لآلىء متجددة و ( دعوة للمشاركة )

[محب المصطفى]

****إستعينوا بالله واصبروا

" قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) " الأعراف .
إن الطاغوت هو الطاغوت والطغيان هو الطغيان فى كل مكان وزمان منذ آلاف السنين ولكن لنا فى قصة رسول الله موسى عليه السلام ومعه بنى إسرائيل العظة والعبرة .
هذا التنكيل الوحشى من فرعون وجنوده بدون تفويض قتل الأبناء وترك النساء .
أما طغاة اليوم فقد فاقوهم فقتلوا الرجال والنساء والأبناء والشباب والشابات والشيوخ والأطفال بالنار الحية وحرقوا وجرفوا .
ونجد أن نبى الله موسى عليه السلام الذى يعرف حقيقة ربنا سبحانه ويعرف سنته فى خلقه وقدره فيهم يحدثهم بقلب النبى ولغته فيوصيهم باحتمال الفتنة والصبر على الإبتلاء واللجوء إلى من بيده الخلق والأمر والذى يملك الأرض ومن عليها وهو القاهر فوق عباده .
فالأرض بيده ومن عليها بيده فيعطيها لمن يشاء ويطرد منها من يشاء ويسلبها ممن يشاء ولكن نعلم حقيقة إلهية وسنة كونية أن العاقبة للمتقين الذين لا يخشون أحدا إلا الله .
فلا نلوذ إلا به ولا نستعين إلا به فهو سبحانه ولينا فنعم المولى ونعم النصير .
وما علينا إلا أن نصبر حتى يأذن الولى بالنصرة فى الوقت الذى يقدره بحكمته وعلمه .
ومن الواجب علينا ألا نعجل لأننا لا نعلم الغيب ولا نعلم الخير , ولا ننظر إلى ظواهر الأمور التى تخيل لنا أن الطغاه متمكنين من الأرض .
بل نوقن صاحب الأرض هو الذى يورثها من يشاء من عباده لأن كل شئ بيده .
الطغاة بيده والأرض بيده والمتقين بيده وهو سبحانه ناصر المتقين ومانحهم الأرض ...
أى إطمئنان بعد هذا يا أحباب .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[محب المصطفى]

****حزب الرحمن وحزب الشيطان

لما عصى الشيطان ربه ولم يسجد لآدم قال الله عز وجل :
" قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) " الأعراف .
ونزل الشيطان يدعولنفسه ليكون له أتباع فى كل العصور وفى كل الأماكن :
" وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (27) " الأعراف .
" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) الإسراء .
وهؤلاء سيطر عليهم الشيطان فبتحركون بأمره ويشترك معهم فى وضع المؤامرات ضد حزب الرحمن وأنساهم ذكر الله واتخذوا الشيطان لهم وليا :
" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) " المجادلة .
وهكذا نرى أنه الحزب الخاسر دائما .
** أما حزب الرحمن فهم يؤمنون بالله واليوم الآخر وينحازون إلى الحق الذى جاء من عند الله ويقفون وقفة جادة شامخة صلبة ضد حزب الشيطان ...
لا هوادة معه ولا إلتقاء ولا مودة ولكن مفاصلة كاملة مع الذين حادوا الله ورسوله ويقتلون ويجرحون ويسجنون ويحرقون حتى النساء والأطفال ...
لايشاركونهم فى شيئ ولا يستجيبون للإستفتاء أو غيره مما يريدون أن يثبتوا به شرعيتهم :
" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " المجادلة
كونوا من حزب الرحمن يكتب فى قلوبكم الإيمان ويؤيدكم بروح منه ويدخلكم جنته وتنالون الرضى والغفران والفلاح والنصر المبين .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[محب المصطفى]

Dr-Mohamad Al-Morsy

****واجعلوا بيوتكم قبلة
يقول الحق تبارك وتعالى :
" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس .
أى إجعلوها مساجد وصلوا فى بيوتكم .
هذا النص يشير إلى التعبئة الروحية بجوار التعبئة النظامية وهما معا ضروريتان للجماعات والأفراد .
وبخاصة فى المعارك والمشقات والتجارب حتى هذه اللحظة تنبئ بأن العقيدة هى السلاح الأول فى المعركة .
إن الأداة الحربية فى يد الجندى الخائر العقيدة لا تساوى شيئا كثيرا فى ساعة الشدة .
واليوم وقد وجد المؤمنون أنفسهم مطاردين فى المجتمع من حولهم , وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت , وفسد الناس , وأنتنت البيئة .......
وهنا يرشدهم الله إلى أمور ثلاث :
أولا : حق العلم
تعلم العلم الشرعى من الكتاب والسنة وتعرف على الفساد المنتشر حولنا بنتنه وشره وابنعد عنه ماأمكن فى ذلك .
ثانيا : حق التربية
تجمع المؤمنين بخيرهم وطهارتهم ونظافتهم لتزكيتهم وتنظيمهم حتى يأتى وعد الله لهم .
ثالثا : إتخاذ بيوت المؤمنين مساجد نتلمس فيها الرحمة ونحس فيها بالطمأنينة والعبادة على نهج صحيح ونزاول بالعبادة ذاتها تنظيم أمورنا فى جو العبادة الطهور .
إذن بيوت المؤمنين مساجد يشع منها النور ومدارس للعلم والكتاب والحكمة .
إنها حضانات للناشئة يتربون فيها فى ذلك الجو الطاهر المشرق فلابد وأن يقوم على هذه البيوت قدوات نحتذى بها فى شموخ وعزة وتواضع وخشوع .
إجعلوا بيوتكم قبلة أى إجعلوها بيوت دعوة ... علم ... عبادة ... كرم ... عطاء ... بذل ... عفة ... حنان ... حب ... رحمة .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .



د.محمد المرسى سليمان

[قلب ينبض بحب الله]

د/ هشام عزمى

ملحد في منتدى التوحيد يقول ردًا على من يحتجون بالسببية لإثبات الخلق :

إن أردت القول أن الله سبب الكون أن ياتي للوجود فهذا غير ممكن لأن الكون لم يكن موجودا قبل أن يسببه الله فكيف يمكن لله أن يسبب شيئا غير موجود؟

بصراحة ، أنا انبهرت من هذا التفكير الألمعي !

==============

وأنا كمان انبهرت واندهشت واتخضيت كمان

ملاحدة آخر زمن صحيح

[أحمد.]

د/ هشام عزمى

ملحد في منتدى التوحيد يقول ردًا على من يحتجون بالسببية لإثبات الخلق :

إن أردت القول أن الله سبب الكون أن ياتي للوجود فهذا غير ممكن لأن الكون لم يكن موجودا قبل أن يسببه الله فكيف يمكن لله أن يسبب شيئا غير موجود؟

بصراحة ، أنا انبهرت من هذا التفكير الألمعي !

==============

وأنا كمان انبهرت واندهشت واتخضيت كمان

ملاحدة آخر زمن صحيح

ده حمار.

وبكره يدخل النار .. عشان لما الواحد يبقى حمار مينفعش يتكلم عن الله خالق الكون .. الحمار ينهق وياكل برسيم وينام.

أصل البيه أبوه قبل ما الست أمه تحبل بيه "مسببوش" عشان هو أصلا مكنش موجود عشان "يسببه" ازاي "حيسببه" وهو مش موجود.

أكيد أبوه "سببه" بعد ما الست أمه حبلت بيه.

آدي ملاحدة السبوبة .. اللي بيقولوا ان ليهم سلف مشترك مع القرود وهما "تسبيب" حميري من بابه.

عيال عايزة مبيد صراصير والله العظيم.

عيال عايزه "تتسبب" ففنطاس نيتروجين سائل.

[محب المصطفى]

****لا ولاء إلا للمؤمنين

قال الحق تبارك وتعالى :
" إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) " الجاثية .
وقال عز من قائل : " وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) " الأنفال .
هكذا نرى الظالمين يوالى بعضهم بعضا ويتجمعوا ويضموا قوتهم إلى قوة بعض ويتحالفوا لعداوة الإسلام وضرب أبنائه واجتثاثه من جذوره .
وكذلك الكافرين يوالى بعضهم بعضا .
وذلك ديدن الطغاة فى كل عصر ومصر .
وقديما قيل لسحرة فرعون " أجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا "
فواجب على المؤمنين أن يقول بعضهم لبعض < أجمعوا خيركم ثم ائتوا صفا > لنواجه تلك التجمعات الظالمة المعادية للإسلام .
والله يقول " إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) " الأنفال .

**وقد نهانا الله عز وجل عن موالاة الكافرين بصريح الآية لا تتخذوهم أولياء ومن والاهم فقد برئت منهم ذمة الله :
" لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " آل عمران .
أولياء = بطانة وأعوانا وأنصارا بطلعونهم على أسرار المؤمنين الخاصة .

**كذلك لا نوالى اليهود والنصارى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) " المائدة .
إحذروا فمن يتولهم منكم فإنه منهم لأنه عادى المؤمنين وانضم إلى معسكر أعداء الله .
وقوله ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي شك، وريب، ونفاق ( يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ) أي يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر، ( يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) أي يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشون أن يقع أمر من ظفر الطغاة بالمسلمين، فتكون لهم أياد عند اليهود والنصارى، فينفعهم ذلك .

**ونهانا الله أن نوالى كل من عادى الإسلام :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة .
كما رأينا لا ولاء إلا للمؤمنين وإلا فهو الضلال والبعد عن سبيل الله .
اللهم اجعلنا نوالى من والاك ونعادى من عاداك .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين

د.محمد المرسى سليمان

[حاملة اللواء]

أحمد سالم



(1)
تحميل الأديان مسؤولية الحروب والنزاعات الدينية، هو أحد أصول الاستدلال العلماني، الذي يتم به تسويق العلمانية كحل للنجاة من الحروب الدينية.
وهذا الاحتجاج يتغافل عن قرابة سبعين مليون قتيل بسبب الحروب القومية بين الدول العلمانية في القرن الأخير وحده.

(2)
يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه -وهو كريم عنده- بأدنى زلة وهفوة، فلا يزال مستيقظا حذرا.
وأما من سقط من عينه وهان عليه = فإنه يخلي بينه وبين معاصيه.
وكلما أحدث ذنبا= أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد والعقوبة التي لا عاقبة معها.

ابن القيم.

(3)
وأعظم الخذلان أن يلتبس عليك الحق فترى حسناً ما ليس بالحسن.
وليس يرجع نعيم الدنيا كله إلا إلى باب واحد: أن يريك الله الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه، وألا يجعله ملتبساً عليك فتضل.
وأعظيم نعيم الآخرة أن ترى الحق سبحانه متجلياً لعباده المؤمنين، ذلك بأن الله هو الحق.
فالنعيم كله في الحق ومنه وإليه.

(4)
الدين والخلق والمروءة ينبغي أن تكون هي معايير الوصال الإنساني، وبحسب ما يطرأ عليها من متغيرات= تتغير مستويات العلاقة بينك وبين الناس.
حينها ستجد أنك تصاحب من يختلف معك، وتفارق من يتفق معك، وتهجر من يُحسن إليك؛ لأنك رأيت منه إساءة في حق غيرك.
تصيب خيراً عظيماً إن جودت المعايير، وأحسنت بناء حياتك عليها.

[حاملة اللواء]

د. محمد علي يوسف



عليك أن تتعلم التفريق بين من يغضب لله ومن يغضب للأشخاص
وعليك كذلك أن تلاحظ الفارق بين الغضب لله والغيرة لدينه -وتلك مشاعر محمودة- وبين سوء الأدب وتدني الخلق وبذاءة اللفظ
إن لم تستطع التفريق فما أنت إلا متعصب ترفض أن يخالفك أحد أو متربص تريد أن تحمل كل غضبة على أنها تجاوز وسوء أدب
قد غضب الأنبياء وغضب إمامهم لا لنفسه ولكن أن تنتهك حرمة من حرمات الله
وقد غضب أهل الفضل وأنكروا ورفضوا ما رأوه باطلا واستعملوا في أثناء ذلك الشدة في مواضعها ولم يقل لهم أحد يومئذ قد ساءت أخلاقكم وخالفتم مبادئكم
إن كنت تريد من مخالفك أن يظل يربت على كتفك بحنان ورقة على كل حال مهما بلغ مدى ما وصلت إليه فأنت تريد مخالفا بلا شعور وبلا غضب وهذا ليس في إمكان بشري يسمع ويرى ويتأثر
وطالما كان المرء محافظا على لسانه عفيفا وخلقه حسنا فإن الغضب لله والغيرة على حرماته وشرعته ودينه حينئذ هو من تمام حسن الخلق
وخير من ذلك كله قول سيدي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن يغار والله أشد غيرة.

[محب المصطفى]

****سارعوا للفوز بمحبة الله { 1 }

تجلى الله سبحانه وتعالى وأنزل إلينا كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل كما قال سبحانه " بالحق أنزلناه وبالحق نزل " ومن نعمه علينا أن بين لنا من يحبهم من عباده المؤمنين فلنسارع لنكون منهم وهم :
1- المحسنين . 2- التوابين والمتتطهرين .
3- المتقين . 4- الصابرين .
5- المتوكلين . 6- المقسطين .
7- المطهرين . 8- المتحدين .

(1) المحسنين
* " وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) " البقرة
قلة الإنفاق فى سبيل الله أو تركه يضعف الأمة ويقوى العدو فيؤدى إلى التهلكة ولذلك يحب الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم فى سبيله ويعدهم من المحسنين فهم يجودون بالنفس والمال .
*" الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) " آل عمران
إنفاق كما بينا سابقا وكظم للغيظ وهو حبس الغضب داخل النفس ويتحول إلى عفو وصفح بلا عتاب فيكونون من المحسنين بميزان الله جل جلاله ويحبهم .

*" وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) " آل عمران
آداب الإقدام على الموت فى سبيل الله :
1- لاتهنوا = لاتجبنوا .
2- لا تضعفوا = لا تكلوا وأقدموا بقوة .
3- لا تستكينوا = لا تستسلموا .
4- صبر المرابطين المحتسبين .
5- إستحضار الذنوب والإستغفار والذلة لله .
6- اللجوء إلى الله ليثبت الأقدام .
7- طلب النصر من الله لانه بيده وحده .
النتيجة معروفة محسومة النصر فى الدنيا وحسن المثوبة فى الآخرة .
والله يحب هؤلاء الذين يقدمون عليه بهذه الروح وبتلك النية ويعدهم من المحسنين .

*" لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) " المائدة
إنظروا إلى ذلك التدرج حتى تكون من المحسنين الذين يحبهم الله
" والذين اهتدوا زادهم هدى " > " وآتاهم تقواهم " > " إتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات " > " ثم اتقوا وآمنوا " > " ثم اتقوا وأحسنوا " .
فهى تبدأ بالهداية وتحرى الحق فينور الله للإنسان الطريق وتزداد هدايته ثم تزداد مراقبته لله فيتقيه ويقدره حق قدره فيزداد إيمانه ويعمل الصالحات فيزداد تقوى ويعلو إيمانه فيقترب أكثر وأكثر من الله الجليل ويستحضر عظمته سبحانه فيعبده كأنه يراه أو يستشعر نظر الله إليه فيهابه .
لله الحمد .. وللإسلام المجد .. وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[سلمى الموحدة]

ربّـى . . ربى

ربّـى .. إرحم عيــوناً بالـدّمع قد فـاضت ..
فلن يُـجفّـف دموعها سواك . .

ربّـى .. إهــدي نفوساً بالذنوب قد ماتت ..
و لا يُـحيها بالهدى سواك . .

ربّـى .. أسعـد قلــوباً بالحزن قد ضاقت ..
فليس من يُـسعـدها سواك . .

#من أحد صفحات

[سلمى الموحدة]

قال الإمام الألباني - رحمه الله -


" إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة
لا يهمنا أن نصل ولكن المهم أن نموتَ على الطريق "

[محب المصطفى]

**** كيف تكون تقيا ؟؟؟

1- العبادة .
" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 21 ) " البقرة
كل أنواع العبادة تؤدى للتقوى .. الصلاة – الزكاة- الصيام – الحج والعمرة – التلاوة لكتاب الله– التسبيح والذكر –الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهكذا .

2 - ثنفيذ الطاعة بقوة .
" خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) " البقرة
لا بد ان تعزم عزمة قوية لتنفيذ اوامر الله ورسوله بقوة لأنه لا تصلح معها الرخاوة .
وتعيش أوامر الله داخل نفوسنا , ونستشعر حقيقتها , ونتكيف بهذه الحقيقة ,
كي لا يكون الأمر كله مجرد حماسة وحمية وقوة فقط . فدين الله منهج حياة ,
منهج يستقر في القلب والتصور والشعور , ويستقر في الحياة وضعا ونظاما ,
ويستقر في السلوك أدبا وخلقا , وينتهي إلى التقوى والحساسية برقابة الله
وخشية المصير .

3 - القصاص من الظالمين .
" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171 ) الأعراف
حينما بعلم القاتل أنه سيقتل فسيكون ذلك مانع له من القتل ويقول سبحانه يا أولي العقول والأفهام والنهى لعلكم تنزجرون وتتركون محارم الله ومآثمه والتقوى أسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات .

4 - الصيام عى وجه الخصوص .
" ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون (183) " البقرة .
الصيام عبادة خاصة اختصها الله تعالى على سائر العبادات بتوليد التقوى .

5 -الوقوف عند الأوامر والنواهى .
" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) " البقرة
لانتحرك إلا فى الحدود التى حددها الله لنا ولا نتعداها إلى غيرها حسب هوانا .

6 - الإستجابة لمواعظ القرآن .
" وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا (113)
تجلى الله علينا وانزل القرآن عربيا وبين لنا ما فيه من الوعيد حتى نترك المآثم والمحارم
والفواحش ، ( أو يحدث لهم ذكرا ) وهو إيجاد الطاعة وفعل القربات .
" ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا " النساء .

7 - تلاوة القرآن وتدبر آياته .
" وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم
يتقون (51) " الأنعام .
" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم
ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله (22) " الزمر .
الذى يقبل على القرآن بقلب تقى خاشع تزداد تقواه ويلين قلبه وجوارحة للطاعة
" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " .

8 - الإلتزام والاستقامة على سبيل الله وعدم الالتفات إلى السبل الأخرى يولد التقوى
" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام .
ونحن ندع فى كل يوم وليلة مايزيد على أربعين مرة " إهدنا الصراط المستقيم "
فلزوم الصراط المستقيم يؤدى إلى القرب ومعرفة الله ومن عرف الحليل هابه وخشع له .

لله الحمد .. وللإسلام المجد .. وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[محب المصطفى]

****مظاهرالتقوى فى المجتمع

الإسلام يربى الفرد المسلم رجلا كان أو إمرأة على التقوى والخوف من الله .
ووضع صفات للمتقين تكلمنا عنها من قبل , لكن هذه التقوى الفردية لا بد وأن تظهر آثارها فى المجتمع ليتمكن المسلم من الحفاظ على دينه لأن الإسلام منهج حياة .
وإلى النداءات الربانية بالأمر < إتقوا الله > فلا بد وأن ننفذ هذه الأوامر حتى تتحقق التقوى فى مجتمعنا .
(1) إختفاء الربا بكل أشكاله .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) " البقرة .
وبترك الربا لا نعرض أنفسنا وبلدنا ومجتمعنا للحرب مع العلى الأعلى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم .
(2) التمسك بالإسلام إلى آخر نفس .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) " آل عمران .
الإسلام عقيدة غالية على صاحبها فدونها الموت والمسلم يقظ دائما يتحرى أن يكون على منهج الله فى كل لحظة حتى إذا فاجأه الموت ذهب إلى ربه على الإسلام عاش عليه ومات عليه .
(3) التقرب إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) " المائدة .
الوسيلة = القربه أى مايتقرب به إلى الله جل جلاله
وهى كثيرة كل ما أمر به الله وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العبادات والمعاملات وسائر أبواب الخير .
(4) الصدق والتزام الصادقين .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين (119) " التوبة .
الصدق فى القول والعمل والإعتقاد والمعاملات والصادقين الذين نقتدى بهم ونكون معهم هم ساداتنا من المهاجرين والأنصار وكل المؤمنين الذين صدقوا مع الله
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) " الحجرات .
(5) إصلاح ذات البين .
" فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين (1) " الأنفال
أي: أصلحوا ما بينكم من التشاحن, والتقاطع, والتدابر, بالتوادد, والتحاب, والتواصل , فبذلك تجتمع كلمتكم, ويزول ما يحصل - بسبب التقاطع - من التخاصم, والتشاجر والتنازع.
(6) القول السديد .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) " الأحزاب .
والقول السديد يشمل الصدق فى القول والصدق فى اتجاه الكلام والتسديد من التنشين فتجتهد أن يكون الكلام فى الهدف البناء ولا نصيب به أحدا بضرر .
(7) إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) " الحديد .
إتباعة صلى الله عليه وسلم فى كل الأمور الصغير والكبير ولزوم غرزه والسير على سنته .
(8) إستحضار الآخرة ومراحعة الأعمال .
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18) " الحشر .
(9) الصبر والمصابرة والمرابطة .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) " آل عمران .
المصابرة = الصبر على صبر العدو حتى ينفد صبره .
المرابطة = الجهاد والصمود ضد أعداء الله والوطن .
لله الحمد وللإسلام المجد للمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[محب المصطفى]

****سارعوا للفوز بمحبة الله [2]

تجلى الله سبحانه وتعالى وأنزل إلينا كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل كما قال سبحانه " بالحق أنزلناه وبالحق نزل " ومن نعمه علينا أن بين لنا من يحبهم من عباده المؤمنين فلنسارع لنكون منهم وهم :
1- المحسنين . 2- المتتطهرين .
3- المتقين . 4- الصابرين .
5- المتوكلين . 6- المقسطين .
7- التوابين . 8- المتحدين .

(2) المتطهرين

قال الله حل حلاله :
" لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين (108) " التوبةَ .
**رجال يحبون أن يتطهروا بالماء من النجاسات والأقذار، كما يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي. والله يحب المتطهرين.
وقال عز من قائل لنبيه صلى الله علبه وسلم :
" وثيابك فطهر (4) والرجز فأهجر (5) المدثر .
وطهارة الثوب أن يكون من مال حلال وأن نطهره بالماء ولا نلبس ثوب الظالم .
كذلك طهارة الإعتقاد والتوجه والفكر وهجر كل ما يخالف ماجاء من عند الله .
فهى طهارة حسية فى الثوب والجسد وطهارة داخلبة معنوية .

**كذلك طهارة الأعمال ونظافتها والبعد عن كل ما يلوث الفطرة ويعتدى عليها حيث يقول الحق :
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) " البقرة .
ففي هاتين الآيتين الكريمتين يبيّن الله سبحانه ما يلى :
1- تحريم الجماع للزوجة في المحيض ، أي في مكان الحيض وهو الفرج ، إلى أن ينقطع الدم.
2- إباحة إتيان الرجل زوجته بعد انقطاع الدم وندبه بعد الانقطاع والاغتسال.
3- تحريم إتيان المرأة في غير مكان الزرع وهو الفرج ، فيحرم إتيانها في دبرها ، بل في مكان الزرع أي محل النسل فقط .
أي موضع إتيان الولد وذلك لأن الله سبحانه يقول : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) قال ابن عباس : أي الفرج ولا تعدوه إلى غيره . وفي الآية الثانية بين الله ذلك فقال : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي هنّ حرث لكم بمعنى مكان الزرع لكم ، فقد تحدد الإتيان بمكان الزرع أي مكان النسل .
(فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي كيف شئتم فى أى وضع شئتم ولكن في مكان الزرع ، مكان النسل أي القبل .
هكذا يطهرنا الله ويزكينا ويدعونا إلى التقوى والخوف منه وتقديم الخير دائما بالطاعة له سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ... واحذروا فإنكم قادمون على الله .
إنه سبحانه يتجلى على المؤمنين الذين استجابوا لما يحبهم حياة الطهر الحسى والمعنوى بالحب فى الدنيا وحسن المثوبة فى الآخرة .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان

[محب المصطفى]

****سارعوا للفوز بمحبة الله [3]
(3) المتقين

تجلى الله سبحانه وتعالى وأنزل إلينا كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل كما قال سبحانه " بالحق أنزلناه وبالحق نزل " ومن نعمه علينا أن بين لنا من يحبهم من عباده المؤمنين فلنسارع لنكون منهم وهم :
1- المحسنين . 2- المتتطهرين .
3- المتقين . 4- الصابرين .
5- المتوكلين . 6- المقسطين .
7- التوابين . 8- المتحدين .
(9) إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .

(3) المتقين
قال الحق جل جلاله :
" بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) " آل عمران .ِ
وقال : " إلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) " التوبة .
وقال : " إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) " التوبة .
إنظروا إلى التوجيهات الربانية العظيمة الجليلة لتحرى الدقة فى المعاملات الإنسانية حتى مع المشركين ماداموا مسالمين ولم بعتدوا على المسلمين أو يساعدوا المعتدين .

" وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ ( 197) " البقرة .
" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ (37) " الحج .
" وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ (189) البقرة .
يدعونا الله عز وجل للتقوى وهى الخوف منه والخشوع والخضوع لجلاله والعمل بشريعته - قرآن وسنة - ونراقبه سبحانه فى كل أمورنا ونستعد للقدوم عليه جل جلاله .

** صفات المتقين :
" الم ( 1 ) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 2 ) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ( 4 ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 )" البقرة
القرآن الكريم لا يجود بكنوزه ولآلئه وجواهره إلا للمتقين الذين يقبلون عليه بقلوب مخلصة خاشعة ترجوا رحمة الله وهدايته وهاهى صفات المتقبن :
1- الإيمان بالغيب
" إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) " الملك
" الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) " الأنبياء .
والإيمان بالغيب يقتضى اليقين بأن ماهو مخبأ عند الله فى الغيب المكنون كله خير لك فإذا جاء فى عالم الشهادة رضيت وسلمت وحمدت وشكرت على جميع الأحوال .
كما أنك تطيع اوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم متوكلا على الله واثقا موقنا أن النتيجة تحمل لك البشرى والخير .
وانظر إلى خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا محمد الصلاة وأفضل السلام أطاع الله ودعى إلى التوحيد وحطم الأصنام ونجاه الله من النار كذلك السكين لم تذبح إبنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام والبحر إنشق لكليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ومريم البتول عليها السلام صامت عن الكلام فتكلم الوليد النبى عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وكان ذلك كله فى علم الغيب عند الله فجاء إلى عالم الشهادة بكل الإشراق والعظمة الإلهية .
2- إقامة الصلاة
بتمام قراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها وفى أوقاتها والمداومة على ذلك والمؤمن مدمن صلاة لأن الصلاة نور .
3- إيتاء الزكاة
الزكاة طهارة وتزكية للنفس وهى من جميع الممتلكات مال وزروع وعقارات وماشية وجناين ومزارع أى شئ - بط , أوز , دجاج , ثعالب , نعام - وهكذا .
والأتقياء لا يكتفون بفريضة الزكاة وإنما يتقربون إلى الله بالصدقات لأن الصدقة برهان على صدق الإيمان " ومما رزقناهم ينفقون " من قوتك وصحتك وعلمك ومهنتك ووظيفتك وجاهك ووقتك .
4- الإيمان بالقرآن والسنة
القرآن الذى نزل من عند الله على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم والسنة الثابته عنه حيث قال ( أوتيت القرأن ومثله معه ) إيمانا لا يعتريه شك ولا ريب بل بيقين تزول الجبال ولا يزول .
5- الإيمان بالكتب التى نزلت على الأنبياء السابقين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلي الأنبياء الصلاة والسلام , وليست الكتب التى حرفها اليهود والنصارى .
6- اليقين الثابت فى الآخرة ويوم الحساب والحوض والصراط والميزان والجنة والنار وكل ما جاء من أخبارها فى الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
اللهم اجعلنا من المتقين الذين تحبهم وآت نفوسنا تقواها وزكها أنت خيرمن زكاها أنت وليها ومولاها .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .

د.محمد المرسى سليمان