رد الشبهات عن قول الله تعالى عن اليهود: " وقالت اليهود عزير ابن الله"

هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ ابنُ الله – حوار بين دكتور أمير ومُحاوِر مسيحي

هل قالت اليهود أن عزير ابن الله

 

في حوار تم على منتديات حراس العقيدة بين الدكتور أمير عبدالله وبين محاور مسيحي، بدأ المعترض الحوار بالنفي الجازم كجواب منه على سؤاله: هل قالت اليهود عزير ابن الله؟ : فأكد أن اليهود طوال تاريخهم لم يقولوا عن شخصٍ اسمه ” عزير ” بأنه ابن الله.

لنترك الحكم للقارئ و ننتقل إلى ما أعتبره خاطئ في القرآن
و لنبدأ في الآية 30 من سورة التوبة :-
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ

هذه الآية فيها ثلاثة أخطاء واضحين و تحوي إفتراءا على اليهود و النصارى و المسيحين… لماذا ؟
هل قالت اليهود أن عزير إبن ألله ؟
أو أن المسيحين هم نفسهم لنصارى ؟
أم هل قالت النصارى أن المسيح هو ابن ألله ؟
الجواب على كل هذه الأسئلة هو بالتأكيد لا
.
للتوضيح سنشرح أو لنقل نفسر سؤال سؤال :-
هل قالت اليهود أن عزير ابن ألله ؟
الجواب بالتأكيد لا … فاليهود طوال تاريخهم لم يقولوا أن شخصاً اسمه ” عزير ” بأنه ابن الله !!؟؟؟

ولا نقرأ في اي فترة او حقبة من تاريخ اليهودية بأنهم قد قالوا يوماً بأن عزير ابن الله ..
او انهم اتخذوه الهاً يعبد .. او انهم عبدوا شخصاً باعتباره ابن الله !!!
لا نجد هذا لا في التوراة .. ولا في كل كتب العهد القديم !
ولا نجد اي اتهام لهم في الانجيل ولا في كتابات الاباء او تقليد الكنيسة ..!
كما لا يوجد اثراً لهذه العقيدة في تراثيات الديانة اليهودية وكتب تقاليدهم كالتلمود والجمارا والمشنا وغيرها ..
انما نجد بأنهم يؤمنون بالتوحيد المطلق

مِن كلامِكَ أعْلاهُ فأنت ترى اتِّهام القرآن للطوائِف الثلاثة :

1- اليهود (وعِنْدَك تقول : لم يقُل اليهود عزيرٌ بن الله !!)
2- المسيحيين ( هم أتباع المسيح الحق ولا يُسمّون بالنصارى ) ؟!!!
3- النصارى ( وعِنْدَك تقول : أنه لقَب يخُص هراطقة القرون الأولى وهم لم يقولوا عن المسيحِِ : ابن الله !!)

إذاً لدْيْنا ثلاث مواضيع
وسنُناقِشهُم موْضوعاً موْضوعاً
[highlight color=”red”]ونبْدأ بالموْضوعِ الأول وهو عِنْوانُ هذا الشريط :
هل قالت اليهود أن عزير ابن الله ؟!!!
[/highlight]

بِمُراجَعَةِ النِّّقاطِ التي أخذْتها أنتَ على هذه الآيةِ الكريمة، نجِد أنه يُمكِن الخروج بالإعْتراضاتِ التالية :

1- ترى أنتَ اليقين والجزْم التام أن اليهود لم يقولوا عزير ابن الله ..!!
2- ترى أنتَ خطأ القُرآن حيْثُ كما تقولُ يرى “أن عزَيْر إلهاً يُعْبَد ” ..!!!
3- كيفَ يزْعُم القرآن ذلِكَ والتوراتةُ والإنْجيلُ كلاهُما لم يتطرّقا بالمرّةِ إلى أنّ عزير ابن الله؟!!!
4- كيْفَ يقول القرآن ذلِكَ واليهود في الإسْكَنْدَرِيّة أو في أورشاليم أو في بابِل جميعُهُم لم يذْكُر آباء الكنيسةِ في تاريخِهِم شيْئاً عنهم وهذا المُعْتَقد ؟!!فكيْفَ يقول القرآن ذلِكَ عن طوائِفِ اليهود ؟!!!
5- كيْفَ يقول القرآن ذلِكَ ولا يوجَد أثَر في التاريِخِ أو معْتَقَد لـ “ابن الله” في الفِكْر والتُّراثِ اليهودي ؟!!
6- ثُمّ كيْفَ يدّعي القرآن ذلِكَ و اليهود عبْرَ تاريخِهِم معروفون بالتوْحيد المُطْلَق ؟!!

ثّمّ بعْدَ كُلِّ ما سبَقَ من الإعْتِراضاتِ السِّتّةِ .. تَخْرُج بِنَتيجة :
7- فتقول : ” ثلاثة أخطاء واضحين و تحوي إفتراءا على اليهود و…… “الفاضِل مُحاوِر مسيحي … إن كُنْتُ أحْسَنتُ قِراءةَ اعْتِراضاتِكَ فقل نعَم . لنبْدأ الحِوار من قاعِدْ مُشْتَرَكة … وإن لا .. فأعِد التوْضيح .
وكان جوابه:
نعم … فلتبدأ على بركة الله
العزّّةُ لله ولدينِ الله .. في كلِّ مرّة يُسلِّط الإسْلام الضوْءَ على قضِيّةٍ، يكونُ فيها من الحِكْمَةِ والعِظات ما خفِيَ وغاب وأراد الإسْلامُ أن يجلِّيها، مما يجْعل النصْراني المُمْتلىء بالشُّبهات، ياتي ويُهرْوِل مُسْتبِقاً الأحداث، مُسْتَهْتِراً باللهِ عزّ وجل، وبكِتابِه، وبرسولِهِ، مُلْقِياً شُبْهَتَهُ وظانّاً أنهُ أوتِيَ اليقين. ولكِن الله يسْتدْرِجُهُ من حيْثُ لا يشْعُر “وأُُمْلي لهُم إنّ كيْدي متين “. وهكذا حتى يبدأ حِوارَ حقٍ لا باطِلَ فيه. قال تعالى “وما ينْطِقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى

سيكونُ الرد على النقاطِ التالِية :

1- كيف يوقن المسيحي من شيءٍ لا يعْرِف عنهُ شيْئاً أصْلاً؟!!!
2- هل قال القرآن أن مراد اليهودُ بِالبُنُوّةِ أن ” عزَيْر إلهاً يُعْبَد ” ؟!!
3- هل قال القرآن الكريم أن هذا مذْكورٌ في التوْراة أو كتابات العهد القديم ؟!!!!
4- هل قالَ أحَدٌ مِن أمّةِ الإسْلام أن جميعَ اليهودِ قالوا ذلِك ؟!.. أم أنّهُ طائِفَة مِنْهُم ؟!!
5- هل لا يوجَد أثَر أو مُعْتَقَد لـ “ابن الله” في الفِكْر اليهودي ؟!!
6- هل آمَن اليهود عبْرَ تاريخِهِم بالتوْحيد المُطْلَق ؟!!

ثّمّ بعْدَ كُلِّ ما سبَقَ من مغالطات ..نُنْهي بِرَدِّ نقْتَبِسُهُ مِن :
7- علماء تاريخ اليهود … على المُحاوِر المسيحي، الذي يقول:
ثلاثة أخطاء واضحين و تحوي إفتراءا على اليهود و…… “

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

كيف يوقن المسيحي من شيءٍ لا يعْرِف عنهُ شيْئاً أْصْلاً؟!!!

ترى أنتَ اليقين والجزْم التام أن اليهود لم يقولوا عزَيْر ابن الله ..!!

الفاضِل محاور مسيحي – هداكَ الله إلى الحق – أي تأكيدٍ وأيُّ يقينٍ هذا، وأنت لا تعْرِف أساساً شيء عن عزَْير هذا، فتاريخُ عزيْر هو أكْبَر تاريخ أعيى المُفسِّرين والمؤرِّخين، وآباء الكنيسةَ في إبْهامِهِ، وغموضِهِ وعدم معْرِفَتِهِم عنهُ شيْئاً إلا قشور القشور . لا يعْرِفون إسْمَه، أو مَن هو، ولا متى عاش، أو كيْفَ مات، ولا تاريخَه وأعمْالَه … !!!!!
ثم في الآخِر وبكل بساطة تمحو ما سبَقَ بجَرّة قلم . وجمْلَة غير مسْؤولة فتقول:
” بالتأكيد ” . .. أي تأكيد يا رجل يا طيبِّ ؟!!!

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

(1)

أيُّ تأكيدٍ ويقين وأنتُم لا تعْرِفون من هوَ عزيْر ؟!!

 

1) أهو عِزرا الكاتِب .؟!!
2) أم هو إسْدِراس ..؟!!
3) أم ربّما هو ملاخـــي .؟!!!
4) هل أصْلُ الإسْم هو عزارْياهو ..؟!!
5) أم هل أصْلُ الإسْم هو عزاريل؟!!
6) أو أصْل الإسْم هو عزارياه.؟!!!
7) أم أنّ أصْل الإسْم هو عزير وصدق القرآن الكريم ؟!!!!

فهل عرف اليهود العرب من يُسمى عزرا؟ … ولماذا يرفض النصارى إسم عُزير؟!!

يرفض النصارى إسم عُزير لأنه ذُكر في القرآن الكريم، ويفرحون ويتغنون بالإسم عزرا. بل ويقولون لم يوجد شخص إسمه عزير.  فضْلاً عن أن يزْعُمَ القرآن أن اليهود قالوا أن عزير ابن الله .!!
قال لكم كتابكم: فتشوا الكتب…. لو كانت القضية هي إختلاف بين القرآن والتوراة فقط، لكان لكل مُكابر بعض الحق وليس كل الحق في ان يدعي ما يقول. ولكن المصيبة والطامة الكبرى أن النصارى لا يعْلَمونَ مدى التناقُض في التاريخِ التوراتي الإنجيلي الواضح بالنسبة لإسم عزرا.!

1- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل هو … عزرا أم إسدراس؟

 

الإسم العبري عزرا ليس هو الإسم الأصلي الذي ورد في المخطوطات التوراتية وكتابات الآباء وإنما هو تحريف للإسم من الأصل اليوناني واللاتيني إسداراس وإسدرام . كما هو مذكور في كتاب إسدراس الأول والثاني والثالث والرابع (1).
الإسم العبري عزرا ليس هو الإسم الأصلي الذي ورد في المخطوطات التوراتية وكتابات الآباء وإنما هو تحريف للإسم من الأصل اليوناني واللاتيني إسداراس وإسدرام
الإسم العبري عزرا ليس هو الإسم الأصلي الذي ورد في المخطوطات التوراتية وكتابات الآباء وإنما هو تحريف للإسم من الأصل اليوناني واللاتيني إسداراس وإسدرام
الفارِقُ ليْسَ مجرّد إخْتِلاف ترْجَمة … بل في عِلْمِ أصل الكلماتِ فإن أصلَ الإسْمِ إسدراس هو : ( الله يساعد ) …. بينما عِزرا مشْتَقّة من “المساعِد” ، وهذه النّقْطَةُ الأولى. في زمانٍ من الأزْمِنَةِ كان يُطْلَقُ على عزير اسم ” الله المُعين ، أو الله يعين، أو اللهُ يساعِد” … وبعْدَ ذلكَ وما هو في كتُبِ نصارى اليوم صار يُطْلَقُ عليْهِ فقط “المُساعِد ” .. وذلِكَ مشتق من الإسم العبري ezer … ويعني ( المساعد والناصر )….
وشتان ما بين (المساعد ) و (الله يساعد) ……

2- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل هو .. عِْزرا أم عزير ؟!!..

الإسْم عِزْرا Ezra ليْسَ هو أصْل الإسْم بل هو إسْم تم اشتقاقه من الأصل: عِزير Ezer . ليْسَ هذا فحسْب بل إن الإسْم عِزْرا مؤنّث، وهو شكل من اشكال كتابة الاسم وفي نهايته حرف: “أ” او في نهاية الكلمة حرف: “هـ” بينما عِزير مُذكّر !.  إذاً الأصْوب هو التعْريبُ القُرآني .. وإعادةُ الإسمِ إلى أصْلِه المُذكّر ..

 

أهذا هو اليقين يا أسْتاذنا الكريم ؟!!
شتان ما بين (الذكر والانْثى ) و بين (عزرا وعزير) …..

عزرا اسم انثى والمذكر منه عزير
عزرا اسم انثى والمذكر منه عزير

 

كم من الأسماء ضاعت وكم من الشخصيات تبدلت وكم من المعاني تحرفت وخرجت عن معناها، ويكفيكم يا سادة ما يعرضه هذا الرابط من الموسوعة الكاثوليكية من الإختلاف الذي طال إسم أم إلهكم أيضاً، و لا يعنيني أنا أم إله النصارى، وتحريف إسمها ولكن يعني ويهتم به كل باحث عن الحقيقة، فضْلاً عهن أن يتكلّم بعْد ذلِكَ أحدٌ بيقين ..!!

3- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل أصْلُ الإسْمِ .. عِْزرا أم عزارياهو ؟!!!

كما أسلفنا أعلاه فقد عرفنا أن أصْلَ الإسم عزرا مُشتق من الإسم Ezer بمعنى (المساعدة -النصرة) … لكِن اليهود يُفاجِئونا بمعْلومةٍ أخْرى عن الإسْم عِزْرا .. فيقولون … أن الإسْم هو تطوُّر لاحِق لحالِهِ الذي كان عليْهِ قديماً … فيقولون .. ” ربما أن الإسْم عِزْرا هو اختِصار من الإسْم عزارياهو ” … (2)

The name, probably an abbreviation of “Azaryahu” (God helps) …!!!

الاسم عزرا ربما كان اختصار لعزارياهو اي الرب يعين
الاسم عزرا ربما كان اختصار لعزارياهو اي الرب يعين

أي يقينٍ؟! إن كان الترجيحُ حتى في الإسْم ..!!
إذاً الإسْم اختِصار لِعزارياهو والذي معناه ( الله يساعد، الله ينصر ) ..!!

( الله يساعد ) ….. عزار (يساعد ) + ياه (الله ) …. = عزاريا (الله يساعد) وهذا هو نفسه مايقوله قاموس أصل الكلمات (3):
( الله يساعد ) ..... عزار (يساعد ) + ياه (الله ) .... = عزاريا (الله يساعد) وهذا هو نفسه مايقوله قاموس أصل الكلمات (3)
( الله يساعد ) ….. عزار (يساعد ) + ياه (الله ) …. = عزاريا (الله يساعد) وهذا هو نفسه مايقوله قاموس أصل الكلمات (3)
ماهذا التخبط يا سادة :
أين اليقين يا محاوِرَنا الكريم؟!!

4- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل أصْلُ الإسْمِ .. عِْزرا أم عزاريل؟!!

مرة أخرى وقد عرفنا أن الإسم الحقيقي لعزرا , مِن المُحْتَمَلِ أنّهُ كان اختِصار مِن ( الله يساعد )، وبالتالي فإن كان عزارياهو معناه ( الله يساعد ) فإن عزرايل أيضاً معناها ( الله يساعد )
عزار (يساعد ) + إيل (الله ) …. = عزاريل (الله يساعد)
وذلِكَ من قاموس Strong’s Concordance , على هذا الرابِط (4)
عزرايل أيضاً معناها ( الله يساعد ) `Azar'el from '`azar' and ''el' God has helped
عزرايل أيضاً معناها ( الله يساعد ) `Azar’el from ‘`azar’ and ”el’ God has helped

`Azar’el from ‘`azar’ and ”el’ God has helped

إذاً عزْرائيل .. لم يكُن في الحقيقةِ إسْم ملاك الموت …
بل هو اسْم عِزْرا والذي غلب الموت وصارَ ملاكاً، وصعد إلى السماء حيّاً … .!!

ولم يعرف اليهود ملاك الموت بإسم عزرائيل إلا منْذُ القرن الميلادي السابع. بيْنما لمْ يصِلْنا ما يدُلُّ أنه كان متعارفاً عليه بِذلِكَ الإسْم بين أوساط اليهود قبل هذا القرن. فلا يوجد أي مخطوطة أو كتابات تلمودية أشارت إلى ان عزرائيل معروف بهذا الإسم قبل ذلك القرن. بل إن أول ظهور له كان في كتابات تعود للقرن السابع، ليبدأ كإسم لملك الموت !
وأغلب الظن أنه كانَ نتيجةَ شطط في إسم عزرايِل الكاهن أو عزاريا …
حتى وصل بعد تحريفهم وتقديسهم له إلى انه ملاك الموت …..
بل إن عبادة عزرا، تأخذ اليوم أشكالًا حديثة، فبين يدينا الآن موقع للباحِثَة الكاتبة شيلا إليزابيث، والتي تعمل فيه على اثبات أن عزرا هو عزراييل … ولا تكتفي بذلك بل يبدو أنها تتعبد فيه، وتبدأ ديانة جديدة، من الإيمان بالتناسخ.  والتي تدعونا إلى الإنضمام لدينها ومعبودها عزراييل (عزرا الكاتب).
إذن، يبدو أن عبادة عزرا مازالت موجودة، وتتناسخُها الأجيال مع بعْض التغيير والتجْديد. وهكذا فقد تطور الوضع يا سادة وأصبح عزرا هو عزرايل ملاك الموت. وبدلاً من أن يكون ابن الله فقد أصبح الإله نفسه لهذه الجماعة التي نادت بتعاليمها عبر الإنترنت ..!! وهكذا فإنه لا يبعد على من اتخذوا في عبادة عزرا الوانا متعددة من العبادات ان يكون اسلافهم من اليهود قد قالوا أن عزير ابن الله.

5- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل أصْلُ الإسْمِ .. عِْزرا أم شالئتيل؟!!

وأي يقين او نفي بأن اليهود لم يقولوا أن عزير ابن الله، وانتم لا تعرفون من تاريخه الكثير من اسماءه التي عُرِف بها بين طوائف اليهود القدماء. فإذا سألنا من شالئتيل هذا؟ لتقعرت الأفواه من غرابة الاسم، في حين نقْرأ من ال NIV هذه الفقرة الأولى من الإصْحاح الثالث لسِفْر عِزْرا الأبوكريفي :
In the thirtieth year after the destruction of our city, I Salathiel, who am also Ezra, was in Babylon. I was troubled as I lay on my bed, and my thoughts welled up in my heart, because I saw the desolation of Zion and the wealth of those who lived in Babylon.
لكِن فيما يبْدو أن مترجمي نسْخَةِ الملك جيمس KJV، لم يعْجِبْهُم هذا الإسْم، ولا ما سيضَعْكم فيهِ مِن مأزِق (في صالح المُسْلِمين ) فحذَفوه … وريّحوا بالْهُم وشطبوه … حذَفوه (5):
In the thirtieth year after the destruction of our city, I was in Babylon and lay troubled on my bed, and my thoughts welled up in my heart, because I saw the desolation of Sion and the wealth of those who lived in Babylon.

6- أيُّ يقينٍ وانتُم لا تعْرِفون هل أصْلُ الإسْمِ .. عِْزرا أم ملاخي؟!!

 

وأي يقين او نفي بأن اليهود لم يقولوا أن عزير ابن الله، وانتم تتخبطون في شخصيته ولا تعرفون انه هو نفسه ملاخي عند اليهود واباءكم الاقدمين؟ قد يبدو للناظر أني قد بدأت أبالغ، ولكن لا ياسادة ليست مبالغة، فمازالت أسْماءُ عِزرا تتلون وتتغير … والأفاضِلً مِن المُعْتَرِضينَ مِن النصارى يتخبطون ولايعرفون : ما إذا كان عزرا هو ملاخي أم لا ؟…
وما لا يعرفه معظم النصارى أو قد نقول جميع من يخاطبونا ويحاولون التهجم على وحْيِ الله دونَ سابِقِ دِراسَةٍ، فإنهم جميعاً يجهلون ان ملاخي ليس إسم وإنما صفة . فملاخي معناها رسول الله، أو رسولي …messenger of Yahweh ….
ملاخي رسول الله؟
هذا ما تقوله موسوعة الإنجيل العالمية …جورج روبنسون … “ملاخي معناها رسول الله ” وليست إسم لنبي .!!! (6) , أو أنّهً يعني ملاك كما من بِذلِكَ أوريجانوس وأتْباعُهُ عن عِزْرا متأثِّرينَ بمعنى هذا الإسْم (7) …. بيْنما نجِد أنّ يوسابيوس القيصري والتي تعتمد عليه الكنيسة في تاريخه لم يذكر أبداً اي شخص اسمه ملاخي .!!
أمّا القدِّيس جيروم نفسه (340 – 420 م )، فإنه يَضَعُ القوْلَ الفصْل، والقديس جيروم أو إيرونيموس والذي عاش في القرن الخامِس ، هو صاحب نسخة الفولجاتا التي يسلِّم بها الكاثوليك والأرثوذكس تسليمًا تاماً ..!. ففي تعليقه على ملاخي، يؤكد فكرته على أن ملاخي هو نفسه عزرا.
ويقول جيروم أن ” اليهود الآن (يعني في زمانه) يعتبرون ملاخي هو نفسه عزرا، وأوريجانوس وأتْباعُه يروْن أنه ملاك ” (8) . بل ويميل جيروم إلى صحة رأيهم.
ويؤكد جون كلفين ( 1509 – 1564 م) ما ذهب اليه جيروم، بأن الرسول (ملاخي) هو عزرا، وليس ملاك كما كان متوقعاً.(9)
أما الرابي اليهودي ناعمان في التلمود 15a: يقول أن ملاخي هو نفسه موردخاي. والرابي اليهودي هوشع يقول أن ملاخي هو نفسه عزرا!. (10)
أما ترجوم يوناثان بن عزيل للفقرة ( بيد ملاخي )، وهذا الترجوم يعني بإعادة صياغة كتب الأنبياء الآرامية ويعود تأريخه للقرن الرابع والخامس. فإننا نقرأ من هذا الترجوم في الحاشِيَة قوله:”  ملاخي والذي إسمه عزرا الكاتب ” (11)
الأسْتاذ الكريم :
كيفَ ترى اليقين والجزْم التام إذا كان الاختلاف بينكم في اول القصيدةِ ..
عن من هو عزَيْر ؟!!!!
“قل هاتوا برهانَكُم إن كنْتُم صادِقين “
__________________

الحواشي

(1) http://my.execpc.com/~stephwig/ezra.html كما لا تعترف الكنيسة الأرثوذكسية القبطية بالكتابين الثالث والرابع لإسدراس ……مع أن آباء الكنيسة الأوائل حتى عصر أوريجن إعترفوا بقانونيتهما وأنهما من عند الله … ومازالت الكنيسة الأرثوذكسية الأثيوبية والروسية تعترفان بقدسيتهما وأنهما من عند الله
(2) الموْسوعة اليهودية على الإنْتَرنِت:
http://www.jewishencyclopedia.com/vi…d=578&letter=E
(3) قاموس اصل الكلمات
http://www.etymonline.com/index.php?…earchmode=none
(5) انْجيل الملِك جيمس KJV
http://etext.virginia.edu/etcbin/toc…&division=div2
(6) جورج روبنسون … الموسوعة العالمية للإنجيل ISBE
ملاخي معناها = (رسول الله ) …
جيروم : ملاخي = عزرا …
الترجوم : ملاخي= عزرا
http://bibletools.org/index.cfm/fuse…16/Malachi.htm
(7) جيروم في مقدمته لكتب الأنبياء الصغار يروي ان اليهود في مانه يروْن ان عرا هو ملاخي ..!!
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf…vii.iv.xii-p32
(8) نفْسُه Ibid
(9)جون كيلفن … ملاخي هو عزرا
http://www.ccel.org/ccel/calvin/calcom30.iv.i.i.html
(10) الموسوعة اليهودية … التلمود: ملاخي= عزرا… ملاخي= موردخاي
http://www.jewishencyclopedia.com/vi…search=malachi

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

(2)

 أيُّ تأكيدٍ ويقين تاريخي … وأنتُم لا تعْرِفون إن كانَ عزيْر نبي أم كاتِب أم ملاك ؟!!

 

لو قمْنا بالبحْثِ في وثائِقِ التاريخِ لِنرى ما مدى اليقين الذي عِنْدَكَ عن وظيفةِ عِزْرا هذا .. فإننا لا ولن نجِدَ أي اتّفاقٍ على كلِمَةٍ واحِدة , فالكثيرُ الكثيرُ من الطوائِفِ آمنت عن عِزْرا بما لم تؤْمِن بِهِ أو تعْرِفُهُ الأخرى …

1- عِزْرا الكاتِب والكاهِن :

في عِزْرا القانوني الإصْحاحِ السابِع (7: 11, 12 , 21 ) :

” وهذه صورة الرسالة التي أعطاها الملك أرتحشستا لعزرا الكاهن الكاتب كاتب كلام وصايا الرب وفرائضه على إسرائيل: 12 من أرتحشستا ملك الملوك إلى عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء الكامل إلى آخره.” … وكذلِكَ في نحميا 8: 1, 4, 13 و 12: 63 .

2- عِزْرا القارىء والكاهِن، والكاهِن الرئيس :

مِن كِتاب إسْدِراس الأول الأبوكريفي ، نجِدُ أن الجماعة التي آمَنَت بِهِ رأتْهُ على أنّهُ قارىء وليْسَ كاتِب .. وليْسَ مجرّد كاهِنٍ بل الكاهِن الرئيس …!!ترْجمة الملك جيمس KJV: [49] … Esdras the chief priest. and reader, and to the Levites that ” … لم يتوقّف الأمْر عِنْدَ هذا الحد بل قيلَ أن عِِِزْرا هو الكاهِن الرئيس حتى ولو كان هارونُ نفْسُهُ حيّاً ..!! (1)

3- عِزْرا النبي:

والْعَجيب أن نصارى اليوْم لا يقِّرّون بِذلِك .. وكثيراً ما اتّهم النصْرانِيُّ مفسِّري المُسْلِمين بأنّهُم يخْتَلِقون أقْوال وينْسِبونها لليهود، مِثْلَ القوْلِ عن عِزْرا بأنه نبي … !!

وفي حينِ يؤكِّد المسيحي أنهُ لا يعْرِفُ أبداً هذا النبي المْزعوم .!!، لكِن يعاجِلُهُم القديس إكْليمندوس السّكنْدري في كِتابِهِ Stromata، فيقول ” إسْدِراس النبي ” .. (2) …حينَ تعرّضَ لِهذا النص الموْجودِ في الكِتاب الأبوكريفي الذي آمن به اكليمندُس وهو كِتاب عِزْرا الرابع (اسْدِراس الثاني ) (رؤْيا إسْدِراس) فنقرأ في افتِتاحِيّتِه .” هذا هو الكِتاب الثاني لعِزْرا النبي “… وبناءاً على هذه الإفْتِتاحِيّة سّماه الكثيرون بإسْم “إسْدِراس الثاني”. علاوة على ذلك، فقد تم ذكر عِزْرا النبي أيضًا ومعْجِزاته ونبوءاته في كِتاب أرمِياء الأبوكريفي القبطي (3).

4- عِزْرا المُساوي لموسى:

وفي السنْهدرين اليهودي 21b ” لو لم تكُن أعْطِيَت التوْراةُ لموسى لكانت أوحِيَت إلى عِزْرا، ولكِنه بدلاً من ذلِكَ أوكِلَت إليْهِ مُهِمّة استِعادةِ الشريعةِ المفقودة ” (4)

5 – عِزْرا كاتِب المعرِفَةِ للإلهِ العلي:

نقرأ في كِتاب عِزْرا الرابع (اسْدِراس الثاني ) (رؤْيا إسْدِراس)، أن عِزْرا يتحول إلى ملاك، ويصير هو كاتِب العلِيِّ ، ومتساوِياً في هذا اللقب مع أخنوخ وإيليا وثلاثَتُهُم صعدوا إلى السماءِ أحياء، “. إذن فهم بشر تحولوا إلى ملائِكة”. وهذا هو ما يبينه العهد القديم بخصوص إيليا و أخنوخ ، وكما يبيِّنه كِتاب أخنوخ الثالث، وإسْدِراس الرابع حوْل أخنوخ وعِزْرا (5).

الجدير بالذكر، أن البشري المتحول إلى ملاك هذا، هو عندهم الرب الأصغر أو يهوه الأصغر أو أمير العالم أو أمير السلام الجالس على يمين الله .. !!

6- عِزْرا محرِّف التوراة ومغيِّر لغة شريعةِ الرب:

فحسْب اخبار الأيام الثاني السامِرِيّ فإنّهُم نظروا إلى عِزْرا على أنّهُ عدُوُّهُم الرئيسي الذي غيّر خط كِتابةِ التوراة الأصْلِيِّ وما فيها من محْتَوى ..(6) !!
according to the Second Samaritan Chronicle, looked upon Ezra as their arch-enemy because he altered the script and contents of the Torah.

7- عِزْرا الحكيم صانِعُ المُعْجِزات (كموسى وعيسى ):

 آمنت طائِفة من اليهود بأنّ عِزْرا أخرجَ الماء من الصخْرِ بالعصا تماماً كما فعَلَ موسى. بل إن هذه الطائفة رأته كعيسى، كما يظهر من معْجِزَتِهِ المذْكورة في كِتاب انجيل توما الذي حوى اقوال المسيح والمكْتشَف في مِصْر منْذُ عام 1948 ميلادِيَة .. (7).

8- عِزْرا أم اثْنان؟ (عِزْرا أم عِزْراوان ):

أخيراً وسط خِضَمِّ هذه التناقُضات والتخبُّطاتِ بدأ يظْهَر توجُّهٌ جديد ، وهو القوْلُ بأنّ هناك ليْس عِزْرا واحِد , بل إثْنان ..! , وظَهَر هذا التوجُّه في القرن الرابع والخامِس … ولم يظْهَر إلا في المصادِر المسيحيّة. ونتساءل عن السّبَبِ يا ترى ؟!!!… ونتساءَل هل هنا لازال اليقين يداعِبُ تفْكيرَ أستاذِنا الكريم محاوِر مسيحي؟!!

والعجيب أن العِزْراوانِ يفْصِلُ بيْنهُما 100 عام ..!!!!

ظَهَر كِلا العزراوين في الفتْرَةِ ما بيْنَ السبي وما بيْنَ الخروجِ من بابِل ..!!. فهناكَ عِزْرا النبي، وهناكَ عِزْرا الكاتِب. أما عِزْرا النبي فهو الذي استعاد التوراة، وهو الذي كلّمَهُ الرب مِن بيْنِ الأشْجار كما في سِفْرِ عِزْرا الرابِع 4 عِزرا 14: 1. هو أيضا، عزرا نفْسُهُ الذي أعادَ لليهودِ التْوراةَ المكْتوبة بعْدَ أن فقدوها!. وأما عزرا الثانِي، فهُو عِزْرا العهد القديم الحالي وهو الذي عاش بعْدَهُ بِمِائةِ عام ..!! …

القدِّيس إبيفانوس يتحدّث عن عِزْرا الكاتِب وآخر هو عِزْرا شالئتيل ..!!!
فعِزْرا الكاتِب عِنْدَ إبيفانوس هو الذي عاشَ في زمانِ نبوخَذنصّر ونم ارساله مِن بابِل إلى السامِرِيّة ليعْطيهِم الشريعة مكتوبة بالخط القديم ..!! , بيْنما اعْطى لليهودِ الشريعةُ والأنْبياء .. أما عِزْرا الآخر فهو المنسوب إلى شالأتيل ..!!
الأسْتاذ الكريم :
كيفَ ترى اليقين والجزْم التام إنْ كنْتُم مخْتَلِفين في حقيقةِ ووظيفةِ عزَيْر ؟!!!!
“قُل هاتوا بُرهانَكُم إن كُنْتُم صادِقين “

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]


(3)

3- أيُّ تأكيدٍ ويقين .. وقد اضطَرَبَ التاريخُ في نسبِهِ، وتحْتَ أي حُكْمٍ عاش !!

 

1- هل هو عِزْرا ابن شوزي ..!!

عِزْرا بن شوزي في بابِل في عهْدِ نبوخَذ نصّر … مخْطوطات عِزْرا الخامِس (المجموعة الأسْبانِيّة ..CEM )

2- هل هو عِزْرا ابن يونان؟!!!

عِزْرا بن يونان وأبو دانيال في بابِل … في عهْدِ سيروس …!!! .. (رؤْيا أرْمِيا القبْطِيّة ).

3- هل هو عِزْرا بن شالأتيل ؟!!!!

عِزْرا بن شالأتيل ابن ُرْبابِل ابن يكونْيا … (القديس ابيفانوس ).

4- أم هل هوَ شالأتيل نفْسُه ؟!!!.

كما قال عن نفسه في (سِفْر إسْدِراس الرابع ): ” أنا شالأتيل” والذي هو عِزْرا أيْضاً …في بابِل 30 عاماً بعد خراب أورْشاليم .!!

5- أم هو عِزْرا الذي عاش تحْت حُكْم داريوس؟!!!!

عاش تحت حُكْم داريوس أو سيروس كما في اكليمندس السكنْدري , ورؤْيا أرمِيا ..!!

6- أم هو عِزْرا الذي عاد 70 عاماً بعْدَ الخراب !!!!

عاد معَ ُرْبابِل بعْدَ خراب أورْشاليم بسبْعينَ عاماً (هيبوليتوس , اكايمندس السكنْدري )

7- أم هو الذي عاشَ في زمانِ ملاخِي بعْدَ السبْي .؟!!!

حيْثُ عرفنا أن اليهودَ رأوا فيهِ أنه هو ملاخِي نفْسُه كما زكرْناهُ أعله على لِسانِ القديس جيروم …!!

8- أم هو عِزْرا بن شراهيا .؟!!!

هو ابن شراهيا ورفيقُ نحْمِيا , والذي عاش تحْتَ حُكْم ارتكساس

9- أم هو عِزْرا صديق سركيس؟!!!

هو صديق سركيس (يوسيفوس )..

10- أم هو عِزْرا ابن هلايا (حِلْقيا؟) ؟!!!

ابن هلايا (حلقيا عزرا 7: 1) … والذي عاشَ مائة عام فارِق بيْنَهُ وبيْن عِزْرا ابن شوزي ..!!! ..

أم أنّهُ هوَ عِزْرا الذي أماتَهُ اللهُ مائَة عامٍ ، كما نقَلَ بعْضُ المُفسِّرين المسْلِمين هذه الإسْرائِيلياتِ عن اليهود ؟!!!

يُمْكِنُكُم مُراجَعَة:

Robert Kraft

Ezra” Materials in Judaism and Christianity
University of Pennsylvania, Philadelphia, Pa
و

MICHAEL E. STONE

THE METAMORPHOSIS OF EZRA

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

(4)

 أيُّ تأكيدٍ ويقين .. وماذا عن القدّيس يوسْتينوس الشهيد وعِزْرا ..
تاريخُ لا وجودَ لهُ اليوْمَ في أيِّ مكان ..!!

إنّ أوّل كِتاباتٍ تصِلُنا مِن مسيحي يتكلّم فيها عن عِزْرا هي تِلْكَ التي وصلتنا مِنَ القديس يوستينوس الشهيد في القرن الميلادي الثاني (150 م )، حيْثُ يتكلّمُ فيها عن فقْرةٍ تم حذْفُها من الكِتاب المقدس اليوناني، وأنّ من قامَ بإزالتِها وحذْفِها هم المُفسِّرون اليهود. ولكِن هذه الفقرة او المعْلومةُ التي يذْكُرها .. لا وجودَ لها اليوم، وذلِكَ في حوارٍ له مع تريفو اليهودي … واختِصاراً للوقْت أنقُل لكَ صفْحةٍ مِن كِتاب ..
Biblical Figures Outside the Bible, P346
القديس يوستينوس الشهيد يتهم المفسرين اليهود بحذف نصوص تتعلق بعزرا من الانجيل اليوناني
القديس يوستينوس الشهيد يتهم المفسرين اليهود بحذف نصوص تتعلق بعزرا من الانجيل اليوناني

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

(5)

ثمّ أيُّ تأكيدٍ ويقين .. وهناكَ فجْوَة زمَنِيَّة مِقْدارُها 100 عام في تاريخِ عزيْر ؟!!

الفاضِل الكريم محاوِر مسيحي .. إن عدْتَ بِنظرِكَ إلى التاريخِ الخاصِّ بِعزَيْر ستجِدُ أنه لمْ يصِلْكُم مِنْهُ شيء ، إلا اللهم تخبُّط تاريخي، ممتلىء بالعديد والعديد مِنَ التساؤلات والوقفاتِ. ولقد ارتجّت الأرْض كثيراً تحْتَ أقدامَ علَماءِ التاريخِ في كلِّ ما يخُصُّ عِزْرا . فكلّما أغلقوا مسْتنداَ فتحَهُ وأعاد التحْقيقَ فيهِ ظهور مسْتَنَدٍ آخر …!!!

عزيزي محاوِر مسيحي اقْبَل مِنِّي هذه الدُّعابَة …

لعَلّ مِن أحدِ هذه المُسْتندات .. هي تِلْكَ الفجْوَة والتي تقدّرُ بٍِمائةِ عامٍ
فقد ظهر عِزْرا للوجودِ مرّتيْنِ .. الفارِقُ بيْنَهُما مِائةُ عام …!!

دعابةٌ تاريخِيّة .. يحقِّقُ فيها المؤرِّخون …!!!
عِزْرا يظْهَر ويموت ، ثمّ يظهْر عِزْرا مرّة أخرى بعْدَ فارِق زمني مائةُ عام ..!!
وعليْكَ يا محاوِر مسيحي باليقينِ والتوْكيدِ الذي بدأتَه:
أن تُحِلّ هذه المُشْكِلة بالوثائِقِ التاريخِيَة .. ولا تنْسى أن تضع في الحُسْبانِ هذِهِ المرّة أحَدَ الحلول التقليديّة مما نقلَهُ بعْض المفسرين عن اليهود بأنه نامَ مائة عام.. !!!
ولا مانِع .. أن يكونَ هناكَ مَن نامَ مائةَ عام … فكِتابك العهْدَ القديم يذْكُر ذلِكَ وإن كانَ مع أبيمالك.  لقد حار علامة التاريخ اليهودي روبرت كرافت Robert Kraft مع عِزْرا، وما كان إلا أن ذكَرَ ضِمْنَ أحد الحلول التي تناولها ما تناقلتْهُ الأقْلام الإسْلامِيّة نقلاً عن اليهود. فينقل كرافت أن عِزْرا ماتَ مائِة عامٍ ثم بعَثهُ الله فقال: كم لبِثْتَ؟، قال: لبِثْتُ يوْماً أو بعْض يوْم!.
ونلاحظ أن روبِرت كرافْت لم يقل قط أن المفسِّرين المُسْلِمين كذابون أو مفْتَرون، كما قلتَ أنت !. إذن، فالعُلَماء حينَ يتكلّمون في التاريخِ لا يتكلّمون باليقين والتأكيد.  بخلاف ما فعَلت أنْتَ يا أسْتاذ محاوِر مسيحي. وأظُن هذه المحاضرَة كافِيَة إن شاء الله أذكِّرُكَ بِها وأذكِّر نفْسي أن الترجيح في التاريخِ هو الأولى بحِوارِ أكاديمي.
فالصّوابُ في التاريخِ المُبْهَمِ والغابِرِ أن نقول :
أن لديّ أدِلّة او مسْتندات ترجِّحُ صِدْقَ كذا وكذا.
أو ترجِّح صعوبةَ أو عدَم تحقُّق أو ميثولوجية كذا.

 عدم الدليل ليس دليلا على العدم

إن أحد أهم القواعِِد المنْطِقِيّة التي يعْتمِدُها المنطِقيّون أو الأصوليون في كشْفَِ المُغالطاتِ بيْنَ المتحاوِريْنِ هي القاعِدةِ العقلية التي تقول: عدم الدليل ليس دليلا على العدم!. فحين يُعْطي أحدهم بإجابة يقينيّة كما فعلتَ أنت، ولا يملك بيْنَ يديْهِ مسْتَنَد فإنّهُم يتدخلون ويسمُّونها مغالطة عملًا بالقاعدة السالفة، فهل يُعقل ان يقول أحدهم أن اليهود لا يقولون أن عزير ابن الله وهو لا يعرف اي شيء عن تاريخ عزير الممتلىء بالاضطراب؟. أي منهجية هذه إلا الهوى والميل؟.

 

أخيراً خِتام الرد على النقطة الاولى:
كيف يوقن المسيحي المُعْتَرِض من شيءٍ لا يعْرِف عنهُ شيْئاً أْصْلاً؟!!!

 

نخْتِمُ ردّنا على النّقْطَةِ الأولى بالقاعِدة التي تقول :
عدم الوِجْدان لا يسْتلْزِم عدم الوجود ..!!!
وعدم الدليل ليس دليلا على العدم ..!!

 

يعْني لو أنّكَ لم تجِد دليل على ادِّعاءٍ ما، أو لم تجِد الدليل على مقولةٍ ما، أو انْعدَمَ إيجادِكَ للدليل على حدثٍ ما … فإن هذا لا يعني كذِبَ المقولةِ، أو عدم حدوثِ الحدَث، ولا يعني انْعِدامه !!. وعليْهِ فلا يصِحُّ أن تنْفي شيء إلا لو كانَ عِنْدَكَ العِلْم الكامِل والإحاطة الكامِلة الشامِلَة القطْعِيّة بأبْعادِ الموْضوعِ التي تؤهِّلُكَ لأن تُعطِيَ حُكم يقيني في مسْألة .

 

وقد بيّنْتُ لكَ أعْلاه أنكم لسْتِم على أي يقين… بل ولا يوجَد عِنْدَكُم ذرّة إحاطَة بِتاريخِ عِزْرا وكلُّهُ كما ترى متناقِض … وأكْثَرُ أوْراقِهِ خرجَت للتاريخِ في القرونِ الأخيرة.
بل إن تاريخَ اليهودِ هو أكثَرُ تاريخِ أمم أهل الأرضِ غموضاً
ياراجل ياطيِّب باعتِراف اليهودِ أنفُسِهِم ..!!!

 

وعلى هذا، فإننا نؤكِّد أن نفي الوجود المستَنِدِ إلى عدَمِ الوِجْدانِ لا يصِحُّ إلا إذا اقْترَن عدم الوِجْدان بالإحاطةِ الشامِلَةِ القطْعِيّةِ أو اقْترنَ بدليلٍ قطْعِيٍّ يفيدُ عدَمَ الوجود.

 

وإلا فقُل لي :
– ماذا كُنْتُم تعْرِفون عن عقائِدِ أهل قمْران الأسينيين (العيسويين) اليهود قبلَ ستِّينَ عاماً، الجواب لا شيء !

 

نفترض أن شخصًا ما قد أخبر منذ 60 عاماً بعقائِدِ أهلِ قمْران قبل ان تظهر ويعرف عنها المؤرخون أي شيء. فهل كنت تجد أيًا من المؤرخين او الأكاديمين قد يفعل كما فعلْتَ وزعمت اليوم بأنه افْتِراء وكذِب؟. علاوة على ذلك، هل كنت تجده ينفي ويثبت هكذا رجْماً بالغيْبِ لا سيما وأنه لا يملك العِلْم والإحاطة الشامِلَة فضلا عن أي أدِلّةٍ على ما يقول؟. الجواب بالطبع لا، من ناحية أخرى ستجد المؤرخ يتوقف بالنفي والإثبات حتى يظهر له من القرائن ما يؤيد او ينفي ذلك. وبالتالي، إذا ما ظهرت المستندات فإنه لن يُحسب عليه الكذب والخيانة الاكاديمية.
والعِلْمُ بالشيْء يكونُ بالإحاطةِ الشامِلةِ الكامِلةِ والوقوفِ عليْهِ يقيناً وقوفاً قطْعِيّاً بالأدِلّةِ القطْْعِيّة. ويالمثل، يجب ان يتسم عِلْمُك و إحاطتُكَ بِعِزْرا وتاريخِه و تاريخِ اليهودِ بالإحاطة الشاملة حتى يتسنى لك ذلك. لذا، يقول تعالى “ ولا تقْفُ ما ليْسَ لكَ بِهِ عِلْم، إنّ السمْعَ والبصر والفُؤادَ كُلُّ أولئِكَ كان عنْهُ مسْؤولا“!!.
إذن، دائِماً الصِّدْقُ والامانة في الحِوار وإعْطاءِ الرأيِ، يكونُ بالترْجيحِ في الوثائِقِ التاريخِيّةِ، لا باليقين والتأكيد بناءًا على الجهل بالشيء وعدم الإحاطة به. بالطبع، هذا أدعى ما يكون حين نتكلّم عن تاريخٍ مبْهَم ومجهول بالأخص لِعمالِقةَِ المؤرخين مِثْلَ، تاريخِ عزيْرٍ في القرون الميلادِيّةِ الأولى!، ومثل التاريخ اليهودي على مرّ الأزْمان!.

 

وأخيراً .. انتهيْنا من النقْطَةِ الأولى من النِّقاطِ السبْعَة .

النقطة الأولى، هي كشْفُ المُغالطَة المنْطِقِيّة التي يُحاوِلُ أن يُغالِطَ بِها المسيحي لِِمُحاوِره المُسْلِم. وبهذه الأغلوطة، يقذفُ المسيحي بِشُبْهَتِهِ على كِتابِ الله وأي خبَرٍ كان.  ثُم لا يتورّعُ المعترض أن يتّهِمَ جُزافاً ويزْعُم اليقينِ والتأكيدِ على تُهْمَتِهِ. بل يزيد تضخيم الأمر، على أنه خطأ تاريخي. بالتالي، يظن من يسْمَعْهُ أنه قد أوتي مجامِع الإحاطةِ في هذا التاريخ و هذه القضِيّة. وهكذا، يصنع المغالط أغلوطته، باليقينِ والتأكيد الكاذِبِ لا لِشيْ إلا اللهُم أنه لم يقِف على دليل، وكُنا نقْبَل لو أنهم أحاطوا بالعلم الكامِل بالقرائن والادلة على تاريخِ عِزْرا واليهود .

 

ولكِن دونَهُم وذلِكَ خرْطُ القتاد !!!
وها هو واضِحٌ ما هم فيهِ من تخبُّطٍ حول عِْزرا وتاريخِهِ ..!!!
وفاقِدُ الشيِْ لا يعْطِيه .!

 

ولِلّهِ الحمْدُ والمِنّة.

__________________

الحواشي:

(1) LOUIS H. FELDMAN , “JOSEPHUS’ PORTRAIT OF EZRA”, Vetus Testamentum XLIII, 2 (1993) , Forest Hills, New York, P.192
Ezra is said (Koheleth Rabbah 1.4) by the rabbis to have had such stature that he would have been high priest even if Aaron himself were then alive.7
(2) 3: 16 Clement of Alexandrie “Stromata” ,
(3) Coptic Jeremiah Apocryphon 32-34
(4) Jews of Arabia, Newby ,Chapter 5, Jews of Hijaz,P:60 .
(5) Jews of Arabia, Newby ,Chapter 5, Jews of Hijaz,P:60 .
(6) LOUIS H. FELDMAN , “JOSEPHUS’ PORTRAIT OF EZRA”, Vetus Testamentum XLIII, 2 (1993) , Forest Hills, New York, P.191
(7) Coptic Jeremiah Apocryphon 32-34

 

وختامًا للنقطة الأولى، أقول يا محاوِِر انك جِئْتَ وأكّدْتَ :

1- أن القرآن افترى على اليهود حين قال أنهم قالوا عُزيْر ابن الله …!!
2- ثم أكّدتَ أنّ هذا أمر أنت فيهِ عِنْدَك يقين وبيِّنَة .!!

.

وأكِّدتْ عليك أترى ذلِكَ يقينا: فقلت نعم ..!!
وزي ما نقول في العامِيّة الرجل يُمسَك مِن لِسانُه …
أو كما يقول كِتابُك : مِن فمِكَ أدينُك …إذاً أنت قد ادّعيْتَ إدِّعاءيْنِ وصِرْت مُطالب بإثْباتِهِما ..!!!!
الأول الإدِّعاء بإتهام القرآن بالإفتراء ( وعليْكَ الإثْبات البيِّنة)
الثاني أن معك اليقين والأدِلّة القطْعِِيّة (فألزَمت نفْسَك بإبْرازُ أدِلة اليقين ومستنداتُه )

فلم يبْقى إلا أن نبْحَثَ في احاطَتِكَ وعِلْمِك ويقينِك بالتاريخ ..!!
فثبُتَ ببُطْلانِ يقينِك .. وصار هناك يقين تام بالتخبُّط التاريخي عِنْدَكم !!

 

فنسْألُكَ مرّة أخرى إن كان هذا حال تاريَخَك عن عزرا وكله مضْطَرِب
وأنت جِئت وقلت “عندي الخبر اليقين أنه افتراء”
فمِن أينَ جِئْتَ باليقين يا طيب ؟!! .
صعبَة؟!!
أين ذهب هذا اليقين وهذه الدعاوى؟.!!
ونحنُ لم نكْمِل الموْضوع بعْد ..!!!

العلم اليقين …. لا يكونُ إلا بالإحاطة الشامِلة، والدلالات القطْعِية على كلِّ صغيرة وكبيرة في تاريخ اليهود، وتاريخِ عِزْرا. وبإخْتِبار ماعِنْدَك مِن إحاطة ويقين فكان هذا البحْث المُبسّط. فظهر مفاجِع ومصائِب.  وهو أن كل شيء عندَكُم مجهول وغير معْلوم، فنتساءَل أين هو اليقينُ المزْعوم، وصِرْتَ الآن مُطالَب .. بإعْتِذار، وعلى الأقَل إبْراز الأدِلة والمستندات.

.

صار لِزاماً عليْكَ الإسْتِدلال والترجيح لهذه الواقِعَة المذكورة في الزمان الماضي .!

ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك دليل تاريخي على ذلِك؟!!!!!!
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك دليل قطْـــعي على ذلِك؟!!!!!!
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك قول يهــودي على ذلِك؟!!!!!!
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك عِلم بمن هو عـزْرا؟!!!!!
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك وثائِق تاريِخِيّة على ذلِك؟!!!!!! ..
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن لم يكُن عِنْدَك وثائِـــــق تُرجِّح ذلِك؟!!!!!! ..
ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن ثبُت باقوال ابائك ان اليهود حذفوا الكثير عن عزرا ؟

ماهي الأدِلّةِ على افتِراء الرسول إن كان عِنْدَنا وثائِـــــق ترجِّح اشكالا والوانا من عبادة اليهود لعزرا؟!!!!!! ..

وقد علمنا أن من أصولِ علم النّقْد التاريخِيِّ ” الإسْتِقراء والترْجيح بما عِنْدَك من أدِلّة او مسْتندات ترجِّح الإفْتِراء أو ترجِّح الصِّدْق”.!

المفترَض إنك جاي إسْمَك “محاوِر” أي وقَفْتَ على أسُس الحِوار والنقد السليم. وبالتالي، صِرْت مسْؤلًا عن الإلْمام بأصولِ الحِوار في الطب بأصول الطب، وكيفِيّة الحِوار والنقد التاريخي بأصول نقْد التاريخ، وكيْف نتحاور في العقائِد الشرْعِية بأصول العقيدة، وكيف نتحاور في كلِّ فن بأصول أهل هذا الفن.

نحنُ لسْنا على مصاطِب وحواري ندنْدِنُ ونطَنْطِن بتكذيب من خالفَهم لا لِشيء إلا لأنه مضايقهم ومزعّلهم وما جاء على هواهُم ..!!!! .. بل إن الجالِس على مصْطَبتِهِ اليوم … الراجِل الفلاح الطيِّب .. سيسألك : عِندَك يابني دليل على ان النبي الكريم افترى على اليهود؟ ستقول له أصل لم يصِلنا خبر بأنهم قالوا . فسيكون رده : طيب يا حبيبي قوم فِز،  ولما يبقى يصِلك خبر أو دليل بأنه كذب وافترى تعالى واحكي لي .!

أكْثَرُ مافي الإنْجيل اليوم أين دليلك عليه؟! .. لا وجود له
ولا يمكِن أنك ستقول عليه انّه افتِراء .. وهكذا تكيل بِمِكْيالين.!!

 

أصْل النقد التاريخي .. هو أن نبحَث ونرى ما يرجّح الصدق والكذِب في مضْمون الدعاوى التاريخية … في أخبار الغابِرين !! ..

يا أسْتاذ يا محاوِر …. يبْدو إنك جاي تحاوِر في قضِيّة لم تعْرِف عنها شيء … قضِيّة تخُص تاريخ اليهود وتاريخ عِزْرا … وأبْسَط الأمور لما تيجي تنْقُد قضِيّة تاريِخيّة إنك تقرأ أوّلاً في كتب النقد التاريخي ..!!

فكيف تثبِت أنت – غير المُسْلِم – صِدْق هذه الوثيقة التاريِخِيّة مِن كذِبها؟!!!! …

أبْسَط شيء لِنقْدِها هو بالعلم والإحاطة التاريخِية والمعْرِفةِ الكامِلة وجمْعِ جميع الوثائِقِ والمسْتندات لنقْد هذه الوثيقة وترْجيحِ إما أن مضْمونها صادِق أو كاذِب …!!! , فهل فعَلْتَ شيء مِن هذا ؟!!… إطْلاقاً … فماذا تفْعَل لكِي تصِل إلى هذه النتيجة .؟!!… نقطة البداية عِنْدَك هو الوثيقة الموْثوق مِنْها وهي “القرآن الكريم” ،  ونقْطَة النهاية هي إثْبات صِحّة الوقائِع الماضِيًَة في هذه الوثيقة . ولكي تصِل من نقْطة البداية إلى النهاية فلا يلَْزمك إلا الإسْتِدلال والترْجيح .!!! وهذا ما نطالِبُكَ بِه ..!!!

يقول علامة التاريخ لانجلوا وسنيوبوس في كِتابِه النقْد التاريخي ” الوقائِع أمور ماضِيَة لا يمْكِن ان تلاحَظ بطريقة مباشِرة ولا يمكِن ان تُعْرف إلا بطريق غير مباشِِر ، وذلِكَ بدراسة الآثار التي حفِظَت لنا منها ” .. ثم ليْسَ لك أي حديث باليقين بالصحّة والخطأ … بل لا يوجد أمامَك إلا منْهَج واحِد .. وهو الإسْتِدلال .!!! .. هذا ما يقوله علماء هذا الفن .. نحن لا نطالِبَك إلا بأقل القليل … المنهج العلمي في الحِوار … يقول لانجلوا :

الوقائِع أمور ماضِيَة لا يمْكِن ان تلاحَظ بطريقة مباشِرة ولا يمكِن ان تُعْرف إلا بطريق غير مباشِِر ، وذلِكَ بدراسة الآثار التي حفِظَت لنا منها
الوقائِع أمور ماضِيَة لا يمْكِن ان تلاحَظ بطريقة مباشِرة ولا يمكِن ان تُعْرف إلا بطريق غير مباشِِر ، وذلِكَ بدراسة الآثار التي حفِظَت لنا منها

 

نحنُ غير مطَالبين بالدليل .. أنت من ادّعيْتَ الإفْتراء ، وادّعيْتَ اليقين.

وصار على المُدّعي البيِّنة!
وهذا نكونُ وللهِ الحمد قد أنهيْنا حِوارنا في النقْطةِ الأولى.
إلا أنّهُ فقط أحِب أن أنْهِي الموْضوعَ كما بدأتُه بأن أجْعَلَهُ قدْر وسعي منْهجِيّاً .. بحيْثُ يسْتَنِدُ في منْهجِهِ على اصولٍ عِلْمِية … فأنْهِي – إن شاء الله – بخاتِمةٍ قاصِمة تخُصُّ كل من اعْطى نفْسَهُ الحق في أن ينصِّبَ نفْسَهُ وصِيّاً على التاريخِ.

 فحول المؤرِّخين لا يمْلكون في أي قضِيّة تاريِخِيّة أكثر من الإحْتِمالات والترْجيح

الآن نبيِّن للقارىء الكريم، كيْفَ أن فحول المؤرِّخين لا يمْلكون في أي قضِيّة تاريِخِيّة أكثر من الإحْتِمالات والترْجيح … لأن القوْل المشْكوك فيها : يحتَمَلُ أن يكونَ صحيحاً، والقوْلُ المحْتَمَلُ يمْكِنُ أن يكونَ كاذِباً … ولا يعطي بيقينٍ بالمرة في هذا أو ذاك … ويظلُّ عمْدَتُهُ الوحيدة هي الترْجيحَ بالوثائِقِ والأدِلة، وليْسَ بالهوى …
فها هو الأسْتاذ المؤّرِّخ علامة التاريخ شارل لانجلوا يقولُ في كِتابِهِ نقْد التاريخ , ص:153 – ترْجَمَة د.عبدالرحمن بدوي… التالي :
فحول المؤرِّخين لا يمْلكون في أي قضِيّة تاريِخِيّة أكثر من الإحْتِمالات والترْجيح ... لأن القوْل المشْكوك فيها : يحتَمَلُ أن يكونَ صحيحاً، والقوْلُ المحْتَمَلُ يمْكِنُ أن يكونَ كاذِباً
فحول المؤرِّخين لا يمْلكون في أي قضِيّة تاريِخِيّة أكثر من الإحْتِمالات والترْجيح … لأن القوْل المشْكوك فيها : يحتَمَلُ أن يكونَ صحيحاً، والقوْلُ المحْتَمَلُ يمْكِنُ أن يكونَ كاذِباً
الوقائِع أمور ماضِيَة لا يمْكِن ان تلاحَظ بطريقة مباشِرة ولا يمكِن ان تُعْرف إلا بطريق غير مباشِِر ، وذلِكَ بدراسة الآثار التي حفِظَت لنا منها
الوقائِع أمور ماضِيَة لا يمْكِن ان تلاحَظ بطريقة مباشِرة ولا يمكِن ان تُعْرف إلا بطريق غير مباشِِر ، وذلِكَ بدراسة الآثار التي حفِظَت لنا منها

 

الوقائع أمور ماضية اما مادية او نقول شفوية او مكتوبة عبر الاجيال، ولا يمكن ان تُعرف الا بطريق غير مباشر، عن طريق الاستدلال وهذا هو المنهج التاريخي للوصول الى الحقائق الماضية
الوقائع أمور ماضية اما مادية او نقول شفوية او مكتوبة عبر الاجيال، ولا يمكن ان تُعرف الا بطريق غير مباشر، عن طريق الاستدلال وهذا هو المنهج التاريخي للوصول الى الحقائق الماضية

[divider style=”dashed” top=”20″ bottom=”20″]

فنخْلُصُ مما قالَهُ :

1- النقد التاريخي لا يمْكِنُهُ البرْهنة (اليقينية) على أيّة واقِعة .. ولا يقدِّم معلومات يقينِيّة !!
2- النقْد التاريخي لا يقدِّم إلا احْتِمالات .!!

3- أن القوْل المشْكوك يحْتَمِل الصحة. والقوْل المُحْتمَل يحْتمِلُ الكذِب. ولِذا على الناقِد أن يرجِّحَ بِما بيْنَ يديْهِ مِن فرص (أدِلّة) فيقول :

  • – هناكَ فرص تؤيِد، وهي كذا وكذا .
  • – هناكَ فرَص تُعارِض، وهي كذا وكذا

4- أن الألْفاظ “الإحْتِمالية” التي يسْتخْدِمُها الناقِد للتاريخِ … لا تتعدى التالي :

  1. قوْلٌ لا قيمَةَ لهُ
  2. قوْلٌ متّهم كثيراً
  3. قولٌ متّهم قليلاً.
  4. قوْلٌ محْتَمَل .
  5. قوْلٌ محْتَمَلٌ جِدّاً.

وهكذا نكونُ وللّهِ الحمْدَ أنْهيْنا على اليقيِنِية المزْعومة، وأثْبتنا المغالطَة المنْهجِيّة والمنْطِقِيّة والتارِيخِيّة في عرْضِ الفاضِل محاوِر مسيحي … وندْخُل الآن في تفاصيلِ القضِيّة .

[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

2- هل عرف اليهود أصلا شخص اسمه عزير ؟.. ام ان اسمه عزرا؟!

 

 هل عرف اليهود أصلا شخص اسمه عزير ام ان اسمه عزرا؟!
هل عرف اليهود أصلا شخص اسمه عزير ام ان اسمه عزرا؟!

هذا مثال آخر من اليقينيات غير المحسوبة !!هو يزعم أن اليهود عبر تاريخهم لا يعرفون شخصا بالاسم عزير !!

ومع أننا ذكرنا بالدليل اعلاه أن أصل الاسم هو عزير، وانه معلوم في اليهودية، إلا اننا نحب أن نأتي بدليل من اليهود العرب اليوم بأنهم يقولون حتى عن عزرا الكاتب أنه عزير !!

 

يهود العراق لايعرفون عزرا …وإنما النبي عزير !!

الإسم عزير موجود بين اليهود العرب .. اليهود في العراق لا يعرفون النبي عزرا وإنما يعرفونه النبي عزير. مازال يهود العراق لا يعترفون إلا بالإسم عُزير ولا يعرفون الإسم عزرا.

من أي اليهود قد استقينا دليلنا؟
إن دليلنا هم ممن يزعمون أنهم نسل عزير أنفسهم ….. في العراق..!!. إنهم العزيريون المشتتون في أرجاء الدنيا قبل أن تجمعهم إسرائيل.

المصدر: مركز ومتحف يهود بابل العراق
Journal of the Babylonian Jewry Heritage, No. 14, Automn 2003

عربي يهودي في لوس أنجلس من نسل عزير…… وليس……وليس عزرا

لنلقي نظرة جميعاً على هذا الموقع :
http://www.babylonjewry.org.il/new/e…rdea/14/10.htm

صاحب الموقع عُزيري يبحث في أصول النبي عزير جده الأكبر….
ليجمع شتات عائلته التاريخي …. ليجمع تاريخ العزيريين

فلنقرأ جزءاً مما يقول :

النبي عزرا الكاتب يُعرف باسم عزير بين يهود العراق
النبي عزرا الكاتب يُعرف باسم عزير بين يهود العراق

 

The prophet Ezra Hasofer was nicknamed Ezeir by the Jews of Iraq. The location of his grave is also known by the name Ezeir.
“النبي عزرا الكاتب عُرف بإسم عزير بين يهود العراق , وموقع قبره معروف بالإسم عِزير”
[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

3- ترى أنتَ خطأ القُرآن حيْثُ كما تقولُ يرى “أن عُزَيْر إلهاً يُعْبَد ” ..!!!

___________________________

فهل قال القرآن أن مراد اليهودُ بِالبُنُوّةِ أن ” عُزَيْر إلهاً يُعْبَد ” ؟!!

بالتأكيدِ لا ..!!

(1)

لم يقُل القرآن أن عِبادةَ عُزير هي عِبادةُ تأليهٍ بمعنى أن يكون مساويًا لله .. بل نقل الله قولهم ” ابن الله”.

هي من شركهم التقديس لبشري مع الله!! القرآن قال انهم يقولون انه ابن الله سواءا تعني الهوه وجعلوه مساويا لله، او لم يؤلهوه، او جعلوه الها اقل درجة،

وإلا

1) على المُحاوِر المسيحِي أن يذْكُرَ لنا أيْنَ في الآيةِ القُرْآنِيّةِ قال الله أن عِبادةَ عُزَيْرٍ كانت عِبادةَ تأليه؟!!…
لن يجِد .. لم تذْكُر الآيةُ أن عِبادة عُزيْرٍ كانت عِبادةَ تأْليه ومساواة، إذاً فالقضِيّةُ هي أنّكَ تُحاسِب المُسْلِمينَ بِسوءِ فهْمِك .!!

2) بل إن الآيَةُ ترْفُض القوْلَ “ابن الله” أيّاً كان مُعْتَقَدُه …
– فلا يصِحُّ فهْم الآيةِ وتقييدُ معْناها على أن البُنُوّةِ تعني الألوهِيَة فقط، وإلا كانَ في ذلِكَ الموافقةُ الضِّمْنِيّة على أن يُقْبَل البنوة في غيْرِ ذلِكَ وهذا مُحال … فلفْظُ ابن اللهِ مرفوض جُمْلَةً وتفْصيلاً أيّاً كان المُعْتقَد و التقْديس !!

– و اللهَ عزّ وجلّ حرّمَ القوْلَ “ابن الله” أيّاً كان المُعْتَقَد .. فقال تعالى ” يُضاهِئون قوْلَ الذين كفروا مِن قبْل” … فشابهوهُم في القوْل … والمشابهةُ في القوْلِ أعمُّ وأشْمَلُ مِنَ المُشابهةِ في المُعْتقَد .. فتكونُ الآيةُ مُحرِّمةً لِقوْلِ ابنِ اللهِ وتخْصيصِها بشخْصٍ أيّاً كان المُعْتَقَد على الإطْلاق ..

3) ونؤكِّدُ أن اللهَ عزّ وجلّ حرّمَ القوْلَ “ابن الله” منْسوباً للأفْرادِ في كِتابِهِ مرّتيْنِ :

1) الآية الأولى على وجْهِ الخصوص : في موْضوعِنا هذا , سواءاً كان القوْلُ يخُصُّ إضْفاءَ القداسةَ على فرْدٍ بِعيْنِهِ كما عِنْدَ اليهودِ (عُزيْر) والنصارى (المسيح) والذينَ كفروا مِن قبل .. (س , ص,….)

وهذا التحْريمُ شامِل كُلُّ ما قد يعْنيهِ القول “ابن الله” سواءاً بِعِبادة الغلو في الصالحين من العلماء والأولياء أو بتقديم أصْنافِ العبادة والتأليه لهُم

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ, اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

فالآيةُ تُحرِّم تقْديسَ البشَرِ، باتخاذ الأحبار والرُّهْبان أربابا فيحللون ويحرمون ، ويتصرفون في الكون كما يشاءون ، ويُنادَون في دفع ضر أو جلب نفع .. فقدّسوهُم وغالوا في تقْديسِهِم لِدرَجةِ نِسْبَةِ البُنُوّةِ لله …

2) أو الآية الثانِية على وجْهِ العموم : بما يُفيدُ المحبّة والإصْطِفاء … (أبناء الله)

كما أنّ اللهُ عزّ وجلّ حرّمَ القوْلَ “ابناء الله” مِن بابِ المحبةِ والإصْطِفاء : “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ , قل فلم يعذبكم بذنوبكم ؟ بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء” …

– فإن هذا فيهِ مِنْ نِسْبَةِ العُنْصُرِيّةِ لله باصْطِفاءِ جِنْسٍ على جِنْسٍ بالمحبة والبنوة … وفيهِ نفْيُ العدالةِ عن اللهِ عزّ وجلّ … والصّوابُ أنّ الكل سواسية تحت عدل الله، والثواب والعقاب لا يُفرق بين يهودي ومجوسي.

– وفيهِ مِن المبالغةِ والكذِب على اللهِ … فالآب المُحِبًُّ لا يُعذِب ابْنَهُ إذا أذْنَب … بيْنما أن اللهَ عزّ وجلّ يُعذِبُ على الذنوب، ولا يُحِبُّ إلا من أطاعَه …

– فالصواب ردُّ الأمور لحقيقتِها … وهذا يقتضي أنهم مربوبون مخلوقون فمن كان الله يحبه استعمله فيما يحبه ويرْضاه … ومحبوبه لا يفعل ما يبغضه الله ويسخطه , من الكفر والفسوق والعصيان .!

4 ) مفْهومُ البُنُوّةِ للهِ عنْدَ اليهود تعْني التقْديس والمغالاة … وعِنْدَ النصارى فتحْتمِلُ إما التقْديسَ والمغالاة أو المساواة بالله …

– فمن قال من اليهودِ أنّ عُزَيْر ابن الله فهو :
1- لا يعني إلا مِن بابِ التقْديسِ والغُلُوِّ في الصالِحين .. وهكذا فهمُ أكثر اليهودِ لهذا القوْل كما سنُبيِّنُه
2- أو تعني التحول الى ملاك ” المركبة” وهذا إن اعتُبر تأليها فهو تأليه أصغر ( سيأتي تفصيله) لكن لا يكون مساويا لله.

– أما من قال مِنَ النصارى أن عيسى ابن الله فهو :
1- إما مِن بابِ التقْديسِ والغُلُوِّ في الصالِحين .
2- أو مِن بابِ جعله الها اصغر اقل درجة من الله

3- او بمعنى التأليِِهِ والمساواة بالله
[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]

(2)

وحجر الفهم في الآية على فهم واتجاه واحد وهو أن
“البُنُوّة” تأليهِ لعُزيْر هو فهْمٌ فاسِد مبني على المُغالطات .!!

ثم بعدها يتساءَل المسيحي المُغالِط فيقول :
كيْفَ يقول القرآن أن اليهود عبدوا عِزْرا على أنّهُ الله؟!!! …
وهكذا صاغَ المسيحي السُّؤالَ بِما يوحي أنه سؤالٌ مُنْضَبِط، ولكِنّهُ في حقيقةِ الأمر سؤالٌ مبْني على المُغالطة .. والمُغالطَةُ أيّاً كانَ نوْعُها هِيَ الوسيلَةُ الوحيدةُ لا غيْرها والتي يعْتمِدُ عليْها المسيحي في حِوارِهِ مع المُسْلِمين … ولا يوجَد وسيلةٌ أخرى قد يعْمَدُ إليْها المسيحي المُتهجِّمُ لترْويجِ بِضاعتِهِ ..!!
فكيْفَ غالطَ المسيحيُّ في هذا السؤال؟!

قامَ بغزل المُغالطاتِ في ِقياسٍ يبدو منْطِقِيَّاً لِمن لم يُمْعِن فيه، وسأذْكُر تفْصيل ذلِكَ، ولاحِظوا ودقِّقوا كيف ببهلوانِية وخِفَّة يد .. أخرج المغالطة في هذا السِّيناريو :

تفْصيل المُغالطة :
1- قالت اليهود : عُزيْر هو “ابن الله” .. (المقدمة الكبرى)
هذه المقدمة هي التي بدأ بها من القرآن الكريم، ( ولاحِظوا أنها تتكلّم عن قوْل اليهود بفهمهم وليْسَ عن فهم النصارى. وضعوا هذه الملاحظة في الحسبان وانتم تقرأون مقدمته التالية والتي زج فيها بمغالطته.

2- “ابن الله” هو “الله نفْسُه” .. (المقدمة الصغرى) ……

وهُنا مغالطة بالحذْفِ والحجْر والتعميم ..
فالصوابُ أن يقول :” ابن الله عند طائِفة معينة في المسيحية هو الله نفسه بينما ليس الامر كذلك عند اليهود“. ولكنه قد حذَف كل المُلوّن بالأحمر لكي يعمم القاعدة ويمرر المغالطة في مقدمته على اليهود، وكأن اليهود لا يفهمون “بنوة الله” الا بما فهمه المسيحيون!  … ومعلوم أن : “معنى ابن الله ” في المسيحية تخْتلِف من طائِفة لأخرى، علاوة على اختلافها عن معناها عند اليهود. فقيّد هو المعنى وحجرَ فهم المصطلح على حسب طائِفتِهِ هو، ثم قام بتعميمِها على جميعِ الطوائِف بما فيهم اليهود، وذلك بأن حذَف المُلوّن بالأحمرِ أعلاه. وبالتالي أوْهَم المُسْتَمع والقارىء أنه شيء مُسلّم بِهِ وقاعِدَة عامّة عِنْدَ الجميعِ أن معنى ابن الله لا يفيد في المسيحية واليهودية إلا الألوهِيّة فقط، وبالتالي فالقرآن يقول انهم عبدوا عزرا كاله مساو لله، وهذا باطِل وغير صحيح كما سنبينه .. وبالتالي كانت هذه المُقدِّمة باطِلة.
3- ثم استنتج من المقدمتين اعلاه أن القران قال  أن اليهود: عبدوا عزيْر على انه الله نفْسُه .. (النتيجة) …..
(وهاهي النتيجةُ جاءت مغْلوطة، وما بُني على باطِل فهو باطِل. وهكذا أطْلق المعنى والفهم النصراني على اليهودية أيْضاً وطوع بها الاية ليتسنى له الاعتراض.. ومعلوم أن : “معنى ابن الله ” في اليهودية تخْتلِف من طائِفَةٍ لأخرى بل ويخْتلِفُ عن معناها في المسيحية … !!)
ثمّ أخيراً يصيغ شُبْهَتَهُ في هيْئَة سؤالٍ فيقول :
كيْفَ يقول القرآن أن اليهود عبدوا عِزْرا على أنّهُ الله؟!!!
قلْبُ الطاوِلَةِ على أصْحابِها:

1- اثْباتُ أنّ “ابن الله” في المسيحية لا تعني أنه الله نفسُه فقط !!

أ) إثْبات أن مفْهومَ البُنُوّةِ في المسيحِيّة لا يعني في الأصْلِ التأليه، بل هم فيهِ على عقائِد مختلِفة وهذا بعضها:

1- المسيح : تفْسيرٌ على أنّ : الإعْتِراف بأن المسيح هو ابن الله هو مرادف للاعتراف بأن يسوع هو المسيح .!!

2- الله نفْسُه (المعادلة بالآب ) وله طبيعة الله وصفاته

3- مجازي و روحي وليْسَ على حقيقتِه :كذلِكَ فالمسيحُ قد أطْلق ابْني الرعْد على تلميذيْهِ ولم يقْصِد أنهما الرعد نفسُه.!

4- البار: مرقص 15: 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال: «حقا كان هذا الإنسان ابن الله!» , ونفْسُ الفقْرةِ في لوقا 23: 47 .. ” فلما رأى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا: «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا!»

5- ملِك اليهود: لوقا 23: 37 .قائلين: «إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك»…. بينما في متى 27: 40 “….خلص نفسك! إن كنت ابن الله …”

ب) أمْثِلَة لكثيرُ من الطوائِف المسيحية (عبْرَ القرون ) تؤْمِن بمُعْتقداتٍ مُخْتَلِفَة لمعنى أن يسوع ابن الله :

أ) النصارى في القرن الأول نظروا إليْها من النظرة الهيلينيّة (1) , فرأت أنهُ ابن الله، أي تعني الرجل المقدس كموسى وأنبياء العهد القديم.

ب) النصارى المُتهوِّدون “الأبيونيون” في القرن الميلادي الثاني والثالِث آمنوا بأن يسوع ابن الله بِمَعْنى أنهُ قدِّيسٌ صالِح، لا بِمَعْنى أنهُ اللهُ على الحقيقة.

ج) جماعة رأت أنهُ ابن الله من النظْرة اليهودية للمسيح , فالمسيح هو ابن الله ملِك اليهود , والذي صار ابن الله بمجرد ما قام من بين الاموات (رومية 1: 4) (2)
د) الآريوسيين في القرن الرابع , هو ابن الله وليْسَ الله نفْسُه، وغير مُساوٍ له في الجوهر !

2- مناقَشةُ معنى قوْلِ “ابن الله” عِنْدَ اليهود . وهل يعْني الألوهِيّة؟!!

هذا تعميم فاسِد، و حجْرٌ على المعْتَقَد اليهودي بتعميم مفْهوم طائِفة مسيحية عن “ابن الله ” ونِسْبتِها إلى قوْلِ اليهود .. ويبقى أن نُناقِش القضِيّة اليهودِيّة مِن كِتاباتِهِم …. وهذا ما سنُناقِشْهُ لاحِقاً إن شاء الله
يتبع

مشاركة

فيسبوك
تويتر
واتس
تيليجرام
Pinterest
Print

One Response

  1. جزاكم الله خيراً
    الحمد لله علي نعمة القرآن الكريم الذي يهيمن
    الحمدلله على ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه

    زادكم الله من فضله د. أمير مقال ومحاضرة أكثر من رائعه مدعمة بالدلائل ومزينه بإسلوب عقلاني مرتب يسير اللهم بارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

On Key

مقالات ذات علاقة

شبهات وردود حول القرآن
نصرة الإسلام

نقد شبهة أن علماء الإعجاز ( يسرقون جهود ) علماء الغرب وينسبونها للإعجاز القرآني

لا عجب أن تزداد تخرصات المخالفين والمعاندين حول القرآن الكريم واعجازه. ليظهر من يزعم انها سرقة!. وقبل ان أترككم مع مقال الدكتور عبدالرحيم الشريف فإن

اقرأ اكثر »
On Key

كتب من المكتبة ذات علاقة