هل حقا القران يشهد بصحة الاناجيل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

sendbad_elmassery اكتشف المزيد حول sendbad_elmassery
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل حقا القران يشهد بصحة الاناجيل

    بسم الله الواحد الاحد الفرد الصمد اللذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد واصلي واسلم على خاتم انبيائه ورسله محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه
    منذ فترة وانا اريد كتابة هذا الموضوع لكن شاء الله ان اتاخر حتى بدات شبهات النصارى تاتي الينا في هذا المنتدى العامر فعقدت العزم على ايراد جميع شبهاتهم وتفنيدها والرد عليها جميعا شبهة شبهة
    لذا فقد يطول الموضوع وحرصا مني على الا يمل الاصدقاء فساكتفي بايراد شبهة واحدة والرد عليها من كافة اوجهها يوميا اي كل يوم شبهة واحدة
    فارجو من الاخوة ان تتسع صدورهم لما ساورده وان اخطات ارجو من الاخوة ردي الى الحق فذاك ظني بهم
    والان استعين بالله وابدا بسرد شبهات النصارى حول موضوعنا ان القران يشهد بصحة الاناجيل
    هذه هي كل شبهات النصارى مجتمعة من موضوع شهادة القران بصحة الاناجيل في موقع دولةالاقباط الاحرار وسنرى جميعا شبهاتهم تتهاوى امام الحق
    ( شهادة القران لصحة الانجيل

    --------------------------------------------------------------------------------

    آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ

    لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

    ( سورة البقرة: 285)



    يحث القرآن المسلمين فى هذه الآية على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وألا يفرقوا بينهم، والتوراة والإنجيل هما بشهادة القرآن كتابان من عند الله أنزلهما الله على عباده المؤمنين.

    ويعنى ذلك أنه يجب عليك كمسلم الإيمان بهذه الكتب وقراءتها ودراستها.

    ولكن يدّعى البعض أن التوراة والإنجيل اللذين شهد لهما القرآن بصحتهما قد حُرِفا أو زُوِرَا. وموضوعنا هو مدى صحة هذه الإدعاءات.

    وإليك بعض الآيات القرآنية التى تشهد بصحة التوراة والإنجيل:



    وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ (آل عمران2، 3)
    قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (المائدة 68)
    وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (المائدة 47)
    قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (القصص 49)
    وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (المائدة 47)
    وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (الأنعام 34)
    لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (الأنعام 115)
    لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (يونس 64)
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر 9)
    إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ (المائدة 44)
    وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (المائدة 46)
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ (الأنعام 89-90)
    "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (النحل 43)
    فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ " (يونس 94)
    "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (الفتح 23)
    قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (البقرة 136)


    فالقرآن يصف التوراة والإنجيل بأنهما نور وهدى للناس وموعظة للمتقين، ويحث أهل الكتاب على إقامة أحكامه لأن فى التوراة والإنجيل أحكام الله، وأن من لايؤمن بهما فقد فسق وضلّ ضلالاً بعيداً، وينصح القرآن المسلمين بالإقتداء بمن هداهم الله من قبل وسؤالهم فى حالة الشك. وقد رفع القرآن شبهة التحريف عنهما مؤكداً أنه لاتبديل لكلمات الله لأنه الله شخصياً هو الحافظ لهما. فالآن أيها الأخ الحبيب، إن كنت تؤمن ان الآيات القرآنية السابقة الذكر صحيحة ومُلزمة لك فيجب ان تؤمن بالتوراة والإنجيل.)
    ما بين القوسين مقدمة موضوعهم في موقع دولة الاقباط الاحرار وتم اثر ذلك مناظرة بيني وبينهم انتهت بفضل الله بفضح كذبهم وتدليسهم
    دي كانت شبهاتهم كلها وسارد عليها واحدة واحدة بعد توضيح شيء مهم جدا
    هي اننا كمسلمين نؤمن بالتوراة والانجيل اللذين انزلهما الله تعالى على موسى وعيسى المسيح بن مريم واتحدى كل نصارى العالم ان ياتوا بالانجيل اللذي انزله الله تعالى على المسيح بن مريم
    النقطة الثانية هي انهم استشهدوا بالقران على صحة الانجيل لذا فانه يلزمهم حكم القران وتفسيره من لدن المفسرين المعتمدين لمذهب اهل السنة فلا يحتج علينا مثلا بتفسير لمفسر شيعي
    لذا سنرى سويا حكم القران على الانجيل
    ولنبدا بالشبهة الاولى
    وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ (آل عمران2، 3)
    بداية وقبل نقل اي تفسير الاية تتحدث عن التوراة والانجيل اللذين انزلهما الله وبالطبع ليسا هما الموجودان الان بيد اصدقائنا ولنرى كيف فسر المفسرون المعتمدون هذه الايات اللتي استشهدوا بها
    اليكم تفسير القرطبي للاية الثانية من سورة ال عمران ولنرى سويا شهادة القران على الانجيل
    الخامسة: صَدْرُ هذه السورة نزل بسبب وفد نَجرْان فيما ذكر محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، وكانوا نصارى وَفَدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في ستِّين راكباً، فيهم من أشرافهم أربعة عشر رجلاً، في الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يرجع أمرهم: العاقب أميرُ القوم وذو آرائهم وٱسمه عبد المسيح، والسيدِّ ثِمالُهم وصاحب مُجْتَمَعهم وٱسمه الأَيْهم، وأبو حارثة بن عَلْقَمَة أحد بكر بن وائل أُسقُفُهم وعالمهم؛ فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر صلاة العصر، عليهم ثياب الحِبَرات جُبَبٌ وأرْدية.
    فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا وفداً مثلهم جَمَالاً وجلالة. وحانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المَشْرِق. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم «دَعُوهم». ثم أقاموا بها أياماً يُناظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيسى ويزعمون أنه ٱبن الله، إلى غير ذلك من أقوال شنيعة مضطربة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يردّ عليهم بالبراهين الساطعة وهم لا يُبْصرون، ونزل فيهم صَدْر هذه السورة إلى نَيِّف وثمانين آية؛ إلى أن آل أمرهم إلى أن دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة، حسب ما هو مذكور في سيرة ٱبن إسحاق وغيره.
    فكيف اذن يشهد القران بصحة الانجيل والتفسير يقول عن قولهم عن المسيح ابن الله انه من الاقوال الشنيعة المضطربة ويقر التفسير بان الرسول رد عليهم بالبراهين الساطعة اليس هذا هو تفسير القران للقرطبي
    واليكم تفسير ابن كثير لنفس الاية الاية الثانية من سورة ال عمران
    { الۤمۤ } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }


    قد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { 1649;للَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } و { الۤمۤ ٱللَّهُ لاَۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } عند تفسير آية الكرسي، وقد تقدم الكلام على قوله: { الۤمۤ } في أول سورة البقرة بما يغني عن إعادته، وتقدم الكلام على قوله: { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ } في تفسير آية الكرسي.

    وقوله تعالى: { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } يعني: نزل عليك القرآن يا محمد بالحق، أي: لا شك فيه ولا ريب، بل هو منزل من عند الله، أنزله بعلمه، والملائكة يشهدون، وكفى بالله شهيداً، وقوله: { مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي: من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء، فهي تصدقه بما أخبرت به، وبشرت في قديم الزمان، وهو يصدقها؛ لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن العظيم عليه. وقوله: { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ } أي: على موسى بن عمران، { وَٱلإْنْجِيلُ } أي: على عيسى بن مريم عليهما السلام، { مِن قَبْلُ } أي: من قبل هذا القرآن { هُدًى لِّلنَّاسِ } أي: في زمانهما. { وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } وهو الفارق بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والغي والرشاد؛ بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات، والبراهين القاطعات، ويبينه ويوضحه، ويفسره ويقرره، ويرشد إليه، وينبه عليه من ذلك. وقال قتادة والربيع بن أنس: الفرقان ههنا القرآن. واختار ابن جرير أنه مصدر ههنا؛ لتقدم ذكر القرآن في قوله: { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } وهو القرآن. وأما ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي صالح، أن المراد بالفرقان ههنا التوراة، فضعيف أيضاً؛ لتقدم ذكر التوراة، والله أعلم.
    وقوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأيَـٰتِ ٱللَّهِ } أي: جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل، { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: يوم القيامة، { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } أي: منيع الجناب، عظيم السلطان، { ذُو ٱنتِقَامٍ } أي: ممن كذب بآياته، وخالف رسله الكرام وأنبياءه العظام.
    واليكم تفسير حبر الامة عبد الله بن عباس احد كبار الصحابة لنفس الاية الاية الثانية من سورة ال عمران
    وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤمۤ } يقول أنا الله أعلم بخبر وفد بني نجران ويقال قسم أقسم به أن الله واحد لا ولد له ولا شريك له { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ } الذي لا يموت ولا يزول { ٱلْقَيُّومُ } القائم الذي لا بدء له { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالكتاب { بِٱلْحَقِّ } لتبيان الحق والباطل { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } لما قبله من الكتب { وَأَنْزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ } جملة على موسى بن عمران { وَٱلإِنْجِيلَ } جملة على عيسى ابن مريم { مِن قَبْلُ } من قبل محمد والقرآن { هُدًى لِّلنَّاسِ } لبني إسرائيل من الضلالة { وَأَنْزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } على محمد متفرقاً بالحلال والحرام { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد والقرآن وهم وفد بني نجران { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } في الدنيا والآخرة { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } منيع بالنقمة { ذُو ٱنْتِقَامٍ } ذو نقمة منهم
    فهل يزعم بعد ذلك عاقل ان القران يقر بصحة الاناجيل وما فيها من شرك وخلل عقدي
    ده كان تفسير اول اية فقط مما استشهدوا به على باطلهم
    ولو شاء الله وجعل في العمر بقية سنرى سويا حكم القران على الاناجيل من خلال الايات اللتي استشهدوا هم بها
    اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
    سيف
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:45 ص.
    اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

  • #2
    الرد على الشبهة الثانية

    بسم الله ابدا وبه وحده استعين وعليه وحده اتوكل
    استمرارا مني في الرد على شبهات النصارى ومزاعمهم الباطلة ان القران يشهد بصحة الانجيل اكتب دليلهم الثاني على ادعائهم الكاذب لنرى هل فعلا يشهد القران بصحة الانجيل ام انه مجرد ادعاء كاذب لا اساس له من الصحة
    الدليل الثاني حسب زعم النصارى
    قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (المائدة 68)
    ده كان دليلهم الثاني والان نرى سويا هل حقا شهد القران بصحة الانجيل ام لا
    ده تفسير القرطبي لهذه الاية الاية 68 من سورة المائدة
    { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }


    فيه ثلاث مسائل:

    الأولى ـ قال ابن عباس: " جاء جماعة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ألست تُقِرّ أنّ التوراة حقّ من عند الله؟ قال: «بلى». فقالوا: فإنا نؤمن بها ولا نؤمن بما عَدَاها؛ فنزلت الآية " ؛ أي لستم على شيء من الدِّين حتى تعملوا بما في الكتابين من الإيمان بمحمد عليه السلام، والعمل بما يوجبه ذلك منهما؛ وقال أبو علي: ويجوز أن يكون ذلك قبل النّسخ لهما.

    الثانية ـ قوله تعالى: { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً } أي يكفرون به فيزدادون كفراً على كفرهم. والطغيان تجاوز الحدّ في الظلم والغُلو فيه. وذلك أن الظلم منه صغيرة ومنه كبيرة، فمن تجاوز منزلة الصغيرة فقد طغى. ومنه قوله تعالى
    { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ }
    [العلق: 6] أي يتجاوز الحدّ في الخروج عن الحق.

    الثالثة ـ قوله تعالى: { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } أي لا تحزن عليهم. أَسِيَ يَأَسَى أسىً إذا حزِن. قال:وَانْحَلبتْ عيناه من فَرْطِ الأَسَى
    وهذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس بنهي عن الحزن؛ لأنه لا يقدر عليه ولكنه تسلية ونهي عن التّعرض للحزن. وقد مضى هذا المعنى في آخر «آل عمران» مستوفى.
    اعتقد ان التفسير في قمة الوضوح ان اليهود والنصارى ليسوا على شيء حتى يزيلوا التحريف عن كتبهم وبازالة التحريف يبقى التوحيد واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بل وقد اقر المفسر بكفرهم وصرح به
    ولمزيد من الايضاح اليكم تفسير ابن كثير لنفس الاية
    { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }


    يقول تعالى: قل يا محمد: { يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ } أي: من الدين، حتى تقيموا التوراة والإنجيل، أي: حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء، وتعملوا بما فيها، ومما فيها الأمر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بمبعثه، والاقتداء بشريعته، ولهذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله: { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ }: يعني: القرآن العظيم
    واليكم تفسير الجلالين لنفس الاية
    { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }


    { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ } من الدّين معتدّ به { حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رَّبّكُمْ } بأن تعملوا بما فيه ومنه الإيمان بي { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ } من القرآن { طُغْيَٰناً وَكُفْراً } لكفرهم به { فَلاَ تَأْسَ } تحزن { عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ } إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم.
    والان اليكم تفسير حبر الامة وترجمان القران ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما
    ولنرى سويا كيف فسر ابن عم رسول الله واحد كبار الصحابة دليلهم المزعوم
    { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } * { وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }


    { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } من سب آلهتهم وعيب دينهم والقتال معهم والدعوة إلى الإسلام { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ } ما أمرت { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } كما ينبغي { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } من اليهود وغيرهم { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } لا يرشد إلى دينه من لم يكن أهلاً لدينه { قُلْ } يا محمد { يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } يعني اليهود والنصارى { لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } من دين الله { حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } حتى تقروا بما في التوراة والإنجيل { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } من جملة الكتب والرسل { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ } كفارهم { مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } بما أنزل إليك { مِن رَّبِّكَ } يعني القرآن { طُغْيَاناً } تمادياً { وَكُفْراً } ثباتاً على الكفر { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } فلا تحزن على هلاكهم في الكفر إن لم يؤمنوا { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بموسى وبجملة الأنبياء والكتب وماتوا على ذلك فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } تهودوا { وَٱلصَّابِئُونَ } يعني قوماً من النصارى هم ألين قولاً من النصارى { وَٱلنَّصَارَىٰ } نصارى أهل نجران وغيرهم { مَنْ آمَنَ } يعني من اليهود والصابئين والنصارى { بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث بعد الموت وتاب اليهودي من اليهودية والصابئ من الصابئة والنصراني من النصرانية { وعَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلهم من العذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما خلفوا من خلفهم ويقال فلا خوف عليهم إذا خاف الناس ولا هم يحزنون إذا حزن الناس ويقال فلا خوف عليهم إذا ذبح الموت ولا هم يحزنون إذا أطبقت النار { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ } إقرار { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } في التوراة في محمد صلى الله عليه وسلم وأن لا يشركوا بالله { وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ } بما لا يوافق قلوبهم ودينهم اليهودية { فَرِيقاً كَذَّبُواْ } يقول كذبوا فريقاً عيسى ومحمداً صلوات الله عليهما { وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } يقول وفريقاً قتلوا زكريا ويحيى { وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ } بلية ويقال أن لا تفسد قلوبهم بقتل الأنبياء وتكذيبهم { فَعَمُواْ } عن الهدى { وَصَمُّواْ } عن الحق في القلب وكفروا بالله ثم آمنوا وتابوا من الكفر { ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } تجاوز الله عنهم { ثُمَّ عَمُواْ } عن الهدى { وَصَمُّواْ } عن الحق وكفروا { كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } وماتوا على ذلك { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } في الكفر من قتل الأنبياء وتكذيبهم.
    هل بعد كل هذا يزعم كاذب مدع ضال مضل ان القران يشهد بصحة الانجيل وما فيه من شرك وضلال
    وان شاء المولى وقدر في العمر بقية القاكم غدا مع دليلهم الثالث ولنرى سويا محض افترائهم وكذبهم
    اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
    سيف
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:45 ص.
    اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

    تعليق


    • #3
      تفنيد دليلهم الثالث

      بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
      مازلنا مع ادلة النصارى المزعومة حول ادعائهم ان القران يشهد بصحة الاناجيل بالرغم من المخالفات العقدية الموجودة فيه
      والان نستعرض سويا دليلهم الثالث لنرى هل حقا القران يشهد بصحة الاناجيل ام لا
      هذا هو دليلهم الثالث
      وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (المائدة 47)
      والان مع تفسير القرطبي لنرى هل حقا هذه الاية دليل على صحة الانجيل ام لا
      { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }


      قوله تعالى: { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } أي جعلنا عيسى يقفو آثارهم، أي آثار النبيين الذين أسلموا. { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني التوراة؛ فإنه رأى التوراة حقاً، ورأى وجوب العمل بها إلى أن يأتي ناسخ. «مُصَدِّقاً» نصِب على الحال من عيسى. { فِيهِ هُدًى } في موضع رفع بالابتداء. { وَنُورٌ } عطف عليه. { وَمُصَدِّقاً } فيه وجهان؛ يجوز أن يكون لعيسى وتعطفه على مصدقاً الأوّل، ويجوز أن يكون حالاً من الإنجيل، ويكون التقدير: وآتيناه الإنجيل مستقراً فيه هدًى ونور ومصدقاً. { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً } عطف على «مُصَدِّقاً» أي هادياً وواعظاً. { لِّلْمُتَّقِينَ } وخصهم لأنهم المنتفعون بهما. ويجوز رفعهما على العطف على قوله: { فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }.

      قوله تعالى: { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } قرأ الأعمش وحمزة بنصب الفعل على أن تكون اللام لام كي. والباقون بالجزم على الأمر؛ فعلى الأول تكون اللام متعلقة بقوله: «وَآتَيْنَاهُ» فلا يجوز الوقف؛ أي وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه. ومن قرأه على الأمر فهو كقوله: { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ } فهو إلزام مستأنف يبتدأ به؛ أي ليحكم أهل الإنجيل أي في ذلك الوقت، فأما الآن فهو منسوخ. وقيل: هذا أمر للنصارى الآن بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن في الإنجيل وجوب الإيمان به، والنسخ إنما يتصور في الفروع لا في الأُصول. قال مكيّ: والاختيار الجزم؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن ما بعده من الوعيد والتهديد يدل على أنه إلزام من الله تعالى لأهل الإنجيل. قال النحاس: والصواب عندي أنهما قراءتان حسنتان؛ لأن الله عز وجل لم ينزِل كتاباً إلا ليعمل بما فيه، وآمر بالعمل بما فيه؛ فصحتا جميعاً.
      والان مع تفسير ابن كثير لنفس الاية الاية 47 من سورة المائدة
      { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }


      يقول تعالى: { وَقَفَّيْنَا } أي: أتبعنا { عَلَىٰ آثَارِهِم } ، يعني: أنبياء بني إسرائيل { بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } أي: مؤمناً بها، حاكماً بما فيها، { وَءَاتَيْنَـٰهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } أي: هدى إلى الحق، ونور يستضاء به في إزالة الشبهات وحل المشكلات، { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } أي: متبعاً لها، غير مخالف لما فيها، إلا في القليل مما بين لبني إسرائيل بعض ما كانوا يختلفون فيه، كما قال تعالى إخباراً عن المسيح أنه قال لبني إسرائيل: { وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } ولهذا كان المشهور من قول العلماء: أن الإنجيل نسخ بعض أحكام التوراة. وقوله تعالى: { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } أي: وجعلنا الإنجيل هدى يهتدى به، وموعظة، أي: زاجراً عن ارتكاب المحارم والمآثم للمتقين، أي: لمن اتقى الله، وخاف وعيده وعقابه.

      وقوله تعالى: { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } قرىء: (وَلْيَحْكُمْ) أهل الإنجيل، بالنصب على أن اللام لام كي، أي: وآتيناه الإنجيل ليحكم، أهل ملته به في زمانهم، وقرىء: (وَلْيَحْكُمْ)، بالجزم على أن اللام لام الأمر، أي: ليؤمنوا بجميع ما فيه، وليقيموا ما أمروا به فيه، ومما فيه البشارة ببعثة محمد، والأمر باتباعه وتصديقه إذا وجد، كما قال تعالى: { قُلْ يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } الآية، وقال تعالى:
      { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ }
      [الأعراف: 157] إلى قوله: { ٱلْمُفْلِحُونَ }

      والان سنرى سويا تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما لنفس الاية
      { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }


      { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } فرضنا على بني إسرائيل { فِيهَآ } في التوراة { أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } عمداً وفاء { وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ } عمداً وفاء { وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ } عمداً وفاء { وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ } عمداً وفاء { وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ } عمداً وفاء { وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ } حكومة عدل { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ } بالجراحة على الجارح { فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } للجريح ويقال للجارح { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في القرآن ولم يعمل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون لأنفسهم في العقوبة { وَقَفَّيْنَا } أتبعنا وأردفنا { عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } بالتوحيد وبعض الشرائع { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { ٱلإِنجِيلَ فِيهِ } في الإنجيل { هُدًى } من الضلالة { وَنُورٌ } بيان الرجم { وَمُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } بالتوحيد والرجم { وَهُدًى } من الضلالة { وَمَوْعِظَةً } نهياً { لِّلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ } ولكي يبين أهل الإنجيل { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } بما بيَّن الله في الإنجيل من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته والرجم { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في الإنجيل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } هم العاصون الكافرون { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالكتاب يعني القرآن { بِٱلْحَقِّ } لبيان الحق والباطل { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وبعض الشرائع { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } لما قبله { مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعني الكتب { وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } شهيداً على الكتب كلها ويقال على الرجم ويقال أميناً على الكتب
      بعد كل هذه الادلة من تفاسير المفسرين بقي تعقيب واحد فقط ان كل المفسرين بلا استثناء عندما يتحدثون عن الانجيل يتحدثون عن الانجيل اللذي انزله الله تعالى على المسيح عيسى بن مريم لا عن الاناجيل والرسائل الموجودة الان
      اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
      سيف
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:45 ص.
      اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

      تعليق


      • #4
        تفنيد دليلهم الرابع

        بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
        ما زلنا بفضل الله تعالى مع تفنيد ادلتهم الكاذبة اللتي تزعم ان القران الكريم كتاب اله الخاتم وكلمة الله الاخيرة الى العالمين يشهد بصحة الانجيل على ما فيه من شرك
        والان نستعرض دليلهم ثم نرى هل فعلا يشهدالقران بصحة اناجيلهم ام هم مدعون كاذبون
        دليلهم الرابع
        قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (القصص 49)
        والان مع تفسير القرطبي لدليلهم الرابع
        { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }


        قوله تعالى: ا { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ } أي قل يا محمد إذ كفرتم معاشر المشركين بهذين الكتابين { فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ } ليكون ذلك عذراً لكم في الكفر { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } في أنهما سحران. أو فأتوا بكتاب هو أهدى من كتابي موسى ومحمد عليهما السلام. وهذا يقوي قراءة الكوفيين { سِحْرَانِ }. { أَتَّبِعْهُ } قال الفرّاء: بالرفع؛ لأنه صفة للكتاب وكتاب نكرة. قال: وإذا جزمت ـ وهو الوجه ـ فعلى الشرط.

        قوله تعالى: { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } يا محمد أن يأتوا بكتاب من عند الله { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } أي آراء قلوبهم وما يستحسنونه ويحببه لهم الشيطان، وأنه لا حجة لهم. { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ } أي لا أحد أضل منه { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }.

        قوله تعالى: { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } أي أتبعنا بعضه بعضاً، وبعثنا رسولاً بعد رسول. وقرأ الحسن: { وَصَلْنَا } مخففاً. وقال أبو عبيدة والأخفش: معنى { وصلنا } أتممنا كصلتك الشيء. وقال ابن عُيَيْنة والسدّي: بيّنا. وقال ابن عباس. وقال مجاهد: فصلنا. وكذلك كان يقرؤها. وقال ابن زيد: وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة حتى كأنهم في الآخرة في الدنيا. وقال أهل المعاني: وَالَينا وتابعنا وأنزلنا القرآن تبِع بعضه بعضاً: وعداً ووعيداً وقصصاً وعبراً ونصائح ومواعظ إرادة أن يتذكروا فيفلحوا. وأصلها من وصل الحبال بعضها ببعض. قال الشاعر:فقل لبني مروان ما بال ذِمّةٍ وحبلٍ ضعيفٍ ما يزال يُوَصَّلُ
        وقال امرؤ القيس:درِيرٍ كَخُذروفِ الوليدِ أَمَرَّهُ تَقَلُّبُ كفَّيه بخيطٍ مُوَصَّلِ
        والضمير في { لهم } لقريش؛ عن مجاهد. وقيل: هو لليهود. وقيل: هو لهم جميعاً. والآية رد على من قال هلا أوتي محمد القرآن جملة واحدة. { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } قال ابن عباس: يتذكرون محمداً فيؤمنوا به. وقيل: يتذكرون فيخافوا أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم؛ قاله علي بن عيسى. وقيل: لعلهم يتعظون بالقرآن عن عبادة الأصنام. حكاه النقاش.
        التفسير برغم وضوحه ولكن اعقب على نقطة بسيطة الا وهي ان الاية تتحدث عن التوراة اللتي انزلها الله تعالى على موسى وهي ما يقر كل مسلم بصحتها ولكن هل تحدثت الاية عن التوراة الموجودة بين يدي اليهود او تحدثت الاية عن الكتاب المقدس الموجود بين يدي النصارى الان
        الجواب قطعا لا
        فكيف يستدل بها النصارى على انها شهادة بصحة اناجيلهم على الرغم من ان الاية لم تتحدث اصلا عن الاناجيل ولم تشر اليها ولا حتى من بعيد
        وهذا تفسير ابن كثير لنفس الاية ولنرى سويا هل تشهد بصحة اناجيلهم ام لا
        يقول تعالى مخبراً عن القوم الذين لو عذبهم قبل قيام الحجة عليهم، لاحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول: أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والإلحاد: { لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ } الآية، يعنون ــــ والله أعلم ــــ من الآيات الكثيرة مثل العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وتنقيص الزروع والثمار؛ مما يضيق على أعداء الله، وكفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى إلى غير ذلك من الآيات الباهرة، والحجج القاهرة، التي أجراها الله تعالى على يدي موسى عليه السلام؛ حجة وبرهاناً له على فرعون وملئه وبني إسرائيل، ومع هذا كله لم ينجع في فرعون وملئه، بل كفروا بموسى وأخيه هارون، كما قالوا لهما:
        { أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }
        [يونس: 78] وقال تعالى:
        { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ }
        [المؤمنون: 48] ولهذا قال ههنا: { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } أي: أولم يكفر البشر بما أوتي موسى من تلك الآيات العظيمة، { قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا } أي: تعاونا، { إِنَّا بِكُلٍّ كَـٰفِرُونَ } أي: بكل منهما كافرون، ولشدة التلازم والتصاحب والمقاربة بين موسى وهارون، دل ذكر أحدهما على الآخر، كما قال الشاعر:فما أَدْري إذا يَمَّمْتُ أَرضاً أُريدُ الخيرَ أَيُّهما يَليني
        أي: فما أدري: أيليني الخير، أو الشر؟ قال مجاهد بن جبر: أمرت اليهود قريشاً أن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال الله: { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا } قال: يعني: موسى وهارون صلى الله عليهما وسلم { تَظَـٰهَرَا } أي: تعاونا وتناصرا، وصدق كل منهما الآخر وبهذا قال سعيد بن جبير وأبو رزين في قوله: { سِحْرَانِ } يعنون: موسى وهارون، وهذا قول جيد قوي، والله أعلم. وقال مسلم بن يسار عن ابن عباس { قالوا سِحْرَانِ تظاهرا } قال: يعنون موسى ومحمداً صلى الله عليهما وسلَّم، وهذه رواية عن الحسن البصري. وقال الحسن وقتادة: يعني عيسى ومحمداً صلَّى الله عليهما وسلَّم، وهذا فيه بعد؛ لأن عيسى لم يجر له ذكر ههنا، والله أعلم.

        وأما من قرأ: { سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا } فقال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس: يعنون التوراة والقرآن، وكذا قال عاصم الجندي والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال السدي: يعني: صدق كل واحد منهما الآخر. وقال عكرمة: يعنون: التوراة والإنجيل، وهو رواية عن أبي زرعة، واختاره ابن جرير. وقال الضحاك وقتادة: الإنجيل والقرآن، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، والظاهر على قراءة { سِحْرَانِ } أنهم يعنون التوراة والقرآن؛ لأنه قال بعده: { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَـٰبٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ } وكثيراً ما يقرن الله بين التوراة والقرآن؛ كما في قوله تعالى:
        { قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ }
        ــــ إلى أن قال ـــ
        { وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ }
        [سورة الأنعام: 91 ــــ 155] وقال في آخر السورة:
        { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ }
        [الأنعام: 154] الآية، وقال:
        { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
        [الأنعام: 155] وقالت الجن:
        { إِنَّا سَمِعْنَا كِتَـٰباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }
        [الأحقاف: 30] وقال ورقة ابن نوفل: هذا الناموس الذي أنزل على موسى. وقد علم بالضرورة لذوي الألباب أن الله تعالى لم ينزل كتاباً من السماء، فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه، أكمل ولا أشمل، ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، وبعده في الشرف والعظمة الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران عليه السلام، وهو الكتاب الذي قال الله فيه:
        { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ }
        [المائدة: 44] والإنجيل إنما أنزل متمماً للتوراة، ومحلاً لبعض ما حرم على بني إسرائيل، ولهذا قال تعالى: { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَـٰبٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } أي: فيما تدافعون به الحق، وتعارضون به من الباطل، قال الله تعالى: { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } أي: فإن لم يجيبوك عما قلت لهم، ولم يتبعوا الحق، { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } أي: بلا دليل ولا حجة، { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ } أي: بغير حجة مأخوذة من كتاب الله، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ }.
        والان مع تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما
        { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } * { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }


        { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } أهلكناهم في الدنيا بالغرق { وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } سود الوجوه وزرق الأعين { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ } من قبل موسى { بَصَآئِرَ } بياناً { لِلنَّاسِ } لبني إسرائيل { وَهُدىً } من الضلالة { وَرَحْمَةً } لمن آمن به { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا فيؤمنوا به { وَمَا كُنتَ } يا محمد { بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } الجبل { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } حيث أمرنا موسى الإتيان إلى فرعون { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } من الحاضرين هناك { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا } خلقنا { قُرُوناً } قرناً بعد قرن وبيّنا قصة الأول للآخر كما بيّنا لك { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } الأجل فلم يؤمنوا فأهلكناهم قرناً بعد قرن { وَمَا كُنتَ } يا محمد { ثَاوِياً } مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } تقرأ على قومك أياتنا القرآن تخبرهم { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } الرسل إلى القرون الأولى وبيّنا قصة الأول للآخر كما بيّنا لك قصة الأولين { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ } جبل زبير { إِذْ نَادَيْنَا } حيث كلمنا موسى ويقال إذ نادينا أمتك { وَلَـٰكِن } علمناك وأرسلناك { رَّحْمَةً } نعمة ومنة { مِّن رَّبِّكَ } إذ أرسل إليك جبريل بالقرآن بأخبار الأمم { لِتُنذِرَ قَوْماً } لكي تخوف قوماً بالقرآن { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ } لم يأتهم رسول مخوف { مِّن قَبْلِكَ } يعني قريشاً { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا فيؤمنوا { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } ولولا أن يصيب قومك قريشاً عذاب يوم القيامة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } بما اكتسبوا في كفرهم { فَيَقُولُواْ } عند نزول العذاب بهم يوم القيامة { رَبَّنَا } يا ربنا { لَوْلاۤ } هلا { أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } مع الكتاب قبل العذاب { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ } كتابك ورسولك { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالكتاب والرسول لأهلكناهم قبلك ولكن أرسلناك إليهم بالقرآن لكي لا يكون لهم حجة علينا { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ } كفار مكة { لَوْلاۤ أُوتِيَ } هلا أعطي محمد عليه الصلاة والسلام يعني اليد والعصا والمن والسلوى والقرآن جملة { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ } أعطي { مُوسَىٰ } بزعمه { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ } كفار مكة { بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } أعطي موسى { مِن قَبْلُ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم يعني التوراة { قَالُواْ } كفار مكة { سِحْرَانِ } يعني التوراة والقرآن { تَظَاهَرَا } تعاونا { وَقَالُواْ } كفار مكة { إِنَّا بِكُلٍّ } بالتوراة والقرآن { كَافِرُونَ } جاحدون { قُلْ } لهم يا محمد { فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ } أصوب { مِنْهُمَآ } من التوراة والقرآن { أَتَّبِعْهُ } أعمل به { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن التوراة والقرآن سحران تظاهرا فلم يقدروا أن يأتوا.
        هل بعد كل هذا يزعم عاقل ان القران يشهد بصحة الانجيل
        اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
        سيف
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:44 ص.
        اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

        تعليق


        • #5
          تفنيد دليلهم الخامس

          بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
          اخوة الاسلام مازلنا مع ادلة النصارى المزعومة القائلة بشهادة القران بصحة اناجيلهم على ما فيها من شرك واختلالات عقدية والان مع دليلهم الخامس لنرى سويا هل حقا القران كلمة الله الخالدة الاخيرة المحفوظة بعناية الله وحفظه يشهد حقا بصحة الباطل الموجود في الاناجيل ام لا
          واليكم دليلهم الخامس
          وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (الأنعام 34)
          والان لنفند سويا دليلهم الخامس ولنرى كيف يبترون النصوص ويستدلون بالحق على الباطل
          والان مع تفسير القرطبي لدليلهم المزعوم ولنرى كيف يشهد القران بصحة الاناجيل كما يدعون
          تفسير القرطبي
          { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ }


          قوله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ } كسرت «إنّ» لدخول اللام. قال أبو ميسرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بأبي جهل وأصحابه فقالوا: يا محمد والله ما نُكذِّبك وإنك عندنا لصادق، ولكن نُكذِّب ما جئتَ به؛ فنزلت هذه الآية: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } ثم آنسه بقوله: { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } الآية. وقرىء «يُكَذِّبُونَكَ»؛ مخففاً ومشدّداً؛ قيل: هما بمعنى واحد كحزنته وأحزنته؛ وٱختار أبو عُبيد قراءة التخفيف، وهي قراءة علي رضي الله عنه؛ وروى عنه أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذّبك ولكن نكذّب ما جئت به؛ فأنزل الله عز وجل: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ }. قال النحاس وقد خولف أبو عُبيد في هذا. وروى: لاَ نُكذبِك. فأنزل الله عز وجل: { لاَ يُكَذِّبُونَكَ }. ويقوّي هذا أن رجلاً قرأ على ابن عباس «فَإِنَّهُمْ لاَ يُكْذِبُونَكَ» مخففاً فقال له ابن عباس «فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ». لأنهم كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم: الأمين. ومعنى «يُكَذِّبُونَكَ» عند أهل اللغة ينسبونك إلى الكذب؛ ويردّون عليك ما قلت. ومعنى «لا يُكْذِبُونَكَ» أي لا يجدونك تأتي بالكذب؛ كما تقول: أكذبته وجدته كذّاباً، وأبخلته وجدته بخيلاً، أي لا يجدونك كذّاباً إن تدبّروا ما جئت به. ويجوز أن يكون المعنى: لا يثبتون عليك أنك كاذب؛ لأنه يقال: أكذبته إذا ٱحتججت عليه وبيَّنت أنه كاذب. وعلى التشديد: لا يكذّبونك بحجة ولا برهان؛ ودل على هذا { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }. قال النحاس: والقول في هذا مذهب أبي عبيد، وٱحتجاجه لازم؛ لأن علياً كرم الله وجهه هو الذي روى الحديث، وقد صح عنه أنه قرأ بالتخفيف؛ وحكى الكسائي عن العرب: أكذبت الرجل إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه، وكذّبته إذا أخبرت أنه كاذب؛ وكذلك قال الزجاج: كذّبته إذا قلت له كذبت، وأكذبته إذا أردت أن ما أتى به كذب.

          قوله تعالى: { فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ } أي فٱصبر كما صبروا. { وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } أي عوننا، أي فسيأتيك ما وُعِدت به. { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } مبين لذلك النصر؛ أي ما وعد الله عز وجل به فلا يقدر أحد أن يدفعه؛ لا ناقض لحكمه، ولا خلف لوعده؛ و
          { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }
          [الرعد: 38]
          { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ }
          [ غافر: 51]
          { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }

          { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ }
          [المجادلة: 21] { وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } فاعل «جاءك» مضمر؛ المعنى: جاءك من نبإ المرسلين نبأٌ
          والان لنرى تفسير ابن كثير لنفس الاية
          { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }


          يقول تعالى مسلياً لنبيه صلى الله عليه وسلم في تكذيب قومه له، ومخالفتهم إياه: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِى يَقُولُونَ } أي: قد أحطنا علماً بتكذيبهم لك، وحزنك وتأسفك عليهم، كقوله:
          { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }
          [فاطر: 8] كما قال تعالى في الآية الأخرى:
          { لَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }
          [الشعراء: 3]
          { فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ ءَاثَـٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً }
          [الكهف: 6] وقوله: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أي: لا يتهمونك بالكذب في نفس الأمر { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أي: ولكنهم يعاندون الحق، ويدفعونه بصدورهم؛ كما قال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي، قال: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئت به، فأنزل الله: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } ورواه الحاكم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الوزير الواسطي بمكة، حدثنا بشر بن المبشر الواسطي، عن سلام بن مسكين، عن أبي يزيد المدني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل، فصافحه، فقال له رجل: ألا أراك تصافح هذا الصابئ؟ فقال: والله إني لأعلم إنه لنبي، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعاً؟ وتلا أبو يزيد: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } وقال أبو صالح وقتادة: يعلمون أنك رسول الله، ويجحدون، وذكر محمد بن إسحاق عن الزهري في قصة أبي جهل، حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، هو وأبو سفيان صخر بن حرب، والأخنس بن شريق، ولا يشعر أحد منهم بالآخر، فاستمعوها إلى الصباح، فلما هجم الصبح، تفرقوا، فجمعتهم الطريق، فقال كل منهم للآخر: ما جاء بك؟ فذكر له ما جاء به، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا؛ لما يخافون من علم شباب قريش بهم؛ لئلا يفتتنوا بمجيئهم، فلما كانت الليلة الثانية، جاء كل منهم؛ ظناً أن صاحبيه لا يجيئان؛ لما سبق من العهود، فلما أصبحوا، جمعتهم الطريق، فتلاوموا، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا، فلما كانت الليلة الثالثة، جاؤوا أيضاً، فلما أصبحوا، تعاهدوا أن لا يعودوا لمثلها، ثم تفرقوا، فلما أصبح الأخنس بن شريق، أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته، فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد، قال: يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها، وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها، ولا ما يراد بها، قال الأخنس: وأنا والذي حلفت به، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه بيته، فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ماذا سمعت؟ قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً، ولا نصدقه، قال: فقام عنه الأخنس وتركه.
          وروى ابن جرير من طريق أسباط عن السدي في قوله: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }: لما كان يوم بدر، قال الأخنس بن شريق لبني زهرة: يا بني زهرة إن محمداً ابن أختكم، فأنتم أحق من ذب عن ابن أخته، فإنه إن كان نبياً، لم تقاتلوه اليوم، وإن كان كاذباً، كنتم أحق من كف عن ابن أخته، قفوا حتى ألقى أبا الحكم، فإن غلب محمد، رجعتم سالمين، وإن غلب محمد، فإن قومكم لم يصنعوا بكم شيئاً - فيومئذ سمي الأخنس، وكان اسمه " أبيّ " - فالتقى الأخنس وأبو جهل، فخلا الأخنس بأبي جهل، فقال: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا من قريش غيري وغيرك يستمع كلامنا؟ فقال أبو جهل: ويحك والله إن محمداً لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } فآيات الله محمد صلى الله عليه وسلم.

          وقوله: { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَـٰهُمْ نَصْرُنَا } هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتعزية له؛ فيمن كذبه من قومه، وأمر له بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ووعد له بالنصر كما نصروا، وبالظفر حتى كانت لهم العاقبة، بعد ما نالهم من التكذيب من قومهم والأذى البليغ، ثم جاءهم النصر في الدنيا؛ كما لهم النصر في الآخرة، ولهذا قال: { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِ } أي: التي كتبها بالنصر في الدنيا والآخرة لعباده المؤمنين؛ كما قال:
          { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ }
          [الصافات: 171 - 173] وقال تعالى:
          { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }

          [المجادلة: 21] وقوله: { وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } أي: من خبرهم، كيف نصروا وأيدوا على من كذبهم من قومهم، فلك فيهم أسوة، وبهم قدوة. ثم قال تعالى: { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } أي: إن كان شق عليك إعراضهم عنك { فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ } قال علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: النفق: السرب، فتذهب فيه، فتأتيهم بآية، أو تجعل لك سلماً في السماء، فتصعد فيه، فتأتيهم بآية أفضل مما آتيتهم به، فافعل، وكذا قال قتادة والسدي وغيرهما.
          وقوله: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ } كقوله تعالى:
          { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا }
          [يونس: 99] الآية، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص أن يؤمن جميع الناس، ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، وقوله تعالى: { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } أي: إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه ويفهمه؛ كقوله:
          { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ }
          [يس: 70]. وقوله: { وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } يعني بذلك: الكفار؛ لأنهم موتى القلوب، فشبههم الله بأموات الأجساد، فقال: { وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } وهذا من باب التهكم بهم، والازدراء عليهم.
          والان مع تفسير حبر الامة وترجمان القران عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لنفس الاية في السياق
          { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ }


          { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } وهو أبو جهل وأصحابه ينهون عنه عن محمد والقرآن { وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } يمنعون عنه ويتباعدون ويقال هو أبو طالب كان ينهى الناس عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتابعه { وَإِن يُهْلِكُونَ } ما يهلكون { إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } ما يعلمون أن أوزار الذين يصدونهم عنه هي عليهم { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذْ وُقِفُواْ } حبسوا { عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } إلى الدنيا { وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا } بالكتب والرسل { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } مع المؤمنين في السر والعلانية { بَلْ بَدَا لَهُمْ } ظهر لهم عقوبة { مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ } يسرون من الكفر والشرك { مِن قَبْلُ } في الدنيا { وَلَوْ رُدُّواْ } إلى الدنيا كما سألوا { لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } من الكفر والشرك { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } لأنهم لو ردوا لم يؤمنوا به { وَقَالُوۤاْ } يعني كفار مكة { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أي ما حياتنا إلا حياتنا الدنيا { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذْ وُقِفُواْ } يقول حبسوا { عَلَىٰ رَبِّهِمْ } عند ربهم { قَالَ } الله لهم ويقال تقول لهم الملائكة { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } أليس هذا العذاب والبعث بعد الموت حق { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا } إنه لحق كما قالت الرسل { قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } تجحدون بالبعث بعد الموت { قَدْ خَسِرَ } قد غبن { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } بالبعث بعد الموت يقول أنظرهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } فجأة { قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا } يا حزناه أو يا ندامتاه { عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } تركنا في الدنيا يعني الإيمان والتوبة { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ } آثامهم { عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } بئس ما يحملون من الذنوب { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } ما في الدنيا من الزهرة والنعيم { إِلاَّ لَعِبٌ } فرح { وَلَهْوٌ } باطل { وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن الدنيا فانية والآخرة باقية { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ } يا محمد { ٱلَّذِي يَقُولُونَ } من الطعن والتكذيب وطلب الآية { فَإِنَّهُمْ } يعني حارث بن عامر وأصحابه { لاَ يُكَذِّبُونَكَ } في السر { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } في العلانية { يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } كذبهم قومهم كما كذبك قومك { فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ } على ما كذبهم قومهم { وَأُوذُواْ } وصبروا على أذى قومهم { حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } بهلاك قومهم { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } لا مغير لكلمات الله بالنصرة لأوليائه على أعدائه { وَلَقدْ جَآءَكَ } يا محمد { مِن نَّبَأَ } خبر { ٱلْمُرْسَلِينَ } كيف كذبهم قومهم كما كذبك قومك فصبروا على ذلك.
          والان بعد ان نقلت لكم اقوال كبار علماء التفسير يتضح شيء مهم جدا
          المقصود بكلمات الله في الاية هو وعد الله لجميع رسله بالتمكين في الدنيا والاخرة وقد يقول قائل كان يمكنك ان تكتب هذا السطر وتستغني عن كتابة كل هذا الرد الطويل
          اقول ان هذا الرد الطويل بما يحتويه من اقوال كبار المفسرين يدل بما لا يدع مجالا للشك ان المقصود بكلمات الله هو وعد الله لكل انبيائه ورسله بالنصر والتمكين
          اضافة الى اثبات ان الاية تثبت بما لا يدع مجالا للشك نبوة سيد الاولين والاخرين محمد بن عبد الله
          اضافة الى اثبات تدليس وكذب من قال انها تدل على صحة الاناجيل
          الى جانب تذكير نفسي واخواني ممن يقرا الموضوع والردود بالفارق الشاسع بين الحق المتمثل في القران والباطل المتمثل في غيره
          اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
          سيف
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:44 ص.
          اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

          تعليق


          • #6
            تفنيد دليلهم السادس

            بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
            اخوة الاسلام مازلنا مع تفنيد ادلة النصارى بشهادة القران بصحة الاناجيل واليوم نلتقي مع دليلهم السادس حول هذا الموضوع ولنرى سويا هل القران القائم بتوحيد الله يشهد بصحة الاناجيل اللتي تنسب لله الولد والصاحبة ام لا
            دليلهم السادس
            لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (الأنعام 115)
            والان لنرى سويا تفسير القرطبي لدليل النصارى وماذا يعني الدليل المزعوم
            { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }


            قوله تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } قراءة أهل الكوفة بالتوحيد، والباقون بالجمع. قال ابن عباس: مواعيد ربك، فلا مغيّر لها. والكلمات ترجع إلى العبارات أو إلى المتعلقات من الوعد والوعيد وغيرهما. قال قتادة: الكلمات هي القرآن لا مبدل له، لا يزيد فيه المفترون ولا ينقصون. { صِدْقاً وَعَدْلاً } أي فيما وعد وحكم، لا رادّ لقضائه ولا خُلْف في وعده. وحكى الرّمّاني عن قتادة: لا مبدلّ لها فيما حكم به، أي إنه وإن أمكنه التغيير والتبديل في الألفاظ كما غيّر أهل الكتاب التوراةَ والإنجيل فإنه لا يعتدّ بذلك. ودلّت الآية على وجوب ٱتباع دلالات القرآن؛ لأنه حق لا يمكن تبديله بما يناقضه، لأنه من عند حكيم لا يخفى عليه شيء من الأمور كلها.
            والان مع تفسير ابن كثير لنفس الاية في السياق لنرى هل اختلف ابن كثير مع القرطبي ام لا
            { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }


            يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين بالله، الذين يعبدون غيره: { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً } أي: بيني وبينكم { وَهُوَ ٱلَّذِىۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ مُفَصَّلاً } أي: مبيناً { وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } أي: من اليهود والنصارى، { يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } ، أي: بما عندهم من البشارات بك؛ من الأنبياء المتقدمين { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } كقوله:
            { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }
            [يونس: 94] وهذا شرط، والشرط لا يقتضى وقوعه، ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا أشك ولا أسأل " وقوله تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } قال قتادة: صدقاً فيما قال، وعدلاً فيما حكم، يقول: صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الطلب، فكل ما أخبر به فحق لا مرية فيه، ولا شك، وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه فباطل؛ فإنه لا ينهى إلا عن مفسدة؛ كما قال تعالى:
            { يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَـٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ }
            [الأعراف: 157] إلى آخر الآية { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ } أي: ليس أحد يعقب حكمه تعالى، لا في الدنيا، ولا في الآخرة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لأقوال عباده { ٱلْعَلِيمُ } بحركاتهم وسكناتهم، الذي يجازي كل عامل بعمله.
            والان استعرض مع حضراتكم تفسير حبر الامة وترجمان القران ابن عم نبيكم واحد كبار الصحابة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لنفس الاية في السياق
            { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } * { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } * { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }


            { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } شدة أيمانهم إذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه { لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } كما طلبوا { لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا } بالآية { قُلْ } يا محمد للمستهزئين وأصحابهم { إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ } تجيء الآيات من عند الله { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } يدريكم أيها المؤمنون { أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ } يعني الآية { لاَ يُؤْمِنُونَ } والله إنهم لا يؤمنون بالآية { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } قلوبهم { وَأَبْصَارَهُمْ } عند نزول الآية حتى لا يؤمنوا بها { كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ } بما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الآية { أَوَّلَ مَرَّةٍ } قبل هذا { وَنَذَرُهُمْ } نتركهم { فِي طُغْيَانِهِمْ } كفرهم وضلالتهم { يَعْمَهُونَ } عمهة لا يبصرون { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ } إلى المستهزئين { ٱلْمَلاۤئِكَةَ } كما طلبوا فشهدوا على ما أنكروا { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } من القبور كما طلبوا بأن محمداً رسول الله والقرآن كلام الله { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ } من الطيور والدواب { قُبُلاً } معانة وإن قرأت قبلاً يقول قبيلة قبيلة وإن قرأت قبيلاً يقول كفيلاً على ما تقول انه الحق ويشهدون على ما أنكروا { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ } بمحمد والقرآن { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } أن يؤمنوا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } أنه الحق من الله { وَكَذَلِكَ } كما جعلنا أبا جهل والمستهزئين عدواً لك هكذا { جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً } فرعوناً { شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ } يقول جعلنا شياطين الجن والإنس { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } يملي بعضهم على بعض { زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ } تزيين القول { غُرُوراً } لكي يغروا به بني آدم { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } يعني التزيين والغرور { فَذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد المستهزئين وأصحابهم { وَمَا يَفْتَرُونَ } من تزيين القول والغرور { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ } لكي تميل إلى هذا الزخرف والغرور { أَفْئِدَةُ } قلوب { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَلِيَرْضَوْهُ } وليقبلوا من الشياطين الزينة والغرور { وَلِيَقْتَرِفُواْ } ليكتسبوا { مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } مكتسبون من الإثم قل يا محمد لهم { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } أعبد رباً { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ } إلى نبيكم { ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { مُفَصَّلاً } مبيناً بالحلال والحرام ويقال متفرقاً آية وآيتين { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { يَعْلَمُونَ } يستيقنون في كتابهم { أَنَّهُ } يعني القرآن { مُنَزَّلٌ } أنزل { مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } بالأمر والنهي ويقال إنه يعني جبريل منزل من ربك بالحق بالقرآن { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } من الشاكين أنهم لا يعلمون ذلك { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } بالقرآن بالأمر والنهي { صِدْقاً } في قوله { وَعَدْلاً } منه { لاَّ مُبَدِّلِ } لا مغير { لِكَلِمَاتِهِ } القرآن ويقال وتمت وجبت كلمة ربك بالنصرة لأوليائه { صِدْقاً } في قوله { وَعَدْلاً } فيما يكون { لاَّ مُبَدِّلِ } لا مغير { لِكَلِمَاتِهِ } بالنصرة لأوليائه ويقال وتمت كلمة ربك ظهر دين ربك صدقاً من العباد أنه دين الله وعدلاً من الله من أمره لا مبدل لا مغير لكلماته لدينه { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبأعمالهم.
            بعد كل هذه الاقوال لكبار المفسرين والعلماء هل يبقى للنصارى حجة او دليل على ان القران يشهد بصحة الاناجيل
            هذا دليلهم السادس وبفضل الله تعالى وحده يتضح كذبهم وتدليسهم عند مراجعة اقوال المفسرين
            هذا دليلهم السادس ويتضح من اقوال المفسرين ان المقصود هو القران بل ويقر المفسرين بتحريف العهدين القديم والجديد فلله الحمد مظهر الحق ومدحض الباطل ولو كره المجرمون
            اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
            سيف
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:44 ص.
            اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

            تعليق


            • #7
              أخي الفاضل

              بارك الله فك وفي جهدك وجزاك الله كل خير .وبعد

              أولا" : عند الكتابة رجاء مراجعة الخط والتأكد أن النص القرآني سيظهر كاملا" , بارك الله فيك .

              ثانيا " : لا تبدأ دائما" من البداية و عند الرد على الشبهة , ابحث أولا" هل سبق ورد أحد على هذه الشبهة , ستجد عدة ردود, فليكن مجهودك دمجهم معا" وترتيبهم وتنسيق والإضافة عليهم لو يحتاجون .

              هناك موضوع بقسم الكتاب المقدس , اسمه شهادة القرآن للكتاب المقدس , وستجده في كتاب البيان الصحيح لدين المسيح في توقيعي و أضف له وادمج معه , بارك الله فيك .
              بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:43 ص.
              كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
              الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
              كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
              مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
              يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

              تعليق


              • #8
                اخي ياسر جبر بارك الله تعالى فيك واشكرك على النصيحة الغالية
                ولكن يا اخي هناك فارق في الاسلوب بين الاشخاص
                فعلى سبيل المثال عندما اتناول شبهتهم اكتبها كما كتبوها هم وعند الرد عليها اورد النص القراني كاملا وهذا لاثبات تدليسهم وبترهم للنصوص ومحاولتهم لي عنق النص ليوافق مزاعمهم
                ثانيا عندما اقوم بالرد على الشبهة استعين باكثر من تفسير وذلك لاسباب
                اولا حتى لا يظن القاريئ ان هناك تعارض بين اقوال المفسرين
                ثانيا لتكمل اقوال المفسرين بعضها وتنكشف كل الجوانب في النص المفسر من جانب لغوي الى جانب شرعي الى ادلة عقلية الى اخر جوانب التفسير
                ثالثا لاعرض على المسلم اللذي يقوم بمحاورات في مواقع اخرى كافة وجهات النظر المتعلقة بتفسير النص حتى يكون على علم تام بالشبهة اللتي يتحاور عليها وافضل طرق الرد عليها
                وبرغم اتفاقي معك من حيث توحيد الجهود ولكن اختلاف الاساليب في موضوع واحد قد يسبب ثغرة في الرد على الشبهة اضافة الى احتمال تشتيت القاريء نظرا لاختلاف طرق طرح الشبهة والرد عليها
                واخيرا اشكرك جزيل الشكر على مرورك الكريم ونصيحتك الغالية نفعنا الله تعالى بك
                اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                سيف
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:43 ص.
                اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                تعليق


                • #9
                  تفنيد دليلهم السابع

                  بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                  اخوة الاسلام مازلنا مع ادلة النصارى المزعومة حول شهادة القران بصحة اناجيلهم والان نلتقي مع دليلهم السابع ولنرى سويا ما مصداقية دليلهم
                  الدليل السابع
                  لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (يونس 64)
                  والان مع تفسير القرطبي لدليلهم السابع
                  { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }


                  قوله تعالى: { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } " عن أبي الدّرداء قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: «ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له» " خرّجه الترمذي في جامعه. وقال الزهريّ وعطاء وقتادة: هي البشارة التي تبشّر بها الملائكة المؤمنَ في الدنيا عند الموت. وعن محمد بن كعب القُرَظِيّ قال: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال: السلام عليك ولِيَّ الله الله يقرئك السلام. ثم نزع بهذه الآية: { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ } ذكره ابن المبارك. وقال قتادة والضحاك: هي أن يعلم أين هو من قبل أن يموت. وقال الحسن: هي ما يبشرهم الله تعالى في كتابه من جنته وكريم ثوابه؛ لقوله:
                  { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ }
                  [التوبة: 21]، وقوله:
                  { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ }
                  [البقرة: 25]. وقوله:
                  { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }
                  [فصلت: 30] ولهذا قال: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي لا خلف لمواعيده، وذلك لأن مواعيده بكلماته. { وَفِي ٱلآخِرَةِ } قيل: بالجنة إذا خرجوا من قبورهم. وقيل: إذا خرجت الروح بُشِّرت برضوان الله. وذكر أبو إسحاق الثعلبي: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجَوْزَقيّ يقول: رأيت أبا عبد الله الحافظ في المنام راكباً بِرْذَوْناً عليه طَيْلسان وعمامة، فسلّمت عليه وقلت له: أهلاً بك، إنا لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك؛ فقال: ونحن لا نزال نذكرك ونذكر محاسنك، قال الله تعالى: { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } الثناء الحسن: وأشار بيده. { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي لا خلف لوعده. وقيل: لا تبديل لأخباره، أي لا ينسخها بشيء، ولا تكون إلا كما قال: { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي ما يصير إليه أولياؤه فهو الفوز العظيم.
                  والان مع تفسير ابن كثير لنفس الاية ولكني انقل ما يتعلق بدليل النصارى المزعوم فقط لايراد ابن كثير الاية في السياق فاطال في التفسير
                  وفي حديث البراء رضي الله عنه: أن المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء، وأما بشراهم في الآخرة، فكما قال تعالى:
                  { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ }
                  [الأنبياء: 103] وقال تعالى:
                  { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـٰنِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّـٰتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }
                  [الحديد: 12] وقوله: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي: هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف، ولا يغير، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة { ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }.
                  والان مع تفسير حبر الامة ترجمان القران سيدنا عبد الله بن عباس لنفس الاية في السياق
                  { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَا فِي ٱلأَرْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } * { مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } * { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ }


                  { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } بالرؤيا الصالحة يرونها أو ترى لهم { وَفِي ٱلآخِرَةِ } بالجنة { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } بالجنة { ذٰلِكَ } البشرى { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها { وَلاَ يَحْزُنكَ } يا محمد { قَوْلُهُمْ } تكذيبهم إياك { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ } والقدرة والمنعة { لِلَّهِ جَمِيعاً } بهلاكهم { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بفعلهم وعقوبتهم { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق يحولهم كيف يشاء { وَمَا يَتَّبِعُ } يعبد { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ } آلهة من الأوثان { إِن يَتَّبِعُونَ } ما يعبدون { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } إلا بالظن بغير يقين { وَإِنْ هُمْ } ما هم يعني الرؤساء { إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يكذبون للسفلة { هُوَ ٱلَّذِي } أي إلهكم هو الذي { جَعَلَ لَكُمُ } خلق لكم { ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } لتستقروا فيه { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } مضيئاً للذهاب والمجيء { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرت { لآيَاتٍ } لعبرات { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } مواعظ القرآن ويطيعون { قَالُواْ } كفار مكة { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } من الملائكة الإناث { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن الولد والشريك { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب { إِنْ عِندَكُمْ } ما عندكم { مِّن سُلْطَانٍ } من كتاب ولا حجة { بِهَـٰذَآ } بما تقولون على الله من الكذب { أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ } بل تقولون على الله { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك من الكذب { قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ } يختلقون { عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } لا ينجون من عذاب الله ولا يأمنون { مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا } يعيشون في الدنيا قليلاً { ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } بعد الموت { ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ } الغليظ { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ويكذبون على الله { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } اقرأ عليهم { نَبَأَ } خبر { نُوحٍ } بالقرآن { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ } عظم عليكم { مَّقَامِي } طول مقامي ومكثي { وَتَذْكِيرِي } وتحذيري إياكم { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } وثقت وفوضت أمري إلى الله { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ } فاجتمعوا على قول وأمر واحد { وَشُرَكَآءَكُمْ } استعينوا بآلهتكم { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } لا تلبسوا أمركم وقولكم على أنفسكم { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } امضوا إلي { وَلاَ تُنظِرُونَ } ولا ترقبون.
                  والان وبعد نقل دليل النصارى المزعوم حول شهادة القران بصحة الانجيل عند ايراد الاية في السياق اتضح انها تتكلم عن وعد الله لاوليائه اللذين امنوا ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد للاناجيل او غيرها وهذا ما اجمع عليه المفسرين للنص القراني المحفوظ
                  وكان يكفي ايراد الاية في السياق لاثبات كذبهم ولكني اردت اثبات كذبهم وتدليسهم بما لا يدع مجالا للشك
                  اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                  سيف
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:43 ص.
                  اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                  تعليق


                  • #10
                    تفنيد دليلهم الثامن

                    بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                    مازلنا مع ادلة النصارى على ادعائهم الكاذب شهادة القران بصحة الاناجيل
                    واليوم نستعرض دليلهم الثامن لنرى سويا حقيقة ادعائهم
                    دليلهم الثامن
                    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر 9)
                    والان مع تفسير القرطبي لدليلهم المزعوم
                    { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }


                    قوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } يعني القرآن. { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } من أن يزاد فيه أو ينقص منه. قال قتادة وثابت البُنَانيّ: حفِظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلاً أو تنقُص منه حقاً؛ فتولّى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظاً، وقال في غيره:
                    { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ }
                    [المائدة: 44]، فوَكَل حفظه إليهم فبدّلوا وغيروا.
                    أنبأنا الشيخ الفقيه الإمام أبو القاسم عبد الله عن أبيه الشيخ الفقيه الإمام المحدث أبي الحسن علي بن خلف بن معزوز الكومي التِّلْمِساني قال: قرىء على الشيخة العالمة فخر النساء شُهْدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج الدِّينَوَرِيّ وذلك بمنزلها بدار السلام في آخر جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وخمسمائة، قيل لها: أخبركم الشيخ الأجل العامل نقيب النقباء أبو الفوارس طرّاد بن محمد الزّينبِي قراءة عليه وأنت تسمعين سنة تسعين وأربعمائة، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المعروف بالطَّوْمَارِيّ حدّثنا الحسين بن فهم قال: سمعت يحيـى بن أكثم يقول: كان للمأمون ـ وهو أمير إذ ذاك ـ مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، قال: فلما أن تقوّض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال نعم. قال له: أسلِم حتى أفعلَ بك وأصنع، ووعده. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف. قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مُسْلماً، قال: فتكلّم على الفقه فأحسن الكلام؛ فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون وقال: ألستَ صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنت (مع ما) تراني حسن الخط، فعمَدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة فاشتُرِيت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البِيعة فاشتُرِيت مني، وعمَدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الورّاقين فتصفحوها، فلما أن أوجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سببَ إسلامي. قال يحيـى بن أكثم: فحججت تلك السنةَ فلقِيت سفيان بن عُيينة فذكرت له الخبر فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل. قال قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل:
                    { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ }
                    [المائدة: 44]، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عز وجل: «إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون» فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضِع. وقيل: «وإنا له لحافظون» أي لمحمد صلى الله عليه وسلم من أن يتقوّل علينا أو نتقول عليه. أو «وإنا له لحافظون» من أن يكاد أو يقتل. نظيره
                    { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ }

                    والان نستعرض تفسير ابن كثير لدليلهم المزعوم في السياق
                    { وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } * { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } * { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }


                    يخبر تعالى عن كفرهم وعنادهم في قولهم: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } أي: الذي تدعي ذلك { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } أي: في دعائك إيانا إلى اتباعك، وترك ما وجدنا عليه آباءنا { لَّوْ مَا } أي: هلا { تَأْتِينَا بِٱلْمَلَـٰئِكَةِ } أي: يشهدون لك بصحة ما جئت به إن كنت من الصادقين، كما قال فرعون:
                    { فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ }
                    [الزخرف: 53]،
                    { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِىۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً }
                    [الفرقان:21-22]، وكذا قال في هذه الآية: { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ } وقال مجاهد في قوله: { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ }: بالرسالة والعذاب، ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل عليه الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل، ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى: { لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } على النبي صلى الله عليه وسلم كقوله:
                    { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ }
                    [المائدة: 67] والمعنى الأول أولى، وهو ظاهر السياق

                    والان مع تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس لنفس الدليل في السياق
                    { الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } * { رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } * { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } * { وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } * { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } * { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ }


                    وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤرَ } يقول أنا الله أرى يقال قسم أقسم بالألف واللام والراء { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } إن هذه السورة آيات الكتاب { وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } يقول وأقسم بالقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { رُّبَمَا يَوَدُّ } يتمنى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } في الدنيا يقول ربما يأتي على الكافرين يوم يتمنى أنه كان مسلماً ولهذا كان القسم وذلك إذا أخرج الله من النار من كان مؤمناً مخلصاً بإيمانه وأدخله الجنة فعند ذلك يتمنى الكافر أنه كان مسلماً في الدنيا { ذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد { يَأْكُلُواْ } بلا حجة فعند ذلك يتمنى الكافر أنه كان مسلماً في الدنيا { وَيَتَمَتَّعُواْ } يعيشوا في الكفر والحرام { وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ } ويشغلهم الأمل الطويل عن طاعة الله { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَعْلَمُونَ } عند الموت وفي القبر ويوم القيامة ماذا يفعل بهم { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } من أهل قرية { إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } فيه أجل معلوم مؤقت لهلاكهم { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } يقول لا تموت ولا تهلك أمة قبل أجلها { وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } ولا تأخر أمة عن أجلها { وَقَالُواْ } عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه لمحمد صلى الله عليه وسلم { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } جبريل بالقرآن بزعمك { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } تختلق { لَّوْ مَا تَأْتِينَا } هلا تأتينا { بِٱلْمَلائِكَةِ } من السماء فيشهدوا لك أنك رسول الله { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } في مقالتك قال الله { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ } من السماء { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } بالهلاك وقبض أرواحهم { وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } مؤجلين إذا نزلت عليهم الملائكة { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } جبريل بالقرآن { وَإِنَّا لَهُ } للقرآن { لَحَافِظُونَ } من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ويقال إنا له لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون من الكفار والشياطين { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد الرسل { فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } في فرق الأولين { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ } مرسل إليهم { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ } بالرسول { يَسْتَهْزِئُونَ } يستسخرون { كَذَلِكَ } هكذا { نَسْلُكُهُ } نترك التكذيب { فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } لكي لا يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ونزول العذاب عليهم { وَقَدْ خَلَتْ } مضت { سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } سيرة الأولين بتكذيب الرسل كما كذبك قومك ومضت سيرة الله فيهم بالعذاب والهلاك من الله لهم عند التكذيب { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم } على أهل مكة { بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } يدخلون فيه { فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ } يصعدون وينزلون يعني كالملائكة.
                    هل يكون اجماع المفسرين على ان الذكر المحفوظ بحفظ الله تعالى هو القران من قبيل المصادفة وهل ما فسر به القرطبي دليلهم به من قبيل المصادفة ايضا
                    الغريب ان الاية في سياقها واضحة بلا تفسير ان الذكر المحفوظ هو القران فزادها تفسير المفسرين وضوحا بل واثبت المفسرين تحريف كتاب النصارى ايما اثبات
                    اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                    سيف
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:43 ص.
                    اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                    تعليق


                    • #11
                      تفنيد دليلهم التاسع

                      بسم الله تعالى ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                      اخوة الاسلام مازلنا مع تفنيد ادلة النصارى المزعومة حول شهادة القران بصحة الاناجيل واليوم نتناول سويا دليلهم التاسع لنرى مدى تدليسهم في بتر النصوص ولي اعناقها لتوافق اهوائهم
                      الدليل التاسع
                      إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ (المائدة 44)
                      والان مع تفسير القرطبي لدليلهم المزعوم
                      { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ }


                      قوله تعالى: { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }. أي بيان وضياء وتعريف أن محمداً صلى الله عليه وسلم حق. «هُدىً» في موضع رفع بالإبتداء «ونَورٌ» عطف عليه. { يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ } قيل: المراد بالنبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وعُبر عنه بلفظ الجمع. وقيل: كل من بعث من بعد موسى بإقامة التوراة، وأن اليهود قالت: إن الأنبياء كانوا يهوداً. وقالت النصارى: كانوا نصارى؛ فبين الله عز وجل كذبهم. ومعنى { أَسْلَمُواْ } صدّقوا بالتوراة من لدن موسى إلى زمان عيسى عليهما السلام وبينهما ألف نبي؛ ويقال: أربعة آلاف. ويقال: أكثر من ذلك، كانوا يحكمون بما في التوراة. وقيل: معنى «أَسْلَمُوا» خضعوا وانقادوا لأمر الله فيما بُعِثوا به. وقيل: أي يحكم بها النبيون الذين هم على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم والمعنى واحد. ومعنى { لِلَّذِينَ هَادُواْ } على الذين هادوا فاللام بمعنى «على». وقيل: المعنى يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا وعليهم، فحذف «عليهم». و { ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } ههنا نعت فيه معنى المدح مثل { بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }. «هَادُوا» أي تابوا من الكفر. وقيل: فيه تقديم وتأخير؛ أي إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون والربانيون والأحبار؛ أي ويحكم بها الربانيون وهم الذي يَسُوسون الناس بالعلم ويربونهم بصغاره قبل كباره؛ عن ٱبن عباس وغيره. وقد تقدّم في آل عمران. وقال أبو رَزِين: الربانيون العلماء الحكماء والأحبار. قال ابن عباس: هم الفقهاء. والحِبْر والحَبْر الرجل العالم وهو مأخوذ من التَّحبير وهو التحسين، فهم يُحبّرون العلم أي يبينونه ويزينونه، وهو مُحبَّر في صدورهم. قال مجاهد: الربانيون فوق العلماء. والألف واللام للمبالغة. قال الجوهري: والحِبر والحَبر واحد أحبار اليهود، وبالكسر أفصح: لأنه يجمع على أفعال دون الفُعول؛ قال الفراء: هو حِبر بالكسر يقال ذلك للعالم. وقال الثوري: سألت الفرّاء لم سُمّي الحبر حبرا؟ فقال: يقال للعالم حِبر وحَبر فالمعنى مداد حِبر ثم حذف كما قال:
                      { وَٱسْأَلِ ٱلْقَرْيَةَ }
                      [يوسف: 82] أي أهل القرية. قال: فسألت الأصمعي فقال ليس هذا بشيء؛ إنما سمى حبراً لتأثيره، يقال: على أسنانه حبر أي صفرة أو سواد. وقال أبو العباس: سمى الحِبر الذي يكتب به حِبرا لأنه يحبر به أي يحقق به. وقال أبو عبيد: والذي عندي في واحد الأحبار الحبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح، والحِبر الذي يكتب به وموضعه المحبرة بالكسر. والحبر أيضاً الأثر والجمع حُبُور؛ عن يعقوب. { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ } أي ٱستودعوا من علمه. والباء متعلقة بـ «الربانيين والأحبار» كأنه قال: والعلماء بما ٱستحفظوا. أو تكون متعلقة بـ «يَحْكم» أي يحكمون بما ٱستحفظوا.
                      { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ } أي على الكتاب بأنه من عند الله. ٱبن عباس: شهداء على حكم النبي صلى الله عليه وسلم أنه في التوراة. { فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } أي في إظهار صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وإظهار الرجم. { وَٱخْشَوْنِ } أي في كتمان ذلك؛ فالخطاب لعلماء اليهود. وقد يدخل بالمعنى كل من كتم حقاً وجب عليه ولم يُظهِره. وتقدّم معنى { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } مستوفى.
                      والان مع تفسير ابن كثير لنفس الدليل المزعوم
                      { يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآءُوكَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } * { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ }


                      نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر، الخارجين عن طاعة الله ورسوله، المقدمين آراءهم وأهواءهم على شرائع الله عز وجل؛ { مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِأَفْوَٰهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } أي: أظهروا الإيمان بألسنتهم، وقلوبهم خراب خاوية منه، وهؤلاء هم المنافقون؛ { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } أعداء الإسلام وأهله، وهؤلاء كلهم { سَمَّـٰعُونَ لِلْكَذِبِ } أي: مستجيبون له، منفعلون عنه، { سَمَّـٰعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ } أي: يستجيبون لأقوام آخرين لا يأتون مجلسك يا محمد، وقيل: المراد أنهم يتسمعون الكلام، وينهونه إلى قوم آخرين؛ ممن لا يحضر عندك من أعدائك، { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَٰضِعِهِ } أي: يتأوّلونه على غير تأويله، ويبدلونه من بعد ماعقلوه، وهم يعلمون، { يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ } قيل: نزلت في قوم من اليهود قتلوا قتيلاً، وقالوا: تعالوا حتى نتحاكم إلى محمد، فإن حكم بالدية، فاقبلوه، وإن حكم بالقصاص، فلا تسمعوا منه، والصحيح أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا، وكانوا قد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم من الأمر برجم من أحصن منهم، فحرفوه واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة، والتحميم، والإركاب على حمارين مقلوبين، فلما وقعت تلك الكائنة بعد الهجرة، قالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نتحاكم إليه، فإن حكم بالجلد والتحميم، فخذوا عنه، واجعلوه حجة بينكم وبين الله، ويكون نبي من أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك، وإن حكم بالرجم، فلا تتبعوه في ذلك.

                      وقد وردت الأحاديث في ذلك، فقال مالك: عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ " فقالوا: نفضحهم، ويجلدون، قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة، فأتوا بالتوراة، فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم؛ فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة، أخرجاه، وهذا لفظ البخاري. وفي لفظ له: فقال لليهود: " ما تصنعون بهما؟ " قالوا: نسخم وجوههما، ونخزيهما، قال:
                      { فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
                      [آل عمران: 93] فجاؤوا بها فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها، فوضع يده عليه، فقال: ارفع يدك، فرفع، فإذا آية الرجم تلوح، قال: يا محمد، إن فيها آية الرجم، ولكنا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما، فرجما.
                      وقال الزهري: سمعتُ رجلاً من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه، ونحن عند ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود بامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا إلى هذا النبي، فإنه بعث بالتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم، قبلناها، واحتججنا بها عند الله، قلنا: فتيا نبي من أنبيائك. قال: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما تقول في رجل وامرأة منهم زنيا؟ فلم يكلمهم بكلمة حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب، فقال: " أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟ " قالوا: يحمم، ويجبه، ويجلد، والتجبيه: أن يحمل الزانيان على حمار، وتقابل أقفيتهما، ويطاف بهما، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكت، ألظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم النشدة، فقال: اللهم إذ نشدتنا، فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قال: زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا، فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل في إثره من الناس، فأراد رجمه، فحال قومه دونه، وقالوا: لا نرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة " فأمر بهما، فرجما، قال الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } فكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم، رواه أحمد وأبو داود، وهذا لفظه، وابن جرير.
                      فهذه الأحاديث دالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكم بموافقة حكم التوراة، وليس هذا من باب الإكرام لهم بما يعتقدون صحته؛ لأنهم مأمورون باتباع الشرع المحمدي لا محالة، ولكن هذا بوحي خاص من الله عز وجل إليه بذلك، وسؤاله إياهم عن ذلك؛ ليقررهم على ما بأيديهم مما تواطؤوا على كتمانه وجحده وعدم العمل به تلك الدهور الطويلة، فلما اعترفوا به. مع علمهم على خلافه، بان زيغهم وعنادهم وتكذيبهم لما يعتقدون صحته من الكتاب الذي بأيديهم، وعُدولُهم إلى تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان عن هوى منهم، وشهوة لموافقة آرائهم، لا لاعتقادهم صحة ما يحكم به، ولهذا قالوا: { إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا } أي: الجلد والتحميم، { فَخُذُوهُ } ، أي: اقبلوه، { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ } أي: من قبوله واتباعه.

                      وقال الله تعالى: { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سَمَّـٰعُونَ لِلْكَذِبِ } أي: الباطل، { أَكَّـٰلُونَ لِلسُّحْتِ } أي: الحرام، وهو الرشوة، كما قاله ابن مسعود وغير واحد، أي: ومن كانت هذه صفته، كيف يطهر الله قلبه، وأنى يستجيب له؟ ثم قال لنبيه: { فَإِن جَآءُوكَ } أي: يتحاكمون إليك، { فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً } أي: فلا عليك أن لا تحكم بينهم، لأنهم لا يقصدون بتحاكمهم إليك اتباع الحق، بل ما يوافق أهواءهم، قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي وزيد بن أسلم وعطاء الخراساني والحسن وغير واحد: هي منسوخة بقوله: { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } ، { وَإِنْ حَكَمْتَ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِٱلْقِسْطِ } أي: بالحق والعدل، وإن كانوا ظلمة خارجين عن طريق العدل { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ }.
                      ثم قال تعالى منكراً عليهم في آرائهم الفاسدة، ومقاصدهم الزائغة؛ في تركهم ما يعتقدون صحته من الكتاب الذي بأيديهم، الذي يزعمون أنهم مأمورون بالتمسك به أبداً، ثم خرجوا عن حكمه، وعدلوا إلى غيره؛ مما يعتقدون في نفس الأمر بطلانه، وعدم لزومه لهم، فقال: { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } ثم مدح التوراة التي أنزلها على عبده ورسوله موسى بن عمران، فقال: { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ } أي: لا يخرجون عن حكمها، ولا يبدلونها، ولا يحرفونها، { وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } أي: وكذلك الربانيون منهم، وهم العلماء العباد، والأحبار، وهم العلماء { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } أي: بما استودعوا من كتاب الله الذي أمروا أن يظهروه ويعملوا به، { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ } أي: لا تخافوا منهم، وخافوا مني، { وَلاَ تَشْتَرُواْ بآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ }
                      والان نرى سويا تفسير ترجمان القران سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لدليلهم المزعوم
                      { سَمَّاعُونَ } قوالون { لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } للرشوة والحرام بتغيير حكم الله { فَإِن جَآءُوكَ } يا محمد يعني بني قريظة والنضير ويقال أهل خيبر { فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ } بين بني قريظة والنضير بالرجم ويقال بين أهل خيبر { أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ } أنت بالخيار { وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تحكم بينهم { فَلَن يَضُرُّوكَ } لن ينقصوك { شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ } بين بني قريظة والنضير ويقال بين أهل خيبر { بِٱلْقِسْطِ } بالرجم { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } العادلين بكتاب الله العاملين بالرجم { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ } على وجه التعجب في الرجم { وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا } في التوراة { حُكْمُ ٱللَّهِ } يعني الرجم { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد البيان في التوراة والقرآن { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } بالتوراة { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ } على موسى { فِيهَا } في التوراة { هُدًى } من الضلالة { وَنُورٌ } بيان الرجم { يَحْكُمُ بِهَا } بالتوراة { ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } الذين كانوا مسلمين من لدن موسى إلى عيسى وبينهما ألف نبي بين الذين أسلموا { لِلَّذِينَ هَادُواْ } الآباء الذين هادوا { وَٱلرَّبَّانِيُّونَ } يقول وكان يحكم بها الربانيون والعلماء وأصحاب الصوامع دون الأنبياء { وَٱلأَحْبَارُ } سائر العلماء { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ } بما عملوا ودعوا من كتاب الله { وَكَانُواْ عَلَيْهِ } على الرجم { شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } في إظهار صفة محمد ونعته والرجم { وَٱخْشَوْنِ } في كتمانها { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي } بكتمان صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته وآية الرجم { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في التوراة من صفة محمد ونعته وآية الرجم { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } بالله والرسول والكتاب.
                      والان هل بقي من يقول ان القران يشهد بصحة الاناجيل
                      هذا اجماع الايات القرانية اللتي استشهدوا هم بها واجماع كبار علماء التفسير على تحريفهم لكتابهم بايديهم ليشتروا به ثمنا قليلا
                      فالحمد لله مظهر الحق والى باقي ادلتهم باذن الله ان جعل الله في العمر بقية
                      اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                      سيف
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:43 ص.
                      اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                      تعليق


                      • #12
                        تفنيد دليلهم العاشر

                        بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                        مازلنا مع ادلة النصارى الزاعمة شهادة القران الكريم بصحة الاناجيل واليوم نستعرض دليلهم العاشر لنرى ويرى كل مسلم وكل نصراني حقيقة ادعاءاتهم الكاذبة
                        الدليل العاشر
                        وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (المائدة 46)
                        والان لنرى تفسير القرطبي لدليلهم العاشر
                        { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }


                        قوله تعالى: { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } أي جعلنا عيسى يقفو آثارهم، أي آثار النبيين الذين أسلموا. { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني التوراة؛ فإنه رأى التوراة حقاً، ورأى وجوب العمل بها إلى أن يأتي ناسخ. «مُصَدِّقاً» نصِب على الحال من عيسى. { فِيهِ هُدًى } في موضع رفع بالابتداء. { وَنُورٌ } عطف عليه. { وَمُصَدِّقاً } فيه وجهان؛ يجوز أن يكون لعيسى وتعطفه على مصدقاً الأوّل، ويجوز أن يكون حالاً من الإنجيل، ويكون التقدير: وآتيناه الإنجيل مستقراً فيه هدًى ونور ومصدقاً. { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً } عطف على «مُصَدِّقاً» أي هادياً وواعظاً. { لِّلْمُتَّقِينَ } وخصهم لأنهم المنتفعون بهما. ويجوز رفعهما على العطف على قوله: { فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }.

                        قوله تعالى: { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } قرأ الأعمش وحمزة بنصب الفعل على أن تكون اللام لام كي. والباقون بالجزم على الأمر؛ فعلى الأول تكون اللام متعلقة بقوله: «وَآتَيْنَاهُ» فلا يجوز الوقف؛ أي وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه. ومن قرأه على الأمر فهو كقوله: { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ } فهو إلزام مستأنف يبتدأ به؛ أي ليحكم أهل الإنجيل أي في ذلك الوقت، فأما الآن فهو منسوخ. وقيل: هذا أمر للنصارى الآن بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن في الإنجيل وجوب الإيمان به، والنسخ إنما يتصور في الفروع لا في الأُصول. قال مكيّ: والاختيار الجزم؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن ما بعده من الوعيد والتهديد يدل على أنه إلزام من الله تعالى لأهل الإنجيل. قال النحاس: والصواب عندي أنهما قراءتان حسنتان؛ لأن الله عز وجل لم ينزِل كتاباً إلا ليعمل بما فيه، وآمر بالعمل بما فيه؛ فصحتا جميعاً.
                        والان مع تفسير ابن كثير لدليلهم العاشر
                        { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }


                        يقول تعالى: { وَقَفَّيْنَا } أي: أتبعنا { عَلَىٰ آثَارِهِم } ، يعني: أنبياء بني إسرائيل { بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } أي: مؤمناً بها، حاكماً بما فيها، { وَءَاتَيْنَـٰهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } أي: هدى إلى الحق، ونور يستضاء به في إزالة الشبهات وحل المشكلات، { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } أي: متبعاً لها، غير مخالف لما فيها، إلا في القليل مما بين لبني إسرائيل بعض ما كانوا يختلفون فيه، كما قال تعالى إخباراً عن المسيح أنه قال لبني إسرائيل: { وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } ولهذا كان المشهور من قول العلماء: أن الإنجيل نسخ بعض أحكام التوراة. وقوله تعالى: { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } أي: وجعلنا الإنجيل هدى يهتدى به، وموعظة، أي: زاجراً عن ارتكاب المحارم والمآثم للمتقين، أي: لمن اتقى الله، وخاف وعيده وعقابه.

                        وقوله تعالى: { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } قرىء: (وَلْيَحْكُمْ) أهل الإنجيل، بالنصب على أن اللام لام كي، أي: وآتيناه الإنجيل ليحكم، أهل ملته به في زمانهم، وقرىء: (وَلْيَحْكُمْ)، بالجزم على أن اللام لام الأمر، أي: ليؤمنوا بجميع ما فيه، وليقيموا ما أمروا به فيه، ومما فيه البشارة ببعثة محمد، والأمر باتباعه وتصديقه إذا وجد، كما قال تعالى: { قُلْ يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } الآية، وقال تعالى:
                        { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ }

                        [الأعراف: 157] إلى قوله: { ٱلْمُفْلِحُونَ } ، ولهذا قال ههنا: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ } أي: الخارجون عن طاعة ربهم، المائلون إلى الباطل، التاركون للحق، وقد تقدم أن هذه الآية نزلت في النصارى، وهو ظاهر من السياق.
                        والان مع تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لدليلهم العاشر في السياق
                        { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }


                        { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } فرضنا على بني إسرائيل { فِيهَآ } في التوراة { أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } عمداً وفاء { وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ } عمداً وفاء { وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ } عمداً وفاء { وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ } عمداً وفاء { وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ } عمداً وفاء { وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ } حكومة عدل { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ } بالجراحة على الجارح { فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } للجريح ويقال للجارح { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في القرآن ولم يعمل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون لأنفسهم في العقوبة { وَقَفَّيْنَا } أتبعنا وأردفنا { عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } بالتوحيد وبعض الشرائع { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { ٱلإِنجِيلَ فِيهِ } في الإنجيل { هُدًى } من الضلالة { وَنُورٌ } بيان الرجم { وَمُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } بالتوحيد والرجم { وَهُدًى } من الضلالة { وَمَوْعِظَةً } نهياً { لِّلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ } ولكي يبين أهل الإنجيل { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } بما بيَّن الله في الإنجيل من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته والرجم { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في الإنجيل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } هم العاصون الكافرون { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالكتاب يعني القرآن { بِٱلْحَقِّ } لبيان الحق والباطل { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وبعض الشرائع { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } لما قبله { مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعني الكتب { وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } شهيداً على الكتب كلها ويقال على الرجم ويقال أميناً على الكتب { فَٱحْكُم بَيْنَهُم } بين بني قريظة والنضير وأهل خيبر { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } بما بيَّن الله لك في القرآن { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } في الجلد وترك الرجم { عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ } بعد ما جاءك من البيان { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً } لكل نبي منكم بيَّنا له شرعة { وَمِنْهَاجاً } فرائض وسنناً { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمعكم على شريعة واحدة { وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ } ليختبركم { فِي مَآ آتَاكُم } أعطاكم من الكتاب والسنن والفرائض فيقول أنا فرضته عليكم ولا يدخل في قلوبكم شيء من التوهم { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } فسابقوا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأمم في السنن والفرائض والصالحات ويقال بادروا بالطاعات يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم { إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } جميع الأمم { فَيُنَبِّئُكُم } فيخبركم { بِمَا كُنتُمْ فِيهِ } في الدين والشرائع { تَخْتَلِفُونَ } تخالفون.
                        اعتقد ان دليلهم اوضح من ان يرد عليه الاية تتحدث عن الانجيل اللذي انزله الله تعالى على المسيح وانا من هذا الموقف اتحداهم ان ياتوا به ليبرهنوا على صدقهم
                        ومع هذا فقد صرح المفسرين بتحريفهم لكتابهم تصريح واضح بين
                        اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                        سيف
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:42 ص.
                        اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                        تعليق


                        • #13
                          تفنيد دليلهم الحادي عشر

                          بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                          مازلنا مع ادلة النصارى الواهية المتصدعة امام الحق حول ادعائهم شهادة القران بصحة الاناجيل
                          والان مع دليلهم الحادي عشر
                          أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ (الأنعام 89-90)
                          والان مع تفسير القرطبي لدليلهم الحادي عشر
                          { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }


                          قوله تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ } ابتداء وخبر «والحكم» العلم والفقه. { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا } أي بآياتنا. { هَـٰؤُلاۤءِ } أي كفار عصرك يا محمد. { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } جواب الشرط؛ أي وكلنا بالإيمان بها { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } يريد الأنصار من أهل المدينة والمهاجرين من أهل مكة. وقال قتادة: يعني النبيّين الذين قصّ الله عز وجل. قال النحاس: وهذا القول أشبه بالمعنى؛ لأنه قال بعدُ: «أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ». وقال أبو رجاء: هم الملائكة. وقيل: هو عام في كل مؤمن من الجن والإنس والملائكة. والباء في «بكافرين» زائدة على جهة التأكيد.
                          والان مع تفسير ابن كثير لدليلهم الحادي عشر
                          { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ } أي: أنعمنا عليهم بذلك؛ رحمة للعباد بهم، ولطفاً منا بالخليقة، { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا } أي: بالنبوة، ويحتمل أن يكون الضمير عائداً على هذه الأشياء الثلاثة: الكتاب والحكم والنبوة، وقوله: { هَـٰؤُلاَۤءِ } يعني: أهل مكة، قاله ابن عباس وسعيد بن المسيب والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد، { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـٰفِرِينَ } أي: إن يكفر بهذه النعم مَنْ كفر بها من قريش وغيرهم من سائر أهل الأرض؛ من عرب وعجم، وملّيين وكتابيين، فقد وكلنا بها قوماً آخرين، أي: المهاجرين والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة، { لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـٰفِرِينَ } أي: لا يجحدون منها شيئاً، ولا يردون منها حرفاً واحداً، بل يؤمنون بجميعها؛ محكمها ومتشابهها، جعلنا الله منهم بمنِّه وكرمه وإحسانه. ثم قال تعالى مخاطباً عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: { أُوْلَـٰئِكَ } يعني: الأنبياء المذكورين، مع من أضيف إليهم من الآباء والذرية والإخوان، وهم الأشباه، { ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } أي: هم أهل الهدى، لا غيرهم: { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } ، أي: اقتد واتبع، وإذا كان هذا أمراً للرسول صلى الله عليه وسلم فأمته تبع له فيما يشرعه ويأمرهم به، قال البخاري عند هذه الآية: حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول: أن مجاهداً أخبره: أنه سأل ابن عباس: أفي (ص) سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ } إلى قوله: { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } ثم قال: هو منهم، زاد يزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد، وسهل بن يوسف، عن العوام عن مجاهد: قلت لابن عباس، فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم. وقوله تعالى: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أي: لا أطلب منكم على إبلاغي إياكم هذا القرآن أجراً، أي: أجرة، ولا أريد منكم شيئاً، { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَـٰلَمِينَ } أي: يتذكرون به، فيرشدوا من العمى إلى الهدى، ومن الغي إلى الرشاد، ومن الكفر إلى الإيمان.
                          والان مع تفسير ترجمان القران عبد الله بن عباس لدليلهم الحادي عشر في السياق
                          { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ }


                          { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } لم يخلطوا إيمانهم بشرك ولم ينافقوا بإيمانهم { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ } من معبودهم { وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } للصواب ويقال أولئك لهم الأمن من العذاب وهم مهتدون إلى الحجة { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ } هذه حجتنا { آتَيْنَاهَآ } ألهمناها { إِبْرَاهِيمَ } حتى احتج بها { عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ } فضائل بالقدرة والمنزلة والحجة وبعلم التوحيد { مَّن نَّشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } بإلهام الحجة لأوليائه { عَلِيمٌ } بحجة أوليائه وعقوبة أعدائه { وَوَهَبْنَا لَهُ } لإبراهيم { إِسْحَاقَ } ولداً { وَيَعْقُوبَ } ولد الولد { كُلاًّ } يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب { هَدَيْنَا } أكرمنا بالنبوة والإسلام { وَنُوحاً هَدَيْنَا } أكرمنا أيضاً بالنبوة والإسلام { مِن قَبْلُ } أي من قبل إبراهيم { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ } ومن ذرية نوح ويقال من ذرية إبراهيم { دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ } كَلاًّ هديناهم بالنبوة والإسلام { وَكَذَلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } بالقول والفعل ويقال الموحدين { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ } كل هؤلاء هديناهم بالنبوة والإسلام وكلهم من ذرية إبراهيم { مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } يعني كانوا من المرسلين { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ } كل هؤلاء الأنبياء { فَضَّلْنَا } بالنبوة والإسلام { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانهم من الكافرين والمؤمنين { وَمِنْ آبَائِهِمْ } آدم وشيث وإدريس ونوح وهود وصالح هديناهم بالنبوة والإسلام { وَذُرِّيَّاتِهِمْ } يعني أولاد يعقوب { وَإِخْوَانِهِمْ } يعني إخوة يوسف هديناهم بالنبوة والإسلام { وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ } اصطفيناهم { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني ثبتناهم على طريق مستقيم { ذٰلِكَ } الصراط المستقيم { هُدَى ٱللَّهِ } { يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } من كان أهلاً لذلك { وَلَوْ أَشْرَكُواْ } لو أشرك هؤلاء الأنبياء { لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الطاعات { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ } قصصنا من النبيين { آتَيْنَاهُمُ } أعطيناهم { ٱلْكِتَابَ } الذي نزل به جبريل من السماء { وَٱلْحُكْمَ } العلم والفهم { وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا } بسبيلهم ودينهم { هَـٰؤُلاۤءِ } أهل مكة { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } وقفنا بها بدين الأنبياء وسبيلهم { قَوْماً } بالمدينة { لَّيْسُواْ بِهَا } بدين الأنبياء وبسبيلهم { بِكَافِرِينَ } بجاحدين { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ } قصصناهم من النبيين { هَدَى ٱللَّهُ } هداهم الله بالأخلاق الحسنى { فَبِهُدَاهُمُ } فبأخلاقهم الحسنى من الصبر والاحتمال والرضا والقناعة وغير ذلك { ٱقْتَدِهْ قُل } يا محمد لأهل مكة { لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد والقرآن { أَجْراً } جعلاً { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرَىٰ } عظة { لِلْعَالَمِينَ } الجن والإنس.
                          ارايتم اقوال مفسرين القران لدليلهم وكيف اثبتوا ان المراد هنا هم المهاجرون والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
                          اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                          سيف
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:42 ص.
                          اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                          تعليق


                          • #14
                            تفنيد دليلهم الثاني عشر

                            بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                            مازلنا مع ادلة النصارى المتصدعة بالحق حول موضوع اثبات صحة الاناجيل من القران واليوم نستعرض دليلهم الثاني عشر
                            "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (النحل 43)
                            والان مع تفسير القرطبي لدليلهم الثاني عشر
                            وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ

                            قِرَاءَة الْعَامَّة " يُوحَى " بِالْيَاءِ وَفَتْح الْحَاء . وَقَرَأَ حَفْص عَنْ عَاصِم " نُوحِي إِلَيْهِمْ " بِنُونِ الْعَظَمَة وَكَسْر الْحَاء . نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي مَكَّة حَيْثُ أَنْكَرُوا نُبُوَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا : اللَّه أَعْظَم مِنْ أَنْ يَكُون رَسُوله بَشَرًا , فَهَلَّا بَعَثَ إِلَيْنَا مَلَكًا ; فَرَدَّ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك " إِلَى الْأُمَم الْمَاضِيَة يَا مُحَمَّد " إِلَّا رِجَالًا " آدَمِيِّينَ .

                            فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

                            قَالَ سُفْيَان : يَعْنِي مُؤْمِنِي أَهْل الْكِتَاب . وَقِيلَ : الْمَعْنَى فَاسْأَلُوا أَهْل الْكِتَاب فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا فَهُمْ مُعْتَرِفُونَ بِأَنَّ الرُّسُل كَانُوا مِنْ الْبَشَر . رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : أَهْل الذِّكْر أَهْل الْقُرْآن . وَقِيلَ : أَهْل الْعِلْم , وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب .

                            إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

                            يُخْبِرُونَكُمْ أَنَّ جَمِيع الْأَنْبِيَاء كَانُوا بَشَرًا .
                            والان مع تفسير الجلالين لدليلهم الثاني عشر
                            وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

                            "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إلَّا رِجَالًا نُوحِي إلَيْهِمْ" لَا مَلَائِكَة "فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر" الْعُلَمَاء بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل "إنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَهُ وَأَنْتُمْ إلَى تَصْدِيقهمْ أَقْرَب مِنْ تَصْدِيق الْمُؤْمِنِينَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                            والان مع تفسير الطبري لدليلهم الثاني عشر
                            وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

                            الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك يَا مُحَمَّد إِلَى أُمَّة مِنْ الْأُمَم , لِلدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدنَا وَالِانْتِهَاء إِلَى أَمْرنَا وَنَهْينَا , إِلَّا رِجَالًا مِنْ بَنِي آدَم نُوحِي إِلَيْهِمْ وَحْينَا لَا مَلَائِكَة , يَقُول : فَلَمْ نُرْسِل إِلَى قَوْمك إِلَّا مِثْل الَّذِي كُنَّا نُرْسِل إِلَى مِنْ قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم مِنْ جِنْسهمْ وَعَلَى مِنْهَاجهمْ . { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر } يَقُول لِمُشْرِكِي قُرَيْش : وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ كُنَّا نُرْسِل إِلَى مَنْ قَبْلكُمْ مِنْ الْأُمَم رِجَال مِنْ بَنِي آدَم مِثْل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْتُمْ هُمْ مَلَائِكَة ; أَيْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّه كَلَّمَهُمْ قَبْلًا , { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر } وَهُمْ الَّذِينَ قَدْ قَرَءُوا الْكُتُب مِنْ قَبْلهمْ : التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ كُتُب اللَّه الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى عِبَاده . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16313 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا الْمُحَارِبِيّ , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد : { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر } قَالَ : أَهْل التَّوْرَاة . 16314 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا الْمُحَارِبِيّ , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : سَأَلْت الْأَعْمَش , عَنْ قَوْله : { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر } قَالَ : سَمِعْنَا أَنَّهُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل . 16315 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قَالَ : هُمْ أَهْل الْكِتَاب . 16316 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا عُبَيْد اللَّه , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قَالَ : قَالَ لِمُشْرِكِي قُرَيْش : إِنَّ مُحَمَّدًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل . 16317 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا عُثْمَان بْن سَعِيد , قَالَ : ثنا بِشْر بْن عُمَارَة , عَنْ أَبِي رَوْق , عَنْ الضَّحَّاك , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : لَمَّا بَعَثَ اللَّه مُحَمَّدًا رَسُولًا , أَنْكَرَتْ الْعَرَب ذَلِكَ , أَوْ مَنْ أَنْكَرَ مِنْهُمْ , وَقَالُوا : اللَّه أَعْظَم مِنْ أَنْ يَكُون رَسُوله بَشَرًا مِثْل مُحَمَّد . قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّه : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُل مِنْهُمْ } 10 2 وَقَالَ : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُر } فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر : يَعْنِي أَهْل الْكُتُب الْمَاضِيَة , أَبَشَرًا كَانَتْ الرُّسُل الَّتِي أَتَتْكُمْ أَمْ مَلَائِكَة ؟ فَإِنْ كَانُوا مَلَائِكَة أَنْكَرْتُمْ , وَإِنْ كَانُوا بَشَرًا فَلَا تُنْكِرُوا أَنْ يَكُون مُحَمَّد رَسُولًا . قَالَ : ثُمَّ قَالَ : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْل الْقُرَى } 12 109 أَيْ لَيْسُوا مِنْ أَهْل السَّمَاء كَمَا قُلْتُمْ . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا : 16318 - حَدَّثَنَا بِهِ اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا اِبْن يَمَان , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ جَابِر , عَنْ أَبِي جَعْفَر : { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر لَا تَعْلَمُونَ } قَالَ : نَحْنُ أَهْل الذِّكْر . 16319 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } قَالَ : الذِّكْر : الْقُرْآن . وَقَرَأَ : { إِنَّا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } 15 9 وَقَرَأَ : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ } . .. 41 41 الْآيَة .
                            والان وقد اجمع المفسرين ان الاية دليل على نبوة محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام فكيف يدعي مدعي انها تشهد بصحة الاناجيل وكيف يتفق ان ياتي رسول من عند الله يقول ( لقد كفر اللذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم ) ومع هذا يكون دليل صحة نبوته هو نفسه المثبت للشرك كيف يجتمعان
                            اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                            سيف
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:42 ص.
                            اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                            تعليق


                            • #15
                              تفنيد دليلهم الثالث عشر

                              بسم الله ابدا وعليه اتوكل وبه استعين
                              مازلنا مع ادلة النصارى حو موضوع شهادة القران بصحة الاناجيل واليوم نستعرض دليلهم الثالث عشر
                              فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ " (يونس 94)
                              بداية قبل نقل اي تفسير اود توضيح شيء مهم جدا من الناحية اللغوية وهو
                              دخول الفاء على حرف الشرط لا يفيد وجوب الفعل ولا وقوعه
                              اما من الناحية الشرعية فسافسح المجال لعلماء التفسير لنرى جميعا مدى مصداقية ادعائهم
                              والان مع تفسير القرطبي لدليلهم الثالث عشر
                              { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }


                              قوله تعالى: { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد غيره، أي لست في شك ولكنّ غيرك شك. قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد: سمعت الإمامين ثعلباً والمبرد يقولان: معنى «فَإنْ كُنْتَ في شَكٍّ» أي قل يا محمد للكافر فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك. { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ } أي يا عابد الوثن إن كنت في شك من القرآن فٱسأل من أسلم من اليهود، يعنى عبد الله بن سَلاَم وأمثالَه؛ لأن عبدة الأوثان كانوا يقرّون لليهود أنهم أعلم منهم من أجل أنهم أصحاب كتاب؛ فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يسألوا من يقرّون بأنهم أعلم منهم، هل يبعث الله برسول من بعد موسى. وقال القُتَبِيّ: هذا خطاب لمن كان لا يقطع بتكذيب محمد ولا بتصديقه صلى الله عليه وسلم، بل كان في شك. وقيل: المراد بالخطاب النبيّ صلى الله عليه وسلم لا غيره، والمعنى: لو كنت يلحقك الشك فيما أخبرناك به فسألت أهل الكتاب لأزالوا عنك الشك. وقيل: الشك ضيق الصدر؛ أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر، وٱسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك صَبْرَ الأنبياءِ من قبلك على أذى قومهم وكيف عاقبة أمرهم. والشك في اللغة أصله الضيق؛ يقال: شك الثوب أن ضمه بِخلال حتى يصير كالوعاء. وكذلك السّفرة تُمدّ علائقها حتى تنقبض؛ فالشك يقبض الصدر ويضمه حتى يضيق. وقال الحسين بن الفضل: الفاء مع حروف الشرط لا توجب الفعل ولا تثبته، والدليل عليه ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزلت هذه الآية: " والله لا أشك ـ ثم استأنف الكلام فقال ـ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " أي الشاكين المرتابين. { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } والخطاب في هاتين الآيتين للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد غيره.وهذا تفسير ابن كثير لنفس الدليل
                              قال قتادة بن دعامة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا أشك ولا أسأل " وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري، وهذا فيه تثبيت للأمة، وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب؛ كما قال تعالى:
                              { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ }
                              [الأعراف: 157] الآية، ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم، يلبسون ذلك، ويحرفونه ويبدلونه، ولا يؤمنون به، مع قيام الحجة عليهم، ولهذا قال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } أي: لا يؤمنون إيماناً ينفعهم، بل حين لا ينفع نفساً إيمانها، ولهذا لما دعا موسى عليه السلام على فرعون وملئه، قال: { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَٰلِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } كما قال تعالى:
                              { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }
                              [الأنعام: 111]

                              والان مع تفسير حبر الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لدليلهم في السياق
                              { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } * { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }


                              { فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } نلقيك على النجاة بدرعك { لِتَكُونَ } لكي تكون { لِمَنْ خَلْفَكَ } من الكفار { آيَةً } عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } يعني الكفار { عَنْ آيَاتِنَا } عن كتابنا ورسولنا { لَغَافِلُونَ } لجاحدون { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } أنزلنا { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } أرضاً كريمة أردن وفلسطين { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } المن والسلوى والغنائم { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } البيان ما في كتابهم في محمد عليه الصلاة والسلام بنعته وصفته { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَقْضِي بَيْنَهُمْ } بين اليهود والنصارى { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { فَإِن كُنتَ } يا محمد { فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { مِن قَبْلِكَ } عبد الله بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكاً إنما أراد الله بما قال لقومه { لَقَدْ جَآءَكَ } يا محمد { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكين { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } كتاب الله ورسوله { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } من المغبونين بنفسك { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ } وجبت { عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } بالعذاب { لاَ يُؤْمِنُونَ } في علم الله { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ } طلبوا منك فلا يؤمنوا { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب { فَلَوْلاَ كَانَتْ } هلا كانت { قَرْيَةٌ آمَنَتْ } أهل قرية آمنت عند نزول العذاب { فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ } نفع إيمانهم { لَمَّآ آمَنُواْ } حين آمنوا { كَشَفْنَا } صرفنا { عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ } الشديد { فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } يا محمد { لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } جميع الكفار { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } تجبر الناس { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ } كافرة { أَن تُؤْمِنَ } بالله { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بإرادة الله وتوفيقه { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } يترك التكذيب { عَلَى ٱلَّذِينَ } في قلوب الذين { لاَ يَعْقِلُونَ } توحيد الله نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمانه ولم يرد الله أن يؤمن { قُلِ } لهم يا محمد { ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الشمس والقمر والنجوم { وَٱلأَرْضِ } وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ } الرسل { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } في علم الله.
                              والان بعد نقل اقوال كبار اهل التفسير واثباتهم ان الدليل المزعوم يذم اليهود والنصارى لاخفائهم ادلة نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام وان الاية وان كان مخاطبا يها رسول الله ولكن الحديث موجه الى غيره ممن يشك في نبوته بل ونقل المفسرين قول رسول الله حينما انزلت هذه الاية وهو ( والله لا اشك والله لا اسال ) فهل يصلح الاستدلال بهذه الاية كدليل على افترائهم ان القران يشهد بصحة الاناجيل
                              اللهم استعملنا لنصرة دينك وتحكيم شريعتك
                              سيف
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 25 أكت, 2020, 02:41 ص.
                              اللهم استعملنا لنصرة دينك تحكيم شريعتك

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 2 أسابيع
                              ردود 3
                              106 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ابن الوليد
                              بواسطة ابن الوليد
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
                              ردود 0
                              42 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
                              ردود 0
                              7 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
                              رد 1
                              50 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
                              ردود 0
                              22 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              يعمل...
                              X