سؤال في تحريف التوراه

[محمد الكتبي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س: متى حرفت التوراه بعد سيدنا المسيح أم قبل سيدنا المسيح؟

لأن هناك آية في القرآن تقول وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ

وآية اخرى تقول وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ


لأنني قرأت مواضيع كثيرة في هذا المنتدى فهمت منها إن عزرا الكاهن هو من حرف الكتاب المقدس أو حاجة زي كدا كما أذكر ,أي إن التوراه حرفت قبل سيدنا المسيح فما تفسير الايتين؟


وشكرا

[متعلم]

[align=right]
قول الرسول - أي رسول - أنه مصدق لما سبقه من الكتب ، إنما هو يختص بالكتاب المنزل من عند الله ، ولا يلزم من هذا تصديقه على كل نسخة موجودة في كل مكان وزمان قبله .. وهنا تبدأ مهمة من يدعي امتلاك نسخة لما أنزله الله وصدقه ذلك الرسول ، هو الذي عليه أن يثبت سند نسخته ومطابقتها إلى النسخة المنزلة من عند الله عز وجل.

وهذا كما أن الرجل - أي رجل - يقول أؤمن بالقرآن وأصدقه ، فلا يفهم عاقل من كلامه أن الرجل يحكم بصحة كل نسخة للقرآن أو بعضه في كل زمان ومكان .. ومعلوم أنه توجد نسخ كثيرة بها أخطاء من القرآن العظيم ..

فإذا جاء بعضهم وقال للرجل الذي ادعى الإيمان بالقرآن .. إذا جاءه بنسخة من القرآن بها أخطاء، وقال له: إما أن تؤمن بهذه النسخة المحرفة وإما أنك لا تؤمن بالقرآن .. فيعلم كل عاقل خطل هذا المنطق وظلمه ..

في الحقيقة ، النصارى يقدمون لنا نسختهم من الكتب السابقة ويقولون لنا : إما أن تؤمنوا بنسختنا وإما أنكم لا تؤمنون بالكتب السابقة !

فما بالك وكل طائفة من النصارى لها نسختها الخاصة !!

فأي خطل في المنطق وأي ظلم !!
[/CENTER]

[أحمد.]

تفسير الآيتين بمنتهى البساطة أن عيسى عليه السلام جاء مصدقا لما أنزله الله تعالى على نبيه ورسوله موسى عليه السلام من التوراة - فكون التوراة قد حرفت قبل أم بعد بعثته عليه السلام ليس له متعلق بذلك .. وبيان ذلك
أن الله تعالى عندما يتكلم عن كتاب سماوى بالتصديق والمدح فإنه يتكلم عن الكتاب الذى أنزله بعلمه على نبيه .. فعندما يقول سبحانه ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ) [ المائدة من الآية 44 ] .. فالسؤال .. هل التوراة التى فيها هدى ونور هى التوراة التى كانت مع موسى عليه السلام أم التى كانت مع اليهود على زمن النبى صلى الله عليه وسلم أم التوراة التى موجودة فى الكتاب المقدس اليوم ؟
الإجابة قطعا أنها التوراة التى أنزلها الله على نبيه موسى عليه السلام .. فكذلك عيسى عليه السلام جاء بالإنجيل مصدقا للتوراة وجاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم بالقرآن مصدقا لهما .. ليس معنى ذلك أنه جاء مصدقا للكتاب الذى بين يدى القوم .. ولكنه مصدق للكتاب الذى أنزله الله سبحانه

وهكذا يؤمن المسلمون بالكتب السابقة .. فهل معنى ذلك أنهم يؤمنون بزنى لوط أو صلب عيسى - حاشاهما - .. بالطبع لا .. فكيف إذن يؤمنون ؟ .. هم يؤمنون بالكتب التى أنزلها الله على أنبياءه لا بكتب القوم

وأما التحريف فى التوراة فقد دأب عليه اليهود من قديم ولم تزل تلك عادتهم حتى يومنا هذا .. فكلما سنحت أمامهم الفرصة ودعتهم الحاجة نزعوا ثوب الورع ونقضوا عهد الله وكتبوا بأيديهم ما لم ينزل به سلطانا ومسحوا بأياديهم ما أنزل الله من الهدى والنور .. فليس ذلك لازم من ذلك أخى بارك الله فيك

[محمد الكتبي]

ولكن يا اخوة عندما يقول الله عن المسيح ( وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ) ويقول ايضا ( وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ) فهذا يؤكد إن اليهود حرفوا كتابهم بعد المسيح عليه السلام .


وهذا ينافي ما قالوه الأخوة في هذا الموضوع http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=34576&page=2 الذي يؤكد إن اليهود حرفوا كتابهم قبل المسيح


فلماذا صدق المسيح اليهود على توراتهم في ذلك الوقت؟

ولماذا لم يعاتبهم على تحريفهم؟

ارجو أن تساعدوني في الفهم يا أخوة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

[محب المصطفى]

فلماذا صدق المسيح اليهود على توراتهم في ذلك الوقت؟

اخي الفاضل لاحظ ان قول المسيح انه مصدق لما بين يديه (ما سبقه) من "التوراة" وليس توراتهم :
بمعنى انه مصدق لتوارة موسى عليه السلام ومؤكدا عليها ومجددا لمفاهيمها وليس ما حرفوه منها

والناس في كل مكان وزمان لا يجتمعون ابدا على شيء واحد الا من رحم ربي :
فالأصل ان بعثة سيدنا عيسى عليه السلام ما جاءت الا بعد انحراف بني اسرائيل عن التوراة وقرب فنائها وفناء الحق بينهم والا فلم يكن لبعثته عليه السلام سبب .

فطبيعي هناك من حرف ومن اتبعوا تحريفه
وهناك من اتقى الله ولكن استضعف وكاد ان ينتهي ذكره وتفرق بين الناس
خصوصا انهم قد اعتادوا آن ذاك تتبع انبياء الله وقتلهم والفتنة بهم عند السلاطين وغير ذلك وهم اهل مكر وغدر كما تعرف ..

[أحمد.]

يا أخى أنشدك بالله هل قرأت مشاركتينا جيدا .. من قال أنه صدق على توراتهم فى ذلك الوقت أو أنه لم يعاتبهم على تحريفهم ؟
حسنا اقرأ معى هذه الآيات الكريمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ) [ الأعراف ]
وأيضا قول الله تعالى
( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) ) [ الأنعام 92 ]
فهل معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء مصدقا لما بين يديه من الرسل والكتب - هل معنى ذلك أن كتبهم لم تحرف إلا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؟

يا أخى معنى مصدق لما بين يديه أنه جاء يهدى إلى نفس ما جاء به الرسل السابقين .. أى أن عيسى عليه السلام يقول لقومه جئتكم من عند اله موسى وجئتكم مصدقا على ما جائكم به موسى من أوامر وشرائع .. هناك فارق بين أن يقول "مصدقا لما بين يدى" وبين أن يقول "مصدقا لما كتبته أيديكم" الأولى معناها مصدق لما أنزله الله على موسى .. والثانية معناها مصدق لما افتريتم به على الله .. وهو لم يقل الثانية بل قال الأولى .. قـــال "مصدقا لما بين يدى" أى "مصدق لما أنزله الله على موسى"
وأما قوله لهم "ولأحل لهم بعض الذى حرم عليكم" فما علاقة هذا بالتحريف أو التصديق على التحريف .. الصحيح أن نقول أنه جاء بأحكام تنسخ ما قبلها من شريعة موسى .. بمعنى أن التوراة "التى أنزلها الله على موسى" حرمت عليهم أشياء .. ثم جاء هو عليه السلام وأباحها - بأمر من الله عز وجل - .. فالآية لم تتعرض للتحريف إطلاقا فمن أين فى الآية فهمت أنه أقرهم على التحريف أو انه لم يكن هناك تحريف ؟

[محمد الكتبي]

الحمدلله الان فهمت جزاكم الله خير

[محب المصطفى]

الحمد لله ، وجزاك مثل ذلك بإذن الله ، ونحن تحت أمرك في أي وقت بإذن الله ..

[أحمد.]

الحمد لله رب العالمين ....

[prayer_06]

هذا وكما ان انبياء اليهود أنفسهم لاموهم على تحريفهم لكتاب الله انظر ارميا23/36

""أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كلام الإله الحي الرب القدير".

واقرأ أيضا في نفس السفر الاصحاح الثامن فقره 8 " كيف تقولون: نحن حكماء وشريعة الرب معنا ؟ حقا إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب "

ولاحظ قوله "قلم الكتبه الكاذب" لان البعض من فاقدي البصيره يدعى ان ارميا النبي كان زمانه ممتلىء بالانبياء الكذبه وان ارميا كان يوبخ الانبياء الكذبه!!! ولا أدري من اين استقى هذا الكلام والنص يقول بوضوح "الكتبه" !! الكتــــــــــــبه اي وضوح أكثر من هذا؟!!

[متعلم]

[align=right]هناك مبحث ماتع يتعلق بمسألتنا للشيخ رحمت الله الهندي في الباب الثاني (إثبات التحريف) من كتابه الفذ (إظهار الحق) ..

(المغالطة الثانية) أن المسيح عليه السلام شهد بحقية كتب العهد العتيق، ولو كانت محرّفة لما شهد بها بل كان عليه أن يلزم اليهود على التحريف[/CENTER]