أما آن لك أن تعتنق الإسلام ؟!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

في حب الله مسلم اكتشف المزيد حول في حب الله
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يتحدَّث القرآن عن السُّحُب والأمطار !‍
    عندما يتحدَّث القرآن عن السُّحُب والأمطار !




    نعود للحديث عن بعض الآيات القرآنيَّة التي أشارت إلى حقائق علميَّة لم يتمّ اكتشافها إلاَّ حديثًا . فهل تعرف سيِّدي كيف يتكوَّن السَّحابُ وينزلُ المطر ؟
    يقول خُبَراءُ الأحوال الجوِّيَّة : تبدأ العمليَّة بتبَخُّر ماء البَحر بفِعْل حرارة الشَّمس . وهذا البُخار , الذي يتكوَّن من ذرَّاتٍ صغيرة جدًّا من الماء , تَحملُه الرِّياحُ إلى الأعلى حيث الجوُّ باردًا , فيَتكثَّف ويتحوَّل إلى سحاب . لكنَّ هذا السَّحاب لا يُنزِلَ مطرًا , لأنَّ ذرَّات الماء التي يحتوي عليها خفيفةٌ جدًّا بحيث لا تَستطيعُ أن تَسقُط على الأرض .
    مِن أين يأتي المطر إذًا ؟
    اكتشف العُلماء حديثًا أنَّ هناك سُحُبًا ذات شُحنات كهربائيَّة مُوجِبَة , وسُحُبًا أخرى ذات شُحنات كهربائيَّة سالِبة . وكلُّ نَوع من هذه السُّحب لا يستطيعُ بِمُفرَدِه أن يُنتج مطرًا , لأنَّ ذرَّات مائِه مَشْحونة من نَفس الصِّنْف (+ + أو --) وبالتَّالي تتباعد عن بعضِها . فيأتي عندئذٍ دَورُ الرِّياح لِتَقوم بِدَفْع السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة الموجِبَة نحو السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة السَّالِبة (أو العكس) , فتصْطَدم ببعضِها , ويحدُثُ تلاقُح وتلاصُق بين ذرَّات الماء الموجِبَة والأخرى السَّالِبَة , فيزدادُ حَجْمُ هذه الذَّرَّات وتتحوَّلُ من ذرَّات صغيرة جدًّا إلى قَطرات ماء كبيرة , فتسقُط على الأرض على شكل مَطر .
    وعادةً ما يُصاحبُ عمليَّةَ التَّصادم والتَّلاقح بين السُّحُب : الرَّعد , والبرق , وأحيانًا الصَّواعق , وكلُّها ناتجة عن عمليَّة التَّفريغ الكهربائي السَّريع بين السُّحُب المشحونة سالبًا والأخرى المشحونة موجِبًا .

    فما رأيكَ سيِّدي الكريم أنَّ القرآن أشار إلى كلّ هذه الحقائق منذ حوالي 1400 سنة !
    يقول اللَّه تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ 43 } (24- النّور 43) . ففي هذه الآية , ذكَر اللَّهُ سُبحانه أنَّه يُزْجي سحابًا , أي يسُوقه بواسطة الرِّياح , ثمَّ يُؤلِّفُ بينه , وهنا نلاحظُ دقَّة التَّعبير القرآني لأنَّ السُّحُب مختلفة الشُّحنة الكهربائيَّة , فعندما تجتمع تتآلفُ فعْلاً وتتداخلُ في بعضها البعض , وتلتحمُ ذرَّاتُ الماء ببعضها لِتُكَوِّن قطرات كبيرة . وعند ذلك يَخرجُ الودق , أي ينزل المطر , مِنْ خلال هذا الرُّكام من السُّحُب .
    ثمَّ ذكَر تعالى أنَّه يُنَزِّلُ مِنْ جِبَالٍ في السَّماء بَرَدًا , أي كُرَيَّات من الثّلْج , لِيُصيب به مَنْ يشاء من عباده ويَصْرفه عمَّنْ يشاء . وهذه حقيقةٌ عِلْميَّة أخرى لم يتمَّ اكتشافُها إلاَّ حديثًا . فقد ذكَر خُبَراءُ الأحوال الجوِّيَّة أنَّ هناك نوعًا من السُّحُب يتراكَمُ في السَّماء بعضُه فوق بعض حتَّى يُصبح كالجِبَال , لها قاعدة عريضة في الأسفل وقمَّة في الأعلى .
    في مستوى القاعدة , تكونُ درجة الحرارة معتدلة , وبالتَّالي غير كافية لتكْثِيف ذرَّات الماء لِتُصبح قطرات . لكن في الوسط , يكون الجوُّ باردًا بحيثُ تتكاثفُ الذَّرَّات وتلتصقُ ببعضها ويكبرُ حجمُها , ثمَّ تتساقط على شكل مَطر . فإذا هَبَّ تيَّارٌ هوائي نحو القمَّة , حيثُ تصلُ درجةُ الحرارة إلى خمسين درجة تحت الصِّفر , فإنَّه يحملُ معه قطرات الماء إلى الأعلى , فتتجمَّد وتتحوَّل إلى كُرات صغيرة من الثّلج , وهي ما يُسمَّى بالبَرَد . ثمَّ ينزلُ هذا البَرَد , فيُصيبُ أرضًا ولا يُصيبُ أرضًا أخرى مجاورة .
    أمَّا البرقُ القويُّ , فإنَّه يُوشكُ أن يذهب ببَصَر النَّاظر له , ليُصيبه بالعَمَى المؤقَّت .
    أليس هذا بالضَّبط ما لَخَّصَتْه الآية القرآنيَّة تلخيصًا مُدهِشًا ؟!

    قد تقول : ولكنَّ الآية لم تذكُر الرِّياح التي لها دَور أساسي في عمليَّة تلقيح السُّحُب وبالتَّالي نزول المطر ؟
    استمع إذًا لِمَا يلي : يقول اللَّه تعالى في آية أخرى : { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 48 } (12- الرّوم 48) .
    ففي هذه الآية , أعلَن اللَّهُ تعالى بوُضوح أنَّ الرِّياح هي التي تُثير السُّحُب . ثمَّ لاحِظْ أنَّ اللَّه تعالى تحدَّثَ في الآية السَّابقة عن السُّحُب يَتَراكَم بعضُها فوق بعض حتَّى تُصبح كالجبال , فذكَر بالتَّالي نزولَ المطَر والبَرَد . أمَّا هنا , فقد تحدَّثَ عن السُّحُب على شكل بساط في السَّماء . وهذا النَّوعُ من السُّحُب ليسَ له قِمَم عالية , ويكون على ارتفاعٍ مُتَوَسّط في الجَوّ , فلا يُنتِجُ بَردًا . لذلك , ذكَر اللَّه في هذه الآية نزول المطر ولم يَذكُر نزول البَرَد . أليس في هذا دليلٌ جديد على أنَّ القرآن وحيٌ من عند اللَّه ؟!
    وللرِّياح دورٌ آخر تَلْقيحي , ذكَره اللَّه تعالى في آية أخرى , فقال : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ 22 } (15- الحجر 22) .
    طبعًا , المقصود هنا أنَّ الرِّياح تُلَقِّح السُّحُبَ وليس شيئًا آخر , لأنَّ الآية ذكَرتْ مباشرةً بعد ذلك نتيجة هذا اللِّقاح , وهو نزولُ الماء من السَّماء .

    فمَنْ أخبر محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّ الرِّياح لَواقح , وأنَّ البَرَدَ ينزلُ فقط من جبالٍ من السُّحُب في السَّماء , إذا كان قد أتَى بالقرآن من عنده ؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

    وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
    وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
    @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
    --------------------------------------
    اللهم ارزقني الشهادة
    اللهم اجعل همي الآخرة

    تعليق


    • ما العمل إذا لم ينزل المطر ؟!
      ما العمل إذا لم ينزل المطر ؟!




      ليس هناك أيُّ حلٍّ إلاَّ الانتظار في حيرة وقلق , أو الاستغفار إلى اللَّه والتَّضرُّع إليه بالدُّعاء أن يفتح أبوابَ السَّماء !
      نعم , فبالرَّغم من وصول إنسان العصر الحديث إلى اختراق الغلاف الجوِّي للأرض والخروج إلى الفضاء , إلاَّ أنَّه لم يستطعْ ولن يستطيع أبدًا بأجهزته وعلُومه أن يُنزل قطرةَ ماء واحدة من السَّماء . هل تدري لماذا ؟
      لأنَّ اللَّه تعالى هو وحدهُ المتصرِّف في الرِّياح وفي السُّحُب وفي كلِّ شيء , وهو وحدهُ الذي يُنزلُ المطرَ وقْتَ ما يشاء , على مَنْ يشاء , ويُرسلُ البَرَد والصَّواعق متَى يشاء , فيُصِيبُ بهما مَنْ يشاء .
      والآيات التي ذكَرْناها في العنصر السَّابق أعلنَتْ بوُضوح أنَّ اللَّه هو الذي يُرسلُ الرِّياح , وهو الذي يُزجي السَّحاب , وهو الذي يُنزلُ الماء من السَّماء . ويقول تعالى في آيات أخرى : { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ 12 وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ 13 } (13- الرّعد 12-13) .
      لذلك , عندما أصاب المسلمينَ جدبٌ في عهد النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , تَوجَّهُوا مباشرةً إلى اللَّه بالدُّعاء , ففتحَ لهم على الفور أبواب السَّماء ! فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , قال : أصابت النَّاسَ سنة (أي جَدْبٌ وقَحْط) على عهد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . فبينما رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يخطُبُ على المنْبَر يوم الجمعة , قام أعرابي , فقال : يا رسولَ اللَّه , هَلَكَ المالُ وجاعَ العِيَالُ , فادْعُ اللَّهَ لَنَا أن يَسْقينَا . فرفعَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يَدَيْه , وما في السَّماء قزعة (أي وما فيها سحابة واحدة) , فثَار سحابٌ أمثَال الجِبَال , ثمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن منْبَره حتَّى رأيتُ المطَر يَتَحادر على لِحْيَته (ربَّما لأنَّ سقْفَ المسْجِد كان من سَعْفِ النَّخيل) .
      فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذلك , وفي الغَد , ومن بعد الغَد , والذي يَلِيه , إلى الجمعة الأخرى . فقام ذلك الأعرابي , أو رجلٌ غيره , فقال : يا رسولَ اللَّه , تهدَّم البِنَاء , وغرق المال , فادْعُ اللَّهَ لَنَا .
      فرفَعَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يَدَيْه , وقال : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنا ولا عَلَيْنَا (أي فوق الأودية والجبال , لا فَوق البيوت . قال ابنُ حجر العسقلاني : وهذا تأدُّبٌ مع اللَّه , حيثُ لم يَدْعُ النَّبيُّ برَفْع المطَر كُلِّيَّةً لِاحْتِمَال الحاجة إلى استِمْراره , فدَعَا بِرَفْع الضَّرر وإبقاء النَّفع ) .
      قالَ أنَس : فَمَا جعَلَ يُشِيرُ بيَدِه إلى ناحِيَةٍ من السَّماء إلاَّ تَفَرَّجَتْ , حتَّى صارت المدينةُ في مِثْل الجوبة (أي الحفْرَة المستديرة , لأنَّ السُّحب أحاطت بها . وفي رواية أخرى في صحيح مسلم عن أنَس أيضًا : فكشطت المدينة , أي انقشعت عنها السُّحُب , فجعلَتْ تُمْطِرُ حَوْلَها ولا تُمطِرُ بالمدينة قَطْرة !) حتَّى سَالَ الوادي , وادي قناة , شهْرًا . فلَمْ يَجِئْ أحدٌ من ناحِيَةٍ إلاَّ حدَّثَ بالجود . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 1 – ص 349 – رقم الحديث 986) .
      وروى الحاكم في مُستدركه عن عائشة رضي اللَّه عنها , قالتْ : شَكَا النَّاسُ إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قُحوطَ المطر , فأمَر بِمنْبَر فوُضِع له في المصَلَّى , ووعَدَ النَّاسَ يومًا يَخرجُون فيه .
      فخرج رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حينَ بَدَا حاجبُ الشَّمس , فقعَدَ على المنْبَر , فكبَّر وحَمد اللَّه , ثمَّ قال : إنَّكُم شكَوْتُم جدب دياركُم واستئخار المطر عن أوان زمانه , وقد أمَرَكم اللَّهُ أن تَدْعُوه ووعَدَكم أن يَسْتجيب لكم . ثمَّ قال : الحمدُ للَّه ربِّ العالَمين , الرَّحمن الرَّحيم , مَالِك يوم الدِّين , لا إله إلاَّ اللَّه يفعلُ ما يُريد , اللَّهمَّ أنتَ اللَّه لا إله إلاَّ أنت , أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفُقَراء , أنزِلْ علينا الغيْثَ واجعَلْ ما أنزلتَ لنا قوَّة وبلاغًا إلى حين .
      ثمَّ رفع يَدَيْه , فلم يزلْ في الرَّفع حتَّى بَدَا بياضُ إبِطَيْه , ثمَّ حوَّلَ إلى النَّاس ظَهْره , وقلَبَ , أو حوَّلَ , رداءَه وهو رافعٌ يديه , ثمَّ أقْبَل على النَّاس ونزلَ فصلَّى ركْعَتَيْن .
      فأنشأ اللَّهُ سحابًا , فرعدَتْ وبرقتْ , ثمَّ أمطرَتْ بإذن اللَّه !
      فلم يأتِ (أي رسولُ اللَّه) مسجدَه حتَّى سالَت السّيُول ! فلمَّا رأى سُرعَتَهم إلى الكَنِّ , ضحك حتَّى بدتْ نَواجِذُه , فقال : أشهدُ أنَّ اللَّه على كلِّ شيء قدير , وأنِّي عبدُ اللَّه ورسُوله . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 1 – ص 476 – رقم الحديث 1225) .
      طبعًا , هذه كانت مِنْ بين المعجزات التي أيَّدَ اللَّهُ بها نبيَّهُ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
      أمَّا عامَّةُ المسلمين , فإنَّهم عندما يُحبَسُ عنهم المطر يُسارعُون إلى اللَّه يستغفرُونه من ذُنوبهم , ويُصلُّون صلاة الاسْتِسْقَاء , ركعتَيْن جماعة , ويَدْعُون اللَّهَ أن يُغِيثَهم بالماء . يقول النَّبيُّ نوح عليه السَّلام مُخاطِبًا قومه : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا 10 يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا 11 وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا 12 } (71- نوح 10-12) .
      فمِن بَرَكة الاستغفار أنَّه يَفْتح أبوابَ السَّماء . وتذكُر كُتُبُ التَّاريخ أنَّه مَا مِنْ مرَّةٍ استسقَى فيها المسلِمُون بتَضَرُّع وإخلاصٍ مِن بَعْد جَدبٍ أصابَهُم , إلاَّ سقاهُم اللَّهُ على الفَوْر . وما زال المسلمون إلى اليوم يَسْتسْقُون عند انقطاع السُّبُل , فيُسْقَوْن بفَضْل اللَّه .
      أمَّا الكُفَّار , فإنَّهم لا يَملكُون إلاَّ أن يقِفُوا مكتُوفي الأيدي عند انحِبَاس المطر عنهم , عاجزين عن فعل أيّ شيء !
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

      وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
      وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
      @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
      --------------------------------------
      اللهم ارزقني الشهادة
      اللهم اجعل همي الآخرة

      تعليق


      • وأنزلنا من السَّماء ماء طهورا !‍
        وأنزلنا من السَّماء ماء طهورا !




        نعم , فكُلُّنا يَعلم أنَّ ماء المطر يأتي في الأصل من مياه البحار المالحة ! لكنَّ اللَّهَ سبحانه الذي لا يغفل عن أيِّ شيء , هيَّأ الأسبابَ لإزالة هذه الملوحة بواسطة التَّبخُّر . فيصعدُ ماءُ البحر المالح إلى السَّماء في صورة بُخار , ثمَّ يعود إلى الأرض ماء عذْبًا فُراتًا !
        وكُلُّنا يَعلم أنَّ ماء البحر , عند صعوده بخارًا ونزوله مطرًا , يخترق طبقة الهواء , بِما فيها من غبار ودخان وغير ذلك . لكنَّ اللَّهَ القادر على كلِّ شيء , أمَر كلَّ هذه العناصر بعَدم تَلويث ماء المطر , فنَزَلَ الماء من السَّماء نَقِيًّا , طهورًا , وخالٍ من الجراثيم !
        وهذا مِن فضْل اللَّه تعالى على عباده , ولكنَّ أكثر النَّاس لا يشكرون ! وإذا كان العلمُ الحديث قد وقف حائرًا أمام هذه الظَّواهر , لا يَجدُ لها تفسيرًا , فإنَّ القرآن الكريم قد تحدَّث عنها على أنَّها نِعَمٌ من اللَّه تعالى , ولا دخْلَ للإنسان فيها من قريب ولا من بعيد .
        يقول اللَّه تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا 48 لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا 49 } (25- الفرقان 48-49) .
        ويقول تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا 25 أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا 26 وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا 27 } (77- المرسلات 25-27) .
        ويقول تعالى : { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ 68 أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ 69 لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ 70 } (56- الواقعة 68-70) .


        أليسَ من الواجب إذًا على العِباد أن يشكُروا اللَّه أن جعلَ لهم ماء المطر حُلْوًا عَذْبًا سائغًا للشَّاربين ؟!
        أم أنَّ غُرورَ إنسان العصر الحديث لا يسمح له بالاعتراف بالخالق , فيَشْكُرُ في المقابل الطَّبيعة , أو السَّماء , أو مَحاسن الصُّدَف على هذه النِّعمة , فيَرفَعُها اللَّه عنه , أو يُصيبه بصاعقة تأخذُ روحَه , وتأخذ معها كِبْرَه وغُروره ؟!
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

        وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
        وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
        @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
        --------------------------------------
        اللهم ارزقني الشهادة
        اللهم اجعل همي الآخرة

        تعليق


        • كلمةٌ عن الماء‍
          كلمةٌ عن الماء‍




          يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ 30 } (21- الأنبياء 30) .
          في هذه الآية , ذكَر اللَّه تعالى أنَّه جعلَ من الماء كلَّ شيء حَيّ . وقد أثبت العلمُ الحديثُ فعلاً أنَّ الماءَ يَدخُل في تركيب كُلِّ الأحياء على وَجْه الأرض , وتستحيلُ الحياةُ بدُونه . ولو تأمَّلْنا في جسْم الإنسان مثلاً , لَوَجدْناه يحتوي على حوالي 65 بالمائة من وزنه ماءً ! ذلك أنَّ كلَّ عُضْو فيه يَحتوي على نسبة مُعيَّنة من الماء , حتَّى العظام والأسنان .
          كذلك تحتوي أجسامُ الحيوانات والحشرات على الماء بنِسَب متفاوتة , وكذلك الحال بالنِّسبة للنَّباتات .
          يقول اللَّه تعالى في آية أخرى : { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 45 } (24- النّور 45) .

          وأثبتَ العُلماء أيضًا أنَّ الماءَ يدخُل في جميع التَّفاعلات الكيماويَّة التي تَتمُّ داخل أيّ جسم حيّ . فإمَّا أن يكون الماءُ وَسطًا يتمُّ فيه التَّفاعل , أو عنصُرًا من عناصر التَّفاعل , أو عاملاً مساعدًا له .
          لا يمكن إذًا لأيِّ كائن حيٍّ أن يستغني عن الماء . وإنَّ مِنْ رَحمة اللَّه بعباده أنَّه يُنزلُ المطرَ على جميع خَلْقِه , المسلم منهم والكافر , ولكنَّ الكُفَّار بنعمة اللَّه .. يَجحدُون !
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

          وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
          وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
          @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
          --------------------------------------
          اللهم ارزقني الشهادة
          اللهم اجعل همي الآخرة

          تعليق


          • كلمةٌ عن الرِّياح
            كلمةٌ عن الرِّياح




            للقرآن الكريم تَسميَات خاصَّة للرِّيح بِحَسب ما تحمِلُه : فإذا كانت تحملُ النَّفعَ والخيرَ للعباد , يُسمِّيها القرآنُ : رياحًا , بصيغة الجمع . وإذا كانت تحملُ البلاءَ والعذاب , يُسمِّيها القرآن : ريحًا , بصيغة المفرد , أو حاصبًا , أو غير ذلك من التَّسميات التي تُدخِلُ الخوفَ والرُّعبَ على النَّفس .
            يقول اللَّه تعالى عن الرِّياح : { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 57 } (7- الأعراف 57) .
            ويقول تعالى : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ 22 } (15- الحجر 22) .
            فهي إذًا رياحُ خَير وفائدة للعباد .

            أمَّا عن الرِّيح , فيقول اللَّه تعالى : { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ 15 فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ 16 } (41- فصّلت 15-16) .
            ويقول تعالى : { أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً 68 أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا 69 } (17- الإسراء 68-69) .
            فهي إذًا ريحُ عذاب , تُدَمِّرُ كلَّ شيء .

            مرَّة واحدة ذكَر فيها القرآنُ الرّيحَ بصيغة المفرد , ومع ذلك وصفَها بأنَّها طيِّبة ! ذلك أنَّها كانت تسبقُ ريحَ عذاب آتية بعدَها مباشرة ! يقول اللَّه تعالى : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 22 } (10- يونس 22) .

            رياحُ الرَّحمة إذًا , وريحُ العذاب , هي جنودٌ لا تأْتَمِرُ إلاَّ بأَمْر خالقها , يُرسلُها اللَّهُ وَقْتَ ما يشاء , فيُصيبُ بها مَنْ يشاء . فهل يستطيع أحدٌ أن يقف أمام إرادة اللَّه ؟!
            لا أحد يستطيع ذلك , وقد ادَّعى بعضُ المغرورين الاستطاعة , فأصابَهُم اللَّهُ بعذابٍ مُزَلْزِل من عنده , لم يَنفعْ في رَدِّه عنهُم عتادٌ ولا جاهٌ ولا سُلْطان ! يقول اللَّه تعالى : { الْحَاقَّةُ 1 مَا الْحَاقَّةُ 2 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ 3 كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ 4 فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ 5 وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ 6 سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ 7 فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ 8 } (69- الحاقّة 1-8) .

            متَى سنأخذ العبرة إذًا من قصص السَّابقين ؟!

            بل , متَى سنعودُ إلى اللَّه ونتوبُ إليه من الكُفر والجحود , ونحنُ نعيشُ في عَصْرٍ كثُرتْ فيه الحرائقُ والزَّلازلُ والأعاصيرُ المدمِّرة ؟!
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

            وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
            وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
            @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
            --------------------------------------
            اللهم ارزقني الشهادة
            اللهم اجعل همي الآخرة

            تعليق


            • وكلمةٌ عن الموت
              وكلمةٌ عن الموت




              روى الإمام أحمد في مُسنده عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه , قال : خرجْنَا مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى جنازة , فجلسَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على القَبْر , وجلسْنَا حَوْلَه كأنَّ على رؤوسنا الطَّيْر , وهو يلحد له , فقال : أعوذُ باللَّه من عذاب القَبْر , ثلاث مرَّات , ثمَّ قال : إنَّ المؤمنَ إذا كانَ في إقبالٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدُّنيا (أي كان في لحظات الموت) , تنزَّلتْ إليه الملائكةُ كأنَّ على وجُوههم الشَّمس , مع كلِّ واحد كَفَنٌ وحنُوط . فجلسُوا منهُ مَدَّ البَصَر , حتَّى إذا خرجتْ روحُه , صلَّى عليه كلُّ مَلَكٍ بينَ السَّماء والأرض وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء , وفُتِحتْ له أبوابُ السَّماء , ليس من أهْلِ بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللَّهَ أن يُعْرَج برُوحه من قِبَلِهم . فإذا عُرِجَ برُوحه , قالُوا : رَبِّ , عَبْدُكَ فُلان , فيقُول : أَرْجِعُوه , فإنِّي عهدْتُ إليهم أنِّي منها خلَقْتُهم وفيها أُعِيدُهم ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخْرَى .
              قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميِّتُ المؤمن) يَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) , فيَأْتيه آتٍ فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
              (وفي رواية للإمام البخاري عن أنَس رضي اللَّه عنه , قال : أتاه ملَكان فأقْعَداه . وكذلك في روايات أخرى , أنَّ الآتِ هو : مَلَكَان) .
              فيقولُ (أي الميِّتُ المؤمن) : رَبِّيَ اللَّه , ودِيني الإسلام , ونَبيِّي محمَّدٌ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
              فيَنْتَهِرُه (أي الآتِ) , فيقول له : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
              قالَ النَّبيّ : وهي آخر فِتْنَة تُعرَضُ على المؤمن , فذلك حين يقول اللَّه عزَّ وجلَّ : { يُثبِّتُ اللَّهُ الذينَ آمنُوا بالقَوْل الثَّابِت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة } (14- إبراهيم 27) .
              فيقولُ (أي الميِّتُ المؤمن) : رَبِّيَ اللَّه , ودِيني الإسلام , ونَبيِّي محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
              فيقولُ له (أي الآتِ) : صَدَقْت .
              ثمَّ يأتيه آتٍ حَسَن الوَجْه , طيِّب الرِّيح (أي طيِّب الرَّائحة) , حَسَن الثِّياب , فيقول : أبْشِرْ بكَرامةٍ من اللَّه ونَعيم مُقيم .
              فيقول (أي الميِّتُ المؤمن) : وأنتَ , فبَشَّركَ اللَّهُ بِخَيْر , مَنْ أنت ؟!
              فيقول : أنا عمَلُكَ الصَّالح , كنتَ واللَّهِ سريعًا في طاعة اللَّه , بطيئًا عن معصِيَة اللَّه , فجزاكَ اللَّهُ خيرًا .
              ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من الجنَّة وبابٌ من النَّار , فيُقال : هذا كان منزلك (أي في النَّار) لَو عصَيْتَ اللَّه , أبْدَلَكَ اللَّهُ به هذا (أي في الجنَّة) .
              فإذا رأى ما في الجنَّة , قال : رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعة كي أرْجع إلى أهلي ومالي . فيُقالُ له : اسكن .
              قال النَّبيّ : وإنَّ الكافرَ إذا كانَ في انقطاعٍ من الدُّنْيا وإقبالٍ من الآخرة (أي في لحظات الموت) , نزلَتْ عليه ملائكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ , فانْتَزعُوا روحَه كما يُنْتَزع السَّفُّود الكثير الشّعب من الصُّوف المبْتَلّ , وتُنْزَعُ نَفْسُه مع العُرُوق , فيَلْعَنُه كلُّ مَلَكٍ بين السَّماء والأرض , وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء , وتُغْلَق أبوابُ السَّماء , ليسَ من أهل بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللَّه أن لا تُعرجَ روحُه من قِبَلِهم ! فإذا عُرِجَ برُوحه , قالُوا : رَبِّ , فُلان ابن فُلان , عَبْدُك .
              قال : أَرْجِعُوه , فإنِّي عهدْتُ إليهم أنِّي منها خلَقْتُهم , وفيها أُعِيدُهم , ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخرى .
              قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميِّتُ الكافر) لَيَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) , فيَأْتيه آتٍ (وهُما الملَكان) فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
              فيقول (أي الميِّتُ الكافر) : لا أدْري !
              فيقول (أي الملَكان) : لا دَرَيْتَ ولا تلَوْت !
              ويأتيه آتٍ قبيح الوجه , قبيح الثِّياب , منتن الرّيح (أي منتن الرَّائحة) , فيقول : أبْشِرْ بِهَوانٍ من اللَّه وعذابٍ مُقيم !
              فيقول (أي الميِّتُ الكافر) : وأنتَ , فبشَّركَ اللَّهُ بالشَّرّ , مَنْ أنت ؟!
              فيقول : أنا عمَلُك الخبيث , كنتَ بطيئًا عن طاعة اللَّه , سريعًا في معصية اللَّه , فجزاكَ اللَّهُ شرًّا .
              قال النَّبيّ : ثمَّ يُقَيَّضُ له (أي للمَيِّت الكافر) أعمى (أي مخلوقًا أعمى) , أصَمّ , أبْكَم , في يَدِه مرزبة , لو ضربَ بها جبلاً لكانَ تُرابًا . فيضْربه ضربةً حتَّى يصير ترابًا . ثمَّ يُعيده اللَّهُ كما كان , فيضْربه ضربة أخرى , فيصيحُ صيحةً يَسمعه كلُّ شيء إلاَّ الثَّقلين .
              ثمَّ يُفتَح له (أي للمَيِّت الكافر) بابٌ من النَّار , ويُمهَّدُ من فُرُش النَّار . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 4 – ص 295 – رقم الحديث 18637) .

              انتبهي سيِّدتي الفاضلة ! واللَّهِ الذي لا إله غيرُه كلُّنا سيمُرُّ بهذا الموقف , ولَنْ يفْلتَ بَشَرٌ من سؤال الملَكَيْن في القبر !
              فأمَّا المسلِمُ الصَّالح , فيُثبِّتُه اللَّه , فيُحسِنُ الإجابة , ويفرح فرحًا لا يُوصَف .
              وأمَّا الذي يَموتُ على غير الإسلام , فإنَّه يُجيب : لا أدري ! لا أدري ! ويُصابُ برُعْب لا يُوصَف .
              فاخْتَاري لِنَفسِكِ قبل أن يُداهِمَكِ الموتُ , فتموتينَ على غير الإسلام , فتَعظِّين حينئذ أصابعكِ نَدَمًا وحسْرةً على إضاعتك هذه الفرصة التي هي الآن بين يديك !
              يقول اللَّه تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ 93 } (6- الأنعام 93) .
              قال الإمام ابنُ كثير في تفسير هذه الآية : إذا احتضَر الكافر (أي غمَرَتْه سكراتُ الموت) , بشَّرتْهُ الملائكة (أي ملَكُ الموت وأعوانه) بالعذاب والنَّكال والسَّلاسل والأغلال والجحيم والحميم وغَضب اللَّه , فتتفرَّق روحُه في جسَده وتأبَى الخروج .
              لكن , لا مَفَرَّ مِن قَدَر اللَّه !
              ويقول تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ 50 ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ 51 } (8- الأنفال 50-51) .
              إنَّ هؤلاء الذين تَضربُ الملائكةُ وجوهَهُم وأدبارَهم , هم بَشَرٌ عاشُوا في هذه الدُّنيا , وكان منهم الرَّئيس الذي لَم يَكُن أحدٌ يجرُؤ أن يتكلَّم أمامه , والمدير الذي كان الكُلُّ يَهابُه , والشَّابَّة التي عاشت مدلَّلة في بيت والدَيْها ولَم تتعوَّد أن يَصرُخ أحدٌ في وجهها , غير أنَّ هؤلاء ماتُوا على غير دين اللَّه , فعرَّضُوا أنفُسَهم إلى هذا الذُّلِّ الشَّديد , يَتبعُه خلودٌ في النَّار وبئس القرار !
              ويقول تعالى : { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 19 } (50- ق 19) .
              ويقول تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ 185 } (3- آل عمران 185) .
              نعم , فمَنْ زُحْزِحَ عن النَّار وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فقَدْ فازَ . أسألُ اللَّه أن يشرحَ صدركِ للإسلام , لِتكُوني من الفائزين .
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:17 ص.

              وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
              وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
              @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
              --------------------------------------
              اللهم ارزقني الشهادة
              اللهم اجعل همي الآخرة

              تعليق


              • وبعد , أيُّها القارئ الكريم !
                وبعد , أيُّها القارئ الكريم !




                ألم يحن الوقتُ بعدُ أن تشهد أنَّ الإسلام هو الدِّين الحقُّ ؟‍‍ ألم يحن الوقتُ بعدُ أن تؤمن أنَّ بعد الموت بعثًا وحسابًا , فإمَّا خلودٌ في الجنَّة أو خلودٌ في النَّار ؟
                يقول اللَّه تعالى : { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 6 إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ 7 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ 8 قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ 9 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ 10 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ 11 } (67- الملك 6-11) .
                ويقول تعالى : { وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ 29 وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ 30 قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ 31 وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ 32 } (6- الأنعام 29-32) .
                هل يُعقل أن تكون هذه الآيات من صُنع بَشر ؟!
                لا , غير معقول ! يقول اللَّه تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 13 فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 14 } (11- هود 13-14) .
                وهاهو التَّحدِّي قائمٌ منذ حوالي 1400 سنة , ولم تستطع البشريَّة جمعاء أن تأتي بعشر سُور , ولا حتَّى بسورة واحدة مثل القرآن .

                مُلتقانا في الجزء الرَّابع والأخير إن شاء اللَّه , لِنَتحدَّث عن الشُّبهات التي تُلْصَق بالإسلام , وعن عوالم الجنِّ والملائكة , وعن أحداث يوم القيامة .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:16 ص.

                وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                --------------------------------------
                اللهم ارزقني الشهادة
                اللهم اجعل همي الآخرة

                تعليق


                • هكذا تُشوَّه صورة الإسلام
                  هكذا تُشوَّه صورة الإسلام




                  هناك كثير مِنْ غير المسلمين يَحملُون صُورة مُشَوَّهة عن الإسلام , وذلك مِمَّا يسمعونه من وسائل الإعلام الغربيَّة أو مِمَّا يُشاهدونه من تصرُّفات بعض المسلمين الغير ملتزمين بدينهم . وهؤلاء لا يُعتَبرُون حاقدين على الإسلام , لأنَّهم ما أن تُصحَّح لهم الصُّورة في ذهنهم حتَّى يُصبِحُوا مُتعاطفين مع هذا الدِّين .
                  لكن , على عكس هؤلاء , هناك مِنْ غير المسلمين مَن يَسْعَون جاهدين ليلَ نهار إلى تشويه صورة الإسلام , قَصْدَ إبعاد النَّاس عنه , وذلك بترويج أفكار مغلوطة , يُدعِّمونها بِمَقاطِع من أحاديث نبويَّة وأجزاء من آيات قرآنيّة , يَضعونها في غير مواضعها . والبابُ الكبير الذي يدخلُون منه عادةً هو طبعًا : باب المرأة , وسنرى في الصَّفحات القادمة بعض الأمثلة لذلك .
                  ------------------------------------------------
                  التالي بإذن الله تعالى:
                  الرِّجال قوَّامون على النِّساء !
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:16 ص.

                  وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                  وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                  @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                  --------------------------------------
                  اللهم ارزقني الشهادة
                  اللهم اجعل همي الآخرة

                  تعليق


                  • ما هذا الجمال ؟!!!!!!!!!!



                    أطالب بأعلى صوت بتثبيت هذا الموضوع

                    بارك الله فيكِ أختي الحبيبة ..
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:16 ص.
                    اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                    تعليق


                    • المشاركة الأصلية بواسطة (((ساره))) مشاهدة المشاركة
                      ما هذا الجمال ؟!!!!!!!!!!



                      أطالب بأعلى صوت بتثبيت هذا الموضوع

                      بارك الله فيكِ أختي الحبيبة ..
                      بارك الله فيك حبيبتي

                      فعلا إنه لكتاب رائع
                      جزى الله صاحبه عنا خير الجزاء بإذن الله تعالى

                      تم تثبيته حبيبتي "منقدرش نرفضلك طلب"

                      تابعي معنا فلم ينتهي الكتاب بعد
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:16 ص.

                      وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                      وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                      @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                      --------------------------------------
                      اللهم ارزقني الشهادة
                      اللهم اجعل همي الآخرة

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة في حب الله مشاهدة المشاركة
                        بارك الله فيك حبيبتي

                        فعلا إنه لكتاب رائع
                        جزى الله صاحبه عنا خير الجزاء بإذن الله تعالى

                        تم تثبيته حبيبتي "منقدرش نرفضلك طلب"

                        تابعي معنا فلم ينتهي الكتاب بعد
                        ربنا يكرمك حبيبتي يارب ...

                        وبارك الله فيكِ على النقل المبارك بإذن الله ..

                        بإذن الله متابعة ..
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:16 ص.
                        اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                        تعليق


                        • الرِّجال قوَّامون على النِّساء !
                          الرِّجال قوَّامون على النِّساء !




                          يُروِّجُ بعضُ النَّاس أنَّ الإسلام يَعتبرُ الرَّجُلَ أرفع وأسْمَى في الإنسانيَّة من المرأة , وأنَّه يُبيح للزَّوج أن يضرب زوجته ! ويستشهدون على ذلك بأنَّ اللَّه تعالى يقول في القرآن الكريم : { الرّجالُ قَوَّامُونَ على النّساء } , ويقول : { ولِلرِّجال علَيْهنَّ دَرَجَة } , ويقول : { واضربُوهُنَّ } !

                          وللرَّدِّ على هؤلاء , سنعود إلى الآيات كاملة في القرآن الكريم , لِنَفْهم منها كلَّ شيء . يقول اللَّه تعالى : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 228 } (2- البقرة 228) .
                          فبَعْد أن تحدَّث اللَّهُ تعالى في هذه الآية عن بعض أحكام الطَّلاق , انتقلَ إلى الحديث عن الحقوق والواجبات بين الزَّوجين , فقال : { ولَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بالمعْرُوف } . قال ابنُ كثير : أي ولِلنَّساء مِن الحقُوق على الرِّجال مثل ما لِلرِّجال عليهنَّ من الحقُوق , فلْيُؤدِّ كلُّ واحد منهما إلى الآخر حقَّه بالمعروف .
                          وروى البيهقي في سُنَنه عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه (ابن عمّ النَّبيّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) , أنَّه (أي ابنُ عبَّاس) قال : إنِّي لَأُحِبُّ أن أتَزَيَّن للمرأة (أي لزوجتي) كمَا أحِبُّ أن تتزَيَّنَ لي , لِأنَّ اللَّهَ عَزَّ وجلَّ يقول : { ولَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بالمعْرُوف } . (سنن البيهقي الكبرى – الجزء 7 – ص 295 – رقم الحديث 14505) .
                          ليس في هذا الكلام إذًا أيُّ امتهان للمرأة ! بالعكس , فيه دفاعٌ عنها , وإعلانٌ صريحٌ بأنَّ لها حقوقًا على زوجها , عليه أن يُؤدِّيها لها . فهل يُوجد مثلُ هذا الإعلان في توراة اليهود أو أناجيل النَّصارى ؟!

                          ثمَّ قال اللَّه تعالى بعد ذلك : { ولِلرِّجال عَلَيْهِنَّ دَرَجَة } . وليس المقصُود بهذه الدَّرجة أنَّ الرَّجلَ أرفع في الإنسانيَّة من المرأة , وإنَّما المقصُود أنَّ الزَّوج أثقل في المسؤوليَّة والتَّكاليف من زوجَته , وذلك بِحُكْم تَركيبته الجسديَّة والنَّفسيَّة . فهو مُطالَبٌ شرْعًا بالإنفاق على البيت , وبأداء الصَّلوات المفروضة في المسجد , وبأداء صلاة الجمُعة , وبالخروج للقتال وقت الحرب , ولَيست الزَّوجةُ مُلْزَمة بأيِّ شيء من ذلك .
                          فهذه الدَّرجة هي إذًا توزيعٌ في المَهامِّ بين الزَّوجَيْن , مع زيادة تكليفٍ لِلرَّجُل . وليس في ذلك تفضيلٌ له أو احتقارٌ للمرأة . وبِمَا أنَّ اللَّه تعالى هو الذي وضعَ هذا التَّقسيم في المسؤوليَّات , فلا يجبُ الاعتراض على حُكمه , لأنَّه لا يحكُم إلاَّ بما فيه مصلحة لنا . لهذا قال تعالى بعد ذلك : { وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } .
                          بل لا يجوز أيضًا أن تتمنَّى المرأةُ ما قسَمَه اللَّهُ للرَّجُل , أو يتمنَّى الرَّجُلُ ما قسَمَه اللَّهُ للمرأة . يقول تعالى في آية أخرى : { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 32 } (4- النّساء 32) .
                          هذا بخصُوص الدَّرجة .

                          أمَّا بخصُوص القوامة والضَّرب , فيقول اللَّه تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا 34 } (4- النّساء 34) .
                          ذكَر اللَّهُ تعالى في بداية هذه الآية أنَّ الرِّجالَ قَوَّامون على النِّساء بِمَا فضَّل اللَّهُ بعضَهُم على بعض وبِمَا أنفقُوا من أموالهم . وقَوامةُ الرَّجُل على المرأة هنا تَعني أنَّ الزَّوجَ هو المطالَب شرعًا بتقديم المهْر لزوجته عند عَقْده عليها , ثمَّ بتوفير كلّ ما تحتاجُه هذه الزَّوجة من مَسكن ومأكل ومشرب وملبس وتنقُّلات وأدوية ورعاية . فهو القائمُ على خدمتها والسَّاهر على راحتها , تَمامًا مثلما ترعَى الأمُّ ولدَها وتقوم على شؤونه .
                          والقوامةُ هي نِتاجٌ طبيعي للدَّرجة التي فَضَّل اللَّهُ بها الزَّوجَ على زوجته . فهو قوَّامٌ عليها لأنَّ واجباته نحوها أثقل . بل إنَّ الإسلام يفرضُ عليه الإنفاق عليها حتَّى ولو كانت هي تَعمل أو ورثَت مالاً من أبويها , وليس له الحقّ أن يأخذ درهمًا واحدًا من مالِهَا بدون رضاها .
                          نعم , هذه هي القَوامة التي أراد بعضُ النَّاس أن يُشوِّهُوا بها صورة الإسلام , والتي هي في الحقيقة ضمانٌ مادِّي ومعنوي للمرأة , حيثُ أنَّها تنتقل من كفالة والدَيْها إلى كفالة زوجها , دون أن تحتاج إلى أن تُرهِقَ ذِهْنَها بالتَّفكير في المسكن والشّغل والإنفاق على الأسرة .

                          نعود للآية الكريمة , فبَعْد الحديث عن القوامة انتقلَ اللَّه تعالى للحديث عن كيفيَّة حلِّ الخلافات الزَّوجيَّة , فقال : { واللاّتي تَخافُون نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ } , أي إذا رأى الزَّوجُ من زوجته عِصيانًا لِأوامره المشروعة , فأوَّل ما يفعلُه هو أن يَعظها بكتاب اللَّه وأحاديث رسوله , ويُذكِّرها بِحُقوقه عليها .
                          فإذا لَم يُجْدِ ذلك نفعًا , فإنَّه ينتقلُ إلى الهجْرَان , قال تعالى : { واهْجُرُوهُنَّ في المضَاجِع } . وقد ذكَر الطَّبري في تفسيره أنَّ ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه قال : الهجْران هو أن يكُونَ الرَّجلُ وامرأته على فِراش واحد , لا يُجامعُها .
                          فإذا تَمادت الزَّوجة في عصيانها , فإنَّ لِزَوجها الحقّ أن ينتقلَ إلى الضَّرب , قال تعالى : { واضْربُوهُنّ } . وهنا لا بُدَّ من الانتباه ! قال القُرطبي في تفسيره : الضَّربُ هو ضربُ التَّأديب غير المبرِّح , فإنَّ المقصود منه الإصلاح لا غير , كما يَضربُ المؤدِّبُ غلامَه عند تعليمه لِلْقرآن .
                          وحتَّى لا يُفْهم الضَّربُ فهمًا خاطِئًا , أوصَى النَّبيُّ محمَّدٌ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في العديد من الأحاديث بِحُسْن معاملة الزَّوج لزوجته .
                          فقد روى البيهقي في سُنَنه عن عبد اللَّه بن زمعة رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أيَضْربُ أحدُكُم امْرَأتَهُ كَما يَضْربُ العَبْدَ , ثُمَّ يُجامِعُها في آخر اليَوم ؟! (سنن البيهقي الكبرى – الجزء 7 – ص 305 – رقم الحديث 14557) .
                          وروى النّسائي في السُّنن الكبرى عن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سأله رجلٌ : ما حقُّ المرأة على زَوجها ؟ قالَ : تُطعِمُها إذا طعِمْت , وتكْسُوها إذا اكتسَيْت , ولا تَضْرب الوَجْه , ولا تُقَبِّح (قال أبو داود في سُننه : أي لا تقُل : قَبَّحك اللَّه) , ولا تَهْجُر إلاَّ في البَيْت . (السّنن الكبرى – الجزء 5 – ص 373 – رقم الحديث 9171) .
                          وروى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالَ (وذلك في خطبته الطَّويلة في حجَّة الوداع) : اتَّقُوا اللَّهَ في النِّساء , فإنَّكُم أخَذْتُموهُنَّ بأمانَة اللَّه , واستحْلَلْتُم فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَة اللَّه , ولكُم علَيْهِنَّ أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أحدًا تَكْرهُونه (وليس المراد هنا الزِّنا لأنَّه حرامٌ ويُوجبُ الحدَّ , وإنَّما المقصود أن لا يُدخِلْنَ إلى بُيُوتكم أحدًا تَكْرهُونه) , فإنْ فعَلْنَ ذلكَ فاضْرِبُوهُنَّ ضربًا غَيْر مُبَرِّح , ولَهُنَّ عليكُم رزقُهُنَّ وكسْوَتُهُنَّ بالمعْرُوف . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 886 – رقم الحديث 1218) .
                          وقد روى الطَّبري في تَفسيره عن عطاء رضي اللَّه عنه , قال : قلتُ لابن عبَّاس : ما الضَّربُ غير المبرِّح ؟ قال : بالسِّواك وما شابَهَه (والسِّواكُ هو عودٌ لتنظيف الأسنان , لا يتجاوز طولُه أصبع اليد) .
                          نعم , هذا هو الضَّربُ الذي فَهِمَه الصَّحابةُ من كتاب اللَّه وسُنَّة نبيِّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . ولو كان الإسلامُ يَقصد فعلاً بضرب الزَّوجة إيذاءَها وإهانَتها والانتقامَ منها , لَأَمر الزَّوجَ عِوَضًا عن ذلك بتجويع زوجته النَّاشز كَما تُجوَّع الحيوانات , وفي ذلك تعذيبٌ أكثر لها جسديًّا ونفسيًّا . ولكن , حاشى لِلَّه تعالى ولرسوله الكريم أن يأمرَا بهذا الفعل القبيح !
                          إنَّ الضَّرب الذي أجازهُ الإسلامُ هو ما ذكَره ابنُ عبَّاس : بالسِّواك وما شابَهَه . فهو إذًا ضربُ دلالٍ مع شيء من العتاب ! وهو فعلاً أفضل الحلول بعد الموعظة والهجران , لأنَّه في الغالب يُرقِّق قَلْبَ المرأة . فالزَّوج هنا هو الذي بدأ زوجته بالمداعبة بعد القطيعة , ومع هذه المداعبَة لومٌ وعتابٌ أنَّها لَم تَلِنْ ولم تَرقّ بالرَّغم من طول هجرانه لها .
                          فإذا رقَّت الزَّوجةُ واسترضَت زوجها وكَفَّتْ عن عصيانه , فليس له الحقُّ أن يعُود لهجرانها أو لِضَربها . قال تعالى : { فإنْ أطَعْنَكُم فلاَ تَبْغُوا علَيْهِنَّ سَبيلاً } .
                          أمَّا إذا لَم تَنفع كلُّ هذه الحلُول في عودة الوئام بين الزَّوجين , فيَقعُ الالتجاءُ إلى حَكَمٍ مِنْ أهل الزَّوج وحَكَمٍ مِنْ أهل الزَّوجة , لِمُحاولة الإصلاح بينهما . يقول تعالى في الآية الموالية : { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا 35 } (4- النّساء 35) .
                          وقد روى الطَّبري في تفسيره عن محمَّد بن كعب القرظي , قال : كان عليُّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه يبعثُ الحكَمَيْن , فيقولُ الحكَمُ من أهلها : يا فُلان , ما تَنْقم من زوجتك (أي ما تَعيبُ عليها) ؟ فيقول : أَنْقم منها كذا وكذا . فيقولُ : أرأيتَ إن نَزعَتْ عمَّا تكره إلى ما تُحبُّ , هل أنتَ مُتَّقِي اللَّهَ فيها ومُعاشرها بالذي يَحقُّ عليكَ في نَفَقَتها وكسْوَتها ؟ فإذا قالَ : نعم , قالَ الحكَمُ من أهله : يا فُلانة , ما تَنقمين من زَوجك فلان ؟ فتقولُ مثل ذلك , فإن قالت : نعم , جُمِعَ بينهما .
                          قال عليّ : الحكَمان , بهما يَجمعُ اللَّهُ وبهما يُفرِّق .

                          فباللَّهِ عليكِ سيِّدتي الكريمة , هل سمعتِ في حياتكِ بنظامٍ أو دينٍ يُقدِّس رابطة الأسرة , مثلما يفعلُ الإسلام ؟! وَعْظٌ , ثمَّ هجرانٌ في الفراش , ثمَّ ضربُ دلال , ثمَّ وساطة من الأهل , كلُّ ذلك للمحافظة على بيت الزَّوجيَّة !
                          واللَّهِ لن تجدي في الأنظمة والدِّيانات الأخرى أيّ شيء من هذا ! بل يكفي سيِّدتي أن تَطَّلِعي على الإحصائيَّات المُخزِيَة في المجتمعات التي تدَّعي الحضارة والتَّمدُّن , مِنْ كثرة حالات الطَّلاق , وكثرة اعتداءات الأزواج على زوجاتهم بالضَّرب , في أمريكا وإسبانيا وفرنسا وغيرها , لِتَعلَمي أنَّ المرأة لَم تشعُر حقًّا بالكرامة والحرِّيَّة والأمن , إلاَّ في ظلِّ التَّشريع الإسلامي .
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:15 ص.

                          وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                          وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                          @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                          --------------------------------------
                          اللهم ارزقني الشهادة
                          اللهم اجعل همي الآخرة

                          تعليق


                          • المرأة نصفُ الرَّجل !
                            المرأة نصفُ الرَّجل !




                            يدَّعي بعضُ النَّاس أنَّ الإسلام يُعامِلُ المرأة على أنَّها نصفُ الرَّجل ! وحُجَّتُهم في ذلك أنَّ اللَّه تعالى قسَّم المواريثَ في القرآن , فأعطى لِلرَّجل ضعف ما أعطى للمرأة , وأنَّه أعلنَ في القرآن أيضًا أنَّ شهادة رجُل واحد في المحكمة تُعادِل شهادةَ امرأتين .

                            لِنَعُدْ إذًا إلى القرآن الكريم , لِنفهم منه كلّ شيء :
                            أمَّا عن الميراث , فيقول اللَّه تعالى : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 11 } (4- النّساء 11) .
                            بدأ اللَّهُ تعالى هذه الآية إذًا بقوله : { يُوصيكُم اللّهُ في أولادكُم لِلذَّكَر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْن } , وهو ما استنتجَ منه بعضُ النَّاس أنَّ الأنثَى ترثُ دائمًا نصفَ الذَّكَر . وهذا غير صحيح , لأنَّه لو كان الأمرُ كذلك , لقال تعالى : يُوصيكُم اللَّهُ في الميراث , لِلذَّكَر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْن . ولكنَّه قال : يُوصيكُم اللَّه في أَولادكُم . فهذا التَّقسيم يَسْري إذًا في هذه الحالة فقط من الميراث , وليس في كلِّ الحالات .
                            أي أنَّه عندما يَموتُ الأب ويتركُ بَنينَ وبنات , فإنَّ كلَّ ذَكَرٍ يكُون نصيبُه من إرث أبيه : ضعْف نصيب كُلّ واحدة من أخواته . وليس في ذلك هضمٌ لِحُقوق البنت , وإنَّما بالعكس فيه ميزاتٌ لها !
                            نعم , فقد ذكَرْنا أنَّ الرَّجلَ هو المطالَبُ في الإسلام بتقديم المهْر عند الزَّواج , وبالإنفاق على زوجته وأبنائه بعد ذلك . لذلك , فهو , حتَّى وإن أخذَ ضعْفَ نَصيب أخته في الميراث , إلاَّ أنَّ ما يأخُذه سيصرفُه في مَلازم البيت والأسرة . بينما عندما تأخذُ أختُه نصيبَها في الميراث , حتَّى وإن كان نصف نَصيب أخيها , إلاَّ أنَّ ما تأخذُه تَحتفظُ به لنَفسِها , وليستْ مُلْزَمة بأن تُنفق منه على أحد غيرها ! بل حتَّى زوجها لا يستطيع أن يأخذ منه درهمًا واحدًا إلاَّ بإذنها . أليست الأنثَى إذًا هي الرَّابِحَة في هذه القسمة ؟!
                            أمَّا في الحالات الأخرى من الميراث , وهي عديدة , فإنَّ نصيبَ الأنثَى يُمكنُ أن يكون أكثر أو أقلّ من الذَّكَر , بِحَسَب صِلَة كُلّ منهما بالمتوَفَّى , وبِحَسَب عدد الورثَة وجِنْسهم .
                            ليس صحيحًا إذًا أنَّ اللَّهَ قسَّم المواريثَ ففضَّلَ الرَّجلَ على المرأة , وإنَّما قسَّمها بِحَسب مَقاصد حكيمة , يعجزُ أن يتفطَّن إليها خُبراء العالَم في هذا الميدان , ولو اجتمعُوا على ذلك .

                            ننتقل الآن إلى دعْوَى أنَّ شهادة المرأة بنصْف شهادة الرَّجل . يقول اللَّه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 282 } (2- البقرة 282) .
                            فالخلْطُ الذي وقعَ فيه بعضُ النَّاس هو عند قوله تعالى : { فإنْ لَمْ يكُونَا رجُلَيْن فرَجُلٌ وامْرَأتان } , استنتجَ منه هؤلاء أنَّ شهادة المرأة في المحكمة تُساوي نِصفَ شهادة الرَّجُل , وبالتَّالي لا بُدَّ من امرأة ثانية تشهدُ معها !
                            لكنَّ استنتاجَهُم هذا خاطئ تمامًا ! فالآية هنا لا تتحدَّثُ عن الشَّهادة في قضيَّةٍ مَا أمام القاضي , وإنَّما تتحدَّثُ عن الإشْهاد عند الاستدانة , أي عندما يُريدُ شخصٌ مَا أن يُقرِضَ شخصًا آخر مبلغًا من المال مثلاً , فإنَّ اللَّهُ يُوصيه (أي يُوصِي الدَّائن) , لكي يَحفظَ حقَّه ويَستوثق من عودة مالِه إليه , أن يجعلَ وثيقةً بينه وبين الذي سيَقْترضُ المال , يكتُبها كاتبٌ عادل , وبحضُور شُهود مِمَّنْ يَرضَى بهم الدَّائنُ ويثقُ بهم : إمَّا رجُلان أو رجلٌ وامرأتان .
                            فالمرأتان إذًا تُعوِّضان الرَّجُلَ الواحدَ كَشاهدتَيْن , فقط في هذه الحالة الخاصَّة , وهي كتابة الدَّيْن . وعلَّلَ اللَّهُ تعالى حضُور امرأتين بَدلَ الرَّجُل الثَّاني , بقوله : { أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } , أي ربَّما تَنسَى الأولى بعض التَّفاصيل , فتُذكِّرها الأخرى بها عند الحاجة لذلك .
                            قال بعضُ العلماء : لِأنَّ المرأة عادةً ليس لها خبرة مثل الرَّجل في مثل هذا النَّوع من المعاملات الماليَّة (الدَّيْن , والبيع والشِّراء) , بِحُكم أنَّ الرَّجلَ هو الأكثر مُمَارسة لها . لهذا , أوصَى اللَّه تعالى صاحبَ المال أن يختار رجُلَيْن مِمَّن يرضَى شهادتَهُما , لِيَحْضُرا كتابة الدَّيْن . فإن لَمْ يَجِدْ , فعند ذلكَ يلتجئُ إلى رجُل وامرأتين . هذه هي كلُّ القضيَّة .
                            أمَّا الشَّهادة في المحكمة , فلا عِبْرة فيها بِجنْس الشُّهود أو عددهم , وإنَّما العبرة بِمَن يُقدِّم البيِّنة والدَّليل لِلوصول إلى الحقيقة . ولذلك يقبلُ القاضي بشهادة المرأة الواحدة , والرَّجل الواحد , والمرأة والرَّجل معًا , بدون تمييز بينهما . ويكفي أن نستدلَّ على ذلك بالآيات الخاصَّة باللِّعان , عندما يَتَّهِمُ رجلٌ زوجتَه بالزِّنا وليس له شهودٌ إلاَّ نفسه . يقول اللَّه تعالى : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ 6 وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ 7 وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ 8 وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ 9 } (24- النّور 6-9) .
                            ففي هذه الحالة , يشهدُ الزَّوجُ إذًا أربعَ شهادات باللَّه إنَّه لَمِنَ الصَّادقين , والخامسة أنَّ عليه لعنة اللَّه وسخطه إن كان مِن الكاذبين . ثمَّ يأتي دورُ الزَّوجة , فإذا أصرَّت أنَّ زوجَها كاذب , يُطلَبُ منها أن تشهَد أيضًا أربع شهادات باللَّه إنَّه لَمِنَ الكاذبين , والخامسة أنَّ عليها لعنة اللَّه وسخطه إن كان زوجها من الصَّادقين , ثمَّ يُخلى سبيلُها .
                            فالزَّوجة تشهد إذًا أمام القاضي نفس عدد شهادات زوجها , لكي تُبطِلَ دعواهُ ضدَّها . وفي هذا دليلٌ واضحٌ على أنَّ شهادة المرأة أمام القضاء مساوية تمامًا لِشهادة الرَّجل . بل إنَّ فيه أيضًا ردًّا قويًّا على كلِّ مَن يدَّعي أنَّ الإسلام يضطهدُ المرأة , لأنَّه لو كان كذلك لاكتفى بشهادة الزَّوج ضدَّ زوجته , وأقام عليها الحدّ . ولكنَّها عدالةُ الإسلام التي تُساوي أمام القاضي , بين الرَّجل والمرأة , بين الرَّئيس والمرؤوس , وبين المسلم وغيره .

                            أخيرًا , لو كان الإسلام يعتبرُ المرأة نصف الرَّجل , لأعطاها فقط نصف جزاء الرَّجل يوم القيامة ! ولكنَّ اللَّه تعالى يقول : { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا 124 } (4- النّساء 124) .
                            ------------------------------------------------
                            التالي بإذن الله تعالى:
                            النِّساءُ ناقصاتُ عقل ودين !
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:15 ص.

                            وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                            وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                            @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                            --------------------------------------
                            اللهم ارزقني الشهادة
                            اللهم اجعل همي الآخرة

                            تعليق


                            • النِّساءُ ناقصاتُ عقل ودين !
                              النِّساءُ ناقصاتُ عقل ودين !




                              يدَّعي بعضُ النَّاس أنَّ الإسلام يحتقرُ المرأة ويعتبرُها ناقصة عقل , وبالتَّالي لا ينبغي استشارتها في أيِّ أمر من الأمور , أو تَوْلِيتها أيّ مَنْصب من المناصب ! وحُجَّتُهم في ذلك أنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : النِّساءُ ناقصاتُ عقلٍ ودِين , وقال : لا يُفلحُ قومٌ وَلَّوْا أمُورَهم امرأة !

                              لِنبدَأ بقضيَّة ولاية المرأة : روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي بكرة رضي اللَّه عنه , قال : لقد نَفعني اللَّهُ بكلمة أيَّام الجمل : لَمَّا بلغَ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّ فارسًا (أي الفُرْس) ملَّكُوا ابنةَ كِسْرَى (أي جعلُوها ملكةً عليهم بعد وفاة والدها) , قال : لَنْ يُفلحَ قومٌ وَلَّوْا أمرَهُم امرأة . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 6 – ص 2600 – رقم الحديث 6686) .
                              فالنَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لَم يقلْ إذًا هذه الجملة في خُطبةٍ عامَّة وكَتشريعٍ عامٍّ , وإنَّما كانت تعليقًا منه على حدَثٍ سياسي مُعيَّن , وهو تَوَلِّي ابنة كِسْرَى عَرْشَ المُلْك خلَفًا لِوَالِدها . وقد صدَقتْ توقُّعاتُ النَّبيِّ فعلاً لأنَّ الفُرسَ الذين كانُوا وَقتَها قوَّةً عُظمى تُوازي قوَّة الرُّوم , زال مُلكُهم بعد سنوات قليلة من هذا الحدث .
                              وحتَّى لو أخذْنا بقَول النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في هذه الحادثة على أنَّه تشريع عامٌّ , فهو لاَ يَمنع المرأة من تَوَلِّي كلَّ المناصِب العُلْيَا , وإنَّما منصب رئاسة الدَّولة فقط , ربَّما لأنَّ هذا المنصب بالذَّات يتطلَّب خشونة أكثر , وحركة دائمة , وأعصابًا من حديد , نظرًا لِتنوُّع المسؤوليَّات , وحِدَّة الانتقادات , وكثرة التَّقلُّبات والهزَّات , فتكون طبيعة الرَّجل أكثر تحمُّلاً لهذه الأشياء .
                              هذه إذًا كلُّ القضيَّة ! ولو تأمَّلْنا في كلِّ بلدان العالم اليوم , لَوَجدنا أنَّ الغالبيَّة العظمى لِرُؤسائها هم رجال .

                              ننتقل الآن إلى قضيَّة نُقصان العقل : روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه , قال : خرج رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أضحَى أو فطر (أي في عيد الأضحى أو عيد الفطر) إلى المصَلَّى , فمَرَّ على النِّساء , فقال : يا معشرَ النِّساء , تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتُكُنَّ أكْثَر أهل النَّار . قُلْنَ : وبِمَ يا رسولَ اللَّه ؟! قال : تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِير , ما رأيتُ مِن ناقصات عَقْلٍ ودِين أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُل الحازم من إحداكُنَّ ! قُلْنَ : ومَا نُقْصَان دِيننَا وعَقْلِنَا يا رسولَ اللَّه ؟ قال : أليسَ شهادة المرأة مثل نِصْف شهادة الرَّجُل ؟ قُلْنَ : بَلَى , قال : فذلك من نُقْصان عَقْلِها , أليسَ إذا حاضتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ ؟ قُلْنَ : بَلَى , قال : فذلكَ من نُقْصان دِينها . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 1 – ص 116 – رقم الحديث 298) .
                              هذا إذًا هو الحديث الذي لم يَخرج منه بعضُ النَّاس إلاَّ بجملة : النِّساء ناقصاتُ عقل ! فلْنُحاول معًا فَهْمه خُطوة خُطوة :
                              قال أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه : خرج رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أضحَى أو فطر (أي في عيد الأضحى أو عيد الفطر) إلى المصَلَّى .
                              فالمناسبة إذًا كانت مُناسبة عيد وفَرح . فهل من المعقول أن يَستغلَّ النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هذه المناسبة لِيَشتُم النِّساء في وجوههنَّ , ويُنكِّد عليهنَّ فرَحهُنَّ ؟! طبعًا غير معقول ! وقد تحدَّثْنا سابقًا عن أخلاق النَّبيِّ العالية , وعن وِصايته بِحُسن معاملة المرأة , هذا فضلاً عن أنَّه سمح لها بالخروج مع الرِّجال والأطفال لِصلاة العيد حتَّى ولو كانت حائضًا , لِتَفرح معهم بهذا الحدَث السَّعيد .
                              قال أبو سعيد : فمَرَّ (أي النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) على النِّساء , فقال : يا معشرَ النِّساء , تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتُكُنَّ أكْثَر أهل النَّار . قُلْنَ : وبِمَ يا رسولَ اللَّه ؟!
                              وطريقة الرَّدِّ هذه تدلُّ على أنَّ النِّسوة لَم يغضَبْنَ من كلام النَّبيِّ , بالرَّغم من أنَّ ظاهرهُ ذمٌّ لهنَّ !
                              لِمَاذَا ؟ طبعًا لأنَّ لهجة النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لم تكُن لهجة غاضِب أو شامِت , حاشَى وكلاَّ , وإنَّما كانتْ لهجةً باسمة , فيها نوعٌ من الدّعابة , الغايةُ منها تَنبيه هؤلاء النِّسوة إلى صِفَة ذميمة مُنتشرة عند الكثير منهنَّ , قد تؤدِّي بهنَّ إلى النَّار إن لم يُصلِحْنَها .
                              ثمَّ بيَّن لهنَّ هذه الصِّفة , فقال : تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِير . بمعْنَى أنَّ الزَّوج لو أحسنَ إلى إحداهُنَّ الدَّهر كلَّه ثمَّ رأتْ منه شيئًا لا يُعجبها , فإنَّها تقول : ما رأيتُ منك خيرًا قطُّ !
                              ثمَّ تابع النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كلامَه بنَفْس اللَّهجة الباسمة مع الدّعابة , فقال : ما رأيتُ مِن ناقصات عَقْلٍ ودِين أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُل الحازم من إحداكُنَّ !
                              ولو كان يُريد فعلاً بهذا الكلام التّنقيص من قدرهنَّ , لقال مثلاً : إنَّكُنَّ ناقصاتُ عقل ودين ! لكنَّه لَم يقلْ ذلك لأنَّه لم يكن يقصدُ إهانَتهُنَّ ولا التَّنغيص عليهنَّ في يوم العيد , ولا حتَّى في الأيَّام العاديَّة . بل لو تأمَّلْنا في قوله : ما رأيتُ من ناقصات عَقْلٍ ودِين أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُل الحازم من إحداكُنَّ , لَوَجدناهُ في الحقيقة مَدحًا وليس ذمًّا ! نعم , فهو يمدح في النِّساء أنُوثتهنَّ التي تتميَّز بالرِّقَّة والعاطفة والدَّلال , بحيثُ لا يصمد أمامها أشدُّ الرِّجال حزمًا ! وهذا كما يقول أبٌ لابنته مثلاً : عجبًا ! كيف استطعتِ إقناع جدِّك بالذَّهاب معنا , مع أنَّني حاولتُ معه كثيرًا فلم يقبل ؟!
                              فجاء استفهامُ النِّساء أيضًا هادئًا , يُناسب لهجةَ النَّبيِّ المرحة : قُلْنَ : ومَا نُقْصَانُ ديننَا وعَقْلِنَا يا رسولَ اللَّه ؟
                              فهُنَّ إذًا لَم يغضَبْنَ , ولَم يَعتبرنَ كلام النَّبيِّ إهانة لهنَّ .
                              قال : أليسَ شهادة المرأة مثل نِصْف شهادة الرَّجُل ؟ قُلْنَ : بَلَى , قال : فذلك مِن نُقْصان عَقْلِها , أليسَ إذا حاضتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ ؟ قُلْنَ : بَلَى , قال : فذلكَ من نُقْصان دِينها .
                              ففسَّر لهنَّ النَّبيُّ نُقصانَ عقلهنَّ ودينهنَّ تفسيرًا واقعيًّا , لأنَّه وإن كان يَمزح فهو لا يقول إلاَّ حقًّا ! أمَّا نُقصان العقل , ففسَّره بأنَّه , عند كتابة الدَّيْن , يشهدُ هذه الكتابةَ رجُلان , فإن لم يُوجَد رجُلان , فرجلٌ وامرأتان . وقد بيَّنَّا أنَّ السَّبب في ذلكَ يعود ربَّما إلى أنَّ المرأة ليست لها خبرةٌ مثل الرَّجل في مثل هذا النَّوع من المعاملات الماليَّة . فعند حُضور امرأتين , تُذَكِّر إحداهُما الأخْرى عند الحاجة لذلك .
                              وأمَّا نُقصان الدِّين : فليس فيه أيضًا ذَمٌّ للمرأة , وإنَّما فيه تخفيفٌ عنها من بعض العبادات ! فقد أعفاها اللَّهُ تعالى في فَترة حيضها ونفاسها من الصَّلاة والصَّوم , إلى أن ينقطع عنها الدَّم , فتقضي حينئذ الصَّومَ ولا تقضي الصَّلاة .
                              هذه إذًا كلُّ المسألة بخصوص نُقصان عقل المرأة ودينها . ولو كان الإسلام يعتبر المرأة أقلّ عقلاً من الرَّجل , لَمَا كَلَّفها بأعظم وأنبل وأصعب مُهمَّة , وهي تربية الأبناء الذين هم قِوام كلّ مجتمع .

                              إنَّ العقل نعمة من نِعَم اللَّه , أنعمَ بها على عباده جميعًا , نساءً ورجالاً . وإذا كان النَّاسُ يتفاوتُون في عِلْمهم وذكائهم ورجاحة عقلهم , فهذا لا يعود أبدًا إلى جنسهم , وإنَّما إلى طريقة كلِّ واحد منهم في استغلال هذه النِّعمة .
                              وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم , يُصدِّق كلُّ واحد منهما حديث صاحبه , في قصَّة صُلح الحدَيْبيَة حديثًا طويلاً نأخذ منه ما يلي : فلمَّا فرغَ من قضيَّة الكتاب (أي كتابة عقد الصُّلح) , قالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِأصحابه : قُومُوا فانحرُوا ثمَّ احلِقُوا . فوَاللَّهِ ما قام منهم رجلٌ حتَّى قال ذلك ثلاث مرَّات ! فلَمَّا لَمْ يَقُم منهم أحدٌ دخلَ على أمِّ سَلَمَة (زوجته) , فذكَر لها ما لَقِيَ من النَّاس . فقالت أمُّ سَلَمة : يا نَبيَّ اللَّه , أتُحِبُّ ذلك (أي أتُحِبُّ أن يَنْحر أصحابُكَ ويَحْلِقُوا) ؟ اخرجْ , لا تُكَلِّمْ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تَنْحَر بُدْنَك (وهي النَّاقة أو البقرة) وتدعُو حالِقَك فيَحلقك . فخرجَ , فلَمْ يُكلِّم أحدًا منهم حتَّى فعلَ ذلك : نَحَر بُدْنَه , ودعا حالِقَه فحلَقه .
                              فلمَّا رأوا ذلكَ , قامُوا فنحَرُوا . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 2 – ص 974 – رقم الحديث 2581) .
                              فأُمُّ سَلَمة هنا أشارت على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم برأي سديد , فنفَّذه على الفَور , وانْحلَّت المشكلة ! ولو كان النَّبيُّ ينظرُ إلى المرأة على أنَّها ناقصة عقل , لَما أخذَ برأيها في أيِّ مسألة من المسائل . ولكنَّه كان ينظُر إليها حقيقةً على أنَّها كاملة العقل , وكان يتعاملُ معها على هذا الأساس . وقد روى الإمام أحمد في مُسنَده عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , قالَ : كان النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في طريق , معهُ ناسٌ من أصحابه , فلَقِيَتْهُ امرأةٌ فقالتْ : يا رسولَ اللَّه , إنَّ لي إليكَ حاجة (أي أريد أن أتحدَّث إليك في أمر) . فقال : يا أُمَّ فُلان , اجْلِسي في أيِّ نَواحي السِّكَك شِئْتِ , أَجلِس إليكِ . ففعلَتْ , فجلسَ إليها حتَّى قَضتْ حاجتها (أي انتهت من مسألَتها) . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 3 – ص 119 – رقم الحديث 12218) .
                              بل إنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يتأدَّبُ حتَّى مع الأطفال الصّغار , ويُعاملهنَّ معاملة الكبار . فقد روى ابن ماجه في سننه عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , قالَ : إن كانت الأمَةُ (أي الطّفلة الصَّغيرة) مِن أهل المدينة لَتأخُذُ بِيَد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فَمَا يَنزعُ يَدَهُ من يَدهَا حتَّى تذهبَ به حيثُ شاءتْ من المدينة في حاجَتها . (سنن ابن ماجة – الجزء 2 – ص 1398 – رقم الحديث 4177) .

                              حتَّى في الجِماع , لَم يَنْسَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يُلْفِتَ نظَر الزَّوج إلى أنَّ لِزَوجته الحقّ في الاستمتاع به , تَمامًا مثلما يَستمتعُ هو بها . فقد روى أبو يعلى في مُسنَده عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إذا جامعَ أحدُكُم أهلَه فَلْيَصْدُقها , ثمَّ إذَا قَضَى حاجتهُ قبلَ أن تَقْضِي حاجتَها فلاَ يعجلها (أي فَلْيَنْتَظِر قليلاً ولا يستعجلها) حتَّى تقضي حاجتَها . (مسند أبي يعلى – الجزء 7 – ص 208 – رقم الحديث 4201) .

                              فهل سَمِعْتِ سيِّدتي الفاضلة بمثل هذه التَّوجيهات النَّبيلة في أيِّ وثيقة من وثائق حقوق المرأة ؟!
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:15 ص.

                              وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                              وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                              @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                              --------------------------------------
                              اللهم ارزقني الشهادة
                              اللهم اجعل همي الآخرة

                              تعليق


                              • هكذا يحافظ الإسلام على بيت الزَّوجيَّة
                                هكذا يحافظ الإسلام على بيت الزَّوجيَّة




                                للإسلام طريقةٌ فريدة في تنظيم الحياة بين الزَّوجين والحفاظ على بيتهما من الهزَّات . وترتكز هذه الطَّريقة أساسًا على تحديد مسؤوليَّات كلٍّ من الزَّوج والزَّوجة منذ البداية , ثمَّ حَثّ كلٍّ منهما أن يُؤدِّي حقَّ الآخر عليه بالحسنَى .
                                لِنَبدأ بتحديد المسؤوليَّات : الرَّجُل هو المسؤول عن الإنفاق على زوجته وأبنائه , وتوفير كلّ ما يَلزَمُهم من مسكن ومأكل ومشرب وغير ذلك . فهو المطالَب إذًا بالعمل لتحصيل الرِّزق . أمَّا المرأة , فهي مسؤولةٌ عن عمل البيت والقيام بشؤون الأطفال . وليس في هذا إهانة لها , بل بالعكس , فيه إراحة لها من الجري وراء لقمة العيش . والغريبُ أنَّ المرأة اليوم تُقيمُ الدُّنيا وتُقعِدُها لكي تعملَ خارج البيت بِدَعْوَى أنَّ الطَّبخ والتَّنظيف يَحطُّ من قيمتها , وفي المقابل لا تتردَّد في القيام بنفس هذه الأعمال إذا وجدتْ شغلاً في مطعم أو فندق !
                                من ناحية إدارة العائلة واتِّخاذ القرارات , فهي مَسؤوليَّة مشتركَة بين الزَّوجين , بحيثُ يتشاور الاثنان في كلِّ الأمور , ولا يُتَّخَذ أيّ قرار إلاَّ برضَى الطَّرفَيْن . يقول اللَّه تعالى متحدِّثًا عن صفات المؤمنين : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ 38 } (42- الشّورى 38) . فمِنْ صفات المؤمنين إذًا , رجالاً ونساءً , أنَّهم يتشاورون في كلِّ الأمور .
                                ويقول تعالى في قضيَّة الرَّضاعة : { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 233 } (2- البقرة 233) . ففي هذه الآية , أرشدَ اللَّه تعالى أنَّ تَمام الرَّضاعة سَنتان , ثمَّ رخَّص لِلوالدين أن يَفْطما طفلَهما قبل سِنِّ العامين , إذا رأيَا أنَّ في ذلك مصلَحة له , شَرْط أن يَتشاورَا في هذا الأمر ويتَّفقَا على قَرار واحد .
                                حتَّى مسألة عمل الزَّوجة في البيت أو خارجه يُمكنُ التَّشاور فيها . نعم , فالإسلام لم يقل أنَّ عمل المرأة خارج البيت حرام , وإنَّما قال أنَّ الأصل هو أن تهتمَّ المرأة بشؤون البيت والأطفال . لكن , إذا تشاور الزَّوجان واتَّفقَا على أن يعمل الاثنان في الخارج , ويُرَتِّبَا أمورهما على هذا الأساس , فلا أحد يَمنعهما من ذلك .

                                قد تقولين سيِّدتي : ولكن قد يختلفُ الزَّوجان في أمرٍ مَا , ويُصرُّ كلٌّ منهما على رأيه , فما العمل في هذه الحالة ؟
                                الحلُّ الأمثل هو أن تتنازل الزَّوجة عن رأيها حتَّى لا يَهتزَّ البيتُ كلُّه ! نعم , تتنازل هي , ليس لأنَّها الأضعف , وإنَّما بالعكس , لأنَّها الأعقل , والأكثر اتِّزانًا , والأكثر رقَّة , والأكثر حرصًا على استقرار بيتها . ونحنُ عادةً عندما يحصلُ خلافٌ بين أخوَيْن ويصلان إلى حدِّ القطيعة , نذهبُ إلى الأكثر اتِّزانًا وحكْمة , ونطلبُ منه أن يتنازل هو , ويكون هو المبادِر لِطَلب الصُّلح من أخيه . وفي العادة , تعود العلاقة من جديد بين الأخوين , ويزدادُ الثَّاني احترامًا للأوَّل لأنَّه استطاع أن يتغلَّب على نفسه ويُبادر إلى إنهاء النِّزاع .
                                إذا تحاور الزَّوجان إذًا في مسألة مَا , ثمَّ أصرَّ الزَّوجُ على أنَّ ما قاله هو الذي يجبُ أن يَتِمَّ , فالأفضل هنا أن تتنازل الزَّوجة عن رأيها , وتُطيع زوجها في ما أمَر به , طالَما أنَّ هذا الأمر ليس فيه معصية للَّه ولا يَضُرُّ بها ولا بغيرها . وبهذا , تُحافظ على استقرار بيتها وأطفالها , ويزداد احترامُ زوجها لها .
                                لهذا , نجدُ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في العديد من أحاديثه يَحُثُّ الزَّوجة على طاعة زوجها . فقد روى الطَّبراني في المعجم الأوسط حديثًا عظيمًا عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : ألا أُخبرُكُم برجالكُم في الجنَّة ؟ قُلْنا : بلَى يا رسولَ اللَّه , قالَ : النَّبيُّ في الجنَّة , والصِّدِّيقُ في الجنَّة , والشَّهيدُ في الجنَّة , والمولودُ في الجنَّة , والرَّجلُ يزورُ أخاهُ في ناحية المصر (أي في أقصى المدينة , دليلاً عن بُعد المسافة) لا يزورهُ إلاَّ لِلَّه , في الجنَّة . ألاَ أُخبرُكُم بنسائكُم في الجنَّة ؟ قُلْنا : بلَى يا رسولَ اللَّه , قالَ : كلُّ وَدُود وَلُود , إذا غضبتْ أو أسيءَ إليها (وفي رواية في المعجم الصَّغير : أو غضبَ زوجُها) , قالتْ (أي لِزوجها) : هذه يَدي في يَدك , لا أكتحلُ بغمْضٍ حتَّى ترضَى ! (المعجم الأوسط – الجزء 2 – ص 441 – رقم الحديث 1764) .
                                وروى ابن ماجه في سُنَنه عن أمِّ سَلَمة رضي اللَّه عنها , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أيّمَا امرأة ماتتْ وزوجُها عنها راضٍ , دخلَت الجنَّة . (سنن ابن ماجة – الجزء 1 – ص 595 – رقم الحديث 1854) .
                                وروى الإمام أحمد في مُسْنده عن عبد الرَّحمن بن عوف رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إذا صلَّت المرأةُ خَمْسَها (أي الصَّلوات الخَمْس المفروضة) , وصامتْ شهرَها (أي شهر رمضان) , وحفظتْ فَرْجَها , وأطاعتْ زوجَها , قِيلَ لها : أدْخُلي من أَيِّ أبْواب الجنَّة شِئْتِ . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 1 – ص 191 – رقم الحديث 1661) .

                                طبعًا , وفي مقابل هذا , حثَّ النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الزَّوجَ أيضًا أن يُحسِنَ مِن ناحيَته معاشرة زوجته . وقد ذكَرْنا بعض الأحاديث في عناصر سابقة , من ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالَ (وذلك في خطبته الطَّويلة في حجَّة الوداع) : اتَّقُوا اللَّهَ في النِّساء , فإنَّكُم أخَذْتُموهُنَّ بأمانَة اللَّه , واستحْلَلْتُم فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَة اللَّه . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 886 – رقم الحديث 1218) .
                                بل إنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ذهبَ لأبعد من ذلك ! فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر (بن عبد اللَّه) رضي اللَّه عنه , قال : نَهَى رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يَطرقَ الرَّجلُ أهلَه ليلاً يَتَخَوَّنُهم أو يلتمس عَثَراتهم . (صحيح مسلم – الجزء 3 – ص 1528 – رقم الحديث 715) .
                                أي أنَّ الزَّوج عندما يكون غائبًا في سَفَر ثمَّ يعود فجأة , فليس مِن المروءة ولا مِن الأخلاق أن يُفكِّر في مُباغتة زوجته والدُّخول عليها ليلاً , بُغيَة التَّثبُّت مِمَّا تفعلُه من ورائه ! فالأصلُ في الإسلام هو السَّتْر على الغير , وعدم تتبُّع زلاَّت النَّاس وأخطائهم .
                                وفي رواية أخرى للإمام مسلم أيضًا عن جابر (بن عبد اللَّه) رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إذا قدم أحدُكُم ليلاً فلا يأتِيَنَّ أهلَه طروقًا , حتَّى تستحدَّ المغيبة (وهي المرأة التي يكون زوجُها غائبًا) وتَمْتشط الشَّعثَة . (صحيح مسلم – الجزء 3 – ص 1527 – رقم الحديث 715) .
                                على الزَّوج إذًا ألاَّ يَدخُل على زوجته فجأةً في وقتٍ لا تتوقَّع فيه مَجيئه , سواء عاد من سفَر أو عاد باكرًا من عمله اليومي , بل يُخبرها بأنَّه في طريق العودة إلى البيت حتَّى تستعدَّ لذلك . وفي هذا إشعارٌ قويٌّ لها بأنَّه يثقُ فيها تمام الثِّقة , وأنَّه يحترمها تَمام الاحترام . هذا بالإضافة إلى أنَّه يضمن بهذا الفعل أن يجدها على أحسن حال وأجمل هيئة , فيزداد حبًّا لها .
                                فهل لَمَسْتِ سيِّدتي الكريمة مدى عظمة الإسلام ؟‍!

                                قد تقولين الآن : وما العمل إذا أمَر الزَّوجُ زوجته بِمَعصية , أو كان يؤذيها أو يؤذي أطفالها ؟
                                طبعًا , لا تُطيعُه في هذا الأمر . بل تُذَكِّره باللّه , وفي نفس الوقت تدعُو اللَّهَ أن يَهديه إلى الطّريق السّويّ . فإن تَمادَى في ظُلمه , فيُمكِنُها أن تشكُوه إلى أحد أقاربه أو أصدقائه الثِّقات .
                                وقد اشتكَتْ امرأةٌ زوجَها إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فسمع اللَّهُ حوارهُما وأنزل آيات قرآنيَّة , ليس لِلتَّنديد بصنيعها , وإنَّما للدِّفاع عنها وعن حقوقها ! فقد روى الإمام أحمد في مُسنَده عن خَوْلة بنت ثعلبة رضي اللَّه عنها , قالتْ : واللَّهِ فِيَّ وفي أَوْس بن الصَّامت أنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ صَدْرَ سورة المجادلة . كنتُ عنده (أي كنتُ زوجةً لِأوس) , وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خُلُقُه وضجر , فدخلَ عَلَيَّ يومًا فراجعتُه بشيء (أي عارَضْتُه في أمر من الأمور) , فغضب فقال : أنتِ عَلَيَّ كَظَهْر أُمّي (وهذا الأمرُ يُسَمَّى ظهارًا , وكان يُوجِبُ الطَّلاقَ في شريعة العرب) .
                                قالتْ خَوْلة : ثمَّ خرج , فجلسَ في نادي قَوْمه ساعة , ثمَّ دخلَ عَلَيَّ , فإذا هو يُريدني على نفسي (أي يرغبُ في الجِماع) . فقلتُ : كلاَّ , والذي نفسُ خُوَيْلَة بِيَده لا تخلُص إلَيَّ وقد قُلْتَ ما قُلْت حتَّى يحكُمَ اللَّهُ ورسولُه فينا بحُكْمه (وذلك أنَّها أصبحتْ كالمطلَّقة في شريعة العرب , وبالتَّالي فهي تحرمُ على زوجها) .
                                قالتْ خَوْلة : فَواثَبَني , وامتنعتُ منه , فغلَبْتُه بِمَا تغلِبُ به المرأةُ الشَّيخَ الضَّعيف . فألقَيْتُه عنِّي , ثمَّ خرجتُ إلى بعض جاراتي , فاستَعرْتُ منها ثيابَها , ثمَّ خرجتُ حتَّى جئتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . فجلستُ بين يَدَيْه فذكرتُ له ما لقيتُ منه (أي من زوجي) , فجعلتُ أشكُو إليه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما ألْقَى من سُوء خُلُقه . فجعلَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول : يا خُوَيْلَة , ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ , فاتَّقِي اللَّهَ فيه !
                                فَوَاللَّهِ ما برحتُ حتَّى نزلَ فِيَّ القُرآن , فتَغَشَّى رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما كان يَتغشَّاه ثمَّ سُرِّيَ عنه , فقال لي : يا خُوَيْلَة , قد أنزلَ اللَّهُ فيكِ وفي صاحبكِ (قرءانًا) , ثمَّ قرأ علَيَّ : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 1 الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ 2 وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 3 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 4 } (58- المجادلة 1-4) .
                                قالتْ خَوْلة : فقال لي رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : مُريهِ , فَلْيُعتِقْ رَقَبة . فقلتُ : واللَّهِ يا رسولَ اللَّه , ما عِنْدَه ما يُعتِقْ . قالَ : فَلْيَصُم شَهرين مُتتابعَيْن . فقلتُ : واللَّهِ يا رسولَ اللَّه , إنَّه شيخٌ كبيرٌ ما لَه مِن صِيام . قال : فَلْيُطعِمْ ستِّين مسكينًا وسْقًا من تَمْر . قلتُ : واللَّهِ يا رسولَ اللَّه , ما ذاكَ عندَه . فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : فإنَّا سنُعينُه بعِرْقٍ من تَمر . فقلتُ : وأنا يا رسولَ اللَّه , سأعينُه بعِرْقٍ آخر . قال : قد أصَبْتِ وأحسنْتِ , فاذهَبي فتَصَدَّقي عنه , ثمَّ استَوْصِي بابن عَمِّكِ خيرًا .
                                قالتْ خَوْلة : ففعلتُ . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 6 – ص 410 – رقم الحديث 27360) .
                                باللَّهِ عليكِ سيِّدتي الفاضلة , هل هذا دِينٌ يَحتقرُ المرأة ؟! يَحدثُ خِلافٌ كبير بين امرأة وزوجها , فتستنجدُ المرأةُ بالنَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فيُنزلُ اللّهُ تعالى تشريعًا في هذه المسألة يُقرِّر فيه أنَّ الزَّوجة لا تُطَلَّق في حالة الظِّهار , وإنَّما يجبُ على زوجها أن يُكفِّر عن قوله بأن يُعتقَ رَقبَة , فإن لَم يَجد , يصومُ شَهرَيْن مُتتابعَيْن , فإن لم يَستطع , يُطعم سِتِّين مسكينًا .
                                والغريب أنَّ المرأة بدأتْ حديثَها بالشَّكْوى من سوء خُلُق زوجها , فنَصحها النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالإحسان إليه , فلَم تَقُم من مجلسها حتَّى أصبحتْ تُدافع عن هذا الزَّوج ! بل الأغرب من هذا , تكفَّلَت بدفع بقيَّة الكفَّارة عنه , بعد أن تكفَّل النَّبيُّ بدفع جزء منها !
                                وقد حدثتْ قصَّةٌ أخرى عجيبة مع خَوْلَة , رواها القرطبي في تفسيره , قال : مَرَّ بها عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه في خلافته والنَّاسُ معه , وهو على حمار , فاسْتَوْقفَتهُ طويلاً ووَعظتهُ وقالت : يا عُمَر , قد كنتَ تُدْعَى عُمَيْرًا , ثمَّ قِيل لك عُمَر , ثمَّ قيل لك أمير المؤمنين , فاتَّقِ اللَّهَ يا عُمَر , فإنَّه مَنْ أيقنَ بالموت خافَ الفَوْت , ومَنْ أيقنَ بالحساب خافَ العذاب !
                                وهو واقفٌ يسمعُ كلامها , فقيل له : يا أمير المؤمنين , أتقفُ لهذه العجوز هذا الوقُوف ؟! فقال : واللَّهِ لَو حَبَسَتْني مِن أوَّل النَّهار إلى آخره , لا زلتُ (أي واقفًا) , إلاَّ (أن أذهبَ) للصَّلاة المكتوبة . أتدرونَ مَن هذه العجوز ؟ هي خَوْلة بنت ثعلبة , سمع اللَّهُ قولَها من فَوق سبع سماوات . أيَسْمعُ ربُّ العالَمين قولَها ولا يسمعهُ عُمَر ؟!

                                هذه إذًا طريقة الإسلام في الحفاظ على بيت الزَّوجيَّة . فماذا قدَّمَت الأنظمة الأخرى ؟
                                لا شيء , سِوَى أنَّها زَيَّنت للمرأة أنَّ قوَّتها تكمن في مدى قدرتها على أن يكون القرارُ دائمًا قرارها , وأنَّها لا يجبُ أن تضعف أمام زوجها لِأنَّها مساوية له ! فكانت النَّتيجة أن كَثُرت الخلافات الزَّوجيَّة واشتدَّتْ , وامتلأت المحاكم بقضايا الطَّلاق , وكان الخاسر الأكبر طبعًا هو .. الزَّوجة !
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 3 نوف, 2020, 02:14 ص.

                                وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                                وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                                @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                                --------------------------------------
                                اللهم ارزقني الشهادة
                                اللهم اجعل همي الآخرة

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:31 ص
                                رد 1
                                7 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 ديس, 2023, 12:11 ص
                                ردود 0
                                5 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 04:05 ص
                                ردود 0
                                5 مشاهدات
                                1 معجب
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:16 ص
                                ردود 0
                                3 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 1 سبت, 2023, 11:46 م
                                ردود 0
                                3 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X