تأملات في سورة "يوسف"

تقليص

عن الكاتب

تقليص

(((ساره))) مسلمة ولله الحمد والمنة اكتشف المزيد حول (((ساره)))
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16


    ومن جب بباطن الأرض ثم سجن أسفل سراديبها .. ها هو الآن "فوق" عرش "مصر" !
    وبعد المكر والغدر والخيانة والسجن .. جاء الفرج والتمكين !

    سنوات طوال .. ربما لو جاء التمكين قبلها لتسرب الكبر وحب الدنيا لقلب الصديق ولكن شاء الله أن يرفعه بالإبتلاءات درجات ويره ثمرة صبره على المكاره سنوات طوال .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

    وصار الصديق عزيزًا لـ "مصر" أمينًا على خزائنها مديرًا لشؤونها الاقتصادية ..!

    ول
    أن الدنيا لا تستقر على حال .. ولا شئ فيها يدوم .. عم القحط أرض "كنعان" فكان عزيز "مصر" - والذي اشتهر بعدله ورأفته مع المحتاجين والضعفاء والفقراء - ينزل بنفسه ليعطي الطعام على عدد الرؤوس .. لكل محتاج وسقًا ..

    ومن ضمن المحتاجين كانت المفاجأة !
    وجوه مميزة يعرفها الصديق جيدًا ما نسيها بعد كل هذه الأعوام .. إنهم الاخوة الكبار "العصبة" .. من رموه بأيديهم تلك في غيابة الجب بلا ذنب عندهم إلا حب أبوه له ثم الحسد الذي أعمى القلوب .. ثم شروه بثمن بخس وربما لو أرادوا اعطاؤه للمبتاع بلا ثمن لما ترددوا .. ورغم أنه عرفهم يقينًا بمجرد النظر إلا أنهم نكروه !

    { وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ }[ يوسف : 56 ]

    ولعل التعبير القرآني البليغ اختصر المشهد كله بل مشاعر كليهما في عبارة قصيرة تنبئ عن الكثير والكثير : "فعرفهم - وهم له منكرون"

    معرفته لهم قد تنبئ عن أن المظلوم لا ينسى وجه الظالم أبدًا .. والمحسن لا ينسى وجه أقرب الناس إليه وإن بغى .. والمحب لا ينسى وجه حبيبه أيضًا .. وربما كان يتأمل تلك الوجوه في اللحظات الأخيرة لوضعه في الجب مستجديًا عطفهم بلا جدوى .. فصارت ملامح الاخوة الكبار كالنقش في ذاكرة الصديق مع مشاعر مختلطة بين المودة من قلب لا يحمل غلًا لأحد مع عتاب ولسان الحال : "لماذا فرقتم بيني وبين أبي .. لم البغض ؟! أتدرون من أنا .. كيف حال أبي وأخي" وربما تكون هناك أسئلة أخرى تدور.. أما هم ببساطة فله"منكرون" !

    وفي تعبير : "منكرون" في وصف حالتهم فأراه لا ينبئ فقط عن جهلهم به لكونه كان صغيرًا وقتما تركوه ، وإنما قد تكون اشتبهت عليهم ملامحه فعلًا ولكن ربما رفض عقلهم الفكرة إما لبغض تحسبًا لظهوره مرة أخرى أو إنكار لحسد ، فكيف يصير هذا مصيره بعد كل ما حدث من مكر وإبعاد ؟! فلسان الحال : "إذًا ليس هو ولا ينبغي أن يكون هو ولا نريد أن يكون هو "

    أنكروا وانتهى .. ولكنه عرفهم .. عرفهم يقينًا .. هؤلاء من حرموه من أبيه بلا ذنب اقترفه وباعوه بأبخس الأثمان وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم الكريم وما كنت كنوز العالم لتفتديه عند أبيه .. هم من كانوا سببًا في دخوله السجن بلا ذنب اقترفه وفراقه لأحب الناس .. وهو الآن عزيز "مصر" وهم في موقف احتياج وضعف !

    هلا يزج بهم الصديق في السجن ليرتاح ؟

    من يفعل ما فعلوه يستحق السجن فعلًا .. وهم الآن ضعفاء وهو العزيز .. القوي .. ولم يعد ذلك الطفل الضعيف المسكين !

    الفرصة سانحة للانتقام بلا شك ..!

    يتبع بإذن الله ..

    اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

    تعليق


    • #17



      ورغم أنهم ظنوا أنهم تخلصوا منه إلا أنهم لم يرتاحوا بعد فعلتهم بعد كل هذه الأعوام منذ مكرهم الأول .. مازال طيفه يؤرق !

      اتهموا الصغير بالسرقة وهم لا يعلمون أنه ذاك العزيز الواقف أمامهم ( والذي غمرت محبته قلب أبيهم ) !

      بعد كل هذه الأعوام لم ينسوا "يوسف" .. لم ينسوا الصغير الذين ظنوا أنهم تخلصوا منه والذين ظنوا أنهم سينتزعوا محبته من قلب أبيه !

      أبعصبتهم
      هذه وكبر عمرهم هابوا طيف الصغير الذي غاب عن والده وظنوا أنهم قد تخلصوا منه ومازالوا يذكرونه ويتهمونه رغم كل ما فعلوه ؟ ولكنها الغيرة والحسد ولربما علموا أنه ما فلح من المكر شيئًا بل زاد قلب أبيه حبًا له !

      ورغم كل هذا ظل الأب يذكره إلى أن عاد له نور عينه .. فمنذ أن غاب عنه لم ير شيئًا ، فآخر ما رآه كان قميصه الممزق وأول ما رآه بعدما عاد بصره هو قميصه الملقى على وجهه

      وكأن نور العين كان مرتبطًا بعودة الابن الحبيب الغائب .. ما عاد النور إلا لما وجد ريح "يوسف" فارتد بصيرًا !

      ( فاصل )

      اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

      تعليق


      • #18



        أسال من جلت قدرته

        وعلا شأنه
        وعمت رحمته

        وعــم فضــــــله

        وتـوافــرت نعمـــة

        أن لا يــرد لكم دعـوة

        ولا يحرمكم مـن فضــله

        وان يغــدق عليــكم رزقـــه

        ولا يحرمكم من كرمه وجـوده

        وينــزل في كل أمــر لكم بركتــه

        ولا يستثنيكم من رحمتـه ويجعلكم من

        (إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)
        ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري
        بارك الله فيكم وطرحكم الطيب وموضوعكم الأجمل
        أســأل الله العظيم رب العـرش الكريم أن يرزقنا وإياكم

        الإخــلاص في القــول والعمـل وأن يرزقنا الفـردوس الأعلي







        تعليق


        • #19
          رد: تأملات في سورة "يوسف"

          المشاركة الأصلية بواسطة أنور علي مشاهدة المشاركة



          أسال من جلت قدرته

          وعلا شأنه
          وعمت رحمته

          وعــم فضــــــله

          وتـوافــرت نعمـــة

          أن لا يــرد لكم دعـوة

          ولا يحرمكم مـن فضــله

          وان يغــدق عليــكم رزقـــه

          ولا يحرمكم من كرمه وجـوده

          وينــزل في كل أمــر لكم بركتــه

          ولا يستثنيكم من رحمتـه ويجعلكم من

          (إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)
          ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري
          بارك الله فيكم وطرحكم الطيب وموضوعكم الأجمل
          أســأل الله العظيم رب العـرش الكريم أن يرزقنا وإياكم

          الإخــلاص في القــول والعمـل وأن يرزقنا الفـردوس الأعلي








          اللهم آمين وإياكم جزاكم الله خيرًا.
          اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

          تعليق


          • #20
            رد: تأملات في سورة "يوسف"



            إن رأى المخالف غير المسلم شئ من خير في المسلم ، فعلى الداعية حينها أن يرجع ما رآه المخالف من خير في شخصه إلى فضل الله عز وجل وحده وتوفيقه ، وأن هذا الذي رآه منه ليس بدعًا من عند نفسه وإنما هي أخلاق الإسلام ، وتعليم العليم الخبير ، وأن يكون لسان حاله : "هذا الذي تعجب به مني أولى بك أن تعجب به ممن علمنيه ومن علي به" ، وأن يستغل ذلك إستغلالًا شديدًا في الدعوة إلى الله ، ويستغل هذا أيضًا في حل مشكلاتهم وإرجاع الحل إلى ذلك الدين القيم الذي ما ترك صغيرة وكبيرة من أمور الحياة إلا وفصل فيها ، لكي يعلم المخالف حينها أن هذا الداعية ما هو إلا تجسيدًا عمليًا لهذا الدين الذي يدعوا إليه .. وكل من انتسب إليه - قولًا وعملًا - سيكون فضل ما فيه من خير من الله ، وأن ذلك مما علمه ربي ..!

            { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [ يوسف: 36 ]

            { قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [ يوسف: 37 ]

            ولو لاحظنا أن سيدنا "يوسف" لم ينبأهم بتأويل رؤاهم بعد أن طلبوها مباشرة ، ولم يحدث ذلك إلا بعد أن :

            1 - نسب الفضل والعلم لله عز وجل أولًا.

            2 - دعاهم دعوة مطولة إلى عبادة الله عز وجل .

            3 - في النهاية أول لهم رؤاهم حتى ينطبع في ذاكرتهم المقدمة الطويلة ، وحتى لا يفتتنوا به ، ولأن هذا الفضل لا يرجع إلا لله وحده.


            { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }
            [ يوسف: 36 - 41 ]

            اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

            تعليق


            • #21
              رد: تأملات في سورة "يوسف"


              لعل ما تلقيه اليوم بيديك بلا عطف أو شفقة "لقوتك" ، تذهب إليه في الغد مستجديًا عطفه وشفقته "لضعفك" .. بل وصدقته أيضًا ..!

              { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [ يوسف: 15 ]

              { فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ }
              [ يوسف: 88 ]
              اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

              تعليق


              • #22
                رد: تأملات في سورة "يوسف"

                وقد يُباع المرء بثمن بخس ويزهد فيه الناس ، وهو في غيب الله - رب الناس - مكين أمين ..!

                { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } [ يوسف: 20 ]

                { قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ } [ يوسف: 90- 91 ]
                اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                تعليق


                • #23
                  رد: تأملات في سورة "يوسف"



                  كانوا مبصرين - بلا بصيرة - وهو أمامهم ولم يعرفوه ، وكان فاقدًا لبصره ورآه بعيني قلبه ورغم بعد جسده عنه .. هناك من يظن أنه يرى والحقيقة أنه لا يرى شيئًا ، اليقين هو البصيرة - عين القلب لا عين الوجه - والمؤمن ينظر بنور الله ..!

                  { وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } [ يوسف: 58 ]

                  { وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ * قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
                  [ يوسف: 94- 96 ]
                  اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                  تعليق


                  • #24
                    رد: تأملات في سورة "يوسف"

                    قد تكون الآيات البينات كاشفة فاضحة لحقيقة الأمور ، ولكي يحفظ الجاني ماء وجهه للإلهاء عن جريمته وصرف الأنظار قد يرمي غيره بما هو فيه يقينًا ، ونصر الظالم - المؤقت - يحدث في الغالب عند وجود سلطة له ، فنجد هنا الرجل ضعيف الشخصية رغم رؤيته لسقوط امرأته وتبينه من فسادها ومن براءة النبي بالأدلة والبراهين ، لم يكتف فقط في إعانة امرأته - السوء - على ظلمها بالسكوت والموافقة ، بل ساعدها أيضًا على الزج بالنبي المظلوم في السجن .. وما بال القميص الذي قد من دبر ؟! فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، وفرق بين عبد الله ومن اتخذ إلهه "هواه" ..!

                    { مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ يوسف: 25 ]

                    { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ }
                    [ يوسف: 35 ]
                    اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                    تعليق


                    • #25
                      رد: تأملات في سورة "يوسف"



                      ما تأملت في كتاب الله مرة إلا وقد وجدت لكل داء دواء ، وما وجدت شفاء للنفس العليلة بقدر ما وجدت فيه ، ومن حاصره الهم والغم وافتراء الظالمين ، ومن أوذي بالمكر والكيد والغدر وأراد النصرة وزوال الكرب والتمكين والخروج مما هو فيه .. فمع الدعاء فعليه بالانشغال بالدعوة إلى الله في أوج أزمته ..!

                      { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [ يوسف: 39 ]
                      اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                      تعليق


                      • #26
                        رد: تأملات في سورة "يوسف"



                        قد يكون من علامات الفرج .. التسليم والاستيئاس الذي يُظن ألا نجاة بعدهما ، فيجئ الفرج ويغسل عن القلب أحزانه والذي كان قبلها بلحظات ربما كان ينتظر الموت ولا رغبة له في حياة ..!
                        استيأسوا .. "ظنوا" أنهم كذبوا .. فجائهم نصر الله ..!

                        { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [ يوسف: 110 ]
                        اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                        تعليق


                        • #27
                          رد: تأملات في سورة "يوسف"



                          إن الظالم إن لم يجد مبررًا لظلمه أمام نفسه والناس اختلقه ، وبهت من كرهه ، وإن المؤمن يطمئن بما يعلمه الله من قلبه ومما يصفه به الكارهون .. وإن بعض الإسرار وكظم الغيظ من الحكمة والتقوى ، وإن القوة في ملك النفس عند الغضب عند الاتهام والبهتان ، وإننا لو تذكرنا انقطاع الرجاء من إنصاف المخلوقين عند الإفك الذي وقع على أمنا "عائشة" فأرهقها البكاء وأحست به يفلق كبدها ، تمنت من الله البراءة فتقلص دمعها حتى ما أحست منه قطرة - ربما بشرى إيذانا من الله بريح النصر - واطمئن قلبها فسكنت و"سكتت" .. فكانت البراءة ..! والحكمة هي : اسكت ودع الله يدافع عنك .. ويرد .. وسيكون ..!

                          { قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ } [ يوسف: 77 ]
                          اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                          تعليق


                          • #28
                            رد: تأملات في سورة "يوسف"


                            موضوع ذو صلة :

                            http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52499&p=558464#post558464
                            اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
                            ردود 2
                            149 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
                            ردود 4
                            81 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د. نيو
                            بواسطة د. نيو
                             
                            ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
                            ردود 0
                            53 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر  
                            ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
                            ردود 3
                            76 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة عاشق طيبة
                            بواسطة عاشق طيبة
                             
                            ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 21 يون, 2019, 12:57 ص
                            ردود 4
                            99 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة دكتور أشرف
                            بواسطة دكتور أشرف
                             
                            يعمل...
                            X