انا عندي سؤال ...

تقليص

عن الكاتب

تقليص

dody ana مسلم اكتشف المزيد حول dody ana
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انا عندي سؤال ...

    ازيكم
    انا سؤالي حول نقطتين النقطة الاولي .... ما المغزي من الخليقة !!!! موت وحياة وجنة ونار وحساب وقبر (ملحوظة لا اسال هنا عن هل الانسان مخير او مسير بل اسأل عن المغزي من الخليقة اساسا) ......
    النقطة التانية ........
    لما ذا خلق الله اناسا وهو يعلم انهم سوف يكونو كافرين نعم باختيارهم اعرف ذلك ولكن لماذا خلقهم ليخلدو ف النار !!!! أخلقهم عشان يكون في حجة لذهابهم الي النار وكده !!!!!! ولماذا لا يكون العقاب يوم القيامة بالحرمان من الجنة وكده ثم يكون ترابا بدل من الخلد في النار !!!!! اليس هذا ارحم
    وشكرا


  • #2
    السلام عليكم ..

    حياكم الله أختى ..

    المغزى من الخليقة هو معرفة الله تعالى وعبادته ..

    ومعرفة الله لا تعنى الٍإستقامة فقط ..

    بل هى معرفة القلب ..

    وأسعد الناس هم من يعرفون الله عز وجل ..

    فالدين ليس مجرد شكليات أو عادات وتقاليد ..

    أما بالنسبة لمصير الناس فى الآخرة ..

    سبق علم الله تعالى بمصائر خلقه لا يعنى إنتفاء حريتهم فى الإختيار بين الإيمان والكفر أو الخير والشر ..

    الجزاء فى الآخرة هو النتيجة الطبيعية لأعمال الإنسان فى الدنيا ..

    الله تعالى أعلم بعباده وأرحم بهم ..

    وإصرار الملاحدة على إنكار وجود الله يجب أن يقابله جزاء موافق لهذا الكبر ..


    مع ضرورة التفرقة بين الجهل والجحود ..

    سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
    بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

    تعليق


    • #3
      يقول الله تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "﴿الذاريات: ٥٦﴾ , قال السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآيه :"هذه الغايه التي خلق الله الإنس والجن لها , وبعث جميع الرسل يدعون إليها وهي عبادته المتضمنه لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه والإعراض عما سواه , وذلك يتضمن معرفة الله تعالى فإن تمام العباده متوقف على المعرفة بالله بل كلما إزداد العبد معرفة لربه كانت عبادته أكمل , فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله فما خلقهم لحاجة منه إليهم".
      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
      عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
      وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
      حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة dody ana مشاهدة المشاركة
        ازيكم
        انا سؤالي حول نقطتين النقطة الاولي .... ما المغزي من الخليقة !!!! موت وحياة وجنة ونار وحساب وقبر (ملحوظة لا اسال هنا عن هل الانسان مخير او مسير بل اسأل عن المغزي من الخليقة اساسا) ......
        النقطة التانية ........
        لما ذا خلق الله اناسا وهو يعلم انهم سوف يكونو كافرين نعم باختيارهم اعرف ذلك ولكن لماذا خلقهم ليخلدو ف النار !!!! أخلقهم عشان يكون في حجة لذهابهم الي النار وكده !!!!!! ولماذا لا يكون العقاب يوم القيامة بالحرمان من الجنة وكده ثم يكون ترابا بدل من الخلد في النار !!!!! اليس هذا ارحم
        وشكرا


        * يُمكِنُك أختي الكريمَة أنْ تعتبري سؤاليْكِ سؤالا واحِدا كبيرا، ويُمكِنُك حينَها أنْ تتوقَّعي لهُ إجابَةً واحِدَةً كبيرَةً كذلِكَ، وَهذِهِ الإجابَةُ حينها ستُغنيكِ عَن البحثِ فِي التفاصيلِ اللامُتناهِيَةِ واللامَحدودَةِ عَن أفعالِ اللهِ سُبحانَهُ، كما أنَّها ستُغنيكِ عَن الوقوعِ فِي الجريمَةِ الإبليسيَّةِ المَشهودَةِ مِنْ مُساءَلةِ اللهِ تعالى ومُحاسبَتِهِ وتحديهِ، وسُمِّيَتْ جريمَة لأنَّها طعْنٌ فِي الذاتِ الإلهيَّةِ وانتقِاصٌ مِنها بالانتقاصِ مِن صِفَةٍ مِن صِفاتِها - كالرحمةِ أوْ العَدلِ أو الحِكمَةِ أو الملك - فكما أنَّ عالِمَ الفيزياءِ إذا أرادَ مُناظرَةً فِي الفيزياءِ فإنَّهُ سيُناظِرُ عالِما مِثلهُ وفِي نفسِ العِلمِ بل - وأكثرَ تحديدا - بشرطِ كونِهِ مُساوِيا لهُ فِي عِلمِهِ أوْ مُقارِبا على أقلِّ تقديرٍ، ولوْ أتيتِ لعالِمِ فيزياءَ وَطلبتِ مِنهُ الاستعدادَ لمُناظرَةٍ فحضرَ فِي المَوعِدِ فوَجدَكِ أحضَرتِ لهُ مُناظِرا جاهِلا بالفيزياءِ لا يَعرِفُ عَنها شيئا لعدَّ ذلِكَ إهانَة كبيرَةً لهُ، فما بالُكِ باللهِ تعالى.

        * إذًا يُمكِنُكِ أنْ تُدرِكي مَدى عِظمِ سؤالِكِ الأوَّلَ "لِماذا خلقَ اللهُ الخلْقَ؟" أوْ سؤالِكِ الثاني "لِماذا خلقَ اللهُ الكافِرين ؟" إذْ هوَ سؤالٌ عَن "الحِكمَةِ الإلهيَّةِ" وَمَنْ أنتِ لتسألي عَنْ ذلِك ؟!! وَما حِكمَتُكِ فِي حِكمَتِهِ ؟!! وما أنتِ بالنسْبَةِ لهُ ؟!! إذا أمْكَنَكِ تخيُّلُ الحِكمَةِ العَظيمةِ التى خلَقتْ هذا الكوْنَ بكلِّ قوانينِهِ وأحداثِهِ وروعتِهِ وخطرِهِ وعِظمِهِ - إذا أمْكَنَكِ تخيُّلُ تِلكَ الحِكمَةِ العَظيمَةِ التي جَعلَتْ لكلِّ حدَثٍ مِن الأحداثِ اللامَعدودَةِ فِي الكونِ حِكمَةً ظاهِرَةً أوْ مَخفيَّة، بلْ لكلِّ حرَكَةٍ مِن مادَّةٍ أوْ طاقَةٍ مِن أصغَرِ جُسيمٍ لأكبرِ مَجرَّةٍ ولأعظمِ آشِعَةٍ ولكُلِّ حرَكَةٍ لجمادٍ أو نباتٍ أوْ حيوانٍ، وَلكلِّ قانونٍ مِن القوانينِ التي يُصارِعُ البشرُ لفَهمِها ويُفنونَ أعمارَهُمْ فِي دِراسَةِ قبَسٍ لا يَكادُ يُذكَرُ مِنها .. أقول: إذا أمْكَنَكِ تخيُّلُ تِلْكَ الحِكمَةِ فهَل حقًّا تعتَقدينَ أنَّكِ مُستعِدَّةٌ للسؤالِ عَن واحِدٍ مِن أعظمِ أفعالِها كَخلْقِ الخلْقِ ؟!! طيِّب وإذا كُنتِ مُستعِدَّةً للسؤالِ فهَلْ أنتِ حقًّا مُستعِدَّةٌ لتلقي الإجابَةِ ؟ هَلْ أنتِ مُستعِدَّةٌ بقُدرتِك العاجِزَةِ عَن مُجرَّدِ تخيُّلِ الحِكمَةِ المَنظورَةِ فِي الكونِ لفهْمِ الحِكمَةِ المَختفِيَةِ خلفَهُ ؟!! هلْ جرَّبتِ يوما قراءَةَ مَقالٍ فيزيائيٍّ أو طبِّيٍّ أوْ حَتَّى فنِّيٍّ وشَعُرتِ بالعَجزِ عَن فهمِ المَكتوبِ ؟!! الآنَ هَبي أنَّ اللهَ تعالى كتبَ لنا مَقالا عَن حِكمَتِهِ الإلهيَّةِ الكامِلةِ خلفَ الخلقِ هل ترينَ لديْكِ القُدرَةَ حقًّا على فهمِ هذا المَقالِ ؟

        * هَذِهِ مُقدِّمَةٌ قدْ تَعتَقِدينَ مِنها أنَّني أمْنَعُكِ مِن السؤالِ وَهذا - أقولُ لكِ - خطأٌ كبيرٌ، ولكِنْ يجبُ قبلَ السؤالِ أنْ تعلمي الفارِقَ بينَ السائِلِ والمسئولِ، وأنَّكِ لكِ مَقامٌ مَعلومٌ، ولكِ العِبرَةُ فِي ملائِكَةِ الرحمَنِ الذينَ وَقفوا هذا المَوقِفَ إذْ قالَ لهُمُ ربُّهُم {إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} فسألوا {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} فما زادَ فِي ردِّهِ عليهِم أنْ قالَ {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وهُمْ مُقرِّونَ مُؤمنون يقولون {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} .. هذا مَوقِفٌ يَختلِفُ تماما عَن مَوقِفِ سائِلٍ آخرَ مَلعونٍ أمرَهُ اللهُ بالسجودِ فقالَ {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} وما فعَلهُ اللهُ بهِ مَعلومٌ .. ولَكِ العِبرَةُ فِي خليلِ الرَّحمَنِ إذْ قالَ {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} فما أراهُ إلا بعدَ أنْ سألَهُ - وَهوَ أعلمُ - {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} فلمَّا أنْ قالَ {بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أراهُ ربُّنا ما أراهُ، ومِثلُهُ الكليمُ إذْ قالَ {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} فما أجابَ دعواهُ ولكِنَّهُ علَّمَهُ وتجلَّى أمامَهُ للجبَلِ حتى يُفْهِمَهُ، أينَ هذا مِن قومٍ قالوا لنبيِّهِم {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} فأخَذَتْهُم الصاعِقَةُ بظلْمِهِم. هذهِ هِيَ الفروقُ بينَ أهْلِ الجنَّةِ وأهلِ النَّارِ - بيْنَ أقوامٍ عرَفوا اللهَ حقًّا وأقوامٍ لمْ يَعرِفوا لهُ حقًّا.

        * أعودُ لسؤالَيكِ، واتَّفقنا أنْ نجمَعَهُما فِي سؤالٍ واحِدٍ كَبيرٍ: لِماذا يَفْعَلُ اللهُ تعالى أيَّ فِعلٍ على الإطلاقِ ؟ اللهُ تعالى مُستغنٍ عَن أيِّ شئ مُتعالٍ عَن أيِّ شئ وَفوقَ كلِّ شئٍ، لا يلْحَقهُ نفعُ شئٍ ولا يضرُّهُ بعضُ شئٍ، قائمٌ بغيرٍ شئٍ قيُّومٌ على كلِّ شئ، لِماذا يَفعَلُ أيَّ شئ ؟ هذا هوَ السؤالُ، وإجابَتُهُ مِنهُ .. فلِماذا لا يَفعَلُ أيَّ شئ ؟ إذا كانَ اللهُ هوَ اللهُ فما الذي يَمنَعُهُ مِنْ فِعلِ أيِّ شئٍ ؟ مَثلا كما فِي سؤالِكِ عَن النَّارِ : لِماذا لا يَخلقُ النَّارَ ويَخلقُ كلَّ مَخلوقاتِهِ مِن إنسٍ وجِنٍّ ومَلاكٍ بلْ وَجمادٍ ونباتٍ وحيوانٍ ثمَّ يرمي ذلِكَ جميعَهُ فِي تِلكَ النَّارِ ؟ لِماذا لا يَفعلُ ذلِك ؟ أكادُ أخمِّنُ جوابَكِ : الحِكمَةُ والرحمَة والعَدْلُ، ولكِن مَن الذي يُحدِّدُ ما هِيَ الحِكمَةُ وما هِيَ الرحمَةُ وما هوَ العَدلُ ؟ أتعرِفينَ شعورَ "الحبِّ" لِماذا يوصَفُ هذا الشعورُ بأنَّهُ الحبُّ ؟ لِماذا لا يوصَفُ بأنَّهُ "الكرْهُ" أو "البغضُ" ؟ أنتِ تعرِفينَ تَلاعُبَ البشرِ بالأوصافِ، الكريمُ كريمٌ عِندَ الكُرماءِ ولكِنَّ البخيلَ يُسميهِ مُسرِفا، الحليمُ حليمٌ عِندَ الحُلماءِ لكِنَّ القساةَ يُسمُّونهُ ضعيفا، القوِيُّ ضعيفٌ فِي عَينِ الأقوى، والعالِمُ جاهِلٌ فِي عينِ الأعلمِ، فمَا هوَ حَقًّا مَعنى هذهِ الرحمَةِ أوْ تِلكَ الحِكمَةِ أو ذاكَ العدْلِ ؟

        أحسَبُ أنَّكِ فهمتِ مَقصِدي: اللهُ تعالى هوَ مَصدَرُ كلِّ شئ، حتى أنَّهُ مَصدَرُ الصِفاتِ وواصِفُها، ما يُسمِّيهِ حِكمَةً هوَ الحِكمَة، وما يُسميِّهِ عدلا هوَ العدْلُ، وما يُسمِّيهِ رحمة هوَ الرحمة. لِذا فقتلُ المُشركينَ فِي بدْرٍ لمْ يَكُن ظلما لأنَّ اللهَ تعالى لمْ يُسمِّهِ كذلِكَ، بينما قتلُ المُسلِمينَ فِي أُحُدٍ كانَ ظُلما لأنَّهُ سمَّاهُ كذلِكَ، أليسَ ذلِكَ حقَّهُ وهوَ الذي خلقَ هؤلاءِ وأؤلئكَ ؟

        ثمَّ هاكِ هذا السؤالَ: اللهُ رحيمٌ بالفِعلِ، ولكِنْ هلْ كانَ دائِما كذلِكَ ؟ يعني اِرجِعِي إلى ما قبلَ ظهورِ اللغاتِ وإلى ما قبْلَ ظهورِ البشرِ بلْ وإلى ما قبْلَ خلقِ الحياةِ ؟ ماذا كانَ اللهُ ؟ لا تقولي كانَ رحيما فلمْ يكُن هُناكَ لغةٌ وَفتها لتصفيهِ بها .. إذا ..؟ وَصفُ اللهِ تعالى بمُفرداتِ البشرِ ضرورَةٌ لتحصيلِ الفهمِ لدى البشرِ لا لتنزيلِ الوَصفِ الإلهِيِّ على أوْصافِ البشرِ، فمَثلا هَلْ وَصفُ اللهِ بالكَرَمِ كوَصْفِ البشرِ بالكرَمِ ؟ هلْ كرَمُ اللهِ تعالى ككرَمِ البشرِ ؟ هَل جودُهُ كجودِهِم ؟ هَلْ قوَّتُهُ كقوَّتِهِم ؟ أوْ غضبُهُ كغضَبِهِم ؟ مِن هُنا تعرِفينَ أنَّ قولَكِ "اليس هذا ارحم" لا وَجْهَ لهُ، فهَل هذا أرحَمُ بمِقياسِكِ أنتِ أمْ بِمِقياسِ اللهِ جلَّ جلالُهُ ؟ هلْ كونُهُ أرْحَمَ بمِقياسِ "رحمَتِكِ" يجعلُهُ كذلِكَ بمِقياسِ "الرحمةِ الإلهيَّةِ" ؟ تِلكَ هِيَ المسألة.

        الفقرَةُ السابقةُ قدْ تكونُ عسيرَةً على الفهمِ فإنْ واجَهْتِ صعوبَةً فِي فهمِها فتجاوزيها، والآنَ انظري، تصوُّرُكِ عَن العِقابِ الواجِبِ مُعاقبَةُ الكافرينَ بهِ يومَ القيامَةِ مَبنِيٌّ على الرحمَةِ كما قلتِ، ولكِن: هَلْ لهؤلاءِ الكافرينَ رحمَةٌ أصلا ؟ هَلْ قالَ اللهُ تعالى فِي أيِّ مكانٍ أنَّهُ سيرْحَمُهُم ؟ الإجابَةُ لا .. إذًا: لِماذا تطلُبينَ الرحمةَ لِمَن حكمَ اللهُ تعالى عليهِ بأنَّهُ لا رحمَةَ لهُ ؟ تِلكَ مَسألةٌ مُهِمَّةٌ.

        الآنَ أجيبُكِ: أيُّ فِعلٍ يَفعلُهُ اللهُ سبحانهُ ينبعُ أساسا مِن طبيعتِهِ الإلهيَّةِ، فإذا خلقَ فلأنَّهُ خالِقٌ وإذا رحِمَ فلآنَّهُ رحيمٌ وإذا عدَلَ فلأنَّهُ عادِلٌ وإذا انتقمَ فلأنَّهُ مُنتقِمٌ وإذا كانَ حكيما فِي كلِّ ذلِكَ فلأنَّهُ حَكيمٌ، فكلُّ هذا الخلقِ بكلِّ ما فيهِ مَظهرٌ للطبيعَةِ الإلهيَّةِ يظهرُ فيهِ قبساتٌ مِن أنوارِها فِي كلِّ جُزءٍ فيهِ مِن أدَقِّ جزءٍ لأكبرِ جزْءٍ. هذا خلقُ اللهِ، فإنْ عرَفتِ اللهَ عرَفتِ خلقَهُ.

        هَذِهِ هِيَ الإجابَةُ العامَّةُ التي تُغنيكِ عَن التفاصيلِ، ولكِنْ إنْ كنتِ لازِلتِ بحاجَةٍ للتفاصيلِ فاسألي بعدَ أنْ تُقرِّري لنا إيمانَكِ باللهِ كما فعلَ الخليلُ عليهِ السلامُ.


        مَلحوظَة: لو كانَ العِقابُ على الكفرِ هوَ الحِرمانُ مِن الجنَّةِ والفناءُ لكفرَ النَّاسُ كلُّهُم أجمَعونَ، بلْ إنَّكِ تُعطينَ الكافِرَ ما تمنَّاهُ لمَّا قالَ {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} فهَل حقًّا ترينَ هذا عِقابا ؟
        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم

          المغزى ان تكون العبادة لله ولكن في العادة لا يستطيع كثيرون فهم هذه العبارة ولكن سأطرحها لكي في شكل جمل متعاقبة لها توصل المعنى


          المغزى في تحقيق العدل المفقود في الدنيا من حولك
          المغزى هو تحقيق التناغم بين مخلوقات الله في بيئتك
          المغزى هو تشجيع الانسان على فعل الخير على ادلوام واثابته
          المغزى هو ان يتواجد انسان مختار يفعل الخير بدون ان يجبر على ذلك
          المغزى ان يحب الانسان الخير ليفعله ويطمح اليه على الدوام
          المغزى ان يكره الانسان الشر ويقاومه ويتحاشاه على الدوام
          المغزى ان ينتظم الانسان كمخلوق بين خلق الله ويتناسق مع بقية المخلوقات لا ان يظل متمردا كالترس الذي يكسر بقية التروس

          كل هذا وأكثر من العبادة الحقة لله ..

          وليس هذا وفقط بل واقتبس لكي بعضا مما كتبه الدكتور امير من قبل للعضو Memories حيال تطرق نفس الموضوع :

          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          أولاً : ما هو مفهوم العبادة المقصودةِ عندك؟

          هل العبادة هي الصلاة والصوم والحج , فقط ؟ ... لا ..

          حين سألت سؤالَكَ هل الله محتاجٌ لعبادتِنا ... فإنك حصرت وضيقت العبادة في نوع واحد من أنواع العبادة .. وهي أداء الفرائضِ مِن صلاةٍ وصيامٍ .. وليْس هذا هو معنى العبادةِ الوحيد .. فهناكَ عبادة الطاعة والولاء والخضوع ... عبادة الإستِخلاف .. فمجرد الإستِخلاف على الشيءِ عبادة بالطاعة والولاءِ والخضوع .. وهناك التعبد بالعلم , وتعلمِهِ .. وهي عبادة لله وإقرار بعلمِهِ .. لأن العبادة هو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ..


          فلديْنا إذاً أمْثِلَةٍ للعبادة غير الصلاة والصوم والفروض .. سأكتفي بثلاثٍ منها ..
          1- العبادة بالإستِخلافِ.
          2- العبادة بالعلم وهي أفضل من العبادةِ دون علم.
          3- العبادة بأداء الفروض والواجِبات.
          مع ملاحظةِ أن هذه العبادات صحيحة من كونها عبادات إلا أن هذا التقسيم ليس هو تقسيم أهل السنة والجماعة وتعريفهم لمعنى العبادة .. فهو تقسيم لا يدرج جميع أنواع العبادات تحت هذه الأقسام .. وإنما هذا التقسيم وهذا الحديث في مقام الجدل المنطقي الذي طلبتهُ مني .. فيما يخص قضية الخلق.



          أولاً: عبادة الإستِخلاف :

          قال تعالى للملائِكةِ حينَ أراد خلق آدم " إني جاعِلٌ في الأرْضِ خليفة" .. أي أن الله خلق آدم لعمارة الأرضِ والإسْتِخلافِ عليها.

          منطِقياً : ونضرب مثلاً على ذلِك -ولله المثلُ الأعلى - فإن كنت ملِكاً وعينت واليا على قرية أو بلدة , فإن هذا الوالي خليفتي فيها .. ومعنى خليفتي , أي أنه المسئول عن فعل كل شيءٍ تحت قانوني وسُلطتي...

          وهكذا فكوني خليفة الله على أرضِه وتحت سمائِه .. وكوني تحت قانونِهِ وسلطتِهِ يقتضي مني بأقل المنطِقِ والعقلِ والفطرة الإقرار بان أكون منفِّذاً لقانونِهِ وسُلْطَتِهِ ... إذاً بكوني خليفة الملكِ يقتضي مني بدهِيّاً أن أعمر وأنشىء وأأسس وأبدع بما يتفِق مع قوانين الملِك .. الطاعة لقانونِهِ نتيجة حتمية للخلافة .. والطاعة لقانونِ اللهِ عبادة , وهي هنا نتيجة حتْمِيّة للخلق .. فالخلق يتبعه العبادة (عبادة الطاعة لقانون الخالق) يتواجدانِ معاً .. لم نُخلَق ثم فُرِضَت العبادة لأنه وُجِد أنها نافِعة .. بل العبادة نتيجة حتمية ...

          لِذا السؤال القائِل "هل الله محتاجٌ لعبادتِنا؟" .. فيهِ نظر .. لأن العبادة شيء فطري نشأ بالخلق... شيء فطري يقره العقل ويقبله بمجرد أنك تابِع لقانونِه وساكن على أرضِهِ وتتنفس تحت سمائِه.

          المنطِق لا يرفض , بل يقر طاعة المملوك لمالكه .. ويقر طاعة الوزير لرئيسه .. ويقر طاعة الولاةِ لملكهم ...

          فحين خلق الله آدم فإنه خلقه ليكون هو وبنيهِ خليفة في الأرض ..

          فيقول تعالى مخاطِباً ملائِكتَهُ " إني جاعِلٌ في الأرضِ خليفة "

          وقال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ} .

          وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ}

          وقال تعالى: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ}. ونحو ذلك من الآيات.

          إذاً بخلق الله لي خليفة على الأرض يقتضي العبادة التي تأتي بمعنى طاعة قوانينه وتنفيذها في أرضِه...

          وهكذا فإن هذا النوع من الطاعة (العبادة) منطقياً مقبول .


          نأتي لنقطة أخرى وهي أن قوانين الله الطبيعية سارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..

          لا تتأثر بمحاولة عصيان آدمي لهذا القانون او اعتِراضِهِ عليها .. لأن آخرة هذا العاصي هي الموت ثم يكون تراباً ولا حول له ولا قوة ... ويظل قانون الله مستمراً ..

          إذاً فالله غير محتاجٍ لأن يعبدهُ أحد .. لأن قانونه بالفعل سارٍ رضي الإنسان أم كفر .. والإنسان عبد لله بخلافتهِ على أرضِه وتحت سيطرةِ قانونه الكوني.




          يتبع


          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          ثانِياً : العبادة على العلم , و العبادةِ دون علم.

          هذا النوع من العبادة يشملُ ما تعنيه أخي الكريمMemories , وهو العبادة كما نفهمها بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ والإستِغفار ..



          أ) العبادة بالتسبيح والإستغفار .. عبادة الطاعةِ .. أهي التي لأجلها وحدها خلقنا الله؟!!

          فلو كانت هذه العبادةُ هي أصل خلق الإنسانِ وحدها , فتكون حجة واهية وأمر مردود ... لماذا؟!

          لأن الملائِكة - كما يؤمن المُسْلِمون - بالفعل خلقوا قبلنا يعبدون الله ويسبحونه ويستغفرونه ..!!

          لو كان الله محتاجٌ لعبادتِنا هذه فقد خلق الملائِكة يقومون فعلاً بهذه العبادة .. إذاً هناك بالتأكيد غاية أخرى .. ماهي هذه الغاية .. تعال نستوضحها بقراءة ما قاله الملائكة لله ..حين أخبرهم أنه سيجعل في الأرض خليفة .. فقالوا " أتجعل فيها من يفسِد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدِكَ ونقدس لك" .. إذاً هم يتحدثون كما تتحدث أنت ... لولا أنهم يتحدثون بإيمان وبسؤال استكشافٍ عن الحكمة بعكس من يتحدث بنفي واعتراض وعصيان ..

          الملائكة يتسائلون عن الحكمةِ من أن يضع الله على الأرض خليفة ..

          فيقولون : إن كنا نحن نعبُدك لا نُشرِك بك شيْئاً .. ما الحِكمة من خلق آدم واستخلافِهِ على الأرض إذاً ؟!!

          " أتجعل فيها من يفسِد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدِكَ ونقدس لك؟"


          فهل أقر لهم قولهم ؟!! .. لا ..

          بل قال "إني أعلم ما لا تعلمون".


          فلو كان الهدف هو العبادة كما تفهمها ياMemories , أو كما يتعبدها الملائِكة , لأقر لهم قولهم .. ولأجابهم بالتصديقِ على تساؤلِهِم ..

          ولكنه بين لهم ما خفِيَ عنهم .. بين لهم أن هناك حكمةٌ أخرى يعلمها ولا يعلمونها .. "العلم" ... والعلم عبادة.





          ب) العبادة بالعلم حكمةٌ أخرى وضعها الله في بني آدم وحدهم :

          يقول تعالى " إني أعلم ما لا تعلمون . وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائِكةِ فقال . أنبِئوني بأسماء هؤلاءِ إن كنتم صادِقين , قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم . قال يا آدم أنبِئهم بأسمائِهِم فلما أنبأهم بأسمائِهِم . قال ألم أقل لكم اني اعلم غيب السماوات والأرضِ وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "


          فهنا بيّن الله لملائِكتِه أنه لا يريد خليفة يعبده ويسجد له ويسبحه كما يفعل الملائِكة وكفى, بل يريد خليفةٍ يعلمه الله العلم , ليعمر الأرض بالعلم , وبقانون الله وبعلم الله ...

          خليفة يعمل بالعلم ويتعبد اللهَ بالعلم .. خليفة يعلم ما لا تعلمه الملائِكة ...


          يقول صلى الله عليهِ وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب"

          ويقول الله تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " ..

          كفى أنه بالعلم سجدت جباه الملائِكةِ لآدم بأمر الله .. كرمه الله بالعلم .. والعلم عبادة.



          إذاً كرّم الله عزّ وجل بني آدم على كثيرٍ ممن خلق .. بنعمة العلْمِ والعقل, وهنا فإن استِخدام هذا العلمِ الإلهي في إعمار الكون والإستِخلافِ عليهِ عبادة ..

          وتكون هنا هذه العبادة أمر طبيعي , بدهي , لا يرفضُه عاقِل...




          هل عبادة الله بالعلم تعود بالفائِدة أو النفع على الله في شيء ؟!!!

          نأتي الآن لنقطة بخصوص عبادة الله بالعلم .. فأنت مثلاً تركُضُ ركْضاً خلف العلم لتتعلم , وهكذا أنا وكل انسان ينعم بالعقل , هل يعود هذا بالفائِدةِ على الله شيْئاً ؟! .. بالطبع لا... كله أولاً وآخراً للإنْسان.

          بالعلم يسمو الإنسان ويعلو على أقرانه وترتفع درجته .. العلم مفخرة والجهل قهر ومعثرة ..


          فهل عبادة الله بالعلم تفيدُهُ هو أم تفيدنا نحن؟!! ..

          بل تفيدنا نحن .. أنت مخير ما بيْن عمارة الأرضِ بالجهل وما بين عمارتها بما علمك الله من علم وبما أنعمه عليكَ من العقل الذي شرفك الله به.


          انتهيْنا من هذه النقطة ..؟

          فيكون للمرة الثانية عبادة الله بالعلم أمر بدهي , ولا حاجة لله فيهِ بل نحن المحتاجون إليهِ.


          إذاً حين خلقنا الله فإنه أوجب علينا عباداتٍ لا تعود بالنفع إلا علينا وهما في حقيقتِهِما نعمتيْنِ وتشْريفيْنِ .. عرفنا منها نوْعيْنِ حتى الآن :
          1- عبادة الإسْتِخلاف .

          2- العلم.




          ننتقِل إذاً إلى توابِعِ العلم والإسْتِخلاف .. ويتبع



          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          الإستِخلاف في الأرضِ وما يترتب عليْهِ :

          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          ظهر الإنسان على الأرض , وقد حظيَ بشرف عبادتيْنِ وهما ( الإستخلاف على الأرض , والعلم ) ..


          من المفترَضِ إذاً أن يعمر الأرض بهاتيْنِ العبادتيْنِ ...
          1- عبادة التكليف في اعمار الأرض حسْبِ قانون الله الواحِدِ , فهو خليفتُه , عبده وتابِعٌ له ..

          2- وعبادة طاعتِهِ باستِخْدامِ العلم ..


          ولكِن الإنسان مخير لا مُسير : فمن اختار الباطِلَ من يمنعه؟.. ومن يختار الخير من يمنعه؟ ..

          لو تركها الله لأنفسنا لحكم الشر إلى أبد الآبدين .. قطعاً سيتنكر الإنسان لخالِقِه .. ويتنكر لقانونِهِ .. ويجور على خلْقِهِ .. قانون غابٍ لا يحْكمه تشريع ..


          فهل يتْرُك الله الأمر سُدى؟!!

          لم يترك الله الأمر سُدى .. بل أحكَمَ كل شيْ .. وهنا يأتي النوع الثالث من أنواع العبادة .. ليضمن سلامة النوْعيْنِ السابقين ..



          عبادة الله وحده واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه
          1- خلق الفطرة السليمة في قلبِ كل إنسانٍ لتدله على الخير وتنهاه عن الشر.

          2- أرسل الرسل مبشرين ومنذرين , يذكرون بقانون الله وتوحيدِهِ وتشريعِه .. حثّ على اتباع قانونه وتذكرتهم بأنهم خلفاء لواحِدٍ أحدٍ .

          3- ووضع الثواب والعقاب لمن يُخالِف قانونه أو يُشرِك به أحداً .. وكان الثواب والعقاب هو قمة العدل الربانيِّ فقال تعالى " { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } وَقَالَ : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } وَقَالَ : { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }

          4- خلق الموت والحياة .. ليكون بعد الموتِ نتيجة الإمتحان لمن أساء وفسد وتجبر , ولمن أطاع وعبد وتدبر .. " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " . فمن يخالف قانون الله وتشريعه ويعيث في الأرضِ فساداً له النار بعد الموت . ومن يتبع الله في شرعته وقانونه ويدين بخلافتِهِ على الأرضِ لواحِدٍ أحدٍ .. له الجنةُ بعد الموت ..
          بقانون الله وتشريعِهِ وعبادتِهِ , تأمن أنت على نفسِك وأهلِك وأمك وزوْجِك من شر كل ذي شر .. تأمن من شر قانون الغاب, بتجريم السرقةِ, بتجريمِ الزنا, القتل, شهادة الزور, عقوق الوالدين, الغيبة, النميمة, تستمتع بالأمن والأمان .. وتستمتِع بعمارةِ الأرضِ بالعلم... وحينَ يُغرَس في نفوس العباد أن هناك رقيبٌ عليْهِم... حين يتكلف خليفة الله على الأرض بالحكم بين الناس بالعدلِ وبما أمر الله ... ومن أساء يعاقب , ومن أحسن يُجازى .. هنا تستقيم الحياة وتستقيم عمارة الأرض .. وينحسر الفساد.


          لِذا لم تكُن العبادة متمثِّلَةً في " القوانين والتشريعات والطاعات والنواهي" ذات فائِدة تعود على الله بالنفعِ في شيْء ..

          بل المنتفِعُ منها أولاً وأخيراً هو الإنسان .. بل سما الله بفكر وعقل الإنسانِ , وراعاه في تشريِعِه بأن يحذره من أن يتوسل إلى حجر أو يتعبد في شجرٍ .. أو يعتقِد في جبل أو بركانٍ يجلب له النفعَ والضرر ..

          كل ما خالف العقل وكل ما يحقر من قيمةِ هذا الإنسان سما بِهِ. فأمره أن لا يعتقِدَ في أي شيء في الطبيعة لا تنفعه وإنما تضره , دعاه إلى أن يوجه معتقدَهُ إلى خالِقِهِ , يجعلهُ لله , وفي الله...


          حتى الإعتقاد الذي قد يُصْرَف لغير الله يحقر من شأنِ الإنسان .. تخيل يا Memories إنسان يعبد في شجر أو يتعبد في بقرة .. ماذا ستقول عنه ؟!! .. انزع عنكَ كل ذلِك لا تعتقد في حجر , ولا في تميمةٍ ولا في تعويذةٍ ولا في ساحِرٍ ولا في جان .. توكل على اللهِ فهو حسْبُك .. تطهير ربانيٌ كامل للخرافاتِ والفكر الخرافي الذي يعوق مسيرة العلم , والبر هانِ والإستِخلافِ على الأرض .. يسمو بفكرِك ويجعلُك أكثر إلتِصاقاً بالحقيقة المطلقة ... الله ... راحة البال وسلامةِ النفس لا ولن تكون إلا إن اتبعت قانون مولاك ... هذا هو المنطِق .. لن تخشى أي شيء بعد ذلِك .. فيهنأ لك العيْش على الأرض .. تطهير من التواكل بالتوكُّل .. تطهيرُ بالعلم والعمل والإيمان.. من الخرافة والجهل والهذيان.




          ولكِن الإنسان أكثر شيء جدلاً ..

          فجادل في وجود الله .. وكفر بالله وجاهر بالمعصية .. وتحدى فكرة البعث والحساب .. وتحدى قانون الله .. واخترع الديانات .. وألَّه أخوه الإنسان .. وحرف ما شرع الله .. فجادلهم الله بالبينات والحجج الواضِحاتٍ ومن حاجه عليْهِ أن يلْزَم ... أو لينتظِر إلى يومِ يُبْعثون.

          فمن يدعو غير الله من وثن أو حجر يقول الله له : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ } وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } ..

          ولكل من تجبر على قانونِ الله واعتقَد في إلهٍ مع الله .. يقول له { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }.

          ولكل من نسي أمر الله وعبادة الله يقول له الله { وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ }



          نخْلُص مما سبق أن عبادة الله لا تعود بالنفعِ إلا على الإنْسانِ وحده ... سواءاً كانت:
          1- عبادة الله بتوحيدِهِ
          2- أو بالإستِخلاف في لأرضِ بالعلم وبالعمل.
          3- أو باتباع تشريعِ الله وقانونه الذي يكون منهجَ حياةٍ ونور يستنير به.



          ونستنتِجُ مما سبَق :

          أن اللهُ غنِيٌّ عن عِبادتِنا, وما تزيد ولا تُنقِص عبادتنا له في ملكِهِ شيْئاً... وإنما "العبادة لله" لنا نحْنُ , الفائِدةُ منها لا تعود إلا عليْنا نحنُ , ففي "اتباع اوامِرِهِ وقوانينِهِ" صلاح لنا , وفي "اجتنابِ ما نهى عنهُ " أمانٌ لنا مما فيهِ فسادُنا. هذا كله هو عبادة الله .. فكما ترى عملياً لا يوجد منها اي فائِدة يحتاجها الله .. وكما ترى أن الفائِدة والخير كل الخير في عبادتِه , بالعمل, بالإيمان, بتوحيدهِ, بالإلتِصاقِ بقوانينِهِ وتشريعاتِهِ في معاملة النفس ومعاملة الغير .. كل هذا هو العبادة فيقول تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" ...

          لم يأمر اللهُ عبادَهُ بما أمرهم به من طاعاتٍ لحاجته إليه .. ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا منه .. بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم .. ولِذا يقولُ الله عزَّ وجلَّ في الحديثِ القُدُسِيِّ :

          " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحدمنكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانواعلى أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركموإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مماعندي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أدخل البحر" رواه مسلم.
          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله

          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          أولاً : ما هو مفهوم العبادة المقصودةِ عندك؟

          هل العبادة هي الصلاة والصوم والحج , فقط ؟ ... لا ..

          حين سألت سؤالَكَ هل الله محتاجٌ لعبادتِنا ... فإنك حصرت وضيقت العبادة في نوع واحد من أنواع العبادة .. وهي أداء الفرائضِ مِن صلاةٍ وصيامٍ .. وليْس هذا هو معنى العبادةِ الوحيد .. فهناكَ عبادة الطاعة والولاء والخضوع ... عبادة الإستِخلاف .. فمجرد الإستِخلاف على الشيءِ عبادة بالطاعة والولاءِ والخضوع .. وهناك التعبد بالعلم , وتعلمِهِ .. وهي عبادة لله وإقرار بعلمِهِ .. لأن العبادة هو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ..


          فلديْنا إذاً أمْثِلَةٍ للعبادة غير الصلاة والصوم والفروض .. سأكتفي بثلاثٍ منها ..
          1- العبادة بالإستِخلافِ.
          2- العبادة بالعلم وهي أفضل من العبادةِ دون علم.
          3- العبادة بأداء الفروض والواجِبات.
          مع ملاحظةِ أن هذه العبادات صحيحة من كونها عبادات إلا أن هذا التقسيم ليس هو تقسيم أهل السنة والجماعة وتعريفهم لمعنى العبادة .. فهو تقسيم لا يدرج جميع أنواع العبادات تحت هذه الأقسام .. وإنما هذا التقسيم وهذا الحديث في مقام الجدل المنطقي الذي طلبتهُ مني .. فيما يخص قضية الخلق.



          أولاً: عبادة الإستِخلاف :

          قال تعالى للملائِكةِ حينَ أراد خلق آدم " إني جاعِلٌ في الأرْضِ خليفة" .. أي أن الله خلق آدم لعمارة الأرضِ والإسْتِخلافِ عليها.

          منطِقياً : ونضرب مثلاً على ذلِك -ولله المثلُ الأعلى - فإن كنت ملِكاً وعينت واليا على قرية أو بلدة , فإن هذا الوالي خليفتي فيها .. ومعنى خليفتي , أي أنه المسئول عن فعل كل شيءٍ تحت قانوني وسُلطتي...

          وهكذا فكوني خليفة الله على أرضِه وتحت سمائِه .. وكوني تحت قانونِهِ وسلطتِهِ يقتضي مني بأقل المنطِقِ والعقلِ والفطرة الإقرار بان أكون منفِّذاً لقانونِهِ وسُلْطَتِهِ ... إذاً بكوني خليفة الملكِ يقتضي مني بدهِيّاً أن أعمر وأنشىء وأأسس وأبدع بما يتفِق مع قوانين الملِك .. الطاعة لقانونِهِ نتيجة حتمية للخلافة .. والطاعة لقانونِ اللهِ عبادة , وهي هنا نتيجة حتْمِيّة للخلق .. فالخلق يتبعه العبادة (عبادة الطاعة لقانون الخالق) يتواجدانِ معاً .. لم نُخلَق ثم فُرِضَت العبادة لأنه وُجِد أنها نافِعة .. بل العبادة نتيجة حتمية ...

          لِذا السؤال القائِل "هل الله محتاجٌ لعبادتِنا؟" .. فيهِ نظر .. لأن العبادة شيء فطري نشأ بالخلق... شيء فطري يقره العقل ويقبله بمجرد أنك تابِع لقانونِه وساكن على أرضِهِ وتتنفس تحت سمائِه.

          المنطِق لا يرفض , بل يقر طاعة المملوك لمالكه .. ويقر طاعة الوزير لرئيسه .. ويقر طاعة الولاةِ لملكهم ...

          فحين خلق الله آدم فإنه خلقه ليكون هو وبنيهِ خليفة في الأرض ..

          فيقول تعالى مخاطِباً ملائِكتَهُ " إني جاعِلٌ في الأرضِ خليفة "

          وقال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ} .

          وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ}

          وقال تعالى: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ}. ونحو ذلك من الآيات.

          إذاً بخلق الله لي خليفة على الأرض يقتضي العبادة التي تأتي بمعنى طاعة قوانينه وتنفيذها في أرضِه...

          وهكذا فإن هذا النوع من الطاعة (العبادة) منطقياً مقبول .


          نأتي لنقطة أخرى وهي أن قوانين الله الطبيعية سارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..

          لا تتأثر بمحاولة عصيان آدمي لهذا القانون او اعتِراضِهِ عليها .. لأن آخرة هذا العاصي هي الموت ثم يكون تراباً ولا حول له ولا قوة ... ويظل قانون الله مستمراً ..

          إذاً فالله غير محتاجٍ لأن يعبدهُ أحد .. لأن قانونه بالفعل سارٍ رضي الإنسان أم كفر .. والإنسان عبد لله بخلافتهِ على أرضِه وتحت سيطرةِ قانونه الكوني.




          يتبع


          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          ثانِياً : العبادة على العلم , و العبادةِ دون علم.

          هذا النوع من العبادة يشملُ ما تعنيه أخي الكريمMemories , وهو العبادة كما نفهمها بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ والإستِغفار ..



          أ) العبادة بالتسبيح والإستغفار .. عبادة الطاعةِ .. أهي التي لأجلها وحدها خلقنا الله؟!!

          فلو كانت هذه العبادةُ هي أصل خلق الإنسانِ وحدها , فتكون حجة واهية وأمر مردود ... لماذا؟!

          لأن الملائِكة - كما يؤمن المُسْلِمون - بالفعل خلقوا قبلنا يعبدون الله ويسبحونه ويستغفرونه ..!!

          لو كان الله محتاجٌ لعبادتِنا هذه فقد خلق الملائِكة يقومون فعلاً بهذه العبادة .. إذاً هناك بالتأكيد غاية أخرى .. ماهي هذه الغاية .. تعال نستوضحها بقراءة ما قاله الملائكة لله ..حين أخبرهم أنه سيجعل في الأرض خليفة .. فقالوا " أتجعل فيها من يفسِد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدِكَ ونقدس لك" .. إذاً هم يتحدثون كما تتحدث أنت ... لولا أنهم يتحدثون بإيمان وبسؤال استكشافٍ عن الحكمة بعكس من يتحدث بنفي واعتراض وعصيان ..

          الملائكة يتسائلون عن الحكمةِ من أن يضع الله على الأرض خليفة ..

          فيقولون : إن كنا نحن نعبُدك لا نُشرِك بك شيْئاً .. ما الحِكمة من خلق آدم واستخلافِهِ على الأرض إذاً ؟!!

          " أتجعل فيها من يفسِد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدِكَ ونقدس لك؟"


          فهل أقر لهم قولهم ؟!! .. لا ..

          بل قال "إني أعلم ما لا تعلمون".


          فلو كان الهدف هو العبادة كما تفهمها ياMemories , أو كما يتعبدها الملائِكة , لأقر لهم قولهم .. ولأجابهم بالتصديقِ على تساؤلِهِم ..

          ولكنه بين لهم ما خفِيَ عنهم .. بين لهم أن هناك حكمةٌ أخرى يعلمها ولا يعلمونها .. "العلم" ... والعلم عبادة.





          ب) العبادة بالعلم حكمةٌ أخرى وضعها الله في بني آدم وحدهم :

          يقول تعالى " إني أعلم ما لا تعلمون . وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائِكةِ فقال . أنبِئوني بأسماء هؤلاءِ إن كنتم صادِقين , قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم . قال يا آدم أنبِئهم بأسمائِهِم فلما أنبأهم بأسمائِهِم . قال ألم أقل لكم اني اعلم غيب السماوات والأرضِ وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "


          فهنا بيّن الله لملائِكتِه أنه لا يريد خليفة يعبده ويسجد له ويسبحه كما يفعل الملائِكة وكفى, بل يريد خليفةٍ يعلمه الله العلم , ليعمر الأرض بالعلم , وبقانون الله وبعلم الله ...

          خليفة يعمل بالعلم ويتعبد اللهَ بالعلم .. خليفة يعلم ما لا تعلمه الملائِكة ...


          يقول صلى الله عليهِ وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب"

          ويقول الله تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " ..

          كفى أنه بالعلم سجدت جباه الملائِكةِ لآدم بأمر الله .. كرمه الله بالعلم .. والعلم عبادة.



          إذاً كرّم الله عزّ وجل بني آدم على كثيرٍ ممن خلق .. بنعمة العلْمِ والعقل, وهنا فإن استِخدام هذا العلمِ الإلهي في إعمار الكون والإستِخلافِ عليهِ عبادة ..

          وتكون هنا هذه العبادة أمر طبيعي , بدهي , لا يرفضُه عاقِل...




          هل عبادة الله بالعلم تعود بالفائِدة أو النفع على الله في شيء ؟!!!

          نأتي الآن لنقطة بخصوص عبادة الله بالعلم .. فأنت مثلاً تركُضُ ركْضاً خلف العلم لتتعلم , وهكذا أنا وكل انسان ينعم بالعقل , هل يعود هذا بالفائِدةِ على الله شيْئاً ؟! .. بالطبع لا... كله أولاً وآخراً للإنْسان.

          بالعلم يسمو الإنسان ويعلو على أقرانه وترتفع درجته .. العلم مفخرة والجهل قهر ومعثرة ..


          فهل عبادة الله بالعلم تفيدُهُ هو أم تفيدنا نحن؟!! ..

          بل تفيدنا نحن .. أنت مخير ما بيْن عمارة الأرضِ بالجهل وما بين عمارتها بما علمك الله من علم وبما أنعمه عليكَ من العقل الذي شرفك الله به.


          انتهيْنا من هذه النقطة ..؟

          فيكون للمرة الثانية عبادة الله بالعلم أمر بدهي , ولا حاجة لله فيهِ بل نحن المحتاجون إليهِ.


          إذاً حين خلقنا الله فإنه أوجب علينا عباداتٍ لا تعود بالنفع إلا علينا وهما في حقيقتِهِما نعمتيْنِ وتشْريفيْنِ .. عرفنا منها نوْعيْنِ حتى الآن :
          1- عبادة الإسْتِخلاف .

          2- العلم.




          ننتقِل إذاً إلى توابِعِ العلم والإسْتِخلاف .. ويتبع



          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          وأما الشق الثاني من سؤالِك :



          تعليقُكَ من شقين:

          1- أنعبده لأننا نحتاج إلى جنتِهِ ؟!!!!
          2- لماذا لا يقدم خدمات مجانية فهو كريم ويأمر بالكرم؟




          1- أنعبده لأننا نحتاج إلى جنتِهِ .. ؟!!!!

          إن راجعْتَ الجواب الإسلامي أعلاه .. ستجِد أنني لم أقل قط أننا يجِب أن نعبُد الله لأننا محتاجون إلى جنتِهِ ...

          وإن كنا فعلاً محتاجون إلى جنتِهِ... ولكننا محتاجون إلى عبادتِه قبل أن نحتاج جنته.



          لم نقل قط أننا يجِب أن نعبُد الله لأننا محتاجون إلى جنتِهِ .. وإنما محتاجون أولاً إلى عبادتِه.


          يجِب أن نعبد الله لأننا بالفعل محتاجون لعبادتِهِ ..

          يجب أن اعبده لأنني محتاج إلى قانونه لأني على أرضِه ..
          يجب أن اعبده لأنني محتاجٌ إلى رِزْقِهِ وتوفيقِهِ لكي أعمر هذه الدنيا ..
          يجب أن اعبده لأنني محتاجٌ إلى قانونِهِ ليحميني من شر عبيدِهِ ..
          يجب أن اعبده لأنني محتاجٌ إلى توحيدِهِ لسمو عقلي وعقيدتي
          يجب أن اعبده لأنه يستحِق كل الحمدِ والشكرِ, أن اختارني لهذه النعمةِ وهذا السمو.
          يجب أن اعبدهلأنه وحده الأحق بالعبادةِ ..



          أما جنته وناره فقد وضعها الله كثواب أو عقاب منه لنا ..

          فمن لم يعبُد الله ... فليعبُدهُ خوفاً من ناره ..

          وليعبده كذلِك حبٍاً فيه وطمعاً في لقائِه ..

          و ليعبده كذلِكَ خشيةً منه.

          وليعبده طمعاً في رؤْيَةِ وجهِهِ.

          وليعبدهُ رجاءاً في جنتهِ ..

          ومن حُرِم في الدنيا لأجل الله .. أو حرم نفسه من شهوتها لله , فليحتسِب للآخِرة .. وأجره على الله.


          وأكبر وأعظم من هؤلاءِ جميعاً من عبد الله على علمٍ .. فسيعبده محققاً كل أنواع العبودية ..

          سيوصله العلم إلى : حب الله وشكر الله, والخشية من اللهِ , والطمع والرجاء في فضلِ الله , وجنة الله, والخوف من عذابِ اللهِ, وغضبِ الله.





          2- لماذا لا يقدم خدمات مجانية فهو كريم ويأمر بالكرم؟

          أما بالنسبة لكرمِ الله , أن يتكرم بجنتِهِ دون عبادة ... فأقول لك .. أن العبادةَ قد أيقنا سوياً أنه لا يُمْكِن الاستغناء عنها.

          تعالى نحسِبها معاً حساب آخر ... لو أن الله عز وجل اكتفى بأن يجعل من آمن وعبدهُ "تراباً " ويعصمه من عذاب النار الذي سيعذب به من كفر .. لكان هذا نعمة وفضل وكرم وجود ومنة من الله ..

          ولكِن الله عز وجل لأنه كريم وأكرم مما تتصور .. فقد جعل لك الجنة وأقل منزلةٍ فيها لك فيها مِثْل كوكبِ الأرضِ وزيادة ..

          فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمِعَت ولا خطر على بال بشر .. خالدين مخلدين فيها ...



          وأسأل الله تعالى لك الهدى والسداد وأن يرزقك الحق حيْثُ كان

          انتهى جواب سؤالِك الأول.






          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 أسابيع
          رد 1
          34 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
          ردود 0
          34 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
          ردود 0
          19 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
          ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
          ردود 0
          35 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة mohamed faid
          بواسطة mohamed faid
           
          ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
          رد 1
          27 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
           
          يعمل...
          X