نبوءات أهل الكتاب في العراق

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mohamadamin مسلم اكتشف المزيد حول mohamadamin
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبوءات أهل الكتاب في العراق


    الجزء الأول


    التوراة تُخبر اليهود صراحة ، بأن العراقيون هم أصحاب البعث الثاني . وتوصيهم وتأمرهم كذلك ، بتدمير العراق ، بعد عودتهم من الشتات لفلسطين في المرة القادمة ، لإقامة دولتهم الثانية ، وتُحرّضهم وتحثّهم بألّا يدّخروا جهدا ، من أجل إعادته إلى العصر الحجري ، حتى لا يتمكّن أهل بابل ، من الانبعاث عليهم مرة أخرى ، عندما يأذن الله لهم بذلك .

    بعض مقتطفات من النصوص التوراتية ، التي تحصُر البعث بالعراقيين :
    موسى :
    سفر التثنية " 28: 49 ويجلب الرب عليكم أمة من بعيد ، من أقصى الأرض ، فتنقضّ عليكم كالنسر ، 50: أمّة [ جافية الوجه ] يثير منظرها الرعب ، لا تهاب الشيخ ولا ترأف بالطفل ( أولي بأس شديد ) ، 51: فتستولي على نتاج بهائمكم ، وتلتهم غلات أرضكم حتى تفنوا ، ولا تُبقِ لك قمحا ولا خمرا ولا زيتا ، … حتى تفنيك ، 52: وتحاصركم في جميع مدنكم ، حتى تتهدم أسواركم الشامخة الحصينة ، التي وثقتم بمناعتها ، … "

    31: 29: لأنني واثق أنكم بعد موتي ، تفسدون وتضلون عن الطريق الذي أوصيتكم بها ، فيصيبكم الشرّ في آخر الأيام ( المرة الثانية تكون في آخر الأيام ) ، لأنكم تقترفون الشر أمام الرب ، حتى تثيروا غيظه بما تجنيه أيديكم … " .

    32: 19: فرأى الرب ذلك ورذلهم ، إذ أثار أبناؤه وبناته غيظه ، 20: وقال : سأحجب وجهي عنهم فأرى ماذا سيكون مصيرهم ؟ إنهم جيل متقلب وأولادُ خونة ، 21: … ، لذلك سأثير غيرتهم بشعب متوحش ( أولي بأس شديد ) ، وأغيظهم بأمة حمقاء [ أمة لا تفهمون لغتها ] .

    إشعياء :
    10: 3: فماذا تصنعون في يوم العقاب ، عندما تقبل الكارثة من بعيد !

    " 14: 29: لا تفرحي يا كلّ فلسطين ( إسرائيل ) ، لأن القضيب الذي ضربك قد انكسر . فانه من أصل تلك الأفعى يخرج أُفعوان ، وذريّته تكون ثعبانا سامّا طيّارا … ولول أيّها الباب ، ونوحي أيّتها المدينة ، ذوبي خوفا يا فلسطين قاطبة ، لأن جيشا مُدرّبا قد زحف نحوك من الشمال … " .

    46: 11: أدعو من المشرق الطائر الجارح ، ومن الأرض البعيدة برجل مشورتي ، قد نطقت بقضائي ، ولا بد أن أُجريه .

    ارميا :
    25: 9: فها أنا أُجنّد جميع قبائل الشمال ، بقيادة نبوخذ نصر عبدي* ، وآتي بها إلى هذه الأرض ، فيجتاحونها ويهلكون جميع سكّانها ، مع سائر الأمم المحيطة بها ، وأجعلهم مثار دهشة وصفير ، وخرائب أبدية .

    * ( عبدي ) جاءت صفة لنبوخذ نصر في التوراة .

    10: 22: اسمعوا ، ها أخبار تتواتر عن جيش عظيم ، مقبل من الشمال ، ليحوّل مدن يهوذا ، إلى خرائب ومأوى لبنات آوى .

    6: 22: انظروا ، ها شعبٌ زاحف من الشمال ، وأمّة عظيمة تهبّ من أقاصي الأرض ، … ، لمحاربتك يا أورشليم .

    حزقيال :
    21: 19: وأوحى إليّ الربّ بكلمته قائلا : أمّا أنت يا ابن آدم ، فخطّط طريقين لزحف ملك بابل . من أرض واحدة تخرج الطريقان ، وفي ترجمة أخرى [ وأنت يا ابن آدم ، عيّن لنفسك طريقين ، لمجيء سيف ملك بابل ، من أرض واحدة تخرج الاثنتان ]

    23: 22-23: وآتي بهم عليك من كل ناحية ، أبناء البابليين ، وسائر الكلدانيين ، ومعهم جميع أبناء أشور .

    ـ يعلم اليهود علم اليقين ، أن المبعوثين عليهم في المرة الثانية ، سيخرجون من أرض بابل وأشور ، فالكلدانيون بابليين وآشوريون هم سكان العراق القدماء . وبابل مدينة عراقية ، تقع في وسط العراق إلى الجنوب من بغداد ، وأشور تقع في شماله . ورغم معرفتهم هذه فهم مستمرّون في غيهم وطغيانهم ، ذلك لأنهم لم يؤمنوا بالله ولا بأنبيائه سابقا ولاحقا ، فمعرفتهم به سبحانه جاءت من خلال آراء كهنتهم وأحبارهم . فهم يأخذون من التوراة ما يوافق أهوائهم ، ويتركون ما سواه . أما ما يؤمنون به حقا فهو المال والقوة . وبما أنهم يملكون القوة والمال ، وبما أن الله قد كشف لهم عن مُخططاته ، بالنسبة لحتمية القضاء على وجودهم في فلسطين ، فالحل لديهم ليس التوبة والرجوع إلى الله ( الذي لا يقيمون له وزناً ، نتيجة افتراءات زنادقة التلمود عليه ، سبحانه وتعالى عمّا يصفون ) ، وإنما بمخالفة مُخطّطات الله وإبطالها ، معتمدين على ما ألّفه الكهنة من نبوءات خاطئة عن الملك الموعود . وذلك بكل بساطة ، من خلال تنفيذ مخطّطات الكهنة والأحبار القديمة الجديدة ، التي وُضعت كحلّ لمعضلتهم المستعصية مع الله ، وهي إبادة الكلدانيين ، ومحو بابل الجديدة عن الوجود ، وتحويلها إلى صحراء قاحلة ، لا تسكنها إلا الثعالب ، وما كان تصريح أحد كلابهم ( بوش الأب ) ، عندما قال : ( بأنه سيُعيد العراق إلى العصر الحجري ) ، إلا من خلفية توراتية حاقدة .

    نبوءة عن دمار بابل في سفر إشعياء
    " 13: 1-8: رؤيا إشعياء بن آموص بشأن بابل : " انصبوا راية فوق جبل أجرد ، اصرخوا فيهم لوحوا بأيديكم ، ليدخلوا أبواب [ العتاة ] … لأن الرب القدير يستعرض جنود القتال . يقبلون من أرض [ بعيدة ] من أقصى السماوات ، هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها . [ ولولوا ] ، فإن يوم الرب بات وشيكا ، قادما من عند الرب مُحمّلا بالدمار . لذلك ترتخي كل يد ، ويذوب قلب كل إنسان . ينتابهم الفزع ، وتأخذهم أوجاع ، يتلوون كوالدة تُقاسي من الآم المخاض …

    " 13: 9-16: ها هو يوم الرب قادم ، مفعما بالقسوة والسخط والغضب الشديد ، ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها الخطاة … والشمس تظلم عند بزوغها ( كسوف ) ، والقمر لا يلمع بضوئه ( خسوف ) . وأعاقب العالم على شرّه والمنافقين على آثامهم ، وأضع حدّا لصلف المُتغطرسين وأُذلّ كبرياء العتاة … وأُزلزل السماوات فتتزعزع الأرض في موضعها ، من غضب الرب القدير في يوم احتدام سخطه . وتولّي جيوش بابل ( عبارة جيوش بابل ، غير موجودة في الترجمة الأخرى ) حتى يُنهكها التعب ، عائدين إلى أرضهم كأنهم غزال مُطارد أو غنم لا راعي لها . كل من يُؤسر يُطعن ، وكل من يُقبض عليه يُصرع بالسيف ، ويُمزّق أطفالهم على مرأى منهم ، وتُنهب بيوتهم وتُغتصب نسائهم " .

    " 13: 17-22: ها أنا أُثير عليهم الماديين ( الإيرانيين ) ، الذين لا يكترثون للفضة ولا يُسرّون بالذهب ، [ فتحطم ] قسيّهم الفتيان ، ولا يرحمون الأولاد أو الرضع … أما بابل مجد الممالك وبهاء وفخر الكلدانيين ، فتُصبح كسدوم وعمورة اللتين قلبهما الله . لا يُسكن فيها ، ولا تعمر من جيل إلى جيل ، ولا ينصب فيها بدوي خيمته ، ولا يُربض فيها راع قُطعانه . إنما تأوي إليها وحوش القفر وتعجّ البوم خرائبها ، وتلجأ إليها بنات النعام ، وتتواثب فيها [ معز الوحش ] ، وتعوي الضّباع بين أبراجها ، وبنات آوى في قصورها الفخمة . إن وقت عقابها بات وشيكا ، وأيامها لن تطول " .

    " 14: 1 ولكنّ الرب [ سيرحم ] ذريّة يعقوب ، ويصطفي شعب إسرائيل ثانية ، وُيحلّهم في أرضهم ، فينضم الغرباء إليهم ويلحقون ببيت يعقوب . وتمُدّ شعوب الأرض إليهم يد العون ، ويصيرون عبيدا لبني إسرائيل ، في أرض الرب ، ويتسلّطون على آسريهم وظالميهم . في ذلك اليوم يُريحكم الرب ، من عنائكم وشقائكم وعبوديتكم القاسية " .

    " 14: 4-23: فتسخرون من ملك بابل قائلين : " كيف استكان الظالم وكيف خمدت غضبته المُتعجرفة ؟ قد حطّم الرب عصا المنافق وصولجان المُتسلطين … حتى شجر السرو وأرز لبنان عمّها الفرح ، فقالت : " منذ أن انكسرت شوكتك ، لم يصعد إلينا قاطع حطب " … والذين يرونك ، يحملقون فيك ويتساءلون : " أهذا هو الإنسان الذي زعزع الأرض وهزّ الممالك ، الذي حوّل المسكونة إلى مثل القفر ، وقلب مُدنها ، ولم يُطلق أسراه ليرجعوا إلى بيوتهم ؟ " … أما أنت فقد طُرحت بعيدا عن قبرك ، كغصن مكسور … لأنك خرّبت أرضك ، وذبحت شعبك ، فذريّة فاعلي الإثم ، يبيد ذكرها إلى الأبد . أعدّوا مذبحة لأبنائه جزاء إثم آبائهم ، لئلا يقوموا ويرثوا الأرض فيملئوا وجه البسيطة مُدناً . يقول الرب القدير : " إني أهبّ ضدهم ، وأمحو من بابل ، اسماً وبقيةً ونسلاً وذريةً ، وأجعلها ميراثاً للقنافذ ، ومستنقعاتٍ للمياه ، وأكنسها بمكنسة الدمار " .

    ـ دعوة للشماتة والسخرية من بابل بعد سقوطها . ودعوة لإعداد مذبحة لأبنائها ؛ أولا : للانتقام منهم لما فعله آبائهم سابقا ، وثانيا : لمنع الأبناء من تكرار فعل الأباء لاحقا ، وتلك هي مُبرّراتهم لتدمير العراق .

    " 14: 29: لا تفرحي يا كلّ فلسطين ( إسرائيل ) ، لأن القضيب الذي ضربك قد انكسر . فانه من أصل تلك الأفعى يخرج أُفعوان ، وذريّته تكون ثعبانا سامّا طيّارا … ولول أيّها الباب ، ونوحي أيّتها المدينة ، ذوبي خوفا يا فلسطين قاطبة ، لأن جيشا مُدرّبا قد زحف نحوك من الشمال … " .

    ـ وهذا النص يُحذر اليهود من الفرح ، بانكسار قضيب بابل ( أي بانكسار العراق في بادئ الأمر ) ، لأنه في النهاية سينهض من جديد ، ليُنجز ما قضاه الله عليهم . فالأُفعوان لا محالة خارج ، من أصل تلك الأفعى ، طال الزمان أو قصر ، وسينفث سمّه في أجسادهم عند مجيء الموعد ، وذريته ستكون أشد بأسا وأشد تنكيلا .


  • #2
    رد: نبوءات أهل الكتاب في العراق

    الجزء الثاني



    نبوءة عن دمار بابل من سفر ارميا

    جاء هذا النص ، تحت ( مُسمى النبوءة التي قضى بها الرب ) ، والحقيقة أنه وثيقة للثأر وتسديد للحساب القديم لمملكة بابل ، كتبه كهنتهم وأحبارهم ، بعد أن سامهم أهل بابل في المرة الأولى ، أشكالا وألوانا من الذل والهوان والعذاب ، ولم يستطع أولئك الكهنة ، تقبّل فكرة أن إلههم - الذي أرادوه حسب أهوائهم ، فجعلوه كالعجينة بين أيديهم ، يُشكّلونها كما شاءوا - يتخلى عنهم ويسمح لأولئك البابليّون الوثنيون ، بالقضاء على حبيبته أورشليم ، وأبناؤه وأحباؤه وشعب الله المُختار . فكان وقع الصدمة شديد عليهم ، حيث أتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا ، وكان غاية في البشاعة ، حتى أنّهم شبّهوه في توراتهم ، بعذاب قوم لوط ، مما أشعل نيران الحقد والكراهية اتجاه البابليين ، التي ما زالت مشتعلة في قلوبهم إلى الآن ، بعد أن توارثوها ، جيلا بعد جيل .

    حفظة التوراة من الأحبار والكهنة ، هم أنفسهم من كان سببا ، في دمار دولتهم الأولى ، بفسادهم وإفسادهم ، وحثهم الناس على الفساد والإفساد ، من حكّام ومُترفين وعامة ، وهم الذين كذبوا وحاربوا أنبياء الله والصالحين من الناس ، وتآمروا عليهم وأمروا بقتلهم ، لمّا كانوا يأتونهم من عند الله بما يُخالف أهواءهم . وعندما وقع ما لم يكن في حُسبانهم ، أنكروا ذلك وأنكروا أنه جاء في كُتبهم ، وأنكروا أنه جاء من عند الله ، وأنكروا أنه عقابا لهم على إفسادهم ( … ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) … ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14 الحشر ) . فخروج البابليين كان حسدا من عند أنفسهم ، ورغبة منهم للاستيلاء على كنوزهم ، لذلك كان لا بد لهم من الانتقام منهم ، عندما تُردّ لهم الكرّة مرة أخرى ، فخطّوا بأقلامهم ما ستقرأه لاحقا .

    أخبر سبحانه بأنه سيكون لليهود ، كرّة على أولئك العباد ( الكلدانيين ) ، وذلك بهزيمتهم عسكريا في حروبهم معها ، وقد تحصّل ذلك في كافة حروبها مع العرب ، ومن ضمنها العراق ، في بدايات نشوء الدولة اليهودية ، ونسب سبحانه ردّ الكرة إلى نفسه ، ليُذكّرهم ويُؤكدّ لهم أنّ ما تمّ لهم ذلك ، إلا بإذنه ومشيئته ، منّاً وكرماً ، وعقابا للعرب على نكوصهم عن دينهم ، وتخليهم عن حمل رسالتهم ، فما من مصيبة تقع في الناس ، إلا من كسب أيديهم ، كما أخبر سبحانه في غير موضع من كتابه العزيز ، بالإضافة إلى ما أوردناه سابقا من حكم إلهية ، لعودة اليهود إلى فلسطين .

    أمّا أن الله قد أمرهم ، بتدمير العراق وإبادة أهله ، وتحويل العراق إلى صحراء قاحلة ، تسكنها الثعالب ، فحاشا لله ، أن يأمر أو يُحرّض الناس على الإفساد في الأرض ، وهو الذي سيمحو ذكرهم عن فلسطين ، على أيدي العراقيين أنفسهم ، لعظم ما أفسدوه في أرضه ، ولأجل الإفساد ذاته ، ولأجل سفك دماء الأبرياء الذي هو أعظم الإفساد في الأرض . إذ أنهم فور امتلاكهم للقوة والسلطة ، أسرفوا في القتل والتنكيل ، أيّما إسراف ، في الأرض على عمومها ، فأصابعهم ملوثة بدماء ضحايا كافة الحروب على مرّ العصور . ففي مملكتهم الأولى أوقعوا القتل والنهب والنفي في أبناء جلدتهم ، وفي دولتهم الثانية كرّروا فعلتهم في شعب فلسطين .

    ولا يغب عن البال أن هذه النص التحريضي ، بما يحفل به من مبالغة وتهويل ، وتكرار وتطويل ، كُتب بعد السبي البابلي ، قبل 2500 عام تقريبا ، كدعوة للانتقام من بابل القديمة ، عند عودتهم من السبي والشتات إلى فلسطين ، وإن كانت بابل قد وقعت في أيدي الفرس قديما كما جاء في التوراة ، فمملكة فارس تقع إلى الشرق من بابل وأشور ، والنبوءة تقول أن من سيُدمّرها جمع من الملوك يجتمعون عليها من الشمال . حتى جاءت دولتهم الحالية ، وأخذ يهود هذا العصر ، بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات ووسائل ، على عاتقهم تنفيذ هذا البرنامج ، الذي وضعه لهم أربابهم من الأحبار والكهنة ( الحكماء ) . ولو أنك أمعنت النظر في الواقع ، وما مرّ بالعراق من أحداث ، خلال عشرين سنة ماضية ، تجد أن مرجعية كل تلك الأحداث ، موجودة في هذا النص التوراتي وبالتفصيل .

    ـ وفي ما يلي النص الكامل لوثيقة الثأر ، والدعوة لتسديد الحساب القديم لبابل الجديدة ، كما جاء في الإصحاح ( 50 – 51 ) من سفر ارميا ، بما فيها من تكرار وتطويل :

    التحريض الإعلامي :
    " النبوءة التي قضى بها الرب ، على بابل وعلى بلاد الكلدانيين ، على لسان ارميا النبي : أخبِروا في الشعوب وأسمِعوا وارفعوا راية ، أسمِعوا لا تخفوا ، قولوا : قد تم الاستيلاء على بابل ، ولحق ببيل العار وتحطّم مردوخ ( أسماء لأصنام بابل ) ، خربت أصنامها وانسحقت أوثانها ، لأن أمة من الشمال ، قد زحفت عليها ، لتجعل أرضها مهجورة ، شرد منها الناس والبهائم جميعا " .

    التنفيذ مرتبط بعودتهم إلى فلسطين :
    " وفي تلك الأيام ، يقول الرب ، يتوافد بنو إسرائيل وبنو يهوذا معا ، يبكون في سيرهم ويلتمسون الرب إلههم ، يسألون عن الطريق صهيون ويتوجّهون إليها قائلين : هلم ننضمّ إلى الرب ، بعهد أبدي لا يُنسى ، إنّ شعبي كغنم ضالّة قد أضلّهم رعاتهم ، وشرّدوهم على الجبال ، فتاهوا ما بين الجبل والتل ، ونسوا مربضهم ، كل من وجدهم افترسهم ، وقال أعدائهم : لا ذنب علينا لأنهم ، هم الذين أخطأوا في حقّ الرب ، الذي هو ملاذهم الحقّ ، ورجاء آبائهم "

    دعوة لخروج الغرباء من بابل :
    " اهربوا من وسط بابل ، واخرجوا من ديار الكلدانيين ، وكونوا كالتيوس أمام قطيع الغنم ، ( الطلب من جميع الغربيين مُغادرة العراق قبل القصف ) فها أنا أُثير وأجلب على بابل ، حشود أُمم عظيمة ( 30 دولة ) ، من أرض الشمال ، فيتألّبون عليها ، ويستولون عليها من الشمال ، وتكون سهامهم كجبّار متمرّس لا يرجع فارغا ( من الصيد ) ، فتصبح أرض الكلدانيين غنيمة ، وكل من يسلبها يُتخم ( عوائد النفط ) ، يقول الرب . لأنكم تبتهجون وتطفرون غبطة يا ناهبي شعبي ، وتمرحون كعِجلةٍ فوق العشب وتصهلون كالخيل ، فإنّ أمّكم قد لحقها الخزي الشديد ، وانتابها الخجل ، ها هي تُضحي أقلّ الشعوب ، وأرضها تصير قفرا جافا وصحراء ، وتظلّ بأسرها مهجورة وخربة ، كل من يمرُّ ببابل ، يُصيبه الذعر ويصفر دهشة ، لما ابتليت به من نكبات " .

    تحريض على تدمير بابل :
    " اصطفّوا على بابل من كل ناحية ، يا جميع موتري الأقواس ، ارموا السهام ولا تبقوا سهما واحدا ، لأنها قد أخطأت في حقّ الرب ( لأنها أنزلت بهم العقاب الإلهي في المرة الأولى ) ، أطلقوا هتاف الحرب عليها من كل جانب ( طبل وزمر الإعلام الغربي قبل بدء الحرب ) ، فقد استسلمت ( لقرارات مجلس الأمن ) وانهارت أسسها وتقوضت أسوارها ( البنية التحتية ) ، لأن هذا هو انتقام الرب ( بل هو انتقامهم ) ، فاثأروا منها ( تحريض ) ، وعاملوها بمثل ما عاملتكم ، استأصلوا الزّارع من بابل ، والحاصد بالمنجل في يوم الحصاد ، إذ يرجع كل واحد إلى قومه ، ويهرب إلى أرضه فرارا من سيف العاتي " .

    دوافع الانتقام :
    " إسرائيل قطيع غنم مشتّت ، طردته الأسود ، كان ملك أشور أولّ من افترسه ، ونبوخذ نصر آخِر من هشّم عظامه ( كان هذا واقع حال الكهنة ، عند كتابة هذه الوثيقة ، موضحين دوافع هذا التحريض ) ، لذلك هذا ما يُعلنه الرب القدير إله إسرائيل : ها أنا أُعاقب ملك بابل وأرضه ، كما عاقبت ملك أشور من قبل ، وأردّ إسرائيل إلى مرتعه ، فيرعى في الكرمل وباشان ، وتشبع نفسه في جبل أفرايم وجلعاد . وفي ذلك الزمان والأوان ( المستقبل ) ، يقول الرب ( وما هو بقوله ) : يُلتمس إثم إسرائيل فلا يوجد ، وخطيئة يهوذا فلا تكون ، لأني أعفو عمن أبقيته منهما ( في المرة الثانية بعد السبي البابلي ) " .

    تحريض مستمر:
    " ازحف على أرض ميراثايم ( الجبّار المتمرّد ، أي ملك بابل ) ، وعلى المقيمين في فقود ( أرض العقاب ، بابل ) خَرِّب ودمِّر وراءهم ( أثناء فرارهم ) ، يقول الرب ، وافعل حسب كل ما آمرك به . قد عَلَتْ جلبة القتال في الأرض ( على مرآى من العالم في بث حيّ ومُباشر ) ، صوت تحطيم عظيم ( دوي القنابل ) ، كيف تكسرّت وتحطّمت بابل ، مطرقة الأرض كلها ؟ قد نصبتُ الشرك فوقعتِ فيه يا بابل ( تورطت في الحرب نتيجة مؤامرة ) ، من غير أن تشعري ، قد وُجدّتِ ( أُخذتِ ) وقُبضَ عليك ، لأنّك خاصمت الربّ ، قد فتح الرب ( أمريكا التي يعبدون ) مخزن سلاحه ، وأخرج آلات سخطه ( التعبير هنا أكثر دقة وبمصطلحات حديثة ) ، لأنه ما برح للسيد الرب القدير ، عمل يُنجزه في ديار الكلدانيين ( حربين مدمّرتين وحصار وما زال في جعبتهم أكثر ، لاحقا ) ، ازحفوا عليها من أقاصي الأرض ، وافتحوا أهراءها ، وكوّموها أعراما واقضوا عليها قاطبة ، ولا تتركوا منها بقية ، ( نهب ثرواتها وخيراتها ) ، اذبحوا جميع ثيرانها ، أحضروها للذبح ، ويل لهم لأن يوم موعد عقابهم قد حان " .

    استخدام وسائل الإعلام في الطبل والزمر ( تكرار ) :
    " اسمعوا ها جلبة الفارّين الناجين ، من ديار بابل ليذيعوا في صهيون ، أنباء انتقام الرب إلهنا والثأر لهيكله ، استدعوا إلى بابل رماة السهام ، جميع موتري القسي (مُذخّري السلاح ) ، عسكروا حولها فلا يُفلت منها أحد ( الحصار ) ، جازوها بمُقتضى أعمالها ، واصنعوا بها كما صنعت بكم ، لأنها بغت على الرب قدّوس إسرائيل ، لذلك يُصرع شبّانها في ساحاتها ، ويبيد في ذلك اليوم جميع جنودها ، يقول الرب . ها أنا أُقاومكِ أيتها المتغطرسة ، يقول الرب القدير ، لأن يوم إدانتك ، وتنفيذ العقاب فيك قد حان ، فيتعثّر المُتغطرس ويكبو ، ولا يجد من يُنهضه ، وأُضرم نارا في مُدنه فتلتهم ما حوله " .

    دوافع الانتقام ( تكرار ) :
    " وهذا ما يعلنه الرب القدير : قد وقع الظلم على شعب إسرائيل ( عقابهم من قبل بابل كان ظلماً لهم ) ، وعلى شعب يهوذا ، وجميع الذين سبوهم وتشبّثوا بهم ولم يطلقوهم ، غير أن فاديهم قوي ، الرب القدير اسمه ، وهو حتما يُدافع عن قضيتهم ، لكي يُشيع راحة في الأرض ، ويُقلق أهل بابل . ها سيف على الكلدانيين ، يقول الرب وعلى أهل بابل ، وعلى أشرافها وعلى حكامها " .

    طبيعة العقاب الذي يأمل اليهود أن يوقعوه في بابل وأهلها :
    " ها سيف على عرّافيها فيصبحون حمقى ، وها سيف على مُحاربيها فيمتلئون رعبا . ها سيف على خيلها وعلى مركباتها ، وعلى فِرق مُرتزقتها فيصيرون كالنساء ، ها سيف على كنوزها فتُنهب ، ها الحَرّ على مياهها فيُصيبها الجفاف ( بسبب ضربة نووية قادمة ) لأنها أرض أصنام ، وقد أُولع أهلها بالأوثان . لذلك يسكنها وحش القفر مع بنات آوى ، وتأوي إليها رعال النعام ، وتظلّ مهجورة إلى الأبد . غير آهلة بالسكان إلى مدى الدهر . وكما قلب الله سدوم وعمورة وما جاورهما ، هكذا لن يسكن فيها أحد ، أو يقيم فيها إنسان ( وهذا ما يصبون إليه ، ولن يهدأ لهم بال حتى يحققوه ) " .

    العدوان الثلاثيني لتدمير بابل وإسقاط نظام الحكم فيها :
    " ها شعب مُقبل من الشمال ، أمّةٌ عظيمةٌ ولفيفٌ من الملوك ( العدوان الثلاثيني ) ، قد هبّوا من أقاصي الأرض ، يمسكون بالقسيّ ويتقلّدون بالرماح ، قُساة لا يعرفون الرحمة ، جلبتهم كهدير البحر ، يمتطون الخيل وقد اصطفوا كرجل واحد ، لمحاربتك يا بنت بابل ( بابل الجديدة هي بنت بابل القديمة ، أي العراق ) ، قد بلغ خبرهم ملك بابل ، فاسترخت يده وانتابته الضيقة ، ووجع امرأة في مخاضها . انظر ، ها هو ينقضّ عليها ، كما ينقضّ أسد من أجمات نهر الأردن ، هكذا وفي لحظة أطردهم منها ، وأُولي عليها من أختاره ( قلب نظام الحكم ، وإسقاط الرئيس ، وتولية من يرضون عنه ) . لأنه من هو نظيري ؟ ومن يُحاكمني ؟ وأي راع يقوى على مواجهتي ؟ " ( من منطلق العنجهية والقوة العمياء ) .

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:47 م
    ردود 0
    108 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة mohamed faid
    بواسطة mohamed faid
     
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 نوف, 2022, 01:47 ص
    ردود 2
    145 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 4 يون, 2022, 12:49 ص
    ردود 2
    147 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Mohamed Karm
    بواسطة Mohamed Karm
     
    ابتدأ بواسطة OmarSabry, 11 ينا, 2022, 11:15 ص
    رد 1
    293 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة سيف الكلمة
    بواسطة سيف الكلمة
     
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 17 نوف, 2021, 04:19 ص
    ردود 0
    112 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    يعمل...
    X