الكتاب الثالث للرد على الحلقة الرابعة من برنامج أسئلة عن الإيمان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكتاب الثالث للرد على الحلقة الرابعة من برنامج أسئلة عن الإيمان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تمهيد



    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على خير الأنام: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وصفوة خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

    أما بعد ..

    يتناول القمص زكريا بطرس هذه المرة موضوع التثليث فى القرآن، وكيف يراه. ورددنا عليه، وفندنا مزاعمه. وليس هذا هو الموضوع الرئيسى فقط ، بل تفرع من ذلك إلى مهاجمة القرآن مبتدءًا باسم الله ، وكيف هو مشتق من اسم إله القمر، ومنتهيًا بالتَّهكُّم على بعض أسماء الله الحسنى وصفاته.

    وبعد أن فندت مزاعمه وأوهامه حول موضوع التثليث ، الذى لم يثبته إلى الآن، وأثبت له من القرآن، بل ومن كتابه الذى يقدسه أنهم مثلثين، ولا علاقة لهم بالتوحيد لا من قريب ، ولا من بعيد، أثبت له علميًا وكتابيًا مما اشتقَّ اسم إلهه ، وماذا تعنى كلمة يسوع ، وأنها لا وجود لها فى الكتاب الذى يقدسه، ومن هو يهوه ، ومتى دخل إلى كتابهم ، وأهمية الشيطان عن يهوه فى كتابه ، ومما اشتُقَّ هذا الاسم ، بل إن بعض أقاويل يسوع وبولس لها علاقة وثيقة بعبادة القمر.

    وانتهيت بالرد على شبهاته على بعض أسماء الله الحسنى ، بل وأثبت له وجود مثل هذه الصفات فى كتابه. الأمر الذى يدل على جهله بنصوص كتابه ، والتلذُّذ فقط بمهاجمة الآخرين.
    علاء أبو بكر



    الرد على قول القرآن
    (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)
    ======



    أصحح بداية خطأهم فى الآية، فهى تقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

    وها نحن نبدأ الرد على الحلقة الرابعة وهى تكملة للحلقات الثلاثة السابقة، وهى أيضًا عن التثليث. وتبدأ المسرحية الهزلية بين المذيعة فيبى عبد المسيح والقمص زكريا بطرس بادعاء القمص وجود طائفة تُسمَّى المريميين ، جعل مكان سكناها الجزيرة العربية، وكانت تنادى بثالوث غريب، هذا هو الثالوث الذى حاربه القرآن حسب زعمه.

    وهو بذلك يريد أن يصل إلى ثلاث نقاط: الأولى تجميل ثالوثه أمام المسيحيين بالذات، بعد أن اختلط الأرثوذكس مع غيرهم على مواقع النت ، وصفحات الويب، وقرأوا أنها ديانة وثنية ، ولم يعرف عيسى u شيئًا عن هذا التثليث، ولم يمارس تلاميذه التعميد باسم الثالوث، وكذلك حذفت معظم ترجمات الكتاب المقدس نص التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7 ، وكتبوا فى هامش الترجمة أن هذا النص لا يوجد فى أقدم المخطوطات. الأمر الذى ترتب عليه إعمال بعض المسيحيين لعقولهم، وأدى ذلك إما لخروجهم من المسيحية للإسلام أو الإلحاد وإما التزموا اللامبالاة تجاه هذا الدين ، وزهدوا فى الكنيسة مع إيمانهم بإله واحد خالق السماوات والأرض.

    وأراد أن يصل فى النقطة الثانية إلى أن ثالوثه هو أصل الدين ، ولم يحاربه القرآن. وبالتالى يقوم بعمل غسيل مخ للبسطاء من المسيحيين والمسلمين ليسلموا له عقولهم. وقد رأينا كيف تسير المسرحية، وكيف يتخبط فى شرحه للثالوث، وكيف يتحايل للطعن بصورة غير مباشرة فى القرآن، وكيف يتناول تحليل موضوع ما وضع نتائجه مسبقًا، ثم ذهب وعاد واستخرج النتيجة دون ترتيب منطقى أو عقلى ، تمامًا مثل الحاوى.

    الغرض الثالث هو جعل القرآن دينًا محليًا ، جاء به النبى محمد r لأهل الجزيرة العربية فقط. وقد رددنا على هذه النقطة بالذات. وأثبتنا أن الإسلام دين عالمى ، وأن المسيحية كانت لخراف بيت إسرائيل الضالة فقط.

    وتبدأ الحلقة الرابعة بقول المذيعة فيبى عبد المسيح:
    المذيع: يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد فما هو ردكم على ذلك ؟
    الإجابة: بالطبع الإسلام نشأ فى الجزيرة العربية وكانت الجزيرة تعبد الأوثان وكانت الكعبة بيت الآلهه وكان فيها أكثر من 360 صنم لكل يوم صنم معبود وطبعاً كان فيه كعبات ثانية كثيرة فى الجزيرة منتشرة غير الكعبة الكبيرة .. فكان من ضمن المعبودات عندهم .. إله القمر وكان يسمى الله وإله الشمس وكانت تسمى اللآت وكانت زوجة القمر وكان لهم أولاد منات وعزة واللآت وهذه الآلهه كانوا يقولون عنها أن القمر تزوج الشمس وخلف منهم منات واللات والعزة ولما جاء الإسلام يدعو للتوحيد كان يحارب تعدد الألهة … لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة .. وهناك بدعة أخرى تكلمنا عنها فى وقت سابق هى بدعة المريميين فى القرن الخامس الميلادى والمسيحية رفضت هذه البدعة وحاربتها ومنعتها وحكمت على القائمين بها … فكانوا يقولون أن الله تزوج العذراء وخلفوا المسيح وهذا كلام غير مقبول إطلاقاً وغير معقول ونحن لا نقول ذلك، ولكن نتيجة لهذه البدعة الإسلام يقول يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أعبدونى وأمى إلهين من دون الله ؟ بالطبع هذا لم يحدث والعجيب أن القرآن ينفى هذا والقرآن يرد بالنفى على لسان المسيح أنه لم يقل هذا وهذا الكلام غير موجود نهائى .
    إن قول القمص إن الكعبة كانت مركزًا لعبادة الآلهة الوثنية قبل الإسلام. فهذا صحيح. لكن من ناحية أخرى فهى أول بيت بنى لعبادة الله ، ولتوحيد الله توحيدًا خالصًا، فى الوقت الذى كانت تنتشر فيه عبادة الأوثان فى كل ربوع الأرض. حتى قوم موسى u أنفسهم تركوا عبادة الله تعالى وعبدوا العجل بعد خروجهم من مصر ، وعبدوا فيما بعد البعل وإيزيس وآلهة كل من خالطوهم من الوثنيين. ثم عادت بفضل الله تعالى مرة أخرى أكبر مركز لتوحيد الله تعالى وإفراده بالعبودية والربوبية على يد خاتم رسل الله ، رسول الختان. فحمدًا لله أن منَّ علينا بالإسلام ، وخلصنا من عبادة الثواليث فى الوحدانية والأيقونات والصُّلبان.

    فإن كنت ترى أن الوثنية وعبادة الأصنام كانت منتشرة فى مكة والكعبة ، فهذا يدل على أن الفطرة السليمة هى رفض الشرك ، ونبذ عبادة الأصنام والأيقونات. فلماذا تسجدون أو تتبركون بالصور والأيقونات وتسجدون للصليب وتماثيل يسوع ومريم داخل الكنيسة؟

    أما وجود كعبات كثيرة (على حد قول القمص) فى الجزيرة العربية ، فهذا من أوهامه, ويكفيك عزيزى القارىء أن تعرف عراك أهل مكة على نيل شرف إعادة أحجار الكعبة إلى مكانها فى زمن شباب الرسول r . فلو كان هناك أكثر من بيت مقدس، لكفوا عن العراك، ولقسَّموا شرف متابعة تنظيف الكعبات وحجارتها فيما بينهم.

    أما عن عدد الآلهة فهذا لا يفيدنا فى الحديث إن كانوا 360 أو حتى 360 ألف. فلو عبد إنسان ما شخصًا آخر أو إلهًا آخر مع الله لأصبح مشركًا. سواء سميت هذا الشخص ابنًا أو روح قدس أو العقل أو الكلمة أو قديس أو جامايكا، فهو اشراك بالله.

    لكن فاتتك نقطة ستفيدنا فى هذا الموضوع ، وهى أن المشركين من العرب كانوا يعبدون هذه الأصنام لتقربهم إلى الله. أى إن اسم الله موجود منذ الأزل. وغير مشتق من اسم آخر كما تتدعون أو تتمنون. ومعنى ذلك أيضًا أن الإله الأكبر عندهم هو من قديم الأزل هو الله. وباقى الآلهة يتلمسون منها الشفاعة ، لينالوا رضى الإله الأكبر وهو الله. وهو نفس الوثنية التى نراها فيكم اليوم تجاه مريم.

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (61) سورة العنكبوت

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (87) سورة الزخرف

    {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر

    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ...} (18) سورة يونس

    وصدق الله تعالى إذ يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
    * * *



    والنقطة الثانية أن القمص يتَّهم المسلمين أنهم يعبدون (الله) وهو إله وثنى فى نظره ، اشتُقَّ اسمه من اسم إله القمر ، الذى هو (إل) حسب قوله. وفى الحقيقة هو (ياه) وليس (إل). لأن (إل) هو (إيل) وسنرى أنه اسم الله قديمًا فى الجزيرة العربية وكنعان ، بل من زمن آدم.

    وأقول له بداية قبل أن نسترسل فى الموضوع: أنت حكمت بادعائك هذا على نفسك وعلى أهل ملَّتك أنكم أيضًا من الكفَّار ، لأن الكتاب الذى تقدسه يترجم اسم الإله الذى ينبغى أن يتفرَّد بالعبادة (الله). فإما تمَّ هذا من باب الخداع أو من باب الجهل، لأنكم فى هذه الحالة تعبدون إلهًا ليس هذا اسمه، وتخدعون المسلمين الذين يعيشون بينكم ، وتخدعونهم بالتظاهر أنكم من الموحدين أمثالهم ، وتعبدون نفس إلههم. أو نافقتموهم وغيرتم اسم إلهكم ظنًا منكم أنكم ستُنصِّرونهم بهذه الطريقة كما فعل بولس من قبل. فغيرتم فى دينكم واسم إلهكم. وبالتالى ضَلَلْتُم وأضْلَلْتم أتباعكم.

    لقد نافق بولس عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ وهذا طبعًا ليسمعوه ويتبعوا دينه الذى حارب به دين عيسى u وأتباعه المؤمنين: (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ. فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23

    وإما تخدعون أهل ملتكم ، ليظهروا أمام الناس وأمام أنفسهم أنهم موحدون. ومن مات من أهل ملتكم على هذا فقد حُشر إلى جهنم بسببكم. لأنهم عبدوا الله إله القمر فى عرفكم.

    عزيزى القمص أهمس فى أُذُنِك قائلا: أليس من النفاق، بل من الكفر البواح، أن تكتبوا كلمة (الله) وهو إله وثنى فى عرفكم فى كتابكم على أنه الإله الجدير بالعبادة بدلاً من إلهكم غير الوثنى فى عرفكم أيضًا؟

    بل ما الذى دفع علماءكم لترجمة اسم الله (الله) بدلا من يهوه؟

    (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.) تكوين 1: 1

    بل قال يسوع الذى هو الإله الأكبر عندكم: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ.) لوقا 4: 43

    لقد أقر كتابكم أن لُبَّ رسالة يسوع هى البشارة بملكوت الله. فهل تعتقد أن يسوع كان يبشِّر برسالة إله القمر؟ وهل تعتقد أنه نسب الملكوت إلى إله القمر؟ فلو أجبت بنعم ، لاتهمت إلهك بالكفر ، وبالتالى فأنت وكل أهل ملتك من الكافرين. ولو أجبت بلا، لحبطت نظريتك، وذهبت هباءًا منثورًا.

    وهل تعتقد أن يسوع لم ينطق باسم الله ، ونسبتموه أنتم له؟ فإن قلت نعم لم ينطق به ولم يعرفه ، فقد اعترفت بالتحريف فى كتابك، وسقط دينك، وعليك أن تبحث عن عمل آخر. وإن قلت بلى نطق به ، فقد حكمت على إلهك بالكفر ، بهذه النظرية التى أنت صاحبها.

    (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.) متى 3: 8-9

    وتبعًا لتحليلك فأنتم نسبتم القدرة المطلقة لإله وثنى فى عرفكم ، هو إله القمر، دون الإله الآخر ، الذى تظنون أنه هو الجدير بهذه الصفة. فهل هذا من الإيمان أم من الكفر والضلال؟

    (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ) متى 3: 16

    وبما أن روح الله نزلت عليه وتعتبرونها العضو الثالث فى ثالوث إلهكم ، فأنتم بذلك تعبدون إلهًا ثلثه على الأقل إلهًا وثنيًا هو إله القمر. وهذا الثلث هو الأصل فى وجود الابن ، وانبثق منه الروح القدس. أى إن الأساس وثنى ، وما بنى على باطل فهو باطل.

    (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9

    هذه أقوال يسوع الذى تؤلهه عزيزى القمص! فإذا كان يقصد أن صانعى السلام يُدعون أبناء إله آخر وثنى، فهو بذلك لا يدعو إلى السلام، بل يُنفركم منه، ويأمركم بالدمار والخراب والإرهاب، لتبتعدوا عن نسبة أنفسكم لهذا الإله الوثنى.

    (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ) متى 5: 34

    وهذا اعتراف من يسوع الذى هو إله عندكم أن السماء هى عرش الله. فلو اسم الله مشتق من اسم إله القمر ، لعلم إلهكم هذا ، ولتجنب ذكر اسمه ، وكان عليه أن يحذركم من استعمال هذا الاسم ، تجنبًا للضلال والإضلال!!

    وكان معبد اليهود يٌسمَّى بيت الله أيام داود، وأقره يسوع بعدم اعتراضه على الاسم: («أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ) متى 12: 3-4

    وقال يسوع إنه يُخرج الشياطين بروح الله، فلو الله ليس ربه ، الذى يستعين به فى هذا العمل، على الأقل فى عُرف آبائكم، لما كتبوا هذا الاسم فى الترجمة، ولنفى ذلك الألوهية عن يسوع ، بل لاتهمناه بالكفر والإضلال، لأنه يستعين بوثن ليخرج الشياطين: (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28 ، وفى هذه الحالة سيكون اليهود الذين حاربهم يسوع ، واتهموه أنه يخرج الشياطين باستعمال الشيطان أصدق من إلهك الذى ظلت عليه عاكفًا: (24أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ.) متى 12: 24 ، و(34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) متى 9: 34

    ونسب بطرس بنوة يسوع لله، وعلى ذلك فالله هو اسم الآب. فهل مازلت مصر على أن الله مشتق من اسم إله القمر؟ (فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ.) متى 16: 16

    وما أدراك ما بطرس؟ إنه يملك مفاتيح السماوات والأرض، وهو صاحب الحل والربط فيهم: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 16: 18-19

    واعترف الفرِّيسيُّون من اليهود أنه يُعلم طريق الله بالحق، («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16 ، فلو الله اسم إله وثنى أو مشتق منه ، لبدأنا بتكفير يسوع ، الذى كان يُعلِّم طريق هذا الإله ، وثنَّيْنا بسحب كلمة المقدس من تسمية كتابكم ، وانتهينا بأن يسوع عميل الشيطان الأول ، الذى استطاع بدهائه أن يحوِّل أكثر من مليار ونصف مسيحى فى العالم إلى الوثنية ، وترك الإله الحقيقى للدعوة لإله وثنى!!

    لكن ربما يعترض أحد منكم على أن اسم الرب فى مخطوطاتكم اليونانية ليس الله. وعلى ذلك فإن تحليلى خطأ ، لأنه ما بُنىَ على خطأ فهو خطأ.

    وأقول جميل جدًا. إذا كان للرب اسم آخر ، فما الذى حملكم طوال هذه السنوات أن تترجموا اسم الرب لديكم بصورة خاطئة؟ ولماذا لم تنقلوه كما هو دون تعديل فى اسمه؟ إن أبسط قواعد الترجمة هو عدم ترجمة أسماء الأعلام. وإن ترجمة الاسم العلم فهو إمَّا من الجهل ، وهذا لا أعتقده فى مترجميكم، لأنه لن يُعهد بأقدس ما عندكم لمترجم مبتدىء أو غير كفء، وإمَّا من التضليل. فالدكتور جميل لا يُترجم Doctor beautiful ، والأستاذ مصباح لا يُترجم Master Lamp ، فلماذا ترجمتم اسم إلهكم إلى الله؟

    لكن هل تعرفون اسم إلهكم فى المخطوطات اليونانية؟ أتحدى القمص أن يكون قد ذكره لكم مرة واحدة أو يذكره! إنها كارثة بكل معانى الكلمة.

    إن اسم إلهكم فى المخطوطات اليونانية هو زيوس أو ثيوس، المعبود الوثنى لليونان. بل إن كلمة Jesus الإنجليزية أُخذت عن اللاتينية (Ge Zeus) بمعنى السمكة. التى كانت رمزًا للمسيحيين، ثم ظهر الصليب عوضًا عنها ، ثم عادت السمكة حديثًا لتُرسم فوق السيارات وبداخلها كلمة Jesus. هذا على اعتبار أن كلمة زيوس تشير إلى نوع من الأسماك حسب القاموس اللاتينى الموضح فى الصورة التى عرضها كتاب (معالم أساسية ضاعت من النصرانية) للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ، ص157. وهذا الذى دفعهم إلى أن يتخذوا اسم الله بدلا منه، ولا أعتقد أنهم يستبدلون اسم صنم باسم صنم آخر. وهذا إقرار بفساد نظريتك.

    ولو فتحت نسخة Geneva Bible لعام 1560 لوجدت أنها تُكتب Iesus عيسوس. حيث لم يكن حرف ال ( J ) قد دخل بعد إلى اللغة الإنجليزية. لكن من هو ياسوس أصل كلمة Jesus؟ إن علماء المسيحية ، واضعى القاموس الإنجليزى اللاتينى يقولون: إن المسيح ياسوس هو ابن جوبيتر وأليكترا محبوبة كريس. وهما من آلهة اليونان القديمة ، وقصصهما مشهورة فى الأساطير اليونانية. أى صنم آخر من أصنام اليونان!! ص158 من الكتاب السابق. وهذا ليس رأى عالم مسلم ، بل رأى علماء المسيحية أنفسهم. فهل علمت أتباعك هذه الحقائق؟

    وبالنسبة لاسم يسوع فى المخطوطات فقد قلت من قبل إن اسمه هو عيسى وليس يسوع ، وقلنا إن يسوع هو اسم لصنم عبده قوم نوح من قبل، أو اسم العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر.

    فقد قال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: ”يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف ، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).“

    ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله!! فهل تراجع عُبَّاد يسوع ، وعبدوا رب يسوع الذى كان يصلى إليه ، ويصوم تقرباً إليه ، ويدعوه أن ينجيه ، ويفعل كل شىء لمرضاته؟؟!!

    ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيه يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنو إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء“.

    أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسمًا وثنًا ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. ولم يفرق هذا مع القمص زكريا بطرس ، لأنه يؤمن أن إلهه خروف. فالفارق بالنسبة له ليس بكبير. لكنه فارق ضخم جدًا مع أحباب عيسى u ، مع المؤمنين الحقيقيين به ، وبرسالته.

    (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ) رؤيا يوحنا 17: 14

    بل وجعل إلهه يتجسَّد ويصبح فى صورة الإنسان ، الذى قال الرب عنه إنه فارغ عديم الفهم وكجحش الفرا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12

    وقال عنه إنه لا مزية له على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

    فما المشكلة أن يكون الرب عنده إنسان عديم الفهم، فارغ، كجحش الفرا، لا مزية له على البهيمة، خروف أو مثل شاة يُساق مرة من الشيطان ويُحبس فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، ويُساق المرة الثانية للذبح والصلب. المهم عند القمص أن يتحمَّل الرب خطاياه.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 10:08 ص.

  • #2
    وهناك من الوثائق والآثار المكتشفة حديثًا ما يُثبت ذلك أيضًا من ذلك ما أورده الأستاذ ضياء الإسلام على الموقع المذكور فى نهاية الاستشهاد. مثال لذلك:

    1- مخطوطة عُثر عليها فى الهند فى إقليم كشمير ، وهى ترجع إلى عام 115م وتذكر يسوع هذا باسم (عيسى المسيح). وهذا ما ذكره موقع للإسينيين،وهى الطائفة اليهودية التى كان عيسى u ينتمى إليها ، وكانت من الموحدين الزاهدين فى الدنيا، الذين ينتظرون مجىء المسِّيِّا، وذُكرت هذه الطائفة فى كتب الآباء الأولين:
    An ancient manuscript from 115 A.D mentions King Shalivahana meeting with "Issa Mashiha, the Son of God, born of a virgin" in Kashmir http://essenes.net/yeshukashmir.html



    2- ويحتوى موقع الأسينيين هذا على أحد الكتب التى تحكى قصة القديس عيسى u. ومعنى ذلك أنهم لا يعرفون يسوع هذا ، بل هو عندهم عيسى ، ولا يعرفونه كإله ، بل كقديس نبى. وذلك بغض النظر عن أفكارهم الدينية.

    http://essenes.net/lifeissa0.html

    3- ذكر كتاب لاحد الطوائف الهندوسية يسوع باسم عيسى، وقال عنه إنه سيأتى إلى جبال الهيمالايا لينال السمو الروحى.
    Dr. Vedavyas goes on to say that the Bhavishya Purana describes how Jesus would visit Varanasi and other Hindu and Buddhist holy places. This is also corroborated by the manuscript on the life of Isha (or Issa), discovered by Mr. Notovich in 1886 at the Hemis monastery in Ladakh, India as well as by the Hebrew inscriptions found in Srinagar, Kashmir at the Roza bal, the tomb of Yuz Asaf [Isha or Issa].



    حسب النقوش العبرية المكتشفة في كشمير، ومقبرة مكتشفة مكتوب عليها yuz asaf أو عيسى كما يقول الدكتور فيدفياس ، وحسب المخطوطة المكتشفة بواسطة نوتوفيتش عن حياة (عيسى المسيح) u ، فهو مذكور في كل ما سبق باسم عيسى المسيح ، وحسب أيضا ما هو مكتوب في كتاب Bhavishya Purana الهندوسي ونقرأ فيه :

    **** 23
    ko bharam iti tam praaha su hovacha mudanvitah iishaa purtagm maam viddhi kumaarigarbha sambhavam



    وترجمته الانجليزية:
    The king asked, ‘Who are you sir?’ ‘You should know that I am Isha Putra, the Son of God’, he replied blissfully, and ‘am born of a virgin.’”



    وأيضا:
    ****s 25 – 26
    shruto vaaca mahaaraaja praapte satyasya samkshaye
    nirmaaryaade mlechadeshe masiiho 'ham samagatah iishaamasii ca dasyuunaa praadurbhuutaa bhayankarii taamaham mlecchataah praapya masiihatva mupaagatah



    وترجمته:
    “Hearing this questions of Shalivahana, Isha putra said, ‘O king, when the destruction of the truth occurred, I, Masiha the prophet, came to this country of degraded people where there are no rules and regulations. Finding that fearful irreligious condition of the barbarians spreading from Mleccha-Desha, I have taken to prophethood’.”




    ومذكور فيها أنه عيسى المسيح (النبي) ، ولد من عذراء ، وأنه أُختير للنبوة !

    ما ذكر كان في كتاب هندوسي معروف ( ليس من كتابة المسلمين)


    4- كتابات الأباء والمؤرخين في القرون الأولى ونقرأ منها:

    كتابات أبيفانيوس أسقف سلامى في القرن الرابع الميلادي :
    "They who believe on Christ were called iessaei before they were called Christians. These derived their constitution from the significance of the name Iesus, which in Hebrew signifies the same as Therapeutae, that is, saviour or physician."
    http://www.wisdomworld.org/setting/thegnostics.html
    http://www.sacred-texts.com/gno/fff/fff14.htm




    يقول ابيفانيوس إن أتباع المسيح الأوائل كانوا اسمهم (issaei) أى العيسويون. ويقول الكثيرون إن هؤلاء هم أيضا المُسمَّوْنَ ب (essenes) .

    ويقول إن هذا الاسم منسوب للاسم iesus حسب ما تنطق باليونانية، ومعناه الطبيب أو المنقذ !!

    لكن أبيفانيوس يقول إن معنى iesus هو طبيب أو منقذ ويقول إنها مماثلة للكلمة Therapeutae ، فهل معنى iessa طبيب بالآرامية؟ ويمكن للقارىء استخدام القاموس الإنجليزى – أرامى على الموقع أسفله، ونكتب فيه كلمة physician ، وسيعطيك معناه بالآرامية، ونطق الكلمة بحروف انجليزية:
    http://www.peshitta.org/lexicon/
    Word: 0ys0
    Lexeme: 0ys0
    Root: 0s0
    Word Number: 1628
    Meaning: physician
    Pronunciation: (Eastern) AaSYaA
    (Western) AoSYoA
    Part of Speech: Noun
    Gender: Masculine
    Person:
    Number: Singular
    State: Emphatic



    لقد نطقها إذن هكذا AaSYaA باللهجة الشرقية ܐܤܝܐ

    ويمكننا الاطلاع على هذه المخطوطة وهي معروضة في احدى القاعات الألمانية ...ويظهر فيها الاسم iessaei المذكور لدى أبيفانيوس في السطر 14 بعد العنوان الكلمة الثانية من اليسار





    ونقرأ في موسوعة وكيبديا الآتى: (الكلام في المقال المقتبس من الموسوعة مؤيد بمراجع أسفل الصفحة
    http://en.wikipedia.org/wiki/Essenes

    According to a controversial view put forward by Dead Sea Scrolls Scholar Géza Vermes, both Josephus and Philo pronounced the essenes name as "Esaoin", which means in Arabic followers of "Esa", which Vermes says is the name of Jesus according to the most ancient mosaic portrait found in Turkey dated 70 A.D. which says underneath "Esa our Lord".




    وحسب كلام (جيزا فيرمز) العالم بمخطوطات البحر الميت يقول: إنه حسب ما ورد عن يوسيفوس وفيلو أن اسم الأسينيين هو esaion ويقول إنه يعني بالعربية أتباع عيسى (عيسيون). ويقول إن ما يؤكد ذلك هو اقدم أثر موسوى (الأقدم على الإطلاق) ومكتشف في تركيا ويرجع تاريخه إلى عام 70م، وهو عبارة عن لوحات مكتوب عليها (عيسى سيدنا).

    وقبل اكتشاف هذه اللوحات ادعى الكثيرون أن الاسم iessaei أو esaion المذكور في كتب فيلو ويوسيفوس وابيفانيوس إنما هو اسم منسوب لمكان يسمى essa وطبعًا لم يحددوا هذا المكان، ولا كيف علموا به. والذى كشف زيفهم هو ظهور هذه اللوحات المكتشفة ومكتوب عليها اسم المسيح بوضوح.

    ويبقى أكبر دليل وأوضحه وأصدقه ، وهو قول الله تعالى فى كتابه الذى {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (42) سورة فصلت:

    {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران


    أما بالنسبة لاسم الله وهل هو مشتق أم لا. يقول بعض علماء اللغة إن اسم (الله) قد تطوَّر من اسم (إل) أو (إيل). وكان اسمًا قديمًا نلمسه فى أسماء الملائكة أمثال جبرائيل (جبريل) وإسرافيل وميكائيل ، ونلمسه فى اسم ابن آدم (هابيل)، ونلمسه أيضًا فى أسماء الأنبياء مثل إسماعيل وإسرائيل. حتى يسوع نفسه قيل أنه سيُدعى عمانوئيل، والتى تعنى الله معنا أو صحبنا الله.

    وإذا كان ابن آدم ، هابيل ، وهو أول مخلوق على الأرض قبل انتشار عبادة الأصنام والأوثان، نُسب لـ (إيل) الذى هو الله ، فهل أخذ آدم هذا الاسم من إله للقمر؟ وهل كان يوجد على الأرض عبدة للأصنام وقتها؟ الأمر الذى يُشير إلى أنه لو صدق وكان هناك إله اسمه (إل) ، لكانت هذه محاولة من الكفَّار بتشبيه إلههم بالإله الأعلى الحقيقى؟

    ولو كانت عبادة الإله القمر هذا امتدت من مصر إلى سيناء وفلسطين إلى الجزيرة العربية ، فلن يعدو هذا الصنم أكثر من أى صنم آخر ، يرتجون منه الوسيلة إلى رضى الله الخالق.

    ولا تتعجب فعبَّاد المسيح يقولون عن يسوع أيضًا إنه الله، ويقولون عن المعبود الوهمى يهوه إنه الله. بل قالوا عن الخروف إنه رب الأرباب. فالمشبِّه يُشبِّه الصورة بالحقيقة ، وليس العكس. هذا بفرض أن إله القمر اسمه (إل) وليس (ياه) كما سيأتى.

    ولو تفكَّر القمص زكريا بطرس قليلاً فى اسم (عمانوئيل) وقارنه بباقى الأسماء، التى تنتهى ب (إيل)، وتُنسب لله، لتوصل أن الله الخالق لا يُنسب إلى إله آخر، وأن هذا الاسم يتساوى فيه يسوع مع من تسمى غيره من الأنبياء ونُسبوا إلى الله. الأمر الذى يُثبت عدم ألوهية يسوع.

    وقد عبد (إيل) تقريبًا كل الأقوام ، فقد عبده الآراميون والكنعانيون واليمنيون والحجازيون والبابليون والحيثيون.

    ويقول الرب فى كتابك عزيزى القمص إن نبيه يعقوب بنى بيتا لاسمه وسمَّى إلهه (إيل) فقال: (وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ») تكوين 33: 20

    وسمَّى بيت الله بيت إيل: (7وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ.) تكوين 35: 7

    (وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ».) تكوين 35: 15

    وعندما خاطب (إيل) يعقوب قال له: (أَنَا اللهُ إِلَهُ أَبِيكَ.) تكوين 46: 3

    فلو كان اسم الله مشتق من (ال) إله القمر كما تزعمون ، فقد كفر إلهكم وكفرتم بكفره لأنه نسب نفسه لإله وثنى فى عُرفكم.

    الأمر الذى يؤكد أن هذا هو اسم الرب عند بنى إسرائيل وليس يهوه ، وسنعود لموضوع يهوه مرة أخرى.

    ومن الجدير بالذكر أن اللسانين الأرامى والعربى ميلاً إلى مدّ الصوت وفتحه. فكلمة (إلوه) العبرية تُنطق فى الآرامية والعربية (إله) بالفتح. ولا تزال هذه الخاصة على ألسنة المجموعات ذوات الأصول الأرامية أو التى تعيش فى قُرى أرامية الأصل فى سوريا الطبيعية. وإذا أصغيت إلى متحدثيهم لأخذتك الدهشة من كثرة الكلمات الممدودة، مثل: خيَّاه (يا أخى) ، بيَّاه (يا أبى) ، أمَّاه (يا أمى). وفى موقف التحسُّر والإستغاثة والندبة: يا سعداه ويا حظاه (يا سعدى ويا حظى). (تاريخ يهوه، جورجى كنعانى، ص109)

    لذلك نجد من أسماء الله أيضًا كلمة (يا). وهذا ملحوظ فى أسماء الأنبياء:

    إيليا أى (إيلى يا) هو اسم عبري ومعناه ((إلهي يهوه))

    أبيَّا أى (أبى يا) (أبى يهوه) أو (يهوه أب)

    أخزيا أى (أخز يا) وهو اسم عبري معناه "من يسنده الرب أو من يمسكه الرب

    إرميا أى (إرم يا) وهو اسم عبري معناه "الرب يؤسس" أو "الرب يثبت"

    حزقيا أى (حزق يا) وهو اسم عبري معناه "الرب قد قوىَّ" أو "الرب قوة"

    صفنيا أى (صفن يا) وهو اسم عبري معناه: "الرب قد كنز أو خبأ أو ستر"

    وهناك من يَردُّون هؤلاء العلماء ويقولون باشتقاق اسم الله من كلمة (أَلِهَ) أى علا وسما. لذلك قالوا إن الشمس ألَّاهة ، لأنها عالية ، لا يصل الإنسان إليها. وعلى ذلك فمعنى اسم الله (العلىّ). وهناك من العلماء من يقولون إنه اسم علم على الله من قديم الأزل. (ع.م. جمال الدين شرقاوى ، محاضرة صوتية)

    لذلك قال إبراهيم u لملك سدوم: (رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) تكوين 14: 22

    وأشار ابن منظور إلى أن أصل كلمة (الله) هو كلمة (إله) ، ”أُدخلت الألف واللام تعريفًا فقيل (ألإلاه). ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها. فلما تركوا الهمزة حوَّلوا كسرتها فى اللام التى هى لام التعريف. وذهبت الهمزة أصلاً. فقال (ألَلاه). فحركوا لام التعريف التى لا تكون إلا ساكنة ، ثم التقى لامان متحركان فأدغموا الأولى فى الثانية ، فقالوا «الله».“ (كما روى المنذرى عن ابن الهيثم – (تاريخ يهوه، جورجى كنعانى، ص110)

    وهناك من يرى أن لفظ الجلالة "الله" مشتق من الفعل ألَّه يُألِّه فهو مألوه وهذا الفعل يتضمن معنى المحبة مع العبادة فهو سبحانه وتعالى المعبود الذي تُألهه قلوب المؤمنين فتحبه وتعظمه وتخشاه وترجوه. (كما قال الدكتور يوسف القرضاوى)

    وهناك من يرى أن لفظ الجلالة غير مشتق بالمرة، وهو اسم الله منذ قديم الأزل.
    * * *



    أما كون الإسلام طهر الجزيرة العربية من الأوثان فهذا مشهود له فى التاريخ والواقع ، ومشهود له من كبار علماء وحكماء الغرب، ويُرجع فى ذلك إلى كتاب (الرسول فى عيون غربية منصفة) ، وكتاب (علماء وحكماء من الغرب أنصفوا الإسلام) للأستاذ الحسينى الحسينى معدى ، دار الكتاب العربى. وما يعنينا هنا هو قول القرآن عن القمر. فهو كوكب: خلقه الله ، وسخره يجرى لأجَل مسمَّى ، لأجْل معرفة المواقيت، ولا علاقة للإسلام بالهلال ، الذى أصبح شعارًا للدولة الإسلامية منذ الخلافة العثمانية:

    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) سورة الأنبياء

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (61) سورة العنكبوت

    {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (5) سورة يونس

    {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (2) سورة الرعد

    {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} (18) سورة الحـج

    {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (37) سورة فصلت
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 10:08 ص.

    تعليق


    • #3
      عزيزى القمص زكريا بطرس: ليس معنى أنك ترمى الإسلام بما علق بدينك أنك تخلصت مما دخل دينك من كفر أو شرك أو ضلال. فيبدو أن المثل الشعبى (رمتنى بدائها وانسلت) ، أو المثل الأكثر قبحًا: (.... تلهيك ، وتجيب اللى فيها فيك) هو منهاجك فى الدعوة، تمامًا كما كان الكذب منهاج بولس قدوتك.

      لكن من حق القارىء أن يعرف ما الدليل الذى بنيت عليه حكمى هذا؟

      تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): ”ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)“.

      ما رأيك عزيزى القمص فى قول دائرة المعارف الكتابية المسيحية؟ لقد ضاع اسم الإله عندك. أى أنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده! أى فقد أقدس ما فى الكتاب الذى تقدسه!! فعلى أى أساس تقدسون هذا الكتاب، واسم الله القدوس قد حُذف؟ فهل أخبرتنا من الذى حذفه؟ ولماذا؟ وما مصير من ماتوا ويموتون يوميًا دون أن يعرفوا لهم اسم إله؟ وهل الذى أغواه الشيطان لقتل الأنبياء وحذف اسم الله ليصعب عليه تحريف كتاب الرب كاملاً أو حتى حرقه وإبداله بآخر؟ بالطبع كرجل عاقل مفكر ستوافقنى رأيى هذا ، وخاصة أنك تؤمن أن اليهود قتلوا الرب، فمن يقتل الرب أو يعذبه أو يُهينه ويبصق فى وجهه ويحذف اسمه لن يفشل فى تحريف كتابه؟

      مرة أخرى أُلقى على مسامعك: فُقِد اسم الله من كتابك الذى تقدسه! أى ليس لك إله إلا ما اخترعه لكم آباؤكم! لذلك يقول لك الرب فى كتابك: أنت كافر، ولست من شعبى: (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 ، فهل تعرف أنت اسم الرب؟ لقد ضاع اسم إلهك. إذن أنت لست من شعبه!!! هذا النص بمفرده يقول لك عزيزى القمُّص: انتهت المسيحية.

      لكن إذا كان هذا الكلام صحيح ، وضاع اسم الله من بنى إسرائيل ، لأنهم حرموا النطق باسمه، لأنهم كانوا يريدون إلهًا محليًّا لهم فقط ، لذلك جاء اسمه (رب الجنود) و(ملك إسرئيل) و(إله إسرائيل) و(إله العبرانيين) خروج 4: 18، فماذا فعل إلهكم عندما تجسَّد ونزل إلى الأرض؟ لماذا لم يُخبركم باسم الله؟ أم ترى أنه أخبركم وضاع أيضًا؟ فأنت بين اختيارين كلاهما مُر: إما أخبركم يسوع باسم الرب وضاع، الأمر الذى يثبت وقوع التحريف لكتابكم ، وإمَّا لم يخبركم ، فترككم فى ضلال ، فهو ليس بإله، ولا يستحق هذا الإله أن يُعبد أو أن يُقتنى كتابه.

      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: ”مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"“.

      ما معنى أنه مصطلح عام عزيزى القمص؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه قبل موسى ؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى موسى ؟

      هل تتخيل عزيزى المسيحى هذه الحقائق؟

      إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابك فى الصفحة رقم (90) ، أى بعد انتهاء سفر التكوين ، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل (89) صفحة ، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟ أم تمَّ حذفه عن عمد؟

      وإذا علمت أن يعقوب بنى مذبحًا للرب وسمَّاه «إِيلَ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ» تكوين 33: 20، لعلمت أن هذا كان اسم الرب، أما يهوه فهو اسم مستحدث. فلماذا غير الرب اسمه؟

      وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب أقحموا يهوه هذا فيه. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3

      وأخرج عن الموضوع لأعلق على هذا النص تعليقًا بسيطًا: لقد قال الرب لموسى إن إبراهيم عليهما السلام لم يعرف اسمه يهوه، فكيف يسمى إبراهيم بيت الله باسم إله لا يعرفه؟ ألا يدل هذا على كفر إبراهيم عليه السلام فى كتابكم؟ فهل رضى الرب أن يكون أبوه (أبو الأنبياء) نبيًا كافرًا؟

      ورفض الرب أن يُطلع موسى  على اسمه. وعلى ذلك فإن «يهوه» ليس اسم الرب الحقيقى. وإذا كان الرب قد قال لموسى  إن اسمه يهوه ، فكيف يُسمِّى موسى  ابنه على اسم (إيل) إليعازار (خروج 18: 4)؟

      هذا ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع الثلاثة، لأنها أسماء أماكن، يكون اسم الرب "يهوه" قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد! فلماذا؟ لماذا غير اسمه للمرة الثالثة أو الرابعة؟

      فإذا أراد أن يُنسيكم ماضيه الأسود من أمره بقتل النساء والأطفال والرضَّع ، بل والأجنة فى بطون أمهاتهم ، والإبادات الجماعية ، وتلويث البيئة ، فهذا جميل. لقد تاب الرب وأناب، وندم على ما فعل، وأصبح إلهًا للمحبة، ويريد لأن ينسى الماضى الأليم. فلماذا طبعتم كتابكم مع كتاب العهد القديم؟

      وإذا كان يريد أن يُنسيكم تاريخ أنبيائه ال**** من زنا وقتل وسرقة وكفر وشرك، فلماذا تصرون على إلصاق كتابكم بكتابهم؟ لقد تبرأ الرب فى كتابكم من كل أنبيائه ، فقال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، وبذلك أعلن فشله فى انتقاء من يُمثل دينه على الأرض، فلماذا تتمسكون بهم؟ أليس هذا من باب الإذلال للرب إله المحبة؟

      وعلى ذلك فإن اسمه يهوه لم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب ، تبعًا للكتب التى يقدسها البروتستانت. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه، ولم يُذكر فيه إلا 11 مرة فقط؟

      إن دائرة المعارف الكتابية صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فُقِد!! فهل فُقِد من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمدًا؟

      عزيزى القمص: هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟ لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر إبليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان.

      فأخبرنى عزيزى القمص: هل هذا كتاب الرب أم كتاب الشيطان؟ هل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان حتى يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان، ونستعيذ به منه؟

      وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمكم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

      وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟ هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى فى رأسه نار؟ أى أنتم الذين تعبدون إلهًا وثنيًا!! ألم أقل لك: (رمتنى بدائها وانسلت)؟

      إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرمًا عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب. وهناك من الأبحاث من يؤكد أن الكتاب الذى يقدسونه عرف نطق چهوفا فى أوروبا فى القرن السادس عشر من النسخة المازوراتية.

      فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟

      وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟

      وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟

      وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟

      ألم أقل لك عزيزى القمص إنها كارثة الكوارث؟!

      وتقول دائرة المعارف الكتابية: ”وهناك مصطلح له معنى غير معروف تماما هو يهوه صباءوت (رب الجنود) أو "إلوهيم صباءوت" (أو إله الجنود) .. .. .. .. ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه يشير إلى أجناد السماء ، وهو في الواقع يستخدم اسم علم في الأنبياء ، وقد يكون معناه الأصلي قد نسى أو سقط ، ولكن لا يستتبع ذلك أن دلالة خاصة جديدة كانت مرتبطة بالكلمة "جنود" والمعنى العام للمصطلح كله تعبر عنه الترجمة السبعينية "الرب كلي القدرة"“.

      لقد لاحظت عزيزى القارىء أن المصطلح الذى يستخدمونه للتعبير عن الله غير معروف، وقد يكون معناه الأصلى قد نسى أو سقط!! ومع ذلك يصرون أن الله حفظ كتابهم الذى يُطلقون عليه مقدسًا ، وأن النسَّاخ كانوا من ذوى الضمائر الصالحة!! ويسألوننا لماذا تدعون أن الله حفظ كتابكم ولم يحفظ كتبنا؟ ويتخذون من هذا السؤال دليلاً على صدق كتابهم.

      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: ”3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين،ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)“.

      وهكذا فهم يعبدون إلهًا ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علميًا! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟

      فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه؟ (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18

      تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهًا لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ما هو شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟

      وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و“"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18) ، و"بعلزبول" (مت 12: 24) ، و "بليعال" (2 كو 6: 15) ، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39) ، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38) ، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"الكذاب" (يو 8: 44) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3 ، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)”. أى له 22 اسماً فى الكتاب، بالإضافة إلى اسم عزازيل.

      ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفًا له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفًا له؟ وهل تخلَّى عن اسم الرب تحقيرًا له؟

      بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل أبرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.

      عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد ، غير قابل للتثنية والجمع ، لأن الله واحد ، ولا شريك له ، ولا إله معه.

      وحتى لا يظن إنسان أن الرب لم يُخبر أحدًا باسمه ، فاقرأ هذه النصوص ، التى يستبين لك منها أن الرب بلَّغ اسمه لعباده:

      (21إِذَا كَانَ المَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيداً عَنْكَ فَاذْبَحْ مِنْ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ كَمَا أَوْصَيْتُكَ وَكُل فِي أَبْوَابِكَ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ.) تثنية 12: 21 ، فهل تعتقد أن الرب قال إنه يضع اسمه على المكان الذى يتخذه لعبادته ، ثم أخلف وعده؟

      (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.) مزامير 69: 30، فما هو اسم الرب هذا؟ وهل اسمه الله كما يقول النص؟

      (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.) دانيال 2: 20، فما هو اسمه المبارك عزيزى القمص؟

      (5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِـاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِـاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.) ميخا 4: 5، فما هو هذا الاسم؟

      (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.) رومية 2: 24
      (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.) تيموثاوس الأولى 6: 1

      (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً.) رؤيا 16: 9

      فقد كان اسم الله إذًا معروفًا بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذبًا باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.) ، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية ، وفى العبرية كتبوا (يهوه).

      الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه بالكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.) إرميا 23: 25-27

      واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى ، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.) يوحنا 17: 6

      وقوله فى مناسبة أخرى: (26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 26

      وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)

      والإظهار لا يتم إلا من بعد إخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.

      فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا؟

      وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه ، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9

      وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28

      وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11

      وأين نجد اسم الله البار ، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم ، فأين هو فى الكتاب؟ (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26

      وما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟

      وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركاً إلى الأبد؟

      وطلب من أتباعه أن يصلوا لله الذى فى السماوات قائلين: (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9

      ولم يُخفِ تعاليمه ، بل كان يعلِّم فى وضوح النهار وفى المعبد لكل اليهود: (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 20-21

      وبالتالى كان تلاميذه وخاصته يعرفونه ويُجاهرون به، الأمر الذى دفع الفرِّيسيِّين الذين سمعوهم إلى مطالبة يسوع أن ينتهر تلاميذه ليكفوا عن إعلان اسم الله: (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ». 40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».) لوقا 19: 37-40

      فإذا قرأت هذه الفقرة بتمعن تجد أن التلاميذ لم يفعلوا شيئاً إلا أنهم سبحوا الله. وباركوا النبى المبارك الذى سيأتى باسم الله، وكانت نبوءة فى نفس الوقت أن كتابكم أيضًا سيُحرَّف، ويُحذف منه اسم الله، إلى أن يجىء المبارك باسم الله. فما المخالفة الشرعية التى اقترفها التلاميذ هنا؟ إنهم ذكروا اسم الله مخالفين بذلك التقاليد اليهودية.

      لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

      وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12

      وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقاً فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟

      إن كلمة God تُترجم إله ، لأن لها جمع وتؤنث ، فهى إله أو معبود ، وكلمة أدوناى تعنى (سيد)، وقد تُطلق على آخرين من البشر، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان ، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.

      لكن كما تعودنا من الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس أنه لم يستطع المحرفون تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه ، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السينائية تيشندورف على المخطوطة السينائية. فهناك أيضًا برنامج e-Sword ويمكنك أن تنزله مجاناً من النت ، وبه قاموس لكل كلمة فى مخطوطات الكتاب المقدس سواء العبرية أو اليونانية ومعانيها.

      لذلك توصَّل العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه “معالم أساسية ضاعت من المسيحية”) إلى وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى الموقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب العلى الأعلى. وهذا اعتراف أن الله هو الرب العلى الأعلى.

      http://cf.blueletterbible.org/lang/l...43&Version=kjv

      وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.

      وعلى قدم هذه المخطوطة إلا أننا نؤكد وجود اسم الله أيضًا فى مخطوطات أحدث ذكرت أيضًا اسم الله:

      سيسأل الله تعالى عيسى  وهو أعلم بما قال: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (116-117) سورة المائدة

      وكنت قد أثبت من قبل أن لفظ الجلالة الله وجد عشر مرات فى سفر دانيال الأرامى ، الذى عثروا عليه فى خبيئة كوم عمران. كما أثبت أن عيسى  فى الأصول اليونانية هو عيسى وليس يسوع ، وأن يسوع هذا اسم صنم كان يُعبد من قوم نوح ، أو اسم العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر.

      تعليق


      • #4
        والآن كيف نطق عيسى  اسم إلهه؟ هل قاله «إيل» أو الله؟

        نرجع بذاكرتنا إلى إنجيل يهوذا المكتشف حديثًا ، والذى يرجع تاريخه إلى 180م أو قبل ذلك، لأنه يوجد نسبة خطأ 50 عام بالنقص أو بالزيادة فى تقدير الكربون المشع الذى يحددون به عمر الوثيقة. وسوف نرى ما تقوله ترجمة ماردوك المنقحة على هذا الموقع أسفله بالآرامية: لقد ذكرت لفظ الجلالة الله (6) مرات فى (25) جملة. وذكر فى الفقرة الرابعة أنه الإله الأوحد. ومعنى ذلك أن اسم الله كان معروفًا ليهوذا أخى يعقوب ، وهو من تلاميذ يسوع. وعلى ذلك يكون اسم الله معروفًا أيام عيسى  نفسه.
        http://www.standardversion.org/p-rmt-book-jude.php

        Jude: Revised Murdock Translation
        1 Yudah, a servant of Yeshua Mshikha, and the brother of Ya’aqub, to the called people, the beloved of Abba Alaha, those protected by Yeshua Mshikha: … … … 4 For some have obtained entrance, who from the beginning were registered beforehand under this condemnation: wicked men, who pervert the grace of Alaha to impurity, and deny him who is the only Lord Alaha and Maran Yeshua Mshikha. 5 And I wish to remind you, though you all are aware of it, that Alaha, after once rescuing the people from Egypt, again destroyed those who did not believe… … … 21 And let us keep ourselves in the love of Alaha, while we wait for the mercy of Maran Yeshua Mshikha unto our eternal life… … … 25 before his majesty, with joy, the only Alaha, our Deliverer, by means of Maran Yeshua Mshikha, be praise and dominion, and honour and majesty, both now and in all ages. Amen.

        وسنرى نموذجًا آخرًا ذكره أيضًا الأستاذ ضياء الإسلام فى مقاله الرائع على الموقع: http://www.4rasoul.com/vb/showthread.php?t=1164

        لقد ذكر يوحنا فى أول جملتين من الإصحاح الأول من إنجيله لفظ الجلالة الله (3) مرات كما ذكرت من قبل. فكيف كان اسم الله باللغة الآرامية ، التى كانت لغة عيسى ؟

        (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. 2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 1-2
        1- ܒܪܫܝܬ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܡܠܬܐ ܘܗܘ ܡܠܬܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܠܘܬ ܐܠܗܐ ܘܐܠܗܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܗܘ ܡܠܬܐ
        2 ܗܢܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܒܪܫܝܬ ܠܘܬ ܐܠܗܐ
        http://www.suduva.com/****1/aramaic_john.htm

        اكتب فى الرابط مكان النجوم كلمة t e x t

        والكلمة الآرامية فى إنجيل يوحنا هى كما وضحت سابقا alaha ويمكنك التأكد بنفسك من نطق الكلمة إن شئت.

        لذلك كان هذا هو الاسم الذى أخفاه بنو إسرائيل ، وهو نفس الاسم الذى أظهره الله لعيسى ، وهو نفس الاسم الذى يجب على المسيحيين أن يتعبدوا به لله، وهو نفس الاسم الذى جاء به القادم باسم الله ، وكان أول ما نزل عليه هو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1) سورة العلق ، وعلمنا أن نستفتح كل شىء باسم الله الرحمن الرحيم ، وتفتتح كل سور القرآن باسم الله الرحمن الرحيم (ما عدا سورة التوبة) ، وبعدد سور القرآن نجد باسم الله الرحمن الرحيم ، وعلمنا أن نستهل ذبح الأنعام ، بل ومجامعة الزوجة باسم الله.

        وكرم الله المسلمين بأن جاء رسولهم  ب 99 من أسمائه الحسنى. فقد استكثروا على الله أن يحتفظوا له باسم واحد فى أسفارهم ، فجاءهم القادم باسم الله ومعه 99 من هذه الأسماء الحسنى والصفات العليا. (مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!) لوقا 19: 38

        عزيزى المسيحى: احذر! أنت لست من شعب الله أو أحبائه!(6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) إشعياء 52: 6 إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال أشعياء. ألا تريد أن تكون من عباد الله وأحبائه؟

        وإذا كنتم قد كتبتم أن اسم الإله الأعظم هو الله ، وإذا كان الكتاب لديكم يقولها صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى، فهذا اعتراف واضح من كتابكم أننا أصحاب الدين الحق ، الذين يعرف كتابهم الله ، ويوحده وينادى باسمه!! ويكون ذكر كتابكم لاسم الله، الذى تظن عزيزى القمص أنه مشتق من اسم إله وثنى، إما تماحيك فى الحق، وإما محاولة أخرى منكم لحذف هذا الاسم من الكتاب الحالى فى الترجمات المقبلة.

        عزيزى المسيحى احذر أنت من الهالكين! انقذ نفسك! لأن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16

        اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا 7: 2-3

        وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1

        وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوبًا على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4

        لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6

        لكن هنا أطرح سؤالاً فى أذن كل مسيحى ويهودى: مِن عباد مَن أولئك الذين لا يعرفون اسم الله؟ إنهم بالفعل ليسوا من عباد الله. فكيف تقبل عزيزى المسيحى واليهودى أن تكون من عباد الشيطان أو من عباد غير الله؟ وإذا كان الله طردهم من رحمته ومن زمرة عباده المؤمنين فأين مكانكم فى الآخرة؟

        فعندما غضب الله على الكفرة من بنى يهوذا (إسرائيل)، الساكنين فى مصر، بسبب بعدهم عن شريعته وعبادتهم للإلهة إيزيس، حيث أوقدوا لها البخور، طردهم من زمرة عباده المؤمنين ، وحرمهم من معرفة اسمه أو النطق به ، إضافة إلى عقوبات أخرى: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) إرمياء 44: 26

        فما بالك وأنت تعبد إلهًا ليس هذا اسمه؟! وتسبح باسم إله مجهول لا تعرفه؟ ألا تشعر بالخزى عزيزى القمص فى نفسك، وأنت تتعبد لإله ، تدافع عنه ، وتتمنى أن تموت فى سبيله، وأنت لا تعرف اسمه؟ ما هذا الهُراء؟ اتق الله فى نفسك وفى أتباعك!!

        عزيزى القمص: إنك ستكون أضحوكة لأهل نار جهنم. فسيقولون لك: كنا نعبد البعل أو إيزيس أو حورس من دون الله وضللنا. فماذا ستقول أنت لهم؟ هل ستقول لهم إنك كنت تعبد إلهًا لا تعرف اسمه؟

        عزيزى المسيحى أنت لست من عباد الله الذين يحملون اسم الله: (14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى اسْمِهِ.) أعمال 15: 14

        وهكذا ترى عزيزى المسيحى أن المسلمين هم الشعب الذى يحمل اسم الله ، ويسبح به ليلاً ونهارًا، وهو الأمة التى بشر بها سمعان فى سفر أعمال الرسل، وهى نفس الأمة التى أنبأ بها عيسى  بنى إسرائيل أنه هى التى ستأتى بملكوت الله أى دين الله وشريعته: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ) متى21: 42-46

        فكن عزيزى المسيحى عبدًا من عباد الله، الذين يحملون اسم الله على جباههم فى الآخرة ، والذين يعرفون اسم الله فى الدنيا، الذين يحبهم الله ويعتبرهم خاصته، ومن كل ضيق ينجيه: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16

        * * *

        ونأتى للنقطة الثانية: وهى من هو يهوه هذا؟

        هل هو اسم فِعْلى لله؟ أم اسم مركب لآلهة وثنية؟

        هل هذا الاسم حقًا اسم الله الذى أخبر به أنبياءه أم هو صناعة إسرائيلية؟

        هل تتخيل أن يسأل يعقوب إلهه عن اسمه فلا يجيبه! ويسأل موسى صاحب التوراة الرب عن اسمه فلا يجيبه ، ويعطيه كلامًا أشبه بالطلاسم (هو الذى هو)! هل فكرت عزيزى القمص عن سبب مقنع لذلك؟ تخيل أنك تذهب إلى رئيس الدولة وتخبره أنك تحمل له رسالة من أهم من فى الوجود، وعندما يسألك عن اسمه، تقول له (هو الذى هو)؟

        تخيل رد فعل هذا الرئيس! بغض النظر أنه سيسفهك أو سيطردك، أو سيعرضك للمحاكمة بتهمة إزعاجه، أو سيعرضك للكشف النفسى والعقلى، فإن رسالة من أرسلك باءت بالفشل. ولن يسمع لها أحد. فهل هذا كان مراد الرب وبغيته؟ فلماذا أرسل موسى إذن بهذه الرسالة؟ ألا يستحق هذا الإله الغامض أن تكشفوا على قواه العقلية والنفسية؟ بل سيكون بذلك قد تجنى الرب على فرعون بأن أغرقه وهو برىء، لأنه دفعه إلى ما يجعله يرفض رسالة هذا الإله المجهول!!

        نشرت جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت تحت عنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“ ، جاء فيها أن هرتسوغ قال: ”إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة ، يهوه شومرون وايشراح ، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا ، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة“.

        وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت ، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا ، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة) ، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه ، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)

        http://www.almotamar.net/news/print....567&mode=print

        وهكذا أثبتت الحفريات التى يتغنى بها القمص زكريا بطرس ، والقمص مرقس عزيز والقس عبد المسيح بسيط وغيرهم ليثبتوا صحة كتابهم أن إلههم يهوه كان إلهًا وثنيًا له زوجة اسمها إيشاح.

        وبما أن يسوع العهد الجديد هو يهوه العهد القديم فسوف يؤدى هذا إلى أن الرب نفسه كان له على الأقل ثلاث زوجات: فهذه هى إيشاح زوجته الأولى ، ومريم أمه زوجته الثانية ، ومريم المجدلية زوجته الثالثة كما تقول بعض الكتب التى لا تعترف بها الكنيسة.

        بل هناك من علماء اللغة من يقول إن كلمة يهوه مركبة من كلمتين مثل الكثير من الكلمات العبرية (إسماعيل، عمانوئيل)، فبعد أن فتح الفرس بابل واحتلوها كان على اليهود أن يتميزوا عن آلهة الساميين العرب، لهذا جاءوا بالإله يَهْوَه المشتق من اسم إلهين فارسيين: (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ أيهما اسم الله؟)

        أ - آهورامزدا ، فأخذوا الاسم الأول منه وهو (آهو)

        ب- وياهى إلهة مؤنثة فارسية ، فصاغوا الإلهين إلهًا واحدًا.

        لهذا كان يهوه هذا إلهًا يجمع الذكورة والأنوثة فى جسده مثل المعبود حابى إله النيل عند المصريين القدماء. ويؤكدون ذلك من أقوال التوراة: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 27

        وبذلك فقد قام الرب بنسخ اسمه من (إيل) زمن آدم وإبراهيم إلى (يهوه) زمن موسى  ، فكيف تعترض عزيزى القمص زكريا بطرس إذن على النسخ فى الشريعة الإسلامية، إذا كان دينك يحتوى على نسخ فى الإله واسمه وكل شريعته؟

        ويرى بعض الباحثين أن يهوه نشأ فى فترة السبى البابلى. وهذا معقول ، لأن اليهود كانوا من المنافقين ، الذين يتلونون بلون الشعب الذى يعيشون بينه ، لذلك تراهم عبدوا آلهة كل بلد حلوا فيها. إلا أنهم مع ذلك يريدون التميز ، وليس المماثلة التامة فى كل وقت، فكونوا لهم هذا الإله يهوه من الآلهة المحلية (ياهى) وزوجها (آهورامزدا). وذلك ما أشارت إليه الباحثة الأمريكية كينيث كينون بقولها: (وخلال فترة النفى البابلى ازدادت حماستهم ليَهْوَه). (كينون كينيث، الكتاب المقدس والمكتشفات الأثرية، ص108 [نقلا عن عبد المجيد همو ص80])

        وفى الوقت الذى يُشير فيه بعض العلماء إلى أن يَهْوه هذا كان إلهًا مدينيًا، يشكك نسيب وهيبة الخازن (أوغاريت أساطير وملاحم، ص80) فى وجود إله يُدعى يَهْوَه فى أوغاريت. وأورد نصًا للعالم الآثارى Charls Virolicaud قال فيه: ”إن كثيرًا من العلماء ترجموا وشرحوا نصوص رأس الشمرة، وقالوا منها أتت الأساليب والمصادر والمواضع التوراتية، وكذلك عقيدة العبرانية، واعتبار يهوه إلهًا لهم بين سائر الأمم، وأن بين هذه الآلهة إلهًا يُدعى يَهْوَه كان معبودًا عند شعوب أخرى“.

        إلا أن نسيب وهيبة الخازن يُشكك فى ذلك ، ويعتبر يَهْوَه من صُنع أحبار اليهود من إلهين فارسيين هما آهو وياهى ، وليس ليَهْوَه أية علاقة بآلهة العرب لا من قريب ، ولا من بعيد. (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ ص80-81)

        * * *
        لقد أثبتنا فى النقطة أعلاه أن يهوه هذا إله وثنى ، مثل باقى الآلهة الوثنية. وعلى ذلك يستحيل أن يكون يهوه هذا هو الله. وكنا قد نقلنا رأى دائرة المعارف الكتابية فى أن يهوه ليس اسم الله ، ولكنهم اخترعوا هذا الاسم ، بسبب فقدانهم اسم إلههم ، الذى جعلوه إلهًا متعصبًا لليهود ، إرهابيًا ومتطرفًا ضد كل من يُعارض مصالح بنى إسرائيل.

        فهو أبو التعصُّب فى حياة البشر، وهو صاحب النظرية الإستعمارية (فَرِّق تَسُد)، فقد بلبل ألسنة الناس لأنهم تقدموا علميًا واتَّحدُوا على بناء برج عالٍ. لكن كيف يترك الرب أهل الأرض يتحدون؟ لقد خاف الرب على سلطانه ونفوذه من تقدمهم واتحادهم فى عمل مشترك، فقرر أن يفرقهم بأن جعل كل منهم يتكلم بلغة مختلفة عن الآخر ، بحيث لا يتفاهمون، ويفشل مخططهم. وهذا هو نفس ما يفعله الغرب المسيحى والأمريكان لليوم: (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْناً وَنَشْوِيهِ شَيّاً». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 11: 1-9

        وإضافة إلى أنه إله متعصب فهو أيضًا إرهابى ومجرم حرب، فكم أمر أنبياءه بقتل النساء والشويخ، بل الأطفال، ولن تصدقوا أنه أمر بقتل المرأة الحامل وجنينها. إضافة إلى تدمير البيئة ، وردم الآبار وقطع الأشجار: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24

        (8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».) يشوع 8: 8

        (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
        (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

        (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

        (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

        تخيَّل عزيزى القمص قلب هذا الإله ، الذى لا يُشفق على الأطفال أو الأجنة فى بطون أمهاتهم!! بالله عليك: كيف سميتموه إلهًا للمحبة؟ وبأى عمل استحق هذه التسمية؟ هل لأنه خلصكم من فرية الخطيئة الأزلية؟ إن فداءه للخطيئة الأزلية عمل إجرامى قتل فيه إنسانًا بريئًا ، لم يقترف ذنبًا (على حد قولكم) ، نيابة عن شخص ما اسمها حواء، لا هو يعرفها، ولم يشترك معها فى الجريمة لا بالأكل ولا بالتحريض ولا بالتستر على ذنبها. وهذا ليس رأيى وحدى ، إنه أيضًا رأى بولس صاحب 14 كتابًا (رسالة) من مجموع 27 كتابًا يشملهم العهد الجديد. فقد قال عنه: إنه عمل بلا رحمة واتهم الرب بعدم الشفقة على ابنه. فهل الرب الذى لا يُشفق على ابنه يعرف المحبة؟ (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-32

        ويهوه هذا مجردٌ من الرحمة حتى مع ملائكته ، ففى الوقت الذى يركب الرب فيه ملاكًا أنثى ليتنقل به ، يترك باقى جنوده من الملائكة تنزل من السماء على سلم يصل ما بين الأرض والسماء!

        لا تتعجب عزيزى القمص زكريا بطرس! فإن هذا ما يقوله كتابك. فإذا كنت لا تعرفه ، فهذه كصيبة. وإن كنت تعرفه وتعلمه فالمصيبة أكبر!!

        لقد رأى يعقوب (ورؤيا الأنبياء حق) (12وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً وَشِمَالاً وَجَنُوباً. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ.) تكوين 28: 12-13

        وها هو الرب يركب أنثى من ملائكته ويطير بها: (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ.) صموئيل الثانى 22: 10-11

        وكذلك تحل روح الرب على يفتاح (دائرة المعارف الكتابية) وينذر لله أن يذبح ذريته ويشويها للرب تقربًا له: (30وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي 31فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ, وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً». .. .. .. 39وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا, فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ.) القضاة 11: 30-39

        إضافة إلى أنه فى الوقت الذى يحرم فيه الخبائث يقترفها هو أو يأمر بها أنبياءه. ففى الوقت الذى يُحرم فيه السرقة ، ويُسنُّ القوانين الصارمة لتطبَّق على السارق ، تراه هو يأمر نبيه، قدوة المرسل إليهم، بالسرقة تحت سمع الرب وبصره ومباركته لهذا العمل: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22

        (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36

        ناهيك عن أنه لم يستحِ أن يكذب ويأمر نبيه بالكذب ، فى الوقت الذى ينهى فيه عن الكذب!!!

        وفى الوقت الذى يحرم فيه الزنى أو يتزوج أحد أنبيائه أو كهنته بزانية، يأمر نبيه هوشع أن يتزوج من عاهرة: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ...) هوشع 3: 1

        (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2

        وليس هذا فقط بل بعلمه الأزلى اختار أنبياء منهم من زنى بمحارمه ، ومنهم من زنى بجارته ، ومنهم من تاجر بعرض زوجته ، ومنهم من ضرب الرب ، ومنهم من خان الرب نفسه، ومنهم من قتل زوجته وأولاده.

        وبنظرة عميقة على تصرفات الإله يهوه عزيزى القمص زكريا بطرس يتبين لكم أن مثل هذه الحكايات التى يرفضها العقل ، تؤدى بالإنسان العاقل إلى الإلحاد. نعم الإلحاد. وهو من وجهة نظر البعض أفضل من أن تقر بإله وتنسب إليه كل الموبقات. فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30) ، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءًا للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى شيخوخته (ملوك الأول 1: 1-4)، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7) فلو صدق ما تتقولونه عن النبى محمد  (وحاشاه) لكان من العدل أن ترفضوا كل الأنبياء.

        وفى الوقت الذى يحرم فيه الخمر على قديسيه وأنبيائه يشربها هو حتى تدمع عيناه من شدة السكر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65، فلك أن تتخيل أن يهوه يسكر وينام؟!! ولا تنس أنك تقول إن يسوع فى العهد الجديد هو يهوه صاحب العهد القديم.

        وفى الوقت الذى ينهى فيه عن الشرك به ، ويحدد عقوبة الرجم جزاء الإرتداد أو الكفر ، تراه يختار أنبياء يعلم بعلمه الأزلى أنهم سيكفرون به ، ففشل الإله يهوه فى اختياره غير الموفق ، كما فشل فى هداية عبيده. فعلى أى أساس ، وبأى منطق يستحق هذا الإله لقب إله، أو يستحق العبادة؟

        وأكتفى بهذا القدر من صفات يهوه فى كتابه المقدس، على أن يكون لنا عودة مرة أخرى لتناول صفاته بالتفصيل.

        * * *

        تعليق


        • #5
          أدعوك عزيزى القمص زكريا بطرس: أن تتفكر: هل لو عين وزير للداخلية مساعدًا له للقضاء على المخدرات، وهو يعلم أنه من تجار المخدرات، فهل تعتقد أن حال الدولة ومؤسساتها وشعبها سينصلح بهذا الاختيار؟ وماذا تسمِّى هذا الوزير ومساعده؟ وألست معى أنه يجب على رئيس الدولة أن يعزل هذا الوزير أو يقدمه للمحاكمة لينصلح حال الشعب؟

          ثم لو تتدبَّر ما الذى يجعل الوزير يقوم بهذا العمل ، فلن تخرج إلا باحدى هذه النتائج:

          1- إما أنه مخمور طوال الوقت، ولا يعرف ما يفعله، ومثل هذا يجب أن يوضع فى مصحة للعلاج.

          2- وإما دائم النسيان أو متهاون، مثل هذا غير جدير بإدارة منصبه، ومثل هذا مكانه الطبيعى فى بيته، ولا يجب أن يُعهد إليه بأى مسئولية بعد.

          3- وإمَّا مشترك معه فى الإتجار بالمخدرات.

          4- وإمَّا يفعل ذلك مساعده ، لأنه يملك ضده أدلة مخلة بالشرف أو النزاهة.

          5- وإما يكره البلد ويتآمر عليها. ومثل هذا يجب أن يُعدم.

          ولو طبقنا هذا على الرب الذى يختار نبيًا يعلم أنه سيكفر ويعبد الأوثان ويضلل غيره، لتوصلنا إلى أنه إله جاهل، علمه ليس بأزلى، فاشل أضر بالبشرية، سواء أكان هذا عن عمد أو جهل، أو سىء النية أو مخمور ويجب أن يُعزل فورًا من منصبه!!

          ومع شديد الأسف والتأسى فإن كتابك يقول إن الرب الذى تعبده يرشب للثمالة وينام ، ويُعطى شعبه فرائض غير صالحة ، لا يحيون بها:

          (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

          (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25

          فاقرأ كم من الأنبياء وعائلاتهم ، وملوكهم وقضاتهم من عابدى الأوثان:

          فهذا نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)

          وهذا نبى الله داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضًا (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8

          وهذا نبى الله يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و9: 40

          وهذا نبى الله سليمان يعبد الأوثان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7

          وهذا زوجة نبى الله سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)

          وهذا جدعون يبنى مذبحاً لغير الله ويُضلِّل بنى إسرائيل: (قضاة 8: 24-27)

          وهذا آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأخبارالأيام الثانى28: 2-4)

          وهذا يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)

          وهذا بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)

          وهذا يفتاح الجلعادى يقدم أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)

          وهذا أخاب بن عُمرى يعبد البعل ويسجد له (ملوك الأول16: 31-33)

          وهذا يهورام يعبد العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)

          وهذا أمصيا يعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)

          وهذا نبى الله يسجد للملك من دون لله: (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31

          وهذا نبى الله شاول كافرًا، عابدًا للأصنام، والتى تُسمَّى هنا الأوريم، ويُشرك بالله ويذهب إلى عرافة ليسألها: (5وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ جِدّاً. 6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ, فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ. 7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ, وَقَالَتِ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ, فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدّاً. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي, وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ».) صموئيل الأول 28: 5-15

          ثم تخيل عزيزى القارىء أنهم يدعون أن صموئيل هو كاتب هذا السفر، بينما السفر نفسه يحكى عن صموئيل بعد مماته!! تمامًا مثل قولهم إن موسى  هو الذى كتب الأسفار الخمسة الأولى ، والسفر يحكى عن موته ودفنه. (5فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 6وَدَفَنَهُ فِي الجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ مُقَابِل بَيْتِ فَغُورَ. وَلمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلى هَذَا اليَوْمِ.) تثنية 34: 5-6

          وكان نبى الله يعقوب يحتفظ بالأصنام التى سرقها من حميه فى بيته ، إلى أن سرقت زوجته راحيل هذه الآلهة. مع الأخذ فى الاعتبار أن يعقوب يكذب ويدعى أنها ليست معه ، ويحكم بالموت على من يحتفظ بها. والأغرب من ذلك أن الرب يُكلم حماه الكافر الوثنى ، ولا يُحذِّر نبيه على الأقل: (30وَالْآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لأَنَّكَ قَدِ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرِقْتَ آلِهَتِي؟» 31فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «إِنِّي خِفْتُ لأَنِّي قُلْتُ لَعَلَّكَ تَغْتَصِبُ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. 32اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لاَ يَعِيشُ. قُدَّامَ إِخْوَتِنَا انْظُرْ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لِنَفْسِكَ». (وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا). 33فَدَخَلَ لاَبَانُ خِبَاءَ يَعْقُوبَ وَخِبَاءَ لَيْئَةَ وَخِبَاءَ الْجَارِيَتَيْنِ وَلَمْ يَجِدْ. وَخَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خِبَاءَ رَاحِيلَ. 34وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَوَضَعَتْهَا فِي حِدَاجَةِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. فَجَسَّ لاَبَانُ كُلَّ الْخِبَاءِ وَلَمْ يَجِدْ.) تكوين 31: 30-34

          ولربما يقول قائل إن يعقوب سرقها ليتخلص منها. فلماذا إذن لم يتخلص منها؟ ثم إن النصوص تؤكد أن يعقوب كان يحتفظ هو وأهل بيته بأصنام وتماثيل لآلهة غريبة: (1ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». 2فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الْآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. 3وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». 4فَأَعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الْآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.) تكوين 35: 1-4

          مع الأخذ فى الاعتبار أن يهوه هو الذى يوحى لهذه الأنبياء الكفرة، عابدى الأصنام. والأغرب من ذلك أنه يأمره ببناء بيت له ، ولم ينهه عن عبادة الأوثان!!
          (1وكان رجل من جبل افرايم اسمه ميخا. 2فقال لامه ان الالف والمئة شاقل الفضة التي أخذت منك وانت لعنت وقلت ايضا في اذنيّ. هوذا الفضة معي انا اخذتها. فقالت امه مبارك انت من الرب يا ابني. 3فرد الالف والمئة شاقل الفضة لامه فقالت امه تقديسا قدست الفضة للرب من يدي لابني لعمل تمثال منحوت وتمثال مسبوك. فالآن اردها لك. 4فرد الفضّة لامه فاخذت امه مئتي شاقل فضة واعطتها للصائغ فعملها تمثالا منحوتا وتمثالا مسبوكا وكانا في بيت ميخا. 5وكان للرجل ميخا بيت للآلهة فعمل افودا وترافيم وملأ يد واحد من بنيه فصار له كاهنا.) القضاة 17: 1-5

          فما هو هذا الأوريم ، وما هى الأفود؟ وما هى الترافيم؟ إنها الأصنام.

          فالأفود هو رداء مثل الجبة يرتديه الكاهن ، وهو مرصع بالذهب والأحجار الكريمة ، والتمائم والتماثيل الصغيرة، التى يستشيرها النبى فى أن يفعل أو لا يفعل. ووصفه بدقة فى (خر 28: 4-14 ، 29: 2-7)

          وتقول دائرة المعارف الكتابية كلمة أفود: (أما الأفود المذكورة في سفر القضاة (17: 5 ، 18: 14) وكذلك في هوشع (3: 4) مرتبطة بالترافيم والتماثيل الوثنية فلا نعرف شيئا عن شكلها أو حجمها ، أو كيفية استخدام الأفود في تلك الحالات ، مع أنه من الجائز أن الأفود المذكورة هنا كانت أيضا ثياباً كهنوتية. وهذا أيضاً ينطبق علي الأفود الذى صنعه جدعون والذى أصبح موضوعا للعبادة الوثنية في اسرائيل (قض 8: 27))

          إلا أن قول الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص يحدد وبوضوح أن الأفود والترافيم هى أصنام: (5وكان للرجل ميخا بيت للآلهة فعمل افودا وترافيم وملأ يد واحد من بنيه فصار له كاهنا.) القضاة 17: 5

          وكانت تستخدم لمعرفة رأى الرب ، ولطلب مشورته ، قبل الإقدام على عمل ما. وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة الأوريم والتميم: (الآراء النقدية الحديثة: وأكثر الآراء قبولاً اليوم هو أن الأوريم والتميم كانا قطعتين مقدستين تدل إحداهما علي الإيجاب أو الرضا أو التأييد، وتدل الأخري علي الإجابة بالسلب أو عدم التأييد. والسند الأساسي لهذا الرأي، ليس في النص الماسوري بل في صياغة فلهازون ودرايفر لما جاء في صموئيل الأول (14: 41) علي أساس الترجمة السبعينية: "إذا كان الخطأ فيّ أو في يوناثان ابني، فأجب بالأوريم ، وإذا كان في شعبي إسرائيل فأجب بالتميم" ... ولقد بذلت محاولات كثيرة لتأييد الرأي بأن الأوريم والتميم كانا نوعا من القرعة المقدسة علي أساس العادات المشابهة بين الشعوب الأخري (مثل العرب في الجاهلية والبابليين وغيرهم)).

          وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة ترافيم: (يرد ذكر الترافيم في العهد القديم في جميع العهود، فتذكر في عهد الآباء (تك 31: 19 و34 حيث تترجم بكلمة "أصنام"). وفي عصر القضاة ( 17: 5 ــ 18: 30 )، وفي عصر الملكية قبل الانقسام وبعده (1 صم 15: 23، 19: 13 ــ 16، 2 مل 18: 24، هوشع 3: 4، حزقيال 21: 21)، وبعد السبي ( زك 10: 2 ). وكانت دائما موضع إدانة متى كان الأمر متعلقا بإسرائيل ، سواء إدانة مباشرة (1 صم 15: 23، 2 مل 23: 24) أو غير مباشرة (قض 17: 6، زك 10: 2). وقد ارتبط استخدامها بالعرافة. وقد جمع ميخا في عبادته الوثنية بين الأفود والترافيم ( قض 17 : 5.. الخ ). وارتبطت أيضاً بالعرافة عن طريق صقل السهام والنظر إلى الكبد (حز 21: 21)، وبالسحرة والعرافين والأصنام (2 مل 23: 24). ولا نعلم كيف كانت تستخدم في العرافة، ولا ماذا كانت أشكالها. وبينما نفهم من سفر التكوين (31: 34) أنها كانت صغيرة الحجم حتى أمكن لراحيل أن تضعها في حداجة الجمل وتجلس عليها، فان ما جاء في سفر صموئيل الأول (1 صم 19: 13 ــ 16) قد يدل على أنها كانت في حجم الإنسان العادي. ويبدو أنها كانت ترتبط بالأسرة (تك 31: 34، قض 17 : 5، 1 صم 19: 13 ــ 16) وقد اعتبرها لابان آلهته الخاصة (تك 31: 30 و 32). وقد دلت الاكتشافات الأثرية في " نوزي " في العراق على أن من تكون في حوزته هذه الأصنام يصبح له الحق في وراثة ممتلكات حميه، ولعل هذا يفسر ما فعلته "راحيل" لكي تجعل من زوجها وارثاً لبيت أبيها، وهو أيضاً ما جعل لابان يسعى جاهداً إلى استردادها. وكل الأصنام التي وجدت في " نوزي " صغيرة الحجم.)

          وفى الحقيقة عند قراءتك لدائرة المعارف الكتابية مادة صنم / عبادة الأصنام سوف تتملكك الدهشة من مقدار فساد الأنبياء والكهنة، لدرجة أننى أثناء القراءة وجدت أن الرب أمر جدعون أن يهدم بيت البعل الذى بناه أبوه فى بيته ، فتفاءلت. إلا أن جدعون هذا الذى أوحى له الرب أن يهدم بيت البعل، لم يتخلص من وثنيته، فكان مازال يصنع الأصنام (الأفود). وتعجبت أكثر أن الرب يهوه لم ينهه عن ذلك!! وأتركك تقرأ (وكان في بيت يوإش الأبيعزري (أبي جدعون) مذبح للبعل، أمر الرب جدعون بأن يهدمه (قض 6: 25 – 32). كما أن الأفود التي صنعها جدعون وجعلها في مدينة عفرة ، صارت فخاً لبيته ولكل بني إسرائيل (قض 8: 27). وحالما مات جدعون رجع بنو إسرائيل وعبدوا " البعليم وجعلوا لهم بعل بريث ( بعل العهد ) إلهاً " (قض 8: 3 ، 9: 4).)

          إذن لقد كان الأنبياء والكهنة هم السبب فى عبادة الأصنام فى بنى إسرائيل، يقودهم الإله يهوه، الذى بعلمه الأزلى ينتقى الأجدر بالنبوة ويصطفيه. بل بأمره كان يُذبح للشيطان ، وساوى الإله العادل بينه وبين الشيطان فى الأضاحى: (7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 7-10

          بل أعلن الرب أن الشيطان أعظم منه ، وأقوى منه ، وأعلم منه ، بل وأحكم منه. ففى الوقت الذى اجتمع فيه الرب وملائكته فى السماء، علم الشيطان بهذا الإجتماع، واخترقه ، وفاجأ الرب بوجوده معه فى هذا الإجتماع. بل وفى الوقت الذى يفشل فيه الرب وملائكته لإغواء أخاب ، ينجح الشيطان ويُنقذ الرب وكل جند السماء من هذا المأزق: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!

          والأكثر من ذلك أن الرب يُعلن فى كتابه عن انتصار الشيطان عليه وأسره له فى الصحراء بعيدًا عن أعين الناس: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11

          ولنا هنا عدة استفهامات نتمنى الإجابة عليها بصورة علمية مقنعة شافية:

          هل عاد يسوع من الأسر؟ أم ذبحه الشيطان وأطعمه للحيوانات المفترسة؟ وهذا سؤال بديهى: إن الشيطان يعلم أنه عدو لله ولكل مؤمن ، ويعمل على إفساد البشرية. ويعلم ما ينتظره من عذاب الله يوم القيامة ، فهل تعتقد أنه إذا واتته الفرصة للإنقضاض على عرش الرب سوف يتأخر؟ أيِّد إجابتك بالمنطق العقلانى!

          كيف تتعبد عزيزى القمص زكريا بطرس بنصوص بعثرت كرامة الإله على الأرض وترى أنها مقدسة؟ كيف يأسر الشيطان ربه ويسحبه معه إينما ذهب ويمنع عنه الأكل والشراب لمدة أربعين يومًا؟ وهل تعتقد أن الإله استحم فى هذه المدة؟ وكيف كان يتطهر أو يتوضأ للصلاة؟ نعم كان إلهك يصلى لله خالقه! وهل تعتقد أن الشيطان الذى أسر الرب وسيطر سيطرةً كاملة عليه وعلى أنبيائه، بل وعلى بعض ملائكته، ليفشل فى تحريف كتابه؟

          ثم ما هى التجارب الأخرى التى لم يذكرها الإله فى كتابه والتى حدثت طوال هذه المدة؟ فإن المساحة الزمنية لهذه التجارب التى حكاها لا يتعد ساعة. فماذا فعل طوال هذا الوقت الباقى؟ فإذا كان الرب أقر أنه تركه حتى حين ، أى رجع إليه مرة أخرى ، فمتى عاد له ، وماذا فعل معه بعد ذلك؟

          عزيزى المسيحى: إن قارىء التوراة يعلم تمام العلم أن اليهود لم يعبدوا إلهًا واحدًا ، لا شريك له، كما تقول بعض النصوص، بل إن يهوه الذى يتمسكون به حاليًا ليس إلا إلهًا وثنيًا بين عدة آلهة ، وهناك أمثلة عديدة على ذلك:

          فها هو الرب يخشى الإنسان أن يصبح إلهًا من مجمع الآلهة: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».) تكوين 3: 22

          نبى الله يعقوب يؤمن بإله إبراهيم وآلهة ناحور: (51وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. 52شَاهِدَةٌ هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ أَنِّي لاَ أَتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ وَأَنَّكَ لاَ تَتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ وَهَذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ. 53إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ آلِهَةُ أَبِيهِمَا يَقْضُونَ بَيْنَنَا». وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ.) تكوين 31: 52-53

          ويحكى لنا سفر القضاة عن مدى هشاشة عقيدة بنى إسرائيل ، الذين عبدوا آلهة المدن التى تجاورهم وتركوا يهوه: (وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ, وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَآلِهَةَ أَرَامَ وَآلِهَةَ صَيْدُونَ وَآلِهَةَ مُوآبَ وَآلِهَةَ بَنِي عَمُّونَ وَآلِهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, وَتَرَكُوا الرَّبَّ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ.) قضاة 10: 6

          بل إن قول المزامير بوجود يهوه وسط مجمع الآلهة ، ليدل على اعتراف يهوه بهذه الآلهة: (1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي.) مزامير 82: 1، إلا أنه يرأسها ، لأنه ليس له مثيل بين الآلهة (8لاَ مِثْلَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ وَلاَ مِثْلَ أَعْمَالِكَ.) مزمور 86: 8 ، وهو إله عظيم كبير على كل الآلهة (3لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَظِيمٌ مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ.) مزمور 95: 3، وهو على كل الآلهة (عَلَوْتَ جِدّاً عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ.) مزمور 96: 4، لذلك أمر الكتاب أن تسجد له كل الآلهة: (اسْجُدُوا لَهُ يَا جَمِيعَ الآلِهَةِ.) مزمور 97: 7

          وإذا كان داود يحمد يهوه أمام آلهة أخرى، فقد اعترف الكتاب بذلك أن داود كان يحتفظ فى بيته بتماثيل لآلهة أخرى ، كان يعبد يهوه أمامها: (1أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. قُدَّامَ الآلِهَةِ أُرَنِّمُ لَكَ.) مزمور 138: 1

          ولا يعتقد إنسان ما أن ذلك أغضب الرب ، بل اعتبر الرب داود كامل القلب على الرغم من هذا الشرك. فقد ذم ابنه سليمان الذى عبد الأوثان ، وأقام لها المذابح والمعابد، واعتبره غير كامل القلب مثل أبيه داود: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ.) ملوك الأول 11: 4

          وذلك على الرغم من أن داود سمَّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأول 14: 7

          فماذا تنتظر من كهنة الرب وأنبيائه؟ فإذا كان رب البيت بالدف ضاربًا، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!! اقرأ بعضًا من أخلاق أنبياء كتابك المقدس، ثم أخبرنى من منكم أفضل خُلُقًا أأنت أم هذه الأنبياء؟ وكذلك يعضًا من أخلاق الكهنة ، ثم أخبرنى إذا كانت هذه أخلاق الكهنة، فكيف يُحافظ أمثال هؤلاء هلى كتابك الذى تقدسه؟

          (8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ.) إرمياء 2: 8

          (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9

          (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31

          (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3

          (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28

          (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12

          إنها كارثة بحق أن تضيع القدوة من كتابك! هل لا تشعر وأنت تقرأ عن هذه الشخصيات أن تقرأ لشراذم المجتمع وحقرائه، ولصوص، وخارجين عن القانون، بل وجهلة؟ إن من اختارهم أنبياء إمَّا جاهل بفسادهم ، وإمَّا عالم به. وبأيهما أخذت فقد تعمَّد الرب إفساد القوم الذين أرسلهم إليهم. وإلا فعلى أى أساس اختارهم أنبياء؟

          فمن قدوتك من هؤلاء الأنبياء عزيزى القمص زكريا بطرس؟ الزانى أم القاتل أم عابد الأوثان؟ أين النبى القدوة فى الكتاب الذى تقدسه؟ أعتقد أنه بين البشر حتى بين غير المؤمنين منهم من قد يكون أشرف من هؤلاء؟! فلك أن تتخيل أن يكون البشر العادى أشرف وأطهر من نبى الرب!!

          * * *

          تعليق


          • #6
            مازال الموضوع قائمًا ، وهذه آخر نقطة فى ردى على ادعائه أن اسم (الله) مشتق من اسم إله القمر (إل)، وهنا نعرف السبب الذى دعا القمص إلى رمينا بدائه، أى سنعرف بالتحديد علاقة الكتاب الذى يقدسه القمص بعبادة القمر، وأنقل لكم هذا بتصرف من دائرة المعارف الكتابية، ومن كتاب دراسات توراتية، لحنا حنا، ومن موقع على النت ذكرته فى نهاية الاستشهاد).

            يقول الدكتور جورج هارت George Hart فى كتابه (الآلهة والآلهات المصرية) ص225-226: إن اسم (ياه) يُشير إلى القمر ، مثله فى ذلك مثل آلهة القمر الأخرى تحوت وخنسو ، ... وكانت قمة تألق (ياه) شعبيًا وقت تزايد الهجرة من المشرق. ... وكان ذلك خلال حكم الأسرة الملكية الطيبية، حيث كان هناك ميل مؤكد لاستخدام اسم إله القمر (ياه).

            وإن المعنى الأساسى لرمز القمر يُستمد من علاقته بالإيمان المعبود أوزيريس والقيامة من الموت. ولسير والاس بودج فصلاً بعنوان ”أوزيريس كإله القمر فى كتاب أوزيريس والنشور المصرى“. والجدير بالذكر أن قيامته من الموت كانت (فى اليوم الثالث)، ويكاد يكون هذا هو أصل الإعتقادات المماثلة فى اللاهوت المسيحى.

            ومن المؤكد أنهم كانوا يعتبرون الجوزاء مسكن أوزيريس فى السماء ، ونجم الشعرة اليمانية مسكن إيزيس، وهكذا اعتبروا أوزيريس إلهًا للقمر. وكانت هذه الحقيقة معروفة لدى المؤرخ بلوتاخ ، فهو يقول إن المصريين كانوا يحتفلون بولادة القمر الجديد لشهر فامينوت ، الذى يبدأ مع بداية الربيع، وكانوا يسمونه عيد ”دخول أوزيريس إلى القمر“.

            ومن الأقوال الشائعة التى تؤكد إيمانهم فى بعث القمر لهم ، بعد موتهم بثلاثة أيام: "كُلّ الناس سَيَمُوتونَ، والقمر وحده هو الذى سَيُرجعهم إلى الحياةِ."

            ومن المعلوم والمقبول كتابيًا أن موسى هو الذى أدخل اسم «يهوه» إلى الكتاب المقدس ، وعلى ذلك فإن اسم يهوه أيضًا لا بد أن يكون اسمًا مصريًا. وهو يتكوَّن من مقطعين (Yah and Weh).

            هذا وإن المقطع الأول من اسم إله القمر Yahweh، يُستَعملُ عموماً لتَمْثيل الروحِ، ويُستعمل المقطع الثانى منه لتمثيل الذات. وعلى ذلك فإن يهوه يوحِّد وجود العنصرين فى اسم واحد. فماذا يحتاج البعث غير الروح والجسد؟

            http://www.cv81pl.freeserve.co.uk/yahweh.htm

            تقول دائرة المعارف الكتابية كلمة (القمر / الأقمار): (وكان السومريون يعبدون القمر تحت اسم الإله "نانَّا"، وكان يسمى في الأكادية "سن" وكان يعتبر في "أور" أهم آلهة المدينة، وكذلك في حاران في سورية والاعتقاد الذي كان سائداً من قبل بأن برية "سيناء" اشتقت اسمها من اسم الإله "سن" (الإلة القمر) أصبح محل شك كبير، إذ لا دليل على أن اسم "سن" كان مستخدماً عند الشعوب البدوية السامية، أو عند الكنعانيين.)

            (واسم أريحا مشتق من "يرح" أي "القمر" وقد اكتشف في حاصور في الجليل في عام 1955، في معبد كنعاني صغير يعود إلى العصر البرونزي - بين أشياء كثيرة - عمود عليه يدان مرفوعتان في ابتهال إلى "هلال")

            وتقول دائرة المعارف الكتابية أيضًا: (وكان أول الشهر القمري أو "رأس الشهر" أو "يوم ظهور الهلال" يعتبر عيداً للعبادة (عد 10:10، 28 :11-15، اصم 20: 5، 2مل 4 :23، مز 81 :3، حز 46 :1 و3) ويبدو أنه كان يمتنع فيه البيع والشراء (عا 8: 5).)

            وتقول أيضًا: (وكان اليهود يحتفلون بعيدين من أكبر أعيادهم، هما الفصح وعيد المظال، في منتصف الشهر القمري، أي عندما يكون القمر بدراً (لا 23: 5 و6، مز 81: 3 ، لا 23: 34).)

            وتقول: (وكانت عبادة القمر منتشرة إلى حد ما في بلاد الشرق الأوسط قديماً (انظر أي 31: 26 و27) ولابد أنه كان لذلك أثره عند بني إسرائيل فلقد اعتبرت بعض الديانات الوثنية "القمر" إلهاً تقدم له الذبائح، وكان يسمى في "أوغاريت" الإله "يرح" ويظهر في وثائق "دولة ماري" أسماء أعلام يدخل فيها اسم "القمر" باعتباره إلهاً (كما في اسم "سنحاريب") وكان القمر - تحت اسم "خونسو" - يحظى باحترام كل المصريين، ولعل هذا ما جعل الرب يحذر بني إسرائيل قائلاً " لئلا ترفع عينك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم وكل جند السماء.. فتغتر وتسجد لها وتعبدها" (تث 4: 19، انظر ايضاً 17: 3).)

            وتقول: (وقد حدث أعظم ارتداد عن وصية الله بعدم عبادة الأجرام السماوية. في أيام الملك منسي، بل وفي أيام النبي إشعياء، وكانت النسوة يتحلين "بالأهلّة" (إش 3: 18) التي يرجح أنه كان لها صلة بعبادة القمر (أرجع إلى قض 8: 21، 26).)

            (وقد شجع الملك منسى عبادة "القمر" كأحد "جند السماء" لأنه عاد فبني المرتفعات التي أبادها حزقيال أبوه... وسجد لكل جند السماء و عبدها ....و بنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب" (2مل 21: 3-5) ويبدو أن هذه العبادة انتشرت بشدة في يهوذا رغم أن "يوشيا" حفيد منسي - حاول أن يقضي عليها كجزء من النهضة التي لم تدم طويلاً (2 مل 23: 5) فإن إرميا النبي - بخاصة - أشار مراراً إلى هذه العبادة (إرميا 7: 18، 8: 2، 44: 17) ولعل هذه العبادات شملت الصورة غير المألوفة من العبادة والتبخير فوق السطوح لكل جند السماء (إرميا 19: 13، صف 1: 5).)

            (ويبدو مما جاء في المزمور (121: 6) أنهم كانوا يعتقدون أن للقمر تأثيراً على عقل الإنسان، وكلمة "مصروعين" في اليونانية (مت 4: 24، 17: 15) تعني "من ضربهم القمر".)

            (أما الإشارات إلى القمر في العهد الجديد فترتبط (مثل بعض النبوات في العهد القديم) بالمستقبل، وبخاصة فيما يتعلق بمجيء الرب ثانية، فسيظلم القمر (إش 31: 10، مت 24 و29، مرقس 13: 24)، وسيتحول إلى دم (يؤ 2: 31، رؤ 6: 12)، إنذاراً بالدينونة الوشيكة)

            حتى إشعياء عندما أراد وصف ملك المسيح الألفى ، وصفه بأن ملكه سيفوق ملك الشمس والقمر. والاعتقاد بأن الشمس أو القمر لهم مُلك ، أو أنهم ملوك فهذا هو الكفر والوثنية بعينها. فتقول فى ذلك دائرة المعارف: (وذلك في أثناء مُلك المسيح الألفي، حيث سيفوق مجده مجد الشمس والقمر (إشعياء 60: 19و20))

            ومعنى ذلك أن الأجرام السماوية كانت جاذبة لأنظار القدماء، وقد ربطوها بالدين عندهم ، فاعتبروا فى مصر القديمة أن الشمس هى مصدر الحياة ، وكما أن الإنسان يمر بمرحلتين فى حياته: مرحلة الحياة والشروق والنضارة والحركة والعمل ، ومرحلة الموت والأفول. لذلك آمنوا أن الشمس تموت عندما تغرب ، وتُبعث مرة أخرى فى الصباح الباكر من المشرق. لذلك اعتبروا المشرق هو المكان الطبيعى الذى يحيا فيه الإنسان ، وأن الغرب هو مكان الموتى، حيث تموت الشمس.

            وفى الحقيقة كانت هذه أيضًا عبادة السوريين والعراقيين القدماء فى الألف الثانى قبل الميلاد، فلم يتركوا إلهًا إلا وعبدوه. وكان عندهم إله القمر هو مصدر الحياة وإنبات الزرع ، بل ربطوه أيضًا بالإخصاب ، فكما يموت القمر يومين ، ثم يظهر ليعود مرة أخرى إلى الحياة، ويبدأ فى الحياة كهلال إلى أن يكتمل بدرًا فى منتصف الشهر.

            وعلى ذلك أصبح الموت فى معتقدهم يكمن فى الحياة، فهما جزءان لا يتجزءان لديمومة الحياة واستمرارها. ونقرأ هذه الصورة الوثنية فى التوراة بوضوح، حيث يقول موسى رجل الرب عن يوسف فى مباركة بنى إسرائيل: (13وَلِيُوسُفَ قَال: «مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ أَرْضُهُ بِنَفَائِسِ السَّمَاءِ بِالنَّدَى وَبِاللُّجَّةِ الرَّابِضَةِ تَحْتُ 14وَنَفَائِسِ مُغَلاتِ الشَّمْسِ وَنَفَائِسِ مُنْبَتَاتِ الأَقْمَارِ.) تثنية 33: 13-14

            فهذه الجملة تبين بوضوح أن موسى كان يؤمن أن القمر هو المتسبب فى استنبات البذور. ومن التوراة انتقلت هذه العقيدة إلى المسيحية، فيقول يسوع: (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.) يوحنا 12: 24

            أكاد ألا أصدق ما أقرأه! ألهذه الدرجة تأثر رب الأرباب عندكم بعبادة إله القمر؟
            وهو نفس ما فهمه بولس أيضًا: (36يَا غَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ.) كورنثوس الأولى 15: 36

            وهكذا آمنوا أن الموت يخرج من الحياة ، وأن الحياة تخرج من الموت. وعلى هذه المتناقضات نسبوا إلى الرب أنه خلق النور من الظلمة: (2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ.) تكوين 1: 2-3 ، وهو ما أوضحه جليًا بولس: (6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ،) كورنثوس الثانية 4: 6

            وهكذا كان الرب يسوع المخلِّص أيضًا بموته يومين وقيامته فى اليوم الثالث، إذ أحيا المؤمنين بقيامته من بين الأموات. وكذلك الإله تموز ، فبموته ونزوله إلى العالم السفلى كان سببًا لانبعاث الحياة. (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10

            لذلك تذهب دائرة المعارف البريطانية إلى أن "القالب الفكري لعقيدة التثليث هو يوناني الأصل، وصيغت فيه تعليمات يهودية، فهي من ناحية التركيب مركب عجيب للمسيحيين، لأن التصورات الدينية فيها مأخوذة من الكتاب المقدس، ولكنها مغموسة في فلسفات أجنبية. واصطلاحات (الأب والابن والروح القدس) تسربت من اليهود، والاصطلاح الأخير (الروح القدس) لم يستعمله المسيح إلا نادرًا".

            ويقول ليون جوتيه: "إن المسيحية تشربت كثيرًا من الآراء والأفكار في الفلسفة اليونانية، فاللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذى صبت فيه نظرية أفلاطون الحديثة، ولذا نجد بينهما متشابهات كثيرة".

            وقد انتقلت فلسفة اليونان عن طريق الاسكندرية حيث ظهر أفلوطين الإسكندرى (207م) وكان يقول بالثالوث (الله، العقل، الروح)، ولذا كان أساقفة الإسكندرية من أوائل المؤمنين بالتثليث والمدافعين عنه.

            ويقول كُتّاب "أسطورة تجسد الإله" بمثل ذلك فيقولون: "إن الاعتقاد بأن المسيح هو الله أو هو ابن الله أو تجسد فيه الله ليست سوى خرافة من خرافات الوثنيين وأساطيرهم الأولى".

            وإليك ما تقوله الأديان الوثنية عن إلهها نقلاً عن: (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى):

            مطابقة العقائد المسيحية للأديان الوثنية:
            إن عقيدة الثالوث لم تكن جديدة على المسيحية ، فقد سبقتها أمم بأكثر من أربعة آلاف سنة ، نادت بنفس عقيدة النصارى فى إلههم. فما يقولونه فى طبيعة الإله، وتكوينه، وولادته، وكيفية فدائه للعالم، وصلبه، وقد أرسل الله أنبياءه لهداية البشرية من هذه الوثنية ، وهذا الشرك. إلا أن الشيطان يأبى أن يدخل النار بمفرده ، ويُصر على إغواء البشرية.

            وفى القرن العاشر قبل الميلاد تبلور التثليث على نحو ما اتخذته النصرانية من المصريين القدماء، والبابليين، وليتفق مع أصحاب الديانات الوثنية بصورة تكاد تكون منقولة نقلاً حرفيًا ، لتتطابق مع ما قاله الهنود فى إلههم: (براهما- فشنو- سيفا)، وهؤلاء الثلاثة هم إله واحد.

            كما جاء في ابتهالات التقي أتنيس: "أيها الأرباب الثلاثة. اعلموا أني اعترف بوجود إله واحد، فأخبروني أيكم الإله الحقيقي لأقرب له نذري وصلاتي؟ فظهرت الآلهة الثلاثة وقالوا له: اعلم يا أيها العابد أنه لا يوجد فرق حقيقي بيننا، وأما ما تراه من ثلاثة فما هو إلا بالشبه أو الشكل، والكائن الواحد الظاهر بالأقانيم الثلاثة هو واحد بالذات".

            وقد وجد في آثار الهنود صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد تعبيرًا منهم عن الثالوث.

            وسرت عقيدة التثليث في الوثنيات القديمة كالمصرية المتمثلة في الثالوث (أوزيريس، ايزيس، حورس)، وكذا عند الفرس (أورمزد، متراس، أهرمان)، والاسكندنافيين (أووين ، تورا ، فري) والمكسيكيين (تزكتلبيوكا ، اهوتزليبوشتكي ، تلاكوكا)، ثم فلاسفة الإغريق الذين كانت وثنية النصارى أشبه بهم من سائر الوثنيات الأخرى، فقالوا بثالوثهم المكون من (الوجود، العلم، الحياة). عدا ذلك يوجد كثيرون يطول المقام بذكرهم.

            وحتى صيغة الأمانة التي انبثق عنها مجمع نيقية هي صيغة منحولة عن الوثنيات السابقة، فقد نقل المؤرخ مالفير عن كتب الهنود أنهم يقولون: "نؤمن بسافستري (الشمس) إله ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، وبابنه الوحيد آني (النار)، نور من نور، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، تجسد من فايو (الروح) في بطن مايا العذراء ، ونؤمن بفايو الروح المنبثق من الأب والابن الذى هو الأب ، والابن يسجد له ويمجد".

            فتذهب دائرة المعارف البريطانية إلى أن "القالب الفكري لعقيدة التثليث هو يوناني الأصل، وصيغت فيه تعليمات يهودية، فهي من ناحية التركيب مركب عجيب للمسيحيين، لأن التصورات الدينية فيها مأخوذة من الكتاب المقدس، ولكنها مغموسة في فلسفات أجنبية. واصطلاحات (الأب والابن والروح القدس) تسربت من اليهود، والاصطلاح الأخير (الروح القدس) لم يستعمله المسيح إلا نادرًا".

            ويقول ليون جوتيه: "إن المسيحية تشربت كثيرًا من الآراء والأفكار في الفلسفة اليونانية، فاللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذى صبت فيه نظرية أفلاطون الحديثة، ولذا نجد بينهما متشابهات كثيرة".

            وقد انتقلت فلسفة اليونان عن طريق الاسكندرية حيث ظهر أفلوطين الإسكندرى (ت 207م) وكان يقول بالثالوث (الله، العقل، الروح)، ولذا كان أساقفة الإسكندرية من أوائل المؤمنين بالتثليث والمدافعين عنه.

            ويقال أيضًا إن الوثنيات قد تسربت إلى النصرانية عبر روما ، فيقول ول ديورانت: "لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، عبادة الأم العظمى…".

            ويؤيد هذا الأستاذ روبرتسون في كتابه "وثنية المسيحيين" ويرى أن هذه المعتقدات وصلت إلى روما من الفرس عام 70ق.م.

            ويرى آخرون أن هذه المعتقدات انتقلت عن طريق الفكر الفرعوني القديم والذى انتقل إلى النصرانية بسبب ظروف الجوار.

            بينما يرى الأستاذ حسنى الأطير بأن التسرب لهذه الأفكار كان عن طريق طرسوس والتي كانت مدرسة كبرى للأدب الإغريقي، ونشأ فيها بولس، وانعكست تعاليمها فيه.

            ولما كان تسرب المعتقدات الوثنية إلى النصرانية حقيقة ساطعة كالشمس كان لا بد أن تعترف بها بعض الأقلام الجريئة المنصفة.

            فمن هؤلاء المهتدية إلى الإسلام مريم جميلة التي تقول: "لقد تتبعت أصول المسيحية القائمة فوجدتها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم أو الصورة".

            ونقلاً عن (الغفران بين الإسلام والمسيحية) للقس السابق إبراهيم خليل فيلبس راعى الكنيسة الإنجيلية وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط ص71 ، يقول العلامة بونويك فى كتابه (اعتقاد المصريين) ص404: ”وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين (الوثنيين القدماء هو قولهم بلاهوت الكلمة ، وأن كل شىء صار بواسطتها، وأنها (أى الكلمة) منبثقة من الله، وأنها الله. وكان أفلاطون الفيلسوف الأغريقى عارفًا بهذه العقيدة الوثنية وكذلك أرسطو وغيرهما. وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين ، ولم نكن نعلم أن الكلدانيين والمصريين يقولون هذا القول ويعتقدون هذا الاعتقاد إلا هذه الأيام“.

            ويقول أستاذ الحفريات جارسلاف كريني في كتابه "ديانة قدماء المصريين": "إن التثليث دخيل على النصرانية الحقة، وإنه مستورد من الوثنية الفرعونية".

            ويقول العلامة روبرتسون في كتابه "وثنية المسيحيين"، الذي تحدث فيه مليًا عن اقتباس عقائد النصرانية من الوثنيات فيقول: "يسرني أن أسجل أن من بين المسيحيين الذين تعرضوا لكتابي هذا بالنقد والمناقشة لا يوجد واحد عارض الحقائق التي ذكرتها به، تلك التي قادتني إلى أن أقرر أن أكثر تعاليم المسيحية الحالية مستعار من الوثنية".

            ويقول كُتّاب "أسطورة تجسد الإله" بمثل ذلك فيقولون: "إن الاعتقاد بأن المسيح هو الله أو هو ابن الله أو تجسد فيه الله ليست سوى خرافة من خرافات الوثنيين وأساطيرهم الأولى".

            وكعادة النصارى وولعهم بغريب النتائج يقول صابر جبرة وهو يقر بوجود التشابه بين تثليث النصرانية وتثليث قدامى المصريين، فيقول: "إن فكرة التثليث عند قدماء المصريين كانت نبوءة فطرية للتثليث في المسيحية".

            تعليق


            • #7
              وإليك ما تقوله الأديان الوثنية عن إلهها نقلاً عن: (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى):

              عقيدة التثليث:

              قال برتشرد: ”لا تخلو كافة الأبحاث المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثى (أى: الآب والابن وروح القدس)“ (ص 55)

              ولم يكن ذلك فى الأمم الوثنية فى الشرق فقط ، بل كانت أيضًا فى أوروبا ، فقد جاء فى كتاب سكان أوروبا الأول: ”كان الوثنيون القدماء يعتقدون بأن الإله واحد ، ولكنه ذو ثلاثة أقانيم.“ (ص 55)

              ويقول العلامة دوان: إذا ”أرجعنا البصر نحو الهند نرى أن أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتية هو التثليث ، أى: القول بأن الإله ذو ثلاثة أقانيم. .. .. وهى (برهما وفشنو وسيفا) ، ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الوحدة ، وهى: الرب والمخلِّص وسيفا ، ومجموع هذه الثلاثة الأقانيم: إله واحد.“ (ص 55)

              وكان برهما هو ”الممثل لمبادىء التكوين والخلق ، .. .. وهو (الآب) ، وفشنو يمثل مبادىء الحماية والحفظ ، وهو (الابن) ، .. .. وسيفا المبدىء والمهلك والمبيد والمعيد وهو (الروح القدس)“. (ص 56)

              ”ويدعونه: "كرشنا الرب المخلِّص ، والروح العظيم ، حافظ العالم المنبثق (أى المتولِّد) منه فشنو الإله الذى ظهر بالناسوت على الأرض، ليخلِّص الناس، فهو أحد الأقانيم الثلاثة التى هى: الإله الواحد“. (ص 56)

              وقال العلامة هيجنس: ”وكان الفرس يدعو (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومُخلِّص الفرس.“ (ص 63)

              وقال العلامة Bonwick : ”وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين – الوثنيين القدماء – هى قولهم (بلاهوت الكلمة)، وأن كل شىء صار بواسطتها، وأنها – أى الكلمة – منبثقة من الله ، وأنها الله. .. .. وكان بلاتو – أفلاطون عارفًا بهذه العقيدة الوثنية، وكذلك أرسطو، وغيرهما، وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين.“ (ص 63)

              وقال العلامة دوان: ”.. .. كان قسيسو ممفيس بمصر يعبرون عن الثالوث المقدس للمبتدئين فى تعلم الدين بقولهم: إن الأول خلق الثانى، والثانى مع الأول خلقا الثالث ، وبذلك تم الثالوث المقدس.“ (ص 61)

              وقال أيضًا: ”وسأل (توليسو) ملك مصر الكاهن (تينشوكى) أن يخبره: هل كان قبله أحد أعظم منه، أو هل يكون من هو أعظم منه؟ (ص 61)

              فقال له الكاهن: نعم، يوجد من هو أعظم منه وهو أولاً: الله ، ثم الكلمة ، ومعها روح القدس، ولهؤلاء الثلاثة طبيعة واحدة، وهم واحد بالذات، وعنهم صدرت القوة الأبدية .. فاذهب يا صاحب الحياة القصيرة!!“ (ص 61)

              ويقول العلامة دوان: ”ولا ريب أن تسمية الأقنوم الثانى من الثالوث المقدس (كلمة) هو من أصل وثنى مصرى دخل فى غيره من الديانات كالديانة المسيحية. و(أبولو) المدفون بدلهى يُدعى (الكلمة). وفى علم اللاهوت الإسكندرى الذى كان يعلمه (بلاتو) – أفلاطون – قبل المسيح بسنين عديدة: الكلمة هى الإله الثانى ، ويُدعى أيضًا ابن الإله البكر“. (ص 61-62)

              وقال أيضًا: ”وكان الأشوريون يدعون (مردوخ): الكلمة. ويدعونه – أيضًا – ابن الله البكر.“ (ص 63)

              ويقول العلامة Higginis: ”وكان الفرس يدعون (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومخلص الفرس“. (ص 63)

              وقال العلامة فسك: ”.. كان الرومانيون الوثنيون القدماء يعتقدون بالتثليث ، وهو الله أولاً ، ثم الكلمة ، ثم الروح القدس.“ (ص 65)

              ويذكر (دوان) نقلاً عن (أورفيوس) وهو أحد كُتَّاب اليونان وشعرائهم الذين كانوا قبل المسيح بعدة قرون – ما نصه: ”كل الأشياء عملها الإله الواحد مثلث الأسماء والأقانيم. وهذا التعليم الثالوثى أصله مصر ، وكثير من الآباء (رجال الكنيسة) فى الجيل الثالث والرابع قالوا: إن فيثاغورث وهيرقليطس وأفلاطون علموا التثليث ، وقد أخذوا فلسفتهم فى التثليث عن أورفيوس.“ انظر دائرة المعارف تشمبرس ، كلمة ”أورفيوس“. (ص 65)

              وكان الأشوريون والفينيقيون والاسكندنافيون والدرديون وسكان سيبريا والتتر الوثنيون وسكان الجزائر الأول والمكسيكيون يعبدون إلهًا مثلث الأقانيم. وهناك آثار وتماثيل وقطع نقود معدنية مازالت تشهد على هذا التثليث الذى كان منتشرًا لديهم. (ص 66)

              وقال اللورد Kingsborough: وكان المكسيكيون يعبدون إلهًا مثلث الأقانيم ، يُصوَّر أحدهما على يمينه والآخر على يساره. ”ولمَّا عُيِّنَ برتولومبو مطرانًا سنة 1445م أرسل القس هرمنديز إلى المكسيك؛ ليبشِّر بين الهندوس [يقصد بهم الهنود الحمر)] بالديانة المسيحية، وكان هذا القس عارفًا بلغة الهندوس، وبعد مضى عام على ذهابه، أرسل مكتوبُا إلى المطران المذكور يقول فيه: «إن الهندوس يؤمنون بإله كائن فى السماء، وأنه مثلث الأقانيم، وهو الإله الأب ، والإله الابن ، والإله روح القدس؛ وهؤلاء الثلاثة إله واحد. .. .. ويعبدون صنمًا ، يقولون عنه: إنه واحد ذو ثلاثة أقانيم ، وأنه ثلاثة أقانيم [فى] إله واحد»“. (ص67)

               عقيدة قتل الإله فداءً عن الخطيئة:

              قال العلامة دوان: ”إن تصور الخلاص بواسطة أحد الآلهة ذبيحة ، فداء عن الخطيئة ، قديم العهد عن الهنود الوثنيين وغيرهم. وذكر هذه التقدمة عند الهنود سابق لعصر الفديك Vedic ، وكتاب الركفدا يمثل الآلهة يقدمون (بروشا) – أى الذكر الأول – قربانا ، ويعدونه مساويًا للخالق.“ (ص 74)

              يقول العلامة M. William: ”كان الهنود يعتقدون بالخطيئة الأزلية ومما يدل على ذلك ما جاء فى تضرعاتهم التى يتوسلون بها بعد (الكياترى) ، وهى: إنِّى مذنب ، ومرتكب الخطيئة ، وطبيعتى شريرة ، وحملتنى أمى بالإثم ، فخلصنى يا ذا العين الحندوقية ، يا مخلص الخاطئين ، يا مزيل الآثام والذنوب.“ (ص 75)

              وقال العلامة (دوان) ما نصه: ”ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذى هو نفسه فشنو ، الذى لا ابتداء له ، ولا انتهاء ، قد تحرّكَ شفقة وحُنوّا ، كى يخلص الأرض من ثقل حملها ، فأتاها وخلَّصَ الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه.“ (ص 75)

              وقال العلامة هوك: ”ويعتقد الهنود [الوثنيون] بتجسد أحد الآلهة ،وتقديم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس والخطيئة.“ (ص 75)

              ويقول العلامة القس جورج كوكس: ”ويصفون (أى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتًا؛ لأنه قدم نفسه ذبيحة ، ويقولون: إن عمله هذا لا يقدر عليه أحد سواه.“ (ص 75)

              وقال دوان: ”فى جنوب الهند وتنجور، وفى أيونديا يعبدون إلهًا صُلِبَ، اسمه (بالى)، ويعتقدون بأنه (فشنو) تجسَّد ، ويصورونه مثقوب الجنب واليدين.“(ص76)

              وقال لبى هوك: ”إن بوذا فى [نظر البوذيين] إنسان وإله معًا ، وأنه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ، ويُبيِّن لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين، كما يعتقدون أن بوذا هو مخلِّص الناس.“

              ”ويدعون ”بوذا“ الطبيب العظيم ، ومخلص العالم والممسوح ، والمسيح المولود الوحيد ، وغير ذلك ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفِّر آثام البشر ، ويجعلهم ورثة ملكوت السموات ، وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ليخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر.“ (أيضًا ص 77)

              وقال العلامة ”بيل“: قال ”بوجانا“: ”سأتخذ جسدًا ناسوتيًا، وأنزل فأولد بين الناس؛ لأمنحهم السلام، وراحة الجسد، وأمحو أحزان وأتراح العالم. وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شىء من الغنى والسرور.“ (ص 77)

              وقال مكس مولر: ”البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا كل الآثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىّ ؛ كى يخلِّص العالم.“ (ص 77)

              وقال العلامة وليامز: ”.. .. الهنود تقول: ومن رحمته [أى بوذا] تركه للفردوس، ومجيئه إلى الدنيا ، من أجل خطايا بنى الإنسان وشقائهم ؛ كى يبرِّرهم من ذنوبهم، ويزيل عنهم القصاص الذى يستحقونه.“ (ص 78)

              وقال العلامة (دوان) نقلاً عن السر لكنسون: (إن تألم وموت أوزيريس هما السر العظيم فى ديانة المصريين وبعض آثار هذه العقيدة ظاهر فى ديانات الأمم [الأخرى]. ويعدونه [أى أوزيريس]: الصلاح الإلهى ، وجالب الفكر الصالح. وكيفية ظهوره على الأرض، وموته، وقيامته من بين الأموات، وأنه سيكون ديان الأموات فى اليوم الآخير ـ تشابه آلهة الهنود). (ص 79)

              وكان الفرس يدعون مترا ”الوسيط بين الله والناس، والمخلِّص الذى بتألمه خلَّصَ الناس ففداهم“ ويدعونه: ”الكلمة“ و”الفادى“ ، ويعتقدون أيضًا بأن زروستر المتشرِّع مُرسَل إلهى، أُرسِلَ ليخلِّص الناس من الطرق الشريرة، وإلى هذا الحين نرى أتباعه يدعونه زروستر ”الحى المبارك المولود البكر الواحد الأبدى“ وما شاكل ذلك من الألقاب، وأنه لما ولد ظهر نور أضاء الغرفة التى ولد فيها ، وأنه ضحك على أمه من حين ولادته ، ويدعونه ”النور الشعشعانى البارز من شجرة المعرفة الذى علق على شجرة“.“ (ص 81)

              والسوريون كانوا يقولون: إن تموز الإله المولود البكر من عذراء ، تألَّم من أجل النَّاس. ويدعونه المخلِّص ، الفادى ، المصلوب ، وكانوا يحتفلون فى يوم مخصوص من السنة تذكارًا لموته ، فيصنعون صنمًا على أنه هو ، ويضعونه على فراش ، ويندبونه ، والكهنة ترتل قائلة: ثقوا بربكم فإن الآلام التى قاساها قد جلبت لنا الخلاص. (ص 79)

              وقالت السيدة Jameson فى كتابها The History of our Lord: ”كان الميليتيون يمثلون الإله إنسانًا مصلوبًا مقيّد اليدين والرجلين بحبل على خشبة، وتحت رجليه صورة حمل.“ (ص 79)

              وقال دوان: ”وكان الوثنيون يدعون (بروميسيون) مُخلِّصًا ، كما يدعونه أيضًا الإله الحى ، صديق البشر ، المقدِّم نفسه ذبيحة لخلاص الناس.“ (ص 79)

              ويقول العلامة مورى: ”يحترم المصريون أوزيريس ، ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة.“ (ص 78)

              قال العلامة دوان: ”وكان الوثنيون يدعون (بوخص) ابن المشترى من العذراء: المخلِّص ، الابن الوحيد ، الذبيح حامل الخطايا ، الفادى ، وكانوا يقولون: ولما كثر الشر فى الأرض طلب بندورا وتوسَّل إلى المشترى سيِّد الآلهة كى يأتى ويُخلِّص الناس من الآثام والخطايا ، فاستجاب المشترى لهم وجعل ابنه مخلصًا للمذنبين فى العالم. وتعهَّد بوخص الفادى بتحرير الأرض من الأوزار ، وأنه سيعبده الناس ويرتلون التسابيح تمجيدًا لاسمه ، ومن أجل تتميم هذا العمل حلَّ الإله المشترى (سميل) العذراء البديعة ، فحملت ودُعيت والدة الإله. وقال بوخص الفادى للأمم: أنا مرشدكم وفاديكم ، أنا الألف والاميكا“. (ص 81)

              قال هيجين: كان سكان المكسيك والبيرو ”يعبدون إلهًا صُلبَ فداءً عن الخطيئة ، وأنهم كانوا يدعونه: ابن الله الفادى. وسكان اليوكاتان عبدوا إلهًا مصلوبًا فداءً عن الخطيئة ويدعونه ابن الله ، وقد وجدت جملة صلبان عليها صورة هذا الابن المصلوب فداءً عن الخطيئة.“ (ص 82)

               الظلمة التى حدثت عند موت المخلص الوثنى:

              يقول الهنود: إنه لما مات كرشنا مخلصهم على الصليب حدثت فى الكون مصائب جمة وعلامات متنوعة ، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء ، وأظلمت الشمس عن نصف النهار ، وأمطرت السماء نارًا ورمادًا ، واندلعت ألسنة اللهب ، وصارت الشياطين تُفسد فى الأرض، وشوهد عند شروق الشمس وغروبها ألوف من الأشباح تتحارب فى الهواء فى كل جانب ومكان!! (ص 87)

              ويقول Davids إن الهنود يقولون: لما ابتدأت الحرب ما بين بوذا مخلِّص العالم وأمير الشياطين، سقطت ألوف من النيازك الهائلة وامتدَّ الظلام، وتكاثف الغيم، حتى إن هذه الدنيا ببحارها وجبالها اهتزَّت كأنها نفس تقشعر ، وهاجت البحار من شدة الزلازل ، وعادت مياه الأنهار إلى ينابيعها ، ودُكَّت رؤوس الجبال بما عليها من الأشجار التى عمرت أجيالاً، واشتد هدير العواصف فى كل مكان، وكان صوت الاصطدام هائلاً، واحتجبت الشمس بظلام مدلهم، وملىء الفضاء أرواحًا هادرة!
              وقال هيجن: ”إن عُبَّاد المخلِّص بروسيوس يقولون إنه لما صُلب على جبل قوقاسوس اهتزت الكائنات ، وزلزلت الأرض ، واشتد دوى الرعد ولمعان البرق ، ومزق الرياح الشديدة ما فى الفضاء كل ممزق ، وهاجت الأمواج المخيفة ، وظهر كأن الكون آخذ بالإنحلال.“ (أيضًا ص 87)

              وقال جيبون Gibbon: إن الشعراء تيبلوس، وافد، ولوسبان، والمؤرخين: بلينى، وإبيان، وديون كاسيوس ، وجوليوس قالوا: لما قتل المخلِّص (اسكولابيوس) أظلمت الشمس، واختبأت الطيور فى أوكارها ، وطأطأت الأشجار رؤوسها حزنًا ، واغتمت قلوب الناس ، لأن شافى أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا.“ (ص 88)

              وهو نفس ما استعاره متى من هذه الأساطير: (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أيضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ.) متى 27: 50-52

              وقول مرقس: (33وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) 15: 33-34

               ولادة المخلِّص الوثنى من عذراء:

              يقول العلامة دوان والعلامة ألن: إن كرشنا معبود اليهود: ”يخالف كل الآلهة التى تجسدت لأنها لم يكن فيها إلا جزء من الألوهية ، أما كرشنا فهو نفس الإله فشنو ظهر بالناسوت.“ (ص 94)

              قال دوان أيضًا: ”والهنود يقولون إن كرشنا هو ابن العذراء النقية الطاهرة ديفاكى ويدعونها والدة الإله.“ (ص 94)

              قال بنصون: ”يقول البوذيون إن ولادة بوذا كانت هكذا: لما تجسَّدَ (كوتاما) بوذا نزلت قوة إلهية تُدعى روح القدس على العذراء (مايا)، وكان نزولها على شكل فيل أبيض. والتيكاسيون البوذيون يقولون: إن معنى الفيل الأبيض: الحكمة والقوة“ (ص98)

              ويعتقد سكان سيام بإله ولد من عذراء يدعونه "الإله المخلِّص" واسمه بلغتهم "كودم" ، وأمه فتاة عذراء حسنة المظهر ، أتاها الوحى من الإله فهجرت الناس ، وذهبت إلى الأحراج التى قل أن يجتاز بها الناس، وانتظرت الحمل بالإله.(ص98)

              يقولون أيضًا: إن بوذا كان منذ الأزل ونزل إلى الأرض، وولد من عذراء سوداء، ولكنها حسناء وبديعة الطلعة ، وبنو لعبادته هياكل كثيرة ويعبدونه على أنه إله متجسد ، ويدعون تلاميذه "المعلمين السماويين" ويعتقدون أن الكهنة هم أعظم الوسائط لنوال القداسة العامة، والخلاص،ويتضرعون إليه كخالق ومصوِّر السماوات والأرض ، ومما يعتقدونه أيضًا أن أمه وضعته من جنبها تحت شجرة. كذلك ولد الإله رع إله المصريين القدماء من جنب أمه، ليس مثل ولادة الناس. (ص 101)

              ويدَّعون أن بولو هو ابن الإله المشترى من الأم البشرية لاتوتا. ويقول الأفسيون إنه ولد تحت شجرة. كما يقول البوذيون عن بوذا ولاوكيون من أن أمه لاتونا استظلت تحت شجرة زيتون ووضعته ، ولما وضعته ابتهجت الآلهة فى أوليمبوس وضحكت وابتسمت السماء. (ص 101)

              ويقولون عن سيروس ملك الفرس: إنه من أصل إلهى ، ويدعونه المسيح أو الإله الممسوح. ويقولون عن أفلاطون إنه ابن الله ، وكانت ولادته فى أثينا سنة 429 قبل المسيح عيسى ، ويعتقدون أنه ولد من عذراء طاهرة نقية ، وأن إبريس الذى يقال عنه إنه أباه أنذر بحلم رآه فى المنام بأن لا يقترب منها ، ولا يمسها حتى تضع حملها ، لأنها حبلى من الإله أبولو!! (ص 103)

              وكذلك ولد فيثاغورث من أم حملت به من الروح القدس. وكذلك رأت والدة أبولونيوس أحد الآلهة يقول لها إنه سيلد منها ، وبعد مضى أيام وضعته ، ولما كبر صار من أعظم المعلمين، الذين عملوا العجائب والآيات، وتاريخه قبل المسيح عليه السلام ب 40 سنة. (ص 103)

              وكان سكان المكسيك قبل ذهاب كولومبو إليها بأجيال عديدة يعبدون إلهًا مخلصًا "كوتزلكوتل" ، ولد من عذراء بتول طاهرة ، وكانوا يقولون إنه أتى رسول من السماء وبشَّرَ أمه بحملها به بغير مضاجعة رجل ، واسم أمه "العذراء حويشبكثرال ملكة السماء". (ص 103)

              وكان اليونانيون يدعون والدة الإله: العذراء ”جونو“ (ملكة السماء) ، ويعبدونها معتقدين أنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد ، كما يعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء. (ص 107)

              وكان فى مصر من ألقاب الإلهة إيزيس أم الإله المخلِّص حورس: ”السيدة“ ، ”ملكة السماء“ ، ”نجمة البحر“ ، ”والدة الإله“ ، ”الشفيعة“ ، ”العذراء“. ويصورونها واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة ، كما يصوِّر النصارى مريم العذراء واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة. وسبق الوثنيون النصارى فى هذا التصوير بقرون عديدة. (ص 106)

              وعيد دخول المسيح إلى الهيكل وتطهير العذراء الذى يقع فى 2 شباط من كل سنة ، هو من أصل مصرى ، فقد كان المصريون يُعيِّدونه إجلالاً وتعظيمًا للعذراء نايث ، وفى ذات اليوم يُعيِّد النصارى هذا العيد. (ص 106)

               النجوم التى ظهرت عند ولادة الإله الوثنى:

              قال بنصون: ”لقد جاء فى كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشَّرَت السموات بولادة بوذا: نجم ظهر مشرقًا فى الأفق ، ويدعونه فى هذه الكتب المذكورة نجم المسيح“. (ص 111)

              ولما ولد كرشنا ظهرت نجومه فى السماء ، وقد دلَّ المتنبىء المنجم ناريد العظيم عليها ، وكافة الآلهة التى ظهرت بالناسوت دلت على ولادتها نجوم كوِّنت لأجلها. (ص 111)

              وقال ثورنتن: ”يعتقد الصينيون أنه عند ولادة "يو" المولود من عذراء ظهر نجم دلَّ عليه. و"يو" المذكور هو الذى أسس الدولة الأولى التى حكمت فى الصين.“ (ص 111)

              وكان الرومانيون واليونانيون يقولون بظهور نجم عند ولادة القياصرة ، ويقولون أيضًا أنه بموت أحد القياصرة يختفى نجم. (ص 111)

              ويقول الكتاب المقدس: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2

               جنود السماء الذين ظهروا يسبحون الإله الوثنى عند ولادته:

              جاء فى كتاب فشنوبورانا ما نصه: ”عندما كانت العذراء ديفاكى حبلى بحامى العالم ، مجَّدها الآلهة ، ويوم ولادتها عمَّت المسرات ، وأضاء الكون بالأنوار ، وترنمت آلهة السماء ، ورتلت الأرواح. ولما ولد "عون الجميع" شرعت الغيوم ترتل بألحان مطربة وأمطرت أزهارًا“ (ص 117)

              ومثل هذا يقولون عن ولادة بوذا،وأنه سمع سكان الأرض أنغام موسيقى مطربة، وأمطرت السماء أزهارًا وعطرًا، وهبَّ نسيم لطيف، وأضاء نور عجيب.“ (ص 117)

              وقال السرجون فرنسيس دافس: ”والصينيون يقولون: ظهرت علامات سماوية قبل ولادة كونفوشيوس الفيلسوف الصينى ، وفى المساء الذى ولد فيه سمعت أمه بأذنها نغم موسيقى سماوية، ولما ولد ظهر على صدره هذه الكتابة:"مُسِنٌّ الشريعة التى تُصلح العالم". والريشى واليفاس الساكنون على الأرض نادوا بفرح عظيم: "بهذا اليوم ولد بوذا لخير الناس ولإزالة جهلهم". وملوك السماء الأربعة قالوا:"الآن ولد بوذيستو واهب العالم المسرَّات والأفراح". ثم قال واجتمعت آلهة السماء ورتلت: "اليوم ولد بوذيستو على الأرض ليهب للناس فرحًا وسلامًا ، وينير الأماكن المظلمة، ويعطى العمى بصرًا".“ (ص 117)

              وقال فونبهنك: ”وصارت الأرواح التى أحاطت بالعذراء "مايا" وابنها المخلِّص تسبح وتبارك الواحد ، وتنشد: "لك المجد أيتها الملكة مايا ، فافرحى ، وتهللى ، لأن الولد الذى وضعتيه قدوس“. (ص 117)

              قال بتشرد: ويقولون لما وُلد "أوزيريس المخلص" سُمع صوت ينادى "ولد حاكم الأرض." (ص 117)

              وظهرت هذه الجند السماوية أيضًا عند ولادة يسوع: (13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».) لوقا 2: 13-14

              ويقول العلامة بونويك: ”ويقولون (المصريون القدماء): عند ولادة "أوزيريس" سُمع مناد يقول: ولد رب لنا اسمه أوزيريس ، وبعضهم يقول إنه بينما كانت امرأة ذاهبة لتملأ ماء لهيكل عمون بمدينة تيبس، سمعت هذا النداء، وأمرت كى تنادى به بأعلى صوتها، وهو سيولد الإله أوزيرس.“ (ص 118)

              ولما ولد أبوبو من العذراء "لاتونا" فى جزيرة ديلوس حدث ابتهاج عند الآلهة الأحياء فى أوليمبيوس ، وتبسَّمت الأرض ، وضحكت السماء. (ص 118)

              تعليق


              • #8
                 الاستدلال على الطفل الإله الوثنى وإكرامه بالهدايا:

                ومن الأقاصيص التى تُحاك حول كرشنا: أن هذا الطفل الإلهى وضع بمهد بين الرعاة ، وهم أول من عرف عظيم جلاله الدال على ألوهيته ، وعرفوا أنه المخلِّص الموعود به ، وأول من عرفه منهم هو نندا الراعى ثم رفقاؤه ، وسجدوا له. .. وقد أعطى الرعاة لكرشنا هدايا من خشب الصندل والطيب. (ص 123)

                ويقولون عن الطفل الإلهى بوذا: إنه عند ولادته زاره رجال حكماء ، وعرفوا علامات لاهوته ، ودعوه إله الآلهة. .. .. وقد أتى إلى العالم لتخليصه ، وليعلِّم الناموس، ويشفى الشيوخ والمرضى وأصحاب العاهات والأموات، ويخلص الواقعين فى شبكة الفساد الطبيعى ، ويفتح البصر الروحى ، الذى أعماه ظلام الجهل. (ص 123)

                ولما ولد "مسرا" مخلص العجم والوسيط بين الله والناس ، زاره الحكماء المدعوون مجوسًا ، وأعطوه هدايا من الذهب والطيب والحنظل. (ص 124)

                وبحسب رواية أفلاطون: ”أنه لما ولد سقراط (قبل المسيح ب 469 سنة) أتى إلى محل ولادته ثلاثة رجال مجوس من الشرق وأهدوه ذهبًا وطيبًا ومأكولاً مُرًَّا. (ص 12)

                أما بالنسبة ليسوع: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». ...... 7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أيضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 1-11

                 ولادة الإله الوثنى فى حظيرة بين الحيوانات:

                وُلد كرشنا فى غار ، وبعد ولادته وضع فى حظيرة غنم ، ورباه أحد الرعاة الأمناء. (ص 129)

                وهوتسى ابن السماء (عند الصينيين) تركته أمه وهو صغير ، وأحاطت البقر والغنم به ، وحمته من كل سوء باعتناء تام. (ص 129)

                وسكولابيوس ابن الإله المولود من العذراء "كودنيس" تركته أمه حينما وضعته بالجبل ، ووجده الرعاة فربوه ، واعتنوا به. وكذلك ربى الرعاة (رومولوس) ابن العذراء مايا عندما وجدوه على شاطىء نهر التيبر. (ص 130)

                وولد كرشنا تحت شجرة. (ص 130)

                وولد كل من أدونى ، ومترا مخلص الفرس ، وهرمس بن الإلهة العذراء مايا ، واتيس إله الفريجيين، وأبولو ابن الإله زيوس فى كهف أو مغارة (ص 130-131)

                ولما ولد بوذا أحاط بجسده نور سماوى ، وكذلك كان الإله باخوص ، وأبولو. بل نزل جند السماء عند ولادة أبولو وغسلته بماء صافٍ، ومنطقوه الذهب.(ص130)

                أما يسوع الإنجيلى: (15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.) لوقا 2: 15-20

                 تجسد الآلهة الوثنية من عائلة ملوكية وهربها عقب ولادتها:

                اعتقد الهنود والشعوب السابقة على المسيحية بتجسد الآلهة من سلالة ملوك. فقد قالوا ذلك عن بوذا وكرشنا وفشنو وكونفوشيوس وكذلك حورس وهركلوس وباخوص وبوسيوس واسكوبلايوس. واعتقدوا كذلك أن وراء مولد هؤلاء الآلهة ملوك أشرار تريد إهلاك هذه الآلهة وهى فى مهدها ، خوفًا على عروشهم. ومنهم كرشنا الذى أخذه الهنود ليلاً بعد ميلاده ، وهربوا به إلى بلاد بعيدة خوفًا من الملك الجبار الذى كان يريد قتله. ونفس الشىء قالوه عن الإله سلفاهانا، وبوذا، وحورس، وزورستر (مؤسس ديانة المجوس).

                 تجربة الشيطان للآلهة الوثنية:

                حاول الشيطان تجربة بوذا مرات عديدة أثناء صيامه عن الطعام والتنفس أيضًا ، وقال له: ”انتبه يا مارا (أى أمير الشياطين): أنا عالم أنى بمدة سبعة أيام أربح الكون كله ، لكننى لا أود مُلكًا كهذا ؛ لأن التمسك بالدين خير من ملك العالم. أنت تفكر بالشهوات الشريرة ، تروم إجبارى على ترك الناس بغير مرشد ، حتى لا يكونون فى مأمن من دهائك ، فاذهب عنى“ وركب الرب وسار مُصرًّا على قصده وأمطرت السموات أزهارًا ، وتخلل الفضاء روائح عطرية بديعة .. (ص 145)

                وجرب الشطان زورستر ووعده وعودًا عظيمة إذا أطاعه واعتمد عليه. وجُرِّبَ أيضًا "كوتزلكزتل" مخلِّص البرازيل المولود من عذراء ، وصام أربعين يومًا لما جربه الشيطان. (ص 145-146)

                وهو نفس ما قالوه عن يسوع الإنجيلى: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-12

                 نزول الإله الوثنى إلى الجحيم من أجل خلاص الأموات:

                اعتقد الكثير من الوثنيين أن آلهتهم نزلت إلى الجحيم لتخلص الموتى من ذنوبهم قبل صعودهم إلى السماء. فقد اعتقدوا أن كرشنا، وزورستر، وأدونيس، وباخوص، وهرقل ، وعطارد، وبالدور إله الإسكندنافيين، وكوتزلكوتل إله المكسيكيين، بل وكل الآلهة الوثنية الذين ظهروا بالناسوت ، وماتوا إما صلبًا أو قتلاً فداءً عن الخطيئة!! (ص 151)

                وكذلك قال بولس فى يسوع: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أيضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أيضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10

                وقال الكتاب أيضًا: (31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.) أعمال الرسل 2: 31

                وقال بطرس: (18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 19الَّذِي فِيهِ أيضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ) رسالة بطرس الأولى 3: 18-19

                وقال القديس كريستوم فى سنة 347 م: ”لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا كافر“. (ص 152)

                وقال القديس كليمندوس الإسكندرى فى أوائل الجيل الثالث الميلادى: ”قد بشَّرَ يسوع فى الإنجيل أهل الجحيم ، كما بشَّرَ به وعلَّمه لأهل الأرض ، كى يؤمنوا به ويخلصوا أينما كانوا. فإذا نزل الرب إلى الجحيم توفيقًا لبشارة الإنجيل ، أيكون نزوله من أجل الجميع ، أم من أجل اليهود خاصة؟ فإذا كان من أجل الجميع فكل من آمن به نجا ، وإن كان من أجل الأمم التى طالما اعترفت به هنالك تكون الطامة على غيرها.“ ووافق عليه القديس أوريجن ، فقال بنزوله إلى الجحيم!! (ص152)

                وقال بنزوله إلى الجحيم أيضًا القديس نيكوديموس فى إنجيله الذى لا تعترف به الكنيسة، وذكر الحديث الذى دار بينه وبين رئيس الشياطين فى الإصحاح 15 و17، الذى كان من أهل الجحيم ، وخلَّصَ من فيها من النساء والأطفال والرجال! (ص152)

                 موت الإله الوثنى وقيامته من الأموات:

                يعتقد الوثنيون فى الهند بقيام كرشنا من الموت وبصعوده إلى السماء بجسده ، وأنه أثناء صعوده إلى السماء صحبه أرواح من السماء ونور عظيم أضاء الأرض والسماء شاهده الناس. (ص157)

                كذلك فإن راما الذى هو فاشنو بعد أن أتم أعماله الأرضية قام من الموت ، وصعد إلى السماء، وعاد إلى لاهوته. وببركة اسم راما، والإيمان به تُغتفر الخطايا، وكل من يذكر اسمه ويسجد له بإخلاص عند موته تُغتفر ذنوبه كلها. (ص157)

                وكذلك اعتقد أتباع بوذا فيه، وقالوا إنه بعد أن أحياه الإله العظيم (مهاديو) تبدلت أحزان أهل الأرض والسماء إلى أفراح، وأزيل عنه الكفن، وفتح له القبر بقوة إلهية، وصعد بجسده إلى السماء بعدما أتم عمله. ويعتقد أتباعه أنهم بصلاتهم له يدخلون ملكوت السموات، ويصيرون معه كواحد، كما هو واحد مع منبع النور. (ص157)

                وبذلك قال الصينيون فى الأوكيون المولود من عذراء. وقال المجوس فى زورستر. وقيل نفس القول فى أوزيريس ، واسكولابيوس ، وأتيس ، ومتراث ، وباخوص، وهرقل، وممنون، ويلدور إله الاسكندينافيين، وكوتزلكوتل، والمخلص أدونى (ويدعى أيضًا تموز) وكان أهل الأسكندرية ، وسوريا واليونان يحتفلون بيوم قيامة الإله أدونى. (ص 158-161)

                وقال مهامى: ”إن محور التعليم الدينى عند الوثنيين فى مصر فى القرون الخالية هو الإيمان بقيامة الإله ، الوسيط الظاهر بالناسوت ، والمولود من عذراء من بين الأموات ، وأبدية تملكه لملكوت السموات ، وكانوا يعيدون عيد الفصح بفصل الربيع تذكارًا لقيام الإله المخلص أدونى من بين الأموات ، .. .. ويعتقدون أنه قدم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس ، وأنه مانح السلام والحياة ، وفاتح الحق!! (ص160)

                وبنفس الشىء قال المسيحيون عن يسوع الإله المتجسد المولود من عذراء غير مخلوق ، الذى فدى البشرية وحررها من الخطيئة الأزلية ، التى لم ترتكبها ولم تعرف عنها إلا من الكتب ، التى أنزلها هذا الإله ، وذلك عن طريق إعدامه صلبًا، وقيامته فى اليوم الثالث ، حيث أتت النساء فوجدن قبره مفتوحًا ، والحجر قد تدحرج من أمامه ، وداخل القبر الأكفان التى لفوه بها ، ولم يعثروا على جسده داخل القبر، وأخبروا أنه قام من الأموات. وقد حكت الأناجيل الأربعة هذه الحكاية بتفاصيل مختلفة تمامًا عن بعضها البعض. (راجع كتابى: البهريز فى الكلام اللى يغيظ).

                 مجىء الإله الوثنى المتجسد مرة أخرى إلى العالم:

                يعتقد الصينيون فى عودة فشنو الذى ظهر بالجسد باسم كرشنا مرة أخرى إلى العالم فى الأيام الأخيرة ، ويظهر فشنو بين الناس بهيئة فارس مُدجَّج بالسلاح ، وراكبًا على فرس أشهب ذى أجنحة .. .. وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر وتهتز الأرض وتسقط النجوم. (ص 167)

                وبذلك قال البوذيون فى بوذا ، وقال أيضًا المجوس فى زورستر وأنه سيعود بعد أف سنة، وقال أيضًا أهل المكسيك بعودة إلههم "كوتزلكوتل" ثانية. وينتظر أتباع بوخص مجيئه الثانى ليحكم على العالم ويعيد إلى الناس السعادة. (ص167-168)

                وبهذا يعتقد المسيحيون ، فقد قالت كتبهم: (27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أيضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. .. .. 29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.) متى 24: 27-30

                 مقابلة صريحة للنصوص الوثنية بالنصوص الإنجيلية عن يسوع:
                أولاً : ديانة مثرا الفارسية ويسوع:

                ديانة فارسية إزدهرت في فارس في القرن السادس ق. م.، ثم نزحت إلى روما، وصعدت فى أوروبا فوصلت مدناً شمالية في إنجلترا. ومن التشابه بين عقائد الديانتين وبين مثرا ويسوع ، أن:

                ـ كل منهما كان وسيطاً بين الله والبشــر.

                ـ ولد مثرا في كهف وولد عيسى في مزود البقر.

                ـ ولد كل منهما فى الخامس والعشرين من ديسمبر.

                ـ كل منهما كان له إثنا عشر حواريا".

                ـ كل منهما مات ليخلص البشر من خطاياهم.

                ـ كل منهما دفن وعاد للحياة بعد دفنه.

                ـ كل منهما صعد إلى السماء أمام تلاميذه .

                ـ كل منهما كان يدعى منقذا" ومخلصاً ، ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع.

                ـ كل منهما كان له أتباع يعمدون باسمه وقام عشاء مقدس في ذكراه .

                ثانيًا: ديانة بعل ويسوع:

                وهى ديانة بابلية انتقلت مع موجة الفتوحات البابلية إلى شمال الهلال الخصيب، وظل الكنعانيون يدينون بها. وفي كثير من الأحيان كان اليهود يتركون ديانتهم ويعبدون بعلاً ، ونهاية هذا الإله تكاد تكون هي الصورة التى صورت بها نهاية المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام: وهذه مقارنة منقولة بين محاكمة يسوع ومحاكمة البعل:

                محاكمة بعل محاكمة يسوع
                1- أخذ بعل أسيراً. أخذ عيسى أسيراً.
                2- حوكم بعل علناً. وكذلك حوكم عيسى.
                3- جرح بعل بعد المحاكمة. اعتُدي على عيسى بعد المحاكمة.
                4- اقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل. اقتيد عيسى لصلبه على الجبل.
                5- كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت. وقد طلب الشعب إعدام بعل، والعفو عن المذنب الآخر. وكان مع عيسى قاتل: "باراباس" حكم عليه بالإعدام، ورَشح بيلاطس عيسى ليعفو عنه كالعادة كل عام. ولكن اليهود طلبوا العفو عن "بارابا س" وإعدام عيسى.
                6- بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد، واضطرب الناس. عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء.
                7- حُرس بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه.
                8- الأمهات جلست حول مقبرة بعل يبكينه. مريم المجدلية، ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتحبان عليه.
                9- قام بعل من الموت وعاد للحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء. قام عيسى من مقبرته في يوم أحد، وفي مطلع الربيع أيضاً، وصعد إلى السماء.

                ثالثًا: ديانة الهنود ويسوع:
                ويكاد يُجمع العلماء على أنه لا فرق يُذكر بين الشخصية المحورية بين الديانتين.
                مايقوله الهنود عن إلههم
                مايقوله النصارى عن المسيح
                ولد كرشنا من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا ‏بسب طهارتها

                كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ،للعلامة دوان 278 ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب ‏طهارتها وعفتها.


                (انجيل مريم الاصحاح السابع)
                قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنا بن الله وقالوا : يحق للكون ان ‏يفاخر بابن هذه الطاهرة.

                كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329 فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك.


                (لوقا الإصحاح الثالث الفقرة 28 و29.)
                عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء .


                (تاريخ الهند،المجلد الثاني، ص317 و236) لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمة عرف ‏الناس محل ولادته.

                (متى الإصحاح الثاني ، العدد 3)
                لما ولد كرشنا سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح ‏وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة.

                كتاب فشنوا بوراناص502 (وهو كتاب الهنود الوثنيين) المقدس)
                لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من ‏السحاب أنغام مطربة.



                (لوقا الاصحاح الثاني العدد 13)
                كان كرشنا من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل ‏والفقر.


                (كتاب دوان السابق ص379) كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ‏ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار.

                (كتاب دوان ص279)
                وعرفت البقرة أن كرشنا إله وسجدت له

                (دوان ص 279) وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.

                (لوقا 2: 8-10)
                وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من ‏صندل وطيب.

                (الديانات الشرقية ص500، وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353) وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من ‏طيب ومر.

                (متى 2: 2)
                وسمع نبي الهنود نارد بمولد الطفل الإلهي كرشنا فذهب وزراه ‏في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي ‏يعبد.
                (تاريخ الهند ، المجلد الثاني، ص317) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ ‏المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ‏ملك اليهود.
                (متى 2: 1-2)
                لما ولد كرشنا كان ناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت ‏حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.

                (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثاني،من الكتاب الخامس) ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي ‏يدفع ما عليه من الخراج للملك.


                (لوقا 1: 17)
                ولد كرشنا بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.

                (التنقيبات الآسيوية ، المجلد الأول ص 259، وكتاب تاريخ الهند، ‏المجلد الثاني، ص310)
                ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية.

                (انظر تعداد نسبه في إنجيل متى ولوقا وبأي حال ولد)
                وسمع ناندا خطيب ديفاكي والدة كرشنه نداء من السماء ‏يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة ‏لأن الملك طالب إهلاكه.

                (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثالث) وأنذر يوسف النجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ ‏الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه.


                (متى 2: 13)
                وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنا الطفل الإلهي وطلب قتل ‏الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور ‏الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا.
                (دوان ص280) وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي وطلب قتله ‏وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ‏ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح. (متى الاصحاح الثاني)
                واسم المدينة التي ولد فيها كرشنا ، مطرا، وفيها عمل ‏الآيات العجيبة.

                (تاريخ الهند، المجلد الثاني، ص318، والتنقيبات الآسيوية ، المجلد ‏الاول ص 259) واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك ‏اليهودية هي، المطرية، ويقال أنه عمل فيها آيات وقوات ‏عديدة.
                (المقدمة على انجيل الطفولية ، تأليف هيجين، وكذلك ‏الرحلات المصرية لسفاري، ص136)
                وأتى إلى كرشنا بامرأة فقيرة مقعدة ومعها إناء فيه طيب ‏وزيت وصندل وزعفران وذباج وغير ذلك من أنواع الطيب ‏فدهنت منه جبين كرشنا بعلامة خصوصية وسكبت الباقي على ‏رأسه.

                (تاريخ الهند ، ج2، ص320) وفيما كان يسوع في بيت عتيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت ‏إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو ‏متكئ.


                (متى 26: 6-7)
                كرشنا صلب ومات على الصليب.
                (ذكره دوان في كتابه وأيضا كوينيو في كتاب الديانات القديمة) يسوع صلب ومات على صليب.
                (هذا أحد مرتكزات النصرانية المحرفة)
                ذكرته كل الأناجيل ورسائل بولس
                لما مات كرشنا حدثت مصائب وعلامات شر عظيم وأحيط ‏بالقمر هالة سوداء وأظلمت الشمس في وسط النهار وأمطرت ‏السماء نارا ورمادا وتأججت نار حامية وصار الشياطين يفسدون ‏في الأرض وشاهد الناس ألوفا من الأرواح في جو السماء ‏يتحاربون صباحا ومساء وكان ظهورها في كل مكان.

                (كتاب ترقي التصورات الدينية، ج1، ص71)
                لما مات يسوع حدثت مصائب متنوعة وانشق حجاب الهيكل ‏من فوق إلى تحت وأظلمت الشمس من الساعة السادسة إلى ‏التاسعة وفتحت القبور وقام كثيرون من القديسين وخرجوا من ‏قبورهم.




                (متى الصحاح 22 ، ولوقا أيضًا)
                وثقب جنب كرشنا بحربة .

                (دوان، ص282) وثقب جنب يسوع بحربة.

                (أيضا من كتاب دوان السابق،ص282)
                وقال كرشنا للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب ‏أيها الصياد محفوفا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة.

                (كتاب فشنو برونا ص612) وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبا معه : الحق أقول لك ‏إنك اليوم تكون معي في الفردوس.

                (لوقا 23: 43)
                ومات كرشنا ثم قام بين الأموات.

                (كتاب العلامة دوان ،ص282) ومات يسوع ثم قام من بين الأموات.

                (إنجيل متى ، الاصحاح 28)
                ونزل كرشنا إلى الجحيم.

                (دوان ص282) ونزل يسوع إلى الجحيم.
                (دوان 282، وكذلك كتاب إيمان المسيحيين وغيره)
                وصعد كرشنا بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.

                (دوان ص282) وصعد يسوع بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.

                (متى الاصحاح 24)
                ولسوف يأتي كرشنا إلى الأرض في اليوم الأخير ويكون ‏ظهوره كفارس مدجج بالسلاح وراكب على جواد أشهب ‏والقمر وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.
                (دوان ،ص282) ولسوف ياتي يسوع إلى الأرض في اليوم الأخير كفارس ‏مدجج بالسلاح وراكب جواد أشهب وعند مجيئه تظلم الشمس ‏والقمر أيضا وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.
                (متى الاصحاح 24)
                وهو (أي كرشنا) يدين الأموات في اليوم الأخير.

                (دوان 283) ويدين يسوع الأموات في اليوم الأخير.


                (متى الاصحاح 24، العدد 31، ورسالة الرومانيين، الاصحاح 14، العدد 10)
                ويقولون عن كرشنا أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما كان شئ ‏مما كان فهو الصانع الأبدي.

                (دوان 282) ويقولون عن يسوع المسيح أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما ‏كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي.

                (يوحنا 1: 1-3 ، وكورنثوس الأولى 8: 6، أفسس 3: 9)
                كرشنا الألف والياء وهو الأول والوسط وآخر كل شئ.

                (لم يذكر الباحث المرجع، وأعتقد أنه موجود في كتاب دوان) يسوع الألف والياء والوسط وآخر كل شئ

                (الرؤيا 1: 8 و11؛ 21: 6؛ 22: 13)
                لما كان كرشنا على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير ‏مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه، ونشر تعاليمه بعمل العجائب ‏والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأعمى وإعادة ‏المخلوع كما كان أولا ونصرة الضعيف على القوي والمظلوم ‏على ظالمه، وكان إذا ذاك يعبدونه ويزدحمون عليه ويعدونه إلها.

                (دوان ،ص283) لما كان يسوع على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير مبال ‏في الأخطار التي كانت تكتنفه، وكان ينشر تعاليمه بعمل ‏العجائب والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم ‏والأخرس والأعمى والمريض وينصر الضعيف على القوي ‏والمظلوم على ظالمه، وكان الناس يزدحمون عليه ويعدونه إلها.

                (انظر الأناجيل والرسائل ترى أكثر من هذا الذي ذكرناه)
                كان كرشنا يحب تلميذه أرجونا أكثر من بقية التلاميذ.

                (كتاب بها كافات كيتا) كان يسوع يحب تلميذه يوحنا أكثر من بقية التلاميذ.

                (يوحنا الاصحاح 13 العدد 23)

                وفي حضور أرجونا بدلت هيئة كرشنا وأضاء وجهه ‏كالشمس ومجد العلي اجتمع في كرشنا إله الآلهة فأحنى أرجونا ‏رأسه تذللا ومهابة تواضعا وقال باحترام الآن رايت حقيقتك ‏كما أنت وإني أرجو رحمتك يا رب الأرباب فعد واظهر علي في ‏ناسوتك ثانية أنت المحيط بالملكوت.


                (كتاب دين الهنود، لمؤلفه مورس ولميس، ص215) وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد ‏بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه ‏كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وفيما هو يتكلم إذا ‏سحابة ظللتهم وصوت من السحابة قائل هذا هو ابني الحبيب ‏الذي سررت له اسمعوا ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههخم ‏وخافوا جدا.

                (متى 17: 1-9)
                وكان كرشنا خير الناس خلقا وعلم باخلاص ونصح وهو ‏الطاهر العفيف مثال الإنسانية وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل ‏أرجل البرهميين وهو الكاهن العظيم برهما وهو العزيز القادرظهر ‏لنا بالناسوت.

                (دين الهنود لمؤلفه مورس ولميس ، ص144) كان يسوع خير الناس خلقا وعلم بإخلاص وغيره وهو الطاهر العفيف مكمل الإنسانية ومثالها وقد تنازل رحمة ووداعة ‏وغسل أرجل التلاميذ وهو الكاهن العظيم القادر ظهر لنا ‏بالناسوت.


                (يوحنا الاصحاح 13)
                كرشنا هو برهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من ‏أسراره العجيبة.

                (كتاب فشنو بورانا، ص492، عند شرح حاشية عدد3) يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر من ‏أسراره العظيمة الإلهية.

                (تيموثاوس الأولى الاصحاح الثالث)
                كرشنا الأقنوم الثاني من الثالوث عند الهنود الوثنيين القائلين ‏بألوهيته.

                (موريس ولميس في كتابه المدعو العقائد الهندية الوثنية، ص10) يسوع المسيح الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند ‏النصارى.

                (انظر كافة كتبهم الدينية وكذلك الأناجيل والرسائل، فهذه العقيدة الوثنية أحدى ركائز النصرانية اليوم)
                وأمر كرشنا كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يترك أملاكه ‏وكافة ما يشتهيه ويحبه من مجد هذا العالم ويذهب إلى مكان خال ‏من الناس ويجعل تصوره في الله فقط.


                (ديانة الهنود الوثنية ص211) وأمر يسوع كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يفعل كما يأتي : وأما أنت فمتى صلبت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل ‏إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك ‏علانية.

                (متى 6: 6)
                وقال كرشنا لتلميذه الحبيب أرجونا إنه مهما عملت ومهما ‏أعطيت الفقير ومهما فعلت من الفعال المقدسة الصالحة فليكن ‏جميعه بإخلاص لي أنا الحكيم والعليم ليس لي ابتداء وأنا الحاكم ‏المسيطر والحافظ.

                (موريس ولميس في كتابه ديانة الهنود الوثنيين ص212) فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل ‏شئ لمجد الله.





                (كورنثوس الأولى 10: 31)
                قال كرشنا أنا علة وجود الكائنات ، في كانت وفي تحل وعلي جميع ما في الكون يتكل وفي يتعلق كالؤلؤ المنظوم في خيط
                (موريس ولميس ، ديانة الهنود الوثنيين، ص212) من يسوع في يسوع وليسوع كل شئ، كل شئ كان به وغيره لم يكن شئ مما كان

                (يوحنا 1: 1-3)
                وقال كرشنا أنا النور الكائن في الشمس والقمر وأنا النور الكائن في اللهب وأنا نور كل ما يضيء ونور الأنوار ليس في ‏ظلمة.
                (موريس ولميس في ديانة الهنود الوثنيين، ص213) ثم كلمهم يسوع قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في ‏الظلمة.



                (يوحنا 8: 12)
                قال كرشنا أنا الحافظ للعالم وربه وملجئه وطريقه.

                (دوان، ص 283) قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي ‏الأب الأبي.

                (يوحنا 14: 6)
                وقال كرشنا أنا صلاح الصالح وانا الابتداء والوسط والأخير ‏والبدي وخالق كل شئ وأنا فناؤه ومهلكه.

                (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيي، ص213) وقال يسوع أنا هو الأول والآخر ولي مفاتيح الهاوية والموت.


                (رؤيا يوحنا 1: 17-18)
                وقال كرشنا لتلميذه الحبيب لا تحزن يا أرجونا من كثرة ‏ذنوبك أنا أخلصك منها فقط ثق بي وتوكل علي واعبدني ‏واسجد لي ولا تتصور أحدا سواي لأنك هكذا تاتي إلي إلى ‏المسكن العظيم الذي لا حاجة فيه لضوء الشمس والقمر الذين ‏نورهما مني.

                (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيين ، ص213) وقال يسوع للفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ، يا بني ‏اعطني قلبك والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليضيا فيهما ‏الخروف سراجهما.




                (متى 9: 2، الأمثال 23: 26 رؤيا يوحنا 12: 23)


                وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (30) سورة التوبة

                وبهذا ينتهى الرد على الجزء الأول من سؤال المذيعة للقمص وإجابته هو عليها. وتواصل المذيعة قائلة:

                تعليق


                • #9
                  تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح حوارها قائلة:


                  المذيع: هل معنى ذلك أن إخواننا المسلمين يخطئون عندما يقولون عنا أننا نعبد ثلاثة آلهه؟
                  الإجابة: بالتأكيد وحتى يحكم الإنسان على شئ يلجأ للتاريخ ولقد أيد التاريخ هذه العملية … فلقد كانت هذه البدعة فى القرن الخامس وبقى منها بعض الأشخاص من المعتقدين بذلك والإسلام كرر ما قالته المسيحية أن هذه العقيدة خطأ والإسلام شهد بذلك أن المسيح قال لا ونفى أننا نعبد ثلاثة آلهه هذا الموضوع لا يخصنا كمسيحيين .
                  ==================================================
                  عزيزى القمص زكريا بطرس: إذا كنت تنفى عن نفسك الشرك والتثليث، وتؤمن بإله واحد ، فهذه هى الفطرة ، ودين الأنبياء. لكن هل الإله الواحد الذى تؤمن به هو واحد أحد ، فرد صمد؟ لا. هل هو واحد غير مركب من ثلاثة أقانيم؟ لا. فعلى أى أساس حسبت أن الثلاثة واحد؟

                  إن إلهك الذى تؤمن به يتكوَّن ، أكرر يتكوَّن ، من ثلاثة يشتركون معه فى هذه الألوهية. كل منهم إله ، وكل منهم أزلى ، وكل منهم كلى الوجود. الأمر الذى يُثبت أنك لا تستوعب هذا التثليث، وغير قادر على الإيمان به؟

                  لماذا تتمحَّك فى التوحيد والوحدانية عزيزى القمص وأنت مشرك مع الرب ابنًا وروح قدس، وكل منهما أيضًا إله مثل الأب مساوٍ له فى الألوهية والربوبية والقدرة والعظمة والقداسة؟ صارحنا: هل أنت فى شدة الحرج لهذه الدرجة من ثالوثك؟ أقول ثالوثك أى ثلاثة. والعجيب أن هذه هى المحاضرة الرابعة لك للتحدث عن الثالوث وتثبته عقليًا ، ومازلت تتحدث فى موضوعات جانبية ، ولم تثبت ما عقدت المحاضرات من أجله!!

                  ويجب على أن أذكرك بقانون الإيمان ، ثم عليك أن تخبرنا كيف يكون الثلاثة آلهة إلهًا واحدًا؟ وعليك أن تأخذ فى الاعتبار أننى سأقتبس فقط ما يُشير إلى التثليث، وأنهم ثلاثة آلهة ، أما قولكم بعد التثليث أنهم واحد فلن أذكره ، لأنه مناف للعقل، والمطلوب منك أن تثبت كيف يكون هؤلاء الثلاثة واحد.

                  فقانون الإيمان النيقاوى يثبت فقط وجود إلهين اثنين ، فلم يكن الروح القدس قد اعتُمِدَ إلهًا بعد. وتم هذا عام 381م فى مجمع القسطنطينية. يقول:

                  1- (نؤمن بإلهٍ واحد) فهذا هو الأول. الإله الخالق.

                  2- (وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله،) وهذا هو الإله الثانى.

                  3- (إله من إله، نور من نور.) ألا يثبت هذا وجود إلهين؟

                  4- (إله حق من إله حق.) ألا يثبت هذا وجود إلهين؟

                  لكن نسألك نيابة عن أتباعك ، الذين يُحرجون أن يسألوك مثل هذه الأسئلة ، لئلا يتعرضون للإضطهاد ، والحرمان الكنسى: ما معنى إله من إله؟ ألا يُشير ذلك إلى خروج إله من إله آخر؟ يعنى المحصلة هى وجود إلهين.

                  ألا تقولون على الآب إله؟

                  ألا تقولون على يسوع إله؟

                  ألا تقولون على الروح القدس إله؟ فهل عدد هؤلاء الآلهة واحد أم ثلاثة؟

                  وفى قانون الإيمان الأثناسى يشرح بوضوح أنهم ثلاثة آلهة ، على الرغم من أنه يقول بعدها إن هؤلاء الثلاثة ليسوا ثلاثة ولكنهم إله واحد:

                  (9) الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود.

                  (10) الآب سرمدٌ، والابن سرمد، والروح القدس سرمد.

                  (15) وهكذا الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله.

                  (17) وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب.

                  ومعنى ذلك أنهم ثلاثة آلهة، وثلاثة أرباب، ولكنهم أزليين، وغير محدودين. لكن لا تقل ثلاثة ، بل قل إن هؤلاء الثلاثة واحد. ولا تسأل كيف؟ فهذه مسألة إيمان تُدافع عنها باستماتة ، وتموت من أجلها ، لكن لا تحاول أن تفهم، لأن الخطورة كل الخطورة فى فهم هذا الدين: (5تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.) أمثال 3: 5

                  يقول الفصل الثالث عشر من كتاب (علم اللاهوت النظامى) الذى ألفه القس جيمس أنس وراجعه الدكتور القس منيس عبد النور ونقحه وأضاف عليه بشأن الفرق بين التوحيد الخالص والثالوث:

                  (إنه يرفع شأن اللاهوت ويوضح كمالاته، فالتوحيد دون التثليث يحصر اللاهوت ويجعله في غاية الانفراد، خالياً من كل موضوع للمحبة أو من إمكان المعاشرة أو من خواص السعادة التامة. فالواحد الفرد من كل وجهٍ لا يقدر أن يحب غير نفسه، وليس في محبة النفس سعادة تامة. فنرى في تشاور الأقانيم الثلاثة واتحادها، ومحبة أحدها للآخر ما يجعل في اللاهوت كل مقتضيات السعادة الأزلية. ولو لم يكن الله واحداً في ثلاثة أقانيم لما كان له سوى مخلوقاته لتكون موضوع محبته! فقد التزم منكرو التثليث أن يجعلوا الخلق لازمًا لكمال سعادة اللاهوت، أو أن يفرضوا أن الله لم يكن وحده منذ الأزل، أو أن العالم أزلي على رأي مؤلّهي الكون. أما الكتاب المقدس فيعلن وجود الله الواحد بأقانيمه الثلاثة منذ الأزل، ويجعله كاملاً في نفسه شاملاً كل لوازم السعادة التامة.)

                  ((4) يجعل التثليث الله مثالاً للحياة البشرية في ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والشركة والأُلفة والأُنس، وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة والألفة والاتحاد. .. .. ..)

                  فالتعبيرات الآتية يستحيل عليها أن يكون هؤلاء أناس يعتبرون الرب واحد. إنه الحياء الذى يمنعهم من الاعتراف بالثلاثة! إنه الخوف من أن يترك شعبهم هذا الدين ويضيع نفوذ رجال الكنيسة:

                  1- فالتوحيد دون التثليث يحصر اللاهوت ويجعله في غاية الانفراد

                  2- فالواحد الفرد من كل وجهٍ لا يقدر أن يحب غير نفسه

                  3- فنرى في تشاور الأقانيم الثلاثة واتحادها، ومحبة أحدها للآخر

                  4- غير المثلثين (يفرضوا أن الله لم يكن وحده منذ الأزل)

                  5- (يجعل التثليث الله مثالاً للحياة البشرية في ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والشركة والأُلفة والأُنس، وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة والألفة والاتحاد. .. .. ..)

                  http://answering-islam.org.uk/Arabic...chapter13.html

                  هل أثقل عليك لو طالبتك أن تقرأ هذه النقاط الخمس مرة أخرى؟ فكيف يحب أحدهما الآخر لو هم واحد فقط؟

                  كيف ستكون هناك محبة بين الفرد وغيره إلا بوجود آخر معه؟

                  كيف سيكون أُنس بين الشخص ونفسه؟

                  كيف ستكون هناك شركة وألفة ومحبة بين الشخص ونفسه؟

                  إذن عليك أن تنسى هذه الأوهام ، التى تخترعونها وتقنعون أنفسكم بها. فالقرآن نزل يُحارب الشرك والكفر ، مهما كانت مسمياته ، ومهما كان عدد الآلهة التى تتحد فى أقنوم من الأقانيم. وأنت تمتدحه فى ذلك بصورة ضمنية ، حيث تُحارب أنت التثليث الوثنى والشرك، ولكن بالطبع تمتدح ثالوثك وتعتبره أصل التوحيد.

                  * * *
                  تواصل المذيعة:
                  المذيع: ياليت أن تصل إليهم هذه المعلومة لأننا نُتهم كثيراً وكأن الآية تنطبق علينا ؟
                  الإجابة: لو كان كلامك هذه صحيحاً أنهم يتهموننا بذلك ففى الحقيقة بعض من أخواننا المسلمين لا يريدون أن يفهموا، والأخ المسلم يريد فقط أن يعترض وأنا كما قلت سابقاً أنه يخاف أن يفتح ذهنه ويفهم لئلا يصل إلى الحقيقة والتى قد تكون ضد اعتقاده فدائماً يقفل أبوابه ويغلق أذنيه ويتكلم دائماً فقط، ولا يوجد عنده استعداد حتى يسمع وإذا سمع لا يريد أن يفهم وإذا فهم فهو غير مستعد أن يقبل ولكن يعترض ويحتد ويغضب لكن بالتأكيد يوجد قطاع كبير جداً من أحبائنا المسلمين نشكر ربنا من أجلهم لأنهم كانوا يريدون أن يصلوا إلى الحقيقة .
                  ولكن إحنا نتقرب من أحباءنا المسلمين ونزيل ما رسبه الزمن من فرقة ونقول لهم يا جماعة تعالوا إلى كلمة سواء … إحنا بنؤمن بكده هل هناك عيب فى إيماننا؟؟
                  ==============================================
                  عزيزى القمص: أنت الذى لا تريد أن تفهم! أنت تقص الآية من السياق ، وسأضع لك الآيات كاملة لتعرف أن الموضوع الأساسى فى الآية هو الثالوث، الذى تؤمن أنت به. أى أنت المقصود بها. معذرة أنت والمذيعة، وكل من يؤمن بالثالوث: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) المائدة 72-77

                  عزيزى القمص: لقد تدرجت الآيات فى تكفيرك وتكفير كل من يعتبر المسيح إلهًا، ولم تقف عند هذا الحد من أجل المجادلين والمراوغين ، بل لقد كفرت الآية التى تلتها القائلين بالتثليث، وتثبت لأنه لا إله إلا إله واحد، وتتوعد المصرين منهم على هذا الكفر بعذاب أليم. ثم دعاكم الله تعالى إلى التوبة واستغفاره ، إذن القول بالتثليث كفر ، وذنب كبير يجب الرجوع عنه والتوبة منه، سواء قلتم بعد التثليث إنهم واحد أو عشرة، فلا بد لك أن تقر أنه لا يوجد إلا إلهًا واحدًا هو الخالق ، وهو البارىء ، وهو القوى، وهو الغفار وهو الديَّان ، وهو المحيى ، وهو المميت ، وهو حى لا يموت. أليس الإله الذى تؤمن به قد مات؟ فهذا إذن ليس بإله. وكل هذه الصفات التى ذكرتها لك لا يتمتع بها أقنوم واحد من الثلاثة، بل توزَّع على الثلاثة. فأحدهما الخالق ، والآخر هو الفادى والحكمة والعقل ، والثالث هو واهب الحياة.

                  من أجل هذا اخترعتم أنتم وجود طائفة تُدعى المريميين ، وأرجعتم أصولها إلى كتاب أسميتموه (القول الإبريزى ونسبتموه للمقريزى) لتنصبُّ الآية عليهم فقط.

                  ثم أقرت الآية أن عيسى  كان رسول الله، وكانت أمه صديقة، وكانا يأكلان الطعام ، يتبولان ويتبرزان، ويحتاجان للماء أو ورق الأشجار أو شيئًا آخرًا ينظفان به أنفسهما ويتطهران من هذه النجاسات. فهل الذى يحتاج لغيره لينظفه بإله؟ وهل تتخيل إلهك نجسًا لبرهة من الزمان ، على الأقل حتى ينظف نفسه؟

                  عزيزى القمص: لا تخدع نفسك وتخدع من يتبعك. هل امتدح القرآن ثالوثك؟ ألا تجعلون المسيح إلهًا مع الآب؟ ألا تجعلون الروح القدس إلهًا من الآب والابن؟ فما هو الشرك إن لم يكن هذا هو الشرك بعينه؟

                  ثم تواصل الآيات ويرشدكم الله تعالى إلى الحق: قائلاً: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، أى كيف تعبدون عيسى  وهو لم يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا؟ وهل الذى لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا يمكنه أن ينفعكم أو يضركم؟ إن فاقد الشىء لا يعطيه! إن الفقير لا يمكنه أن يغنيك! إن الضعيف لا يمكنه أن ينصرك! فماذا يمكنه أن يفعل إذن لكم؟ هل استطاع أن يدفع الموت أو الإهانة عنه ، بالرغم من صلاته ودعائه وبكائه لله أن يذهب عنه كأس الموت؟

                  اقرأ الآيات التى تدل على فقر يسوع وضعفه وإهانته، ثم أخبرنى بأى صفة استحق هذا الرجل الألوهية والتأليه:

                  كان إلهك فقير: (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) متى 8: 20

                  بل لم يكن عنده حتى القبر الذى سيدفن فيه: (59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 59-60

                  كان إلهك يهرب من اليهود: (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1

                  (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... ) يوحنا 11: 53-54

                  (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59

                  استهزأوا بإلهك وضربوه وبصقوا على وجهه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31

                  مات إلهك: وفى النهاية مات الإله القوى الذى ترتعد منه السماوات والأرض ، الإله الجبار فى القتال ، الإله الذى لا تطيق الأمم غضبه!(50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 50

                  فبأى حق يكون يسوع إلهًا مع الله وهو ربه الذى أحياه من الموت؟ (26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ [أقام عبده فى تراجم أخرى منها ******ية] يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ) أعمال الرسل 3: 26 ، (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل13: 30

                  وفى الحقيقة أنصحك أن تعبد الحى القيوم إلى الأبد، الذى له وحده عدم الموت، الذى يحيى الكل، وأحيا يسوع. وهذه النصيحة ليست شخصية ، لكن كتابك يأمرك بهذا: (أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)تيموثاوس الأولى 6: 13-16

                  * * *

                  تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح:
                  المذيع: فى الحقيقة أنا أتذكر منذ الطفولة شربنا معلومات مع اللبن حتى وصل إلى النخاع أن المسيحية كفر وشرك بالله وأرجو أن توضح ذلك وهل هذا صحيح؟
                  الإجابة: وهذا هو الهدف من هذه البرامج أن نقترب من الفكر الإسلامى ونقول له هذه هى مسيحيتنا خالية من الشرك والكفر بالله وأنا أشكركم من أجل برنامجكم المعد لذلك حتى نصل إلى أحباءنا المسلمين.
                  ==========================================
                  لا تعليق إلا جزء من قصيدة الإمام البوصيرى:
                  ليت شعرى هل الثلاثة فى الوا حد نقص فى عدكم أم نماء
                  أإلـه مـركـب مـا سمعنـا بـإلـه لـذاتـه أجـزاء
                  ألكل منهم نصيـب من المـلك فـهـلا تـميـز الأنصباء
                  أتـراهـم لحاجة واضطـرار خلطوهم وما بغـى الخلطاء
                  أهو الراكـب الحمار فيا عجز إلـه يـمـسـه الإعـيـاء
                  أم جميـع على الحمار لقد جل حـمـار يـجمعـهم مشـاء
                  أم سواهم هو الله فما نـسـبة عـيسـى إليـه والإنتـهـاء
                  أم أردتـم بهـا الصفـات فلم خـصت ثلاثة بوصفه وثنـاء
                  أم هـو الإلـه مـا شـاركته فى معـانـى النـبوة الأنبيـاء
                  قتـلتـه اليهود فيمـا زعمتـم ولأمـواتـكـم بـه إحـيـاء
                  * * *
                  يواصل القمص مع مذيعته:
                  المذيع: هناك أيضاً تكملة للآية : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة نرجو إيضاحاً أكثر.
                  الإجابة: هذا الفكر ينفى وجود تزاوج بين إله وإله مؤنث وإنجاب ، لذلك فى سورة الأعراف آية 101 يقول : بديع السماوات والأرض أنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبه أى زوجة .. وهذا الفكر ينفيه الإسلام وتنفيه المسيحية أيضاً … وفى سورة الإخلاص قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . بمعنى أحد مساو له ونحن لا نقول أن الله يلد ويولد …
                  ولا يوجد عندنا مفهوم الولادة الجسدية التناسلية ولسبب بسيط جداً نحن نؤمن أن الله روح .. فكيف يتزوج ويخلف وما إلى ذلك وفى سورة المائدة آية 73 : يقول لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وذلك هو إيمان المسيحية ونحن نقول أنه إله واحد وليس ثلاثة ألهه ولكن إيماننا أن الله له وجود وعالم وحى ولا أحد ينكر ذلك .
                  ===============================================
                  أسمع كلامك يعجبنى ، أفكر فيه يخْبلنى
                  أشوف صلاتك فى الكنيسة تربكنى ، أشوف سجودك للفطير يحزنى
                  أقرأ رأيك فى التوحيد يضحكنى ، أقرأ عن مصيرك فى الآخرة يؤلمنى

                  عزيزى القمص زكريا بطرس: أنت تؤمن أن الله روح لا يُرى ولا يتزوج، ولا يأكل، ولا يشرب.هذا أيضًا ليس بإيمان صحيح ، لأن الله هو خالق الروح ، وتعود الروح إليه عند موت الإنسان، تمامًا مثل روح يسوع: (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 45-50 ، (وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30 ، (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي».) لوقا 23: 46

                  إضافة إلى أن يسوع الذى تؤلهه كان يأكل ويشرب، وما يترتب على ذلك، ويتسخ جسده ويحتاج لنظافة. والرب المعبود بحق ليس له جسد. وبعد ذلك لا قيمة للجسد، لأنه سيصبح رمة ودود: (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود) أيوب 25: 8

                  فكيف أصبح الإله جسدًا يُرى ، ويأكل ويشرب؟ ألم يقل: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وقد ولد يسوع من امرأة، أى معنى ذلك أنه جسد وليس إله؟ ولكن الله هو ربه خالق الجسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17

                  ونفى الله أن يكون الإله إنسان ، فقال: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19 ، أى الأفعال الحوادث التى تُنسب للبشر، لا يجب أن تُنسب لله ، لأنه ليس بإنسان.

                  وقال: (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)حزقيال28: 9

                  وقال: (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2

                  وقال: (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9

                  وقال عن الإنسان إنه فارغ وعديم الفهم ويولد كجحش الفرا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12

                  وأنه ليس للرب مزية على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

                  فهل بعد كل هذه الإهانات وتصوير الإنسان بصورة الشخص المهزَّأ والغبى وتشبيهه بالبهيمة وبجحش الفرا ، يتخذ الرب جسدًا إنسانيًا؟ ألا يُهين الإله نفسه بين عبيده لو فعل ذلك؟ أعتقد أن كل مؤمن سيوافقنى أن الإله لا يصبح إنسانًا أبدًا، ولا الإنسان يصبح إلهًا!!

                  وعلى الرغم من كل هذا أقر يسوع أنه إنسان ، أى نفى عن نفسه الألوهية ، لأن الله قدوس، لا يُهان! فقال: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40

                  وطالما أنه كان له عظام ولحم فهو ليس بإله. وقد أفهمهم وأفهمكم ذلك ، عندما ظهر مرة أخرى بعد موت المصلوب، فظنوا أنه روح رجع من الموت، فأفهمهم أنه بشر سوى، وأراهم يديه ورجليه ، بل أكل أمامهم ، حتى لا يأتى يوم ، يدعى عليه إنسان ما بالألوهية، لأن الإله لا يأكل ولا يشرب: (36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 36-43

                  وحيث رآه الناس فهو ليس بإله ، لأن الرب كما تؤمن روح ، والروح لا يراه أحد: (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18

                  ويأمرك يسوع عزيزى القمص أن تؤمن أن يسوع قد جاء فى الجسد أى كان بشرًا سويًا ، وليس بإله. فيقول لك: (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى4: 2-3 ، لأن الذى له جسد ليس بإله: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17

                  وأعتقد أنك من الأدب الجم مع ربك بحيث لا تنزله منزلة الإنسان المشبه من قبل الرب بالبهيمة وبجحش الفرا (الجامعة 3: 19-20) و(أيوب 11: 12)!!

                  عزيزى القارىء:

                  هل لاحظت أن القمص زكريا يقول (لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وذلك هو إيمان المسيحية). لماذا تؤمن أنت الآن بالله ، الذى تدعى أن اسمه مشتق من إله القمر؟ ألم أقل لك إنها تماحيك!! ثم منذ متى ويتخلى المسيحى عن إيمانه بالثالوث؟ منذ متى ويتخلى المسيحى عن القول بأن الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله؟ وأى منهم هو ثالث ثلاثة!! هل كفرت بالمسيحية والتثليث؟ أم تتبع طريق بولس فى الكذب ليزداد مجد الرب؟

                  (لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ) أعمال 17: 23

                  (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً.23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ)كورنثوس الأولى9: 19-23

                  (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                  لا تكذب عزيزى القمص ، فلن ينفعك الكذب فى الآخرة! سيطردك يسوع من أمامه ، واصفًا إياك أنك فاعل الإثم! لأنك اتخذته إلهًا أو ربًا!: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23

                  فما هو إلا رسول الله: يوحنا 6: 38 (لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي)

                  يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)

                  يوحنا 7: 28-29 (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)

                  يوحنا 8: 16-18 (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)

                  يا زكريا: هذان شاهدان: الآب الذى أرسله ، وهو يشهد لنفسه. أى هو والآب اثنان وليسا واحدًا. فلو هما شخص واحد ، لكان يسوع نصاب وكذاب يكذب على مستمعيه ويغشهم ، الأمر الذى ينفى عنه أيضًا الألوهية.

                  يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)

                  * * *

                  تعليق


                  • #10
                    تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح قائلة:
                    المذيع: إذن هذه الآية توضح لأحبائنا فى الإسلام أنها لا تخصنا لا من قريب ولا من بعيد ونحن نؤيد فعلاً كل الآيات السابقة الواردة فى القرآن .
                    الإجابة: وعلى ذلك نستطيع القول أن لا إله إلا الله ولا شريك له .
                    ==============================================
                    فمن هو هذا الإله الذى لا شريك له؟ هل تقصد به الإله الذى اشتق اسمه من إله القمر؟ أم تقصد به يسوع أم أبيه أم روحه القدس أم الثلاثة؟ فلو أنت اخترت الإله الذى تؤمن أن اسمه اشتُقَّ من اسم إله القمر، لكنت من الكافرين! ولو اخترت عضوًا واحدًا من الثالوث وكان هو الإله الذى لا شريك له، لكنت أيضًا من الكافرين فى عرف دينك لأنك لا تؤمن بالثالوث! ولو اخترت الثلاثة لكنت من المشركين الكاذبين، الناكرين للثالوث!!

                    ولماذا تتجنب عزيزى القمص ذكر يسوع صراحة؟ ومن هو الرسول الذى أرسله الله لكم لتشهد له أنه رسول الله إليكم؟ فلو ترجمنا إيمانك فسوف تكون الصيغة التى يجب عليكم قولها: نشهد أنه لا إله إلا يسوع ، وأن يسوع رسول الله!! طلاسم!! وخداع لأنفسكم ولغيركم!!

                    لكن ما الذى يقف أمامك لتشهد أنه لا إله إلا الله ، الذى كان عيسى يعبده، وأن عيسى عبد الله ورسوله كما قال عيسى  نفسه؟ أليس هذا هو قول الكتاب الذى تؤمن بقدسيته؟ اقرأ ما قاله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4

                    ولا يمكن أن يكون رسول أعظم من مرسله، أى الله الذى كان يسوع يتضرع إليه، ويصلى له ، ويبتغى مرضاته هو رب العالمين ، وربه، وهو أعظم من يسوع. فلماذا تعبد العظيم، إذا كان هو يعبد الأعظم؟ (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16 ، (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28

                    لكن هل من الممكن أن يكون يسوع هو الإله الذى لا شريك له؟ إن هذا من المُحال عقلاً ونقلاً!! فالرب إلهه هو العضو الرئيسى فى الثالوث ، فهو الذات ، وهو الإله الخالق، الذى خلق يسوع ، والذى انبثق منه الروح. فهو الأصل. والمثل يقول لك: على الأصل دوَّر!

                    أما الابن فهو الذى فدى البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها، أى قام بعمل لا قيمة له. وقد نهاكم الرب عن القول بتوارث الخطيئة ، أو يتحمل الابن إثم الأب، أو العكس. (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, ..... 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, ...... 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ ...... 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. ...... بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. ...... 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. ........ 26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-28

                    والروح هو المحيى والمطهر للنفوس. وكلهم شركاء فى الإله المُجمَّع. لأنه لا يبغى أحدهم على الآخر، ولا يقوم أحدهم بعمل الآخر. فكيف يكون هناك إله واحد فقط؟ فلو كان هناك إلهًا واحدًا لكان هذا الإله عاجزًا ، لأنه لا ستطيع أن يقوم إلا بعمله فقط ، ولا يمكنه القيام بعمل الآخرين! ولو تمكن من عمل الإلهين الآخرين ، لكان وجود الاثنين الآخرين زائد عن الحاجة!

                    وهل من الممكن أن يكون الروح القدس هو الإله الذى لا شريك له؟ لا. لا يمكن! لأن الروح القدس له دور مهمَّش فى الكتاب:

                    1- (وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ.) متى 26: 64 ، مرقس 14: 62 ، لوقا 22: 69 ، وأُبرزت هذه الفكرة مرات أخرى فى (أعمال الرسل 7: 55 ، وكولوسى 3: 1). فأين يجلس الروح القدس؟ لماذا أُهمل الروح القدس فى مجالسة الأب والابن؟ وبأى إله واحد منهم تؤمن أنه لا شريك له عزيزى القمص؟

                    2- (وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ). كورنثوس الأولى 11: 3 ، فما موقع الروح القدس هنا؟ ولماذا نسوه وفصلوه عن الثالوث؟

                    3- تكلم متى عن ملكوت الله (متى 6: 33) ، وقد قال عنه يسوع إنه ملكوت أبيه (متى 26: 29)، وتكلم بولس عن ملكوت المسيح: (5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.) أفسس 5: 5 ، فلماذا لا يوجد ملكوت باسم الروح القدس أو يتسمَّى ذلك الملكوت إضافة إلى الله والمسيح أيضًا باسم الروح القدس؟

                    4) قال يسوع: (35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.) يوحنا 3: 35، فأين موقع الروح القدس من هذا الحب؟ وماذا أعطاه الآب إذا كان كل شىء قد دُفعَ للابن؟ والغريب أن يتفاخر الابن بهذا والروح القدس هو الذى حبل أمه ، أى إنه هو أبوه الفعلى!!

                    5) وقال أيضًا: (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ.) يوحنا 3: 36، ولماذا استثنى إيمان أهل الملكوت بالروح القدس كما يؤمنون بالابن؟

                    وهل من الممكن أن يكون الأب (الله) هو وحده الإله الذى لا شريك له؟ نعم. وإلا لما تضرع له يسوع واعترف بعبوديته لله!! ولما قال إنه هو أعظم منه!! ولما قال عنه إنه هو الوحيد الصالح!! ولما اعترف بعجز نفسه ، ونسب القدرة التامة لله!! وإلا لما نسب إليه الملكوت والحكم والتشريع!!

                    وعلى ذلك فهذا هو إلهك عزيزى القمص الذى تطاولت عليه وادعيت أن اسمه اشتق من اسم صنم وثنى ، وهو نفس الإله الذى كان يعبده إلهك يسوع! وعليك أن تسرع لتؤمن به ، ولا تشرك به شىء!! أو تُكفِّر يسوع كما تُكفِّر المسلمين، لتضمن الخلود فى النار!!

                    * * *

                    تواصل المذيعة حوارها مع القمص زكريا بطرس:
                    المذيع: سؤال مع إحترامى لكل هذه المناقشات ولكن يصعب الإيمان بهذه العقيدة أليس كذلك ؟ فهل ممكن أن نبسطها أكثر ...
                    الإجابة: فى الحقيقة الأمور التى تختص بالله بالتأكيد صعبة لماذا لأنه فوق مستوى العقل ولكن رغم أنها فوق العقل لكنها لا تتعارض مع العقل وليست ضد العقل . لأن حقائق ضد العقل مثل الله تزوج وأنجب، ولكن لماذا هذه ضد العقل؟.. لأن هناك منطق آخر لأن الله روح فكيف يتزوج وينجب وهذا مرفوض عقلياً .
                    =============================================
                    عزيزى القمص لو حدث لى شيئًا فى عقلى فستكون أنت السبب بكلامك هذا! أسأل الله لك الهداية!

                    لقد أقرت المذيعة مرة أخرى بأن هذا الذى يقوله القمص أو تنادى به الكنيسة ضد العقل. وسمَّاه القمص فوق العقل, أى لا يستطيع العقل فهمه أو تقبله. إلا أنه عاد ليقول عكس الذى ذكره وهو أنه لا يتعارض مع العقل: (ولكن رغم أنها فوق العقل لكنها لا تتعارض مع العقل وليست ضد العقل) فلماذا قال علماؤكم إنه يستحيل على العقل فهمها؟

                    راجع أقوال علمائك فى هذا الصدد:

                    يقول زكى شنودة عن التثليث فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)

                    ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.

                    ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.

                    ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!

                    ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)

                    ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“. (المرجع السابق نفس الصفحة)

                    يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.

                    ويقول منسى يوحنا ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات).

                    ويقول منسى يوحنا ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله , لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل , وليس هذا فقط , بل إننا نضحيه من نوع غريب , إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن الله قد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل , وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا , ويعلو فوق فهمنا البشرى).

                    ويقول القس وهيب عطا الله: ”إنّ التجسُّد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولا!“ (طبيعة السيد المسيح ص18).

                    وعلى ذلك كان أكرم لك ألا تحاول سحب كلامك وتثبت على أن هذه العقيدة تفوق العقل البشرى. ولا وجود لها فى الكتاب الذى تقدسه!!

                    والغريب أننا قرأنا له نفى المسيحية المطلق لقول القرآن إن الله لم يتخذ صاحبة، أى لم تكن له زوجة ، ونفى القمص هذا الكلام ، وقال إنهم لا يقولون به. فاقرأ بتمعن اعترافه أن زواج الرب هو حقيقة ، ولكنها غير منطقية: (لأن حقائق ضد العقل مثل الله تزوج وأنجب، ولكن لماذا هذه ضد العقل؟.. لأن هناك منطق آخر لأن الله روح فكيف يتزوج وينجب وهذا مرفوض عقلياً .)

                    فهذا هو دين العقل! الرب تزوج، وهذه حقيقة، لكنها ضد العقل، لأن الرب روح، والروح لا تتزوج!! دماغى!

                    أعزائى القراء خارج مستشفى المجانين: أرجو من الذى فهم منكم أن يفهمنى. (فالرب تزوج) ولكن (الرب روح) و(الروح لا يتزوج) إذن الرب لم يتزوج. فالحمد لله أنك لا تعمل بالتدريس، وإلا لتلف التلاميذ ، بل والعلم نفسه! أثبت الشىء وعكسه فى جملة واحدة!! لكن هذا هو القمص زكريا بطرس!

                    فهل تؤمن عزيزى القمص أن الرب تزوج ، بينما البابا والرهبان والراهبات لا يتزوجون ليحيوا حياة أقدس من الرب نفسه؟ هذا سؤال برىء يمكنك ألا تجيب عليه
                    * * *

                    يواصل القمص تحليله للدين الذى يفوق العقل:
                    ولكن أمور الله أسمى من العقل لأن العقل محدود والله غير محدود فصعب على الإنسان أن يدرك بنفسه ما فوق العقل ولكن يحتاج إلى نعمة إلهية تساعده على الفهم ويحتاج إشراقة والإشراقة هذه تكلم عنها الصوفيون وهم قريبون جداً من الحياة الروحية لمعرفة أسرار الله وهم بالذات لهم فكرهم حول مبدأ إشراقة النور وأن الله يشرق وهذا نفس الكلام الذى قالته المسيحية : الله الذى قال أن يشرق نور من ظلمة وهو الذى أشرق فى قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله فى يسوع المسيح .
                    ==============================================
                    وهنا تحس فى نبرات القمص زكريا بطرس أنه أصبح محاصرًا بعقول تفهم ، وعيون تتفحص فيه وفى كلامه، وعليه أن يواجه العقل ، فأقر أن عقل الإنسان محدود ، أى لن يفهم التثليث ، وما تعتبره المسيحية حقائق إلهية. وعلى المؤمن بدون فهم أو عقل أن يلجأ لله ليفهمه هذه العقيدة.

                    وكان عليه أن يوضح أكثر فيقول: أى ضاع مجهود ووقت أربع حلقات شاهدتها عزيزى المشاهد. ومازال أمامنا ست حلقات لن تفهم فيها أيضًا المسيحية، لكن عليك أن تتابع ، لأننا لا نريد منك أن تفهم المسيحية ، بل تشاهدنا ونحن نهدم الإسلام!! {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(8) الصف

                    لكن هل لم يفهمها أب من آباء الكنيسة؟ فلماذا إذن لم يفهموكم إياها؟ وإذا كنت أنت، وأنت القمص المعلم الدينى لا تفهمها ، ولن تفهمها ، لأن عقلك محدود، والرب غير محدود، فكيف سيفهمها البسطاء من أتباع دينك؟ ومعنى أننا لا يمكننا أن نفهم دين الرب لأن الرب غير محدود، وعقولنا محدودة، أنك أضعت وقتنا طوال الأربع لقاءات هذه، فى محاولة إفهامنا، ما لا يمكن أن نفهمه. أم تعتقد أنك فهمته على الرغم من عقلك المحدود؟ أم تعتقد أننا سنفهمه منك على الرغم من عقولنا المحدودة؟

                    ومعنى أنكم لا تفهمونها أن الرب لم يُشرق عليكم مرة واحدة ، ليغمركم بنوره، الذى تفهمون من خلاله. فلماذا؟ هل لأن هذا ليس دينه فتخلى عنكم؟ أم إن الرب أعز من يدفعك إلى الكفر ، لذلك فهو لا يشرق عليكم بفهم هذه الطلاسم؟

                    أما قولك (الله الذى قال أن يشرق نور من ظلمة) فهو نفس ما تكلم عنه العلماء من تأثير عبادة القمر على دينكم. فعبَّاد القمر ، كانوا يؤمنون أنه لكى يظهر القمر (أى يحيا) لا بد أن يموت ، لأنه لا حياة إن لم يأت الموت. وقد ذكرت لك هذا من قبل. أى لقد وقعت أنت بشخصك وشحمك ولحمك وعقلك المحدود فى عبادة إله القمر! وأذكرك بالنصوص التى تتعلق بعبادة القمر هذه مرة أخرى:

                    (2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ.) تكوين 1: 2-3 ، وهو ما أوضحه جليًا بولس: (6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ،) كورنثوس الثانية 4: 6

                    وهكذا آمن عُبَّاد الشمس وعُبَّاد القمر أن الموت يخرج من الحياة ، وأن الحياة تخرج من الموت. وعلى هذه المتناقضات نسبوا إلى الرب أنه خلق النور من الظلمة. وأن الأرض لا بد أن تموت ، لتأتى بثمار كثيرة:

                    (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.) يوحنا 12: 24

                    وهو نفس ما فهمه بولس أيضًا: (36يَا غَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ.) كورنثوس الأولى 15: 36

                    * * *

                    يواصل القمص زكريا بطرس رده ، فيقول:
                    ولكن ما دورى أنا ؟ .. دورى أن أقول لله أشرق يارب بنورك فى حياتى .
                    وأنا أريد الآن أن أقدم بعض التشبيهات : نحن نتفق بمحدودية العقل وعدم محدودية الله .. والعقل المحدود لا يتسع للغير محدود ويحضرنى هنا أنه كان هناك فيلسوفاً عقلانياً يريد إدراك الله ومعرفته وأن يدرك كل معرفته .. وواجه صعوبة لدرجة أنه قارب على الجنون .
                    وفى مرة رأى فى حلم أنه هناك شاطئ محيط مترامى الأطراف ورأى طفل صغير يحفر حفرة صغيرة على الشاطئ ومعه دلواً يحاول به أن يملأ الحفرة ماء من المحيط ، ثم يترك الحفرة الصغيرة ويرجع مرة أخرى إلى المحيط ويكرر هذه الفعل عدة مرات … فسأله الفيلسوف ماذا تفعل يا إبنى فرد الطفل أريد أن أنقل ماء المحيط إلى الحفرة الصغيرة . فرد عليه الفيلسوف أأنت مجنون يا أبنى ؟كيف تريد إحضار مياه المحيط المترامى الأطراف وتضعها فى حفرة صغيرة؟!.. فرد عليه الطفل وكيف تريد أنت إدراك الله غير المحدود بعقلك المحدود؟!.. فأستيقظ الفيلسوف من نومه وقد أيقن أنه يحتاج إلى معونه إلهية .
                    ===============================================
                    إن القمص قلَّص دوره من مهمة إفهامكم الثالوث وباقى العقائد المسيحية ، وجعل دوره فقط قاصرًا على الدعاء لكم بالفهم. ثم ضرب لنا مثلاً ، واستخدم فيه مصطلحات لا تستسيغها الأذن ، مثل (يريد إدراك الله ومعرفته). ماذا يعنى بإدراك الله؟ هل يعنى الإحاطة بعلم الله؟ وما علاقة هذا بمحاولة فهم ما أنزله الرب؟

                    إننا لا نطالبك بإدراك الله أو أن تُحيط بعلمه. إننا نطالبك بفهم التثليث! نطالبك بفهم عقيدتك التى تؤمن بها! نطالبك بفهم الدين الذى أنزله الرب فيما تسمونه كتابه المقدس. فهل يصعب هذا على الرب الذى أنزل هذا الكتاب ووضع فيه دينه وعقيدتكم التى يجب أن تؤمنوا بها؟ أم تقصد أن علم الرب كله لا يشمل إلا هذا التثليث ، فأبقاه لنفسه حتى لا تتساوى عقول البشر بعقل خالقها؟

                    فى الحقيقة قد يتعجب إنسان ما من قولى هذا ، ويظن أننى أعطيت الموضوع أكثر من حقه ، لكن فى الحقيقة هذا هو فكرهم عن الرب. واقرأ هذا القول لمنسى يوحنا: ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.

                    إن القمص يعتبر فهم التثليث تعدى على الرب. ولو فهمه إنسان ما لأصبح إله، الأمر الذى يعنى استحالة فهمه. فهل تعتقد أن الرب لا ينزل إلا المبهمات والطلاسم، التى يشغلك بها طوال عمرك، ولن تفهمها؟ أم يعذبكم بهذه العقيدة حتى ينتهى بكم المآل إلى مستشفى المجانين أو تغلقوا عقولكم وتسلموها للقساوسة؟

                    إن محاولة الإنسان فهم التثليث لهى من الكفر البيِّن والتطاول على ذات الرب لفهمه والتساوى معه. وهذا جدير باستنفار قوة الرب وحراساته حتى لا يُصبح بشر ما من الآلهة، الأمر الذى سيجعله يُزيد الأمور تعقيدًا فى عقولكم ، ويُزيد البشر غباءًا حتى لا يفهموا هذا السر ، ويُصبحوا فى مصاف الآلهة.

                    ولا تتعجب عزيزى القارىء ، فهذا هو ما فعله الرب ، عندما أكل آدم من شجرة معرفة الخير من الشر ، فخشى الرب أن يصبح آدم من الآلهة ففرض الحراسة على الجانب الشرقى من الجنة: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24

                    بمعنى أن إله المحبة رفض أن يعرف الإنسان الخير من الشر ، ويرفض أن يفهم الإنسان دينه وعقيدته ، لأن هذا من اختصاص الإله فقط!!

                    ثم إذا أردت أن تغلق عقلك وتسلم بأوامر الله ، فهذا بديهى، ولا يلومك أحد فيه. لكن المشكلة أنه لا يوجد نص لديك على التثليث.

                    أما قصة الولد الذى يحاول نقل مياه المحيط إلى حفرة على الشاطىء، فهى نفس القصة التى يحكيها القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“.(نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)

                    وبغض النظر عن الاختلافات بينكم جميعًا فى أصل هذه القصة ، وإن كان هذا حلم أم واقع. فإن هذه القصة لها معنى آخر غير الذى تفهمه. فالولد الحكيم يعلمكم: أنه من المستحيل، بل إنه ضرب من الجنون، أن تضعوا اللامحدود فى الشىء المحدود. وبالتالى فإن عملية تجسد الإله اللامحدود فى جسد الإنسان المحدود هو أشبه بالجنون. وبذلك أنت حكمت بالمثال الذى ضربته على عدم صدق عقيدتك.

                    * * *

                    يواصل القمص زكريا تشبيهاته ، فيقول:
                    وأريد أن أعطى تشبيهاً أخر :
                    ما رأيك فى شخص يقول أنا أن أخرج من مصر وأذهب إلى أمريكا بالسيارة، فيخرج من القاهرة إلى الإسكندرية ومن الإسكندرية ينزل فى البحر الأبيض بالسيارة ويعبر المحيط وهو يقود السيارة فهل هذا مقبول؟.. أليست هناك حدود للسيارة لأنها تستطيع السير فى أماكن معينة ولها حدود معينة، لأنها تسير على اليابس، ولكن الطبيعى أن تتجه بالسيارة إلى أقرب مطار وتترك السيارة وتستخدم الطائرة التى تعبر بك عبر الحدود إلى أمريكا . لكن السيارة لها حدود .. وعقلنا يمثل السيارة أىاً كان نوعها نركبها ونذهب بها إلى أى مكان على اليابس ولكن نحلق لأعلى ونعبر المحيطات فنحن نحتاج إلى طائرة، والطائرة تمثل الأذرع الأبدية .. الله يحملنا بالروح .
                    ولذلك يقول يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا " كنت فى الروح يوم فى الرب والرب فتح لى باباً " ودورى أنا أن أقول له يارب أنت أعطيتنى عقلاً لأدرك به المحسوسات وأدرك بالمنطق المقدمات والنتائج المحسوسة ولكن إدراكك فوق المحسوس وفوق الملموس فأنا أحتاج إلى روحك القدوس يساعدنى وإرشاد روحك لى .
                    ===============================================
                    هل أفهم من هذا المثال الذى ضربته لنا أنك تنادى بأن الإنسان العاقل لا يحاول لىّ المسلمات العقلية وإلا سيفشل ويقع فى مآزق قد تؤدى إلى حتفه؟ أوافقك على هذا الفهم! لكن أنت ليس لديك نص على صحة عقيدة التثليث، ويُجمع العالم المثقف كله على أن هذه العقيدة عقيدة وثنية. واعترف علماؤكم أن هذه العقيدة غير مفهومة، ولا يمكن فهمها. فماذا تبقى لك لتتمسك بها؟ إن تمسكك بالثالوث وهو محال عقلاً، وغير كتابى، ولىّ للمسلمات العقلية، لسوف يؤدى بك إلى جهنم وبئس المصير. الأمر الذى يتطلب رجوعك عنها إلى دين الله القويم.

                    أم تقصد أنه لا يمكن أن يستعمل الإنسان الإمكانيات المحدودة المتاحة له ، ليقوم بعمل أو مهمة ما ، تحتاج لطاقات أخرى غير محدودة، وغير متوفرة له؟ فإذا كان هذا هو رأيك فأنا أوافقك الرأى أيضًا.

                    لكن دعنا نُطبِّق نفس المثل على عقيدة الثالوث كيف يعطيكم الرب عقلاً محدودًا لا يمكنه فهم أن الثلاثة واحد، أو الواحد ثلاثة، ويُطالبكم بالإيمان به، وبشرحه وفهمه وتعليمه؟ فإذا كان هذا هو منطق العقل الذى حكيته أنت فى المثال ، فأنت تنفى عن الرب بهذا المثل العقل والمنطق السليم. الأمر الذى يؤدى بك إلى الكفر.

                    ودعنا نُطبِّق نفس المثل على عقيدة التجسد فإنه يرفض أن يتجسد الرب اللامحدود فى الإنسان أو المكان المحدود. ولو طبقت العقلانية الهندسية التى استعملتها فى مثال السيارة ، لوجدت أن الحسابات العقلية يستحيل عليها أدراك أن الثلاثة واحد ، أو أن الواحد ثلاثة ، ناهيك عن أنها حسبة خاطئة رياضيًا وعقليًا وكتابيًا. فماذا تبقى لكم للتمسك بها؟ وبالتالى فإنك تحكم على الرب بالظلم، لأنه أعطاكم فى وجهة نظرك إيمانًا ، لا يُمكن برهنته أو إثباته بهذا العقل الصغير المحدود. وهذا يُؤدى بك إلى الكفر!!

                    * * *

                    تعليق


                    • #11
                      يواصل القمص زكريا لقائه مع فيبى عبد المسيح:
                      المذيع: فى الحقيقة هذا الكلام صعب بالنسبة لأحبائنا فى الإسلام فهم يحتاجون إلى كلام أبسط من ذلك ليصلوا به إلى الحقيقة .
                      الإجابة: ببساطة الإنسان يدعو الله يقول لله يارب من فضلك علمنى وأشرق بنورك فى حياتى وعرفنى مالا أعرفه .
                      هناك قصة لطيفة جداً .. رجل كان سفاحاً وقاطع طريق وكان غير مرتاح لأنه كان يعبد الشمس ولم يجد شبعه فى عبادته للشمس ووقف مرة وقال للشمس لو كنت أنت الإله فعرفينى ذاتك وسكت لحظات ونادى قائلاً وأنت أيها الإله المجهول بالنسبة لى عرفنى ذاتك بدعاء من القلب لأنه يريد أن يعرف ويفهم أين الله … وإذ به تأتى له فكرة فى ذهنه تقول له أنت ساكن الجبال وقاطع طريق وعلى بعد منك جماعة رهبان يسكنون فى مغارة مثلك يعبدون الله إذهب إليهم واسألهم فاستحسن الفكرة مع أنه كان يفكر كيف يسرق الرهبان ولم يكن فى الحسبان أن يسأل الرهبان عن الله ولكن أتت الفكرة ولمعت أمام عينيه …ونحن نقول أن لمعان الأفكار فى القلب إشارة نعمة من الله ، واتجه هذا السفاح إلى الرهبان يسألهم وأوضح لهم عبادته للشمس وكيف لا يشبع نفسياً ولا يجد راحة داخلية وأبدى لهم اشتياقه للراحة ومعرفة الله … فتبناه أحد الرهبان لكى يتفاهم معه وأخذ هذا الرجل يسأل والراهب يرد على أسئلته حتى إجابة على كل أسئلته وفى نفس الوقت كان الراهب يصلى من أجله لكى يعطى الله له معونة الفهم ويعطيه إشراقة نور ولكى كما أحضره الله بمعونته أن يعرفه طريقه وينير عينيه ليفهم كلام الله .. وأخذ الرجل يتردد على الراهب يوماً بعد يوم والراهب يصلى من أجله والرجل فى اشتياق كل لحظة لمعرفة الله والدعاء يارب عرفنى ذاتك . عرفنى ذاتك .
                      وأخذ الراهب على إفهام الرجل حتى عرف ان الله فى محبته الكبيرة وهو غير المرئى أراد أن يظهر للإنسان لكى يريه نفسه فى صورة جسدية .
                      مثل ما حدث فى سورة الأعراف :
                      أراد موسى أن يرى الله فقال له الله لا تستطيع رؤيتى فأنظر للجبل عندما يستقر تستطيع أن ترانى فتجلى الله للجبل فصار دكاً وصار موسى صعقاً ..
                      ==============================================
                      تقول الآية القرآنية: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (143) سورة الأعراف

                      وفى الحقيقة أنا لا أرى أى سؤال له قيمة طرحته المذيعة فيبى عبد المسيح، ولا أرى لها مناقشات حوارية جادة ، ذات منطق عقلى أو نقلى ، يتبناه المسلمون. بل لم لأسمع منها سؤالاً للتعليق على أحد آراء الآباء الذين رفضوا هذه العقائد. وكل ما تفتح فاها ، تقول له سهِّل الأمر يسيرًا لأحبائنا فى الإسلام. إنها تعطينا الإنطباع أننا أصحاب العقول التى لا تفهم. أصحاب العقول المحدودة جدًا ، والتى لا تريد أن تفهم كلام القمص عن اللامحدود. والذى أقر علماؤهم أننا لن نفهمه. وأقر بذلك القمص، بل أقرت فيبى نفسها أن عملية الثالوث عملية معقدة ، وطالبته بتسهيلها. ومازالت معقدة علينا جميعًا. والسبب أن الرب أعطانا عقلا محدودًا ، لا يمكننا أن نفهم به هذه العقيدة اللامحدودة.

                      صارحينى عزيزتى المذيعة: هل تريدين من المسلمين أن يُسلِّموا عقولهم لهذه الطلاسم التى يستحيل على العقل فهمها، والتى لا تنتمى للكتاب الذى تؤمنون به؟

                      نعود لقصص القمص زكريا بطرس التى يلجأ إليها عند عدم وجود نص كتابى، وعند غياب العقل عن عقيدته. يحكى القمص عن إنسان سفاح مؤمن وقاتل ورع يعبد الشمس، ووقف متحديًا إياها أن تعرفه ذاتها. ولا أعرف ماذا يريد هذا السفاح بالضبط!! هل يريد أن تخبره الشمس مقدار درجة حرارتها الداخلية ، والخارجية وما هى التفاعلات الكيماوية والإنشطارية والذرية التى تحدث بداخلها؟ ما هو ذات الشمس الذى يسأل عنه؟ بصراحة سفاح مؤمن مجنون!!

                      وفى الوقت نفسه يظن أن هناك إلهًا آخرًا لا يراه فناداه. وطلب طلبًا غريبًا من الاثنين وهو أن يعرفه الرب ذاته. ما هذا؟ لقد كفر السفاح إذن بإله الشمس، وآمن بإله لا يعرفه. أم الأمر لا يتعدى أن السفاح زهق من إله الشمس وأراد التغيير؟ أى بمفهوم العصر أراد أن يعمل نيو لوك. ما الذى طلبه بالتحديد؟ ومِن مَن طلب ذلك إذا كان الشك مازال يساوره فى وجود إله آخر؟ وهل عرف أحد قبله أو بعده ذات الله؟ ماذا تعرف أنت يا زكريا عن ذات الله؟ إن كنت تقصد صفاته ، فلا نعرف إلا صفاته الحسنى التى أخبرنا عنها فى كتابه. أى إن الكتاب مرجعنا لمعرفة الله وصفاته وأوامره ونواهيه. فأين أمر الرب بالتثليث فى كتابك؟ لا يوجد. والنص الدال على ذلك حذفته تقريبًا كل الترجمات الحديثة ، والبقية ستحذفه، لأنه أُقحم فى النص فى القرن السادس عشر ، وبالتحديد فى الطبعة الثالثة لإرازموس. لكن فكر هداك الله: أين قال يسوع إنه أقنوم الابن؟ أين قال يسوع إنه والآب والروح القدس يكونون الإله الواحد؟ أين عمَّد التلاميذ باسم الثالوث؟

                      أم هل طلب أن يتعرف على صفات الإله؟ كيف وهو لا يعرف له إله من الأساس؟ فإذا كان يعبد الشمس فصفاتها أنها حارقة ومدفئة وتنشِّف الغسيل .. ...، ومن المستحيل أنه يريد أن يتعرف على صفات إله مجهول! وهل تريد أن تُفهمنا أن السفاح القاتل عرف ربه الأول ، ليعرف ربه الثانى؟ ما هذا الورع الذى حلَّ به؟

                      وفى النهاية لم يعرف الرجل ذات الله، وكل ما عرفه أن الرب محبة ، وأن الرب اللامحدود تجسَّد كحيوان منوى لا يُرى بالعين المجردة فى رحم امرأة ، وخرج من رحمها طفل رضيع ، لا يفقه شىء، فعلَّمه عبيده ، وعندما كبر ورآهم يطلبون قتله ، هرب منهم إلى أن أمسكوا به ، فأهانوه ، وجلدوه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم قيَّدوا حركته بمسامير وانتزعوا منه روحه ، وأزهقوا نفسه. ما الذى أعجبه فى صورة الإله هذه؟ أم أعجبه قوله (أحبوا أعداءكم)؟ أكيد فهذا من مصلحته فى العمل، وهذا لا يؤدى به إلى التوبة. أم أعجبه قوله (من ضربك على خدك الأيمن فاعطه الآخر أيضًا)؟ لا أعتقد أن هذا يعجب أى سفاح فى الدنيا. فهو معتاد على رد الصاع أكثر من صاعين، هذا إن لم يكن هو ضارب الصاع الأول والصاعين الآخرين.وهذا يبقيه إمِّا حقيرًا مُهانًا، أى لم تُضف له المسيحية إلى الذل ، وإمَّا يُبقيه متجبرًا سفَّاحًا، أى لم تُغير من سلوكياته.

                      عزيزى القمص زكريا بطرس: عفوًا! أنا لا أسخر منك أو أتهكم عليك أو على كلامك. فأنا لست من هذا النوع. ولكننى أجسِّد صورة السفَّاح (الذى صورته أنت) فى شكله الواقعى، وأصل بك إلى أن هذه الصورة التى ترسمها صورة غير واقعية، لا يصح أن تكون حُجَّة أو دليلاً على صحة عقيدة التثليث. فهى تُحكَى لأناس أغلقوا عقولهم ، ولا يفرق معهم ما يسمعون. لكن حديثنا سويًا هو حديث العقل والنقل الكتابى!

                      وعودة إلى السفاح الذى تعرَّف على المسيحية من الراهب، فخر على وجهه نادمًا، وآمن أن المسيح إله، والأب إله والروح القدس إله، ولكن الثلاثة إله واحد. فهل تعتقد عزيزى القمص أن السفاح فهم ما لم تفهمه أنت من هذا الدين؟ فلماذا لا تريحنا وتكف ضرب الأمثال ، وتخبرنا بما قاله الراهب، علنا نعرف ما لم يعرفه علماؤكم ولا آباؤكم الأقدمون، واستأثر بعلمه الراهب والسفاح!

                      هل تعتقد أن السفَّاح عرف أنه من محبة هذا الإله أنه تخلص من ابنه وأرسله ليقتلوه عبيده ، وهو البرىء الذى لم يقترف ذنبًا نيابة عن امرأة أكلت من شجرة حرمها الرب عليها؟ فإذا كانت المرأة أخطأت فى الأكل من الشجرة ، فقد ارتكب الرب جريمة قتل وحشية تخلص فيها من ابنه. وقد يكون السفاح القاتل وجد تشابه بين محبته ومحبة الرب الذى لم يرحم الأطفال أو النساء أو الأجنة فى بطونهم ، ولم يرحم مريض أو عاجز أو مسن ، فأمر بنى إسرائيل أن يقتلوا فى حروبهم للهلاك. فآمن الرجل. وتوتة توتة خلصت الحدوتة. حلوة ولا منتوتة؟

                      والآن أخبرنى ما الفرق بين الرب والسفَّاح؟ كلاهما قاتل. لكن الرب سفَّاح عالمى ، وإرهابى دولى. لقد أباد الرب أممًا بأكملها ، ولم يرحم طفلا أو رضيعًا أو امرأة أو مُسنًّا. لكن السفاح ربما قتل عشرة أو مائة ، وربما تزيد ، لكنها لن تتعد المائتين. انظر كم قتل الرب فى حادثة واحدة فقط! لقد نظر أهل بيتشمس تابوت الرب ، فقتل منهم 50070 نفسًا. (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19

                      فهل معى الحق أن أطلق على هذا الرب سفَّاحًا؟ نعم معى كل الحق. لذلك غيرتها التراجم الآتية إلى 70 شخصًا فقط لتتناسب مع رحمة الرب ومحبته ، ولا يظهر بمظهر السفاحين ، الإرهابيين!

                      الترجمة ******ية 2000
                      الترجمة العربية المشتركة 1995
                      كتاب الحياة 1994
                      والكثير جدًا من التراجم الأوروبية.

                      اقرأ أوامر وأفعال إله النقمات لعباده:
                      (1يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ. 2ارْتَفِعْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ. جَازِ صَنِيعَ الْمُسْتَكْبِرِينَ.) مزامير 94: 1-2

                      (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

                      (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                      كما لعن أليشَعَ أطفالاً، واستجاب الرب إله المحبة وسلط عليهم دُبتان أكلتهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24

                      قارن هذا الموقف بموقف رسول الله  عندما عانى من قومه ما عاناه ، فأرسل الله له ملك الجبال وخيره أن يُطبق عليهم الأخشبين (جبلين) فقال له : (‏بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ ‏ ‏أَصْلَابِهِمْ ‏ ‏مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) صحيح مسلم (3352)، بأبى أنت وأمى يا رسول الله  ، يا مُعلم البشرية حُسن الخُلُق.

                      (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18

                      (15لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا أُطْعِمُ هَذَا الشَّعْبَ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ 16وَأُبَدِّدُهُمْ فِي أُمَمٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَأُطْلِقُ وَرَاءَهُمُ السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ].) إرمياء 9: 15-16

                      (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23

                      (11وَقَالَ الرَّبُّ لِي: [لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ. 12حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَحِينَ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ بَلْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ].) إرمياء 14: 11-12

                      ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

                      يرى بولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم نعمة ورحمة: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

                      وقال يسوع نفسه: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                      ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3

                      (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53 ، وبعد أن ولَّعها الرب، وأحدث إنقسامات داخل البيت الواحد، والعائلة الواحدة، وأعطى على الأرض إنقسامًا، فاتنى أن أسألك عزيزى القمص: هل ما فعله الرب سلام؟ ألست معى أن عدم مجيئه كان أرحم بالعباد؟

                      وَقَالَ لَهُمْ يسوع إله المحبة: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26 ، أى لابد من أن تكره أبيك وأمك ونفسك لتكون لإله المحبة تلميذًا، وباقى الدروس ستتعلمها بعد كل هذا الكره المبدأى!

                      وأعداء الرب إله المحبة، هم الذين لا يتخذونه ملكًا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27، فربنا يسترها على المسلمين واليهود ، الذين لا يؤمنون أن يسوع هو الإله الملك!

                      (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 –34

                      (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 23

                      (5وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ.) رؤيا يوحنا 11: 5

                      لكن استوقفنى هنا أن أحد الرهبان شرح له وأوضح له حقائق الإيمان المسيحى: من التجسد إلى التثليث وغيره. ومعنى ذلك أن هذه العقائد لها مفهوم يعقله الناس. فكيف قال علماؤكم إن عقيدة التثليث غامضة ولا يمكن فهمها؟ وكيف فهمها الراهب ولا تفهمها أنت؟ إذن أنا بين شقين: إمَّا أن نتهم الراهب بالضحك على الرجل وإمَّا أن نتهم أباءكم وعلماءكم بالتدليس وعدم الرغبة فى إفهامكم الدين ، وإمَّا أن نتهمهم بعدم الفهم والضحك عليكم، وإمَّا أن نتهم السفَّاح بالغباء الشديد الذى مكَّنه من هضم هذه العقيدة ، التى قال أهلها فيها إنها لا يمكن فهمها ، وإمَّا نتهمك أنك قصَّاص غير جيد ، وتحتاج قصتك إلى حبكة أخرى ، وأن تُضفى عليها الموضوعية!!

                      * * *

                      ثم ننتقل لهواية القمص زكريا بطرس وهى التدليس ، فبينما يقرر أن الله لم يره أحد قط ، كما يقول يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) ، وكما أكد صدق هذه العقيدة أيضًا من القرآن ، نراه يقول إن الراهب أفهم الرجل أن الرب تجسَّد، واعتبر هذا محبة منه: (حتى عرف ان الله فى محبته الكبيرة وهو غير المرئى أراد أن يظهر للإنسان لكى يريه نفسه فى صورة جسدية). فكيف يجمع النقيضين فى جملة واحدة ويفهمه الناس؟

                      والغريب أن هذه الفقرة الإنجيلية كتبها يوحنا ، الذى يؤرخ إنجيله بعام 90-120 أى كتب هذا بعد أن رُفع عيسى  بعدة سنوات، فلو كان الرب قد تجسد، لقال يوحنا: إننا رأينا الله ، وأكلنا معه وخرجنا معه وهكذا.

                      انتهت القصة ومع ذلك لم يعرفنا ما قاله له الراهب فى هذه القصة الوهمية، على الرغم من أن هذا هو السبب الذى من أجله يقص قصته هذه علينا. وليس من أجل أن يقوم بغسيل مُخ للبسطاء من المسيحيين، ليوهمهم أن قصصه هذه لها تأثير على الناس ، وأن عقيدته يمكن تبريرها.

                      إذن نسجل مرة أخرى فشل القمص فى إثبات عقيدة التثليث بالنقل أو العقل أو حتى بالقصص!!

                      * * *

                      يواصل القمص شرحه وتوضيحه:
                      فماذا يقول النسفى فى هذا الموضوع ؟
                      يقول الله أعطى للجبل حياة وأعطى له علم وأعطى له رؤيا للجبل الجماد والقرآن يقول أنه تجلى للجبل وليس لموسى .. فإذا كان الله تجلى للجبل فهل بكثير على الإنسان سيد المخلوقات أن يتجلى الله فيه . فبالطبع يتجلى للإنسان عامة ويتجلى للمسلم والمسيحى … فإذن موسى رأى الله عندما قال له عندما يستقر الجبل ترانى وعندما رأى موسى الله صار صعقا .. وتجلى الله لموسى مرة أخرى فى الشجرة..
                      والفكرة هنا أن أدعو إلى الله وأقول له أنا أريد أن أراك مثل موسى … يارب موسى طلب أن يراك فتراءيت له بطريقة إعجازية وجعلت الجبل كذلك يرى الله وليس موسى فقط .. يارب أنا أريد إشراقة بنورك
                      ============================================
                      فبالنسبة للكلام الذى نسبته للنسفى ، فقد رددت عليك فيه من قبل ، وهو كل يؤخذ منه ويُرد إلا الرسول  . اللهم إلا إذا كنت مارست هوايتك المفضلة واقتطعت جزءًا من كلامه ، أو حوَّرت كلامه ، ليُظهر صحة عقيدة التجسد لديك ، بعد أن فشلت فى إثباتها نقلاً وعقلاً. وبصراحة لن ألهث وراءك لأثبت عدم أمانتك فى النقل أو الاستشهاد أو حتى الفهم. فيكفينى ما ذكرت ، وما أظهرت من أمرك!

                      بداية ذهب القمص زكريا إلى الإقرار بأن موسى  رأى الله رأْىَ العين. ولا أعرف كيف وقع فى هذه السقطة الإيمانية الكبيرة. إن الرب لديك أوحى إلى يوحنا كما تؤمن أنه لم يره أحد قط: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18 ، فهل تُكذِّب الرب فى ادعائه هذا؟ أم كذب يوحنا على الرب وحرَّف كلامه؟

                      وكذلك قال بولس أيضًا: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى 6: 16

                      (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.) تثنية 4: 12 ، 15

                      فهذه سقطة إيمانية وعقيدية كبيرة منك. فكيف لا تعرف أن موسى لم ير الله جهرة؟ فكيف تطلب وهذا حالك من المسلمين أن يسمعوا لك؟ نطالبك عزيزى القمص أن تقرأ كتابك جيدًا قبل تطالبنا أن نسمعك ونعطيك آذاننا!

                      وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20

                      ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15

                      ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18

                      وقول بولس هذا لكفيل أن يُثبت لك أن الرب لم يتجسَّد، ولم يمت، ولم يره أحد ، بل ولم يقترب منه أحد، وهذا خلافًا لما تؤمنون به أن الرب كان متكئًا فى حضنه يوحنا، وقبَّله يهوذا، واقترب من التلاميذ، وخلع منشفته من على وسطه وظل عريانًا كما ولدته أمه ، وأخذ يُنشِّف أرجل التلاميذ: (4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا.) يوحنا 13: 4-5

                      فهذا النص يُثبت لديك أن الناس رأوا الرب ، بل رأوا عوراته المغلظة، الأمر الذى يُخالف نص يوحنا ، ونص بولس فى (تيموثاوس الأولى 6: 16).

                      ولكن حتى لا نظلم القمص، فهو أيضًا مُحق فى أن موسى  رأى الرب رأى العين ، تبعًا لكتابه أيضًا، فالكتاب يجمع النيقضين. ففى الحقيقة ليس موسى وحده، ولكن رأه الكثيرون، الأمر الذى يُثبت تضارب عقائد الكتاب الذى يقدسونه ، حيث تناولته أيدى الكثيرين من ذوى العقائد المختلفة بالتحريف.

                      فقد تصارع يعقوب مع الرب واقترب منه ، وأمسك رجليه ، ورفض أن يتركه حتى يباركه: (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 24-30

                      ورأى إشعياء الرب جالسًا على كرسيه، وفوقه الأصنام السيرافيم: (1فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ. 2السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ.) إشعياء 6: 1-2

                      ورأى موسى الرب مع أخيه هارون والسبعين شيخًا من شيوخ بنى إسرائيل: (9ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ 10وَرَأُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11وَلَكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأُوا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.) خروج 24: 9-11

                      كما رأى موسى الرب وكلمه وجهًا لوجه: (11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ.) خروج 33: 11

                      ورأى موسى  قفا الرب: (23ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي. وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى) خروج 33: 23

                      ويحكى لنا سفر الخروج حكاية غريبة جدًا: فقد اصطفى الرب موسى وهارون ، وأعطى لموسى الذى رفض فى بادىء الأمر تقبل رسالة الله ، قائلاً: («وَلَكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي بَلْ يَقُولُونَ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ الرَّبُّ») خروج 4: 1، فطمأنه الله، وأعطاه من المعجزات، ما يمكِّنه من إثبات نبوته، وأرسله هو وأخيه إلى فرعون ، ولكن حدث أن الرب التقى بموسى فى الطريق وأراد قتله. فكيف يتناقض الرب فى تصريحاته وأفعاله؟ أيرسله إلى فرعون،ويحاول قتله فى الطريق؟ حتى لو اعترفتم بالنسخ ، فهذا من باب المسخ ، ولا علاقة له بالنسخ!

                      وإذا أثبتنا لله العلم الأزلى ، فهو كان يعلم إذن أن موسى لم يختن ابنه ، فكيف يصطفيه؟ بل كيف يحاول أن يقتله غيلة وخداعًا؟ ولماذا أراد قتله؟ هل لأن موسى رآه؟ لكن ما ذنب موسى إذا كان الرب هو الذى نزل وأظهر نفسه له؟ وكيف عرفت صفورة بنزول الرب؟ إذن لقد رأته هى الأخرى ، اللهم إلا إذا كنتم تؤمنون أنها يوحى إليهاَ. ولطالما أن صفورة أيضًا رأت الرب ولطخت رجله بالدم ، فلن يكون سبب محاولة الرب قتل موسى إذن أن موسى رآه، لأن فى هذه الحالة سيكون الرب قد جانب العدالة ، لأنه يجب أن تُقتل صفورة أيضًا!! أم لأن موسى لم يختن ابنه؟

                      لكن ألم يعرف الرب ذلك قبل أن يرسله؟ فنزول الرب بعد أن أرسل موسى وهارون، ليقتل موسى، ثم رجوعه مرة أخرى دون جدوى، ليدل على أنه لا يقيم للوقت حساب، وأن علمه غير أزلى، وأنه ليس بعلام للغيوب. الأمر الذى يُلحق النقص به ، وينفى عنه الألوهية!! وكيف يصطفى نبيًا لا يلتزم بشريعته؟ وألم يعرف الرب أن صفورة ستختن ابنها، وأن نزوله سوف يكون دون جدوى، أو على الأقل حفاظًا على ماء وجهه ، ليؤكد أنه إله عليم؟

                      (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) خروج 4: 22-26

                      وتعلق الترجمة ******ية على هذه الفقرة قائلة: ”رواية غامضة بسبب اقتضابها وعدم وجود أى سياق فى الكلام. لا يُسمَّى موسى [وضعت هذه الترجمة وترجمة كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة كلمة «رجلى موسى» بدلا من «رجليه»]ولا نعلم إلى من تعود الضمائر. يجوز التكهُّن والقول بأن قلف موسى يُجلب عليه غضب الله، وأن هذا الغضب سكن حين ختنت صفورة ابنها وتظاهرت بختان موسى فلمست عورته ("رجليه" حرفيًا – راجع ...).“

                      الأمر الذى يعنى أن الرب اصطفى نبيًا غير مختون ، أى خارج دائرة عباده المؤمنين ، خارج شعبه ، خارج عهده مع إبراهيم!! فعلى أى أساس اصطفاه وأرسله إلى فرعون؟ وأريد أن أجسِّد الصورة كما أفهمها: الرب ذو علم أزلى. وقد اصطفى موسى  ليبلغ رسالته إلى فرعون. وبعلمه الأزلى علم أن موسى  لم يختتن، فهل أرسله ليقتله فى الطريق؟ ألا ترى أن هذه الأفعال تتنافى مع المحبة؟

                      أما بالنسبة لمسألة التجلى: فيقول الله تعالى عن موضوع التجلى للجبل: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (143) الأعراف

                      هذا ويُجمع علماء الأمة من المسلمين السنة والكثيرين من الشيعة أن الله تعالى لا يُمكن رؤيته فى الدنيا ، لأنه لا يراه إنسان ما ويعيش، كما جاءت فى الأحاديث. فهو يدرك الأبصار ، وهى لا تدركه: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (103) سورة الأنعام

                      والمعنى المفهوم من الآيات أن الله لم يره موسى، ولم يتحمل الجبل تجلِّى الله. لأن الجملة الشرطية لم تتحقق: فشرط رؤية موسى  لله تعالى أن يستقر الجبل فى مكانه ، وبما أن الجبل لم يستقر ، فلم ير موسى الله تعالى. فقد خر الجبل ولم يتحمل (مقدمات ظهور نور الله له .. وهذا يدل على إستحالة تحمل الجسد البشري ـ في الحياة الدنيا ـ لرؤية مقدمات نور الله فضلا على أن يرى الله ـ فضلا أن يتجسد في إنسان!- ناهيك أن موسى صعق من منظر الجبل فقط!) كما يقول الأستاذ مجاهد فى كتابه الإلكترونى (ألف أكذوبة وأكذوبة لزكريا بطرس).

                      ونلخص ما قلناه:

                      فلم يره موسى  أو غيره من الأنبياء. فقد طالب قوم موسى  نبيهم أن يروا الله جهرة، وعندما نقل موسى طلبهم هذا لله، أجابه الله صراحة أنه لن يراه. وبعلم الله عن سبب وجود السبعين رجلاً، الذين اختارهم موسى  ليكلمهم الله، أجابه إجابة عملية أخرى، وهى أن علق رؤيته على أمر مستحيل وهو استقرار الجبل. فإن استقر فسوف ترونه، وخر الجبل، وصعق موسى  ومن معه.

                      {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (155) سورة الأعراف

                      وإجابة الله تعالى موسى  على سؤاله الذى حمله عن قومه، المطالبين له أن يروا الله جهرة، ورادع لغيرهم ، وزاجر لمن يقولون إن الله تجسَّد، لهى دليل ملموس على ذلك فهو لا يُمكن رؤيته إلا فى الآخرة للمؤمنين فقط: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ...} (153) سورة النساء

                      {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (55) سورة البقرة

                      وتجلِّى الله تعالى للجبل ليس بذاته، كما يتمنى القمص، ليُدلِّل على أن الرب تجسَّد فى أى شىء، ولطالما أنه تجسَّد فى شىء، فما الذى يمنعه أن يتجسَّد فى إنسان؟ وذلك لأن المسلم ينزه الله تعالى عن الجسم والمكان والزمان. فلو رآه الجبل، لكان للجبل أعين، ولأتى الله من مكان مُحدَّد يُمكِّن الجبل من رؤيته. وهذا كلام لا يقره عقل ، ولا إيمان سليم.

                      ولكن كيف تجلِّى الله للجبل؟ قال السدي عن عكرمة وعن ابن عباس (ما تجلى يعني من العظمة إلا قدر الخنصر)، وهذا ما رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه ابن جرير والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت زاد ابن جرير وليث عن أنس أن رسول الله  قرأ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال هكذا بإصبعه ووضع النبي  الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر.

                      فمن معانى المستفادة من هذا التجلِّى أن الله تعالى أظهر أن رؤيته غير جائزة ، وذلك بظهور آية من آياته، أو أظهر قدرًا من عظمته أو نوره للجبل، فلم يتحمَّل الجبل. وعلى ذلك فهم موسى  وقومه: فإذا كان الجبل ، الذى هو أشد منا ، لم يتحمل جزءًا يسيرًا من جلال الله وعظمته ونوره ، فما بالنا بمن يرى الله جهرة؟ وبالتالى حصل لهم الإيمان التام بوجود الله وبعدم إمكانية رؤيته تعالى فى الدنيا. وأعطى المؤمنين منهم الهمَّة للعمل على نيل رضى الله وغفرانه ، ليُحسبوا مع المؤمنين ، الذين سينعم الله عليهم برؤيته يوم القيامة.

                      * * *

                      تعليق


                      • #12
                        يواصل القمص شرحه وتوضيحه:
                        سنرجع قليلاً إلى الفكرة التى وضحها الرهبان للرجل السفاح هى أن الله أراد أن يظهر للإنسان لكى يرى محبته ويفهم البشر ما كينونته وما هو وما سماته وطباعه فتجلى فى جسد المسيح مثل : ظهر للإنسان فى الجبل والشجرة ظهر للإنسان فى صورة جسد طاهر أخذه من العذراء مريم وتجلى فيه ورأينا محبة الله فى شخص المسيح ووداعة الله فى شخص المسيح ولمسنا صفات الله كلها فى شخص المسيح .. إذن المسيح هو الصورة التى تعكس لى صفات وسمات الله ومحبة الله إذن المسيح هو الطريق لمعرفة الله وهذا السفاح عندما فهم وقبل إيمانه بالمسيح صار قديساً من قديسى المسيحيين وسمى القديس موسى الأسود لأنه كان عبداً وتغيرت حياته بالكامل، فنحن نطلب من الله فالعقل لا يمكن أن يدرك ولكن نقول لله يارب تجلى لى أرنى ذاتك أظهر لى شخصك وألمس قلبى وعلمنى الطريق وأهدنى طريقاً أبدياً والله يسمع ويستجيب لأن الله أب يحب الإنسان .
                        ===============================================
                        نواصل موضوع تجسد الرب وظهوره فالقمص مازال يعارض كلام الرب ويُكذبه ، ويؤكد أن الرب تجسَّد فى العليقة ، على الرغم من قول الرب على لسان موسى : (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى. 17شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلى الأَرْضِ شِبْهَ طَيْرٍ مَا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي السَّمَاءِ 18شِبْهَ دَبِيبٍ مَا عَلى الأَرْضِ شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي المَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 19وَلِئَلا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلى السَّمَاءِ وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ كُل جُنْدِ السَّمَاءِ التِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ التِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لهَا وَتَعْبُدَهَا.) تثنية 4: 12-19

                        لكن هل لو تجسَّد لك الرب ستعرف من صورته أنه عاقل أو حكيم أو ودود أو عادل أو غيره من الصفات؟ لو اعتمدت على الصورة ، فستكون واهم ، لأنه من المستحيل أن تكشف الصورة عن المعدن الطبيعى للشىء أو للشخص. وما فائدة الكتاب الذى ينزله الرب ، والرسول الذى يرسله إن كان تجليه كافيًا لسبر غوره أو معرفته؟

                        ما هذا الذى تقوله أيها القمص؟

                        احترم عقولنا من فضلك!

                        ما معنى أن أسأل الرب أن يظهر لى لأعرفه؟ وهل سيجلس معى ويكلمنى ليهدينى إلى دينه؟

                        وإذا كانت هذه وظيفة الرب ، فما وظيفتك أنت؟

                        وإذا كنت فشلت فى إفهامنا الثالوث، وتُحيل هذا الأمر لتجلى الرب، فلماذا أضعت وقتنا طوال وقت محاضراتك؟

                        وإذا كان الرب سيجلس مع كل فرد يريد أن يعرف حقيقة التثليث ، فمن أين يحصل على الوقت الكافى ليفهم باقى الناس ، وليدير ملكوته؟

                        وإذا كان تجلى الرب لإفهامنا الثالوث وطبيعته ، فلماذا لم يتجلى لاحد منكم ويفهمه هذا؟ ولماذا قال علماؤكم باستحالة فهم الثالوث؟ فهل تجلى الرب لهم وأفهم ودلَّسوا علينا وعليكم ولم يفهموكم التثليث؟ أم تدلِّس أنت علينا بمسألة تجلى الرب ليُفهمنا؟ إن قول علمائكم باستحالة فهم الثالوث لهو أكبر دليل على كذب فرية تجلى الرب لتفهموه؟

                        يقرر القمص قائلاً: إن الله أراد أن (يظهر للإنسان لكى يرى محبته ويفهم البشر ما كينونته وما هو وما سماته وطباعه فتجلى فى جسد المسيح). وعلينا أن نبحث صدق ما يقوله القمص:

                        هل أثبت الرب بتجسده محبته للبشر؟

                        كلا. فما هى هذه المحبة التى أظهرها؟ وأين كانت محبته هذه طوال السنوات التى خلت قبل ظهوره؟ هل أوامره بقتل الآمنين من المحبة؟ هل قتل الأجنة فى بطون أمهاتهم من المحبة؟ هل أوامره بالقتل الجماعى من المحبة؟ هل أوامره بتدمير البيئة من المحبة؟ هل أوامره أن تتحمل البشرية كلها خطيئة إنسان ما من المحبة؟ هل وضعه لكل الأبرار قبل تجسده فى أتون النار انتظارًا لنزوله وتجسده من المحبة؟ وهل قسوته على ابنه البرىء من المحبة؟

                        هل تبرأته للبشرية من الخطيئة الأزلية ثم إرجاعها مرة أخرى من المحبة؟ (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 20
                        (24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3 :24-25

                        ألا يعلم أنه بهذا القول دفعكم لعدم العمل من أجل البر والتقوى ، وجعلكم تُحمِّلون ظهر إلهكم بذنوبكم؟

                        (4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً) رومية 4: 4-5

                        (20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20

                        (14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14

                        (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14

                        عزيزى القمص زكريا بطرس: أيهما أولى: أن يُظهر الرب لك محبته أو يفقد الرب عزته وقداسته؟

                        إن تجسُّد الرب ونزوله إلى الأرض، وهروبه من اليهود، وأسر الشيطان له، ثم القبض عليه ، وفقدانه عزته ، وماء وجهه ، بإهانتهم إياه ، وبالبصق فى وجهه ، وبالصفع على وجهه ، ثم انتزاع حياته منه ، إن كل هذا أراق ماء وجه الرب وأفقده قداسته ، بعد أن فقد عزته وقوته. فلماذا؟ {... قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

                        عزيزى القمص زكريا بطرس: هل لو نزل يسوع مرة أخرى على الأرض وسألك: هل تقبل أن أُصلب وأموت فداءًا للبشرية؟ فماذا سيكون ردك عليه؟ إن قلت نعم. فأنت أنانى ، لا تحبه. وإن قلت لا. فأنت أنانى لا تحب اخوانك فى البشرية! وهل لا ترى الوداعة فى أن يتحمل غيرك وزرك؟ أليست هذه أنانية وتضحية بالغير من أجل نفسك وملذاتك؟

                        نخلص من هذا أن هذا الرب لم يُثبت مطلقًا أية محبة ، لا فى عهده القديم ، ولا فى عهده الجديد. وخاصة أن موضوع التجسُّد هذا الذى يراه القمص قد ظلم الرب فيه ملايين البشر دون أن يكون لهم جريرة فى هذه الخطيئة المزعومة!

                        كما أن المحبة كُلٌ لا يتجزأ، أى وحدة واحدة. فليس من المحبة أن أسرق هذا لأُعطى ذاك. وليس من المحبة أن أظلم البرىء وأترك المذنب. الأمر الذى فهمه بولس فى الرسالة المنسوبة إليه واتهم الرب بعدم الرحمة أو الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32

                        وهل تجسُّد الرب أفهم أحدًا كينونته أو سماته أو طباعه؟ وكيف فهمتم ذلك من تجسُّده؟ أليس تجسُّد الرب فى صورة إنسان يُعطيه الصفات البشرية؟ ما هى الصفات التى نفهمها من عملية التجسُّد هذه؟ فلم نفهم إلا ما قاله بولس إنه عديم الرحمة ، ظالم، كاذب ومُخادع لأنه أنزل شريعة، يدخل الجنة بناءًا عليها المحسن، ويدخل النار المسىء، وإذا به يُدخل الكل النار انتظارًا لتجسده وموته. ليفديهم من الخطيئة الأزلية ، ويحررهم من ذنوبهم ، ليتساوى المحسن مع المسىء!

                        ومن صفاته بعد تجسُّده فى صورة رجل أنه أصبح فارغ ، عديم الفهم وكجحش الفرا ، ولا مزية له عن البهيمة: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12 ، (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

                        وبذلك نزعمتم من إلهكم كل صفات الكمال والألوهية ، فلم يُصبح الحى الذى لا يموت، ولا القادر كل شىء، ولا الحاكم العادل، ولا المنتصر، ولا القدوس، ولا العلى، ولا الغنى، ولا ليس كمثله شىء. وعلى ذلك فلا قيمة لما تدعيه من وجود محبة ووداعة فى تجسُّد الرب غير المحدود فى رحم امرأة وجسد رجل محدودين!!
                        * * *

                        تواصل المذيعة حوارها فتقول:
                        المذيع: أعتقدأن هذه النقطة هامة جداً فلو عرف إخواننا فى الإسلام أن الله محب وليس بجبار ولا منتقم ومتكبر، ولكن بسبب محبته لنا بذل أغلى شئ عنده لإنقاذ البشرية، فهل من الممكن أن توضح هذا المفهوم.
                        الإجابة: أنت أفضل من يوصل هذا المفهوم لأنك اختبرت المسيح فى حياتك .. فمن حياة إلى حياة أخرى ومن الظلمة إلى النور وهذه هى خبرتك .
                        وفى الحقيقة ماذا يقول الكتاب المقدس .. يقول الله محبة .. والغريب أن صفات الله فى القرآن 99 منها الجبار، المنتقم، المتكبر والمذل ولا توجد فيها صفة المحبة. فهل تعذر على الله أن يضع فى كل مجموعة الصفات كلمة المحب ؟ بالطبع لا .. لأنها تتعارض مع أشياء أخرى … ولكن كتابنا المقدس يقول "الله محبة" … أحب العالم وعلىَّ أن أقول يارب علمنى ذاتك ومحبتك.
                        ================================================
                        الله أكبر! هذا ما كنت أنتظره.

                        لم أتوقع جهل السيدة فيبى عبد المسيح، الذى ترفع القمص عن أن يكذب ويُصرِّح أنها كانت مسلمة وتنصرت كما يحلو لها أن تدعى ، ومواقع الإنترنت تُثبت كذبها وتزويرها لأوراق رسمية. ولم أتوقع موافقة رجل العلم والدين على هذا الجهل. إن أى قارىء لكتابك الذى تقدسه ليعلم أن صفة الجبار والمنتقم من صفات الرب عندك. ولن نذهب بعيدًا: ألم يُضمر الرب عندك غيظه وحنقه على البشرية كلها بسبب أكل امرأة من الشجرة الممنوعة ، حتى قتل ابنه البرىء ليرى الدماء ويُشفى غليله فيغفر للبشرية الخطيئة التى لم ترتكبها ، والتى هو بمحبته فرضها عليهم!! فهل هذه هى المحبة؟

                        ألم يسمِّه داود إله النقمات؟ فكيف لا يكون منتقمًا؟ (1يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ. 2ارْتَفِعْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ. جَازِ صَنِيعَ الْمُسْتَكْبِرِينَ)مزامير 94: 1-2

                        لكن قدرنا أن نعلمكم دينكم وديننا. وقبل أن أذكرك بصفات منفِّرة ألحقها الكتاب الذى تقدسه بالرب أدعوك أيها القارىء أن تنظر إلى الطفل البرىء ، الذى تسعد النفس بابتسامته ، وتحزن لحزنه ، ثم تقرأ:

                        (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                        فهذا تصوير بسيط لإله المحبة الذى يُجيد إذلال الأم بقتل رضيعها، وترك يعقوب يضربه ويفرض النبوة والبركة عليه ، رغم أنه علم أنه قام بعملية نصب مع أمه للإستلاء على البركة والنبوة من أخيه عيسو.

                        لكن قد يكون فاتنى هذا السؤال: هل تعرف عزيزى القمص ما هى المحبة؟

                        وهل يكون الرب محبة دائمًا أبدًا حتى مع الأعداء المجرمين؟

                        وهل طلب الرب منكم أن تحبوا أعداءكم؟

                        وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يحب يسوع يهوذا الإسخريوطى ويهديه بدلاً من أن يتركه فريسة للشيطان؟ لماذا سمَّاه ابن الهلاك على الرغم من أنه هو الذى حرر البشرية من الخطيئة الأزلية ، لأن إلهك كان يبكى ويتضرع إلى إلهه أن يُذهب عنه كأس الموت، لدرجة أنه صعب على أحد ملائكته فنزل يواسيه؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44

                        والغريب أن يتكلم الغرب عن الإرهاب ، وهم أقصد كتابهم مصدر الإرهاب. الأمر الذى دفع برنارد شو إلى قول: إنه يجب أن يوضع هذا الكتاب فى خزانة حديدية وألا يُفتح أبدًا!

                        ما ذنب الطفال فى حروب قائمة حتى لو هى حروب عقائدية؟ ما ذنب الرضَّع؟ ما ذنب الأجنة؟ ولن أسأل عن النساء ، لكننى أسأل عن الحيوانات التى أمر الرب أن تُحرق ، وغضب على شاول ، بل ندم أن أعطاه النبوة لأنه لم يقتل فى حربه بعضًا من الحيوانات السليمة بدنيًا ، والنافعة للإستهلاك الآدمى. تخيل ندم الرب على عمل فيه خير للبشر!!

                        (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18

                        اقرأ هذه الفقرة مرة أخرى: أيأمر إله المحبة أن تُحطَّم الأطفال أمام عيون آبائهم وأمهاتهم؟ أيأمر إله المحبة أن تُعرَّى النساء وتُفضَح أمام أزواجهن وأبنائهن؟ ووصية خاصة جدًا من إله المحبة استدرك فقال (لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)!

                        أصدقنى القول عزيزى القمص زكريا بطرس: فمن الذى كتب هذا عن الرب؟ هل هو الرب الذى من مصلحته أن يظهر بصورة إله المحبة ، أم الشيطان الذى من مصلحته إظهار الرب بصورة الإرهابى المخرِّب المدمِّر لكل ما ينفع البشر؟

                        (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول 15: 3-11

                        إن إله المحبة يقتل بالإذلال وبالتجويع وبالحزن كمدًا ، ثم تأتى رحمته، ويقتل فريسته بالسيف!! وبالرغم من أن هذا الإله جرَّب الظلم مرات من قبل فقد قهره أنبياؤه وتركوه وعبدوا الأصنام ، ومنهم من ضربه ظلمًا (تكوين 32: 24-30)، والذى يُجرِّب الظلم يكون حريصًا جدًا على العدل. لكن ليس مع هذا الإله ، إله المحبة!

                        فإذا كانت هذه هى المحبة التى تفهمونها أو تقصدونها، فأنصحك ألا تختلط بالبشر ولا حتى بالحيوانات. وابحث لك عن رب سواه!

                        وإذا كانت هذه هى محبة إله المحبة ولا يعرف غيرها ، فأنت إمَّا مُخدَّر مخدوع، وإمَّا تتآمر مع الشيطان ضد إله المحبة الحقيقى.

                        تعليق


                        • #13
                          صفات الرب بين القرآن والكتاب المقدس

                          العقلاء ، وهم المؤمنون ، يرون أن الإله المعبود لابد أن يتصف بكل صفات الكمال ، ومع كونه قادر على كل شىء ، إلا أنه لا يفعل إلا ما يتناسب مع هذه الصفات ، بحيث لا يقدح هذا فى قداسته أو عزته أو علوه ، أى لا يقدح فى إلوهيته.

                          فليس معنى أن الله على كل شىء قدير أنه يتجسد فى شكل خروف. لأننا نقول الله أكبر ، فلو تحول إلى خروف لكان الحمار أكبر منه ، ولكانت البقرة أكبر وأنفع منه للبشر. يُضاف إلى ذلك قول الكتاب نفسه: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12 ، فهل يليق أن يكون المخلوق أفضل من خالقه أو العبد أفضل من سيده؟ (لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24، (اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.)يوحنا 15: 20

                          هذا ويضم غلاف الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون أسماء وصفات لله تعالى تتشابه مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا فى القرآن الكريم، إن لم تكن تتفق معها. منها أنه هو إله واحد أحد، لا شريك له، لا يُرى، وليس له جسم، ولا يمكن أن يتجسد، ولا يحده مكان، ولا زمان، هو المالك، والملك، وهو الخالق، وهو الحى المحيى، الذى لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم، يتصف بكل صفات الكمال، ويتنزه عن كل نقص.

                          وما نراه فى الكتاب من صفات للنقص والضعف نسبوها لله ، فهذا مرجعه للتحريف واتخاذهم كتاب الله وراءهم ظهريا. لقد عبدوا العجل ، وعبدوا إيزيس أو الإلهة نوت إلهة السماء عند المصريين القدماء، كما عبدوا إله القمر (ياه)، فعاقبهم الله بأن أخفى اسمه من أفواههم: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) إرمياء 44: 26

                          وعبدوا البعل، كما جاء فى الإصحاح 32 من سفر الخروج، على الرغم من أن أول وصايا الله لهم هى عبادته وحده وعدم الإشراك به: (1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: 2«أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ) خروج 20: 1-5

                          وبما أنهم عبدوا العجل أو الحمار أو أى صنم من دون الله ، فقد رأوا فى هذه الآلهة صفات الكمال التى لم يجدونها فى الله الخالق والذى عبدوه من قبل. أو إن شئت قلت إن هذا الإله الجديد لا يكلفهم بفروض ، ولا يحاسبهم إن أخطأوا ، أى إله تفصيل على هواهم. وهذا هو شأن العلمانيين أو الشيوعيين اليوم. إنهم لا يريدون قيودًا تنظم حياة البشر من حولهم.

                          وسأذكر الصفات التى يراها المسيحيون لا تليق بالله عند المسلمين ، وسوف أرد عليها ، كما سأذكر ما يأخذه المسلمون على الصفات التى ينسبونها لله فيما بعد.

                          فهم يرون أن صفات المنتقم ، والمذل ، والجبَّار ، والمتكبِّر ، والقهَّار، والضَّار ، ومكر الله صفات لا تليق بالله. فهو ينبغى أن يكون إله للمحبة والوداعة فقط. وهم بذلك لم يذهبوا بعيدًا عن آلهة بنى إسرائيل المُفصَّلة على هواهم. إنهم يريدون إلهًا لا يُحاسبهم ، ولا يُعاقبهم ، بل إلهًا يتحمل كل أوزارهم!!

                          وأقول لهم:
                          إن صفة الحب والود الذى هو أشد من الحب هى من الصفات الأصيلة لله تعالى والتى تكون فى شأن المؤمنين الذين يأتمرون بأوامر الله ، وينتهون بنواهيه. وكل هذه الصفات الواردة هى بشأن المجرمين ، ليزجرهم عن أعمالهم السيئة ويخافون الله. فالله ينتقم من المجرم ، ويذله ، ويقهره ، وهو عليه جبار. فهل تريدون أن يكون الله وديع وودود مع القاتل أو السارق أو الزانى؟ كيف وهو قد تعدى حدود الله واعتدى على أموال أو أنفس أو محارم الغير؟ وما الفرق إذًا بين المؤمن العامل والمتكبِّر فى الأرض؟

                          إن الله بمثابة الحاكم فى الأرض ، فمن أحسن قابل أعماله بالإحسان ، أى أدخله جناته وأنعم عليه من فضله ، ومن أساء عاقبه فى الدنيا أو فى الآخرة أو فى الاثنين وهذا العقاب هو إذلال للمُعَاقَب. فهل لم يفترض إله المحبة أية عقوبة على المخالفين لقوانينه؟ ألم يأمر برجم من لم يحفظ السبت ويعمل فيه؟

                          وهذا ما قاله الرب لديكم: (يَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ يَحْمِلُوا لأَجْلِهَا خَطِيَّةً يَمُوتُونَ بِهَا). لاويين22: 9

                          وهذا ما قاله الكتاب عن بنى يعقوب: (وسَيُعاقِبُ بَني يَعقوبَ على طُرُقِهِم ويُجازيهِم بِحسَبِ أعمالِهِم.) هوشع 12: 3 الترجمة المشتركة

                          إذن فالإنسان بالإيمان بالله وطاعته يموت نظيفًا بدون الخطيئة المتوارثة.

                          وأن الهلاك يأتى بسبب عصيان الله وعدم التوبة والإقلاع عن المعاصى: (إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3

                          فهل عقاب الله للمسىء ليس إذلالاً له؟ هل لا تعنى هذه الفقرات الكتابية أن الله لا ينتقم من المسىء؟

                          (فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14

                          (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 11-16

                          اقرأ كم هو الله غفور رحيم، وكم هو جبَّار ومنتقم من المخالفين، وفى هذا رحمة بهم لكى يرجعوا عن شرورهم ، ويصلح المجتمع ، وهذا ما قاله الله تعالى فى القرآن. فقال: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179 ، فكل من يعلم أن القانون الإلهى سيعاقبه وسيذيقه من نفس الكأس، سيكون له رادع قبل أن يذيق غيره منه. وبهذا تستقيم الحياة للإنسان الوديع وللإنسان الذى تسوِّل له نفسه الإعتداء على الآخرين. فصفات الله هذه هى إذاً رحمة من الله بالمؤمنين والودعاء على الأرض ، ورحمة أيضًا بالمجرمين إذ قد يزجرهم الخوف من انتقام الله أو بطشه بهم أو إذلاله لهم ، فينصلح أحوالهم.

                          لكن هل لم تأتى هذه الألفاظ فى حق الرب عندكم فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص زكريا بطرس؟

                          اقرأ هذه النصوص لتكون شاهدًا على جهل قائل هذه المغالطة:

                          («جَمِيعَ الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ. 2وَتَتَذَكَّرُ كُل الطَّرِيقِ التِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي القَفْرِ لِيُذِلكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلبِكَ أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لا؟ 3فَأَذَلكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ المَنَّ الذِي لمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلا عَرَفَهُ آبَاؤُكَ لِيُعَلِّمَكَ أَنَّهُ ليْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَل بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ.) تثنية 8: 1-3

                          أعيدها على مسامعك: (لِيُذِلكَ) ، (فَأَذَلكَ وَأَجَاعَكَ). إذن الرب ليس محبة فقط ، فهو مذل أيضًا. فكما أنعم عليهم بالخروج من الصحراء ، أذلهم فيها من قبل لتمردهم. وأذلهم بالجوع ، وأنعم عليهم بالمن والسلوى.

                          ولو قرأت هذا النص مرة أخرى عزيزى القمص لوجدت أن الرب إله المحبة قال (وَيُجَرِّبَكَ) ، على الرغم من قوله إنه لا يُجرب أحدًا بالشرور. (لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.) رسالة يعقوب 1: 13، فهل يعنى إله المحبة أن التيه فى الصحراء والجوع والإذلال علامة من علامات محبته؟

                          (3فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلمَكَ الرَّبُّ.) تثنية 9: 3

                          إذن الرب ليس إلهًا للمحبة فقط ، بل هو على حد قول الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص: نار آكلة، يبيد أعداءه، ويذلَّهم، ويطردهم، ويهلكهم. فهل ترى فى كل هذا محبة من الرب وود فقط؟

                          وقال سفر المزامير عن الله: (19يَسْمَعُ اللهُ فَيُذِلُّهُمْ) مزامير 55: 19

                          تتمسك عزيزى القمص بقول الرب لديكم: (لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ... ... ... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 39-44 ، فهل فعل إله المحبة هذا مع أعدائه؟ اقرأ عزيزى القمص كم قتل إله المحبة ، وكم أذل!

                          (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18

                          فهل سخط الرب من باب المحبة؟ وهل تشريد الرب للبشر من باب المحبة؟ وهل أمر الرب أن تُحطَّم أطفالُهُم أما أعينهم ليس إذلالاً؟ أليس فضح النساء أمام أزواجهن ليس إذلالاً للرجال والنساء؟ أليس قتل الأجنة فى بطون أمهاتهم ليس إذلالاً؟ ما لكم؟ كيف تحكمون؟ ما لكم؟ أفلا تعقلون؟

                          (15لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا أُطْعِمُ هَذَا الشَّعْبَ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ 16وَأُبَدِّدُهُمْ فِي أُمَمٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَأُطْلِقُ وَرَاءَهُمُ السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ].) إرمياء 9: 15-16

                          (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23

                          (11وَقَالَ الرَّبُّ لِي: [لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ. 12حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَحِينَ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ بَلْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ].) إرمياء 14: 11-12

                          (7ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ الرَّبُّ: أَدْفَعُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَعَبِيدَهُ وَالشَّعْبَ وَالْبَاقِينَ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنَ الْوَبَإِ وَالسَّيْفِ وَالْجُوعِ لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ وَلِيَدِ أَعْدَائِهِمْ وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ فَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. لاَ يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ وَلاَ يُشْفِقُ وَلاَ يَرْحَمُ]) إرمياء 21: 7

                          (لاَ تَتَبَرَّأُونَ لأَنِّي أَنَا أَدْعُو السَّيْفَ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ) لإرمياء 25: 29 ، لقد قرر إله المحبة بمحبته المعهودة إفناء كل سكان الأرض بالسيف! فهل ترى محبة أكثر من ذلك؟ يعيبك عزيزى القمص أنك لا تعرف الفرق بين المحبة والكره ، ولا بين الخير والشر ، ولا بين البرد والحر. فهذه المسمَّيات معكوسة الفهم لديك!! اقرأ أوامر إله المحبة بالذل والجوع والهوان:

                          (8وَيَكُونُ أَنَّ الأُمَّةَ أَوِ الْمَمْلَكَةَ الَّتِي لاَ تَخْدِمُ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابَِلَ وَالَّتِي لاَ تَجْعَلُ عُنُقَهَا تَحْتَ نِيرِ مَلِكِ بَابَِلَ إِنِّي أُعَاقِبُ تِلْكَ الأُمَّةَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُفْنِيَهَا بِيَدِهِ.) إرمياء 27: 8

                          (9هَئَنَذَا أُرْسِلُ فَآخُذُ كُلَّ عَشَائِرِ الشِّمَالِ يَقُولُ الرَّبُّ وَإِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ عَبْدِي مَلِكِ بَابِلَ وَآتِي بِهِمْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِهَا وَعَلَى كُلِّ هَذِهِ الشُّعُوبِ حَوَالَيْهَا فَأُحَرِّمُهُمْ وَأَجْعَلُهُمْ دَهَشاً وَصَفِيراً وَخِرَباً أَبَدِيَّةً. 10وَأُبِيدُ مِنْهُمْ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ صَوْتَ الأَرْحِيَةِ وَنُورَ السِّرَاجِ. 11وَتَصِيرُ كُلُّ هَذِهِ الأَرْضِ خَرَاباً وَدَهَشاً وَتَخْدِمُ هَذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً. 12[وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ الأُمَّةَ يَقُولُ الرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكِلْدَانِيِّينَ وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً.) إرمياء 25: 9-12

                          فهل تسمى هذه تعاسة وذل فرضها إله المحبة على أعدائه ، أم تسميها محبة؟

                          ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

                          إله المحبة يأمر بعدم الشفقة ولا العفو. إنه يأمر بالإبادة الجماعية. فقولك إنه إله للمحبة يُعد من الكفر ، لأنك تنسب للرب ، ما لم ينسبه هو لنفسه!! لقد نسب لنفسه الإرهاب ، والتطرف ، والإجرام فى الحروب، والكره ، والحقد ، وعدم التسامح. إنه يأمر بكل مشاعر الود والمحبة قائلاً: (نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى) ، (لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا). فكيف استشفيتم أنه إله للمحبة؟

                          نعود لأقوال الكتاب ، وليس لأحلام القمص زكريا بطرس:

                          ومثل هذه الأسماء تجدها فى الكتاب المقدس ، فالله ليس حليم فقط أو رافع فقط أو معز فقط. فهو رافع وخافض معز ومذل: (6الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. 7الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ.) صموئيل الأول 2: 6-7

                          (6لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ.) أشعياء 45: 6-7

                          إذن فالله يذل الشرك والمشركين، ولكنه برحمته يُمهلهم حتى يعودوا إليه مؤمنين. ومن يُصر على المعصية فإنه جبَّار قادر أن ينتقم منه ، لأنه هو المحيى والمميت. ولا يمكن أن يُقبض عليه أو يُهان أو يُبصق فى وجهه أو يُعدم.

                          اقرأ هذه النصوص تجد فيها أن الرب انتقم من المذنب ، وأحسن إلى المحسن:

                          (7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تكوين 6: 7-8

                          (17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى.) تكوين 6: 17-19

                          (21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.) تكوين 7: 21-23

                          لماذا أهلك الرب إله المحبة الطيور والحيوانات؟ هل ليدلِّل على محبته؟

                          وقال الله لبنى إسرائيل: (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ». 3فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ) العدد 31: 1-3، وها هو الرب انتقم لبنى إسرائيل من المديانيين، وجعل نقمته عليهم. ألا يوصف بذلك أنه المنتقم؟

                          وقال عنه داود إنه المنتقم: (39فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَنَّ نَابَالَ قَدْ مَاتَ قَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي انْتَقَمَ نَقْمَةَ تَعْيِيرِي مِنْ يَدِ نَابَالَ, وَأَمْسَكَ عَبْدَهُ عَنِ الشَّرِّ, وَرَدَّ الرَّبُّ شَرَّ نَابَالَ عَلَى رَأْسِهِ».) صموئيل الأول 25: 39

                          وقال عنه صموئيل إنه هو المنتقم: (19وَقَالَ أَخِيمَعَصُ بْنُ صَادُوقَ: «دَعْنِي أَجْرِ فَأُبَشِّرَ الْمَلِكَ، لأَنَّ اللَّهَ قَدِ انْتَقَمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ».) صموئيل الثانى 18: 19

                          وها هو نبى الله إرمياء يطالب الله بالإنتقام من أعدائه: (15أَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَ. اذْكُرْنِي وَتَعَهَّدْنِي وَانْتَقِمْ لِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ.) إرمياء 15: 15

                          وها هو يقول الرب بنفسه إنه المنتقم: (24لِذََلِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ عَزِيزُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ! إِنِّي أَسْتَرِيحُ مِنْ خُصَمَائِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي) إشعياء 1: 24

                          وقال: (36لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا.) إرمياء 51: 36

                          وقال: (وَبِغَضَبٍ وَغَيْظٍ أَنْتَقِمُ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا) ميخا 5: 15

                          والرب هو الجبَّار: (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)مزامير 24: 8

                          (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65

                          وبسلطانه وبقوته يُذل الكافرين ويرفع المؤمنين: (10مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ, وَيُعْطِي عِزّاً لِمَلِكِهِ, وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ.) صموئيل الأول 2: 10

                          وإضافة إلى أنه الجبَّار فهو القهَّار ، وعلى ذلك أدلة كثيرة منها: (6يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ. 7وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ 8وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمِيَاهُ الْجَارِيَةُ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ.) خروج 15: 6-8

                          (مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ.) صموئيل الأول 2: 10

                          (10إِنْ بَطَشَ أَوْ أَغْلَقَ أَوْ جَمَّعَ فَمَنْ يَرُدُّهُ؟) أيوب 11: 10

                          (أَنَا هُوَ وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ) أشعياء 43: 13

                          أليس طرد الرب للشيطان من الجنة ومن رحمته فيه إذلال له إلى يوم الدين؟ فهل ترون عيبًا فى تصرف الرب هذا؟

                          أليست الخطيئة الأزلية التى تؤمنون بها كانت إذلالاً لعباد الله المؤمنين والكافرين قرونًا طويلة إلى أن تحنَّن الرب ونزل ليُهان ويُبصّق فى وجهه ويُعدم ويموت ليغفر هذه الخطيئة؟

                          أليست بعض الأوامر الكتابية الخاصة بالمرأة إذلالاً لها؟

                          فهل بيع الرجل لإبنته بيع الانسان لقطعة من الأثاث فيه مهانة وذل وقهر للمرأة؟ (وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7

                          ألا يُعد سب ملاك الرب للمرأة ، وقوله عنها أنها الشر نفسه مهانة للجنس اللطيف كله؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ:[هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

                          أليست أوامر الرب تجاه المرأة التى تلد طفلة مهانة لكل الجنس اللطيف؟ (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5

                          ألا يُعد أخذ نساء داود وطرحهم للزنى إذلالاً وقهراً لنبى الرب؟ (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11

                          وحتى لو سلَّمنا بما يقولونه إن هؤلاء أنبياء يُخطئون مثلنا ، أليس ذكر الرب لفضائحهم فى كتابه إذلال لهم إلى يوم الدين؟

                          لكن تناسى المتقوِّل على الإسلام دعوة الله ورسوله للإستغفار ، وإعلام المسلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً، وأن الذنوب شىء طبيعى ينتمى لكل البشر، ويعلم الله ذلك، وهو ينتظر من المؤمنين كثرة الإستغفار، حتى لو لم يذنبوا ، لأن الإستغفار ذكر:

                          (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء 110

                          (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران 131-136

                          وروى مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة: قال رسول الله : (والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله تعالى بكم، ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر الله لهم.)

                          وروى الترمذى عن أنس رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتنى، غفرت لك ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة) حديث حسن.

                          ووعد المؤمنين كما توعّد الكافرين والمجرمين فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ * لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) الحجر 45-50

                          (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) الزخرف 68-78

                          تعليق


                          • #14
                            كان هذا بشأن الصفات المنتقم، والمذل ، والقهَّار. فما شأن المتكبِّر ، والضَّار ومكر الله؟

                            إن المتكبر ورد فى القرآن والسنة. فقد قال الله تعالى: (السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) الحشر 23

                            وفى السنة قال الله تعالى: (العز إزارى، والكبرياء ردائى، فمن ينازعنى، عذبته) صحيح مسلم بشرح النووى (16/264).

                            والكبر فى اللغة هو نقيض الصغر. فنقول: كبَّر الأمر أى جعله كبيراً، واستكبره: أى رأَهُ كبيراً كقوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) يوسف 31 ، أى أعظمنه. والتكبير التعظيم ، والتكبر والاستكبار: التعظم. والكُبر: الرفعة فى الشرف ، والكبرياء أى العظمة والتجبر. وتاء المتكبر ليست تاء التعاطى والتكلُّف كما يُقال: فلان يتعظَّم وليس بعظيم ، وإنما هى تاء التفرد والتخصص.

                            أما فى الشرع فهى صفة تنزيه لله تعالى عن صفات الخلق والشر. فهو المتكبر عن السوء، وهو المتكبر عن الظلم، وهو المتكبر عن المماثلة والمشابهة، وهو الذى يتكبر عن عُتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم. فهل يتصف معبودكم بهذه الصفة؟ لا. إنه تشبَّه بالإنسان ، وكان يجرى ويهرب من عبيده ، وضربه عبيده وأهانوه وقتلوه. {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ } (54) النساء

                            فهى صفة كمال فى حق الله تعالى ، أما فى حق العباد فهى صفة نقص وعيب فى حقهم ، وبذلك ورد قوله  عن أبى هريرة فى ذم هذه الصفة: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) الجامع الصغير للألبانى (2/845).

                            وقوله  فى صحيح مسلم بشر النووى (2/ 117 ، 118): (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر).

                            لذلك جعل الله النار مثوى المتكبرين: (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) غافر 76 ، وقوله: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) الزمر 60

                            وبهذا المعنى جاءت صفة المتكبر أو المتعال أيضاً فى الكتاب المقدس: (7لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا رَنِّمُوا قَصِيدَةً. 8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. .. .. .. لأَنَّ لِلَّهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.) مزامير 47: 7-9

                            (13لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ) مزمور 148: 13 ، فهو كبير فوق كل كبير؟

                            (8أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.) مزامير 92: 8

                            (16وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ وَيَتَقَدَّسُ الإِلَهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ.) أشعياء 5: 16

                            (قُومُوا بَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ وَلْيَتَبَارَكِ اسْمُ جَلاَلِكَ الْمُتَعَالِي عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ. 6أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ.) نحميا 9: 5 –6

                            (22[هُوَذَا اللهُ يَتَعَالَى بِقُدْرَتِهِ. مَنْ مِثْلُهُ مُعَلِّماً؟ 23مَنْ فَرَضَ عَلَيْهِ طَرِيقَهُ أَوْ مَنْ يَقُولُ لَهُ: قَدْ فَعَلْتَ شَرّاً؟ 24اُذْكُرْ أَنْ تُعَظِّمَ عَمَلَهُ الَّذِي يَتَرَنَّمُ بِهِ النَّاسُ. .. .. .. .. 26هُوَذَا اللهُ عَظِيمٌ وَلاَ نَعْرِفُهُ) أيوب 36: 22-26

                            ولا توجد صفة المتكبر فى الكتاب المقدس إلا فى حق العباد ، لذلك فهى صفة مزمومة ، وصفة نقيصة يعاقب الله عليها صاحبها.

                             وكيف يوصف الرب بأنه خير الماكرين؟

                            (24وَتَعْظُمُ قُوَّتُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ بِقُوَّتِهِ. يُهْلِكُ عَجَباً وَيَنْجَحُ وَيَفْعَلُ وَيُبِيدُ الْعُظَمَاءَ وَشَعْبَ الْقِدِّيسِينَ. 25وَبِحَذَاقَتِهِ يَنْجَحُ أَيْضاً الْمَكْرُ فِي يَدِهِ وَيَتَعَظَّمُ بِقَلْبِهِ. وَفِي الاِطْمِئْنَانِ يُهْلِكُ كَثِيرِينَ وَيَقُومُ عَلَى رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ وَبِلاَ يَدٍ يَنْكَسِرُ)دانيال8: 24-25

                            المكر نوعان: مكر محمود ، وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل ، وعلى ذلك قال سبحانه وتعالى: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فلا يكون مَكرُه إلا خيراً. وهو موجه أساساً ضد مكر المسيئين. وعلى ذلك فلا أحد يأمن مكر الله أى تدبيره: (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) الأعراف 99

                            ومكر مذموم ، وهو أن يتحرى به فعل قبيح ، وهو من أفعال العباد: قال تعالى (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) فاطر 43

                            فالمكر هو تدبير الشر أو تدبير الخير أو تدبير ما يبدِّد المكر السىء ، والأخيران هما تدبير الله سبحانه وتعالى عن أى نقيصة. لذلك وصف الله بها نفسه تحذيرا لمن يمكر برسل الله ، ليعلمهم أنه هو المنتصر ، هو ورسله: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) النمل 50-53، فكان مكر الله هو انتصاره هو ورسله، وهزيمة الكفار والمجرمين ، ونجاة المؤمنين. فهل هذا مكر يّذمُّ أم يُمدح؟

                            وضرب مثلاً لهؤلاء المجرمين أن من سبقهم من الأمم مكروا أيضًا ضد الله ورسله ، والحق الذى جاءت به الرسل ، فلم يغن عنهم مكرهم من الله شيئًا وكان النصر لله ورسله ، والخزى لمن يمكر ضدهم: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد 42

                            وقوله: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال 30

                            فهل ألحقت هذه الصفة بالرب فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا؟

                            فاقرأ ما نسبوه للرب من صفات المكر: (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ)أيّوب19: 6-11،أليس هذا مكر الله أى انتصار الله من الأشرار؟

                            بل اتهموه أنه هو فاعل الشر: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12

                            وأنه أعطى فرائض غير صالحة ولا يحيون بها: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

                            بل اتهمه نبيه أنه أساء إليه: (20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟]) ملوك الأول 17: 20

                            ولا يوجد أبلغ من هذا النص لإثبات مكر الرب للمذنبين فى كتابك عزيزى القمص: (14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! 17تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. 18[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! 19فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. 20أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً.) أيوب 4: 1-22

                             كيف يكون الله أرحم الراحمين هو الضَّار؟

                            تنقسم الحياة الدنيا والآخرة إلى نفع وضر. وليس شرط أن كل نفع يكون مفيد لصاحبه. فقد يؤدى الغنى الفاحش مع الحماقة إلى ضرر بالغ للشخص الغنى ومَن حوله. ربما لو لم يغنيه الله من فضله ، لكان خيراً له ولمَن حوله. وكذلك ربما أرى فى فقر فلان ضرر ، وهو فى حد ذاته نفع ما بعدها نفع ، فإذ ربما يؤدى غناه إلى البطش. وقس على هذا الصحة والسلطان والذرية وغيره.

                            وينبغى أن يُلحق اسم الضَّار مع كلمة النافع. لأن الله سبحانه وتعالى ليس نافعًا فقط ، وليس بضار فقط. ومثال ذلك قوله تعالى: (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) الحجر 49-50

                            ولا يكون السؤال كما يطرحه غير المسلمين ، ولكن ينبغى أن يكون السؤال: الله ضار بالنسبة لمن ونافع بالنسبة لمن؟ هل من يتق الله ويطيعه يضره الله؟ وهل من يعص الله ويحاربه ينفعه الله؟

                            أليس أمر الرب لأنبيائه فى الحروب بإبادة الأعداء وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل نفعاً للمؤمنين وضراً للكافرين؟ [هذا إن كانت هذه أوامر الرب فنحن لنا اعتراضات كبيرة على هذه القسوة] فهو إذًا النافع والضار.

                            (10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10

                            (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40

                            (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

                            (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12

                            (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ)ملوك الثانى 3: 19

                            (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

                            ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

                            (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

                            (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                            (9هَئَنَذَا أُرْسِلُ فَآخُذُ كُلَّ عَشَائِرِ الشِّمَالِ يَقُولُ الرَّبُّ وَإِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ عَبْدِي مَلِكِ بَابِلَ وَآتِي بِهِمْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِهَا وَعَلَى كُلِّ هَذِهِ الشُّعُوبِ حَوَالَيْهَا فَأُحَرِّمُهُمْ وَأَجْعَلُهُمْ دَهَشاً وَصَفِيراً وَخِرَباً أَبَدِيَّةً. 10وَأُبِيدُ مِنْهُمْ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ صَوْتَ الأَرْحِيَةِ وَنُورَ السِّرَاجِ. 11وَتَصِيرُ كُلُّ هَذِهِ الأَرْضِ خَرَاباً وَدَهَشاً وَتَخْدِمُ هَذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً. 12[وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ الأُمَّةَ يَقُولُ الرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكِلْدَانِيِّينَ وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً.) إرمياء 25: 9-12

                            وحتى لا يظن عزيزى القارىء المسيحى أن استشهاداتى كانت من العهد القديم فقط ، فأنقل له بعض النصوص التى تؤيد ما قام به الرب وبنو إسرائيل فى العهد القديم:

                            فقد أقر عيسى  أنه لم يأت لنقض تعاليم الناموس أو الأنبياء ، بل كان بنو إسرائيل يستفتونه فى تعاليم وفقه التوراة، وكانت إجاباته كلها نابعة من الناموس والأنبياء مؤيدًا أقواله بنصوصها ، ولم يتغير هذا الوضع إلا على يد بولس الذى قام بإلغاء تعاليم الناموس. ويعنى هذا موافقته التامة على ما جاء بهذا الصدد:

                            ففى الوقت الذى يقول فيه عيسى : (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

                            وقال فيه داود من قبل: (ناموس الرب بلا عيب) مزمور 18: 7 ، و(ناموس الرب كامل) مزمور 19: 7

                            يقول فيه بولس: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19

                            ويقول أيضاً: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

                            وقال: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

                            أما بالنسبة لأخلاق بنى إسرائيل فى الحروب ، فيُنسب إلى عيسى  القول: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40 ، وقد ذكرتها من قبل ، ولا مانع من التذكرة.

                            (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

                            (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

                            ويرى التلاميذ أن إهلاك الرب لهذه الأمم نعمة ورحمة: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

                            (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 –34

                            ألن يدخل الله فى الآخرة المؤمنين الجنة جزاءًا بما فعلوا ويدخل الكفار والمشركين النار؟ ألا ترى أن فى هذا نفع للمؤمنين وضرر للآخرين؟

                            ألم يعاقب الرب بنى إسرائيل على رفضهم فرائضه ولأنهم نجسوا سبوته ، وأعطاهم فرائض غير صالحة ليبيدهم بمكره؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

                            أليس فى كل هذا إذلال من الرب للكفَّار والمشركين؟ أليس فى هذا قهر من الرب للمشركين والكفار؟ إليس فى هذا علو وتعالِ ونصر وتكبُّر للرب والمؤمنين على الشرك والمشركين؟ ألم يعزُّ الرب بقانون حربه هذا المؤمنين؟ ألم يكن قانونه هذا ضارًا بالكفار والمشركين؟ إًذا فالله هو النافع والضَّار ، وهو المعزُّ والمذل ، وهو العلى الكبير المتعالِ ، وهو الجبَّار والمتكبر قاصم الجبابرة.

                            ومن الجدير بالذكر فإن صفة جبَّار هى صفة نسبت لله فى الكتاب المقدس وفى القرآن ، وهى صفة حميدة فى حق الله ، لأنها تبعث على الإطمئنان ، فالرب هو الناصر ولا مخلِّص من يديه ، وبهذا يأخذ للمظلوم حقه من الظالم. وهى فى نفس الوقت صفة سلبية فى حق العبد ، إلا إذا كان فى الحرب على أعداء الله. وكذلك صفة التسلط ، والسَّحق والإبادة والإماتة والسُّخط والغضب:

                            (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8

                            (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

                            (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17

                            (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40

                            (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10

                            (13مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. 14مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ.15الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعاً الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ. 16لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكَِثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ.) مزامير 33: 13-16

                            (27وَلاَ يَضْطَجِعُونَ مَعَ الْجَبَابِرَةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الْغُلْفِ النَّازِلِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِمْ, وَقَدْ وُضِعَتْ سُيُوفُهُمْ تَحْتَ رُؤُوسِهِمْ, فَتَكُونُ آثَامُهُمْ عَلَى عِظَامِهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ رُعْبُ الْجَبَابِرَةِ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ.) حزقيال 32: 27

                            وخلاصة القول:

                            إن لله صفات الرحمة والود والنصر والإنتصار للمؤمنين والمظلومين ، وله صفات الردع والزجر والإنتقام من المجرمين وتأديبهم، رحمة بالمؤمنين وانتصارًا للمظلومين ، بل ورحمة وزجرًا للمجرمين ليكفوا ظلمهم عن عباد الله. وهذا ما تقرأه فى قول داود: (3عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ .. .. .. 5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُناً. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. ...9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ.10وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ) مزامير 9: 3-10

                            تعليق


                            • #15
                              نصوص تصف الرب فى الكتاب المقدس بصفات غير اللائقة:

                              بعد أن تعرفنا على ما يفهمه المسيحيون عن أسماء الله وصفاته فى الإسلام ورددت عليه ، نقدم مآخذنا نحن المسلمون على الصفات والأفعال التى نسبوها لله تعالى فى كتابهم، عسى أن يجد القمص زكريا بطرس هذه المرة ردًا مناسبًا:
                              1- السارق:
                               فقد حكى الرب فى خروج 3: 21-22 (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».)

                               وقد ساعدهم الرب فى ذلك بأن حبَّب قلوب المصريين للإستجابة لطلباتهم وتقرأ هذا فى تكوين 12: 35-36: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.)

                               وعندما اقتربوا من أورشليم قال لتلميذين فى متى 21: 2-3: («اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».)

                               وجاء ليأكل من شجرة تين ليست مملوكة له، ودمرها عندما لم يجد فيها تين: متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)

                               تكوين 31: 14-16 (14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «أَلَنَا أَيْضاً نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضاً ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا. فَالْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ».)

                              2- المحرض على الزنى:
                               هوشع 1: 2 (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».)

                               هوشع 3: 1 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)

                               ملوك الأول 1: 2 (2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ].)

                               إرميا 8: 10 (10لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.)

                               صموئيل الثانى 12: 11-12 (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ»)

                               عاموس 7: 17 (17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ[لأمصيا]: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».)

                               إشعياء3: 16-17 (16وَقَالَ الرَّبُّ:«مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.)

                              بل أمر نبيه أن يمشى ثلاث سنوات حافيًا ، عاريًا كما ولدته أمه. وفى هذا أبلغ دليل على تأجيج المشاعر الجنسية لدى النساء والشواذ ، لإشتهاء هذا النبى المحترم: (فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3

                              3- المثير جنسيًا:
                               أمثال 7: 7-22 (لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.)

                               أمثال 5: 18-19 (وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.)

                               نشيد الإنشاد 1: 10-16 (10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.)

                               نشيد الإنشاد 3: 1-5 (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.)

                               نشيد الإنشاد 4: 1-7 (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.)

                               نشيد الإنشاد 7: 1-8 (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ)

                               نشيد الإنشاد 8: 1-4 (1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.)

                               نشيد الإنشاد 8: 8-10 (8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.)

                               حزقيال 16: 1-34 (1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!)

                              4- السِّكِّير:
                               مزامير 78: 65 (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)

                              5- صانع الخمر وساقيها:
                               نشيد الإنشاد 5: 1 (كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.)
                               مزمور 75: 8 (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْساً وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَاباً مَمْزُوجاً. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.)

                               يوحنا 2: 7-10 (7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ».)

                              6- زعيم العصابة:
                               (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                              فهل يتآمر الرب مع ملائكته ليهلك نبيًا من خلقه؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ومن هذا الروح الذى تعاون معه الرب للتخلص من نبيه؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّابًا لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الرب نفسه فى الآخرة إن حاجه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلمًا فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الرب؟ أيقترب الشيطان من عرش الرب؟ ألا يخشى الرب؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الرب أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الرب وكل جنود السماء لم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟ إنه لَمُتَمَكِّن!!

                              7- المدمِّر للبيئة:
                               متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) فأضاع على عبيده من البشر والحيوانات والطيور الإنتفاع بثمرها وظلها والأكسجين الذى تخرجه نهاراً.

                               كذلك قتل الخنازير ، (وهذا نوع من أنواع الإعتداء على ممتلكات الغير أو ممارسة البلطجة بقوة معينة يمتلكها) وضيع على أصحابها الإنتفاع بلحومها أو بثمنها، ولوث الماء والسمك: مرقس 5: 11-14 (11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.)

                               ملوك الثانى 3: 19 (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ].) أليس هذا أمر بتدمير البيئة؟ ألا يعرف الرب أن عيون الماء هذه نافعة للبشر والحيوانات والطيور والنباتات والأشجار؟

                               تثنية 13: 15-17 (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) أليس هذا تلويثاً للهواء؟

                               صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».)

                              8- الإرهابى ومجرم الحرب:
                               أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)

                               مزامير 137: 8-9 (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)

                               حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)

                               هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)

                               صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)
                               يشوع 6: 21 و24 (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.)

                               تثنية 13: 15- 17 (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)

                               (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                               (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

                               (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ...51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.) لوقا 12: 49

                              9- المخرِّب:
                               مرقس 11: 12-14 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)

                               كذلك اختار أنبياء لصوص وسراق (يوحنا 10: 8)

                               يزنون مثل داود (صموئيل الثانى 11)

                               ويعبدون الأوثان مثل سليمان (ملوك الأول 11: 9-10) ،

                               أو عندهم عته ومجانين مثل إشعياء الذى قال الكتاب المقدس عنه أنه مشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 3-5)

                              10- لُعبة الشيطان:
                               (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)لوقا4: 1-13
                              لك أن تتخيل أنَّ الإله القادر القاهر الخالق المحيى المميت المعز المذلَّ ذليل أسيرٌ للشيطان لمدة 40 يوماً؟ ولك أن تتخيل أنَّ الشيطان اللعين ورع تقى: ما إن قال له يسوع («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ») إلا والتزم وأطاع؟ فهل الشيطان من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه؟!

                              يا له من إله! مُهان من خلقه لدرجة أنه فكَّرَ فى النزول بنفسه ليغفر لهم وليهابوه. مُهان من الشيطان الذى أسره؟ لا قيمة له عند ملائكته الذين تركوه طوال هذه المدة، ثم أتوا بعد مدة الأَسْر والذُّل ليخدموه!! إله فاشل فى انتقاء أتباعه ومبلغى رسالته للبشر: منهم الزناة ، ومنهم عبدة الأوثان ، ومنهم من صارعه وغلبه وأملى عليه إرادته ، وفرض عليه أن يباركه ويعطيه النبوة التى سرقها من أخيه ، ومنهم من خدعه ، فنزل إليهم وأعلن نفسه فتركوه يُصلَب وأنكروا معرفته!!

                              عزيزى المسيحى! لقد قال الشيطان لربكم: (6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».)! فهل تتخيل أن يكون الشيطان هو الغنى وهو المعطى وهو الوهاب وهو الرزَّاق وهو العزيز المعز وربك هو الفقير الذليل المُهان؟

                              لك أن تتخيل أن الشيطان لا يعرف إلهه ولا يهابه وأن الإله لم يعرف أن هذا الشيطان كاذب فأخبرنا وأخبره أنه لا يملك شيئاً وأن الملك كله لله؟ فكيف سيحاسبه الرب فى الآخرة؟

                              لك أن تتخيل الرب لا يهابه أحد ، فقرر إرسال ابنه فى الجسد ليهابوه! أأبله هو؟ لا يخافوا الأب فيخافوا الإبن؟ والله إن هذا ليذكرنى بخناقات الصبية عندما يقول الأضعف للأقوى: (والله لجيب لك أخويا الكبير يُوَرِّيك)! إلا أن الأمر هنا قد عُكِس، فقد أرسل الرب ابنه لعلهم يهابوه بعد أن أهانوا الإله الأكبر الأقوى.

                              وهل هو بهذا الصنيع جعلهم يهابوه؟ لا. بل أهانوا الآب والابن. فبعد أن استهزأوا به وبصقوا فى وجهه ، وطعنوه بحربة فى جانبه ، وأعدموه ، أراقوا ما قد يكون قد تبقى من ماء وجه للإله، فيفعلون الآن ما يحلو لهم لأنه يتحمل خطاياهم. وبذلك ازدادوا إثما على آثامهم.

                              فأين هيبته؟ أين عزته؟ أين قداسته؟ أين كبريائه؟ أين تكبُّره على الصغائر؟ لقد ضاعت بذلك إلى الأبد! فأى الصورتين تُحب أن تكون فى إلهك عزيزى القمص؟ عل تُحب صورة الإله الضعيف المُهان ، أم صورة الإله القوى المنتصر للحق؟

                              11- الخاسر:
                              فقد خسر مباراة المصارعة مع يعقوب ، ويتوسل إلى يعقوب ويرجوه أن يترك رجله ، إلا أن يعقوب المنتصر يرفض أن يترك ربه حتى أملى عليه شروط المنتصر القاهر وانتزع منه البركة!!:

                               (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ:«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ:«لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين32: 22-30

                              12- الخانع المضطر:
                              فقد اشترى يعقوب النبوة بطبق عدس ومع ذلك أصبح نبيًا وأُوحىَ إليه:
                               تكوين 25: 29-34 (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.)

                              كما سرق النبوة من أبيه إسحق ولا يعلم الرب بل أنزل إليه الروح القدس وأوحى إليه!! فإن جاز الضحك على النبى، فهل يجوز الضحك على الرب؟

                               تكوين 27: 1-29 (6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7اِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. .. .. .. .. .. .. .. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». .. .. .. .. 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ. فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». .. .. .. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّداً لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».)

                              وضربه يعقوب وأجبره على أن يباركه:
                               تكوين 32: 24-30 (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)

                              13- الخائف:
                               تكوين 3: 22-24 (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.)

                              14- الكذّاب:
                               خروج 11: 1-2 (1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضاً أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ…. 2تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ».)

                               كما كلَّفَ الشيطان بأن يتحكم فى لسان الأنبياء، فيجعلهم يكذبون:ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)

                              15- الملعون:
                               غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
                              ردود 0
                              44 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                              ردود 2
                              26 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                              ردود 0
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:43 ص
                              ردود 0
                              23 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamedfaid, 10 ديس, 2023, 02:10 م
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamedfaid
                              بواسطة mohamedfaid
                               
                              يعمل...
                              X