َكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ

تقليص

عن الكاتب

تقليص

يوسف 1968 اكتشف المزيد حول يوسف 1968
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • َكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ

    الاية43 من سورة المائدة
    وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
    وهذا تفسير ابن كثير
    ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ فِي آرَائِهِمْ الْفَاسِدَة وَمَقَاصِدهمْ الزَّائِغَة فِي تَرْكهمْ مَا يَعْتَقِدُونَ صِحَّته مِنْ الْكِتَاب الَّذِي بِأَيْدِيهِمْ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِالتَّمَسُّكِ بِهِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجُوا عَنْ حُكْمه وَعَدَلُوا إِلَى غَيْره مِمَّا يَعْتَقِدُونَ فِي نَفْس الْأَمْر بُطْلَانه وَعَدَم لُزُومه لَهُمْ فَقَالَ وَكَيْف يُحَكِّمُونَك وَعِنْدهمْ التَّوْرَاة فِيهَا حُكْم اللَّه ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْد ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤمنين.

    وهذا تفسيرالطبري
    الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَك وَعِنْدهمْ التَّوْرَاة فِيهَا حُكْم اللَّه } يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره : وَكَيْفَ يُحَكِّمك هَؤُلَاءِ الْيَهُود يَا مُحَمَّد بَيْنهمْ , فَيَرْضَوْنَ بِك حَكَمًا بَيْنهمْ , وَعِنْدهمْ التَّوْرَاة الَّتِي أَنْزَلْتهَا عَلَى مُوسَى , الَّتِي يُقِرُّونَ بِهَا أَنَّهَا حَقّ وَأَنَّهَا كِتَابِي الَّذِي أَنْزَلْته عَلَى نَبِيِّي , وَأَنَّ مَا فِيهِ مِنْ حُكْم فَمِنْ حُكْمِي , يَعْلَمُونَ ذَلِكَ لَا يَتَنَاكَرُونَهُ , وَلَا يَتَدَافَعُونَهُ , وَيَعْلَمُونَ أَنَّ حُكْمِي فِيهَا عَلَى الزَّانِي الْمُحْصَن الرَّجْم , وَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِذَلِكَ { يَتَوَلَّون

    في البداية ارجو من الزملاء الرد بشكل علمي وموضوعي بعيد عن التشنج والسؤال:
    كيف يتهم (بضم الياء)اليهود بالتحريف(تحريف التوراة) وقد شهد الله لهم بان التوراة (التي انزلت على موسى على حد تعبير الطبري)موجودة عندهم فيها حكم الله؟
    هل يوجد حكم الله في التوراة المحرفة؟
    نرى ان الله سبحانه وتعالى يتهم اليهود بعدم الاخذ بالتوراة والعمل بها وليس بالتحريف ؟
    وشكرا لكم
    ارجو ان تكونوا عند حسن ظني

  • #2
    لا أدري ما علاقة سؤالك بقسم النصرانيات فهو سؤال صريح في آية من آيات القرآن ..

    ثانيًا القرآن واضح في مسألة التحريف فقال تعالى { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ }

    وروى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ

    وفي الحديث دلالات كثيرة .. منها القول صراحة بتحريف اليهود التوراة وتغييرها وتبديلها .. وقوله عن القرآن محضًا لم يشب .. دليل قاطع على ان التوراة قد خالطها غيرها ..

    وروى الإمام أحمد في مسنده والطبراني والحاكم وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم } ..

    والأدلة كثيرة ..

    السؤال الذي يطرح نفسه الآن وكل آن .. هل أنت يا نصراني تؤمن بالقرآن حتى تستشهد به على صحة كتابك المحرف؟

    هل يجرؤ النصراني إثبات صحة كتابه بعيدًا عن الإستشهاد بالقرآن وأقوال بعض المفسرين؟!

    هل يجرؤ النصراني فتح نقاش في مخطوطات الكتاب المقدس .. وتحديدا العهد الجديد حتى لا يتنصل من عهده القديم؟!

    وهل وهل وهل .. كلها أسئلة تطرق أبواب النصارى ولم يفتح أحدٌ لها بابًا قط!!

    الواقع المرير يا سيد يوسف هو أنك لا تجرؤ ... لا أنت ولا أكبر كبير فيكم على محاورتنا في مخطوطات كتابكم المحرف!!

    العجب كل العجب أن علماء المخطوطات الغربيين ما خرج علينا أحدهم إلا وأخرج كتابًا يتحدث فيه عن تحريف العهد الجديد ومخطوطاته التي تتشدقون بها .. وأكاد أجزم أن أحدًا منكم لم يفتح فيها كتابا ولا قرأ مخطوطة .. بل ولا حتى نظر إلى مخطوطة بأم عينيه .. فأنتم نائمون في العسل يا سيد يوسف!!

    أما عن الردود العلمية فأنتم آخر من يتحدث عن الردود العلمية يا سيد يوسف .. واقرأ إن شئت كتاب المزوِّر منيس عبدالنور شبهات وهمية .. واقرأ الردود العلمية .. فقط أحتاج منك بعد قراءة كل رد من ردود منيس تحديدًا في أمور المخطوطات { وأنصحك بقراءة رده على قصة الزانية يو 7/53 - 8-11} أن تراجع خلفه حتى ترى إلى أين تقودكم رؤوسكم العلمية!!!

    وعن سؤالك المتكرر الذي سئمنا من كثرة الإجابة عليه وعلى مثله .. فراجع هذا الرابط

    https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=1392

    ملحوظة : إبحث في قاعدة المنتدى قبل طرح مواضيع جديدة

    شكرًا
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:17 م.
    [glow="Black"]
    « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
    جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
    [/glow]

    [glow=Silver]
    WwW.StMore.150m.CoM
    [/glow]

    تعليق


    • #3
      معذرة سأبدأ بالاجابة على سؤال الثاني قبل الأول لتفهم الحقيقة :

      هل يوجد حكم الله في التوراة المحرفة؟
      نعم يوجد حكم الله في توراتهم المحرفة (باعتقادهم) هم يا زميلي .
      كيف يتهم (بضم الياء)اليهود بالتحريف(تحريف التوراة) وقد شهد الله لهم بان التوراة (التي انزلت على موسى على حد تعبير الطبري)موجودة عندهم فيها حكم الله؟
      هنا يستنكر عليهم الله لجوئهم لحكم الرسول (الذي لا يؤمنون به) وتركهم لحكم الله الذي عندهم (كما ينص اعتقادهم) .


      اما بالنسبة للتحريف فها هو الدليل على انهم (اليهود) حرفوا كتابهم من القرآن أي كلام الله سبحانه وتعالى :
      [ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) ]
      سورة البقرة
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:17 م.
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق


      • #4
        نؤمن نحن المسلمين يا سيد يوسف ان التوراة والأنجيل لا يزال بهم حق واكثره باطل محرف ومن الحق الموجود في التوراة كان رجم الزاني المحصن والزانية المحصنة .
        قال الجلالين
        (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) بالرجم استفهام تعجيب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم (ثم يتولون) يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم (من بعد ذلك) التحكيم (وما أولئك بالمؤمنين)
        ويحضرني رد الأخ ياسر جبر
        الرد : كما ذُكر من قبل أن الكتاب المقدس يختلط فيه كلام الله تعالى مع كلام البشر وقد نزلت الآية في اليهود الذين ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليحكم في رجل وامرأة وقعا في الزنا , فأنزل الله تعالى الآية السابقة التي تبين أن الحكم موجود عندهم في التوراة ولم يتغير من ضمن مابدل و تغير فيها . و الحكم موجود حتى الآن بسفر التثنية كما يلي.

        التثنية 22 :22وَإِذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا، فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ.23وَإِذَا الْتَقَى رَجُلٌ بِفَتَاةٍ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَضَاجَعَهَا، 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا....
        في التفسير الميسر:إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.
        خلاصة:
        التوراة بها خير كتوحيد الله تعالى الذي لم يلد ولم يولد واكثرها محرفه .
        ومن الضمن الأحكام التي لم تصل اليها يد المحرفين حكم الزاني والزانيه المحصنين.
        معذرة ايها المحترم يوسف سيتم نقل هذا الموضوع الى قسم الرد على اسئلة غير المسلمين .
        والحمد لله رب العالمين .
        رجاءا ادخل هذا الموضوع فهو مفصل حول الأيات التي تشهد للتوراة والأنجيل
        https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=8406
        شكرا لك
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:17 م.

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم أستاذينا .... واسمح لي أن أجيبك ولن أضيف كثيرا على جواب اساتذتنا , وستكون إجابتي لك من خلال ردي على كبيركم القس عبدالمسيح بسيط الذي سبقك فقال في كتابه
          "هل تنبا الكتاب المقدس بنبي آخر يأتي بعد المسيح " :
          ويُوجه القس فيه للمسلمين الآتي :
          ولكنا نقول لهم إذا كان القرآن يقول " وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ. إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء "( المائدة:42،43 )، وأيضًا " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "( المائدة46 ). فهذا يؤكّد صحّة كلّ ما جاء في التوراة والإنجيل اللذين كانا موجودين أيّام نبي المسلمين



          __________________________________________________ __________
          والآن لنرى تدليس القس في آية :
          وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ
          أولاً : إن هذه الآية لهي دليل إدانة لليهود تُؤكد جُحودهم بالتوراة وإقرارهم بحُكم نبوة محمد
          فإذا كنتم يا يهود غير مُصدقين بمحمد ,
          ويُفترض أن كتابكم من عند الله
          ومحمد ليس من عند الله كما تدّعون ,
          فكيف تُحكمون مُحمداً ؟!!!.

          كيف لا تؤمنون بمحمد وترتضون حكمه؟!!
          وكيف تؤمنون بموسى وتجحدون حكمه؟!!!...
          تعجب وتقريع من الله لليهود من تحكيمهم النبي صلى الله عليه وسلم في أمر رجم الزاني ، وهم لا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بما جاء به
          ....
          فيقول لهم المولى عز وجل :كيف تقرون بحكم نبيي محمد صلى الله عليه وسلم مع جحودكم نبوته وتكذيبكم إياه، وأنتم تتركون حكمي الذي تقرون به أنه حق عليكم جاءكم به موسى من عند الله ؟...
          إن هذا إدانة لهم
          تُلزمهم جُحودهم بالتوراة
          وإقرارهم بنبوة محمد
          .
          ____________________________
          ثانياً : إن هذه الآية تأكيد لصحة نبوة محمد ,وتتكلم عن حكم بعينه واضح وصريح وليس أحكام
          وهو حكم الرجم ...
          ولا تقول الآية أن التوراة التي بأيدي اليهود فيها
          أحكام الله كلها بلا تحريف أو تغيير ...كما يدّعي القس ويُحاول المغالطة والتدليس ... وإنما حكم مٌعين....

          فبعد أن قرعهم الله كما رأينا أعلاه في (أولاً ), نجد الآن أن القرآن يفضحهم ويؤكد أن الحكم مازال موجوداً ...
          (تتحدث الآية عن حُكم بعينه وليس كل الأحكام)

          وهذا دليل على صدق نبوة محمد , خاصة وأنه قد إدعى اليهودي أن حكم الرجم غير موجودة في التوراة ... وإذ بوحي الله ينزل على رسول الله محمد الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة , الذي لا يقرأ العبرانية , ليُدين اليهود ويؤكد صحة نبوته ويؤكد أن هذا الحكم مازال موجوداً في التوراة ...

          فهل وجود حكم الرجم في التوراة ينفي التحريف عن كل الكتاب؟!!...

          جاوب على نفسك يا قس أو اترك لطفل جوابك

          __________________________


          ثالثاً : إن هذه الآية تُبين النية اليهودية التي لا تنقرض في تزييفهم للحقيقة وتحريفهم لكلمات الله... فمع أن ما يحكمون الرسول فيه موجود عندهم في التوراة ، إلا أنهم يأتون إليه صلى الله عليه وسلم ويحكمونه طمعا منهم في أن يوافق تحريفهم وتبديلهم...وأن يُعطي حكم أخف من هذا الحكم ...!!!
          فما دمتم تركتم الحكم الذي جاء به موسى وجحدتموه مع إقراركم بنبوته ، ومحاولة إخفائكم النص ...فهذا نوع من التحريف بالتدليس وتحريف الكلم من بعد مواضعه ...

          وهذا تأكيد لاتهام القرآن الكريم لهم بيتحريف الكلم عن مواضعه ..!!

          وإخفائهم لكثير من أحكام الله .. وهذا تحريف ..!!!


          ___________________________________

          بقي أن نذكر فقرة الرجم التي عناها القرآن
          في سفر التثنية، حيث يقول كتابكم

          " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22 : 22 - 23 )


          والآن مرة أخرى يا قس ...
          هل تأكيد صحة فقرة واحدة في تثنية 22 : 22 يؤكد صحة كل الكتاب؟!!!..

          كل ماجاء في التوراة والإنجيل؟!!!!!!....

          عيب يا قس .... كان غيرك أشطر
          ...
          والحمدلله على نعمة الإسلام

          __________________________________

          يا يوسف 1968 ....
          قم بحذف كل كلمة (قس) وضع مكانها (يوسف 1968 ) أو أي اسم آخر فالرد لكم جميعاً
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
          "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
          رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
          *******************
          موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
          ********************
          "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
          وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
          والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
          (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

          تعليق


          • #6
            بواسطة الفيتورى
            التوراة بها خير كتوحيد الله تعالى الذي لم يلد ولم يولد واكثرها محرفه .
            ومن الضمن الأحكام التي لم تصل اليها يد المحرفين حكم الزاني والزانيه المحصنين
            صدقت و الله ..و ليلاحظ السيد يوسف ان القرآن لم ينتقد أبدا عقيدة اليهود من ناحية التوحيد ..و لكنه كشف موقفهم من الانبياء و قتلهم و الادعاء عليهم بالباطل ...فى حين كشف القرىن العقيدة الفاسدة للمسيحيين التى تعتقد ان الله ثلاثى و انه تم قتله و التمثيل بجثته ؟
            بواسطة الدكتور أمير عبد الله
            بقي أن نذكر فقرة الرجم التي عناها القرآن
            في سفر التثنية، حيث يقول كتابكم

            " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22 : 22 - 23 )


            والآن مرة أخرى يا قس ...
            هل تأكيد صحة فقرة واحدة في تثنية 22 : 22 يؤكد صحة كل الكتاب؟
            !!!.

            كما ترى ياسيد يوسف لكى يغسل القس رؤوسكم فانه قام بالاتى :

            1- أفرغ الاية الكريمة من السياق العام لها

            2- أخفى سبب نزول الاية على من يوجه لهم السم فى العسل حيث تعمد عدم ذكر ان ذلك كان بخصوص حكم معين و هو حكم الرجم للزناة و ليس كلام عام يطبق على كل التوراة
            .

            و كما اوضح اساتذتنا فى الرد عليك فانك ببساطة ستشعر ان ما وصلك من انتقاد هو تدليس و اخفاء للحقائق و عدم امانة متعمدة فى طرق الموضوع .

            من الواضح ان اليهود كانوا يختبرون الرسول صلى اللله عليه و سلم من انه يعلم حكم الله ام لا فى مثل هذه الامور ، و جاء رد القرآن عليهم ليكشفهم و يكشف ان هذا الحكم لا زال موجودا لديهم.و هو رد استنكارى ليكشفهم و يثبت ان حكم الرجم هو حكم الهى و كما جاء فى القرآن

            و الاية لم تصاغ بما يعنى ان السؤال جامع لكل ما فى التوراة انما الصياغة تدل على واقعة معينة وهى الخاصة بالرجم و هذا موجود فى التفاسير و تعمد محاولة تصويره انه يخص كل ما فى التوراة هو تضليل للمساكين الذين يتلقون ثقافة تحريضية موجهة تبتر الايات من سياقها و لا تذكر سبب النزول و تخفى التفاسير الصحيحة
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
            وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

            تعليق


            • #7
              رجاءا ادخل هذا الموضوع فهو مفصل حول الأيات التي تشهد للتوراة والأنجيل
              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=8406
              شكرا لك
              وسبق وان اعطيتك هذا الرابط ؟
              وانت لم ترد علينا بعد ردنا عليك فهل نعتبر انك استسلمت لردنا واقتنعت ان القس وانت مخطئين تمام سواء متعمدين ام لا ؟
              حذرتك بأن لا تضيع وقتنا حتى لا تأتي وتقول اماذا تعاملوني بهذه الطريقة ؟
              الفيتوري
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
              ارجو ان تكونوا عند حسن ظني

              تعليق


              • #8
                استاذ يوسف.... هل التوراه السامريه ام العبرية ؟؟؟؟ اى التوراتين قصدهما القرآن ؟؟؟ نتمنى منك مزيدا من الشرح.
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.

                تعليق


                • #9
                  سؤال وجيه والله أخي عبد الله .. لعله يجيب!!

                  يا سيد يوسف .. لا تتجاهل ما هو مكتوب .. فأنت لست هنا للإدلاء بدلوك في محاضرة تدرسها في إحدى الكليات اللاهوتية عن الإسلاميات .. أنت هنا للحوار .. والنقاش .. بشكل علمي .. موضوعي ..

                  أراك تستشهد كثيرًا بالتفاسير .. بل تستدل بقول ما ذُكِر في كُتب المفسرين ..

                  السؤال المطروح .. ماذا تعرف عن منهجية التفسير التحليلي لآيات القرآن عند العلماء؟!

                  أم أنك تنقل والسلام وردوا يا مسلمين؟

                  معذرة يعني .. أريد أن أعرف مستوى من نحاور!!
                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
                  [glow="Black"]
                  « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
                  جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
                  [/glow]

                  [glow=Silver]
                  WwW.StMore.150m.CoM
                  [/glow]

                  تعليق


                  • #10
                    اخى الفاضل م/ عمرو

                    ارى ان يراجع الاستاذ يوسف هذا المقال للدكتور / امير.... لعله يأتنا بجديد.


                    https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=15758
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.

                    تعليق


                    • #11
                      يايوسف لماذا كلما يعجز النصارى على اثبات صدق دينهم وقدسيته يعجزون من عندهم فيفترون على الأسلام؟
                      هل تعرف لماذا ؟
                      هذا من عظمة هذا الدين وقوة حجته يا يوسف لو كنت تتفكر ولو قليلا .
                      الأيات التي اتيت انت بها لا تفيدك ابدا
                      فالله تعالى قال في القرأن الكريم
                      أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]
                      (أفتطمعون) أيها المؤمنون (أن يؤمنوا لكم) أي اليهود (وقد كان فريق) طائفة (منهم) أحبارهم (يسمعون كلام الله) في التوراة (ثم يحرفونه) يغيرونه (من بعد ما عقلوه) فهموه (وهم يعلمون) أنهم مفترون والهمزة للإنكار أي لا تطعموا فلهم سابقة بالكفر
                      تفسير الجلالين .
                      يا يوسف الم اعطيك الرابط لياسر جبر موجود فيه تلك الشبهات ام انك تضيع وقتنا في كلامك؟
                      تنبيه مهم لن اسمح لك بأضافه اي شئ جديد حتى تجيبنا على اسئلتنا مثل ما اجبناك ؟
                      نؤمن نحن المسلمين ان هناك توراة حقيقية انزلت وانجيل حقيقي .
                      حرفت هذه التوراة بفعل اليهود وحرف الأنجيل بفعل النصارى .
                      فأي اية في القرأن تتحدث عن التوراة والأنجيل بخير فهي تقصد الذي لم يحرف وان كانت بسوء فهي تقصد المحرف .
                      سؤالنا هو ؟
                      عن اي توراة تتحدث انت بزعمك ان القرأن شهد لها
                      استاذ يوسف.... هل التوراه السامريه ام العبرية ؟؟؟؟ اى التوراتين قصدهما القرآن ؟؟؟ نتمنى منك مزيدا من الشرح.
                      سامحني سوف يتم حذف ردودك لأنك لم تجبنا بدخول الرابط الذي اعطيته لك وفهم الأيات التي تتحدث عن التوراة والأنجيل ؟
                      رجاءا ادخل هذا الموضوع فهو مفصل حول الأيات التي تشهد للتوراة والأنجيل
                      https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=8406
                      شكرا لك
                      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.

                      تعليق


                      • #12
                        أرجوا من السيد يوسف ان يقرأ الاية الكريمة الاتية وتفسيرها لكى يعلم انهم يحملون الكلام معانى على مزاجهم و بسوء نية :

                        قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ

                        التفسير الميسر

                        قل-أيها الرسول- لليهود حين قالوا: إن جبريل هو عدونا من الملائكة: من كان عدوًا لجبريل فإنه نزَّل القرآن على قلبك بإذن الله تعالى مصدِّقًا لما سبقه من كتب الله, وهاديًا إلى الحق, ومبشرًا للمصدِّقين به بكل خير في الدنيا والآخرة.

                        فان " بين يديه " تعنى ما يعلمه بقلبه و من الوحى و لاتعنى أبدا كتابا يمسكه فى يده و يقرا منه ، وهل كان الرسول صلى الله عليه و سلم معه كتاب التوراة و يقرأمنه أمام الناس ؟؟؟ ان المعنى الذى تقصده غير صحيح و تأويل خاطىء متعمد

                        ان نفس هذا المعنى هو مايفهم من قوله تعالى فى الاية التى تحاول الاستشهاد بها :

                        وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين
                        لكى تفهم هذه الاية فاسال نفسك هل يؤمن المسيح بالتوراة التى انزلها الله ام لا ؟ وهل يعلم محتواها أم لا ؟
                        .
                        .انه يجب ان يكون مصدقا و عالما لها بعلم الله الذى علمه له و بعثه به لهداية اليهود ، و لا يوجد اى احتمال ان لا يكون مؤمنا بها و غير مصدقا لها و الا اصبح مدعيا و غير صادق و لا يتلقى وحيا من الله ...و لذلك فلابد ان تذكر الاية انه يصدق على ماقبله من الكتب

                        فكلمتى " بين يديه " تعنى ماسبق من كتاب و يعلمه المسيح بقلبه و علمه الذى علمه الله له عن طريق الوحى و لا تعنى كتابا متداولا بين كل الناس و يمسكه المسيح بيده كما تحاول الايحاء بذلك ، كما ان الخطاب فى هذه الاية غير موجه لليهود و لكى يفهم منه هو التوراة التى فى ايدى اليهود و يتداولها احبارهم فى السر و يخفون معظمها عن عامة الشعب و الاقالت الاية اذا كان الخطاب لليهود " بين أيديكم " ، ان المسيح لابد بداهة ان يكون على علم بالتوراة الاصلية من ربه و الاكيف سيبعث لهداية قوم لا يعلم كتابهم الاصلى و اعتراه من تزوير لكى يعيدهم الى الصوا ب.

                        و انما الاية هى سرد من الله تعالى على تسلسل رسله و بالطبع يذكر الله ان كلهم مكملون لبعض و مصدقون لما معهم

                        ان التصديق على التوراة التى انزلها الله لهو حق ، و لم تذكر الاية بالتحديد انه يصدق على االتوراة المكتوبة التى كانت متداولة مع اليهود ومع احبارهم و ان المسيح كان يقراها معهم لكى يكون حجة لك لاثبات ان القرآن يشهد بصحتها ؟، انما ذكرت التى بين يدى المسيح اى فى عقله و علمه الذى علمه الله له عن طريق الوحى ، ان المسيح يعلم التوراة الحقيقية لانه سوف يصحح ما طرا على هذا الاصل من تحاريف و افتراءات و ذلك هو مضمون الانجيل و سبب نزوله

                        ان الاية تتكلم عن التواصل بين رسالات الله التى جاءت كلها من مشكاة واحدة ، فالبفعل فان المسيح يصدق على التوراة الاصلية التى انزلها الله و اذا كانت التوراة لم يمسسها تحريف و كان اليهود منضبطين تماما ، فما هو سبب بعث المسيح يا ترى ؟

                        الم يكن اليهود فى ضلال و استكبار و يقتلون الانبياء ، هل يمكن ان يكون حال اليهود على هذا السوء و كتابهم سليم تماما لم يعتريه تغيير ؟ أليس هذا هو موقفهم من المسيح نفسه و من امه ؟

                        فالاية تذكر ان المسيح يصدق على التوراة التى انزلها الله و على الرسالات السابقة قبله كلها لكى يؤمن اليهود به لانه امتداد لسلسلة الانبياء و الرسل ، ان المضمون الواضح ان المسيح يقول لليهود انه مرسل من الله و مصدق على التوراة التى انزلها و معه الانجيل الذى سينسخ ما سبق و الا ما كان قد بعث أصلا .

                        ان عكس ذلك اذا لم يكن المسيح رسولا من الله فانه كان يمكن ان ينكر التوراة اصلا و لا يعترف بها و يدعو فقط الى دعوته الخاصة ، و عليه فان الواضح ان الاية توجه النظر الى ان المسيح هو امتداد لرسل الله عليهم السلام و يصدق على التوراة التى انزلها الله و التى هى فى علمه من الوحى و الروح القدس و التى سوف ينسخ الانجيل ما اعتراها من تحاريف
                        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
                        وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

                        تعليق


                        • #13
                          الزملاء الكرام
                          لماذا لا يعرض كل منا الحجج والبينات التي بحوزته ومن الواضح ان تقبلكم للراي الاخر(فقط من عرضها)لا غير مقبول بالنسية لكم ,وصدقوني هذا ليس جيد بالنسبة لما تدعونه من قوة الرد وتفنيد الشبهات واظهار الحق وقد يظن اخر ان ضعف حججكم وعدم تمكنكم من الرد هو سبب حذفكم لمشاركاتي.يا زملائي انا واحد بسيط وانتم عشرة ماشاء الله .ولا اسمح لكم باستدراجي لحوار على قياس الردود المثلجة لديكم وليكن حوار طويل الامد ولا تحتجوا علي باضاعة الوقت !!!!!!!!!!
                          زملائي الكرام لماذا لا تستغلوا تواجدي معكم لاظهار ووجهات نظركم واحقاق الحق واظهار الباطل ,اليست هذه اهدافكم؟
                          ارجواعادة ما حذف واسمحوا لي بعرض هذا الموضوع المنقول وليكن ردودكم من صلب الموضوع.
                          وفيهـذا الفصل سندرس الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكتاب المقدس في قرينتها وقد تكون القرينة آية أو أكثر أو بعض آية وقد بدأ المسلمون يرون ضرورة دراسة الآية أو الكلمة في قرينتها، ففي مقدمة كتاب (إله العدل) يقول الدكتور داود رَهْبَر 1 (وكان رئيس كرسي الدراسات الأوردية والباكستانية في جامعة أنقرة بتركيا من 1956-1959): (لو أننا أردنا أن نبني أساساً للفقه الإسلامي والتفسير القرآني، فيجب أن يكون الأساس الأول لهذه الدراسة معرفة ما فهمه الرسول وصحابته داخل قرينتهم التاريخية) ثم مضى يقول إن مفسري القرآن لم يربطوا ولم يقارنوا الآيات الواردة عن موضوع واحد قبل أن يكتبوا تفاسيرهم وأعطى مثلاً من تفسير البيضاوي لعبارة (الأرض والسماء) حيث قال البيضاوي إن الأرض جاءت أولاً، لأنك عندما تتسلّق تصعد من الأسفل إلى الأعلى ويمضي د رهبر فيقول: (ولكن لما درستُ الآيات التي أوردت ذكر السماء قبل الأرض وجدت أن البيضاوي يناقض نفسه، وكأنه نسي ما سبق أن قاله!) ثم قال د رهبر إنه أول مسلم يقوم بدراسة مترابطة للقرآن، ويعقّب: (ما جدوى أن تدرس عبارتين أو ثلاثاً عن موضوع، بينماهـناك ثلاث مئة عبارة أخرى في نفس الموضوع متروكة بغير دراسة؟ على علماء المسلمين أن يُحسّنوا تحليلهم وتنظيمهم ليجمعوا كل ما جاء بالقرآن عن نفس الموضوع وقد قمت بهذاهـنا للمرة الأولى) 2.
                          وفيهـذا الفصل سأبدأ بالآيات القرآنية التي تتحدث عن التوراة في زمن المسيح، ثم أذكر الآيات التي تحدثت عن التوراة والإنجيل في زمن محمد، وأختم بالآيات التي تتحدث عن التحريف:

                          أ. آيات قرآنية تشهد لصحة التوراة زمن المسيح.
                          1. <LI dir=rtl>عام 7 للهجرة (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً). سورة مريم 19:12
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ الملاك جبرائيل يحدّث العذراء مريم عن المسيح قبل ميلاده فيقول (وَيُعَلِّمُهُ (الله) الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة آل عِمران 3:48)
                            <LI dir=rtl>عام 7هـ (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ... صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ). (سورة التحريم 66:12
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم... وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (سورة آل عمران 3:49 و50)
                            <LI dir=rtl>عام 3هـ (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاة) (سورة الصف 61:6)
                            <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِهـُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة المائدة 5:46)
                          2. (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة المائدة 110)
                          فبحسبهـذه الآيات يؤمر يحيى (يوحنا المعمدان) أن يأخذ الكتاب (أ - 1) وصدّقت مريم بكلمات ربها وكتبه (أ - 3) ووعد الله من قبل مولد المسيح أن يعلّمه التوراة (أ - 2) وصدّق المسيح على التوراة ( أ - 4 و5) وفي زمن محمد يشهد الله أنه علّم المسيح التوراة (أ - 6 و7) وهذا يعني أن التوراة كانت موجودة وصحيحة في زمن المسيح ولما كانت مريم قد آمنت بكتب ربها، فلا بد أن أسفار الأنبياء الذين بعثهم الله لليهود كانت وقتها موجودة وصحيحة.

                          ب. آيات قرآنية تشهد أن مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد.
                          1. <LI dir=rtl>عام 10هـ (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ... وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ (تلاميذ المسيح) أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي (المسيح) قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (مستسلمون)) (سورة المائدة 5:110 و111)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو3هـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (مستسلمون) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ (المسيح)) (سورة آل عمران 3:52 و53)
                            <LI dir=rtl>عام 3هـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (سورة الصف 61:14)
                          2. عام 8هـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (سورة الحديد 57:26 و27 قارن بما جاء في سورة المائدة 82).
                          ونتعلم منهـذه الآية أنه بالرغم من أن الرهبانية لم يكتبها الله عليهم، إلا أنهم مؤمنون أتقياء، آتاهم الله أجرهم وقد بدأ نظام الرهبنة في القرن الرابع الميلادي، ولو أنه كانهـناك رهبان متوحدون في القرن الثالث وقد نظم القديس أنطونيوس الرهبنة في مصر عام 305م، وبدأت الرهبنة في شبه جزيرة سيناء في نفس الوقت تقريباً.
                          1. آية مكية (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مَائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً). سورة الكهف 18:10 و25
                          قال عبد الله يوسف علي (في ترجمته للقرآن إلى الإنكليزية تعليقاً على سورة الكهف): إنهـذه قصة سبعة شبان مسيحيين من أفسسهـربوا من الاضطهاد واختبأوا في كهف، فلم يستيقظوا إلا بعد 309 سنة وقال إن تاريخ قصتهم يعود إلى ما بين عام 440 و450م، وقال إن الخليفة الواثق (842-846) أرسل بعثة تبحث عن مكان اختبائهم ويذكر حميد الله (في ترجمته للقرآن إلى الفرنسية تعليقاً على سورة أهل الكهف) احتمال صحة ما ذكره عبد الله يوسف علي، ولكنه يرجّح أن القصة تعود إلى ما قبل العصر المسيحي، ولو أن الأستاذ توفيق الحكيم في قصته (أهل الكهف) يقول: إنهم مسيحيون.
                          1. العصر المكي الأول (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْهـُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة البروج 85:4-9)
                          ويقول حميد الله (في ترجمته للقرآن إلى الفرنسية) إنهـذه الآيات تشير إلى ذي نواس، ملك اليمن اليهودي الذي اضطهد المسيحيين في القرن السادس الميلادي وأحرق أحياء منهم من رفضوا اعتناق اليهودية، وقد بنى الخليفة عمر جامعاً كبيراً باليمن تكريماً لهم ويقدم عبد الله يوسف علي الفكرة نفسها ضمن ثلاثة احتمالات لتوضيح القصة.
                          فالاقتباسات الثلاثة الأولى تقول إن الله أوحى لأتباع المسيح أن يتبعوه، فصاروا أنصار الله، ويقول الاقتباس الرابع إنه قد بقي منهم كثيرون أمناء للحق أثناء فترة الرهبانية التي بدأت في القرن الرابع الميلادي ويقول الاقتباس الخامس إنه كانهـناك مسيحيون مخلصون لله والحق في أفسس (تركيا الحالية) عام 450م وفي اليمن في القرن السادس م، وقد قبلوا أن يُحرَقوا في سبيل إيمانهم ولا شك أن مؤمنين مخلصين في تركيا واليمن لا بد تركوا نسخاً من كتبهم ووثائقهم المقدسة ولو كان ما عندهم مختلفاً عما عندنا اليوم لاكتشفناه، كما جاء في الاقتباس الخامس.

                          ج. آيات قرآنية تشهد أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة وصحيحة زمن محمد.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي الأول (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة سبأ 34:31)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الأول (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِهـُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة فاطر 35:31)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمَا كَانَهـَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ). سورة يونس 10:37
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (مَا كَانَ (القرآن) حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة يوسف 12:111)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ) (سورة الأنعام 6:154-157)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر ( أَلَمْ تَرَ (يا محمد) إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلوُن فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ) (سورة غافر 40:69-71)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ). سورة الأحقاف 46:12
                            <LI dir=rtl>(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) (سورة الأحقاف 46:29 و30)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ (التوراة)) (سورة البقرة 2:91)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُهـُدىً لِلنَّاسِ) (سورة آل عمران 3:3 و4)
                            <LI dir=rtl>عام 5 أو 6هـ (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (من اليهود) وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (يا محمد) وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ... إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعَقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (سورة النساء 4:162 و163)
                            <LI dir=rtl>عام 9هـ (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ؟) (سورة التوبة 9:111)
                          2. عام 10هـ (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة 5:48)
                          وهذه الاقتباسات تبرهن أن التوراة والإنجيل كانا صحيحين وموجودين زمن محمد، والقرآن يفصّل كتب موسى (ج - 7) لأن أهل مكة لم يفهموا كتب طائفتين من قبلهم، وكانوا عن دراستهم غافلين، ولو أنهم درسوا تلك الكتب لاهتدوا (ج - 5) فالقرآن يشرح التوراة والإنجيل اللذين لا ريب فيهما (ج - 3) كما أن القرآن يحافظ ويهيمن عليهما (ج - 13).
                          وقال المكيون إنهم لن يؤمنوا بالقرآن ولا بما سبقه (ج - 1) وقال بعض اليهود إنهم لن يؤمنوا إلا بكتابهم مع أن القرآن مصدّق لما معهم (ج - 9) وسيعاقب الله الذين يرفضون القرآن وما سبقه من كتب (ج - 6) أما الراسخون في العلم من اليهود فيؤمنون بالقرآن وبالتوراة (ج - 11) كما أن الجن يؤمنون بالتوراة والقرآن (ج - 8).
                          وتقول سورة التوبة (وهي آخر ما أُنزل على محمد) إن وعد الله حق في التوراة والإنجيل والقرآن (ج - 12).
                          ولا بد أن القارئ لاحظ تكرار التعبير (بين يديه) وهو تعبير يعني (في محضره) أو (في حوزته) أو (متوافر له) فقد جاء في سورة سبأ 12 أن الجن عملوا (بين يديه) بمعنى (أمامه) أو (تحت بصره وإشرافه).
                          إذاً جاء القرآن ليؤيد ما سبقه من التوراة والإنجيل وليشهد له وهذا يؤكد وجود نسخٍ صحيحة منهما بين يدي محمد.

                          د. آيات قرآنية تشهد أن محمداً اقتبس واستشهد بالتوراة وبالإنجيل.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المبكر (أَفَرَأَيْتَ (يا محمد) الَّذِي تَوَلّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم 53:33-38)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الشعراء 26:192-197)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَقَالُوا لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (سورة طه 20:133)ويقول البيضاوي: إن الصحف الأولىهـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء 21:7)
                          2. من العهد المكي الوسيط (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء 21:105)
                          وهذه الآية اقتباس من مزمور 37:29 (الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ) فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
                          1. من العهد المكي المتأخر (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟) سورة الزخرف 43:44 و45
                          وقال البيضاوي والجلالان في تفسير (واسأل مَن أرسلنا من قبلك): أي اسأل من يعرفون كتبهم وعقائدهم وهذا يعني أن تلك الكتب والعقائد كانت معروفة زمن محمد.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ). سورة يونس 10:94
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (سورة النحل 16:43 و44)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ (يا محمد) بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الإسراء 17:101)
                            <LI dir=rtl>(قُلْ آمِنُوا بِهِ (بالقرآن) أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا (يا أهل مكة) إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). الإسراء 17:107 و109
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً (يا محمد) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (سورة الرعد13: 43)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَهـُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) (سورة الأعراف 7:156 و157)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (سورة الأعراف 7:159)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر ( وَقَطَّعْنَاهُمْ (اليهود) فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ... أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ... وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (سورة الأعراف 7:168-170)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (سورة البقرة 2:113)
                          2. عام 2 أو 3هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (سورة آل عِمران 3:23)
                          ويقول المفسرون: إن سبب نزولهـذه الآيةهـو أن جدالاً حدث بين اليهود ومحمد بسبب تحكيمهم له، فطلب منهم الرجوع إلى كتابهم.
                          1. <LI dir=rtl>(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران 3:79)
                            <LI dir=rtl>(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة آل عمران 3:93 و94)
                            <LI dir=rtl>عام 5 أو 6هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً) (سورة النساء 4:60)
                            <LI dir=rtl>عام 6هـ (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الّزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (سورة الفتح 48:29).
                            <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ) (سورة المائدة 5:43)
                          2. عام 10هـ (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة المائدة 5:45)
                          والقرآن يقتبس هـنا من شريعة موسى كما جاءت في الخروج 21:23-25 ويحذر القرآن يهود المدينة من عدم الحكم بما أنزل الله في التوراة.
                          1. <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة المائدة 5:47).
                          2. عام 10هـ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ... قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (سورة المائدة 5:65-68)
                          والآيات التي اقتبسناها أعلاه شهادةٌ لوجود التوراة والإنجيل زمن محمد، يعرفها المسلمون والمسيحيون واليهود والوثنيون على السواء فالذي تولى من غير المؤمنين يعرف صحف موسى وإبرهيم (د - 1) وقد أتتهم بيّنة ما في الصحف الأولى (د - 3) ومحمد يستشهد بمن عنده علم الكتاب (د - 11) والقرآن في زُبُر (كتب) الأولين، يعلمه علماء بني إسرائيل (د - 2) ومن الذين جاءتهم المعرفة السابقة قبل الإيمان به، (د - 10 و14) والمسيحيون واليهود معاً يقرأون الكتب ويدرسونها (د - 15 و17) وهناك يهود صالحون يهتدون بالحق ويحكمون به (د - 13) وكذلك بين المسيحيين (د - 24) ويُطالب القرآن أهل مكة أن يسألوا أهل الكتاب إن كانوا لا يعلمون (د - 4 و8) كما يُطالب محمداً أن يسأل الرسل الذين سبقوه، بمعنى أن يسأل من يعرفون عقيدتهم وكتبهم (د - 6) ويُطالبه أن يسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله إن كان في شك (د - 7) وأن يسأل بني إسرائيل عن معجزات موسى التسع (د - 9) وعلى اليهود أن يحكموا بما جاء بالتوراة (د - 22) ويقتبس القرآن من المزامير (الزبور) (د - 5) ويقول (عندهم في التوراة والإنجيل) (د - 12) وفي آخر سورة نزلت على محمد، وهي سورة المائدة، يقول لليهود وللمسيحيين إنهم ليسوا على شيء حتي يقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليهم من ربهم (د - 24).

                          جاء في أسباب نزول 68 من سورة المائدة (لجلال الدين السيوطي): روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال:
                          (جاء رافع وسلام بن مشكم ومالك ابن الصيف، فقالوا: يا محمد، ألستَ تزعم أنك على ملّة إبرهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا؟
                          قال: بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها، وكتمتم ما أُمِرتم أن تبينوه للناس.
                          قالوا: فإنّا نأخذ بما في أيدينا، فإنّا على الهدى والحق، فأنزل الله (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزِل إليكم من ربكم)
                          ويدلّ هـذا الحديث على أن محمداً آمن بالتوراة كما كانت بين يدي يهود المدينة عام 10هـ، كما أن مسلمي القرنين الهجريين الأول والثاني عرفوا بوجود توراة وإنجيل صحيحين بين أيديهم في شبه الجزيرة العربية.

                          وقد يقول مسلمو اليوم إن التوراة والإنجيل الموجودين بين يدي يهود ونصارى القرنين الهجريين الأول والثاني مختلفان عماهـو موجود اليوم ونحن نسألهم: أين ذهبت النسخ الصحيحة؟ لا بد أن المسلمين الصالحين يحتفظون بنسخة سليمة في أكثر من مكتبة من مكتبات العالم الإسلامي، ولو لهدف أن يعاونوا اليهود والمسيحيين أن يقيموا التوراة والإنجيل! ولكن المسلمين لم يحتفظوا بشيء من التوراة والإنجيل والحقيقة أنهـناك توراة واحدة بلا تغيير بين يدي اليهود والمسيحيين، وأنهـناك إنجيلاً واحداً صحيحاً بين يدي المسيحيين.

                          هـ. آيات قرآنية تقول إن التوراة والإنجيل صحيحان، ولو أنها لا تؤكد بوضوح زمن هـذه الصحّة.

                          في بدءهـذا الفصل ذكرتُ أننا يجب أن ندرس كل الآيات التي جاءت في موضوعٍ ما قبل أن نصل إلى نتيجة مؤكدة في ذلك الموضوع وهناك 55 آية قرآنية أخرى تتحدث عن التوراة والإنجيل، ولو أنها لا تؤكد وجودهـذه الكتب في زمن محمد، لذلك أوردتُ شواهدها فقط، وأورد آية واحدة منهاهـي سورة النساء 4:136 (وتعود إلى عام 5 أو 6هـ): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ (التوراة) الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ).

                          ولا يظهر من هـذه الآية إن كان محمد يأمر المسلمين أن يؤمنوا بالتوراة الموجودة في عصره، أو أن يؤمنوا بالتوراة التي أعطاها الله لموسى ولكن اليهود حرَّفوها! وإليك شواهد تلك الآيات بحسب ترتيب نزولها:

                          سورة المدَّثر 31 والأعلى 18 والفرقان 35 وفاطر 25 وسبإ 23 و24 والقمر 43 والصافات 114-117 ومريم 28 و29 والأنبياء 48 والعنكبوت 27 و46 و47 والسجدة 23 وغافر 53-55 وفصلت 45 والشورى 15 والجاثية 16 و17 و28 و29 والأحقاف 10 وهود 16 و17 والقصص 43 و48 و49 و52 و53 والمؤمنون 49 والرعد 36 والإسراء 2 و4-7 و55 والأنعام 20 و114 و124 والبيّنة 1 والبقرة 1-5 و53 و87 و121 و136 و144 و145 و176 و213 و285 وآل عمران 65 و81 و84 و99 و119 و183 و184 و187 والجمعة 5 والنساء 51 و54 و131 و136 و150-153 و171 والحديد 25 والمائدة 62 و85 و86

                          وللقارئ أن يطالع هـذه الآيات، ويأخذ كلها أو بعضها للمناقشة، إن رأى أنهـذا يغيّر النتيجة التي وصلنا إليها.

                          و. آيات قرآنية تبيّن أن المسيحيين كانوا مختلفين، وكانوا يحاربون بعضهم بعضاً.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (سورة الشورى 42:13 و14)
                            <LI dir=rtl>من العهد المدني المبكر (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (سورة البينة 98:4)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (سورة البقرة 2:253)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) (سورة آل عمران 3:19)
                          2. عام 10هـ (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (سورة المائدة 5:14 و15).
                          وتقول هـذه الآيات إن المسيحيين تفرَّقوا (و - 1 و2) بغياً منهم (و - 2 و4) واختلفوا وأوقع الله العداوة والبغضاء بينهم (و - 5) فاقتتلوا (و - 3) ونسوا ميثاقهم وأخفوا من كتابهم (و - 5) وصاروا في شك منه مريب (و - 1) ويتفق التاريخ مع القرآن فيهـذا، فقد أعلنت الكنيستان الرومانية والبيزنطية أن الكنيسة المصرية قد انحرفت عن الحق، فحرمتهما الكنيسة المصرية بدورها! ولكن رغمهـذا لم يغيّر أي فريق من كتابهم شيئاً ولم يكونوا مؤتلفين متوافقين ليتفقوا معاً على أي تغيير يُجرونه في كتابهم لم يغيّر الكافرون منهم، وبالطبع فإن المؤمنين منهم لن يغيّروا منه شيئاً.

                          ز. آيات قرآنية تقول إن اليهود رفضوا القرآن وحاولوا تغييره، وإنهم أخفوا آيات من كتابهم ولووا تفسيرها.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (الأنبياء من نوح إلى المسيح المذكورين في الآيات السابقة 84-86) فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَاهـَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَهـَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْهـُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ... وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) (سورة الأنعام 6:89-92)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ (اختلف اليهود) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (سورةهـود 11:110 - الفكرة نفسها موجودة في سورة يونس 10:93)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ... آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ (التوراة) وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟) (سورة البقرة 2:40-44)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) (سورة البقرة 2:85)
                            <LI dir=rtl>(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (التوراة) وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ... بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) (سورة البقرة 2:89 و90)
                            <LI dir=rtl>(مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (التوراة) نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة 2:97 و101)
                            <LI dir=rtl>(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُواهـُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ؟) (سورة البقرة 2:140)
                            <LI dir=rtl>(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَريقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة 2:146)
                            <LI dir=rtl>(إِنَّ (اليهود) الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ) (سورة البقرة 2:159)
                            <LI dir=rtl>(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) (سورة البقرة 2:174)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟) سورة آل عمران 3:69-71
                            <LI dir=rtl>(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً) (سورة آل عمران 3:75)
                          2. (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة آل عمران 3:199)
                          فيهـذه الآيات اتهامات كثيرة لليهود، فقد اختلفوا في التوراة وكانوا في شك منها مريب (ز - 2) وهم يكشفون بعض الآيات ويخفون الكثير مما يعلمون (ز - 1) ولكن خطأهم الأكبرهـو موقفهم الرافض للقرآن (ز - 3 و4) وهم يكفرون بآيات الله (ز - 11) يبيعونها ويشترون بها ثمناً قليلاً (ز - 3 و10 و13) وهم يخفون شهادة كتبهم للقرآن (ز - 3 و7 و8 و9 و10 و11) ويلبسون حق القرآن بالباطل (ز - 3 و11) ويقبلون من القرآن ما يروق لهم ويرفضون البعض الآخر (ز - 4) أو ينبذونه وراء ظهورهم (ز - 6)

                          ولكن القرآن يشهد أن التوراة موجودة عند اليهود (ز - 3 و5 و6) وهو مصدّق لها (ز - 1 و6) والتوراة شهادة عندهم من الله (ز - 7) وهم يشهدون لها (ز - 11) وعندهم العلم (ز - 8 و11) وهم يتلون كتبهم ويدرسونها (ز - 3)

                          وأفضل تلخيص لما ذكرناههـو قول سورة البقرة 2:40-44 (الذي أوردناه في ز - 3) (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ... آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ (التوراة) وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ؟)

                          هنا يشهد القرآن لصحة التوراة التي بين يدي اليهود يتلونها وكان اليهود يأمرون الناس بالبر ولكنهم لا يمارسونه لأنهم يُلبِسون الحق بالباطل ويكتمون الحق ولو أن من أهل الكتاب من يؤمن بالتوراة والإنجيل، والأمين الذي إن تأمنْهُ بقنطار يُؤدِّه لك (سورة آل عمران 75)

                          ولكن في كلهـذه الآيات لا توجد ولو آية واحدة تقول إنه حتى اليهود غير المؤمنين حرَّفوا كتبهم ولن يقبل المسلمون قول من قد يقول إن اليهود الذين أسلموا مثل عبد الله بن سلام ومخيرق قد حرَّفوا التوراة.

                          ح. آيات قرآنية تتحدث عن التحريف.

                          هناك أربع آيات قرآنية تقول إن اليهود حرَّفوا الكلم، وهناك آية واحدة تقول إنهم يلوون ألسنتهم وهم يقرأون كتابهم وسنتأمل الآنهـذه الآيات في قرائنها:
                          1. عام 2 أو 3هـ (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَاهـُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَهـُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَاهـُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة آل عمران 3:78)
                          وهذا يعني أن اليهود لووا نطق الكلمات وهم يقرأونها، ليفهم السامعون معنى يختلف عن المعنى الأصلي ولكن الآية تقول إن ذلك ماهـو من الكتاب، وماهـو من عند الله.
                          1. عام 10هـ (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً... فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (سورة المائدة 5:12 و13)
                          فهؤلاء اليهود أصحاب القلوب القاسية نقضوا الميثاق وحرَّفوا الكلِم عن مواضعه، ونسوا عمداً جزءاً من شريعتهم وهذا يعني أنهم كانوا يُخفون بعض الآيات، ويقرأون البعض الآخر منفصلاً عن قرينته، كما فعلوا مع (آية الرجم) وهذا ما يُسمّى (التحريف المعنوي) أي تحريف المعنى، وهو يختلف عن (التحريف اللفظي) الذي يعني تغيير الألفاظ ولكن اليهود لم يغيروا شيئاً من النص، كما اتَّضح هـذا لنا في ج ود وه وح - 6 التي سنذكرها أدناه.
                          وذكر القرآن (قليلاً منهم) كانوا صالحين، لم يحرفوا الكلم عن مواضعه، ولم ينسوا ما ذُكِّروا به من كلمات التوراة.
                          1. عام 2 أو 3هـ (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (سورة آل عمران 3:113 و114)
                          أما الآيات الثلاث التالية، فأعتقد أن القرآن يتَّهم فيها بعض اليهود، بأنهم حرَّفوا كلمات محمد وهو يتلو القرآن ويشرحه، وليس بتحريف التوراة.
                          1. عام 2هـ (أَفَتَطْمَعُونَ (أيها المؤمنون) أَن يُؤْمِنُوا (اليهود) لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَوَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْهـُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَهـَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (سورة البقرة 2:75-79)
                          فهناك فريق من اليهود (وليسوا كلهم) سمعوا القرآن وقالوا للمسلمين (آمنا) ثم حرّفوا كلام القرآن بعد أن عقلوه وعندما اجتمعوا ببعضهم وبخ أحدهم الآخر قائلين: لماذا تحدثونهم بكلمات التوراة، فإنهم سيستخدمونها ضدكم؟
                          1. عام 5 أو 6هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيَّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً مِنَ الَّذِينَهـَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بَأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) (سورة النساء 4:44-47)
                          فالاتهام هـنا موجَّهٌ ضد بعض اليهود الذين يحرّفون الكلِم ومن الأمثلة المعطاة نرى أنهم كانوا يحرفون كلام محمد ويوضح عبد الله يوسف علي (مترجم القرآن للإنكليزية) ذلك فيقول في تفسيره لهذه الآيات:
                          (كان من مكر اليهود أنهم يلوون الكلمات والتعبيرات ليسخروا من جدية تعاليم الإسلام، فبدل أن يقولوا (سمعنا وأطعنا) يقولون بصوت عال (سمعنا) ثم بصوت خفيض (وعصينا) وكان يجب أن يقولوا باحترام (نسمع) ولكنهم يقولونهـامسين في سخرية (غير مُسمَع) ومع أنهم ادّعوا أنهم يحترمون المعلم إلا أنهم استخدموا كلمة مبهمة ظاهرها طيب، بنية سيئة فكلمة (راعِنا) عربية تقدم الاحترام، ولكن بليّ اللسان في نطقها يصير معناها سيئاً وهو (خُذنا لمحل الرعي) أو في العبرية (أنت السيء فينا)
                          1. عام 10هـ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَهـَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْهـَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا... فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود يا محمد) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَالْمُؤْمِنِينَ .
                          إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَاهـُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِين َهـَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ (أيها اليهود) وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ.
                          وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِهـُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ.
                          وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (يا محمد)، مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) (سورة المائدة 5:41-48)
                          وتقدم هـذه الآيات الفكرة نفسها، فبعض اليهود سمّاعون للكذب، يسمعون من كاذبين عن محمد ما لم يقُله، ويحرّفون الكلِم من بعد مواضعه، ويقولون لبعضهم: إن قال لكم محمد كذا وكذا فاقبلوه، واحذروا منه غير ذلك فلا حديثهـنا عن التوراة، بل المقصود أنهم يحرفون ما يقوله محمد أو يرفضونه وحتى لو كنتُ مخطئاً في تفسيريهـذا، فإن التحريفهـنا تحريف المعنى وليس تحريف الألفاظ.

                          والآيات المقتبسة في قسم (ح) تعلّمنا الحقائق التالية:
                          1. <LI dir=rtl>لم يؤمن بعض اليهود، أو كثيرون منهم، أو أغلبهم ولكن البعض آمن بالله وأرادوا أن يطيعوه تعالى.
                            <LI dir=rtl>يصدّق القرآن على ما جاء بالتوراة التي بين يدي اليهود.
                            <LI dir=rtl>يقول القرآن (عندهم التوراة، فيها حكم الله).
                            <LI dir=rtl>(النفس بالنفس والعين بالعين) مقتبسة من سفر الخروج بالتوراة كقصاص مقبول، إلا من تنازل عنه وتصدّق به.
                          2. مطلوب من أهل الإنجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه.
                          وتعلن (آيات التحريف) أنه في زمن محمد كانهـناك أهل كتاب صالحون معهم كتبهم يقرأونها ويطيعونها فما بين أيديهم من التوراة والإنجيل صحيح.

                          الخلاصة
                          دراستنا للآيات القرآنية السالفة في قرينتها أكّدت لنا النتائج التالية:

                          آيات قسم أ: كانت التوراة موجودة زمن يوحنا المعمدان (يحيى)، وزمن العذراء مريم والمسيح وتلاميذه، وذلك في القرن المسيحي الأول.

                          آيات قسم ب: يصدّق القرآن على وجود مؤمنين مسيحيين حقيقيين في بدء العهد النُّسكي (300-350م) و لا بد أنهـؤلاء الصالحين لم يحرّفوا كتابهم ولو فعلوا لأدانهم القرآن.

                          آيات قسم ج: يصدّق القرآن على الكتب السابقة له، والتي بين يديه، ويقول إنهـذه الكتب مع أهل مكة، ولكنهم يحتاجون للقرآن لأنهم لا يفهمون لغة الكتب السابقة.

                          آيات قسم د: يشير القرآن إلى التوراة والإنجيل بالتقدير الكامل، فيقتبس منهما، ويأمر اليهود أن يجيئوا بالتوراة ليحكم بينهم بحسب ما جاء فيها، ويأمرهم أن يقرأوا التوراة والإنجيل التي بين أيديهم.

                          آيات قسم هـ: تَقاتَل المسيحيون ونسوا جزءاً من كلام الله، ولكن لا يوجد ما يقول إنهم حرّفوا كتابهم.

                          آيات قسم و، ز: يتَّهم القرآن بعض اليهود بتحريف المعنى، لأنهم أخفوا المكتوب في كتابهم، وتناسوا النصوص التي لم تعجبهم، ورفضوا القرآن وألبسوه بالباطل، وباعوا آيات الله بثمن قليل، وحرّفوا كلمات محمد ولكن لا توجد آية واحدة تقول إنهم (حتى الأشرار منهم) حرّفوا نصوص التوراة وواضح أن الصالحين منهم لن يحرفوا كتبهم، ولن يسمحوا لغيرهم بتحريفها.

                          ويقول القرآن: (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة الأنعام 6:34) ويقول أيضاً (لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة يونس 10:64) وهذا يعني أن الله يضمن سلامة وحيه من عبث الأشرار، ليظل يهدي إلى صراطٍ مستقيم.

                          وخلاصة ما درسناه من آيات القرآن أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية زمن محمد ولم يحدث أن عالِماً مسلماً جاءنا بنسخة محفوظة في المكتبات الإسلامية من التوراة والإنجيل تخالف ما عندنا اليوم ولم توجد حفريات أركيولوجية أعطت خلاف ما عندنا اليوم.

                          من هـذا كله يتضح أن الكتب المقدسة الموجودة في مكة زمن محمد مشابهة تماماً للكتب المقدسة التي بين أيدينا اليوم.
                          وفيهـذا الفصل سندرس الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكتاب المقدس في قرينتها وقد تكون القرينة آية أو أكثر أو بعض آية وقد بدأ المسلمون يرون ضرورة دراسة الآية أو الكلمة في قرينتها، ففي مقدمة كتاب (إله العدل) يقول الدكتور داود رَهْبَر 1 (وكان رئيس كرسي الدراسات الأوردية والباكستانية في جامعة أنقرة بتركيا من 1956-1959): (لو أننا أردنا أن نبني أساساً للفقه الإسلامي والتفسير القرآني، فيجب أن يكون الأساس الأول لهذه الدراسة معرفة ما فهمه الرسول وصحابته داخل قرينتهم التاريخية) ثم مضى يقول إن مفسري القرآن لم يربطوا ولم يقارنوا الآيات الواردة عن موضوع واحد قبل أن يكتبوا تفاسيرهم وأعطى مثلاً من تفسير البيضاوي لعبارة (الأرض والسماء) حيث قال البيضاوي إن الأرض جاءت أولاً، لأنك عندما تتسلّق تصعد من الأسفل إلى الأعلى ويمضي د رهبر فيقول: (ولكن لما درستُ الآيات التي أوردت ذكر السماء قبل الأرض وجدت أن البيضاوي يناقض نفسه، وكأنه نسي ما سبق أن قاله!) ثم قال د رهبر إنه أول مسلم يقوم بدراسة مترابطة للقرآن، ويعقّب: (ما جدوى أن تدرس عبارتين أو ثلاثاً عن موضوع، بينماهـناك ثلاث مئة عبارة أخرى في نفس الموضوع متروكة بغير دراسة؟ على علماء المسلمين أن يُحسّنوا تحليلهم وتنظيمهم ليجمعوا كل ما جاء بالقرآن عن نفس الموضوع وقد قمت بهذاهـنا للمرة الأولى) 2.
                          وفيهـذا الفصل سأبدأ بالآيات القرآنية التي تتحدث عن التوراة في زمن المسيح، ثم أذكر الآيات التي تحدثت عن التوراة والإنجيل في زمن محمد، وأختم بالآيات التي تتحدث عن التحريف:

                          أ. آيات قرآنية تشهد لصحة التوراة زمن المسيح.
                          1. <LI dir=rtl>عام 7 للهجرة (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً). سورة مريم 19:12
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ الملاك جبرائيل يحدّث العذراء مريم عن المسيح قبل ميلاده فيقول (وَيُعَلِّمُهُ (الله) الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة آل عِمران 3:48)
                            <LI dir=rtl>عام 7هـ (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ... صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ). (سورة التحريم 66:12
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم... وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (سورة آل عمران 3:49 و50)
                            <LI dir=rtl>عام 3هـ (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاة) (سورة الصف 61:6)
                            <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِهـُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة المائدة 5:46)
                          2. (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة المائدة 110)
                          فبحسبهـذه الآيات يؤمر يحيى (يوحنا المعمدان) أن يأخذ الكتاب (أ - 1) وصدّقت مريم بكلمات ربها وكتبه (أ - 3) ووعد الله من قبل مولد المسيح أن يعلّمه التوراة (أ - 2) وصدّق المسيح على التوراة ( أ - 4 و5) وفي زمن محمد يشهد الله أنه علّم المسيح التوراة (أ - 6 و7) وهذا يعني أن التوراة كانت موجودة وصحيحة في زمن المسيح ولما كانت مريم قد آمنت بكتب ربها، فلا بد أن أسفار الأنبياء الذين بعثهم الله لليهود كانت وقتها موجودة وصحيحة.

                          ب. آيات قرآنية تشهد أن مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد.
                          1. <LI dir=rtl>عام 10هـ (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ... وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ (تلاميذ المسيح) أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي (المسيح) قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (مستسلمون)) (سورة المائدة 5:110 و111)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو3هـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (مستسلمون) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ (المسيح)) (سورة آل عمران 3:52 و53)
                            <LI dir=rtl>عام 3هـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (سورة الصف 61:14)
                          2. عام 8هـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (سورة الحديد 57:26 و27 قارن بما جاء في سورة المائدة 82).
                          ونتعلم منهـذه الآية أنه بالرغم من أن الرهبانية لم يكتبها الله عليهم، إلا أنهم مؤمنون أتقياء، آتاهم الله أجرهم وقد بدأ نظام الرهبنة في القرن الرابع الميلادي، ولو أنه كانهـناك رهبان متوحدون في القرن الثالث وقد نظم القديس أنطونيوس الرهبنة في مصر عام 305م، وبدأت الرهبنة في شبه جزيرة سيناء في نفس الوقت تقريباً.
                          1. آية مكية (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مَائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً). سورة الكهف 18:10 و25
                          قال عبد الله يوسف علي (في ترجمته للقرآن إلى الإنكليزية تعليقاً على سورة الكهف): إنهـذه قصة سبعة شبان مسيحيين من أفسسهـربوا من الاضطهاد واختبأوا في كهف، فلم يستيقظوا إلا بعد 309 سنة وقال إن تاريخ قصتهم يعود إلى ما بين عام 440 و450م، وقال إن الخليفة الواثق (842-846) أرسل بعثة تبحث عن مكان اختبائهم ويذكر حميد الله (في ترجمته للقرآن إلى الفرنسية تعليقاً على سورة أهل الكهف) احتمال صحة ما ذكره عبد الله يوسف علي، ولكنه يرجّح أن القصة تعود إلى ما قبل العصر المسيحي، ولو أن الأستاذ توفيق الحكيم في قصته (أهل الكهف) يقول: إنهم مسيحيون.
                          1. العصر المكي الأول (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْهـُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة البروج 85:4-9)
                          ويقول حميد الله (في ترجمته للقرآن إلى الفرنسية) إنهـذه الآيات تشير إلى ذي نواس، ملك اليمن اليهودي الذي اضطهد المسيحيين في القرن السادس الميلادي وأحرق أحياء منهم من رفضوا اعتناق اليهودية، وقد بنى الخليفة عمر جامعاً كبيراً باليمن تكريماً لهم ويقدم عبد الله يوسف علي الفكرة نفسها ضمن ثلاثة احتمالات لتوضيح القصة.
                          فالاقتباسات الثلاثة الأولى تقول إن الله أوحى لأتباع المسيح أن يتبعوه، فصاروا أنصار الله، ويقول الاقتباس الرابع إنه قد بقي منهم كثيرون أمناء للحق أثناء فترة الرهبانية التي بدأت في القرن الرابع الميلادي ويقول الاقتباس الخامس إنه كانهـناك مسيحيون مخلصون لله والحق في أفسس (تركيا الحالية) عام 450م وفي اليمن في القرن السادس م، وقد قبلوا أن يُحرَقوا في سبيل إيمانهم ولا شك أن مؤمنين مخلصين في تركيا واليمن لا بد تركوا نسخاً من كتبهم ووثائقهم المقدسة ولو كان ما عندهم مختلفاً عما عندنا اليوم لاكتشفناه، كما جاء في الاقتباس الخامس.

                          ج. آيات قرآنية تشهد أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة وصحيحة زمن محمد.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي الأول (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة سبأ 34:31)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الأول (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِهـُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة فاطر 35:31)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمَا كَانَهـَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ). سورة يونس 10:37
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (مَا كَانَ (القرآن) حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة يوسف 12:111)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ) (سورة الأنعام 6:154-157)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر ( أَلَمْ تَرَ (يا محمد) إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلوُن فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ) (سورة غافر 40:69-71)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ). سورة الأحقاف 46:12
                            <LI dir=rtl>(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) (سورة الأحقاف 46:29 و30)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ (التوراة)) (سورة البقرة 2:91)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُهـُدىً لِلنَّاسِ) (سورة آل عمران 3:3 و4)
                            <LI dir=rtl>عام 5 أو 6هـ (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (من اليهود) وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (يا محمد) وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ... إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعَقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (سورة النساء 4:162 و163)
                            <LI dir=rtl>عام 9هـ (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ؟) (سورة التوبة 9:111)
                          2. عام 10هـ (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة 5:48)
                          وهذه الاقتباسات تبرهن أن التوراة والإنجيل كانا صحيحين وموجودين زمن محمد، والقرآن يفصّل كتب موسى (ج - 7) لأن أهل مكة لم يفهموا كتب طائفتين من قبلهم، وكانوا عن دراستهم غافلين، ولو أنهم درسوا تلك الكتب لاهتدوا (ج - 5) فالقرآن يشرح التوراة والإنجيل اللذين لا ريب فيهما (ج - 3) كما أن القرآن يحافظ ويهيمن عليهما (ج - 13).
                          وقال المكيون إنهم لن يؤمنوا بالقرآن ولا بما سبقه (ج - 1) وقال بعض اليهود إنهم لن يؤمنوا إلا بكتابهم مع أن القرآن مصدّق لما معهم (ج - 9) وسيعاقب الله الذين يرفضون القرآن وما سبقه من كتب (ج - 6) أما الراسخون في العلم من اليهود فيؤمنون بالقرآن وبالتوراة (ج - 11) كما أن الجن يؤمنون بالتوراة والقرآن (ج - 8).
                          وتقول سورة التوبة (وهي آخر ما أُنزل على محمد) إن وعد الله حق في التوراة والإنجيل والقرآن (ج - 12).
                          ولا بد أن القارئ لاحظ تكرار التعبير (بين يديه) وهو تعبير يعني (في محضره) أو (في حوزته) أو (متوافر له) فقد جاء في سورة سبأ 12 أن الجن عملوا (بين يديه) بمعنى (أمامه) أو (تحت بصره وإشرافه).
                          إذاً جاء القرآن ليؤيد ما سبقه من التوراة والإنجيل وليشهد له وهذا يؤكد وجود نسخٍ صحيحة منهما بين يدي محمد.

                          د. آيات قرآنية تشهد أن محمداً اقتبس واستشهد بالتوراة وبالإنجيل.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المبكر (أَفَرَأَيْتَ (يا محمد) الَّذِي تَوَلّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم 53:33-38)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الشعراء 26:192-197)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَقَالُوا لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (سورة طه 20:133)ويقول البيضاوي: إن الصحف الأولىهـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي الوسيط (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء 21:7)
                          2. من العهد المكي الوسيط (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء 21:105)
                          وهذه الآية اقتباس من مزمور 37:29 (الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ) فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
                          1. من العهد المكي المتأخر (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟) سورة الزخرف 43:44 و45
                          وقال البيضاوي والجلالان في تفسير (واسأل مَن أرسلنا من قبلك): أي اسأل من يعرفون كتبهم وعقائدهم وهذا يعني أن تلك الكتب والعقائد كانت معروفة زمن محمد.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ). سورة يونس 10:94
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (سورة النحل 16:43 و44)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ (يا محمد) بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الإسراء 17:101)
                            <LI dir=rtl>(قُلْ آمِنُوا بِهِ (بالقرآن) أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا (يا أهل مكة) إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). الإسراء 17:107 و109
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً (يا محمد) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (سورة الرعد13: 43)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَهـُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) (سورة الأعراف 7:156 و157)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (سورة الأعراف 7:159)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر ( وَقَطَّعْنَاهُمْ (اليهود) فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ... أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ... وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (سورة الأعراف 7:168-170)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (سورة البقرة 2:113)
                          2. عام 2 أو 3هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (سورة آل عِمران 3:23)
                          ويقول المفسرون: إن سبب نزولهـذه الآيةهـو أن جدالاً حدث بين اليهود ومحمد بسبب تحكيمهم له، فطلب منهم الرجوع إلى كتابهم.
                          1. <LI dir=rtl>(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران 3:79)
                            <LI dir=rtl>(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة آل عمران 3:93 و94)
                            <LI dir=rtl>عام 5 أو 6هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً) (سورة النساء 4:60)
                            <LI dir=rtl>عام 6هـ (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الّزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (سورة الفتح 48:29).
                            <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ) (سورة المائدة 5:43)
                          2. عام 10هـ (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة المائدة 5:45)
                          والقرآن يقتبس هـنا من شريعة موسى كما جاءت في الخروج 21:23-25 ويحذر القرآن يهود المدينة من عدم الحكم بما أنزل الله في التوراة.
                          1. <LI dir=rtl>عام 10هـ (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة المائدة 5:47).
                          2. عام 10هـ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ... قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (سورة المائدة 5:65-68)
                          والآيات التي اقتبسناها أعلاه شهادةٌ لوجود التوراة والإنجيل زمن محمد، يعرفها المسلمون والمسيحيون واليهود والوثنيون على السواء فالذي تولى من غير المؤمنين يعرف صحف موسى وإبرهيم (د - 1) وقد أتتهم بيّنة ما في الصحف الأولى (د - 3) ومحمد يستشهد بمن عنده علم الكتاب (د - 11) والقرآن في زُبُر (كتب) الأولين، يعلمه علماء بني إسرائيل (د - 2) ومن الذين جاءتهم المعرفة السابقة قبل الإيمان به، (د - 10 و14) والمسيحيون واليهود معاً يقرأون الكتب ويدرسونها (د - 15 و17) وهناك يهود صالحون يهتدون بالحق ويحكمون به (د - 13) وكذلك بين المسيحيين (د - 24) ويُطالب القرآن أهل مكة أن يسألوا أهل الكتاب إن كانوا لا يعلمون (د - 4 و8) كما يُطالب محمداً أن يسأل الرسل الذين سبقوه، بمعنى أن يسأل من يعرفون عقيدتهم وكتبهم (د - 6) ويُطالبه أن يسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله إن كان في شك (د - 7) وأن يسأل بني إسرائيل عن معجزات موسى التسع (د - 9) وعلى اليهود أن يحكموا بما جاء بالتوراة (د - 22) ويقتبس القرآن من المزامير (الزبور) (د - 5) ويقول (عندهم في التوراة والإنجيل) (د - 12) وفي آخر سورة نزلت على محمد، وهي سورة المائدة، يقول لليهود وللمسيحيين إنهم ليسوا على شيء حتي يقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليهم من ربهم (د - 24).

                          جاء في أسباب نزول 68 من سورة المائدة (لجلال الدين السيوطي): روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال:
                          (جاء رافع وسلام بن مشكم ومالك ابن الصيف، فقالوا: يا محمد، ألستَ تزعم أنك على ملّة إبرهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا؟
                          قال: بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها، وكتمتم ما أُمِرتم أن تبينوه للناس.
                          قالوا: فإنّا نأخذ بما في أيدينا، فإنّا على الهدى والحق، فأنزل الله (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزِل إليكم من ربكم)
                          ويدلّ هـذا الحديث على أن محمداً آمن بالتوراة كما كانت بين يدي يهود المدينة عام 10هـ، كما أن مسلمي القرنين الهجريين الأول والثاني عرفوا بوجود توراة وإنجيل صحيحين بين أيديهم في شبه الجزيرة العربية.

                          وقد يقول مسلمو اليوم إن التوراة والإنجيل الموجودين بين يدي يهود ونصارى القرنين الهجريين الأول والثاني مختلفان عماهـو موجود اليوم ونحن نسألهم: أين ذهبت النسخ الصحيحة؟ لا بد أن المسلمين الصالحين يحتفظون بنسخة سليمة في أكثر من مكتبة من مكتبات العالم الإسلامي، ولو لهدف أن يعاونوا اليهود والمسيحيين أن يقيموا التوراة والإنجيل! ولكن المسلمين لم يحتفظوا بشيء من التوراة والإنجيل والحقيقة أنهـناك توراة واحدة بلا تغيير بين يدي اليهود والمسيحيين، وأنهـناك إنجيلاً واحداً صحيحاً بين يدي المسيحيين.

                          هـ. آيات قرآنية تقول إن التوراة والإنجيل صحيحان، ولو أنها لا تؤكد بوضوح زمن هـذه الصحّة.

                          في بدءهـذا الفصل ذكرتُ أننا يجب أن ندرس كل الآيات التي جاءت في موضوعٍ ما قبل أن نصل إلى نتيجة مؤكدة في ذلك الموضوع وهناك 55 آية قرآنية أخرى تتحدث عن التوراة والإنجيل، ولو أنها لا تؤكد وجودهـذه الكتب في زمن محمد، لذلك أوردتُ شواهدها فقط، وأورد آية واحدة منهاهـي سورة النساء 4:136 (وتعود إلى عام 5 أو 6هـ): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ (التوراة) الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ).

                          ولا يظهر من هـذه الآية إن كان محمد يأمر المسلمين أن يؤمنوا بالتوراة الموجودة في عصره، أو أن يؤمنوا بالتوراة التي أعطاها الله لموسى ولكن اليهود حرَّفوها! وإليك شواهد تلك الآيات بحسب ترتيب نزولها:

                          سورة المدَّثر 31 والأعلى 18 والفرقان 35 وفاطر 25 وسبإ 23 و24 والقمر 43 والصافات 114-117 ومريم 28 و29 والأنبياء 48 والعنكبوت 27 و46 و47 والسجدة 23 وغافر 53-55 وفصلت 45 والشورى 15 والجاثية 16 و17 و28 و29 والأحقاف 10 وهود 16 و17 والقصص 43 و48 و49 و52 و53 والمؤمنون 49 والرعد 36 والإسراء 2 و4-7 و55 والأنعام 20 و114 و124 والبيّنة 1 والبقرة 1-5 و53 و87 و121 و136 و144 و145 و176 و213 و285 وآل عمران 65 و81 و84 و99 و119 و183 و184 و187 والجمعة 5 والنساء 51 و54 و131 و136 و150-153 و171 والحديد 25 والمائدة 62 و85 و86

                          وللقارئ أن يطالع هـذه الآيات، ويأخذ كلها أو بعضها للمناقشة، إن رأى أنهـذا يغيّر النتيجة التي وصلنا إليها.

                          و. آيات قرآنية تبيّن أن المسيحيين كانوا مختلفين، وكانوا يحاربون بعضهم بعضاً.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (سورة الشورى 42:13 و14)
                            <LI dir=rtl>من العهد المدني المبكر (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (سورة البينة 98:4)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (سورة البقرة 2:253)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) (سورة آل عمران 3:19)
                          2. عام 10هـ (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (سورة المائدة 5:14 و15).
                          وتقول هـذه الآيات إن المسيحيين تفرَّقوا (و - 1 و2) بغياً منهم (و - 2 و4) واختلفوا وأوقع الله العداوة والبغضاء بينهم (و - 5) فاقتتلوا (و - 3) ونسوا ميثاقهم وأخفوا من كتابهم (و - 5) وصاروا في شك منه مريب (و - 1) ويتفق التاريخ مع القرآن فيهـذا، فقد أعلنت الكنيستان الرومانية والبيزنطية أن الكنيسة المصرية قد انحرفت عن الحق، فحرمتهما الكنيسة المصرية بدورها! ولكن رغمهـذا لم يغيّر أي فريق من كتابهم شيئاً ولم يكونوا مؤتلفين متوافقين ليتفقوا معاً على أي تغيير يُجرونه في كتابهم لم يغيّر الكافرون منهم، وبالطبع فإن المؤمنين منهم لن يغيّروا منه شيئاً.

                          ز. آيات قرآنية تقول إن اليهود رفضوا القرآن وحاولوا تغييره، وإنهم أخفوا آيات من كتابهم ولووا تفسيرها.
                          1. <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (الأنبياء من نوح إلى المسيح المذكورين في الآيات السابقة 84-86) فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَاهـَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَهـَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْهـُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ... وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) (سورة الأنعام 6:89-92)
                            <LI dir=rtl>من العهد المكي المتأخر (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ (اختلف اليهود) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (سورةهـود 11:110 - الفكرة نفسها موجودة في سورة يونس 10:93)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ... آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ (التوراة) وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟) (سورة البقرة 2:40-44)
                            <LI dir=rtl>عام 2هـ (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) (سورة البقرة 2:85)
                            <LI dir=rtl>(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (التوراة) وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ... بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) (سورة البقرة 2:89 و90)
                            <LI dir=rtl>(مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (التوراة) نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة 2:97 و101)
                            <LI dir=rtl>(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُواهـُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ؟) (سورة البقرة 2:140)
                            <LI dir=rtl>(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَريقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة 2:146)
                            <LI dir=rtl>(إِنَّ (اليهود) الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ) (سورة البقرة 2:159)
                            <LI dir=rtl>(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) (سورة البقرة 2:174)
                            <LI dir=rtl>عام 2 أو 3هـ (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟) سورة آل عمران 3:69-71
                            <LI dir=rtl>(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً) (سورة آل عمران 3:75)
                          2. (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة آل عمران 3:199)
                          فيهـذه الآيات اتهامات كثيرة لليهود، فقد اختلفوا في التوراة وكانوا في شك منها مريب (ز - 2) وهم يكشفون بعض الآيات ويخفون الكثير مما يعلمون (ز - 1) ولكن خطأهم الأكبرهـو موقفهم الرافض للقرآن (ز - 3 و4) وهم يكفرون بآيات الله (ز - 11) يبيعونها ويشترون بها ثمناً قليلاً (ز - 3 و10 و13) وهم يخفون شهادة كتبهم للقرآن (ز - 3 و7 و8 و9 و10 و11) ويلبسون حق القرآن بالباطل (ز - 3 و11) ويقبلون من القرآن ما يروق لهم ويرفضون البعض الآخر (ز - 4) أو ينبذونه وراء ظهورهم (ز - 6)

                          ولكن القرآن يشهد أن التوراة موجودة عند اليهود (ز - 3 و5 و6) وهو مصدّق لها (ز - 1 و6) والتوراة شهادة عندهم من الله (ز - 7) وهم يشهدون لها (ز - 11) وعندهم العلم (ز - 8 و11) وهم يتلون كتبهم ويدرسونها (ز - 3)

                          وأفضل تلخيص لما ذكرناههـو قول سورة البقرة 2:40-44 (الذي أوردناه في ز - 3) (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ... آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ (التوراة) وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ؟)

                          هنا يشهد القرآن لصحة التوراة التي بين يدي اليهود يتلونها وكان اليهود يأمرون الناس بالبر ولكنهم لا يمارسونه لأنهم يُلبِسون الحق بالباطل ويكتمون الحق ولو أن من أهل الكتاب من يؤمن بالتوراة والإنجيل، والأمين الذي إن تأمنْهُ بقنطار يُؤدِّه لك (سورة آل عمران 75)

                          ولكن في كلهـذه الآيات لا توجد ولو آية واحدة تقول إنه حتى اليهود غير المؤمنين حرَّفوا كتبهم ولن يقبل المسلمون قول من قد يقول إن اليهود الذين أسلموا مثل عبد الله بن سلام ومخيرق قد حرَّفوا التوراة.

                          ح. آيات قرآنية تتحدث عن التحريف.

                          هناك أربع آيات قرآنية تقول إن اليهود حرَّفوا الكلم، وهناك آية واحدة تقول إنهم يلوون ألسنتهم وهم يقرأون كتابهم وسنتأمل الآنهـذه الآيات في قرائنها:
                          1. عام 2 أو 3هـ (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَاهـُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَهـُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَاهـُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة آل عمران 3:78)
                          وهذا يعني أن اليهود لووا نطق الكلمات وهم يقرأونها، ليفهم السامعون معنى يختلف عن المعنى الأصلي ولكن الآية تقول إن ذلك ماهـو من الكتاب، وماهـو من عند الله.
                          1. عام 10هـ (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً... فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (سورة المائدة 5:12 و13)
                          فهؤلاء اليهود أصحاب القلوب القاسية نقضوا الميثاق وحرَّفوا الكلِم عن مواضعه، ونسوا عمداً جزءاً من شريعتهم وهذا يعني أنهم كانوا يُخفون بعض الآيات، ويقرأون البعض الآخر منفصلاً عن قرينته، كما فعلوا مع (آية الرجم) وهذا ما يُسمّى (التحريف المعنوي) أي تحريف المعنى، وهو يختلف عن (التحريف اللفظي) الذي يعني تغيير الألفاظ ولكن اليهود لم يغيروا شيئاً من النص، كما اتَّضح هـذا لنا في ج ود وه وح - 6 التي سنذكرها أدناه.
                          وذكر القرآن (قليلاً منهم) كانوا صالحين، لم يحرفوا الكلم عن مواضعه، ولم ينسوا ما ذُكِّروا به من كلمات التوراة.
                          1. عام 2 أو 3هـ (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (سورة آل عمران 3:113 و114)
                          أما الآيات الثلاث التالية، فأعتقد أن القرآن يتَّهم فيها بعض اليهود، بأنهم حرَّفوا كلمات محمد وهو يتلو القرآن ويشرحه، وليس بتحريف التوراة.
                          1. عام 2هـ (أَفَتَطْمَعُونَ (أيها المؤمنون) أَن يُؤْمِنُوا (اليهود) لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَوَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْهـُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَهـَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (سورة البقرة 2:75-79)
                          فهناك فريق من اليهود (وليسوا كلهم) سمعوا القرآن وقالوا للمسلمين (آمنا) ثم حرّفوا كلام القرآن بعد أن عقلوه وعندما اجتمعوا ببعضهم وبخ أحدهم الآخر قائلين: لماذا تحدثونهم بكلمات التوراة، فإنهم سيستخدمونها ضدكم؟
                          1. عام 5 أو 6هـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيَّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً مِنَ الَّذِينَهـَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بَأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) (سورة النساء 4:44-47)
                          فالاتهام هـنا موجَّهٌ ضد بعض اليهود الذين يحرّفون الكلِم ومن الأمثلة المعطاة نرى أنهم كانوا يحرفون كلام محمد ويوضح عبد الله يوسف علي (مترجم القرآن للإنكليزية) ذلك فيقول في تفسيره لهذه الآيات:
                          (كان من مكر اليهود أنهم يلوون الكلمات والتعبيرات ليسخروا من جدية تعاليم الإسلام، فبدل أن يقولوا (سمعنا وأطعنا) يقولون بصوت عال (سمعنا) ثم بصوت خفيض (وعصينا) وكان يجب أن يقولوا باحترام (نسمع) ولكنهم يقولونهـامسين في سخرية (غير مُسمَع) ومع أنهم ادّعوا أنهم يحترمون المعلم إلا أنهم استخدموا كلمة مبهمة ظاهرها طيب، بنية سيئة فكلمة (راعِنا) عربية تقدم الاحترام، ولكن بليّ اللسان في نطقها يصير معناها سيئاً وهو (خُذنا لمحل الرعي) أو في العبرية (أنت السيء فينا)
                          1. عام 10هـ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَهـَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْهـَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا... فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود يا محمد) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَالْمُؤْمِنِينَ .
                          إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَاهـُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِين َهـَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ (أيها اليهود) وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ.
                          وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِهـُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ.
                          وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (يا محمد)، مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) (سورة المائدة 5:41-48)
                          وتقدم هـذه الآيات الفكرة نفسها، فبعض اليهود سمّاعون للكذب، يسمعون من كاذبين عن محمد ما لم يقُله، ويحرّفون الكلِم من بعد مواضعه، ويقولون لبعضهم: إن قال لكم محمد كذا وكذا فاقبلوه، واحذروا منه غير ذلك فلا حديثهـنا عن التوراة، بل المقصود أنهم يحرفون ما يقوله محمد أو يرفضونه وحتى لو كنتُ مخطئاً في تفسيريهـذا، فإن التحريفهـنا تحريف المعنى وليس تحريف الألفاظ.

                          والآيات المقتبسة في قسم (ح) تعلّمنا الحقائق التالية:
                          1. <LI dir=rtl>لم يؤمن بعض اليهود، أو كثيرون منهم، أو أغلبهم ولكن البعض آمن بالله وأرادوا أن يطيعوه تعالى.
                            <LI dir=rtl>يصدّق القرآن على ما جاء بالتوراة التي بين يدي اليهود.
                            <LI dir=rtl>يقول القرآن (عندهم التوراة، فيها حكم الله).
                            <LI dir=rtl>(النفس بالنفس والعين بالعين) مقتبسة من سفر الخروج بالتوراة كقصاص مقبول، إلا من تنازل عنه وتصدّق به.
                          2. مطلوب من أهل الإنجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه.
                          وتعلن (آيات التحريف) أنه في زمن محمد كانهـناك أهل كتاب صالحون معهم كتبهم يقرأونها ويطيعونها فما بين أيديهم من التوراة والإنجيل صحيح.

                          الخلاصة
                          دراستنا للآيات القرآنية السالفة في قرينتها أكّدت لنا النتائج التالية:

                          آيات قسم أ: كانت التوراة موجودة زمن يوحنا المعمدان (يحيى)، وزمن العذراء مريم والمسيح وتلاميذه، وذلك في القرن المسيحي الأول.

                          آيات قسم ب: يصدّق القرآن على وجود مؤمنين مسيحيين حقيقيين في بدء العهد النُّسكي (300-350م) و لا بد أنهـؤلاء الصالحين لم يحرّفوا كتابهم ولو فعلوا لأدانهم القرآن.

                          آيات قسم ج: يصدّق القرآن على الكتب السابقة له، والتي بين يديه، ويقول إنهـذه الكتب مع أهل مكة، ولكنهم يحتاجون للقرآن لأنهم لا يفهمون لغة الكتب السابقة.

                          آيات قسم د: يشير القرآن إلى التوراة والإنجيل بالتقدير الكامل، فيقتبس منهما، ويأمر اليهود أن يجيئوا بالتوراة ليحكم بينهم بحسب ما جاء فيها، ويأمرهم أن يقرأوا التوراة والإنجيل التي بين أيديهم.

                          آيات قسم هـ: تَقاتَل المسيحيون ونسوا جزءاً من كلام الله، ولكن لا يوجد ما يقول إنهم حرّفوا كتابهم.

                          آيات قسم و، ز: يتَّهم القرآن بعض اليهود بتحريف المعنى، لأنهم أخفوا المكتوب في كتابهم، وتناسوا النصوص التي لم تعجبهم، ورفضوا القرآن وألبسوه بالباطل، وباعوا آيات الله بثمن قليل، وحرّفوا كلمات محمد ولكن لا توجد آية واحدة تقول إنهم (حتى الأشرار منهم) حرّفوا نصوص التوراة وواضح أن الصالحين منهم لن يحرفوا كتبهم، ولن يسمحوا لغيرهم بتحريفها.

                          ويقول القرآن: (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة الأنعام 6:34) ويقول أيضاً (لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة يونس 10:64) وهذا يعني أن الله يضمن سلامة وحيه من عبث الأشرار، ليظل يهدي إلى صراطٍ مستقيم.

                          وخلاصة ما درسناه من آيات القرآن أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية زمن محمد ولم يحدث أن عالِماً مسلماً جاءنا بنسخة محفوظة في المكتبات الإسلامية من التوراة والإنجيل تخالف ما عندنا اليوم ولم توجد حفريات أركيولوجية أعطت خلاف ما عندنا اليوم.

                          من هـذا كله يتضح أن الكتب المقدسة الموجودة في مكة زمن محمد مشابهة تماماً للكتب المقدسة التي بين أيدينا اليوم.
                          وشكرا لكم
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
                          ارجو ان تكونوا عند حسن ظني

                          تعليق


                          • #14
                            طيب ... أستأذن الإخوة جميعاً في عدم حذف أي شيء ليوسف إلا إن وجدنا منه المُداورة والمُراوغة , واستمحيكم عُذراً أن نُناقش معه ما اقتبسه من موقع مجاوبة الإسلام ....
                            ________________
                            وحتى يحدث التفاعل بيننا ومناقشة الموضوع يا يوسف .... سنُقسّمه لعدة نقاط ...
                            ونتدارسها واحدة تلو الأخرى وبكل هدوء وموضوعية ... متفقون؟!!

                            النقطة الأولى :
                            أ. آيات قرآنية تشهد لصحة التوراة زمن المسيح.

                            أولاً أنا أحد الأشخاص الذي لا يُنكِر أن التوراة اليهودية كانت في زمان المسيح عليه السلام بين يديه, وكان بجوارها كتابات أخرى مُحرفة ..وأن المسيح رفض علانية الكتابات المُحرفة واكتفى بالتوراة ...فهل تتفق معي في ذلك أم تُخالفه؟!!
                            _________________________________________________

                            بالنسبة لهذه النقطة ... :
                            ب. آيات قرآنية تشهد أن مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد.

                            ففيها أخطاء جمة بالنسبة للرهبانية المسيحية فشتان مابين الرهبانية التي ابتدعها أبو الرهبانية الشرقية باسيليوس وبين الرهبانية التي بدأ بها المُسلمون من النصارى.
                            وكما أن الباحث أخطأء في وضع آيات وأساء تفسيرها ....
                            وموضوع قصة أهل الكهف هم بالفعل من النصارى وسنُوضحها ....
                            ولكن هذه النقطة لن تكون إلا بعد أن نتناقش وإياكم النقطة الأولى كاملة.
                            __________________________________________________ ______

                            هذه النقطة ......و. آيات قرآنية تبيّن أن المسيحيين كانوا مختلفين، وكانوا يحاربون بعضهم بعضاً.

                            صحيحة شهدت أنت بصحتها ...لكنك أخطأت في سرد الحقائق التاريخية من تاريخ المسيحية نفسها وسأقوم بمناقشة تفاصيلها وتفاصيل تغيير الإنجيل بل وتطوراته معك لترى بعين الحق من تاريخكم أنتم أننا ما ادعينا ولا اتهمناكم بما ليس فيكم.
                            وسيكون نقاشها بعد الإنتهاء من النقطتين الأوليين ....
                            __________________________________________________ ________

                            أما هذه النقطة ...ز. آيات قرآنية تقول إن اليهود رفضوا القرآن وحاولوا تغييره، وإنهم أخفوا آيات من كتابهم ولووا تفسيرها.
                            ففيها من التدليس الكثير , وقد جاوبناك على جزء منها في رسالتك الأولى ...
                            أما باقي التدليس فيها فسنجاوبك عليه بحول الله تعالى .. بعد استيفاء ما سبقها من نقاط
                            __________________________________________________ _________

                            ح. آيات قرآنية تتحدث عن التحريف.
                            في هذه النقطة .... لقد ظهر تماماً حُسن نية الباحث وسوء فهمه .... إلا في آخر نقطة:
                            النفس بالنفس والعين بالعين) مقتبسة من سفر الخروج بالتوراة كقصاص مقبول، إلا من تنازل عنه وتصدّق به.

                            والتي قد زالت بزوال الشبهة في الرد على رسالتك الأولى وراجع ردود الإخوة فيه ....
                            وسنناقش مافيها من سوء فهم بحول الله تعالى بعد استيفاء ما سبق من نقاط
                            __________________________________________________


                            أخيراً هذه الخُلاصة لا قيمة لها حالياً :

                            لخلاصة
                            دراستنا للآيات القرآنية السالفة في قرينتها أكّدت لنا النتائج التالية:


                            آيات قسم أ: كانت التوراة موجودة زمن يوحنا المعمدان (يحيى)، وزمن العذراء مريم والمسيح وتلاميذه، وذلك في القرن المسيحي الأول.

                            آيات قسم ب: يصدّق القرآن على وجود مؤمنين مسيحيين حقيقيين في بدء العهد النُّسكي (300-350م) و لا بد أنهـؤلاء الصالحين لم يحرّفوا كتابهم ولو فعلوا لأدانهم القرآن.

                            آيات قسم ج: يصدّق القرآن على الكتب السابقة له، والتي بين يديه، ويقول إنهـذه الكتب مع أهل مكة، ولكنهم يحتاجون للقرآن لأنهم لا يفهمون لغة الكتب السابقة.

                            آيات قسم د: يشير القرآن إلى التوراة والإنجيل بالتقدير الكامل، فيقتبس منهما، ويأمر اليهود أن يجيئوا بالتوراة ليحكم بينهم بحسب ما جاء فيها، ويأمرهم أن يقرأوا التوراة والإنجيل التي بين أيديهم.

                            آيات قسم هـ: تَقاتَل المسيحيون ونسوا جزءاً من كلام الله، ولكن لا يوجد ما يقول إنهم حرّفوا كتابهم.

                            آيات قسم و، ز: يتَّهم القرآن بعض اليهود بتحريف المعنى، لأنهم أخفوا المكتوب في كتابهم، وتناسوا النصوص التي لم تعجبهم، ورفضوا القرآن وألبسوه بالباطل، وباعوا آيات الله بثمن قليل، وحرّفوا كلمات محمد ولكن لا توجد آية واحدة تقول إنهم (حتى الأشرار منهم) حرّفوا نصوص التوراة وواضح أن الصالحين منهم لن يحرفوا كتبهم، ولن يسمحوا لغيرهم بتحريفها.

                            ويقول القرآن: (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة الأنعام 6:34) ويقول أيضاً (لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) (سورة يونس 10:64) وهذا يعني أن الله يضمن سلامة وحيه من عبث الأشرار، ليظل يهدي إلى صراطٍ مستقيم.

                            وخلاصة ما درسناه من آيات القرآن أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية زمن محمد ولم يحدث أن عالِماً مسلماً جاءنا بنسخة محفوظة في المكتبات الإسلامية من التوراة والإنجيل تخالف ما عندنا اليوم ولم توجد حفريات أركيولوجية أعطت خلاف ما عندنا اليوم.

                            من هـذا كله يتضح أن الكتب المقدسة الموجودة في مكة زمن محمد مشابهة تماماً للكتب المقدسة التي بين أيدينا اليوم.
                            وشكرا لكم


                            لأننا لن نصل إلى خُلاصة إلا إذا تأكدنا ان كل ما استُخلِصت منه أعلاه كان صواباً ما شابه الخطأ ....

                            فما رأيك يا يوسف 1986 ؟!
                            أنا مستعد في حوار مفتوح معك في هذا الموضوع بكافة جوانبه اسلاميا ومسيحياً وبالدلائل من كلينا
                            ولو أخذ من الحوار شهوراً فلا مشكلة .....

                            فما رأي الإخوة أولاً ...هل تسمحون بحوار ثنائي معه ..في هذا الموضوع وأتركه معكم في أي موضوع آخر ؟!!!
                            أم نتركه مفتوحاً للجميع ؟!!!

                            و هل تُحب أنت شخصياً يا يوسف أن يكون حواراً ثنائياً
                            يني وبينك أو بينك وبين أي شخص ؟!!
                            أم ماذا ؟!!....

                            أسعد جداً إن استمررت معنا في الحوار ... بالعلم والدليل والمنطق والبُرهان.

                            ونسأل الله أن يكون وجودك بيننا فيه الخير لنا ولك.
                            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
                            "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                            رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                            *******************
                            موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                            ********************
                            "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                            وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                            والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                            (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                            تعليق


                            • #15
                              موافق طبعًا أخي الحبيب إذ يبدو أنه لا يوافق على كثرة الردود على الرغم من كونها في صلب موضوعه ..

                              ولا يلتفت إلى أجوبة الأخوة ويختر منها مداخلة واحدة ولا يرد عليها!!

                              فالحوار الثنائي بإذن الله يكون أفيد وأنفع

                              نفع الله بكم الإسلام والمسلمين
                              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:16 م.
                              [glow="Black"]
                              « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
                              جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
                              [/glow]

                              [glow=Silver]
                              WwW.StMore.150m.CoM
                              [/glow]

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 أسابيع
                              رد 1
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                              ردود 0
                              35 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                              رد 1
                              27 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              يعمل...
                              X