قصة من التاريخ ... تستحق التأمل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

دكتور أزهري مسلم اكتشف المزيد حول دكتور أزهري
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة من التاريخ ... تستحق التأمل

    قصة من التاريخ ... تستحق التأمل




    الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى أما بعد :-
    يقول الله عزوجل في كتابه الكريم .. (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وبين يدي قصة من التاريخ أرويها لكم لنتفكر فيها سويا ونحللها لنطبقها على واقعنا الآن .

    بداية القصة هي اجتياح التتار لبغداد بقيادة هولاكو سنة 656 هجرية وكان حاكم بغداد وقتها الخليفة العباسي المستعصم بالله .
    حين دخل التتار بغداد وأخذوا يقصفونها هل كان الخليفة مشغولا بالجيش وتجهيزه للدفاع عن بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية أم أنه كان مشغولا بأمور أخرى .

    يجيب على هذا التساؤل الأمام ابن كثير رحمه الله في كتابه الشهير البداية والنهاية فيذكر ما يدور في دار الخلافة حين اجتاح التتار بغداد فيقول :-
    "وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت "تلعب" بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت تسمى "عرفة"، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي "ترقص" بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك، وفزع فزعاً شديداً، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم"، فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة!!". .

    لقد تمكنت الدنيا تماماً من قلوب الناس في بغداد، وأولهم الخليفة.. فها هو الخليفة الموكل إليه حماية هذه الأمة في هذا الموقف الخطير يسهر هذه السهرة اللاهية.. نعم قد تكون الجارية ملك يمينه.. وقد تكون حلالاً له.. وإذا لم يكن هناك من يشاهدها غيره فلا حرج من أن يشاهدها الخليفة وهي ترقص.. لكن أين العقل في رأس الخليفة؟! العاصمة الإسلامية للخلافة محاصرة، والموت على بعد خطوات، والمدفعية المغولية تقصف، والسهام النارية تحرق، والناس في ضنك شديد، والخليفة يستمتع برقص الجواري!!..
    أين العقل؟ وأين الحكمة؟!
    لقد أصبح رقص الجواري في الدماء، فصار كالطعام والشراب.. لابد منه حتى في وقت الحروب.. ولا أدري حقيقة كيف كانت نفسه تقبل أن ينشغل بمثل هذه الأمور، والبلاد والشعب وهو شخصياً في مثل هذه الضائقة..
    وما أبلغ العبارة التي كتبها التتار على السهم الذي أطلق على دار الخلافة وقتل الراقصة المسكينة إذ قالوا: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم"، فالله عز وجل قد قضى على بغداد بالهلكة في ذلك الوقت، وأذهب فعلاً عقل الخليفة وعقول أعوانه وشعبه، ولا شك أن هذه العبارات المنتقاة بدقة كانت نوعاً من الحرب النفسية المدروسة التي كان يمارسها التتار بمهارة على أهل بغداد..

    ويكفي كدليل على قلة عقل الخليفة أنه بعد هذه "الكارثة" (كارثة قتل الراقصة) لم يأمر الشعب بالتجهز للقتال، فقد وصل الخطر إلى داخل دار الخلافة، وإنما أمر فقط بزيادة الاحتراز، ولذلك كثرت الستائر حول دار الخلافة لحجب الرؤية ولزيادة الوقاية وستر الراقصات!..

    ترى هل حال أمتنا اليوم مثل حال الخليفة أيام التتار ؟

    في انتظار تعليقاتكم .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 27 أكت, 2020, 02:35 م.
    اعرف دينك
    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

  • #2
    نعم فالتاريخ يخبر من يعتبر
    حلفاء اليوم يفصلون بين الدين والسياسة
    ولن ينصلح حال هذا الأمة إلا بما صلح به أولها
    وكانت فى أولها كيان دينى أولا ثم كيان سياسى
    فالدين يدفع الرجال لبذل نفوسهم فى سبيل الله والدين يدفعهم للتميز الذى كان من سمات هذه الأمة حين كانت بمقدمة الأمم وتقود العالم للسلام بالقوة وليس بالضعف والوهن
    فالسلام بحاجة لمن يأويه ويحميه
    والوهن حب الدنيا وكراهة الموت ولا يأتى معه سلام حقيقى
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 27 أكت, 2020, 02:34 م.
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      أسأل الله عز وجل أن يهدينا وأن يصلح حالنا..
      سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
      عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

      تعليق


      • #4
        حال امتنا حال عجيبه *** وهى لعمر الله بائسة كئيبه
        يجتاحها الطوفان *** طوفان المؤامرة الرهيبه

        اللهم استرنا وولى امورنا خيارنا ولا تولها شرورنا

        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
          ردود 0
          40 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
           
          ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
          ردود 0
          62 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عطيه الدماطى  
          ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
          رد 1
          64 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د. نيو
          بواسطة د. نيو
           
          ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
          ردود 0
          24 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة محمد بن يوسف
          بواسطة محمد بن يوسف
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
          ردود 0
          75 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          يعمل...
          X