تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بن الإسلام مسلم اكتشف المزيد حول بن الإسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ َ)) من الآية 136 من سورة البقرة

    قوله تعالى: { قُولُوا }
    أي: بألسنتكم, مع موافقة قلوبكم ،
    وهذا هو القول التام, المترتب عليه الثواب والجزاء،
    فكما أن النطق باللسان, بدون اعتقاد القلب, نفاق وكفر،
    فالقول الخالي من العمل عمل القلب, عديم التأثير, قليل الفائدة, وإن كان العبد يؤجر عليه, إذا كان خيرا ومعه أصل الإيمان،
    لكن فرق بين القول المجرد, والمقترن به عمل القلب .

    وفي قوله: { قُولُوا }
    إشارة إلى الإعلان بالعقيدة, والصدع بها, والدعوة لها, إذ هي أصل الدين وأساسه.

    وفي قوله: {آمَنَّا}
    ونحوه مما فيه صدور الفعل, منسوبا إلى جميع الأمة,
    إشارة إلى أنه يجب على الأمة, الاعتصام بحبل الله جميعا, والحث على الائتلاف حتى يكون داعيهم واحدا, وعملهم متحدا, وفي ضمنه النهي عن الافتراق، وفيه: أن المؤمنين كالجسد الواحد.

    وقوله: { آمَنَّا بِاللَّهِ }
    أي: بأنه موجود, واحد أحد, متصف بكل صفة كمال, منزه عن كل نقص وعيب, مستحق لإفراده بالعبادة كلها, وعدم الإشراك به في شيء منها, بوجه من الوجوه

    تفسير السعدي

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ )) من الآية 136 من سورة البقرة

      { وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا }
      يشمل القرآن والسنة لقوله تعالى: { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }فيدخل فيه الإيمان بما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله, من صفات الباري, وصفات رسله, واليوم الآخر, والغيوب الماضية والمستقبلة, والإيمان بما تضمنه ذلك من الأحكام الشرعية الأمرية, وأحكام الجزاء وغير ذلك

      { وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ } إلى آخر الآية،
      فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، والإيمان بالأنبياء عموما وخصوصا,

      وفي قوله:{وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ}
      دلالة على أن عطية الدين, هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية والأخروية.
      لم يأمرنا أن نؤمن بما أوتي الأنبياء من الملك والمال ونحو ذلك، بل أمرنا أن نؤمن بما أعطوا من الكتب والشرائع.
      وفيه أن الأنبياء مبلغون عن الله, ووسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه, ليس لهم من الأمر شيء

      وقوله: { لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ }
      أي: بل نؤمن بهم كلهم، هذه خاصية المسلمين, التي انفردوا بها عن كل من يدعي أنه على دين.

      تفسير السعدي

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        ((وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) من الآية 136 من سورة البقرة


        وفي قوله: { مِنْ رَبِّهِمْ }
        إشارة إلى أنه من كمال ربوبيته لعباده,
        أن ينزل عليهم الكتب, ويرسل إليهم الرسل,
        فلا تقتضي ربوبيته, تركهم سدى ولا هملا.

        وإذا كان ما أوتي النبيون, إنما هو من ربهم,
        ففيه الفرق بين الأنبياء وبين من يدعي النبوة,
        وأنه يحصل الفرق بينهم بمجرد معرفة ما يدعون إليه، فالرسل لا يدعون إلا إلى لخير, ولا ينهون إلا عن كل شر، وكل واحد منهم, يصدق الآخر, ويشهد له بالحق, من غير تخالف ولا تناقض لكونه من عند ربهم
        {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}

        { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
        أي: خاضعون لعظمته, منقادون لعبادته, بباطننا وظاهرنا, مخلصون له العبادة

        تفسير السعدي

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة : 136]

          فقد اشتملت هذه الآية الكريمة - على إيجازها واختصارها - على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية, وتوحيد الألوهية, وتوحيد الأسماء والصفات،

          واشتملت على الإيمان بجميع الرسل, وجميع الكتب،

          وعلى التصديق بالقلب واللسان والجوارح والإخلاص لله في ذلك،

          وعلى الفرق بين الرسل الصادقين, ومن ادعى النبوة من الكاذبين،

          وعلى تعليم الباري عباده, كيف يقولون,

          ورحمته وإحسانه عليهم بالنعم الدينية المتصلة بسعادة الدنيا والآخرة،

          فسبحان من جعل كتابه تبيانا لكل شيء, وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.

          تفسير السعدي

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (137) ﴾ سورة البقرة

            إنه بُعْد، ومعاداة، وبُغض،
            فمن كان هذا حاله لا بد من أن يقف موقفاً معادياً للحق،
            فكل إنسان كافر، أو بعيد، أو معرض، لا بد من أن يعادي أهل الحق ولو بالطعن، أو بتقليل الشأن، أو بالغَمز، أو باللمز، أو بالاتهام الباطل، أو بترويج قصَّة لا أصل لها وليست ثابتة، ولكن ليشفي غليله كي يستعيد توازنه .

            وحينما يبتعد الإنسان عن الله عزَّ وجل يختل توازنه،
            لأن هذا المنهج منهج ربَّاني والإنسان مجبول على هذا المنهج،
            وهناك توافق عجيب بين هذا المنهج وبين فطرة النفس البشريَّة،
            فإذا ابتعد الإنسان عن هذا المنهج يختل توازنه، فإما أن يطعن بأهل الحق حتى يرتاح، أو يتعلَّق بنظرية فاسدة وبعقيدة زائغة

            ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ (137)﴾
            الله هو الفَعَّال، وهو القدير،
            فلا تخافوا، ولا تقلقوا على هذا الدين
            ولو رأيتم أهل الأرض كلهم يأتمرون عليه،
            فهو دين الله عزَّ وجل .

            تفسير النابلسي

            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ[البقرة : 138]

              قال السعدي :
              الزموا صبغة الله, وهو دينه, وقوموا به قياما تاما, بجميع أعماله الظاهرة والباطنة, وجميع عقائده في جميع الأوقات, حتى يكون لكم صبغة, وصفة من صفاتكم،
              فإذا كان صفة من صفاتكم, أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره, طوعا واختيارا ومحبة, وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة, فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية,
              فإن الدين يحث على مكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال, ومعالي الأمور،

              وقال البغوي :
              قوله تعالى: {صبغة الله}
              قال ابن عباس في رواية الكلبي وقتادة والحسن: "دين الله"،
              وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب،
              وقيل: لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب

              فأين صبغة الدين في حياتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا .
              أين أثر الصلاة والصوم والحج والعمرة .
              نحتاج لمراجعة ومحاسبة أنفسنا .
              وفقنا الله واياكم لكل خير

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) ﴾ سورة البقرة

                قال بعض العلماء الصبغة يعني الفطرة

                فالفطرة طبيعة النفس البشرية وخصائصها، والجِبِلَّة التي جُبِلَت عليها،

                هذه النفس مجبولةٌ ومفطورةٌ، وبالتعبير الحديث مبرمجةٌ وفق الشرع تماماً، والذي خلق النفس الإنسانية هو الذي أنزل الكتاب وكلَّف النبي بشرحه وتبيين ما فيه، وتطابق النفس البشرية مع منهج الله تطابقٌ تام .

                إن من فطرة النفس البشـرية أنها تحب الكمال، والرحمة، والعدل، والجمال،
                فالإنسان حينما يصطلح مع الله، ويطبق منهج الله، يهتدي إلى فطرته، وينسجم في سلوكه مع فطرته،
                فالله عزَّ وجل أودع فيك حب العدل وأمرك أن تعدل، فإن عدلت توافق سلوكك مع فطرتك، وأودع فيك حب الرحمة وأمرك أن ترحم، وحب الكمال وأمرك أن تكون كاملاً، وحب الإحسان بأن تكون محسناً،
                أي أنه أمرك وحبب إليك هذا في أصل فطرتك، هذا هو الانسجام بين الفطرة وبين التكليف،
                فالفطرة منسجمة مع معرفة الله والإيمان به وطاعته .

                تفسير النابلسي

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً } من الآية 138 من سورة البقرة

                  أي: لا أحسن صبغة من صبغته

                  وإذا أردت أن تعرف نموذجا يبين لك الفرق بين صبغة الله وبين غيرها من الصبغ,
                  فقس الشيء بضده،

                  فكيف ترى في عبد آمن بربه إيمانا صحيحا, أثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح،
                  فلم يزل يتحلى بكل وصف حسن, وفعل جميل, وخلق كامل, ونعت جليل،
                  ويتخلى من كل وصف قبيح, ورذيلة وعيب،
                  فوصفه: الصدق في قوله وفعله, والصبر والحلم, والعفة, والشجاعة, والإحسان القولي والفعلي, ومحبة الله وخشيته, وخوفه, ورجاؤه،
                  فحاله الإخلاص للمعبود, والإحسان لعبيده،

                  فقسه بعبد كفر بربه, وشرد عنه, وأقبل على غيره من المخلوقين فاتصف بالصفات القبيحة, من الكفر, والشرك والكذب, والخيانة, والمكر, والخداع, وعدم العفة, والإساءة إلى الخلق, في أقواله, وأفعاله،
                  فلا إخلاص للمعبود, ولا إحسان إلى عبيده.

                  فإنه يظهر لك الفرق العظيم بينهما,
                  ويتبين لك أنه لا أحسن صبغة من صبغة الله,
                  وفي ضمنه أنه لا أقبح صبغة ممن انصبغ بغير دينه

                  (تفسير السعدي)

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) ﴾ سورة البقرة

                    { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ }
                    بيان لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين:
                    الإخلاص والمتابعة,

                    لأن " العبادة " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة،
                    ولا تكون كذلك, حتى يشرعها الله على لسان رسوله،

                    والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده, في تلك الأعمال،

                    تفسير السعدي

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ [البقرة : 139]

                      المحاجة هي: المجادلة بين اثنين فأكثر, تتعلق بالمسائل الخلافية, حتى يكون كل من الخصمين يريد نصرة قوله, وإبطال قول خصمه، فكل واحد منهما, يجتهد في إقامة الحجة على ذلك،
                      والمطلوب منها, أن تكون بالتي هي أحسن, بأقرب طريق يرد الضال إلى الحق, ويقيم الحجة على المعاند, ويوضح الحق, ويبين الباطل،
                      فإن خرجت عن هذه الأمور, كانت مماراة, ومخاصمة لا خير فيها, وأحدثت من الشر ما أحدثت .

                      وإنما يحصل التفضيل, بإخلاص الأعمال الصالحة لله وحده،
                      وهذه الحالة, وصف المؤمنين وحدهم,
                      فتعين أنهم أولى بالله من غيرهم؛
                      لأن الإخلاص, هو الطريق إلى الخلاص،
                      فهذا هو الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

                      تفسير السعدي

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        ﴿ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾الآية 139 من سورة البقرة

                        لنا أعمالنا ولكم أعمالكم،
                        أي أن كل إنسان احتَّل عند الله مكانة، بمعرفته، واستقامته، وعمله الصالح، ونيته .
                        فهذه المكانة لا يرفعها مديح أحد ولا يخفضها ذم أحد،
                        وتقويم الأشخاص من شأن الله تعالى،
                        ولذلك لنا أعمالنا ولكم أعمالكم،
                        وكفاك على عدوك نصراً أنه في معصية الله، وأكبر نصر تحرزه على عدوك أن تكون أنت في طاعة الله وهو في معصية الله،
                        ولذلك لا تعاقب من عصى الله فيك بأكثر من أن تطيع الله فيه .

                        قال أحدهم لعالم: إنني أشفق عليك مما يقوله عنك الناس ظلماً وافتراءً . فقال: هل سمعت مني عليهم شيئاً ؟ قال: لا . قال: عليهم فأشفق، أنا أطعت الله فيهم فلم أتكلم ولا كلمة، وهم عصوا الله فيَّ فنهشوا لحمي واغتابوني .

                        تفسير النابلسي

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (140) ﴾ سورة البقرة

                          هم على مِلة سيدنا إبراهيم:
                          ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾(سورة الأنعام)

                          ﴿ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ (140) ﴾
                          ربنا عزَّ وجل في تسلسل تصاعدي للمعاصي
                          بدأ بالفحشاء والمنكر، وثنى بالإثم والعدوان، ثم جاء الشرك، ثم جاء الكفر، في تسلسل تصاعدي،
                          وجعل الله على رأس هذه المعاصي الكبيرة:
                          ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

                          لذلك الإمام الغزالي رحمه الله تعالى قال: " لأن يرتكب العوام الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون " .

                          فهذا الذي يقول على الله ما لا يعلم، ما قولك إذا وازنته بمن يقول على الله بخلاف ما يعلم ؟

                          أن تقول على الله ما لا تعلم فوق الفحشاء والمنكر، وفوق الإثم والعدوان، وفوق الشرك والكفر،

                          أما أن تقول على الله بخلاف ما تعلم فهذه جريمة .

                          النابلسي

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ (140)﴾ سورة البقرة

                            كتم الشهادة،
                            اليهود يعرفون النبي عليه أتم الصلاة والتسليم كما يعرفون أبناءهم،
                            هل في الأرض معرفةٌ سريعةٌ، فطريةٌ، يقينيةٌ، بديهيةٌ، لا تخطئ كمعرفة الأب لابنه؟
                            وهل في الأرض أب يقول لابنه: ما اسمك يا بني؟ وأين هويتك؟ ومن أمك؟ مستحيل

                            ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾(سورة البقرة)
                            ومع ذلك كتموا هذه الشهادة، لذلك:
                            ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ (140)﴾

                            لذلك الذي يفتي وهو لا يعلم آثمٌ عند الله،
                            أما الذي يفتي بخلاف ما يعلم مجرمٌ عند الله، تعرف حقيقة وتتكلم عكسها؟

                            تفسير النابلسي

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) سورة البقرة

                              حينما تتصدَّى للدين، أو تحارب المؤمنين، أو تطعن بهم وأنت موقنٌ أنك لست على حق وهم على حق،
                              اعلم من هو خصمك ؟ اعلم من هو الطرف الآخر ؟
                              أشقى الناس هم الذي يقفون في خندقٍ مناهضٍ للدين، هذا أشقى إنسان، والمعركة خاسرة:
                              ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ (32) ﴾(سورة التوبة)
                              (النابلسي)


                              ((وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))

                              هذه الآية مرعبة

                              إياك أن تفعل شيئا وتظن أن الله لا يراك أو يسمعك . وتدبر هذه الآية
                              ((وما الله بغافل عما تعملون))

                              فهو سبحانه
                              ((يعلم السر وأخفي))
                              ((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور))
                              ((عليم بذات الصدور))
                              ((لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء))

                              تذكر دائما:
                              ((وما الله بغافل عما تعملون))

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة : 141]

                                تقدم تفسيرها, وكررها, لقطع التعلق بالمخلوقين, وأن المعول عليه ما اتصف به الإنسان, لا عمل أسلافه وآبائه، فالنفع الحقيقي بالأعمال, لا بالانتساب المجرد للرجال.
                                (تفسير السعدي)

                                فعليكم أن تسلكوا طريق الايمان والعمل الصالح وأن تتركوا الاتكال على فضائل الآباء والأجداد فإن كل نفس يوم القيامة ستسأل عن أعمالها دون أعمال غيرها،
                                كما بين ذلك قوله تعالى ((كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ.))
                                وقد جاء في الحديث الشريف (ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه) .
                                (تفسير الوسيط)

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                23 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X