مناظرة دكتور منقذ السقار ورشيد حمامي حول شخصية المسيح في القرآن الكريم.

مقصٌ سقاريّ لم يتوقعه رشيد حمامي!

 
 

وقفة على عجالة حول: مناظرة دكتور منقذ السقار ورشيد حمامي حول شخصية المسيح في القرآن الكريم.

 
أعلَمُ علم اليقين، أن رشيد واي مُنصر عنده مسحة عقل، او خبرة، لابد أن يرفض تمامًا أي مناظرة تكون مقارنة بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم، لأن النتيجة محسومة تمامًا، لماذا؟
 
لأن:
1- الكتاب المقدس يُصدق – بما فيه من بقايا الحق- ما جاء في كتاب الله القرآن الكريم، فلا يسع أي باحث حقٍ إلا التسليم.
2- الكتاب المقدس شهادة ضد كل مسيحي، وتعني حتمية انتهاء الحوار قبل أن يبدأ.
3- عقائد النصارى في يسوع لا أصل لها في الكتاب المقدس.
4- كل ما يعتقده النصارى مبني على إيمان اعمى بما ألفه لهم رهبان ما بعد القرن الثالث، ويُخالف المعطيات التاريخية والنقلية (الانجيلية) والعلمية.
 
ما هو المقص الذي جعل رشيد يصرخ؟
المقص هو استخدام منقذ السقار للكتاب المقدس عنوة واقتدارًا، واقتناصًا.
 
وكان يُمكن اعتبار أن الدكتور منقذ السقار، خرج عن موضوع المناظرة بالاستشهاد بالكتاب المقدس، لولا المنطق الذي قدمه، وهو منطق حجاجي صحيحٌ، وهو منطق فالج مئة بالمائة. كما قال الدكتور : ” الكتاب المقدس بوضعه الحالي المحرف، لايزال مصدر تاريخي بالنسبة لي بينما هو مصدر اعتقادي وإيماني بالنسبة لرشيد”.
 
هذا مقص تكتيكي، لا يخرج إلا من ذي خبرة. حتى ولو لم يُقدم الدكتور منقذ هذه الجملة، لما ضره أن يستشهد به، كقرينة، إلا أن تصريحه بها، تكتيكي، ووضع رشيد في مأزق.
 
الدكتور وببراعة، يُثبت الحق من القرآن ثم يستدل له بالقرائن المُلزمة للخصم، ولابد من الإلزام وإلا ما كان اسمها مناظرة. بل لا نقول يحق، بل يجب على أي مناظر دعم اعتقاده ودعواه بالقرائن (بالأدلة التاريخية والعلمية والأركيولوجية….الخ)، والمناظرة أصلًا تعني الزام الخصم، رشيد يظن المناظرة حوار صحفي!. 
 
العجيب أن رشيد لم يعترض على ما قدمه الدكتور منقذ من القرآن الكريم!، مع أن الواجب على رشيد أن يعترض عليه، لأن هذا هو عنوان المناظرة، ولم يفعل رشيد!، واكتفى بالصراخ ومحاولة لملمة الالزامات المتتابعة من كتابه.
 
 
لا يمكن الزام الخصم إلا بالادلة المعيارية التي يجب على كل منصفٍ الاحتكام إليها، وهي:
1- إما تلك الأدلة التي تكون حاكمًا على أحد الطرفين، مذهبه او لازم مذهبه،
2- أو حكمًا بينهما وهي الأدلة الحيادية.
 
فمحاولة اخراج الحَكَم من الملعب ((أدلة الإلزام)) كما حاول أن يفعل رشيد هو عين التلاعب، لكن ارجاع الحكم على رشيد للحوار، هو عين الإلزام لمنع التلاعب، وهي الكماشة السقارية التي أفقدته صوابه.
 
وحيث أن المناظرة حول صحة القرآن الكريم أو حول عقيدة المسلمين في المسيح عليه السلام. فكانت ضربة مقصٍ لازب، قاتلة، لازمة، تُلزم المسيحي من كتابه بصحة ما جاء في كتاب الله. وتُلزم المسيحي من المصادر التاريخية بالصحة.
 
بقي أمر آخر مهم، أتطرق له على عُجالة من وجهة نظرٍ حجاجية ومنهجية: حين يقول القرآن الكريم أنَّ مريم ابنة عمران، فإن ذكر اسم أبيها علمٌ زائد لكتاب الله، نزعم أنه بالوحي، وهو ناقص من كتاب رشيد المقدس، فهم لا يعرفون اسم أبا مريم ولا اسم أمها إلا – وهي من المناسبة السعيدة – من الاناجيل الابوكريفية وهو انجيل يعقوب، والتي أسمته يواقيم وسمّت امها حنا.. وارتضت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية تقليد هذا الإنجيل، الذي رفضه رشيد!
 
وعليه، وبما أن:
1- كتبابك لا يُسعفك، فلا تعرف اسم ابيها بالوحي ولا اسم أمها بالوحي.
2- ولا مصداقية كتابك تسعفك: فالنسبين اصلا في الانجيلبن (متى ولوقا) متضاربين وحاولتم اصلاح التضارب، اصلاحًا يائسًا ولم ينفع حتى اقر قساوستكم بمعضلتها.
3- والتقليد لا يُسعفك: حيث ترفض الانجيل الابوكريفي الوحيد الذي ذكر اسم أبيها عندك. التي اعتدت به الكنيسة كتقليد شفهي.
4- والتاريخ لا يُسعفك: لأنه لا يوجد اي مصدر تاريخي في الوجود كله- نعرفه حتى يومنا هذا – قد يُفصح عن اسم أبيها حتى نحتكم إليه.
 
إذن فأصبحت دعوى القرآن زيادةٌ علمٍ، لا يمكن نقضها إلا بدليل، وأنت مفتقر لأي دليل. فعلى أي أساس تزعم خطأ القرآن؟ فين دليلك يا عزيزي؟
 
إذا قلنا اسم ابيها عمران، او قال زيد انه سين أو صاد.. كيف تعرف انه صواب أو خطأ؟.. إذا كنت فاقد أصلًا لكل المعطيات، عارٍ من أي دليل، لن تعرف .. وبما أننا نقول أن القرآن كتاب الله، فلا يمكنك تكذيب الاسم إلا باثبات أن القرآن ليس وحي الله، يعني اقحامك لهذا ما هو إلا محاولة يائسة للتهويل وتضييع الوقت، مع بهلوانية التعالم.
 
يعني لا عندك دليل ولا حجة ولا مصدر، لا تاريخي ولا علمي ولا أركيولوجي ولا ديني نقلي، فعلى اي اساس يا مسكين تدعي خطا القرآن؟ ..لمجرد التشابه مع اسم موسى؟ ليس مبررًا ولا حجة، لأن من تحدث عن موسى وهارون وبدقة، هو من أكد أن عيسى أتى بعد موسى عليهما السلام. فأصبح أنه يتحدث عن اسم أبيها مؤكدًا عليه يعني أن لديه مصدرٌ ما، إما بالوحي، وإما نقلًا عن غيره. فكان يجب عليك اخراج هذا المصدر ..
وهذا ينقلنا إلى وقفة مهمة:
وهي أنك زعمت أن القرآن ينقل ما كان منتشرًا بين العرب، وما من شيء في القرآن إلا وعندك عليه مصدر، بسيطة، الآن بما أن لا دليل عندك على أي خطأ، فلم يبقى لك إلا أن تُثبِت زعمك هات اثبات أن اسم أبو مريم عمران كان منتشرًا بين العرب، أو هات له مصدر يا عزيزي؟، إن أعياك كل ما سبق، فلم يبقَ إلا الوحي. وتسقط دعواك من كلامك أنت ونشكرك على أن أهديتنا هذا المثال الحي على كذبك الصريح.
 
وقفة منهجية أخرى:
الخطأ يكون خطأ يقيني حين يكون هناك مصدر حقيقي يُعتد به يُخالف القرآن الكريم، كما حدث مثلا في خطأ متى الصريحوزعمه أن زكريا ابن براخيا، بينما هو ابن يهوياداع، فخلط بين اثنين ذكريا!!، و في الخطا الصريح في الانساب ما بين متى ولوقا.. هذه أخطاء صريحة قبيحة، لا تصدر عن وحي وإنما عن قلمٍ مستهتر، أخطاء لا يمكن التشكيك فيها..
 
فإن لم تجد مثل هذا، يبقى إنت جاي اعمل ايه حبيبي؟
 
يعني يا رشيد، آخرك ماهو الا التهويل بالكذب والزور، وبما لا علم لك به، ويبقى عليك بينة اثبات أن القرآن أخطأ ولا يمكنك اثبات ذلك .. بل إن التفاصيل التي تقودنا إليها هذه الآية القرآنية ينقلنا إلى مصيبة أكبر في كتابك المقدس، ولم نكن لنقف عليها لولا البحث في نسب مريم من الكتاب المقدس، ولعل هذا سبب رئيس في مسارعتك باقحام هذا الموضوع فيما ليس محله، لكن هذا موضوع آخر، أحسن الدكتور منقذ وأجاد أن لم ينجرف معك فيه حتى لا يخرج الحوار عن أصله.
 
مبارك عليك المقص عزيزي رشيد.

مشاركة

فيسبوك
تويتر
واتس
تيليجرام
Pinterest
Print

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

On Key

مقالات ذات علاقة

On Key

كتب من المكتبة ذات علاقة