).
                    فلو تقوَّل نبى على الله، لما تركه الله تعالى يضل عباده. ومن هنا لم يلق الرسول صلى الله عليه وسلم تبعية تغيير موقفه من مكة إلى المدينة على الله، وادعى أنه نسخ آيات الرحمة والرفق وغيره، واستبدلت بآيات القتال والبطش بالأعداء. ولم يقل إنسان بأن آيات الرحمة نُسخت. فتأليفك هذا هو امتداد لتأليف أنبياء ذكرهم كتابك، كانوا يؤلفون وينسبون ما كتبوا للرب.


                    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                    رحِمَ
                    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                    تعليق


                    • #25



                      القرآن من تأليف محمد:

                      يواصل كاتب (الإسلام بدون غطاء) قوله (ولتبرير هذا التغيير المفاجئ في أسلوب القرآن من المسالمة إلى المعاداة، ومن المهادنة إلى المواجهة، فإن رسول الإسلام يلقي التبعة في ذلك على الله، بقوله إن الله هو الذي نسخ (أبدل) الآيات المسالمة بالآيات العنيفة).

                      وأقول له:
                      إن ما تقوله ليس باستنتاج عقلى، حتى نقول إنك توصلت إلى ذلك بقرائن تاريخية أو دينية أو حتى موضوعية. إن ما تقوله هو طفح الغل والتعصب وكره الإسلام ونبيه دون مبرر. فلا يملك نبى أن يقول غير ما أمره الله به، ولا يملك أن ينسخ حكمًا من تلقاء نفسه. ويبدو أنك لا تعرف أن النسخ فى القرآن الكريم لا يتناول إلا أحكامًا، سكت الله عنها مؤقتًا أو مهَّد الناس لتغييرها، ثم استبدلها بحكم إلهى آخر. أما مبادىء الإسلام الثابتة فى التسامح، فهو من المبادىء التى لم ولن تتغير.

                      ونسيت أيها الكاتب أن تصارح الناس بقولك: إن من يقول أو يكتب أو يتنبأ وينسبه للرب هم أنبياء الكتاب الذى تقدسه. ونسيت أن تُكفر كل صاحب شهادة استعمل عقوله ولو لمرة، واكتشف أن القرآن به آيات تعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنذره، ولو كان هذا القرآن من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم، لما تردد لحظة واحدة فى الافتخار به، ولما نسبه لله تعالى، حيث كان يُعرف من صغره بأنه الصادق الأمين، ولما تركه الله تعالى دون عقاب، لقوله:
                      (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد عَنْهُ حَاجِزِينَ *وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ *وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) الحاقة 44-523)


                      لكن تأثرك بما يقوله كتابك الذى تقدسه، جعلك تنسب لنا ما فيه، وسوف أتركك تقرأ رفض الرب لأنبياء السامرة ويهوذا، أى أنبياء بنى إسرائيل، الذى جاءوا بالعهد القديم، وحرفوه، وأضافوا من عند أنفسهم، وتنبأوا بكلام لم يقله الرب:

                      1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

                      2) اعترف كاتب سفر إرميا بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ ... 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                      فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضًا على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف.

                      3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

                      4) واعترف إشعياء بالتحريف: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

                      5) واعترف الرب لإرمياء أن هناك لصوص، يدعون النبوة، وهم فى الحقيقة قد سرقوا كلمته ويضيفون عليها ثم ينسبونها للرب، بغرض إضلال الشعب: (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) إرمياء 23: 30

                      6) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31

                      7) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32

                      8) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34

                      9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

                      10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9

                      11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31


                      فإذا كان من الأنبياء من هم حمقى وكذبة وضالين، فإن هذا الأمر يتطلب منكم إعمال العقل مع النص فيما نُقلَ إليكم، وعدم الثقة التامة فى رجال الكهنوت مهما كان منصبهم. فلن يكونوا أشرف ولا أفضل من أنبياء الله. كما يدفعكم إلى تغيير عنوان كتابكم وحذف كلمة (المقدس) من على غلافه. وإلا أخبرونا: ما هى الأحلام الكاذبة والكذب والضلال الذى قاله الأنبياء؟ والله إنى لأتعجب: كيف يكون هناك نبى كذاب؟ فكيف انتقاه الرب لحمل لواء دعوته؟ وكيف لم يقتله الرب أو الشعب عملا بكتاب الرب؟ ألم يقل الرب: (وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20

                      12) (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3

                      إن وجود أنبياء بهذه الأخلاق المتدنية لهو إشارة إلى رفض هذه الأنبياء وتعاليمهم. إذ كيف أثق فيما نُقِلَ عن كذَّاب؟ وكيف أسلم أمر عقيدتى وآخرتى ودنياى لمن هو فاسق؟ فإن من كانت هذه صفاته فهو شيطان. فكيف أبيع نفسى للشيطان؟ (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟) متى 16: 26

                      13) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32

                      14) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ، وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6


                      والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. وجدير بالذكر أنه لا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا فى افتتاحية إنجيله، وشهد به بولس أيضًا.

                      15) وها هو حزقيال يشهد بتحريف اليهود لكلام الرب: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7

                      16) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً، فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8

                      17) (9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ، وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ، وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 9

                      18) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28

                      19) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12

                      20) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16

                      21) حتى إن كاتب سفر المكابيين قالها صراحة إن هذا الكتاب من تأليفه هو، ومع ذلك تعتبرونه وحيًا من الله: (فإنْ كُنْتُ قد أَحْسَنْتُ التَّأْلِيِف وأَصَبْتُ الغَرَضَ فَذَلكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى. وإنْ كَانَ قَد لَحقَنى الوَهَن والتَّقْصيرُ، فإنِّى قد بَذلتُ وسعى.) مكابيين الثانى 15: 9

                      22) (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12


                      ففكر عزيزى المسيحى: كيف يبحث المرء عن كلمة الرب فلا يجدها؟ فهل تعتقد (كما أفهمتك الكنيسة) أن كلمة الرب كانت منتشرة فى كتب، ولا يُعقل أن يجمع أحد كل هذه النسخ ويُحرفها؟) لقد علم الله بعلمه الأزلى أن بنى إسرائيل غلاظ القلب، وأنهم سيحرفون كلامه، فأنبأ عاموس بهذه النبوءة. ثم فكر مرة أخرى: هل من العدل أن يترك الرب عبيده هكذا بدون كتاب بعد أن رفع عنهم كلامه ، أم أنه أنزل إليهم كتابًا فيه نور وهدى وتعهَّد هو بحفظه ليكون دستورًا خالدًا تُحكم به مملكة الله على الأرض؟

                      23) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

                      ووصية الله هى الناموس والعمل به. فإذا كان الكهنة والفريسيون قد أبطلوا العمل به، وعبدوا الله بالباطل ، فقد كانوا يعبدونه إذن على أصول أخرى ما أنزلها الله فى كتابه. وهى أصول باطلة. الأمر الذى يثبت التحريف والزيغ عن الدين الحق، وتأصيل الباطل عند الناس، حتى لم يشعروا بفساد هذه التعاليم.

                      24) حتى حذرهم عيسى عليه السلام من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6 ، أليس هذا إقرار من عيسى عليه السلام بقيام الفريسيين والصدوقيين أى رجال الكهنوت مهما اختلفت مسمياتهم بتحريف تعاليم الكتاب ، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى عليه السلام للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: ... 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13

                      25) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟ رومية 3: 2-3 (... أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟)

                      26) لقد أوكل الله حفظ الكتاب للكتبة ، ولم يقل إطلاقًا إنه سيحفظه ، وإلا لكان حَفِظَ الكتاب الذى كتبه بيديه لموسى على اللوحين (19وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ. فَحَمِيَ غَضَبُ مُوسَى وَطَرَحَ اللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدَيْهِ وَكَسَّرَهُمَا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ) الخروج 32: 19 ، ولكان حَفِظَ الكتاب الذى أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا ، ولكان حفظ اسمه أيضاً فى هذه الكتب. وبعلمه الأزلى علم أن بنى إسرائيل سيحرفونه بما يتناسب مع ميولهم، لذلك توعد المحرفين، وإلا لما استنَّ قانونًا يحذر فيه المحرفين ويتوعدهم. لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! لذلك قال:
                      (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                      (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                      (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                      (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6


                      27) وها هو لوقا يشهد بكثرة تأليف الأناجيل، التى أقرت الكنيسة فى القرن الرابع أربعة منها: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

                      28) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8

                      29) ولم ينته التحريف برفع عيسى u بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَكَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17

                      30) (1ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، 2أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ.) تسالونيك الثانية 2: 1-2

                      وقالتها ترجمة كتاب الحياة: (2ألا تضطرب أفكاركم سريعا ولا تقلقوا، لا من إيحاء ولا من خبر ولا من رسالة منسوبة إلينا زورا)

                      31) (2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ،) كورنثوس الثانية 4: 17

                      فهل صدق بولس فى قوله هذا وأن المحرفين كانوا أناس آخرين غيره ، أم كان هو المحرِّف ، ورمى غيره بهذه التهمة؟

                      32) وها هو بولس يعترف قبل لوقا بانتشار التعاليم الباطلة من أجل التربح، واصفًا المتمسكين بالتوراة ووصايا العهد القديم مخرفين مرتدين: (10فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ مُتَمَرِّدِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنَ الْخِتَانِ - 11الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتاً بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ. 12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ». 13هَذِهِ الشَّهَادَةُ صَادِقَةٌ. فَلِهَذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ، 14لاَ يُصْغُونَ إِلَى خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ وَوَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ.) ثيطس 1: 13-14

                      33) وها هو بولس يعترف أنه كذب لتمرير دينه، وليكسب أكبر عدد من من يصدقونه، والغرض واضح، وهو إيجاد دين جديد، يحارب به دين يسوع وأتباعه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7


                      ومن الذى أوحى ذلك لبولس؟
                      وهل هذا اعتراف صريح من الرب بكذبه لإزدياد مجده، أم كان الكاذب هو بولس بمحض إرادته وليس بوحى من الرب؟
                      وهل يلجأ الإله الصادق إلى الكذب ليزداد مجده؟
                      فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس؟
                      أليس الكذب دليل عجز وفشل واستهانة واستغباء بالآخرين؟ فهل تقبلون أن تصفوا إلهكم بهذه الصفات، التى تحقر مقترفها؟
                      وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                      وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين لنشر دينه بين الناس؟
                      وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                      وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب منجِّى؟
                      وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعاً جدداً لدينه؟
                      أيخادع الرب عبيده؟
                      ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟
                      ألا ينقص هذا من قداسته؟
                      وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                      وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                      ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                      وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                      وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                      وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                      وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                      وإذا كان إلهاً صادقاً ، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟
                      أليست هذه حجة عليه؟
                      أليس هذا من الظلم؟
                      ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟
                      وهل يتوقع الرب أن يصدقه الناس بعد أن كذب هو نفسه عليهم ليؤمنوا به؟
                      وهل المغرر بهم يُحسب لهم إيمانًا، ويعتبرهم الرب من الصادقين المخلصين له؟



                      وهذا جزء من أخلاق أنبياء بنى إسرائيل، الذين هم أجداد يسوع الذى تعتبره إلهًا:

                      (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
                      (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                      (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                      (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
                      (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14

                      بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11

                      ويُنسب إلى عيسى عليه السلام أنه طعن فى كل أجداده من الأنبياء، فقال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، فقد حسم هذا النص قضية السابقين وكتبهم وتعاليمهم، فلا يبقى لكم كتاب، ولا دين، ولا فضيلة، ولا علم يُؤخذ عن هؤلاء الأنبياء!!

                      كما يُنسب إليه قوله إن إبراهيم لم يُطع الله: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ)يوحنا8: 40
                      (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10

                      وهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).

                      فكيف تثقون بعد ذلك فى كلام أنبيائكم وكهنتكم إذا كان علام الغيوب قد وصفهم بالكذب؟ أى يقولون ما لم يقله الله، ويدعون أنه منزَّل من عنده. أليس هذا دليل على التحريف؟ أليس هذا أكبر دليل على سحب الثقة من هذا الكتاب وهؤلاء الأنبياء؟
                      أليس هذا هو الذى دعا الرب إلى تغيير شجرة النبوة إلى فرع آخر، كان مرفوضًا عند اليهود؟


                      (فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ.) إرميا 9: 2-3
                      ألا يذكر هذا النص قرار الله بسحب شريعته من هذا الشعب وعدم جعل النبوة فى نسلهم بسبب ما اقترفوه من الزنا والكذب؟ فقد سحب الله ثقته منهم ، فكيف تقتنع أنت اليوم بالثقة فيهم وفى كتاباتهم وأقوالهم؟

                      لذلك لعن يسوع شجرة التين التى ترمز للأمة اليهودية، قائلا لها: («لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 19، أى لن يخرج منها نبى قط بعد الآن.

                      لذلك ذكرهم مرة أخرى صراحة قائلا: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44

                      وصدق الله العظيم القائل: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } البقرة 170
                      { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } لقمان 21

                      وعلى هذا فالذى يفترى على الله وينسب إليه ما لم ينزله هو ما تعودت أن تقرأه فى كتابك الذى تقدسه. فأنت مشوَّه الصورة عن الله تعالى، فالله لا يضربه نبى، ويجبره على أن يجعله نبيًا، ويوحى إليه، مشاركًا معه فى عملية النصب التى قام بها مع أمه للنصب على أبيه إسحاق الذى فقد بصره، ولم يكن يراهما (تكوين 32: 22-30).
                      فلو تقوَّل نبى على الله، لما تركه الله تعالى يضل عباده. ومن هنا لم يلق الرسول صلى الله عليه وسلم تبعية تغيير موقفه من مكة إلى المدينة على الله، وادعى أنه نسخ آيات الرحمة والرفق وغيره، واستبدلت بآيات القتال والبطش بالأعداء. ولم يقل إنسان بأن آيات الرحمة نُسخت. فتأليفك هذا هو امتداد لتأليف أنبياء ذكرهم كتابك، كانوا يؤلفون وينسبون ما كتبوا للرب.


                      وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                      رحِمَ
                      اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                      تعليق


                      • #26
                        بارك الله فيك وسلمت وسلمت يداك

                        تعليق


                        • #27



                          يسوع والتقية فى الكتاب المقدس:


                          عزيزى الكاتب أنت تتبع المثل القائل: (رمتنى بدائها وانسلت)، أى أنت ترمى الإسلام بما يسوِّد صفحات كتابك، وترمى المسلمات بما عانت منه البشرية والمرأة على وجه الخصوص من تسلط رجال الكنيسة على الحياة، حتى فصلوا الدين عن الدولة، مستندين فى ذلك إلى نصوص كتابك الذى تحسبه مقدسًا. وترمى الإسلام بالترهات التى تشوِّه كتابك وتاريخك! فهل وقفت وقفة رجل صادق، وعلمت أنك ستخسر آخرتك، واحترامك لنفسك!

                          أرجوك لا تتخذ بولس وكذبه ونفاقه قدوة!

                          (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                          (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

                          لكن المشكلة لديك أنك تؤمن أن يسوع هو الإله الذى أوحى بذلك!!


                          ثم إن يسوع نفسه كانت له مواقف مختلفة، منها فى بداية إنجيل متى أمر يسوع بمحبة الأعداء ومباركتهم ومهادنتهم، والإحسان إلى من يكروهننا. (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ ... 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ...) متى 5: 21-22 و44

                          ثم قال: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                          وهو يعلم تمامًا كإله العهد القديم والجديد أن السيف للقتل: (... يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ ...) إرمياء 15: 3

                          ويقول يسوع: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

                          وفى الوقت الذى طالب فيه الرب بمحبة الوالدين والبر بهما: (أكرمأباكوأمك) تثنية 5: 16، متى 19: 19
                          اشترط فيما بعد أن تبغض أحب الناس إليك أبوك وأمك واخوتك، وزوجتك وذريتك، حتى نفسك، لتكون تلميذًا له: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26

                          أليست هذه هى التقية التى ترفضها، أم لها مسمَّى آخر لديكم؟


                          وها هو رأى يسوع فيمن لا يتخذه ملكًا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27، فكيف ولماذا هادن وأمر بمحبة الأعداء، ثم انقلب ليأمر بقتل كل من لا يتخذه ملكًا؟ إنها التقية!

                          فلماذا لم يحب يسوع أعداءه؟ لماذا لم يحب يهوذا الإسخريوطى وينقذه مما هو مقدم عليه؟ لماذا سبَّ اليهود ولعنهم؟

                          (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ ... 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ ... 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ ... 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى ... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33

                          على الرغم من قوله: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22

                          لماذا طالب تلاميذه ببيع ملابسهم لشراء سيوف؟ أليس لكل مقام مقال؟ هل تتصور أنت أن يسوع كان يهادن اليهود ويدعى أنه جاء بالمحبة فقط ونبذ العنف؟ فلماذا طالب تلاميذه ببيع ملابسهم وشراء سيوف؟ وماذا تسمى هذا التحول فى تصرفه مرة بالدعوة إلى شرء سيوف، ومرة بسب اليهود ورؤسائهم؟

                          (36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا.) لوقا 22: 36

                          أليست هذه التقية؟ أم لها مسمَّى آخر؟


                          ألم يضرب الصيارفة ويطردهم من المعبد ثأرًا لبيت الرب؟ (14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».) يوحنا 2: 14-17
                          (15وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. 16وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».) مرقس 11: 15-17؛ متى 21: 12-13

                          إذن الحكمة تقتضى اللين وقت اللين، واستعمال الشدة لنصرة شرع الله عند توافرها وفى مكانها. وهكذا كان نبى الله عيسى u، ونبى الله محمد r.


                          حان الوقت لقتل المسلمين والتخلص منهم:


                          وينهى الكاتب كلامه بتقليب أرباب القوة والبطش فى العالم للتخلص نهايًا من المسلمين والإسلام، فقال: (اليوم نحن نشاهد في العالم الغربي مرحلة الاستضعاف الإسلامية ولكن دعونا ألا نُخدع، فإن مرحلة الجهاد قادمة إن عاجلا أم آجلا. ذلك الحمل الوديع الصغير سيتحول إلى ذئب مفترس، هذه الأسنان اللؤلؤية الجميلة ستصير أنياباً، وتلك المأمأة الموسيقية العذبة ستصبح زئيراً مرعداً.)

                          والمطلوب طبعًا قتل هذا الحمل الوديع، لأنه قد يصبح ذئبًا فى يوم من الأيام!! أى إنه فى الوقت الذى يحكم فيه على المسلمين بأنهم كالحمل الوديع، أى لم يروا منهم إرهابًا، ولا تطرفًا، يُطالبون بالتخلص منهم، تحسُّبًا أن يتحوَّل هذا الحمل الوديع إلى ذئب. على الرغم من أنه لم يثبت أن كان الإسلام شرًا أو وبالا على بلد فتحها الإسلام، وأخرج شعبها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. لكنه العقل والمنطق والحكمة التى تجعلهم يصدرون الحكم بالإعدام على برىء (يسوع) لم يرتكب جريمة فى حياته، ولا ينوى ارتكاب جنحة، حفاظًا على تراثهم وعقيدتهم التى يتوهمون أنها من عند الرب، الذى أنزلوه بدورهم من عرشه، وجعلوه متحدًا مع الابن والروح القدس، وقالوا إنهم لا ينفصلون طرفة عين، ثم أهانوا هذا الإله وأماتوه ميتة الملاعين مصلوبًا، ولا يريدون أن يدافع إنسان عن الحق أو يتفوَّه به: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13


                          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                          رحِمَ
                          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                          تعليق


                          • #28



                            يسوع والتقية فى الكتاب المقدس:


                            عزيزى الكاتب أنت تتبع المثل القائل: (رمتنى بدائها وانسلت)، أى أنت ترمى الإسلام بما يسوِّد صفحات كتابك، وترمى المسلمات بما عانت منه البشرية والمرأة على وجه الخصوص من تسلط رجال الكنيسة على الحياة، حتى فصلوا الدين عن الدولة، مستندين فى ذلك إلى نصوص كتابك الذى تحسبه مقدسًا. وترمى الإسلام بالترهات التى تشوِّه كتابك وتاريخك! فهل وقفت وقفة رجل صادق، وعلمت أنك ستخسر آخرتك، واحترامك لنفسك!

                            أرجوك لا تتخذ بولس وكذبه ونفاقه قدوة!

                            (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                            (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

                            لكن المشكلة لديك أنك تؤمن أن يسوع هو الإله الذى أوحى بذلك!!


                            ثم إن يسوع نفسه كانت له مواقف مختلفة، منها فى بداية إنجيل متى أمر يسوع بمحبة الأعداء ومباركتهم ومهادنتهم، والإحسان إلى من يكروهننا. (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ ... 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ...) متى 5: 21-22 و44

                            ثم قال: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                            وهو يعلم تمامًا كإله العهد القديم والجديد أن السيف للقتل: (... يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ ...) إرمياء 15: 3

                            ويقول يسوع: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

                            وفى الوقت الذى طالب فيه الرب بمحبة الوالدين والبر بهما: (أكرمأباكوأمك) تثنية 5: 16، متى 19: 19
                            اشترط فيما بعد أن تبغض أحب الناس إليك أبوك وأمك واخوتك، وزوجتك وذريتك، حتى نفسك، لتكون تلميذًا له: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26

                            أليست هذه هى التقية التى ترفضها، أم لها مسمَّى آخر لديكم؟


                            وها هو رأى يسوع فيمن لا يتخذه ملكًا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27، فكيف ولماذا هادن وأمر بمحبة الأعداء، ثم انقلب ليأمر بقتل كل من لا يتخذه ملكًا؟ إنها التقية!

                            فلماذا لم يحب يسوع أعداءه؟ لماذا لم يحب يهوذا الإسخريوطى وينقذه مما هو مقدم عليه؟ لماذا سبَّ اليهود ولعنهم؟

                            (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ ... 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ ... 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ ... 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى ... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33

                            على الرغم من قوله: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22

                            لماذا طالب تلاميذه ببيع ملابسهم لشراء سيوف؟ أليس لكل مقام مقال؟ هل تتصور أنت أن يسوع كان يهادن اليهود ويدعى أنه جاء بالمحبة فقط ونبذ العنف؟ فلماذا طالب تلاميذه ببيع ملابسهم وشراء سيوف؟ وماذا تسمى هذا التحول فى تصرفه مرة بالدعوة إلى شرء سيوف، ومرة بسب اليهود ورؤسائهم؟

                            (36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا.) لوقا 22: 36

                            أليست هذه التقية؟ أم لها مسمَّى آخر؟


                            ألم يضرب الصيارفة ويطردهم من المعبد ثأرًا لبيت الرب؟ (14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».) يوحنا 2: 14-17
                            (15وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. 16وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».) مرقس 11: 15-17؛ متى 21: 12-13

                            إذن الحكمة تقتضى اللين وقت اللين، واستعمال الشدة لنصرة شرع الله عند توافرها وفى مكانها. وهكذا كان نبى الله عيسى u، ونبى الله محمد r.


                            حان الوقت لقتل المسلمين والتخلص منهم:


                            وينهى الكاتب كلامه بتقليب أرباب القوة والبطش فى العالم للتخلص نهايًا من المسلمين والإسلام، فقال: (اليوم نحن نشاهد في العالم الغربي مرحلة الاستضعاف الإسلامية ولكن دعونا ألا نُخدع، فإن مرحلة الجهاد قادمة إن عاجلا أم آجلا. ذلك الحمل الوديع الصغير سيتحول إلى ذئب مفترس، هذه الأسنان اللؤلؤية الجميلة ستصير أنياباً، وتلك المأمأة الموسيقية العذبة ستصبح زئيراً مرعداً.)

                            والمطلوب طبعًا قتل هذا الحمل الوديع، لأنه قد يصبح ذئبًا فى يوم من الأيام!! أى إنه فى الوقت الذى يحكم فيه على المسلمين بأنهم كالحمل الوديع، أى لم يروا منهم إرهابًا، ولا تطرفًا، يُطالبون بالتخلص منهم، تحسُّبًا أن يتحوَّل هذا الحمل الوديع إلى ذئب. على الرغم من أنه لم يثبت أن كان الإسلام شرًا أو وبالا على بلد فتحها الإسلام، وأخرج شعبها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. لكنه العقل والمنطق والحكمة التى تجعلهم يصدرون الحكم بالإعدام على برىء (يسوع) لم يرتكب جريمة فى حياته، ولا ينوى ارتكاب جنحة، حفاظًا على تراثهم وعقيدتهم التى يتوهمون أنها من عند الرب، الذى أنزلوه بدورهم من عرشه، وجعلوه متحدًا مع الابن والروح القدس، وقالوا إنهم لا ينفصلون طرفة عين، ثم أهانوا هذا الإله وأماتوه ميتة الملاعين مصلوبًا، ولا يريدون أن يدافع إنسان عن الحق أو يتفوَّه به: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13


                            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                            رحِمَ
                            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                            تعليق


                            • #29


                              الكذب فى الإسلام سُبة، أما كذب الرب نفسه لازدياد مجده فهى فضيلة:


                              تكلم الكاتب بعد ذلك على الكذب فى الإسلام، ويراه من باب الخديعة، على الرغم من أنه يذكر الأحاديث التى تبيح الكذب للإصلاح بين متخاصمين، أو لمصلحة الدولة، وعدم كشف أسرارها، أو لمدح الزوجة ولتأليف القلوب بين الزوجين.

                              ولا أعلم هل يريد أن نزيد النار وقودًا بين المتخاصمين أم نتركهما يكيد كل منهما للآخر؟

                              ولا أعلم هل يريد أن نذهب بأنفسنا للعدو لنطلعه على أسرار الدولة؟ فإذا كانت هذه عقيدتهم فيجب منعهم فورًا من دخول الجيش والشرطة وتولى الوظائف الحساسة فى الدولة؟ وليتعظ من يفكر فى أن يتولى مسيحى هذه عقيدته أى منصب هام فى الدولة! ألم يهلك شمشون بعد أن أفصح للعاهرة دليلة عن سر قوته؟ (القضاة 16: 4-22).

                              وهل يريد أن يقول الزوج لزوجته أنت امرأة فاشلة؟ أم يأخذ بيدها لإصلاحها، ويلين قلبها لتتقبل نصحه؟


                              ثم إن موضوع رفض الكذب قد يأتى من إنسان لا يؤمن بقدسية كتابك، لكن لا يجب أن يأتى من مسيحى أو يهودى، لأن المسيحى يؤمن بازدياد مجد الرب بالكذب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                              فمن الذى أوحى لبولس أن مجده لا يزداد إلا بكذبه؟ فإن كان يسوع/يهوه، فقد أحل الكذب، ورأى أن دينه لا ينتشر إلى بهذه الوسيلة الكاذبة التى تتبعها أنت والمنصرون معك. وإن كان غير يسوع سقطت عصمة الكتاب الذى تقدسه.

                              وكذب الرب نفسه فى العهد القديم، بل استعان بالشيطان ليكون لسان كذب فى فم أخاب: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!

                              أليس الخداع نوعا من أنواع الكذب؟ ألا تؤمنون بداود نبيًا من الأنبياء العظام؟ ألا تؤمنون أنه خدع أوريا الحثى بعد أن زنى بامرأته، وحمَّله خطابًا لقائد الجيش ليقضى على أوريا الحثى ويستر فضيحته مع امرأته التى حملت منه؟ ألم يخدع داود زوجاته بهذه الخيانة؟ فلماذا أوحى الرب هذه القصة عن نبى كبير من أنبيائه؟ هل يريد أن يقتدى به عبيده؟ أم يُحل الرب الكذب فى الزنى والقتل فقط؟


                              ومن عدة صفحات مضت ذكرت أخلاق الأنبياء فى الكذب والخداع وتحريف كلمة الرب، فعلام تعترض أيها الكاتب، إن كنت تؤمن أن الكذب شيء مقدسٌ، يزيِّن الأنبياء والرب نفسه؟

                              ألم يقل الرب لآدم إنه سوف يموت إن أكل من الشجرة المحرمة عليه؟ (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17، وأكل آدم وأكلت حواء ولم يمت أحد منهما.

                              وقال الرب لموسى عليه السلام: (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».) خروج 33: 20، فى الوقت الذى رآه موسى وتكلم معه وجهًا لوجه: (11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ) خروج 33: 11

                              وفى الوقت الذى رأى فيه إبراهيم الرب وجلس معه تحت الشجرة، وغيره من المواقف التى تشير إلى أن هناك الكثيرون الذين تمكنوا من رؤية الرب.

                              وفى الوقت الذى كذب فيه الرب على يعقوب وأخبره أن اسمه (هو الذى هو)، أثبت سفر دانيال الذى عثر عليه فى وادى قمران أن اسم الرب هو (الله)، وقد وجد اسم الله عشر مرات فى هذا السفر الآرامى. وبذلك يكون الرب قد كذب على يعقوب، حتى لا يخبره باسمه: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

                              و«أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» ليس هو يهوه، وذلك باعتراف الرب نفسه لموسى: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3وعلى ذلك فإن الرب كذب على يعقوب وأخبره اسمًا غير اسمه الأبدى!!

                              وكذلك كذب على المصريين وخدعهم، إذ أعطاهم الرضى فى قلوبهم ليوافقوا على إقراض حليهم لبنى إسرائيل، وكان قد اتفق مع موسى عليه السلام ليسرقوها. فأين الصدق فى تصرفات الرب؟: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22

                              (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36


                              ومن صفاته التى علمها خلقه أنه إله عادل لا يظلم أحدًا أبدًا، وقد ظلم عبده أيوب بأن اتفق مع الشيطان لإغوائه: (2لأَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ،) رؤيا يوحنا 19: 2
                              (... عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ) رؤيا يوحنا 15: 3
                              (... حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ».) رؤيا يوحنا 16: 7
                              (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12

                              أليس هذا من باب الخداع والكذب؟ فأين العدل هنا؟ بل أين الصدق؟ وأين القدوة؟


                              بل كذب يسوع نفسه على اخوته عندما سألوه أن يذهب معهم إلى العيد فرقض، قائلا إنه لن يصعد، وبعد أن مشوا صعد هو: (2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 2-10

                              فبغض النظر عن مدى الواقعية والمصداقية فى هذه الرواية، فمن المستحيل أن ينصحه تلاميذه أن يخرج ويُظهر تعاليمه للناس كلهم، وهم لا يؤمنون به!! فهل كانوا يؤيدونه قلبًا وقالبًا، ويريدون انتشار دعوته، فى الوقت الذى لا يؤمنون به؟

                              وفى نفس الوقت لا يتبع يسوع نفسه النصيحة التى أمر بها تلاميذ بعمل الصالحات أمام الناس، نشرًا للدعوة، حتى يرى الناس نورهم وأعمالهم الصالحة: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16


                              ألم أخبرك مرارًا أن كاتب هذه الأسفار من أعداء يسوع؟ إنه يُشوِّه صورة يسوع وتلاميذه فى كل موقف! إنه يُظهره هنا بأنه يأمر بما لا يفعل، وينصح بما لا يعمل! ناهيك عن أنه يريد أن يقول إن دعوته تافهة وغير صادقة، حتى إن اخوته أنفسهم لم يؤمنوا به، على الرغم من أن أخيه يعقوب كان من كبار التلاميذ، بل كان قائدهم بعد رفع يسوع.

                              كما أنه كان كاذبًا وغير مقنع فى ردوده، التى كتبوها وتبدو كالهذيان. فما معنى أن ساعته لم تحن بعد؟ لقد كانت خطته سرية، لا يعلم بها أحد. ومن الغريب أن يُلمح إليها مرتين: مرة مع أمره فى عرس قانا، علانية أمام الناس، ومرة لاخوته؟ فكيف تكون خطة الرب سرية، ولا يستطيع كتمانها ويلمح بها مرارًا؟ لا توجد إجابة غير أنه إله فاشل، يتكلم مع أغبية. ولكن لا. إن كاتب هذه الروايات لم يهمه حبك الرواية أو صحتها.

                              فهل كان يقصد ساعة موته على الصليب كما يقول القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره؟ (وقته الذي حدده هو أن يذهب للصليب ... هو له خطة إلهية يسير بمقتضاها للصليب وذلك بالإتفاق مع الآب). وتخيل هذه الخطة الإلهية التى يعتقدها الكاتب والمفسٍّر، والتى يسير يسوع بمقتضاها، قد نفاها يسوع نفسه لليهود، وأخبرهم أنهم لن يقبضوا عليه أو يمسكوه/ ولن يصلبوه، لأنه فى هذا الوقت سيكون فوق، أنقذه ربه، لأنه فى كل ساعة يفعل ما يرضيه: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ... 23.... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». .... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». ... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29


                              وصدق كاتب الرسالة إلى العبرانيين على إنقاذ الله تعالى ليسوع، واستجابته لدعائه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) العبرانيين 5: 7

                              وعلى ذلك إما كان يسوع كاذبًا فى الحديث عن ساعته التى لم تحن بعد، أى خطته السرية وصلبه نيابة عن البشرية، أو كذب على اليهود، وادعى بطولة زائفة وأنهم لن يقبضوا عليه، ولن يمسوه بأذى، لأنه سيكون خارج هذا العالم.

                              وفى الحقيقة أنا أعلم أن خطتى للهرب لإنقاذ نفسى تكون سرية حتى لا يقوضها أحد! لكن أن تكون هناك خطة سرية لموتى، أعلمها أنا بنفسى ولا أحاول أن أقوضها، فهذا انتحار! والانتحار ضعف أو يأس وهذه صفات لا ينسبها للرب إلا كافر، أو أحمق، أو جاهل لا يعرف قدر الله!

                              ولو كانت هذه هى خطته، فلماذا كان فى نفس الوقت يهرب منهم ويختفى من التواجد حيث يتواجدون، ويصلى بأشد تضرع لله تعالى أن ينقذه منهم؟ أليس هذا بدليل على أنه لا يريد الموت؟ فلو كان يريد أن يموت على الصليب لتغيَّر دعاؤه فى الصلاة إلى رجاء أن يموت ليفدى الناس! هذا إن جاز أن يصلى الرب من الأساس ويتعبَّد لنفسه إن كان متحدًا مع الآب، أو لأبيه إن كان منفصلا عنه!

                              وبما أن خطته كانت سرية، فما كان له حتى أن ينوِّه عنها، فكيف فهموا هم أنفسهم كلامه دون تعليق أو حتى سؤال. وهو نفس الرد الذى قاله لأمه فى عرس قانا فى الإصحاح الثانى بإنجيل يوحنا.

                              وبغض النظر عن هذا لقد أقنع يسوع تلاميذه أنه لن يصعد إلى العيد، وأقنعم بالظروف التى تمنعه، ثم صعد خفية! ألا يُعد هذا كذبًا أو خوفًا من إخوته غير المؤمنين به، أو تقية؟
                              وسألوه عن موعد الساعة، فأخبرهم أنه لا يعلم بها أحد إلا الآب: (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.) متى 24: 36
                              ألا تؤمنون أنه والآب واحد؟ فعلى ذلك لابد أن يكون بينهم اتحاد فى العلم والقدرة والحكمة وكل الصفات! أو أن يكون الآب هو نفسه الابن وهو نفسه الروح القدس.

                              وهنا يمكننا أن نقول إما كذب يسوع فى رده هذا بعدم علم الساعة، وإما كذبتم أنتم عليه بتأليهكم إياه!
                              وأعتقد أنه فى هذا القدر البسيط تتضح الفكرة. ألم أقل لكم أعزائى القراء إنه يرمى الإسلام بما يعانيه من كتابه؟



                              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                              رحِمَ
                              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                              تعليق


                              • #30


                                الكذب فى الإسلام سُبة، أما كذب الرب نفسه لازدياد مجده فهى فضيلة:


                                تكلم الكاتب بعد ذلك على الكذب فى الإسلام، ويراه من باب الخديعة، على الرغم من أنه يذكر الأحاديث التى تبيح الكذب للإصلاح بين متخاصمين، أو لمصلحة الدولة، وعدم كشف أسرارها، أو لمدح الزوجة ولتأليف القلوب بين الزوجين.

                                ولا أعلم هل يريد أن نزيد النار وقودًا بين المتخاصمين أم نتركهما يكيد كل منهما للآخر؟

                                ولا أعلم هل يريد أن نذهب بأنفسنا للعدو لنطلعه على أسرار الدولة؟ فإذا كانت هذه عقيدتهم فيجب منعهم فورًا من دخول الجيش والشرطة وتولى الوظائف الحساسة فى الدولة؟ وليتعظ من يفكر فى أن يتولى مسيحى هذه عقيدته أى منصب هام فى الدولة! ألم يهلك شمشون بعد أن أفصح للعاهرة دليلة عن سر قوته؟ (القضاة 16: 4-22).

                                وهل يريد أن يقول الزوج لزوجته أنت امرأة فاشلة؟ أم يأخذ بيدها لإصلاحها، ويلين قلبها لتتقبل نصحه؟


                                ثم إن موضوع رفض الكذب قد يأتى من إنسان لا يؤمن بقدسية كتابك، لكن لا يجب أن يأتى من مسيحى أو يهودى، لأن المسيحى يؤمن بازدياد مجد الرب بالكذب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                                فمن الذى أوحى لبولس أن مجده لا يزداد إلا بكذبه؟ فإن كان يسوع/يهوه، فقد أحل الكذب، ورأى أن دينه لا ينتشر إلى بهذه الوسيلة الكاذبة التى تتبعها أنت والمنصرون معك. وإن كان غير يسوع سقطت عصمة الكتاب الذى تقدسه.

                                وكذب الرب نفسه فى العهد القديم، بل استعان بالشيطان ليكون لسان كذب فى فم أخاب: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!

                                أليس الخداع نوعا من أنواع الكذب؟ ألا تؤمنون بداود نبيًا من الأنبياء العظام؟ ألا تؤمنون أنه خدع أوريا الحثى بعد أن زنى بامرأته، وحمَّله خطابًا لقائد الجيش ليقضى على أوريا الحثى ويستر فضيحته مع امرأته التى حملت منه؟ ألم يخدع داود زوجاته بهذه الخيانة؟ فلماذا أوحى الرب هذه القصة عن نبى كبير من أنبيائه؟ هل يريد أن يقتدى به عبيده؟ أم يُحل الرب الكذب فى الزنى والقتل فقط؟


                                ومن عدة صفحات مضت ذكرت أخلاق الأنبياء فى الكذب والخداع وتحريف كلمة الرب، فعلام تعترض أيها الكاتب، إن كنت تؤمن أن الكذب شيء مقدسٌ، يزيِّن الأنبياء والرب نفسه؟

                                ألم يقل الرب لآدم إنه سوف يموت إن أكل من الشجرة المحرمة عليه؟ (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17، وأكل آدم وأكلت حواء ولم يمت أحد منهما.

                                وقال الرب لموسى عليه السلام: (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».) خروج 33: 20، فى الوقت الذى رآه موسى وتكلم معه وجهًا لوجه: (11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ) خروج 33: 11

                                وفى الوقت الذى رأى فيه إبراهيم الرب وجلس معه تحت الشجرة، وغيره من المواقف التى تشير إلى أن هناك الكثيرون الذين تمكنوا من رؤية الرب.

                                وفى الوقت الذى كذب فيه الرب على يعقوب وأخبره أن اسمه (هو الذى هو)، أثبت سفر دانيال الذى عثر عليه فى وادى قمران أن اسم الرب هو (الله)، وقد وجد اسم الله عشر مرات فى هذا السفر الآرامى. وبذلك يكون الرب قد كذب على يعقوب، حتى لا يخبره باسمه: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

                                و«أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» ليس هو يهوه، وذلك باعتراف الرب نفسه لموسى: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3وعلى ذلك فإن الرب كذب على يعقوب وأخبره اسمًا غير اسمه الأبدى!!

                                وكذلك كذب على المصريين وخدعهم، إذ أعطاهم الرضى فى قلوبهم ليوافقوا على إقراض حليهم لبنى إسرائيل، وكان قد اتفق مع موسى عليه السلام ليسرقوها. فأين الصدق فى تصرفات الرب؟: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22

                                (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36


                                ومن صفاته التى علمها خلقه أنه إله عادل لا يظلم أحدًا أبدًا، وقد ظلم عبده أيوب بأن اتفق مع الشيطان لإغوائه: (2لأَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ،) رؤيا يوحنا 19: 2
                                (... عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ) رؤيا يوحنا 15: 3
                                (... حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ».) رؤيا يوحنا 16: 7
                                (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12

                                أليس هذا من باب الخداع والكذب؟ فأين العدل هنا؟ بل أين الصدق؟ وأين القدوة؟


                                بل كذب يسوع نفسه على اخوته عندما سألوه أن يذهب معهم إلى العيد فرقض، قائلا إنه لن يصعد، وبعد أن مشوا صعد هو: (2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 2-10

                                فبغض النظر عن مدى الواقعية والمصداقية فى هذه الرواية، فمن المستحيل أن ينصحه تلاميذه أن يخرج ويُظهر تعاليمه للناس كلهم، وهم لا يؤمنون به!! فهل كانوا يؤيدونه قلبًا وقالبًا، ويريدون انتشار دعوته، فى الوقت الذى لا يؤمنون به؟

                                وفى نفس الوقت لا يتبع يسوع نفسه النصيحة التى أمر بها تلاميذ بعمل الصالحات أمام الناس، نشرًا للدعوة، حتى يرى الناس نورهم وأعمالهم الصالحة: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16


                                ألم أخبرك مرارًا أن كاتب هذه الأسفار من أعداء يسوع؟ إنه يُشوِّه صورة يسوع وتلاميذه فى كل موقف! إنه يُظهره هنا بأنه يأمر بما لا يفعل، وينصح بما لا يعمل! ناهيك عن أنه يريد أن يقول إن دعوته تافهة وغير صادقة، حتى إن اخوته أنفسهم لم يؤمنوا به، على الرغم من أن أخيه يعقوب كان من كبار التلاميذ، بل كان قائدهم بعد رفع يسوع.

                                كما أنه كان كاذبًا وغير مقنع فى ردوده، التى كتبوها وتبدو كالهذيان. فما معنى أن ساعته لم تحن بعد؟ لقد كانت خطته سرية، لا يعلم بها أحد. ومن الغريب أن يُلمح إليها مرتين: مرة مع أمره فى عرس قانا، علانية أمام الناس، ومرة لاخوته؟ فكيف تكون خطة الرب سرية، ولا يستطيع كتمانها ويلمح بها مرارًا؟ لا توجد إجابة غير أنه إله فاشل، يتكلم مع أغبية. ولكن لا. إن كاتب هذه الروايات لم يهمه حبك الرواية أو صحتها.

                                فهل كان يقصد ساعة موته على الصليب كما يقول القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره؟ (وقته الذي حدده هو أن يذهب للصليب ... هو له خطة إلهية يسير بمقتضاها للصليب وذلك بالإتفاق مع الآب). وتخيل هذه الخطة الإلهية التى يعتقدها الكاتب والمفسٍّر، والتى يسير يسوع بمقتضاها، قد نفاها يسوع نفسه لليهود، وأخبرهم أنهم لن يقبضوا عليه أو يمسكوه/ ولن يصلبوه، لأنه فى هذا الوقت سيكون فوق، أنقذه ربه، لأنه فى كل ساعة يفعل ما يرضيه: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ... 23.... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». .... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». ... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29


                                وصدق كاتب الرسالة إلى العبرانيين على إنقاذ الله تعالى ليسوع، واستجابته لدعائه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) العبرانيين 5: 7

                                وعلى ذلك إما كان يسوع كاذبًا فى الحديث عن ساعته التى لم تحن بعد، أى خطته السرية وصلبه نيابة عن البشرية، أو كذب على اليهود، وادعى بطولة زائفة وأنهم لن يقبضوا عليه، ولن يمسوه بأذى، لأنه سيكون خارج هذا العالم.

                                وفى الحقيقة أنا أعلم أن خطتى للهرب لإنقاذ نفسى تكون سرية حتى لا يقوضها أحد! لكن أن تكون هناك خطة سرية لموتى، أعلمها أنا بنفسى ولا أحاول أن أقوضها، فهذا انتحار! والانتحار ضعف أو يأس وهذه صفات لا ينسبها للرب إلا كافر، أو أحمق، أو جاهل لا يعرف قدر الله!

                                ولو كانت هذه هى خطته، فلماذا كان فى نفس الوقت يهرب منهم ويختفى من التواجد حيث يتواجدون، ويصلى بأشد تضرع لله تعالى أن ينقذه منهم؟ أليس هذا بدليل على أنه لا يريد الموت؟ فلو كان يريد أن يموت على الصليب لتغيَّر دعاؤه فى الصلاة إلى رجاء أن يموت ليفدى الناس! هذا إن جاز أن يصلى الرب من الأساس ويتعبَّد لنفسه إن كان متحدًا مع الآب، أو لأبيه إن كان منفصلا عنه!

                                وبما أن خطته كانت سرية، فما كان له حتى أن ينوِّه عنها، فكيف فهموا هم أنفسهم كلامه دون تعليق أو حتى سؤال. وهو نفس الرد الذى قاله لأمه فى عرس قانا فى الإصحاح الثانى بإنجيل يوحنا.

                                وبغض النظر عن هذا لقد أقنع يسوع تلاميذه أنه لن يصعد إلى العيد، وأقنعم بالظروف التى تمنعه، ثم صعد خفية! ألا يُعد هذا كذبًا أو خوفًا من إخوته غير المؤمنين به، أو تقية؟
                                وسألوه عن موعد الساعة، فأخبرهم أنه لا يعلم بها أحد إلا الآب: (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.) متى 24: 36
                                ألا تؤمنون أنه والآب واحد؟ فعلى ذلك لابد أن يكون بينهم اتحاد فى العلم والقدرة والحكمة وكل الصفات! أو أن يكون الآب هو نفسه الابن وهو نفسه الروح القدس.

                                وهنا يمكننا أن نقول إما كذب يسوع فى رده هذا بعدم علم الساعة، وإما كذبتم أنتم عليه بتأليهكم إياه!
                                وأعتقد أنه فى هذا القدر البسيط تتضح الفكرة. ألم أقل لكم أعزائى القراء إنه يرمى الإسلام بما يعانيه من كتابه؟



                                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                                رحِمَ
                                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                1 مشاهدة
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                23 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                6 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة زين الراكعين  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X