سؤال من ملحد!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مجتهد مسلم اكتشف المزيد حول مجتهد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال من ملحد!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ارجوا ان تكونوا بخير يا اخوتى الاكارم:
    اما بعد فلدى سؤال من ملحد يقول فيه انا عشت اربعة واربعين عاما و شاهدت خلال هذه المدة الكثير من القتل بما فى ذلك قتل الاطفال و النساء فإذا كان هناك اله فهل سيجعلهم يقتلون هؤلاء الاطفال و النساءا؟
    فارجوا يا اخوتى ان تساعدونى فى الرد على هذا السؤال ردا مقنعا يرد هذا الملحد الى الحق.
    و بارك الله فيكم و فى مجهودكم الذى يستحق التقدير فى خدمة دين الله.
    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مجتهد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ارجوا ان تكونوا بخير يا اخوتى الاكارم:
    اما بعد فلدى سؤال من ملحد يقول فيه انا عشت اربعة واربعين عاما و شاهدت خلال هذه المدة الكثير من القتل بما فى ذلك قتل الاطفال و النساء فإذا كان هناك اله فهل سيجعلهم يقتلون هؤلاء الاطفال و النساءا؟

    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،هل ألحد هذا الشخص لمشاهدته الكثير من القتل فقط أم أن هناك أسبابا أخرى؟؟
    هل لم يؤثر فيه موت الملايين من المصابين بأمراض خطيرة لا شفاء منها، مثل الايدز، و السرطان ؟؟
    هل لم يؤثر فيه الملايين الذين ماتوا في الفيضانات و الزلازل و غيرها من الكوارث الطبيعية؟؟
    هل لم تؤثر فيه مشاهدة المليارات من رؤوس الحيوانات التي تذبح لإطعام البشر؟؟
    هل لم تؤثر فيه مشاهدة أسد أو نمر يفترس غزالة ؟؟؟

    تعليق


    • #3
      اما بعد فلدى سؤال من ملحد يقول فيه انا عشت اربعة واربعين عاما و شاهدت خلال هذه المدة الكثير من القتل بما فى ذلك قتل الاطفال و النساء فإذا كان هناك اله فهل سيجعلهم يقتلون هؤلاء الاطفال و النساءا؟
      فارجوا يا اخوتى ان تساعدونى فى الرد على هذا السؤال ردا مقنعا يرد هذا الملحد الى الحق.
      أهلا وسهلاً بك أخينا الفاضل مجتهد ومرحباً بك معنا فى المنتدى
      وبالنسبة لسؤالك
      فيا عجباً لهؤلاء الملاحدة ؟؟؟!!!!!!!!!!!
      ألهذا السبب ألحد هذا الـــــ ............. ؟؟؟!!!!
      لا حول ولا قوة إلا بالله

      طيب هلا سألته مادمت قد التفت طيلة أربعين سنة إلى قتل الأطفال والنساء ثم استنتجت من ذلك عدم وجود إله
      فلمَ لم تلتفت طيلة أربعين سنة إلى جسدك الذى تحيا به ثم تستنتج أنه ثمة خالق لهذه المعجزة معقدة التركيب التى تُدْعَى جسد الإنسان ؟؟؟!!!!!!

      يا أخى الكريم يمكنك دعوة هذا الملحد إلى منتدانا حتى نتحاور معه
      فالحوار مع الملاحدة ممل ويحتاج صبراً طويلاً
      بارك الله فيك
      فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
      شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
      مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
      لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
      إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
      أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
      خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
      الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

      أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
      <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
      ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مجتهد مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        ارجوا ان تكونوا بخير يا اخوتى الاكارم:
        اما بعد فلدى سؤال من ملحد يقول فيه انا عشت اربعة واربعين عاما و شاهدت خلال هذه المدة الكثير من القتل بما فى ذلك قتل الاطفال و النساء فإذا كان هناك اله فهل سيجعلهم يقتلون هؤلاء الاطفال و النساءا؟
        فارجوا يا اخوتى ان تساعدونى فى الرد على هذا السؤال ردا مقنعا يرد هذا الملحد الى الحق.
        و بارك الله فيكم و فى مجهودكم الذى يستحق التقدير فى خدمة دين الله.
        و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
        كل ما يحدث في هذا الكون إنما هو بعلم الله ولحكمة يعلمها سبحانه علمها من علمها وجهلها من جهلها,وإذا كان الأمر كذلك فالأولى أن يبحث صديقك الملحد في الأدلة العقلية على وجود الله وعلمة وحكمته وقدرته ثم بعد ذلك يسلم كل أمر لحكمته سبحان وتعالى

        تعليق


        • #5
          اللهم ان قضيت علي غدا بعذاب فلا تعلمهم بعذابي صيانة لكرمك لا لأجلي لألا يقولوا عذب من دل عليه

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            لو لم يكن في العالم قتل = أن الناس يعيشون حياة مثالية وهذا يحتاج لعصمة الناس ولا أحد على الأرض معصوم ولو كان الناس معصومون لكان حريا بهم أن يخلقوا في الجنة مباشرة .
            أما وقد خلقوا على الأرض وهم غير معصومين فهذا ليتماشى مع الغرض الذي خلقوا من أجله وهو الابتلاء والاختبار
            قال تعالى (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهل لنبلوهم أيهم أحسن عملا )
            قال تعالى (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )
            فالحياة الدنيا هي حياة الاختبار وهي ماضية سريعا أما الحياة الحقيقية فهي في الآخرة فإما أن يكون الرجل سعيدا أو شقيا فيها
            وخلاصة القول إن هذه الحياة الدنيا التي أوجدنا الله فيها ليست للعيش السعيد أو المثالية كما يفكر الملحدون وهي خاضعة لكل أنواع العدل أو الظلم الصادر عن البشر ليحاسبوا على ما اقترفوا وعندها تأخذ العدالة الإلهية مجراها .

            ثم ما أغرب ما يتذرع به هؤلاء الملحدون!!!!!!!!!!!!!!!!!
            فلو جلس هذا الملحد على جهاز الكمبيوتر وتأمل قليلا سيندهش لهذا الجهاز المعقد
            يحتاج إلى بيانات وقد زود بما يزوده بالبيانات
            يحتاج لمعالجتها وقد زود بما يعالجها به
            يحتاج لعرضها وقد زود بما يعرضها به
            حقا إنه لتكامل عجيب
            فإن أخبره أحدنا أن هذا الجهاز وجد صدفة لسخر منه
            فما باله بجسده وبتكامل أعضائه ثم بالتكامل الطبيعي من حوله فكل شيء مسخر له ولخدمته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
            هل كل هذا مصادفات !!!!!!!!!!!!!!
            أليس هذا من صنع الخالق الحكيم المدبر بهندسة رائعة لا تجارى ولا تدانى
            لماذا يغيب العقل عندها .

            (صم بكم عمي فهم لا يعقلون)

            لا حول ولا قوة إلا بالله

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزى الله خيرا الجميع
              واعتقد أن هناك رد مفصل على هذه القضية في المنتدى، فابحث عن ذلك ، وبإذن الله تعالى عندما تسمح لي الفرصة سابحث عن الرد وأضعه هنا، إن شاء الله تعالى..
              هدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى وهدى جميع الضالين إلى الحق بإذنه...
              سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
              عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                ادخل على الرابط موضوع جيد و مفصل من منتدى التوحيد
                لماذا خلق الله الشرَّ والمرض ؟

                العلم قبل القول او العمل

                تعليق


                • #9
                  تكملة لسؤال صديقى الملحد

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  بارك الله فيكم يا اخوتى و جزاكم عنا الف خير.
                  اما بعد :
                  فغن صديقى هذا الملحد و هو من اصل انجليزى كان مسيحيا و خدم فى الجيش و حارب معهم و كان مسيحيا و لكن لمل راه من قتل للاطفال و النساء حيث حكى لى انه راى ذات مرة امرأة علقت و قطعت بطنها و سقط جنينها (اسف لذكر هذا و لكن ضرورى لشرح الموضوع) فتسأل صديقنا اذا كان هناك اله لقام بحماية هذه الام من السفاحين القتلة ؟
                  و على ضوء هذا الاعتقاد الفاسد الضعيف هل يمكنكم اخوتى الرد عليه برودود مقنعة لو سمحتم و هل استطيع ان ادعوه الى هنا و اى قسم ادعوه اليه؟
                  سؤال اخر لو سمحتم:
                  هل يوجد منتدى او موقع عن التوحيد و معرفة الله باللغة الصربية؟
                  شكرا لكم اخوتى و بارك الله فيكم على كل مجهوداتكم.
                  و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مجتهد مشاهدة المشاركة
                    فتسأل صديقنا اذا كان هناك اله لقام بحماية هذه الام من السفاحين القتلة ؟
                    و على ضوء هذا الاعتقاد الفاسد الضعيف هل يمكنكم اخوتى الرد عليه برودود مقنعة لو سمحتم و هل استطيع ان ادعوه الى هنا و اى قسم ادعوه اليه؟
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    الإله موجود وليس هناك ظلم إطلاقاً.

                    الخالق القدير والمسيِّر العظيم موجود في السماء وموجود في الأرض "فهو في السماء ببهائه وعلى الأرض بحنانه"، وما من حركة إلا بعلمه وتسييره، وما شاهدته أيها الإنسان من نظام دقيق وتسيير بديع ودقة متناهية في السماء فهو أيضاً موجود على الأرض، ولا يد سوى يد الإله التي خلقت وسيّرت وتخلق وتسيِّر كل المخلوقات في السماء والأرض ولا ظلم أبداً.
                    قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} سورة الزخرف (84).

                    وما أخرج الله تعالى الإنسان إلى هذا الوجود وما خلق له جميع ما في الكون من سماءٍ وأرضٍ، وشمس وقمر، ونجوم وكواكب، وجبال وبحار، وسهول وأنهار، وأتربة وأحجار، ومعادن منوعةٍ ونباتات وأشجار مختلفة، وحبوب وأثمار وفواكه وأزهار، وأسماك وأطيار، وحيوانات تعدَّدت وظائفها وأعمالها، وحشرات اختلفت ألوانها وأشكالها، وإن شئت فقل ما خلق الله تعالى هذا الكون المنظَّم وما جعل جميع ما فيه مذلَّلاً ومُسخَّراً لخدمة هذا الإنسان ليتمتَّع هذا الإنسان بملاذ هذه الحياة الدنيا أياماً معدودة ثم يرحل عنها فكأن لم تكن وكأنه ما كان.

                    ما أخرج الله تعالى الإنسان إلى هذه الحياة ليأكل ويشرب ويلهو ويلعب ويصرف عمره الثمين سعياً وراء تأمين المعاش والاستزادة من حطام الدنيا الزائلة والتكاثر في الأموال والأولاد، بل إنما أخرجه إلى هذه الحياة لمهمَّة عُظمى وغرضٍ أسمى.

                    أخرجه ليُحقِّق الهدف الذي أشارت إليه الآية الكريمة في
                    قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} سورة الكهف (7).

                    وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} سورة الملك (1-2).

                    وهكذا فالعمل الصالح هو المطلوب من الإنسان في هذه الحياة الدنيا ومن أجله وحده كان خروجنا إليها وعليه المعوَّل من كل ما نقوم به من أعمال، فإن عرف الإنسان لماذا خُلِقَ ولِمَ جاء واكتسب هذه الحياة في صالح الأعمال فقد أفلح وفاز، وهنالك وفي ساعة الموت عند فراق هذه الدنيا يكون مغتبطاً فخوراً بما قدَّم وعلى ذلك يكون الجزاء في الآخرة، وعلى ذلك يكون النعيم والتدرُّج في منازله في جنَّات تجري من تحتها الأنهار.

                    لقد جاء الإنسان إلى هذه الدنيا معاهداً ربه بأن يتعرَّف عليه ويستنير بنوره ولا ينقطع عن الوجهة إليه تعالى ويعمل المعروف والإحسان ما استطاع لكافة خلقه وعباده، وما أن جاء إلى هذه الحياة وألبسه الله ثوب الوظيفة وسلّمه اختياره حتى نسي عهده مع ربه وحاد عن إنسانيته وطريق الحق الذي عاهد أن يسير عليه.

                    ولكن رحمته تعالى اقتضت بأن لا يترك هذا الإنسان في هذا الضياع وتلك المتاهات إذ زيَّنه بفكر وميَّزه به على كافة مخلوقاته، كما جهَّزه بسمع وبصر وحواس ووضع بين يديه آيات كونية كالنجوم والكواكب والشمس والقمر والمطر والثمر ترشده إن فكَّر وتُوصله إليه تعالى كما أوصلت أباه إبراهيم وإخوانه المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، وأيقظه بالموت يتخطَّف أحبابه وذويه علّه يستيقظ من اطمئنانه للزائل وغروره بالباطل ليسمو لإنسانيته ويحقِّق كماله ويحوز جنّاته، كما وأرسل تعالى الرسل الكرام يذكِّرونه، وجعل معه ملائكة ينبِّهونه وأرسل له قوانين وأنظمة تنظِّم كل أمور حياته، ولكن للأسف الشديد رغم كل ما قدَّم تعالى وتفضَّل به على الإنسان رحمةً وحباً وحناناً منه، فقد حاد هذا الإنسان عن طريق سعادته وحياته الأبدية الحقيقية وراح يرتع في شهواته البهيمية ويؤذي ويقتل ويسرق وينهب عباد الله، ولن يقتل ويؤذي ويسرق إلاّ من سبق له أن قتل أو سرق أو آذى مَنْ دونه فيسلِّط الله الظالم لنفسه على الظالم لنفسه.
                    قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} سورة الأنعام (129).
                    وعلى كلٍّ فلا ظلم في الكون. فالمسروق ماله لا بد أنه اجتناه بالحرام والتعدي والنصب والغش، وكذا المقتول فلا بد أنه قد سبق واقترف جرم القتل والزاني يُساق للخبيثة الزانية، والظالم لنفسه على الظالم لنفسه.
                    قال تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} سورة النور (3).

                    والطاهر الطيّب السائر بطريق الحق والإنسانية وضمن أوامر الإله العظيم لا سلطان لأحد عليه.
                    قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} سورة النساء (147).

                    ومن رحمة الرحيم وحكمة الحكيم بأن لا يترك هذا الإنسان يخوض ويرتع بنار اللظى، بل يسوق لهذا الإنسان المصائب والشدائد والأمراض والفقر والجوع والحرمان.
                    قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} سورة السجدة (21).

                    أي يُذيقهم تعالى في الدنيا عذاباً لعلَّهم يرجعون إلى ربهم تائبين وينتهون عمَّا هم فيه سادرون، ولكن لا يسلِّط الظالم لنفسه إلا على ظالم لنفسه لعله يصحو من كبوته، ويفيق من سباته ويتراجع عن غيّه وطغيانه، وكل ذلك بعلمه تعالى وحكمته وبما يتناسب مع شدة الغفلة، والمصائب عندئذ تكون بمقدار ما توقظ الإنسان من غفلته، ولكن هذه المصائب ليست شرّاً لأولئك، بل هي رحمة وخير وفضل.
                    قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} سورة البقرة (251).

                    تماماً كما يشدِّد المعلِّم أو الأب على الولد الكسول أو المهمل، وما هذا التشديد وتلك المضايقة إلا من قبيل العطف والرحمة والحب لا من قبيل الظلم والقسوة والانتقام،
                    قال تعالى في سورة آلِ عمران (26): {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
                    أي بيدك الخير لمن أعطيته ولمن منعته ولمن أعززته ولمن أذللته وبما يناسبه لخيره.

                    ومثل ذلك الطبيب فإنه قد يضطر إلى شق بطن مريضه ليخرج له علَّته ونراه أحياناً لا يكتفي بذلك بل يمنع عنه الكثير من اللذائذ أيضاً.

                    إن سلوك الأب والمعلم والطبيب حيال هؤلاء قد نراه من زاويتين:

                    1 الإحساس بالظلم والقسوة وعدم الرحمة إذا لم نعرف الأسباب.

                    2 الارتياح والمباركة لأعمالهم إذا علمنا أن عملهم هذا ما كان إلا لمصلحتهم.

                    أما الطالب المجد والابن المطيع والشخص العاقل فلا يحتاج إلى مثل هذه المضايقات وهذه التشديدات أو هذا العذاب.

                    هذه غاية الله من المصائب، وهذا غيض من فيض رحمته، بل هذا أثر من حبِّه لخلقه،
                    لذا فالألم والعذاب والشر الذي يشاهده الناس إنما هو علاجات لهؤلاء المرضى، والعلاج يختلف باختلاف الداء.

                    فمنهم من يشتهي المال فيحتاج للحمية فيفقرهم الله لأنهم لا يصلحون بالمال، فإذا قلَّت ذات يد الإنسان ووقع في الفاقة فما عليه إلاَّ أن يسلك طريق الإيمان ويعمل الصالحات وهنالك يوسِّع الله تعالى عليه رزقه ويبدِّله من بعد الضيق سعةً وبعد العسر يسراً، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} سورة الأعراف (96).

                    وقال تعالى في معرض الكلام عن سيدنا نوحٍ مع قومه:
                    {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}
                    سورة نوح (10-12).

                    نعم إنَّ الله تعالى يوسِّع الرزق على هذا الإنسان الذي آمن وعمل صالحاً لأنه أضحى مخلوقاً كريماً وإنساناً فاضلاً لا يخرجه غناه ويسره عن سلوك الطريق الإنساني القويم في سائر تصرُّفاته وليس ينال الرزق إلاَّ من وجهه ولا يصرفه إلا في وجهه ولا يأكله إلا بحقِّه.

                    وإذن فلِمَ المنع ولِمَ التضييق والعسر، وهل يمنع الطبيب مريضه من الطعام إذا رآه قد شُفي من مرضه وخلص من علله؟

                    أم هل يحرم الأب ابنه من الدراهم إذا رشد وسلك طريق سعادته؟

                    ولله المثل الأعلى والله أرأف بعباده وأرحم من الطبيب مع المرضى والآباء والأمهات مع الأبناء.

                    وهو سبحانه أرحم الرحماء، فإن آنس من عبده صلاحاً ورشداً فتح له أوجه الرزق يأكل من حيث يشاء رغداً لأن هذا الإنسان أضحى مستنيراً لا يُخشى عليه من أن يشذّ عن السبيل الذي أوصاه ربُّه بسلوكها وكيف يشذُّ أو ينحرف وقد نوَّر الله قلبه بالإيمان وصبغه بصبغة منه وحلاَّه بحلية الكمال.

                    وغيرهم يستكبرون في الأرض بغير الحق إلا أنهم يستخدمون الدنيا لظلم الآخرين والتعدي على غيرهم وعلى حريَّات الآخرين أيضاً "وإن كانوا لمستحقين"، فيأخذ دنياهم تعالى منهم ويسلِّط عليهم سلاسل العلاجات بالشدائد والمصائب والأمراض ما يشغلهم ويلهيهم عما في نفوسهم من علل الشهوات الخبيثة المضنية ويحوِّلهم عنها، فينسونها بمصابهم ولا يزال العلاج مستمراً والمصائب تترى حتى يوافيهم الأجل ويتم انتقالهم فلا يحرمهم تعالى من علاجات الآخرة.

                    ومن الناس من لا يفيدهم العلاج؛ إذ لا يريدون إلا الحياة الدنيا فالله يعطيهم من الدنيا ما يشاءون فهؤلاء حينما يمنحهم تعالى مشتهياتهم يعبُّون منها عبَّاً، ولكن لا يتعدون على حرية من يخالفهم ولا يظلمون، فهؤلاء أهل الدنيا وساداتها يوفِّيهم طلباتهم ورغباتهم فيها فينالون نصيبهم منها غير منقوص وينالون فيها كل مشتهياتهم، ولكن ليس لهم في الآخرة من خلاق ولا نصيب، لأنهم رفضوها وكانت أقصى أمانيهم دنياهم ولا شيء سواها.
                    قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} سورة الأنعام (44).

                    {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} سورة الإسراء (20).

                    وكذلك قد تصيب المؤمن بعض المصائب والغاية منها تكفير وترقية ولكيلا يغفلوا أو يطمئنوا إلى الدنيا، إذ لا بدّ له من عمل سيّء سبق ووقع منه خطأ فعاد عليه شره، لو لم يعمل لما أصابه.

                    فالله تعالى يريد الهداية لهذا الإنسان، لكن عن طوعٍ ومن دون إجبار، لأنه لا يوجد أية فائدة يجنيها الإنسان إذا سيق إلى ما يكره بالقوة، إذ الهداية الحقّة هي أن يقبل الإنسان عن طوع وبدافع ذاتي عندئذٍ يشاهد الخير والعدل، ويلمس الرحمة والحب يسري في الوجود كله.
                    قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} سورة البقرة (155-156).

                    فالمصيبة تُصيب الهدف، فهذه المصائب كي يلتجئ هذا الإنسان لربه ويفكِّر لِمَ بعثها تعالى له؟ ويفتّش عن تفريطه في جنب الله فيرى ذنبه ويتراجع عن غيّه تائباً مستغفراً لذنبه.

                    قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة آلِ عمران (165).

                    فالله تعالى يمهل ولا يهمل، فالإنسان عندما يرتكب معصيةً ما تُسجَّل عليه عقوبتها، فإن تاب وغيّر ما في نفسه رفع الله تعالى عنه تلك المصيبة، أما إذا لم يتب وثابر في طريق الطغيان فرحمة الله به أنه يرسل له مصيبة أكبر لعله يرجع عن غيّه ويثوب إلى رشده.

                    وإليك مثلاً من الواقع:

                    هب أنَّ معلِّماً يُعلم تلاميذه ونظر إلى أحدهم فوجده متفوِّقاً بدراسته نشيطاً ومؤدِّياً جميع واجباته على أتم الوجوه، ترى أيحتاج مثل هذا التلميذ للضرب والتأديب؟

                    لا بل يحتاج للإكرام والإنعام والمحبة.

                    ونظر إلى آخر فوجده مقصِّراً كل التقصير ولا أمل منه ولا رجاء فمثل هذا التلميذ يتركه المعلِّم ولا يؤدِّبه، إذ لا جدوى والأوْلى طرده من المدرسة ليتعلم حرفة أو مهنة، ونظر إلى الثالث فوجده مقصِّراً أحياناً ومجتهداً أحياناً أخرى، فمن رحمة المعلم به أنه يضربه كي يجتهد أكثر ويكون في عداد الناجحين الفائزين.

                    وهب أن شخصاً مريضاً فتك المرض فيه وأمل شفائه بات مستحيلاً، ترى أيهتم به الطبيب، أم أنه يقول لذويه خذوه ودعوه يأكل ويشرب ما يشاء ويحلو له حتى يأتيه الموت.

                    وشخصاً معافى قوي البنية، ترى أيعطيه الطبيب أدوية وعلاجات مرَّة أو يجري له عملية جراحية أو يحرمه بعض المأكولات والمشروبات بالطبع لا.

                    وشخصاً به علّة وأمل شفائه ممكن، مثل هذا يُعالج ويُهتم به أشد الاهتمام ويُعطى الأدوية المُرَّة الكريهة، ويُحرم لذيذ الطعام. وتلك أمثلة من الواقع نقرِّب بها وجه الحقيقة. فهو تعالى يقول في الحديث القدسي: «عبدي اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتُّك فاتك كل شيء، وأنا أحبُّ إليك من كل شيء»

                    «عبدي كن لي كما أريد أكن لك كما تريد».


                    وهو تعالى يريد منا الاستقامة على أمره، فالمستقيم يُحفظ من كل سوء وهو تعالى معه وناصره ومؤيده وحسبه.

                    قال تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} سورة النساء (141).

                    {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} سورة النساء (147).

                    {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}: وما الشكر المعني بهذه الآية إلا العمل الطيب.

                    {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} سورة سبأ (13).


                    أما إذا كان الإنسان معرضاً عن ربه كافراً بأنعُمِه فلا شك أنه يكون محروماً من عطاءات ربّه في آخرته. والله تعالى أراد له الخير وأعدَّ له ما أعدَّ من جنَّات، ولكن بإعراضه عن ربه حرم نفسه وظلمها من تلك العطاءات وطلب الدنيّة المنقضية الزائلة فأعطاه الله إياها، ثمَّ يُطرد منها مذموماً مدحوراً.

                    فمن طلب الدنيا يعطيها تعالى له وماله في الآخرة من خلاق.

                    ومن خلط عملاً صالحاً بآخر سيئاً ومن ضَعُفَ إيمانه وشحَّت أعماله الصالحة فلا مفرّ من دخوله جهنم وساءت مقرّاً.

                    فمن رحمته تعالى ولإمكانية الصلاح لديهم يشدِّد عليهم بالمصائب والبلاءات والتسليط لعلهم يرجعون ويرفع تعالى عنهم العذاب وما أحاط بهم من بلاءات إن رجعوا لربهم تائبين وإليه آيبين وليسعدوا دنيا وآخرة.

                    قال تعالى: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} سورة يونس (98).


                    وأن الله لا يُغِّير ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم ولو أنهم غيَّروا ما في أنفسهم لوجدوا ربهم غفوراً رحيماً وأنه تعالى حتماً يعطيهم الدنيا والآخرة، والله ذو الفضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

                    والجنس البشري ينقسم إلى ثلاثة أقسام بأعماله:

                    1 إنساني.

                    2 ظالم لنفسه (ويسلك مسالك حيوانية لتحقيق أهوائه).

                    3 ظالم لنفسه (ويسلك مسالك شيطانية لتنفيذ أغراضه المنحطة).

                    والإنسان الإنساني في أيامنا أضحى مفقوداً أو شبه مفقود. ويبقى لدينا الظالم لنفسه والأظلم منه.

                    إن الله وحده بيده الخير للمحسن والمسيء على حدٍّ سواء، ومن لم يشهد ذلك في الدنيا فسوف يشهده في الآخرة، وما دام الأمر كذلك وهو كذلك فإنه لا يوجد ظلم بين الناس، وما دام لا يوجد ظلم فلا يوجد شر.

                    إن ما نراه شراً فهو محض الخير لمن يصيبه، لأنَّ هذا الشر الذي أصابه سينقذه من شر أعظم لو لم يصبْهُ، وهذا الشر ما كان ليصيبه لولا ما قدَّمت يداه، إنَّ شق البطن شر بالنسبة للمعافى، إلاَّ أنه خير لمن تخرج به علَّته، والظلم لا يقع إلاّ على من يستحقه والظالم لا يقع ظلمه إلاَّ على ظالم مثله.

                    قال تعالى في سورة الأنعام (129): {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
                    إذ لعله بتلك المصيبة يرجع عن غيِّه ويتذكَّر ما قدَّمت يداه ويتوب إلى الله توبةً نصوحاً، عندئذٍ يرتفع عنه الظلم، بل قد يُمكِّنه تعالى من الذي ظلمه.

                    هذا التصرُّف لا يقتصر على الأفراد فحسب بل يتعداه إلى الأمم والشعوب، فالأمة التي يكون فيها من القابلية للإيمان أكثر من غيرها فإن الله يسلِّط عليها أمة أظلم تسومها سوء العذاب لعلها تتضرع إلى الله وتبتعد عمَّا هي فيه من اجتراح السيئات فتنيب إلى الله تعالى.
                    قال جل شأنه: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} سورة الأنعام (65).

                    عندئذٍ يبدِّل الله لها سيئاتها حسنات، ويردُّ لها الكرَّة على من ظلمها، لا تبطش وتنتقم لنفسها، بل لتردها أيضاً إلى طريق الهداية والصلاح.

                    وقد تتطلب مثالاً على هذا وتريد أن ترى كيف أن الله تعالى يُحمد على كل حال، وما أكثر الأمثلة في هذا المجال. إنك تستطيع بذاتك أن تنتزع الكثير من الأمثلة من واقعك وواقع من حولك، كما تنتزعها من التاريخ وممن ورد ذكرهم في القرآن الكريم من الأقوام. هؤلاء نفرٌ من بني إسرائيل تُحدِّثنا عنهم سورة البقرة، فتذكر لنا أن أولئك القوم لمَّا فسقوا منحرفين عن طاعة الله وطاعة رسوله الكريم، لم يَدَعهم الله تعالى يتمادون في ضلالهم دون أن ينبِّههم إلى سوء أعمالهم، بل سلَّط عليهم عدواً جبَّاراً " بختنصر" أخرجهم من ديارهم وذبح أبناءهم وشرَّدهم في الآفاق.

                    وهنا وبهذه الشدة التي أنزلها الله تعالى بهم أنابوا وتابوا إلى ربهم وبارئهم فكانت هذه الشدة، وكان تسليطه العدو عليهم، رحمة من الله تعالى بهم وسبباً في صلاح نفوسهم، فلمَّا رجعوا وغيَّروا ما بأنفسهم أرسل الله تعالى لهم سيدنا داوود ملِكاً نبياً، فجمع شملهم ووحَّد كلمتهم، وبانضمامهم إليه وسيرهم تحت لوائه أعاد الله تعالى لهم عِزَّهم ومكانتهم، وخرج بهم سيدنا داوود يقاتلون جالوت وجنوده وكتب الله تعالى النصر لهؤلاء المؤمنين.
                    قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} سورة البقرة (251).

                    فانظر إلى رحمة الله تعالى بهذا الإنسان، لقد سلَّط الله تعالى ذلك الملك الظالم الجبَّار على الذين تنكَّبوا طريق الحق وما زال بهم حتى تابوا إلى الله وأنابوا إليه وما أن تابوا ورجعوا حتى ساقهم لقتال أولئك الكافرين، وكانت لهم النصرة عليهم وكان لهم التأييد على أولئك الكافرين، فلعلّهم يؤوبون إلى رشدهم ويخرجون مما هم فيه من عمى وضلال.

                    وإلى هذه الناحية، وإلى فضل الله تعالى على هذين الفريقين، بل إلى فضله على الناس كافة فيما يسوقه لهم من أحوال أشارت الآية الكريمة في
                    قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} سورة البقرة (243).

                    فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، فإن آمنت بهذا حق الإيمان فأنت مؤمن حقاً، وإلى ذلك أشارت الأحاديث الشريفة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لابن عمه العباس إذ يوصيه فيقول صلى الله عليه وسلم: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك» الترمذي.

                    يريد بذلك صلى الله عليه وسلم أن يبيِّن لنا أن الأمور كلها بيد الله تعالى، وأن الناس ليس لهم تصرُّف إلا بإذن الله، وأن الخير والشر متوقف أمرهما على هذا الإنسان، فإن صلحت نفسه وفعل ما يستحق عليه النفع والخير، سخَّر الله تعالى له الناس فعاملوه بالخير، وإن فسدت نفسه وفعل ما يستحق عليه الضرر والأذى، ساق الله تعالى له أناساً فعاملوه بما يستحق، وما لأحدٍ منهم قدرة على تغيير أو تبديل فيما كتبه الله لهذا الإنسان، بناءً على ما كسبته يده وما جناه.

                    وأشار صلى الله عليه وسلم أيضاً إلى هذا المعنى الذي نحن بصدده في قول له صلى الله عليه وسلم:

                    لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه الراوي: أبو الدرداء المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/200
                    خلاصة الدرجة: رجاله ثقات



                    فالأمور كلها بالحق والاستحقاق بيد الله... وإلى ذلك أشار القرآن الكريم في مواضع عدَّه من ذلك
                    قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ...} سورة يونس (107).

                    وتبين لك أن المتصرِّف بأمور الناس لا بل بأمور العالمين هو الله تعالى وحده، فما يقع واقع إلا بعلمه ومن بعد إذنه، وما يستطيع أحد أن يجلب لك نفعاً وخيراً أو يدفع عنك سوءاً وضرّاً إلا بمشيئته سبحانه وإرادته.

                    وإذا كان الأمر كما بيناه ووضَّحناه وهو حقاً ما بيَّناه ووضَّحناه، أفتظن بعد هذا أن الأمور في الكون تجري جزافاً وبغير حساب؟

                    أتظن أن الله تعالى يأذن لزيدٍ من الناس بأن يتفوَّه بكلماتٍ مؤلمة يجرح بها شعور الآخرين، أو أنه تعالى يُمكِّن إنساناً أن يبسط يده بالسوء لأحدٍ من العالمين، أو أنه يعين عدواً على أن يُغِيرَ على مدينة آمنة مطمئنة، فيلقي في قلوب سكانها الرعب ويروِّع الآمنين، دون أن تكون هنالك أسباب اقتضت وقوع هذه الحوادث واستلزمت هذه المداواة؟

                    أمن المنطق وهل من المعقول أن يعنى بك تلك العناية التي تحار بها العقول، ويشرف على كل جهاز من أجهزتك ذلك الإشراف الدائم الدقيق، ثم يعرِّضك من بعد ذلك للأمراض العضالة ويدعك نهبةً للعلل والجراثيم الفتاكة، دون أن يكون لهذا الرب العظيم في ذلك مراد وغاية ودون أن يكون ذلك مبنياً على قصدٍ رفيع، وحكمة اقتضتها الرأفة والحنان والرحمة؟

                    أفتدري مالك من حصاد أقوال وسيِّء أفعال اقتضى هذا العلاج المرّ وهذا الصعب من الأحوال؟!

                    إن ذرَّةً من التفكير، إن عودة إلى ماضي الإنسان القريب، يوم كان في بطن أمه جنيناً، ويد التربية الإلهية تكلؤه بعنايتها وفضلها وترعاه بعطفها ورحمتها، ثم نظرة في دوام تلك العناية الإلهية لهذا الطفل الصغير، منذ خرج إلى هذه الدنيا حتى أضحى إنساناً سوياً ومخلوقاً كاملاً، واستمرارٌ في النظر بتلك التربية الإلهية التي ما ينقطع خيرها لحظة أو طرفةً، ذلك كله إن نظرت فيه أيها الإنسان، وذهبت تفكِّر ممعناً مُدَقِّقاً لسمعت في سّرِك صوتاً يناديك ويهمس في أذنك قائلاً:

                    إن جميع ما يعرض لهذا الإنسان من حوادث وأحوال من علل وأمراض، من هموم وأحزان، من مخاوف وأمان، من عسر ويسر، من ضيق في العيش أو بسطة في المال، جميع هذه الوقائع كلها إنما تجري ضمن الحكمة وضمن قانون ونظام، وإلى جانب ذلك هي كلها في خير هذا الإنسان، وهي جميعها في مصلحته اقتضتها العناية الإلهية وكتبتها الرحمة واستلزمتها الرأفة والحنان.

                    فكما يعمل جسمك بجميع ما فيه من أجهزة وأعضاء وفق قانون ونظام، فكذلك ما من واقعٍ يقع لك، وما من حادثة تواجهك وتنتابك، وما من حالٍ من الأحوال التي تتعرض لها نفسك، إلاَّ وهي تجري وتقع وفق قانون ونظام. فهو سبحانه مُطَّلع على نفسك يطَّلع على ما تنويه وتعتزمه في كل لحظة من اللحظات، ولذا ينزل بك سبحانه ما يراه مناسباً لنفسك من علاج ودواء، فإن شئت تغيُّر الحال فغيِّر ما بنفسك، فإن الله تعالى لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم. وجميع ما يسوقه لعباده هو منه تعالى محض فضلٍ وخير وإحسان.

                    هذا وقد يعرض لك سؤال من الأسئلة فتقول:

                    تبيَّن لي ممَّا سبق من شرح وبيان أنه لا يقع واقع في هذا الكون إلاَّ وقد أذن به الله وشاء، وأنه ما من حادث يحدث إلاَّ انطوى على فضل ورحمة وإحسان، فكيف نحمد وكيف نؤوِّل على ضوء ما عرضتموه، جريمة القتل التي تقع على القتيل، فتذهب بحياته، وتحرم زوجه وبنيه من عطفه ورعايته، وتسبِّب للقاتل الخزي والعار، وتزج به في السجون بالدنيا، وتُلقي به غداً في النار. وكذلك السرقة والزنا، وسائر أنواع الجرائم والتعديات، هل نستطيع أن نعدَّ ذلك فضلاً ورحمة وعناية من الله بكلا الطرفين، القاتل والمقتول، والسارق والمسروق ماله، والزانية والزاني، والمعتدي والمُعتدَى عليه، وهل كل ذلك يُحمدُ تعالى عليه؟

                    وجواباً على هذا السؤال وبوجه الاختصار أقول:

                    ما دام كل واقع في هذا الكون لا يقع إلاَّ بعلم الله ومن بعد إذنه، فلا شك أن كلمة (الحمد لله) تشمل وبدون استثناء كل حادث وواقع، وله الحمد تعالى على كل حال. ونفصِّل ولا نطيل فنقول:

                    الإنسان في هذه الحياة أحد رجلين: كافر ومؤمن، حيّ وميِّت، أعمى وبصير، أصم وسميع، فإذا أعرض الإنسان عن آيات ربِّه، ولم يسلك طريق الإيمان التي شرعها الله تعالى وبيَّنها لعباده، أضحت نفسه في ظلمة وعمى.

                    فإذا رأى شهوة من الشهوات الخبيثة استحبَّها واستهواها، إذ لا نور له من الله يرى به حقيقتها، وما تزال هذه الشهوات تعتلج في نفسه ويستفحل أمرها حيناً بعد حين، حتى تملك عليه مشاعره، وتستولي على قلبه، وإنه ليصمِّم عليها ويعزم على فعلها، وما مثَل هذا الإنسان والحالة هذه إلاَّ كمثل امرئ سائر في وادٍ سحيق، اعترضته صخرة عظيمة سدَّت عليه طريقه: ذلك هو مثل الإنسان هذا بالنسبة لشهوته، إنها الصخرة العظيمة سدَّت عليه طريق الإيمان، فمهما ذكَّرته بآيات الله لا يتذكَّر، ومهما أوردت له من العبر والمواعظ، لا يتَّعظ ولا يعتبر، ومهما حذَّرته من العواقب وأنذرته بسوء المصير لا يحذر ولا يخاف، ولا بدَّ قبل كل شيء من إزالة هذه الصخرة المانعة التي تعترض طريقه. فإن أنت أزلتها، فقد انفتح الطريق إلى الإيمان وأمكن المضي والسير. ولذلك ورحمة من الله تعالى بهذا الإنسان الذي أصبح سجيناً وراء شهوته، وقد انسدَّ عليه بسببها طريق الإيمان، أنه يُطلقه فيقع فيما هو مصمِّم عليه ومشتهيه، وهنالك تخلص النفس مما كان مسيطراً عليها، وتخلو ساحتها مما كان شاغلاً لها ومالكاً عليها مشاعرها، وتزول هذه الصخرة التي كانت قد سدَّت عليها طريقها، ولا بدَّ للنفس بعد تحقيق هذه الشهوة وخروجها من ساحتها والراحة التي تعقب خروجها، لكي تسير في طريق الإيمان والحالة هذه لا بدَّ لها إذن من دافع يدفعها وسائق يسوقها، لذا يسلِّط الله تعالى على هذا الإنسان بعد وقوعه في شهوته، صنوفاً من الشدائد والمصائب والبلاء، فإما المرض، وإما الهمُّ والغمُّ، والضيق والخوف، وإما الفقر والفاقة، وإما السجن والعذاب والتنكيل، وإما العَرض على القتل والإعدام، وكل امرئ يسوق الله تعالى له الدواء المناسب، بحسب حاله وبحسب شهوته وجرمه، ويشتد البلاء على هذا الإنسان المجرم ويزداد في الشدة، وما يزال به يضيّق عليه ويزيد في الضغط، حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه، فلا يجد ملجأً ولا منجاً من الله إلا إليه. وهنالك تستسلم النفس إلى الله، وتعلم أن ما أصابها من الشدة والبلاء إن هو إلا بما كسبت يداها، وبسبب ما وقعت فيه من إجرام، وتصْدُق بالتوبة الصادقة، وما أسرع ما تنكشف لها الحقيقة أن لا إۤله إلا الله، وأن الفعل كله بيد الله، وأن الشدة التي حاقت بها إن هي إلاَّ محض رحمة وفضل وإحسان من الله، فتشكر الله على البلاء، وتشكره على ما ساق لها من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر، وترى أن الجريمة التي نفَّذتها، وأن البلاء الذي حلَّ بها من بعد، والعقوبة التي ذاقتها، كلها عوامل ووسائل ساعدتها على السير في طريق الحق وفي طريق الإيمان. ولو أنها حُبِسَت وراء الصخرة العظيمة (الشهوة)، ولو أنها لم يُسلَّط عليها من بعد ذلك البلاء والشدّة، لظلَّت محرومة ممنوعة من الخير، والحمد لله على ما أصابها، وله الحمدُ على كل حال، ولا يُحمد على مكروه سواه.

                    وكذلك هو الحال النفسي للقاتل عندما تُنفَّذ فيه عقوبة الإعدام، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...}: يرى أن في ذلك علاجاً لنفسه لعله يقبل فيطهر. وفي القصاص حياة الناس والبشرية يعيشون بسعادة إن طبقوا تعاليم الله:
                    {...يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة (179).

                    وفي اتخاذ الحكم والالتجاء الذي يحصل له عند الموت، تشفى نفسه من عللها، وتتم له الحياة القلبية في الدار الآخرة الأبدية من جهة.

                    ومن جهة أُخرى فبتطبيق هذا الحكم الشديد يكون عظة للمجتمع من بعده، فلا يتجرأ أحدٌ على قتل أحد، لأنه يعلم أنه بقتله للغير سوف يقتل هو، فيكفّ المجتمع عن القتل، ويكون ذلك بصحيفته ويكون المجتمع في أمان، ذلك يضاف إلى صحيفته، وحال السارق في مجتمع إسلامي متكافل متضامن، لا يُحرم فيه فرد من كفاية، وكذا هو مؤمَّنٌ له الكفاف ومع ذلك يسرق دون حاجة، إنها علّة نفسية شريرة، لا بدّ من بتر العلَّة التي قد تُخْسِره دنياه وآخرته، بقطع يده لشفاء نفسه. حينما تقطع يده ويذوق مزيد الآلام الممضّة، يتوب عن علَّته توبة نصوحة، ويصلح عندها أن يكون من أهل الجنّة،
                    قال تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر (53).

                    ذلك هو حاله إن رجع للتفكير حال البلاء والشدّة، إنه ينتقل من الباطل إلى الحق، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الموت إلى الحياة، فيغدو سميعاً بصيراً، ويموت وهو يشكر الله ويحمده، وفي الحديث الشريف وبالآخرة: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان» كما بالآية:
                    {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}
                    سورة مريم (72).

                    أما إذا خرجت الشهوة، وحاق من بعدها البلاء والشدة، وظل هذا التفكير خامداً، فلا بدَّ والحالة هذه، من شدَّة أعظم وبلاء أكبر.
                    قال تعالى: {...وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ...} سورة الرعد (31).

                    وإن لم تفد هذه العلاجات كلها، فالمصير حتماً إلى النار، ونعوذ بالله من مصير أهل النار، وحيث أني شرحت لك من قبل ما يحل بأهل الجرائم في النار يوم القيامة، وبيَّنت لك أنهم يومئذٍ يرتمون بالنار ليخلصوا من خزيهم وعارهم، وإنهم إذ ذاك يحمدون الله تعالى على ما يداويهم به فيها، فلا حاجة هنا للتفصيل عن أحوالهم بها.

                    تلك هي رحمة الله تعالى ونعمته وفضله ومنَّته على المعرضين من بني الإنسان، تنبت الشهوة المحرَّمة في أنفسهم بسبب إعراضهم عن الله، ويُزيِّن الله تعالى لهم أعمالهم، فيقتل القاتل، ويسرق السارق، ويزني الزاني، ويجرم المجرم، ثم تكون الشدَّة والمداواة، وتخلص تلك الأنفس، إن هي رجعت إلى الله ممَّا كان بها من جرثوم الشهوات، وتدخل في حصن الإيمان فالتقوى، وهي الاستنارة الدائمية بنور الله بمعيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحمد الله على ما عالجها به من علاجات حتى وصلت إلى الأمن والأمان، والسمو والخير العميم.

                    أما بالنسبة للمقتول وزوجه وبنيه، والمسروق ماله، والمعتدى عليه فلا تظننَّ أن الذي اعتلجت في نفسه جريمة القتل أو السرقة أو الزنا والتعدي، يستطيع أن يسرق أو يعتدي على أي إنسان أراد. فالله سبحانه هو المهيمن والمشرف، وهو الحكيم العليم.
                    قال تعالى: {...مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} سورة هود (56).

                    فما من شيء إلا وسيره بالله، ولا يسوق شيئاً من الأذى إلا على مستحقيه.

                    فإذا انتهى أجل المرء وكان من الحكمة والخير أن يموت هذا الذي انتهى أجله قتلاً وبهذه الصورة الرهيبة، ساق الله تعالى القاتل إليه، وجعل تنفيذ جريمته عليه، وهنالك تكون الشدَّة التي تقع على المقتول ساعتئذٍ، دواءً لنفسه وعلاجاً، إذ أنه لا بدَّ أن يكون من قبل قاتلاً، فنال جزاءه، وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها، أو أن له من الأعمال السابقة ما اقتضى أن يكون موته بهذه الصورة، فباليقين بإعدامه تلتجئ نفسه وتنيب، وتطهر نفسه وتخلص ممَّا بها من أدران.

                    {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة (179).

                    (أما الشهداء بما حوت نفوسهم من نوايا عالية سامية مع وقوع ساعة أجلهم جعلها تعالى بالقتل شهادة عطاء عظيم لهم، فلهم بحث لسنا بصدده الآن).

                    وكذلك الأمر بالنسبة للمسروق ماله، والمعتدى عليه، لا بدَّ أن كلاًّ منهما سبق أن ظلم، فأعاد الله عليه عمله:
                    {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}
                    سورة الأنعام (129).

                    حتى أن الزاني لا يقع عمله وعدوانه ولا ينفذ شهوته، إلا على امرأة فاجرة خبثت نفسها وتطلَّبت هي أيضاً الفاحشة.
                    قال تعالى: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} سورة النور(4).

                    وهكذا فهذه الذات العلية قائمة على الكون بالقسط، وبيدها نواصي الخلق تسيِّرها بالحق، وما من واقع يقع إلا من بعد إذنه، ولله الحمد على كل ما يسوقه لعباده. فإذا أردت ألا يعتدي معتد عليك، فاستقم كما أُمرت، وإن أنت شذذت وبغيت، فارتقب وقوع البلاء والشدة من بعد الرخاء
                    {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة الأنفال (53).

                    ومن زكّى نفسه وسلك بها طريق الإيمان، فقد أفلح وفاز ووقي شديد العلاجات، ومن أعرض عن طريق الإيمان ودس نفسه، فقد خسر وخاب، وعرَّض نفسه للتباب، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور:
                    {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} سورة الشمس (7-10).

                    وهكذا فالمرض بعد الصحة، والصحة بعد المرض، وكل عسر ويسر وجميع ما ينزل بك من هم وغم وسرَّاء وضرَّاء وسائر ما يعامل به الله تعالى عباده من صنوف المعاملات، إن هو في الحقيقة إلا محض فضلٍ وإحسان، يريد به تعالى تنبيه هذا الإنسان وإيقاظه مما هو فيه من رقادٍ، وردَّه إلى التي هي أحسن له في الحال والمآل، وما يُشدد عليك وعلى الناس في أي أمر من الأمور، إلا ليرقى بهم وليتم نعمته عليهم ولعلهم يشكرون.

                    فسبحانك ربِّي ما أرحمك وما أعطفك وأكبر فضلك وأوسع إحسانك، لو عرفك العباد كما ينبغي ويليقُ لما انقطعت أنفسهم عنك طرفة عين وما صدَّهم عن طاعتك وما أبعدهم عنك إلاَّ الجهل وعدم معرفتهم باسمك الرحمن الرحيم.

                    فلكَ الحمد على فضلك وإنعامك، ولكَ الحمد على خيرك وإحسانك، ولكَ الحمد على المرض بعد الصحة، والصحة بعد المرض، ولكَ الحمد على الفقر بعد الغنى والغنى بعد الفقر والفاقة، ولكَ الحمد على الأمن بعد الخوف والخوف بعد الأمن والطمأنينة، ولكَ الحمد على كل ما تسوقه لعبادك كافَّة.

                    عرفك المؤمنون بكَ حقّاً فاتَّخذوك وكيلاً واستسلموا لفعلك واطمأنت قلوبهم بذكرك وغفل عنك الغافلون وأساؤوا بك الظنون فما عاملتهم إلاَّ بما يليق بكمالك من عطفٍ وحرصٍ عليهم وعناية وأنت الغني ومالك بهم من حاجة، فلكَ الحمد كله خالصاً ولكَ الدين واصباً، ولكَ الحمد على كل حال.

                    تعليق


                    • #11
                      تم الدمج بمعرفتى
                      فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                      شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                      مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                      لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                      إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                      أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                      خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                      الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                      أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                      <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                      ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                      تعليق


                      • #12
                        إن هذا السؤال قد يكون له معنى إذا وجه لنصراني يعبد "إله محبة" أو لنصراني يسجد لخروف حنون أو لهندوسي يعبد بقرة حنونة, أما للمسلم فلا.

                        لأن الله في الاسلام ليس محبة فالمحبة صفة قد يتصف بها من يحب الخير فيتصدق أو يحب الشر فيأكل أموال الناس بالباطل, فإذا كان الله يحبنا جميعا فهو غير عادل فالعادل يحب شيء و يكره ما يناقضه, فالله في الاسلام يحب المتطهرين, التوابين , المقسطين و لا يحب المفسدين, من كان مختالا فخورا, من كان خوانا اثيما, المسرفين, الجهر بالسوء الا من ظلم .. و هكذا, فالله إذن ليس "محبة" و لكنه "ودود" فهذه الصفة صفة كمال و جلال لله عز و جل.

                        لكن هل الله ودود فقط؟

                        إذا كان كذلك فمن المستحيل أن يكون هو الذي خلق هذا فهذا الكون ليس فيه عناية و خير فقط, ليس فيه أم تحب ولدها وما اروع حنان الام فذة كبدها !! فقط, لكن فيه أمراض و لكل داء دواء و فيه شر كثير, و عندما ندرس الخلية و هي أصغر كائن حيوي عن قرب فكبرناها فسوف نرى عالما من التكنولوجيا المحكمة ربما ما لن يصل الانسان الى محاكاته أبدا, إنها مدينة تكنولوجية داخل ملايين البوابات تتكون من خيوط اتصالية و ممرات و معامل و قوات أمن و و.. فهذه الخلية إما أن تكون مخلوقة و إما أن تكون أزلية فالقول بوجودها أزليا بدون بداية قول لا يقوله عاقل في ظل العلم الحديث فالكون و كل ما فيه تكون, و القول بأزليتها كلام غاية في السخف و صاحبه رفع عنه القلم, و يبقى الأختيار الآخر هو أنها مخلوقة و السؤال من خلقها (لا كيف لكن من/ما خلقها) ؟؟ إما وجود أعظم منها و هو الخالق الأول الصمد أو الأوثان؟ و القول بأن الوثن الكبير الطبيعة الصماء خلقت الخلية بمساعدة الأوثان الأخرى و هي الصدف كلام لا يقوله إنسان عاقل سليم و غير مريض بمرض نفسي مزمن, فعقليا هذا كلام مرفوض و فطريا كلام مقرف لا يتناسب مع فطرة البشر و رياضيا فإن فحص مكونات الخلية ثم حساب احتمال نشوء كل جزئ عن طريق الأوثان الصدفية و ثم حساب احتمال اجتماع تلك الأجزاء لتكون خلية لهو 1 على عدد يعجز العقل عن تصوره و هذا إن علمنا أنه عمليا 1 على 1000000 = 0 %.

                        إن الجواب الوحيد العقلي السليم الذي يتماشى مع الفطرة و الرياضي المنطقي هو وجود واجب الوجود لا موجد له الأول بلا بداية أوجد الخلية هذه.

                        داخل كل خلية أنظمة و أجهزة معقدة ما يصل إلى درجة لا يستوعب حقيقتها العقل و الخيال,فهذا عمل العليم الخبير.

                        إن الهرمونات في جسمنا تبحث عن خلية تناسبها و عندما تقترب من الخلية تبحث عن باب من تلك الملايين الابواب لتدخل منها و كل جزيئة من الهرمونات تأتي إلى الباب تفتش أولا ثم يقرر هل هي مفيدة أم لا أي أن الشرطي عند الباب كومبيوتر دقيق جدا و لا يتعامل بالرشوة, حيث لا يفتح الباب إلى لما هو مفيد فقط, فإذا حاول جزيء ضار كالجرثوم الدخول من باب الخلية يحلل كومبيوتر الشرطة عند الباب هذا المتسلل و يصنفه و يقدر مدى ضرره ثم يصدر حكم النفي و يرفضه. إن هذا العمل و هو رفض الجرثومة و وجودها لدليل على أن هذا عمل الجبروت فالخالق إذن جبار.
                        و لماذا خلق الجرثومة و خلق حواسيب تتعامل بهذه القسوة مع الجراثيم و المواد الضارة عند أبواب الخلية ؟ الجواب هو أن الله يتصف بالارادة فلا يمكن أن يكون خالق و غير مريد و لا يمكن أن يكون مريد بدون أن يكون فعال لما يريد و لا يمكن أن يكون جبار بدون ظهور هذه الصفة في الخلق, إذن فالله فعال لما يريد و حكيم, سواء علمنا بحكمة شيء أم لم نعلم.

                        الخلاصة هي أن الله في الاسلام ليس ودودا رحيما فقط, بل جبارا فعالا لما يريد و حكيم, لذلك فسؤالك لا معنى له بتاتا و لكن جهل و غباء الاستلحاديين أنهم يوجهون أسئلتهم للدين بغرض التعبير عن ازماتهم النفسية, أما أن يقدموا استلحادهم و يدافعوا عنه أو يثبتوا أي شيء فمن المستحيلات, و هؤلاء يجهلون أنه حتى لو سلمنا لهم بأن الخالق ظالم (كما قال اخوانهم أن يد الله مغلولة تعالى الله عما يصفون ) فإن هذا لا يعني أنه لا خالق مصور باري للكون و ما فيه !!

                        .. و عندما تدخل الجزيئة النافعة من أحد الأبواب تجد تقنيات و أنظمة توقعك في الدهشة ( .. تابع هنا فيديو معجزة الخلية ..) !!

                        و أتمنى أن لا يأتي استلحادي و يلفظ "التطور" عن وعي أو غير وعي, و عن علم أو عن غير علم, فأنا لا يهمني كيف خلقها الله هل مباشرة بصفته كخالق أو بتطوير و تصوير و خقلها أطوارا بصفته كبارئ, و إنما الذي يهمني أنه من الغباء و الجنون و الحماقة و العناد و السفسطة و الزندقة و الجهل أن نقول أن الخلية موجودة أزلا أو الخالق أوثان من طبيعة و صدف!!!

                        تعليق


                        • #13
                          أخي الفاضل ...
                          الرد البسيط على هذه الشبهة - او هذا الخلط الذي يعاني منه صديقك - هو أن الله تعالى خلق الناس وبين لهم الحق والباطل، وترك لهم حريه الفعل وحرية الاعتقاد.

                          فمن عمل صالحاً وهو مؤمن ... أثابه الله على صلاحه بحسن ثواب الآخرة ... وقد يعجل له شيئاً من ذلك في الدنيا.
                          ومن ظلم الناس وظلم نفسه وأفسد في الارض، وكان من الكافرين ... عاقبه الله على ذلك في الآخرة ...
                          وقد يعجل له شيئاً من ذلك في الدنيا.

                          أي أن الله تعالى لم يتعهد بان يمنع البشر من الظلم، ولا بان يحمي الضعفاء من الأقوياء بقدراته الخارقة ...
                          ولكنه حرّم الظلم، ووضع التشريعات والقواعد التي تنظم سلوك الناس في الارض، ثم أمر البشر بتطبيقها ... وتوعدهم بانهم سيحاسبهم على ذلك في الآخرة ...
                          ____________

                          وعلى ذلك ...
                          فلو أنه سبحانه وتعالى تدخل بقدرته لمنع الظالم من الظلم ... أو أجبر الناس على العدل ... فلا معنى للحساب ولا للثواب ولا للعقاب.

                          ولو قال قائل أن الله لا يجب أن يسمح بهذا الظلم الشديد (على سبيل المثال المرأة المقتولة التي رآها صاحبك) فيجب أن نسأله "وما هو مقدار الظلم الذي ترى أنه يمكن السماح به؟"

                          وكل الخلق مبتلى (والابتلاء هو الاختبار) ...
                          فالضعيف مبتلى بضعفه ..
                          يختبره الله تعالى هل يصبر أم يقنط ويكفر.
                          وهل يخنع أم يصمد.

                          والقوي مبتلى بقوته ..
                          يختبره الله تعالى هل يشكر أم يفجر.
                          وهل يعدل أم يظلم.

                          والفقير مبتلى بفقره، والغني مبتلى بغناه.
                          والفقير بعد غنا، والغني بعد فقر .. كل مبتلى بتبدل حاله.
                          والمريض والصحيح، والجميل والقبيح، والعزيز والحقير .....
                          كل ما يتعرض له الإنسان من أحوال، وأقدار هو اختبار من الله تعالى ...
                          وبقدر شدة الاختبار .. بقدر ما يكون الثواب عليه.

                          فالملحد يتوهم أن الظلم في الأرض دليل على عدم وجود الخالق .. لأنه لا يدرك أن هناك حياة آخرة يقتص الله تعالى فيها للمظلوم من الظالم، ويثيب المحسن، ويعاقب المسيء.


                          تعليق


                          • #14
                            الملحدين اغبياء اذا بعد اربع و اربعين سنة و مازال يفكير بتفكير من لا عقل له

                            استنتج ان مادام يوجد قتل انه لا يوجد اله و هؤلاء الاغبياء لو شغل عقولهم قليل لوصل لنتيجة

                            قتل هؤلاء الاطفال و النساء انا لم يكن اله و قتلو من ياخذ بحقهم و يحاسب من قتلهم او ضاعت حقوقهم علي حسب تفكير الملحدين

                            و لكن الحمد الله علي نعمة العقل انه يوجد اله و سايقتص من اجرم في حق
                            قتل الاطفال و النساء و كل من ضلم سوف يقف امام الله

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 أسابيع
                            رد 1
                            34 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                            ردود 0
                            34 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                            ردود 0
                            18 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                            ردود 0
                            35 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة mohamed faid
                            بواسطة mohamed faid
                             
                            ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                            رد 1
                            27 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة عاشق طيبة
                            بواسطة عاشق طيبة
                             
                            يعمل...
                            X