أستفسار عن نشأه الجن وأبليس

[العبد المؤمن]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لقد قرأت عدة تفسيرات عن الجن وأبليس اريد الربط بينها:

1-أنهم كانوا يعيشون على الارض وعتوا وفسدوا وسفكوا الدماء فأرسل الله لهم الملائكه لمحاربتهم وحبسوهم فى الجبال والبحار واسرو أبليس وكان طفل صغير وصعدوا به إلى السماء.
2-ان أبليس أبو الجن كما أن أدم أبو البشر فبالتالى لا يوجد جن قبله.
3-أن أبليس كان من خزان وحراس الجنه وهذا يعنى انه ليس أبو الجن وانه فرد واحد منهم .

استفهامات:

1-هل هبط هو والجن الاخرون ام أنهم مازالو حراس الجنه حتى وقتنا هذا حيث ذكر فى القرأن أن الله خلق الجان من قبل.
2-بما أنه لهم القدره على الطاعه والمعصيه فهم مكلفون مثل بنى أدم فأتوقع أنهم خلقوا للارض وأبليس هبط للارض مع أدم .
3-معنى الخلافه (مختصر) هى تطبيق شرع الله فى الارض أو التكليف مع القدره على الاختيار بين التنفيذ وعدم التنفيذ حتى يكون أختبار للبشر يعقبه جنه أو نار و هى الامانه التى عرضها الله على الانسان فحملها هذا حسب فهمى فما الذى خص الانسان بحمله الامانه عن الجن.

أرجو أن أكون وضحت ماذا أقصد من السوال على قدر ما أستطعت هو ترتيب أفكار وأستبعاد الأخطاء أو الضعيف إن وجد لكى تتضح الصوره.

وشكرا السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

[محب المصطفى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

انا بالتأكيد لا اعلم تفصيل كل ما تفضلت بالسؤال عنه ولكن سأجيبك بقدر معلوماتي :

- الآية الكريمة تقول : [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) ] سورة الكهف
وبالتالي فالسياق يوحي بأنه مثله في ذلك مثل غيره من الجن ، مما يعني انه غالبا ليس أبو الجن والتالي استبعد التفسير 2
- ايضا التفسير رقم 1، 3 فقد سمعت عنهم ولا اعرف لهم اصلا لدينا في المصادر الاسلامية ولذلك ارجح انه من الاسرائيليات فلا يمكنك تكذيبها بالكلية ولا حتى تصديقها بالكلية والله اعلم بحالها

اما بخصوص الاستفهامات :
1- قال الله تعالى في سورة طه : [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)]

ومنها نعرف ان الأمر بالهبوط كان للاثنين جميعا ولكنه غير محدد ان كان للآدم وحواء فقط او للبشر والجن
اجمالا وان كنت افهمها بالأخير فلا حاجة لقول جميعا ما لم يراد تضمين الغير ،
المؤكد فقط هو انه طوال فترة الابتلاء في الدنيا سنكون بعضا لبعض عدو اى بين جميع الانس وجميع الجن
وحتى بين ذات الجنس نفسه فالانسان يبتلى بزوجته واولاده مثلا وهكذا ..

2- الامر الاضافي هو ان قدرة الجن على الانتقال ربما لا تمنعهم من امكان مغادرة الارض للاستماع
ونحو ذلك بعكسنا نحن كبشر نحتاج لوسائل باهظة لذلك وهذا امر ستحتاج لوضعه في اعتبارك .
ونعم فكلا الجنسين من انس وجن كلهم مكلف ومختار ومبتلى ولكن لكل منهم تكليفه وطرق أداء
هذا التكليف ليست بالضرورة واحدة في الفعل وان كانت واحدة في المسمى
فجميع المخلوقات مثلا تسبح بحمد الله ولكن ليس بالضرورة ان يكون ذلك بذات الكيفية وهكذا ..

أيضا لكل انسان قرين من الجن ولكن لكل ابتلاؤه ..

3- الخلافة التى اعرفها هو وجود دولة الخلافة وعلى رأسها خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
على بلاد المسلمين واساس قانونها ودستورها الاسلام وشرع الله

اما الاستخلاف في الأرض كأمانه موكله للانسان عموما فهذا امر آخر تماما ومتعلق بعمارة الأرض والحفاظ عليها وعلى نعم الله لنا فيها وتنميتها
وهي امر هام ايضا كضرورة لمعاش الانسان على الأرض ومن الطبيعي ان تجد الانسان يقوم بذلك مؤمنا كان او كافرا بالعمل الدنيوى من حولنا

والأمانات انواع امانة دنيوية كأمر الاستخلاف هذا (الامانة الشرعية ضمنه ايضا لأنها تعتبر من الحفاظ على النفس ورعايتها وغير ذلك)
وامانة شرعية كأمور معتقدك وسائر شؤونك كمسلم وغيرها ..

وعليه فالامانة التى انت مكلف بها بخلاف امر الاستخلاف في الأرض هي عبادة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بطاعته والالتزام بأوامره والانتهاء عن نواهيه

أرجو ان اكون قد اوضحت لك بعض ما اشكل عليك ..

[العبد المؤمن]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أشكرك أخى الفاضل