سؤال عن الإمام الغزالي

[أحمد عبدالله.]

[p[/phالسلام عليكم،



الحمد لله الذي جعلنا مسلمين فلا نأخذ ديننا عن أياً كان بل نتحقق من المصدر الذي نعتمد عليه. ليس حالنا كحال النصارى وغيرهم الذين يتخذون أحبارهم ورهبانهم آلهة فيخالون أن لهم الحق في التحليل والتحريم. ومن هذا الباب أسأل عن الإمام الغزالي! هل هو أهل لأخذ الدين عنه؟ أسأل هذا السؤال لأنه تردد أنه صوفي المذهب فإلى أي مدى يصح هذا الخبر؟ وهل تنصحوني بقراءة علوم إحياء الدين؟



جزاكم الله خيرا!

وبالمناسبة أواجه مشكلة في الرد على رسائل الزوار على صفحتي الخاصة! هل من أحد يدلني على كيفية القيام بذلك؟

p]

[السهم الثاقب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... العلامة الغزالي صوفي نعم ولكن في مرحلة من مراحل حياته وإن طالت وقد دخل إلي حظيرة اهل السنة والجماعة في اُخرياته رحمه الله وقد عيب علي "الإحياء" حشوه بالاحاديث الضعيفة وأشياءٌ من الفلسفة ولكنه في المجمل مفيد للمحتاط ... لديّ نسخة منه منقحة وللاسف حاولت إرفاقها لك ويبدو أنني فقدتها ... أما كتبه في الرد علي الفلاسفة ونقض منطقهم فيُشار إليها بالبنان ... وفقك الله ...

[السهم الثاقب]

ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء: أَمَّا (الإِحيَاء) فَفِيْهِ مِنَ الأَحَادِيْثِ البَاطِلَة جُمْلَةٌ ، وَفِيْهِ خَيْر كَثِيْر لَوْلاَ مَا فِيْهِ مِنْ آدَاب وَرسوم وَزُهْد مِنْ طرَائِق الحكمَاء وَمُنحَرِفِي الصُّوْفِيَّة. ونقل عن أبي الفرج إبن الجوزي: صَنَّفَ أَبُو حَامِدٍ (الإِحيَاء) ، وَملأَه بِالأَحَادِيْث البَاطِلَة، وَلَمْ يَعلم بطلاَنهَا، وَتَكلّم عَلَى الْكَشْف، وَخَرَجَ عَنْ قَانُوْنِ الفِقْه، وَقَالَ: إِنَّ المُرَادَ بِالكَوْكَب وَالقَمَر وَالشَّمْس اللوَاتِي رَآهن إِبْرَاهِيْم، أَنوَار هِيَ حُجُبُ الله - عَزَّ وَجَلَّ - وَلَمْ يُرد هَذِهِ المَعْرُوْفَات، وَهَذَا مِنْ جنس كَلاَمِ البَاطِنِيَّة.

[متعلم]

أما كتبه في الرد علي الفلاسفة ونقض منطقهم فيُشار إليها بالبنان

الغزالي رد على الفلاسفة الكثير من باطلهم .. لكن إلى جانب هذا رد في العديد من المواطن من منطلقات أشعرية .. ولذلك استطال عليه "ابن رشد" في العديد مما تعقبه به .. وقد ألف ابن تيمية كتاب "درء تعارض النقل والعقل" ، وأتى بكلام هذا وذاك ، وبين السنة من البدعة ، وفرق بين أهل السنة وبين المتكلمين وبين فلاسفة المسلمين وبين فلاسفة غيرهم ، فجزاه الله عن السنة خير الجزاء.

والغزالي هو الذي ثبت ونشر منهج الأشاعرة المعروف مع الأسف ، ولذلك يجله الأشاعرة كثيرًا حتى في هذا العصر، إذ لم يخدم مذهبهم مثله، إلا ما كان من الفخر الرازي، عفى الله عن الجميع.

بخصوص "إحياء علوم الدين" ، فهو كتاب عجيب ، فالعلماء يحذرون مما فيه من روايات باطلة ، ومن أقوال فاسدة ، ومع هذا يشيدون بما فيه من أمور جميلة في الزهد والعبادة ، ومن آن لآخر يتصدى بعضهم لشرحه متمثلاً في شرح مختصره "مختصر منهاج القاصدين" .

على أية حال، لا ينصح أهل العلم للمبتدئين بالهجوم على "إحياء علوم الدين" ، لأنهم لا علم عندهم بما فيه من كدر.

وأحسب - والله أعلم - أن من يعجبه "إحياء علوم الدين" ويطلب العلم في مجال "التزكية" ، فستنفعه بإذن الله دروس الشيخ "محمد حسين يعقوب" .. لا سيما في شرح "مدارج السالكين" .. وللشيخ حفظه الله شرح على "مختصر منهاج القاصدين" أيضًا.

هذا رابط مفيد بإذن الله عن الغزالي :
http://www.islamqa.com/ar/ref/13473
من هو الغزالي ؟

[أحمد عبدالله.]

جزاكم الله خيراً أخي السهم الثاقب وأخي متعلم

[السهم الثاقب]

حياك الله وبياك اُستاذنا الحبيب متعلم لا حرمنا الله من فوائدك الجمة لا أتفق معك في أن إبن شد برده علي التهافت قد (إستطال) علي الغزالي وبالمجمل فقد إستطال شيخ الإسلام عليهما معاً.

أخي أحمد عبد الله ... ربما يفيدك كتاب (وقفات مع كتاب إحياء علوم الدين) للشيخ عبد الرحمن دمشقية تصفحه علي الرابط: (http://ia600200.us.archive.org/18/it...ne_ghazali.pdf)