هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فتى يسوع مسلم اكتشف المزيد حول فتى يسوع
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

    ماذا قبل القرن الرابع؟

    ناقشت في المقالة الأولى كيف أن عقيدة التثليث المعاصرة والتي تدعوا إلى مساواة المسيح بالله الآب إنما هي هرطقة اخترعت في القرن الرابع الميلادي على يد الآباء الكبادوكيين (وهذا رابط المقالة الأولى: http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52855 )، ثم في المقالة الثانية بينت تناقض الآباء الكبادوكيين وإدراكهم بأنهم يعبدون ثلاثة آلهة وكيف حاولوا المغالطة لتبرير رأيهم ومدى ركاكته أمام أعينهم، وقد ختمت المقالة الثانية بكلام غريغوريوس النيصي وهو يدعي بأن عقيدته التثليثية إنما استلمها من التقليد الآبائي (وهذا رابط المقالة الثانية: http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52877 )، وفي هذه المقالة الثالثة والأخيرة سأبين إن شاء الله مدى بطلان ما ادعاه النيصي.

    فقبل زمن الآباء الكبّادوكيين كانت المسيحية بشكل مختلف ونظرة مختلفة نحو علاقة المسيح بالله الآب، فقد كانت هناك ثلاثة أشكال: العقيدة المودالية والعقيدة الخضوعية المنكرة لألوهية المسيح والعقيدة الخضوعية المثبتة لألوهية المسيح، وتفصيل ذلك كالآتي:

    1- عقيدة المودالية: أو كما يسميها البعض بالهرطقة السابلّية (نسبة إلى سابلّيوس –الذي عاش في القرن الثالث- وهو غير باسيليوس)، وهي الهرطقة التي تقول بأن الآب والابن هما نفس الشخص وليسا متعددا الشخصية، وإنما الآب والابن مجرد أسماء أو أشكال لنفس الإله، فالآب بالنسبة لهم هو نفسه الابن، والابن هو نفسه الآب، وهذا على عكس عقيدة التثليث التي تقول بأن الآب ليس هو الابن، وأنهما شخصان مختلفان ولكنهما متحدان في الطبيعة، وقد كان بعض أساقفة روما (وهم من يطلق عليهم الكاثوليك اليوم بالباباوات) يؤمنون بالمودالية مثل زيفيرنيوس وخليفته كاليستوس اللذان عاشا في القرن الثالث الميلادي (كما صرّح بذلك معاصرهم هيبوليتوس).
    2- عقيدة الخضوعية (أو التبعية): وهذه العقيدة تقول بأن الابن أقل مرتبة من الآب، فالآب أعظم من الابن، ولذلك فالمسيح خاضع وتابع للآب، وتحت هذا المعتقد هناك مذهبان:
    أ- أن المسيح ليس بإله، وهذه عقيدة الموحدين من المسيحيين.
    ب- أن المسيح إله ولكنه جزء من الله، وعلى ذلك فالمسيح ليس هو الله ولكنه إله ثانوي منبثق منه مثل الشرارة من النار، وهذه عقيدة آباء الكنيسة قبل القرن الرابع الميلادي (وهذه هي التي تهمنا في هذا البحث).

    وبدءً من القرن الرابع الميلادي تم دمج العقيدة المودالية (التي تقول بالمساواة ولكن مع عدم اختلاف الأشخاص) مع العقيدة الخضوعية (التي تقول باختلاف الأشخاص مع عدم المساواة) بأسلوب أفلاطوني محدث لتتشكل عقيدة التثليث التي نعرفها اليوم.

    فعلى عكس ادعاء غريغوريوس النيصي (والذي ادعى بأن عقيدة التثليث مستلمة من التقليد الكنسي) لم تكن عقيدة التثليث التي تدعوا إلى مساواة الآب والابن متبناة من قِبل الآباء ومعلمي اللاهوت قبله، وإنما هي هرطقة ابتدعها هو وبقية الآباء الكبّادوكيين (وكذلك أثناسيوس الذي عاش في بداية القرن الذي عاشوا فيه)، وإليك تصريح الموسوعات والقواميس بأن الخضوعية هي عقيدة آباء الكنيسة ومعلميها قبل القرن الرابع الميلادي:

    - موسوعة أوكسفورد للكنيسة المبكرة (2/797) (Oxford Encyclopedia of the Early Church) تحت عنوان "الخضوعية" (Subordinationism):

    "الخضوعية: هكذا نسمي الاتجاه الذي كان قوياً في لاهوت القرن الثاني والثالث الميلادي وهو اعتبار المسيح (كابن لله) أدنى مرتبة من الآب، ويقف خلف هذا الاتجاه التصريحات الإنجيلية التي يؤكد فيها المسيح بنفسه هذا الدنو (يوحنا 14 : 28؛ مرقس 10 : 18؛ 13 : 32 . . إلخ) والتي تطورت خصوصاً في كريستولوجيا-الكلمة."

    "SUBORDINATIONISM. Thus we call the tendency, strong in the theology of the 2nd and 3rd cc., to consider Christ, as Son of God, inferior to the Father. Behind this tendency were gospel statements in which Christ himself stressed this inferiority (Jn 14, 28; Mk 10, 18; 13, 32, etc.) and it was developed esp. by the Logos-christology."

    - قاموس أكسفورد للكنيسة المسيحية (ص 1319، الطبعة الثانية) (The Oxford Dictionary of the Christian Church):

    "الخضوعية: التعليم المختص بالألوهية والذي يعتبر سواء الابن كخاضع للآب أو الروح القدس كخاضع لهما، فهو اتجاه مميز في جزء كبير من عقيدة القرون الثلاثة الأولى، وهي سمة واضحة من هذا القبيل بصورة أو أخرى للآباء الأرثوذوكس مثل القديس يوستينوس وأوريجيانوس."
    "SUBORDINATIONISM. Teaching about the Godhead which regards either the Son as subordinate to the Father or the Holy Ghost as subordinate to both. It is a characteristic tendency in much of Christian teaching of the first three centuries, and is a marked feature of such otherwise orthodox Fathers as St. Justin and Origen."

    - كتاب ويستمنستر للاهوت آباء الكنيسة (The Westminster Handbook to Patristic Theology) (ص 321، ط 2004) للقس الأرذودوكسي والمؤرخ اللاهوتي البروفسور بجامعة كولومبيا الأمريكية جون أنتوني مكغوكين (وهو كتاب قاموسي):

    "الخضوعية: هذا المصطلح عبارة عن مفهوم شائع قديم يُستخدم للدلالة على لاهوتيّي الكنيسة المبكرة الذين أكدوا لاهوت الابن أو روح الله ولكنهم اعتبروه بطريقة أو بأخرى لاهوتاً على شكل أقل من لاهوت الآب، وإنه لمفهوم معاصر ذلك الشديد الغموض الذي لم يسلط الضوء كثيراً على عقيدة معلمي ماقبل نيقية حيث كان المعتقد الخضوعي مشارَكاً به بشكل واسع وبديهي."
    "SUBORDINATIONISM. The term is a common retrospective concept used to denote theologians of the early church who affirmed the divinity of the Son or Spirit of God, but conceived it somehow as a lesser form of divinity than that of the Father. It is a modern concept that is so vague that is that it does not illuminate much of the theology of the pre-Nicene teachers, where a subordinationist presupposition was widely and unreflectively shared."

    - صناعة الأرثوذوكسية (ص 153، ط 2002) (The Making of Orthodoxy: Essays in Honour of Henry Chadwick) والذي شارك في تأليفه نخبة من علماء اللاهوت البريطانيين؛ نقرأ فيه:

    "بالفعل، إلى أن بدأ أثاناسيوس في الكتابة [في القرن الرابع]، فإن كل عالم لاهوتي، سواء أكان في الشرق أو في الغرب، كان يؤمن بشكل معين من عقيدة الخضوعية، وفي حوالي عام 300 يمكن أن تعتبر جزء ثابتاً في لاهوت الكنيسة الجامعة."
    "Indeed, until Athanasius began writing, every single theologian, East and West, had postulated some form of Subordinationism. It could, about the year 300, have been described as a fixed part of catholic theology."


  • #2
    رد: هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

    نماذج من عقيدة الخضوعية لدى الآباء الأوائل

    العقيدة الخضوعية (أو التبعية) كما قلنا هي الاعتقاد بأن الابن (المسيح) ليس مساوياً لله الآب، فهو في درجة ومكانة أقل منه، فالله الإله الحقيقي الذي له كامل الألوهية هو الآب وحده، وقبل أن نأتي إلى ذكر بعض أقوال آباء الكنيسة قبل القرن الرابع الميلادي، نبين أولا ما المقصود بآباء الكنيسة، فآباء الكنيسة هم علماء المسيحية في القرون القديمة (من القرن الثاني حتى القرن السادس الميلادي تقريباً)، ومن آباء الكنيسة هؤلاء من كانوا منظرين ومدافعين عن المعتقدات المسيحية ضد الوثنيين واليهود والهراطقة، وهؤلاء يُعْرَفون بالدفاعيين (Apologists)، ولذلك حفظت لنا الكثير من أعمال وكتابات أولئك الآباء الدفاعين، وأشهرهم على الإطلاق كان كل من إيريناوس (أسقف ليون) ويوستينوس الشهيد (كلاهما في القرن الثاني الميلادي) وأوريجانوس وترتليانوس (كلاهما في القرن الثالث الميلادي)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرسالة البابوية الأولى لبابا الكاثوليك الحالي فرانسيس المسماة "نورالإيمان" اقتبس البابا فرانسيس فيها من أقوال آباء الكنيسة، ولم يذكر من آباء ما قبل القرن الرابع إلا أشهرهم وهم هؤلاء الأربعة (إيريناوس ويوستينوس وأوريجانوس وترتليانوس).

    ولنر الآن المعتقد الخضوعي في فكر أولئك الآباء الكنسيين؛ وإليك بعضاَ من أقوالهم:

    1- إيريناوس: والملقب بـ"أبي التقليد الكنسي" (ت 202)؛ ومن أقواله في الخضوعية:

    "فحتى الرب ابن الله الحقيقي اعترف بأن الآب وحده يعلم بالتحديد [وقت] يوم وساعة الدينونة [أي القيامة]، وذلك حينما أعلن بوضوح: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الابن إلا الآب." [مرقس 13 : 32] فإذا كان الابن لم يستحِ من أن ينسب علم ذلك اليوم للآب وحده وإنما أعلن حقيقة الأمر فعلينا أيضاً ألا نستح من أن نترك لله تلك الأسئلة الكبرى التي تأتينا." (ضد الهراطقة 2 : 28 : 6)
    "while even the Lord, the very Son of God, allowed that the Father alone knows the very day and hour of judgment, when He plainly declares, “But of that day and that hour knoweth no man, neither the Son, but the Father only.” If, then, the Son was not ashamed to ascribe the knowledge of that day to the Father only, but declared what was true regarding the matter, neither let us be ashamed to reserve for God those greater questions which may occur to us." (Against Heresies, 2.28.6)

    ثم يشرح إيريناوس لماذا الآب وحده يعلم متى يوم القيامة ولا يعلمها المسيح فيقول:

    "وذلك لنتعلم منه أن الآب فوق الكل، لأنه كما يقول [المسيح]: "الآب أعظم مني" [يوحنا 14 : 28]، لذلك فإن ربنا أُعلن تفوق الآب فيما يتعلق بالعلم." (ضد الهراطقة 2 : 28 : 8)
    "that we may learn through Him that the Father is above all things. For “the Father,” says He, “is greater than I.” The Father, therefore, has been declared by our Lord to excel with respect to knowledge." (Against Heresies, 2.28.8 )

    وتحدث إيرناوس عن الآب قائلا: "إنه هو الذي يحوي كل شيء ولا شيء يحويه، وبكل حق أيضاً قال ملاخي من بين الأنبياء: "أليس إله واحد خلقنا؟ أليس أب واحد لكلنا؟"، وفيما يتعلق بهذا أيضاً يقول الرسول: "هناك إله واحد هو الآب الذي هو فوق الكل وفينا كلنا"، وبالمثل يقول الرب أيضاً: "كل شيء قد دُفِع إليّ من أبي."" (ضد الهراطقة 4 : 20 : 2)
    "He who contains all things, and is Himself contained by no one. Rightly also has Malachi said among the prophets: “Is it not one God who hath established us? Have we not all one Father?” In accordance with this, too, does the apostle say, “There is one God, the Father, who is above all, and in us all.” Likewise does the Lord also say: “All things are delivered to Me by My Father”” (Against Heresies, 4.20.2)

    2- القديس يوستينوس: الملقب بـ"الشهيد" (ت 165م)، وقد كان إيرناوس يقتبس منه في بعض كتاباته؛ ومن أقوال يوستينوس:

    "إن الذي علمنا هذه الأشياء هو يسوع المسيح الذي وُلد لهذا الغرض، وصُلب في عهد بيلاطس البنطي والي اليهودية، وفي زمن مُلك طيباريوس قيصر. وسوف نثبت أننا نتعبد له بحكمة؛ إذ قد تعلّمنا أنه ابن الله الحي نفسه ونؤمن بأنه الثاني في الترتيب وروح النبوة هو الثالث في الترتيب، ولهذا السبب يتهموننا بالجنون قائلين إننا ننسب إلى رجل مصلوب المرتبة الثانية بعد الله الأبدي غير المتغير خالق الكل." (الدفاع الأول 13، ترجمة آمال فؤاد، طبعة دار باناريون، وبإشراف د. جوزيف موريس فلتس)

    وفي خطابه لليهود يقول يوستينوس عن المسيح:
    "إذن بما أنكم تفهمون هذه النصوص من الكتاب المقدس، سأحاول إثبات ما أقوله، أي أنه يوجد إله ورب آخر تحت الله خالق كل الأشياء كما هو مذكور في الكتاب المقدس، وهو يسمى أيضاً ملاكاً لأنه يعلن للإنسان كل ما يريد خالق الكل، الذي لا يوجد إله آخر فوقه أن يعلنه." (الحوار مع تريفون 56، ترجمة آمال فؤاد، طبعة دار باناريون، وبإشراف د. جوزيف موريس فلتس)


    3- أوريجانوس: الملقب بـ"العلامة" و"أدمانتيوس" أي "الرجل الفولاذي" لقوة حجته (ت 254م)، وقد حرمه بطريرك الإسكندرية لأسباب بروتوكولية كهنوتية ثم بسبب قوله بأن نفوس البشر أزلية وإيمانه بالصلاح الشامل –أي أن الجميع مخلصون-، ومع ذلك فإن الكثير من المسيحيين في كتاباتهم اليوم يسمونه بـ"العلامة العظيم" بسبب حجم هذا الرجل ومكانته العلمية فيكاد لا تجد مفسرا مسيحيا من الثلاثة طوائف (الأرذودوكسية والكاثوليكية والبروتستانتية) إلا ويستشهد ببعض أقواله؛ ومن أقواله في الخضوعية:

    "بالنسبة لنا نحن الذين نقول أن العالم المرئي هو تحت هيمنته [أي الآب]، وهو الذي خلق كل شيء، نعلن أن الابن ليس أعظم من الآب، بل أدنى منه، وهذه العقيدة بنيناها اعتماداً على أقوال يسوع نفسه: "الآب الذي أرسلني هو أعظم مني." وليس فينا من هو من شدة الجنون لأن يؤكد على أن ابن الإنسان هو رب على الله، ولكن عندما نعتبر المخلّص على أنه الله الكلمة والحكمة والاستقامة والحق، فإنا بالتأكيد نقول أن له السيادة على جميع الأشياء، والتي أُخضعت له بهذا المعنى، ولكن لا نقول أن سيادته امتدَّت لتسود على الله والآب الحاكم على الكلّ." (ضد كلسوس 8 : 15)
    "For we who say that the visible world is under the government to Him who created all things, do thereby declare that the Son is not mightier than the Father, but inferior to Him. And this belief we ground on the saying of Jesus Himself, “The Father who sent Me is greater than I.” And none of us is so insane as to affirm that the Son of man is Lord over God.But when we regard the Saviour as God the Word, and Wisdom, and Righteousness, and Truth, we certainly do say that He has dominion over all things which have been subjected to Him in this capacity, but not that His dominion extends over the God and Father who is Ruler over all." (Against Celsus, 8.15)

    وعن المسيح يقول أوريجانوس: "يمكن أن نسميه إلهاً ثانياً." (ضد كلسوس 5 : 39) (ويقصد بإله ثان أي إلهاً ثانوياُ "–ديوتِروس ثيوس" في اليونانية)
    "we may call Him a “second” God" (Against Celsus, 5.39)

    ويقول: "وبذلك نحن نتهم اليهود بعدم اعترافهم به كإله، والذي شهدت له العديد من الفقرات في كتابات الأنبياء، إلى درجة أنه كان قوة عظيمة، وإلهاً بجانب الله وأبي جميع الأشياء." (ضد كلسوس 2 : 9)
    "We therefore charge the Jews with not acknowledging Him to be God, to whom testimony was borne in many passages by the prophets, to the effect that He was a mighty power, and a God next to the God and Father of all things.” (Against Celsus, 2.9)

    4- ترتليانوس: الملقب بـ"أبي المسيحية اللاتينية" (ت 225م)، ومع أنه يعتبر أول عالم لاتيني يستخدم كلمة "تثليث" إلا أنه كان خضوعياً؛ فمن أقواله فيها:

    "إني أقر بأني أجعل الله وكلمته (الآب وابنه) أنهما اثنان، فالجذر والشجر شيئان مختلفان ولكنهما متصلان بشكل تلازمي، والينبوع والنهر أيضاً شكلان ولكنهما غير منفصلان، وبالمثل الشمس وشعاعه هما شكلان اثنان ولكنهما مترابطان، فكل شيء ينبثق من شيء آخر فإنه يحتاج بالضرورة إلى أن يكون ثانياً بالنسبة لذلك الذي قد انبثق منه." (ضد براكسيس 8)
    "I confess that I call God and His Word — the Father and His Son —two. For the root and the tree are distinctly two things, but correlatively joined; the fountain and the river are also two forms, but indivisible; so likewise the sun and the ray are two forms, but coherent ones.Everything which proceeds from something else must needs be second to that from which it proceeds." (Against Praxeas, ch. 8)

    "لأن الآب هو الجوهر الكامل بينما الابن اشتقاق وجزء من الكل، كما اعترف هو بنفسه: "أبي أعظم مني." [يوحنا 14 : 28] وفي المزامير تم وصف دنوه بأنه "أخفض من الملائكة بقليل" [المزامير 8 : 5]، ولذلك فالآب مختلف عن الابن، وهو أعظم من الابن، مثلما أن الذي يلد هو واحد والذي يولد هو آخر، وأيضاً الذي يرسِل هو واحد والمرسَل هو آخر، والذي يخلق هو واحد والذي من خلاله الأشياء خُلقت هو آخر. ولحسن الحظ الرب نفسه استخدم هذا التعبير على شخص المعزي [أي الروح القدس] . . . وبذلك بيّن أن المرتبة الثالثة للمعزي كما نؤمن بأن المرتبة الثانية للابن، وذلك بمنطقية الترتيب الملاحظ من التدبير." (ضد براكسيس 4)
    "For the Father is the entire substance, but the Son is a derivation and portion of the whole, as He Himself acknowledges: “My Father is greater than I.” In the Psalm His inferiority is described as being “a little lower than the angels.” Thus the Father is distinct from the Son, being greater than the Son, inasmuch as He who begets is one, and He who is begotten is another; He, too, who sends is one, and He who is sent is another; and He, again, who makes is one, and He through whom the thing is made is another. Happily the Lord Himself employs this expression of the person of the Paraclete . . . so that He showed a third degree in the Paraclete, as we believe the second degree is in the Son, by reason of the order observed in the Economy." (Against Praxeas, ch. 4)

    إن يوستينوس وإيريناوس وأوريجانوس وترتليانوس هم كما قلت أشهر علماء المسيحية ومنظريها والذين اشتهروا باللاهوت الدفاعي بين القرنين الثاني والثالث، وقد رأينا بأنهم يصرّحون بأن المسيح خاضع لله ومكانته في المرتبة الثانية بعد الله الآب، وأن المسيح مع أنه إله إنما هو جزء من الله وليس الله ذاته، وهذه العقيدة الخضوعية كما قلنا تخالف عقيدة تثليث القرن الرابع التي جعلت المسيح هو الله نفسه ونادت بمساواته بالله الآب!

    فعقيدة الخضوعية هي العقيدة الأرثوذوكسية لما قبل القرن الرابع، فهي العقيدة التي كان يتبناها غالبية علماء المسيحية الذين يُعتبَرون سلفاً لأرثوذوكسية وكاثوليكية وبروتستانتية اليوم؛ وإليك شهادات المؤرخين والقواميس بانتشار الفكر الخضوعي بين الآباء الأوائل (قبل القرن الرابع طبعا):

    - موسوعة أوكسفورد للكنيسة المبكرة (2/797) (Oxford Encyclopedia of the Early Church) تحت عنوان "الخضوعية" (Subordinationism):
    "إن التوجهات الخضوعية واضحة خصوصاً لدى اللاهوتيون أمثال يوستينوس وترتليانوس وأوريجانوس ونوفاتيانوس، بل وحتى إريناوس (والذي تعتبر تكهناته الثالوثية غريبة) في تعليقه على يوحنا 14: 28 ليست لديه صعوبة في اعتبار المسيح أقل منزلة من الآب."
    "Subordinationist tendencies are evident esp. in theologians like Justin, Tertullian, Origen and Novatian; but even in Irenaeus, to whom trinitarian speculations are alien, commenting on Jn 14, 28, has no difficulty in considering Christ inferior to the Father."

    - الموسوعة الكاثوليكية الحديثة New Catholic Encyclopedia تحت عنوان "الخضوعية" (ط 2003م):
    "إن التوجهات الخضوعية يمكن إيجادها لدى هرماس ويوستينوس الشهيد وإريناوس وترتليانوس وأكلمنضس الاسكندري وأوريجانوس."
    "Subordinationist tendencies can be found in Hermas, Justin Martyr, Irenaeus, Tertullian, Clement of Alexandria and Origen."

    - المؤرخ الكاثوليكي وليام جورجنز (W. A. Jurgens) في كتابه عقيدة الآباء الأوائل (The Faith of the Early Fathers) (المجلد الأول، ص 247، ط 1970م) يقول في سياق حديثه عن نوفاتيانوس:
    "على العموم في نفس الوقت لم ينجح في التخلص من الخضوعية التي ورثها من يوستينوس وثيوفيلوس وإيرناوس وهيبوليتوس وترتليانوس."
    "At the same time, however, he did not succeed in shaking off the Subordinationism which he inherited from Justin, Theophilus, Irenaeus, Hippolytus and Tertullian."

    - الراهب الدومينيكي المؤرخ دنيس مينس (Denis Minns) (وهو عضو كلية اللاهوت بجامعة أوكسفورد البريطانية) في كتابه "إريناوس: مقدمة" (Irenaeus: An Introduction) (وهذا الكتاب أشاد به بعض المؤرخين -مثل البروفسور جيفري بوغ Jeffrey Pugh- واعتبروه من أهم الكتب لدراسة تاريخ وفكر القديس إيرناوس) يقول (في حاشية الكتاب ص 56، ط 2010):
    "من ضمن الخضوعيين كان ترتليانوس وهيبوليتوس ونوفاتيانوس وديونيسيوس الاسكندري وأوريجانوس."
    "Among the Subordinationists were Tertullian, Hippolytus, Novatian, Dionysius of Alexandria, and Origen."

    - المؤرخ البريطاني والأستاذ بجامعة أمريكا الكاثوليكية وليام لادو (William J. La Due) يقول في كتابه "التثليث دليل للتثليث" (The Trinity Guide to the Trinity) (ص 42، ط 2003):
    "يوستينوس والدفاعيون ترتليانوس وهيبوليتوس وأوريجانوس كلهم كانوا متأثرين بدرجة أو أخرى بالفكر الخضوعي."
    "Justin and the Apologists, Tertullian, Hippolytus, and Origen were all affected in one degree or another by subordinationist thinking."

    تعليق


    • #3
      رد: هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

      الخاتمة: صراعات تكفيرية بين الخضوعيين والكبادوكيين

      وكما بينت مسبقاً بأن المسيحيين قبل القرن الرابع كانوا على ثلاثة مذاهب في مفهومهم لعلاقة المسيح بالله الآب: جماعة قالت بأن المسيح هو نفسه الآب (أي أن الله ليس ثلاثة أشخاص أو أقانيم وإنما هو شخصية واحدة فقط هي الآب والابن معاً) وهؤلاء هم الموداليون (أو السابيلية)، وجماعة قالت بأن المسيح ليس بإله وإنما هو عبد الله ورسوله وهؤلاء هم الموحدون (كالأبيونية والآريوسية وغيرهم)، وجماعة ثالثة قالت بأن المسيح إله وهو ليس الله ذاته ولكنه جزء من الله وخاضع له وهؤلاء هم الخضوعية وهم غالبية آباء الكنيسة في ذلك الوقت (قلت غالبية لأن هناك منهم من اتبع الفكر المودالي).

      وأما ما ظهر منذ القرن الرابع والذي أصبح عقيدة أكثر المسيحيين اليوم وهو التثليث المعاصر (الكبّادوكي) والذي هو عبارة عن مساواة المسيح بالله الآب إنما هي هرطقة حاولت التوفيق والجمع بين الفكر المودالي والفكر الخضوعي (حيث أخذوا من الخضوعية اختلاف الشخصيات وأخذوا من المودالية المساواة بين الآب والابن).

      يقول الراهب الدومينيكي المؤرخ دنيس مينس (Denis Minns) (وهو عضو كلية اللاهوت بجامعة أوكسفورد البريطانية) في كتابه "إريناوس: مقدمة" (Irenaeus: An Introduction) (وهذا الكتاب أشاد به بعض المؤرخين -مثل البروفسور جيفري بوغ Jeffrey Pugh- واعتبروه من أهم الكتب لدراسة تاريخ وفكر القديس إيرناوس) (ص 55-56، ط 2010):

      "إن محاولات الكنيسة الأولى للجمع بين الإيمان بوحدانية الله مع الإيمان بتثليث إلهي كانت مقسمة إلى مدرستين فكريتين كبيرتين، فلاهوتيو إحدى المدرستين يُسمون بالخضوعيين، وأصحاب المدرسة الأخرى هم الموناركيون أو الموداليون . . . إن عقيدة التثليث الأرثوذوكسية والتي تطورت بعد مجمع نيقية عام 325 تعتمد بشكل كبير على عملية ترقيع للمعتقدات المركزية لكلا المدرستين، وكأن الكنيسة المتأخرة كما لو كانت مجبرة على القول بأن كلا المدرستين على حق."

      ثم يشرح دنيس مينس عقيدة الخضوعية (ص 58-59) بقوله:

      "وبطريقتهم الخاصة كان هؤلاء اللاهوتيون [الخضوعيون] حريصين بقدر حرص الموداليين على تأمين التقليد اليهودي المسيحي للتوحيد، ولكنهم كانوا يرون بأن هذا [التوحيد] قد تعرض للخطر حينما يُدعى المسيح "الله" من دون قيود إضافية. وذلك لأن العهد الجديد بوضوح يُبرز المسيح على أنه كائن منفصل و شخص منفصل أمام الآب، والذي هو مرسل منه وإليه صلّى وله كان طائعاً.
      لقد كان الحل الذي وضعه هؤلاء اللاهوتيون هو أن تطبيق اسم "إله" ليس محصوراً على الإله الأعلى. فيسوع أو أكثر تحديداً الكلمة أو ابن الله الذي صار جسداً في يسوع يمكن أن يوصف بأنه إله ولكن بطريقة يمكن لأي أحد أن يتحدث عن إلهين: الله وإله ثانٍ [أي إله ثانوي].
      . . . إن علاقة الإله الثاني بالإله الأعلى كان يتم شرحه بطريقتين: الأولى هي الطريقة التي "جاء بها إلى الوجود" والتي توصف بـ"التولد"، فالإله الأعلى (الآب) "أنجب" الإله الثاني (الابن)، فتصور الولادة يدل على مسألتين أن الإله الثاني معتمد على الإله الأول وهو نتيجة له، [والمسألة الثانية هي] أنه بالرغم من ذلك فإن هناك اتصال كينوني بين الآب والابن. ومن أجل الحفاظ على وحدة القصد الإلهي أكد أولئك اللاهوتيون على أن الإله الثاني كان خاضعاً للإله الأول ليس فقط في ترتيب كينونته بل في إرادته أيضاً. ولذلك يرى يوستينوس الشهيد بأن الإله الثاني لم يفعل ولم يقل شيئاً إلا بما أراده الإله الأول أن يفعل ويقول . . . إن مدى العلاقة بين المعتقد الخضوعي ومشكلة كيف [يمكن] أن يكون الله المتعالي [يتنزل] ليكون خالقاً ورازقاً [للعالم المادي الوضيع] يمكن أن يُرى بحقيقة أن الخضوعيين اعتقدوا أنه من المسلّم به أن الإله الثاني لم يكن متساو الأزلية مع الإله الأعلى ولكنه جاء إلى الوجود (كان مولوداً) قبل وبمشهد خلق العالم. لقد كان فقط حينما افترض لاهوتيون مثل أوريجيانوس بأن هناك وجوداً أزلياً لمخلوق (بنوع ما) مع الله، ومن ثم القول أن هذا الإله الثاني أو الابن كان أزلياً متساو الوجود مع الآب والقول بأنه ليس له بداية زمنية.
      "

      فالمسيح كما ترى هو عند الخضوعية إله تحت الله، وذلك لأنه جزء من الله (أو عند بعضهم مخلوق بنوع خاص)، وليس هو الله ذاته (فألوهية المسيح عندهم أقرب إلى المجازية بالنسبة لهم وليست حقيقية بمستوى إطلاقها على الله الآب)، والخضوعية كما بينا هي أرثوذوكسية ما قبل القرن الرابع، بينما نجد أرثوذوكسية ما بعد القرن الرابع (أي التثليث المعاصر أو الكبادوكي) تنادي بأن المسيح هو الله ذاته، وأن المسيح مساو لله في المكانة!

      هذه النقلة النوعية التي حصلت في الكنيسة من القرن الرابع وما بعده كما ذكرنا إنما هي انتفاضة وكفر بإيمان السابقين، فما هي إلا نتيجة بنيت على رأي فلسفي قام بترقيع ودمج الفكر الخضوعي مع الفكر المودالي كما بينه المؤرخ دنيس مينس.

      ومع ذلك قام أصحاب التثليث الكبادوكي المعاصر بتكفير الخضوعيين، فأشهر الآباء الكبادوكيين وهو باسيليوس القيصري يقول في كتابه "عن الروح القدس" (الفصل 18، النص رقم 48 ، ص 75، طبعة St Vladimir's Seminary Press، ط 1980):

      "أولئك الذين يُعلّمون الخضوعية ويتحدثون عن أول وثان وثالث عليهم أن يدركوا أنهم يُدخِلون الشرك اليوناني الخاطئ على المعتقد المسيحي الصافي، فهذا الابتداع الشر للخضوعية لا يمكن له إلا أن يؤدي إلى واحد واثنين وثلاثة آلهة، فنحن يعجبنا ما رتبه الرب، وأما الذي يقر بهذا الترتيب آثم بتعديه على الشريعة بكونه كافر نجس."
      "Those who teach subordination, and talk about first, second, and third, ought to realize that they are introducing erroneous Greek polytheism into pure Christian theology. This evil invention of subordinationism can result in nothing except a first, second, and third God. We will be content with the order established by the Lord. He who confess this order is as guilty of transgressing the law as an impious blasphemer. Enough has been said to undo their error; subordination cannot be used to describe persons who share the same nature."

      والمفارقة هي أن باسيليوس الذي يكفر الخضوعيين لإيمانهم بأن المسيح يقع في المرتبة الثانية بعد الله هم أكثر صفاء من عقيدة باسيليوس التي تقول بأن المسيح مساو لله وأنه شخص آخر مختلف عنه (بل مع زعمه بأن الخضوعيين يقومون بإدخال المفاهيم اليونانية الشركية إلى المسيحية هي عين مايعمله باسيليوس!)، فباسيليوس هو الذي استنجد بالمفهوم اليوناني في مثال مساواة بطرس ويعقوب ويوحنا باعتبار أنهم نفس الجنس كما بينته في المقالة الثانية http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52877 ، والذي بينّا من كلام أخيه غريغوريوس النيصي أن هذا المفهوم واضح في تعددية أصحاب الجنس الواحد، فبطرس ويعقوب ويوحنا وإن كانوا من نفس الجنس الذكوري إلا أنهم ثلاثة رجال وليسوا رجلاً واحداً (وبالتالي الآب والابن والروح القدس إن كانوا من نفس الجنس الألوهي فهم ثلاثة آلهة) مما حدا بغريغوريوس حتى يغلق المسألة في وجوه معارضيه بأن يدعي بأنه من الخطأ اللغوي الزعم بأن بطرس ويعقوب ويوحنا ثلاثة رجال (وبالتالي يخطِّئ حتى اللغة من أجل التغطية على شركية معتقده!)، بل وكما رأينا اعتراف غريغوريوس النيصي بأن إنكار كون التثليث عبارة عن ثلاثة آلهة لمجرد التمويه وإبعاد الوثنيين عن إدراك المشابهة معهم! فمن هو الوثني المشرك إذن؟ الخضوعيون أم المثلثون المعاصرون؟

      على العموم كما أن باسيليوس قام بتكفير عقيدة الخضوعية التي كانت عقيدة الكنيسة في القرون التي سبقته إلا أن الخضوعيين الذين عاشوا زمنه رأوا بأن الذي يدعوا إلى الشرك هي العقيدة التي ينادي بها باسيليوس وجماعته؛ تقول الموسوعة البريطانية (2014 http://global.britannica.com/EBcheck...ty#ref296199):

      "إن الآباء الكبَّادوكيين (غريغوريوس النيصي وغريغوريوس النازينازي وباسيليوس القيصري) أيضاً قد اتُّهِموا بأنهم يؤمنون بثلاثة آلهة، وذلك بسبب مفهومهم عن الله بأنه واحد في الجوهر بثلاثة أقانيم (اللفظ اليوناني للأقنوم يساوي اللفظ اللاتيني شخص والتي تشير إلى حقيقة محددة)."
      "The Cappadocian Fathers (Gregory of Nyssa, Gregory of Nazianzus, and Basil of Caesarea) were even accused of being tri-theists because of their conception of God as one essence in three hypostases (the Greek term hypostasis was the equivalent of the Latin substantia and designated a concrete reality)."

      ولأن عقيدة التثليث المعاصرة التي نظّر لها الآباء الكبادوكيين عبارة عن توليفة ودمج للعقيدة الخضوعية مع المودالية، وبذلك فهي عقيدة محدثة مبتدعة، فإن الخضوعيين من دون شك كانوا يوصمون الكبادوكيين بذلك؛ يقول باسيليوس القيصري نفسه:

      "من هذا الاعتبار [أي عقيدة التثليث] فإنهم يسموننا بالمبتدعة والثوريين [أي خارجين على التقليد وما هو مستلم من السابقين] ومصوّغي العبارات، و[يطلقون علينا] أي اسم آخر يمكن استخدامه للإساءة." (عن الروح القدس 6 : 13)
      "On this account they style us innovators, revolutionizers, phrase-coiners, and every other possible name of insult."

      وخلاصة القول إن عقيدة التثليث المعاصرة غير منطقية، وهي عقيدة مبتدعة أضيفت على المسيحية، وقد حصل التضارب بين المسيحيين أنفسهم عن مكانة المسيح بالنسبة لله؛ هل المسيح مجرد إنسان بعثه الله؟ أم هو إله تحت الله؟ أم هو الله نفسه؟ ولاشك بأن هذا التخبط بين المسيحيين أنفسهم لدلالة واضحة على عدم وضوح المعتقد لديهم، بل إن ما يعتقده مسيحيو اليوم من التثليث إنما هو مخالف للمسيحيين الأوائل قبل القرن الرابع الميلادي.

      وأختم هنا بقول الإمام الغزالي (الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي – الخامس الهجري) من كتابه "الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل":

      "النص الرابع ذكره مرقص في إنجيله في الفصل الرابع والأربعين: "فأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب وحده." [مرقس 13: 32].
      صرح في هذا النص بالإنسانية المحضة نافياً عنه العلم المختص بالإله، وهذا من أوضح الأدلة على إنسانيته المحضة . . .
      . . . وتصريح أيضاً بولص الرسول في حقّه حين وصف القيامة فقال: "فحينئذ يخضع الابن للذي أخضع له كل شيء" [1 كورنثوس 15 : 28] وصفه بالخضوع لله في القيامة، وهذا شأن العبيد الخاضعين لعظمة الله، ووصف الإله بالقدرة على إخضاع كل شيء لعظمته، وهذا شأن الإله القادر.
      . . . النص السادس ذكره أيضا يوحنا في إنجيله في الفصل الحادي والعشرين: قال لهم يسوع: "لو كنتم بني إبراهيم كنتم تعملون أعمال إبراهيم لكنكم تريدون قتلي أنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله" [يوحنا 8 : 39-40] صرح في هذا النص بالإنسانية بقوله: "إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعه من الله." أي: أنا إنسان. وصرّح بالرسالة وأنه لا يفعل إلا ما أمر به بقوله: "كلمتكم بالحق الذي سمعه من الله." وبقوله: "كما أمرني الآب كذلك أتكلم." [يوحنا 12 : 50]
      "

      وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

      تعليق


      • #4
        رد: هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

        لقراءة المقالة الأولى لنفس الموضوع يرجى زيارة هذا الرابط: http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52855
        وأما المقالة الثانية فهي على الرابط: http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=52877

        تعليق


        • #5
          رد: هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

          بارك الله فيك .. الموضوع مفيد جدا جدا


          مدونتي باللغة الكوردية لمقارنة الاديان:
          ------ ئاين و مه‌زهه‌به‌كان ------
          battarduhoki1.wordpress.com


          تعليق


          • #6
            رد: هل كان هناك تثليث قبل القرن الرابع؟ (3) عقيدة الخضوعية أو التبعية

            موضوع رائع... جزاكم الله خيراً
            (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ)
            [frame="10 98"]
            ـ لقد كنا العلمـاء والمعلِّمين .. يوم كانوا يعيشون في ظلام العصور الوسطى ويدفعون ثمن إلغاء (الكنيسة) لدور العقل .. بينما كنا على الضدّ .. فقد كان (المسجد) في حضارتنا .. جامعاً وجامعةً معاً ..

            ـ وما زال الطريق مفتوحاً أمامنا للعودة إلى قيادة الحضـارة .. وما زلنا نملك المؤهلات ..

            وإننـا بإذن الله ـ لعـــائدون ...
            [/frame]

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
            ردود 0
            5 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
            رد 1
            12 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
            ردود 2
            21 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
            ردود 0
            75 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة رمضان الخضرى  
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
            ردود 0
            71 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X