عقيدة السنة والجماعة في باب الصفات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

رأفت المحمدي محمد مسلم اكتشف المزيد حول رأفت المحمدي محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عقيدة السنة والجماعة في باب الصفات

    عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الصفات
    حدث لغط كثير بين الفرق الإسلامية حول باب الصفات على مر العصور والتاريخ الاسلامى منذ ظهور المعتزلة والأشاعره و الماترودية حتى أن بعض كبار العلماء ومنهم الإمام احمد وشيخ الإسلام ابن تيمية سجنا بسبب هذا الباب من أبواب العقيدة
    وأريد أن أبسط الخلاف كي ينتفع بهذا الموضوع اكبر عدد من المسلمين
    ذهب الأشاعرة إلى إثبات خمس صفات لله فقط ونفى باقي الصفات أو تأويلها إلى معان تخالف ظاهر النصوص القرءان وخاصة الصفات الخبرية ( والمقصود بالصفات الخبرية مثل اليد والساق و الوجه و الأصابع وغيرها من صفات رب العالمين التي أثبتها سبحانه لنفسه أو أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لذات الله سبحانه )
    المبحث الأول :حجة الاشاعرة والمعتزلة و الماترودية في عدم إثبات تلك الصفات لله سبحانه
    1- يقولون أن مذهبهم التنزيه والتفويض، وأنهم لا يتكلمون في معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات،بل يقولون يجب علينا أن نؤمن بها، ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته،مع إعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن التجسيم وعن سائرصفات المخلوق، فهم يقولون باثبات الوجه، واليد، والعين لله تعالى على أنها صفاتيعلمها الله تعالى، لا على أنها جوارح ، ذلك لأن الجوارح مستحيلة على الله تعالى.
    ( ومعنى التفويض أي أنهم يفوضون المعنى لله ولا يتكلمون فيه ويستدلون بقول الإمام مالك حيث قال لمن سأله عن الرحمن على العرش استوى فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة )
    2- يقولون أن وصف الله بتلك الصفات كالمحبة مثلا واليد و الأصابع والرضا والغضب والسخط نقص لله ولا تليق بكماله سبحانه ويقولون إننا إذا وصفنا الله بتلك الصفات شبهناه بخلقة لذلك أولوا الآيات و الأحاديث الدالة على الصفات على نحو لا يقتضيه سياق الآيات واليك بعض تلك التأويلات الفاسدة
    · قولة تعالى ( الرحمن على العرش استوى )
    العرش جسم عظيم نوراني علوي محيط بجميع الأجسام لا قطع لنا بتعيين حقيقته على المعتمد يجب الإيمان به استوى أي بالقهر ملك قاهر وإله قادر ويلزم من قهره تعالى أعظم الأشياء وأعلاها قهر ما دونه

    قولة تعالى : (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
    نفى الاشاعرة و الماتوريدية والمعتزلة صفة المحبة لله بحجة ان المحبة تعنى ميل المحب الى ما يريد المحبوب وقالوا إن ذلك ممتنع على الله وفسروا المحبة المذكورة في الأيه السابقة بإرادة الثواب
    وكذلك فسروا الرضي بإرادة الثواب في قولة تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه )
    وفسروا الغضب والسخط بإرادة العقاب في قولة تعالى(أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)) ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) )
    كما فسروا اليد بالقدرة فى قولة تعالى (وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
    كما فسروا وجاء ربك ب جاء امر ربك فى قولة تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22)
    وغيرها من التاويلات الباطلة التى لاتدل على معنى النص
    المبحث الثاني
    المبحث الثاني : ما هيالأسباب التي أدت إلى ذلك الانحراف فى تفسير الاشاعرة وغيرهم من المتكلمين ؟
    1- السبب الرئيسي في صرف نصوص القرءان من المعنى الراجح إلى المعني المرجوح هو القياس العقلي في الغيبيات الغير معلومة لأحد واستخدام قياس التمثيل اى قياس صفات رب العالمين على صفات الخلق وهذا لا يصح ولا يليق لان صفات الله لا يعلمها احد وأمور الغيبيات لا نعمل فيها العقل وحدود العقل تقف عند ما ذكره الله في كتابة وما ذكره رسول الله في صحيح السنه وعدم معرفتنا بالغيب لا يعنى انه غير موجود لان مدارك العقل محدودة مقيدة بالخبرات السابقة والحواس الخمس فكلنا يؤمن بوجود الملائكة والجن ولا نراها ولا نعلم متى تنزل او تصعد وعدم معرفتنا لها لا ينفى وجودها
    2- استخدام الأقيسه الفاسدة على رب العالمين وهذا ما لا يليق بذاته العليه مثل استخدام قياس التمثيل وتعريفة ( إلحاق فرع بأصل في حكم جامع لعلة ) مثلا قياس الحشيش والأفيون على الخمر في التحريم فالمعلوم حكم الخمر فيكون هو الأصل والمجهول حكم الحشيش والأفيون فيكون هو الفرع في حكم جامع ألا وهو التحريم لعله هي علة الإسكار فكلاهما مسكر فنقيس الحشيش على الخمر فى التحريم وهذا ما يطلق علية قياس التمثيل
    وفى الصفات المعلوم صفات البشر فتكون هى الاصل والغير معلوم هى صفات الله فتكون هى الفرع والعلة هى لفظة الصفة (اللفظ عند التجرد ) اى الصفة من غير اضافتها الى احد تسمى اللفظ عند التجرد كان نقول طويل او قوي فيصح ان تطلق على انسان او حيوان او مبني او غيرها اما إذا قلنا رجل قوي نقيس قوته بالنسبة للرجال واذا قلنا اسد قوي اى قوى بين الاسود ويسمى اللفظ فى هذة الحالة اللفظ عند الاضافة ولا يصح ان نقيس قوة الاسد على قوة الرجل ( والخلاصة ان اللفظ عند التجرد يصح ان يطلق على اى شيء اما اذا اضفناه لشيء قسنا المعنى على هذا الشيء )
    وما وقع فية المتكلمون هو قياس صفات الله على صفات البشر فقالوا لو اثبتنا تلك الصفات شبهنا الله بخلقة وهو اعتقاد خاطئ لاننا اذا اضفنا الصفة لله لاتكون بحال من الاحوال كصفات البشر لانه ليس كمثلة شيء وهو السميع البصير وليس مثل صفاته صفات سبحانه واذا قال لنا احد جاء محمد فنعلم المجيء باحدى امرين الاول ان انظر الية وارى كيف يجيء او اتخيل مجيئه لاننا راينا اشخاص مثلة يجيئون اما عندما نقول جاء ربك سبحنك لا نستطيع ان نتخيل ذلك لاننا لم نرى مجيئه سبحانه ولا شئ مثلة رايناة فنتخيل مجيئه وهكذا فى جميع الصفات سبحانه له يد ولكن كيف نتخيلها وليس كمثله شيء رايناه ولم نرى يد الله حتى نتخيلها
    3- استخدام قياس الشمول مع رب العالمين سبحانه وهو قياس فاسد وقياس الشمول معناة الاستدلال بكل على جزء بواسطة اندراج هذا الجزء مع غيره تحت هذا الكل واستواء الافراد المندرجة تحت هذا الكل لذا جميعهم ياخذ نفس الحكم
    ولتضيح ذلك مثلا اذا قلنا تكلم محمد فمحمد من بنى ادم وجميع بنى ادم يتكلمون بلسان وشفتين وحنجرة فعندما نسمع تكلم محمد فبقياس الشمول نتخيل كلامه من شفتية ولسانه وهذا لا يليق مع الله فاذا سمعنا ربنا سبحانه يقول ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) لانقيس قياس الشمول وتنخيل لله شفتين ولسان لاننا لم نرى كيف تكلم ولم نرى مثلة لنقيس علية
    4- الفهم الخاطئ لقول الامام مالك فادعوا انه رضي الله عنه فوض حين سؤل عن الرحمن على العرش استوى وقالوا ان مذهب السلف التفويض وهذا فهم خاطئ لان الامام مالك قال الاستواء معلوم فلم يفوض فى معنى الاستواء وقال انه معلوم وقال والكيف مجهول فكان التفويض فى الكيف لكنه رضى الله عنه لم ينفى الكيف فهناك كيف يعلمه الله ومجهول لنا لا نعلمه ويعلمه رب العالمين وهذا فهم السلف وليس التفويض نفى الكيف كما يدعى المتكلمون فهناك كيف نحن لا نعلمه
    5- ذكر شيخ الاسلام قاعدة مهمه للخروج من هذا اللبث حيث قال (ما من شيئين الا بينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن انكر القدر المشترك فقد عطل ومن انكر القدر الفارق فقد مثل )
    وشرح هذة القاعدة ببساطه شديد هانا الالفاظ نفسها مشتركه بين الاجناس المختلفه والخالق فهذا هو القدر المشترك استخدام نفس الالفاظ مثلا (كبير ) (قوي )هذة الفاظ مشتركة (اللفظ عند التجرد ) فمن نفى تلك الالفاظ وصرفها عن ظاهرها فقد عطل صفات الله ( وقدر فارق ) اى عند اضافتها فعنما نقول رجل طويل اى بين الرجال قياسا على الرجال برج طويل اى بين الابراج وليس من العقل قياس البرج على الرجل فصفات كلاهما تقاس على جنسه اى هناك قدر فارق عند الاضافة اى اضافة الصفة للموصوف فاذا نسبت الصفة لله فهناك قدر فارق بين الله وغيرة لانه ليس كمثلة شيء فمن قال انه لايوجد قدر فارق فقد شبه الله بخلقة والعياذ بالله وهى قاعدة لو فهمها المتكلمون لانتهى الجدل والحوار فى هذا الباب ( والله اعلى واعلم )
    ( الباحث / رأفت المحمدي )
    التعديل الأخير تم بواسطة رأفت المحمدي محمد; 25 أكت, 2011, 02:45 ص. سبب آخر: تكبير الخط

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
ردود 0
34 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
ردود 0
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
ردود 0
57 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
ردود 0
64 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
 
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
ردود 0
52 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
 
يعمل...
X