تويت
أين يقع العالم الإسلامي
توران كشلاكجي
2/28/2010
إن العصر الذي نعيش فيه هو عصر تضع للناس مفاهيمه القوى الغربية وحتى في حديثنا عن العالم الإسلامي فإننا نضطر للتعامل المفهوم الغربي حوله, فأين هو العالم الإسلامي وأين تقع حدوده ؟
أين يبدأ وأين ينتهي ؟ وما هي طبيعة الجغرافيا الإسلامية ؟ وكيف هم الناس الذين يعيشون في هذه الجغرافيا ؟
في الظروف الحالية لو أردنا الإجابة على مثل هذه الأسئلة فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أمامنا من مفاهيم هي:
الشرق الأوسط , باكستان , أفغانستان , الصومال , فلسطين , الاضطرابات, طالبان , القاعدة , الإرهاب , الدكتاتورية, والأنظمة العسكرية , التخلف, الانحطاط الثقافي , الفقر والجوع والبترول.....
ها هي المفاهيم التي غرسها الغرب في العقل الباطن في عقول الجميع حتى في عقول المسلمين وتستخدم الآن للتعبير عن العالم الإسلامي.
وكما أن الغرب يضع تعريفاته الخاصة لما يعرفه هو بالشرق فإن للساكنين في هذا الشرق تعريفهم وقراءتهم الخاصة لهذه المنطقة , وما يعرفه العالم عن الشرق ما هو إلا نتاج نظرة عامة, وما يظهر في صفحات الأخبار الدولية عن الشرق أو العالم الإسلامي فأغلبيته العظمى متحيز أو مرتكز على المواجهة. مع الأسف ما يعرفه مثقفونا عبارة عن ما تقدمه هذه الصحف والتلفزيونات من صور وتصورات وفي الحقيقة إن الشرق والعالم الإسلامي هو عالم مختلف تماما عما يراد له أن يبدو عليه.
العالم الإسلامي ليس هو الشرق الأوسط..
إن مصطلح الشرق الأوسط المستخدم اليوم بدون أي مسؤولية هو مصطلح ما زال محل نقاش واختلاف, وإن كان المعني المقصود منه هو العالم الإسلامي فإننا لا نقبل ذلك . لأننا لو نظرنا حتى لأبسط قواعد الجغرافيا سنجد خطأ هذا المصطلح بكل بساطة بالإضافة إلى ذلك فغننا لو نظرنا لكرتنا الأرضية فليس هناك ما يعتبر وسط لمكان آخر.
إن مصطلح الشرق الأوسط أستخدم لأول مرة من قبل الانجليز بعد سقوط الخلافة العثمانية وكان يقصد به العراق وإيران. قبل سقوط العثمانية كانوا يطلون الشرق الأدنى على العثمانية نفسها , وهذه المنطقة التي كانت تسمى في القديم "ميزوبوتاميا" أي بلاد مابين النهرين وهي تشكل جزء صغير من العالم الإسلامي. وعند تعريف العالم الإسلامي انطلاقا من مصطلح الشرق الأوسط فإنكم بذلك تخرجون جزء كبير من هذا العالم خارج الحسابات والدراسات .
إذا أين يقع العالم الإسلامي من العالم ؟
إن مصطلح العالم الإسلامي يغطي المساحة من مضيق جبل طارق حتى مضيق Malaka ومن نهر التونا إلى بحر العرب, إن هذه العالم الإسلامي الذي يحتوى على ما يقارب مليار ونصف من البشر يمتد من الشرق إلى الغرب على طول 15 ألف كيلو متر ومن الجنوب إلى الشمال إلى 9 آلاف كيلو متر من جبال الأورال إلى موريتانيا ويغطى مساحات واسعة جدا.
ولو نظرنا إلى العالم الإسلامي الممتد الواسع بهذا الشكل سنظهر من البداية أن من وضع الخرائط الخاصة بمواجهة الحضارات مثل صموايل هونتنجتون قد أخرج الهندوس والبوذيين من هذه المنظومة وترك المسلمون والمسيحيون ليتحاربوا, وسنرى أيضا من هذه النظرة الواسعة لهذه الخريطة الواسعة الأطراف أن العالم الإسلامي غني بالثقافات لأنه بني على حضارات النهر الأصفر والهند وبلاد مابين النهرين ومصر وروما وغيرها من الحضارات. وسنجد أيضا هذا العالم الإسلامي غني بالموارد الطبيعية البحرية حيث أنه يحتوي علي العديد من البحار والأنهار والبحيرات مثل النيل والبحر الأبيض المتوسط وبحر الخزر ونهري دجلة والفرات والبصرة وبحار وبحيرات المغرب العربي وبالإضافة إلى تلك الموارد المائية فالموارد الجوفية فتحتوي هذه البقعة من العالم على أعلى كميات الموارد الجوفية من المعادن والبترول والذهب والماس.
فباختصار إن هذا العالم ا إسلامي المترامي الأطراف من سواحل إفريقيا الأطلنطية إلى جنوب المحيط الهادي ومن متجمدات سيبيريا إلى الجزر البعيدة في شرق آسيا يحتوي على العديد والعديد من الثقافات والحضارات مثل الصينية والمغولية والماليزية والبشتونية والطاجيكية والتركية والشيشانية والفارسية والكردية والعربية والرومية والبربرية والسواحيلية وغرها من الحضارات والثقافات الأفريقية .
نيشان هذه الجغرافيا ..
مع أول أنوار الشفق من ساعات الفجر كانت صيحات " حي عل الصلاة حي على الفلاح ... الصلاة خير من النوم ... الله أكبر ...لا اله إلا الله .. التي تنطلق من مآذن المساجد تيقظ المسلمين إلى أول صلاة من الصلوات الخمس المكتوبات ...
كان هذا الأذان ينطلق أول ما ينطلق من مآذن جزر التوابل ومندناو والتي هي بداية العالم الاسلامي وبعد مدة تنطلق في الأرخبيل الأندونيس و آتشيه وجوا وسومطرة والباتاني وبورنيو وسيام وغيرها ..
ومن بعدها تسمع اصوات مآذن جبال الكشقار وجزيرة سيلان وبنجلادش وحيدر أباد وطورفان والبنجاب والسند ووادي الفرجان وبخاره وسمرقند وجبال الهندوكوش وخورصان ووادي هيرات وطوس وبلخ وجورجان وحوزستان وطبريستان نيسابور ويصل عبر الخط الحريري في بلاد القوقاز تصل إلى هماذان وأصفهان وطهران وبعدها تخترق الأصوات المتحرقة الصادرة من المآذن الشامخة ظلمة بغداد والكوفة والبصرة وحمص والشام والقاهرة العظيمة واسطنبول.
ثم إن صوت الأذان الأول لبلال يصدح في مآذن مكة والمدينة وبيت المقدس , وإن الأذان المنطلق من مسجد الأزهر فيمر عبر زيتونة تونس وقيروان المغرب إلى مالي وحتى ذلك الجامع الكبير المصنوع من الطين في تومبوكتو ومنها إلى الصحارى وإلى المدن التجارية المركزية على طول نهر السنغال وإلى المدن الساحلية قرب الأطلنطي , وكان أيضا يتردد الأذان ضفاف نهر التونا في أوروبا حتى أوسكوب , وبريشتينا , وسراي بوسنا وموستار والفليبي وصقيليا وجزيرة مالطا ومن هناك كان يتردد حتى قرطبة.
وبعد الأذان من منداناو إلى تومبوكتو ومع صوت الأذان يصطفون صفوفا متراصة ليتجهوا نحو القبلة الموحدة لهم , وما إن تشرق الشمس لتنير الأرض لينتشروا في أرض الله.
نعم !!! هذه البقعة من الأرض التي كان يسمع فيها الأذان في يوم من الأيام هي ما كان يعرف بالعالم الإسلامي, ورغم أن الكثير من المناطق التي ذكرتها لم يعد يصدح فيها الأذان فإن الصوت الذي ما زال يتردد صوته في آذان غير المسلمين فيها ينادي على أصحابها الأصليين. في السابق كان يعرّف العلماء المسلمين بلاد العالم الإسلامي أي أن كل مكان ينطلق فيه الأذان هي جزء من العالم الإسلامي. وكم ألهمني هذه الأبيات الشعرية للشاعر التركي الكبير محمد عاكف إرسوي ...
إن الشهادة التي هي أساس ديني ...
فلتصدح إلى الأبد في بلادي
http://www.alarabnews.com/show2.asp?...ID=12&PartID=1
توران كشلاكجي
2/28/2010
إن العصر الذي نعيش فيه هو عصر تضع للناس مفاهيمه القوى الغربية وحتى في حديثنا عن العالم الإسلامي فإننا نضطر للتعامل المفهوم الغربي حوله, فأين هو العالم الإسلامي وأين تقع حدوده ؟
أين يبدأ وأين ينتهي ؟ وما هي طبيعة الجغرافيا الإسلامية ؟ وكيف هم الناس الذين يعيشون في هذه الجغرافيا ؟
في الظروف الحالية لو أردنا الإجابة على مثل هذه الأسئلة فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أمامنا من مفاهيم هي:
الشرق الأوسط , باكستان , أفغانستان , الصومال , فلسطين , الاضطرابات, طالبان , القاعدة , الإرهاب , الدكتاتورية, والأنظمة العسكرية , التخلف, الانحطاط الثقافي , الفقر والجوع والبترول.....
ها هي المفاهيم التي غرسها الغرب في العقل الباطن في عقول الجميع حتى في عقول المسلمين وتستخدم الآن للتعبير عن العالم الإسلامي.
وكما أن الغرب يضع تعريفاته الخاصة لما يعرفه هو بالشرق فإن للساكنين في هذا الشرق تعريفهم وقراءتهم الخاصة لهذه المنطقة , وما يعرفه العالم عن الشرق ما هو إلا نتاج نظرة عامة, وما يظهر في صفحات الأخبار الدولية عن الشرق أو العالم الإسلامي فأغلبيته العظمى متحيز أو مرتكز على المواجهة. مع الأسف ما يعرفه مثقفونا عبارة عن ما تقدمه هذه الصحف والتلفزيونات من صور وتصورات وفي الحقيقة إن الشرق والعالم الإسلامي هو عالم مختلف تماما عما يراد له أن يبدو عليه.
العالم الإسلامي ليس هو الشرق الأوسط..
إن مصطلح الشرق الأوسط المستخدم اليوم بدون أي مسؤولية هو مصطلح ما زال محل نقاش واختلاف, وإن كان المعني المقصود منه هو العالم الإسلامي فإننا لا نقبل ذلك . لأننا لو نظرنا حتى لأبسط قواعد الجغرافيا سنجد خطأ هذا المصطلح بكل بساطة بالإضافة إلى ذلك فغننا لو نظرنا لكرتنا الأرضية فليس هناك ما يعتبر وسط لمكان آخر.
إن مصطلح الشرق الأوسط أستخدم لأول مرة من قبل الانجليز بعد سقوط الخلافة العثمانية وكان يقصد به العراق وإيران. قبل سقوط العثمانية كانوا يطلون الشرق الأدنى على العثمانية نفسها , وهذه المنطقة التي كانت تسمى في القديم "ميزوبوتاميا" أي بلاد مابين النهرين وهي تشكل جزء صغير من العالم الإسلامي. وعند تعريف العالم الإسلامي انطلاقا من مصطلح الشرق الأوسط فإنكم بذلك تخرجون جزء كبير من هذا العالم خارج الحسابات والدراسات .
إذا أين يقع العالم الإسلامي من العالم ؟
إن مصطلح العالم الإسلامي يغطي المساحة من مضيق جبل طارق حتى مضيق Malaka ومن نهر التونا إلى بحر العرب, إن هذه العالم الإسلامي الذي يحتوى على ما يقارب مليار ونصف من البشر يمتد من الشرق إلى الغرب على طول 15 ألف كيلو متر ومن الجنوب إلى الشمال إلى 9 آلاف كيلو متر من جبال الأورال إلى موريتانيا ويغطى مساحات واسعة جدا.
ولو نظرنا إلى العالم الإسلامي الممتد الواسع بهذا الشكل سنظهر من البداية أن من وضع الخرائط الخاصة بمواجهة الحضارات مثل صموايل هونتنجتون قد أخرج الهندوس والبوذيين من هذه المنظومة وترك المسلمون والمسيحيون ليتحاربوا, وسنرى أيضا من هذه النظرة الواسعة لهذه الخريطة الواسعة الأطراف أن العالم الإسلامي غني بالثقافات لأنه بني على حضارات النهر الأصفر والهند وبلاد مابين النهرين ومصر وروما وغيرها من الحضارات. وسنجد أيضا هذا العالم الإسلامي غني بالموارد الطبيعية البحرية حيث أنه يحتوي علي العديد من البحار والأنهار والبحيرات مثل النيل والبحر الأبيض المتوسط وبحر الخزر ونهري دجلة والفرات والبصرة وبحار وبحيرات المغرب العربي وبالإضافة إلى تلك الموارد المائية فالموارد الجوفية فتحتوي هذه البقعة من العالم على أعلى كميات الموارد الجوفية من المعادن والبترول والذهب والماس.
فباختصار إن هذا العالم ا إسلامي المترامي الأطراف من سواحل إفريقيا الأطلنطية إلى جنوب المحيط الهادي ومن متجمدات سيبيريا إلى الجزر البعيدة في شرق آسيا يحتوي على العديد والعديد من الثقافات والحضارات مثل الصينية والمغولية والماليزية والبشتونية والطاجيكية والتركية والشيشانية والفارسية والكردية والعربية والرومية والبربرية والسواحيلية وغرها من الحضارات والثقافات الأفريقية .
نيشان هذه الجغرافيا ..
مع أول أنوار الشفق من ساعات الفجر كانت صيحات " حي عل الصلاة حي على الفلاح ... الصلاة خير من النوم ... الله أكبر ...لا اله إلا الله .. التي تنطلق من مآذن المساجد تيقظ المسلمين إلى أول صلاة من الصلوات الخمس المكتوبات ...
كان هذا الأذان ينطلق أول ما ينطلق من مآذن جزر التوابل ومندناو والتي هي بداية العالم الاسلامي وبعد مدة تنطلق في الأرخبيل الأندونيس و آتشيه وجوا وسومطرة والباتاني وبورنيو وسيام وغيرها ..
ومن بعدها تسمع اصوات مآذن جبال الكشقار وجزيرة سيلان وبنجلادش وحيدر أباد وطورفان والبنجاب والسند ووادي الفرجان وبخاره وسمرقند وجبال الهندوكوش وخورصان ووادي هيرات وطوس وبلخ وجورجان وحوزستان وطبريستان نيسابور ويصل عبر الخط الحريري في بلاد القوقاز تصل إلى هماذان وأصفهان وطهران وبعدها تخترق الأصوات المتحرقة الصادرة من المآذن الشامخة ظلمة بغداد والكوفة والبصرة وحمص والشام والقاهرة العظيمة واسطنبول.
ثم إن صوت الأذان الأول لبلال يصدح في مآذن مكة والمدينة وبيت المقدس , وإن الأذان المنطلق من مسجد الأزهر فيمر عبر زيتونة تونس وقيروان المغرب إلى مالي وحتى ذلك الجامع الكبير المصنوع من الطين في تومبوكتو ومنها إلى الصحارى وإلى المدن التجارية المركزية على طول نهر السنغال وإلى المدن الساحلية قرب الأطلنطي , وكان أيضا يتردد الأذان ضفاف نهر التونا في أوروبا حتى أوسكوب , وبريشتينا , وسراي بوسنا وموستار والفليبي وصقيليا وجزيرة مالطا ومن هناك كان يتردد حتى قرطبة.
وبعد الأذان من منداناو إلى تومبوكتو ومع صوت الأذان يصطفون صفوفا متراصة ليتجهوا نحو القبلة الموحدة لهم , وما إن تشرق الشمس لتنير الأرض لينتشروا في أرض الله.
نعم !!! هذه البقعة من الأرض التي كان يسمع فيها الأذان في يوم من الأيام هي ما كان يعرف بالعالم الإسلامي, ورغم أن الكثير من المناطق التي ذكرتها لم يعد يصدح فيها الأذان فإن الصوت الذي ما زال يتردد صوته في آذان غير المسلمين فيها ينادي على أصحابها الأصليين. في السابق كان يعرّف العلماء المسلمين بلاد العالم الإسلامي أي أن كل مكان ينطلق فيه الأذان هي جزء من العالم الإسلامي. وكم ألهمني هذه الأبيات الشعرية للشاعر التركي الكبير محمد عاكف إرسوي ...
إن الشهادة التي هي أساس ديني ...
فلتصدح إلى الأبد في بلادي
http://www.alarabnews.com/show2.asp?...ID=12&PartID=1
