القول في حديث: جُعل رزقي تحت ظل رمحي!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

باحث سلفى مسلم (نهج السلف) اكتشف المزيد حول باحث سلفى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القول في حديث: جُعل رزقي تحت ظل رمحي!

    حديث :
    «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ؛ فَهُوَ مِنْهُمْ»

    روي من خمس طرق (أسانيد):


    الطريق الأول: بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن عبد الله بن عمر .
    علقه البخاري بصيغة التمريض حيث قال: "ويُذكر عن ابن عمر رضي الله تعالى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي"
    فأبو منيب الجرشي، لا بأس به، لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي.
    وقد ضعف هذا الإسناد شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند وقد عده من مناكير ابن ثوبان .
    وللأوزاعي متابعة لابن ثوبان، لكنها متابعة منكرة، كما سيأتي.

    الطريق الثاني: الأوزاعي وقد روي من ثلاث وجوه عنه: الوجه الأول: عنِ الأوزاعِيِّ ، عن يحيى بنِ أبِي كثِيرٍ ، عن أبِي سلمة ، عن أبِي هُريرة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرفوعًا،
    تفرد برواية هذا الوجه عن الأوزاعي: صدقة بن عبدالله وهو ضعيف،يحيى بن عبد الله ضعيف، بشر بن بكر لا بأس به.
    قال دحيم: هذا الحدِيثُ ليس بِشيءٍ، الحدِيثُ حدِيثُ الأوزاعِيِّ ، عن سعِيدِ بنِ جبلة ، عن طاوُسٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.[علل ابن أبي حاتم].

    الوجه الثاني: الأوزاعِيِّ ، عن سعِيدِ بنِ جبلة ، عن طاوُسٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    رواه عن الأوزاعي سفيان الثوري ثبت، عيسى بن يونس لا بأس به.
    وهو وجه مرسل وسعيد بن جبلة ضعيف.

    الوجه الثالث:
    الوليد بن مسلم، قال : حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي المنيب الجرشي ، عن عمر.
    وهو وجه منكر تفرد به الوليد بن مسلم وهو ممن يسوي الإسناد. وقد أخطأ الدارقطني في علله فصحح هذا الوجه عن الأوزاعي والقول قول دحيم (قد سبق).



    الطريق الثالث: بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ضعيف جدًا فبشر بن الحسين ضعيف جدًا.
    قال ابن حبان: يروي بشر بن الحسين، عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمِئَة وخمسين حديثًا.
    وقال الدارقطني: يروي عن الزبير بواطيل والزبير ثقة والنسخة موضوعة.

    الطريق الرابع: سعيد قال : حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي عمير الصوري عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ضعيف، فإسماعيل بن عياش فيه مقال وأبو عمير الصوري أظنه أبان بن سليمان مستور، والحسن أظنه البصري فالحديث مرسل.

    الطريق الخامس: العقيلي في الضعفاء: .....عَبد الرَّحمَن بن سالم بن عَبد الرَّحمَن بن عُتبَة بن عُويم بن ساعِدَة، عن أَبيه، عن جَدِّه، قال: قال النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم: إِن الله تَبارَك وتَعالَى بَعَثَني بِالهُدَى ودين الحَق، ولَم يَجعَلني زَرَّاعًا ولا تاجِرًا ولا سَخابًا في الأَسواق، وجَعَل رِزقي في ظِل رُمْحِي.
    قال العقيلي: وقَد رُوي بِغَير هَذا الإِسناد, بإِسناد أَصلَح مِن هَذا بغير هذا الكَلامِ.
    قلت: هذا إسناد ملء بالمستورين، وعبد الرحمن بن عتبة بن عويم لم تصح له صحبة فهو مرسل كما قال الذهبي في ميزان الاعتدال.

    الخلاصة الحكم على الحديث: لم يثبت من وجه يُعتد به.

    من ناحية معاني هذا الحديث - عند من يصححونه ممن يقوون الأسانيد المعلولة بعضها ببعض-
    فلا نكارة فيه إلا بعض ما يشتبه، فالسيف لجهاد الفتح والدفع، ولإقامة الشرعة والدولة.
    ورزق النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظلال الرمح، فيه أمور:-
    1- رزق النبي صلى الله عليه وسلم (في الدنيا) لا يقتصر على الغنائم، بل يشمل الفيء، ناهيك عن الهدايا والهبات التي كان صحابته وأقاربه يهبونها إياه وما ورثه النبي صلى الله عليه وسلم من أهله قد أُخرج منه ولما رجع إلى مكة لم يمكث فيها إلا قليلًا ورجع للمدينة مع الأنصار وزوجاته وآل بيته وباقي الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.
    ويقابل هذا الرزق تحريم، فقد حُرِّم على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضوان الله عليهم، أكل الصدقات والزكوات، بل قد قام النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة توزيع هذه النسب التي أبيحت له، وسنبين هذا قريبًا بإذن الله.

    2- وإن كان قوله - لو ثبت - لم يكن قادحًا في الحديث لأنه لم يحصر رزقه في هذا فلم يقل:
    إنما جُعل رزقي كذا، بل قال: وجُعل رزقي كذا.

    وهذا يزيل الشبهة كاملة عن الحديث، لأن نزع الملكية (مال المُقاتل أو الجزية والعشور أو المماليك) ممن حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم هي بأمر الله عزوجل، فالمال مال الله عزوجل، ينزعه ممن يشاء ويهبه لمن يشاء يُعز من يشاء ويُذل من يشاء بيده الخير سبحانه وتعالى.

    3- النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"
    بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي"

    أي أن كون رزقه تحت ظل رمحه" كان نتيجة وبمناسبة كونه يقيم شعيرة الجهاد ليُعبد الله وحده، لا أن رزقه تحت ظل رمحه هو الهدف والغاية الباعثة على غزواته!!
    فإنه لم يقل: وجَعلتُ رزقي تحت ظل رمحي، بل قال: وجُعل رزقي تحت ظل رمحي
    أي أن الله عزوجل قد جعل بمناسبة إعلائي لكلمته ونشر عبادته رزقي تحت ظل رمحي بهذه المناسبة لا أن هذا هو الهدف من غزو القوم.

    4- لماذا أورد البخاري الخبر(معلقًا على التمريض) ؟
    فالرمح لا يستعمل فقط للحرب، بل قد يستعمل للصيد أيضًا وهذا ما وظفه البخاري بإيراده لهذا الخبر [معلقًا بالتمريض] في ترجمته لحديثٍ بعده يتضمن حِل الصيد، وهذا ما فهمه أحمد بن حنبل - رحمه الله - عندما سئل عن شخص لا يعمل لطلب الرزق، فأورد له هذا الأثر احتجاجًا به بهذا المعنى.

    قال أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُبُلِيُّ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي مَسْجِدِهِ وَقَالَ: لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي» (يَعْنِي: الْغَنَائِمَ) ، وَحَدِيثَهُ الْآخَرَ حِينَ ذَكَرَ الطَّيْرَ، فَقَالَ: «تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا؟» ! فَذَكَرَ أَنَّهَا تغدو فِي طَلَبِ الرِّزْقِ. وَقَالَ الله تبارك وتعالى: (وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ) [المزمل: 20] . وَقَالَ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكم} [البقرة: 198] . وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَيَعْمَلُونَ فِي نَخِيلِهِمْ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ.

    إذن علق البخاري الحديث (حديث ابن عمر)، على التضعيف واستشهد به في باب الصيد لا على سبيل الاحتجاج وإن كان هو أقوى هذه الأسانيد وهو ضعيف، بل على سبيل الاستشهاد والاستئناس.
    وبالله التوفيق والسداد.





    التعديل الأخير تم بواسطة باحث سلفى; 5 أكت, 2017, 02:00 ص.
    أدوات للباحثين على الشبكة: البحث في القرآن الكريم هنا تفاسيره هنا القرآن بعدة لغات هنا سماع القرآن هنا القراءات القرآنية هنا
    الإعجاز العلمي هنا بحث في حديث بإسناده هنا و هنا معاجم عربية هنا معاجم اللغات هنا
    كتب وورد
    هنا المكتبة الشاملة هنا كتب مصورة هنا و هنا وهنا وهنا وهنا وهنا و هنا وهنا وهناوهنا وهنا وهنا وهنا وهنا كتب مخطوطة هنا
    للتأكد من الأخبار العصرية موقع فتبينوا

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 9 أغس, 2023, 04:37 ص
ردود 0
173 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 13 يول, 2023, 09:49 ص
ردود 5
237 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 6 يول, 2023, 05:11 ص
ردود 0
230 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 2 يول, 2023, 08:23 م
ردود 0
47 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 29 يون, 2023, 01:16 ص
ردود 6
149 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة issammo
بواسطة issammo
 
يعمل...
X