ما تفسير قول الله تعالى(ما دامت السموات والارض)فى سوره هود

[العبد المؤمن]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

السؤال بخصوص تفسير سوره هود الأيات من( 105إلى108)لقد قرأت تفسيرات كثيره ولم أفهم بغض النقاط وهى.

1-ما المقصود ب(ما دامت السماوات والأرض)
2-الاستثناء من الخلود فى الجنه أو النار ب(إلا ما شاء ربك)بذات الاستثناء الخاص بأهل الجنه
لان الاستثناء الخاص بأهل النار يمكن أن يكون هم المؤمنون المخطئون بعد الحساب يدخلون الجنه برحمه الله
أما أهل الجنه فهم بعد دخول الجنه أصبحوا خالدين فيها سواء دخلوها بعد النار أو دخلوها مباشره
لانهم لن يخرجوا منها بعد دخولها.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

[د.أمير عبدالله]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتهالسؤال بخصوص تفسير سوره هود الأيات من( 105إلى108)لقد قرأت تفسيرات كثيره ولم أفهم بغض النقاط وهى.

1-ما المقصود ب(ما دامت السماوات والأرض)
2-الاستثناء من الخلود فى الجنه أو النار ب(إلا ما شاء ربك)بذات الاستثناء الخاص بأهل الجنه
لان الاستثناء الخاص بأهل النار يمكن أن يكون هم المؤمنون المخطئون بعد الحساب يدخلون الجنه برحمه الله
أما أهل الجنه فهم بعد دخول الجنه أصبحوا خالدين فيها سواء دخلوها بعد النار أو دخلوها مباشره
لانهم لن يخرجوا منها بعد دخولها.السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ما المقصود بـــ (ما دامت السماوات والأرض) ؟


قال تعالى " فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها مَا دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها مَا دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ".


1- فأما قوله {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} لا يقصد بها سماوات الدنيا وأرضها ,لانها ستضمحل يوم القيامة وتُبدّل بسماوات غير السماوات وأرض غير الأرض ، ويدل عليه قوله تعالى : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}.. ولِذا فالمقصود هوسماوات يومِ القيامةِ - الآخِرة- وأرضها, وهي دائمة أبداً.

فيكون معنى ما دامت السماوات والارض أي مدة دوام السموات والأرض يوم القيامة ، أي: أبدا. فهي عبارة عن التأبيد ..

وهذا القول هو فهم العرب ولغتهم , وجرى فيهم مجرى المثل , ومن ذلك قول العرب : ما لاح كوكب وما ناح الحمام.


وأكمِل معكم غدا باقي تساؤلاتِكم بأمر الله

[العبد المؤمن]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكرا يا أستاذ أمير فى إنتظار حضرتك إن شاء الله.

[د.أمير عبدالله]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتهالسؤال بخصوص تفسير سوره هود الأيات من( 105إلى108)لقد قرأت تفسيرات كثيره ولم أفهم بغض النقاط وهى.

1-ما المقصود ب(ما دامت السماوات والأرض)
2-الاستثناء من الخلود فى الجنه أو النار ب(إلا ما شاء ربك)بذات الاستثناء الخاص بأهل الجنه
لان الاستثناء الخاص بأهل النار يمكن أن يكون هم المؤمنون المخطئون بعد الحساب يدخلون الجنه برحمه الله
أما أهل الجنه فهم بعد دخول الجنه أصبحوا خالدين فيها سواء دخلوها بعد النار أو دخلوها مباشره
لانهم لن يخرجوا منها بعد دخولها.السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

2- ما الحكمة من الإسْتثناء في قوله تعالى :{إلا ما شاء ربك} فيما يخُص أهل الجنة الخالدين فيها , وأهل النارِ الخالدين فيها ؟

قال تعالى " فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها مَا دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها مَا دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ".



نبين أولا : أنه قد تقرر في الكتاب والسنة وإجماع الأمة أن المشركين لا يُغفر لهم وأنهم خالدون مخلدون في نارِ جهنم بدون استثناءِ فريقٍ أو زمان.. وأن أهلَ الجنةِ خالدون مُنعمون فيها أبدًا بدون اسْتِثْناء فريقٍ أو زمان.



ثانيًا: إن عرفنا ذلِك , فما الحكمة من الإسْتثناء إذًا؟


1- لا يُقصَدُ بهذا الإسْتثناءِ إخراجُ أوقاتٍ ولا حالة .. وإنما هو تأديبٌ رباني يؤكِّدُ لنا فيهِ , أن هذا الخلود قدّرَهُ الله تعالى , وأنهُ واقِعُ تحتَ مشيئتِه , مُختارًا لا مُكْرِهَ لهُ عليْهِ .. وفيه إظهارُ تمام القدرةِ ومحْضِ الإرادة .. وكأنه تعالى يقول لعبادِه لو شِئْتُ لأبطلتُ ذلِك .. وفيه تحذيرٌ مِنْ تَوَهُّمُ استِحقاقِ أحدٍ ذلك النَّعِيمَ حقًّا عَلَى اللَّهِ بلْ هُوَ مَظهرٌ مِنْ مظاهرِ الفضْلِ والرَّحمةِ.. وأن كلّ ما قضاهُ اللهُ واقعٌ تحتَ مشيئتِهِ يجبُ فيهِ التَّفْويضُ إلى اللَّه..
يقول الإمام البقاعي : "جاء هذا الاستثناء معلماً أن الأمر فيه إلى الله كغيره من الأمور ، له أن يفعل في كلها ما يشاء ، وإن جزم القوم فيه ، لكنه لا يقع غير ما أخبره به ، وهذا كما تقول : اسكن هذه الدار عمرك إلا ما شاء زيد ، وقد لا يشاء زيد شيئاً. فكما أن التعليق بدوام السماوات والأرض غير مراد الظاهر ، كذلك الاستثناء فلا يشاء الله قطع الخلود لأحد من الفريقين ، وسوقه هكذا أدل على القدرة وأعظم في تقليد المنة".

2- وما يُعضِّدُ الخلود الأبديّ , وأن المشيئةَ لإظهارِ محضِ الإرادةِ كما ما سبق , هو أن الله أتبعَ بعد المشيئةِ فيما يخُص أهل الشركِ بقولِهِ: "إلا ما شاء ربك إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ", فبيّن أن الله تعالى يفعلُ هذا بارادتِهِ وأنه فعّالٌ لها.. وكذلِك أتبعَ بعد المشيئةِ فيما يخُص أهل الجنةِ بقولِه "إلا ما شاء ربك عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" أي نافِذٌ غيرَ منقوصٍ, ولا مقطوع , فبيّن أن هذا الخلود مستمرٌ أبدًا , وكأن الله عزّ وجلّ يُبْطِلُ على العقولِ - التي قد تتوقّف عِنْدَ هذا الإسْتثناء- ما قد يتوهموه بأن أتبعها بهذه الآيات "إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ" , " عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ".

3- أن الإسْتثناء بالمشيئة لا يلزمُ منه وقوع ما استثنتهُ المشيئة , لأن الإلزام في المشيئة يكونُ فيما يخُص العبد كونهُ مرهون بمشيئةِ الله , أما فيما يخُص ذاته جلّ وعلا فإنّهُ يدُل على محْضِ الإرادة, لا يُلْزِمُهُ ولا يُكْرِهُه شيء.. فله ما شاء , وقد شاء الخلود الأبدي لأهل الجنةِ وأهل النار وقد بيّن الله تعالى هذه المشيئةَ في كتابهِ الكريم وفصّل كل الوعودِ الدالةِ على خلودِ المشركين أبدًا , وعلى خلودِ أهل الجنةِ أبدًا لا ينقطِع عنهم نعيمها.

والحمدلله رب العالمين.

[العبد المؤمن]

جزاك الله خيرا د.أمير