فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سعدون محمد مسلم اكتشف المزيد حول سعدون محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

    " نقل مناظرة "
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على رسوله الأمين ، سيدنا محمد و على آله الطاهرين ، و صحابته الطيبين .
    و بعد :
    بصفتنا إدارة المجموعة : نرحب بالأعضاء الكرام لمتابعة مناظرة من العيار الثقيل بعنوان : " فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية - الإلحاد و اللادينية - " .
    بيني أنا :
    * الطرف المسلم : د/ أنس أبو هيام : كلية الفلسفة .
    * الطرف اللاديني : أ / عبد الحكيم تيمسورت : كلية الفيزياء النظرية .
    - الشروط المتفق عليها :
    1- الحوار يجب أن يكون جدلي بالحجة وليس بيزنطي للتمويه..
    2- كتابة يتبع أو إنتهيت بعد التعليق..فبمجرد كتابة إنتهيت لا يحق لأي طرف التعليق حتى ينهي الطرف الآخر..
    3- تجنب الإغراق والتشتيت والخروج عن موضوع المناظرة..
    4- يمنع المحاور من شرف الحوار إذا بدا منه سب للمقدسات الدينية الإسلامية أوسب وشتم لشخصية مناظره ..
    5- كلا المتناظرين يتعهد أنه لن يسب أو يشتم شخصية مناظره ..
    6- آخر مدة للرد ثلاثة أيام تقديرا للظروف الأسرية والإجتماعية..
    7- المتابع الكريم يكتفي بكتابة متابع ..ستحذف أي مداخلة خارجية وينبه صاحبها مرتين وفي الثالثة يحذف بدون سابق إنذار..و تحذف كلمة متابع بعد أن يكتبها المتابع الكريم لتصله الإشارات ولمنع التشتيت و سهولة التصفح ..
    8- سنفتح منشورا خاصا لتعليقات الأعضاء المتابعين للمناظرة..
    9-عدم إستعمال زرreply والإكتفاء بالإجابة المباشرة..
    10 - أي خروج أو خرق لهذه القوانين يعتبر هروبا وفقدا للحجة وجحودا لاغير..
    #الإدارة

  • #2
    رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

    #المداخلة الأولى للدكتور أنس أبوهيام
    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على رسولنا الكريم ، إمام المجاهدين و قدوة الصابرين .
    و بعد :
    تحية طيبة للمتابعين الكرام ؛ و سنشكر لكم انضباطكم ، و لكننا نُعلمكم أن سير المناظرات عندنا نوع خاص ، حيث يُحرم المتابع من متابعة المناظرة إن قام بمداخلة جانبية ، أو فيها دعوات أو تحية ، إن تكرر منه ثلاث مرات منعا للتشتيت ، و اندثار مسرى المناظرة . لذلك : لا نلزم أحدا بمتابعة المناظرة ؛ لكن من أراد المتابعة فلينضبط ليُنظر إليه بمنظر راق .
    تحية للأستاذ الكريم ؛ السيد : عبد الكريم تيمسورت ؛ تحية ود و إخلاص . و أؤكد لسماحتك أنك لن ترى منا إلا حُسن القول و الأخلاق ، و حسن الضيافة . بالتالي فمن الصعب علينا أن نوفي هذه المناظرة حقها من التقدير ؛ لأنها ستكون - بإذن الله - موسوعة علمية و فلسفية تسعى لإحقاق الحق و إبطال الباطل . فأسأل الله عز و جل أن تكون فاتحة خير لهدايتك إلى طريق الرشاد .
    و لتمهيد أرضية النقاش أضع بعض النقاط مثلا :
    1 - هل يمكن أن تحل الهيومانية " Humanism " أي : - الإنسانية - بديلا عن الدين؟؟
    2 - هل يمكن أن يحيا الجنس البشري بلا دين؟؟
    3 - هل يمكن التأسيس للقيمة و المعرفة و الغاية و الأخلاق في غياب الإله ؟؟
    4 - إذا كان الإلحاد و اللادينية قريني الإنسانية ؛ فلماذا وقعت أبشع الجرائم بعد أن ترك الناس الدين ؟؟
    5 - كيف تفسر المادة الأخلاق ؟؟ أو هل للأخلاق علاقة بالقوانين الفيزيائية أو الرياضية المادية المحضة ؟؟ أم أنها خارج نطاق المادة ؟؟؟؟
    مع تعليل أجوبتك سماحة الأستاذ الكريم .
    إنتهيت .

    تعليق


    • #3
      رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

      #المداخلة الأولى للأستاذ عبد الكريم
      تحية مني لكم جميعاً، إدارةً، أعضاء مشاركين ومتابعين، تحية خاصة لك أستاذ المحاور--الخصم--، وأتمنى من نقاشا هذا أن يذهب لأبعد مدى ممكن، نستخلص من خلاله نتائج وخلاصات مفيدة، نفاذة وهاذفة.
      فيما يخص شخصي، سأتقيد ما أمكن وما أستطعت بشروط المناظرة المطبقة من طرفكم في هذه المجموعة العقلانية.
      بالنسبة لأسئلتك المطروحة، في حقيقة الأمر هي إشكاليات متشابكة وعميقة، تحتاج في الإجابة عنها تريثاً وتآنٍ.
      وسأحاول في تعاليقي القادمة أن أجيب عليها بشكل شمولي ومن وجهة نظري وما أكتسبته وأكسبتني إياه الفلسفة.
      فيما يخص سؤالك الأول، عن مدى إمكانية أن تقوم الهيومانية (الإنسية) مقام الدين، أعتقد أنه مناظرتنا هاتِه تحوم حول هذه النقطة، وبالنسبة لي أودّ أن أترك مناقشة هذه النقطة بعد الإجابة على الأسئلة المطروحة.
      هل يمكن أن يحيا الجنس البشري بلا دين؟
      أعتقد أن هذا سؤال جوهري، وسأحلله من وجهة نظري الشخصية وما أومن به وأتمسك به، لو كان السؤال المطروح على هذا الشكل "هل يمكن أن يتطور الجنس البشري بدون دين" هنا كنت سأجيب بالنفي، لأنه لا يمكن تصور أي تطور للجنس البشري، وما كان هناك أي ترويض للطبيعة في غياب الدين، لأنه ظهور الدين هو الخطوة الأولى للجنس البشري من أجل غايته التي هي السيطرة والتحكم في الطبيعة، أي أن الدين هي اللبنة الأولى للبشرية نحو نيل غايتها ومازال الدين يؤذي وظيفته من داخل منظومة التطور وعلى أحسن وجه. لأنه كما تعلم أخي المحاور في كل تطور يُستلزم صراع ابدي الذي هو صراع المتناقضات، والدين كمذهب فكري تأملي مليئ بهكذا تناقضات التي تتصارع فيما بينها لتتمخض من خلالها تطور البشرية والسير بها نحو غايتها المعهودة.
      لكن سؤالك حول إمكانية أن يحيا الجنس البشري بدون دين، فبالنسبة لي الجواب سيكون بنعم، سيعيش الجنس البشري بدون دين لكن في مقابل التضحية بتطوره وتقدمه، لأنه لن تكون هناك لا مجتمعات ولا تكتلات متماسكة توجه قوتها في إتجاه أحادي نحو تطورها، ولولا الدين لما زلنا في مرحلة ماقبل البدائية، ولما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن. ولا يمكن تخيل وتصور مجتمع ما متماسك (الف سطر تحت متماسك) بدون دين! هذه مسألة مفروغ منها ولا يتناطح فيها عنزان. لكن أن يعيش الجنس البشري ككيان من داخل المنظومة الطبيعية بدون دين ممكن، وهذا بالضبط ما حدث منذ تطور اللبنة الأولى للجنس البشري، حيث بدأت بالروحانيات، من تم الإيمان بقوى فوق طبيعية الى ظهور كبريات الأديان كمذاهب للحياة تناقش مختلف التفاصيل بما فيها مسألة الخلاص.
      ومسألة الخلاص هاته هي قضية أخرى وإشكالية أخرى وهي أصل الصراع بين الفلسفة والدين، ومن هذه القضية ظهرت لنا الهيومانية التي سنتحدث عليها لاحقاً.
      وكإجابة على سؤالك المطروح:
      هل سيعيش الجنس البشري بدون دين، أقول نعم سيعيش لكن بدون تطور.
      هل سيعيش الجنس البشري بدون روحانيات، اقول لا لن يعيش بدون روحانيات. لانه حتى الكائنات التي تعتبر أدنى من الجنس البشري تتحلى بنوع من الروحانيات.
      هذا فيما يخص سؤالك الثاني.
      بالنسبة لسؤالك الموالي حول إمكانية التأسيس للقيمة و المعرفة و الغاية و الأخلاق في غياب الإله؟ هذا السؤال كثيراً ما يطرح فيكفي أن تكتبه عى شبكة الأنترنت وستنهال عليك مواضيع كثيرة تتناول نفس الموضوع. وللمصادفة، فهذا السؤال يطرح كثيراً من طرف الخلقيين لإعتبارات كثيرة منها أن الدارونيين لم يقدروا بعد في حل هذه الإشكالية التي تعتبر ثغرة في منظومتهم الفكرية.
      لكن بالنسبة لي أنا سأتناوله من وجهة نظري بإعتباري ذات واعية متسلحة بأدوات النقذ وقادرة على صياغة أفكارها ومواقفها. من هذا المنظور، أستطيع أن أقول لك أن هذا السؤال المطروح من طرف الدينيين يعتبر ثغرة في فكرهم قبل أن يكون كذلك في المنظومة الفكرية للأخرين، ربما ستسألني لماذا، سأقول لك ماذا لو طرحنا هذا السؤال على النحو التالي، هل يمكن التأسيس للإله في ظل غياب القيمة والمعرفة والغاية والأخلاق؟
      واضح أن الجواب على هذا السؤال إنما هو الجواب على نفس السؤال المطروح من طرفكم، وإذا استطعنا البرهان عليه نكون قد برهنا على السؤال الأصلي، أو ما يسمى البرهان بالخلف.
      في غياب تام لقيمة الحق والخير والجمال، لا يمكن أبداً التأسيس للإله. لماذا، لأنه لا قيمة لشيء ما في غياب نقيضه، ما قيمة الخير في غياب الشر؟ وما قيمة الجمال في غياب القبح؟ تخيل مجتمع مثالي لا يوجد فيه الا الخير هل سيكون ذات عنى، هل سيتحلى فيه الخير بقيمته كقيمة؟ نفس الشيء بالنسبة لقيمة القيم الأخرى التي تشكل منظومة القيم، في هذه الحالة لا شك أنك تستسيغ قيمة الإله بإعتباره الخير الأقصى، أي أنه لا يمكن التأسيس للإله في ظل غياب القيمة كقيمة في حد ذاتها.
      على نفس المنوال بالنسبة للمعرفة وللغاية سنجد أنه لا يمكن التأسيس للإله في حالة غيابهما، أي أن الإله يستمد وجوده وذاته في ظل وجود تلكُم "الكائنات" الفلسفية (القيمة، الغاية، المعرفة والأخلاق)، ولا يمكن الحديث عن زيوس مثلاً خارج نطاق القيمة وغاية وأخلاقية الإغريق، كما أنه لا يمكن الحديث أمون راع و أهورا مزدا و أكوش خارج نطاق المعرفة والغاية والأخلاق التي صورت وأنجبت لنا هكذا الهة.
      وجوابي عن مدى إمكانية التأسيس للإله في ظل غياب القيمة، المعرفة، الغاية والأخلاق هو عين جوابي عن امكانية التأسيس لهذه "الكائنات" الفلسفية في ظل غياب الإله، أي بالنفي وهو نفس الجواب الذي ستلقاه لدى الخلقيين والدينيين الذي يعتبرون أن الأخلاقيات وجدت بموازاة وجود الجنس البشري.
      لكن، ما أواخذه على طرح هؤلاء الخلقيين في طرحهم هذا هو جعلهم (بعِلم أو بدون علم) للإله بأنه يستمد وجوده وقيمته من قيمة وجود تلك القيم، وهذا أمر خطير يضرب في جوهر العقل الأقصى(بإعتباري ربوبي)، ويدعم حقيقة بشرية تصورات الأديان لخالق الكون.
      وهذا كما قلت آنفاً هو موقفي وتحليلي الشخصي، وإذا لاحظت أني لم أدخل معك في تفاصيل المفاهيم الفلسفية من قبِل القيمة والغاية والأخلاق والمعرفة بإعتبار أن هذا السلوك خارج عن سكة النقاش. وبالنسبة للأسئلة الموالية سنناقشها بعد تحليل هاتين النقطتين، لكي يكون نقاشنا مركز غير مشتت.
      تفضل لك حق الرد أخي.

      التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; 9 ديس, 2016, 12:36 م. سبب آخر: تعديل حجم الخط ليناسب القراءة ..

      تعليق


      • #4
        رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

        #المداخلة الثانية للدكتور أنس أبو هيام
        السلام على من اتبع الهدى ..
        الحمد لله و كفى ، و الصلاة و السلام على من اصطفى ، سيدنا محمد المصطفى ، و على آله و صحبه أولي العهد و الوفى .
        و بعد :
        تحية طيبة مفعمة بالود و الإحترام زميلي العزيز ..
        * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " تحية خاصة لك أستاذ المحاور--الخصم-- " .
        #الرد :
        أنا لست خصمك و لا عدوك ! أنا شخصية تريد إنقاذك من غفلتك ، و إقامة الحجة عليك ، حتى يتسنى لك رفع أصبعك للأعلى و النطق بكلمة التوحيد ، أو أن تُعاند و تُكابر و تحاول إلزامنا بما لا يلزم ، أو جمع رُفات فُتات موائد الضالين المكذبين ؛ من الدهريين و السوفسطائيين و عبدة الكواكب .
        * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " سأحاول في تعاليقي القادمة أن أجيب عليها بشكل شمولي ومن وجهة نظري وما أكتسبته وأكسبتني إياه الفلسفة " .
        #الرد :
        رأيك يُحترم و تاج على الرأس ، لكنه لا يلزمني أنا شخصيا ، و كذلك على ما أظن لا يُلزم حتى المتابعين الكرام لوجود البند الأول من بنود المناظرة الذي ينص على جدلية الحوار بالحجة و الدليل ، و البرهان الساطع سطوع الشمس في وسط النهار .
        بالتالي : فضيلة الأستاذ العزيز !!
        فإن مفهوم الحرية الإنسانية لا ينفصل عن فكرة الأخلاق . فبالرغم مما خضعت له هذه الفكرة من تحورات ، ظلت الحرية هي " الثابت " عند كل تحول أو تطور خلال تاريخ علم الأخلاق . فمثل ما كان للمكان و الكم من أهمية في علم الطبيعة ، كانت أهمية الحرية بالنسبة لعلم الأخلاق . و للتأكيد على كلامي هذا عليك أنظر : " هيجل " في كتابه : " جوهر الروح في الحرية و جوهر المادة هو الكم " . المصدر الأصلي :
        George Hegel : Samtliche Werke...Stuttgart : F . Fromman ..1961..
        إذا يُدرك العقل المكان و الكم و لكنه لا يفهم الحرية ، و هذا هو الخط الفارق بين العقل و الأخلاق .
        * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " الدين هي اللبنة الأولى للبشرية نحو نيل غايتها ومازال الدين يؤذي وظيفته من داخل منظومة التطور وعلى أحسن وجه " .
        #الرد :
        أحييك !! كلمة حق أُريدَ بها باطل . نعم !! لا زال الدين على مر العصور يؤدي وضيفته لتهذيب الأخلاق و برمجتها على العقل . ووظيفة العقل أن يكتشف الطبيعة و الآلية ، و علم التفاضل و التكامل . بمعنى آخر : إن العقل يكتشف نفسه في كل شيء . و لهذا السبب ؛ فإن العقل يدور دائما في مكانه . فهو لا يكتشف في الطبيعة إلا ذاته .. أعني الآلية . و من هنا يأتي التناقض البين في بعض النظريات الأخلاقية التي تُنهي جدلها المنطقي المُعقد بنتائج مثل أن الغيرية تُساوي الأنانية ، و إنكار اللذة يساوي اللذة ؛ وهذا هو التناقض نفسه الذي جعل " فولتير " يستخلصه رأيه الغامض الشهير : " تضحية الإنسان بنفسه بوازع من مصلحته الذاتية " .
        أنظر : فرانسوا ماري أروي دي فولتير .
        Francois Marie Arourt de Voltaire : Oeuvres completes de Voltaire ..Vols 17 - 20..Dictionnaire philosophique ..Paris..Garnier freres..1885..
        * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " لأنه كما تعلم أخي المحاور في كل تطور يُستلزم صراع ابدي الذي هو صراع المتناقضات، والدين كمذهب فكري تأملي مليئ بهكذا تناقضات التي تتصارع فيما بينها لتتمخض من خلالها تطور البشرية والسير بها نحو غايتها المعهودة. " .
        #الرد :
        لا تطور ولا انتخاب طبيعي ، ولا ططفرة عشوائية . فإن معظم الناس يعتقدون أن Charles Darwin هو أول من اقترح نظرية التطور ، و أن هذه النظرية ترتكز إلى أدلة و ملاحظات و تجارب علمية . ومع ذلك ؛ فمثلما أن داروين ليس مؤسس النظرية ؛ فإن النظرية أيضا لا تقوم على أي سند علمي . ذلك أنها تقوم على تطويع الطبيعة للفلسفة المادية القديمة . و على الرغم من أن النظرية لا تدعمها أي اكتشافات علمية ، فإنها تلقى تأييدا أعمى باسم الفلسفة المادية .
        فضيلة الأستاذ العزيز !! قد تسبب هذا التعصب في حدوث كوارث شتى . ذلك أنه بالإضافة إلى انتشار الداروينية و الفلسفة المادية التي تدعمها ، فقد تغيرت الإجابة على سؤال : " ما هو الإنسان ؟؟ " . فالناس الذين كانوا يجيبون : " البشر هم خلق الله و يجب عليهم أن يعيشوا وفقا للمبادئ الأخلاقية الجميلة التي علمهم إياها " ؛ بدأوا يعتقدون الآن أن : " الإنسان قد أتى إلى حيز الوجود بمحض الصدفة ، و أنه عبارة عن حيوان تطور بفعل الصراع من أجل البقاء " .
        فضيلة الأستاذ العزيز !!
        هناك ثمن باهظ يجب دفعه مقابل هذه الخدعة الخطيرة . ذلك أن الأيديولوجيات العنيفة - مثل : العنصرية ، و الفاشية ، و الشيوعية ، و مذاهب عالمية همجية كثيرة غيرها تقوم على النزاع - قد استمدت جميعها القوة من هذه الخدعة .
        و تُدرس هذه المقالة ؛ لا بل هذه الكارثة التي ألحقها داروين بالعالم و تكشف صلتها بالإرهاب ، الذي يُعد إحدى أهم المشكلات العالمية في عصرنا هذا .
        التعديل الأخير تم بواسطة سعدون محمد; 8 ديس, 2016, 10:38 م.

        تعليق


        • #5
          رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

          * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " بالنسبة لي الجواب سيكون بنعم، سيعيش الجنس البشري بدون دين لكن في مقابل التضحية بتطوره وتقدمه " .
          #الرد :
          - هل ممكن أن يعيش الجنس البشري ؟؟ نعم !! ممكن ؟؟
          - متى وكيف فضيلة الأستاذ ؟؟؟ حين تكون التضحية بتطوره وتقدمه ..
          تمام !! نفس السيناريو المقصود من الفلسفة الداروينية . لقد انطلق Charles Darwin في نظريته من مقدمة منطقية أساسية هي : " يعتمد تطور الكائنات الحية على الصراع من أجل البقاء ، و يفوز القوي في الصراع ، في حين يُحكم على الضعيف بالهزيمة و النسيان " .
          نفس ما ذهبتَ إليه في تعليقك فضيلة الزميل العزيز !!
          وفقا ل Charles Darwin يوجد صراع قاس من أجل البقاء و نزاع أبدي في الطبيعة . و يتغلب القوي دائما على الضعيف ، وهذا ما يؤدي إلى حدوث التطور . و قد ضمَّن Darwin رأيه هذا في العنوان الفرعي الذي أطلقه على كتابه : " أصل الأنواع " ، ب : " أصل الأنواع بواسطة الإنتقاء الطبيعي أو الحفاظ على الأجناس المفضلة في الصراع من أجل الحياة " .
          The Origin of Species..The Origin of Species by Means of Natural Selection or the Preservation of Favoured Races ..in the Struggle for life ..
          و علاوة على ذلك فقد زعم Darwin أن " الصراع من أجل البقاء " ينطبق أيضا على الأجناس البشرية . ووفقا لهذا الزعم الخيالي انتصرت " الأجناس الموهوبة " في الصراع . و كانت الأجناس الموهوبة تتمثل - في رأي Darwin - في الأوروبيين البيض ؛ أما الأجناس الإفريقية أو الأسيوية فقد تخلفت عن الركب أثناء الصراع من أجل البقاء . و قد تمادى Darwin في آرائه و ألمح إلى أن هذه الأجناس سرعان ما ستخسر " الصراع من أجل البقاء " بأكمله و بالتالي ستنقرض .
          فضيلة الأستاذ العزيز !! تماشيا مع نمطك - الذي هو منوال الداروينية - أنه في فترة ما في المستقبل - ليست بعيدة بمقياس القرون - يكاد يكون مؤكدا أن الأجناس المتحضرة من البشر ستتمكن من استئصال الأجناس الهمجية و الحلول محلها في كل أنحاء العالم . و في نفس الوقت : ستكون القردة الشبيهة بالإنسان قد استؤصلت بلا شك ، و ستكون الهوة الفاصلة بين الإنسان و أقرب الكائنات إليه أكثر اتساعا ، و في النتيجة لا يبقى هناك إلا الأعراق الأكثر تمدنا حتى من الأعراق الأوروبية .. ثم قردة من أنواع البابون التي هي أوطأ من الزنوج و من سكان أستراليا الأصليين .
          المصدر : سلالة الإنسان ..The Descent of Man ..Charles Darwin ..الطبعة الثانية .. نيويورك..شركة : A L Burt Co ..1874 ..ص : رقم : 178 ..
          فضيلة الأستاذ العزيز !! تُفسر عالمة الأنثروبولوجيا الهندية " Lalita Vidyarthi " كيف قامت نظرية التطور لداروين بفرض العنصرية على العلوم الإجتماعية قائلة : " لقد لاقت نظريته - نظرية داروين - الخاصة بالبقاء للأصلح ترحيبا حارا من قبل علماء العلوم الإجتماعية في ذلك العصر ، الذين اعتقدوا أن البشر قد حققوا مستويات متنوعة من التطور وصلت إلى أوجها في حضارة الرجل الأبيض ، و بحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، أصبحت العنصرية حقيقة مقبولة لدى الأغلبية العظمى من علماء الغرب " .
          المصدر : العنصرية والعلم و العلم الزائف ..Racism..Science ..and pseudo-Science..Lalita Vidyarthi..اليونسكو..فرنسا..Vendome ..1983..ص رقم : 54 ..
          * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " أن يعيش الجنس البشري ككيان من داخل المنظومة الطبيعية بدون دين ممكن، وهذا بالضبط ما حدث منذ تطور اللبنة الأولى للجنس البشري، حيث بدأت بالروحانيات، من تم الإيمان بقوى فوق طبيعية الى ظهور كبريات الأديان كمذاهب للحياة تناقش مختلف التفاصيل بما فيها مسألة الخلاص. "
          #الرد :
          نعم !! عاش الجنس البشري آلاف السنين تحت تأثير الدين، و استطاع الدين أن يوفر جميع أوجه الحياة الأخلاقية و القانونية و العقائدية و حتى اللغة ، و من ثَم فمن حقنا أن نتساءل عما إذا كان من الممكن إنتاج جيل ملحد إلحادًا كاملا ؟؟ أو لادينية كاملة ؟؟
          لكي تنجح هذه المحاولة لابد من التنشئة في عزلة تامة عن كل دين و عن كل فن و عن كل دراما للوجود الإنساني ، و إلغاء كل ما يمكن أن يَستحضر النشء أمامه من رؤيا لعالم آخر ، و بالتالي إلغاء جميع الأعمال الفنية التي تُصور صراع الإنسان في العالم و تطلعه لعالم أفضل ، لأن كل هذه الأمورستؤدي إلى شعور الإنسان بالإغتراب في هذا العالم ، و هو شعور ميتافيزيقي روحاني بحت .
          فضيلة الأستاذ العزيز في الواقع هذا أمر صعب في الوقت الراهن ، لأن الملحدين يعيشون في ظلال الدين ، و يمكننا أن نزعم أن كل أخلاق الملحد أواللاديني هي مجرد تأثر بالدين و مبادئه الأخلاقية الأساسية ، بطريقة صامتة غير محسوسة ، و لكنها ثابتة ، فقد تربى الملحد في ظلال الدين عشرات السنين ، و هو في نقده للدين يتأثر بأخلاق من ينتقدهم . إن جوهر الإنسان في أخلاقياته وليس في طبيعته المادية هذه حقيقة ثابتة . إن أخلاق الملحد هي عطية الدين ، هكذا علينا أن نزعم إلى أن ينشأ مجتمع إلحادي كامل . لكن بعيدًا عن زعمنا ، سنحاول أن نتصور تصورًا إبستمولوجيًا - معرفيًا - مجرد صورة مبسطة للقيمة و الأخلاق ، من منظور مادي إلحادي مُجرد ، بناءًا على رؤية الملحدين أنفسهم .
          فلاديميير لينين - مؤسس الدولة البلشفية الملحدة - أثبت أن الأخلاق خدعة ميتافيزيقية . و قرَّر فريدريك إنجلز - أبو النظرية الماركسية - في كتابه " أصل العائلة و الدولة و الملكية الخاصة " أن النظام الأُسري نظام برجوازي ، و أن شيوع النساء و إلغاء منظومة الزواج هو الحل الأقرب لروح الإلحاد المادي .
          لكن لماذا لا نكون أكثر تفاؤلا و أكثر تنزلا، و نفترض أنه تم التأسيس للمجتمع الإلحادي الكامل بناءًا على أخلاق مثالية ؟؟
          أقصد : أخلاق كاملة كالتي نادى بها الدين ، أخلاق أصلية واضحة و راسخة في الذهن البشري !! لكن في هذه اللحظة على دعاة الإلحاد و اللادينية أن يطلبوا من الناس مزيدا من المثالية و التضحية ، ربما أكثر مما طلب أي نبي من قومه بإسم الدين ، فليس ثَمة إغراءات ماورائية ، و ليس ثمة تطلع أُخروي يبرر التضحية و الإلتزام بالمُثُل العليا ، التي هي جوهر القضية الأخلاقية ! واضح؟؟
          مثلا : كما يقول المفكر الإنجليزي " جون لوك " : " إذا كان كل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم ، و إذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب ، فليس غريبا ولا مجافيا للمنطق أن نبحث عن السعادة ، و لو على حساب الآباء و الأبنـاء " .

          تعليق


          • #6
            رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

            * فضيلة الأستاذ العزيز تقول : " ما أواخذه على طرح هؤلاء الخلقيين في طرحهم هذا هو جعلهم (بعِلم أو بدون علم) للإله بأنه يستمد وجوده وقيمته من قيمة وجود تلك القيم، وهذا أمر خطير يضرب في جوهر العقل الأقصى(بإعتباري ربوبي)، ويدعم حقيقة بشرية تصورات الأديان لخالق الكون. " .
            #الرد :
            الإله لا يستمد وجوده وقيمته من قيمة وجود تلك القيم كما أوهمت أعلاه ..لماذا ؟؟
            فالإيمان الصحيح المعتبر هو الإيمان القائم على العلم ، إلا لم يكن هنالك من فرق بين مَن يؤمن بوجود خالق ومَن يؤمن بخالقين ، ومن لا يؤمن بخالق ؛ لأن كلا منهم يمكن أن يقول إن اعتقاده أمر قلبي لا يخضع للمناقشة العقلية . ولم يعد من حق واحد منهم أن يقول للآخر إنك مخطئ في اعتقادك .
            الغائية !! الغائية دليل عقلي لإثبات وجود الله وليس الإله من يستمد وجوده من هذا الدليل ..قولنا مثلا " كرستيانو رونالدو " لاعب شهير - دليل على وجود كرة قدم - ، يدل على وجود " كرة قدم " ، لا يعني ذلك أن كرة القدم تنتظر " كرستيانو رونالدو " ليثبت وجودها ، أو تستمد منه وجودها..
            و هذا الدليل " الغائي " - الغاية و الغائية - هو أحد الأدلة التي ساقها سقراط وأفلاطون للدلالة علىوجود الله .
            مضمونه : " أن لكل شيء في الطبيعة غرضا ، لا يمكن تفسيره إلا بافتراض وجود موجود غير مادي ، يتجاوز الطبيعة وينظم كل الظواهر على نحو منسجم " ..و يشتمل على دليل الحركة الذي وضعه أرسطو و مضمونه :
            1 - الحركة تحتاج إلى محرك .
            2 - الحركة والمحرك متزامنان .
            3 - كل محرك إما أن يكون متحركا وإما أن يكون ثابتا .
            4 - كل موجود جسمي متغير ومتحرك .
            5 - التسلسل والدور في الأمور المترتبة غير المتناهية محال .
            * الخلاصة و النتيجة : تنتهي سلسلة الحركات إلى محرك غير متحرك .
            ما معنى هذا الكلام ؟؟؟
            معناه أن كل متحرك لا بد له من مُحرِك ، وهذا المُحِرك لا يمكن أن يحتاج إلى محرك آخر يستمد حركته من غيـره ، وإلا لتسلسل الأمر إلى غير نهاية ؛ فلا بد من أن ينتهي الأمر إلى محرك أولي أزلي يُحرِّك ولا يتحرك ، أو يفعل في غيره ولا ينفعل بغيره ، وإلا لَمَا كان أولًا ، وما وجدت الحركة
            وذلك المحرك الأول هو الاله .
            و أخيرا !!
            عودة إلى موضوع المناظرة فضيلة الأستاذ العزيز!!!
            على العموم !! إن حضور الدين في مشاعر الحب والخوف ، والرضا والغضب والرغبة والكره ؛ تنمي في شخصية الإنسان مقاومة الإنحراف و الشر ، بينما خلو المشاعر من التدين يؤدي إلى سهولة انحراف الإنسان . و في المجتمعات غير الملتزمة بالدين ، يمكن أن يقدم الناس على ارتكاب جميع أنواع الأعمال غير الأخلاقية .
            على سبيل المثال : لا يمكن للإنسان المتدين أن يقبل التعامل بالرشوة أو القمار أو أن يحسد أحدا ، أو أن يكذب ؛ لأنه يعلم أن عليه مراقبة أعماله وتذكر الحساب بعد الموت . ومن جهة أخرى : فإن ّالشخص غير المتدين لا يمنعه شيء عن ارتكاب هذه الأ عمال . إنه ليس كافيا أن يقول الشخص غير المتدين : " أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا آخذ رشوة " ؛ أو أن يقول : " أنا لا أؤمن بالله و لكنني لا أقامر" . و السبب ، أن الإنسان الملحد الذي لا يخشى الله ولا يستشعر رقابته ، ولا يخاف الحساب بعد الموت قد يرتكب أيا من هذه الأفعال عند تغير المواقف أو الأوضاع من حوله .
            وإذا قال شخص ما : " أنا ملحد ولكنني لا أزني" فالشخص نفسه قد يرتكب الزنا في مكان يُعتبر فيه أمرا عاديا . وممكن للشخص الذي لا يأخذ رشوة أن يقول : " إن ابني مريض وعلى وشك الموت علي أن أقبل الرشوة " هذا إذا لم يكن في قلبه خوف من الله تعالى . وفي حالة غياب الدين فإن السرقة نفسها يمكن أن تصبح أمرا مشروعا تحت ظروف معينة .
            على سبيل المثال : فالناس الذين لا دين لهم يمكن أن لا يعتبروا - حسب رأيهم - أن أخذ المناشف وأدوات الزينة من الفنادق سرقة . و من ناحية أخرى : فإن الشخص المتدين لا يظهر مثل هذا العمل لأنه يخشى الله ، ولا ينسى أن الله يعلم سره وعلانيته .
            فالمؤمن يعمل بإخلاص ويتجنب المعاصي ، ويمكن لشخص بعيد عن الدين أن يقول : " أنا ملحد ولكنني أتسامح مع الناس، فأنا لا أشعر برغبة في الإنتقام ولا أكره أحدا "، ولكن في يوم ما يمكن أن يحدث شيء ما يجعله يظهر تصرفا غير متوقع منه ، كأن يحاول قتل شخص ما أو إيذائه لأن الأخلاق التي لديه تتغير بحسب البيئة والظروف التي يوجد فيها . أما الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر فلا يحيد أبدا عن الأخلاق الفاضلة مهما كانت المؤثرات ، فأخلاقه غير متقلبة .
            و الخلاصة لا أخلاق بغير دين ، و لا دين بغير أخلاق .
            بالتالي : فالملحد أو اللاديني ذو الأخلاق الحسنة صاحب القلب الطيب الإنساني ، عادة لايزال ببداية إلحاده أو لادينيته ، ولازال فيه أثر بقايا من تعاليم الدين ، سيختفي هذا الأثر بعد مضي سنوات ينغمس فيها بالماديات والملذات الحسية . وقد لايختفي كل الأثر ويبقى جزء بسيط مؤثر بسلوكه وأفعاله . إذا !! الإلحاد و اللادينية هما سقوط مدوي للإنسانية في وحل البهيمية ..كما يتضح من إنسانية سكان " ميانمار " ضد المسلمات .
            إنتهيت .
            التعديل الأخير تم بواسطة سعدون محمد; 8 ديس, 2016, 10:37 م.

            تعليق


            • #7
              رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	dcqjDXf.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	36.2 كيلوبايت 
الهوية:	736083الإلحاد و اللادينية هما سقوط مدوي للإنسانية في وحل البهيمية ..كما يتضح من إنسانية سكان " ميانمار " ضد المسلمات .
              التعديل الأخير تم بواسطة سعدون محمد; 8 ديس, 2016, 10:35 م.

              تعليق


              • #8
                رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                سلام الله ...

                أستاذنا الكريم/ أنس .. بُورك بيانك، متابعٌ لما تنشره فقط لو سهّلت علينا بالإهتمام بالتنسيق واختيار حجم الخط المناسب .. نكون لك من الشاكرين .. وفقك الله وزادك علماً ونفع بك.

                sigpic


                يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                تعليق


                • #9
                  رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                  المشاركة الأصلية بواسطة السهم الثاقب مشاهدة المشاركة
                  سلام الله ...

                  أستاذنا الكريم/ أنس .. بُورك بيانك، متابعٌ لما تنشره فقط لو سهّلت علينا بالإهتمام بالتنسيق واختيار حجم الخط المناسب .. نكون لك من الشاكرين .. وفقك الله وزادك علماً ونفع بك.
                  وعليكم السلام ..
                  أعتذر أخي الكريم فإنني أدخل من الهاتف و لا يسعفني في ضبط الخط !! و يمكنكم كإشراف تكبيره بارك الله فيكم ..و خاصة هذه المناظرة ..لأنها جد مهمة و قيمة ..

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                    #المداخلة الثانية للأستاذ اللاديني عبد الكريم :
                    مرحباً، أخي المحاور
                    سأدخل مباشرة بالموضوع، وقبل هذا أود أن أصحح لكم شخصياً ولحضرات السادة المتابعين بعضاً من المعطيات فيما يخص نظرية التطور التي فرضت نفسها في الساحة العلمية بتقديمها لإجابات منطقية عقلانية فيما يخص التنوع البيولوجي وأصله.
                    أولا يبدو أنك تخلط بين نظرية وبين فرضية، فقولك "بأن هذه النظرية لا تدعمها أي اكتشافات علمية" يضعك ويجرك لامحالة الى دائرة اللبس والغموض وعدم وضوح الرؤية، لو لم تكن نظرية داروين تدعمها أدلة علمية وبراهين وإكتشافات تجريبية، لما سميت أصلاً بنظرية! ولبقية في مرحلة الفرضية في إنتظار تثيبتها لتصير نظرية على غرار فرضية الأكوان الموازية وفرضية الأحبال او فرضية الكل في الفيزياء.
                    التطور يا إخواني المتابعين، هي نظرية مثبتة علميا وتجريبياً، وهناك من الدراسات ما تثبت صحتها، وسأضع لكم بعض مصادر لدراسات أجريت في البيولوجيا وعلم الوراثة تتبث التطور كوسيط يفسر إختلاف النتائج، بل أكثر من ذلك أن نسبة مهمة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل، والمعاهد المتخصصة بالبيولوجيا والوراثة، والمؤسسات التعليمية ، والجامعات الأكثر تصنيفاً من ضمن أفضل 50 جامعة بالعالم، كلها تقر بصحة نظرية التطور وتوافقها مع العقل والمنطق، وكلها تدعم موقف داروين أن الإنسان والكائنات الحية الأخرى كلهم تطوروا عبر الزمن، وكل هذا الكلام لديه مصادره التي تثبته.
                    والموسسات الدينية الكهنوتية وحدها من ترفض وتحارب هذه النظرية، لعدة إعتبارات على رأسها النظرة الدينية في أصل الإنسان، لكن بدون دعم عقلي ومنطقي، وفي الوقت الذي تقدم فيه نظرية التطور حججها المنطقية، نجد أن المؤسسات الدينية لا تعطي شيئا! الرفض من أجل الرفض فقط. وما تفقده الموسسات الدينية من دعم عقلي لها تكسبه من دعم نقيض العقل الذي هو الإيمان.
                    إذاً، الشاهد في القول أن نظرية التطور في شقِها العلمي فرضت نفسها وبقوة وبجدارة وإستحقاق، وكل ما يقول عكس هذا الكلام إنما نتاج عدم تطلعه و ضعف إطلاعه في هذا المجال. لكن يبقى الإشكال هو تأويلها الفلسفي الذي سنناقشه بشكل مكثف.
                    وهنا مصادري عن كلما جاء في الأعلى:
                    -بالنسبة للدعم الذي تلقاه نظرية التطور في الأوساط العلمية
                    http://real-sciences.com/.../%D9%85%...A%D9%88%D9.../
                    -بالنسبة لبعض الجامعات التي تدرس فيها هذه النظرية بشكل رسمي
                    Harvard University :http://www.oeb.harvard.edu/
                    Cambridge University :http://www.human-evol.cam.ac.uk/
                    australian National University : http://biology.anu.edu.au/.../evolut...y-and-genetics
                    Chicago University : http://pondside.uchicago.edu/
                    Melbourne University : https://science.unimelb.edu.au/evolutionary-biology.
                    -بالنسبة لبعض الدراسات التي تدعم نظرية التطور
                    https://www.scientificamerican.com/....ng-genetic.../
                    http://www.nature.com/nrn/journal/v1...s/nrn3234.html
                    https://www.cambridge.org/.../5371B0...567F51014B607E...
                    http://www.sciencedirect.com/.../pii/S1095643303001326
                    http://rstb.royalsocietypublishing.o...1480/649.short
                    تحية إحترام وتقدير لك أخي.
                    كما قلت آنفاً بأن الإشكال يبقى الآن في التأويل الفلسفي للداروينية الذي يضرب في صميم المعتقدات خصوصاً الإبراهيمية منها، وهذا الإشكال أصله هو إزاحة الداروينية للإنسان مركزيته في منظومة الحياة وتجريده من هذه الصفة التي تعطي له الأفضلية، الشيء الذي ترفضه المعتقدات جملة وتفصيلاً لأنه ينافي ويخالف تصوراتها ويقلب نظرتها رأساً على عقب، مما يفتح ابواب واسعة للشك والريبة والمظنة.
                    بالنسبة للمعتقدات، ماهو الإنسان؟ الإنسان هو مخلوق للإله، خلقه وأنعم عليه بكل شيء، بل وسخر له كلما في الكون، كل شيء يجري ويبتغي غايته من أجل أن يكون مسخر للإنسان. الإنسان هو مركز منظومة الحياة كما أن الأرض مركز الكون.
                    بالنسبة للداروينية، ماهو الإنسان؟ الإنسان هو كائن حي ظهر كنتيجة للإنتخاب الطبيعي القانون الذي لا يستثنى منه أي شيء، هنا لا فرق بين إنسان و بكتيريا الإ بدرجة مدى تطورهما، الإنسان فرض نفسه بنفسه، وروض الطبيعة نفسه بنفسه. هنا لا دخل لقوى غيبية فوق أرضية وفرض تأثيرها على صيرورة الحياة.
                    هنا يكمن أصل الصراع بين المؤسسات الدينية والداروينية التي تؤمن بأن الإنسان ككائن حي ظهر نتيجة لظروف عدة ونتيجة صراع الإنتخاب الطبيعي لملايين السنين، الشيء الذي يناقض نظرة المؤسسات الدينية التقليدية التي تدعي الظهور المفاجئ للإنسان وتسليمه مقاليد حكم المركزية بفضل السماء الصافية.
                    وكل من يملك نظارتي العقل والمنطق من المتابعين، ماعليه إلا إرتداءهما والحكم بنفسه على هاتين النظرتين لأصل الإنسان بين صيرورتيْ الصراع لملايين السنين وبين الظهور المفاجئ! وكل من تغلب عليه العاطفة أذكره بأنها ليست هي المرة الإولى التي يقف فيها الإيمان والعقل وجها لوجه، فقد فعلها سابقا مع كوبرنيكوس و غاليليو فيما يخص مركزية الأرض لكنه تنازل إضطراريا، ويعيد الآن الكرّة مع مركزية الإنسان مع داروين وهناك مؤشرات مثبتة تقول بأنه عما قريب في العقود القادمة سيضطر الإيمان للتنازل مجددا أمام سلطة العقل وتقبل هذه النظرة لأصل الإنسان. وكما نشرت في التعليق السابق بكون التعليم الأكاديمي يحدو في هذا الإتجاه.
                    "ذلك أنه بالإضافة إلى انتشار الداروينية و الفلسفة المادية التي تدعمها" ، وهذا القول الذي قلته يا أخي المحاور هو تقرير منك وإعتراف بمدى قوة هذا التوجه الفكري، وأقول لك لو لم تكن الداروينية مبنية على العقل و كانت مجرد "خدعة" كما سميتها، لما كان لها هذا الوجود القوي ولما فرضت نفسها ولما أنتشرت أصلاً، وأنا صراحة تعجبت لما سميتها "خدعة"! فهذا الكلام لا يمكن أن ينبثق من إنسان أكاديمي ولا يمكن أن يُتجرع لإنسان أكاديمي.
                    صحيح أنه معضم الإديولوجيات والفلسفات تأسست ووجدت ضالتها بالداروينية، كالعدمية التي إنبثقت منها الفاشية والنازية، لكن السؤال المطروح، ما دخل داروين في التأويل الفلسفي لأفكاره التي نعتها بالكارثة! وداروين نفسه لم يكن ملحداً.
                    على أي، هذا نقاش آخر وإذا سلكناه نكون قد خرجنا من سكة الحوار، وكلما يهمني أنا الآن هو العلاقة بين الدين والدارونية والآخلاق وإلى أي مدى يمكن التنسيق بينهما، وهذا ما سأناقشه في التعليق القادم.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                      سأبدأ جوابي هنا بقولك هذا سأنسخه لك "لقد انطلق داروين في نظريته من مقدمة منطقية أساسية هي : " يعتمد تطور الكائنات الحية على الصراع من أجل البقاء ، و يفوز القوي في الصراع ، في حين يُحكم على الضعيف بالهزيمة و النسيان"، هذا بالنسبة لي كلام مهم، بيد أنه يناقض كلامك وينسفه جملة وتفصيلاً، كيف يمكن لك التوفيق بين فكر وصفته بأنه خدعة لكنه مبني على أساس ومقدمة منطقية أساسية! سأترك لك الفرصة لشرح هذا التناقض الواضح للمتابعين.
                      وبالنسبة لذلك الصراع من أجل البقاء، فهو حقيقة موضوعية موجودة بالطبيعة كقانون يحكمها، داروين لم يخترع لنا شيئا من تلقاء نفسه، هو فقط لديه من الدكاء والفطنة مايمكنه من أجل إكتشافه ذلك، لكن العجب كل العجب، هو أن تجد من يحاول إيهامك بأنه ماهكذا تسير الأمور! ويبدأون بتخويف الناس وتصوير لهم هذه النظرية كبعبع أو شيء من هذا القبيل، وكل من يصفق لهكذا سلوك لا يفقه شيئاً منها ولم يطلع عليها أصلاً. وكل هذا الكلام سأثبته بالتحليل العقلاني التسلسلي.
                      أولا، الصراع من أجل البقاء بالطبيعة هو مثبت وواضح هو من يحكم مملكة الحيوان، وإذا كنت ضعيفاً يأكلك الأقوى منك، لا مكان للضعيف هنا، وكل من له إطلاع على هذا يستطيع أن يتبين هذه الأمور، لكن يبقى الإشكال وما يواخذ به داروين على أفكاره هو عند محاولته إسقاط هذا الصراع على الأجناس البشرية، وكل ذوي التفكير السطحي المحدود كالكهنوت مثلاً يرغدون ويزبدون ويقولون ماهذا الهراء ماهذا الضرب الواضح في الأخلاق، مامكان المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة بما فيهم كبار السن في المجتمع، هل سنقتلهم ونبيدهم؟ والآخرون يصفقون لهم دعماً لصراخهم من دون إطلاع حتى.
                      جوابي هنا، ان الصراع من اجل البقاء هو قانون الطبيعة مثله مثل الجاذبية لا يمكن دحضه بهذا السلوك، حتى الأجناس البشرية لم تستثنى منه، كيف لشيء أن يستثنى من أصله!
                      لكن الصراع من أجل البقاء في الأجناس البشرية معقد و جد متقدم، لأننا تجاوزنا تلك المرحلة التي تعتمد بشكل كلي على قوة العضلة، الآن الصراع يعتمد على قوة الفكر والعقل، إذا لم تكن قوي الفكر سيضطهدك الأقوى منك، تجاوزنا تلك المرحلة التي يباد فيها المعاق والضعيف، هل تعتقد أنت الآن انك تستطيع التفوق على ستيفن هوكينغ، من يقول نعم فليجرب. الشاهد في القول، ان الصراع من أجل البقاء لا يتعارض قط مع الآخلاق بل يصونها، والأجناس البشرية لا تستثنى من هذا الصراع والإنسان لم يروض الطبيعة بقوة العضلة، إنما بقوة العقل.
                      هذا من جهة، من جهة أخرى بالنسبة لعلاقة الدين بالدارونية، فكما جاء في معرض جوابك سأنسخه لك "ووفقا لهذا الزعم الخيالي انتصرت " الأجناس الموهوبة " في الصراع . و كانت الأجناس الموهوبة تتمثل ء في رأي ضاروين ء في الأوروبيين البيض ؛ أما الأجناس الإفريقية أو الأسيوية فقد تخلفت عن الركب أثناء الصراع من أجل البقاء . و قد تمادى داروين في آرائه و ألمح إلى أن هذه الأجناس سرعان ما ستخسر " الصراع من أجل البقاء " بأكمله و بالتالي ستنقرض"
                      ردي على هذا الكلام، سأقول لك فعلاً إذا نظرنا له من وجهة نظر سطحية سيتراءى لنا هذا الموقف، لكن، من وجهة نظر معمقة، هنا يتدخل الدين كوسيلة من وسائل توجيه قوة الشعوب وتماسكها وفرض نفسها من أجل البقاء، وسأشرح هذه النقطة بالتفصيل، وقبل هذا اود أن أنوه أخي المحاور أني راجعت هذا المرجع الذي قدمته لي أنه يتناول فكرة داروين عن إستئصال الشعوب، ولم أجد فيه هذه الأمور وسأنسخ لك صورة الصفحة 178 وتتناول موضوع آخر غير هذا الذي ذكرته
                      The Descent of Man ..Charles Darwin p: 178
                      مرحباً أخي في الإنسانية،
                      كما قلت آنفاً، الأجناس البشرية كتكثلات وتجمعات، لا تستثى من الصراع من أجل البقاء، والشعوب الضعيفة المهترئة ستنصهر عاجلاً أم آجلاً ضمن الشعوب الأقوى، نفس الصراع قد أشار إليه مؤسس علم الإجتماع إبن خلدون بالغالب والمغلوب، وكيف أنه المغلوب دائما ما يكون تابع للغالب. والشعوب المغلوبة ستفقد توابثها التاريخية والثقافية للإنصهار بشكل جزئي أو كلي ضمن الشعوب الأقوى منها، هذه صيرورة الحياة ولا محيد عنها.
                      هنا يتدخل الدين كوسيلة لتماسك الشعوب وتراصها في صف واحد من أجل الدفاع عن توابثها وقيمها التاريخية، أنت طرحت لي في إحدى تعاليقك فكرة ومحاكاة مجتمع ملحد إلحاداً كاملاً، وصورت لنا مدى قباحة وتفاهة الفكرة، ربما أغلب المتابعين لحديثنا هذا صفق لك بحرارة، لكن ما أوخذك عليه أنا شخصياً هو إستعمالك لآلة تصوير صينية الصنع ونقلت لنا صورة غير واضحة وحتى أنها تافهة في مجملها. سأقول لك، مجرد طرح فكرة مجتمع ملحد إلحادا كاملا، مجتمع خالي من أي دين، هي فكرة موجهة لذوي التفكير المحدود، لأنه المجتمع ككل وككيان تحكمه قوانين مادية، يحكمه قانون التأثير والتأثر، أنت طرحت فكرة مرفوضة سياسياً، الدين من وجهة نظر سياسية لا يمكن الإستغناء عنه او حتى مجرد التفكير في إقصاءه عن حياة العامة، وتلك الدولة البلشفية الملحدة التي تحدث عنها لا وجود لها أصلاً في التاريخ، أنت فقط أعطيت مثالاً عن شيء خيالي لا وجود له، ما كان موجود هو الدولة الإشتراكية المؤسسة من طرف فلاديميير لينين الملحد، لكن لينين لم يقصي الدين عن حياة العامة، لينين كرجل سياسي لم يفكر حتى بإقصاء الدين من الدولة، لأن هذا ضرب من الخيال ببساطة لأنه من الشروط السياسية الذاتية والموضوعية لقيام دولة كيفما كانت هي قوة القانون من جهة وقوة الدين من جهة أخرى، أنا اتكلم لك منظور قمة الهرم السياسي، الدين وسيلة لترتيب وتنظيم قوة الشعوب والتحكم بهم، وأنت كمتخصص في الفلسفة لاشك أنك على دراية تامة بمكانة الدين في الفلسفة السياسية، ولا شك أيضاً أنك على إطلاع كامل بالماكيافيللية التي تشكل من اساسيات التكوين النظري للقائد السياسي، وهنا لا علاقة بين معتقد القائد ومعتقد العامة، لذلك كثيراً ما يصور لنا بعض المتحاورين أن لينين الملحد يحاول خلق مجتمع ملحد! وهذا ماهو إلا لغو لأن الشروط السياسية كما بينت لا تسمح لهكذا تصور.
                      وأنا بذكري لهذا الحديث، إنما هو من وجهة نظر شمولية كواليسية، وجهة نظر أحتفظ بها بنفسي، وأنا ما يهمني هنا هو دور الدين في الصراع من أجل البقاء، وفي التاريخ كله بطوله وعرضه لا تكاد الإمبراطوريات القوية الي قامت تخلوا من الدين، وكل الحروب الكبرى التي أقيمت كلها حروب مقدسة يلعب فيها الدين دور الوسيلة من أجل غاية البقاء وعدم الإنصهار ضمن الأقوى.
                      وهذه الوسيلة بقدر ما هي فعالة في جمع ولمّ شمل الشعوب وتوجيه قوتهم في إتجاه واحد، تستطيع تدمير وتهديم وضعضعة وإبادة نفس الشعوب، وهذا ذا لم يتم حسن إستعمالها من طرف السلطة السياسية، أحيلك إلى حروب الشرق الأوسط تحت نفس راية المعتقد، وماكان عليك الذهاب حتى "ميانمار" كمثال عن الدمار الذي تخلفه الأديان إذا لم يحسن إستعمالها، فقط هنا بجوارنا بالشرق الأوسط العراق وسوريا ستجد ضالتك التي تبحث عنها وأكثر، ولولا بشاعة المناظر لنسخت لك صور جثت مقطعة الأوصال وأخرى مشوية الأطراف لأناس تحت نفس الراية، لكنها أستعملت من طرف أعداءنا بطريقة جيدة لتدميرنا ومحونا من الخارطة والإنصهار ضمنهم شئنا أم أبينا.اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	15317987_1829036740715155_1584998975320664202_n.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	8.7 كيلوبايت 
الهوية:	736084

                      تعليق


                      • #12
                        رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                        #المداخلة الثالثة للدكتور أنس أبوهيام :
                        بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد لله كما يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه ..و الصلاة و السلام على خير خلقه ..و أفضل رسله و أنبيائه .. سيدنا محمد و على آله و صحبه .. و من اهتدى بهديه ..
                        و بعد :
                        تحية ملآى بالود و الإحترام لزميلي العزيز !!
                        في الحقيقة يُسعدني أن أحاور أمثالك ، حوارا أكاديميا مرموقا محترما .
                        جناب الأستاذ الفاضل !! مناظرتنا هذه حول الأخلاق - الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية - ، لا تجري هذه المناظرة حول - التطور - أو غيرها . بل ما عليك إلا إثبات : أن الإنسان ليس بحاجة للدين ليؤسس للأخلاق و القيم ، و بيان أن الأخلاق نسبية . و عليَّ أنا أن أثبت أن الإنسان بحاجة للدين ليضبط أخلاقه ، و أن هذه الأخلاق مطلقة .
                        أما مسألة نظرية التطور فإني لم أتطرق لها - و أظن أنني لن أدخل في تفاصيلها من المنظور العلمي - لكي لا نشتت الحوار ، و لكنني وضعت لك منظور الداروينية للإنسان و أخلاقه من مفهوم الصراع من أجل البقاء . لكن جنابك تعمدت - أو تجاهلت - الرد عن النقطة الرئيسية " الصراع من أجل البقاء " لجرِّي إلى صحة - نظرية التطور - و الدعم الذي تحضى به ، واضعا عدة روابط - مشكور عن ذلك - ، لذلك فإني سأرد عن هذه الجزئية و أرجو أن لا نعود لها مرة أخرى ! أو أن نضيع موضوع المناظرة في مناقشة الفرعيات .
                        * جناب اللأستاذ تقول : " والمعاهد المتخصصة بالبيولوجيا والوراثة، والمؤسسات التعليمية ، والجامعات الأكثر تصنيفاً من ضمن أفضل 50 جامعة بالعالم، كلها تقر بصحة نظرية التطور وتوافقها مع العقل والمنطق، وكلها تدعم موقف داروين أن الإنسان والكائنات الحية الأخرى كلهم تطوروا عبر الزمن، وكل هذا الكلام لديه مصادره التي تثبته. " .
                        #الرد :
                        1 - ليس كل ما يُدرس في جامعات العالم مُثبت ، فحتى التصميم الذكي يُدرس في أكبر جامعات العالم ، و علم النفس و الإجتماع .
                        2 - ليس كل ما أُُجمِع على صحته فهو صحيح ، فسابقا أجمع الأولون و الآخرون على ثبوت الأرض و خالف كوبرنيكوس و غاليليو هذا الرأي .
                        3 - مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا " توبيتاك " ، و هي الهيئة الرئيسية المسؤولة عن تطوير وتنسيق البحوث العلمية بما يتماشى مع الأهداف والأولويات الوطنية ، التي وضعتها أكاديمية العلوم التركية .
                        توبيتاك تتكون من أكثر من 2500 باحث في المعاهد البحثية المختلفة في تركيا .
                        توبيتاك تمثل تركيا في جهود البحث العلمي في العديد من المنظمات الدولية .
                        طيب ..في يناير 2013 " توبيتاك " تُُوقف نشر الكتب التي تدعم نظرية التطور لعدم صحتها !
                        http://www.hurriyetdailynews.com/tur...source=message
                        * جناب اللأستاذ تقول : " والموسسات الدينية الكهنوتية وحدها من ترفض وتحارب هذه النظرية، " .
                        #الرد :
                        هل هذا صحيح ؟؟؟
                        هل فقط المؤسسات الدينية هي وحدها من تحارب هذه النظرية ؟؟؟
                        إذا كان كذلك فلما أعلن مجموعة من علماء الأحياء اللادينيين الكوريين مقاطعتهم للداروينية ؟؟
                        ملاحظة : " علماء أحياء - لادينيون - مؤسسة علمية و ليست خلقية أو عرمرمية "
                        لأنهم أكدوا وجود خطأ كبير في هذه النظرية ولا يمكن قبولها بعد الآن فيما أعلنوا عن عدة حفريات غير انتقالية ..
                        وهذا ما دفع وزارة التعليم العالي وجامعة سيول إلى الإستغناء عن تدريس هذه النظرية في المدارس!!
                        وهذه صفعة جديدة للداروينين بعدما أعلن معهد ديسكوفري في الولايات المتحدة سنة 2001 مقطاعته لهذه النظرية..بعد حذفها من بولاندا ومن أكبر الولايات الأمريكية ..
                        الأن تحدف الداروينية الإلحادية من كوريا الجنوبية وينتصر علماء الخلق ..
                        والدراسات تؤكد أن الداروينية في تراجع كبير حول العالم !! و لم يبقى إلا مصفق عن جهل أو دارس تشكيل حروف مُعَجرف !
                        South Korea will remove evolution from its high school textbooks
                        http://io9.gizmodo.com/5915908/south...hool-textbooks
                        * جناب اللأستاذ تقول : " بل أكثر من ذلك أن نسبة مهمة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل " .
                        # الرد :
                        تقصد جناب الأستاذ أن أغلبية من حاز على نوبل يؤيدون التطور .
                        1 - نشك في هذه الدراسة ..
                        2 - ليس كل من حاز على نوبل عالم أحياء ..بل منهم متخصصون في علوم أخرى ..
                        3 - لكي لا نذهب بعيدا !! شاهد لماذا لا يرفض العلماء والأكاديميون نظرية التطورو تتأكد لك القضية ؟؟
                        https://www.youtube.com/watch?featur...&v=CmKkNPw3QbU

                        تعليق


                        • #13
                          رد: فلسفة الأخلاق بين الدين و المذاهب المادية

                          * جناب اللأستاذ تقول : " الشاهد في القول أن نظرية التطور في شقِها العلمي فرضت نفسها وبقوة وبجدارة وإستحقاق، وكل ما يقول عكس هذا الكلام إنما نتاج عدم تطلعه و ضعف إطلاعه في هذا المجال " .
                          #الرد :
                          نعم فرضت نفسها بالقوة - إرهاب فكري - ..و هذا يؤكد على أنك تعلم أن نظرية التطور - ديانة داروين - هي الديانة الوحيدة التي تحتاج إلى فرض قوانين الدولة لحمايتها من الأسئلة والإعتراضات؟؟
                          أقصد : أي اعتراض لها إما السجن أو سحب شهادتك ..و هذا ليس بكلامي و إنما كلام أغلب العلماء الذين سُحِبت منهم شهاداتهم العلمية بسبب إعتراضهم على النظرية !! و للأسف تم حذف البيان من هنا :
                          http://www.fresnobee.com/2013/02/22/...ationists.html
                          جناب الأستاذ الفاضل تقول : " نظرية التطور التي فرضت نفسها في الساحة العلمية بتقديمها لإجابات منطقية عقلانية فيما يخص التنوع البيولوجي وأصله. " .
                          #الرد :
                          عن أي إجابات منطقية جناب الأستاذ الفاضل ؟؟
                          نظرية التطور بُنِيت على التزوير و التدليس !! لا غير !!
                          يقول جوناثان ويل : " العلم يعرف الآن أن كثيرا من دعائم نظرية دارون إما خاطئة أو مضللة ؛ ورغم ذلك فإن نصوص علم الأحياء تستمر في تقديمها كأدلة حقيقية للتطور . فماذا يعني هذا بالنسبة لمقاييسها العلمية ؟؟ " .
                          المصدر : أيقونة التطور ..جوناثان ويل ..
                          و يسترسل جوناثان قائلا : " لو سألتني خلال سنوات دراستي للعلوم في جامعة باركلي هل أؤمن بما تعلمته في المقررات العلمية ؟؟ لكان رد فعلي مثل بقية زملائي الطلاب أن أستغرب في حيرة لطرح مثل هذا السؤال.. ثم أجيب بأنه يمكن لنا بالطبع أن نجد بعض الهفوات اليسيرة والأخطاء المطبعية . العلم يعني اكتشاف أشياء جديدة باستمرار..لكني كنت أسلم أن المراجع العلمية المدرسية تمثل أفضل المعارف العلمية المتاحة في ذلك الوقت .ثم لاحظت حين كنت على وشك إنهاء رسالة الدكتوراه حول بيولوجيا الخلية والتطور - cell and development biology - ما بدا كأنه شذوذ غريب..فالكتاب المدرسي الذي كنت أستعمله كان يحتوي على رسوم مميزة لأجنة بعض الفقريات كالأسماك والدجاج والبشر وغيرها..حيث قدم التشابه بينها كدليل على سلف مشترك .وقد كانت الرسومات تبدو متشابهة في واقع الأمر..لكني درست الأجنة لمدة معينة..ونظرت إليها تحت المجهر..فعلمت أن تلك الرسوم خاطئة بكل وضوح .راجعت الكتب الأخرى التي احتوت على رسوم مماثلة..كانت هي أيضا خاطئة .. ليس لأنها شوهت شكل الأجنة فحسب..بل لأنها حذفت مراحل سابقة لها تُظهر الإختلاف الشديد بينها .حينها قمت - كما يفعل معظم الطلاب والعلماء - بتجاهل الأمر .. ولم يؤثر ذلك على عملي حيث افترضت أن وجود هذا الخطإ الذي تسرب بطريقة ما إلى الكتب يعد استثناء وليس قاعدة .
                          وفي سنة 1997 قام عالم الأجنة البريطاني مايكل ريتشاردسون وزملاؤه بنشر نتائج دراسة مقارنة لرسوم الأجنة في الكتب المدرسية مع أجنة حقيقية..مما أحيا اهتمامي بتلك الرسوم من جديد ..
                          وقد نقلت صحيفة ساينس" SIENCE " المرموقة عن ريتشاردسون نفسه قوله : " يبدو أن هذا من أكبر عمليات التزييف في علم الأحياء " ..
                          والأسوأ أن هذا ليس احتيالا حديثا..ولم يتم كشفه مؤخرا..فرسوم الأجنة الموجودة في أغلب الكتب المدرسيةللمرحلة الثانوية - High school - إما نسخ مباشر أو محاكاة لرسوم عالم الأحياء الألماني الدارويني إرنست هيكل - Ernst Haeckel - " ق : 19 ".. وعلماء التطور والداروينية يعلمون منذ مائة سنة أنها مزيفة لكن أحدا منهم لم ير من اللائق أن يصحح هذه المعلومات المضللة المنتشرة ..
                          حاولت بعدها - وأنا ما أزال أعتقد أن الأمر يتعقل باستثناءات - البحث عن أخطاء أخرى تتعلق بنظرية التطور في المراجع المعتمدة لكن بحثي قادني إلى حقيقة مروعة : كانت هذه التحريفات الصارخة في الغالب قاعدة وليست استثناء ..وقد سميت هذه التحريفات في كتابي الأخير" أيقونات التطور" .. " Icons of Evolution "..لأن كثيرا منها يتم تمثيلها والإستشهاد لها بتلك الرسوم " الكلاسيكية " الواسعة الإنتشار كرسوم Ernst Haeckel.. لتخدم هدفا بيداغوجيا يتمثل في تثبيت المعلومات المضللة بخصوص نظرية التطور في أذهان الجمهور ..
                          كلنا نتذكر فصل علم الأحياء : التجربة التي خلقت " لبنات بناء الحياة " في أنبوب مختبر..و" شجرة " التطور المتجذرة في الوحل البدائي..والتي تتفرع عنها الحياة النباتية والحيوانية..وكانت هناك أيضا هياكل عظمية متماثلة..مثلا لكف إنسان ولجناح طير وحشرة العث..وعصافير دارون..وبطبيعة الحال أجنة Ernst Haeckel ..كل هذه أمثلة تقدم كغيرها كأدلة مزعومة لنظرية التطور ثم اتضح أنها خاطئة تماما..فلا يتعلق الأمر بأخطاء طفيفة " ..
                          من إحدى مقالات أيقونة التطور المنشورة على معهد ديسكوفيري ..و للأسف تم حذف المقال من هنا !! ربما تجنبا للفضائح !!
                          http://www.discovery.org/art.../PDFs...fTheFakest.pdf

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة الحائر 2, 29 أغس, 2022, 12:21 ص
                          ردود 0
                          41 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة الحائر 2
                          بواسطة الحائر 2
                           
                          ابتدأ بواسطة الراجية مغفرة ربها, 21 يول, 2022, 03:03 ص
                          ردود 3
                          44 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د. نيو
                          بواسطة د. نيو
                           
                          ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
                          ردود 2
                          29 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة عاشق طيبة
                          بواسطة عاشق طيبة
                           
                          ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 9 فبر, 2021, 12:58 م
                          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ديس, 2020, 09:44 م
                          رد 1
                          568 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                          يعمل...
                          X