المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

م /الدخاخني مسلم اكتشف المزيد حول م /الدخاخني
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ما شآآء الله موضوع قيم

    جزيتم خيرا
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 11 أغس, 2020, 08:32 م.
    يظن الناس بي خيرا و إني

    لشر الخلق إن لم تعف عني

    تعليق


    • #17
      ما شاء الله الموضوع جميل جدااااااااا

      بارك الله فيكم

      عمر ما أسلامنا ما ترك شيء الا ووضحه وكان أقوي رد علي ما يصف الاسلام بشئ ليس فيه
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 11 أغس, 2020, 08:32 م.
      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

      تعليق


      • #18
        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . اختى الفاضله وجعله فى ميزان حساناتك ان شاء الله ------- اختك ام مريم -----

        تعليق


        • #19
          اللهم لك الحمد أني مسلمه
          وجعلتني احظى بهذا التكريم
          بارك الله فيك اخي الكريم
          وجزاك الله خيرا

          تعليق


          • #20
            جزاك الله خيرا


            و جعله في ميزان حسناتك

            تعليق


            • #21
              ما شاء الله .. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا، أجمل موضوع عن المرأة بارك الله فيكم

              البحث يبرز الإعجاز العلمي بالكتاب والسنة فقد تحررت المرأة بالإسلام مند أكثر من 1400 هـ و جعل الله سبحانه وتعالى لها حقوقا وكرمها تكريما وصانها وحفظها وجعلها جوهرة محصنة بشريعته الكريمة الحكيمة

              فمتى تحررت المرأة بالغرب:

              أما بفرنسا فقد أوقفوا بيع النساء ب 1936 م
              أما بإنجلترا فقد نادوا لعدم بيع النساء ب 1985م

              ثم وما زالت تُحتقر المرأة عندهم لحد عصرنا هذا وجعلوا منها منتوج إشهاري تستغله شركاتهم في بيع مخلفاتهم الإنتاجية..... وللكلام بقية

              أما بخصوص الذين ينادون لتحرر المرأة من بني جلدتنا فزعمائهم أعداء الدين بواسطة المستشرقين ومن ثم صيد الضحايا من الجاهلين...... وللحكاية بقية.

              بارك الله فيكم فالموضوع أكثر من رائع

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم -- نعم استاذنا الغالى م/دخاخنى صدقت وصدقت الكاتبة الفرنسية فانا العبد الفقير الى الله اعيش فى اوروبا وارى كم هن رخاص فى نفوس الرجال واعينهم ولكن استاذى الفاضل اعزك الله, خرجوا علينا من هم يزعمواانهم مسلمون من انصاف الرجال ومرضى العقول من النساء ويطالبون بتحرير المرأة وكأنها مقيدة بسلاسل وانا اشك بأن هذه الفئة من الناس اتت الى هنا ورأتبأم عينها كم المرأة مهانا.... وشكرا

                تعليق


                • #23
                  بارك الله فيمن كتب وفيمن نقل ويجب ان يكتب بحروف من ذهب اسمحوا لنا بالنقل لتعم الفائده وجزاكم الله خيرا

                  تعليق


                  • #24
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

                    بحث مبسط ورائع حقا ..

                    تعليق


                    • #25
                      فعلاً بحث قيم ومتميز
                      جزاك الله خيراً أستاذنا الدخاخني عن هذا النقل الطيب المبارك
                      أسأل الله تعالى أن ينفع به
                      فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                      شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                      مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                      لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                      إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                      أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                      خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                      الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                      أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                      <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                      ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                      تعليق


                      • #26
                        وتقول وتقول الكاتبة " اللادى كوك " أيضا : " إن الاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها ، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ، ولا يخفى ما فى هذا من البلاء العظيم عن المرأة ، فيه أيها الآباء لا يغرونكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن فى المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن الابتعاد عن الرجال ، إذا دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء . ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات فى المعامل ومن الخادمات فى البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار .. ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف مما نرى الآن ، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره فى الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات فى بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة ، أعنى عندها أولاد من الزنا ، فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط فى المدينة ، فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة
                        فائدة من فوائد النقاب ......يشهد بها الغربيون وتنطق بها ألسنتهم

                        المرأةالتي لايراها الرجل .... لا يسعى للحصول عليها وتمنع الإفتتان بها

                        جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم
                        صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها.
                        وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه.
                        يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( التوبة )

                        تعليق


                        • #27
                          جزاكم ربي الجنه وجمعنا بكم في جنات عدن

                          بارك الله فيكم في هذا المنتدى الطيب

                          تعليق


                          • #28
                            بحث قيم جدا بالحقائق والبيانات والآيات

                            جزاكم الله خير

                            تعليق


                            • #29
                              جزاكم الله خيراً وأحب ان اوضح ان من اساليب هدم العقيدة الأسلامية والتى وضعها الغرب الكافر تحرير المرأة اى نزولها الى ميادين العمل واختلاطها بالرجال فى المواصلات العامة فى الجامعات مما يشجعها بالتدريج لأن تخضع باللين وتتخذ من الرجال الأجانب اصدقاء وزملاء تشكو اليهم فيحنو اليهاكذلك يضعف الأيمان لدى الرجال فبعد حادثة 11 سبتمبر قامت الولايات المتحدة بالضغط العنيف على السعودية لتحرير المرأة السعودية ولكن السعودية رفضت وبشدة فكانت النتيجة نقل القاعدة العسكرية المركزية الأمريكية من السعودية الى قطر

                              تعليق


                              • #30
                                بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــرا لمن كتب عن المرأة فقد أخذ الغرب بتلابيب المرأة ليقصونها عن ميدانها الذي خلقت له ولرسالتها التي اختارها الله لها ولذا اضيف علي ما سبق ما ياتي:
                                ونبدأ بما هو شرف المرأة وعزها في اعظم رسالة للمراة بل اعظم رسالة يكلف بها بشر ألا وهي:
                                الأمومة في القرآن
                                ولعل من الطبيعي جدا أن يلتفت الباحث في موضوع كهذا أول ما يلتفت إلى القرآن الكريم ، كتاب الإسلام الخالد ، ودستوره الجامع ، وموسوعته الشاملة ، ليرى كيف أن للأمومة والطفولة فيه ذروة سامقة ، وقمة شاهقة ، وحديثا مع الأيام لا يبلى . . ولا يمل .
                                أليست الأم مصدر حياة ومرفأ حنان ؟ أليست مصدر إشعاع يشكل هذه العجائن الطيعة ويدفع بها إلى خضم الوجود ؟ أجل إنها كذلك . . ومن هنا فقد حرص القرآن على
                                تزكيتها ، وتكريمها والارتفاع بها إلى مستوى شاهق نبيل . . وللقرآن في حديثه عن الأمومة أسلوب متميز ، وفلسفة معينة ، من العسير على كل ذي بديهة متفتحة أن يلمحها من خلال السطور .
                                ولكن . . أليس من الأجمل أن نرجئ الحديث القرآني عن الأم في إطاره العام حتى نقف أولا مع أمومات ثلاث ؟ أم إسماعيل . . وأم موسى . . وأم المسيح ؟
                                إن الحديث القرآني عن هذه الأمومات يبرز لنا إلى حد بعيد ضخامة العبء الذي تنهض به الأمومة من جهة . . وروعة الاحتفاء القرآني بهذه الناهضة بأعبائها من جهة أخرى . . وحين تتكامل هذه الصورة بظلالها المرهفة وأضوائها الوهاجة . . فإنها تعطي من غير شك انطباعها الصادق في هذا الصدد العظيم . .
                                * *أم إسماعيل (استفدت في هذا السرد من كتاب '' أم النبي '' للدكتورة بنت الشاطئ ومن التوراة)
                                وأم إسماعيل هاجر . . هي تلك الجارية الأمة ، التي لا حول لها ولا طول . . جاءت بها السيدة سارة إلى فلسطين من مصر . . بعد رحلتها مع زوجها إبراهيم . . حين خرج بدينه إلى هناك ، نافضا عن كاهله العظيم غبار الوثنية ، وأوقار الضلالات . .
                                وكانت سارة عاقرا . . لا تحمل . . ولا تلد . . فأشارت على الخليل أن يبني بهاجر فبنى‍! ثم حملت هاجر . . وولدت . . فولدت إلى جوار وليدها المحنة!!
                                قالت سارة لإبراهيم : أنا دفعت إليك جاريتي فلما حملت ترفعت علي!! فرد إبراهيم في حنان صيب . . ورثاء دامع لتلك الأنثى المجروحة الغيرى : هي جاريتك تفعلين بها ما تشائين! حينئذ ظهر الغضب في صوت سارة . . وأقسمت ألا يؤويها وصاحبتها بيت بعد اليوم!!
                                وبدأت خيوط المأساة تتجمع وتتشابك . . لتنفرج من بعد وتعتنق . . حينما حمل إبراهيم زوجته هاجر وابنها إسماعيل . . وانطلق بها ضاربا في التيه . . وعند ربوة حمراء تسامت أطلال البيت العتيق ، ترك إبراهيم وليده الغض . . وأم وليده العزلاء . . وما كان لدى الأم ووليدها من رزق في هذا الوادي الجديب الأجرد . . سوى جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء . . ولا بد للتمر أن ينفد ، ولا بد للماء أن يتلاشى . . فماذا يخبئ الغيب لهما من مصير ؟ لأفسح أنا المجال لابن عباس يحدثنا حديث هاجر الأم . . وابنها إسماعيل الرسول . . يقول ابن عباس : " . . ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ من أحد . . وليس بها ماء . . فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء . . ثم قضى إبراهيم منطلقا . . فتبعته أم إسماعيل . فقالت : يا إبراهيم : أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وجعل لا يلتفت إليها . فقالت : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . . ثم رجعت فانطلق إبراهيم . . حتى إذا كان عند الثنية لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ، ورفع يديه فقال : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } (سورة إبراهيم الآية 37) وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء . . حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى . . فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر . . هل ترى أحدا ؟ فلم تر أحدا . . فهبطت من الصفا . . حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي . . ثم أتت المروة فقامت عليها . . فنظرت هل ترى أحدا . . فلم تر أحدا . . ففعلت ذلك سبع مرات . .
                                قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « فلذلك سعى الناس بينهما . » (صحيح البخاري الحج (1566),صحيح مسلم الحج (1266),سنن الترمذي الحج (863)) فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا . . فقالت : صه . . تريد نفسها . . ثم تسمعت أيضا . . فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه . . أو قال بجناحه . . حتى ظهر الماء . . فجعلت تخوضه . . وتغرف منه في سقائها وهو يفور بعدما تغرف فشربت وأرضعت ولدها .
                                فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة . . فإن هذا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه . . وإن الله لا يضيع أهله . . وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية . . تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله . .فكانت كذلك حتى مرت بهم قافلة من جرهم مقبلين عن طريق كداء . . فنزلوا في أسفل مكة . . فرأوا طائرا عائقا : فقالوا : إن هذا الطير ليدور على ماء . . لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء . . فأرسلوا جريا أو جريين . . فإذا هم بالماء . . فرجعوا وأخبروهم بالماء . . فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء .فقالوا : أتأذننين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم . . ولكن لا حق لكم في الماء . . قالوا : نعم . . وشب الغلام " إسماعيل " وتعلم العربية منهم . . وأعجبهم . . فلما أيفع واكتمل روجوه ، وماتت أم إسماعيل . لتترك في الأرجاء حديثا هائلا ضخما . دائما يدوي . . وكيف تنسى ذاكرة الزمن ، أو راعية الأيام أم إسماعيل . . وقصة بطولتها الخالدة تلهج بها ملايين الألسن كل يوم . . فيما يتلونه من كتاب الله ، وآياته الغراء .
                                إنني ألمح من خلال الجهاد الرائع الذي كابدته أم إسماعيل عبر نزولها في واد غير ذي زرع ، وذلك بمعاناتها للظمأ القاتل الرهيب . . ثم مسعاها اللاهف بين الصفا والمروة باحثة عن خيط يشدها ووليدها إلى الحياة . . إني ألمح من خلال ذلك كله . . ليس إنفاذ وعد الله فحسب . . بل كذلك تخليد دور الأمومة الرائعة ، التي تحترق لتضيء للملايين .
                                ومع إسدال الستار على هذه القصة القرآنية ، نحس من أعماقنا المسلمة عن كثب أن صوت القرآن العظيم غض عذب ، يردد في مسامع الأجيال : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (سورة البقرة الآية 125){ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (سورة البقرة الآية 126) { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (سورة البقرة الآية 127) { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (سورة البقرة الآية 128) { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (سورة البقرة الآية 129)
                                أم موسى (للإفادة يقرا ما سبق من مصادروقصص الأنبياء للإمام الثعلبي .) .
                                ومع الأصداء الأخيرة الحلوة لهذا الترتيل . . نصعد معا إلى جبل آخر من جبال النور . . لنعانق أبعاد ملحمة أبطالها . . أم . . . ونبي . . وشخوص أشتات متباينة من البشر المتباينين . نحن مع موسى وأمه . . مع الأمومة البطلة الفدائية ، التي صممت على أن تهدي الحياة ربيعها الأخضر متمثلا في بشر رسول . . فعاشت من خلال هذا العمل العملاق . . صورة حية وامضة لكل ما في الأمومة من نداوة الحب . . وخصب العاطفة . . وإثراء الوجدان . . وبسالة الإصرار . . نحن مع موسى وأمه إذن من خلال ما يحدثنا به القرآن (يلاحظ أنه ينسب إلى القرآن أشياء ليست فيه وإنما وردت في الآثار) . وما أصدق حديثه وأعذبه وما أخلد آياته وأروعها . . والقرآن هنا لا يحدثنا عن والد موسى (يلاحظ أنه ينسب إلى القرآن أشياء ليست فيه وإنما وردت في الآثار) . . وإنما يخص بالذكر أمه . . لأنها كانت بطلة الموقف . . وحاملة عبئه . . والمناضلة بعواطفها الأصلية عن وليدها الأثير . .
                                وتبدأ القصة بداية راعبة . . وشاحبة . . تبدأ برؤيا يراها فرعون . . تؤرق ليله ، وترتق نهاره . . وتتركه في خضم متلاطم من الهواجس السافكة . . والوساوس الخانقة ، والرؤى الشرهاء فيجمع في ذهول كهنته وسحرته ، وكل المعبرين والمنجمين . . ويسألهم تأويل رؤياه . . فيقولون : يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك الملك ، ويغلبك على سلطانك ، ويخرجك وقومك من أرضك ، ويبدل دينك وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه! " .
                                وهنا يجن جنون فرعون . . وينفجر في حناياه طوفان من الغضب العارم . . فيأمر في لوثة حمقاء بقتل كل غلام وليد ، حتى لا يعانق الحياة هذا البازغ المنتظر الرهيب!
                                وبين هذه السحب المتراكمة المخيفة ولد موسى الكليم . . ويا له من ميلاد مفزع . . ذلك الذي يجيء عبر أنهار من دماء سبعين ألف شهيد وليد . . وكأنما أفزع أمه أن يولد لها غلام . . لأنها تعلم مصيره المحتوم . . ونهايته الأكيدة . . إلا أنها بحافز الحب الخلاق الذي يفرش دروبها المؤمنة . . تخبئ وليدها وراء أهداب العين . . وخلف أحناء الضلوع . . ولكن . . إلى متى يا أم موسى ؟ وتصيخ في أمومة حادية معذبة . . فإذا بوحي هادئ منغوم يتردد في خلدها المرهف : { أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ } (سورة طه الآية 39) وتفعل الأم ما أمر به الله . . وتلقي وليدها . . في النيل . . ! وكأنما جاشت نفسها حسرات بعد أن رأت الأمواج الغاضبة تتدافع في جنون حاملة تابوت وليدها الغض ، تتأرجح به يمنة ويسرة . . وتغوص به مرة ، وتطفو به أخرى .
                                فهمست وهي تتراجع قافلة إلى دارها في ذهول : أليس كان في قتله راحة أندى من أن أطوح به هكذا في ضباب الضياع ؟ . . وكادت تتهالك من الأسى . . { لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص الآية 10) .ويمضي الموج . . أو يمضي التابوت بالموج . . ليرسو أمام قصر الطاغية . . ويلمحه الجواري إلى جانب الشاطئ يترجرج . . ويتأرجح . . فيلتقطنه . . ويذهبن به إلى آسية امرأة فرعون وتفتح آسية التابوت . . وتعانق صباحها ابتسامة " طفلة " بيضاء ترسم على أعماقها الجديبة صورة الأمل المرتجى . . وبراعم الحب الظامئ اللهيف! وتذهب به إلى فرعون في لهفة ظمأى مستوهبة إياه . . قائلة في ارتعاش أنثوي صارخ : فرعون . . { قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } (سورة القصص الآية 9) وتنبري انتفاضة الغضب في عيني الطاغية . . مصرا على أن يعانق الطفل مصير آلاف من الأطفال سبقوه . . ولكن آسية اللهيفة ما تزال به - تهدهد ثورته - وتتسرب من نوافذ العاطفة إلى قلبه الصلد . . حتى يتلاشى أو ينهار . . ويأمر فرعون أن يستبقى الغلام . .
                                ولكن . . ما بالنا قد تركنا أمه هناك ؟ . . لنرجع إليها على وشك . . فإنها ما زالت لهيفة عبرى . . تتحسس أخباره ولا صدى . . وتقتفي آثاره ولا شبح . . إنها ما زالت كالطائر المجروح ، الذي فقد أفراخه الصغار! . . إنها ما زالت تلوب ظامئة حول أبعاد رحلته تريد أن تعرف ما مصيره . . تهتف بأخته مريم : ( قصيه ) . . وتمضي الفتاة جانب النهر . . تتسمع حتى خفقات الصدور ، وهمسات الجفون ، حتى تقف أخيرا على طرف من الخيط الذاهب هناك . . في قصر فرعون . . إن شقيقها الطفل وراء هذه الجدران . . إنه مصر بكل ما في طفولته البريئة من تشامخ عنيد ألهمه الله إياه ألا يقرب من هذه الأثداء المأجورة ثديا واحدا يرضعه . . .وحين ترى الفتاة اللهفانة جارية من جواري القصر . . تدنو منها في جلد محاذر مشبوب وتهمس في أذنها : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } (سورة القصص الآية 12) فترقص ابتسامة جذلى في عيني الجارية ، وتقول : أجل . . أجل . . من هؤلاء يا أختاه ؟ وتمضي بها عجلانة إلى سيدتها آسية ، فتسر الفتاة إليها - في حذر - بخبر المرضع التي ليست سوى أم الوليد . . وحين يؤتى إلى أمه الوالهة . . تتطلع إليه في تشوف مبهور . . وتضمه في جذل خائف إلى صدرها الحاني . . فيرضع الطفل حتى يروى . . بين ذهول الجواري وتوثب مريم في حذر بهيج .
                                وتستدعي ربة القصر أمه إلى قصرها . . تريد أن ترضع الغلام هناك . . فتتأبى هذه وتتمنع حتى تنزل السيدة على إرادتها . . على إرادة الإصرار في موقف الأم . . التي ما زالت تحيا وراء ستار المرضع الحانية الرؤوم . . .
                                وحين تشارف هذه المرحلة . . نتسمع من بعيد . . وعن كثب إلى قول الحق سبحانه : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } (سورة القصص الآية 4) { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } (سورة القصص الآية 5) { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } (سورة القصص الآية 6) { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } (سورة القصص الآية 7) { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ } (سورة القصص الآية 8) { وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } (سورة القصص الآية 9) { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص الآية 10) { وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (سورة القصص الآية 11) { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } (سورة القصص الآية 12) { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة القصص الآية 13) { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } (سورة القصص الآية 14)
                                أم المسيح (المراجع السابقة)

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 يوم
                                ردود 0
                                14 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
                                ردود 0
                                44 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
                                ردود 0
                                49 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
                                ردود 0
                                43 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamedfaid1
                                بواسطة Mohamedfaid1
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:55 ص
                                ردود 0
                                39 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamedfaid1
                                بواسطة Mohamedfaid1
                                 
                                يعمل...
                                X