حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

    المقدمة:

    إنَّ الافتراء على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس مقصوده الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسه بل تشويه الإسلام والخلافة الإسلامية وإنها مرحلة سفك دماء وظلم وعدوان وأنَّها مرحلة تاريخية يجب ألا تعود ويُحارب من يفكر فيها!!!.
    كل هذا فعله أعداء الإسلام وساعدهم على هذا الإعلام الفاسد والمسلمين المنسلخين عن دينهم وهم أشد على الإسلام من أعدائه. فقالوا كيف لرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتل رجال بني قريظة, ولم يكتف بذلك فلقد سبي نساءهم وذراريهم, ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم, ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير في تاريخ اليهود ولا يساويه سوى ما حدث لهم في الهولوكوست على يد هتلر النازي....
    وهنا يحلو للبعض أن يتقوَّلوا على الإسلام وأن يتطاولوا على تصرف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعاملته لبني قريظة, ويعتبروا أن معاملته هذه لهم تتسم بالوحشية والقسوة, وأنه كان من الممكن أن يُعاقَبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..
    قبل أن نتعجل الحكم بأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عالج أمر بني قريظة بالعلاج الوحيد الذي لا ينفع غيره, أو حَلَّ عقدته بالسلاح الذي يناسبه..
    نود أولاً أن نقف على حيثيات وظروف ذلك الحكم..

    والدراسة التي بين يديك تقع في مقدمة وسبعة فصول:
    الفصل الأول: وثيقة المدينة السياسية.
    الفصل الثاني : الجرائم القذرة للمسيحيّة المتوحّشة عبر التاريخ.
    الفصل الثالث : الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي.
    الفصل الرابع : حرب الثلاثين عاما Thirty Years' War 1618/1648
    وانتشار المذهب البروتستانتي.
    الفصل الخامس: الاغتيالات المقدسة.
    الفصل السادس:اضطهاد المسلمين في العصور الحديثة.
    الفصل السابع: معركة جبعة Battle of Gibeah.

    والله ولي التوفيق..
    زهدي جمال الدين محمد.

    21 مارس 2018 - الاسكندرية

  • #2
    رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

    الفصل الأول
    وثيقة المدينة السياسية
    فمع بداية الهجرة إلى المدينة المنوّرة وجد النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسَه أمامَ ثلاثِ طوائفَ من السكان في المدينة:
    الطائفةُ الأولى: المهاجرون الذين ضحّوا بوطنهم وأموالهم وتجارتِهم وعلاقاتِهم طلباً للحرية وحرصاً على عقيدتهم والتزامهم الديني, فهاجروا من مكة إلى المدينة فُرادى وجماعاتٍ قبلَ وبعدَ هجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    الطائفةُ الثانية: الأنصارُ وهم الذين أحبّوا رسولَ الله ونصروه واتبعوا النورَ الذي أُنزلَ معه وهؤلاء كانوا من قبيلتي الأوس والخزرج سكانِ المدينةِ الأصليّين.
    الطائفة الثالثة: اليهودُ الذين طالما أشعلوا نارَ الفتنة والحرب بين الأوس والخزرج وتآمروا على الإسلام والمسلمين.
    تعتبر المدينة المنورة (يثرب) مكاناً يسكنه اليهود والعرب. ويهود المدينة هم الذين هاجروا إليها بعد انتهاء الأسر البابلي. وكان في يثرب أحياء مغلقة لمجموعات متميِّزة، مثل: بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة. وقد نزلوا الحجاز أيام بختنصر(الطبري، تاريخ الأمم والملوك 2: 299.).
    وفيها أحياء للأوس؛ وأخرى للخزرج، فحالفوهم، وصاروا يتشبَّهون بهم؛ لما يرَوْن عليهم من الفضل في العلم، وامتلاكهم لكتابٍ مقدَّس، وما امتلكوه من مأثورٍ عن أنبياء بني إسرائيل، وادّعائهم أنهم أتباع سيِّدنا إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وكان اليهود سادة المدينة، بيدهم عصب المال والسيطرة على الإنتاج الزراعي، وهم أشبه بالحكّام- وكانوا يعتبرون أنفسهم- وحدهم دون غيرهم - أصحاب الامتيازات، وأنّ كل قرار يجب أن يصدر عنهم ومنهم وإليهم.
    وطبقاً لرأيهم الديني فإن الناس جميعاً خُلقوا خَدَماً لهم. لهذا نجد أن العرب، من الأوس والخزرج، مجموعة سكّانية غير مندمجة معهم، وقد أذكى اليهود الصراع الدامي بين الأوس والخزرج طيلة سنين؛ للاستفادة من وضع ضعف العرب، فكان العرب بحاجةٍ إلى مَنْ ينهي هذا الصراع، ومَنْ يعيد الوحدة للعرب الموجودين في يثرب.
    فاقتصاد يثرب ذو الطبيعة الزراعية يحتاج إلى استقرار سياسي واجتماعي، بينما الأجواء المضطربة الدائمة جعل قوّة العمل غير فعّالة وغير نشطة في يثرب، وكانت طبقة فقيرة جدّاً تعمل لصالح رؤوس الأموال اليهودية…
    وليست يثرب مدينة ذات مركز ديني، كما هو الحال في مكّة، ولا توجد فيها قوانين وأنظمة متوارثة، سواء أكانت مكتوبة أو أعرافاً مجتمعية، كما لا توجد سلطة سياسية أو شبه سلطة، كما هو حال «دار الندوة» و«الملأ من قريش» في مكّة.
    وليست مدينة تجارية، كما هو حال مكّة؛ فإن الوضع الاقتصادي فيها كان في أيدي اليهود. وكانت يثرب معرَّضة للغزو، فلم يكن بين سكانها نظامٌ للدفاع المشترك، بل كان على كلِّ قبيلة من قبائل العرب، أو مجموعة من مجاميع اليهود، أن تحمي نفسها، فكانت تجعل لها سوراً دفاعيّاً خاصّاً بها، حتّى أحصيت أسوارها بما يقرب من ثلاثة عشر سوراً.
    ولم يتَّفق اليهود على تنصيب (عبد الله بن أبيّ) ملكاً على يثرب، علماً أن مثل هذا المقترح كان يدعو له بعض اليهود؛ لتقليدهم أنظمة ملكية، مثل: الروم والفرس،لذلك قال أهل يثرب للرسول الأكرم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ ما بينهم، وعسى الله أن يجمعهم بك، وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإنْ يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك) (الطبري، تاريخ الأمم والملوك 2: 299.).
    ولقد كان سكّان يثرب إبّان الهجرة النبوية من اليهود والعرب المشركين والعرب الذين آمنوا ونصروا، ثمّ جاءهم المهاجرون أربع شرائح: اليهود، العرب المشركون، العرب الأنصار، العرب المهاجرون- وكان اليهود تسعة طوائف- وقد كان مجموع المسلمين الذين صاروا بعد الهجرة مسلمي المدينة من المهاجرين والأنصار ألفاً وخمسمئة شخص.
    إن غياب السلطة السياسية المركزية كان ينعكس على الحياة الاجتماعية والدفاعية، وكانت يثرب بحاجة إلى سلطةٍ سياسية مستقرّة؛ ليكون أثرها واضحاً على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وكان العلم والمعرفة حِكْراً على اليهود، وهم يتكلَّمون العربية، ويكتبونها بالحروف العبرية، وكان لليهود بيوت للعبادة (المدارس)، بينما كان العرب أمِّيين؛ لأنهم لا يملكون كتاباً، فيشعرون بعقدة الضآلة.
    والأصل تعميق الخلاف وإدامة الصراع، فلقد تحالفت بنو قينقاع اليهودية مع الخزرج، وتحالف بنو النضير وقريظة مع الأوس، إلاّ أن المعارك فعلاً كانت تجري فقط بين الأوس والخزرج، دون أن يعطي اليهود خسائر بشرية.
    لقد أورد بعض الدارسين أن سكان يثرب كانوا عشرة آلاف شخص، منهم ألف وخمسمئة مسلم، وأربعة آلاف يهودي، وأربعة آلاف وخمسمئة من العرب المشركين؛ إذ يشكِّل المرتبطون به عقائدياً أقل من 10%، ولا سيَّما إذا أخذنا تعامل النبيّ مع المنافقين بعين الاعتبار، ثم إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاحظ أنه بحاجة إلى ترسيم حدود دولة المدينة، فقد حدَّد الرسول الحدود السياسية لدولة المدينة بين لابتين. واللابة الصحراء، والحرّة (جبال سوداء). قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن إبراهيم حرَّم مكّة، وإني أحرِّم المدينة بين لابتيها.
    هذه الطوائفُ الثلاثُ كانت تعيش في المدينة عندما هاجر النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها, وكانت هناك مشكلاتٌ فيما بينها, فمن جهة: كان هناك تفاوتٌ اجتماعيٌ وثقافيٌ ونفسيٌ ومعيشيٌ بين المهاجرين والأنصار, وكان من المتوقع نتيجةَ هذا التفاوتِ حصولَ تناقضاتٍ في العلاقات بين الطرفين فكان لا بد من إيجاد صيغةٍ تُنظمُ العلاقةَ بينهما للتغلب على التناقضات المحتملةِ والمتوقعة.

    تعليق


    • #3
      رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

      مجتمع المدينة حصون عسكرية:
      ومن جهة أخرى: كانت العلاقاتُ بين الأوس والخزرج من جانب وقبائلِ الأوس فيما بينها وقبائل الخزرج فيما بينها من جانب آخر, وبين هؤلاءِ جميعاً واليهودِ من جانب ثالث, علاقاتِ حربٍ وعِدَاءٍ لا تزالُ مفاعيلُها في السلوك والممارسات ظاهرةً وواضحة, بل لقد انعكست هذه العلاقاتُ المتوترةُ والعدائيةُ بين الأوس والخزرج من جهة وبينهما وبين اليهودِ من جهة أخرى, على التوزيع السكاني لهذه الجماعات بحيثُ كانت كلُ مجموعةٍ من هذه العشائر تسكنُ في مجمعٍ سكنيٍّ خاصٍّ بها, وكانت المجمعاتُ السكنيةُ متباعدةً بعضُها عن بعض، وكان الوضعُ الأمنيُ لهذه الجماعات مقلقاً ومهزوزاً وغيرَ مستقر، وهذا الأمرُ دفع بهذه الجماعات إلى أن تبني في مجمعاتها السكنية المنفصلة ما يُشْبِهُ الحصونَ العسكريةَ الدفاعيةَ سمّوها (الآطام), بحيثُ يمكنُ اعتبارُ المدينةِ المنورة آنذاك مجموعةَ قُرىَ يسودُ علاقاتِها التوترُ والتربّصُ أكثرَ من اعتبارها بلداً مستقراً ذا مجتمعٍ متجانسٍ ومتعاون, وهذه مشكلةٌ كان لا بدّ لها من حل.
      هذه المشكلةُ مشكلةُ العلاقةِ فيما بينَ طوائفِ المدينة وسكانها هي مشكلةٌ مهمّةٌ وخطيرةٌ واجهتْ النبيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الوقت الذي كان يسعى فيه لتنظيم المجتمع الإسلامي وبناءِ الدولة الإسلامية, فماذا فعل النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعالجة هذه المشكلة؟.
      إعداد وثيقة سياسية "الصحيفة" :
      في الواقعُ أنّ النبيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عالج هذه المشكلة بخطوةٍ بارعةٍ وسياسةٍ حكيمة, ففي السنة الأولى للهجرة وبعد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وقبل حصول معركة بدر وضع النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثيقةً سياسيةً هامةً سمّيت "الصحيفة" وقد كتبها النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المسلمين المهاجرين والأنصار, وبينهم وبين اليهود, أي بين الطوائفِ الثلاثِ التي كانت تعيش في المدينة آنذاك, وقد تضمّنت هذه الوثيقةُ قواعدَ كليةً وأُسُساً عمليةً لتنظيم العلاقة بين المسلمين أنفسِهم أي بين المهاجرين والأنصار من جهة وبين المسلمين واليهود من جهة أُخرى, باعتبار أنّ الجميع يمثّلون مجتمعاً سياسياً واحداً متنوّعاً في انتمائِهِ الديني.
      وهذه الوثيقةُ تعدُ بمثابة دستورِ عملٍ تضمَّنَ أُسُسَ العلاقة بين طوائفِ المجتمع, وحُدِّدَتْ فيه الحقوقُ والواجباتُ لكلِ الأطراف, كما حُدِّدَتْ فيه حقوقُ وواجباتُ كلِ طرفٍ تجاه الآخر.
      وقد مثلت هذه الوثيقة عهدًا وميثاقاً قانونياً وحقوقياً يحدد العلاقة الاجتماعية بين مختلف مكونات المجتمع اليثريبي وضوابطها وحدودها بتفصيل يوضح الحقوق والالتزامات المترتبة لكل عنصر من عناصر المدينة.
      كما تعتبر هذه الوثيقة أصلاً تفرعت عنه نصوص القانون الدولي في الإسلام، وتنظيم العلاقات بين مختلف الفئات باختلاف عقائدها ومواطنها.
      و كان من أهم بنودها:
      1 - التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل. [محمد حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة, ط ثالثة, سنة 1389.].
      2 - وتعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي, وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين[سيرة ابن هشام 1/ 51].
      3 - قلبت الوثيقة الموازين السياسية- فقد كان اليهود في يثرب وحدهم - دون غيرهم ؛ أصحاب الامتيازات، وإن كلّ قرار يجب أن يصدر عنهم ومنهم وإليهم فهم الحكام على الناس، والناس محكومون؛ لأنهم بالأصل قد خُلقوا لخدمتهم، كما يعتقدون.
      في حين جعلتهم الوثيقة مواطنين يتساوون مع غيرهم بالحقوق والواجبات، ويخضعون للحكومة المركزية، بحيث لا يخرج أحد إلاّ بإذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
      فقد جاء في الصحيفة، بعد أن يعدِّد طوائف اليهود: إنه لا يخرج منهم أحدٌ إلاّ بإذن محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا يعني من جهتهم اعترافاً رسمياً بالسلطة (أ. د. محمد مهر علي، الاهتمام بالسيرة النبوية: 15؛ انظر: مونتجمري وات، محمد في المدينة: 180.).
      ومع ذلك استغلَ اليهودُ وضعَهم المميّزَ داخلَ المجتمعِ الإسلامي فلعبوا دوراً خطيراً في التآمر على الإسلام، والتجسّسِ على المسلمين، ومحاولةِ اغتيال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودسِ السُمِ له، والتنسيقِ والتعاونِ مع المشركين.
      وقد حدث في العام الخامس من الهجرة(الموافق مارس 627م) أن تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة, في عشرة آلاف مقاتل من مشركي قريش ومجموعة من القبائل العربية المختلفة مثل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم, والتي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية،على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل،فيما عرف بغزوة الخندق. [ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/84, وابن هشام: السيرة النبوية 4/176].

      تعليق


      • #4
        رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

        سبب غزوة الخندق :
        هو أن يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاولوا قتله، فوجَّه إليهم جيشَه فحاصرهم حتى استسلموا، ثم أخرجهم من ديارهم.
        ونتيجةً لذلك، همَّ يهود بني النضير بالانتقام من المسلمين، فبدؤوا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجاب لهم من العرب: قبيلة قريش وحلفاؤها: كنانة (الأحابيش)، وقبيلة غطفان (فزارة وبنو مرة وأشجع) وحلفاؤها بنو أسد وسليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ.
        تصدَّى الرسولُ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون للأحزاب، وذلك عن طريق حفر خندقٍ شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، ولمَّا وصل الأحزابُ حدود المدينة المنورة عجزوا عن دخولها، فضربوا حصاراً عليها دام ثلاثة أسابيع، وأدى هذا الحصار إلى تعرِّض المسلمين للأذى والمشقة والجوع.
        وانتهت غزوة الخندق بانسحاب الأحزاب، وذلك بسبب تعرضهم للريح الباردة الشديدة، وكان الانتصار لأن الله تعالى زلزل أبدانَ الأحزاب وقلوبَهم، وشتت جمعَهم بالخلاف، وألقى الرعبَ في قلوبهم، وأنزل جنودًا من عنده.
        وكان المتوقع أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين, لكن الذي حدث هو عكس هذا تمامًا! فلم تكتفِ بنو قريظة بمجرد السلبية, ولكن فوجئ المسلمون بهم يخونونهم في أخطر أوقات محنتهم, ولم يرعوا للعهود حرمة, في سبيل التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تامًّا.
        وبمجرد أن سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الخيانة الخطيرة أرسل وفدًا مكونًا من سعد بن معاذ سيد الأوس, وسعد بن عبادة سيد الخزرج, وعبد الله بن رواحة, وخوات بن جبير رضي الله عنهم؛ ليذكِّروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود, ويحذروهم مغبَّة ما هم مقدمون عليه, فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم, وقالوا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبينه!! وهكذا ركب القوم رءوسهم, وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة, وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد.
        وقد تدخلت عناية الله لنصرة الإيمان وأهله, وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25].
        وبعدها مباشرة جاء الوحيُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمره بأن ينهض إلى بني قريظة؛ جزاءً لمكرهم وغدرهم وخيانتهم, فسار إليها وحاصرها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون شهرًا أو خمسة وعشرين يومًا..
        ولمـا طال عليهم الحصار عرضوا على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتركهم ليخرجوا إلى أذرعات بالشام تاركين وراءهم ما يملكون, ورفض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط, وبالفعل استسلم يهود بني قريظة, ونزلوا على حكم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فوكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس[مغازي الواقدي، الواقدي، ج1 ص365].
        وكان سعد حليف بني قريظة في الجاهلية, وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار, وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه, لكن سعدًا نظر إلى الموقف من جميع جوانبه, وقدَّره تقدير مَن عاش أحداثه وظروفه, وشاهد كروبه ومآزقه, وعرف النذر المستطيرة التي تراءت في الأفق, فأوشكت أن تطيح بالعصبة المؤمنة لولا عناية الله عز وجل التي أنقذت الموقف..
        وكان هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم, لكن القوم مضوا في عنادهم لا يقدرون للنتائج عاقبة, ولا يراعون الله في حلف ولا ميثاق, ولذلك لما كُلِّم في شأنهم أكثر من مرة قال رضي الله عنه: "لقد آنَ لسعدٍ ألا تأخذه في الله لومة لائم", ثم بعد أن أخذ المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا, ثم قال: "إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم", فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ"!!.
        فقتل رجالهم, وسبي نساءهم وذراريهم, ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم, ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير على أفظع خيانة..


        وللبيان والتوضيح نقول:
        ألم يخونوا فرعون حينما كانوا رعاياه بمصر عند خروجه لقتال الحثيين في معركة قادش .
        فلقد دارت معركة قادش بين المصريين والحثيين (من تركيا المعاصرة) في العام 1274 قبل الميلاد، في موقع في سورية الحديثة قرب الحدود اللبنانية.
        وكانت القوتان تتقاتلان من أجل السيطرة على بلاد الشام منذ فترة من الوقت، وتشكل هذه المعركة أهمية خاصة في تاريخ الحرب والدبلوماسية، لأنها أول معركة مسجلة تكون تفاصيلها وتكتيكاتها معروفة.
        وكانت الغلبة في بداية الأمر لصالح الحثيين فما كان من يهود إلا أن تحالفوا معهم ضد فرعون ولما انعدل الميزان وانتصر فرعون وعاد إلى مصر كان لزاماً عليه أن يبدأ أول ما يبدأ برعاياه من اليهود الذين خانوه وتمالئوا عليه فذبح رجالهم واستحيى نساءهم وقتل أطفالهم وذلك في أبشع مجزرة عرفها التاريخ وسجلها القرءان الكريم وسجلتها كتبهم التاريخية...
        ومع ذلك لم يرعووا وبقيت الخيانة تسري في دمائهم بل لعلها جزءاً من نسيج تكوينهم الجيني..
        فلا ننسى أن يعقوب أباهم كان قد انتزع النبوة من أخيه عيسو عن طريق مؤامرة حيكت خيوطها بينه وبين أمة.
        ولما كان الجزاء من جنس العمل يجب علينا أن لا ننسى أول مؤامرة حيكت خيوطها في التاريخ كانت بينهم هم أنفسهم وضد أبيهم (يعقوب) والضحية كان اخوهم الأصغر يوسف عليه السلام والذي لولاه ما كان لهم أي وجود يذكر بمصر...
        فلتشاهدوا فصول المؤامرة الأولى في التاريخ كما قصها علينا القرءان الكريم:
        قام أبناء يعقوب بعقد اجتماع سري، بعيدا عن المعنيين بالأمر ( يعقوب ويوسف وأخيه )..
        ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) يوسف:8
        1 ـ كانت المشكلة مدار البحث حب أبيهم ليوسف وأخيه، والدافع هو الحسد وحب التملّك.
        2 ـ كان هناك إقرار بالإجماع، أنّ أباهم يعقوب نبيّ الله ضالّ، وضلاله واضح لا لَبس فيه.
        3 ـ كانوا يؤمنون بالقوة المتحصّلة من الكثرة ( فهم عشرة أشقّاء كبار مقابل اثنان صغار ) .
        4 ـ جمعتهم وحدة الغاية والمصلحة .
        ( اقْتُلُوا يُوسُفَ، أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا، يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ، وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) يوسف:9
        الطرح الأول كان القتل أي حتمية الهلاك.
        الطرح الثاني كان النفي إلى أرض بعيدة مع احتمالية الهلاك.
        كانت الغاية الاستفراد بحبّ أبيهم .
        5 ـ الإقرار بعدم مشروعية عملهم وفساده ، وذلك قبل شروعهم بالتنفيذ .
        6ـ تبييت نية بالتوبة والصلاح، قبل ارتكاب الجريمة، وهذا منطق أعوج لا يقبله ربّ ولا عبد.
        إغفالهم للعناية الإلهية المُدّخرة في علم الغيب ، والتي تتدخل في الوقت المناسب لتسيير الأمور.
        ( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) يوسف:10
        كان أصلحهم فاسدا، حيث وافقهم على فعل المنكر مع تخفيف الضرر.
        كان هناك إصرار لدى الأغلبية .
        كان القرار النهائي أخف الضرر: إلقاء يوسف في بئر مع توافر احتمالية الهلاك، فيما لو لم يلتقطه أحد.
        10ـ عدم الاكتراث بنبوة أبيهم، وما كان يتنزّل عليه من الوحي.
        11ـ غفلة وعمى بصر وبصيرة وإتباع للهوى، فليس فيهم ذو رأي سديد.
        12ـ جهل بعواقب الأمور ، كالأثر النفسي والمعنوي البالغ ، على من يطمحون بالاستفراد بحبه ، وبالتالي عدم تحقق مرادهم .
        13ـ تبييت النية للقيام بالفعل عندما تحين الفرصة .
        ( قَالُوا يَأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ، إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ * فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ *) يوسف: 11- 15
        لم يكن يعقوب في العادة يأمنهم على يوسف وأخوه لمعرفته بعدم صلاحهم .
        لم ينتظروا الفرصة للتنفيذ، بل سعوا إلى خلقها وإيجادها، باستخدام الحيلة والمكر والدهاء .
        تجاهلوا تأكيد أبيهم لهم بأن غيبة يوسف عن وجهه، ولو لفترة بسيطة تسبب له الحزن. فكيف إذا كان ذلك أبديا ؟! وكانت تلك محاولة منه عليه السلام لإحياء ضمائرهم لعلّهم يرجعون ، ولكنهم لم يشعروا بذلك فكان كما أخبره سبحانه .
        كان أبوهم عليه السلام على علم بمخطّطهم قبل التنفيذ ، وقد أخبرهم بما كانوا قد خطّطوه مسبقا بشأن الذئب ، لكن ذلك لم يُثنهم عن عزمهم .

        تعليق


        • #5
          رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

          قرار التنفيذ اتُخذ بالإجماع .
          تم إخفاء النوايا الإجرامية اتجاه يوسف، تحت غطاء من الحرص على ترفيهه، لإقناع أبيهم بالاستجابة لمطلبهم.
          ( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *) يوسف : 16 - 18.
          الاستخفاف بأبيهم واستضعافه لكبر سنّه .
          التضليل واختلاق وفبركة الشواهد والأدلة، لتبرئة أنفسهم وإدانة الذئب.
          الجرأة في الكذب على نبيّ الله مع علمهم بذلك .
          يقين يعقوب عليه السلام من كذبهم وتجنّيهم على الذئب .
          ومما أحزنه عليه السلام هو ما كان عليه أبناءه من قلة إيمانهم ، وعقوقهم له ، وظلم لأخيهم ، وفسادهم وإفسادهم ، وصفات وطبائع غاية في السوء ، لا تليق بالأنبياء أو بأبناء أنبياء يتنزّل الوحي بين ظهرانيهم ، وفي المقابل لم يملك عليه السلام إلا الصبر والرجاء وطلب العون من الله لمجابهتهم .
          ( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) … قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ : أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) ). يوسف : 69-77.
          بعد أن مرّت سنين على تلك الحادثة ، وأصبح يوسف وزيرا للتموين في الحكم آن ذاك ، وقدِمَ إخوته إليه في مصر ، احتال عليهم ليأمن منهم على أخيه ، ويرفع عنه ما كان قد وقع عليه من ظلم وكيد .
          8ـ كان يوسف عليه السلام على علم، بما كانوا يكيدون لأخيه، عن طريق الوحي أو القياس.
          عدم توبتهم عما فعلوه سابقا، وبقائهم على نفس الحال.
          10ـ خيانة يوسف بالغيب بعد كل هذه السنين، واتهامه زورا وبهتانا بالسرقة، فيوسف من عباد الله المخلصين، وما كان له أن يسرق.
          11ـ تأكيد يوسف على فسادهم وإفسادهم بما حدّث به نفسه ، حيث لم يجهر نبي الله بقوله أنهم أسوء حالا ممن يسرق ( قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ) فما فعلوه معه لا يُقارن بخطيئة السرقة التي اتهموه بها ، والتي أقرّوا بأنها أحد أشكال الإفساد في الأرض ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)) .
          12ـ عدم اكتراثهم بسوء حال يعقوب عليه السلام ، ومدى ما نزل به من أذى نفسي وجسدي (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)).
          13ـ قسوة قلوبهم باستنكارهم حزن أبيهم على يوسف( قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)).
          14ـ يعقوب يقطع الرجاء من أبنائه ، ويشكو قسوة أبنائه وضعفه وقلة حيلته في مواجهة أفعالهم إلى الله ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَبَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)).
          15ـ لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة فعلتهم مع يوسف، مع علمهم ومعرفتهم ومعايشتهم لحال أبيهم، وما وصلت إليه من سوء.
          16ـ كان يعقوب على يقين من نجاة يوسف وكذب أبنائه عليه .
          هنا تتضح مفارقة عجيبة ، توضح الكثير من معالم الشخصية اليهودية الإسرائيلية القديمة الحديثة ، فهم يعلمون علم اليقين أن يوسف ذهب إلى غير رجعة وأنه قُتل على الأرجح ، ولكنهم لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة ما فعلوا ، وظلّوا مصرّين على حكاية الذئب ، فلا ضمير يؤنبهم ولا قلب يشعر مع أبيهم . وأبيهم يعلم علم اليقين من ربه ، أن يوسف على قيد الحياة ، وأنه نبي وسيكون له شأن كبير مستقبلا ، إذ كان عالما بتأويل رؤيا يوسف السابقة ، وأن أخوته سيسجدون له لعلو منزلته ، وهذا ما كان يُصبّره عليه السلام حين قال ( فصبر جميل ) أما ما كان يؤلمه عليه السلام ، هو إصرار أبنائه على ما هم عليه واستمرارهم ، وعدم التوبة والرجوع إلى الله .
          ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) … وَقَالَ يَأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) … ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)).
          هنا يتضح خلق الأنبياء وأدبهم في يوسف عليه السلام، حيث قابلَ السيئة بالحسنة ونسب خطيئة إخوته إلى الشيطان.
          معطيات المعادلة كانت:
          جمع واجتماع في الخفاء + قرار بالإجماع + تنفيذ بمكر ودهاء = مؤامرة.
          ولاحظ أنه سبحانه نسبهم بالإخوة إلى يوسف عليه السلام ، في قوله : ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ) ولم ينسبهم إلى يعقوب عليه السلام مع أنهم أبناؤه .
          ما تقدّم من أمر إخوة يوسف عليه السلام، ليس بحاجة لزيادة أو توضيح أو تعليق، فهذا ما جاء به القرآن الكريم، وكان هذا أول فسادهم وإفسادهم في الأرض، الذي كان موجّها ضد أخيهم وأبيهم .
          ومنذ ذلك اليوم ، احترف بنو إسرائيل فنون التآمر ومارسوه:
          أولا فيما بينهم ، منذ نشأتهم وحتى نهاية مملكتهم الأولى في فلسطين .
          ثانياً وبعد السبي البابلي وشتاتهم في شتى بقاع الأرض ، أصبح بعضا من تآمرهم يُحاك ضد الشعوب التي يقيمون فيما بينها . وكان تطلّعهم دائما وأبدا إلى الملك والقوة والغنى والأفضلية ، وكان سبيلهم إلى ذلك جمع المال بطرق غير مشروعة من ربا ونصب واحتيال ، والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ بالإغواء والإغراء ، للتلاعب بهم وتحريكهم من وراء الستار ، لإيقاع الفتن والحروب بين الشعوب ، لضمان السيطرة لتلبية مصالحهم واحتياجاتهم ، ولذلك تجدهم يجتمعون ويُخطّطون في السر والعلن ، ويعملون باستمرار بلا كلل أو ملل ، وتاريخهم قديما وحديثا غني بالأمثلة والشواهد .
          فالخيانة ونقض العهود والمواثيق جزء من شخصية ونسيج اليهودي وتكوينه..

          سؤال مشروع.
          ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم, ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين؟! على أن اليهود لم يُقدِموا على هذا العمل الخسيس إلا بعد أن تكوَّن لديهم ما يشبه اليقين بأنهم - بمساعدة المشركين- سوف يقومون بتدمير الكيان الإسلامي تدميرًا كاملاً, واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كليًّا, ولهذا لم يترددوا في الغدر بحلفائهم المسلمين وعلى تلك الصورة البشعة.
          ولقد كانوا حريصين الحرص كله على إبادة المسلمين, حتى لقد طلبوا من الأحزاب والمشركين أن يُسلِّموا إليهم سبعين شابًّا من أبنائهم رهائن عندهم؛ ليضمنوا أن جيوش الأحزاب لن تنسحب من منطقة المدينة إلا بعد أن تفرغ من المسلمين, وتقضي عليهم قضاء تامًّا.
          فعلى الذين يستبشعون الحكم على بني قريظة, ويصفونه بأنه كان قاسيًا شديدًا, عليهم أن يحيطوا علمًا بجوانب الموضوع, وظروف القضية؛ ليدركوا أن اليهود هم الذين جَرُّوا الوبال على أَنفسهم.
          وقد يتكئ بعض النصارى أو اليهود على هذه الواقعة ليتهموا الإسلام بالوحشية أو الدموية، فخير جواب لهؤلاء أن يذكَّروا بما في كتابهم المقدس من وقائع تم فيها قتل بني إسرائيل للآلاف من أعدائهم.
          حتى أنني اصف سفر إشعياء بأنه سفر المجازر..
          فلقد ورد لفظ التحريم فيه أكثر من مرة.. ومعنى التحريم أي الإبادة المطلقة فالغنائم كانت محرمة عليهم وأُحلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..


          تعليق


          • #6
            رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

            الفصل الثاني
            الجرائم القذرة للمسيحيّة المتوحّشة عبر التاريخ
            الديانة المسيحيّة بدأت بالدعوة السلميّة والحضّ على الحبّ والخير والسلام، لكن ما إن امتزج الدين بالسياسة وحقّق قوّة عسكريّة حتّى تغيّر الخطاب، فالدين يبدأ سلميّا حين يكون ضعيفا ولكنّه يكشّر عن أنيابه ويخرج مخالبه ما أن تتحقّق له بعض القوّة.
            والمسيحيّة التي سبقت الإسلام سارتْ على هذا النهج وسلكتْ هذا الطريق، وظلّت مسالمة لما يقارب ثلاثة قرون، كانت مسالمة لأنّها ضعيفة، لكن تغيّر الخطاب في القرن الرابع ما أن اعتنقت روما المسيحيّة وتحقّقت القوّة لها، فكشّرت عن أنيابها وأخرجتْ مخالبها، وسنورد بعض الأمثلة:
            بداية القرن الرابع:
            قنسطنطين يعتنق المسيحيّة ويصدر أوامره بإحراق كلّ الكتب المعارضة للعقيدة، ومهدّدا بعقوبة الصلب لكلّ من يحافظ على كتاب لا يتماشى مع الرؤية الرسميّة لمجمع نيقيّة.

            نهاية القرن الرابع:
            المسيحيّة تصبح ديانة الدولة رسميّا تحت حكم تيودوس، ويتمّ تحطيم المعابد الرومانيّة وتحويلها إلى كنائس، ليتحطّم معها بعض تاريخ الفنّ القديم، ولتُمنع أيّ ديانة أخرى غير المسيحيّة.
            وتمّ إصدار (في عهد تيودوس وحده) 15 مرسوما ملكيّا بالتعذيب ضدّ المخالفين للعقيدة، فتمّ ملاحقة المانويّين وقتلهم، وسمل أعين المارسونيّين (marcionites) وهو مذهب مسيحيّ، وتمّ حرق كتب الآروسيّين. (مذهب مسيحيّ)
            تحت حكم تيودوس أيضا تمّ إسقاط الحقوق الاجتماعيّة للـ "كفّار" ولم يعد لهم الحقّ في الوراثة ولا المشاركة في المجتمع.
            سنة 385 ميلادي، القدّيس تيوفيل بطريرك الإسكندريّة يحطّم أيضا المعابد الرومانيّة ويستعمل حجارتها لبناء الكنائس، وخاصّة معبد ميترا ودينوسوس، وفي سنة 391 يحطّم معبد سيرابيس مع مكتبته الضخمة وكان يُعتبر من روائع الفنّ المعماري.
            وفي سنة 385 أيضا ولأوّل مرّة، يصدر الحكم بحرق شخص "زنديق" حيّا بعد تعذيبه، وهذه البربريّة سيتمّ تعميمها بداية من سنة 447 ميلادي.
            سنة 401 في شهر يونيو، يأمر القدّيس أوغسطين في قرطاج بتحطيم المعابد الوثنيّة هناك فهاجمها الشعب الهائج وقام بتكسيرها وقُتل فيها بعض "الكفّار".
            سنة 415 يهاجم بعض الرهبان المسيحيّن المرأة Hypathia وهي أكبر عالمة رياضيّات من مدرسة الإسكندريّة ويتمّ قتلها بتحريض من سيريل بطريرك الإسكندريّة، وبعد مقتلها يغادر عديد الفلاسفة والعلماء الإسكندريّة خوفا من همجيّة هؤلاء الرهبان ويتفرّقون في فارس والهند، لتفقد الإسكندريّة بريقها المعرفيّ بعد أن كانت منارة للعلم، ويتمّ حرق كلّ المخطوطات "الكافرة" للفلاسفة والتي استطاع البعض منها النجاة بفضل ما تمّ حفظه عند الفرس والهنود والصينيّين وكذلك عند "العرب: أثناء الفتوحات والذين ترجموا أعمالا عديدة، بينما غطستْ أوروبا في الظلام الدامس.
            سنة 532 ميلادي يغلق جستنيوس مدرسة أثينا، ففرّ الفلاسفة والعلماء إلى فارس.
            سنة 590 ميلادي يأمر القدّيس جرجوريوس بفرض المسيحيّة في الأراضي المحتلّة من قبل روما، أحيانا بالترغيب وأحيانا بالترهيب والعنف.

            بين القرن السابع والخامس عشر الميلاديين، وبسبب حرق كلّ المكتبات تقريبا، (إلاّ ما نجا منه عند الفرس والمسلمين) صارت الكنيسة هي الوحيدة التي تملك المعرفة وتمنع الشعب من الاطّلاع حتّى على العهد القديم، وفي تلك الفترة تمّ حرق حوالي مليون امرأة حيّة بتهمة السحر.

            سنة 804 ميلادي يُدخل الإمبراطور شارلمان عديد الساكسون إلى المسيحيّة، مقترحا عليهم التالي:
            إمّا أن يصبحوا مسيحيّين وإمّا أن تقطع رؤوسهم، وتمّ قطع عشرات الآلاف من رؤوس الساكسون بمباركة الكنيسة التي تطبّق شريعة الله على الأرض.
            سنة 897 ميلادي، يأمر البابا إتيان السادس بإخراج جثّة البابا الذي كان قبله "فارموس" ويأمر بسحبها من قدميها ويقطع ثلاثة أصابع منها ثمّ يلقيها في النهر، فقام البعض بحمل الجثّة -خفية- وأعادوا دفنها، و مع البابا سرجيوس الثالث الذي بعده أمر مرّة أخرى بإخراج الجثّة وألبسها ملابس البونتيفيكيّة وأجلسها على العرش ثمّ أعاد محاكمتها، (افتراضيّا) ثمّ قطع لها ثلاثة أصابع أخرى ومزّق الجثّة وألقاها في النهر، لكن هذه المرّة لم يعد أحد دفنها.
            في القرن الحادي عشر ميلادي يطالب بطريرك الاسكندريّة باستعمال الخميرة في الخبز أثناء الاحتفالات المسيحيّة، لكن بابا روما يؤكّد على ضرورة استعمال الخبز بلا خميرة، وأمام هذا الاختلاف (نقطة جوهريّة كما ترون!) انقسما وسقط بطبيعة الحال مئات القتلى.

            سنة 1099 تسقط القدس في الحروب الصليبيّة، ويسلّم الحاكم العربي المدينة بشرط أن يتمّ الحفاظ على الشعب، فوافقوا على ذلك، ففتح الحاكم أبواب المدينة، لم يحترموا العهد، سبعون ألف مدنيّ تمّ قتله ساعات بعد فتح المدينة، أمّا النساء والأطفال فقد تمّ اغتصابهم قبل قتلهم أو استعبادهم. وتمّ تحطيم المساجد والمعابد اليهوديّة، وقال قائد الحملة: "قد قتلنا كلّ شيء يتنفّس في المدينة" وحين جاء صلاح الدين الأيّوبي اشترط حاكم المدينة المسيحيّ تسليمها بشرط الحفاظ على الشعب، فوافق صلاح الدين، وحين دخل احترم العهد ولم تُرقْ قطرة دم واحدة ولم يحطّم أيّ كنيسة.
            سنة 1204 تسقط القسطنطينيّة في حرب أهليّة بسبب اختلاف في المذاهب المسيحيّة.
            سنة 1224 يصدر الإمبراطور فريديريك الثاني مرسوما بقتل الكفّار أو قطع ألسنتهم، لكن هذا القانون ليس جيّدا وهو معمول به أصلا من قبل، فصدر قرار (سنة 1255 مع ألفونس العاشر) بضرورة الحرق وتمّ إنشاء محارق ضخمة ألقي فيها المسلمون واليهود أحياء. بوصفهم كفّارا.
            وتواصل القتل والقمع في كامل أوروبا بتحريض من الرهبان والقساوسة وأنشت محاكم التفتيش، ويطول المقام بنا هنا عن ذكرها كلّها.
            وكلّ هذه الأفعال البربريّة تسندها نصوص دينيّة (فلا يقول أحد أنّ المسيحيّة الحقيقيّة لا تأمر بهذا) وانظرْ سفر اللاويّين 22-18 و 22-20 وغير ذلك.
            وكان القتل والتعذيب بتهمة الكفر يطال الرجال بداية من سنّ 14 والنساء بداية من سنّ 12 فصار قتل الأطفال مسموحا به (بمباركة الكنيسة) بداية من سنّ العاشرة.
            وما زال سجل المسيحيّة حافلا على مرّ تاريخها قبل تقليم مخالبها وفصلها عن الدولة، وإنّما هذه عيّنة صغيرة فقط. عيّنة من هذه الاضطهادات.
            أنّ الكاثوليك هم أصلا أرثوذكس، وليس بوذيّين!.
            فمعنى "أرثوذكس" هو الصراط المستقيم، وكلّ من يتبع مجمع نيقيّة وقانون إيمانه فهو على الصراط المستقيم، وبالتالي فالكاثوليك هم أرثوذكسيّون في الحقيقة، لكن الفرق بين التسميتين (اصطلاحا) تمّ رسميّا في القرن الحادي عشر ميلادي، فأخذت الكنيستان دربين مختلفين نسبيّا من حيث العبادات وغيرهما، لكن قانون الإيمان هو هو لم يتغيّر..
            وعدد المعابد الوثنيّة التي حُطّمت، والتي كانت تحفة معماريّة، لا يمكن حصره، فلم يصلنا تقريبا شيء كبير منها وإنّما مجرّد بقايا وآثار وهذا كلّه بفضل المسيحيّة التي إمّا تهدّمها لأنّها أماكن وثنيّة وإمّا تتركها كما هي بعد تطهيرها وتحوّلها إلى كنيسة، أنّ شخصا يتحدّث عمّا فعله المسلمون بالكنائس التي حوّلوها إلى مساجد واستشهد بمسجد الأمويّين بدمشق الذي كان كنيسة أرثوذكسيّة، ونسي أنّ هذه الكنيسة أصلا كانت معبدا رومانيّا حوّلها المسيحيّون الأرثوذوكس إلى كنيسة بفضل القوّة، ثمّ حوّلها المسلمون إلى مسجد أيضا بفضل القوّة!.
            الهدف من هذا هو ما قاله ابن خلدون: (التاريخ في ظاهره لا يزيد على الإخبار وفي باطنه نظر وتحقيق).
            فالتاريخ يعلّمنا كيف ننظر إلى الحاضر وكيف نبني المستقبل، ومن لا يعرف التاريخ لن يعرف مستقبله، أو كما قال أحدهم مازحا: نابليون خسر الحرب لأنّه لم يقرأ التاريخ، وهتلر خسر الحرب لأنّه لم يقرأ الجغرافيا.
            والتاريخ واضح: كلّ دين توحيديّ حين يكون ضعيفا فهو سلميّ، وحين يتحصّل على القوّة يصير دمويّا، وهذا نتعلّمه من التاريخ، فلا تغرنّنا المسيحيّة اليوم، فهي سلميّة لأنّها ضعيفة وتمّ إقصاؤها عن السلطة.

            الكاثوليكية أصبحت اليوم أكثر تسمحا بكثير من الارثودكسية
            فلقد تراجعت الأولى عن تخليد غير المسيحي في النار أو تعذيبه على الأقل , و إصدر الفاتيكان بيانا بأن كل من يؤمن بالله فهو ناج يوم الدينونة .
            البابا ثاوفيلوس كان خصما عنيفا للديانات المخالفة وحتى للمذاهب المسيحية الأخرى , وبمجرد وصوله لمنصب البطريك فى عام 385 م بدأ حملة واسعة لتدمير معابد غير المسيحيين فى شمال أفريقيا وبموافقة من الامبراطور ثيودوسيوس الأول , منها معابد سيرابيس وديونيسيوس وميثرا , ومحا كل أثر لهذه المعابد الوثنية , واستخدم حجارة هذه المعابد لبناء كنائس جديدة . كما أنه تزعم ، فى سياق اضطهاده للرهبان الأوريجانوسيين Origenist monks ـ نسبة لأوريجانوس ـ ، قواتاً لتخريب ديور هؤلاء الرهبان فى الصحراء .
            ("Theophilus of Alexandria, Saint." Encyclopو-;-dia Britannica from Encyclopو-;-dia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. 2009).

            أما بالنسبة لحادثة هدم معبد السرابيوم فيذكر أنه بينما كانت تجري عملية الإعداد لإرساء القواعد لبناء كنيسة ضخمة Basilica إذ عُثر على كهف يحوي بقايا قرابين آدمية Human sacrifices فاستغل البطريرك ثاوفيلس Theophilus هذا الاكتشاف لإطلاق مسيرة فى شوارع الإسكندرية تهزأ بتماثيل دور العبادة القديمة وهو عمل يمثل إساءة رمزية بالغة لدرجة إثارة أعمال عنف من قبل حشود من الوثنيين .
            وعندما قام جند الإمبراطور بدفع الحشود للخلف تراجعت الحشود إلى باحات معبد السيرابيوم وكان الجند مأمورون بالسيطرة على المعبد وخلال هذا الهجوم قام أحد الجنود بتشويه أحد التماثيل وهو ما أشعل فتيل عملية تحطيم واسعة للتماثيل وهدم امتدت رحاها للمدينة بأكملها وبلغت ذروتها عندما تمت عملية تقطيع أوصال التمثال الاكبر Chryselephantine للمعبود سيرابيس Serapis المكسو بالذهب والعاج وإظهاره للعيان .
            (Cambridge History of Christianity , Vol. II , Ps , 183 – 186)
            ولم تكن هذه الواقعة فردية ولا منعزلة عن السياق العام بل كانت فى إطار منهجى منظم يستهدف استئصال شأفة الديانات والعقائد المخالفة للمسيحية , فعلاوة على ما تقدم قام الأرشمندريت شنودة وكان رئيس أحد الأديرة ـ الدير الأبيض ـ بموضع يسمى " إتريب " بصعيد مصر ، وتعتبره الكنيسة القبطية الأرثوزكسية أحد قداديسها ، بشن حملات Crusades خلال الفترة المتأخرة من العقد الاخير من القرن الرابع على معابد منطقة إتريب وأجوارها (Cambridge History of Christianity , Vol. II , Ps , 183 – 186) ، ويذكر موقع معهد ’’ ييل ‘ لعلم المصريات Yale Egyptological Institute in Egypt أن شنودة كان مناهضا للديانة المصرية الوثنية التقليدية بالقول والفعل فى منطقة سوهاج وأخميم واُغلق الكثير من المعابد الوثنية وقُوِّضت فى عهده ، وأن بعض مواد البناء الخاصة بتلك المعابد التى تم تحطيمها أُعيد استخدامها فى انشاء كنيسة دير شنودة ولذا تجد بعض الكتل الحجرية التى أدمجت فى البناء منقوشة بمشاهد دينية غير مسيحية و نصوص هيروغليفية .
            وكانت الاسكندرية نفسها خلال بداية القرن الخامس مسرح لعديد من مظاهر العنف والمصادمات وكثير من مظاهر العنف هذه كانت بإيعاز من الأسقف كيرلس Bishop Cyril sed. 412 – 44 ومن هذه المظاهر على سبيل المثال فى عام 415 وحده نجد : طرد اليهود وإحراق دور العبادة الخاصة بهم واعدام الفيلسوفة هيباتيا Hypatia على الملأ وتقطيع أوصالها ، ولقد أدت هجرة الكثير من العلماء على إثر هذه الأحداث الى بدء تقهقر وتراجع الاسكندرية كمركز رئيس للعلم والمعرفة فى العالم القديم .
            (Cambridge History of Christianity , Vol. II , Ps , 183 – 186) ("Hypatia." Encyclopو-;-dia Britannica from Encyclopو-;-dia Britannica 2007. Ultimate Reference Suite. 2009.)

            كما قامت أخوية مسيحية متطرفة تسمى " فيلوبونوى " Philoponoi عام 484 م والتى حظيت بمباركة الأسقف وقتها وبصحبة الرهبان بتدمير محل لطقوس الشفاء healing cult الخاصة بالمعبودة إيزيس بمدينة مينوزيس Menouthis . وكان هؤلاء الرهبان , من دير إناتون بمنطقة الدخيلة على الطريق الساحلى ما بين الاسكندرية الى مرسى مطروح.
            .( ( Cambridge History of Christianity , Vol. II , Ps , 183 – 186

            (1) "Theophilus of Alexandria, Saint." Encyclopو-;-dia Britannica from Encyclopو-;-dia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. 2009

            (2)Cambridge History of Christianity , Vol. II , Ps , 183 – 186
            (3)"Hypatia." Encyclopو-;-dia Britannica from Encyclopو-;-dia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. 2009.



            تعليق


            • #7
              رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

              لاحظْ أنّ هذه الأحداث وغيرها وقعت بين القرن الرابع والسابع، لكن ما أن وقع الشرق تحت سلطة الإمبراطوريّة الإسلاميّة حتّى تراجعتْ هذه الأفعال ولكنّها استمرّتْ من الجانب الكاثوليكي في أوروبا وأؤكّد على أنّ كلّ جرائم المسيحيّة تنطلق من نصوص دينيّة (حتّى لا يقول أحدهم المسيحيّة شيء والمسيحيّين شيء آخر).
              دعونا من الأحداث التاريخية الظنية ولنناقش اليقين ( الذي يعتقد المسيحي أنه يقين ) في النص المقدس..
              ماذا يفسر لنا المسيحي أقوال المسيح هذه:
              قال رب إسرائيل (بعد تجسده الأول مع يعقوب مقاتلاً والذي هو نفسه يسوع قبل التجسد ):
              1 – (طوبى لِمَن يُمسِكُ أَطْفالَكِ ويَضرِبُ بِهمِ الصَّخرَة! ) مزامير9:137

              2 - (تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)هوشع 13: 16 .

              3 - يتم أولادهم ورمل نساؤهم:

              خروج24:22. ((فَيَحْمَى غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، فَتَصِيرُ نِسَاؤُكُمْ أَرَامِلَ، وَأَوْلاَدُكُمْ يَتَامَى

              4 - جاء في يشوع 21:6 -25 الأمر بالتحريم أي بقتل الأطفال والشيوخ والحيوانات والتمثيل بجثث الموتى في أريحا فالغنائم لم تكن محللة لهم:
              »21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَتَجَسَّسَا أَرِيحَا. .«
              5 - قتل الأطفال والشيوخ مرة أخري التحريم لا يكون إلا لرب إسرائيل (يسوع قبل التجسد): 28وكُلُّ ما يُحرِّمُهُ الإنسانُ للرّبِّ مِنْ جميعِ ما لَهُ مِنْ بَشرٍ أو بَهيمةٍ أو أرضٍ يَرثُها، فلا يُباعُ ولا يُفَكُّ لأنَّهُ قربانٌ مُقدَّسٌ كُلَ التَّقديسِ للرّبِّ. 29حتى الإنسانُ المُكَرَّسُ للرّبِّ لا يُفدَى، بل يُقتَلُ قَتلاً. .«
              6 - وفي يشوع 8: 28»28وأحرَقَ يَشوعُ عايَّ وجعَلَها تَلَ رَدمِ وخرابًا كما هيَ حتى اليومِ. 29وعُلِّقَ مَلِكُ عايِّ على شجرةٍ إلى المساءِ، وعِندَ غُروبِ الشَّمسِ أمرَ يَشوعُ فأنزَلوا جثَّتَهُ وألقَوها عِندَ بابِ المدينةِ وجعَلوا علَيها رُجمَةً كبيرةً مِنَ الحجارَةِ إلى هذا اليومِ.«
              7 - صفات شعب الله المختار شعب الله المختار الذي قال (يسوع قبل التجسد) في حقه في سفر التثنية: » وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا التَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلهُمُ الذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ. .« التثنية: 10 :15
              8 - هذه هي صفاته:
              سفر التثنية 7 :1-7»1«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ(يسوع قبل التجسد) إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، 3وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ (يسوع قبل التجسد)عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا. 5وَلكِنْ هكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ،.«
              ومعنى التحريم الوارد في النص السابق أي الإبادة الجماعية وحرق الزروع:
              9 - ففي يشوع 8 :25ـ 29 » 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ. .«
              10 - وفي يشوع 10 :28ـ 43 [28وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا.
              29ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. 30فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. 31ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. 32فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ. 33حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا.
              34ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، 35وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ. 36ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، 37وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.
              38ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا، 39وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا.
              40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. 41فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. 42وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. 43ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ. ].
              أي أنه من الممكن أن نطلق على سفر يشوع أنه سفر المجازر والتي هي تعاليم يسوع (قبل التجسد) له المجد .
              11 - سفر ارميا 30 :11 » لأَنِّي أَنَا مَعَكَ يَقُولُ الرَّبُّ (يسوع قبل التجسد)لأُخَلِّصَكَ. وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً. .«
              12 - سفر عزرا 9: 6-7 » وَقُلْتُ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْجَلُ وَأَخْزَى مِنْ أَنْ أَرْفَعَ يَا إِلَهِي وَجْهِي نَحْوَكَ لأَنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا وَآثَامَنَا تَعَاظَمَتْ إِلَى السَّمَاءِ. مُنْذُ أَيَّامِ آبَائِنَا نَحْنُ فِي إِثْمٍ عَظِيمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَلأَجْلِ ذُنُوبِنَا قَدْ دُفِعْنَا نَحْنُ وَمُلُوكُنَا وَكَهَنَتُنَا لِيَدِ مُلُوكِ الأَرَاضِي لِلسَّيْفِ وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَخِزْيِ الْوُجُوهِ كَهَذَا الْيَوْمِ. .«
              13 - وعن إبادة الأمم يقول (يسوع قبل التجسد):
              (فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ.) خروج 23:23
              14 - وفي إشعياء يقول (يسوع قبل التجسد):
              (وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ.) اشعياء 16:13


              15 - وفي هوشع يقول(يسوع قبل التجسد):(تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ). هوشع16:13

              16 - وفي خروج يقول(يسوع قبل التجسد):

              ( فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ) خروج 32: 27
              17 - وفي سفر حزقيال يقول(يسوع قبل التجسد):


              (4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا.

              5وَقَالَ لأُولئِكَ فِي سَمْعِي: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا.

              6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.

              7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ) حزقيال 9: 4 - 7
              18 - وفي سفر يشوع يقول (يسوع قبل التجسد):
              (9فَفَعَلَ يَشُوعُ بِهِمْ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ. عَرْقَبَ خَيْلَهُمْ، وَأَحْرَقَ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ


              10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ.

              11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ، وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ، وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ.

              12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.

              13غَيْرَ أَنَّ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى تِلاَلِهَا لَمْ يُحْرِقْهَا إِسْرَائِيلُ، مَا عَدَا حَاصُورَ وَحْدَهَا أَحْرَقَهَا يَشُوعُ.

              14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ) اصحاح 9:11-14. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً

              19 - وفي سفر اخبار الايام الاول يقول(يسوع قبل التجسد):
              (وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ) اصحاح 20:3."


              20- في سفر القضاة يقول(يسوع قبل التجسد):
              (10فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ: «اذْهَبُوا وَاضْرِبُوا سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ.
              11وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ) اصحاح 10:21-11


              21 – وفي سفر صموئيل الاول يقول (يسوع قبل التجسد):
              (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) اصحاح 15:13


              22 – وفي سفر العدد الاول يقول(يسوع قبل التجسد):
              وكلَّمَ الرّبُّ (يسوع قبل التجسد) موسى فقالَ: 2«إِنْتَقِم لبَني إِسرائيلَ مِنَ المِديانيِّينَ، وبَعدَ ذلِكَ تموتُ وتَنضَمُّ إلى آبائِكَ». 3فقالَ موسى للشَّعبِ: «جنِّدوا مِنكُم رِجالاً يَغزونَ مِديانَ لينتَقِموا للرّبِّ مِنهُم. 4مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ أسباطِ بَني إِسرائيلَ تُرسِلونَ ألفًا للحربِ». 5فاَختيرَ مِنْ بَني إِسرائيلَ ألفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ فبَلَغَ عدَدُ المُحاربينَ اَثنَي عشَرَ ألفًا. 6فأرسَلَهُم موسى للحربِ، ومعَهُم فِنْحاسُ بنُ ألِعازارَ الكاهنِ وفي يَدِهِ أمتِعَةُ القُدْسِ وأبواقُ الهُتافِ. 7فقاتَلوا مِديانَ كما أمرَ الرّبُّ موسى وقتَلوا كُلَ ذَكَرٍ، 8ومِنهُم مُلوكُ مِديانَ الخمسةُ: أوِيُ وراقِمُ وصورُ وحورُ ورابِعُ. وكذلِكَ قتَلوا بَلعامَ بنَ بَعورَ بالسَّيفِ. 9وسَبى بَنو إِسرائيلَ نِساءَ مِديانَ وأطفالَهُم وجميعَ بَهائمِهِم ومَواشيهِم، وغَنِموا مُمتَلَكاتِهِم، 10وأحرَقوا بالنَّارِ جميعَ مُدُنِهِم بمساكِنِها وقُصورِها، 11وأخذوا جميعَ الأسلابِ والغَنائمِ مِنَ النَّاسِ والبَهائمِ، 12وعادوا إلى موسى وألِعازارَ الكاهنِ وجماعةِ بَني إِسرائيلَ بالسَّبْي والغَنائمِ والأسلابِ، إلى سَهلِ موآبَ، إلى المَحلَّةِ التي عَبرَ الأُردُنَّ عندَ أريحا.
              13فخرج موسى وألِعازارُ الكاهنُ وكُلُّ رُؤساءِ الجماعةِ لمُلاقاتِهِم إلى خارِج المَحلَّةِ. 14فغَضِبَ موسى على رُؤساءِ قادةِ الجيشِ، قادةِ الأُلوفِ وقادةِ المِئاتِ، القادِمينَ مِنَ الحربِ. 15وقالَ لهُم موسى: «لماذا أبقَيتُمُ الإناثَ كُلَّهُنَّ على قَيدِ الحياةِ؟ 16هؤُلاءِ هُنَّ اللَّواتي عَمِلْنَ بمَشورةِ بَلعامَ، فقادوا بَني إِسرائيلَ إلى خيانةِ الرّبِّ في فَغورَ، فحَلَّتِ الضَّربةُ في جماعةِ الرّبِّ. 17فالآنَ اَقْتُلوا كُلَ ذَكَرٍ مِنَ الأطفالِ وكُلَ اَمرأةٍ ضاجعَت رَجلاً، 18وأمَّا الإناثُ مِنَ الأطفالِ والنِّساءِ اللَّواتي لم يُضاجعْنَ رَجلاً فاَسْتَبقوهُنَّ لكُم. 19وليَنزِلْ خارِج المَحلَّةِ مُدَّةَ سَبعةِ أيّامِ، كُلُّ مَنْ قتَلَ نفْسًا وكُلُّ مَنْ لَمَسَ قتيلاً، وتطَهَّروا في اليومِ الثَّالِثِ وفي اليومِ السَّابِعِ أنتُم وسبيُكُم. 20وكُلُّ ثوبٍ ومَتاعِ جلْدٍ، وكُلُّ ما صُنِعَ مِنْ شَعْرِ المعَزِ، وكُلُّ مَتاعِ مِنْ خشَبٍ تُطَهِّرونَهُ».
              21وقالَ ألِعازارُ الكاهنُ لرجالِ الجيشِ الذينَ ذهَبوا للحربِ: «هذِهِ أحكامُ الشَّريعةِ التي أمرَ الرّبُّ بِها موسى: 22الذَّهَبُ والفضَّةُ والنُّحاسُ والحديدُ والقصديرُ والرَّصاصُ، 23وكُلُّ شيءٍ يُمكِنُ أنْ يَدخلَ النَّارَ، تُدخلونَه في النَّارِ فيَطهُرُ، غيرَ أنَّه يَتَطَهَّرُ بماءِ التَّطهيرِ، وكُلُّ ما لا يَدخلُ النَّارَ تُدخلونَه في الماءِ. 24وتَغسِلونَ ثيابكُم في اليومِ السَّابعِ فتَطهُرونَ وبَعدَ ذلِكَ تَدخلونَ المَحلَّةَ».
              اَقتسام الغنائم والأسلاب : 25وكلَّمَ الرّبُّ ( اي يسوع مرة اخرى ) موسى فقالَ: 26«أحصِ عدَدَ السَّبْي والغَنيمةِ مِنَ النَّاسِ والبَهائمِ، أنتَ وألِعازارُ الكاهنُ ورُؤساءُ جماعةِ بَني إِسرائيلَ، 27واَقسِمْ ذلِكَ مُناصفَةً بينَ الذينَ خرَجوا للحربِ وبينَ سائرِ الجماعةِ. 28وخصِّصْ جزيَةً للربِّ مِمَّا نالَهُ الذينَ خرَجوا للحربِ، ولتَكُنْ رأسًا واحدًا مِنْ كُلِّ خمسِ مئةٍ مِنَ النَّاسِ والبقَرِ والحميرِ والغنَمِ. 29خذْ ذلِكَ مِما نالوه واَدفَعْه إلى ألِعازارَ الكاهنِ تقدمةً خاصَّةً للرّبِّ. 30وخذْ مِمَّا نالَهُ بَنو إِسرائيلَ واحدًا مِنْ خمسينَ مِنَ النَّاسِ والبقَرِ والحميرِ والغنَمِ وسائرِ البَهائمِ، واَدفَعْهُ إلى اللاَويِّينَ المُوَكَّلينَ بحِراسةِ مَسكِنِ الرّبِّ». 31ففَعَلَ موسى وألِعازارُ الكاهنُ كما أمرَ الرّبُّ موسى.
              32فكانَت جملَةُ الغَنائمِ والأسلابِ التي غَنِمَها رِجالُ الحربِ: مِنَ الغنَمِ ستَ مئةٍ وخمْسةً وسَبعينَ ألفًا، 33ومِنَ البقَرِ اَثْنَينِ وسَبعينَ ألفًا، 34ومِنَ الحميرِ واحدًا وسِتينَ ألفًا، 35وَمِنَ النِّساءِ العَذارى اَثنين وثَلاثينِ ألفًا، 36فكانَ نِصفُ ذلِكَ وهوَ نصيبُ الذينَ خرجوا للحربِ: مِنَ الغنَمِ ثَلاثَ مئةٍ وسَبعةً وثَلاثينَ ألفًا وخمسَ مئةٍ، 37فكانَت جزيَةُ الرّبِّ مِنها ستَ مئةٍ وخمسَةً وسَبعينَ رأسًا، 38ومِنَ البقَرِ ستَّةً وثَلاثينَ ألفًا، فكانَت جزيَةُ الرّبِّ مِنها اَثْنَينِ وسَبعينَ، 39ومِنَ الحميرِ ثَلاثينَ ألفًا وخمسَ مئةٍ، فكانَت جزيَةُ الرّبِّ مِنها واحدًا وسِتِّينَ، 40ومِنَ النِّساءِ ستَّةَ عشَرَ ألفًا، فكانَت جزيَةُ الرّبِّ مِنها اَثْنَينِ وثلاثينَ اَمرأةً. 41فدفَعَ موسى الجزيَةَ المُخصَّصَةَ للرّبِّ إلى ألِعازارَ الكاهنِ، كما أمرَ الرّبُّ موسى.
              42أمَّا نَصيبُ بَني إِسرائيلَ الذي قسَمَهُ لهُم موسى فكانَ مُساويًا لنَصيبِ الذينَ خرجوا للحربِ: 43وهوَ مِنَ الغنَمِ ثَلاثُ مئةٍ وسَبعةٌ وثَلاثونَ ألفًا وخمسُ مئةٍ، 44ومِنَ البقَرِ ستَّةٌ وثَلاثونَ ألفًا، 45ومِنَ الحميرِ ثلاثونَ ألفًا وخمسُ مئةٍ، 46ومِنَ النِّساءِ ستَّةَ عشَرَ ألفًا. 47فأخذَ موسى مِنْ نصيبِ بَني إِسرائيلَ واحدًا مِنْ خمسينَ مِنَ النَّاسِ والبَهائمِ ودفَعَهُ إلى اللاَويِّينَ المُوَكَّلينَ بحِراسةِ مَسكِنِ الرّبِّ، كما أمرَ الرّبُّ موسى.
              48ثُمَ تقَدَّمَ إلى موسى قادةُ الجيشِ، قادةُ الألوفِ وقادةُ المئاتِ، 49فقالوا لَه: «نحنُ عبيدُكَ أحصَينا جملَةَ المُحارِبينَ الذينَ مَعنا فَلم يُفقَدْ مِنَّا رَجلٌ. 50وقَرَّبْنا قربانًا للرّبِّ كُلَ ما وجدْناه مِنْ أدَواتِ الذَّهَبِ، كالقَلائدِ والأساورِ والخواتمِ والأقراطِ والعُقودِ، للتَّكفيرِ عَنْ نُفوسِنا أمامَ الرّبِّ. 51فقبَضَ موسى وألِعازارُ الكاهنُ الذَّهَبَ المُصاغَ مِنهُم، 52فكانَ جملَةُ ذهَبِ التَّقدمةِ التي خصَّصوها للرّبِّ ستَّةَ عشَرَ ألفًا وسَبعَ مئةٍ وخمسينَ مِثقالاً. 53وأمَّا غيرُ القادةِ مِنَ المُحاربينَ، فأخذَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم غَنيمَتَهُ. 54وحمَلَ موسى وألِعازارُ الكاهنُ الذَّهبَ مِنْ قادةِ الأُلوفِ والمئاتِ في الجيشِ وأدخلاهُ خيمةَ الاجتِماعِ، ذِكْرًا لبَني إِسرائيلَ أمامَ الرّبِّ.) عدد 2:31-540


              23 - وفي تثنية قال يسوع قبل أن يتجسد: اقتل اخوك واولادك:
              ( 7وإنْ أغراكَ في الخفاءِ أخوكَ اَبْنُ أمِّكَ، أوِ اَبنُكَ، أوِ اَبنَتُكَ، أوِ اَمرَأتُكَ التي في حَرَمِكَ، أو صديقُكَ الذي هوَ كنَفْسِكَ، فقالَ لكَ: «تعالَ نعبُدُ آلهةً أخرى لا تعرِفُها أنتَ وآباؤُكَ 8مِنْ آلهةِ الشُّعوبِ الذينَ حَوالَيكُم، القريبينَ مِنكُم والبعيدينَ عَنكُم، مِنْ أقاصي الأرضِ إلى أقاصيها»، 9فلا تلتَفِتْ إليهِ، ولا تسمَعْ لَه، ولا يتَوجعْ قلبُكَ علَيهِ، ولا تتَحَمَّلْهُ، ولا تستُرْ علَيهِ، 10بلِ اَقْتُلْهُ قَتْلاً. يَدُكَ تكونُ علَيهِ أوَّلاً لِقَتلِهِ، ثُمَ أيدي سائِرِ الشَّعبِ أخيرًا. 11ترجمُهُ بالحجارةِ حتى يموتَ، لأنَّهُ حاولَ أنْ يُبعِدَكَ عَنِ الرّبِّ إلهِكَ الذي أخرَجكَ مِنْ أرضِ مِصْرَ، مِنْ دارِ العبوديَّةِ. 12فيَسمَعُ كُلُّ بَني إِسرائيلَ ويخافونَ، فلا يعودونَ يصنَعونَ مِثلَ هذا العمَلِ المُنكَرِ فيما بَينَهُم) تث 13: 7 – 12.


              24 – وفي تثنية يقول(يسوع قبل التجسد) اقتلوا واحرقوا المدينة : 13وإذا سَمِعتُم عَنْ إحدى مُدُنِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم لِتُقيموا بها قولَ قائِلٍ: 14«خرَجت زُمرَةٌ مِنْ بَينِكُم وقالوا لأهلِ مدينَتِكُم لِيُبعِدوهُم عَنِ الرّبِّ: «تعالَوا نعبُدُ آلهةً غريبةً لا تعرِفونَها»، 15فاَبحَثوا واَسألوا عَنْ صِحَّةِ الخبَرِ جيِّدًا، فإن ثبَتَ أنَّهُ حَقًّ وأنَّ هذا الرِّجسَ صُنِعَ فيما بَينَكُم 16فاَضْرِبوا أهلَ تِلكَ المدينةِ، وحَلِّلوا قَتْلَ جميعِ ما فيها حتى بَهائِمِها بِحَدِّ السَّيفِ. 17واَجمَعوا جميعَ أمتِعَتِها إلى وسَطِ ساحَتِها، واَحرُقوا بِالنَّارِ تِلكَ المدينةَ بِكُلِّ ما فيها، قُربانًا لِلرّبِّ إلهِكُم. فتَصيرَ رُكامًا إلى الأبدِ، لا تُبنَى مِنْ بَعدُ. 18لا يعلَقْ بِأيديكُم شيءٌ مِمَّا حُرِّمَ علَيكُم أخذُهُ مِنْ تِلكَ المدينةِ حتى يرجعَ الرّبُّ إلهُكُم عَنْ حِدَّةِ غضَبِهِ ويهَبَ لكم ويُكَثِّرَكُم كما أَقسَم لآبائِكُم، 19إذا سَمِعتُم لِصوتِهِ وعمِلتُم بِكُلِّ وصاياهُ التي أنا آمُرُكُم بِها اليومَ، وفعَلتُم ما هوَ قويمٌ في نظَرِ الرّبِّ إلهِكُم.) تث13:13-19

              تعليق


              • #8
                رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..


                فماذا عن المحبة في العهد الجديد:


                25 - يقول يسوع بعد التجسد في لوقا(19: 27)
                أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.
                26 - وقال في لوقا (12: 49, 51)
                جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟..أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَّلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا.
                27 - وقال في متى (10: 34, 35)
                لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا..فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
                28 - قال يسوع في لوقا:
                ) أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ) لوقا 19 : 27.
                29 - لقد قال احدهم:إن كان يسوع هو رب العهد القديم ، فقد أعد خطة ذكية لا تصدر إلا من أبالسة ... فنجد يسوع يأمر اليهود بغزو المدن والقرى والقتل والحرق والذبح وسفك الدماء وهتك الأعراض لنشر الموت والدعوة لأسفار العهد القديم ، وبذلك جعل يسوع اليهود مجرمين ... ثم يأتي يسوع في العهد الجديد كالحمل الوديع صاحب المحبة والسلام بإدعاء أن العهد القديم جاء ببشارته .فيالها من خطة جهنمية إبليسية.

                تعليق


                • #9
                  رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                  الفصل الثالث
                  الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي
                  فماذا عن الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي!

                  تنقسم المسيحية الى ثلاثة طوائف رئيسية كبرى، مع ما لا يحصى من الطوائف الصغيرة الفرعية، خصوصا في داخل الكنائس البروتستانية.
                  طبعا ثمة خلافات تاريخية وعقائدية وسياسية كثيرة، ولكن يظل الفرق العقائدي الأساسي الأول يتمحور حول (ماهية السيد المسيح)، هل هو إله أم ابن الله أم روح الله، مع تنظيرات تفصيلية معقدة جدا ومملة وحتى مضحكة أحيانا، وهذه القضية لا يفهمها حتى المؤمنين بها، ولكنها بالحقيقة خلافات شكلية مصطنعة تخفي خلافات تاريخية وسياسية ووطنية عميقة.
                  الأرثوذكس
                  وهم أتباع الكنائس الشرقية (اليونانية)، وكلمة "أرثوذكس" كلمة لاتينية معناها: "صحيح العقيدة" أو "مذهب الحق".
                  وقد انقسمت الكنيسة الأرثوذكسية في أعقاب مجمع القسطنطينية الخامس 879م إلى قسمين كبيرين (الكنيسة المصرية أوالقبطية أوالمرقسية وكنيسة القسطنطينية، المسماة بالرومية أو اليونانية).
                  وينتشر أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وعموم آسيا وصربيا ومصر والحبشة، ويتبعون أربع كنائس رئيسة لكل منها بطريك (القسطنطينية ثم الإسكندرية وأنطاكيا وأورشليم)، وتشكل العقيدة الأرثوذكسية امتداداً صادقاً لما جرى في مجمع نيقية، إذ تتفق معتقداتهم مع ما جاء في رسائل أثناسيوس الذي ولي البابوية في الإسكندرية بعد مجمع نيقية.
                  الكاثوليك
                  وهم أتباع الكنائس الغربية التي يرأسها بابا الفاتيكان في روما.
                  وكلمة: " الكاثوليك" كلمة لاتينية، تعريبها: "الجامع الحر للفكر" أو "العام أو العالمي".
                  وينتشر أتباع هذه الكنيسة في بقاع كثيرة من العالم ويشكلون عدداً كبيراً من سكان أوروبا.
                  وقد وجدت هذه الكنيسة بعد أن انشقت عن الكنيسة الأم بعد صراع سياسي ديني طويل يمتد إلى القرن الخامس الميلادي، فحين قسم الإمبراطور تيودواسيوس امبراطوريته عام 395م بين ابنيه، فتولى أكاديوسيوس الشطر الشرقي وعاصمته القسطنطينية، فيما تولى نوريوس الشطر الغربي وعاصمته روما‏.
                  البروتستانت
                  وهم في الأصل من أتباع الكنيسة الكاثولوكية، وكلمة"بروتستانت" معناها: المحتجون.
                  وقد انشق البروتستانت عن الكنسية الكاثوليكية في منتصف القرن السادس عشر وبعد عدة احتجاجات على ممارسات بابوات الكنيسة، ومنها قضية صكوك الغفران.
                  من أقدم دعوات الإصلاح بدأت على يد جيرارد في كنيسة لورين في عام 914م وعاصرتها دعوة أخرى تسمى حركة كلوين، ثم ظهرت في جنوب فرنسا حركتا الكاتاريين والوالدنيين، وتمكنت البابوية من القضاء عليهما.
                  وفي القرن الثالث عشر ظهرت حركة الرهبان (الإخوان)، ودعت للبساطة وحماية الكنيسة من الهراطقة، وتدعيم البابوية عن طريق الأتباع المخلصين، لكن مع نهاية هذا القرن وقع رواد الحركة فيما حذروا منه، فأصبحوا من الأثرياء، وجر الثراء إلى ما يسوء ذكره.
                  وفي عام 1383م توفي داعي الإصلاح حنا بعد أن طرد وأتباعه، ثم بعده نادى حنّا هس بإيقاف صكوك الغفران التي استعان بها البابا حنا الثالث والعشرون في حربه ضد مملكة نابلي، وقد أحرق حنّا هس حياً عام 1415م.
                  وفي أوائل القرن السادس عشر نادى آزرم بالإصلاح، واحتفظ بعلاقات طيبة مع الكنيسة والبابا ليو العاشر، ومثله فعل معاصره توماس مور.
                  وفي بداية القرن العشرين ظهر مارتن لوثر، وهو قس ألماني ذهب إلى الحج في روما طالباً بركات البابا فيها، وفي ذهنه صورة من النقاء والطهر والخشوع، لكنه فوجىء في روما بواقع آخر، فجعل يصيح بأن ليس هذا دين عيسى، وعاد لألمانيا يدعو للإصلاح، وهاجم صكوك الغفران واعتبرها دجلاً، وانضم إليه أتباع سموا بالمحتجين (البروتستانت).
                  ثم تأثر بلوثر الفرنسي كالفن المولود عام 1509م، ثم السويسري زونجلي، وأسس كلفن التنظيم الكنسي البروتستانتي.
                  وقد انتشرت آراء هذه المدرسة الإصلاحية في ألمانيا وأمريكا واسكتلندا والنرويج وهولندا.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                    أهم الاختلافات منقول من موقع الارثوذكسية الحقيقية:








                    ومن نفس الموقع الارثوذكسية الحقيقية أنقل لكم الآتي:
                    من تزوج مدنيا وطلق يمكنه الزواج كنسيا

                    فى حديث البابا أمس 6 يوليو 2014 قال : من تزوج مدنيا وطلق يمكنه الزواج كنسيا ...عارفين ليه؟ لأن الكنيسة لا تعترف بالزواج المدنى وتعتبره زنا ...
                    طيب السؤال الجاى للازكياء فقط ..هل الزواج المدنى فقط الكنيسة لا تعترف بيه وتعتبره زنا ؟
                    الاجابه لا ...
                    فجميع الزيجات خارج نطاق الطائفه الارثوذكسيه الكنيسة تعتبرها زنا ولو أى واحد أو واحدة خارج الارثوذكسيه (كاثوليكى مثلا) طلق ودخل دين الحق (الارثوذكسيه) الكنيسة الارثوذكسيه بيتجوزوا تانى وبتعتبر انه كان عايش فى الزنا ...
                    هيا دى الحقيقه اللى الكنيسة معتمه عليها وبتهرب دايما من الاجابه عليها ...
                    الكنيسة الارثوذكسيه بتاعتنا للاسف الشديد تحولت لكنيسة سلفيه متشددة بتكفر الاخر ..
                    ومن هو متزوج خارجها فهو زانى والدليل الوثيقه دى ...
                    ودى عبارة عن أمرأة أرثوذكسيه مؤمنه تزوجت من كاثوليكى كافر وأقاما فى أمريكا وبعد زواج دام سبعه سنوات واثمر عن اطفال انفصل الزوجين عن طريق الطلاق المدنى فى المحكمه وعندما لجأت الزوجه للانبا بولا أعطاها تصريح زواج ...
                    يعنى بالعربى كدا اللى كان متزوج مدنيا أو كاثوليكيا وطلق يمكنه الزواج (أرثوذكسيا).....
                    يعنى بإختصار شديد أى واحد اتجوز خارج الارثوذكسيه سواء كان جواز مدنى او كاثوليكى او فرعونى او هندوسى وطلق الكنيسه الارثوذكسيه بتجوزوا تانى لانها لم تكن قد اعترفت بزواجه السابق واعتبرته زنا.



                    تحريم الزواج من أخت الزوجة بعد وفاة الزوجة
                    خرج علينا المجمع المقدس برئاسة البابا شنوده وانبا بيشوي عام 1993 :
                    بتحريم الزواج من أخت الزوجة بعد وفاة الزوجة او بامرأة الاخ بعد وفاة الاخ .
                    والسؤال هنا:
                    1 - ما مصير كل من تزوج بأخت زوجته او بامرأة أخيه قبل هذا التاريخ ؟.
                    2 - ما رأي المجمع في الاية القائلة ذا سكن اخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصير امرأة الميت الى خارج لرجل أجنبي. أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج.
                    وقد أرسل انبا اغريغوريوس خطابا مطولا للبابا شنوده آنذاك يقول له: إن قرارك ليس بحسب الانجيل ولكن بدون أن يجد رداً.
                    وقد قال انبا اغريغوريوس إن كان سمح الله بهذا الامر في العهد القديم لكي يقيم الاخ نسلاً لاخيه الميت فماذا عن الابن الثاني الناتج من هذا الزواج ؟ هل هو زواج غير شرعي والابن الثاني ابن غير شرعي ؟.
                    3 - في هذا القرار اكثر من 50 اسماً للاساقفة المقدسين لم يخرج منهم واحد فقط يقول : إن هذا أمر غير كتابي ؟ الكل وافق ومضي لمجرد ان البابا قرر هذا بعد توليه البطريركية ب 22 سنة ؟!!!.
                    تاريخ الصراعات الطائفية
                    عاشت الطوائف المسيحية في أوروبا صراعات طويلة فيما بينها، منذ ان اصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية في القرن الرابع الميلادي.
                    مهما ادعت الخلافات أسبابا عقائدية، فأنها تظل في جوهرها خلافات سياسية تبعا لخلاف مصالح الملوك والامراء المتنافسين.
                    ومن أول وأبرز هذه الخلافات: الانقسام الذي حدث بين الارثوذكسية والكاثوليكية، حسب الانقسام الذي حدث في الامبراطورية الرومانية، بين القسم الشرقي البيزنطي وعاصمته القسطنطينية(اسطنبول الحالية)، والقسم الغربي وعاصمته روما.
                    وقد بلغ الصراع بين الطرفين، بحيث إن الحملات الصليبية الكاثوليكية قد هاجمت ونهبت وحرقت عاصمة الارثوذكس، القسطنطينية، الى درجة انها ساعدت على انتصار الاتراك المسلمين واسقاطها في القرن الخامس عشر.
                    ثم تلى ذلك في القرن السادس عشر الانقسام بين البروتستان والكاثوليك، حسب الانقسام بين اوروبا الشمالية الاسكندنافية الجرمانية الانجليزية(بروتستانية)، وأوروبا الجنوبية اللاتينية(كاثوليكية). وكان هذا الانقسام هو الأعنف والأكثر وحشية في تاريخ الانقسام الديني في العالم اجمع.
                    وقد تخللته حروب وعمليات إبادة لملايين الناس الابرياء بصورة تفوق الوصف.
                    ولسوف نسرد مختصراً لأشد هذه الحروب الطائفية، وهي ما اطلق عليها بـ (حرب الثلاثين عاماً).


                    تعليق


                    • #11
                      رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                      الفصل الرابع
                      حرب الثلاثين عاما Thirty Years' War 1618/1648
                      وانتشار المذهب البروتستانتي

                      هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م ، وقعت بين البروتستان والكاثوليك والدول المتحالفة معهم، وكلفت الاوربيين الملايين من الضحايا، وحدثت وقائعها بشكل عام في أراضي ألمانيا التي خسرت حوالي نصف سكانها، وكانت المجازر تشمل عمليات القتل والحرق والتهجير بين القرى المتجاورة، بل داخل البلدة الواحدة.
                      وقد تدخلت في هذه الحرب معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا إنجلترا وروسيا .
                      بالرغم من أن اندلاع الحرب كان أساسًا بسبب صراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت إلا أن التنافس بين أسرة هابسبرج والقوى المركزية الأخرى في أوروبا على حكم الدول الأوروبية كان محركا ومشعلا أساسيًا لفتنة هذه الحرب، بل ويعد السبب الرئيس في نظر البعض؛ ففرنسا الكاثوليكية في ذاك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب بسبب تنافس كل من فرنسا وآل هابسبرج على الحكم.

                      حرب الثلاثين عاما والتي صاحبتها أوبئة ومجاعات كانت نتائجها مدمرة ومهلكة. دامت الحرب عمليا 30 عاما فقط، لكن الصراعات والنزاعات بقيت في القارة لمدة تزيد عن الـ300 عام، انتهت الحرب بصلح وستفاليا الشهير عام 1648 م.

                      الأحوال في أوروبا قبل الحرب:
                      سلام أبسبرج الذي عقد عام 1555 م قام بالتأكيد على نتيجة اجتماع شبير الأول، وأنهى العنف القائم بين اللوثريين والكاثوليك في ألمانيا، ونصت بعض بنود السلام على ما يلي:
                      أولاً : يجوز للأمراء الألمان والذين يصل عددهم لـ225 أن يختاروا الديانة التي يريدون اتباعها (إما لوثرية أو كاثوليكية) في مملكاتهم أو إماراتهم كل حسب رغبته وضميره.
                      ثانيًا : أي لوثري قاطن في منطقة تقع تحت تحكم أسقف له الحق في البقاء لوثريا.
                      ثالثًا: يستطيع اللوثريون الاحتفاظ بالأراضي التي انتزعوها من الكنيسة الكاثوليكية منذ معاهدة سلام باساو المنعقدة في 1552 م.

                      رابعًا : على كل أسقف كاثوليكي كان يحكم منطقة ما وتحول للوثرية أن يسلم أراضيه ويرجعها للكاثوليك.

                      وفي أوائل القرن السابع عشر الميلادي كان الصراع والتوتر سائدًا بين العديد من دول أوروبا القوية وخصوصا حول الأراضي الألمانية، فمثلا:
                      أسبانيا كانت مهتمة بضم الولايات الألمانية إلى ملكها حيث إنها كانت تسيطر على ما كان يعرف باسم هولندا الأسبانية (هولندا الجنوبية) المجاورة لحدود ألمانيا.

                      فرنسا بدورها كانت تطمح لاحتلال الولايات الألمانية حيث كانت تلكم الولايات أضعف تكتل سياسي حول أراضيها.

                      السويد والدانمارك كانتا تريدان ضم الأجزاء الشمالية من ألمانيا إلى أملاكهما حتى تحصلان على سيطرة مطلقة على بحر البلطيق.

                      بالإضافة للأطماع السياسية كان التوتر الديني قد بلغ مبلغا كبيرا في أواخر القرن السادس عشر. كان سلام أبسبرج قد بدأ بالانحلال بعد قيام العديد من الأساقفة بعدم تسليم أراضيهم للكاثوليك كما نصت الاتفاقية، ومما فاقم الوضع أيضا قيام مذهب مسيحي جديد هو الكلفنية والذي انتشر في عدة ولايات ألمانية وكذلك قيام بعض وجهاء إسبانيا وأوروبا الشرقية بمحاولة استرجاع نفوذ الكاثوليك في مناطق التوتر الديني.

                      تخوف أباطرة آل هابسبرج الذين تلوا تشارلز الخامس (خاصة فريديناند الأول وماكسميليان الثاني بالإضافة لرودولف الثاني وخليفته ماتياس) من قوة نفوذ أبناء عمومتهم حكام إسبانيا بالإضافة إلى اطلاعهم على نتائج فترة السياسة غير المتسامحة دينيا في إنجلترا عام 1534 م إبان عهد هنري الثامن والتي أدت إلى حروب أهلية واسعة، أجبر الهابسبرج على القيام بالسماح بتعدد الأديان في مناطق حكمهم مما أدى إلى رضا البعض عن هذا التصرف ولكن في نفس الوقت سخط دعاة التوحد الديني (الكاثوليك غالبا) على التعددية الدينية. في الوقت ذاته، كانت السويد والدنمارك اللوثريتان تحاولان دعم ومساعدة معتنقي البروتستانتية في الإمبراطورية الرومانية حتى تحصلان على مكاسب سياسية واقتصادية مرجوة من هذا الدعم.

                      قادت هذه التوترات أخيرًا إلى اندلاع العنف في دوناوفورث إحدى مدن ألمانيا التابعة للإمبراطور الروماني مباشرة في عام 1606 م. كان سكان المدينة اللوثريين قد قاموا بمنع الأقلية الكاثوليكية من ممارسة بعض شعائرهم الدينية الأمر الذي أدى لاحتدام القتال بينهم.
                      قام ماكسميليان البافاري بالتدخل بعدها لمصلحة الكاثوليك. بعد القضاء على الثورة وانتهاء أعمال العنف هذه، شعر الكلفنيون في ألمانيا - والذين كانوا أقلية وكان دينهم لا زال ناشئا- بالخطر والتهديد وقاموا بالانضمام إلى الرابطة الإيفانجليكية (الاتحاد البروتستانتي أو الاتحاد الإنجيلي).
                      نشأ هذا الاتحاد البروتستانتي ضعيفا بسبب غياب قيادة مؤثرة تقوده، كما وأضعفه انضمام الكلفنيين واللوثريين إليه.
                      في المقابل، قام الكاثوليك بإنشاء ما عرف باسم الرابطة الكاثوليكية (أو العصبة المقدسة) تحت قيادة الدوق ماكسميليان البافاري.
                      مات الإمبراطور الروماني وملك بوهيميا ماتياس عام 1619 دون أن يخلف ورائه من يتولى الحكم بعده فتولى الحكم أقرب أقربائه من الذكور إليه وهو ابن عمه فيرديناند من ستيريا.
                      كان فيرديناند كاثوليكيا مخلصا، تلقى تعليمه على يد رهبان يسوعيين ممن كانوا يريدون أن تستعيد الكاثوليكية سيطرتها على أوروبا.
                      بالإضافة لما سبق فقد كان فيرديناند ذو شعبية منخفضة جدا في بوهيميا، وهذا بحد ذاته (أي شعبيته المنخفضة) كان سببا رئيسيا لاندلاع أحداث حرب الثلاثين عاما والتي يمكن تقسيم أحداثها إلى أربع فترات رئيسية وهي: الثورة البوهيمية والتدخل الدنماركي وتلاه التدخل السويدي ثم أخيرا التدخل السويدي الفرنسي.




                      الثورة البوهيمية 1618 - 1625
                      كان الإمبراطور الروماني ماتياس بلا بنين أو حفدة، ولذا أراد التأكد من انتقال الملك من بعده إلى وريثه الشرعي فرديناند الستيرياوي (نسبة إلى ستيريا) والذي تولى حكم الإمبراطورية الرومانية لاحقا. قام ماتياس بتعيين فرديناند واليا له على إقليمي المجر وبوهيميا.
                      كان فرديناند كاثوليكيا متعصبا، وأدى تعيينه على بوهيميا إلى تخوف قيادات المذهب البروتسنتي في ذلك الإقليم من فقدان حقوقهم الدينية التي منحت لهم من قبل الإمبراطور رودولف الثاني في الوثيقة المسماة "رسالة الفخامة" ومنحت لهم كذلك من قبل فريدريك الخامس البروتستانتي حاكم البلاتين المنتخب وخليفة فريدريك الرابع مؤسس العصبة الإيفانجيلية (الاتحاد الإنجيلي). بالمقابل، قام عدد كبير من البوهيميين البروتستانت بدعم تواجد القوات الكاثوليكية في أراضيهم، وبالتالي وكنتيجة مباشرة لذلك تم انتخاب فيرديناند الثاني وليا للعهد على بوهيميا من قبل السلطات البوهيمية.

                      عندما قام مرشح الملك بإرسال ممثلين اثنين له إلى قلعة هارادشاني في براج لتولي أمور بوهيميا في حال غيابه عنها، قام جماعة من الكلفنيين (كل كلفني هو بروتستانتي والعكس ليس صحيح) بإلقاء القبض عليهما و محاكمتهما محاكمة زائفة وألقوا بهما من نافذة القلعة التي تعلو 50 قدما (16 مترا) عن سطح الأرض، ومما يجدر ذكره أن المصادر التاريخية تذكر أن ممثلي الملك لم يقتلا بسبب الحادثة وإن كانا قد أصيبا إصابات قوية.
                      وتعد هذه الحادثة الفريدة الثانية من نوعها في براغ فقد سبق أن ألقى جمع غاضب من سكان براغ بسبعة مسئولين من نوافذ المجلس البلدي.

                      بعد هذه الحادثة (حادثة الإلقاء من النافذة) اشتعلت الثورة البوهيمية في براغ وما لبثت أن انفجرت ثورات أخرى في شتى أنحاء بوهيميا وسيليزيا ولوساتيا ومورافيا وما لبثت أن انتشرت الحرب الأهلية في مناطق كثيرة من أوروبا الغربية.

                      كان من الممكن أن تتوقف الحرب الأهلية المعروفة باسم الثورة البوهيمية في أقل من 30 شهرا، إلا أن موت الإمبراطور ماتياس في عام 1619 م شجع قادة الثورة البروتستانت على الاستمرار فيها بعد أن كانت الأمور على حافة التهدئة وكان الجميع يرجح انتهاء الحرب الأهلية.
                      ضعف الإمبراطور فيرديناند خليفة ماتياس وكذلك ضعف البوهيميين الثائرين أنفسهم أدى لانتشار الحرب إلى غربي ألمانيا مما فاقم الوضع ووضع الإمبراطور الجديد في موقف حرج مما حدى به الاستعانة بابن أخيه الملك فيليب الرابع ملك إسبانيا.
                      في أول الثورة، كان كفة البوهيميين هي الراجحة، وكانت الأمور تسير لصالحهم.
                      قام العديد من نبلاء النمسا العليا اللوثريين والكلفنيين بالدخول في الثورة ودعمها ولحق بهم نبلاء النمسا السفلى في عام 1619 م. قام الكونت ثورن بمحاصرة فيينا في محاولة لاقتحامها. في ترانسلفانيا (غربي رومانيا اليوم)، قام جابرييل بثلين بحملات عديدة على هنجاريا يحالفه فيها الخليفة العثماني. بسبب كل هذه المتلاحقة سارع الإمبراطور الروماني بتكوين جيش لقمع البوهيميين وحلفائهم قبل أن يتسع مدى الثورة وتغرق كل الإمبراطورية الرومانية فيها.
                      قام الكونت بوكوي، قائد الجيش النمساوي الموالي للإمبراطورية الرومانية، بهزيمة قوات العصبة الإنجيلية (العصبة البروتستانتية)
                      في معركة سابلات في العاشر من يونيو 1619 م.
                      أدت هذه الهزيمة إلى إعاقة وقطع اتصالات الكونت ثورن، والذي كان يحاصر فيينا، أدى إلى قطعها مع البوهيميين في براغ كما وأدت إلى إنهاء حصاره للعاصمة النمساوية. بالإضافة إلى ثورن، فقد البوهيميون حليفا آخرا وهو تشارلز إيمانويل الأول دوق آل سافوي الذي كان داعما للبروتستانت ورافضا لتوسع آل هابسبرج في أوروبا.
                      وعلى الرغم من الهزيمة في معركة سابلات، بقيت قوات الكونت ثورن المتبقية في النمسا قوة يحسب لها حساب، كما قام الكونت إرنست فان مانسفيلد قائد البوهيميين في المعركة بإعادة تنظيم جيوشه وجمعها في شمال بوهيميا. في أغسطس 1619 قامت الولايات النمساوية العليا بتوقيع معاهدة تحالف مع البوهيميين، كما قام البوهيميين بخلع الإمبراطور فرديناند رسميا من رئاسة البلاد وإفساح الطريق أمام القائد البلاتيني فريدريك الخامس لتولي الحكم. في المقابل وبينما حدثت كل هذه الأحداث المتسارعة في بوهيميا قام الترانسلافيون بإحداث تقدم ملحوظ في هنغاريا بل وطردوا منها قوات الإمبراطور الروماني بحلول عام 1620ُُ م.
                      قام الإسبان بإرسال جيوش لدعم الإمبراطورية الرومانية بقيادة الماركيز أمبروسيو سبينولا، كما عمل السفير الإسباني لدى فيينا الدون إنيجو أنيت على إقناع بروتستانت مقاطعة ساكسونيا على التدخل والمشاركة في الحرب ضد البوهيميين الثائرين على أن يمنحوا أراضي لوساتيا مكافأة لهم. كنتيجة مباشرة لذلك، حارب الساكسونيين البوهيميين وقام الجيش الإسباني بمنع تدفق المساعدات على القوات البوهيمية من قبل العصبةالإنجيلية (العصبة البروتستانتية).
                      وعد أنيت دوق بافاريا بإعطاءه حكم البلاتين في حال دعمه للعصبة الكاثوليكية. قام الجنرال تيلي بقيادة قوات العصبة الكاثوليكية(الموالية للإمبراطورية الرومانية) وتجميعها في النمسا العليا، وقام الإمبراطور فيرديناند الروماني بتجميع قواته هو الآخر في النمسا السفلى ، ثم اتحد الجيشان وتوجها غربا نحو بوهيميا.
                      تلاقت قوات الإمبراطورية الرومانية وقوات فريدريك الخامس قرب پراگ في 8 نوفمبر1620 م في معركة عرفت باسم معركة الجبل الأبيض وهزمت فيها قوات البوهيميين هزيمة ساحقة وخسر فريدريك ملكه، وقد كلفت هذه الهزيمة البوهيميين استقلالهم وبقيت بلادهم تحت ملك الهابسبرج 300 سنة أخرى.
                      أخمدت ثورة البروتستانت وأصبحت الكاثوليكية الديانة الرسمية للدولة مرة أخرى.
                      سببت هزيمة البوهيميين في معركة الجبل الأبيض حل العصبة البروتستنتية وخسارة فريدريك الخامس لأملاكه ومنحت لنبلاء كاثوليك وذهب لقب "حاكم البلاتين" إلى ابن عمه البعيد ماكسميليان دوق بافاريا.
                      قام فريدريك بعدها بمحاولة إقامة علاقات مع كل من: الدنمارك وهولندا والسويد. قام جابرييل بيثلين من ترانسلفانيا بتوقيع معاهدة سلام نيكولسبيرج مع الإمبراطور الروماني في 31 ديسمبر 1621 منهيا بذلك سلسلة توغلاته في أراضي هنجاريا والتي منح أجزاء منها إثر توقيع المعاهدة.
                      بعض المؤرخين يعدون الفترة الواقعة بين عامي 1621 و1625 م مرحلة منفصلة عن حرب الثلاثين عاما ويطلقون عليها مسمى فترة البلاتين.
                      بعد خسارة البوهيميين في معركة الجبل الأبيض خمدت الثورة في أغلب أنحاء بلادهم وهدأت الأمور بشكل عام ما عدا في مناطق البلاتين. قام الإسبان وفي محاولة منهم لتطويق الاستعدادات الهولندية باحتلال أراضي البلاتين وبدأت مدن تلك المنطقة تسقط في أيديهم ولكن بعد حصارات لها طويلة، فسقطت ماينهايم وهايدلبرج في عام 1622 وتبعتهما فرانكنثال في 1623 م وبهذا خضعت جميع أراضي البلاتين لملوك إسبانيا.
                      بقي من القوات البروتستنتية ما كان تحت قيادة مانسفيلد وكرستيان من برونسويك واللذين توجها نحو هولندا وساعدوا في فك حصار بيرجين أوب زوم. لم يستطع الهولنديين أن يبقوهما في أراضيهم خوفا من ملاحقتهم فيها ومن ثم فقدانهم إياها. منح القائدان مالا وأرسلا لاحتلال أراض مجاورة لهولندا لتدخل تحت ملكهما. اتجه مانسفيلد إلى تلكم لأراضي وبقي فيها، بينما توجه كرستيان إلى ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) لمساعدة قريبه الذي طلب منه المعونة. خاف أفراد جيش كرستيان على أنفسهم من التوغل في الأراضي الألمانية وفضلوا التراجع إلى هولندا. في 6 أغسطس 1623 م وعلى بعد 10 أميال من الحدود الهولندية واجهت قوات الجنرال تيلي قوات كرستيان في معركة عرفت باسم معركة شتاتلون وأوقعت بها هزيمة ساحقة وقتلت أربع أخماس الجيش (حوالي 15 آلاف شخص).
                      بعد سماع هذه الأنباء، أجبر فريدريك الخامس والذي كان يمني نفسه بالعودة واسترجاع ملكه الضائع، أجبر من قبل صهره ومستضيفه في منفاه على ترك المحاولات للرجوع إلى بوهيميا والبلاتين. وبهزيمة كرستيان واستقرار مانسفيلد وتوقف فريدريك الخامس عن التفكير في الرجوع انتهت الحقبة الأولى من حرب الثلاثين عاما وخيمت على الإمبراطورية الرومانية فترة من الهدوء والسلام لم تلبث أن تنقطع بعد التدخل الدنماركي في عام 1625 م.

                      التدخل الدانماركى 1625 إلى 1629 م
                      كانت الدنمارك بصفتها مملكة بروتسنتية متخوفة من كون وجودها واستقلالها مهددا.
                      حاكم الدنمارك في فترة حرب الثلاثين عاما، كرستيان الخامس كان قد وصل بدولته لمستوى عال من الثبات والأمن والاقتصاد المنتعش مالم تصله أغلب دول أوروبا كما أن نفوذه بدأ يقوى في الأراضي الألمانية.
                      بدأت فترة التدخل الدنماركي عندما قام كرستيان الخامس ملك الدنمارك والذي كان لوثريا بإرسال جيش لمحاربة الإمبراطورية الرومانية دعما للوثريي شمال ألمانيا. عين كرستيان الخامس مسؤولا لجيشه في ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) وزاد عدد جنوده 20000 ألف مقاتلا في تلك المناطق. بسبب هذه التحركات العسكرية، وازدياد نفوذ كرستيان في مناطق شمال ألمانيا، أرادت الإمبراطورية الرومانية المقدسة وضع حد للدنماركيين وإيقافهم توغلهم في أراضي أوروبا.
                      بعد هذه الأحداث، طلب فيرديناند الثاني مساعدة عسكرية من أحد نبلاء بوهيميا وهو ألبرخت فان فالنشتاين. كان فالنشتاين رجلا ذا نفوذ، وكان قد جمع ثروة طائلة بمصادرته أموالا وعقارات من قبل البوهيميين أنفسهم، كما كان عنده ما يتراوح بين 30 ألف و100 ألف جندي. وافق فالنشتاين على مساعدة فيرديناند شرط أن تمنح للأول الأراضي الجديدة المحتلة.
                      رد الامبراطورية الرومانية
                      فاجأت قوات فالنشتاين مشتركة مع قوات الجنرال تيلي قوات الملك كريستيان الدنماركي، الذي لم يكن يعلم بوجودها في الأصل، كما لم يسمع بتحركاتها نحو أراضيه؛ فاضطر كرستيان إثر ذلك إلى الانسحاب، ولم تجد محاولات كرستيان بالاستعانة بحلفائه، ففرنسا كانت تعيش حربا أهلية، والسويد كانت تخوض حربا ضد بولندا، وإنجلترا كانت تعيش فترة سيئة في تاريخها، فكانت مقسمة ضعيفة، وحتى المقاطعتان الألمانيتان، ساكسونيا وبراندنبرج، فضلتا عدم التورط في الحرب والجنوح للسلم.
                      هزمت قوات فالنشتاين قوات مانسفيلد البروتسنتي في معركة جسر ديساو (1626 م) وخسر مانسفيلد أكثر من نصف جنوده ومات بعدها بعدة أشهر. كما هزم الدنماركيون من قبل قوات الجنرال تيلي في معركة لوتر (1626 م).

                      سقوط الأراضي الدنماركية
                      قامت قوات فالنشتاين بالتحرك شمالا تجاه مناطق الدانماركيين، فاحتلت مكلينبيرج، وبومرانيا(مناطق ألمانية جنوب الدانمارك) حتى وصلت ليوتلاند أو شبه الجزيرة الدانماركية وسيطرت عليها، إلا أن تلك القوات لم تستطع الوصول إلى جزيرة زيلاند (توجد في هذه الجزيرة مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك)، حيث لم تكن تملك أي أساطيل بحرية تساعدها في الوصول إلى مبتغاها، كما أن مدن الرابطة الهانزية الموجودة في المنطقة لم تسمح لقوات فالدشتين ببناء أي أسطول على موانئها.
                      اتجه فالدشتين إلى السواحل الألمانية على البلطيق حيث مدينة شترالسند الواقعة في أقصى شمال شرق ألمانيا، وذلك بعد أن يئس من تجاوب موانئ الدنمارك لمطالبه بالإضافة إلى أن ميناء هذه المدينة يحوي المصانع والأدوات اللازمة لبناء أسطول بحري كبير كاف لأداء مهمة احتلال كوبنهاجن والجزر الدنماركية الأخرى، إلا أن بناء الأسطول البحري لم يكتمل إذ أن تكلفته كبيرة مقارنة مع الفائدة التي ستجنى إذا اكتمل غزو الدنمارك.

                      معاهدة لوبيك

                      أدت هذه الظروف إلى توصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاقية لوبيك عام 1629 م، وتنص هذه الاتفاقية على استرجاع الملك كرستيان الخامس الأراضي الدنماركية مقابل تخليه عن نصرة البروتستانت في الأراضي الألمانية، وتوقفه عن التدخل في شؤون تلك الأراضي، وكنتيجة مباشرة لهذه المعاهدة ازداد نفوذ الكاثوليك في هذه مناطق الشمال الألماني.
                      المرجع:http://www.startimes.com/?t=29696817

                      تعليق


                      • #12
                        رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                        حرب الثلاثين عاما
                        تنقسم حرب الثلاثين عاما إلى أربع مراحل رئيسية :
                        الثورة البوهيمية. التدخل الدنماركي. التدخل السويدي. التدخل الفرنسي .
                        بدأت اولا كمواجهة دينية اندلعت عام 1606 في مدينة دوناوفورت الحرة إحدى مدن ألمانيا التابعة للإمبراطور الروماني الكاثوليكي، حيث حاولت الأغلبية البروتستانتية منع الكاثوليك من أداء موكب ديني مسببين اضطرابات عنيفة، مما دعى تدخل ماكسيمليان الأول حاكم (بافاريا ـ جنوب المانيا) مساندا الكاثوليك لاعادة الوضع إلى حاله.
                        هذه السلسة من الأحداث أوجدت لدى البروتستان (الذين ظلوا أقلية في المنطقة) شعورا بوجود مؤامرة كاثوليكية لاجتثاثهم، وإزاء هذا التهديد قاموا في عام 1608 بتأسيس الإتحاد الإنجيلي بقيادة( فريدريك الرابع) ملك اسبانيا الذي كان يحكم أجزاء من المانيا ووسط اوربا.

                        فرد الألمان الكاثوليك عام 1609 بانشاء الرابطة الكاثوليكية تحت قيادة الامير ماكسيمليان الأول.
                        عند هذه النقطة أصبح الوضع السياسي في ألمانيا على استعداد للدخول في مواجهة الطائفية.
                        عام 1617 حاول (فيرديناند) حاكم بوهيميا(جيكيا الحالية) الذي كان كاثوليكيا متعصبا أن يفرض العقيدة الكاثوليكية على السكان الذين كانوا بغالبية بروتستانتية.
                        تسبب منعهم لبناء عدد من الكنائس البروتستانتية في ثورة عنيفة عام 1618 بلغت ذروتها عندما تم إلقاء اثنين من ممثلي الإمبراطور من نوافذ القصر الملكي في براغ، وأشعل هذا الحدث شرارة حرب الأعوام الثلاثين .
                        في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى فرنسا والأراضي المنخفضة وشمال إيطاليا وكاتالونيا .
                        خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بل ويعد السبب الرئيس في نظر البعض، ففرنسا الكاثوليكية تحت حكم الكردينال ريشيليو في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل هابسبورج لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما، مما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا وإسبانيا.
                        كان الأثر الرئيس لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش .
                        وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية وبشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة وإيطاليا، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع .
                        استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير.
                        انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح فستفاليا الأوسع عام 1648 م .
                        وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي براندنبورج بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات ما يقدر بثلثي السكان وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا .
                        كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث .
                        وقد دمر الجيش السويدي(البروتستاني) لوحده اثناء تغلغله في المناطق الالمانية الكاثوليكية 2000 قلعة مع سكانها ، 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا، أي ثلث عدد جميع المدن الالمانية .
                        هبطت حرب الثلاثون عاما بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال.
                        وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم.
                        ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650بمدينة نورنبيرج اتخذوا القرار الآتي:-
                        "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة"..
                        الحرب الدينية الأولى ( 1562-1563 )
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك, ومن أبرز أحداثها مجزرة واسي , التي حصلت في الأول من مارس 1562 حيث قتل رماة السهام التابعين لدوق دي جيز الكاثوليكي 70 بروتستانتيا" وجرحوا 200 مجتمعين في إحدى المزارع , يستمعون لوعظ أحد المبشرين البروتستانت.
                        أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.
                        جاء عنها في موسوعة قصة الحضارة:
                        طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا، فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق .

                        الحرب الدينية الثانية ( 1567-1568 ).
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث المحاولة الفاشلة للبروتستانت للاستيلاء على مدينة باريس عام 1567.
                        في عام 1568 تم الاتفاق على شروط سلام مماثلة لشروط أمبروز ويضاف عليها الاعتراف بمدينة لاروشيل في شمال فرنسا كمدينة تابعة للمذهب البروتستانتي. عُرفت هذه الاتفاقية باتفاقية لونجومو.

                        الحرب الدينية الثالثة ( 1568-1570 )
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث هزيمة البروتستانت في منطقة جرناك حيث قُتل أمير آل كوندي . وهزيمة مونكونتور البروتستانتية, تبعها اتفاق قضى باعتراف البروتستانتية رسميا" في فرنسا والاعتراف لها بالنفوذ الشرعي في أربع مدن كبرى.
                        غير أن مجزرة سان بارتيليمي التي طالت عددا" كبيرا" من البروتستانت في فرنسا بتاريخ 24 أغسطس 1572 عادت فأشعلت الصراع مرة ثانية.
                        الحرب الدينية الرابعة ( 1573-1574 (
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث الحصار الذي ضربته القوات الكاثوليكية على مدينة لاروشيل , معقل البروتستانت , ثم الإتفاقية التي عُقدت في هذه المدينة مكررة نقاط الاتفاقيات السابقة ( أمبواز ولونجومو) وقد تم رفع الحصار العسكري بعد التوقيع على الاتفاق الجديد بتاريخ 24 يونية 1573.

                        غير أن المعارك استمرت في جنوب البلاد , في منطقة لانغ دوك , وفي 29 مايو 1574 تم التوصل إلى اتفاق بعد هزيمة البروتستانت.

                        الحرب الدينية الخامسة ( 1576 (

                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث التوصل إلى اتفاقية بعد عدة معارك دامية , كان من بنود الاتفاقية ( 73 بنداً )
                        - حرية الممارسة الدينية البروتستانتية في الريف والمدن الفرنسية.
                        - تسليم السلطة للبروتستانت في 8 مدن رئيسية عبر البلاد.
                        الحرب الدينية السادسة ( 1577 (

                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء أخ الملك على مركز لاشاريتي , المركز البروتستانتي العام بتاريخ 1 مايو 1577 , ثم تم عقد اتفاقية بعدها عرفت باتفاقية بيرجوراك في 15 سبتمير 1577 و تسمح هذه الاتفاقية للبروتستانت بإقامة شعائرهم الدينية في جميع أنحاء المملكة .

                        الحرب الدينية السابعة ( 1580 )
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء هنري دو نافار على مدينة كاهور في 30 مايو 1580 , ثم عقد اتفاقية سلام في فليكس بتاريخ 26 نوفمبر 1580.

                        الحرب الدينية الثامنة ( 1585-1598 )
                        حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث انتصار البروتستانت في معركة كوتراس في 20 نوفمبر 1587 .
                        في سنة 1588 حدثت انتفاضة شعبية ضد الملك هنري الثالث, وبعد قمع الانتفاضة تحالف الملك هنري الثالث مع قائد البروتستانت هنري دو نافار وقاموا بمهاجمة وحصار باريس التي انتفضت مرة ثانية.
                        تم اغتيال الملك هنري الثالث و رفض جنوده الكاثوليك قيادة هنري دو نافار , الذي تم تتويجة ملكا" للبلاد باسم (هنري الرابع) بعد أن تحول للكاثوليكية.
                        الحروب الدينية لم تنته فعلا" إلا بعد توقيع اتفاقية نانت في 15 أبريل 1598 التي اعترفت بحرية المعتقد في فرنسا.
                        http://www.ssrcaw.org/ar/print.art.asp?aid=329044&ac=1

                        تعليق


                        • #13
                          رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                          الفصل الخامس
                          الاغتيالات المقدسة
                          الاغتيالات المقدسة باسم الكتاب المقدس وطبقا لتعاليم يسوع المجيدة

                          1 - إعدام القاضية ان دي بورج: تحدثنا عن مذبحة القديس بارتولوميو Massacre de la Saint-Barthélemyوالتي وقعت في 23 أغسطس 1572.. وواقع الأمر أن هذه المذبحة إنما هي ضمن سلسلة من المذابح تعدت المائة مذبحة حيث أن الحروب الدينية في فرنسا وحدها قد أدت إلى مقتل ما بين 2 إلى 4 مليون مسيحي على أيد المسيحيين. ظهرت أولي الاضطرابات الدينية في فرنسا في عهد الملك فرنسوا الأول (1515-1547) حيث تم اعدام القاضية ان دي بورج(1521-1559), Execution of Anne du Bourg







                          Anne du Bourg (1521 - 23 ديسمبر 1559 ، باريس) كانت قاضيًة فرنسية ، ابنة شقيق المستشار أنطوان دو بور.
                          تلقت تعليمها في جامعة اورليان ، وأصبحت أستاذا ثم مستشارا لبرلمان باريس في 1557.
                          هاجمت دو بورج Anne du Bourg السياسة الملكية للقمع ضد "هؤلاء الذين يطلق عليهم الهراطقة" ..فهي لم تخف قناعاتها الكالفينية.
                          تمت إدانتها بالهرطقة ، ليتم شنقها المكان المعروف بـ (سان جان أون جريف) [المكان الحالي دي ل حيث يقع فندق Hôtel de Ville ] في باريس وحرق جثتها.

                          توفيت في 23 ديسمبر1559 ، بعد أن أعلنت في المشنقة:
                          "My friends, I am not here as a thief or a murderer, but for the evangelium."
                          "يا أصدقائي ، أنا لست هنا كلصوص أو قاتلة ، ولكن بالنسبة لإيماني الإنجيلي".
                          فلقد ظهرت أولي الاضطرابات الدينية في فرنسا في عهد الملك فرنسوا الأول (1515-1547).
                          بالرغم من إنسانية النهضة إلا أن الملك قد اعتبر نزعة الإصلاح الديني شئ ضار لسلطته .
                          في عام (1545) ذُبح 3000 ولدينيسيون فى ليبيرون في ميرندول بأمر من برلمان إكس وبموافقة الملك . و في عهد نجله هنري الثاني زادت حدة التوترات الدينية.
                          1 - شَرع الملك قانون ضد البروتستانت ضاعف فيه المراسيم القمعية كمرسوم كومبرانيه في عام 1547والذي سمح فيه للمحاكم العلمانية بمحاكمة البروتستانت بمجرد وجود فضيحة عامة .
                          2 – أصدر مرسوم إكوين لعام 1557 طالب بإطلاق النار علي البروتستانت بدون محاكمة لمن يحاولون الفرار أو الثورة .
                          3 - في عام 1559 أعطت رسائل إكوين مَهمة لشخصيات بارزة للسفر في المقاطعة لمنع الهرطقة.
                          4 – ثم في النهاية تم بناء الغرفة المشتعلة المصنوعة في برلمان باريس لمحاكمة المهرطقين في محرقة الجثث وفي عامين تم انهاء 37 شخص بها .
                          وبالرغم من هذه الاضطهادات إلا أن البروتستانتية قد نمت بشكل كبيروتم انتشارها في المناطق الحضارية وخصوصاً إلذين يستطيعون الوصول إلي الثقافة مثل : البرجوازيين، الحرفيين، رجال الكنيسة، العلماء ، الكُتاب و موظفين القضاء .
                          تفاعل الملك مع مرسوم شاتوه بريون في عام 1551 حيث شرح فيه بالضبط أنماط القمع حيث يزيد العقوبات المفروضة علي أمناء المكتبة، المحررين ، وناشرين الكتب المحظورة .
                          انضمت طبقة النبلاء إلي الإصلاح منذ عام 1555 ومنها شخصيات كبيرة من القصر مثل أمير كونديه وفرانسوا دي اندولوه والذين ساهموا في تنميته .
                          وفي نهاية عهد هنري الثاني مللك فرنسا ، حققت البروتستانتية تقدما كبيرا أكثر من باقي الكنائس وكان رد فعل الملك وحشي حيث تم إيقاف 6 من أعضاء برلمان باريس منهم القاضية آن دي بورج Anne du Bourg وذلك بعد جلسة 10 يونيو 1559.
                          مات الملك بعد ذلك بشهر وسببت وفاته فترة من عدم اليقين حيث تركت معاهدة كاتو كمبريسيس طبقة النبلاء دون عمل ومتاحين للحروب الداخلية .
                          2 - مذبحة يوم القديس بارتولوميو ((Massacre de la Saint-Barthélemy
                          ويعتقد تاريخياً أن هذه المجزرة من تدبير(كاترين دي مديتشي) ، والدة الملك (شارل التاسع)،حيث وقعت المذبحة بعد خمسة أيام من زفاف شقيقة الملك (مارجريت) على الپروتسانتي (هنري الثالث من نفارا) (هنري الرابع من فرنسا مستقبلاً). وكانت التقديرات لأعداد القتلى عبر فرنسا متفاوتة بشكل كبير، حيث تتراوح من 30.000 إلى 60.000 قتيل.
                          ففي پاريس وفي 23 اغسطس اجتمع مجلس الملك للتحقيق في الجريمة (جاسبار دي كوليني ، الزعيم العسكري والسياسي للهيوجنو).
                          وتبين للمجلس أن البيت الذي أطلق منه العياران تملكه (وإن لم تشغله) دوقة هنري جيز الأرملة، التي أقسمت من قبل على أن تثأر لمقتل زوجها فرنسيس، وأن القاتل هرب ممتطياً جواداً من مرابط أسرة هنري جيز ، وأن السلاح كان مُلْكاً لأحد حرس الدوق أنجو. ولم يقبض على القاتل قط. وفي رواية لأنجو بعد ذلك أنه هو وهنري جيز قررا الآن أنه لا بد من قتل كوليني وبعض الهيجونوت الآخرين. وبينما كانت (كاترين دي مديتشي) وبعض أعضاء المجلس مجتمعين في التويلري، اندفع إلى الاجتماع عميل لأنجو يسمي بوشافان معلناً أن الهيجونوت في بيت كوليني يخططون لفتنة عنيفة يقومون بها على الأرجح في المساء.
                          وأضيف الآن عامل جديد إلى كراهية كاترين للأميرال، وغضبها مما لاح لها أنه أغواء منه للملك ليحرمه من إرشادها، واقتناعها بأن سياسة الحرب مع أسبانيا ستكون وبالاً على فرنسا وعلى أسرتها- ذلك هو الخوف على حياتها من خطر داهم، وخشيتها ان تنتقل كل السلطة سريعا إلى ايدي كوليني وأصحابه.
                          فوافقت على قتل زعماء الهيجونوت، ولكن موافقة الملك كانت أمراً مرغوباً فيه، إن لم يكن ضرورياً، وكان لا يزال يطالب بمحاكمة جميع من لهم علاقة بالهجوم على كوليني.
                          وحوالي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم (23 أغسطس) أرسلت الملكة الأم الكونت رتز ليحذر شارل من الفتنة المزعومة، وسرعان ما أحاطت كاترين ومستشارها بالحاكم الشاب الذي شارف الآن على الجنون لفرط انفعاله.
                          وأكدت له كاترين أن ثلاثين ألفاً من الهيجونوت يخططون لاعتقاله في الغد وخطفه إلى قلعة بروتستنتية حيث يظل أسيراً لا حول له ولا قوة، أو لم يحاولوا من قبلاً أن يضربوا هذه الضربة مرتين؟ فإذا تم لهم النصر قتلوها للشبهة في إصدارها الأمر بالاعتداء على الأميرال أو السماح بهذا الاعتداء. وقيل للفتى ذي الثلاثة والعشرين ربيعاً أن يختار بين حياة أمه أو حياة ستة من الهيجونوت.
                          فلو أنه رفض الموافقة وتغلبت باريس الكاثوليكية على الثورة، لتنحى جانباً لأنه جبان أحمق. ولكنه قاوم هذه الحجج، وسأل، لم لا يكفي أن يقبض على زعماء الهيجونوت ويحاكموا قانونياً، وأجاب المستشارون أن الوقت فات لتفادي الثورة بمثل هذا الإجراء،وهددته كاترين بأنها ستنسحب إلى إيطاليا وتتركه لمصيره.
                          وأخيراً، بعد أن قارب الليل أن ينتصف، وفي نوبة من الانهيار العصبي والغضب، صاح شارل، "قسماً بموت الإله "، ما دمتم تريدون قتل الأميرال، فأنا موافق، ولكن يجب أن تقتلوا جميع الهيجونوت في فرنسا، حتى لا يبقى منهم أحد ليلومني... اقتلوهم جميعاً! اقتلوهم جميعاً! " وبعد ان لعن وجدف ، هرب من مستشاريه وحبس نفسه في حجرته.

                          وإذا كان المتآمرون قد دبروا قتل نفر من الهيجونوت، فإنهم اغتنموا الآن فرصة هذا الأمر المجنون الذي نطق به الملك ليستأصلوا شافة الهيجونوت ما أمكنهم ذلك.
                          وأصرت كاترين على حماية هنري نافار، واستثنى أمير كونديه الشاب- هنري الأول- وآل مونمورنسي لأنهم أنبل أصلاً من أن يسمح بقتلهم، وأنقذ الملك (الجراح أمبرواز باريه)، ولكن الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو.
                          وأعطى دوقا جيز تفويضاً مطلقاً بانقاذ ثأرهما من الأميرال بعد أن طال إرجاؤه. وأرسل هنري جيز كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيجونوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.
                          وبينما كان الظلام لا يزال مخيماً قاد (جيز) نفسه ثلاثمائة جندي إلى المبنى الذي ينام فيه(كوليني). وكان على مقربة منه (باريه) طبيبه، و(ميرلان) سكرتيره، و(نيقولا) خادمه. وأيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح- كان حرس (كوليني) يقتلون.
                          واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ".
                          وهربوا واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، وطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف من النافذة وهو حي بعد فسقط على الرصيف أسفلها عند قدمي جيز. وبعد أن تأكد الدوق من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال عن جسده وأرسل إلى اللوفر- وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لتعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.
                          وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر لدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف.
                          وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيجوت وإلا فهم لا محالة ثائرون. وخضعت كاترين وأمرت بقرع ناقوس الخطر.
                          وتلت ذلك مذبحة ندر أن عرفتها المدن حتى في جنون الحرب، واغتبطت الجماهير باطلاق دوافعها المكبوتة لتضرب وتوجع وتقتل. فاقتنصت وذبحت من الهيجونوت وغيرهم عدداً يتفاوت بين الألفين وخمسة الآلاف، واستطاع من بيتوا نية القتل من قبل أن يقتلوا الآن خصومهم وهم آمنون من العقاب؛ واغتنم الأزواج المعذبون أو الطامعون والزوجات الفرصة ليتخلصوا من زوجاتهم وأزواجهن غير المرغوب فيهم، وذبح التجار منافسيهم، ودل الورثة المنتظرون على أقربائهم الذين طال ترقبهم لموتهم واتهموهم بأنهم هيجونوت. وقتل راموس الفيلسوف بتحريض أستاذ حسود. واقتحم كل بيت اشتبه في إيوائه الهيجونوت وفتش.
                          وجر الهيجونوت وأبناؤهم إلى الشوارع وذبحوا ذبح الأنعام وانتزعت الأجنة من بطون أمهاتهم القتيلات وهشموا.
                          وما لبثت الجثث أن تناثرت على أرصفة الشوارع، وأخذ الصبية يلعبون ألعابهم فوقها.
                          ودخل حرس الملك السويسريون المعمعة وراحوا يذبحون في غير تمييز للذة الذبح الخالصة.
                          وقتل رجال مقنعون الدوق دلاروشفوكو الذي لعب التنس مع الملك بالأمس، وقد حسبهم جاءوا يدعونه إلى حفلة ملكية.
                          ودعي النبلاء والضباط الهيجونوت الذين انزلوا قصر اللوفر باعتبارهم حاشية ملك نافار إلى الفناء وضربوا بالنار واحداً بعد الآخر عند وصولهم.
                          أما هنري فكان قد خرج ليلعب التنس بعد أن استيقظ في الفجر. وأرسل شارل في طلبه هو وكونديه وخيرهما بين "القداس او الموت " واختار كونديه الموت ولكن الملكة أنقذته.
                          أما نافار فوعد بالامتثال فأبقى عليه. وأما عروسه مارجريت النائمة نوماً مضطرباً فقد أيقظها هيجونوتي جريح اندفع إلى حجرتها وفراشها، فأقنعت مطارديه بألا يقتلوه. ذكر السفير الأسباني في تقريره "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! ".
                          أما وقد أصبح القانون ذاته خارجاً على القانون، فقد انطلق السلب والنهب في غير قيد، وأبلغ الملك أن بعض حاشيته شاركوا في نهب العاصمة. والتمس منه بعض المواطنين المروعين عندما اقتربت الظهيرة أن يأمر بوقف المذبحة، وعرضت جماعة من شرطة المدينة أن تعاون على استتباب الأمن. فأصدر الأوامر بوقف المذبحة، وأمر الشرطة بأن يحبسوا البروتستنت حماية لهم؛ ثم أنقذ بعض هؤلاء، وأغرق غيرهم بأمره في السين. وهدأت المذبحة هنيهة. ولكن حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر، أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة الأطفال؛ وهلل الكهنة للأمر حاسبينه معجزة، وقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً به، وظنت الجماهير أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فأستؤنف القتل من جديد.
                          وفي يوم السادس والعشرين ذهب الملك في موكب رسمي هو وحاشيته إلى قصر العدالة مخترقاً الشوارع التي ما زالت الجثث مبعثرة فيها، وشهد لبرلمان باريس في فخر بأنه أمر بالمذبحة. وأجاب رئيس البرلمان بخطاب تهنئة طويلة. وقرر البرلمان بأن ورثة كوليني يجب حرمانهم من حماية القانون، وأن بيته في شاتيون يجب أن يهدم، وأن ما بقي من أملاكه يجب أن يصادره الدوق أنجو. وفي اليوم الثامن والعشرين زار الملك والملكة الأم والحاشية عدة كنائس في احتفال ديني للشكر على تخليص فرنسا من الهرطقة ونجاة الأسرة المالكة من الموت.
                          - مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي http://www.ssrcaw.org
                          كاترين ده مديتشي Catherine de' Medici
                          تولت الحكم(31 مارس 1547 – 10 يوليو 1559)
                          (13 أبريل 1519 – 5 يناير 1589)، إبنة لورنز الثاني ده مديتشي و مادلين ده لا تور دي أوفرنيه، كانت نبيلة إيطالية وملكة فرنسامن 1547 حتى 1559، بصفتها زوجة الملك هنري الثاني. وكأم لثلاثة أبناء أصبحوا ملوكاً لفرنسا في حياتها .كان لها نفوذ سياسي متفاوت على فرنسا. لفترة حكمت فرنسا كولية للعهد.

                          على بوابات اللوڤر، لوحة من القرن 19، رسم إدوار ديبا-پونسان وفيها ترى كاترين دي مديتشي متشحة بالسواد.
                          لتحقيق سيطرتها الكاملة ، دخلت كاترين في حروب مع إسبانيا في اراضى الفلمنك بفرنسا ووسعت حدود المملكة.
                          فى الفترة التي حصلت فيها المذبحة التى وقعت في سانت بارثولوميو في باريس اثارت من جديد مشكلة الحروب في اراضى الفلمنك مع إسبانيا، وقد اتهمت كاترين بارتكاب هذه الحادثة حيث كانت هناك محاولة اغتيال فاشلة على القصر.
                          وبعد مذبحة عيد القديس باثوموليو ، اندلعت الحرب الاهلية الرابعة ومن اجل انهائها تولى الدوق هنرى انجو (لاحقا هنرى الثالث) عرش بولندا .
                          توفيت كاترين بعد قتل هنرى الثالث ب 8 أشهر عام 1589.استلم الحكم أحد احفادها وهو هنرى السابع الذى نجح في اعادة تأسيس المملكة من جديد في فرنسا، وكان أكبر انجاز ونجاح له بانه عمل على الحفاظ على قوة المملكة التي تفانت في الحفاظ عليها الملكة كاترين و السعي لدوامها وإنجاحها.
                          1 ـ مذبحة أمبواز في فرنسا ( 1560- 1598 ): حاول الكليفينيون ( جماعة بروتستانتية ) أن يخلعوا الملك فرانسوا الثاني ( كاثوليك ) لتنصيب ملكا" أخر.
                          في 17 مارس 1560 جمع قائدهم 500(دي كونديه) فارس في قصره استعدادا" لبدء الهجوم.
                          ابلغ أحدهم عن الخطة , فقام جيش ملك فرنسا بتطويقهم وقتلهم داخل قصر شاتو-رينو ،إلا أن مائة منهم تمكنوا من الفرار والتحصن في قصر أخر شاتو-موزاي.
                          وعدهم الملك بالعفو إن استسلموا ولكن بعد الاستسلام قام بشنقهم جميعا" , أما قائد العملية الذي كان قد قُتل في المعركة فتم شنق جثته وقطع الرأس على جسر أمبواز.
                          فبعد وفاة الملك هنري الثاني عام 1559، تبارت مختلف الأحزاب، في 1560، للسيطرة علي الحكم الملكي الموضوع منذ يوليو 1559 بين يدي الملك الشاب فرنسوا الثاني، الذي يبلغ من العمر 15 عام وكانت صحته بحالة سيئة. وقد عهد بحكمه إلي أعمام زوجته،الدوق دي جيز،وكاردينال دي لورين الكاثوليكيان.. طُعن في شرعية وجودهم في السلطة من قبل البروتستانت من الأمير دي كونديه والذي كانت نهايته الشنق هو وكل الناجين من جماعته.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

                            فلقد كان رد فعل الملك وحشي . حيث تم إيقاف 6 من أعضاء برلمان باريس منهم القاضية (آن دي بورج ) وذلك بعد جلسة 10 يونيو 1559 والتي صدر الحكم بإعدامها ونفذ الحكم في ميدان عام. ومات الملك بعد ذلك بشهر .

                            2 ـ تلتها مجزرة واسي ( 1562-1563 )
                            وهي حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك في واسي,والتي حصلت في الأول من مارس 1562 . طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا.
                            فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق..
                            أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.
                            3 - "هيباتيا" hypatia - اجورا.
                            الفيلم الذى اعترضت على عرضه كنيسة شنودة وتم حجبه من على النت..
                            الفيلم التاريخى (آجورا) AGORA الذى يشرح هدم نصارى مصر لمكتبة الأسكندرية وتدمير الحضارة المصرية القديمة وتدمير العلوم الأنسانية بإتلاف مخطوطاتها وتدميرها
                            ربما لايعرفُ كثيرونَ أن أولَ عالمةٍ في التاريخْ كانت اسكندرانيةً ، وُلدت في عام 370 بعد الميلادْ، وعاشت إبانَ العهدِ الروماني مع بدايةِ انتشارِ الدينِ المسيحي في العالمْ.
                            وحينما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية تم اقتحام المعابد الإغريقية والرومانية ومكتبة الإسكندرية من قبل الجماعات المتطرفة ذات الهوس الديني من النصارى.
                            حيث قامت تلك الجماعات بهدم التماثيل وتحطيم الرموز الفنية وحرق الأبحاث العلمية والوثائق والخرائط بدعوى انتمائها للتراث الوثني.
                            وتم تصوير فيلم تدور أحداثه في العام 391 ميلادية حيث يروي قصة عالمة الفلك والرياضيات الفيلسوفة" هيباتيا السكندرية " والتي اعتبرت "أما روحية" للعلوم الطبيعية الحديثة، ورمزا للحكمة.. وضعتها ابحاثها حول النظام الشمسي في مواجهة مع الكنيسة، مما جعلها تتعرض للاضطهاد لان ابحاثها العلمية تشكك في الايمان المسيحي.
                            وفي مهرجان كان 2009 تم عرض فيلم (أجورا) للمخرج الإسباني (اليخاندرو امينابار)، معيدًا الالتفات إلى مصر في القرن الخامس بعد الميلاد بهذا الفيلم الذي تناول التطرف الديني ويفضح دو احد باباوات الكنيسة المصرية الذى يلقبونه بـ (كيرلس العظيم) ويفضح دمويته وضيق افقه .
                            حيث ركّز الفيلم الذي تجري أحداثه في الإسكندرية في أواخر أيام الإمبراطورية الرومانية على الصراع الدامي الذي دارت رحاه بين الوثنيين واليهود من جهة؛ والمسيحيين الذين تمكنوا من تولي السلطة تدريجيًّا في منطقة البحر المتوسط.
                            وينطلق الفيلم مع مشهد تدمير المسيحيين واليهود لمكتبة الإسكندرية الثانية.

                            أما مكتبة الإسكندرية الأولى فقد دمرها يوليوس قيصر.‏
                            كما صور الفيلم دعوات أحد الأساقفة "سيرل" بضرورة التنكيل والفتك باليهود المقيمين في الإسكندرية ونهب ممتلكاتهم وقتلهم، كذلك دعوة الأسقف لمنع عمل النساء، وضرورة عودة المرأة وبقائها في المنزل وحظر عملها بالتدريس أو الفكر وعدم الاستماع إليها،وذلك طبقا لنصوص من الكتاب المقدس..
                            بل والتحريض على قتل هيباتيا كونها وثنية وكونها "ساحرة" ابتكرت نظريات علمية (لم تعرفها البشرية إلا بعد 12 قرناً على يد يوهانس كيبلر) ، ولا تؤمن بالديانة الجديدة، وذلك بالرغم من كونها تدافع عن حق أيا كان في الإيمان بما يشاء.
                            ينتهي الفيلم بالقبض على (هيباتيا) وتجريدها من ملابسها استعدادا لسلخ جلدها بالسكاكين في وسط الكنيسة، لكن يعترض على ذلك عبدها السابق (دافوس) الذي يخنقها حتى، لا تحس بعذاب الموت، أثناء قيام الرجال بجمع الحجارة لرجمها.
                            وكما تذكر كتب التاريخ فبعد الرجم قام المسيحيون بتشويه جسدها ونثر أشلائه وجرها في المدينة والتمثيل بها وحرقها.
                            وتظهر على الشاشة كلمات تصف ما حدث بعد ذلك، وهو أن (هيباتيا) كانت عالمة استثنائية واشتهرت بابحاثها في الرياضيات، وأنه في القرن السابع عشر الميلادي أي بعد 1200 عامًا اكتشف العالم الألماني (يوهانس كيبلر) القوانين التي توصلت لها هيباتيا.
                            ــــــــــــــــ
                            تعليقنا من على هذه الحادثة:
                            المفهوم الكنسي للأرض:
                            لماذا قتلت الكنيسة هيباتيا؟..

                            لأن الكنيسة كانت أبعد من الحقيقة بكثير باعتقادها أن للأرض أربعة زوايا فلقد ورد في رؤيا يوحنا:
                            (وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ) رؤ 20: 8
                            وذكر المفسر الكبير آدم كلارك ان عمل الملائكة علي زواية الأرض الأربع هو لمنع تسلل الشياطين.
                            ويقول تفسير ألبيرت بارنيس أن مفهوم يوحنا هو المفهوم الذي كان يسود في المجتمع اليهودي في ذلك الوقت إذ كانوا يظنون أن للأرض أربع زواية وأن لها أطراف تغيب فيها الشمس وتشرق منها بل إنهم كانوا يعتقدون أن للأرض أعمدة.
                            أما القدّيس إيريناؤس أسقف ليون من آباء الكنيسة الأوائل في كتابه ضد الهراطقة فلقد إستخدم مفهوم الزوايا الأربع ليعلل على وجود أربع أناجيل..
                            يقول القدّيس إيريناؤس : " لا يمكن ان يكون هناك اكثر من أربع اناجيل ولا اقل من أربع كما أن للأرض أربع زوايا وأربع رياح رئيسية وحين أن الأناجيل هي أعمدة الكنيسة فوجب أن يكون للكنيسة أربع أناجيل كما للأرض. ".. ضد الهراطقة الجزء الثالث الباب الحادي عشر.
                            و لما جاء العالم الإيطالي( جاليليو جاليلي) وقال بأن الأرض تدور، اعتقلته الكنيسة واتهمته بالكفر ، و قد واجه حكم الإعدام بعد محاكمته و لم تطلق سراحه إلا بعد اجباره بالإعتراف بأن الأرض لا تدور ، ولكنه بعدما أصبح حرا قال كلمته المشهورة (ورغم ذلك فالأرض تدور) ، وقد ألف عدة كتب ، و العالم جليليو مشهور جدا لدى علماء الفزياء خاصة الغرب ، وبسببه دبت الخلافات بين الكنيسة والجامعات وكليات الفزياء والتي لا تزال قائمة إلى الآن.
                            في الحقيقة تم منع الفيلم من العرض في مصر.. وكذلك تم حجبه من اليوتيوب..
                            ويمكنكم تحميله من خلال الملفات الثلاث التالية:
                            الملف الأول:
                            http://www.up-9.com/downloadf-148338792053981-rar.html
                            الملف الثاني:
                            http://www.up-9.com/downloadf-148341882135851-rar.html
                            الملف الثالث:
                            http://www.up-9.com/downloadf-148342552790971-rar.html




                            تعليق


                            • #15
                              رد: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..


                              4 - إعـدام الليـدي جيـن جـراي واللوحة للفنان الفرنسـي بـول دولاروش، 1833

                              يحفل تاريخ انجلترا السياسي بالكثير من قصص العنف وسفك الدماء التي تقشعرّ لها الأبدان.
                              وقد شهدت القرون الوسطى، على وجه الخصوص، سلسلة من الأحداث العنيفة والدامية على خلفية ما كان يجري آنذاك من مؤامرات سياسية وصراعات مذهبية وتنافس محموم على السلطة. وكانت ظاهرة العنف التي اتّسم بها تاريخ انجلترا في تلك الفترة موضوعا للكثير من الكتب والدراسات.
                              هذه اللوحة تصوّر واحدة من أشهر عمليات الإعدام التي شهدتها انجلترا في العام 1554م. والمرأة التي تظهر في اللوحة هي الليدي جين جراي التي تولّت عرش بريطانيا لبضعة أيّام فقط قبل أن ُيزجّ بها في السجن وُيحكم عليها بالإعدام في ما بعد.
                              كانت الليدي جراي قد ترشّحت لمنصب الملكة بناءً على وصيّة ابن عمّها الملك ادوارد السادس، لتصبح الملكة البروتستانتية التالية لانجلترا.
                              وبعد موت ادوارد تمّ تنصيب الليدي جراي ملكة إنفاذا للوصيّة.
                              لكنّ أخت ادوارد الكاثوليكية، ميري الأولى، لم تكن راضية عن قرار شقيقها، فأضمرت في نفسها خطّة لإزاحة جين والجلوس مكانها.
                              ولم تلبث أن أعلنت مطالبتها بالعرش على اعتبار أنها الأحقّ بذلك، بحكم أنها تتمتّع بدعم الشعب والكنيسة.
                              وقد تنازلت جين جراي عن العرش فعلا بعد أن حكمت انجلترا لمدة تسعة أيّام فقط.
                              غير أن ميري بادرت بعد ذلك إلى سجن زوج جين ووالده في برج لندن بعد اتهامهما بالخيانة العظمى.
                              ثم سارعت بإصدار أمرها بإعدام الليدي جراي التي كان عمرها في ذلك الوقت سبعة عشر عاما، بالإضافة إلى إعدام زوجها وذلك بقطع رأسيهما.
                              ثم أعدم والد الزوج بعد ذلك بيومين وبنفس الطريقة.
                              الفنان بول دولاروش اشتهر برسوماته التي صوّر فيها أحداثا تاريخية مهمّة.
                              وقد رسم حادثة إعدام الليدي جراي بعد مرور ثلاثمائة عام على وقوعها. واعتمد في رسم اللوحة على بعض المصادر التاريخية التي تحدّثت عن الحادثة.
                              واللوحة تصوّر اللحظات الأخيرة في حياة المرأة، أي وهي تساق إلى مكان الإعدام في إحدى غرف برج لندن. وهو نفس المكان الذي سبق وأن أعدمت فيه كل من آن بولين وكاثرين هاوارد زوجتي الملك هنري الثامن.
                              وتظهر الليدي في اللوحة وهي ترتدي فستانا من الساتان الأبيض بينما ُعصبت عيناها. وقد جرت العادة في ذلك الزمان أن تجري عمليات الإعدام بعيدا عن أعين العامّة وألا يشهدها سوى عدد قليل من الأشخاص.
                              في هذا المشهد لا نرى أكثر من أربعة أشخاص يراقبون ما يجري. الأوّل هو الجلاد الذي يقف إلى يمين اللوحة وقد أمسك بيده أداة الإعدام أي الفأس الضخم.
                              وهناك الرجل في الوسط، أي الذي يهمّ بمساعدة السيّدة على الجلوس، وهو المسئول عن البرج وقت الحادثة.
                              وإلى يسار اللوحة تظهر امرأتان: الأولى تعطي ظهرها للناظر بينما تسند رأسها ويديها إلى الجدار علامة اليأس والحزن الشديد. والثانية مرضعة الليدي غراي في طفولتها، وتبدو جالسة على الأرض وقد أمسكت بيدها مسبحة وبدا على وجهها الإعياء والكرب الشديد.
                              يقال إن الليدي جراي عندما أخبرت بأنها ستصبح ملكة سقطت مغشيا عليها من اثر المفاجأة وتردّدت كثيرا في قبول المنصب.
                              وأثناء فترة سجنها بعثت برسالة إلى ميري تطلب منها الصفح والغفران وتخبرها بأن رجال القصر خدعوها وغرّروا بها. وفعلا أمرت ميري بتجميد الحكم لبعض الوقت. غير أن والد زوج الليدي أفسد كلّ شيء عندما قاد تمرّدا ضد الملكة تحت تأثير تعطشّه للسلطة وطمعه في أن يكون لعائلته دور في حكم البلاد.
                              وما عقّد الأمور أكثر تدخّل ملك اسبانيا الكاثوليكي فيليب الثاني في القضيّة. إذ اشترط لإتمام زواجه من ميري أن تسارع إلى تصفية جميع البروتستانت الذين يثيرون المشاكل ويتحيّنون الفرص للانقضاض على حكمها.
                              إلى أسفل اللوحة، أي أمام الليدي، تظهر الخشبة التي يفترض أن يضع المحكوم رأسه عليها قبل التنفيذ، وحولها تناثرت قطع من القشّ الذي وضع هناك ليقوم بوظيفة امتصاص دم الضحيّة وتجفيف الأرضية.
                              وفي اللوحة بعض التفاصيل الفنية التي لا تخلو من دلالات إنسانية ودرامية: ملابس الليدي البيضاء التي يشعّ منها النور الساطع، ربّما للدلالة على طهرها وبراءتها. وغلبة اللون الأحمر على ملابس الجلاد الذي ينتظر بصبر إتمام المهمّة الدموية التي تنتظره. والمناطق المظلمة التي تتوزّع على مساحات اللوحة خاصة الأجزاء العلوية منها. والمرأتان اللتان لا تستطيعان النظر إلى ما يجري لكنهما غير قادرتين على مغادرة المكان. ثم هناك اليد العطوفة لممثّل السلطة، أي رئيس البرج، الذي يواسي الليدي بحنان أبوي ويطلب منها أن تغفر لهم قبل أن تأخذ الوضع المناسب للذبح.
                              في العصر الفيكتوري ُبعثت شخصية الليدي جين جراي باعتبارها شهيدة بروتستانتية. وكانت تصوّر دائما على أنها الفتاة الصغيرة البريئة التي قتلتها ملكة كاثوليكية متعصّبة.
                              وبعد مرور أكثر من 400 عام على إعدامها، ما تزال شخصية الليدي جراي حيّة في الضمير الانجليزي بما آلت إليه من نهاية مفجعة ومصير بائس. حيث يرى الكثيرون أنها قتلت غيلة وظلما بعد أن تنازلت عن السلطة عن طيب خاطر وبمحض إرادتها.
                              لقد كانت الليدي جين جراي – بحسب بعض المؤرّخين - شابّة ذكيّة وواعدة لكنها لم تكن تملك أمرها ومصيرها بيدها. ومن سوء حظها أنها كانت مجرّد حجر صغير في شطرنج السياسة ولعبة الصراعات والولاءات المتغيّرة في تلك الفترة المظلمة من تاريخ انجلترا.



                              أصبحت الليدي جين جراي بعد إعدامها رمزا للضحيّة البريئة. كانت فتاة عذراء عندما قُطع رأسها إذ لم تكن قد تجاوزت سنّ السادسة عشرة. مع مرور السنوات أضفى طابع أسطوري على شخصية هذه الفتاة. وقيل إن المصير البائس الذي لاقته كان بسبب ما زُعم عن "مكائد وحيل والدتها الشرّيرة التي ضحّت بابنتها على مذبح طموحاتها وأهوائها الجامحة".
                              لكن خلف السير الشعبية الكثيرة التي تحدّثت عن الليدي جين جراي تختفي قصص أخرى عن الماسوشية وكراهية النساء.
                              الليدي جراي نفسها أصبحت رمزا للأنثى العاجزة بينما أصبحت والدتها تجسيدا للاعتقاد الشائع بأن النساء القويّات متوحّشات ومسترجلات. بداية القصّة تقول إن الليدي جين غراي ولدت في العام 1537. كانت ابنة أخت فرانسيس شقيقة الملك هنري الثامن من زوجها هاري جراي ماركيز دورسيت.
                              كانت ملامح فرانسيس تشبه كثيرا ملامح شقيقها الملك هنري الثامن. كانت امرأة جشعة ومتعطّشة للسلطة كما كانت تعامل زوجها وبناتها بأسلوب استبدادي ومتغطرس.
                              وقد عاشت جين طفولة تعسة، إذ كانت تتعرّض للضرب بانتظام من قبل والدتها غير المحبّة. وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها أجبرت على الزواج من نجل إحدى الشخصيّات المقرّبة من الملك.
                              كانت فرانسيس تعتقد أن ذلك الزواج من شأنه أن يعزّز مكانة جين كوريثة للملك البروتستانتي المحتضر ادوارد السادس.
                              وقد أوصى ادوارد فعلا بأن ترث جين العرش بدلا من أخته الكاثوليكية ميري. واضطرّت جين لقبول ذلك رغم أنها رفضت المنصب في البداية على أساس أن ميري هي الوريث الشرعي للملك.
                              وفي العاشر من يوليو 1553 تم تجهيز جين كي تُزف إلى تاور هيل كملكة. كانت ترتدي حذاءً بكعب عال لجعلها تبدو اكبر من عمرها. وبعد تسعة أيّام أطاحت ميري بـ جين وسجنتها في برج لندن. وخلال أيّام تمّت محاكمتها واتهمت بالخيانة العظمى. غير أنها ظلت سجينة البرج على أمل الحصول على عفو نهائي من ميري. لكن فجأة قاد والد زوجها تمرّدا عسكريا فاشلا ضدّ الملكة الجديدة.
                              ورغم انه لم يكن لـ جين علاقة بالتمرّد، فقد نُفّذ فيها حكم الإعدام بقطع رأسها في الثاني عشر من فبراير عام 1554 وكان عمرها لا يتعدّى السادسة عشرة.
                              واقعة إعدام الليدي صوّرها دولاروش في لوحته المشهورة التي رسمها عام 1883 والتي تبدو فيها المرأة واقفة على منصّة الإعدام وقد عُصبت عيناها وقُيّدت قدماها.
                              وعلى ما يبدو، لم تحرّك مشاعر فرانسيس حادثتا إعدام ابنتها وزوجها. كانت تلك المرأة تعيش حياتها من اجل المتعة فقط. فبعد بضعة أشهر تزوّجت من مراهق يدعى ادريان ستوكس.
                              لكن هل ثمّة دليل واقعي يثبت فعلا أن فرانسيس كانت امرأة متوحّشة ومتبلّدة المشاعر؟
                              تقول المؤلفة إن الاتهامات التي وُجّهت لها بإساءة معاملة ابنتها بُنيت على قصّة تواترت بعد عقود من إعدام جين. إذ تذكر بعض المصادر أن جين كانت تقرأ لـ أفلاطون باليونانية بينما كان بقيّة أفراد العائلة متواجدين خارج المنزل للصيد. والحقيقة أن جين لم تكن منجذبة للصيد والقمار واللهو وغيرها من الأمور التي كانت تستهوي أبناء وبنات النبلاء عادة. كانت تحبّ القراءة كثيرا، وأفضل لحظاتها كانت تلك التي تقضيها في المطالعة بصحبة معلّمها الطيّب جون ايلمر الذي كان اقرب الناس إليها. كانت تلك اللحظات بمثابة استراحة من المعاملة السيّئة التي كانت تتلقاها من أبويها، وخاصّة من أمّها.
                              تقول جين في إحدى رسائلها: إن إحدى النعم العظيمة التي منحني إيّاها الله هي انه أرسل إليّ أبوين قاسيين ومعلّما مهذّبا ورحيما".

                              عندما حضرت الوفاة ادوارد السادس كانت جين قد تلقّت تعليما عاليا ومميّزا. وكانت تشاطر والديها أفكارهما البروتستانتية المتشدّدة. ويذكر معلّمها أنها قبل ظهور بوادر الصراع الذي أدّى إلى مقتلها سبق وأن رفضت هدايا من ميري على أساس أن الأخيرة "عدوّة للدين وضدّ كلمة الله".
                              بوصفها ملكة، كان على جين جراي أن تمارس سلطتها على الدولة والكنيسة معا. لكن ادوارد كان قد اختارها لخلافته، ليس فقط لأنها كانت بروتستانتية، وإنّما أيضا لأنها كانت تثق في عائلة زوجها. والد زوجها، جون دادلي، كان رئيسا لمجلس الملك. ونظرا إلى أن حكم الإناث كان يعتبر غير طبيعي، فقد كان مفترضا أن زوج جين أو والد زوجها سيتولّى الأمور الفعلية للحكم.
                              لكن من سوء حظ الليدي أن حبّ ادوارد لعائلة زوجها لم يكن يحظى برضا الشعب. فقد كان جون دادلي، والد زوجها، مكروها من الجميع بل واعتُبر السبب الأوّل وراء السياسات غير الشعبية للحكومة.
                              ولتخفيف آثار الاستياء الشعبي، حاولت جين بعد تنصيبها ملكة أن تعلن استقلالها عن عائلة دادلي من خلال إصرارها على التوقيع على القرارات بنفسها وتعيين زوجها دوقا وليس ملكا.
                              لكن رغم هذه الجهود، فإن اقترانها باسم عائلة دادلي أسهم في تدمير قضيّتها وإسقاطها في النهاية.
                              وهناك روايات معاصرة تسجّل توسّلات فرانسيس إلى ميري المنتصرة، وتذكر في إحداها أنهم كانوا ضحايا عائلة زوج ابنتها وأنها كانت هي شخصيا ضدّ زواج جين. قُرب فرانسيس من ابنتها تؤكّده ملاحظات جين الخاصّة التي تعكس آراء والدتها. وفي إحداها تلقي جين باللوم على والد زوجها الذي جلبت طموحاته عليها وعلى عائلتها المصائب والشقاء.
                              الآمال المبكّرة في احتمال أن تعفو ميري عن الليدي جين جراي سرعان ما تلاشت بعد أن قاد والد زوجها تمرّدا عسكريا ضدّ الملكة. بعد ذلك اعتبرت ميري أن جين باتت تشكّل عامل تهديد مستمرّ لها فقرّرت التخلّص منها ووقّعت على قرار إعدامها. وقبيل مقتلها مُنحت الليدي فرصة أخيرة لتتخلّى عن أفكارها البروتستانتية وتتحوّل إلى الكاثوليكية. لكنها رفضت ذلك العرض بإصرار.
                              وقد تزوّجت والدتها بعد ذلك بأشهر من رجل من عامّة الشعب. ويقال أنها تعمّدت أن لا تتزوّج من شخص نبيل في محاولة لحماية ابنتيها الأخريين من عواقب الصراع على السلطة الذي أودى بحياة جين.
                              لكن كيف بدأت هذه الأسطورة؟ تقول المؤلفة: كانت جين تعرف الضرر الذي لحق بالقضية البروتستانتية نتيجة وصمها بالخيانة العظمى. لذا أعلنت وهي على منصّة الإعدام أنها مذنبة. لكنّها أكّدت على أنها لم تسعَ إلى العرش وإنما قبلته فقط. ومن هذه الحقيقة شاعت وتجذّرت الفكرة التي تتحدّث عن براءتها.

                              غير أن هناك بعدا جنسيا للقصّة. فلعدّة قرون، شاع اعتقاد بأن النساء في مواقع السلطة يفقدن أنوثتهنّ ويصبحن عاقرات. وهي نظرية تعود إلى اليونان القديمة.
                              والصفات الرجولية التي خُلعت على والدة جين التي تسلّمت السلطة واقعا كأمّ طُبقت أيضا على الملكة إليزابيث الأولى. فبعد موت الملكة بوقت قصير، راجت شائعة مفادها أن أعضاءها الجنسية كانت مشوّهة. وفي العام 1985 ذهب احد الأطباء ابعد من ذلك عندما زعم بأن إليزابيث كانت رجلا من الناحية الجينية. وهي نظرية دامت زمنا وساعد في انتشارها حقيقة أن إليزابيث كانت تتمتّع بملكات ذهنية غير عادية بالإضافة إلى ما عُرف عنها من قوّة الشخصية والدهاء السياسي.
                              بعد أشهر من إعدام الليدي جين جراي تزوّجت الملكة ميري الأولى من فيليب ملك اسبانيا وظلّت تحكم انجلترا لمدّة خمس سنوات أعلنت خلالها أن الكاثوليكية هي الديانة الرسمية لانجلترا وأتبعت ذلك بإصدار أحكام بالموت طالت الكثير من البروتستانت.
                              وبعد ميري جاءت الملكة البروتستانتية إليزابيث الأولى التي أعادت الكنيسة إلى الوضع الذي كانت عليه أيّام هنري الثامن كما أعادت الاعتبار لابنة عمّها الليدي جين جراي باعتبارها شهيدة في سبيل دينها. وعاشت إليزابيث الأولى بعد ذلك لتصبح إحدى أعظم الملكات اللاتي تولّين عرش انجلترا.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
                              ردود 0
                              44 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                              ردود 2
                              26 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                              ردود 0
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:43 ص
                              ردود 0
                              23 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamedfaid, 10 ديس, 2023, 02:10 م
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamedfaid
                              بواسطة mohamedfaid
                               
                              يعمل...
                              X