تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بن الإسلام مسلم اكتشف المزيد حول بن الإسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ (61)﴾

    أفخر أنواع الطعام،

    توجد هنا لفتة دقيقة جداً،

    الإنسان إذا استهدف الدنيا يَمَلُّ منها،

    إذا استهدفها ونسي رسالته، لم يعد له هدف،

    يعيش ليأكل ويستمتع،

    يمل كل شيء،

    والدليل
    أن هؤلاء الشاردين في أوروبا وأمريكا ملّوا كل شيء،

    لذلك يوجد انحرافاتٌ خطيرة سببها المَلَل والسَأَم،

    ملوا المرأة فتوجَّهوا إلى الجنس المثلي، مُدن بأكملها، أكبر مدينة أو من المدن الجميلة جداً خمسة وسبعين بالمئة من بيوتها شاذُون، ذكور ذُكور، إناث إِناث، السبب هو الملل،

    أنت عندما تستهدف الدنيا وليس لك رسالة في الحياة تملُّ كل شيء،

    تبحث عن الجديد ولو كان قذراً،

    تبحث عن التجديد ولو كان انحطاطاً،

    تبحث عن التغيير ولو كان نحو الأسوأ،

    هذا شأن الإنسان

    ----------------

    موسوعة النابلسى

    --------------

    تعليق


    • #77
      رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (62) ﴾



      من هو المقبول من كل هؤلاء :


      ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ﴾


      حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود:



      حقيقة الدين، جوهر الدين أن تؤمن بالله،

      يمكن لكل واحد أن يقول: أنا مؤمن بالله ؟

      ولكن حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود،
      وأنه في السماء إلهٌ وفي الأرض إله،
      وأن هذا الذي تستمع إليه من أحداث من تدبير الله، ويد الله فوق أيديهم، ويد الله تعمل في الخفاء، وما من إلهٍ إلا الله.


      ﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً(26) ﴾

      ( سورة الكهف )



      وقال:
      ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

      ( سورة الزمر )



      وقال:
      ﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾

      ( سورة الأعراف الآية: 54 )



      وقال:
      ﴿ مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِك فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(2) ﴾

      ( سورة فاطر )



      وقال:
      ﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ ﴾

      ( سورة الرعد الآية: 11 )





      حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً :


      حينما تؤمن أن الله هو الفَعَّال،

      يقول لك: هناك في كل بلد رجل قوي، قد يكون ظاهراً وقد يكون غير ظاهر، من هو الرجل القوي في كل بلد ؟ لا يوجد إلا الله هو القوي،
      هو الإله الواحد الأحد،
      الفرد الصمد،
      الباقي على الدوام،
      بيده الأمر،
      بيده مقاليد السماوات والأرض:


      ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

      ( سورة هود الآية: 123 )



      وقال:
      ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾

      ( سورة الحديد الآية: 3 )



      وقال:
      ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

      ( سورة الحديد )





      لا يقع شيءٌ في الكون إلا بإذنه،

      هذا هو الإيمان،

      يبنى على هذا الإيمان أشياء كثيرة،

      حينما تؤمن أن الله وحده هو الفَعَّال لا تنافق لأحد،

      حينما تؤمن أن الله وحده هو الفعال لا تبتغي رزقاً بمعصية، مستحيل،

      حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً لأنك تعلم أنك خاسر لا محالة،

      معنى تؤمن أي أن يتغلغل الإيمان إلى أعماق الإنسان فيغير كل صفاته، وكل مبادئه، وكل قيمه، وكل أهدافه،

      الإيمان يصنع إنساناً جديداً،

      يعد المؤمن الفوز بالعطاء لا بالأخذ،

      أكثر الناس يشعرون براحة حينما يأخذون، حينما يتملكون لا حينما يعملون عملاً صالحاً.

      ---------

      موسوعة النابلسى

      --------------------------

      تعليق


      • #78
        رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾

        أركان الإيمان خمسة، لماذا في معظم الآيات الكريمة قرن ربنا الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر ؟

        أي أنَّك إذا لم تؤمن بأن هناك يوماً تسوى فيه الحسابات، تسترد فيه الحقوق، يُنْصَف المظلوم من الظالم، يؤخذ الحق من القوي إلى الضعيف، إذا لم تؤمن أن هناك يوماً، هو يوم الجزاء، يوم الدينونة، يوم الحساب، لن تستقيم في سلوكك:


        ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ﴾

        هناك انتماءات شكلية للأديان، وهناك جوهر الدين الذي أراده الله عزَّ وجل،
        جوهر هذا الدين أن تؤمن بالله، وأن تثق به، وأن تعتمد عليه، وأن تتوكل عليه، وأن تعلِّق عليه الآمال، وأن تطيعه، وأن تحبه، وأن تُقبل عليه، وأن تعمل لليوم الآخر،
        هذا هو الدين


        ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾

        الإيمان الشكلي:


        ﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى ﴾

        والعلمانيون معهم:


        ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ ﴾

        الإيمان المنجِّي، هو الإيمان الذي يحملك على طاعة الله، هو الإيمان الذي يحملك على التخلُّق بالخلق الإسلامي:


        ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾

        المؤمن يهيئ جواباً لله عن كل حركة، كل سكنة، كل عطاء، كل مَنع، كل وَصل، كل قطع، كل رضا، كل غضب،

        ماذا سيقول لله عزَّ وجل يوم القيامة لو سأله:

        لم طلَّقت ؟ لم غضبت ؟ لم أعطيت ؟ لم منعت ؟ لم فعلت ؟ لم تركت ؟


        ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾

        آمن بالله وباليوم الآخر فاستقام وعمل صالحاً،

        تصور إنساناً بدوياً لا يقرأ ولا يكتب، راعياً، قال له سيدنا عمر: " بعني هذه الشاة وخذ ثمنها " ، قال له: " ليست لي " ، قال له: " قل لصاحبها ماتت" ، قال له: " ليست لي "، قال له: " خذ ثمنها "، قال له: " والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادقٌ أمين،
        ولكن أين الله ؟ " .

        أيها الأخوة،
        صدقوني لو وصل المسلمون لمستوى هذا الراعي الأُمي لكانوا في حالٍ غير هذه الحال،
        هذا الأعرابي وضع يده على جوهر الدين،


        ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً (62) ﴾


        ------------


        موسوعة النابلسى


        -----------

        تعليق


        • #79
          رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ﴾


          ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ﴾

          هذا الميثاق هو التكليف الذي كُلِّفتم به، هذا العهد بطاعة الله، هذا العهد بإقامة العدل في الأرض .

          لولا هذا الميثاق، ولولا هذا التكليف ما عرفتم سرَّ وجودكم، فهذا من فضل الله عزَّ وجل.

          الإنسان مخيَّر، ولكن الله أحياناً يرسل مصيبةً، هذه المصيبة تقع فيما لو رفضنا منهج الله، فإذا قبلناه أُزيحَتْ عنا، هذا لا يتناقض مع التخيير في الدين، ولكن هذا من تربية الحكيم العليم

          حينما يسوق ربنا جلَّ جلاله الشدائد للمقصِّرين كي يدفعهم إلى الطاعة، وكي يدفعهم إلى الاستقامة، وكي يدفعهم إلى الصُلح مع الله، هذا أسلوب الحكيم، هذا أسلوب المربي الرحيم،
          هذا لا يُلغي الاختيار

          ربنا عزَّ وجل نتق الجبل بمعنى زعزعه من مكانه وجعله فوقهم، فإما أن يطبِّقوا منهج الله وإما أن يقع عليهم، أي أنه ألجأهم إلى طاعة الله


          ﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) ﴾
          (سورة السجدة)


          إذا حملت الشدائد الإنسان على الطاعات انقلبت إلى نِعَمٍ باطنة وهذا معنى قوله تعالى:
          ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20) ﴾
          ( سورة لقمان)


          وهذه الشدَّائد هي النِعَمُ الباطنة، إما أن تأتي ربك طائعاً، وإما أن يحملك على أن تأتيه مكروهاً،


          ----------------------



          مقتطفات من تفسير النابلسى


          ------------

          تعليق


          • #80
            رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ﴾


            ﴿ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾

            طبِّق أمر الله بقوَّة، طبِّقه بحذافيره، ماذا يفعل الشيطان مع الإنسان ؟ الشيطان يُغِري الإنسان بالكفر، فإن لم يكفر يغريه بالشرك، فإن لم يشرك يغريه بالابتداع، فإن لم يبتَّدع يغريه بالكبائر، فإن لم يقترفها يغريه بالصغائر، فإن لم يفعلها يغريه بالمُباحات، فإن ابتعد عنها يغريه بالتحريش بين المؤمنين، وهذه مداخل الشيطان على الصالحين



            ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ (63) ﴾

            لعلَّ بعض المفسِّرين يقول: إنك إن ذكرت ما فيه أخذته بقوَّة، لا تكن عابداً فحسب، كن عابداً عالماً:


            (( فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ))
            [ رواه الترمذي عن أبي أمامة ]


            ((فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ))
            [ابن ماجة عن الوليد بن مسلم ]


            قد يفور الإنسان أحياناً ثم يهمد،
            قد يُقبل ثم يدبر،
            قد يأتي طائعاً ثمَّ يتراجع،

            أما إذا بنى سلوكه على العلم، وعلى الدليل، وعلى العقيدة الصحيحة لن ينتكس، ولن يتراجع،

            هناك مئات من طلاب العلم، مئات من روَّاد المساجد أقبلوا، وانخرطوا، وبذلوا، فتنتهم امرأةٌ عن دينهم، فتنتهم وظيفةٌ مغريةٌ عن دينهم،
            لأنه لا يوجد لديهم أساس متين، لا تصمد العواطف أمام المغريات، ولا أمام الضغوط، ولا أمام الإغراءات،

            المؤمن القوي لا يزحزحه عن إيمانه لا سبائك الذهب اللامعة، ولا سياط الجلاَّدين اللاذعة،

            سيدنا بلال وضِعَت صخرةٌ عليه، اكفر، وهو يقول: أحدٌ أحد.

            ---------

            مقتطفات من تفسير النابلسى

            تعليق


            • #81
              رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ﴾ البقرة


              ( وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

              الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وجعل لهم منهجا أرسل به الرسل ليبلغوه للناس

              فمن اتبع المنهج سعد فى الدنيا والاخرة
              ومن خالف المنهج فقد أهلك نفسه ولا يضر الله شيئا

              والله أخذ العهد على الرسل بإبلاغ هذا المنهج للناس

              وكذلك أخذ العهد على أتباع الرسل


              ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) آل عمران


              فمن أخذ هذا الدين بقوة وأبلغه للناس كان من المفلحين


              ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران

              ومن أعرض عن المنهج وعن تبليغه فقد أهلك نفسه

              ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ) آل عمران

              ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ( 105 ) ) آل عمران

              -----------

              (( لعلكم تتقون ))

              الله سبحانه ربط التقوى والفلاح والهداية والخيرية لهذه الأمة بقيامها بعمل النبوة

              الدعوة الى الله وتبليغ الدين والعلم للناس

              ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) آل عمران


              فلا فلاح ولا نجاة لهذه الأمة إلا بذلك


              ( وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

              تعليق


              • #82
                رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾ البقرة



                ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (64) ﴾

                أصبح البحر طريقاً يبساً أمامكم، عصا سيدنا موسى أصبحت ثعباناً مبيناً، نزع سيدنا موسى يده فإذا هي بيضاء للناظرين،

                كل هذه الآيات وقالوا :


                ﴿ اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾
                (سورة الأعراف: الآية " 138 " )

                ثمَّ عبدوا العجل من بعد ذلك
                ومع ذلك فالله أرحم الراحمين،
                وهو الغفور الرحيم،
                وهو التوَّاب الرحيم،
                وهو قابل التوبة عن عباده:


                ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾


                تدبر أخى الكريم :


                (( فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))


                ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾
                ( سورة الأعراف الآية: 43 )

                أيها الأخوة، الجنَّة هي العطاء الحقيقي :


                ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185) ﴾
                ( سورة آل عمران)

                الفوز الحقيقي بلوغ الجنَّة،
                الفوز الحقيقي النجاة من النار
                هذا هو الفوز الحقيقي،

                والجنَّة التي فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر،

                هذه الجنة هي بفضل الله


                ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾

                كل واحد منَّا لم يتوله الله بالعناية لو نشأ على معصية لاستمرَّ عليها حتَّى الموت،

                لكن ربنا عزَّ وجل رب العالمين رحيم بعباده،

                عندما يغلط الإنسان يأتي العقاب، يأتي الردع، يأتي الحزن، يأتي الخوف، يأتي القلق، يأتي المرض،

                هذه كلُّها أدواتٌ تأديبيَّة،

                حتى إن الأقوياء في الأرض عصيٌ بيد الله يؤدِّب بهم من يشاء من عباده :


                ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(129) ﴾
                ( سورة الأنعام )

                وقال:
                ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (64) ﴾

                هناك آيات كثيرة :


                ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً (21) ﴾
                ( سورة النور )

                وقال:


                ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً(113) ﴾
                ( سورة النساء)




                مقتطفات من تفسير النابلسى


                -----------


                أيها الأحباب الكرام


                كم من الذنوب والمعاصى نقترفها

                ولولا فضل الله علينا بالتوفيق للتوبة لكان الهلاك


                ولولا فضل الله علينا بستره لكانت فضائح لا حصر لها


                ولولا فضل الله علينا بالامهال ما نجى منا أحد


                ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ( 45 ) ) فاطر




                أيها الأخوة الكرام

                احذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة

                ولا يغرنكم أن الله غفور رحيم فهو كذلك شديد العقاب

                لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء

                فأوصيكم ونفسى بالتوبة والانابة والاستغفار قبل فوات الأوان

                وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين

                والحمد لله رب العالمين

                تعليق


                • #83
                  رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) ﴾

                  ما ورد في القرآن من أيام الأسبوع إلا الجمعة والسبت،
                  يوم السبت عند اليهود يوم انقطاعٍ عن العمل، يوم عبادة،
                  وعندنا نحن المسلمين يوم الجمعة يوم عبادةٍ واجتماعٍ


                  ماذا فعل اليهود يوم السبت يوم العبادة ؟

                  أنشؤوا أحواضاً وفتحوها يوم السبت حتى إذا أتت الحيتان يوم سبتهم أغلقوها مساءً، واصطادوها يوم الأحد !!!

                  حيلة شرعيَّة،

                  وهذا يشبه الحيل الشرعية التي يفعلها بعض المسلمين

                  نغير الأسماء فتصير المحرَّمات مباحات، نقوم بتعليلات، اجتهادات، نقول:
                  هذا القرض ليس القصد منه الاستغلال بل هو قرض استثماري وليس فيه تحريم،

                  من قال لك ذلك ؟!!

                  هناك من يجتهد ليحل كل شيء إلى أن أصبح الدين شكلاً بلا مضمون، شكلاً بلا منهج، كل شيء مباح،

                  توجد الآن فتاوى لكل شيء، كل شيء مباح ؛ التمثيل، والغناء، والاختلاط،
                  لم يبق في الدين شيء محرَّم،
                  تحت إطار التطور، المرونة،

                  أين الدين ؟

                  الدين توقيفي،

                  الدين دين الله عزَّ وجل،

                  الدين ما جاء به الكتاب والسنة،

                  أما أن نفلسف، وأن نكون مرنين، وأن نطوِّر إلى أن نبيح كل شيء،
                  فهذا الشيء ليس من الدين في شيء .

                  فأخطر شيء أن يكون عندك مجموعة فتاوى غير صحيحة لمعاصٍ كبيرة وأنت مرتاح على أن هناك فتاوى فيها،

                  هذه الفتاوى لا تُقْبَل عند الله عزَّ وجل،
                  لذلك أنا أقول لكم دائماً:
                  لكل معصية فتوى،

                  أنت ماذا تريد فتوى أم تقوى ؟

                  الفتوى موجودة إذا أردت، تجد فتوى لكل معصيةٍ مهما تكن كبيرة، هناك من يفتي بها،
                  والذي يفتي بها جعل من نفسه جسراً إلى النار.


                  ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) ﴾

                  خاسئين أي مهزومين،

                  وأكبر هزيمة أن تُهْزَم أمام نفسك،

                  هذه أكبر هزيمة،

                  مهزوم عند نفسك.

                  مقتطفات من تفسير النابلسى

                  ----------------------

                  تعليق


                  • #84
                    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)﴾ البقرة

                    النكال العقاب الشديد،

                    لمَّا جعلهم قردة خاسئين كان هذا تنكيلاً بهم،

                    أي أنه أوقع العقاب بهم ليكون لمن حولهم،

                    ولمن بعدهم،

                    ولكل مؤمنٍ ردعاً وموعظةً،

                    لذلك قالوا: لا عقوبة بلا تجريم، ولا تجريم بلا تشريع،

                    الله شرَّع فلمَّا خالفوا صار هناك جرم،

                    وعندما صار الجرم وجب العقاب،

                    كلام دقيق:


                    (( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئاً، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ ))
                    [مسلم عن أبي ذر ]

                    لا عقوبة بلا تجريم ولا تجريم بلا تشريع،

                    هناك نص، وهناك مخالفة، وهناك عقوبة،

                    هكذا شأن العدل،

                    هكذا شأن الحق جلَّ جلاله،

                    فجعلنا هذا المسخ قردة وخنازير:


                    ﴿ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا (66) ﴾

                    لمن حولها:


                    ﴿ وَمَا خَلْفَهَا (66) ﴾

                    لمن بعدهم:


                    ﴿ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) ﴾


                    أكثر الأحكام الشرعية تصون المال والعرض :



                    سُئل الإمام الشافعي من قِبَل شاعر،

                    قال: يدٌ بخمس مئينٍ ـ أي خمسمئة من الذهب ـ:
                    يدٌ بخمس مئينٍ عسجد وديت ما بالها قُطِعَت في ربع دينارِ

                    ***

                    إذا قُطِعَت في حادث سير فديَّتها خمسمئة دينار ذهبي،

                    لو أن سائقاً أرعنَ أصاب إنساناً وقُطِعَت يده، ديَّتها خمسمئة دينار ذهبي،

                    قال: ما بالها قُطِعَت في ربع دينارِ ؟

                    أجابه الإمام الشافعي :

                    عزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري

                    ***

                    فقال ابن الجوزي لما سئل عن ذلك:


                    لمَّا كانت أمينة كانت ثمينة فلمَّا خانت هانت.


                    ***
                    لذلك أكثر الأحكام الشرعية تصون المال والعرض،

                    ما الفساد ؟

                    الفساد هو حرية كسب المال بلا رادع،

                    وحرية ارتكاب الموبقات والشهوات،

                    لذلك هناك جلد، وهناك رجم، وهناك قطع يد،

                    أخطر شيء في الحياة صون الأعراض وصون الأموال.


                    ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)﴾


                    والحمد لله رب العالمين

                    ----------------

                    تفسير النابلسى

                    ---------------------

                    تعليق


                    • #85
                      رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾ البقرة



                      تبين الآيات أن التنطع في الدين والإحفاء في السؤال ، مما يقتضي التشديد في الأحكام ،

                      فمن شدد شدد عليه ؛

                      وكذلك تبين ضرر التلكؤ في تنفيذ أمر الله وتعمد البحث عن التبريرات لعدم التنفيذ
                      كالإكثار من الاستفسار والتساؤلات غير الضرورية حول الموضوع المطلوب تنفيذه

                      ولذلك نهى الله - تعالى - هذه الأمة عن كثرة السؤال
                      بقوله :

                      ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين )
                      ( المائدة : 101 ، 102 )

                      وفي الحديث الصحيح :
                      عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
                      عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
                      (( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ومنعا وهات , ووأد البنات . وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ))
                      رواه البخاري .

                      من تفسير المنار

                      ---------------------


                      ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾

                      إن الله أمر بأشياء ونهى عن أشياء وسكت عن أشياء،

                      فالذي أمر به يُقَرِّب، والذي نهى عنه يُبْعِد، والذي سكت عنه لا يُقَرِّب ولا يُبَعِّد.

                      حينما يسكت الشرع عن شيء ينبغي أن يحترم الإنسان سكوت الشرع عنه،

                      لا أن يسأل عنه،

                      سكت عن شيء لحكمة بالغة،

                      كما أن هناك حكمةً بالغة من الأمر هناك حكمةً بالغة من النهي، هناك حكمةٌ بالغةٌ بالغة من الشيء الذي سكت الله عنه،

                      لذلك أيها الأخوة :

                      القرآن الكريم دقيق،

                      مثلاً ذكر القرآن قصة وأغفل بعض التفاصيل،

                      أغفل مكانها وزمانها، أغفل أسماء أشخاصها، أغفل بعض التفاصيل السابقة واللاحقة،

                      حيثُما سكت القرآن عن شيءٍ فاسكت أنت عنه

                      لأن الله عزَّ وجل أراد نموذجاً متكرراً،

                      لم يرد قصة وقعت ولن تقع مرة ثانية،

                      هو أراد نموذجاً،

                      أراد نموذجاً تقتدي به،


                      الأكمل بالمؤمن والأولى أن يأتمر بما أمره الله به، وأن ينتهي عما نهاه عنه،
                      والذي سكت عنه هو مباح،
                      لا تُضَيِّق عليك الخناق،
                      لا تضيق عليك الوثاق،
                      استفد من بحبوحة الله،
                      فالله عزَّ وجل يعطينا درساً بليغاً، درساً بليغاً في التعُنُّت،

                      تعنت بني إسرائيل،

                      درساً بليغاً في انغماسهم بالجزئيات والتفاصيل التي سكت عنها الشرع،

                      قال الله عزَّ وجل:

                      ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾


                      بقرة نكرة، أية بقرة، أيَّة بقرةٍ صالحةٍ لتنفيذ هذا الأمر

                      ولكن شددوا فشدد الله عليهم

                      -----------

                      مقتطفات من تفسير النابلسى

                      ------------------------

                      تعليق


                      • #86
                        رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾


                        لكن لماذا ؟

                        أنت حينما تتلقى أمر من مساوٍ لك تسأله لماذا ؟

                        قال لك زميلك في الدائرة: افعل كذا، تقول له: لماذا ؟

                        دائماً وأبداً حينما تتلقى أمراً من مساوٍ لك، من ندٍ لك تسأله عن الحِكمة، وعن العِلَّة، وما السبب، ولماذا ؟

                        أما حينما تتلقى أمراً ممن فوقك ممنوعٌ أن تسأله لماذا ؟

                        أنت مريض لا تعلم في الطب شيئاً، دخلت إلى طبيب وأعطاك أمراً، يجب أن تأتمر بهذا الأمر،

                        أنت جندي في معركة حاسمة والقائد العام أصدر أمراً عليك أن تأتمر،

                        فكيف إذا كنت عبداً لله عزَّ وجل وخالق السماوات أعطى أمراً،

                        قال علماء العقيدة:

                        علَّةُ أي أمرٍ في الكتاب والسنة أنه أمر.

                        ذهب رجل من أهل العلم إلى أمريكا،
                        والتقى بعالمٍ أسلم حديثاً،
                        ودار الحديث حول لحم الخنزير،

                        أفاض هذا العالم المَشْرِقِي في الحديث عن علة التحريم، وعن أضرار لحم الخنزير، وعن الدودة الشريطية، وعن الآثار النفسية التي يتركها هذا اللحم في نفس الآكل،

                        ومضى يتحدَّث لساعاتٍ طويلة عن حكمة تحريم لحم الخنزير،
                        فما كان من هذا العالم الغَرْبِي المُسْلِم حديثاً إلا أن قال:
                        كان يكفيك أن تقول لي: إن الله حرمه.

                        الأمر يُقَيَّم بالآمر:

                        ذات مرة في برنامج سألوا دكتورة في جامعة من جامعات البلاد العربية عن رأيها في التعَدُّد،

                        فقالت:

                        كيف يكون لي رأي في التعدد وقد أباحه الله عزَّ وجل ؟!!

                        الأمر الإلهي هو من خالق السماوات والأرض،



                        الأمر يُقَيَّم بالآمر،



                        من هو الآمر ؟



                        هو الله،



                        الحكمة المُطلقة، والعلم المطلق، والخبرة المطلقة، والرحمة المطلقة، والعدل المطلق،



                        فحينما يقول الله:

                        ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
                        ( سورة التحريم: الآية " 8 " )

                        أي

                        يا من آمنتم بي خالقاً،
                        يا من آمنتم بي إلهاً،
                        يا من آمنتم بي مربياً،
                        يا من آمنتم بعلمي،
                        يا من آمنتم بحكمتي،
                        يا من آمنتم بقدرتي،
                        يا من آمنتم بلُطفي،
                        يا من آمنتم برحمتي،
                        يا من آمنتم بعدلي،

                        أنا آمركم بكذا وكذا،

                        لذلك المؤمن الصادق لمجرَّد أن يتلقى أمراً من الله عزَّ وجل ينصاع إلى تنفيذه من دون أن يسأل عن الحكمة والعِلَّة،

                        إذا سأل بعد التنفيذ ليعلِّم الناس فلا مانع،
                        إذا سأل عن الحكمة والعلة ليكون داعيةً ليقنع الناس لا يوجد مانع،

                        أما أن يعلِّق تنفيذ الأمر على معرفة الحكمة،

                        الكلمة الخطيرة الآن إنه عندئذٍ لا يعبد الله يعبد نفسه.


                        -----------

                        تفسير النابلسى

                        -------------------------

                        تعليق


                        • #87
                          رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾ سورة البقرة


                          أين التعليل ؟

                          لا يوجد تعليل،
                          وليس هناك تعليل،
                          ولا ينبغي أن تبحث عن التعليل،

                          لأنه من عند الله،

                          استعمل عقله حتى وصل إلى طبيب من أعلى مستوى علماً وفهماً وإخلاصاً وتديناً وصلاحاً وقدرةً وسمعةً وخبرةً،
                          هداك عقلك إلى هذا الطبيب،
                          دخلت العيادة لا يمكن أن تسأله،
                          انتهى دور العقل، جاء دور النَقل،
                          جاء دور التَلَقِّي،
                          أنت لا تسأل لماذا إلا لمن يساويك.



                          المؤمن الصادق أمام مرحلتين ؛ مرحلة معرفة الله عزَّ وجل ومرحلة معرفة أمره ونهيه

                          هذا الذي لا يقبل على أمر الإله إلا إذا فهم حكمته هو لا يعبد الله أبداً بالتأكيد إنما يعبد نفسه،



                          وأي إنسان حتى المُلحد لو اتضح له الخير في أمر ما فإنه يطبِّقه،



                          هل يطبقه تعبداً ؟



                          أنا قرأت مرة مقالة عن أستاذ جامعي لا يؤمن بالله إطلاقاً،

                          قال:

                          هو ينام باكراً، ولا يشرب الخمر، ويربِّي أولاده على الصدق،



                          هو يعبد الدنيا، يعبد مصالحه، يعبد ذاته،



                          تقتضي عبادة ذاته أن يكون صادقاً فصدق،



                          تقتضي عبادة ذاته أن يكون أميناً فكان أميناً،



                          هذه ليست عبادة،



                          العبادة أن تُقْبِل على تنفيذ أمر الله عزَّ وجل،



                          وربنا عزَّ وجل جعل أمثلة كثيرة جداً،



                          فمثلاً الله عزَّ وجل أعطى أمراً إلى نبيٍ كريم إلى أبي الأنبياء إبراهيم،



                          أعطاه أمراً لا يمكن أن يُقْبَل بالعقل،



                          قال له: اذبح ابنك، وابنه نبي:

                          ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾
                          ( سورة الصافات: الآية " 102 " )


                          هذه العبودية،

                          أيعقل أن النبي الكريم وهو في الطائف يُتَهم ويسخر منه ويكذَّب، ويناله أذى من أهل الطائف

                          تراه يقول:


                          (( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي ))
                          [ الطبراني عن عبد الله بن جعفر، ]


                          معاني العبودية لله،
                          والاستسلام لله،
                          والانصياع لله،
                          وتنفيذ أمر الله،
                          وطاعة الله

                          هذه المعاني تملأ القلب سعادةً،

                          أنا عبد علي أن أنفذ .


                          ﴿ بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ(66) ﴾
                          ( سورة الزمر )


                          المؤمن الصادق أمام مرحلتين ؛



                          مرحلة معرفة الله عزَّ وجل، ومرحلة معرفة أمره ونهيه،



                          المرحلة الأولى أن تتعرف إلى الله معرفةً تحملك على طاعته،



                          والمعرفة الثانية أن تعرف أمره ونهيه من أجل التقرُّب منه،


                          فالمؤمن الصادق الكامل لا يعنيه شيءٌ بعد معرفة الله إلا معرفة الأمر والنهي ليطبِّق.


                          --------------------------------------



                          مقتطفات من تفسير النابلسى


                          --------------------

                          تعليق


                          • #88
                            رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾

                            السبب الذي جاء في آخر القصة هو أن رجلاً ثرياً من بني إسرائيل قتله ابن أخيه وحمل الجثة وألقاها في قريةٍ ثانية ليوهم أن أهل هذه القرية هم الذي قتلوا هذا الثري،
                            والقصة طويلة جداً، نشبت اتهامات باطلة، ونشبت اختلافات، وحدثت صراعات، وكادت أن تقع فتنةٌ كبيرةٌ جداً، لأن هذه التهمة كُلَّما وجِّهت إلى جهةٍ تُرَدُّ إلى الجهة الثانية، فقالوا: أنقتتل وفينا نبي ؟
                            فلما سألوا سيدنا موسى عن هذا الأمر،
                            جاء الأمر الإلهي:
                            ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾


                            قال: بقرة،

                            تُجْزِئُكُم أية بقرة،

                            أي بقرة على الإطلاق،

                            مهما يكن سنها، أو لونها، أو عمرها، أو خصائصها، أو وزنها، أو حجمها، أو وظيفتها،

                            بقرة
                            ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً (67) ﴾


                            هل من المعقول أن يتحدث نبيٌ كريم هازئاً ؟


                            ﴿ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) ﴾


                            لا يستهزئ إلا جاهل، الجاهل وحده يستهزئ .


                            ﴿ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ (68) ﴾


                            أية بقرةٍ يريد ؟

                            الله عزَّ وجل أمره واضح،
                            قال:


                            ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) ﴾


                            قال تعالى:


                            ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ (68) ﴾


                            ليست مسنة


                            ﴿ وَلَا بِكْرٌ (68) ﴾


                            ولا صغيرةً


                            ﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ (68) ﴾


                            أي عمرها معتدل


                            ﴿ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) ﴾


                            أي اذبحوها وانتهوا


                            ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا (69) ﴾


                            نريد اللون


                            ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)﴾

                            وقال:


                            ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ (70) ﴾


                            نريد أن تعيِّنها لنا بالذات


                            ﴿ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ (71) ﴾


                            أي لا تحرث، الذلول هي البقرة التي عوِّدت على الحراثة


                            ﴿ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ (71) ﴾


                            أي ليست للحراثة


                            ﴿ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ (71) ﴾


                            ليست لإخراج المياه


                            ﴿ مُسَلَّمَةٌ (71) ﴾


                            خالية من كل عيب


                            ﴿ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) ﴾


                            أي فعلوا هذا متباطئين، متكاسلين.


                            ----------



                            من يربي أولاده تربية صالحة ويترك أمرهم لله يتولَّى الله جلَّ جلاله بعليائه تربيتهم :

                            هذه البقرة لرجل صالح جداً من بني إسرائيل،
                            ترك هذه البقرة واستودعها عند الله أمانةً لابنه،
                            وتركها طليقةً في البراري،
                            فلما كبر ابنه جاءته طواعيةً،
                            فلما انطبقت صفات هذا الأمر الإلهي عليها
                            قيل: أنه طلب ملء جلدها ذهباً

                            --------

                            مقتطفات من تفسير النابلسى

                            ------------------------

                            تعليق


                            • #89
                              رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)﴾

                              ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (74)﴾

                              كل إنسان بعيد عن الله له قلبٌ كالصخر


                              ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ(9)﴾
                              ( سورة التكوير )


                              الذي يتحمل أن يضع بنتاً كالوردة في التراب، ويدفنها، هذا وحش،

                              وهؤلاء الذين يدمِّرون الشعوب هم وحوش

                              كل إنسان بعيد عن الله وحش، وحش بكل ما في هذه الكلمة من معنى


                              ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ(9)﴾
                              ( سورة التكوير )


                              كل إنسان بعيد عن الله له قلبٌ كالصخر


                              وكل انسان يتصل بالله يمتلئ قلبه رحمةً

                              قال له :


                              ( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )
                              [ متفق عليه عن عائشة]



                              الرحمة بسبب اتصالك بالله،



                              كل إنسان قريب من الله رحيم،



                              البعيد قاسٍ ولو كان ملمَّعاً، ومصافحته رقيقة، ابتسامته عريضة، هذه أشياء ظاهرية لا تقدِّم ولا تؤخِّر،

                              أما عند الحاجة تجده وحشاً،



                              فلذلك وصف الله عزَّ وجل هؤلاء قائلاً :


                              ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ (74)﴾


                              ماذا يلقي اليهود على الطرقات إنهم يلقون لُعَباً كلها ألغام، طفل برئ يجد لعبة يأخذها يفقد بصره
                              يلقون اللعب المفخخة حتى يأخذها طفل صغير بريء فتنفجر أمامه،

                              هذا الذي يفعلونه كل يوم.




                              الإسلام ليس قضية صلاة

                              شكلية الإسلام اتصال بالله وانضباط :


                              قال تعالى :


                              ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)﴾


                              وقال:


                              ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾
                              ( سورة الحشر: الآية " 21 " )




                              ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)﴾


                              قالوا: "

                              ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب "،

                              رحمة ما بعدها رحمة، إنصاف ما بعده إنصاف،

                              هكذا،

                              مئتان وخمسون مليون مسلم بإندونيسيا أسلموا بالمعاملة فقط.


                              أيها الأخوة،

                              الإسلام ليس قضية صلاة شكلية،

                              الإسلام اتصال بالله،

                              الإسلام انضباط،

                              الإسلام قلب رحيم،

                              الإسلام تفوُّق،



                              هذا هو الإسلام،



                              تخلَّف المسلمون لأنهم فهموا الدين فهماً طقوسياً،



                              فهموه عبـادات جوفاء،



                              ما اتصلوا بالله الاتصال الصحيح



                              لأنهم ما أطاعوه الطاعة التامة.



                              ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)﴾

                              والحمد لله رب العالمين

                              تعليق


                              • #90
                                رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ﴾

                                الإنسان إذا دعا إلى الله وقابله المدعو بالتكذيب والسخرية والإعراض يتألَّمُ أشد الألم،

                                فلئلا يتسرَّب إلى نفس النبي عليه الصلاة والسلام شيءٌ من الضيق أو من الإحباط ..
                                فإنّ الله عزَّ وجل يخفف عن نبيِّه، ويسري عنه،
                                ويجعله يطمئن إلى أن المدعو إذا لم يؤمن، وإذا لم يستجب، وإذا لم يلتزم فهذا لا يعبِّر عن عدم صدق الداعية،
                                لأن الله عزَّ وجل ما كلَّفه أن يحملهم على الإيمان.


                                قال تعالى:


                                ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (272) ﴾
                                (سورة البقرة: من آية " 272 " )


                                لست عليهم بحفيظ :


                                ﴿ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) ﴾
                                ( سورة هود)


                                لست عليهم بوكيل :


                                ﴿ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) ﴾
                                (سورة الأنعام)


                                وقال :


                                ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) ﴾
                                (سورة الغاشية)


                                وقال :

                                ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (56) ﴾
                                (سورة القصص: من آية " 56 " )


                                النبي عليه الصلاة والسلام عليه البلاغ
                                أما هذا الإنسان يستجيب أو لا يستجيب، لا يستجيب لجهله، أو لا يستجيب لخبثه، أو لاحتياله هذا شيءٌ آخر.

                                ( موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية )

                                ----------

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                23 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X