اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الفضة مسلمة اكتشف المزيد حول الفضة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

    منقول من منتدى التوحيد



    مقدمة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وبعد
    ربما لا يشتهر في تاريخ نشر المعتقدات في العالم على مر التاريخ إلا معتقدين : الإسلام والنصرانية . وقد نتج عن طريق نشرهما التواجه والمجابهة في كثير من الأحيان . والمجابهة بين الإسلام والنصرانية منذ نشأة الإسلام كانت وما تزال تختلف باختلاف الأزمان والأحوال . وكلاهما له من وسائل المواجهة ونشر معتقده ما سطرت به كتب خلال القرون الطويلة . ولطالما كان الإسلام يعمل على مواجهة التنصير من خلال تقوية إيمان متبعيه من خلال التمسك بالقرآن وحفظه والعلم والتمسك بسنن المصطفى عليه الصلاة والسلام . أي أنه كان يعتمد على التربية الداخلية لمعتنقيه بغض النظر عما تدعوا إليه المعتقدات الأخرى . وفي نشره للإسلام كان أيضاً واضحاً بيناً صريحاً ، فكان دعوته إلى هدم الأوثان ليرى عابدوها أنها ليست أرباباً من دون الله ثم ليدركوا من خلال عقولهم أنهم إليهم لا يرجعون . لقد كان الإسلام يطرح المعتقد واضحاً بالأدلة والبراهين على كافة شعوب الأرض وربما هذا ما جعله أكثر الأديان سرعة في الانتشار في تاريخ البشرية ، ولعل في شهادة ريكولدو دي مونت كروتشي وهو أحد الحاقدين على الإسلام في العصور الوسطى أكبر دليل على ذلك عندما شاهد بأم عينه إقبال المغول على الإسلام حيث علل ذلك بأن " الإسلام أسهل في التصديق والتطبيق " (1).

    وإن شئنا المقارنة مع النصرانية ولا نعني بها طبعاً ديانة المسيح ، فهو منها براء . وإنما الديانة التي انحرفت عن طريقها فألهت البشر وعبدت أتباعها للصليب وقدست الأفراد بل والصور والتماثيل . فالمقارنة كانت جلية لما سلكه بعض أبناء النصرانية في سبيل نشرها أو حماية أبناءها من الإسلام . لقد كان الإسلام دائماً ومنذ بعث الله محمد عليه الصلاة والسلام مصدر خوف النصرانية وأربابها . فكان موقف القساوسة والأساقفة وأصحاب البابوية فيها هو تشويه صورة الإسلام لدى النصارى ليمنعوا الناس من الدخول فيه . كان هذا الموقف واضحاً منذ انتشار الإسلام في بلاد الشام في القرن الأول الهجري ثم انتقل إلى بيزنطة فأوروبا وكنائسها . لقد كان كره آباء الكنيسة الأوائل للإسلام عظيماً فما تركوا فرية ولا كذبة ولا سيئة إلا وألصقوها في الإسلام ليجعلوا من الإسلام شيطاناً يخافه البسطاء من النصارى فلا يؤمنوا به ولم يتركوا وسيلة لذلك إلا واتبعوها . لقد قامت الكنيسة بإبعاد الإسلام عن تابعيها بطريقة لا تخلو من سيئات الأعمال وبهتان القول وشهادة الزور ، وليس بالتحصين الداخلي من خلال المعتقد النصراني . لقد كان تشويه صورة الإسلام هو الحل في نظر الكنيسة لمنع النصارى من الإيمان به .

    أما عن نشر النصرانية بين المسلمين فكانت وللأسف لاتقل سوءاً في طرقها ووسائلها عن طرق الدفع . فما استخدم سابقاً في حماية أبناء النصارى من الإسلام ، استخدم أيضاً لتشويه صورة الإسلام أمام أبنائه ، وركزوا على الأركان التي يرون أن الإسلام قائم عليها وهي القرآن والرسول وجعلوهما هدف من أهداف التنصير الرئيسيين وهما : تنصير المسلم أو جعله بلا دين . ونشأت لذلك مؤسسة كبرى منذ قرون تسمى بالاستشراق ادعت العلمية ولكنها لبست لبوس الكنيسة ، فلم تترك دعوى من دعاوى المنصِّرين على القرآن والرسول والإسلام إلا وجعلت منها أطروحة علمية . حتى أن الأستاذ أنور الجندي يقول " بأن المستشرقين قدموا 60 ألف كتاب عن الإسلام مكتوبة من وجهة نظرهم ، وفيها معاداة للإسلام وتشويه للحقائق كتبت خلال المئة وخمسين عاماً الماضية ، وهي مصدر الغربيين والمسلمين في الغرب عن الإسلام اليوم " (*) . ومن هنا كان التنصير يعتمد على تشويه صورة الإسلام أمام متبعيه أولاً ، وليس من خلال المعتقد النصراني الذي لا تقبله الفطرة الصحيحة .

    ولكن هل انتهت بذلك أساليب التنصير وبالأخص في العالم الإسلامي ؟ كلا ، فكلما ظهرت وسيلة افتضح أمرها كالتعليم والمساعدات والتطبيب ورحلات الاستكشاف والاستعمار والحوار ، حتى لقد وضع بعضهم وهما المؤلفان النصرانيين دافيد باريت محرر دائرة المعارف المسيحية و مستشار الفاتيكان لشئون التنصير العالم وجيمز ريبسوم خبير شؤون التنصير كتاباً سمياه ( 700 خطة لتنصير العالم ) . وبطبيعة الحال فإن التنصير بين المسلمين له خطط وطرق خاصة تختلف عن تلك المستخدمة في تنصير أتباع باقي الأديان لدرجة أن المنصِّرين تجرأوا إلى أن يزعموا بأن الإسلام يقول بالدعاوى النصرانية كتأليه المسيح وصلبه والثالوث .... الخ ... بل وصلوا إلى استخدام الإلحاد والزندقة والعلمنة بين المسلمين كوسيلة من وسائل التنصير . ولعل أصدق من يعبر عن هذا ما يقوله الدكتور سلمان العودة في (مذكرة التنصير) بأن التنصير " اليوم يمد يديه ويكشُّر عن أنيابه ويفتل سواعده لحرب ضروس مع العقيدة الإسلامية فكان لابد أن تدق طبول الخطر ليسمع من يسمع ويعي من لم يعي خاصة إذا علمنا أن التنصير اليوم يتلصص بأساليب ماكرة خبيثة هي أحياناً أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ويرضى ولو باليسير من العمل " (2) .

    ولقد عمدت في هذه المذكرة إلى التركيز فقط على الموضوع وهو العلاقة بين اللادينية والتنصير في العالم الإسلامي دون الخروج إلى مواضيع أخرى رغم ارتباطها بالموضوع بصلة وثيقة كعلاقة التنصير بالاستعمار ، واستخدام المال والحاجات في التنصير ، وسواها . وكان منهجي في المذكرة هو الاستشهاد بما قيل عن استخدام اللادينية والعلمنة كوسائل من وسائل التنصير وارتباط التنصير بالفساد الخلقي الذي هو وجهاً آخر للزندقة واللادينية . بالإضافة إلى طرح المشاهدات العديدة التي يتشابه بها أسلوب وموضوع الطرح بين اللادينية والتنصير عند الحديث عن الإسلام وإرجاع المواضيع المطروحة لادينياً ضد الإسلام إلى أصولها التنصيرية تاريخياً بل وحاضراً من أقوال المنصِّرين ومواقع التنصير .

    ولا أزعم أن الجميع في المؤسسة التنصيرية يقرون استخدام اللادينية كوسيلة من وسائل التنصير . فقد يوجد بينهم من يتأفف من هذا الأسلوب اللاأخلاقي بل وربما استغرب منه . ولكن ما تكتبه الأقلام اللادينية العربية في تشويه الإسلام هو صورة لما كتبته وألفته الكتابات التنصيرية قديماً وحديثاً . أي أن مصدر التلفيق والكذب على القرآن ومحاولة تشويه رمز الرسالة إنما هو رجل الدين المسيحي ومكان التعليم المسيحي . فكيف إذن تتشابه أقوالهم مع أقوال اللادينيين العرب ؟

    إن الإجابة الوحيدة التي أعمل على إثباتها في هذه المذكرة هي : أن كليهما التنصير واللادينية العربية تخرجان من بوتقة واحدة وفم واحد . إن التنصير وبما يحمله من إرث طويل من العداء للإسلام والرسول والقرآن ، وبما أفرزه من كتابات كثيرة خلال تلك القرون الطويلة ، هو مصدر الكتابات اللادينية العربية ضد الإسلام ، مما يجعل هذه الكتابات ذات صلة وثيقة بالتنصير . وهذا ما سنراه مفصلاً في هذه المذكرة . كما لا أقصد في هذه المذكرة الرد على دعاوي المنصِّرين واللادينيين وافتراءاتهم على الإسلام أو القرآن والرسول ، فقد رد على هذه الدعاوى أهل العلم من المسلمين علماء وطلبة علم منذ القديم .
    ________________________
    (1) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص117
    (*) المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 69
    (2) مذكرة التنصير ، د. سلمان بن فهد العودة ، http://www.saaid.net/book/open.php?cat=85&book=443
    أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
    أشفق على النصارى الحيارى !
    كفاية نفاق يا مسيحيين !!
    الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
    تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
    موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
    فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
    أورثوذوكسي يعترف !
    د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
    كل يوم اية و تفسيرها
    حقيقة المنتديات المسيحية !
    بولس الدجال
    لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
    التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
    فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
    حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
    سؤال للطلبة النصارى
    كشف عوار شبهات الكفار
    محنة الثالوث مع مزمور 2
    النصارى في لحظة صدق نادرة !




  • #2
    رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

    تعريف التنصير واللادينية

    يجدر أولاً أن نعرف التنصير وللادينية بصورة موجزة وبسيطة كمدخل لهذه المذكرة .

    فالتنصير في اللغة : هو الدعوة إلى اعتناق النصرانية .وجاء في لسان العرب " والتنصر هو الدخول في النصرانية ". وفي الصحيحين ، واللفظ للبخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود يولد إلا على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ " . والفطرة هنا هي الإسلام . أما التنصير اصطلاحاً فهو تحويل البشرية إلى النصرانية باستخدام جميع الوسائل والسبل المتعددة مشروعة كانت أم غير مشروعة . أما مصطلح التنصير كما يعرفه الدكتور سلمان بن فهد العودة فيقصد به " ذلك الجهد الكنسي الذي يقوم به الدعاة من النصارى في الدعوة والعمل ، والذي يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية ؛ سواء الشعوب المسلمة ، أو الشعوب الوثنية ، أو غيرها . أو يهدفون إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه ، أو إلى تثبيت النصارى على ملتهم ، ودعوتهم إلى مزيد من التدين " .وهذا التعريف كما سنرى شامل وافي موجز لقضية التنصير في العالم الإسلامي . ويوضح الدكتور العودة رأيه في أن إطلاق مسمى ( تنصير ) أفضل من مسمى (تبشير) بقوله " لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة ، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً لأننا أصحاب البشارة وليسوا هم كما يقول تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) الفتح:8 " (3) .

    وفي الجهة المقابلة فإن الدكتور عبدالراضي محمد عبدالمحسن يفضل استخدام كلمة( التبشير ) وليس التنصير لعدة أسباب لغوية وسواها . فهو يرى أن التبشير هو إحدى مؤسسات التنصير وليس كل التنصير ؛ مما يجعل من قصر مصطلح التنصير على العمل التبشيري وتخصيصه به تمويهاً على المستهدفين بالتنصير وتحويل أنظارهم بعيداً عن نشاط المؤسسات التنصيرية الأخرى ، التي ربما يفوق تأثيرها الهدَّام تأثير التبشير . بالإضفة إلى أن كل مبشِّر منصِّر ، لكن ليس كلُّ منصِّر مُبشِّراً (4).

    أما اللادينية في العالم العربي فتكاد لا تعثر لها على تعريف ، فلكل لاديني تعريف خاص به حولها . إلا أن ما يمكن الإجماع عليه هو أنها عدم الارتباط بأي دين من الأديان . وبذلك يكون اللاديني غير مرتبط بأي ارتباطات دينية كالمعتقد والعبادات أو الأخلاق أو السلوكيات ، ومن هنا يربط العديد من اللادينيين مفهوم اللادينية بالحرية التي تحرره من الضوابط المجتمعية والسلوكية أو الدينية التي قد تميز مجتمعاً ما كالمجتمع الإسلامي على سبيل المثال .

    وحيث أن اللادينية هي مسمى للإلحاد ومبادئ الشك واللاأدرية فقد كانت دائماً بمثابة بوابة للشر من وجهة النظر الإسلامية ووجهة نظر المسلمين . فاللادينية والإلحاد – في نظر المسلمين – إنما هي دعوات للتفلت والإنحلال ، ولعل الوصف الذي يوصف به من يقترف الأعمال غير الأخلاقية أو البعيدة عن الدين إنما هو (زنديق) أو (متزندق) تشبيهاً له بالزنادقة أو الملحدين .
    _____________________________
    (3) مذكرة التنصير ، د. سلمان بن فهد العودة ، http://www.saaid.net/book/open.php?cat=85&book=443
    (4) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 15- 16
    أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
    أشفق على النصارى الحيارى !
    كفاية نفاق يا مسيحيين !!
    الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
    تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
    موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
    فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
    أورثوذوكسي يعترف !
    د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
    كل يوم اية و تفسيرها
    حقيقة المنتديات المسيحية !
    بولس الدجال
    لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
    التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
    فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
    حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
    سؤال للطلبة النصارى
    كشف عوار شبهات الكفار
    محنة الثالوث مع مزمور 2
    النصارى في لحظة صدق نادرة !



    تعليق


    • #3
      رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

      موجز تاريخي لهجمة التشويه التنصيري ضد الإسلام

      إن للتنصير طرقاً وخططاً عدة . فمنها العسكري كالحروب الصليبية والاستعمار ، ومنها الذي يلجأ إلى السياسة والمهادنة فيستغل وسائل التعليم والإعلام والطب . وحيث أنني لا أتناول التنصير باستخدام القوة كما هو الحال في الحروب ومحاكم التفتيش والاستعمار ، بل أتناول التنصير باستخدام الخطط غير المباشرة وأحدها هو استخدام اللادينية والإلحاد والعلمنة وتمرير مقولات التنصير عن الإسلام من خلال الكتابات اللادينية لتشكيك المسلمين بدينهم .

      ولكي نتفهم أصول المقولة اللادينية ضد الإسلام فلا بد من النظر في التاريخ لكي نرى أصول هذه الأقوال ومن أين نشأت عبر التاريخ الطويل من المواجهة الإسلامية الصليبية وقراءة تاريخ الجدل النصراني مع الإسلام وموضوعاته وأطروحاته في التنصير وتشويه صورة الإسلام لنرى بصورة مبدئية كيف أن حرب الصليبيين ضد الإسلام لا تمانع من استخدام الكذب والتلفيق والتزوير وترويج الإشاعات الملفقة ، فما الذي يمنعها من أن تتخفى وراء اللادينية والإلحاد في هجومها على الإسلام؟ والغرض من هذه المقدمة التاريخية هو عرض لمفتريات التنصير على الإسلام والكذب الملفق على الإسلام على مدى قرون طويلة ، وأن كل تلك المفتريات انتقلت من المنصِّرين إلى اللادينيين . مع التنويه أن ما سيتم عرضه في هذا الموجز التاريخي ليس إلا اليسير جداً مما تحويه حواضر المؤسسات الكنسية في العالم مما كتب ضد الإسلام خلال قرون طويلة منذ ظهور الإسلام وبدء انتشاره إلى يومنا هذا ومما تسنى لي العثور عليه في حواشي الكتب .

      إن أوائل الجدل ضد الإسلام بدأت في المشرق حيث احتك المسلمون مع نصارى المشرق منذ وقت مبكر حيث لعب العامل اللغوي دوراً هاماً عند مجادلي التنصير المشرقيين وذلك بالاطلاع بيسر وسرعة على القرآن الكريم في لغته العربية ، والوقوف على ما احتواه من عقائد وشرائع وأخلاق وقصص بخلاف مجادلي الغرب اللاتين الذين احتاجوا إلى عدة قرون كي يتمكنوا من قراءة القرآن في إحدى ترجماته . لقد دشن حملات الإفك والافتراء النصرانية ضد الإسلام والقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام ابتداءاً وقبيل الحروب الصليبية بقرون القديس يوحنا الدمشقي (توفي عام 750م) والذي ألف كتاباً جامعاً في اللاهوت أسماه (ينبوع الحكمة) (5) .

      بالإضافة لذلك فيوحنا الدمشقي يعتبرأحد أكبر آباء الكنيسة الأرثوذكسية وبسبب قيمته الدينية الكبرى نال لقبين ذوي شأن ، فلقِّب بــ (القديس يوحنا ) و ( يوحنا ينبوع الذهب) . وبحكم كونه في خط الصراع الأول ضد الإسلام فإنه سارع بالعكوف على القرآن الكريم تفلية ونبشاً ، مسخِّراً إتقانه العربية ، وموظِّفاً إلمامه بالبيئة الثقافية الإسلامية التي يعيش في رحابها ويُعايش أعلى مستوياتها العلمية والسلطوية حيث كان من كبار موظفي بلاط الخلافة الأموية . ويمكن القول بأنه لا خلاف على ريادة يوحنا الدمشقي للجدل التنصيري ضد الإسلام ، كذلك يمكننا القول بأن جدليات يوحنا ضد القرآن هي الأهم في تاريخ الجدل التنصيري ضد القرآن حيث وضع يوحنا الدمشقي آراءه في قوالب جدلية مكثفة أصبحت ركيزة الجدل التنصيري في كل أدواره ومراحله التالية ، فقد ردد جميع المجادلين بعده بعض أو كلّ قوالب الدمشقي هذه . وكما سبق ، قد وضع يوحنا الدمشقي آراءه ضد الإسلام والقرآن والرسول في كتابه (ينبوع الحكمة) حيث خصص الفصل (100/101) في قسم البدع للجدل ضد الإسلام . وتتلخص رؤية يوحنا الدمشقي للإسلام ونبيه وكتابه فيما يلى :

      أ ـ التشكيك في كون الإسلام امتداداً لحنيفية إبراهيم ، لذلك يصف المسلمين على نحو لا يخلو من الخبث ، بالسرازانيين ، ويعد أول كاتب مسيحى يستخدم هذا التشويه لأغراض الجدل العنيف ، كذلك يصف المسلمين بـ (المفسدين ) وهى التسمية التى ستكثر في الجدليات التالية ليوحنا .
      ب ـ يعالج الإسلام على أنه هرطقة مسيحية .
      جـ ـ يقدم الإسلام على أنه مُؤْذن بالمسيح الدجّال .
      د ـ يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أتباع آريوس ، كما يجعله على عقيدة المذهب النسطوري ، وذلك بسبب تأكيده على أن المسيح مخلوق وإنسان مجرد ، وذلك ما قال به آريوس ونسطور .
      هـ ـ يحصر ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في أمرين ، أولهما : معرفته الضحلة بما قلَّتْ قيمته من أسفار العهدين القديم والجديد اللذين وقع عليهما النبي صلى الله عليه وسلم مصادفة ، والثاني : ما أخذه النبي صلى الله عليه وسلم عن الراهب الأريوسي ( بحيرا ) .
      و ـ القرآن نتاج لأحلام اليقظة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه وهو نائم (6) .
      ثم يظهر تيودورأبو قرة ويكرر أقوال يوحنا الدمشقي من أن الإسلام هرطقة نسطورية (7) .
      وتيودور أبو قرة هو أسقف حران الذي كان يجادل المسلمين أمام الخليفة المأمون بصورة مباشرة (8) .

      ولا بد من القول أن أسطورة تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم براهب مسيحي تظل مسيطرة على الجدل المسيحي المعادي للإسلام وتلقى التأييد والاحتضان على هذا الجدل سواء كان بيزنطي أو لاتيني كما سنرى لاحقاً . فمثلاًُ تختلف تسميات هذا الراهب الأريوسي الذي يزعم يوحنا الدمشقي بأن الرسول أخذ عنه ، فيسمونه مثلاً : سرجيوس أو سركيس ، ونسطوريوس ، وجيورجيوس ، ونيقولاوس ، ويوحنا . وهذا الراهب في زعمهم لا بد أن يكون نسطورياً ، كما أنه من أصحاب الطبيعة الواحدة ، كما يظهر أيضاً مرتداً ومؤلفاً للقرآن .... الخ (9) .

      وليس أكثر دلالة على امتداد هذا الزعم على تاريخ الجدل النصراني ضد الإسلام مما قاله فوك هارنَك الذي ذكر في ثلاثينات القرن العشرين نحو الأربعمئة رد من جانب المسيحيين على الإسلام منذ يوحنا الدمشقي في القرن السابع/ الثامن للميلاد وحتى القس بفاندر في أواسط القرن التاسع عشر والردود المذكورة كثيراً ما يكرر بعضُها بعضاً كالأسطورة القائلة أن الإسلام هرطقة مسيحية تتكرر منذ يوحنا وحتى القس زويمر الذي كان يجادل الإسلام والمسلمين في بيروت اثناء الحرب الأولى وبعدها (10) . هذا وتستمر الكتابات اللادينية بتمرير ذات الأسطورة التنصيرية من كون الإسلام هرطقة مسيحية كما سنرى لاحقاً .

      وقد بدأ من بعد يوحنا الدمشقي الجدل البيزنطي المليئ بالافتراءات والتلفيق والذي انتقل إلى أوروبا اللاتينية لاحقاً . ومن أوائل هؤلاء الجدليين البيزنطيين المؤرخ البيزنطي ثيوفانوس المعترف (760 - 800م) الذي ألف بدوره كتاباً عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم عد مرجعاً معتمداً وموثقاً يستمد منه اللاحقون مادتهم عن الإسلام . جاء فيه عن الرسول أنه " ولما كان محمد المذكور فقيراً ويتيماً فإنه قرر أن يربط نفسه بامرأة ثرية من ذوي قرباه ، هي خديجة ، بأن جعل من نفسه وكيلاً لها لقاء أجر يتناوله ، يتولى شئون إبلها ويقوم بأشغالها في مصر وفلسطين . ولم يمض زمن طويل حتى فاز برضا السيدة ، وكانت أيما ، بفضل طرائقة الصريحة فاتخذها له زوجاً ، وبذلك حصل على إبلها وسائر ممتلكاتها . وقد اختلط في فلسطين باليهود والمسيحيين ، وبواسطتهم حصل على بعض الكتب المنزلة وأصيب كذلك بمرض عصبي" (11) .

      ثم ينتقل للحديث عن الوحي بأنه مرض أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول " فلما علمت زوجته بأمره ، حز في نفسها أنها وهي العريقة الأصل قد أصبحت اليوم مرتبطة بإنسان لا يقتصر أمره على أنه فقير ، بل هو أيضاً مريض ، فراح يهدئها بقوله : إني تلم بي رؤية ملك من الملائكة ، اسمه جبريل .. " (12) .

      كما قام ثيوفانوس بصياغة فكرة سلبية عن الإسلام وصورة ذهنية وحشية عن المسلمين . فقد قال عن النبي صلى الله عليه وسلم " وكان يعلم أنصاره أن من قتل عدوا أو قتله عدوه فهو داخل الجنة (13) . إن الأسطورة التي وضعها ثيوفانوس حول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما تعد المصدر لتلك الأساطير التي ظهرت في أوروبا بعد ذلك ، فقد خلط ثيوفانوس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعناصر منتزعة من سير الرهبان الذين كانت الكنيسة تعدهم مبتدعة . بل إن من المضحك أن الأساطير المختلقة في أوروبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد كانت تزعم أن النبي محمد من أسرة كولونا التي كانت تعادي البابا في روما ، أو أن النبي ولد في بولونيا بإيطاليا ، وأن الإسلام إنما نشأ عن تنازع الكاردينالات بعضهم وبعض وطمعهم في أن يصيروا باباوات (14) .

      كما قام البيزنطيون بحملة ضد القرآن والهجوم عليه بشكل مفصل في أعمال نيكتياس البيزنطي في مقدمة كتابه (نقد الأكاذيب الموجودة في كتاب العرب المحمديين) ، أما أكبر هجوم جدلي ضد القرآن فهو ما قام به إمبراطور بيزنطة جان كنتا كوزين في كتابيه (ضد تمجيد الملة المحمدية) ، (ضد الصلوات والتراتيل المحمدية) وكان باللغة اليونانية (15) . إن أعمال البيزنطيين وتحريفاتهم ضد القرآن والإسلام ونبيه كانت هي المصادر الأساسية للاوروبيين عن الإسلام حتى مطلع القرن الثالث عشر (16) ، وفيما يتصل بحياة النبي عليه الصلاة والسلام فإن المؤلفين الغربيين ورثوا ما يلي من معلومات مضللة من البيزنطيين : محمد رجل مسيحي الأصل ، تزوج أيماً ثرية ، وكان مصاباً بالصرع ، وتحدد هدفه بسحق السيحية عن طريق اشتراع حرية جنسية واسعة (17) .
      _______________________________

      (5)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح ، ص 111
      (6)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 24 - 26
      (7)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 26
      (8)أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 112(9)مسيحية ضد الإسلام، لودفيغ هاغمن ، ص 46 – 47
      (10)من مقال : حديث المسيحية والإسلام... مواريث المواجهة وفرص التفاهم والمشاركة ، عن دار الحياة 2004/07/3 ، http://www.passia.org/meetings/rsuni...03-07-2004.htm
      (11)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 363
      (12)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 363
      (13)الاستشراق رسالة استعمار ، د . محمد الفيومي ، ص 364
      (14)موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 243 – 244
      (15)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 31
      (16)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 17
      (17)صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 67
      أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
      أشفق على النصارى الحيارى !
      كفاية نفاق يا مسيحيين !!
      الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
      تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
      موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
      فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
      أورثوذوكسي يعترف !
      د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
      كل يوم اية و تفسيرها
      حقيقة المنتديات المسيحية !
      بولس الدجال
      لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
      التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
      فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
      حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
      سؤال للطلبة النصارى
      كشف عوار شبهات الكفار
      محنة الثالوث مع مزمور 2
      النصارى في لحظة صدق نادرة !



      تعليق


      • #4
        رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

        وظهر في القرن العاشر الميلادي عبد المسيح بن إسحاق الكندي الذي كان عاملاً في بلاط الخليفة المأمون والذي كتب ردَّاً على رسالة عبدالله الهاشمي التي يدعوه فيها إلى الإسلام (18) . وقد حوت رسالة الكندي الكثير من القدح في النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن . ولهذا تمت ترجمة رسالة عبدالمسيح الكندي من العربية وضمها إلى مجموعة دير كلوني الشهيرة التي تشمل بضعة مؤلفات في الجدل مع المسلمين بأمر من بطرس المحترم في القرن الثاني عشر الميلادي حتى يتعلم منها الرهبان أساليب الرد على المسلمين والطعن في الإسلام . وقد تلقف كتاب القرون الوسطى هذه الرسالة بلهفة وأدرجوها في مؤلفاتهم ضد الإسلام وصارت ما تحويه من تشويه مفاهيم ثابتة في الفكر الأوروبي . وقد جرى نشر هذه الرسالة مرتين في لندن عامي 1880م و 1885م لاستعمال المنصِّرين (19) .

        وعبدالمسيح الكندي يخترع قصة أخرى عن مصدر الإسلام ، ففي رده على رسالة عبدالله الهاشمي التي يدعوه فيها للإسلام يقول الكندي عن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ومصدر القرآن وتحريفه : " وذلك أنه كان رجل من رهبان النصارى يعرف بسرجيوس أحدث حدثاً أنكره عليه أصحابه فحرموه وأخرجوه وقطعوه عن الدخول على الكنيسة وامتنعوا من كلامه ومخاطبته على ما جرت العادة منهم في مثل هذا الضرب . فندم على ما كان منه فأراد أن يفعل فعلاً يكون له به تمحيص ذنبه وحجة عند أصحابه النصارى . فصار على بلد تهامة حتى أفضى على برية مكة فنظر البلد غالباً عليه صنفان من الديانة . وكان الأكثر دين اليهودية والآخر عبادة الأصنام فلم يزل يتلطف ويحتال بصاحبك (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم) حتى استماله وتُسمي بنسطوريوس وذلك أنه أراد بتغيير اسمه إثبات رأي نسطوريوس الذي كان يعتقده ويتدين به فلم يزل يخلو به ويكثر مجالسته ومحادثته ويلقي إليه الشيء بعد الشيء على أن أزاله من عبادة الأصنام ثم سيره داعية وتلميذا له يدعو إلى دين نسطوريوس . فلما أحست اليهود بذلك ناصبته العداوة ، فطالبته بالسبب القديم الذي بينهم وبين النصارى . فلم يزل يترقى به الأمر إلى أن بلغ به ما بلغ . فهذا سبب ما في كتابه من ذكر المسيح والنصرانية والذب عنها ، وتزكية أهلها والشهادة لهم أنهم أقرب مودة ، وأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون . فلما قوي الأمر بالنصرانية وكاد يتم ، توفي نسطوريوس هذا فوثب عبدالله بن سلام وكعب المعروف بالأحبار اليهوديان بخبثهما ومكرهما فأظهرا له أنهما قد تابعاه على رأيه وقالا بقوله . فلم يزالا على ذلك المكر والدهاء والتدبير عليه ، بكتنان ما في نفسيهما إلى أن وجدا الفرصة بعد موته . فلما توفي وارتد القوم وأفضى الأمر إلى أبي بكر جلس علي بن أبي طالب عن تسليم الأمر لأبي بكر ، علما أنهما قد ظفرا يطلبان ويريدان في نفسيهما . فاندسا إلى علي بن أبي طالب فقالا له : لم لا تدع النبوة ؟ ونحن نوقفك على مثل ما كان يؤدب به صاحبك نسطوريوس النصراني ، فلست بأخص منه . وكان علي بن أبي طالب قد أحس بما كان نسطوريوس الراهب عليه لأن علياً كان صغيراً وقتما صحبه . إلا أنه أوعز إليه ألا يعلم أحداً بموضعه ، ولا يطلع عليه أحداً من أهله . فقبل علي منهما ذلك لصغر سنه وقلة تجربته . فمال علي إلى قولهما بسلامة قلبه ، فلم يتمم الله لهما ذلك ولم يبلغهما إياه . لأنه اتصل بأبي بكر بعض خبرهما فبعث إلى علي فلما صار إليه ، ذكره الحرمة ، ونظر علي إلى أمر أبي بكر وإلى قوته فرجع عما كان عليه ووقع بقلبه . وقد كانا عمدا إلى ما في يد علي بن أبي طالب من الكتاب الذي دفعه إليه صاحبه على معنى الإنجيل فأدخلا فيه أخبار التوراة وشيئاً من أحكامها وأخبار بلدها ، وشنعا فيه ، وزادا ونقصا ، ودسا تلك الشناعات كقولهما ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) ومثل تلك الأعاجيب وذلك التناقض الذي لا يخيل على الناظر فيه أن المتكلمين به قوم حتى مختلفون ، كل منهم ينقض صاحبه ، مثل سورة النحل والعنكبوت ومثل هذه وشبهه . ألا ترى أن علياً حيث يئس من الأمر أن يصير إليه صار إلى أبي بكر بعد أربعين يوماً – وقال قوم بعد ستة شهور – فبايعه ووضع يده في يده . فقال له أبو بكر : ما حبسك عنا وعن مبايعتنا يا أبا الحسن ؟ فقال : كنت مشغولاً بجمع كتاب الله لأن النبي كان أوصاني بذلك . فأنظر أيها العاقل في هذا الكلام وتدبر ما معنى شغله بجمع كتاب الله . وأنت تعلم أن الحجاج بن يوسف كان قد جمع المصاحف وأسقط منها أشياء كثيرة " (20) .

        كما يقول الكندي عن القرآن في رسالته : " أنه إنما هو كلام منثور لا نظام له ولا تأليف ولا معنى متسق بل هو متناقض كله ينقض بعضه بعضاً " (21) .
        ويقول عن الحج : " وأن ما يفعل فيه من فعل الشمسية والبراهمة الذين يسمونه النسك لأصنامهم في الهند ،فإنهم يفعلون في بلدهم هذا الفعل بعينه الذي يفعله المسلمون اليوم ، من الحلق والتعري الذي يسمونه الإحرام، والطواف ببيوت أصنامهم إلى هذا الوقت على هذه الحالة . فلم تزد أنت عليه شيئاً ولا نقصت منه ذرة . فأنت آخذ بذلك الفعل الذي سميته النسك ... " . كما يقول أيضاً للهاشمي : " وأنت وأصحابك عالمون أن العرب كانت تنسك مثل هذه المناسك وتفعل هذه الأفعال منذ قديم الزمان منذ بنت هذا البيت ، فلما جاء صاحبك بالإسلام ، لم نره زاد في هذه الأفعال ولا نقص منها شيئاً ، غير أنه لبعد المشقة وطول المسافة وتخفيف المؤونة جعله حج مرة واحدة في السنة ، وأسقط من التلبية ما كلن فيها شناعة . والقصة هي تلك القصة التي بعينها التي تفعلها الشمسةي والبراهمة ببلاد الهند إلى هذه الغاية وتنسك بها لأصنامها " (22) .

        والزعم أن الحج فريضة وثنية أخذها النبي عن الوثنيين العرب وجعلها فريضة في الإسلام يتكرر كثيراً في الكتابات التنصيرية كما تظهر أيضاً في الكتابات اللادينية بشكل واضح .


        يتبع إن شاء الله ........
        ________________________________

        (18) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 27
        (19) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 55 – 56
        (20) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 107 – 110
        (21) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 119
        (22) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار، ص 140 – 141

        وص
        أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
        أشفق على النصارى الحيارى !
        كفاية نفاق يا مسيحيين !!
        الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
        تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
        موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
        فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
        أورثوذوكسي يعترف !
        د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
        كل يوم اية و تفسيرها
        حقيقة المنتديات المسيحية !
        بولس الدجال
        لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
        التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
        فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
        حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
        سؤال للطلبة النصارى
        كشف عوار شبهات الكفار
        محنة الثالوث مع مزمور 2
        النصارى في لحظة صدق نادرة !



        تعليق


        • #5
          رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

          تابع ....

          وعمل الرهبان في غرب العالم الإسلامي ما عمله رهبان الشرق من تناول الإسلام والتلفيق عليه لتشويهه في أعين أهل البلاد من النصارى وبخاصة أن الأندلس ارتفع بها صوت الحرية الدينية والنقاش حول قضايا الأديان والعقائد ، فقد استغل المنصِّرون ذلك فصنفوا مؤلفات جدلية كثيرة ضد الإسلام وتصدى لهم علماء الإسلام رداً وتفنيدا ً، مثل ابن حزم والقرطبي وأبو الوليد الباجي .

          وأبرز الأمثلة على كتابات المنصِّرين الأسبان كتاب (نقض الفقهاء) لأحد النصارى الأسبان ، الذي كان له تأثير بالغ فيما بعد في ريكولدو دي مونت كروتشي الحانق على الإسلام . وقد أفاد كروتشي من هذا الكتاب في تصنيف أشهر كتبه (تفنيد القرآن) الذي عُني به مارتن لوثر وسارع إلى ترجمته للألمانية عام 1542م (23) .

          كما جاء في كتاب لأحد مشاهير اللاهوتيين في الأندلس المدعو إليوجيس القرطبي Eulogius of Cordva (توفي 859م) قوله : " بأن محمداً أخبر قومه قبيل وفاته بأن الملائكة ستهبط من السماء لرفع جسده كي يبعث من جديد هناك ، ولبث القوم ينتظرون نزول الملائكة حتى نفذ صبرهم ، وفاحت ريحة كريهة من جثته الفاسدة ، وهاجمت جموع الكلاب المسعورة تنهش جسده الأفون ، ومن هنا فقد صار تقليداً متبعاً وإلفاً متعارفاً عليه بين قومه من العرب قتل أعداد من الكلاب في عرس سنوي انتقاماً لمحمد من الكلاب " .

          وقد استبدل فيما بعد جيوبارت الناجينتي Guibert of Nagent (توفي 1124م) في كتاب له عن الحملة الصليبية الأولى جموع الكلاب المسعورة بحشد من الخنازير معللاً بذلك تحريم المسلمين أكل لحم الخنزير (24) . وهذه القصة الملفقة عن تعلق جسد الرسول صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض عند موته وافتراس الخنازير لجسده كانت أيضاً من التلفيقات البيزنطية الكريهة في الشرق (25) .

          كما أن صفة الوثنية التي ألصقها الأوروبيون بالإسلام والمسلمين ترجع إلى عهود الفتح الإسلمي للأندلس فقد كانت تلفق حتى في انجلترا في عام 711م حيث دبجت كتابات عدة في الغرب عن المسلمين الأعداء المتصفين بالقسوة المفرطة . ومن أهم تلك الكتابات ، ما سطره المؤرخ الانكليزي بيديه (673-735م) إذ ساهم في تكريس وصف المسلمين بالأعداء الوثنيين ، الذين يجب محاربتهم لأنهم يكنون كراهية عميقة للرب المسيحي (26) . وبحسب ريتشارد سوذرن فإنه بالإمكان القول بأن أكثر أخبار وأفكار الأوروبيين عن المسلمين في القرون الأولى للعصور الوسطى في أوروبا كان إسباني المنشأ (27) .

          وكما نرى فإن التلفيق والكذب من قبل المنصِّرين على الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم كان من القدم في شرق العالم الإسلامي وغربه ، بل الغريب أن يخرج هذا الكذب من أفواه من يفترض أن يتحلوا بالصدق . لقد أشاعت الكنيسة في زمن الحروب الصليبية الأولى في القرن الحادي عشر كل الأكاذيب عن الإسلام بين الجموع وبين مسالك الكهنوت في أوروبا لدرجة أن أحد اللاهوتيين الأوروبيين وهو غيبرت نوغنت Gulbert von Nogent كتب أول تقرير موجز عن سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما يمكن اعتباره أول سيرة أوروبية له خارج إسبانيا الإسلامية ، ولم يكن في مصادره التي كتب بها تقريره أي مصادر مكتوبة بل كانت مصادره هي الرأي العام السائد آنذاك حتى أنه يقول في ذلك عن الرسول عليه الصلاة والسلام " إن الباحث له الحق في أن يتحدث بشكل سلبي عن رجل فاقت سيئاته كل حد معقول ..... " (28) .

          ومما يثير الانتباه أن التنصير بتشويه صورة الإسلام والاعتماد على الروايات الضعيفة والمكذوبة كان مكشوفاً لدى النابهين في العالم الإسلامي آنذاك ، فهذا الجاحظ يظهر لنا في كتاب رسائل الجاحظ مشاهداته بقوله : " على أن هذه الأمة لم تبتل باليهود ولا المجوس ولا الصابئين كما ابتليت بالنصارى ‏.‏ وذلك أنهم يتبعون المتناقض من أحاديثنا والضعيف بالأسناد من روايتنا والمتشابه من آي كتابنا ثم يخلون بضعفائنا ويسألون عنها عوامنا مع ما قد يعلمون من مسائل الملحدين والزنادقة الملاعين وحتى مع ذلك ربما تبرءوا إلى علمائنا وأهل الأقدار منا ويشغبون على القوي ويلبسون على ومن البلاء أن كل إنسان من المسلمين يرى أنه متكلم وأنه ليس أحد أحق بمحاجة الملحدين من أحد‏.‏ وبعد فلولا متكلمو النصارى وأطباؤهم ومنجموهم ما صار إلى أغبيائنا وظرفائنا ومجاننا وأحداثنا شيء من كتب المنانية والديصانية والمرقونية والفلانية ولما عرفوا غير كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكانت تلك الكتب مستورة عند أهلها ومخلاة في أيدي ورثتها‏ .‏ فكل سخنة عين رأيناها في أحداثنا وأغبيائنا فمن قبلهم كان أولها‏ .‏ وأنت إذا سمعت كلامهم في العفو والصفح وذكرهم للسياحة وزرايتهم على كل من أكل اللحمان ورغبتهم في أكل الحبوب وترك الحيوان وتزهيدهم في النكاح وتركهم لطلب الولد ومديحهم للجاثليق والمطران والأسقف والرهبان بترك النكاح وطلب النسل وتعظيمهم الرؤساء علمت أن بين دينهم وبين الزندقة نسباً وأنهم يحنون إلى ذلك المذهب‏ " .

          ويقول الجاحظ أيضاً : " ودينهم - يرحمك الله - يضاهي الزندقة ويناسب في بعض وجوهه قول الدهرية وهم من أسباب كل حيرة وشبهة‏ .‏ والدليل على ذلك أنا لم نر أهل ملة قط أكثر زندقة من النصارى ولا أكثر متحيراً أو مترنحاً منهم‏ .‏ وكذلك شأن كل من نظر في الأمور الغامضة بالعقول الضعيفة ،‏ ألا ترى أن أكثر من قتل في الزندقة ممن كان ينتحل الإسلام ويظهره هم الذين آباؤهم وأمهاتهم نصارى ‏.‏ على أنك لو عددت اليوم أهل الظنة ومواضع التهمة لم تجد أكثرهم إلا كذلك‏ " (29) .

          يتبع إن شاء الله .......
          _________________________

          (23) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 31 - 32
          (24) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 113 – 114
          (25) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 67
          (26) مقال : أوروبا والإسلام في العصور الوسطى: قضايا المجابهة والعلاقات السياسية والانسانية ، حاتم الطحاوي ، دارالحياة ، 2004/07/3 ، http://www.passia.org/meetings/rsuni...03-07-2004.htm
          (27) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 55
          (28) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 68
          (29) موقع الإيمان http://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=192&CID=17
          أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
          أشفق على النصارى الحيارى !
          كفاية نفاق يا مسيحيين !!
          الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
          تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
          موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
          فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
          أورثوذوكسي يعترف !
          د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
          كل يوم اية و تفسيرها
          حقيقة المنتديات المسيحية !
          بولس الدجال
          لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
          التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
          فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
          حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
          سؤال للطلبة النصارى
          كشف عوار شبهات الكفار
          محنة الثالوث مع مزمور 2
          النصارى في لحظة صدق نادرة !



          تعليق


          • #6
            رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

            وقد وصل مدى التشويه على الإسلام من قبل الكنيسة في أوروبا إلى ألمانيا ، حيث نتج عن التصورات الإسلامية الخاصة بالجنة وما فيها من حور العين ذوات البكارة الأبدية ، وكثرة زوجات النبي والحق الشرعي لكل مسلم في الزواج من أربع نساء ، أن القرون الوسطى المسيحية صورت الإسلام على أنه الوليد الشهواني للشيطان ، وصورت النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أنه وحش جنسي آثم .

            وهكذا كتب في نهاية القرن الحادي عشر رئيس كاتدرائية مدينة ماينتس في ألمانيا ايمبريخو Embricho يقول " أن المسلمين يحتفلون بجميع أشكال الزواج التي تحرمها الشريعة الإلهية ، ولأنهم جردوك أيتها الطبيعة من حقوقك غصباً ، تسعى المرأة إلى ممارسة السحاق مع نظيرتها ، ويمارس الرجل اللواط مع مثيله . بل وخلافاً للتقاليد يجامع الشقيق شقيقته ولا تمانع الأخت المتزوجة أن يباضعها أخوها الشيطان . الأبناء يهتكون عرض أمهم والبنت تغتصب أباها . وكل ما هو محبب على هذا المنوال كانت الشريعة الجديدة (الإسلام) تحلله " (30) . إن إطلاق الأكاذيب على الإسلام كان الأمر الشائع بين رواد الكنيسة في تلك العصور الأوروبية المظلمة كما نرى .

            ومع بدء الحروب الصليبية واحتكاك النصارى اللاتين بالمسلمين بشكل كبير تتجدد هذه الأطروحات حول النبي محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن والإسلام وكيف أنه عليه الصلاة والسلام تأثر بشخص مسيحي فيما تختلف الأطروحات حول هذا الشخص فتارة هو راهب حاول الوصول لمنصب بطرك القدس ، وتارة أخرى هو راهب نسطوري باسم جروجيوس أو سركيس ، وفي مؤلفات أخرى يظهر اسم الكاردينال نيقولاوس النيكولاييني وهو يتبع حركة تحررية غنوصية . وتصل قصة نيكولاوس هذا في مؤلفات لاتينية أخرى إلى درجة الوصول إلى بلاد فارس والتحالف مع محمد وراهب يسمى سيركيس ليتفقوا على نحلة جديدة . وكل هذا إنما كان الغرض من وراءه شيئاً واحداً وهو " تصوير الدين الإسلامي على أنه غير أصيل وغير عريق ، بل أنه صدى لتوجيه مسيحي هرطقي ووصمه بذلك ليتم تجريد القرآن من إدعائه الحق في أن يعد كتاباً من الكتب المنزلة ذات المصدر الإلهي" (31) . وكما سنرى لاحقاً فإن الكتابات اللادينية لا تخرج عن هذه الأطر والأهداف في نقدها للإسلام إذ تستمر في ترديد المقولات التنصيرية عن ورقة بن نوفل وأنه هو معلم النبي ومؤلف القرآن .

            وفي القرن الثاني عشر الميلادي وخلال الحروب الصليبية ، ظهرت فكرة ترجمة القرآن الكريم للاتينية حتى يمكن فهم الإسلام ومعرفة تعاليمه ومجادلته وكان السبق في ذلك إلى رئيس دير كلوني بطرس المحترم Peter The Venerable في طليطلة ووكل بها الأنجليزي روبرت الكيتوني Robert von Ketton ، ونشأ بذلك فكر جديد بين الطبقة الكهنوتية المسيحية تفضل "مهاجمة الإسلام بالكلمة والعقل والمحبة بدلاً من الأسلحة والعنف والكراهية" كما يقول بطرس المحترم (32) . وقد استغرق العمل في الترجمة ثلاث سنوات من عام 1141م ، واتصفت هذه الترجمة بالتعليقات على القرآن الكريم بحيث أصبحت لا تنطبق والمعاني الواردة به لما شابها من تصرف وحذف وتغيير . كما اتسمت الترجمة بتعليقات وملاحظات لدحض الآيات القرآنية وتغيير أحكامها وبالتالي لم تكن ترجمة حرفية أو لفظية للقرآن ، كما لم تتناول معانيه طبقاً لما ورد به من أحكام يعتد بها ومعاملات دنيوية سطرها (33) .

            وربما كان بطرس المحترم من أوائل من دعا إلى التبشير كوسيلة للهدم بدلاً من الحرب ، خاصة وأنه بحسب ريتشارد سوذرن ربما قرأ كتابات يوحنا الدمشقي عن الإسلام والتي ترجمت إلى اللاتينية في تلك الفترة (34) . وقد أوضح بطرس هدفه من نشر هذه الترجمة التي شحنت بالتعليقات التي رددت التهم على القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن القرآن منبع الزندقات وسبب الحركات الهدامة التي تهدد كيان المسيحية فإذا أيد القضاء عليه فلا بد من دراسته والدعوة إلى أنه كتاب تعارض وتضارب وتناقض وأن ما فيه يرفضه العقل " (35) . كما يقول بطرس المحترم أيضاً عن الغرض من هذه الترجمة اللاتينية للقرآن : " إذا بدا أن العمل الذي أدعو له غير ضروري لأن العدو لن يتأثر بهذا السلاح ، أجيب أن بعض الأعمال التي تجري في مجال سلطة الملك الأفخم إنما تتم من أجل ضرورات الدفاع ، أما بعضها الآخر فليس له غير مهمة تزيينية ، والباقي يجري للمستقبل لا للحاضر . فسليمان المحب للسلام كان يصنع سلاحاً لم يستغل في أيامه ، وداود أمر بصنع زخارف للهيكل رغم عدم تبين معاصريه فائدة مثل هذا العمل .. وهذا هو الشأن في العمل الذي أقوم به هنا ، فإذا لم يمكن بهذه الطريقة إعادة المسلمين إلى المسيحية الصحيحة ، فلا أقل من أن يستفيد العلماء المسيحيون من عملنا في مجال دعم المسيحيين السذج الذي يمكن أن تضير هذه الصغائر عقيدتهم " (36) .

            إذن فترجمة القرآن للاتينية كان الغرض منها تحريف صورة الإسلام لدى الشعوب الأوروبية وزعزعة صورة القرآن في نفوس المسلمين أيضاً . كما يقول المفكر الألماني هوبرت هيركومر Hubert Herkommer في مقالته (صورة الإسلام في الأدب الألماني الوسيط) عن هذه الترجمة : " كانت معرفة الصليبيين بالقرآن محدودة جداً . صحيح أن أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن ظهرت سنة 1143م بقلم روبرت الكيتوني ، ولكن الاوروبيون كانوا يتطلعون إلى توظيف ترجمة معاني القرآن للطعن في الإسلام " ، ثم يقول : " استغلت ترجمة روبرت الكيتوني اللاتينية لمعاني القرآن كمجرد ينبوع محبب للطعن في الإسلام على مدى قرون طويلة " (37) .

            ومن هنا يبدأ تاريخ تشويه صورة القرآن في الترجمات القرآنية أمام الشعوب النصرانية في أوروبا ، ففي ترجمة روبيرت كيتون للآية القرآنية (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (38) قام بترجمتها على النحو التالي : " مجامعة الأبناء ومعانقتهم " !! . وهذه الترجمات المغلوطة يبدو أنها كانت مقصودة للتنفير من الإسلام وإطلاق التهم الشائنة على القرآن بل أنها كانت تنبئ عن حقد عميق في قلوب المنصِّرين والقساوسة (39) .

            إن هذا الأسلوب في التهكم على القرآن نرى ما يشابهه الآن في كتابات اللادينيين الموجهة ضد الإسلام ، فقد نشر في أحد المواقع اللادينية العربية مقالاً بعنوان (غلمان في الجنة) حول الآيات القرآنية التي تتحدث عن غلمان الجنة وهي : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ) (40) ، (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ) (41) ، (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ) (42) . وفي ختام المقال يقول الكاتب ما نصه " يبقى ربط القرآن بما هو متعي مع الغلمان – الولدان احتمالا قائما لا يمكن نسفه " (43) إشارة منه إلى أن القرآن يقول – بزعمه – بأن اللواط في الجنة من متع الجنة ، والهدف من ذلك كما هو عادة المنصِّرين تشويه صورة القرآن في نفس المسلم وبأنه يدعو للشذوذ . كما نجد مثل هذا الطرح يصدر من أحد مواقع التنصير العربية حيث يرد ذات الطرح في كتاب بعنوان (تعليقات على القرآن) في موضوع بعنوان (في القرآن تناقض) (44).

            يتبع إن شاء الله ..........

            ________________________________

            (30) مقال (الإسلام والغرب – الجوار المفقود) للمستشرق الألماني جيرنوت روتر ، صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية) ، ترجمة أز ثابت عيد، ص 51 – 52
            (31) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 47-48
            (32) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 63
            (33) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 258
            (34) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 18
            (35) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 140
            (36) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 81 - 82
            (37) صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أز ثابت عيد، ص 19 – 20
            (38) سورة آل عمران آية 14
            (39) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 68-69
            (40) سورة الطور آية 24
            (41) سورة الإنسان آية 19
            (42) سورة الواقعة آية 17
            (43) http://www.####.html
            (44) http://####.htm
            أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
            أشفق على النصارى الحيارى !
            كفاية نفاق يا مسيحيين !!
            الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
            تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
            موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
            فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
            أورثوذوكسي يعترف !
            د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
            كل يوم اية و تفسيرها
            حقيقة المنتديات المسيحية !
            بولس الدجال
            لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
            التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
            فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
            حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
            سؤال للطلبة النصارى
            كشف عوار شبهات الكفار
            محنة الثالوث مع مزمور 2
            النصارى في لحظة صدق نادرة !



            تعليق


            • #7
              رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

              إن ترجمات القرآن الكريم إلى اللاتينية في هذه الأزمنة المتقدمة كانت مشوبة بالتعصب الكنسي ضد الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام . وتميزت هذه الترجمات بالعديد من السقطات كاستنباط العديد من المبادئ الإسلامية التي تخالف الشريعة الإسلامية نتيجة للترجمة الفاسدة ، ومنها أيضاً كثرة التصرف في هذه الترجمات كالحذف والتغيير والتبديل والتقديم والتأخير طبقاً لهوى المترجمين . ومنها تصيد القراءات الشاذة ومحاولة تفسيرها بحجج تتلاءم وما جبلوا عليه من التهجم على الإسلام والرسول ، ومنها أن جل هذه الترجمات أكدت دون أي سند أن القرآن الكريم من وضع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس منزلاً ويشوبه التناقض (45) .

              بل أن الكنيسة كانت تصاب بالرعب من وجود طبعات عربية للقرآن لخوفها من أن يطلع الأوروبيون على القرآن كما هو ، ولذلك نراها تسارع بإحراق جميع النسخ لأول طبعة عربية للقرآن التي طبعت في البندقية عام 1530 ، بل لم يعثر حتى الآن لأي أثر لهذه الطبعة (46) ، وهذا يدل على فداحة الجريمة التي اقترفت بحق القرآن من جراء الترجمات اللاتينية والأوروبية التي بدأت من ترجمة بطرس المحترم . فلا نعجب إذن من الكتابات اللادينية عندما يتفتق ذهن أحدهم بأن القرآن يقول بوجود آلهة أخرى عندما يقرأ قوله تعالى ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (47) . فهذا إنما هو إرث كنسي من جراء التعليم التنصيري الذي شوه تعاليم الإسلام بتلك الترجمات الغربية للقرآن الكريم .

              ولقد صنف الدكتور إبراهيم عوض كتاباً عن الترجمات الفرنسية للقرآن عنوانه (المستشرقون والقرآن) فضح ما فيها من أخطاء وتلفيقات وتلاعبات كثيرة جداً ، كما ألفت الدكتورة زينب عبدالعزيز كتاباً آخر في فضح ترجمة جان بيرك الفرنسي للقرآن وبيان ما فيها من اخطاء وسقطات مريبة .

              وبدءاً من القرن الثاني عشر الميلادي فإن أسطورة الغرب المعروفة ضد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو تلك التي تضفي عليه صفة الاحتيال قد بدأت تكتسب شكل الإصرار المريض والملح . ونذكر من الأمثلة على ذلك جاك دي فيتري J.de Vitry (توفي 1244) الذي أكد أن الشيطان قد زود الرسول عليه الصلاة والسلام بسادة ومعاونين من الشياطين . ومارتيه بولنكو M. Polonco (توفي 1274) الذي أضفى على النبي صفة رئيس عصابة متحالف مع الشيطان الذي أملاه ديانته ، وفنسان دي بوفيه (1190-1264) V.de Bouvais صاحب موسوعة سبيكولوم Speculum والذي تناول سير النبي بوصفه " ذلك الأفاق واحتيالاته " ، وبيير بسكازيو (1228 – 1300) P. Pascasio الذي ابتدع قصة ذلك الذي حاول أن يصبح كردينالاً وفشل فابتدع عقيدة جديدة انتقاماً ، وهي فرية تناقلتها الأقلام طويلاً . وما أكثر الرهبان الذين تناولوا هذا المعطى السخيف والمبتذل معاً (48) .

              ونذكر كذلك بارشو لوميو الرهاوي من مدينة الرها (توفي في القرن الثاني عشر الميلادي) والذي تركزت جدليته في أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن عن راهب نسطوري حيث يقول الرهاوى : " فعندما شهد ذلك الراهب الفاسق سذاجة القوم رأى أن يمنحهم عقيدة وشريعة على غرار مذهب أريوس وغيره من ألوان الكفر والزندقة التي حرم من أجلها فراح يسطر كتابا هو الذي يسمونه القرآن ، وهو شريعة الله ناثراً فيه كل ما أودع من مروق .... وعند ذلك أعطى كتابه لتلميذه ( مؤمد ) وأبلغ أولئك البلهاء أن ذلك الكتاب أنزل على محمد من السماء حيث كان في حفظ جبريل الملك فصدقوه فيما قال ، وبذلك مكّن الراهب لذلك القانون الجديد " (49) .

              وينضم القديس توما الأكويني (Thomas von Aquin (1226- 1274 وهو أحد أهم رجالات الكنيسة في أوروبا إلى قافلة الملفقين ، فها هو يصف الإسلام في كتاباته بأنه دين زائف وهرطقة ، وأنه يحتوي على الشهوانية ، ويمزج الحقيقة بالأساطير والعقائد الباطلة ، وأن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لم تؤيد بالمعجزات ، وأن أصحابه لم يكونوا على معرفة بالأمور الإلهية ، بل كانوا من الهمج المتوحشين والبدو ساكني الصحراء ، وأنه بالكثرة العددية لأتباعه استطاع أن يفرض الإسلام على الناس بالقوة الحربية (50) . وفي كتابه (الشامل في الرد على الكفرة) الذي مهد الطريق أمام العمل التبشيري في أسبانيا للدفاع عن المسيحية والطعن في الإسلام يقول توماس الأكويني : " أن ماحوميت (محمداً) قد أغوى الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية " (51) .

              أما أكبر قفزة وتطور في مستوى الجدل التنصيري ضد الإسلام في عهد الحروب الصليبية وانتقاله من مجرد الطعن في أصالة القرآن إلى محاولة المعارضة فكان من خلال الراهب المبشر ريموند مارتيني (1230–1284) Raimundo Martini الذي تخرج من مدرسة الدراسات الشرقية التي أنشئت في طليطلة عام 1250 والتي كانت تختص بإعداد المبشرين بين اليهود والمسلمين ، حيث تبحر ريموند في دراسة القرآن وحفظ البخاري ومسلم ، واجتهد في الجدل ضد الإسلام ، فألف كتاباً بعنوان (الخلاصة ضد القرآن) كما ألف كتاب (خنجر الإيمان في صدور المسلمين واليهود) يرد فيه على المسلمين واليهود . وبلغت به رغبته في تفنيد القرآن أن حاول معارضته بعد أن علم أنه معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع كلاماً يعارض فيه القرآن غاية في السخافة والسقامة يقول فيه : " بسم الله الغفور الرحيم ، أعارض قرآن مَنْ آخر اسمه الدال وأوله الميم ، بلسان فصيح عربي مبين ، لا يمنعني منه سيف ولا سكين ، إذ قال لي بلسان الإلهام سيد المرسلين : قل المعجزة لا شريك فيها لرب العالمين وفي الفصاحة يشترك كثير كثيرين يغلب فيها أحيانا الصالح الطالح والكافر المؤمنين ، فليست الفصاحة ولو في النهاية آية ولا معجزة اللهم إلا عند الذين أوطاهم عشوة معلم مجنون حتى قالوا عنه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، مع أنه بإقراره في سورة الأحقاف لم يدر قط ما يُفْعل به ولا بتباعه أجمعين أكتعين ، فقل يامن اسمه رمند ولقبه مرَتْيِن : آه ، لقومٍ يقبل الباطل والخرافات والترهات كأنها اليقين ، وإن كنتم في شك مما ألهمنا إليه عبدنا يامعاشر المسلمين فأتوا بحلِّ هذه الحجة ، وبمثل هذه السورة وادعوا لذلك إخوانكم من الجن إن كنتم مهتدين . فإن لم تقدروا ، ولن تقدروا فقد زهق الباطل، وانتقام اليقين والحمد والشكر لله آمين ، آمين" (52) .

              إن هذين العنصرين الهامين في وسائل المنصِّرين وهما : القول بتحريف القرآن ومعارضة القرآن يعتبران من أساسيات الهجوم على الإسلام التي استخدمها المنصِّرون منذ قديم وما يزالون ، والتي تعتبر أيضاً من أهم الكتابات اللادينية ضد الإسلام أيضاً كما سنرى

              يتبع إن شاء الله ............

              __________________________

              (45) نقد الخطاب الاستشراقي–الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 260
              (46) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 438
              (47) سورة المؤمنون آية 14
              (48) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص ص 46 – 47
              (49) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 27
              (50) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 30
              (51) مقالة صورة الإسلام في الأدب الالماني الوسيط للمفكر الألماني هوبرت هير كومر من كتاب صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أز ثابت عيد، ص 32
              (52) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 34 & نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 52
              أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
              أشفق على النصارى الحيارى !
              كفاية نفاق يا مسيحيين !!
              الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
              تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
              موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
              فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
              أورثوذوكسي يعترف !
              د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
              كل يوم اية و تفسيرها
              حقيقة المنتديات المسيحية !
              بولس الدجال
              لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
              التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
              فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
              حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
              سؤال للطلبة النصارى
              كشف عوار شبهات الكفار
              محنة الثالوث مع مزمور 2
              النصارى في لحظة صدق نادرة !



              تعليق


              • #8
                رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                وبعد الفشل الذي أصاب الحملات الصليبية انتهاءً بحملة لويس التاسع ملك فرنسا على مصر وأسره في المنصورة عام 1250 ، بدأت مرحلة جديدة من مراحل حرب التنصير ضد المسلمين . وقد جاء هذا التحول بناء على وصية القديس لويس التاسع نفسه ، وتلفت هذه الوصية الأنظار إلى صعوبة قهر المسلمين عن طريق القوة بسبب روح الجهاد لديهم ، وتوصي بتلمس طريق الغزو الفكري الهادف إلى دحض العقائد الإسلامية وتزييفها لقتل واغتيال المنطقة العربية ثقافياً وروحياً .

                وكان بطل هذه المرحلة بلا منازع هو ريموند لول Raymundus Lullus (أو ريموندوس لولوس) (1235م – 1316م ) وهو مبشر حانق على الإسلام كان حلم حياته هدم الإسلام ، وصرف حياته لمهمة تنصير المسلمين ، وسعى جاهداً لتحقيق هدفه من طريقين : عن طريق تصنيف الكتب الجدلية ضد الإسلام والقرآن ، وعن طريق إنشاء كلية للثالوث لإعداد المبشرين للعمل ضد الإسلام . وقام بتقديم ثلاث عرائض إلى البابا كليمان الخامس لإنشاء كلية لدراسة العربية ، وعدد من كراسي تعليم اللغة العربية في الجامعات المختلفة لتكون من أهم وسائل الجدل ضد الإسلام والقرآن وأفضل الوسائل لتنصير المسلمين . وبالفعل نجحت مساعي ريموند لول فقد أمر يعقوب الأول ملك ميورقة بإنشاء كلية الثالوث المقدس في بلدة ميرمار عام 1267م لإعداد المبشرين للعمل في مجال التبشير ضد الإسلام وقام لولو بافتتاحها وإعداد المبشرين فيها بنفسه . وفي عام 1294م ظفر ريموند لول بمقابلة البابا سلستين الخامس وقدم له كتابين فيهما خطة للتبشير بين المسلمين ، وكانت خطته ذات شقين : أولهما أن تتخذ الكنيسة العلم والمدارس وسيلة للتبشير ، وثانيهما أن ينصر المسلمين بالقوة إذا لم تنجح فيهم الجهود السلمية . كما قرّر مجمع فيينا الكنسي نتيجية لجهود ريموند لول المتواصلة فيما بعد بين عامي 1311م و 1312م إنشاء خمسة كراسي لتعليم اللغة العربية في أكبر خمس جامعات في أوربا ( باريس ، أكسفورد ـ بولونيا ـ سلمنكا ـ جامعة الإدارة المركزية البابوية) وعين للتدريس فيها مدرسين كاثوليكيين . ويعد هذا القرار الكنسىّ البداية الرسمية للتنصير المؤسَّسي ، إذ أثمر عن ظهور أكبر مؤسستين تنصيريتين للعمل ضد الإسلام حتى اليوم ، وهما : التبشير والاستشراق . كما أنه ليس من شك في أن القصد من إقامة هذه المراكز العلمية المتخصصة تحت رعاية كنسية صارمة وبتوجيه منها لم يكن إلا مواجهة القوة العربية-الإسلامية وذلك عبر أسلوب دعائي اعتمد الإثارة والتحريض والتحريف ونشر المفتريات واختلاق الأكاذيب (53) .

                ولا بد أن نشير إلى أهمية ريموند لول في تاريخ التنصير ضد الإسلام . فقد لخص أرنست رينان محاولات ريموند لول الرامية إلى استبدال الصليبية العسكرية بالصليبية الثقافية بقوله : " لا ريب في أن لول بطل هذه الحروب الصليبية ضد الرشدية ، فالرشدية عندهم هي الإسلام في حقل الفلسفة ، ومن المعلوم أن هدم الإسلام كان حلم جميع حياته . وقد قدم سنة 1311م ، وذلك في مجمع فيينا الديني ، ثلاث عرائض إلى كليمانس الخامس لإيجاد منظومة لهدم الإسلام وإنشاء كلية لدراسات العربية " (54) . بل إن أرنست رينان يعتبره (بطل الحرب الصليبية الثقافية) ضد الرشدية – أي فلسفة ابن رشد – التي كانت عند لول هي الإسلام (55) . كما ألف عنه صموئيل زويمر كتاب سماه ( أول منصِّر بين المسلمين ) ، وقال عنه : "وإلى يومنا هذا كل مستشرقي أوروبا وكتاباتهم مدينة لريموند لول لأن الفضل للمتقدم " ، وكان زويمر معجباً به لدرجة أنه سمى ابنه بـ (ريموند لول) إعجاباً به وتخليداً لذكراه (56) . وكما ذكرنا سابقاً فإن المنصِّرين الأوروبيين قد أصبحوا أكثر جرأة في الدعوة إلى النصرانية بين أظهر المسلمين وفي بلاد المسلمين ، وريموند لول كان أحد هؤلاء حيث استطاع في عام 1299م وعام 1300م أن يحصل على إذن من الملك يعقوب صاحب أراغون ليبشر في مساجد برشلونة محتمياً بالسلطة المسيحية في أسبانيا (57) واستمرت محاولاته في التنصير بين المسلمين إلى أن لاقى حتفه في الجزائر نظير استفزازه للمسلمين (58) عام 1316م .

                إن مؤسستي التبشير والاستشراق تتفقان وتتحدان فى استلهام التراث التنصيرى وتكراره للمراحل السابقة فى أطروحاته الأساسية حول الإسلام من خلال الأطروحات الرئيسية الثلاثة : الإسلام هرطقة مسيحية ، محمد نبى مزيف لا أخلاقي ، القرآن تلفيق من كتب العهدين القديم والجديد . لذلك فإنه كما يقول إدوارد سعيد ساخراً عن المستشرقين " سيكون مستشرقاً بحاثة ومختصاً ألمعياً ذلقاً فى أيامنا هذه من يشير إلى الإسلام على أنه هرطقة آرية من الدرجة الثانية ، وأن محمداً نبي لا أخلاقي ، وأنه ألّف كتابه معتمداً على كتب التوارة والإنجيل " (59) .
                وسنأتي إلى الطرح الاستشراقي التنصيري لاحقاً من هذا القسم .

                يتبع إن شاء الله .......

                ________________________

                (53) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 108-110 & الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 35 – 36 & تاريخ حركة الاستشراق – الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين، يوهان فوك، تعريب عمر العالم، ص 27 & التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 77 & مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 47
                (54) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 119
                (55) الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) ، أزد فاروق عمر فوزي ، ص 34
                (56) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 58
                (57) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 115
                (58) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 53
                (59) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 41
                أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                أشفق على النصارى الحيارى !
                كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                أورثوذوكسي يعترف !
                د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                كل يوم اية و تفسيرها
                حقيقة المنتديات المسيحية !
                بولس الدجال
                لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                سؤال للطلبة النصارى
                كشف عوار شبهات الكفار
                محنة الثالوث مع مزمور 2
                النصارى في لحظة صدق نادرة !



                تعليق


                • #9
                  رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                  وهكذا بدأت مرحلة جديدة بعد الحروب الصليبية حيث قررت الكنيسة تحويل الصراع إلى صراع فكري وثقافي وتركيز الهجوم على الإسلام . كما شاعت في كتابات اللاهوتيين الأوروبيين من رحالة ومطارنة وباباوات ومنذ نهاية القرن الثالث عشر إمارات اليأس من إمكان حل المسألة الإسلامية عن طريق ضربات عسكرية (60) . ومن هؤلاء الراهب الفرنسيسكانى روجر بيكون Roger Bacon الذي ويعتبر من أحد أوائل من طالب بممارسة العمل التبشيري كوسيلة للاستيلاء على الشرق بديلاً عن الحرب المقدسة ، التي رآى أنها عديمة الجدوى وأن أفضل وسيلة لنشر المسيحية بين المسلمين هي التبشير السلمي والموعظة الحسنة (61) . إلا أنه رآى أن المسيحية عاجزة عن ذلك لأسباب ثلاثة : فلا أحد يعرف لغات الشعوب المراد التبشير بينها ، ولا أحد يعرف ما هية عقائد من يراد التبشير بينهم ، ولا أحد يملك حججاً مؤسسة على المعرفة لدعوة غير المسيحيين إلى الكاثوليكية (62) . فقام بتوجيه رسالة إلى البابا اكليمنص الرابع سنة 1266م ضمَّنها دعوته إلى وجوب إدخال اللغات الأجنبية إلى مناهج الدراسات الجامعية وبخاصة اللغة العربية للإفادة منها كوسيلة للتبشير ضد الإسلام ودراسة أحوال المسلمين للوقوف على الطرق التي يمكن النفاذ منها إلى هدم عقيدتهم وتقويضها (63) .

                  كما برز في الجانب التبشيري بين المسلمين وبشكل ظاهر المبشرين الدومينيكان حيث أسسوا مدارس لغوية خاصة لهذا الغرض . ثم انتقل النشاط إلى البدء بالتنصير بين المسلمين فنشأت مؤسسة رهبنة الفرنسيسكان الذين جازفوا بالطعن في الإسلام بين المسلمين من غير تكتم مما أدى إلى أن يدفعوا أرواحهم ثمناً لذلك وباءت كل جهودهم بالفشل (64) . ونذكر مثالاً لهؤلاء القساوسة الدومينيكان الذين قادوا حملة ضد القرآن وذلك بتشويه مصدريته والزعم بتحريفه ، فمنهم وليام الطرابلسي Wilhelm von Tripolis المقيم الدومينيكاني بعكا سنة 1273م الذي نشر كتاباً بعنوان (رسائل عن حالة السراسن ونبيهم الكاذب محمد وشريعتهم وعقيدتهم) . جاء في هذا الكتاب : " لقد حرص أتباع محمد على أن يكون لهم كتاب مقدس جمعوا فيه ما أثر عن محمد من تعاليم ، فعهدوا بالأمر إلى أحدهم الذي كشف عن فشله وأبان عن عجزه فانقلبوا إلى اليهود وزنادقة النصارى يسألونهم العون والنصرة ، فجمع هؤلاء نصوصاً متفرقة من العهدين ، ثم التلفيق بينها عشوائياً وكيفما اتفق ، وهكذا جاء الكتاب في مجموعه تحريفاً وتشويهاً للتعاليم اليهودية المسيحية " (65) .

                  وفي عام 1291م أيضاً زار ريكاردوس دي سانت كروز الدومينيكاني Ricoldus de Santa Cruse بغداد وألف كتاباً في نقض القرآن جاء فيه : " لقد ثبت أن القرآن من صنع محمد ووضعه لأنه كتاب فيه تناقض وتدابر وخلو من النوازع الخلقية السليمة " . كما وصف العقيدة الإسلامية بالغموض واللاعقلانية والتفاهة والإصرار على العنف ، ومن ثم فإنه لا بد أن يكون (أي الإسلام) " من صنع إبليس الذي شاءت الإرادة الإلهية له أن يدون هذا الكتاب ليمهد الطريق لظهور المسيح الدجال . ولما شعر إبليس بعجزه عن إيقاف زخم الهداية المسيحية في المشرق وأنه لا يستطيع معارضة شريعة موسى وإنجيل عيسى قرر إبليس أن يختلق كتاباً ثم بحث عن شخصية شريرة بالطبع والفطرة فوجدها مجسدة في رجل اسمه محمد ، وتثني العقيدة والدين ، إجرامي النشأة والتكوين ، فنسب الكتاب إليه وصار يعرف باسمه ويرتبط به " (66) .

                  كما قام بارثليمو الأوديسي Bartholomew of Edessa بنشر كتاباً فيه صورة حوار ثنائي بين مسلم ومسيحي جاء فيه : " أن محمداً لم يكن نبياً مرسلاً بل داعراً استهوته الملذات الجسدية ومبشراً بنزعة عدمية في دائرة الأخلاق ، لا تقر عرفاً سائداً أو خلقاً فاضلاً ، وانه كان قاتلاً وسارقاً وقاطع طريق وساحر ، وأنه ملك قلوب المغفلين بالمكر والخديعة والخداع والتضليل " (67) . بل تعدى الأمر إلى أن المسيحيين في أوروبا في القرون الوسطى كانوا يحرفون اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عمداً فيدعونه (ماهوند) Mahound أي الشيطان (68) .

                  وقد كان لدور الكهنة المتجولين في الشرق وبعض الفرسان الصليبيين العادين دور في خلق تصور شعبي ملفق عن الرسول عليه الصلاة والسلام والإسلام داخل أوروبا . ويقول هذا التصور بوثنية الإسلام ووجود ثلاثين إلهاً للمسلمين آلهتها الأساسيون فراكوتوس وأوبولو ومحمد ، وقد استمرت هذه الصورة حتى نهايات العصور الوسطى في بعض الأوساط الأوروبية (69) .

                  وهذه الصورة الملفقة عن الإسلام بأنه ديانة وثنية ما تزال حتى الآن تنشره الكتابات التنصيرية وتنقله بدروها إلى الكتابات اللادينية بالزعم بأن المسلمون يقدسون الحجر الأسود والكعبة وأن هذا التقديس انتقل من وثنية الجاهلية ، وبتقديسهم للقمر الذي كان أحد آلهة العرب قبل الإسلام .

                  يتبع إن شاء الله .......

                  _________________________

                  (60)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 20
                  (61)نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1، د. ساسي سالم الحاج، ص 50
                  (62)صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 101
                  (63)الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص33
                  (64)مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 71 - 73
                  (65)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 115 – 116 & وأنظر الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 367 - 368
                  (66)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 116 – 117
                  (67)دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 112 – 113
                  (68)رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 25
                  (69)من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 14
                  أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                  أشفق على النصارى الحيارى !
                  كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                  الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                  تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                  موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                  فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                  أورثوذوكسي يعترف !
                  د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                  كل يوم اية و تفسيرها
                  حقيقة المنتديات المسيحية !
                  بولس الدجال
                  لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                  التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                  فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                  حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                  سؤال للطلبة النصارى
                  كشف عوار شبهات الكفار
                  محنة الثالوث مع مزمور 2
                  النصارى في لحظة صدق نادرة !



                  تعليق


                  • #10
                    رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                    إن عصر بعد الحروب الصليبية بالنسبة للكنيسة كان يمثل ذروة الحرب الثقافية على الإسلام . فنتيجة لاحتكاك الصليبيين الأوروبيين مع المسلمين لما يقرب من قرنين من الزمان واطلاعهم على التراث الإسلامي وحصولهم على الكثير من المخطوطات ، فقد كثرت المؤلفات الكنسية التي تهاجم الإسلام . وهذا الموقف الكنسي البغيض من الإسلام ليس نتيجة لقلة المصادر ، فقد كثرت ترجمات المخطوطات الإسلامية في ذلك الوقت كما أن علماء اللاهوت في ذلك الوقت كانوا يتصلون بالمصادر الأولى في تعرفهم على الإسلام ، ولكن كل محاولة لتقييم هذه المصادر على نحو موضوعي نوعاً ما ، كانت تصطدم بحكم سابق يتمثل في أن هذا الدين المعادي للمسيحية لا يمكن أن يكون فيه خير ، وهكذا كان الناس في الغرب لا يولون تصديقهم لتلك المعلومات التي تتفق مع هذا الرأي المتخذ من قبل وكانوا يتلقفون منهم كل الأخبار التي تلوح لهم مسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى دين الإسلام (70) .

                    وبهذا تستمر حملات التشويه ضد الإسلام ، فقد قدم إلى فلسطين الإيطالي يعقوب الفيروني James of Verona ووضع رسالة وصف فيها القرآن بأنه تشويش مروع ومخيف للمسيحية (71) . وحول تشويه الوحي الإلهي للنبي يصور أندريه دونالدولو (توفي عام 1354م) النبي محمد جالساً وعلى إحدى كتفيه حمامة تعهد تدجينها فصارت تلتقط الحب من جوف أذنية ، وزعم لأتباعه أن الحمامة من الملك المرسل من الرب إليه (72) . وبينما كان اللاهوتيون فيما قبل القرن الرابع عشر يرون في النبي محمد بأنه ساحر ، رآى لاهوتيو القرن الرابع عشر بأنه كاردينال طمح لمنصب البابوية وعندما فشل في الوصول إلى المنصب تحول إلى عدو شرس للمسيحية كلها (73) .

                    كما أنه من المهم أن نشير هنا إلى ريكولدوس دي مونتي كروتشي (1243م– 1320م)Pennini Ricoldo Da Monte Croce الراهب والمبشر الدومينيكاني الذي كتب كتابه (الجدال ضد المسلمين والقرآن) بعد أن عاش دهراً بين المسلمين واجتمع بعلمائهم وجادلهم (74) . وهذا الكتاب الذي يسمى بعدة أسماء منها (ضد شريعة المسلمين) يحاول على مدى صفحاته أن يثبت أن القرآن خليط متنافر من الهرطقات المسيحية القديمة المدحوضة منذ أبد بعيد وأنه مزيج من أراء تعليمية ذات أصول هي في منتهى التباين والاختلاف . كما يركز على غياب المعجزة عن الرسول محمد النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف عيسى عليه السلام . إلا أن أهم ما نركز عليه في كتابه هو ما يزعمه من وجود تناقضات كثيرة ملازمة للقرآن والمناقضة للعقل أيضاً والتي تتجلى بزعمه في أربعة نقاط :
                    1) في النبي محمد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في الحقيقة على أساس أطوار حياته المنافية للأخلاق . وهذا مأخذ سيظل يرد المرة بعد الأخرى في الجدل المذهبي للإسلام .
                    2) في القرآن ذاته ، على قدر ما يتضمن من أقوال لا تفيد شيئاً لأنها أقوال مسهبة مكررة ووجود صياغات بذيئة فاحشة فيه.
                    3) في الممارسة العقدية للمسلمين كما في عمليات الوضوء وكذلك في فهمه للزواج وممارسة الطلاق .
                    4) في التصورات القرآنية الخاصة بالجنة وهي التي كانت تمثل مساحة هجوم للكتاب المسيحيين على الإسلام منذ العصور الأولى (75) .

                    وهكذا نرى استمراراً لذات الأطروحات والأكاذيب التي طرحها يوحنا الدمشقي وعبدالمسيح الكندي والبيزنطيين الأوائل ضد الإسلام والقرآن والرسول النبي صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي يدل على ترسيخ هذه المفتريات في العقلية النصرانية الأوروبية ضد الإسلام واستمرار هذه الأطروحات والأكاذيب في الكتابات اللادينية كما سنرى لاحقاً .

                    يتبع إن شاء الله

                    __________________________

                    (70) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 189
                    (71) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121
                    (72) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 114
                    (73) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 121
                    (74) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 306
                    (75) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 99 - 101
                    أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                    أشفق على النصارى الحيارى !
                    كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                    الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                    تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                    موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                    فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                    أورثوذوكسي يعترف !
                    د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                    كل يوم اية و تفسيرها
                    حقيقة المنتديات المسيحية !
                    بولس الدجال
                    لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                    التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                    فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                    حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                    سؤال للطلبة النصارى
                    كشف عوار شبهات الكفار
                    محنة الثالوث مع مزمور 2
                    النصارى في لحظة صدق نادرة !



                    تعليق


                    • #11
                      رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                      تابع ...........

                      وفي القرن الخامس عشر وقد أوشكت القسطنطينية على السقوط تحت سنابك خيل محمد الفاتح وقواته ، ازدادت هذه الخيالات المختلفة في أذهان المنصِّرين والكنيسة إسرافاً ورسوخاً . فنقرأ في مؤلف لكتاب مجهول عن مصدر الإسلام قوله : " أن راهباً من النحلة الأريوسية لما تحقق من العرب قوم سخفاء وبسطاء ، قرر في نفسه أن يضع لهم كتاباً في الدين والعقيدة ، كما فعل من قبل آريوس المنشق عن الكنيسة والدين الصحيح فاختلى إلى نفسه واختلق كتاباً أسماه القرآن ضمنه جملة العقائد المخالفة للمسيحية ( أفكار التثليث ، وعقيدة التجسد ، وألوهية عيسى ) . ثم أعطاه لأحد تلاميذه المسمى محمداً الذي زعم لأتباعه أن الكتاب كان محفوظاً في اللوح مع جبريل . فآمنوا بدعواه وصدقوه ، وهكذا تأسس هذا الدين المزعوم " (76).

                      ونلاحظ في هذه الفترة اهتمام الكنسيون بالقرآن الكريم والتركيز على تشويهه أمام الشعوب الأوروبية . فقد بدأ في عام 1453م الكاردينال يوحنا السيغوفي Johannes von Segovia بترجمة للقرآن الكريم لأنه كان يريد عن طريق دراسة النص القرآن إثبات أنه يتضمن تناقضات وأخطاء وآثار مؤلفين مختلفين ليقنع المسلمين بأن القرآن ليس كتاباً موحى به من عند الله كما يدعون (77) . وهذا اللاهوتي يوحنا الأشقوبي Juan Alfonsi De Segobia (توفي بعد 1456م) لم يجد أمامه غير مقاومة الإسلام إلا بترجمة القرآن إلى اللاتينية بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية ، وبعد أن ترجمه إلى اللاتينية صنف كتاباً في الرد على الإسلام سماه (طعن المسلمين بسيف الروح) (78) .

                      وفي عام 1460م قام الكاردينال والفيلسوف الألماني نيقولاس فون كيس Nicholas of Cusa (أو نيقولاوس الكويسي) بغربلة القرآن لأنه يريد أن يخرج منه ذلك بتأكيد قناعاته بأن الإسلام هو هرطقة مسيحية ثم قام بنشر كتابه المسمى (دراسة تحليلية ونقدية للقرآن) أو (نظرة في القرآن) والتي ألفها عام 1460-1461م ، زاعماً فيه " أن القرآن مركب من هجين من عناصر ثلاثة : تعاليم نسطورية هرطقية المضمون والمحتوى ، وأحاسيس عدوانية للمسيحيين أملاها على محمد مستشاره اليهودي ، وتحريفات إضافية سجلها اليهود الذين استعان بهم في جمع مادة القرآن وترتيبه وتحريره عقب وفاة محمد وفشل أتباعه في إنجاز المهمة بجهودهم الذاتية " . حتى أنه في رسالته إلى البابا بيوس الثاني يشير إلى أن الإسلام مشتق من الهرطقة النسطورية . حيث يظن هؤلاء المنصِّرين والكرادلة أن الراهب بحيرى الذي التقاه الرسول في رحلته إلى الشام مع عمه أبو طالب إنما هو راهب نسطوري إلى درجة بعيدة . ومن هنا أعلن نيقولاس لأتباعه بأن السبيل الوحيد إلى إسقاط الإسلام هو العمل على نفي وجوده الشرعي كدين سماوي وذلك بإثبات القول ببشرية القرآن وأنه كتاب مختلق وموضوع من صنعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام (79) . كما أنه بتوجيه من البابا بيوس الثانى ، قام نيقولاوس بكتابة كتاب ضد الإسلام بعنوان (نقد الإسلام وتفنيده) . كما تظهر كتابات أخرى ضد القرآن وضد الرسول من قبل عدد من الآباء الدومينيكانيين والجزويت ومنها : (حول الخداع المحمدى) و (التحصين الإيمانى) و (بحث للرد على الأخطاء الرئيسية الخادعة لمحمد) وأخيراً وليس آخراً(الإيمان المسيحى الحقيقى ضد المحمديين) (80) .

                      ثم يظهر مارتن لوثر Martin Luther مؤسس البروتستانتية في زمن السلطنة العثمانية وأثناء دك العثمانيين للمدن الأوروبية مما يثير حنق لوثر حتى أنه يؤيد طبع أحد ترجمات القرآن تحوي العديد من الأغلوطات إلى اللاتينية . فعندما قام السويسري يوحنا أوبورين بذلك عام 1542م حظرت بلدية مدينة بازل نشره ، ولم تسحب هذا الحظر إلا بعد التدخل المكثف لمارتن لوثر . ويقول مارتن في هذا الشأن وعن سبب حماسه لنشر هذه الترجمة اللاتينية للقرآن مظهراً حقده على الإسلام : " لأن المرء لا يستطيع أن يلحق بمحمد أو بالأتراك شيئاً أكثر إثارة للغيظ ، ولا أن ينالهم بضرر وإيذاء هما أشد من كل ما عداهما من الأسلحة كالذي يلحق بهم حين يكشف عن قرآنهم لدى المسيحيين لكي يروا كم هو كتاب ملعون شائن إلى أقصى الدرجات وكم هو حافل بالأكاذيب والخرافات وكل الفظائع " (81) .

                      ومارتن لوثر برغم انشقاقه عن الكنيسة الكاثوليكية إلا أنه ما يزال يستمر على ذات النهج والهدف في نقده ومهاجمته للإسلام . فهو يرى أن الشيطان هو الذي حرض محمداً وأن القرآن من تأليفه . كما أنه يضع أطروحة جديدة ضد الإسلام سيستمر المنصِّرين اللاحقين باستخدامها في مدى واسع ألا وهي انتشار الإسلام من خلال الأعمال العسكرية فيقول " إنه أمر يوصى به في شريعتهم بصفته عملاً ربانياً مستحسناً أن ينهبوا ويقتلوا ويلتهموا المرة بعد الأخرى كل شيئ من حولهم ويفسدوا كل شيئ كما يقولون هم يحسبون أنهم يسدون به خدمة لله " . كما يتناول التشريع الإسلامي ، فيتحدث عن الزواج في الإسلام فيقول "والمسألة الثالثة هي أن قرآن محمد لا يحترم الحياة الزوجية " ، فيتحدث عن تعدد الزوجات ، والإماء (82) .

                      لقد قام مارتن لوثر بأكثر من ذلك برغم أنه مؤسس الكنيسة البروتستانتية الإصلاحية فقد أهان نبي الإسلام بلا أدنى حياء واصماً إياه بأنه ######## . وكان يعلن بقوله : " بعد ظهور الأتراك على حقيقتهم أرى أن القساوسة عليهم أن يخطبوا الآن أمام الشعب عن فظائع محمد حتى يزداد المسيحيون عداوة له ..." (83) .

                      إن الحقد في نفوس هؤلاء الكنسيون الأوروبيون وبالأخص بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية لعب دوراً كبيراً في إطلاق الأكاذيب ضد الإسلام وترويجها . ويمكن القول أن صورة الإسلام في العصور الوسطى (التي تمتد منذ 650م إلى 1570م) في أوروبا والعالم النصراني وقرابة تسعة قرون كانت عبارة عن أكاذيب وتلفيقات رسختها الكنيسة ليس داخل إطار الكنيسة فقط وإنما من خلال الشعوب الأوروبية كافة . لقد رأينا كيف أن تلك الأكاذيب التي صاغها الأولون منذ القرون الأولى للإسلام كيوحنا الدمشقي لم تزل هي نفسها في القرن السادس عشرالميلادي ، بل وتطورت لتصبح أكثر درامية .

                      فالقصص عن مصدر الإسلام تتنوع ، والأكاذيب حول الرسول صلى الله عليه وسلم تختلق . إلا أنه فيما بعد سيبدأ ظهور الأكاذيب في شكل علمي تحت إطار الاستشراق ، حيث الاعتماد ليس فقط عن الأكاذيب الكنسية الموروثة ، وإنما على الروايات الضعيفة في المصادر الإسلامية .

                      يتبع إن شاء الله ........

                      _______________________

                      (76) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح ، ص 113
                      (77) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 135
                      (78) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 41
                      (79) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121 & مسيحية ضد الإسلام، لودفيغ هاغمن ، ص ص 110 - 112
                      (80) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
                      (81) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 69 & صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية) ، ترجمة أز ثابت عيد، ص 20-21
                      (82) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 135 - 137
                      (83) صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أ. ثابت عيد، ص 21
                      أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                      أشفق على النصارى الحيارى !
                      كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                      الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                      تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                      موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                      فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                      أورثوذوكسي يعترف !
                      د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                      كل يوم اية و تفسيرها
                      حقيقة المنتديات المسيحية !
                      بولس الدجال
                      لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                      التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                      فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                      حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                      سؤال للطلبة النصارى
                      كشف عوار شبهات الكفار
                      محنة الثالوث مع مزمور 2
                      النصارى في لحظة صدق نادرة !



                      تعليق


                      • #12
                        رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                        في القرن السابع عشر يظهر التشويه ضد الإسلام في دوائر المعارف التي يحررها القساوسة . فالأب لويس موريري L. Moreri يذكر في القاموس التاريخي الكبير المنشور عام 1674م عن أصل الإسلام : " ... محمد نبي مزيف عربي الموطن ولد عام 571م وفقاً للتقدير العام ، فقد والديه وهو طفل ، وقام عمه أبو طالب بتربيته . ودفعه الفقر ليخدم عند أحد التجار العرب ، وعند وفاة هذا التاجر قام بإمتاع أرملته المسماة كاديج لدرجة أنه تزوجها وأصبح وريثها الوحيد . فاستخدم أموالها ليزدهر ويخدم طموحاته .. وبعد ذلك شارك كلاً من باتيراس ، وهو هرطقي يعقوبي ، والأب جورجيوس وهو راهب نسطوري وبعض اليهود الذين عاونوه على تجميع قرآنه ، وبذلك أصبح دينه مكوناً جزءاً من اليهودية وجزءاً آخر من أحلام هرطقية ، واستسهالات جنسية لطبيعة منحرفة .." (84) .

                        كما يكتب الراهب فيليب جودانيول Ph. Guadennol عام 1699م في باريس كتابه (حياة محمد المحتال ، كما رآها المؤرخون العرب والفرس واليهود والكدلانيون واليونانيون واللاتينيون مصحوباً بموجز تقويمي يوضح الزمن الذي عاشوا فيه واصًل وطابع كتابتهم) ، وهذا الكتاب استقى المؤلف كل توجيهاته حوله ومعلوماته من خلال البابوات والمجامع الكنسية (85) .

                        وهذا لاهوتي آخر من المشاهير وهو Humphrey Prideaux همفري بريدو (1648م – 1724م) الذي ألف كتابه عن الرسول صلى الله عليه وسلم عام 1697م والذي عنوانه ( الطبيعة الحقيقية للخداع كما يتجلى كاملاً في حياة محمد ) ، حيث يزعم في مقدمته إلى تبرئة المسيحية من الخداع بزعمه أن الخداع هو الموجود في الإسلام (86) .

                        وهذا ملك أسبانيا فيليب الرابع يطلب إلى أحد المبشرين الألمان وهو Dominicus Germanus De Silesia جيرمانوس السيليزي (1588 – 1670) بتأليف كتب تبشرية تهاجم الإسلام بعد رحلة تبشيرية قام بها هذا الراهب في بلاد المسلمين ، بل قام أيضاً بترجمة القرآن إلى اللاتينية وكتب رداً على القرآن (87) .

                        وفي العصر الحديث تستمر الحملة على الإسلام والقرآن والرسول على ذات المنوال وذات الهدف والمنهج ولكن تتستر تحت عباءة الاستشراق والعلم ولكن بجسد التبشير والتنصير . بل لقد أصبح موضوع مصادر القرآن و مصادر الإسلام فرعاً مستقلا بذاته في دراسات مؤسّستي التنصير : الاستشراق والتبشير . وقد حرص مجادلو التنصير في هذا المجال على إرجاع كل كبيرة وصغيرة في القرآن إلى مصدر سابق سواء أكان دينياً أم غير ديني، وقد دارت مصادرهم المقترحة للقرآن الكريم حول مصادر ستة : الوسط الوثني في شبه جزيرة العرب ( معتقدات، عادات، عبادات، أشعار) وعلى الأخص شعر أمية ابن أبي الصلت ، الحنفاء ، الصابئة ، الزرادشتية وديانات الهند القديمة ، النصرانية ، واليهودية (88) .

                        ويشير ريتشارد سوذرن في كتابه صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى إلى أن الصور المشوهة عن الإسلام في أوروبا والتي استمرت عبر العصور الوسطى الأوروبية قد تعرضت للنقد بشكل أو بآخر ، إلا أن هناك أفكاراً ثابتة عن الإسلام والنبي تدخل في التفاصيل وتتجاوز الحقبة الوسيطة إلى عصور الاستشراق ، ومنها الاقتناع بافتقار الإسلام للإخلاقية والتي يمثلوها في سلوك النبي الشخصي عليه الصلاة والسلام (89) . أي أن الاستشراق ورث الطعن في الإسلام من خلال الطعن بالرسول من خلال الصورة المشوهة عن الإسلام التي زرعتها الكنيسة في أوروبا منذ القرون الوسطى .

                        إن أول استعمال لكلمة (مستشرق) كان حوالي عام 1630م (90) ، ويرى آخرون أنه ظهر كمصطلح في اللغة الاإنجليزية في العام 1779م (91) . ولكن يمكن القول أن الاستشراق نشأ في زمن الحروب الصليبية أو بعدها ، وقد نشأ أول ما نشأ كنسياً ولهدف واحد هو الرد على الإسلام وتشويه صورته . وهكذا فإن الحديث عن طروحات الاستشراق فيما يختص بالإسلاميات لا يخرج عن الحديث عن الافتراءات النصرانية طوال قرون عديدة على الإسلام . فلقد نشأ الاستشراق على أيدي رجال الكهنوت بغرض تشويه حقائق الإسلام ، وإعاقة نشره بين الغربيين ، وتكثيف الجهود التبشيرية ليس فقط من اجل الانتصار للنصرانية فقط ولكن كما ذهب إلى ذلك ردوي بارت Rudi Paret بدافع التبشير الذي عرفه بأنه " إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين المسيحي " (92) .

                        ويقسم العديد من الباحثين الاستشراق إلى عدة فروع . ولكن من حيث الأغراض فقد انقسمت الدراسات الاستشراقية إلى مدارس مطابقة لأغراض ودوافع عدة إلى ما يلي : فهناك المدرسة النصرانية ولها نزعتان : كاثوليكية وبروتستانتية . وهناك المدرسة اليهودية ، وهناك المدرسة الإلحادية العامة ، وأخيراً المدرسة الإلحادية الشيوعية ، إلا أن الجانب الأكبر في هذه الدراسات كان للمدرسة النصرانية كما يقول المستشرق سنوك هورخروني Christian Snouck Hurgronje : " وبالتدريج توصلنا إلى اليقين بأن دراسة اللغات والحضارات والتاريخ السياسي والأدبي ضرورية ، وكذلك دراسة المؤسسات الاجتماعية والدينية لكل الشعوب الشرقية الأخرى ، التي لم نهتم بها حتى اللآن إلا للمصالح التجارية العلمية ، أو بدرجة أعمق من أجل المصلحة التنصيرية (93) . كما يقول أحد الباحثين : " كان الباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر عرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ، ثم تطور هذا الباعث فيما بعد إلى محاولة تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبنائه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية وعظمتها من ناحية أخرى " (94) .

                        ويعترف المستشرقون أنفسهم بتأثرهم بتلك النعرة الكنسية تجاه الإسلام حيث تضافر الخوف من الإسلام مع الجهل به والحقد عليه في تكوين صورة مشوهة عنه في أوروبا في القرون الوسطى . واستمرت هذه الصورة لم تتغير في جوهرها حتى العصر الحاضر في الدراسات الاستشراقية والإعلام الغربية . وهذه الصورة المشوهة للإسلام هي بداية الاستشراق . ويشير المستشرق مونتجمري وات William Montgomery Watt وهو أحد كبار المستشرقين في العصر الحديث إلى أهم العناصر التي كونت هذه الصورة وهي : " أن العقيدة الإسلامية تحتوي على انحرافات (عن العقيدة المسيحية) وأن الإسلام دين العنف وأنه انتشر بالسيف وأنه دين يدعو إلى الانغماس في الشهوات وبخاصة الشهوات الجنسية . وأن في شخصية محمد ضعفاً أخلاقياً ، وأنه مؤلف دين زائف " (95) ، كما يقول أيضاً عن هذا الإرث الكنسي : " جد الباحثون منذ القرن الثاني عشر في تعديل الصورة المشوهة التي تولدت في أوروبا عن الإسلام . وعلى رغم الجهد العلمي الذي بذل في هذا السبيل ، فإن آثار هذا الموقف المجافي للحقيقة التي أحدثتها كتابات القرون المتوسطة في أوروبا لا تزال قائمة فالبحوث والدراسات الموضوعية لم تقدر بعد على اجتنابها " (96) .

                        وبالطبع لا تخرج هذه الإدعاءات عن كل ما أوردناه سابقاً في تاريخ الجدل النصراني مع الإسلام خلال قرون طويلة حيث نرى بشكل واضح كيف أن مستشرق من القرن العشرين يوجز لنا أطروحات المستشرقين في العصر الحديث ، والتي لا تخرج عن أطروحات القساوسة والكهنة والرهبان في العصور الوسطى وما بعدها. ويعترف المستشرقون أو من أرخوا لهم بأن الجانب الديني في تناولهم للإسلام كان له أثر في كتاباتهم عن الإسلام وأنه من الصعوبة بمكان التخلي عن هذه النعرة في كتاباتهم ، فيقول المستشرق الأمريكي برنار لويس : " لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين ومستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية " . ويقول المؤرخ البريطاني نورمان دانييل Norman Daniel : " على الرغم من المحاولات الجدية المخلصة التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب النصارى من الإسلام فإنهم لم يتمكنوا أن يتجردوا منها تجرداً تاماً " (97) .

                        وهذا الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبونGustav LeBon يؤكد هذه النزعة الكنسية ضد الإسلام فيقول : " إننا لسنا أحرار في بعض الموضوعات ، والمرء عندنا ذا شخصيتين : الشخصية العصرية التي كونتها الدراسات الخاصة والبيئة الخلقية والثقافية والشخصية اللاشعورية التي استقرت وتبلورت بفعل الماضي الطويل وتأثير الأجداد والسلف .. وهكذا فإن أوهامنا الموروثة والمستقرة في اللاوعي عن الإسلام والمسلمين قد تراكمت عبر قرون كثيرة وصارت جزء من مزاجنا وطبيعة متأصلة فينا " (98) .

                        ويقول جان برو فيلارد Jean Beraud Villard في مضمار الحديث عن المخاطر المنهجية في دراسة الإسلام : " إذا كنا نخوض في هذه الدراسة الخطيرة بشيئ من الجرأة (وربما بشجاعة اللاوعي ) فعلينا أن نعلم سلفاً أن تجردنا سوف يصطدم باستمرار في داخل أعماقنا ، بأحكامنا المسبقة وعاداتنا في التفكير والشعور التي نخضع إليها وتأسر قلوبنا منذ أربعين جيلاً " (99) .

                        ويؤكد المفكر الإسلامي د. محمود حمدي زقزوق المتخصص في الاستشراق أن الهدف الديني في الاستشراق " لا يزال يعمل من وراء ستار بوعي أو بغير وعي " معللاً ذلك بقوله : " لإنه من الصعب على معظم المستشرقين النصارى وأكثرهم متدينون أن ينسوا أنهم يدرسون ديناً ينكر عقائد أساسية في النصرانية ويهاجمها ويفندها كالتثليث والصلب والفداء " كما أنه من الصعب عليهم أن ينسوا أن الإسلام قد قضى على النصرانية في كثير من بلاد الشرق وحل محلها (100) .

                        وهذه النظرة المسيحية نحو الإسلام لم تتغير إلا قليلاً كما يقول مارسيل بوازار في كتابه (الإسلام اليوم) منذ 15 قرناً . فهذه النظرة تظهر شيئاً من التسامح العقائدي إزاء الأديان السابقة ، لكنا في حالة الإسلام قد قابلته بالرفض المطلق . وبدا الإسلام منذ البيزنطيين كانحراف للنصرانية ، فقد ألصقت بالنبي محمد أوصاف وقحة ، وفي النهاية عبثية ، فقد صور في صورة راهب مرتد أو في أي صورة مشابهة . فقد كان النصارى آنذاك يظنون أن بوسعهم تشويه الإسلام بتشويه رسوله محمد بمقارنة ساذجة مع المسيحية . ولقد تغيرت الأزمان ولكن صورة النبي الزائفة على نحو مضحك لم تتغير ، رغم أن البحث التاريخي برهن مراراً على أن هذه المزاعم التقليدية كانت خاطئة (101) .

                        يتبع إن شاء الله ..........
                        ___________________________

                        (84) موقف الغرب من الإسلام - محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 42 – 43
                        (85) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 47
                        (86) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 107
                        (87) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 180
                        (88) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50
                        (89) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 14
                        (90) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 142
                        (91) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 146
                        (92) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 44
                        (93) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 30-31
                        (94) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 38
                        (95) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 25
                        (96) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 136
                        (97) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 88
                        (98) الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) ، أ.د فاروق عمر فوزي ، ص 65
                        (99) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 315
                        (100) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 56
                        (101) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 192



                        أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                        أشفق على النصارى الحيارى !
                        كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                        الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                        تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                        موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                        فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                        أورثوذوكسي يعترف !
                        د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                        كل يوم اية و تفسيرها
                        حقيقة المنتديات المسيحية !
                        بولس الدجال
                        لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                        التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                        فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                        حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                        سؤال للطلبة النصارى
                        كشف عوار شبهات الكفار
                        محنة الثالوث مع مزمور 2
                        النصارى في لحظة صدق نادرة !



                        تعليق


                        • #13
                          رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                          تابع .............

                          والأمثلة على المستشرقين المنصِّرين كثيرة وقد ترجم نجيب العقيقي في كتابه المستشرقون عن ما يربو ستين راهباً من كبار المستشرقين (102) . فها هو الأب هنرى لامانس Henri Lammens المستشرق المبشر اليسوعي والراهب المتعصب يكتب جدليته ضد القرآن في مقاله ( هل كان محمد أميناً؟ ) ، وفى كتابه الآخر (الإسلام : عقائد ونظم) (103) . وللمعلومية فقد عرف عن الأب لامنس الكاثوليكي أنه مثل بطرس المحترم في عصر الحروب الصليبية لما في كتاباته من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى أنه إذا ذكرت الأحاديث والأخبار خلة حسنة ممدوحة في النبي وأصحابه فإن لامنس يؤكد أنهم كانوا مصابين بالعيوب المناقضة لتلك الخلال الحسنة (104) ، بل ويصفه الدكتور عبدالرحمن بدوي بقوله " مستشرق بلجيكي وراهب يسوعي شديد التعصب ضد الإسلام ويفتقر افتقاراً تاماً إلى النزاهة في البحث والأمانة في نقل النصوص وفهمها " ويصفه الدكتور بدوي بقوله أيضاً " لا أعرف باحثاً من بين المستشرقين المحدثين قد بلغ هذه المرتبة من التضليل وفساد النية " . وهو من الأمثلة الواضحة عن التعليم الكنسي المعادي للإسلام داخل بلاد الإسلام ، بل وأحد ممن بث سمومهم حول الإسلام بين المسلمين ، حيث جاء في صباه إلى بيروت وتعلم في الكلية اليسوعية وبدأ حياة الرهبنة في سنة 1878م فأمضى المرحلة الأولى في دير لليسوعيين في قرية غزير في جبل لبنان . وامتد تاريخه في لبنان ليصبح أستاذاً للتاريخ الإسلامي في كلية اليسوعيين ببيروت عام 1907م (105) .

                          كما يكتب William Muir وليم موير (1819م – 1905م ) المبشر والمستشرق الإنجليزي بتحامل شديد على الإسلام جدليتين ضد القرآن وهما (القرآن : تأليفه وتعاليمه) و (الجدال مع الإسلام) . وهذا ريتشارد بل Richard Bell أحد رجال الدين المسيحي صرف سنين كثيرة في دراسة القرآن وله في الجدل ضد القرآن عدة كتب ومقالات تبرز التأثير المسيحي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهمها مقدمته لترجمة القرآن التي ضمّنها جدليته الأساسية ضد أصالة القرآن الكريم (106) . حيث يرى ريتشارد بل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس ، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص . فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمد من مصادر عربية ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية . وقد كانت فرصته (أي النبي) في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة ، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل (107) . وهذا كلير تسدال William St. Clair-Tisdall قسيس مبشر في إيران ، صنف أعنف وأخطر جدلية ضد أصالة القرآن الكريم وهي ( المصادر الأصلية للقرآن ) - عدا عن كتابه الآخر (مصادر الإسلام) - . كما يكرر ذات العمل آرثر جيفرى وهو من محرري مجلة العالم الإسلامي التبشيرية وأبرز كتّابها وله عدة جدليات ضد القرآن الكريم وأصالته نشر بعضها فى مجلة العالم الإسلامي 1935م ، ونشر بعضها في كتابه (مصادر تاريخ القرآن) .

                          كما أن المبشر آرينز يكتب كتاباً بعنوان (عناصر نصرانية في القرآن) . وهذا كينث كراج وهو خليـفة صموئيل زويـمر في توجيه النـشاط التبشيري في منطـقة الشرق الأوسط ، ورئيس تـحرير مجلة العالم الإسلامي التبشيرية ، ورئيس مؤتمر التبشير المنعقد في أكسفورد عام 1986م ، له جدليتان ضد أصالة القرآن ، طبعتا أكثر من مرة لمساعدة وعاظ التنصير، وهما (نداء المئذنة) و (القبة والصخرة) (108) .

                          وهكذا نرى أن هؤلاء المستشرقين المنصرين القائمون على الكتابة فيما يخص القرآن والإسلام والرسول قد رددوا الافتراءات القديمة نفسها التي أسسها الكتاب البيزنطيون وقساوسة القرون الوسطى .

                          وحيث أن الاستشراق والتبشير إنما هما فرعا التنصير فإن جدليات الاستشراق عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحديث لم تتجاوز جدليات الكنيسة والرهبان والقساوسة والكرادلة في العصر السابق والقرون الوسطى . فمن الكتابات الاستشراقية العديدة التي ترجع الإسلام إلى منشأ يهودي أو نصراني نرصد ما يلي من كتب :
                          مـاذا أخذ محمد مـن النصوص اليهودية - العناصر اليهودية فى القرآن - أصل الأساطير الإسلامية فى القرآن - الحكايات التوراتية فى أجزاء القرآن - عناصر من الهجادة فى قصص القرآن - التوارة فى القرآن - عناصر يهودية فى مصطلحات - القرآن الدينية - السامريون فى القرآن - محمد والقرآن : تاريخ النبى العربى ودعوته - توافق القرآن والإنجيل - راهب بحيرا والقرآن - صلة القرآن باليهودية والمسيحية - جمع القرآن - طابع الإنجيل فى القرآن - مذهب الطبيعة الواحدة في القرآن - القرآن : الإنجيل المحمدي - أصل القرآن فى بيئته المسيحية - أصل الإسلام والمسيحية (109) - المصادر الأصلية للقرآن - مصادر القصص الإسلامية في القرآن وقصص الأنبياء - تاريخ الإسلام - مصادر القص الكتابي في القرآن - مصادر تاريخ القرآن - القرآن والكتاب - مصادر الإسلام (110) .

                          يتبع إن شاء الله .............

                          _______________________

                          (102) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 50
                          (103) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
                          (104) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 122
                          (105) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 503 - 504
                          (106) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37 - 39
                          (107) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 102
                          (108) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 38 - 39
                          (109) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 41 - 43
                          (110) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50 –51
                          أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                          أشفق على النصارى الحيارى !
                          كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                          الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                          تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                          موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                          فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                          أورثوذوكسي يعترف !
                          د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                          كل يوم اية و تفسيرها
                          حقيقة المنتديات المسيحية !
                          بولس الدجال
                          لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                          التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                          فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                          حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                          سؤال للطلبة النصارى
                          كشف عوار شبهات الكفار
                          محنة الثالوث مع مزمور 2
                          النصارى في لحظة صدق نادرة !



                          تعليق


                          • #14
                            رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير


                            تابع ........

                            ونظرأ لارتباط منظمات التنصير حول العالم فلقد قامت مواقع للتنصير عربية اللسان غربية التوجه بالسير على منوال خطة التنصير العالمية في الهجوم على الإسلام .فلقد انتشرت الكتب العربية الموجهة ضد الإسلام في هذه المواقع تحمل نفس المواضيع حول مصادر الإسلام والقرآن وتشويه صورة الرسول والإسلام والتعريض بالقرآن الكريم من قبل كتاب عرب وأوروبيين وبشكل كبير وتعمل هذه المواقع على نشرها أولاً بأول . ونظراً لعدم وجود رقابة أو سيطرة على هذه المواقع من قبل الكثير من الحكومات العربية فهذا يجعل نشر الكتب التنصيرية الموجهة ضد الإسلام ميسراً بل وغير مكلف . ونذكر لذلك عدة أمثلة لكتب تتناول الإسلام والقرآن والرسول لمؤلفين قساوسة عرب أو أجانب مترجمة تقوم هذه المواقع بنشرها : المجهول في حياة الرسول - قس ونبي - مصادر الإسلام - القرآن دعوة نصرانية - الإتقان في تحريف القرآن - تطور القرآن التاريخي .

                            ولعل الأب يوسف درة الحداد يعد من أشهر المنصِّرين العرب في تصنيفه الكتب ضد الإسلام ، إلا أننا نذكر مثالاً آخر من الأمثلة على أن بعضاً من القساوسة العرب ما يزالون مستمرون في تشويه صورة الإسلام ، ما جاء في كتاب (الحق) الذي ألفه أحد الكهنة الأقباط في مصر في ستينيات القرن الماضي ورد عليه العالم (ابن الخطيب) في كتاب باسم (هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة)

                            ففي كتاب الكاهن القبطي (الحق) جاء ما يلي :
                            صرح بأن الرسول كان يقبل الحجر الأسود اتباعاً للوثنيين ، كما زعم أن محمداَ قد أخذ طقوس العبادات الإسلامية عن اليهود والمسيحيين وذكر منها :
                            • أن اليهود والمسيحيين يصلون سبع مرات كل يوم ومحمد خفضها إلى خمس.
                            • أن الرسول أخذ شريعة الوضوء عن اليهود
                            • أن الرسول أخذ شريعة القبلة عند الصلاة عن اليهود
                            • أن الرسول أخذ شريعة الأضحية عن اليهود
                            • أن الرسول أخذ فكرة الأعياد عن اليهود والمسيحيين
                            • كما أخذ فكرة التحية عنهما
                            • كما أخذ فكرة الركوع عن اليهودية
                            • زعم أن الكتاب المقدس هو المصدر الأصلي للقرآن .
                            • غمز كيفية حفظ القرآن ، وأشار بوجود تناقض بين أقوال أئمة المسلمين وتساءل : هل نضمن أن حفاظ القرآن لم ينسوا منه شيئاً
                            • زعم أن القرآن يقول بتعدد الآلهة كما كان عند قدماء الإغريق .
                            • زعم أن محمداً كان وثنياً قبل الإسلام
                            • زعم أن المسلمين يقولون بمبدأ أريوس وتعدد الآلهة لمناداتهم على المآذن (الله أكبر) وهذا يقتضي بقوله إلى وجود آلهة أصغر من الأكبر .
                            • زعم أن الدين الإسلامي ما شاع وذاع إلا عن سبيل جهاد الذي لا يكون إلا عن طريق السيف وسفك دماء الأبرياء وإخراج الناس من ديارهم وسلب أموالهم (111) .

                            وهكذا نرى أن كل ما افتراه المنصِّرون شرقيون ولاتينيون وبيزنطيون خلال قرون طويلة يختزله كاهن قبطي في كتاب واحد ، لما في ذلك من دلالة على أن نشر الافتراءات على الإسلام داخل الكنيسة في العالم كله ممنهج ومرتب . ولعل أكثر ما يدل على ذلك ما ذكره الأستاذ إبراهيم خليل أحمد وهو المنصِّر القبطي الذي أسلم ، من أنه في فترة تدريبه على التنصير التحق بكلية اللاهوت الانجيلية بمصر وهي كلية لتدريب المنصِّرين تابعة لجامعة برنستون في أمريكا ولا تخضع للإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي في مصر ، وكان من أهم المواد التي تدرس فيها بالإضافة إلى اللغة العربية والإسلام هي الردود على الإسلام بدراسة كتب المستشرقين (112) .

                            بل أن الهدف الرئيسي أيضاً من هذه الأكاذيب والفتراءات الملفقة على الإسلام والرسول والقرآن إنما هدفها تشويه صورة الإسلام أمام النصارى أنفسهم بشكل أو آخر . وأحد من اكتشفوا هذا الأمر هو معلمة اللاهوت السابقة الأمريكية ماري واتسون والتي تقول عقب قراءتها كتباً عن الإسلام لكتاب مسلمين : " والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين ، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم وهذه الكلمات التي تقال في الصلاة " . لقد كان لنتيجة قراءتها عن الإسلام من مصادره أن أعلنت إسلامها برغم أنها درست اللاهوت ثماني سنوات (113) . لهذا كانت الكنيسة في أوروبا تخشى من أن يقرأ الأوروبيون القرآن الكريم كما هو دون أن يخالطوه قساوستهم بالأكاذيب والترجمات المغلوطة . وهذا الدور يقوم به اللادينيون وعلى مدى واسع من خلال ارتباطهم بالمصادر الكنسية عن الإسلام وعلى هذا تشهد كتاباتهم التي لا تختلف عن الكتابات التنصيرية الموجهة ضد الإسلام .

                            وفي خلاصة هذا الموجز التاريخي حول موقف النصرانية من الإسلام ومحاولات التنصير المستمرة منذ قرون طويلة بتشويه صورة الإسلام ، فقد أردت عرض أبرز عناصر تلك الأطروحات . وكما يرى القارئ فإنها تتناول الهجوم على الإسلام من خلال عدة أمور وهي :
                            التهجم على أخلاق وشخص الرسول
                            وضع مصادر للإسلام لنفي مصدريته الربانية
                            الافتراءات الموجهة ضد القرآن (مصادره – بشريته – الوحي - تشويهه)
                            مواضيع متنوعة حول تعدد الزوجات ، وأن الإسلام انتشر بالسيف .

                            وهذه المواضيع هي تماماً ما يكرره اللادينيون في كتاباتهم عن الإسلام وهجومهم عليه . الأمر الذي لا يسعنا أن نستنتج من خلاله إلا أحد أمرين :
                            الأول : أن اللادينية العربية إنما تصدر من ذات البوق الذي تصدر من خلاله الكتابات التنصيرية ضد الإسلام .
                            الثاني : أن اللادينية العربية إنما هي "فرخ" من فراخ التنصير والموجهة ضد الإسلام .

                            يتبع إن شاء الله ...........

                            _______________________

                            (111) هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة، ابن الخطيب، ص25 ، 26 ، 33
                            (112) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 51-52
                            (113) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 149

                            أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                            أشفق على النصارى الحيارى !
                            كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                            الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                            تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                            موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                            فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                            أورثوذوكسي يعترف !
                            د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                            كل يوم اية و تفسيرها
                            حقيقة المنتديات المسيحية !
                            بولس الدجال
                            لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                            التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                            فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                            حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                            سؤال للطلبة النصارى
                            كشف عوار شبهات الكفار
                            محنة الثالوث مع مزمور 2
                            النصارى في لحظة صدق نادرة !



                            تعليق


                            • #15
                              رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                              شواهد حول ارتباط التنصير باللادينية والعلمنة

                              كما سبق وذكرنا عند تعريف التنصير بأن الهدف الأول له هو إخراج المسلم من دينه أولاً حتى وإن لم يتنصر . وقد ذكرنا أقوال تاريخية لكنسيين كبار من أمثال بطرس المحترم عن أن الأهداف الإضافية لتشويه صورة الإسلام هو محاولة تنصير المسلمين . ولذلك فالهدف مشترك بين التنصير واللادينية وهو إخراج المسلم من دينه . إن أبرزوأوضح من يشهد على علاقة اللادينية والزندقة بالتنصير هو صاموئيل زويمر Samuel Zwemmer زعيم التنصير في العالم الإسلامي .

                              هذا الرجل الذي بشهادة المنصِّرين يحظى بأعلى تقدير في العالم النصراني لمجهوداته الكبيرة في تنصير المسلمين . ولكن الذي يميز أساليبه عن غيره من المنصِّرين أنه يستخدم الأساليب الملتوية ، وليس أدل على التحايل في أساليب تنصيره وزملاؤه للدخول من الأبواب الخلفية هو أنه عندما أسست البعثة التبشيرية في الخليج العربي بواسطة صموئيل زويمر وزملائه الدكتور لانسنج Dr. Lansing وجيمس كانتين Lames Contine وفيليب فيلبس Philip Phelps في أواخر القرن التاسع عشر ، كان اسم البعثة الاول هو (العجلة) ، إلا أنهم قاموا لاحقاً بتغييره إلى (الارسالية الاجنبية) للسماح بقيام عمل تبشيري في البلاد الناطقة باللغة العربية ، ثم قاموا بتغيير الإسم إلى (الإرسالية العربية) ويرجع ذلك أساساً إلى ان اختيار هذا الاسم يهدف إلى التغلب على الشكوك التي يحملها العرب نحو أنشطة الأجانب في وقت كانت تتصارع فيه المصالح الغربية في المنطقة (114) .

                              لقد أتقن صموئيل زويمر اللغة العربية وكان محترفاً في الإسلاميات ، عمل 23 عاماً منصِّراً في الجزيرة العربية و 16 عاماً مديراً لمركز الدراسات الإسلامية والمطبوعات في القاهرة ، وأشرف على تحرير أهم مجلة نصرانية عن الإسلام لمدة 36 سنة وهي مجلة العالم الإسلامي (115) . وقد كتب صموئيل زويمر عدة كتب عن الإسلام منها : الإسلام تحد لعقيدة ، تفكك الإسلام ، دراسات في الإسلام الشعبي ، كتاب عن تأصير الخرافات الشعبية بين المسلمين بعنوان The Influence Of Animism On Islam : An Account Of Poplular Superstitions . وهذا الكتاب أوصى به مؤتمر كولورادو التنصيري عام 1978 كأحد المراجع الأساسية للمنصِّرين (116) . وحيث جئنا في ذكر مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ، فقد تمخض عن ذلك المؤتمر إنشاء معهد لتنفيذ قرارات المؤتمر وتم تسمية هذا المعهد باسم معهد زويمر أو Samuel Zwemer Institute of Muslim Studies .

                              إن ما سيتم قراءته الآن من كلام صاموئيل زويمر في خطاباته في المؤتمرات التنصيرية التي عقدت في العالم الإسلامي أوائل القرن الماضي لخطيرة كل الخطورة . فمثلاً في عام 1910 أي بعد مؤتمر القاهرة التبشيري الذي رأسه زويمر بأربع سنوات يقول صموئيل زويمر : " لقد جربت الدعوة إلى النصرانية في أنحاء الكرة من الوطن الإسلامي ، وأن تجاربي تخولني أن أعلن بينكم على رؤوس الأشهاد أن الطريقة التي سرنا عليها إلى الآن لا توصلنا إلى الغاية التي ننشدها ، فقد صرفنا من الوقت شيئاً كثيراً وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة ، وألفنا ما استطعنا أن نؤلف ، وخطبنا ما شاء الله أن نخطب ، ومع ذلك فإننا لم ننقل من الإسلام إلى النصرانية إلا عاشقاً بنى دينه الجديد على أساس من الهوى أو نصاباً سافلاً لم يكن داخلاً في دينه من قبل حتى نعده قد خرج عنه بعد ذلك ، ولا محل لديننا في قلبه حتى نقول : إنه دخل فيه . ومع ذلك فالذين تنصروا لو بيعوا بالمزاد لا يساوون ثمن أحذيتهم . فالذي نحاوله من نقل المسلمين إلى النصرانية هو اللعب أشبه منه بالجد ، فلتكن عندنا الشجاعة الكافية لإعلان أن هذه المحاولة قد فشلت وأفلست ، وعندئذ يجب علينا قبل أن نبني النصرانية في قلوب المسلمين أن نهدم الإسلام من نفوسهم حتى إذا أصبحوا غير مسلمين سهل علينا أو على من يأتي بعدنا أن يبنوا النصرانية في نفوسهم أو في نفوس من يتربون على أيديهم " . ويقول أيضاً : " إن عملية الهدم أسهل من عملية البناء في كل شيئ إلا في موضوعنا .. لأن هدم الإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم ، وهي خطة مخالفة لما ندعو إليه لأنها خطة إلحاد وإنكار للأديان جميعاً ، ولكن لا سبيل إلى تخليص المسلمين من الإسلام غير هذا السبيل " (117) .

                              كما يشير بعد أكثر من عشرين عاماً على هذا الخطاب إلى نجاح استراتيجيته في نزع المسلم من دينه وذلك في مؤتمر القدس عام 1935م حيث أعلن صموئيل زويمر عن الأهداف الخبيثة للتنصير بقوله للمنصِّرين في المؤتمر : " إنكم أعددتم نشئاً (في بلاد المسلمين) لا يعرف الصلة بالله ، ولا يريد أن يعرفها ، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات. فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء". ثم يقول مهنئاً : "إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه وانتهيتم إلى خير النتائج وباركتكم المسيحية ، ورضي عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضوع بركات الرب " (118) .

                              إن التنصير في نظر زويمر هو باختصار : إخراج المسلم من دينه أولاً وقبل كل شيئ سواء أدى ذلك ليصبح نصرانياً أو يبقى زنديقاً ملحداً . ولنا أن نتصور خطورة مثل هذه الاستراتيجيات على الفرد قبل أن تكون خطراً على المجتمعات . إن أول ما ينبري إلى أذهاننا من جراء هذا الطرح التنصيري هو أن إفساد أخلاق المسلمين هي خير وسيلة لتنصيرهم . ولكي يتم هذا فلا بد من استخدام وسائل الزندقة والإلحاد ومبادئ الشك . وبصورة مبسطة : استخدام اللادينية لتنصير المسلمين . وما يجعل هذه الاستراتيجية التنصيرية حقيقة وواقعاً ما ينقله لنا العلامة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (قذائف الحق) حيث ينقل لنا من خلال تقرير رهيب عن خطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقسية الكبرى بالاسكندرية في اجتماع سري . وقد تم رفع هذا التقرير للجهات المختصة واطلع عليه الشيخ عام 1973 . يقول التقرير المرفوع للجهات المختصة : " بسم الله الرحمن الرحيم ..... نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع ، بعد أداء الصلاة و التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم الإسكندرية ، وبدأ كلمته قائلاً : إن كل شيء على ما يرام و يجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد" . ثم يتكلم التقرير عن عدد من الموضوعات تحدث بها البابا شنودة ومنها (التبشير) حيث يقول البابا شنودة : " كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّـفق عليه للمرحلة القادمة ، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به ، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق .. و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد . وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا ، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا .

                              غير أنه ينبغي أن يُـراعَي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة وذكية ، حتى لا يكون سببًـا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم " (119) .

                              يتبع إن شاء الله .............

                              ________________________

                              (114) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص 40-42
                              (115) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 72
                              (116) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
                              (117) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص 35 – 36
                              (118) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
                              (119) قذائف الحق، محمد الغزالي، ص 70-74
                              أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                              أشفق على النصارى الحيارى !
                              كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                              الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                              تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                              موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                              فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                              أورثوذوكسي يعترف !
                              د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                              كل يوم اية و تفسيرها
                              حقيقة المنتديات المسيحية !
                              بولس الدجال
                              لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                              التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                              فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                              حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                              سؤال للطلبة النصارى
                              كشف عوار شبهات الكفار
                              محنة الثالوث مع مزمور 2
                              النصارى في لحظة صدق نادرة !



                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
                              ردود 0
                              175 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
                              ردود 0
                              25 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
                              ردود 0
                              42 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
                              ردود 0
                              43 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عادل خراط
                              بواسطة عادل خراط
                               
                              ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
                              ردود 3
                              88 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
                              بواسطة Ibrahim Balkhair
                               
                              يعمل...
                              X