من المتحدث في الآية -اظهار اعجاز القرآن-...

تقليص

عن الكاتب

تقليص

هشامـ مسلم اكتشف المزيد حول هشامـ
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من المتحدث في الآية -اظهار اعجاز القرآن-...

    من المتحدث في الآية -
    التساؤلاتِ والإسْتِفسارات حول الإسْلام والنصرانية


    أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ سورة هود الآية الثانية
    الله (تعالى) هو المتحدث في القرآن لكن يتضح في هذه الآية غير ذلك فالضمير في "إنني" بالتأكيد عائد علي الرسول (صلى الله عليه وسلم)
    وفي نفس الوقت لا يمكن ان يكون اسلوب التفات
    فهل المتحدث هو الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ برجاء التوضيح

  • #2
    رد: من المتحدث في الآية ...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    انظر معي يا اخي الكريم في هذه الآيات المتتابعة :


    قال الله تعالى من آخر سورة يونس :
    [فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)

    سورة هود
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) ]

    ستجد ان اتجاه الخطاب حتى من قبل الدخول على سورة هود كان موجها فيه الخطاب الى رسول الله صل الله عليه وسلم
    (وكذا أكثر سياقات القرآن الكريم حيث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل عيه القرآن الكريم شاهدا وممثلا عن جميع امته)

    ثم لما ابتدأت سورة هود بعد توجيه الخطابات المتتالية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم -وامته ضمنا من ورائه-

    انتقل كلام الله سبحانه وتعالى موجها خطابه لبقية الحضور المخاطبين ضمنيا -من امة محمد صلى الله عليه وسلم-
    في سياق على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (حيث انه رسول هذه الأمه والمكلف بايصال الرسالة لهم) وكذلك
    في لطيفة جميلة من لطائف البلاغة القرآنية وهي ان سيدنا محمد يعتبر مبلغ لأمته -ضمنيا- بمجرد قراءة هذه السورة
    وقت تنزيلها عليه على المؤمنين من امته من حوله -فأخذه الله سبحانه وتعالى كمبلغ في الاعتبار ضمن السياق فتكلم
    على لسانه- فحققت عدة معاني للجملة كالتالي :

    "أَلَّا تَعْبُدُوا" يا امة محمد ، الا الله ،،
    1-قد نفهمها :
    "إِنَّنِي لَكُمْ" أنا من ؟؟؟ =>
    أنا الله حددتها كلمة
    "منه"
    "لَكُمْ" الآن أيها المستمعين من امته
    "منه" اى من طريق رسول الله -اى عن طريقه- الذي أمامكم وبين ايديكم ومعلمه لكم
    "نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ" بما في رسالته (الدين) من نذر وبشارات

    اى انا الله عز وجل القائل ضمنا ومن بيده تحقيق كل ذلك من نذر وبشارات على الحقيقة وعن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم
    اوصل لكم هذه النذر والبشارات محكمة ومفصلة بكتاب الله الذي تتلونه بين أيديكم


    2-
    وكذلك قد نفهمها :
    "إِنَّنِي" أنا من ؟؟؟ =>
    أنا رسول الله
    حددتها كلمة "منه"
    "لَكُمْ" الآن أيها المستمعين من امته
    "منه" اى من الله ومن كتاب الله المتحدث بكلامه (المحكم والمفصل ذكره آنفا)

    "نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ" بما في رسالته (الدين) من نذر وبشارات

    اى انا كمحمد -رسولكم يا ايها المؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وسلم كقارئ ومبلغ لكم بهذه السورة والآية لكم الآن-
    "لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ" اى لكم منه منذر ومبشر (كرسول من الله لكم) هذا لأهله من امتي وهذا لأهله ممن استحقه امتي بكتاب
    الله المحكم والمفصل الذي تتلونه بين أيديكم

    فحققت الآية كلام المعنيين مع بعضهما البعض فكأن هذا السياق اللطيف لاعتبار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كقارئ
    ومبلغ للقرآن الكريم في بداية هذه السورة قد حقق عدة فوائد و منها على سبيل الفائدة لا الحصر :

    - شهادة من الله سبحانه وتعالى على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ رسالة الله الواصلة اليه بأمانة شديدة وكبيرة
    حتى ان كلامه نفسه وقت تلك الآية كان يعتبر هو نفسه كلام الله سبحانه وتعالى الى امته أيضا تماما كما وصله وهي شهادة
    مستقبلية وبشارة تطمين ومباركة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على تبليغه ،، وكأنه قد اصبح منبرا للحق يخاطب الله منه
    مباشرة من ورائه من امته كرسول ومبلغ لهم عليه افضل الصلاة واتم التسليم دون تقصير .

    وتلك الصيغة في الخطاب ليست بغريبة علينا اجمالا فلطالما قرأنا مثلها ايضا في الحديث الشريف ايضا :
    أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان في مغزًى لهُ . فأفاء اللهُ عليهِ . فقال لأصحابِه " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : لا . قال " لكني أفقدُ جليبيبًا . فاطلبوهُ " فطُلِبَ في القتلى . فوجدوهُ إلى جنبِ سبعةٍ قد قتلهم . ثم قتلوهُ . فأتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوقف عليهِ . فقال " قتل سبعةً . ثم قتلوهُ . هذا مني وأنا منه . هذا مني وأنا منه " قال فوضعَه على ساعديْهِ . ليس لهُ إلا ساعدا النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال فحُفِرَ لهُ ووُضِعَ في قبرِه . ولم يذكر غُسلًا .

    الراوي : أبو برزة الأسلمي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

    الصفحة أو الرقم: 2472 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    فكان المعنى -أي مدحا له وفخارا به وفي تصديقه العملي في الشدة في الحق والثبات على المنهج حتى انه يجمعه بنفسه صلى الله عليه وسلم في تلك القضايا المقصودة-

    - اعتبار الله لوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم كرامة كبيرة جدا وفضل من الله له صلى الله عليه وسلم ،، تماما ككرامة
    اقران اسم رسول الله الى جوار اسم الله في الشهادتين "لا اله الا الله محمد رسول الله" فهذا تأكيد و تحقيق لذلك الفضل .

    - ان انتقال الله من الخطاب بسياقه من كونه موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والى امته معه ضمنا ،، الى كون الخطاب
    اصبح موجه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الى امته مباشرة به اشاره الى ان الرسل مهما كانت مكانتها عند الله عز وجل
    ما كان لها ابدا ان تخالف كلام الله واوامره لهم قيد انمله حتى انه أصبح من البداهة بمكان -بحيث لا يحتاج للذكر او التفريق
    بين كلا القائلين لتلك الآية- بحيث يتناسب وهذا الانتقال المباشر والآني في صيغة الخطاب ضمن نفس الآية الكريمة ،،

    - فلا يحق لأحد بعد ذلك ان يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقوله او كان له فيه من ولو من عند نفسه بنصيب من دون الله
    (وهو من هو ؟؟ هو رسول الله الى هذه الامة وسيدها واكثرها فضلا ومكانه عند الله عز وجل) -والعياذ بالله- (كحال كثير من كتب اهل
    الكتاب اليوم لهم ولكتابهم ومترجميهم وتلاميذ المسيح والانبياء والرسل نصيب فيما هو مكتوب) لهذا جرى التأكيد من خلال هذا الشكل
    من الانتقال في سياق التوجيه في الخطاب للتأكيد على حقيقة ان القرآن كله خالصا من كلام الله عز وجل وحده سواء قرأه من قرأه لغيره
    اقتباسا منه فأصبح على لسانه حينها ام لا -بمثال عملي واقعي مباشر وصريح امام امته صلى الله عليه وسلم ليكون لهم اماما ومعلما لهم
    في هذه القضية وتحقيقها فلا يحق لأحد ان يخلط بين القرآن الكريم -ككلام الله عز وجل- وبين كلام غيره معه بعد ذلك ،، (وهذا ما
    قد حدث فعلا من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم جمع القرآن بغيره من المكتوبات كالحديث الشريف وغيره من رقاع وعظام
    وصحف او صحائف او حتى احجار مما كانوا يكتبون عليه وقتها)-.


    هذا والله اعلم ..
    _________________
    للفائدة :
    -
    لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا
    - للوصول للحديث من موقع الدرر السنية

    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق


    • #3
      رد: من المتحدث في الآية ...

      كلنا نؤمن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينطق عن الهوى وانما بوحى من الله عز وجل ؛ وكلمة اننى التى فى الاّية الكريمة هى تثبيت من الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتاْكيد له على انه لا حرج عليه فى ان يقول عن نفسه انه رسول الله وانه بشير ونذير من الله ، اى انه تصريح من الله لرسوله فى ان يقول لهم كلمة (( اننى )) ولا يتحرج منها والزمه بذلك فى الاّية الكريمة ليبلغها للناس ؛ وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكتم اّيات الله
      ----------------------------------------------
      ( ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ( 67 ) )

      يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم باسم الرسالة ، وآمرا له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به ، وقد امتثل صلوات الله وسلامه عليه ذلك ، وقام به أتم القيام .

      قال البخاري عند تفسير هذه الآية : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق عن عائشة قالت : من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب ، الله يقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية .

      هكذا رواه ههنا مختصرا ، وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا . وكذا رواه مسلم في " كتاب الإيمان " والترمذي والنسائي في " كتاب التفسير " من سننهما من طرق ، عن عامر الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع عنها رضي الله عنها .

      وفي الصحيحين عنها أيضا أنها قالت : لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما من القرآن شيئا لكتم هذه الآية : ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) [ الأحزاب : 37 ] .

      وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا عباد عن هارون بن عنترة عن أبيه قال : كنت عند ابن عباس فجاء رجل فقال له : إن ناسا يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس . فقال : ألم تعلم أن الله تعالى قال : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء .

      وهذا إسناد جيد ، وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال : قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن ، وما في هذه الصحيفة . قلت : وما في هذه الصحيفة؟ قال : العقل ، وفكاك الأسير ، وألا يقتل مسلم بكافر . [ ص: 151 ]

      وقال البخاري : قال الزهري : من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم .

      وقد شهدت له أمته ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل ، في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من الصحابة نحو من أربعين ألفا كما ثبت في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ : " أيها الناس ، إنكم مسئولون عني ، فما أنتم قائلون؟ " قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ويقلبها إليهم ويقول : " اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت " .

      وقال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير ، حدثنا فضيل - يعني ابن غزوان - عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " يا أيها الناس ، أي يوم هذا؟ " قالوا : يوم حرام . قال : " أي بلد هذا؟ " قالوا : بلد حرام . قال : " فأي شهر هذا؟ " قالوا : شهر حرام . قال : " فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا " . ثم أعادها مرارا . ثم رفع إصبعه إلى السماء فقال : " اللهم هل بلغت! " مرارا - قال : يقول ابن عباس : والله لوصية إلى ربه عز وجل - ثم قال : " ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " .

      وقد روى البخاري عن علي ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد عن فضيل بن غزوان ، به نحوه .

      وقوله : ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) يعني : وإن لم تؤد إلى الناس ما أرسلتك به ( فما بلغت رسالته ) أي : وقد علم ما يترتب على ذلك لو وقع .

      وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) يعني : إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلغ رسالته .

      وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان ، عن رجل عن مجاهد قال : لما نزلت : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) قال : " يا رب ، كيف أصنع وأنا وحدي؟ يجتمعون علي " . فنزلت ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )

      ورواه ابن جرير من طريق سفيان - وهو الثوري - به .

      وقوله : ( والله يعصمك من الناس ) أي : بلغ أنت رسالتي ، وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على [ ص: 152 ] أعدائك ومظفرك بهم ، فلا تخف ولا تحزن ، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك .

      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الآية يحرس كما قال الإمام أحمد :

      حدثنا يزيد ، حدثنا يحيى قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث : أن عائشة كانت تحدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة ، وهي إلى جنبه ، قالت : فقلت : ما شأنك يا رسول الله؟ قال : " ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة؟ " قالت : فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال : " من هذا؟ " فقال : أنا سعد بن مالك . فقال : " ما جاء بك؟ " قال : جئت لأحرسك يا رسول الله . قالت : فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه . أخرجاه في الصحيحين من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به .

      وفي لفظ : سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة مقدمه المدينة . يعني : على أثر هجرته [ إليها ] بعد دخوله بعائشة رضي الله عنها ، وكان ذلك في سنة ثنتين منها .

      وقال ابن أبي حاتم : حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري - نزيل مصر - حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحارث بن عبيد - يعني أبا قدامة - ، عن الجريري ، عن عبد الله بن شقيق عن عائشة [ رضي الله عنها ] قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية : ( والله يعصمك من الناس ) قالت : فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة ، وقال : " يا أيها الناس ، انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل " .

      وهكذا رواه الترمذي ، عن عبد بن حميد وعن نصر بن علي الجهضمي كلاهما عن مسلم بن إبراهيم به . ثم قال : وهذا حديث غريب .

      وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه ، من طرق مسلم بن إبراهيم به . ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وكذا رواه سعيد بن منصور ، عن الحارث بن عبيد أبي قدامة [ الإيادي ] عن الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة به .

      ثم قال الترمذي : وقد روى بعضهم هذا عن الجريري ، عن ابن شقيق قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس . ولم يذكر عائشة .

      قلت : هكذا رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية وابن مردويه من طريق وهيب كلاهما عن الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلا وقد روي هذا مرسلا عن سعيد بن جبير [ ص: 153 ] ومحمد بن كعب القرظي رواهما ابن جرير والربيع بن أنس رواه ابن مردويه ثم قال :

      حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن رشدين المصري ، حدثنا خالد بن عبد السلام الصدفي ، حدثنا الفضل بن المختار ، عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال : كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت : ( والله يعصمك من الناس ) فترك الحرس .

      حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا حمد بن محمد بن حمد أبو نصر الكاتب البغدادي ، حدثنا كردوس بن محمد الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : كان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه ، فلما نزلت هذه الآية : ( والله يعصمك من الناس ) ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس .

      حدثنا علي بن أبي حامد المديني ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم الأشعري ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن معاوية بن عمار ، حدثنا أبي قال : سمعت أبا الزبير المكي يحدث عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه ، حتى نزلت : ( والله يعصمك من الناس ) فذهب ليبعث معه ، فقال : " يا عم ، إن الله قد عصمني ، لا حاجة لي إلى من تبعث " .

      وهذا حديث غريب وفيه نكارة فإن هذه الآية مدنية ، وهذا الحديث يقتضي أنها مكية .

      ثم قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الحميد الحماني ، عن النضر ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ، فكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه ، حتى نزلت عليه هذه الآية : ( ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) قال : فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال : " إن الله قد عصمني من الجن والإنس " .

      ورواه الطبراني ، عن يعقوب بن غيلان العماني ، عن أبي كريب به .

      [ ص: 154 ]

      وهذا أيضا غريب . والصحيح أن هذه الآية مدنية ، بل هي من أواخر ما نزل بها ، والله أعلم .

      ومن عصمة الله [ عز وجل ] لرسوله حفظه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومعانديها ومترفيها ، مع شدة العداوة والبغضة ونصب المحاربة له ليلا ونهارا ، بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقدره وحكمته العظيمة . فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب إذ كان رئيسا مطاعا كبيرا في قريش وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا شرعية ، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها ، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه ، فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيرا ، ثم قيض الله [ عز وجل ] له الأنصار فبايعوه على الإسلام ، وعلى أن يتحول إلى دارهم - وهي المدينة فلما صار إليها حموه من الأحمر والأسود ، فكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه ، لما كاده اليهود بالسحر حماه الله منهم ، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء ، ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر أعلمه الله به وحماه [ الله ] منه ; ولهذا أشباه كثيرة جدا يطول ذكرها ، فمن ذلك ما ذكره المفسرون عند هذه الآية الكريمة :

      فقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي وغيره قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها . فأتاه أعرابي فاخترط سيفه ثم قال : من يمنعك مني؟ فقال : " الله عز وجل " ، فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف منه ، قال : وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه ، فأنزل الله عز وجل : ( والله يعصمك من الناس )

      وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا موسى بن عبيدة حدثني زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقاع بأعلى نخل ، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه ، فقال غورث بن الحارث من بني النجار : لأقتلن محمدا . فقال له أصحابه : كيف تقتله؟ قال : أقول له : أعطني سيفك . فإذا أعطانيه قتلته به ، قال : فأتاه فقال : يا محمد أعطني سيفك أشيمه . فأعطاه إياه ، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حال الله بينك وبين ما تريد " فأنزل الله ، عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )

      وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقصة " غورث بن الحارث " مشهورة في الصحيح .

      [ ص: 155 ]

      وقال أبو بكر بن مردويه : حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، حدثنا آدم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها ، فينزل تحتها ، فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها ، فجاء رجل فأخذه فقال : يا محمد من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله يمنعني منك ، ضع السيف " . فوضعه ، فأنزل الله ، عز وجل : ( والله يعصمك من الناس )

      وكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه ، عن عبد الله بن محمد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن المؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة به .

      وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة سمعت أبا إسرائيل - يعني الجشمي - سمعت جعدة - هو ابن خالد بن الصمة الجشمي - رضي الله عنه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينا ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول : " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك " . قال : وأتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقال : هذا أراد أن يقتلك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لم ترع ، لم ترع ، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي " .

      وقوله : ( إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) أي : بلغ أنت ، والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، كما قال : ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة : 272 ] وقال ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) [ الرعد : 40 ] .
      المصدر :تفسير ابن كثير - اسلام ويب

      تعليق


      • #4
        رد: من المتحدث في الآية ...

        المشاركة الأصلية بواسطة هشامـ
        الله (تعالى) هو المتحدث في القرآن لكن يتضح في هذه الآية غير ذلك فالضمير في "إنني" بالتأكيد عائد علي الرسول (صلى الله عليه وسلم)
        وفي نفس الوقت لا يمكن ان يكون اسلوب التفات
        فهل المتحدث هو الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ برجاء التوضيح
        يقول الإمام القرطبى: [ألا تعبدوا إلا الله .. قال الكسائى والفراء: أى بألا .. أى أحكمت ثم فصلت بألا تعبدوا إلا الله .. قال الزجاج: لئلا .. أى أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله] .. [الجامع لأحكام القرآن] ..

        ويقول الإمام البيضاوى:
        [ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأ للاغراء على التوحيد أو الأمر بالتبرى من عبادة الغير كأنه قيل: ترك عبادة غير الله .. بمعنى الزموه أو اتركوها تركاً] .. [أنوار التنزيل وأسرار التأويل] ..

        قلتُ: قوله (إننى لكم منه نذير وبشير) عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم ..

        والضمير فيه واضح ..

        فأغنى عن قوله
        (قل) ..

        وهو من الإيجاز البديع ..

        أو يكون المعنى:
        كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير برسالة مفادها: ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير ..

        سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
        بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

        تعليق


        • #5
          رد: من المتحدث في الآية ...

          المشاركة الأصلية بواسطة هشام
          أو يكون المعنى: كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير برسالة مفادها: ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير ..
          ولذلك يقول الإمام الزمخشرى: [أو تكون «أن» مفسرة .. لأنّ فى تفصيل الآيات معنى القول .. كأنه قيل: قال لا تعبدوا إلا الله أو أمركم أن لا تعبدوا إلا الله] .. [الكشاف] ..

          فيكون المعنى: كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير أن لا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير ..

          لأن (ألا) هى إختصار (أن لا) ..

          سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
          بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

          تعليق


          • #6
            رد: من المتحدث في الآية ...

            ولكن أليس الأولى في الكتابة بداية الآية بـ "قل"
            أو عكس الضمير فيصبح إنه منى بدلاً من كونه إنني منه
            فالمتحدث في القرآن دائما ما يكون الله وأخي هشام أنت قلت أن الضمير عائد علي الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهذا يغني عن كلمة "قل"
            لكن لا يتساوى المعنى في هذه الحالة
            هل هناك أمثلة أخرى لآيات بنفس الطريقة ؟

            تعليق


            • #7
              رد: من المتحدث في الآية ...

              وإن كانت رسالة فمفادها يجب أن يكون إنه لكم مني وليس العكس
              فالمتكلم في بداية الآية هو الله وفجأة يأتي الضمير ويجب أن يكون عائد علي المتكلم

              تعليق


              • #8
                رد: من المتحدث في الآية ...

                ولكن أليس الأولى في الكتابة بداية الآية بـ "قل"
                "ليس أولى بشيء" .

                ان ذكرت "قل" ستكون جائزة كمعنى ولكنها ستكون اقل بلاغيا
                وتقتضي البلاغة بطبيعة الحال الاختصار غير المخل بطبيعتها ما دام ما تم اسقاطه من كلمات مفهوم بداهة .

                وهذا احد اهم مفاهيمها وركائزها فان لم تكن تعرفه فغيره من باب اولى كذلك !!.

                أيضا كلمة "قل" هذه تفتح الباب لتحويل بقية الجملة الى قضية يكون فيها قل ولا تقل وليس امر مفروغ منه
                وغير قابل للنقاش وهو ان الدين منذر ومبشر للجميع ..
                أو عكس الضمير فيصبح إنه منى بدلاً من كونه إنني منه
                "انه مني" => توحي ان اتجاه انتقال المعلومة للناس كالآتي : محمد ، الله ، الناس !! وهذا خطأ ،،
                "انني منه" =>توحي ان اتجاه انتقال المعلومة للناس كالآتي : الله ، محمد ، الناس = وهذا صواب .

                وانت لم تنتبه للمعاني المقصودة هنا في الآية :
                فهذا المعنى الذي تشير انت اليه يعني => انه (فإن قصدت انت القرآن او نحوه) مني
                وكذلك لا حاجة للقائل ان يؤكد على قوله !! ، بلاغيا ايضا لأنه القائل وما يقوله منه بديهيا ..

                لكن معنى الآية البلاغي تضمن معنيين :

                - انني انا الله من الرسول وعن طريقه لكم ايها المؤمنين نذير وبشير
                => الله عز وجل نفسه لكم نذير وبشير (خطاب موجه لعموم الامة)

                - انني انا الرسول من الله لكم نذير وبشير (رسالة موجهة لعموم الامة)
                => سيدنا محمد نفسه نذير وبشير

                وبالتالي من اجمال كلاهما يصبح المعنى ان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كلاهما فيه انذار وتبشير
                في كل شيء من الدين (وليس القرآن فقط كما اشرت او بحسب مقصدك)

                هل هناك أمثلة أخرى لآيات بنفس الطريقة ؟
                نعم الكثير ومنه قول الله تعالى :
                [ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
                غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) ]
                نهاية سورة البقرة

                ايضا استخدم سبحانه وتعالى نفس الاسلوب البلاغي في الانتقال المباشر في صيغة الخطاب من كونه من الله عز وجل الى صيغة الخطاب من قبل المؤمنين ليصلح استخدامه كدعاء أيضا لهم ويكون من أقوالهم على الدوام لأهميته وشدة نفعه للأمة ، امة محمد صلى الله عليه وسلم ..

                وإن كانت رسالة فمفادها يجب أن يكون إنه لكم مني وليس العكس
                بل العكس صحيح :


                الله ورسوله هما المنذرين والمبشرين للأمة ومن تبعهم باحسان من المؤمنين (اهل القدرة والتنفيذ على الانذار والتبشير)
                فالتنذير والتبشير شيء حقيقي يتم انفاذه وليس مجرد شيء يقرأ فحسب ، فيكون أوقع في الأثر واشد تأثيرا كخطر ..

                كما اقول لك بالعامية :
                "شوف انا بحذرك اهو هتعمل حاجة غلط هبهدلك ، صح على عيني " => هذا مني لك انذار وتبشير .
                فالمتكلم في بداية الآية هو الله وفجأة يأتي الضمير ويجب أن يكون عائد علي المتكلم
                ومازال عائد على المتكلم الله سبحانه وتعالى وان كان قد جمع الضمير الرسول معه ايضا فوق ذلك ..
                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                ،،،
                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                أحمد .. مسلم

                تعليق


                • #9
                  رد: من المتحدث في الآية ...

                  في حالة جواز عودة الضمير على الله تعالى
                  برجاء التوضيح " انني انا الله من الرسول وعن طريقه لكم ايها المؤمنين نذير وبشير"
                  فهل الله نذير وبشير أم رسله ؟ أم تقصد ان الله ينذرنا ويبشرنا عن طريق رسله ؟ وإذا كان هذا قصدك فلما كتبت "منه" وليس "به" ؟
                  إذا كان المعني جائز ان الله ينذرنا ويبشرنا عن طريق رسوله اليس المفترض أن تكون
                  إنني به نذير وبشير ؟ أم ما رأيك أخي ؟

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من المتحدث في الآية ...

                    فهل منه تعني عن طريقه من حيث اللغة ؟

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من المتحدث في الآية ...

                      برجاء التوضيح " انني انا الله من الرسول وعن طريقه لكم ايها المؤمنين نذير وبشير"

                      المعنى انني (اني انا الله ، وانا الرسول)
                      منه (من طريق الرسول ، ومن الله)
                      لكم (يا امة محمد)
                      نذير وبشير (من الدين :بما اعلمه لكم من الدين وكتب عليكم في الكتاب)

                      من الذي ينذر ؟؟ الله ، ورسوله
                      من الذي يبشر ؟؟ الله ، ورسوله

                      بماذا ينذر ؟؟ من الدين كله (جميع ما فيه من منذرات)
                      بماذا يبشر ؟؟ ايضا من الدين كله (جميع ما فيه من مبشرات)
                      فهل الله نذير وبشير أم رسله ؟
                      وإلا فكيف ينذرنا الله ويبشرنا الا عن طريق
                      ملائكته و رسله وكتبه ونحو ذلك ؟!!
                      أم تقصد ان الله ينذرنا ويبشرنا عن طريق رسله ؟
                      فهل منه تعني عن طريقه من حيث اللغة ؟

                      نعم .
                      وإذا كان هذا قصدك فلما كتبت "منه" وليس "به" ؟
                      "منه" تؤدي المعنيين معا .
                      "به" لها معنى مخصوص غير بليغ ولا يصلح ويؤدي لمعنى غير مستحب .
                      إذا كان المعني جائز ان الله ينذرنا ويبشرنا عن طريق رسوله اليس المفترض أن تكون
                      إنني به نذير وبشير ؟ أم ما رأيك أخي ؟
                      المعنى لا يستقيم : "به" تقتضي ان يكون القائل حاملا للشيء المراد او مشيرا اليه ،،
                      كأن تمسك العصا للطلاب وتقول لهم : سأضربكم بها -اى العصا- ،،
                      وقطعا انت لا ترى الرسول يمسك بالدين امام الناس وينذر به ويبشر كشيء ملموس !!
                      ولا ترى الله عز وجل كذلك والعياذ بالله من التشبيه وما فيه من شبهات !!

                      لكن عندما تتحدث عن شيء مجمل او عام وضمنه العديد من الامور فتقول "منه" ،،
                      يعني انت تأخذ منه اجزاء فتبشر منها وتأخذ منه اجزاء فتنذر منها وهكذا ..

                      هل وصلك الفرق ؟؟

                      عموما هذا فهمي على ضعف فهمي للغة ،، فاذهب وتعلم اللغة العربية والبلاغة مقدما
                      قبل ان تحاول ان تجري بعقلك في هذه المسائل عن الجهل فتقع في المحظور وتضل
                      دون ان تشعر -والعياذ بالله-.
                      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                      ،،،
                      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                      أحمد .. مسلم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من المتحدث في الآية ...

                        هل يوجد مثال لتوافق كلمة "من" وكلمه "به" في المعني ؟
                        اي مثال شائع يوضح الفكرة
                        وشكرا لك

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من المتحدث في الآية ...

                          كيف يتوافقون في المعنى !! ،، هل قيل انهما مترادفات ؟!!
                          هذه تؤدي معاني وتلك تؤدي معاني مختلفة ..

                          انظر لصندوق الفاكهة هذا
                          فمنه خذ فاكهة سليمة ،،
                          ومنه خذ فاكهة معطوبة ،، والا فلربما أقذفك به فأرتاح ..


                          ما سر تصلب فكرك على كلمة "به" هذه ؟؟
                          فليست موجودة في الآية لتبتلي نفسك بها وما وراءها !!
                          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                          ،،،
                          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                          أحمد .. مسلم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من المتحدث في الآية ...

                            في أحد التفسيرات ذُكر التالي
                            قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ثم فُصّلت بأن لا تعبدوا إلا الله وحده لا شريك له ، وتخلعوا الآلهة والأنداد. ثم قال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل ، يا محمد ، للناس (إنني لكم ) ، من عند الله ، (نذير) ينذركم عقابه على معاصيه وعبادة الأصنام ، (وبشير) ، يبشركم بالجزيل من الثواب على طاعته وإخلاص العبادة والألُوهَةِ له. (18)
                            فهل ذلك جائز من حيث المعني ؟ وفي هذه الحالة في بعض الآيات لم تحذف كلمة قل وهنا حذفت وانا اعلم ان هذا غرض بلاغي فهل تحذف احيانا ويُبقي عليها احيانا بغرض التنويع ؟
                            واعذرني اخي لكني من محبي الفهم واجتهد في عبادتي كي أعبد الله حق عبادته وبفهمي للآيات أستطيع أن أدرك قدرة الله عز وجل أكثر فأكثر

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من المتحدث في الآية ...

                              - "في احد التفسيرات"
                              اذكر اسمه وموقعه في التفسير والسور والآيات الا تريد الاجتهاد في العبادة !!


                              - "فهل ذلك جائز من حيث المعني ؟"
                              نعم هو من ضمن المعاني التى يمكن ان تفهم من النص .

                              - قضية قل والتفاسير وغيرها :

                              نحن نستشهد بالقرآن على التفاسير وليس العكس ،
                              نحن نستشهد بالنصوص الشرعية على التفاسير وليس العكس ،
                              نحن نستشهد بكل معنى لا يخالف الشرع على المعانى التى تخالفه ،
                              نحن يجب ان نكون وقافين على ما يذكر في كتاب الله من نصوص لا نزيد ولا ننقص ولا نفكر في غيره الا لضرورة او سبب
                              لكي لا نترك مساحة للشياطين والاهواء لتلعب فيها في نفوسنا .

                              غاية التفاسير اى تفسير هي ايصال المعاني لك كقارئ ،، وقد تصيب وقد تخطئ ..


                              كلمة "قل" عادة ما تأتي في السياق القرآني ردا على قضايا مطروحة عند الرسول صلى الله عليه وسلم ،، فتأتي كتوجيه له وللأمر بهذه القضية
                              مثل: قوله تعالى : [وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
                              قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ...] سورة الاسراء 85
                              فهنا القضية كانت السؤال عن الروح => فجاء التوجيه بأن قل علمها عند ربي من نحو (الله اعلم) ،،

                              لكن الآية المذكورة اعلاه ليس فيها سؤال او استفسار او ايا من الاسباب الداعية لذكر تلك الكلمة بشكل صريح .

                              - "في بعض الآيات لم تحذف كلمة قل وهنا حذفت وانا اعلم ان هذا غرض بلاغي فهل تحذف احيانا ويُبقي عليها احيانا بغرض التنويع ؟"
                              تنويع ايه ؟!!! -احذر من خطر ما تقول ، اعذرك ان تكلمت بحذر ، فإن لم تتكلم بحذر فكيف اعذرك !!-

                              القرآن كلام الله ليس فيه حرف الا بحكمة وسبب سواء علمناه او لم نعلمه ،،

                              ذكر كلمة "قل" في مواضع أخرى لها ضرورتها كمعنى وكرد على الناس وكبلاغة وغيره .
                              عدم ذكرها هنا أيضا له دلالته كمعنى وكبلاغة فكل حرف مقصود دون غيره .


                              ثم اخبرني :
                              انا اخبرتك ان الآية تحقق معنيين (انذار من الله وانذار من الرسول وكذلك في البشارة)
                              ان انت اضفت كلمة "قل" فهل مازالت الآية تحقق كلا المعنيين ؟؟
                              ام انت فكرت في تحقيق معنى واحد واهملت المعنى الآخر لأسباب اخرى ؟!!

                              ثم اخبرني :
                              ان انت اضفت كلمة "قل" هذه فكيف يستقيم لك النص بوضعها في وسط جملة الخطاب :
                              افعلوا واعملوا ، قل انا كذا وكذا
                              وكأن ما سبق لا يستحق ان تقوله !!
                              او كأن التالي لها يرد على ما سبق !!
                              هذا ليس بلاغيا ولا يستقيم حتى لغويا ،، ويؤدي غير المراد من الجملة اجمالا.

                              اللغة ليست قضية حشر كلمات والبلاغة ليس قضية اسقاطات وتراكمات معاني !!
                              بل هي اساليب ومعاني وكلمات تكمل بعضها بعضا .

                              فاللغة فيها درجات :
                              - درجة الكلام (يطول فيها الكلام او يقصر)
                              مستوى العامة من امثالنا [مستوى الكلمة]
                              - درجة الفصحى (يضاف لها الجمال والتكامل والتأصيل اللغوي والنحوي وغيره من اساليب العربية)
                              مستوى العرب عموما وهم اهل الفصاحة والبيان ايام الرسول صلى الله عليه وسلم [مستوى الاسلوب]
                              - درجة البلاغة (يقصر فيها الكلام ويؤدى معان أكثر فيزداد فيها البيان وتظهر منها الحكمة وتكون ايسر على السامع واطرب للأذن وغيره)
                              مستوى قمم التاريخ العربي والاسلامي من شعراء ومثقفين واهل اللغة ونقاد الفصاحة والبيان [مستوى بديع المعاني والبيان وقصيره]
                              - درجة القرآن الكريم (الوصول لدرجة الكمال والمنتهى في جميع ما سبق فهي السقف لكل ما دونها من الكلام)
                              هنا يتربع القرآن الكريم وحده لأن قائله هو الله سبحانه وتعالى دون منازع
                              [مستوى الابداع والكمال والبديع والتكامل وعلم السابق واللاحق والتحدي في كل شيء فيه وبه القرآن يتحدى الامم الى قيام الساعة وغيره]


                              فان انت لا تستطيع التمييز بين هذه الدرجات ولو من بعيد فلا تعمل رأسك بها الا بعد تعلمها لكي لا تخرج بكلمات تؤدي الى معاني كارثية والعياذ بالله !!
                              شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                              سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                              حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                              ،،،
                              يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                              وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                              وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                              عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                              وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                              أحمد .. مسلم

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 أسابيع
                              رد 1
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                              ردود 0
                              35 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                              رد 1
                              27 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              يعمل...
                              X