تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بن الإسلام مسلم اكتشف المزيد حول بن الإسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ (75) ﴾

    في القرآن موضوعيةٌ مذهلة،

    أليس من اليهود من آمن برسول الله وكانت تفيض عينه خُشوعاً،
    عبد الله بن سلام آمن برسول الله،

    لولا كلمة منهم ما الذي يحصل ؟

    إنسان من اليهود قرأ في التوراة أوصاف النبي وهو ينتظر مجيئه، فلما بعثه الله عزَّ وجل بادر إلى الإيمان به، وإلى نصرته، وكان من أقرب أصحابه إليه،

    لولا كلمة :


    ﴿مِنْهُمْ﴾


    هذا يحدث ارتباك عند هذا اليهودي


    ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ﴾


    ﴿مِنْهُمْ﴾



    لو لم تكن هذه الكلمة وهي ثلاثة حروف،

    لو لم تكن هذه الكلمة في هذه الآية
    وقرأ الآية عبد الله بن سلام،
    بماذا يشعر ؟


    ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ (75) ﴾




    على الإنسان ألا يعمم أو يطلق الأحكام القطعية بل يجب أن يكون موضوعياً في أحكامه:


    كل إنسان يقول لك :
    هلك الناس ؟
    لا، بعض الناس لم يهلكوا،
    أو يقول: الناس لا يوجد فيهم خير،

    لا :

    (( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ـ قَالَ أَبُو إِسْحَقَ: لا أَدْرِي أَهْلَكَهُمْ بِالنَّصْبِ أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ ـ ))
    [مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ]


    الذي وصفهم بالهلاك وهم ليسوا كذلك،

    إيَّاكَ أن تعمم،
    إياك أن تطلق الأحكام القَطْعِيَّة،
    كن موضوعياً في أحكامك،




    تفسير النابلسى

    ------------------

    تعليق


    • #92
      رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)

      المنافق يقول بما لا يؤمن، ويؤمن بما لا يقول

      ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ (145) ﴾

      الكافر واضح، والمؤمن واضح، أما المنافق مخيف، له ظاهر وله باطن، له كلام يعلنه وله معانٍ يُبَطِّنُهَا

      فلذلك :


      ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا (76) ﴾


      ﴿ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) ﴾


      من ضعف الإيمان أن يظن الإنسان أن الحيل الشرعية مقبولة عند الله تعالى :


      فيسمى الخمر مشروبات روحية ويسمى الربا فوائد ويسمى الفجور فن
      ويتكلم بالمواعظ والله يعلم ما فى القلوب

      والمؤمن الحق هو الذى يكون سره مثل علانيته لأنه يعبد من لا يخفى عليه شىء فى الارض ولا فى السماء

      سبحانه - يعلم السر وأخفى

      سبحانه - عليم بذات الصدور

      والحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • #93
        رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)

        يبين الله لنا بأنه يعلم أمرهم وما يفعلون.
        لقد ظنوا أن الله غافل عندما خلا بعضهم إلي بعض وقالوا: "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم" ..
        الله علم وسمع


        ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ (78) ﴾


        أي أنهم غير متعلمين، يخلطون الحق بالباطل، والخير بالشر، والسُنَّة بالبدعة، ويتَّبعون الأهواء

        طالب العلم إنسان كبير جداً عند الله،

        أنت حينما تأتي إلى بيتٍ من بيوت الله تطلب العلم، تسلك طريقاً ينتهي بك إلى الجنَّة:


        (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ ))
        [الدارمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه ]


        فالإنسان عندما يطلب العلم يصبح عنده حارس.

        يا بني العلم خيرٌ من المال،

        لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال،

        والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق.


        قال سبحانه :


        ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
        ( سورة الزمر )


        وقال :


        ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
        ( سورة المجادلة )



        قال سيدنا علي: "

        يا كُميل الناس ثلاثة ؛ عالمٌ ربَّاني،

        ومُتَعَلِّمٌ على سبيل نجاة،

        وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركنٍ وثيق،

        فاحذر يا كميل أن تكون منهم



        ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ (78) ﴾


        أي أن بعضهم الآخر ليسوا أميُّين،
        بعضهم الآخر يعلمون الحقيقة ويعرفون النبيَّ كما يعرفون أبناءهم،
        الآن دخلنا في موضوع ثانٍ،
        أنت حينما تعلم قد يكون هذا العلم حُجَّةً عليك، العلم حُجَةٌ لك أو عليك، حينما تعلم ولا تعمل أصبح العلم حجَّةً عليك، وحينما تعلم وتعمل أصبح العلم حجَّةً لك

        بعض هؤلاء اليهود يعلمون أن النبيَّ رسول الله، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولكن حفاظهم على مكاسبهم، وحفاظهم على رئاستهم لأتباعهم، وحفاظهم على شهواتهم، وعلى هذه المكاسب الكثيرة التي حَصَّلوها بمكانتهم الدينيَّة جعلتهم يركبون رؤوسهم، وينكرون على النبي رسالته.

        فاليهود منهم أميون، ومنهم غير أميّين،
        وهؤلاء غير الأميين منهم من استجاب لعلمه فسلم وسعد، ومنهم من حافظ على مكاسب الدنيا فشقي في الدنيا والآخرة.
        لذلك قالوا :
        هناك من يُفْتِي بعلمٍ، وهناك من يفتي بغير علمٍ، وهناك من يفتي بخلاف ما يعلم،
        فالذي يفتي بعلمٍ نجا، والذي يفتي بغير علمٍ هَلَكَ، ولكن الذي يفتي بخلاف ما يعلم أجرم، يعرف الحقيقة ويفتي بخلافها،

        فهؤلاء الذين ليسوا أميين حافظوا على مكاسبهم، فركبوا رأسهم، وأنكروا نبوَّة النبي عليه الصلاة والسلام.

        مقتطفات من تفسير النابلسى

        ------------

        تعليق


        • #94
          رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة : 79]


          والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل،

          قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: { أَفَتَطْمَعُونَ } إلى { يَكْسِبُونَ }

          فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وهو ينطبق علي من نسب للكتاب والسنة, ما أصله من البدع الباطلة.

          وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني, وهو ينطبق علي من ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه،

          و علي من كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين


          قال القرطبي :

          في هذه الآية والتي قبلها التحذير من التبديل والتغيير والزيادة في الشرع ،

          فكل من بدل وغير أو ابتدع في دين الله ما ليس منه فهو داخل تحت هذا الوعيد الشديد ، والعذاب الأليم


          عن عائشة رضي الله عنها قالت :

          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
          من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم ،

          وفي رواية لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .

          تعليق


          • #95
            رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) ﴾


            ولكن ماذا نفعل بهذه الآية :

            {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}الزلزلة 7، 8

            ماذا نفعل بهذه الآية ؟
            ماذا نفعل بها ؟

            الجواب الإلهي :

            ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 81﴾

            الله عزَّ وجل لا يغفر إلا من بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح:

            قال: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (81)﴾

            باختياره فعل سيئةً، لم يندم، ولم يَتُب، ولم يستغفر، ولم يصحِّح


            أما من تاب :

            ﴿ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(153)﴾ (سورة الأعراف)


            تفسير النابلسي

            تعليق


            • #96
              رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة : 80]


              قال السعدي :

              ذكر أفعالهم القبيحة, ثم ذكر مع هذا أنهم يزكون أنفسهم, ويشهدون لها بالنجاة من عذاب الله, والفوز بثوابه, وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة, أي: قليلة تعد بالأصابع,
              فجمعوا بين الإساءة والأمن


              وفي تفسير الوسيط :

              أبطل القرآن الكريم دعواهم بأصل عام يشملهم ويشمل غيرهم
              فقال. ليس الأمر كما تدعون،
              بل الحق أنه من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ومات عليها دون أن يتوب إلى الله- تعالى- منها فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ،
              وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ

              تعليق


              • #97
                رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) سورة البقرة


                هم قالوا لن تمسنا النار .. قال لن تمسكم فقط بل أنتم فيها خالدون ..

                وقوله تعالى: "أصحاب النار" ..
                الصحبة تقتضي نوعا من الملازمة فيها تجاذب المتصاحبين .

                وقوله تعالى: "وأحاطت به خطيئته" ..
                إحاطة بحيث لا يوجد منفذ للإفلات من الخطيئة لأنها محيطة به.


                وأنسب تفسير لقوله تعالى:
                "كسب سيئة وأحاطت به خطيئته"
                .. أن المراد الشرك ..

                لأن الشرك هو الذي يحيط بالإنسان ولا مغفرة فيه ..

                والله تعالى يقول:
                إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ( الآية 48 النساء)


                تفسير الشعراوي

                تعليق


                • #98
                  رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(82)
                  سورة البقرة

                  عندما يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم .. العذاب والنار،
                  يأتي بالمقابل وهو النعيم والجنة ..
                  وذلك أن المقابلة ترينا الفرق .. وتعطي للمؤمن إحساسا بالسعادة ..
                  لأنه زحزح عن عذاب الآخرة،
                  وليس هذا فقط .. بل دخل الجنة ليقيم خالدا في النعيم ..

                  ولذلك يقول سبحانه وتعالى:
                  فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
                  (من الآية 185 سورة آل عمران)

                  إذن الفوز في الآخرة ليس على درجة واحدة ولكن على درجتين ..

                  أولى درجات الفوز أن يزحزح الإنسان على النار ولو إلي الأعراف وهذا فوز عظيم ..
                  يكفي إنك تمر على الصراط المضروب فوق النار وترى ما فيها من ألوان العذاب،
                  ثم بعد ذلك تنجو من هذا الهول كله ..
                  يكفي ذلك ليكون فوزا عظيما ..
                  لأن الكافر في هذه اللحظة يتمنى لو كان ترابا حتى لا يدخل النار ..

                  فمرور المؤمن فوق الصراط ورؤيته للنار نعمة لأنه يحس بما نجا منه ..

                  فإذا تجاوز النار ودخل إلي الجنة لينعم فيها نعيما خالدا كان هذا فوزاً آخر

                  تفسير الشعراوي

                  تعليق


                  • #99
                    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة : 82]


                    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير :

                    اعلم أنه سبحانه وتعالى ما ذكر في القرآن آية في الوعيد إلا وذكر بجنبها آية في الوعد ،
                    وذلك لفوائد :

                    أحدها : ليظهر بذلك عدله سبحانه ، لأنه لما حكم بالعذاب الدائم على من أصر على الكفر وجب أن يحكم بالنعيم الدائم على من استقام على الإيمان .

                    وثانيها : أن المؤمن لا بد وأن يعتدل خوفه ورجاؤه

                    وثالثها : أنه يظهر بوعده كمال رحمته وبوعيده كمال حكمته فيصير ذلك سببا للعرفان


                    وجاء في تفسير السعدي :

                    {وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالله وملائكته, وكتبه ورسله واليوم الآخر {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

                    ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين:

                    أن تكون خالصة لوجه الله,
                    متبعا بها سنة رسوله.

                    فحاصل هاتين الآيتين,
                    أن أهل النجاة والفوز, هم أهل الإيمان والعمل الصالح،
                    والهالكون أهل النار المشركون بالله, الكافرون به

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)


                      قال زيد بن مسفر البحري :

                      ( أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ )
                      كلمة أصحاب :
                      تفيد الملازمة لأنهم لما لازموا العمل الصالح في الدنيا والعمل الصالح وهو سبب لدخول الجنة لازموا الجنة

                      ولذلك :
                      سواء كانت طائفة أهل الخير أو طائفة أهل الشر :
                      من اعتاد على العمل الصالح يكون حاله بهذا الاعتياد في الآخرة على غرار هذا

                      وكذلك:
                      عند الخروج من هذه الدنيا
                      ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم (كل عبد يبعث على ما مات عليه)


                      وجاء في تفسير الطبري :

                      وإنما هذه الآية والتي قبلها إخبار من الله عباده عن بقاء النار وبقاء أهلها فيها, [وبقاء الجنة وبقاء أهلها فيها]
                      ودوام ما أعد في كل واحدة منهما لأهلها
                      تكذيبا من الله جل ثناؤه القائلين من يهود بني إسرائيل: إن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة, وأنهم صائرون بعد ذلك إلى الجنة.

                      فأخبرهم بخلود كفارهم في النار، وخلود مؤمنيهم في الجنة

                      وأن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له أبدا.

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ [البقرة : 83]


                        وهذه الشرائع من أصول الدين, التي أمر الله بها في كل شريعة

                        { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ }
                        هذا من قسوتهم أن كل أمر أمروا به لا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة والعهود الموثقة

                        { لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ }
                        هذا أمر بعبادة الله وحده, ونهى عن الشرك به،
                        وهذا أصل الدين فلا تقبل الأعمال كلها إن لم يكن هذا أساسها,
                        فهذا حق الله تعالى على عباده وهو أعلي وأعظم الحقوق

                        ثم قال: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
                        أي: أحسنوا بالوالدين إحسانا،
                        وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهم،
                        وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين أو عدم الإحسان والإساءة
                        لأن الواجب الإحسان,
                        والأمر بالشيء نهي عن ضده.

                        وللإحسان ضدان:
                        الإساءة, وهي أعظم جرما،
                        وترك الإحسان بدون إساءة, وهذا محرم, لكن لا يجب أن يلحق بالأول،

                        وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى, والمساكين

                        تفسير السعدي

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          (( وبالوالدين إحسانا وذي القربى ))


                          قال القرطبي :

                          أي وأمرناهم بالوالدين إحسانا .
                          وقرن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد
                          لأن النشأة الأولى من عند الله ،
                          والنشء الثاني - وهو التربية - من جهة الوالدين ،
                          ولهذا قرن تعالى الشكر لهما بشكره
                          فقال : أن اشكر لي ولوالديك .

                          والإحسان إلى الوالدين :
                          معاشرتهما بالمعروف ،
                          والتواضع لهما ،
                          وامتثال أمرهما ،
                          والدعاء بالمغفرة بعد مماتهما ،
                          وصلة أهل ودهما


                          وقال بن كثير :

                          يأتي بعد ذلك حق المخلوقين ،
                          وآكدهم وأولاهم بذلك حق الوالدين ،
                          ولهذا يقرن الله تعالى بين حقه وحق الوالدين ،

                          كما قال تعالى : ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) [ لقمان : 14 ]

                          وقال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) الآية

                          إلى أن قال : ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل )الإسرا ء

                          وفي الصحيحين ، عن ابن مسعود ،
                          قلت : يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : " الصلاة على وقتها " . قلت : ثم أي ؟ قال : " بر الوالدين " . قلت : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله "

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            (( وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامي والمساكين ))


                            قوله تعالى : واليتامى

                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                            كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة . وأشار مالك بالسبابة والوسطى ، رواه أبو هريرة أخرجه مسلم


                            قوله تعالى : والمساكين

                            روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله - وأحسبه قال - وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر .

                            تفسير القرطبي

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              (( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا َ)) [البقرة : 83]


                              قال الحسن البصري :
                              فالحسن من القول يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحلم ، ويعفو ، ويصفح ، وكل خلق حسن رضيه الله .

                              وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنا بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي .


                              قال السعدي :

                              ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله, أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق, وهو الإحسان بالقول, فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار,

                              ولهذا قال تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }

                              ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده, أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله, غير فاحش ولا بذيء, ولا شاتم, ولا مخاصم،

                              بل يكون حسن الخلق, واسع الحلم, مجاملا لكل أحد, صبورا على ما يناله من أذى الخلق, امتثالا لأمر الله, ورجاء لثوابه

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ))البقرة : 83


                                أمرهم بإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة,

                                لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود,
                                والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد.

                                { ثُمَّ }
                                بعد هذا الأمر لكم بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل, عرف أن من إحسان الله على عباده أن أمرهم بها,, وتفضل بها عليهم وأخذ المواثيق عليكم

                                { تَوَلَّيْتُمْ }
                                على وجه الإعراض،
                                لأن المتولي قد يتولى, وله نية رجوع إلى ما تولى عنه،
                                وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع في هذه الأوامر،

                                فنعوذ بالله من الخذلان.

                                وقوله: { إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ }
                                هذا استثناء, لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم،

                                فأخبر أن قليلا منهم, عصمهم الله وثبتهم.

                                تفسير السعدي


                                - - - تم تعديله - - -

                                ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (83) ﴾


                                الميثاق هو العهد،

                                والبشريَّة جمعاء حينما خُلِقوا في عالَم الذَر قال لهم الله تعالى:
                                ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ سورة الأعراف

                                العهد أن نأتي إلى الدنيا فنتعرف إلى الله من خلال الكون،
                                والكون كلُّه ينطق بأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى،

                                أن نأتي إلى الدنيا وأن نستخدم العقل الذي أودعه الله فينا،

                                وأن نصغي إلى صوت الفطرة التي فُطرنا عليها،

                                وأن نستخدم حريَّة الاختيار في اختيار الخير،

                                وأن نستخدم الشهوات كقوَّى محرِّكة لا قوى مدمِّرة،

                                وأن نجعل من الشرع منهجاً لنا،

                                من أجل هذا جئنا إلى الدنيا،

                                وهذا هو العهد الذي عاهدنا ربنا عليه،

                                وهذا مضمون قوله تعالى:
                                ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ ﴾ سورة الأحزاب

                                تفسير النابلسي

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                18 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X