في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محمد بن يوسف مسلم اكتشف المزيد حول محمد بن يوسف
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

    يا من يبحث عن السعادة.. هنا السعادة.
    قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله ((إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!))
    وقال (فإن ذوق مثاقيل الذر من حلاوة الإيمان لا تعادل لذات الدنيا بأسرها)
    لا تتلفت تبحث عنها فى معاصى الله

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى مجلد 10 ....

    ((
    .....ومنهم من وجد حقيقة الإخلاص والتوكل على الله واللإلتجاء إليه والإستعانة به وقطع التعلق بما سواه وجرب من نفسه أنه إذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضره فإنه ُيخذل
    من جهتهم ولا يحصل مقصوده
    ..إلى أن قال وإذا توجه إلى الله بصرف الإفتقار إليه واستعان به مخلصاً له الدين أجاب دعاءه وأزال ضره وفتح له أبواب الرحمة بل من اتبع هواه فى مثل الرئاسة وتعلقه بالصور الجميلة أو جمعه للمال يجد فى أثناء ذلك من الهموم والأحزان والآلآم وضيق الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى ،
    ولا يحصل له ما يسره بل هو فى خوف وحزن دائماً
    ))

    قال شيخ الإسلام ابن القيم

    رحمه الله من تعلق بشيء ُعذب به

  • #2
    رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

    رحم الله شيخي الاسلام : الامام ابن تيمية والإمام ابن قيم الجوزية ،، فقد كانا من العلماء الربانيين

    وجزاك الله خيرا اخي الكريم

    فعلا الحياة هي حياة القلوب ًو الموت هو موت القلوب

    قال تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس )



    قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول

    * موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *

    الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :

    لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب


    ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب

    ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك


    تعليق


    • #3
      رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

      جزاك الله خيرا
      لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

      حكمة هذا اليوم والذي بعده :
      قل خيرًا او اصمت



      تعليق


      • #4
        رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

        بارك الله فيكِ

        تعليق


        • #5
          رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

          https://bahrainforums.com/vb/showthread.php?t=1128460

          تعليق


          • #6
            رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

            المشاركة الأصلية بواسطة عاشق طيبة مشاهدة المشاركة
            رحم الله شيخي الاسلام : الامام ابن تيمية والإمام ابن قيم الجوزية ،، فقد كانا من العلماء الربانيين

            وجزاك الله خيرا اخي الكريم

            فعلا الحياة هي حياة القلوب ًو الموت هو موت القلوب

            قال تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس )
            خير ما قلت أنت

            تعليق


            • #7
              رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

              موضوع هام
              http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52585

              تعليق


              • #8
                رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

                قال العلامة ابن القيم فى كتا ب مفتاح دار السعادة

                فحازم الرأى هو الذى أجتمعت له شئون رأيه وعرف منها خير الخيرين وشر الشرين فأحجم فى موضع الإحجام رأياً وعقلا ً لا جبناً وضعغاً

                تعليق


                • #9
                  رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

                  المشاركة الأصلية بواسطة سدرة مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا
                  ............امبن

                  تعليق


                  • #10
                    رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلاالأنس به وحزن (ابن القيم

                    وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
                    " أسعد الخلق وأعظمهم يقيناً وأعلاهم درجةً أعظمهم إتباعاً وموافقة له علماً وعملاً
                    ".
                    مجموع الفتاوى 4 / 26 .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

                      وقال رحمه الله: " ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء أتباع الرسول ، حقاً ، وهم بمنزلةالطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثيرفزكت في نفسها وزكى الناس بها "
                      مجموع الفتاوى 4/

                      تعليق


                      • #12
                        رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم
                        لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر - لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا.


                        صيد الخاطر ص 351

                        تعليق


                        • #13
                          رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

                          وقال شيخ الإسلام رحمه الله :" الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به "



                          تعليق


                          • #14
                            رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

                            غدا َ رمضان تقبل الله منا ومنكم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ووحشة لا يزيلها إلا الأنس به ... ابن القيم

                              قال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى مجلد 15
                              ومن المعلوم أن اللّه خلق في النفوس محبة العلم دون الجهل، ومحبة الصدق دون الكذب، ومحبة النافع دون الضار، وحيث دخل ضد ذلك فلمعارض من هوي وكبر وحسد ونحو ذلك، كما أنه في صالح الجسد خلق اللّه فيه محبة الطعام والشراب الملائم له دون الضار، فإذا اشتهي ما يضره أو كره ما ينفعه فلمرض في الجسد، وكذلك أيضاً إذا اندفع عن النفس المعارض من الهوى والكبر والحسد وغير ذلك، أحب القلب ما ينفعه من العلم النافع والعمل الصالح، كما أن الجسد إذا اندفع عنه المرض أحب ما ينفعه من الطعام والشراب، فكل واحد من وجود المقتضي وعدم الدافع سبب للآخر، وذلك سبب لصلاح حال الإنسان، و ضدهما سبب لضد ذلك، فإذا ضعف العلم غلب‏ الهوى الإنسان، وإن وجد العلم والهوى وهما المقتضي والدافع فالحكم للغالب‏.‏

                              وإذا كان كذلك فصلاح بني آدم، الإيمان والعمل الصالح،ولا يخرجهم عن ذلك إلا شيئان‏:‏

                              أحدهما‏:‏ الجهل المضاد للعلم، فيكونون ضلالاً‏.‏

                              والثاني ‏:‏ إتباع الهوى والشهوة اللذين في النفس، فيكونون غواة مغضوبا عليهم؛ ولهذا قال ‏:‏ ‏{‏‏وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى‏} ‏[‏النجم‏:‏ 1- 2‏]‏، وقال
                              "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ‏"‏‏‏.‏

                              فوصفهم بالرشد الذي هو خلاف الغي، وبالهدي الذي هو خلاف الضلال، و بهما يصلح العلم والعمل جميعاً، ويصير الإنسان عالماً عادلا، لا جاهلا ولا ظالماً‏.

                              ‏‏‏ وهم في الصلاح على ضربين‏:‏

                              تارة يكون العبد إذا عرف الحق وتبين له اتبعه وعمل به، فهذا هو الذي يدْعَي بالحكمة وهو الذي يتذكر، وهو الذي يحدث له القرآن ذكراً‏.

                              ‏‏‏ والثاني‏:‏أن يكون له من الهوى والمعارض ما يحتاج معه إلى الخوف الذي ينهي النفس عن الهوى؛ فهذا يدْعَي بالموعظة الحسنة وهذا هو القسم الثاني المذكور في قوله ‏:‏ ‏{‏أَوْ يَخْشَى‏}‏، وفي قوله‏:‏ ‏{‏لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏}‏‏.

                              ‏‏‏وقد قال في السورة في قصة فرعون‏:‏ ‏{‏‏اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}‏‏‏[‏النازعات‏:‏17ـ 19‏]‏، فجمع بين التزكي والهدي والخشية،كما جمع بين العلم والخشية في قوله‏:‏‏{
                              ‏‏إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}‏‏‏[‏فاطر‏:‏28‏]‏، وفي قوله‏:‏‏{‏‏وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ‏} ‏[‏الأعراف‏:‏154‏]‏،وفي قوله‏:‏‏{‏‏وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 66 ـ 68‏]‏‏.
                              ‏‏
                              وذلك لما ذكرناه من أن كل واحد من العلم بالحق الذي يتضمنه التذكر، والذكر الذي يحدثه القرآن، ومن الخشية المانعة من إتباع الهوى سبب لصلاح حال الإنسان، وهو مستلزم للآخر إذا قوي على ضده، فإذا قوي العلم والتذكر دفع الهوى، وإذا اندفع الهوى بالخشية أبصر القلب وعلم‏.‏
                              وهاتان هما الطريقة العلمية والعملية، كل منهما إذا صحت تستلزم ما تحتاج إليه من الأخرى، وصلاح العبد ما يحتاج إليه ويجب عليه منهما جميعاً؛ ولهذا كان فساده بانتفاء كل منهما‏.

                              ‏‏ فإذا انتفي العلم الحق كان ضالا غير مهتد، وإذا انتفي إتباعه كان غاويا مغضوبا عليه‏.
                              ‏‏
                              ولهذا قال‏:‏ ‏{‏‏صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏} ‏[‏الفاتحة‏:‏7‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}‏‏ ‏[‏النجم‏:‏ 1 ـ 4‏]‏، وقال في ضد ذلك‏: {‏‏‏ا‏ن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ‏} ‏[‏النجم‏:‏ 23‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ‏} ‏[‏القصص‏:‏50‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ}‏‏‏[‏الأنعام‏:‏119‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 123‏]‏،وقال في ضده‏:‏ ‏{‏‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}‏‏ ‏[‏طه‏:‏124‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏} ‏[‏البقرة‏:‏5‏]‏، وقال في ضده‏:‏ {‏‏إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}‏‏ ‏[‏القمر‏:‏ 47‏]‏، قال ابن عباس‏:‏ تكفل اللّه لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه، ألا يضل في الدنيا، ولا يشقي في الآخرة‏.

                              ‏‏‏ فهو سبحانه يجمع بين الهدي والسعادة، وبين الضلال والشقاوة، وبين حسنة الدنيا والآخرة، وسيئة الدنيا والآخرة، ويقرن بين العلم النافع والعمل الصالح، بين العلم الطيب والعمل الصالح، كما يقرن بين ضديهما وهو ‏(‏الضلال‏)‏، و‏(‏الغي‏)‏‏:‏ إتباع الظن وما تهوي الأنفس‏.‏

                              والقرينان متلازمان عند الصحة والسلامة من المعارض، وقد يتخلف أحدهما عن الآخر عند المعارض الراجح‏.
                              ‏‏
                              فلهذا إذا كان في مقام الذم والنهي، والاستعاذة، كان الذم والنهي لكل منهما‏:‏ من الضلال، والغي، من الجهل والظلم، من الضلال والغضب؛ ولأن كلا منهما صار مكروها مطلوب العدم، لا سيما وهو مستلزم للآخر، وأما في مقام الحمد والطلب ومنة اللّه فقد يطلب أحدهما، وقد يطلب كل منهما، وقد يحمد أحدهما، وقد يحمد كل منهما؛ لأن كلا منهما خير مطلوب محمود، وهو سبب لحصول الآخر، لكن كمال الصلاح يكون بوجودهما جميعاً، وهذا قد يحصل له إذا حصل أحدهما ولم يعارضه معارض، والداعي للخلق الآمر لهم يسلك بذلك طريق الرفق واللين، فيطلب أحدهما؛ لأنه مطلوب في نفسه، وهو سبب للآخر، فإن ذلك أرفق من أن يأمر العبد بهما جميعا، فقد يثقل ذلك عليه، والأمر بناء والنهي هدم، والأمر هو يحصل العافية بتناول الأدوية، والنهي من باب الحمية، والبناء والعافية تأتي شيئاً بعد شيء، وأما الهدم فهو أعجل، والحمية أعم، وإن كان قد يحصل فيهما ترتيب أيضاً فكيف إذا كان كل واحد من الأمرين سبباً وطريقاً إلى حصول المقصود مع حصول الآخر‏.

                              ‏‏‏ فقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏‏لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}‏‏ ‏[‏طه‏:‏ 44‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}‏‏ ‏[‏طه‏:‏113‏]‏، طلب وجود أحد الأمرين بتبليغ الرسالة،وجاء بصيغة‏:‏ ‏(‏ لعل‏)‏ تسهيلا للأمر ورفقاً وبياناً؛ لأن حصول أحدهما طريق إلى حصول المقصود، فلا يطلبان جميعاً في الابتـداء؛ ولهذا جاء في الأثر‏:‏ إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ‏.
                              ‏‏ لا سيما أصول الحسنات التي تستلزم سائرها، مثل الصدق فإنه أصل الخير، كما في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة،ولا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند اللّه صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذاباً"‏‏‏.
                              ‏‏
                              ولهذا قال سبحانه‏:‏ ‏{‏‏هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}‏‏ ‏[‏الشعراء‏:‏221- 222‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا}‏‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 7- 8‏]‏؛ ولهذا يذكر أن بعض المشائخ أراد أن يؤدب بعض أصحابه الذين لهم ذنوب كثيرة فقال‏:‏ يا بني، أنا آمرك بخصلة واحدة فاحفظها لي، ولا آمرك الساعة بغيرها‏:‏ التزم الصدق وإياك والكذب، وتوعده على الكذب بوعيد شديد، فلما التزم ذلك الصدق دعاه إلى بقية الخير ونهاه عما كان عليه، فإن الفاجر لا حد له في الكذب‏.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
                              ردود 0
                              51 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                              ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
                              رد 1
                              62 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
                              ردود 0
                              21 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد بن يوسف
                              بواسطة محمد بن يوسف
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
                              ردود 0
                              67 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X