الكتاب السادس للرد على الحلقتين السابعة والثامنة من برنامج أسئلة عن الإيمان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكتاب السادس للرد على الحلقتين السابعة والثامنة من برنامج أسئلة عن الإيمان

    فهرس الكتاب


    مقدمة
    دعوة لتأليه الإله الناقص
    القمص يشهد أنه لا إله إلا يسوع
    هل يسوع من نفس طبيعة الله؟
    لمن كان يصلى الرب؟
    إبليس يتحكم فى بولس
    لماذا حاكم التلاميذ بولس وكفروا عقيدته؟
    هل تاب بولس بعد محاكمته؟
    بولس يلغى العمل بالتوراة ويسب من يتبعها
    بولس يعترف أنه كوَّن دينًا جديدًا
    بولس يتهم إله المحبة بالجهل والقسوة
    النتيجة قبل الإمتحان
    أبى ليس والدى ولكننى ابنه
    أبناء الله هم المؤمنون
    الرب يُخطىء فى نسبه وينسى اسم زوج أمه
    مريم تقر أن يوسف أبو يسوع
    أين برَّأ يسوع أمه من تُهمة الزنى؟
    البنوة تعنى من نفس الطبيعة
    البنوة تفيد التساوى
    البنوة تفيد تأكيد المعنى
    البنوة تفيد الظهور أى التجلى
    البنوة تفيد الظهور والصدور
    البنوة تفيد الملازمة للشىء
    المسيحية وأقانيمها فى كتاب «الله» للعقاد
    أعزائى المسيحيون: هل كفر الآباء الأقدمون أم كفرتم أنتم؟
    العلاقة بين القيُّوم وأقنوم
    الرب مركب فى ذاته
    علماء اللاهوت: الثالوث سر يصعب فهمه
    دعوة لهداية القمص لدين الله الخق
    نتفق مع القمص أن البنوة لله مجازية
    يسوع يُنبئكم بقرب خروج الإسلام وبتغيير القبلة
    بداية الحلقة الثامنة
    قرب الله تعالى للعبد فى الإسلام
    القمص زكريا بطرس يدعونا للمسيحية
    مقارنة سريعة بين الديانتين
    ضياع القدوة الصالحة من الكتاب الذى يقدسه القمص
    مقارنة سريعة بين المرأة فى الديانتين
    نظرة المسيحية والكتاب الذى يقدسه القمص للمرأة
    تلخيص لوضع المرأة فى المسيحية
    رأى الإسلام فى الأنثى وولادتها
    الفهرس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
    أمَّا بعد ..
    نواصل مع القمص زكريا بطرس حواره حول أسئلة عن الإيمان مع المذيعة فيبى عبد المسيح فى محاولات تبوء دائمًا بالفشل، وتُخالف المفهوم الحقيقى لديانة التوحيد. ولسوف نتعرض فى هذا الكتاب لصلاة يسوع ، وندعوه للتفكُّر: لمن كان يُصلى يسوع الذى تؤلهه؟ فإذا كانت الصلاة إقرار بالعبودية لله الخالق ، ومن هو إلهه الذى كان يناديه؟ ومن هو الآب الذى كان فى السماء، وطالب يسوع تلاميذه بالصلاة له؟
    كما تعرضنا لبولس، وبعض ما أحدثه من تلفيات وتغييرات فى دين عيسى ، وكيف حاكمه التلاميذ ، وأدانوا معتقداته بالكفر ، وأمروه بالتوبة ، وألزموه أن يظل على عهده القديم محتفظًا بالناموس وتعاليمه. وسنعلم أيضًا كيف هادنهم بولس واستمر على كفره القديم، أو قل محاولاته المنظمة لإتلاف دين عيسى .
    وسوف نتعرض أيضًا إلى تبريرات القمص الشاذة حول مفهوم البنوة لله، وما نسبه للأستاذ عباس محمود العقاد. كما سنعرف أى إله أقرب لعباده: هل هو إله المحبة المُتوهَّم فى مُخيلة القمص زكريا بطرس، أم هو الله إله العالمين. ثم نُدلِّل على ذلك برأى كلتا الديانتين عن المرأة.
    علاء أبو بكر
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 07:00 م.

  • #2

    دعوة لتأليه الإله الناقص؟
    يبدأ الحوار بين لبقس ومذيعته فتقول:
    المذيع: قدس أبونا أرجو أن تقدم لنا ملخصاً عن الأحاديث السابقة حتى يستطيع المشاهد أن يكمل معنا ...
    الإجابة: الموضوع الأساسى هو: من هو المسيح هل المسيح الله أم هو ابن الله أم هو إنسان أم ابن الإنسان وكلها كانت تساؤلات ألقاها الإنسان .
    ووضحنا قبلاً أن المسيح ليس إله فقط ولا إنسان فقط ولكن هو إله متحد بإنسان وضربنا مثل سابق وكررناه وهو مثل الحديد المتحد بالنار ... وقلنا أن الله ظهر فى الجسد وهو ابن الله بالحقيقة لأنه من طبيعة الله وهو إنسان من ناحية الجسد وابن إنسان لأنه من طبيعة البشر وهذا ما لخصناه بأن المسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد أى كلمة الله ظهر فى الجسد مثلما ظهر فى الشجرة لموسى وتجليه فى الجبل فى سورة الأعراف فى الشجرة فى سورة القصص وفى سورة طه وفى سورة النمل . الله يظهر فى صورة مادة ونحن نقول أن الله ظهر فى إنسان وهذا لا يستلزم الكفر ونشهد بإن لا إله إلا الله .
    ======================================
    لا تنزعج عزيزى القارىء ، ولا تقولن فى نفسك: هل لا تجد المذيعة والقمص غير هذا السؤال لتغطية موضوع الإله الذى تجسَّد فكان ابن نفسه؟ وهل القمص لا يسمع ولا يقرأ ولا يرى غير الرب الذى أصبح شجرة ، وتلبَّس الجبل ، فخر الجبل عليه هَدَّا؟ ولا داع للتكرار!
    وليؤكد القمص أن عقيدته ليست بعقيدة كفَّار، وكذلك أيضًا من باب الخداع، شهد أنه لا إله إلا الله، ولم يُحدِّد أى إله من الثلاثة يقصد. فهل كان يقصد الإله الذى كان يسجد له يسوع أم يسوع نفسه؟ فهم ليسوا واحد. بدليل سجود أحدهما للآخر.
    ولم يُحدِّد إذا كان مازال يؤمن أنه لا إله إلا إله القمر الذى قال إن اسم الله مشتق منه؟!! لكنه حدَّد أن إلهه إنسان وإله فى نفس الوقت. إذن فهو يقصد يسوع. فلا تنخدع عزبزى القارىء والمستمع، لأن هذه اللعبة يمارسها غيره أيضًا! وهى لعبة لخداع المسيحيين أيضًا ، الذين لم يعودوا يؤمنون بمجموعة من الآلهة، يُسمونها أقانيم، ويقولون قسرًا: إنهم واحد.
    وأبسط ما قلناه فى الحديد والنار إنه لو جاز عليهم المثال، الذى يشرح به القمص ثالوثه ، لقلنا إنه إله ثنائىّ الأقانيم، حيث لا دور للروح القدس هنا. وقلنا: إنهما عنصران ، لم يتحدا ، ولا نُطلق على الحديد نار ، ولا على النار حديد. ولكن النار أثرت فى الحديد فغيرت من بعض خواصه. وتعود إليه خواصه مرة أخرى بالتبريد. ولو اشتد التسخين فى درجات حرارة عالية جدًا لانصهر الحديد، وتبخَّر. الأمر الذى لا يجوز على ثالوث القمص. فالإله عنده لا يتغير ، ولا يتأثر بأى عامل خارجى ، وإلا لفقد ألوهيته! وهذا بناءًا على قول الرب نفسه: (6لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ) ملاخى 3: 6
    وقلنا إنه لا يجوز للإله اللامحدود أن يكون محدودًا فى جسد إنسان أو حيوان. ولا حتى يجوز تشبيهه بأى من مخلوقاته:(لَيْسَ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا.) خروج 8: 10
    (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18
    (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
    (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
    (26«ليْسَ مِثْل اللهِ يَا يَشُورُونُ.) تثنية 33: 26
    (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6
    (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
    إضافة إلى ذلك فإن الإنسان مُحقَّر من الله فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص. فهل يُعقل أن يُشبِّه الله الإنسان بجحش الفرا وبالبهيمة وبالرمة والدود، ثم يتجسَّد هو فى شكل إنسان؟ وهل يليق بكم أن تُنزلوا الرب منزلة وصفها هو نفسه بكل التحقير والمهانة؟
    هل تشبه الرب عندما كان إنسانًا على الأرض ب(الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)؟ (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6
    هل هان عليكم الرب لتشبهوا ولادته بولادة جحش الفرا؟ (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
    ألهذه الدرجة أنزلتم إله المحبة من قلوبكم وعيونكم ليكون إنسانًا لا مزية للبهيمة عليه؟ (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
    ألهذه الدرجة تدعون أن إلهكم مات على الصليب ميتة الملاعين؟ هل هان عليكم الرب حتى جعلتموه لعنة من أجلكم؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
    ونفى أن يكون إنسانًا، إضافة إلى قوله إنه لا شبيه له، وإنه لم يره أحد قط: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.) عدد 23: 19
    (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
    (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
    بل نفى حتى أن يُخالط الإنسان أو يتجسَّد فى شجرة أو على جبل كما يحلو للقمص أن يُمهِّد لعقيدته أو ينزل من على عرشه: (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …) ملوك الأول 8: 27
    لقد أقر يسوع أنه إنسان ، وأنه جاء فى جسد مثل باقى البشر، وأقر أن كل من يعترف بأنه إنسان فهو من المؤمنين. فهل قال مثل هذا فى ألوهيته؟ هل قال إنه إله تلبَّس جسد بشر؟ هل قال إنه أحد أقانيم الإله ثلاثى الأقانيم؟ لا. لم يقل. فلماذا تؤلهونه إذن؟
    (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40
    وقال قائد المئة عند موت المصلوب: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!») لوقا 23: 47
    بل قالها علانية إن كل إنسان يؤمن به كبشر ورسول من عند الله فهو بار (من الله) ، وكل من يُخالف ذلك ، يا زكريا ، فهو ليس من الله ، أى خرج من عداد المؤمنين: (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
    وجعل كلمة التوحيد هى مفتاح السعادة الأبدية والخلود فى الجنة: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
    وفرَّق بينه وبين الله تعالى فى العلم والمعرفة والقدرة والصلاح والقداسة والعظمة فنسب كل الكمال لله ، ووصفه أنه أعظم منه، ونسب له علم الساعة، والقدرة التامة، والصلاح الشامل: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 29
    (لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ.) متى 19: 17
    (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
    (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) مرقس 10: 27
    والآن: بما استحق يسوع التأليه؟ ماذا فعل يسوع ليستحق التأليه؟ وماذا فعل ليُدلِّل على ألوهيته؟ فإذا كان قد أحيا ثلاثة من الموتى ، فهذا فعله بحول الله وقوته ، وقد أحيا حزقيال من قبله جيشًا كاملاً. وهناك من الأنبياء من فعل أكثر من هذا:
    1- أحيا حزقيال ألوفًا بإذن الله (4فَقَالَ لِي: [تَنَبَّأْ عَلَى هَذِهِ الْعِظَامِ وَقُلْ لَهَا: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْيَابِسَةُ, اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ. 5هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِهَذِهِ الْعِظَامِ: هَئَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحاً فَتَحْيُونَ. 6وَأَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصَباً وأَكْسِيكُمْ لَحْماً وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْداً وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحاً فَتَحْيُونَ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ]. 7فَتَنَبَّأْتُ كمَا أُمِرتُ. وَبَيْنَمَا أَنَا أَتنَبَّأُ كَـانَ صَوْتٌ وَإِذَا رَعْشٌ فَتَقَارَبَتِ الْعِظَامُ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى عَظْمِهِ. 8ونَظَرْتُ وَإِذَا بِـالْعَصَبِ وَاللَّحْمِ كَسَاهَا, وبُسِطَ الْجِلْدُ علَيْهَا مِنْ فَوْقُ, وَلَيْسَ فِيهَا رُوحٌ. 9فَقَالَ لِي: [تَنَبَّأْ لِلرُّوحِ, تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ, وَقُلْ لِلرُّوحِ: هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلُمَّ يَا رُوحُ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ وَهُبَّ عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَتْلَى لِيَحْيُوا». 10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.) حزقيال 37: 4 – 10
    2- أحيا إيليا ولدًا بإذن الله (ملوك الأول 17: 21 – 22)
    3- أحيا الله رجلاً لأنه مسَّ قبر أليشع (ملوك الثانى 13: 21)
    4- وكذلك أحيا الله ولدًا على يد نبيه أليشع (33فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُِنَ جَسَدُ الْوَلَدِ.35ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ.) ملوك الثانى 4: 33 – 35
    احذر عزيزى المسيحى ، إن من يتخذ يسوع إلهًا ، سيطرده يسوع فى الآخرة ويرفض إيمانه أو تبعيته لقومه: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 22-23
    وراجع معى أقواله مرة أخرى أنه لم يفعل شيئًا بحوله ولا بقوته ، وإنما أعطاه الله ما يقوله ، وما يجب أن يفعله ، بل فعل معجزاته بقوة الله:
    (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
    (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
    (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28
    (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20
    وهذا ما فهمه بطرس أحد تلاميذه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
    وهو نفس ما فهمه رئيس الكهنة المعاصر له: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
    * * *
    أما قوله إن يسوع (هو ابن الله بالحقيقة لأنه من طبيعة الله)، فهذا يدل على عدم قراءته للكتاب الذى يقدسه. وإذا كان يوحنا هو القائل بلاهوت الكلمة، وتحول الكلمة إلى جسد، فهو أيضًا الذى قال إن الله روح، ولم يره أحد قط: (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18 ، وأكَّد بولس بعد رفع يسوع على هذه الحقيقة، فقال: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 16
    ثم رجع يؤكد بأسلوب آخر أن الذى يولد من جسد هو جسد أى بشر، والذى يولد من روح هو روح، والروح لا يراه الإنسان. وبما أنكم تروننى وتعرفون أننى مولود من امرأة فأنا عيسى الإنسان وابن الإنسان: (اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ) يوحنا 3: 6 ،
    وعندما ظهر لهم بعد عملية الصلب ظنوه روحًا، فقرأ أفكارهم، ولكى لا يؤلهه أحد قال لهم: (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 39-43
    وبذلك نفى عن نفسه الألوهية (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 ، ونفى عن نفسه الصلب، لأن الذين يقومون من الأموات هم أرواح كالملائكة ليس لهم عظام أو لحم أو يأكلون أو يشربون: (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 34-36
    وقال لهم إن أبسط قواعد الإيمان المطلوبة منهم هى أن يؤمنوا أنه بشر يُرى ، جاء فى الجسد، أى ليس بإله يستحيل على الإنسان رؤيته: (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
    وأقر أن الله الذى هو إلهكم هو نفسه إلهه ، أى أشرك نفسه معنا فى عبوديته لله: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17،
    وأخبر مريم المجدلية أن تُعلم تلاميذه وحملة لواء الدعوة من بعده: (اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)يوحنا 20: 17 ، أى يقول لهم: فإذا كان الله هو أبى فهو أبوكم أيضًا، وطالما أنه إلهى، فهو إلهكم أيضًا، أى لا يوجد غير إله واحد ، نشترك كلنا فى عبادته ، وبناءًا على ذلك نشترك فى الأخوَّة لبعضنا البعض، وفى العبودية لله، وطالما أننا أخوة فأنا بشر مثلكم. أو أنتم آلهة مندمجة مثلى! ولطالما نحن أخوة وأنا ابن الإنسان فأنا بشر مثلكم!
    كما كان يسوع يصلى لله تعالى الذى خلقه ، ويتعبد له ، ويفعل كل شىء من أجل رضاه عليه ، بل كان يقضى الليل كله فى الصلاة قائمًا راكعًا ساجدًا لله تعالى: (وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12
    (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ... ... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39-42
    (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
    وأكَّد أن السجود لا يكون إلا لله وحده ، الذى كان هو يسجد له ، وطالب تلاميذه بالصلاة له، (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24
    فيا زكريا بطرس! ويا فيبى عبد المسيح! ويا كل مسيحى على وجه الأرض! (كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22
    * * *
    تواصل المذيعة تدليسها فتقول:
    المذيع: واستشهدنا بأكثر من مفسر إسلامى من كبار المفسرين الإسلام يؤكدون نفس الحقيقة ونفس الحقيقة أكدناها من القرآن .
    الإجابة: مثل الإمام محى الدين العربى والإمام أحمد ابن الحائط إمام فرق الحائطين والمعتزلة والقرشى وغيرهم .
    ======================================
    وقد قلنا أيضًا إن القمص بعلمه هذا إمَّا جاهل ، لا يعرف الفرق بين محى الدين بن عربى الكافر ، وبين محى الدين بن العربى الإمام العالم. وأنا لا أعتقد فيه الجهل بهذه الأسماء، وأؤكد أنه يُدلِّس على مستمعيه غير العالمين ببواطن هذه الأمور. وله فى بولسه أسوة سيئة.
    أما الإمام الكبير أحمد بن الحائط ابن عم الشيخ جامايكا ، وخال الشيخ الشَّرِّيب، فلا نعرف عنهم شيئًا. فهى من مخترعات الإمام الأكبر شيخ الأفاقين بولس الصغير المشهور بالقمص زكريا بطرس.
    ففكر عزيزى المسيحى: لماذا يكذب القمص لنشر دينه؟ إمَّا أنه يريد إخراص الحق ونشر الكذب، كما كان يفعل بولس، الذى كان يتحكم إبليس فى كل تصرفاته ، وهذا باعتراف بولس نفسه: (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24
    أقول فالقمص يريد بكذبه هذا إمَّا إخراص الحق ، وإمَّا أنه يُعلن فشله فى مواجهة الإسلام، وقوة عقلانيته وإقناعه، ويريد أن يبنى جدارًا من الكذب أمام كل مسيحى يريد أن يدخل فى الإسلام، بعد أن حاربوه فى كل مكان على سطح الأرض: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8)الصف
    عزيزى المسيحى! قد يكون هذا الكلام غريب على مسامعك، وقد يجرح شعورك ولكنه فى النهاية كلام كتابك الذى تعتقد أنه من عند الله. كن صادقًا مع نفسك: لماذا لم تتعرض داخل الكنيسة يومًا ما لهذه النصوص؟ لماذا يخفونها عنك؟ اسأل البابا وناقشه فى إجابته ، لا تمشى من عنده إلا وأنت مقتنع بالإجابة: ما هو ناموس الخطية الذى كان يسيطر على بولس، ويسرى فى كل أعضائه لدرجة جعلته يصرخ قائلاً: (19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.)؟
    عزيزى المسيحى! لا تبع أخراك بدنياك! ولا تتخلى على الله وتتمسك بالشيطان! لا تبع الجنة بجهنم!
    لماذا لا تبدأ عزيزى المسيحى رحلة من التفكير والبحث عن الحقيقة؟ ما رأيك فيمن يُخالف يسوع ويقول بتعاليم ضد تعاليمه؟ ما رأيك فيمن يُضلل الناس بتعاليم كاذبة؟ وما الفرق بينه وبين إبليس؟
    وطالما أنك توافق على المنطق والعقل والبحث عن الحق ففكر ما معنى أن يُعلِّم بولس تعاليم مُخالفة لتعاليم يسوع وتلاميذه عامدًا متعمدًا، لدرجة أن التلاميذ اجتمعوا وأدانوه ، وأمروه بالتوبة والعودة إلى الدين الصحيح ، وأرسلوا من يُصحح عقيدة من ضلَّلهم بولس: (وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
    لكن هل تاب بولس بالفعل؟ لا. إنه استمر فى نفس المسار الذى رسمه لنفسه مع كهنة المعبد للقضاء على دين عيسى ، ويتأكد لك هذا من أقواله الآتية.
    (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2، {مع أن المسيح تم ختانه}
    (12جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَراً حَسَناً فِي الْجَسَدِ، هَؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ. 13لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ. 14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. 15لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.) غلاطية 6: 12
    وكما حرض الناس على ترك الختان، حرضهم أيضًا على ترك العمل بالناموس، ولو ترجع إلى نص إدانة التلاميذ له ، ستجد أنهم أدانوه لهذا السببين:
    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
    (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11
    (لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، ......) غلاطية 3: 10
    ( وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ) غلاطية 3: 12
    (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21
    حتى أنه سب التوراة ومن اتبعها ، فيقول: إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح وسقط من النعمة: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
    وهذا هو الإنجيل الجديد الذى ألفه بولس من العقائد الوثنية لكرشنا وإله القمر والإله تموز. وحتى الصليب بشكليه الآتيين "t" أو "+" من الرموز البابلية للإله تموز.
    وقد أقر بهذا الإنجيل الجديد فقال: (25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي) رومية 16: 25
    (1وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ) كورنثوس الأولى 15: 1 ، وأيضاً فى كورنثوس الثانية 4: 3
    وأقر أن هذا الإنجيل لم يتعلمه من أحد، ولم يسأل أو يستشير أحد فى محتوياته: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ.) غلاطية 1: 11-17
    وقد يظن القارىء أنه أُوحى إليه هذا الإنجيل. فهذا غير سليم ، فلم يكن بولس بالذى يبنى على بناء غيره، سواء من الأنبياء أو المرسلين. لا. إنه يؤلف دين جديد، يضع له القواعد ، ويترك غيره فى التأليف ومواصلة البناء: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11
    (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17
    (هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
    (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
    (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
    (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
    (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.) رومية 15: 20
    وقال أيضًا: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
    وأقر أنه فعل الكثير ضد ما فعله وما قاله يسوع: (8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ اللهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ.) أعمال الرسل 26: 8-9
    ويضع أفكاره الخاصة محل أفكار الله وخططه، فيدعى بولس أنه يعرف ما خطط الله ، وما يرمى إليه، وما الذى اعتبره ضروريا ، وما سوف يحدث فيما بعد، فهو يتصرف عند التخطيط لشئ ما كما لو كان إلهاً، بل ويدعى معرفة سير مجرى التاريخ كما يعرفه الله..." (14وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. 15وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الأولى 2: 16
    لذلك لا تتعجب إن رأيته يلعن يسوع أو يتهم الرب بالجهل ، والقسوة:
    (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
    (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
    (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
    * * *
    تواصل المذيعة طرح نفس السؤال الذى طرحته عدة مرات من قبل فى حلقات مختلفة، وهو ما معنى ابن الله؟ ولكن القارىء المدقق يشعر أنه تدس السم فى العسل: فقد صرحت أن يسوع هو الله ، ولكى لا تكون هذه هى المشكلة ، طرحت بعدها مشكلة أخرى، لينشغل بها المستمع، وتُثبِّت فى نفسها أنه آمن أن يسوع هو الله، ولم تتبق إلا مشكلة: كيف يكون هو ابن الرب ، والرب لم يتزوج؟
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 07:00 م.

    تعليق


    • #3
      المذيع: سؤال : قلت فى بداية حديثك أيضاً أنه من منطلق تجسد الله فى المسيح صار اسم المسيح ابن الله أليست هذه التسمية تصيب المسلم بصدمة ؟ وهناك آيات قرآنية كثيرة تقول كيف الله أن يكون ولد ؟ ما ردك على ذلك ؟
      الإجابة: بالطبع هذه الكلمات الحساسة للمسلم العادى تصيبه بالصدمة ويردد فى نفسه هذا هو الكفر بعينه ويرفض هذا الفكر تماماً بحجة أن تسمية ابن الله هى الكفر بعينه ولا يريد النقاش ولا يقبل أن يفهم لأنه مصاب بالخوف لئلا يفهم ويقتنع ولكن هناك من يريد المعرفة ويفكر ويقيم الأمور ويسأل عن الرأى الآخر هل هذا منطقى وهل هذا معقول ولكن المسلم يخاف جداً أن يعقل هذا الكلام لئلا يجد نفسه أمام قرار صعب جداً . فماذا يفعل لو أكتشف الحقيقة ماذا سيفعل وما عليه إلا أن يقول مبكراً الباب اللى يجيلك منه الريح سده وأستريح ، وليس هناك داعى للمشاكل ومثلما قال أحد المسلمين الشيطان فى التفاصيل .
      وحقيقة القرآن ضد فكرة أن يكون لله ولد موجودة فى آيات كثيرة .. وأحب اطمئن الأخ المسلم أنه أنا واعى بالآيات الموجودة ولكن لنا رأى ولنا رد عليه، حتى يفهم الأخ المسلم أننا لا نهرب من الحقائق والآيات هى الآتى :
      فى سورة النساء : " إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد " – وفى سورة الإنعام آية 101 " آنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبه " ، وفى سورة مريم 35 " ما كان لله أن يتخذ له ولد سبحانه " ، وفى سورة المؤمنون 91 " ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله " وهذا الكلام مكرر فى سور كثيرة جداً منها سورة البقرة 116 وسورة يونس 68 ، الإسراء 111 ، الكهف 4 ، مريم 88 ، 91 ، 92 ، الأنبياء 36 ، الفرقان 2 والجن 3 .
      ======================================
      سوف أضع جزءًا من الآيات القرآنية التى تنفى أن لله ولد، وتنذر القائلين بذلك، بغض النظر عما ذكره القمص، لأن ما ذكره من آيات منها ما بها أخطاء، ومنها ما بتره، الأمر الذى يُشير إلى عدم دقته فى النقل أو القراءة، وبالتالى يؤثر على فهمه:
      {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) سورة البقرة
      {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (52) سورة إبراهيم
      {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ} (6) سورة فصلت
      {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (108) الأنبياء
      {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (68) سورة يونس
      {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} (4) سورة الكهف
      {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (101) سورة الأنعام
      {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} مريم 88-96
      {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) سورة النساء
      {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (35) سورة مريم
      {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91) سورة المؤمنون
      {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} (26) سورة الأنبياء
      بدأ القمص بفرض النتيجة التى من المفروض أن يحاول الوصول إليها ، وهو تجسُّد الله سبحانه وتعالى، واعتبره بديهيةً، ثم بدأ البناء عليه، أى ظهرت نتيجة الإمتحان ، قبل إنعقاده، فقال:(من منطلق تجسد الله فى المسيح صار اسم المسيح ابن الله). ولكن بالله عليكم أيها العقلاء: بفرض أن الرب تجسَّد فى المسيح، فكيف يُصبح ابنه؟ أليس من المفروض أن يُصبح المسيح هو الله؟ فكيف اقتنع هو نفسه بأن التجسُّد حوَّل الشخص إلى ابنه؟
      هل تعرفون لماذا قال القمص زكريا بطرس هذه الطلاسم؟ لأنه لم يتمكن من تعليل كيف كان يُخاطب يسوع أبيه ويُصلى له؟ فهو فى حيرة ما بعدها حيرة: كيف يكون من الموحدين ، غير المشركين ، الذين يقولون بوجود أكثر من إله ، وهو فى نفس الوقت يدعى أن يسوع هو الله ، ويسوع نفسه يُصلى لله أبيه ، ويُحث الناس على الصلاة له؟ فجعل يسوع أيضًا هو الابن ، دون أدنى تفكير أنه يتهم يسوع بذلك إمِّا بالخبل والجنون ، لأنه فى هذه الحالة كان يُصلى لنفسه، ويُخاطب نفسه، ويرجو نفسه، ويُعطى لنفسه ملكوت السماوات والأرض، الذى هو ملكوته فى الأساس، ويرسل نفسه إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وغير ذلك. وإمِّا يتهمه بالنصب والكفر لأنه كان يُعلِّم الناس السجود للأب الذى فى السماوات، وفى الحقيقة لا يوجد أحد فى السماء، لأنه هو الأب والابن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة متحدون، ولا ينفصلون طرفة عين!!!
      ثم انتهى بكلام المنتصر صاحب الحق ، المفكِّر ، الذى يأخذ على خصمه الجهل وقلة الحيلة ، والإنهزام أمام ما يفرضه العقل الواعِى. ولو كان الأمر كما يقول لما بتر الآية (91) من سورة المؤمنون، وارجع عزيزى القارىء إلى استشهاده: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
      كل هذا ولم يُثبت عزيزى القارىء من كتابه نصوص قالها يسوع على لسانه إنه هو الله المتجسِّد. وكل ما فعله القمص زكريا بطرس أنه يحكى لنا قصصًا عن راهب وقاتل،أو فكره الذى كتبه بالقلم على ورقة، ويُسمِّى هذا تَجَسُّدًا، أو الرب الذى ظهر تجسَّد فى الجبل ، فخر عليه الجبل دكَّا، والرب الذى تحوَّل إلى شجرة. وهكذا يعتمد القمص على جهل البشارة، لأن ذلك يسر الرب: (فَقَد سُرَّ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِجَهَالَةِ الْبِشَارَةِ الذين يُؤْمِنونَ) كورنثوس الأولى 1: 21 ، ويعتمد على قلبه، بعد أن أغلق عقله، كما أمره الرب: (5تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.) أمثال 3: 5
      بصراحة عزيزى القمص: حكايات وأمثلة تُثير الغثيان ، وتجعل المرء يحمد الله على نعمة العقل ، ويتذكَّر ما قاله بولس فى شأن نفسه: (1لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً!) كورنثوس الثانية 11: 1 ، فهل هذا هو الدين عندكم؟ هل هذا هو المنطق والعقل الذى تدعونا إليه؟
      * * *
      تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح:
      المذيع: كل هذه الصور تنفى أن يكـون لله ولد ونحن نؤكد هذا ونفس الكلام ونحن لا نقول أن له ولد .
      الإجابة: هو ده اللى لابد وأن يفهمه حبيبنا المسلم ونحن لا نقول أن الله أنجب ولد ولا من قريب أو بعيد نقول هذا الكلام على الإطلاق ونحن نقول ابن وليس ولد ونحن نتحدى أن يكون فى الكتاب المقدس أن المسيح ولد ، وكلمة ابن لها معانى كثيرة نحن نقصدها وفى اللغة أيضاً لها معانى كثيرة وسبق أن قلنا هذا الكلام وللتأكيد نكرر مرة أخرى ونستطيع أن نكرر معانى كلمة ابن ونحن نرفض الولادة العادية الجنسية التناسلية ولا يكن عندنا هذا التفكير ولم ولن يحدث والكتاب المقدس لم يقل هذا الكلام لأنه كلام غير مقبول .
      ======================================
      هذه فعلاً فكرة جديدة على المستمع والقارىء. (ونحن نقول ابن وليس ولد)! ألم تملّ من اللعب بالألفاظ أيها القمص؟ فعندما تقول هذا ابنى أى ولدك أنت ولدته أى أنجبته من زوجتك. هل هذا يحتاج للتحايل؟
      انظر عزيزى القارىء تلاعب القمص بالألفاظ لفشله فى إثبات عقيدته ، وهذا هو السبب الذى يجعله يهرب من المناظرات ، ويدعى أن المسلمين يفرون من أمامه. فما قالته ترجمة الفاندايك «أَوْلاَدَ اللَّهِ» قالته الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء ******يين «أَبْناءَ الله»!!
      (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ) يوحنا 1: 12-13 [ترجمة فاندايك]
      (12أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله: 13فهُمُ الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا.) يوحنا 1: 12-13 [الترجمة ******ية لعام 2000، ووافقتها الترجمة العربية المشتركة على لفظة «أبناء الله»]
      مثال آخر: (39أَجَابُوا: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! ) يوحنا 8: 39 [ترجمة فاندايك]
      (39أَجابوه: (( إِنَّ أَبانا هو إبراهيم)). فقالَ لَهم يسوع: ((لَو كُنتُم أَبناءَ إِبراهيم، لَعَمِلتُم أَعمالَ إِبراهيم.) يوحنا 8: 39 [الترجمة ******ية لعام 2000، ووافقتها الترجمة العربية المشتركة على لفظة «أبناء إبراهيم»]
      مثال ثالث: فما قالته ترجمة الفاندايك (أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ)، قالته الترجمة ******ية لعام 2000 (أَبْناءً لِإِبْراهِيمَ) (لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.) متى 3: 9 [ترجمة فاندايك]
      وأعتقد أن هذا يكفى لتوضيح سوء فهم وتحايل القمص زكريا بطرس!!
      أما قوله بأن كلمة «ابن» لها معانى متعددة فى اللغة ، وتُستعمل بمفهوم البنوة الحقيقية ، وبمعنى مجازى. وأعتقد أن هذا المفهوم اعترف به القمص من قبل ، وسيؤكده هنا أيضًا. والغريب ونحن أبناء الشرق نستعمل هذه الكلمة كثيرًا فى حياتنا ولا نقصد بها الابن أو الابنة من زواج وتناسل أو على وجه الحقيقة.
      فالمدرس كبير السن يُخاطب تلاميذه بكلمة «ابنى» أو «ابنتى»، وكذلك الطبيب، والجار والراكب فى الأتوبيس مع من هو دونه فى السن. ويحضرنى قول كلمة «ابنى» من سيدة محترمة فى أحد الميكروباصات لمن حاول أن يغازلها، وكان تأثيرها عليه كالسحر. فلم يفتح فاه ، واحترم نفسه طوال ساعتين من السفر.
      ولكننا الآن بصدد الحديث عن كلمة «ابن الله» ومفهومها ، وهل هى خاصة بيسوع فقط ، أم قيلت لكل نبى ، وكل رجل بار؟
      فهى لم تُذكر إلا بالمعنى المجازى الذى يعتبر كل بار ابنًا لله. وكثيرًا ما يتشدق المسيحيون بأن عيسى  ابنًا لله بنوة حقيقية، وهذا هو المشكل فى فهمهم. على الرغم من أن الأناجيل تُصرِّح فى كثير من المواضع أن البنوة لله تعنى التقوى والبر. مشبهين الله تعالى برب الأسرة، وعباده الأبرار الأتقياء هم أبناؤه. وسأسرد بعض من النماذج الكافية للتدليل على ذلك:
       يوحنا 1: 12-13 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
       متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..)
       متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
       متى 10: 20 (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.)
       وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
      وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!») لوقا 23: 47
       لوقا 3: 38 (آدم ابن الله)
       رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.)، ويلاحظ القارىء أن بولس استعمل «أَبْنَاءُ اللهِ» و«أَوْلاَدُ اللهِ» بنفس المعنى.
       يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
       يوحنا الأولى 3: 2 (2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ)
       (افعلوا كل شىء بلا دمدمة ولا مجادلة ، لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب) فيليبى 2: 14-15
       يوحنا الأولى 4: 4 (4أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.)
       يوحنا الأولى 3: 7-10 (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ)
       يوحنا الأولى 4: 2-3 (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)
       يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
       كورنثوس الأولى 3: 16-17 (16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.)
      وقال لليهود: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. … 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 44 و 47
      وكما استُعملَت فيما يُسمَّى العهد الجديد ، استُعملَت أيضًا فى العهد القديم:
      1- خروج4: 22-23 (فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»)
      2- تثنية 14: 1 (أنتم أولاد الرب إلهكم)
      3- تكوين 6: 1-4 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. .. .. .. .. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً)
      4- تثنية 32: 6 (6هَل تُكَافِئُونَ الرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟)
      5- وفى صموئيل الثانى 7: 14 يقول الرب لعبده داوود (أنا أكون له أباً وهو يكون لى ابناً)
      6- مزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
      7- مزامير 68: 5 (5أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ اللهُ فِي مَسْكَنِ قُدْسِهِ.)
      8- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
      9- مزامير 89: 6 (6لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟)
      10- إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.)
      11- إشعياء 64: 8 (8وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.)
      12- هوشع 1: 10 (وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)
      * * *
      أما بمعنى الولادة من التناسل فهذا وارد أيضًا فى الأناجيل، لكنهم لا يقرون بذلك وهذا شأنهم فى لىّ الحقائق:
      أولا جعلوه من نسل داود ، ولا علاقة لداود أو نسله بيسوع، والتضارب واضح فى هذا النسب ، لدرجة أن متى جعله من نسل سليمان ابن داود (متى 1: 6)، وجعله لوقا من نسل ناثان ابن داود وأخى سليمان (لوقا 3: 31)! فهل تعتقد أن الرب يُخطىء فى نسله ونسبه؟
      نسبوا لأمه أنها كانت مخطوبة، وهى كانت منذورة لله، فلم تُخطب من الأساس، لكن حرجهم من ولادته بدون أب، أو عدم تصديقهم لهذه المعجزة، جعلتهم يزوجونها من يوسف. واختلفوا فى شخص يوسف هذا: هل هو ابن يعقوب (متى 1: 16) أم ابن هالى (لوقا 3: 23)؟ فهل تعتقد عزيزى القمص أن الرب الذى أوحى هذا الكلام أخطأ فى نسل زوج أمه الذى ربَّاه؟
      نسبوا لمريم القول إن عيسى  ابن يوسف: (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!») لوقا 2: 48، ويقوُّلونها أنها كانت تقصد أبيه بالتبنى والتربية. وهذا غير وارد بالمرة من شخص مؤمن إيمان السيدة مريم. لأنها بهذا القول تُكذِّب الله وتُشين نفسها وابنها ، وتقيم على نفسها الحجَّة، والعقاب. وعقوبتها إن لم تكن قد أتت بدليل براءتها الحرق حية: (وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.)لاويين 21: 9
      وبما أنها لم تُحرق ، فقد قدمت الدليل على براءتها! فأين هو؟
      اقرأ قول الله تعالى فى كيفية تبرئة مريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلوةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) مريم 16-36
      فهذا هو الذى أنبأ به عيسى  أتباعه بقوله: (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14، ولم يُدافع عنه إلا القرآن الكريم ، والصادق الأمين محمد .
      فأخبرنى أيها القارىء للأناجيل: أين نص تبرئة مريم من تُهمة الزنى؟ أين أقامت الحُجة بوجود شاهدين أو ثلاثة على أن هذا الطفل ليس من سِفاح؟ وهل يليق بيسوع وهو الإله عندكم ألا يوحى بنص يبرىء فيه أمه ونفسه من هذه التُهمة الشنعاء؟ وهل يليق بيسوع وهو الإله عندكم أن ينسب اليهود لأمه الزنى ، ولا يردهم؟ فما معنى سكوته إلا الموافقة على ما قالوه أو ضعفه فى المواجهة والحُجة، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية؟ (فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».) يوحنا 8: 41
      ثم تأتى الطامة الكبرى فى قول بولس إن يسوع من نُطفة داود! ، إنه بهذا القول ينفى البتَّة ولادته دون زواج طبيعى بين أمه ورجل من نسل داود ، وبما أن متى ينفى نسبة الولد ليوسف ، لأنها قبل أن يدخل بها يوسف وجدت حُبلى [من الروح القدس ولا دليل على ذلك إلا الحلم الذى رآه يوسف، وقول الملاك لمريم. فأين الشهود على ذلك من خارج القرآن؟]: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 1: 18
      * * *
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 07:00 م.

      تعليق


      • #4
        تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح:
        المذيع: إذن فهذا الفكر ليس له أى صلة بالمسيحيين ولا الكتاب المقدس لا من قريب ولا من بعيد ولا يوجد أى إشارة كتابية عن الولادة العادية ونؤكد لأخواتنا المسلمين أنه ليس لنا صلة بهذا الفكر الذى يقول أن لله ولد ولد .
        الإجابة: على الإطلاق والوثنيون هم الذين يقولون هذا مثلما أكدنا فى الحلقات السابقة أن هذا الفكر الذى حاربه الإسلام كان موجود فى مكة وخصوصاً فى الكعبة ويقول أن الإله القمر تزوج الإلهه الشمس وأنجب اللاتى والعزة وبسبب ذلك يقول القرآن لا يمكن أن يكون لله ولد ونحن أيضاً كمسيحيين نقول لا ونرفض ذلك الفكر .
        ولكن نقول أن المسيح ابن الله وليس من الناحية الجسدية ولا التناسلية ولكن هناك معانى لابن منها ذات الطبيعة ومثال ذلك نقول : هذا إنسان أو ابن إنسان أى ابن بشر أى له طبيعة البشر ونقول ابن طائر أى طبيعة الطائر وهناك ابن سمك أى له طبيعة السمك فإذن عندما نقول ابن الله أى له طبيعة الله الذى هو اللاهوت المتحد بالناسوت وله طبيعة الله … وعندما نقول أن المسيح من جهة لاهوته ابن لله أى من طبيعة الله وهذا معنى .
        ومعنى آخر لكلمة ابن هى : تفيد التساوى ومثال ذلك نقول أن هذا الشاب ابن 10 سنوات فليس على الإطلاق أن السنة تزوجت العام وانجبوا ولد بالطبع لا . فأبن 10 سنوات بمعنى معادل لعشرة سنوات . وكذلك كلمة ابن الله أى مساوى لله فى الجوهر وواحد مع الله فى الجوهر وليس واحد ثانى غيره ولكن من نفس الطبيعة ولكن المساواة فى الطبيعة .
        وأيضاً من معانى كلمة لبن تعنى تأكيد المعنى ومثال ذلك نقول فلان رجل ابن رجل بمعنى بالتأكيد باللغة العامة راجل ابن راجل تمام .
        فإذن عندما نقول المسيح ابن الله يعنى هو الله بالتأكيد وعلى ذلك نقول نور من نور إله حق من إله حق ولا نقصد هناك إلهين ولكن طبيعة الله التى ظهرت فى الجسد وهذه طبيعة بالتأكيد .
        وأيضاً كلمة ابن تفيد الظهور أى التجلى ومثال ذلك : بنات الأفكار وليس ذلك أن الفكر تزوج العقل وأنجب ولد وليس هذا معقول ولكن بنات الفكر هى تجليات الفكر أى الفكر المعلن عن العقل .. أى ظهور الفكر مجسداً أى الإنسان ينطق أى يتكلم بفكره .. ومثال : أنا الآن أجسد فكرى فأتكلم وأجسد أفكارى بحبر على ورق وأنت تقرأه الآن وهذا أنا ... فإذن كلمة ابن تفيد التجلى أو ظهور الأفكار .
        وأيضاً كلمة ابن تفيد الظهور والصدور بمعنى الفكر الصادر من العقل أى مصدره من العقل والمثل العربى يوضح ذلك " لم ينطق ببنت شفة " أى الكلمة الصادرة من بين الشفاه وعندما نقول ابن الله .. أى الصادر من الله .. الخارج من الله الآتى من الله .
        وكلمة ابن أيضاً تفيد الملازمة ، الاتحاد ومثال ذلك : " وآت المال على حبة ذى القربى واليتامى وابن السبيل وكلمة ابن السبيل يفسرها النسفى : أى الذى أصبح ابنه أى الملازم له أى الذى لا يفترق عنه والمسيح فى لاهوته متحد بالله ولم ينفصل عنه قط ورغم ظهوره للناس لم ينفصل عند الجوهر لأنه هو الله متجلياً وابن الله بمعنى هو ده الله .
        ======================================
        الآية القرآنية تقول: {... وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ...} (177) سورة البقرة
        نبدأ بقوله (ولكن هناك معانى لابن منها ذات الطبيعة ومثال ذلك نقول : هذا إنسان أو ابن إنسان أى ابن بشر أى له طبيعة البشر). لكنك لم تُثبت أن يسوع إله ابن إله، لينطبق عليه المثل. وإن كان يسوع ابنًا لله من الناحية المجازية، فقد شاركه فيها الكثير من الأنبياء والصالحين باعتراف كتابك. فبم يتميز يسوع عن غيره؟
        فقد شاركه فيها على الأقل تلاميذه: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
        كما أن عيسى  كان بشرًا سويًا ، فقد قال لتلاميذه إنه إنسان: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
        وعرفه الناس كنبى لبنى إسرائيل، وقال يسوع نفسه إنه مرسل من عند الله ، وإن الله أعظم منه، ولا يمكن أن يكون مرسل أعظم من راسله، ولا عبد أفضل من سيده. كما لو كان قد أنبأه الله أنكم ستؤلهونه، فبادركم فى حياته بإثبات نبوته ، وتأكيد بشريته ، فنسب العلم كله لله ربه، والعظمة التامة لله خالقه، والصلاح الشامل لله راسله.
        فقال: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ)يوحنا14: 16
        وقال: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
        وقال: (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ.) متى 10: 24-25
        وقال: (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 18-19
        وقال: («عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) مرقس 10: 27
        وقال: (الرب إله عليم) صموئيل الأول 1: 30
        (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
        وأكد لهم بعد القيامة المزعومة أن له لحم وعظام مثل باقى البشر: (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 39-43
        وبما أن القمص يتكلم عن أن البنوة تعنى من نفس الطبيعة ، وأضيف إليه أيضًا قول عيسى : (اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ) يوحنا 3: 6 ، وعلى ذلك فإن عيسى  ليس هو الله ، لأن كتابك يقول إن الله روح ، لم يره أحد ، ولا يقدر أحد أن يراه: (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
        وعلى ذلك فالمثال الذى ضربه القمص هو حجة عليه ، ويُثبت أن عيسى  ليس الله باعترافه هو نفسه. فهل سيقبل القمص قول عيسى  نفسه أم سيعارضه ويُكذبه ويؤلهه؟
        * * *
        ويقول أيضًا: (ومعنى آخر لكلمة ابن هى : تفيد التساوى ومثال ذلك نقول أن هذا الشاب ابن 10 سنوات ... بمعنى معادل لعشرة سنوات. وكذلك كلمة ابن الله أى مساوى لله فى الجوهر وواحد مع الله فى الجوهر وليس واحد ثانى غيره). فهل ابن العشر سنوات يساوى الزمن الذى مقداره عشر سنوات؟
        ولو هى تعنى التساوى فى الجوهر ، فلماذا قال الله لبنى إسرائيل: (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ) مزامير 82: 6-7 ، فبالرغم من تسمية الله لهم بالآلهة ، إلا أنهم مختلفون عنه غير مساويين له. هم يموتون، أما هو فهو الحى الذى لا يموت: (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40
        ويقول القمص أيضًا إن كلمة «ابن الله» تعنى: (تأكيد المعنى ومثال ذلك نقول فلان رجل ابن رجل). والمثال هنا فاسد لأن الاثنين من نفس الطبيعة بشر. ولم تُثبت أن يسوع إله لتقول إنه إله ابن إله. ولو أصر القمص على دعوة يسوع ابن الله ليس بالمعنى المجازى، والذى يعنى المؤمن البار ، فعليه دعوة مريم إلهة ، لأنها أم الإله ، والكتاب يقول: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعليه تأليه التلاميذ لأنه سمَّاهم اخوته.
        ويقول أيضًا: (كلمة ابن تفيد الظهور أى التجلى ومثال ذلك : بنات الأفكار). وهل أفكارك هى بناتك؟ إن بنات الأفكار لا تعنى الظهور أو التجلى ، ولكنها تعنى الأفكار وليدة العقل. فهل تساوت الأفكار بالعقل؟ فى أى عرف أو منطق هذا؟ وإذا كانت الأفكار وليدة العقل، فإن العقل هو مصدرها وهو موجدها، ويسبقها فى الوجود. الأمر الذى ينفى أزلية يسوع (الأفكار) وألوهيته.
        ويقول أيضًا: (كلمة ابن تفيد الظهور والصدور بمعنى الفكر الصادر من العقل) وينطبق عليها نفس المعنى السابق. وليس معنى الفكر الصادر من العقل أن يتساوَى الفكر والعقل أو نقول إن الفكر هو العقل نفسه.
        ويقول أيضًا: (ابن السبيل أى الملازم له)، لكن هل تساوَى العابر مع الطريق؟
        والآن عزيزى القمص زكريا بطرس: هل انتهت أوهامك وتشبيهاتك للتدليل على ألوهية يسوع؟ أما آن الأوان أن تأتينا بأقوال يسوع أو صفات أو أدلة على أنه هو الله الخالق، الحى الذى لا يموت، القادر على كل شىء، المتفرد بحكم العالم؟
        * * *
        يواصل القمص:
        والأستاذ عباس محمود العقاد وهو كاتب من كتاب مصر الكبار وهو مشهود بعبقرياته ، كتب عن الله فى كتاب الله وفى صفحة 171 يقول فيه أن معنى كلمة أقنوم هى جوهر واحد وأن الله والآب هى وجودٌ واحدٌ .
        ======================================
        بدءًا ذى بدء إن عدم وضع أقواس أو علامات تنصيص لتشير أنت بذلك إلى ما قاله الأستاذ عباس محمود العقاد نصًا لهو أمر لا يقبله باحث أو قارىء مدقق. كما أن الطبعة التى ينقل منها الباحث ودار النشر مهمة فى إقامة الحُجة على الخصم، وهى لم يذكرها القمص أيضًا. فالحُجَّة لا تُقام بما يتخيله القمص أو يتوهمه. وقد يستشهد المرء من كتاب ما ولا يضع أقواس أو علامات تنصيص ، ولكن استشهاده فى هذه الحالة سيكون بتصرف كبير منه ويُشير فقط فى هذه الحالة إلى ما فهمه هو منه. فهل الروح القدس التى لدى القمص زكريا بطرس، والتى هى مسئولة عن الفهم والحكمة والضمير، ساعدت فى صحة فهمه أم تخلت عنه؟
        يقول كتاب «الله» للعقاد طبعة دار المعارف ص168:

        ======================================
        فالعقاد يذكر إذن ما اتفق عليه بعض المؤرخين المسيحيين، وليس هذا رأيه الخاص كما يريد القمص أن يوهم القارىء والسامع! وهذا بديهى لأن الكتاب يبحث فى عقائد الأمم المختلفة فى ”الله“ تعالى. فمن البديهى أن يذكر عقائد المسيحيين فى الله مثل غيرهم من الأمم. أى هو يصف ما يقوله المسيحيون فى عقيدتهم، كما وصف ما قاله اليهود ، وما قالته الفرق الإسلامية المعتدلة ، بل والكافرة. وليس هذا حُجة عليه أو على دينه.
        ونعيد على أسماعكم قراءة ما قاله مرة أخرى: (أن معنى كلمة أقنوم هى جوهر واحد وأن الله والآب هى وجودٌ واحدٌ). نفترض أن كلمة أقنوم تعنى جوهر واحد. فمما يتكون الإله الذى تعبده عزيزى القمص؟ من ثلاثة أقانيم أى من ثلاثة جواهر. أى أنت تعبد ثلاثة آلهة ، ولم تُثبت أنهم اتحدوا ، وأصبحوا إلهًا واحدًا. وإذا كان الله هو الآب ، فلماذا تؤلهون يسوع الذى كان يؤله الآب ويسجد له ، ويعلم الناس أنه لا إله لهم على الأرض ، وأن يصلوا لله الذى فى السماوات؟
        إن ما ينقله العقاد من مراجع مختلفة أو ما يعبر به عن رأيه فى المسيحية لينفِّر أى عاقل منها. فهو يقول ص99: (وقد كان المسيحيون الأولون يقابلون ذلك – بعد ظهور المسيحية وانتشارها – بتمجيد السيد المسيح في الأيام التي كان عباد مترا ينصرفون فيها إلي تمجيد هذا الإله الشمسي القديم.)
        أليس هذا اعتراف منه أن المسيحية دين وثنى ، وامتداد لعبادة إله الشمس مترا؟
        كما قال عن إله العهد القديم ، الذى ما جاء عيسى  لينقضه ص111: (فكانت العقائد الإسرائيلية نقطة التحول .. لأنها بدأت بتصور الإله علي صورة إنسان يأكل ويشرب ويتعب ويستريح ويغار من منافسيه ويخص قبيلته وحدها بالبركة والتشريع ، وقرنت هذه الصور تارة بعبادة الأصنام وتارة بعبادة الموتي أو ظواهر الطبيعة وتماثيل الطواطم من الحيوان والنبات ، ثم تطورت صفات الله في اعتقاد أبنائها من أعلي شيء والعليم بما كان ويكون ، والرحيم الذي يحب الرحماء والودعاء والعاملين بالبر والعدل والإحسان)
        وص147 يقول: (إن الذي يرددونه أكثر من سواه أن كل شعيرة في المسيحية قد كانت معروفة في ديانات كثيرة سبقتها، حتى تاريخ الميلاد وتاريخ الآلام قبل الصليب.. فاليوم الخامس والعشرون من شهر ديسمبر الذي يحتفل فيه بمولد المسيح كان هو يوم الاحتفال بمولد الشمس في العبادة المثرية. إذ كان الأقدمون يخطئون في الحساب الفلكي في عهد جوليان فيعتبرون هذا اليوم مبدأ الانقلاب الشمسي بدلا من اليوم الحادي والعشرين في الحساب الحديث ، وقد اعترضت الكنيسة الشرقية على اختيار اليوم الخامس والعشرين لهذا السبب وفضلت أن تختار لعيد الميلاد اليوم السادس من شهر يناير الذي ( تعمد ) فيه السيد المسيح.
        على أن هذا اليوم أيضا كان عيد الإله ديونيسيس عند اليونان وبعض سكان آسيا الصغرى وكان قبل ذلك عيد أوزيريس عند المصريين، ولا يزال متخلفا في العادات المصرية إلى اليوم ففي اليوم الحادي عشر من شهر طوبة وكان يوافق السادس من يناير في التاريخ القديم كان المصريون يحتفلون بعيد إلههم القديم ولا يزالون يحتفلون به في عصرنا هذا باسم عيد الغطاس. وقد اتخذت المسيحية يوم خمسة وعشرين مارس تذكارًا لآلام المسيح قبل الصلب. وهذا هو الموعد نفسه الذي اتخذه الرومان قبل المسيح لتذكار آلام الإله أتيث إله الرعاة المولود من نانا العذراء بغير ملامسة بشرية، والذي جب نفسه في هذا الموعد ونزف دمه في جذور شجرة الصنوبر المقدسة.)
        ولم يكن آباء الكنيسة الأولون يحتفلون بمثل هذه المناسبات الوثنية ، بل ربما أقاموا احتفالات متشابهة ليصرفوا المسيحيين عن وثنية هذه الاحتفالات ، لكن مع شديد الأسف استغل الخصوم هذا الأمر، وانقلب السحر على الساحر. وهذا ما قاله الأستاذ العقاد ص150: (ومما فات أصحاب اللحظات المتقدمة أن آباء الكنائس الأولى لم يحتفلوا بتلك الأعياد وهو يجهلون تواريخها ولكنهم بدأوا بالاحتفال بها لاعتبارهم أن إكرام السيد المسيح فيها أجدر بالمسيحيين من إكرام الشمس والكواكب وسائر الأرباب الوثنية . . وكانوا يرون أتباع الكنيسة يندفعون إلى محتفل الوثنيين في تلك الأيام فيصرفونهم عنها بإحياء المحافل التي تقابلها وتمجيد السيد المسيح فيها بديلا عن تمجيد الأوثان).
        ويشير تحت عنوان «المسيحية بعد الفلسفة» إلى أن أسفار الكتاب الذى تقدسه عزيزى زكريا لم تكن مكتوبة بالآرامية التى كان يفهمها يسوع وأتباعه ، بل كتبوها باليونانية ، حتى لا يفهمها أهل فلسطين ، وبزيادة الإضطهاد عليهم وقتلهم ، وبزيادة انتشار التعاليم الفاسدة خارج فلسطين ، انتشرت الديانة الجديدة التى صنعها اليهود وعلى رأسهم بولس: (أما المسيحية فقد تأخر تدوين كتبها وكان معظمها مسطورا باللغة الإغريقية , فلا يطلع عليها سواد المسيحيين) (ص166)
        وتحت نفس العنوان يقول: (وكتب بولس الرسول رسائله بعد ذلك , وهى شاهدة على امتزاج الأمثلة الدينية بصور الفلسفة ولا سيما فلسفة الحلول). (ص166)
        إن قولك (معنى كلمة أقنوم هى جوهر واحد وأن الله والآب هى وجودٌ واحدٌ) تُريد أن توهم به القارىء أن الأستاذ العقاد شهد لك بصحة إيمانك، فهو أبعد ما يكون عن الصحة. وقولك هذا لا يقوله إلا من يعتنق المسيحية، ويُشرك بالله أقنومين آخرين معه فى إدارة العالم: فأحدهما يتولى الخلق، والآخر يبث الحياة فى المولود، والابن يختص بالفداء والتبرير.
        وأؤكد لك مرة أخرى أنه لو قال أحد المسلمين بنفس أقوالكم فهو ليس حًجة على الإسلام. فنحن نؤمن أن كلاً يُؤخذ منه ويُردُّ ، إلا الرسول . وهذا بخلاف ما تؤمنون به أنتم. فأنتم تؤمنون أن كلام آبائكم الأقدمون ملزم لكم. فهو بمثابة الوحى عندكم. وليس الأمر كذلك بالنسبة للمسلمين.
        وفى الحقيقة كنت قد كتبت لك أنكم تُخالفون أيضًا ما آمن به آباؤكم الأقدمون ، ففى الوقت الذى يؤمن أحدهم بكتاب ما أنه موحى به من عند الله ، كفرتم أنتم بهذا الكتاب. وعلى ذلك عزيزى القمص فأنت تفتقد للمعيار الذى بناءًا عليه تؤمن.
        فقد كان إيريناوس أسقف ليون (120-202م) يؤمن بكتاب الراعى لهرماس ضمن أسفار الرب الموحى بها. ولا تؤمنون أنتم الآن به ككتاب من عن الله.
        وكان ترتليان (145-220م) يؤمن بوحى رسالة برنابا وأنها من أسفار الرب المقدسة. ولا تؤمنون أنتم بقدسية هذا السفر. كما كان يؤمن بقانونية سفر باروخ ، الذى تعتقد الكنيسة أنه مزيف.
        وكان القديس أكليمندس السكندرى (150-215م) يؤمن برسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل أكليمندس الرومانى وكتاب الديداكى (تعاليم الرسل) ،بل كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث كسفر إلهى، وهى غير معترف بها حاليًا كأسفار موحى بها من عند الله ، بل حدَّدتها الكنيسة ككتب محرفة (أبوكريفا).
        وكان أوريجانوس (185-253م) لا يؤمن برسالة بطرس الثانية ضمن أسفار الرب الموحى بها. وهو من آباء القرن الثالث القديسين. ولطالما أنكم تقرون برسالة بطرس الثانية ككتاب موحى به من عند الله ، فأنتم تكفرون هذا القديس على الأقل فى اعتقاده بعدم قدسية هذا السفر ، الأمر الذى يؤدى إلى الاعتراف بأنه لم يكن لديه الروح القدس، التى ترشده للحق.
        وكان هيبوليتس (حوالى 235م) لا يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا برسالة يهوذا. وكلها الآن كتب أقرت الكنيسة أنها كتب إلهية موحى بها.
        وأخرج أثناسيوس (373م) الأسفار القانونية الثانية من قانون أسفار الكتاب المقدس ، وهى التى يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بوحى الرب لها ، ويكفرون البروتستانت لعدم إيمانهم بها ككتب مقدسة أوحى بها الله. وأخرج رسالة إرميا وسفر باروخ من الكتاب المقدس.
        وكان كيرلس الأورشليمى (386م) لا يؤمن بسفر رؤيا يوحنا ضمن أسفار الرب المقدسة ، التى أوحى بها.
        وما أريد أن أقوله هو أننا لا نؤلِّه الأشخاص ، مهما بلغ علمهم أو كانت مكانتهم. فكل يؤخذ منه ويُرد ، إلا الرسول . وعلى الرغم من أنك عزيزى القمص تؤمن بقداسة الآباء الأولين، وكلامهم ملزم لك، إلا أن الواقع غير ذلك، لأنه لا يوجد لديك معيار واحد ، تحكم به على الأشياء.
        لكن ما معنى كلمة أقنوم فى عقيدتك؟ وهل اتفقت كل الطوائف المسيحية على نفس المعنى لكلمة أقنوم؟ هل عرَّف كل الآباء كلمة أقنوم بنفس المعنى؟
        * * *
        أما معنى أقنوم فى المسيحية نفسها فهى لم ترد بالمرة فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس. وعلى ذلك إن قولهم بتكون الإله من ثلاثة أقانيم ، فهو يرجع إلى عصر متأخر ، بعد رفع عيسى  بحوالى ثلاثة قرون.
        وفى الحقيقة فإن كل ما سيٌقال فى هذا الأمر يرجع إلى الفلسفة اليونانية والوثنيات السابقة على المسيحية.
        وكلمة أقنوم كلمة يونانية تعنى «شخص» يؤكد هذا قول الدكتور أدرو وطسون ، والدكتور إبراهيم سعيد ، وغيرهم. (تأثر المسيحية بالأديان الوضعية، ص428)
        ويقول آخرون إنها كلمة سريانية تعنى شخص أو أصل أو ذات. حيث إن الأب إله قائم بذاته، والابن إله قائم بذاته، والروح القدس إله قائم بذاته. فكم إله ذكرت؟ ثلاثة آلهة، وثلاث ذوات، ولكنهم يجمعون الثلاث ذوات أو الثلاثة آلهة ، فيقولون إنهم إله واحد. كيف؟ وبأى منطق عقلى؟ وبأى منطق حسابى؟ وسنرى أنهم سيأوِّلون المعنى بعد قليل إلى صفات.
        وهنا يبدأون بضرب الأمثال لله ويشبهونه بالشمس والتفاحة والنار والحديد، والماء فى حالته السائلة أو الصلبة أو الغازية، والإنسان والعقل والروح.
        وبتضييق الخناق فى النقاش تجدهم يجعلون لله ذات واحدة والباقى صفات. ولو سألتهم فلماذا نكتفى بصفتين فقط للذات؟ ستجد تخبط ، وأمثلة للشمس والضوء والحرارة ، والتفاحة ورائحتها وطعمها. وآخرون يجعلون الله واحد والابن والروح القدس ما هى إلا ظهورات لله ، الذى يسمونه الآب ، وهى كلمة عبرية تساوى الأب فى جميع اللغات.
        وإذا سلمنا أن الابن والروح القدس هى صفات للآب ، فمعنى ذلك أن صفات الرب غير ثابتة وتتغير تبعًا للأحوال، فقد كان الابن جاهلاً، وبالتالى فقد كان الرب جاهلاً ، بل بدون عقل طوال صغر الابن. وبموت الابن فقد الرب عقله للأبد، اللهم إلا إذا كان قد خلق له عقلاً آخرًا ، أو أحيا العقل القديم. ولو كان الأمر كذلك لما استحق الألوهية ، لأنه كان عليه أن يخلق عقلاً احتياطيًا ، حتى لا يجلس على عرشه (سبحانه وتعالى) فاقدًا للعقل لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالى.
        والغريب أنهم يؤمن بتمايز الأقانيم فى الاختصاص ، بحيث أن أقنوم الآب لا يمكن أن يكون أقنوم الابن أو أقنوم الروح القدس ، وأقنوم الابن لا يمكن أن يكون هو أقنوم الآب ولا أقنوم الروح القدس. ولا الروح القدس يمكنه أن يكون الآب أو الابن. ولا يمكن لأحدهم أن يقوم بعمل الآخر. وبالرغم من ذلك فهم واحد!! كيف؟ لا تسأل! يوضح هذا المفهوم "مفيد كامل" فى كتابه (الثالوث ص25) قائلاً: ”لكل أقنوم خاصية تميزه عن الآخر،وعمل معين، وليس لواحد منهم أن يطغى على الآخر أو يؤثِّر فى كينونته أو يضمحل فيه“.
        ومنهم من يبرر الأقنومية أنها خاصية أو صفة لكل إله من الثلاثة. وهذا يتطلب التفكير منهم: لماذا خصصتم كل إله منهم بصفة واحدة؟ وإذا كانت صفة الوجود اسمها الآب ، فهل يُمكننا أن نسمى وجود القمص نفسه الآب أو الأب؟ وهل وردت مثل هذه المسميات فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص؟ أين يوجد النص الدال على أن الرب تسمى بالأب لأنه أصل الموجودات ، وأنه تسمى بالابن أو الكلمة لأنه العقل المفكر ، وتسمى بالروح لأنه واهب الحياة؟
        وإذا كان الابن لا يستطيع الخلق بمفرده ، فهذا نقص فى خصائصه تطلب نفى الألوهية عنه. وإذا كان الآب لا يستطيع أن يغفر للبشرية بمفرده ، فهذا نقص فى ألوهيته يتطلب نفيها عنه. وهكذا.
        واختلفوا فى أزلية كل منهم: فمنهم من يقول إن الكل أزلى ، ويتمتع بنفس الأزلية المطلقة التى كانت للآب. فنسألهم: فكيف ولد الابن وخلق فى زمن لاحق للآب؟ وكيف انبثق الروح القدس عن الآب فقط (تبعًا للأرثوذكس) أو عن الآب والابن (تبعًا للكاثوليك والبروتستانت)؟ الأمر الذى يٌشير إلى أن كلا من الابن والروح القدس مخلوقين من مخلوقات الله. فكيف يكون المخلوق خالقًا؟
        يؤكد ذلك القمص بيشوى عبد المسيح فى كتابه (المسيحية ديانة التوحيد) ص25: ”لأنه أصل وعلة وموجد كل الكائنات وخالقها وبارئها“. وبالتالى فهو أصل الابن ، وأصل الروح القدس وخالقهما وبارئهما. فمعنى اتحاده مع مخلوقاته أنه وجد فى نفسه نقصًا ، لا يكمل إلا بهذا الاتحاد. وأن هذا الاتحاد يمكنه الزيادة على ثلاثة ، طالما أن الأمر بيد الآب، وهو لا يريد أن يبقى بمفرده. اللهم إلا إذا حجر الابن أو الروح القدس على تصرفات الآب ، وأجبراه على الإكتفاء بثلاثة فقط.
        وفى الحقيقة يؤمن الكاثوليك والبروتستانت بوجود ثلاثة أقانيم متمايزة، فالابن يتميز على الآب، وعلى الروح القدس، ويتميز الروح القدس عن الآب والابن، كما يتميز الآب عن الابن وعن الروح القدس. أى يختلف كل منهم بعمله عن الآخر. ولا أعرف كيف يتميز كل منهم عن الآخر، والأب هو الابن وهو نفسه الروح القدس.
        بينما يؤمن الأرثوذكس بأن الابن هو الآب هو الروح القدس. أى أن يسوع هو الله بعينه نزل فى جسد مريم العذراء كحيوان منوى ، ثم نطفة فعلقة فمضغة ، ثم تكوَّن إنسان طفل رضيع ، وتعلم ونضج كباقى البشر. فهى ثلاث ظهروات مختلفة فهو مرة الله ومرة النبى الابن ومرة الروح القدس.
        وبينما يقول الأرثوذكس بهذا ويؤمنون به ، تجدهم يكفرون من يقول: باسم الابن والروح القدس والآب ويغير فى الترتيب المتعارف عليه عندهم. الأمر الذى ينفى كونهم إله واحد له ثلاث ظهورات.
        نخلص من هذا أن أصل كلمة أقنوم مختلف فيه ، وكذلك معناه وكيفية تطبيقه على الثالوث بين الطوائف المختلفة.
        وبما أننا بصدد الكلام عن الدين والعقل ، فأين ترى عزيزى القمص العقل فى الجمع بين المتضادات؟ كيف يكون الواحد ثلاثة ، والثلاثة واحد؟ كيف يتميز كل منهم عن الآخر إذا كان الثلاثة واحد، أى لا يوجد ثلاثة ولكن يوجد واحد فقط؟
        وبالله عليك دعك من كل هذه التشبيهات غير المنطقية التى تحاولون بها منطقة هذه العقيدة. فالحديدة لم تصبح نار، ولا يقول عليها عاقل بعد التسخين أنها هى النار، ولا رائحة التفاحة أو طعمها يُطلق عليها تفاحة. وحتى مثل الإنسان الذى يتكون من جسد وعقل وروح ، فنحن لا نقول على العقل إنسان ، ولا على الروح إنسان ولا على الجسد إنسان. لكنكم تؤمنون أن الأب إله ، وأن الابن إله وأن الروح القدس إله.
        * * *
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 07:00 م.

        تعليق


        • #5
          يواصل القمص زكريا بطرس كلامه:
          ولاحظت هنا علاقة بين كلمة أقنوم والحى القيوم فى معناها فالحى القيوم بمعنى ذو الوجود القائم بذاته الغير منفصل عن غيره والأقنوم قائم بذاته غير منفصل عن غيره .
          ======================================
          يتعرض القمص زكريا بطرس لكلمة الحى القيوم ، ويقارنها بكلمة أقنوم اليونانية الأصل أو السريانية كما يحلو لهم اليوم أن يقولوا ليبعدوا عنها معنى الشخص والتشخيص.
          يقول القرآن الكريم: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (58) سورة الفرقان
          ويقول: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (88) سورة القصص
          ويقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26-27) سورة الرحمن
          ويقول سفر التثنية 32: 39-40 (اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
          ويقول إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.)
          ويقول دانيال 4: 34 ([أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.)
          ويقول دانيال 6: 26 (لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ)
          وإن اسم الحى لا تنطبق على الإله مثلث الأقانيم الذى تعبده بأى حال من الأحوال. صحيح أن كتابك يتكلم عن الله الحى القيوم إلى الأبد ، لكن ليس لهذا الإله علاقة بالذى مات على الصليب ميتة الملاعين: (37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) مرقس 15: 37 ، (6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.) رومية 5: 6، (59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ) متى 27: 59-60
          (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
          وعلى ذلك إن الذى يموت ليس بإله! وبما أنكم تؤمنون بعدم إنفصال الثالوث طرفة عين ، فقد مات الثلاثة ، وما لكم من إله حى. وحتى لو سلمنا بتحليلك لكلمة أقنوم وأنها متشابهة مع كلمة القيوم ، لما تبقى لك إله.
          أما القيُّوميَّة فمعناها القيام التام على كل شىء فى ملكه، والتدبير المحكم لجميع شئون خلقه، وقيام كل شىء به خاضع لهيمنته، مستجيب لأمره ، مسبِّح بحمده. فهو جل شأنه قائم بذاته ، مستغن عن خلقه ، وهم الفقراء إليه، وجودهم من وجوده ، وأمرهم كله منه وإليه.
          فهو الحى القيوم أى الباقى أبدًا سرمدًا حياة ذاتية لا يشاركه فيها أحد، القيوم الذى يدبِّر الأمر من السماء إلى الأرض، ويسوس الملك بعلمه المحيط وإرادته التامة وقدرته المهيمنة. (أسماء الله الحسنى، د. محمد بكر إسماعيل) ص255-256
          فهل ينطبق هذا على يسوع أو أى أقنوم من الأقانيم الثلاثة؟ لا. فإن كل أقنوم له ذاتية واستقلال عن الآخرين وله عمله ، ولا يمكنه أن يقوم بعمل الآخرين. فالإستقلالية هنا مفقودة ، والشركة بين الثلاثة واجبة فى عرفهم.
          كما أن يسوع لم يوجد نفسه بنفسه ، بل ولد من امرأة وخلقه الله تعالى:
          (16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.) متى 1: 16 ، (23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِين َسَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي) لوقا 3: 23
          كما أن يوحنا قال عنه إنه: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14،
          وسمَّاه بولس: (بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15.
          ولم يدبر ملكوته، بل كان يستغيث بالله ويطلب العون منه، وأقر أن أقواله صادرة من عند الله، وأن أفعاله من عند الله. فماذا تبقى له ليقوم به بذاته؟:
          يقول يوحنا: (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24 ،
          ويقول أيضًا: (لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ.) يوحنا 12: 49-50
          وقال: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
          وقال: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28
          (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 36-37
          (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي») يوحنا 11: 41-42
          (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
          كما أن يسوع مات ، وجهل موعد قيام الساعة ووقت إثمار التين:
          (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.) متى 24: 36
          ولم يعلم بموعد إثمار التين: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ».) مرقس 11: 12-20
          ولم يعلم الذى لمس ملابسه: (25وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ 28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. 33وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».) مرقس 5: 25-34
          ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. 22وَكَثِيراً مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لَكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا».) مرقس 9: 21-22
          ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟») يوحنا 11: 34
          ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))متى 27: 46
          أترك بعد ذلك الحكم للقارىء على علم القمص وتدليسه على القارىء البسيط!
          * * *

          يواصل القمس زكريا بقوله:
          يقول أن كلمة الأقنوم هى جوهر واحد والكلمة والآب وجود واحد كما أن كلمتى أنا أى عقلى هو نفس وجودى .
          وعندما نقول الآب فإنها لا تدل على ذات منفصلة عن الابن لأنه لا تركيب فى الذات الإلهية أى أنه الله غير مركب أى أن الله غير مركب من ذوات ونفوس متعددة ولكن جوهر واحد .. عنصر واحد أى الله له وجود وعقل وروح والله له وجود وله صفات ذاتية لازمة لهذا الوجود وكما أننا لا نتصور إنسان بدون عقل وبدون حياة هكذا لا نتصور الله ككائن حى بدون وجوده بدون عقله بدون روحه وهذه الصفات ضرورية وحتمية ذاتية لازمة لهذه الذات .
          ======================================
          عزيزى القمص زكريا بطرس:
          طبق ما تقوله على الثالوث الذى تؤمن به على هذا المثال: فالإنسان له جسم مرأى وعقل وروح، ولكنه فى النهاية إنسان واحد. ولكننا لا نسمِّى الجسد بدون روح إنسان ، بل نسميه جثة أو جُثمان. ولا نسمِّى العقل بمفرده إنسان ، ولا نسمِّى الروح إنسان. وعلى ذلك فلو كان هذا المثال يتطابق مع قولكم بالثالوث فإنه لا يوجد أقنوم فى الثلاثة يصلح لأن يكون إلهًا بمفرده. ولابد من وجود اتحاد فيدرالى بين الثلاثة لتكوين إله رابع يجمع هؤلاء الثلاثة فى بوتقة واحدة.
          إن ما تؤمن به من ثالوث وأقانيم لهو أمر غير مبرَّر بالمرة. وليس هذا رأيى الشخصى فقط ، بل هو رأى كل علماء المسيحية بكل طوائفها. فهل لم تفهموا أنتم عقائدكم ويؤيدها العبقرى المسلم الأستاذ عباس محمود العقاد؟
          فها هو القس الأرثوذكسى توفيق جيد يقول في كتابه «سر الأزل» ص11: ”إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه , وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه“.
          ويرد عليه بوسويه بتسمية التثليث معضلة ، واعترافه بأنه لا يوجد لا فى الكتاب المقدس ولا حتى فى قانون الإيمان النيقوى. فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا:”ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنا طويلا. لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل, ولا فى قانون مجمع نيقية , وأخيرا اتفق أقدم الأباء على أنهم "كلمة" تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأى وجه من الوجوه“. أى اتفقوا على ألا يتفقوا.
          ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
          وها هو القس الكاثوليكى هنرى بولاد يقول فى كتابه «منطق الثالوث» ص5: إن ”موضوع الثالوث الأقدس بالغ الأهمية فى الإيمان المسيحى. ذلك بأن أكثر الأسئلة وأحرجها فى هذا الميْدان تدور حول الثالوث الأقدس، سواء أكانت من الأسئلة التى نطرحها على أنفسنا أم من التى يطرحها علينا الآخرون. وعلى طول مراحل حياتنا، تلقينا الكثير فى دروس التعليم الدينىّ وسمعنا ما هو أكثر فى العظات. وترسّخ إيماننا بالثالوث الأقدس فى حياتنا على مستوى غير واعٍ فى أغلب الأحيان، وقد نمارسه تلقائيًا فى حياتنا الرَّوْحيّة، لكننا نفـاجَأ، وربما إلى حدِّ الفزع، حين نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد ردٍّ مقنع وعلى مستوى منطقى من التفكير“.
          القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)
          وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)
          وها هو القس الإنجيلى عوض سمعان يقول فى كتابه «الله ذاته ونوع وحدانيته» ص4: ”إننا لا ننكر أن التثليث يفوق العقل والإدراك ولكنه يتوافق مع كمال الله كل التوافق“.
          ويقول أيضًا: ”لقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدس عن ذات الله, أو بالحرى عن ثالوث وحدانيته فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً, لأنهم انحرفوا عن أقواله واعتمدوا على عقولهم وحدها“.
          وبما أن هذا هو كلام العلماء فإن كلامك سيكون غير مُبرَّر وغير سليم ، وحفاظًا على ماء وجهك أمام أتباعك ، وهذا على فرض حسن النية ، لأن سوء النية أن يتهم شخص ما بالكذب والتلفيق والتخبُّط فى دينك لتبرير هذه العقيدة غير المبرَّرة للآن.
          وكان الله فى عون المسيحيين الذين يتبعونك ويتبعون هذه العقيدة غير المبررة. ولا أعرف ماذا سيقولون لله يوم الحساب بعد أن أنعم الله عليهم بالعقل ونعمة القراءة والبحث، ومازالوا يعتنقون عقيدة وثنية غير مفهومة.
          هل تعرف عزيزى القمص أنكم بهذا تسبون الله سبحانه وتعالى وتتهمونه أنه أعطاكم دينًا غامضًا لا يمكن فهمه ، وأن من يستعمل عقله ويحاول فهمه سيفشل؟ فماذا يريد إله المحبة من هذا التصرف؟ لماذا يريدكم أن تغلقوا عقولكم؟ هل فعل بكم الرب إله المحبة كما فعل من قبل وأعطى عباده فرائض غير صالحة لا يحيون بها؟ (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25، وكذلك أبطل الصالح ، ليفعل المنكر: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
          ويقول القمص زكريا بطرس: (لا نتصور الله ككائن حى بدون وجوده بدون عقله بدون روحه وهذه الصفات ضرورية وحتمية ذاتية لازمة لهذه الذات). فهل يمكنك تصور الله بدون قوة أو رحمة أو غفران أو قدرة أو محبة؟ فلماذا لا تُضاف هذه الصفات إلى الأقانيم الأخرى؟ أم إن هذه الصفات غير ضرورية وغير ملزمة للإله؟ والقارىء المدقق يجد أنه يتكلم الآن عن صفات وليس عن ذوات ، على الرغم من إيمانهم أن كل أقنوم هو ذات منفصلة عن الآخرين.
          * * *
          يواصل القمص زكريا بطرس قائلاً:
          وهذا مقصودنا بكلمة الابن وليس المعنى الحرفى الضيق الذى قد يجعل المسلم يتهمنا بالكفر والإلحـاد ... وللمشكلة هنا أن الأخ المسلم يخاف الاقتراب من هذا الكلام ويسمعه . وأنا متأكد أن الأخ المسلم عندما يشاهد هذا البرنامج فإن عائلته تحتج عليه ولكن نصيحتى لك ممكن أن تسجل هذا الكلام وتسمعه لوحدك ومهم جداً عندما تسمع هذا الكلام ترفع قلبك إلى الله ، وتقول له :
          يارب هذا الكلام منطقى وأنا لم أرى أى اختلاف عن معتقداتى وإيمانى … وعلشان يارب الكلام يدخل كيانى ويتلامس مع كيانى محتاجك أنت يارب تلمسنى وأنت يارب اللى تشرق فى قلبى علشان إيمانى يكون نتيجة اقتناع شخصى بينى وبينك مباشرة ..
          ومن فضلك يا عزيزى أعمل هذا الإتصال بالله لأن الله أب لك بيحبك ، ويبحث عنك … وقول له ها أنذا يارب أنا أريد أن أعرفك ، أريد أن أعرف الحقيقة ، أريد أن أتمتع بك وثق تماماً أن الله لن يتركك وفى هذه اللحظة ستشعر بالله وسيريك الحقائق الذى لا تعرفها.
          ولكن الآن أرفع قلبك لربنا وقول له يارب استلم حياتى وخلصنى مما أنا فيه وأنقذنى من الظلمة والحيرة والضيق وعرفنى الطريق وعرفنى حنانك وحبك وتحدث إلىَّ . أشرق بنورك فى حياتى والمسنى بلمسات حبك الإلهى حتى يستعل قلبى بحبك أيضاً وثق أن الله سيسمعك حتى ولو قلت الصلاة داخل نفسك فهو يسمعك وربنا يباركك ويكون معاك .
          ======================================
          كلامك جميل ، ولكنك لم تُحدِّد له الإله الذى سيدعوه! هل هو الإله الذى كان يدعوه يسوع ويتضرع إليه؟ أم تقصد يسوع الذى لم تثبت ألوهيته؟ فإذا كنت تقصد يسوع فقد كفرت بما قاله يسوع نفسه! ألم يقل للشيطان أن السجود لا يكون إلا لله وحده؟ («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».) متى 4: 10
          ثم ألم يتبع يسوع هذه التعليمات والمكتوب وسجد لله وحده؟ إذن إن الإله الذى سجد له يسوع ، وأعلم الشيطان أن السجود لا يكون إلا لهذا الإله، هو الإله الحقيقى الذى نعبده نحن ، وتعبد أنت العبد الذى كان يسجد لله: (وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12
          (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ... ... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39-42
          (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
          فهل رفعت أنت عزيز القمص يديك إلى الله تعالى، الذى كان يصلى إليه يسوع، ويدعوه ، بل يقضى الليل كله فى التضرع إليه ، ويفعل كل شىء من أجل مرضاته، وتطلب منه أن يهديك لدينه الحق الذى يرتضيه؟
          اللهم اهدنا لدينك الحق الذى ترتضيه ، ولكتابك الحق الذى أنزلته! قل آمين!
          * * *
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:59 م.

          تعليق


          • #6
            تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح:
            المذيع: يتساءل أخونا المسلم بماذا تقصدون بتعبير ابن الله ؟ مع انك يا أبونا جاوبت على هذا السؤال ضمناً ولكن ياريت تعيدها لعزيزنا المشاهد لكى يفهم أكثر .
            الإجابة: أهم حاجة يفهمها أخونا المسلم أننا لا نقصد أن تعير الله نقصد به وجود أى علاقة جسدية أو تناسلية أو زواج أو علاقة جنسية ونركز لأخونا المسلم أننا لا نقول هذا ولا يوجد فى الكتاب المقدس كله حرف واحد يقول هذا المعنى ونحن نتحدى أى إنسان يمسك بالكتاب المقدس ويأتى لنا بهذا المعنى وهذا الذى نريده إن الأخ المسلم يرسخ فيه أننا لا نقول هذا عل الإطلاق ولا نقصد أن الله سبحانه وحاشا أن نقول على الله أنه يوجد علاقة زوجية بينه وبين العذراء مريم وهذا مرفوض تماماً ولم يخطر على بالنا .
            فكلمة ابن الله لها معانى بلاغية رمزية دليل أنه من طبيعة الله ومساوى لله ودليل على أنه ظهور لله فى جسد الإنسان والأخ المسلم لابد أن يطلب من الله شخصياً ويقول له أعلن لى هذه الحقيقة لأنه لابد أن يكون هناك اتصال شخصى بين الإنسان والله وكما أن الله كلمنى أنا شخصياً هكذا الله يسمعك ومستعد أن يبادر إليك عندما تطلب من قلبك وهكذا أيضاً يا أخ أنت أيضاً كنت متعصب جداً للفكر الإسلامى وكنت تتهم المسيحيين بأنهم كفرة ومشركين أليس صحيح ؟ ولكن من الذى أشرق فى قلبك أليس هو الله كما وجد اشتياقك له فأعلن لك الحقيقة فتحدث إليك بعلاقة شخصية ذاتية ..
            والله مستعد للأخ المسلم ، ونقول له أن الله بيحبك والله مستعد أنه بتكلم إليك ويشرق بنوره فى حياتك وقلبك والله مستعد أن يشرق فى حياتك بأكثر من هذا الكلام مئات المرات .
            ======================================
            ينفى القمص بكل ما أوتى من علم وحُجة ومنطق بنوة يسوع لله بنوة جسدية. ونحن على ذلك من الشاهدين. لكن إذا لم تكن هناك علاقة جسدية بين الأب والابن، فمعنى ذلك أن بنوته لله بنوة مجازية ، مثل التى تكون بين الله وعباده الصالحين ، فلماذا أشركتم يسوع فقط فى الثالوث مع الله ، ولم تشركوا باقى أبنائه؟
            (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ. ) يوحنا 1: 12-13
            وهو نفس ما عبَّر به يسوع عن إيمان تلاميذه وبرَّهم، بأن جمع أبوة الله له ولهم: (اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
            بل أطلق الله لقب آلهة أى ربانيين على الذين تلقوا كلمته ووحيه، وما قام إنسان بتأليههم: (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ) يوحنا 10: 34-35
            أما دعوتك للمسلمين الذين يسجدون لله إله يسوع إلهك إلى المسيحية وعبادة يسوع، فهى أشبه بدعوة الشيطان ليسوع أن يسجد لغير الله!
            ولن أقول لك إلا ما قاله يسوع نفسه إن مفتاح دخولك الجنة يتوقف على قولك أشهد أن لا إلله إلا الله ، وأن عيسى  عبد الله ورسوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
            * * *



            تنهى المذيعة حديثها فتقول:
            المذيع: ما النصيحة التى توجهها لكل المشاهدين ؟
            الإجابة: يدعو ربنا ... ولا نقصد لأخى المسلم الصلاة بالسجود وقراءة القرآن وطقس الصلاة فى الإسلام وأنا لا أعترض على هذا . ولكن أقصد الدعاء وموجود فى الإسلام الدعاء وأنت الآن تقول الكلام ده يارب حقيقة ولا مش حقيقة عرفنى يارب الطريق والله سيشرق بنوره .
            المذيع: الدعاء المعتاد لكل المشاهدين فى كل مرة . الرب معك .
            ======================================
            ماذا أقول بعد كل ما قيل؟
            إن الصلاة التى يعترض عليها القمص هى نفس الصلاة ونفس السجود الذى كان يتبتل به يسوع إلى الله رب السماوات والأرض وما فيهن. وهى بشارة نبى الله عيسى  للمرأة السامرية عند بئر الماء عن الأمة التى ستحل محل بنى إسرائيل فى ميراث الملكوت ، وهى أمة الساجدين لله: (23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.) يوحنا 4: 23
            وهى الأمة التى لن تسجد إلى اتجاه جبل عيبال أو جبل جرزيم ، لأن الخلاص من اليهود ، ولكنهم سيتجهون إلى مدينة جديدة ، ذات أرض جديدة وسماء جديدة ، كما قال يوحنا فى رؤياه: (20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.) يوحنا 4: 20-22
            * * *
            وفى الحقيقة إن الحلقة الثامنة لا تستحق أن نفرد لها جزءًا خاصًا بها ، فما تسأله المذيعة فى الحلقات السابقة تعيده مرات ومرات. وقد حاولت تجنب ذلك قدر المستطاع. إلا أن المذيعة أثارت نقطة واحدة جديدة ، ووافقها عليها القمص، وهى:
            المذيعة: فعلاً يا أبونا لأن فى الإسلام الله سبحانه وتعالى فهو متعالى وفوق كل البشر وهناك حواجز كبيرة بينى وبينه ولكن بالنسبة لنا فى المسيحية الله أب حنون فالله داخلى وأقرب لى من نفسى.
            زكريا بطرس: والفكرة كما قلت أنه هناك حاجز وحجاب يفصل الإنسان عن الله وهذا استحالة والمسيحية ليست بهذا الفكر لأن الله بدونه لا أستطيع الحياة فحبه يملأنى وروحه يقوينى والله قريب منى جداً .. يقول أنه من يصعد إلى السماء .. أو من سنزل إلى الهاوية … إذن الله قريب منك وهو فى قلبك فهى نعمة الإيمان . فإن أمنت فى قلبك واعترفت بلسانك خلصت .
            فى سفر الرؤيا يقول " هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه أتعشى معه وهو معى " وهنا إن سمع أحد صوتى وفتح الباب يقصد به الإرادة باب الإرادة ، باب الأشواق ، باب القلب وبكل هذه يفتح ويقل له يارب أنا حياتى مفتوحة لك فأدخل إلى حياتى يارب ونورنى وباركنى ولابد أن يكون إيمان فعلاً أنه سيستجيب وهناك إخلاص بأنه يريد الله فى حياته ونؤكد على الثقة فى استجابة الله له .
            وهذه قضية أناجى بها أحبائى المسلمين يا حبيبى .. الله أعطى لك عقل علشان تفكر بيه ففكر ولا تخف لأنه ربنا سيرشد عقلك للحق وهذه دعوى .
            ======================================
            أشك أحيانًا أنك مسلم ، وتتعمَّد أن تُثير نقاط الضعف فى المسيحية، ليُظهرها المسلمون فى ردهم عليك، أو على الأقل تأخذ من الإسلام وتنسبه لدينك. ومنها ما قالته المذيعة (فالله داخلى وأقرب لى من نفسى) ، وهو قول الله تعالى فى القرآن: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق ، فالموضوع إذن أى الديانتين تقرِّب العبد لربه:
            اقرأ يا زكريا قول الله تعالى لعباده المذنبين: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة
            (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت) حديث حسن.
            وعن أبى هريرة  قال: (‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ ‏يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) صحيح مسلم (8432)
            وَمَعْنَاهُ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِطَاعَتِي تَقَرَّبْت إِلَيْهِ بِرَحْمَتِي وَالتَّوْفِيق وَالْإِعَانَة , وَإِنْ زَادَ زِدْت , فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِي أَتَيْته هَرْوَلَة , أَيْ صَبَبْت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وَسَبَقْته بِهَا , وَلَمْ أُحْوِجْه إِلَى الْمَشْي الْكَثِير فِي الْوُصُول إِلَى الْمَقْصُود , وَالْمُرَاد أَنَّ جَزَاءَهُ يَكُون تَضْعِيفه عَلَى حَسَب تَقَرُّبه.
            روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي  عن ربه أنه قال: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم) .حديث قدسي
            وفي حديث قدسي آخر: (وعزتي وجلالي إن أتاني عبدي ليلاً قبلته ، وإن أتاني نهاراً قبلته ، وإن تقرب مني شبرًا ، تقربت منه ذراعاً ، وإن تقرب مني ذراعاً ، تقربت منه باعاً، وإن مشى إلي ، هرولت إليه ، وإن استغفرني غفرت له ، وإن استقالني أقلته ، وإن تاب إلي تبت عليه ، من أقبل علي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد ، ومن أراد مرادي أردت ما يريد، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل طاعتي أهل كرامتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم؛ فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، أشكر اليسير من العمل، وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبدي من الأم بولدها.) حديث قدسي
            ويقول الله في الحديث القدسي (عبدي، لا تعجز منك الدعاء وعلي الإجابة، منك الاستغفار وعلي المغفرة، منك التوبة وعلي القبول، من أحبنا أحببناه، ومن عصانا أمهلناه ، ومن رجع إلينا قبلناه.) حديث قدسي
            أوحى الله لداود: (يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقاً إليَّ. يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليَّ.)
            ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ النَّبِيِّ ‏‏ ‏ ‏قَالَ:‏ (لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ ‏رَاحِلَتَهُ ‏بِفَلَاةٍ ‏مِنْ الْأَرْضِ‏ ‏فَطَلَبَهَا ‏فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَتَسَجَّى لِلْمَوْتِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ ‏وَجْبَةَ ‏الرَّاحِلَةِ حِينَ بَرَكَتْ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا هُوَ‏ ‏بِرَاحِلَتِهِ.) مسند الإمام أحمد (11364)
            يقول الله عز وجل: (إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إليَّ يديه يقول يا رب يا رب فأردهما ، فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له ، فأقول ولكني أهل
            التقوى وأهل المغفرة ، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي).
            جاء في الحديث: (إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها في الرابعة،فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عني؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي.)
            (ابن آدم خلقتُك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعتَ إليَّ تبتُ عليك ، فَمِن أين تجدُ إلهً مثلي وأنا الغفور الرحيم. عبدي أخرجتُك من العدم إلى الوجود وجعلتُ لك السمع والبصر والعقل، عبدي أسترك ولا تخشاني، اذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني، مَن أعظم مني جودا ومَن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ، ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه ، أبخيلٌ أنا فيبخل عليَّ عبدي؟)
            (جاء أعرابي إلى رسول الله  فقال يا رسول الله: من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ فقال الرسول: الله ، فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقال النبي:
            بنفسه ، فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد ، فقال النبي: لِمَ الإبتسام يا
            أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى وإذا حاسب سامح، قال النبي
            فَقِه الأعرابي.)
            قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني،
            فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أفلم يستطعمك عبدي فلان؟ أما تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقني، فيقول:
            فكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أفلم يستسقيك عبدي فلان؟ أما تعلم أنك لو اسقيته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم مرضت ولم تعدني، فيقول: فكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده.)
            جاء في الحديث أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله: (يا آدم لا تجزع من قولي لك (أخرج منها) فلكَ خلقتُها ، ولكن انزل إلى الأرض وذلّ نفسك من أجلي وانكسِر في حبي حتى إذا زاد شوقك إليَّ، وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى
            يا آدم كنتَ تتمنى أن أعصمك؟ قال آدم: نعم فقال: يا آدم إذا عصمتك وعصمتُ بنيك فعلى من أجود برحمتي، وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر يا آدم ذنب تذل به إلينا أحبّ إلينا من طاعة تراءي بها علينا
            يا آدم أنين المذنبين أحبّ إلينا من تسبيح المرائين.)
            ما هذا الذى تقرأه أيها القمص؟ إنها مظاهرة حب!! إنه بستان الود! إنه عبق المودة!! أريج المحبة!! هل رأيت مثل باقة الحب هذه؟ أين أنت من هذا؟ إنك لا تعرف إلا أحبوا أعداءكم ، والرب محبة، وتتناسى أنه هو الذى أمر بقتل الأطفال، ولم يرحم الأجنة، ولم يترأف على النساء أو العجائز أو حتى الحيوانات!! فأحبوا أعداءكم كما أحب الرب الشيطان وأطاعه وتعاون معه على الإثم والعدوان!!
            فهل فهمت الآن معنى «تعالى الله»؟ أى كبر وارتفع وترفع عما تُنسبونه له من الذل والمهانة، من التجسُّد والموت، من النوم والسُّكر، من ضرب العباد له، من أسر الشيطان له، من أمره بالمنكر، من تعاونه مع الشيطان، من نزوله من أعلى عرشه، من تعطيل صفة من صفاته الحسنى، من كل ما لا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
            والغريب أنك تدعى قرب العبد فى المسيحية لإله المحبة، ولا يوجد أدنى قرب أو تقارب بينهما. فهو لا يغفر له ذنوبه إذا استغفره ، بل لابد أن يذهب إلى قسيس الاعتراف ، ويدفع ثمن خطأه ، ليغفر له القسيس أو يدعو الله له!!
            كذلك لا يرفع الصلوات إلى الرب إلا القسيس، وتقول الجماعة آمين. فلا يستطيع المسيحى العادى أن يقف يؤم باقى المصلين، لأن موهبة الروح القدس ليست لديه. فسر المسح على المريض لا يتم إلا عن طريق القسيس، والتعميد لا يتم إلا من خلاله، وبركة الزواج لا تتم إلا على يديه. فعن أى قرب بين العبد وربه تتكلم؟
            ألم أقل لك إنك تخدم المسلمين بتلك الموضوعات التى تثيرها؟ فأنت تظهر بها نقاط قوة الإسلام ، وضعف المسيحية!
            * * *
            عزيزى القمص زكريا بطرس:
            إن دعوتك المسلم للمسيحية تضطر المدعو والقارىء والسامع من أهل الديانتين أن يقف وقفة طويلة مع نفسه ويُقارن الديانتين ، ويستشف من نصوص الكتاب أى الكتابين يوحِّد الله، ويُظهره بالمظهر الذى يليق بجلال وجهه وبعظيم سلطانه، وأيهما أصلح للقراءة من الكبار والصغار، وأيهما يمكنه أن يكون قدوة للرجل والمرأة، للصغير والكبير. دون أن يتناقض الكتاب مع نفسه.
            وسوف أذكر ما يقوله القرآن ، ولن أذكر ما يتفق من الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا مع القرآن، بل سأذكر ما يُخالفه ويُخالف العقل والمنطق. فإذا كان بالكتاب ما يوافق القرآن مما ذكرت ، فسيكون هذا من باب التناقض فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا، وبذلك يثبت أنه ليس بكتاب الله، وإن لم يوجد به ما يتفق مع القرآن، فسوف يؤكد هذا أكثر أنه ليس بكتاب الله. مع الأخذ فى الاعتبار أن يضع المسلم والمسيحى أن الرب لديهم يتكون من ثلاثة أقانيم متحدة ، لا تنفصل طرفة عين:
            ففى مجال وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة وكل صفات الكمال يقول القرآن:
            {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (58) سورة الذاريات
            {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (165) سورة البقرة
            {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (18) سورة الأنعام
            {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (39) سورة الحـج
            {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} (54) سورة الفرقان
            {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (9) سورة الشورى
            وأكتفى بذلك من القرآن. والآن هل إله الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس على كل شىء قدير؟ لا.
            إنه فشل هو وملائكته فى إضلال أخاب ، فاتفق الإله مع الشيطان لإضلاله! فلك أن تتخيل أن الرب الذى يأمرنا بالمعروف وأن نتعاون على البر والتقوى، ثم يضع يده فى يد الشيطان لأغواء أخاب نبيه!! (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ]. ) ملوك الأول 22: 19-23
            ألا تكفيك هذه الصورة من الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص لتبكى على عمرك الذى ضاع فى تقديس مثل هذه النصوص؟ هل الرب يتآمر على أنبيائه؟! فكيف سيحاسبهم الرب إذن فى الآخرة؟ أليس معهم الحق أن يدينوا الرب فى الآخرة لتعاونه مع الشيطان على الإثم والعدوان؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا!!
            ونفس هذا الإله الذى فشل هو وملائكته فى هداية أخاب أو أى نبى اصطفاه، هو نفسه الذى أسره الشيطان لمدة أربعين يومًا فى الصحراء!
            (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11
            فتفكَّر معى عزيزى القمص:
            من الأقوى من الرب وملائكته؟
            كيف تخلت عنه ملائكته طوال هذا الوقت؟
            من الذى كان يدير ملكوت السماوات والأرض لمدة أربعين يومًا؟
            من الذى كان يقوم بالخلق والإحياء والإماتة وقت اعتقال الرب؟
            من الأعز الذى يَقهر ولا يُقهر؟ إنه الشيطان. فمن كتب هذه الأسفار وهذه الأساطير وامتدح نفسه ووصفها بهذه الأوصاف؟ أجبنى عزيزى المسيحى ولا تتردد! إن ما تفكر فيه هو الصحيح! يستحيل على الله أن يُحقِّر نفسه ، ثم يقول إنه هو القدوس!! من المحال أن يُهزم الرب ثم يدعى أنه هو القوى العزيز الناصر!! يستحيل أن يقول الرب إنه على ما يشاء قدير ، وهو تُملى عليه إرادة عبيده!!
            إن الشيطان من الرب لمتمكِّن! فلم يترك الرب إلا بعد أن أكمل كل تجربة! ولم يتركه إلى الأبد ، بل تركه إلى حين!! ولو تخيلت سرعة الشيطان لوجدت أن هذه التجارب الثلاثة سوف لا تأخذ أكثر من ساعة، فماذا فعل به الشيطان باقى هذا الوقت؟ هل عذب الشيطان إلهه؟ أم قتله واتخذ صورته وتولى العرش نيابة عنه؟ كيف تتأكد عزيزى القمص أن الذى عاد من الأسر والحبس أو الاعتقال هو الإله الضعيف الذى تعبده؟ وما هو الذى تتمناه أو ترجوه من هذا الإله الذى لا يملك من أمر نفسه شيئًا؟
            وهو نفس الإله الضعيف الذى ضربه عبده يعقوب ، وأجبره على أن يباركه، بعد أن اشترى وراثة النبوة من أخيه بطبق عدس ، وتآمر مع أمه وسرق البركة، التى هى النبوة، من أبيه. ولم يستطع الرب حتى بعد صعوده إلى عرشه أن يحرم يعقوب من النبوة ، بل باركه وجعله عبدًا من عباده الصالحين:
            اقرأ: نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)
            اقرأ: نبى الله يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
            اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه، ويتذلَّل له الرب أن يتركه لأن الوقت قد تأخر عليه: (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 24-30
            فماذا تبقى للرب من كرامة؟ ماذا تبقى له من قوة وعزة وقداسة؟ هل هذا هو الإله الذى تدعونا إليه عزيزى القمص؟ أم هو الإله الذى أضمر الحنق والإنتقام على كل عبيده بسبب أكل امرأة من الشجرة المحرمة ، ثم اختار أن ينتحر ويرمى بنفسه فى أحضان عبيده ليقتلوه مصلوبًا ملعونًا؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية 3: 13
            وهل استحق الشيطان عن جدارة لقب إله هذا الدهر؟ أتراه كذب فى ذلك؟ (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
            ومن الذى كتب فى كتاب يُنسب للرب أن الشيطان هو إله هذا الدهر؟
            وهل تخلى الرب عن ملكوته فى الدنيا قسرًا أم برضاه؟ وقبل أن تُجيب على هذا السؤال فكِّر فى ضرب يعقوب له ، وأسر الشيطان له فى الصحراء.
            وهذا الإله الذى تعتقدون أنه نزل برضاه وتجسَّد ليفدى البشرية خارت قواه ، وهُدَّت عزيمته، وأخذ يبكى ويتضرَّع لإلهه، أكرر يتضرَّع لإلهه، ويُصلى له، ويبكى له أن يُذهب عنه كأس الموت والصلب، وأنزل الله له ملاكًا من السماء يواسيه ويقويه، ويُخبره أن الله قد تقبل دعاءه، وأنه سينصره: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
            وذَكَّره بأقوال الرب فى الكتاب قائلاً: لا تبكِ ، فإن الله كتب أن الشرير يُعلَّق بعمل يديه: (15تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفُوهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ. 16مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) مزمور 9: 15-16
            وقال له تذكَّر قول الرب: (26مَنْ يُغَطِّي بُغْضَةً بِمَكْرٍ يَكْشِفُ خُبْثَهُ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ. 27مَنْ يَحْفُرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا وَمَنْ يُدَحْرِجُ حَجَراً يَرْجِعُ عَلَيْهِ) أمثال 26: 26-27
            (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
            مَن الذى خلَّص مَن مِن الموت عزيزى القمص؟ إن الله المحيى المميت هو الذى خلَّص يسوع من الموت. فهل هذا الضعيف خائر القوى هو الإله الذى يستحق العبادة؟
            وإذا كان يسوع هو والله واحد ، فما مغزى هذه التمثيلية التى لعبها يسوع؟ وهل كان يُصبِّى لنفسه ويتضرع لها؟ وهل أرسل ملاكًا من عنده ليواسيه ، ويُخبره أنه هو نفسه سمع لنفسه من أجل تقوى نفسه؟
            وبأى حق يكون يسوع إلهًا مع الله وهو ربه الذى أحياه من الموت؟ (26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ [أقام عبده فى تراجم أخرى منها ******ية] يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ) أعمال الرسل 3: 26 ، (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل13: 30
            * * *
            ولن أتناول أخلاق الأنبياء ، وما عساه أن يؤثر فى أخلاق العباد. ويكفيك أن تشعر أن أخلاقك فوق أخلاق الأنبياء الكذابين أو الزناة أو اللصوص، وأنهم لا يصلحون أن يكونوا قدوة لأبنائك أو بناتك. فآمن فى هذه اللحظة أن الرب الذى تعبده إمَّا فشل فى انتقاء النبى القدوة ، الأمر الذى يُثبت جهله وأنه إله غير عليم ، وإمَّا تعمَّد الرب انتقاء هؤلاء الأنبياء ليُضلِّل عبيده ، ويُلقى بهم فى أتون النار!
            ولكننى أذكرك ببعض من أخلاقهم عسى أن يكون هذا جديدًا على أحد القرَّاء، وهو بالطبع ليس بجديد على القمص زكريا بطرس. الأمر الذى يجعلنى أشك أنه مازال مسيحيًا. لأنه لا يقرأ هذا عاقل ، ويُقدِّس هؤلاء الأنبياء أو يؤمن حتى بإله هذا الكتاب! فماذا تبقى له؟
            إنك تجد في الكتاب المقدس أن الرب حينما اختار أنبياءه ليطبِّب المذنبين والمرضى ، أنه قد اختارهم ليكفروا به، ويشركوا به ويزنوا بالقريبة، والبعيدة، ويقتلوا بلا عفو، والدياثة ديدنهم، وعبادة الأصنام مذهبهم، والسرقة منهجهم، حتى لم تنفد سرقة النبوة من عقيدتهم، والخيانة أملهم، وقطع صلة الرحم والظلم والكذب وإيذاء الوالدين وسوء الخلق والانتحار وسيلتهم، وكل ذلك أثناء فترة نبوتهم!!
            ولعلك عزيزى القارىء لا تصدقنى؟! بل ربما تتهمنى بالتحامل على هذا الكتاب! ولن أضع لك النصوص كاملة ، ولكننى سأشير إلى موضعها فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس ، وأرجوك أن تقرأها:
            فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
            أقول لن أتناول أخلاق الأنبياء أو المبادىء التى نتعلمها من هذا الكتاب، ولكننى سوف أتناول نقطة من أحب نقاط التدليس أو الجهل للقمص زكريا بطرس ، وأهديها إلى المذيعة فيبى عبد المسيح ، وهو موضوع المرأة بين الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس وبين الإسلام.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:59 م.

            تعليق


            • #7

              المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى

              نبدأ بنظرة الكتاب الذى يقدسه القمص والتاريخ المسيحى للمرأة
              إن حياة المرأة وإنسانيتها فى الكتاب المقدس وأقصد به العهدين القديم والجديد كانت امتدادًا لما لاقته المرأة فى الحضارات الوثنية القديمة ، فبينما كانت المرأة فى الهندوسية عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقًا نجسًا، قاصرة طيلة حياتها، وكانت تُنفى الأنثى فى فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام:
              فأما كونها مخلوقًا نجسًا فى تشريع النصارى: فقد كانت فى فترة طمسها نجسة لا يقربها إنسان أو حيوان ، وكل من يلمسها أو تلمسه فهو نجس إلى المساء وعليه أن يستحم. وبذلك حرموها من المشاركة فى الحياة العامة والخاصة، فهى لا تسطيع من التدريس أو التطبيب أو البيع أو الشراء أو حتى كأم تريد أن تحتضن ابنها أو ابنتها. فكل هذا محرم عليها طالما هى فى فترة طمثها أو نفاسها.
              والسبب فى ذلك بسيط جدًا ، وهو أنه تعاليم الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس، فيقول: (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. .. .. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
              ومعنى ذلك أنها تعيش نصف عمرها تقريبًا منبوذة، يخشاها الناس، ويخشون الإقتراب منها، خوفًا أن يتنجسوا حتى يستحموا فى المساء فى الوقت الذى يندر فيه الماء فى بعض الأماكن أو يصعب الحصول عليه، وكذلك خوفاً على ممتلكاتهم، التى إذا لمستها المرأة الحائض مثل إناء أو زهرية ورد، لا بد أن تكسر هذه الزهرية، لأنها أصبحت نجسة!!
              وحرموا عليها قراءة الكتاب المقدس لأنها مخلوق نجس: فقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قرارًا فى عصر هنرى الثامن [1509 – 1547] ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة.)
              على الرغم من أن يسوع (الإله عندهم) كان يتبول ويتبرز فى ملابسه أيام طفولته المبكرة، كما كانت تحمله أمه وتدلِّله عدداً من السنين حتى فى أثناء حيضها، ولم يقل إنسان ما إن الإله تنجس من هذا البول أو البراز. فلك أن تتخيل أن المرأة عندهم أشد نجاسة وأنكى من بول الإله وبرازه. لذلك ليس عليها أن تمسك الكتاب المقدس بيديها!!
              وأما كونها قاصرة طيلة حياتها فى تشريع النصارى فحدث ولا حرج، ولا تتعجب فهكذا كانت المرأة أيضًا فى الفارسية. فقد كانت تحت سيطرة الرجل المطلقة، ويحق له أن يحكم عليها بالموت، أو يُنعم عليها بالحياة.): وقد اقتبس بولس هذا التخلف من هذه الحضارات بغرض تدمير ديانة عيسى  وقد أفلح ، فقال: (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7
              وقوله: (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ) أفسس 5: 22
              وقوله: (18أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.) كولوسى 3: 18
              وقوله: (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9، أى إن الرجل هو الأساس ، ولكن المرأة هى جزء من الرجل.
              (ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
              وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حسابًا فى البنك باسمها، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب،لم يكن لها الحق فى أن تسحب منه، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودًا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
              بل إنه إلى عهد قريب كانت المرأة إذا تزوجت فقدت اسم أبيها وعائلتها، وحملت اسم عائلة زوجها، وإذا مات زوجها أو انفصلت عنه، وتزوجت بآخر حملت اسم عائلة الزوج الجديد، وهكذا فقدت المرأة أخص خصوصياتها، وهو اسمها.
              وفى عام 1567م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
              و(ظلت النساء طبقًا للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
              لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال". فأين رجال الدين الذين كانوا فى هذا الوقت يهيمنون على الحياة السياسية؟
              وكان (القانون الإنجليزى عام 1801م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
              وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
              (وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية ص1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
              كما أن المرأة فى الهندوسية ليس لها الحق فى أن تطلب الطلاق من زوجها مهما يكن من أمر الزوج ، حتى لو أصيب بأمراض تمنع من أهليته للحياة الزوجية.
              كما كان للزوج فى الحضارة اليونانية الحق فى بيعها وأن تظل عند المشترى فترة تحت التجربة، كما كان لزوجها الحق فى قتلها إذا اتهمت ولو بمجرد النظر إلى شخص غريب ولا مسئولية عليه فى ذلك. ومع هذا فإن له الحق فى أن يزنى فى منزل الزوجية، وليس لزوجته حق الاعتراض، كما أن حق الطلاق مكفول له متى شاء وكيف شاء. ومع ذلك فإنها تظل بعد طلاقها منه مقيدة برأيه فى زواجها لمن يريده. ويوصى عند موته بزواجها ممن يرتضيه هو وليس لها أو لأحد من أهلها حق الاعتراض.
              وقد يكون هذا الذى اقتبسه متى من هذه الشرائع لإلغاء الطلاق: فقال: (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». متى 19: 9
              أو اقتبسها من قانون اليهود بالنسبة للبنت التى يتم اغتصابها: (28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.) تثنية 22: 28-29
              بل وأعطى الحق فى الطلاق للأب!! فشاول اليهودى زوج ابنته ميكال من رجل آخر بينما كانت هى زوجة لداود ، ووالد زوجة شمشون طلقها منه لغيابه فترة.
              فهل تخيل الرب بعلمه الأزلى أن الزوجين المتنافرين المتصارعين سيكوِّنان أسرة سعيدة وسيكُوُنان رحمة على أطفالهما؟ ولو لم يكن عندهما أطفال فلماذا يصر الرب على إفساد باقى حياتهما؟ وهل منع الرب المشاكل التى تحدث بين الزوجين؟ وهل مكَّن الرب الحب فى قلب كل زوج وزوجة على وجه الأرض حتى لا تحتاج أسرة للطلاق؟
              إن الغرض من منع الطلاق ليس إلا تدمير الأسرة المسيحية والمجتمع بأكمله.
              وفى شرائع الهندوس أيضًا أنه: (ليس الصبر المقدر، والريح، والموت، والجحيم، والسم ، والأفاعى ، والنار، أسوأ من المرأة)
              (ويذكر جوستاف لوبون أن المرأة فى الهند (تُعِّدُ بعلها ممثلاً للآلهة فى الأرض ، [أليس هذا قريب من قول بولس: 22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ) أفسس 5: 22] وتُعَدُّ المرأة العزب، والمرأة الأيم، على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسى، والمنبوذ عندهم فى رتبة الحيوان، والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت فى الحداد بقية حياتها، وعادت لا تُعامَل كإنسان، وعُدَّ نظرها مصدرًا لكل شؤم على ما تنظر إليه، وعُدَّت مدنِّسة لكل شىء تلمسه، وأفضل شىء لها أن تقذف نفسها فى النار التى يحرق بها جثمان زوجها ، وإلا لقيت الهوان الذى يفوق عذاب النار.)
              بل إن بعض القبائل الهندية القديمة لا تراها أهلاً لتُحرَق مع جثة زوجها باعتبارها المخلوق النجس، ولذلك كانوا يرون دفنها حية أو حرقها بعد موت زوجها. فإذا كان للرجل أكثر من زوجة دُفِنَّ جميعاً أو حُرِقْنَ جميعاً.
              وقد لقيت الحكومات الهندية أشد الفتن من مجتمعاتها ، خاصة من رجال الدين الهنود، حين حاولت القضاء على مثل هذه العادات المسترذلة والتى استمرت تهضم حقوق المرأة وكيانها حتى القرن السابع عشر.
              وكانت المرأة فى الصين لا تقل مهانة أو مأساة عن بقية المجتمعات ، ويظهر مدى امتهان المرأة فى المثل الصينى الذى يقول: إن المرأة كالكرة ، كلما ركلتها برجلك ارتفعت إلى أعلى.
              وشبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التى تغسل السعادة والمال ، [أى إنها سبب التعاسة والفقر] وللصينى الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كإرث، وللصينى الحق فى أن يدفن زوجته حية.
              وكان من حق الرجل طلاق زوجته متى أراد هو، أما المرأة إذا أبدت رغبة فى الطلاق من زوجها طُرِحَت فى النهر لتغرق ، أو طردَت فى الشوارع نصف عارية لتتعرض للمهانة والفجور.
              وكانت إذا تزوجت ولم تحمل لفترة طويلة اعتبرت أنها أصابتها لعنة الآلهة أو أصابها مس من الشيطان فتصبح فى حاجة إلى الرقى والطلاسم ، فإذا ظلت عاقرًا بعد ذلك فلابد من موتها للتخلص منها.
              وهذا أقرب ما يكون للقانون اليهودى عند إصابة أحد بالمس فإنه يُقتَل رجلاً كان أو امرأة: (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27
              وإذا كان الرب لم يشفق على ابنه ، فماذا تنتظرون من سلوكه تجاه عبيده؟ اقرأ كيف يُعامل الرب المرأة:
              (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
              ومن البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه، بل هو رسول من عند الرب، ينفذ رغبة الرب ، ويبلغ رسالته. وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ فماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر، كما وصفها الكتاب من بعد أنها سبب الخطية، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليفة الشيطان ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟
              (وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا) هكذا يعذِّب الرب المرأة ، فقط لأنها أنثى! يا لها من دعوة لاحترام المرأة ، ودورها فى الحياة!
              (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
              (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
              (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
              (فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
              هل تعرف كم تسبب ذلك فى قتل النساء وتعذيبهن فى العالم الغربى الذى كان بعيدًا عن الإسلام وتعاليمه؟ لقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: فقد قام متحف التاريخ الألمانى بعمل معرض لمعالجة موضوع ملاحقة الساحرات بهدف توضيح خلفيات تلك ‏الظاهرة الغريبة وإلقاء الضوء على ما كن يسمين بالساحرات وأسباب ملاحقتهن و‏قتلهن حرقًا منذ 300 سنة، والتي راح ضحيتها ستون ألف فردًا.
              ونبه بيرنجر إلى أنه من مدعاة الحزن حاليا التوقف على حصيلة ضحايا ‏‏الشعوذة في العصور الوسطى إذ أنه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات ‏والبطش بهن في أوروبا خلال 300 سنة الماضية أكثر من 1780 شخصًا في ألمانيا و 60 ألف ‏ ‏شخصًا في بقية البقاع الأوروبية مشيرًا إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ‏ ‏ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.
              وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم ‏ ‏البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات ‏والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.
              ونسب إلى المؤرخ اللوكسيمبورجي ماري - باول يونجبلوت قوله بأن الصورة التي ‏ ‏تعلق في أذهاننا بخصوص ما كان رجال الدين يطلقونه على المفكرات وصاحبات التجديد ‏‏والتطور في العصور الوسطى هي صورة فعلية من حيث المظهر إذ أن تلك الصورة قد تكونت ‏بسبب التعذيب والعزلة التي كانت تفرض عليهن في غياهب السجون المظلمة. (كونا)
              أما بالنسبة لحرق المرأة فى الكتاب المقدس فقد أخذه أيضًا من الحضارات القديمة، ويجب أن تعلم أن عقوبة الحرق للمرأة ضعف مثيلتها عند الرجال: يوجد ثلاث حالات تُحرق فيها المرأة حية فى مقابل حالة واحدة عند الرجل: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
              (14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14
              وأيضًا عقوبة قطع اليد التى يعيبونها على الإسلام مع السارق غير المحتاج للنقود إلا للتربح فهى خاصة أيضًا بالمرأة فقط: (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
              أما دفن الصينى لزوجته حية فقد كان أرحم من القانون الذى استنه الإنجليز للتفكه على صراخ النساء أثناء تعذيبهن بصب الزيت المغلى على أجسادهن: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية".
              وكان معبد الإلهة (عشتروت) فى بابل القديمة يمتلىء من العاهرات اللائى يتقدمن إلى زائرى المعبد. كما كان على كل امرأة أن تتقدم مرة على الأقل إلى معبد فينوس ليواقعها أى زائر فى المعبد. وكانت الفتيات من الصين واليابان وغيرهما من بلاد العالم يتقدمن إلى الكهنة فى المعابد ، وكان من الشرف الكبير أن يواقعها الكاهن الذى هو ممثل الإلهة على الأرض. وكان هذا النوع من البغاء يُعرَف بالبغاء الدينى.
              وهو قريب من قول نيكولاوس فون كليمانجيس Nikolaus von Clemanges (أحد علماء اللاهوت وعميد جامعة باريس سابقا: (أن تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة). وذلك بناءًا على فساد الرهبان والراهبات فى أوروبا فى العصور الوسطى.
              وقد سبقه فى مثل هذا القول دومبريديجر جايلر فون قيصربرج Domprediger Geiler von Kayserberg (إن المرأة فى الدير ليست إلا عاهرة).
              وقد شاع المثل الشعبى فى العصور الوسطى القائل: (من لفت رأسها، عرت بطنها، وهذه عادة كل الراهبات). وهذا لا يمنع من وجود راهبات حفظن أنفسهن ، ورهبان تعففوا فى كل بقاع الأرض.
              وكان من يقتل بنتًا يُفرَض عليه أن يقدم ابنته لأهل القتيلة يقتلونها أو يملكونها. وإذا لم يُثمر الزواج مولودًا خلال عشر سنين يُعتبر العقد فيه مفسوخًا. ولم تكن المرأة لترث، فإذا لم يكن هناك ذكور من أسرة الموروث ورثوا الذكور من أسرة زوجته ولكن زوجته لا ترث. وكان للرجل حق قتل أولاده وبيعهم. ولم يحرَّم ذلك إلا فى القرن الخامس قبل الميلاد.
              وهو كذلك فى العهد القديم ، فمن حق الرجل أن يبيع ابنته لتصبح أمة (عبدة) ، ولا يُفعل هذا مع الرجل: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
              (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
              وهانت عليهم المرأة فجعلوا مهرها 100 غُلفة ذكر رجل، أى قطعة اللحم الفاسدة لذكر الرجل والتى سيتم رميها فى القمامة!! (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25
              كانت اليونان فى قديم الزمان أكثر الأمم حضارة ومدنية. وكانت أثينا مدينة الحكمة والفلسفة والطب والعلم ، ومع هذا كانت المرأة عندهم مُحتقرة مهينة ، مثل أى سلعة تباع وتُشترى، مسلوبة الحقوق، محرومة من حق الميراث وحق التصرف فى المال، بل أكثر فقد سموها رجسًا من عمل الشيطان، ولم يسمحوا لها إلا بتدبير شئون البيت وتربية الأطفال. وكان الرجل فى أثينا يُسمَح له أن يتزوج أى عدد يريده من النساء ، بلا قيد ولا شرط.
              ومما يُذكر عن فيلسوفهم سقراط قوله: (إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار فى العالم ، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت من فورها.)
              وتذكر الأساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الأوجاع والآلام للعالم كله ، وذلك لأن الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى أفراح ولا يعرفون معنى الألم ولا الحزن، ولكن حدث أن الآلهة أودعت أحد الناس صندوقًا وأمرته ألا يفتحه ، وكان له زوجة تُسمَّى (باندورا) مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه الحشرات. ومنذ تلك اللحظة أُصيب الناس بالآلام والأحزان. فلهذا كانت المرأة سببًا فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان.
              ولعلنا نلحظ شبهًا فى هذه الرواية بما تحدث عنه سفر التكوين من إغواء حواء لآدم بالأكل من الشجرة المحرمة بعد أن أغوتها الحية: (6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. .. .. .. 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 6-12
              وكان أرسطو يعيب على أهل إسبرطة التهاون مع النساء ومنحهن بعض الحقوق ، بل إن سقراط كان يعزو سقوط إسبرطة إلى منحها الحرية للنساء. على الرغم من أن هذه الحرية لم تنالها النساء إلا لإنشغال الرجال الدائم فى الحروب.
              ولم يكن يُسمَح بتعليم المرأة اليونانية الحرة ، إنما كان التعليم قاصرًا على البغايا. حتى كان الرجل الذى يكره الجهل فى المرأة يلجأ إلى البغى. وكذلك لم يُسمح بتعليم المرأة اليهودية أو المسيحية، بل حُرِّمَ عليها قراءة الكتاب المقدس، وتم ملاحقتها ، واتهامها بالسحر والشعوذة إذا كانت من أصحاب العلم والفكر.
              وكانت المرأة تُحسَب فى قانون حمورابى من عِداد الماشية المملوكة، وكان تشريع بابل يعطى رب الأسرة حق بيع أسرته أو هبتهم إلى غيره مدة من الزمن، وإذا طلق الزوج زوجته تُلقى فى النهر ، فإذا أراد عدم قتلها نزع عنها ثيابها وطردها من منزله عارية ، إعلانًا منه بأنها أصبحت شيئًا مُباحًا لكل إنسان. وقضت المادة 143 من قانون حامورابى أنها إذا أهملت زوجها أو تسببت فى خراب بيتها تُلقَى فى الماء. ومن قتل بنتًا لرجل كان عليه أن يُسلِم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء.
              وكانت المرأة عند الرومان تُبَاع وتُشتَرى كأى سلعة من السلع، كما أن زواجها كان يتم أيضًا عن طريق بيعها لزوجها. وكان لهذا الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها. ولم يكن يُنظَر إلى المرأة كأنها ذو روح بل كانت تُعتَبر مخلوقًا بغير روح ، ولهذا كان يُحرم عليها الضحك والكلام إلا بإذن. وهذا مطابق لقول بولس: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
              قارن هذا بقول المرأة لعمر بن الخطاب: (اتق الله يا عمر! فإن الله لم يحدد المهور)، وهو يومها خليفة المسلمين: وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها ، وعاد على نفسه باللائمة!!
              ويقول صاحب "عودة الحجاب": (واقتداءً برسول الله  ، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهنَّ يوماً إلى الليل، وراجعت امرأةُ عمر عمرَ  فقال: "أتراجعينى؟" ، فقالت: "إن أزواج رسول الله  يراجعنه، وهو خير منك".)
              ثم قارن بفعل الرب فى الكتاب المقدس ليخرس المرأة عن التكلم: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
              كما كان بعضهم يُغالى أحياناً فيضع فى فمها قفلاً من حديد ، كانوا يسمونه الموسيلير Moselier ، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان. وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.
              ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.
              ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ، ويسرعون بهن إلى أقصى سرعة حتى تموت ، ثم يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن.
              وعن سكب الزيت المغلى على أجساد النساء يروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد أخذوه وتفننوا فيه ، بل أصبح قانونًا فى بداية القرن السادس عشر: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية"
              أما كون المرأة بلا روح فليس هذا منحصرًا فى القرون الأولى للمسيحية فقط، بل امتد إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادى. عندما أصدر رجال العلم والمعرفة فى رومانيا فتوى تنص على أنه (ليس للمرأة روح).
              ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586م - أى فى زمن شباب النبى محمد - مؤتمرًا (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
              كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان".
              وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
              وقال لوثر: (المرأة كمسمار يُدقُّ فى الحائط)
              ويقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات بعنوان: (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية):
              لذا هنا نجد العالم المسيحي الشهير توماس الإكوينى يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3.
              وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فمى الذهب (John Chrysostom) فهو يعتبر المرأة ((خطرًا أُسريًّا وسيئة مصورة))
              Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325
              ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين ، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب
              Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London, 1955 ), p.135
              لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفًا يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجًا وقبل أن يصبح أسقفًا.
              W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London, 1911), vol.2 p.329(
              ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة ، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
              W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London, 1911), vol.2 p.332
              وكانت هذه القوانين قيدًا ظالمًا للرجال والأساقفة ، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات ، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثارًا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج ، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
              H.C.Lea:An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.277
              وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)
              H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.333
              فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب ، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني ، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
              Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625
              ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة
              (إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنًا بشريًا ، بل ولاكائنًا وحشيًا وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)
              (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافات جان جاك روسو)
              (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)
              ويستند شوبنهاور إلى وصف يسوع للمرأة الكنعانية أنها كلبة ، وإلى وصف صموئيل الثانى للمرأة بأنها نعجة:
              المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة ، واعتدى على نعجة الرجل الفقير ، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
              المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
              واضطرت المرأة بموافقته على أنها من الكلاب ، حتى يشفى ابنتها: (27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28
              الأمر الذى دفع إيريك بروك Erick Brock إلى الاعتراف أن المرأة تشبَّه فى بعض الأمور الدينية بالمخلوقات المشوَّهة ، والصُّم ، الحمقى ، والعبيد. بل نزعوا عنها أهم ما يميزها وهى الأنوثة ، فوصموها أنها من المخنثين.
              الأمر الذى دفع جيروم إلى القول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
              وبذلك جعلوا الرجل هو المعيار الأسمى لقياس إنسانية البشر. إنى أخجل لك مما قالوه عنك آباء الكنيسة الأولى عزيزتى فيبى عبد المسيح!

              يُتبع
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:59 م.

              تعليق


              • #8
                اقرأ ما قاله القديس Anselm von Canterbury : ”لا يوجد ما يُشين أكثر من المرأة ، فالشيطان لا يغوى إنسانًا إلا عن طريق المرأة“.
                بل قال توماس الإكوينى (1225-1274): ”على المرأة أن تتصرف تجاه الرجل مثل العيب والنقص تجاه الكمال“.
                بل حرَّم المجمع الكنسى الذى أقيم فى القرن الرابع فى الفيرا Elvira على المرأة أن تكتب خطابات أو تستقبلها باسمها الشخصى.
                بل أمر البابا جريجورى السابع (1073-1080) فى مايلاند بذبح القساوسة المتزوجين أثناء القداس واغتصاب نسائهم على المذابح!!
                ويقول توماس الإكوينى: ”إن الجنين المذكر يصبح إنسانًا بعد 40 يومًا أما الجنين المؤنث فبعد 80 يومًا ، لأن الأنثى تنشأ من بذور معيبة أو هواء رطب“.
                ويقول إنجيل توما إن “النساء غير جديرات بالحياة”.
                وقال البابا بيوس الثانى (1458-1464): إذا رأيت امرأة فلا تظن أنك ترى إنساناً، فإنك ترى الشيطان بعينه! فطبيعتها شيطانية جهنمية.
                وقال ترتليان: إن المرأة هى بوابة الدخول إلى الجحيم!
                وقال يوحنا فم الذهب ، وهو أحد آباء الكنيسة الأقدمين: إن النساء خلقن فى الأساس لتخليص الرجل من هياجه الجنسى!!
                وقال ترتليان: إن الزواج يقوم على نفس أسس العهارة. لذلك فمن الأفضل للمرء ألا يمس امرأة!!
                وقد أسس ترتليان فكره هذا على قول بولس: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. .. .. .. 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1 و27-28
                وقال توماس الإكوينى: ”إن المرأة هى خطأ الطبيعة .... فهى نموذج لرجل مشوَّه، ضال ، فاشل ، وإن تحقيق الكمال البشرى يتمثل فى الرجل“.
                وقد بنى توماس الإكوينى قوله هذا على قول الكتاب: (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9
                لذلك ليس لها أن تفتح فاها فى الجماعة (التى تترجم بالكنيسة): (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ) كورنثوس الأولى 14: 34-35
                الأمر الذى جعل مفكريهم يرون أن المرأة كائن معيب ، وأن صوتها هو صفير الشيطان ، وأن السجن والضرب أقل ما يليق بهذا المخلوق الغريب:
                فمن وصايا سان بول فانتير – لتلاميذه: (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنًا بشريًا، بل ولاكائنًا وحشيًا وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان).
                ومن اعترافات جان جاك روسو: (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل، بل لكى تتحمل ظلمه).
                ومن أقوال شوبنهاور: (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
                وقال هيرونيموس أحد آباء الكنيسة: ”إذا لم تخضع المرأة لزوجها ، الذى هو رأسها ، فهى تستحق نفس عقوبة الرجل الذى لا يخضع للمسيح“. وهذا يعنى أن الرجل إله المرأة على الأرض ، وعدم طاعتها له تتساوى مع الكفر، وحكم عليها بالإعدام ، وذلك بُنِىَ على كلام لوقا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                وهذا مبنى على كلام الكتاب الذى يأمر المرأة أن تعتبر زوجها إلهاً على الأرض: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
                (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24
                (18أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.) كولوسى 3: 18
                (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.) كورنثوس الأولى 11: 3
                (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9
                وقال مارتن لوثر: ”إن التفاهة والكفر من طبيعة المرأة التى ورثتها عن أمنا حواء.“ فهل تعتقد أن صاحب هذا الرأى سيولى المرأة مكانة فى المجتمع؟ وهل تعتقدين عزيزتى فيبى عبد المسيح أن هذا الوصف ينطبق عليك؟ وهل تعتقد عزيزى القمص أن أم الرب ورثت التفاهة والكفر من أمنا حواء؟
                وقال الأب ******ى ساراسا Sarasa : إن الجنس الأنثوى يحتل مرتبة أقل بكثير من الجنس الذكرى ، وإن العقل الأنثوى أخف وأضعف من عقل الرجل.
                وقال كابوكراتيس الذى يُعد من مؤسسى الدير وأحد المسيحيين الأول: ”إن الطبيعة تنادى بأن النساء خلقن لمتعة البشر“. وهذا هو دور المرأة فقط فى الحياة كما يراه مؤسسو المسيحية قبل ظهور الإسلام.
                وقال القديس هيرونيموس: ”اهربوا من النساء ، فهن مدخل الشيطان ، وطريق الإثم. وإذا ما اقتربن من الرجل احترق.“
                وقرر مجمع توليدو Toledo المنعقد عام 589 ”أنه يجب معاقبة القساوسة الذين يأوون النساء اللاتى يثرن شبهة حولهن ، أما بالنسبة للنساء أنفسهن فعلى الأسقف أن يدفع بهن إلى سوق النخاسة ليُبَعن كما يُباع العبيد“.
                والله إن لأخجل من وضع المرأة فى تاريخكم الأسود!! وأحمد الله تعالى على الإسلام، الذى حرَّر المرأة من عبودية رجال الكنيسة وبراثنهم!!
                ألم أقل لك عزيزى القمص أنكم ترمون الإسلام بما حاق بكم وبنسائكم فى تاريخ ديانتكم الأسود ، ظنًا منكم أن التاريخ قد مات ، وأن المؤرخين قد نسوا!! ولكن هيهات!!!
                واصل القراءة عزيزى القمص واندمى عزيزتى المذيعة على عمرك الذى ضاع!
                لقد قرر كليمنس السكندرى وذلك قبل عام 215 أنه ”على النساء أن يخجلن من طبيعتهن“.
                وقال يوحنا فم الذهب أن ”الجنس الأنثوى هو جنس ضعيف تافه ، ولا يجدن الخلاص إلا عن طريق الإنجاب“.
                وكيف تخلص المرأة العاقر؟ وكيف تخلص المرأة المصابة بمرض يمنعها من الإنجاب؟ وكيف تخلص المرأة التى يكون زوجها هو العاقر؟
                إن هذا ليس رأيًا شخصيًا ليوحنا فمى الذهب ، ولكنه مبنى على فهم نصوص الكتاب الذى تقدسه ، لتعلم عزيزى القمص أن هذا الكتاب هو سبب تعاسة البشرية كلها ، فإلام تدعونا؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
                بل قرر قانون الكنيسة فى القرن العشرين وبالتحديد عام 1917: ”أنه لا يُسمح للأنثى أن تكون وزيرة ، ويُباح لها ذلك فقط عند عدم وجود رجل يشغل هذا المنصب أو مع وجود سبب يبرر ذلك. ولا يُسمح للمرأة بأى حال من الأحوال أن تقترب من المذبح وعليها أن تُجيب [عمَّا يوجه إليها] فقط عن بُعد“.
                بل قرر البابا بولس السادس عام 1980 أن ”مهام مساعدى القسيس محرمة على الأنثى“.
                وقال القديس أودو Odo (878-942): ”إن النظر إلى النساء يتسبب فى القىء. وبما أن المرء يستنكف أن يمس الخراء أو البلغم بطرف اصبعه ، فما الذى يدفعنا إذًا إلى التزاحم على لمس إناء القاذورات نفسه؟“
                ما هذا الذى نقرأه من رجل حمل لقب قديس وكان يعظ بين الناس!! تخيل رد الفعل الذى ينتاب الرجل أو الشاب تجاه أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته من تأثير هذا القول الذى يُنسب لرجل ملىء بالروح القدس!!
                لم أقرأ أقذر من هذه التعبيرات فى حق المرأة. هل تعرف عزيزى القمص أننا لو سلمنا بكل المغالطات التى ادعيتها للإسلام، وسوء فهمك لبعض الأحاديث، وتحاملك على تأويل البعض الآخر، لكانت المرأة المسلمة أيضًا تاجًا على رؤوس سيدات اليهود والنصارى بجانب هذه الأقوال!!
                http://www.humanist.de/zitate/sexu.html
                http://www.politikforum.de/forum/arc...004/07/2/67710
                إن قول القديس أودو قد بُنى على نفس موقف بولس فى الكتاب ، فهو يفضل ألا يمس الرجل المرأة: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. .. .. .. 25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1 و25-28
                ومع كل أقوال علماء اللاهوت والكتاب نفسه تجد أحد علماء اللاهوت الكاثوليك برنهارد هيرنج Bernhard Häring يقول: لا توجد ديانة أو مذهب دينى رفع من شأن المرأة وقدرها مثل الديانة المسيحية!!
                وهل يُعقَل أن الذى أمر بِكُرْهِ الأم والإبنة والأخت لتكون تلميذًا له قد أكرم المرأة؟ فماذا كان سيقول الشيطان إذن فى هذا الموقف غير ذلك؟ (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
                وهل تريد أن تقول أن الذى يأمر بقتل النساء والأطفال الرضع كان رحيما على المرأة التى كانت السبب الأوحد فيما تسمونه الخطيئة الأزلية؟ (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
                وهل تعتقد أن الرب الذى أمر بإخراج الشعب من رجال ونساء وأطفال وقتلهم بالمناشير والنوارج الحديد والفؤوس كان رحيمًا بهذا العمل على المرأة؟ (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ)أخبار الأيام الأول 20: 3
                وهل تؤمن أن الرب الذى أمر بالإمساك بالأطفال وضرب الصخر بهم كان أو سيكون رحيمًا على المرأة؟ (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                وهل يصدق عقل أن الرب الذى أمر بتحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل سيكون رحيمًا على المرأة؟ (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                وهل أمر الرب الصريح بعدم الشفقة والقتل للهلاك والإبادة للشيوخ والشباب والأطفال والنساء كافة سيكون رحيمًا عليهن؟ ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. …) حزقيال 9: 5-6
                اقرأ كيف يُكدر الرب فرحة المرأة يوم عرسها: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
                اقرأ كيف يفرض الرب على المرأة أن تتزوج من أخى زوجها المتوفى: (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل.) تثنية 25: 5-6
                ألا تشعر المرأة فى كتابك عزيزى القمص أنها بزواجها أصبحت مِلكًا لأسرة زوجها ، فإن مات ورثوها وزوجوها أخيه؟ فأى كرامة أو حرية أو آدمية تمتعت بها المرأة فى الكتاب الذى تقدسه؟
                اقرأ كيف أعطى الربُّ الأبَّ فى الكتاب الذى تقدسه الحق فى بيع ابنته القاصر: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
                اقرأ أمر الرب بإحراق ابنة الكاهن الزانية ، ولا يوجد مثيل لهذه العقوبة للكاهن أو النبى أو حتى لابن الكاهن الزانى: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
                اقرأ أمر الرب بقطع يد المرأة التى تمسك عورة من يصارع زوجها: ولا توجد مثل هذه العقوبة للرجل الذى يمسك بعورة المتصارعة مع زوجته أو أمه!! (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
                واقرأ أمر الرب الذى يرفض أن تكون المرأة مدرسة أو مُحاضرة أو أستاذة فى الجامعة: (لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ،13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ،14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 11-14
                يقول ديشنر فى Kreuz mit der Kirche صفحة 51-52: (لم يعرف اليهود الرحمة مع النساء إلا قليلا، الأمر الذى أثر فيما بعد فى المسيحية ، فهى منذ قصة الخلق ـ أى منذ الوهلة الأولى للحياة، وهى مرتبطة بالرجل وخاضعة له ، كما أنها صاحبة أول خطيئة فى التاريخ، وهى الخطيئة الأزلية، وهى التى غررت بالرجل، فأصبح الرجل ضحيتها والمُغرَّر به، ويُعذر فى ذلك ، ويُغفر له. وقد تعلل بقوله: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) وقد حُكِمَ على المرأة بالولادة وأوجاع الحمل وأن تصبح جارية للرجل: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
                ونجد قصة الخطيئة الأزلية هذه فى الكثير من الأساطير الوثنية ، فنجدها فى الديانة السومارية والديانة البوذية ، كما تعرف الأساطير الجرمانية أول زوج من البشر عرفه الإنسان (عسكر وإمبلا) إلا أن اتحادهما لم يُعتبر من الآثام مطلقا.)
                (وفى العهد القديم يُظهر لنا اسم الإله (بعل) أنه السيد والمالك زوجته (بعولة) ، ويُشبه سفر اللاويين المرأة بالحيوانات المنزلية المستأنسة) انظر الديانة اليهودية لـ Bousset صفحة 426.
                (وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد ، بل إنه فى القرن العشرين [1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلاً: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافراً أو عبداً أو امرأة)
                (أمَّا فى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة ، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية، وكانت إقامة الصلوات ، وعقد المحاضرات ، والوعظ من واجبات الرجل ، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة ، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح ، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ ، وبسببها حلَّ الموت علينا ، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة.)
                (وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية ، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات، التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة، أو يُسمَح لها بتحيته. لذلك تعجب تلاميذ يسوع من وقوفه مع المرأة السامرية يتبادل معها أطراف الحديث: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ) يوحنا 4: 27
                ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها، وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة ، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك ، فقد سَمَحَ للأب ببيع ابنته.) (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
                ويقول أوتو فيننجر: (لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية).
                ويقول جوليان بندا: (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل)
                وهذا هو الذى دعا متى إلى تحبيذ أن يخصى الرجل نفسه لأجل الملكوت: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
                تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، إن الجنس كان دائمًا شرًا .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصورًا فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجًا متواضعًا لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصًا من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)
                (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها ، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة، توجد المرأة حواء، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معًا فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة)
                (ويقول القديس جيروم: ”إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسنًا! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة“.
                وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيدًا عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس، وصرن بتولات، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)
                والذى دعا جيروم إلى قوله أن على المرأة أن تفقد أنوثتها وتصبح رجلاً لتخلص فى الآخرة: لقد كتب جيروم يقول: ”بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً“ (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) نقلاً عن اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب
                (المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء) (الأديب الفرنسى - لامنيه)
                (المرأة كائن نسبى) (المؤرخ ميشليه) ، وهذا هو الذى دعاهم فى القرن الخامس للدعوة لعقد مجمع باكون ليبحثوا فيه إذا كان للمرأة روح مثل الرجل أم لا.
                لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
                لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفورًا، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
                لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
                لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
                (ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
                وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
                وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائسًا حقيرًا لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
                وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
                (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]
                ففى الوقت الذى قال فيه ترتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، وإنها دافعة إلى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل) مستندًا فى ذلك إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
                وقال فيه الكتاب المقدس على لسان موسى إنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18
                وقال فيه سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندًا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
                يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230: (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا).
                كما قال ماركوس Marcuse: (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقًا لا تكاد تنفك منه أبدًا ، هى التى أثرت أسوأ تأثير على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
                وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
                لقد صنع تاريخ المرأة رجالٌ كانوا يتخذون المرأة عدوًا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.
                وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
                كما كانت مخلوقًا ثانويًا وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
                فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سببًا فى خطيئة آدم، وسببًا فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيرًا عن هذه الخطيئة، فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
                فقد عانت المرأة الويلات من جراء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.
                وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيًا تحت وطأة الشعور بالخزى ، والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.
                وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:59 م.

                تعليق


                • #9
                  ونلخص وضع المرأة في الكتاب المُقدّس:
                  1- حكم الكتاب على المرأة بالتحرق الجنسى وفضل عدم الزواج منها ، وشجعها على العزوبية ، وشجع الرجل على إخصاء نفسه:
                  (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
                  (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
                  (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
                  (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال ، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
                  2- قضى على إنسانية المرأة،ولم يفتح أمامها بابًا للطلاق إلا عن طريق الزنى:
                  (ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟
                  3- وفرض عليها أن تتزوج أخى زوجها إذا مات زوجها:
                  (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)
                  4- ولم ينس الكتاب المقدس إذلال المرأة حتى يوم عرسها:
                  (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
                  5- إذا زنى رجلها دفعها الرب إلى العهر إنتقامًا منه:
                  (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)
                  6- عندما ينتقم الرب من النساء يعرى عورتهن:
                  (يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17
                  7- شبَّه الرب الكفر به أو الشرك بالمرأة العاهرة ، ولم يشبهه بالرجل:
                  اقرأ قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا (رمز للمدينتين السامرة وأورشليم) حزقيال 23: 1-21
                  8- كرَّمَ الكتاب المقدس نساء لعهارتهن:
                  فقد افتخر الكتاب المقدس بيهوديت التى زادها الرب بهاء ليزدان جمالها فى عيون من سيزنى بها ، أى يجملها الرب لعملية الزنى التى سوف تحدث ، أى صوروا الرب فى شكل قوَّاد. وكذلك كانت أستير. فلك أن تتخيل وجود سفرين فى الكتاب المقدس باسم عاهرتين!!
                  9- تتضاعف نجاسة المرأة بإنجابها الأنثى:
                  والمرأة التى تلد ذكرا فتكون نجسة سبعة أيام ، أما إذا ولدت أنثى فتكون نجسة لمدة أسبوعين (لاويين 12: 1-5)
                  10- المرأة الحائض والنَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه:
                  المرأة الحائض والنّفساء في التّوراة مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. (لاويين 15: 29-30)
                  11- المرأة تسبب شلالا للحياة اليومية:
                  كذلك المرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس (لاويين 15: 19-28) وبذلك أصبحت المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام
                  12- هانت المرأة عليهم فكان مهرها لا يساوى غير (غلفة ذكر رجل ميت):
                  (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25
                  13- من حق الأب أن يبيع ابنته:
                  (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
                  14- حليفة الشيطان وصاحبة آلام البشرية فى هذه الحياة:
                  (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 ، وصدقه الرب وتحامل على المرأة ، وجعلها وحدها صاحبة الخطيئة.
                  (وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
                  (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                  (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3
                  15- اعتبرها ليست من جنس البشر:
                  (لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل) كورنثوس الأولى 11: 8-9
                  لذلك قرر أحد المجمع ، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
                  وهذا هو السبب الذى جعل أكبر لاهوتى الكنيسة يدعون لإنعقاد مجمع باكون العالمى عام 586م لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
                  لذلك أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
                  (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)
                  16- المرأة نعجة وبقرة:
                  (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب النبى ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة، واعتدى على نعجة الرجل الفقير، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
                  بل وصفوا مريم عليها السلام أشرف نساء العالمين بأنها نعجة ، لأن امرأة الخروف لا تكون إلا نعجة: («هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَروفِ».) رؤيا يوحنا 21: 9 ، والخروف هنا هو رب الأرباب وملك الملوك: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَروفَ، والْخَروفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،) رؤيا يوحنا 17: 14
                  17- المرأة كلبة:
                  (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
                  18- المرأة شُبِّهَت بالحذاء:
                  اقرأ تثنية 25: 5-10 (مخلوع النعل)
                  19- المرأة أغبى من الدواب: لا تفهم ، وعليها ألا تناقش:
                  ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو ، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
                  20- إله المحبة أمر بقتلها فى الحروب:
                  ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                  (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
                  21- إله المحبة أمر بشق بطون الحوامل فى الحروب:
                  (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                  22- ملاك الرب يسمِّى المرأة (الشرّ):
                  (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) (زكريا 5: 8)
                  ويقول مفكرو الحضارة الغربية المسيحية ، الذين ينادون بحرية المرأة ، ومنهم فيكتور هوجو: المرأة لعبتها الرجل والشيطان لعبته المرأة
                  ويقول المفكر والأديب والفيلسوف والشاعر الألمانى جوته:
                  - عندما تخطو نحو بيت الشيطان خطوة تكون المرأة قد سبقت إليه بألف خطوة
                  - المرأة باب من جهنم
                  - تعلمت المرأة من الحية الرقص والغدر وطول اللسان
                  - المرأة حيوان شعره طويل وتفكيره قصير
                  - الشيطان أستاذ الرجل .. وتلميذ المرأة
                  - المرأة في أرقى المخيمات كما في أدناها ليست إلا أداة للمتعة!
                  - خلقت المرأة ليس إلا مجرد خادمة وإناء يطبخ به الأطفال
                  هل تعرف ماذا كان حال المرأة فى أوروبا .. في أثناء القرنين الماضيين؟
                  * كان القانون الإنجليزي حتى القرن الـ19يبيح للرجل بيع زوجته!
                  * نالت المرأة حقها في البيع والشراء بنفسها دون الحاجة لكتابة اسم زوجها الوصي عليها في العقود التجارية عام 1870م
                  * حق المرأة المتزوجة في التملك أخذته بعد النصف الثاني من القرن الـ19
                  * المرأة في فرنسا إلى الآن لا يسمح لها بالترشيح للرئاسة .

                  عزيزتى فيبى عبد المسيح،
                  عزيزى القمص زكريا بطرس،
                  عزيزى المسيحى:
                  لك كل الحق أن تقول إن المرأة المسيحية التى عاشت فى كنف الدولة الإسلامية وارتقت سلم المجد داخل إطار المجتمع الإسلامى عاشت حرة ، وارتقت سلم المجد الذى رفعها من كونها ابنة يحق لأبيها بيعها كعبدة أو مثل البعير إلى إنسانة كاملة الأهلية مثلها مثل الرجل!!
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:59 م.

                  تعليق


                  • #10
                    وختامه مسك!!
                    رأى الإسلام فى الأنثى وولادتها:
                    لم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشراً ، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها ، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى ، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود ، فكرمها بنتًا وأمًا وزوجة وأختًا. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم ، امرأة.
                    وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة ، والرجال يخدمونها ، والذكور يعبِّدونها ، ويعملون من أجلها، والأرض مؤنثة، ومنها خلق آدم، وخلقت البرية، وفيها كثرت الذرية، وأُمِروا بتعميرها، والحفاظ عليها، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها، والسماء مؤنثة،وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان، وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة، ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون.
                    انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتًا:
                    عن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي  يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني
                    وعن أبي هريرة أن رسول الله  قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة. قلنا: وبنتين؟ قال: وبنتين. قلنا: وواحدة؟ قال: وواحدة) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)
                    ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط ، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مصير من أدب جاريته وأحسن إليها: (عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله : من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخارى ج: 2 ص: 899
                    فهذا شرف لم يعطيه الله للأب الذى أنجب ولداً!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!
                    تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسه ، سواء أكانت ماسًا أصليًا أو زجاجًا مصقولاً ، هى عادة استوردت من الشرق ، ويمارسها الناس كل يوم ، ولا يعرفون لها مصدرًا.)
                    فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهم على الآخر، ولكن تبعًا لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتمامًا ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها ، بل جعلها تاجًا على رؤوس الرجال والمجتمع ، كما فعل الإسلام.
                    فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبدًا .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.
                    فجاء الإسلام ليقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 228
                    وجاء ليقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء 19
                    وجاء ليقول: (فَلا تَعْضُلوهُنَّ) البقرة 232
                    وجاء ليقول: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) البقرة 236
                    وجاء ليقول: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6
                    وجاء ليقول: (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) الطلاق 6
                    وجاء ليقول: (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة) النساء 24
                    وجاء ليقول: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ) النساء 7
                    وجاء ليقول: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) النساء 32
                    وجاء ليقول: (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم) النور 33
                    وجاء ليقول: (وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ) البقرة 187
                    وجاء ليقول: (هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) هود 78
                    وجاء ليقول: (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) النساء 34
                    وجاء ليقول: (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً) النساء 19
                    وجاء ليقول: (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن) النساء 19
                    وجاء ليقول: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة 229
                    وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل  من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة" .. وكان يؤتى  بالهدية ، فيقول: "اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة".
                    وهو القائل : (استوصوابالنساء خيرًا)
                    وهو القائل : (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر)
                    وهو القائل : (إنما النساء شقائق الرجال)
                    وهو القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
                    وهو القائل : (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)
                    وهو القائل : (أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك)
                    وهو القائل : (من سعادة بن آدم المرأة الصالحة)
                    وهو القائل: (وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك)
                    ومن هديه: (عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله  من إناء واحد)
                    ومن مشكاته : (أن امرأة قالت يا رسول الله صل على وعلى زوجى فقال  صلى الله عليك وعلى زوجك)
                    وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي للمرأة من العبودية ، بل جعل حقوقها جزءًا من كيان الدين نفسه وشطرًا من الحقوق العامة للإنسان قبل أن يشرعها الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان. حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 (أى فى القرن العشرين).
                    ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما أعطاها الحياة نفسها بكل شرف وعزة وإباء ، وجعلها شريكة له فى كل أمور الحياة السياسية والإجتماعية، وراعى الناحية النفسية والأنثوية والجنسية لها. وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أوضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها:
                    1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تولد ، فجعلها الله خليفة فى الأرض، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30
                    2- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل فى الأصل والنشأة: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
                    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1
                    وقال : (إنما النساء شقائق الرجال)
                    3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة على السواء شكر الله عليها ، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21
                    4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية ، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49
                    5- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71
                    6- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الإعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59
                    (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140
                    7- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتل للبشر جميعاً ، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل ، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32
                    8- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن) الطلاق 6
                    9- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)
                    10- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة؛ فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال  (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)
                    11- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق 6
                    12- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 233
                    13- حفظ الإسلام حق المرأة طفلةً بأن جعل الأب يعق عنها مثل الذكر: وقد اختلف الفقهاء فى قدرها، فذهب جماعة إلى أنها شاتان عن الذكر، وشاة عن الأنثى.
                    ورأى آخرون ـ ومنهم الإمام مالك ـ أنها شاة عن الذكر والأنثى ، مستدلاً بحديث رواه ابن عباس: أن رسول الله  عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً.
                    14- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
                    15- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ)
                    16- حفظها الإسلام نفسياً ومعنوياً وإجتماعياً بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)النساء 36
                    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ  وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 7-9
                    (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل 90-91
                    (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا  وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا  إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا  وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً  وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً  كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) الإسراء 22-40
                    17- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن ، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
                    (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10
                    18- حفظ الإسلام حق المرأة بأن طلب إلى المؤمنين أدباً سامياً فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن،وبعدًا بها عن مواطن الزلل والفتنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور 27-28
                    19- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19
                    20- حفظ الإسلام أيضاً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى  فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]
                    21- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها: قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)
                    وقال : (من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة)
                    22- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال : (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوفاً فى نفسها ولا ماله)
                    23- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها: قال : (الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة).
                    24- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها ، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟ وقال : (الجنة تحت أقدام الأمهات)
                    فقد روى أن رجلاً جاء إلى النبى  فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال : (الزمها ، فإن الجنة تحت رجلها).
                    25- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة ، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران ، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36 ، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20
                    وعندما أدان شخصاً بمفرده ، أدان آدم فقط ، فقال تعالى:(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120
                    26- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيباً فى الميراث ، بعد أن كات جزءاً منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7
                    فقرر نصيباً لها فى الميراث باعتبارها زوجة، وباعتبارها بنتًا، وباعتبارها أمًا، وباعتبارها أختًا.
                    (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12
                    27- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأن توكل غيرها ، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك.
                    28- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم ، فأقر أهليتها الكاملة ، مانحاً إياها حق الولاية على مالها وشئونها.
                    29- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) غافر 40، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
                    30- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله  (لا تنكح الأيم حتى تستأمر) وقوله: (ليس للولى مع الثيِّب أمر)
                    وفى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة ، وكانت ثيباً! فأتت الرسول  ، فردَّ نكاحها.
                    31- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله  (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)
                    وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن جارية بكراً أتت النبى  ، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى .
                    وجاءت فتاة إلى النبى  فقالت: إن أبى زوجنى ابن أخى ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.
                    فقالت: قد أجزتُ ما صنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء.
                    32- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها ، وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) النساء 24
                    33- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة ، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله  (أقبل الحديقة وطلقها)
                    34- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241
                    35- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) النساء 12
                    36- حفظ الإسلام حق المرأة في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) الأحزاب 49
                    37- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) الأنفال 41
                    وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) الحشر 7
                    وجعل لها في القسمة نصيباً (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين فارزُقُوهُم مِنْهُ) النساء 8
                    وجعل لها في النفقة نصيباً (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) البقرة 215
                    38- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر
                    39- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور 30
                    40- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النور 4
                    41- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت أماً ، أوجب لها الإحسان ، والبر ، وحذر من كلمة أف في حقها ، بل جعل دخول الجنة متوقفاً على رضاها.
                    42- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6
                    43- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى
                    44- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12
                    45- حفظ الإسلام حق المرأة في الإجارة: فقد أجارت أم هانىء رجلاً من المشركين فى بيتها، أراد على أن يقتله بناءً على أوامر رسول الله ، ولم تكن تعرف أن الرسول  قد أباح دمه. فذهبت واشتكت ذلك للرسول  ، فقال لها: (قد أجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء).
                    46- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلال السياسى بشخصيتها ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندما رأست وفد النساء لمبايعة الرسول .
                    وإذا علمت أن التى روت هذا الحديث هى أميمة بنت رقيَّة ؛ لا يبعد أن تلمح على وجهها هى الأخرى دلائل: (سكرتيرة الحركة النسائية)
                    فقال : (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)
                    فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟
                    فقال : (ولا تسرقن)
                    فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فما أدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضراً ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـ فهو لك حلال. فضحك رسول الله  ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة!)
                    قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا الله عنك.
                    فقال : (ولا تزنين!)
                    فقالت: أو تزنى الحرة؟
                    فقال: (ولا تقتلن أولادكن)
                    فقالت: ربيناهم صغاراً ، وقتلتهم كباراً. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة وقد قتل يوم بدر) فضحك عمر ـ وكان حاضراً ـ حتى استلقى على ظهره! وتبسم رسول الله .
                    فقال: (ولا تأتين ببهتان!)
                    فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق!
                    فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)
                    فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا ، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.
                    فانظر إلى هذه الظاهرة العظيمة: ظاهرة حرية المرأة فى نقاشها ، وحوارها للنبى ! حرية لا يحلم بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية!!
                    ولعلك فهمت من مبايعة النبى  للنساء مبايعة مستقلة عن الرجل، أن الإسلام يعتبرهن مسئولات عن أنفسهن مسئولية خاصة مستقلة عن مسئولية الرجل!
                    فقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول  على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم "البيعة".
                    وقد روى فى الصحيحين أن النساء اجتمعن مرة ، وقلن للرسول : (غلبنا الرجال! فاجعل لنا يوماً من تلقاء نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن)
                    ولا تعوزك الآيات الصريحة التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10
                    (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11
                    فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليها صلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه ؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله! الأمر الذى جعل الله أن يوجه اللوم لآدم وحواء على ذنبيهما.
                    47- حفظ الإسلام لرأى المرأة وضمن لها الحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شأن زواجها وأولادها: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)) المجادلة 1-4
                    هذه الآيات الأربع نزلت فى حادثة بين أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة. قال لها: أنت علىّ كظهر أمى.
                    وما برحت حتى نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم ، وتبكتهم ، وتضع طريقاً للخلاص من الظهار ، وتبين أنه ليس طلاقاً ولا موجبا للفرقة.
                    وانظر بعد ذلك كيف جعل القرآن مجادلة المرأة للرسول  قرآناً يُتلى إلى يوم الدين ، وجعله تشريعاً عاماً خالداً.
                    فآيات الظهار وأحكامه فى الشريعة الإسلامية ، وفى القرآن الكريم لأثر من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة تلمح فيها على مر العصور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، وأن الإسلام لا يراها مخلوقة تُقاد بفكر الرجل ورأيه ، وإنما لها رأيها. ولرأيها قيمة قيمته فى بناء المجتمع المسلم ، بل وفى التشريع الإسلامى.
                    48- حفظ الإسلام حق المرأة فى مناقشة الحاكم ومراجعته فيما يخالف أوامر الله:
                    وعلى هذا المبدأ ـ وهو مبدأ احترام رأى المرأة وأن لها حقها فى التفكير وإبداء الرأى ـ قبل عمر بن الخطاب نقدها إياه ـ وهو خليفة المسلمين ـ وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها ، وعاد على نفسه باللائمة!!
                    49- جعل لها الحق فى المشاركة فى نصرة دين الله:
                    فتركها تطبب المجاهدين وتسقيهم، وفرض عليها الجهاد بكل ما تملك وقت غزو الأعداء على الدولة المسلمة. وكان يقرع الرسول  بين نسائه إذا أراد أن يغزو أو يحج. وكان  يعطى المرأة من الغنائم. وكان يبيح قتل المرأة إذا كان لها فى قوة العدو رأى. وقد ذكر رجال الحديث أن جملة من لم يؤمنهم النبى  يوم الفتح أربعة عشر ، منهم ستاً من النساء.
                    وهذا اعتراف من الإسلام أن هناك من النساء من لها من قوة الرأى والقوة السياسية ما يجعلها تساوى عدة رجال!!
                    50- حفظ الإسلام حق المرأة فى حفاظه على إنسانيتها وقت حيضها، فلم يجعلها تتسبب فى نجاسة كل ما تلمسه ، بل جعل زوجها يتمتع بها وتتمتع به ، دون الجماع.
                    51- كرَّمَ الإسلام المرأة بأن سمَّى سورة باسم النساء الكبرى ، وسورة باسم النساء الصغرى (المشهورة بسورة الطلاق) ، وسورة باسم مريم .
                    52- سجل القرآن للمرأة قوة فراستها: حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ما شيتهما. وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوس ودخائلها ، إلى إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!
                    (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص26
                    53- سجل القرآن للمرأة حسن حيلتها: وكيف أنقذت بحسن هذه الحيلة طفلاً من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص 12
                    54- سجل القرآن للمرأة ذكاءها وبعد نظرها: فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيا حقا لم تصادف هديتنا مكاناً فى قلبه ، ولم تَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن ، فسوف يفرح بها ، ويعرض عن قتالنا!!
                    (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35
                    وقد كان لها ما قدره بعد نظرها وعلمها بالأمم الأخرى ، وإلمامها بشىء من أديان وحضارات الشعوب الأخرى: ( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) النمل 36-37
                    55- سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى ، وعدم الإستبداد بالرأى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 29-34
                    انظر إلى الآيات التى تصور حصافة رأى المرأة ، وسبرها لغور النفوس ، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباع والأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم ، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.
                    يصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال ، حتى ولو كانوا من كبار رجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة ، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهم عقلاً وحكمة وعلماً وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور.
                    56- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الدماء: وقد يكون هذا من أهم مظاهر التسوية بين الذكر والأنثى فى الحقوق البشرية المشتركة بينهما: فقد قررت أن يقتل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل.
                    (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المائدة 45
                    (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179
                    57- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى اللعان: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُ عَنْهَاالْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 4-9
                    58- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الشهادة: فهناك حالات لا تُقبل فيها إلا شهادة المرأة دون الرجل ، وهى القضايا التى لم تجر العادة باطلاع الرجال على موضوعاتها ، كالولادة والبكارة ، وعيوب النساء فى المواضع الباطنة.
                    وهناك شهادة الرجل وحده ، وهى القضايا التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة ، ولا تقوى على تحملها بما أودع فيها من عاطفة الرحمة والحياة ، وذلك كالحدود والقصاص.
                    ومع ذلك فقد رأوا قبول شهاداتها فى الدماء ، إذا تعيَّنت طريقاً لثبوت الحق ، وذلك فيما إذا وقعت الجريمة فى مكان ليس به إلا النساء. ومن القضايا ما تقبل فيها شهاداتهما معاً ، وهى القضايا التى ليس موضوعها من أحد النوعين السابقين.
                    59- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (كسر عظم الميت ككسره حيا)
                    60- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)
                    61- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35
                    (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97
                    (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
                    (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124
                    (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
                    (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72
                    (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5
                    (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد12
                    62- حفظ حق المرأة فى أن ربطها بالسعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة:
                    إن القرآن ربط بين السعادتين ، وجعل سعادة الدنيا وسيلة لسعادة الآخرة. (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) الإسراء 72
                    وجعل الجنة تحت أقدامها ، ودخولها يتوقف على رضاء الأم على أبنائها من الرجال والنساء. وجعل عقوبة عقوق الوالدين تُعجل فى الدنيا قبل الآخرة. وجعل الأم من أحق الناس بحسن صحابة المرء.
                    فلم ينتقص الإسلام حق المرأة، أو يُهنْهَا، بل على النقيض من ذلك ، فقد رفع شأنها، وحسبنا أن نعرف أن الله خَلَّدَهُا فى كتابه الكريم، وجعل لها ثلاث سور من القرآن الكريم، وهما سورة النساء وسورة مريم، وسورة الطلاق، وليس هناك سورة باسم الرجال.
                    بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات ، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان، والمرأة التى لا تريد الإقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.
                    بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة ، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد(والله يسمع تحاوركما)المجادلة 1 وقرر رأيها ، وجعله تشريعًا عامًّا خالدًا.. فكانت سورة المجادلة أثرًا من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ، ينعم الرجل بشم رائحتها ، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، وللرأى قيمته ووزنه.
                    وكان النبى  يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش ، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.
                    وقال : (النساء شقائق الرجال) ، أى جزء أو شق منهم.
                    وقال : (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة ، وكان له أجر المجاهدين صائمًا قائمًا.)
                    وقال : (خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائى).
                    وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم، فقد قال  عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج، إذا حاولت أن تقيمه كسرته ، فسايسوهن تستمتعوا بهن).
                    وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: (قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله ، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي  فقالت له: (يا رسول الله ، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).
                    جاء رجل إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
                    وقال : (إذا صلت المرأة خَمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها ، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)
                    ويكفى النساء المسلمات شرفاً على الرجال أن أول من آمن بالرسول  هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.
                    وقال : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، وخياركم لنسائهم خلقاً)
                    وقال : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلى ، ما أكرم النساء إلا كريم ، وما أهانهنَّ إلا لئيم)
                    قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:
                    الرب يرسل ملاكه ليسب المرأة ويُكمِّم فمها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
                    (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
                    (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
                    (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
                    (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
                    ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
                    أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
                    وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
                    لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
                    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
                    أما شبهاتكم عن المرأة فى الإسلام ، فقد رددت عليها فى مناظرتى مع القمص مرقس عزيز خليل.


                    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                    وقل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

                    علاء أبو بكر
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:58 م.

                    تعليق


                    • #11
                      جزاكم الله خيرًا استاذنا الفاضل
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 5 نوف, 2020, 06:58 م.
                      التوحيد للرد على الإلحاد والمذاهب الفكرية
                      http://www.eltwhed.com/vb
                      الجامع للرد على النصارى
                      http://www.aljame3.net/ib/

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                      ردود 0
                      22 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                      ردود 0
                      24 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة زين الراكعين  
                      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                      ردود 0
                      56 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة زين الراكعين  
                      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                      ردود 3
                      44 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة زين الراكعين  
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                      ردود 0
                      15 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      يعمل...
                      X