القرءان الكريم وليس التناخ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الفرع الثالث

    لغات الكتاب المقدس


    قالوا في قاموس الكتاب المقدس :

    " كتب أكثر العهد القديم بالعبرانية.وكتب العهد الجديد باليونانية وكان قد شاع استعمال هذه اللغة بين يهود الشتات بعد فتوحات الإسكندر والرومانيين.
    النص العبري والعهد القديم (Old Testament) العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية(Massoretic text)
    التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد.
    وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيراً يسمى (الماسورة) أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص.
    وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها.
    وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوها في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولـها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.
    وأقدم النسخ من مخطوطات بعض أسفار العهد القديم في اللغة العبرية هي التي كشفت في القرن العشرين الميلادي وهي التي وجدت
    في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
    وأقدم المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة
    في حلب قروناً طويلة أما الثانية فلا تزال في ليننجراد.
    وأول مرة طبع فيها العهد القديم بالعبرانية كانت سنة 1488م في سونشيومن في دوقية ميلانو.
    ثم طبع ثانية عام 1494م في بريسشيا ، وهذه هي النسخة التي استعملـها لوثيروس للقيام بترجمته الألمانية المشهورة " (قاموس الكتاب المقدس لفظة كتاب .) .
    ترجمات الكتاب المقدس
    وقد حظي الكتاب المقدس بأكبر عدد من الترجمات في العالم، فقد تُرجم بأكمله إلى أكثر من مئتي لغة، في حين تُرجمت أسفار معينة منه إلى حوالي ألف لغة؛
    لتقرأها شعوب مختلفة، وكانت أول ترجمة للكتاب المقدس "الترجمة السبعينية" في بداية القرن الثالث ق. م.،
    وهي ترجمة إلى اليونانية قام بها 72 عالماً يهودياً في 72 يوماً؛ ليستخدمها اليهود في مصر القديمة.
    ومع أن أحداً لا يدخل أي تعديل أو تغيير على نصوص الكتاب المقدس لكونها نصوصاً دينية، فقد نشأ في القرن التاسع عشر فرع أكاديمي
    جديد يُدعى الدراسة النقدية للكتاب المقدس؛ ينتهج نهجاً تاريخياً نقدياً. وأنتج الدارسون في هذا المجال كمية هائلة من الدراسات والتحليلات.
    تفاسير الكتاب المقدس:
    ظهرت في أعقاب التوراة تفاسير عديدة، تُعدُّ ضمن النصوص اليهودية المقدسة، وتعود التفسيرات اليهودية الأولى إلى القرن الثاني ق. م.،
    حين حلّت الآرامية محل العبرية كلغة متداولة. ومع أن هذه التفاسير تُعرف باسم " تارجوميم" "ترجمات"، فإنها تحمل صبغة تفسيرية
    وتشتمل على مقطوعات من التفسير ومن الأساطير، وتوجد تفاسير "تارجوميم" لجميع أسفار التوراة، فيما عدا تلك التي تم تدوين الجزء الأكبر منها بالآرامية.
    انتقلت تفاسير الحاخامات من عصر التلمود إلى يومنا هذا، وكانت الغاية منها، في كثير من الأحيان، تسهيل استيعاب نصوص الكتاب المقدس
    والتفاسير المتعلقة به للجمهور في القرون الوسطى، وبعد ذلك في العصر الحديث أيضاً. وتتناول التفسيرات نواحي مختلفة تتراوح بين النص الحرفي
    والمعنى الباطني، كما أنها تعلق أهمية بالغة على كافة التفاصيل المتعلقة بالنص المقدس، سواء كان ذلك حذفاً أو ظاهرة نحوية غريبة، أو "خطأ في الكتابة"،
    أو حتى ظهور حرف ذي حجم مختلف. وقد تتولد عن مثل هذه الأمور كميات كبيرة من التفسيرات.
    ويعتبر الحاخام شلومو بن يتسحاق المعروف ب – "راشي" (1040- 1105) أشهر المفسّرين للكتاب المقدس، وقد حاول إيجاد توازن
    بين التفسير الحرفي للنص والمواعظ الأخلاقية التقليدية للحاخامين.
    أشهر الترجمات القديمة المعروفة اليوم التي أخذت العهد القديم عن اللغة العبرية والعهد الجديد عن اللغة اليونانية رأسا أربع هي :
    1. اليونانية المعروفة بالسبعينية وتشتمل على أسفار العهد القديم فقط ترجمت قبل العهد المسيحي.
    2. الكلدانية (الآرامية) المعروفة بالترجومات وتشتمل على أسفار العهد القديم فقط ترجمت قبل العهد المسيحي.
    3. السريانية المعروفة بالبشيتا وتشتمل على أسفار العهد القديم والعهد الجديد.
    4. اللاتينية المعروفة بـ(الفولكات) وتشتمل على أسفار العهد القديم والعهد الجديد .

    الترجمة اليونانية :
    وتعرف بـ (ترجمة السبعين) (السبتوجنت) (Septuagint) (نسبة إلى سبعين أو اثنين وسبعين عالما قاموا بترجمتها من العبرية إلى اليونانية)
    وهي أقدم ترجمة حيث ترجمت في مصر في منتصف القرن الثالث ق.م بأمر الملك بطليموس الثاني (285ـ247 ق.م)
    الذي أسس المكتبة الشهيرة في الإسكندرية (انظر قاموس الكتاب المقدس ، لفظة ترجمات الكتاب المقدس الترجمة اليونانية أيضا.Encyclopedia. of Jewishconcepts , pp.666.).
    الترجمة الآرامية :
    وتسمى هذه الترجمة (ترجومات) (AramaicTargum)(ترجوم) [תרגום] والميسر منها فعلا ترجوم أونقيلوس (90م)
    وترجوم يوناثان بن عزيل تلميذ هليل (70ق.م ـ 10م). (Enc. of Jew concepts , pp.664-666.).
    ويرى البعض ان الترجومين من عمل أحبار اليهود في بابل في فترة زمنية أقدم من ذلك بكثير (The Targums , Etheridge. J.w. 1862 London. Introductionpp,6. وأيضا قاموس الكتاب المقدس لفظة عزرا : وفيه ان عزرا كان في فلسطين سنة 458ق.م
    حين قرأ التوراة وفسرها لبني إسرائيل استعان بالترجمة الآرامية.).
    حيث سادت اللغة الآرامية في أرجاء الإمبراطورية الفارسية منذ القرن السادس ق.م ولعدة قرون ومن ثم كانت لغة اليهود الموجودين
    في بابل وغيرها من المناطق التابعة للإمبراطورية.
    ويتميز ترجوم أونقيلوس بابتعاد عبارته عن كل مظاهر التجسيم (المصدر الأسبق وأيضا موسى بن ميمون في كتابه دلالة الحائرين ص63تحقيق موسى اتاي ، وقد جاء فيه (ان أونقيلوس المتهود كامل جدا في اللغة العبرانية والسريانية وقد جعل وكده رفع التجسيم فكل صفة يصفها الكتاب تؤدي إلى جسمانية يتأولـها بحسب معناها).
    وقد حذا حذو أونقيلوس سعاديا في ترجمته للتوراة العربية للتوراة العبرانية ، وكذلك جاءت الترجمة العربية المطبوعة في مجموعة لندن سنة 1657م وباريس 1647م.
    الترجمة السريانية (البشيتا) :
    ترجم العهد القديم إلى السريانية في القرن الثاني أو الثالث للميلاد من اللغة العبرية. وقد أصلحت هذه الترجمة فيما بعد بالمقابلة مع الترجمة اليونانية.
    الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) :
    لقد وجدت ولاشك ترجمة للكتاب المقدس في اللغة اللاتينية القديمة حوالي أواخر القرن الثاني للميلاد ترجمت من الترجمة السبعينية اليونانية وليس من العبرانية.
    ولما دعت الحاجة في القرن الرابع إلى ترجمة لاتينية موحدة مقبولة اللغة، طلب (ديماسيوس) أسقف رومية من ايرونيموس المعروف بجيروم (340-420م) وكان أعظم علماء المسيحيين في عصره، ان يقوم بتنقيح العهد الجديد اللاتيني.
    وقد نشر تنقيحه للأناجيل بمقابلتها مع الترجمة اليونانية عام 384م وكذلك ترجمتين للمزامير بمقابلتها بالترجمة السبعينية، أرسل احدهما إلى رومية عام 384م والثانية إلى بلاد الغال (فرنسا) عام 387-390م.
    وقد انتقل ايرونيموس إلى دير في بيت لحم عام 387م حيث ترجم العهد القديم عن اللغة العبرانية رأسا بالمقابلة المستمرة مع الترجمات اليونانية.
    ولما كان قد بدأ درس اللغة العبرانية في حداثته فقد أكمل دراسته فيها حال انتقالـه إلى بيت لحم مستعيناً ببعض الأساتذة اليهود.
    وهكذا بدأ عملـه في ترجمة الفولجاتا عام 390م وأنهاه عام 405م ولم يُقدر معاصروه عظم هذا العمل الذي قام به والذي ما برح العالم المسيحي والكنيسة مدينين لـه فيه ديناً عظيما جداً (قاموس الكتاب المقدس .).
    الترجمة القبطية :
    ظهرت هذه الترجمة بلهجات كثيرة أشهرها الصعيدية والبحيرية.
    وكانت الصعيدية أقدم هذه الترجمات، ولكن البحيرية هي التي قبلتها الكنيسة القبطية.
    ولا يمكننا تحديد وقت الترجمة بالتمام، ومن الممكن ان وجدت أجزاء من العهد الجديد في اللهجة الصعيدية والبحيرية قبل نهاية القرن الثاني للميلاد ، ومن الممكن أيضاً ان تكون الترجمة في القرن الثالث أو حوالي عام 350 م أما ترجمته إلى البحيرية فقد أكملت بين عام 600 و 650م.
    الترجمة الحبشية :
    تقول التقاليد ان المسيحية أدخلت إلى بلاد الحبشة في أيام الملك قسطنطين (324-337م) . وقد كرس أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فرومنتيوس السرياني أسقفا على الحبشة قبل عام 370م وربما عام 330م.
    ولما تنصر جرانا ملك أكسوم حوالي عام 340م تنصرت جميع مملكته أيضاً.
    ومن الممكن ان فرومنتيوس نفسه بدأ بترجمة الكتاب المقدس أو ان هذه الترجمة جرت تحت إشرافه.
    وتقول تقاليد أخرى ان القديسين التسعة هم الذي ترجموا الكتاب المقدس إلى اللغة الحبشية وهؤلاء القديسون هم الذين هربوا عام 451م من سوريا إلى مصر بعد مجمع خلقدونية بسبب عقيدتهم بالطبيعة الواحدة، وتوجهوا من مصر إلى الحبشية، ومن الممكن أنهم راجعوا هناك الترجمة الأصلية التي يقال أنها تمت في منتصف القرن الرابع للميلاد.
    وقد نقحت الترجمة الحبشية في القرن الرابع عشر وما يليه مع مراجعتها مع الترجمات العربية.
    الترجمة الغوطية :
    نقل الأسقف أولفيلاس الكتاب المقدس إلى اللغة الغوطية عام 350م. ولم يترجم أسفار صموئيل الأول والثاني ولا الملوك الأول والثاني لأنه ادعى انه من الخطر وضع هذه الأسفار بين أيدي الشعب الغوطي بسبب الروح الحربية الموجودة فيها. وهذه الترجمة هي أقدم أثر أدبي باق في أية لغة توتونية.
    الترجمة الأرمنية : يقول الكاتب الأرمني موسى الخوريني الذي عاش في القرن الخامس : ان أول ترجمة للكتاب المقدس في اللغة الأرمنية قام بها إسحاق (البطريرك من 390-428م )وقد كانت من الترجمة السريانية.
    وكتب كوريون (القرن الخامس ) أن مسروب مخترع الأبجدية الأرمنية (406م) عمل بمساعدة احد الكتبة اليونانيين على ترجمة الكتاب المقدس كله من اللغة اليونانية .
    الترجمة الجورجانية :
    وهي الترجمة المدعوة (الأخت التوأم للترجمة الأرمنية) وقد أكملت في القرن السادس. واشتغل في ترجمتها عدة كتاب من اللغات الأرمنية والسريانية مع أنها لم تخل من تأثير اليونانية. (قاموس الكتاب المقدس لفظة : كتاب.) .
    الترجمة العربية :
    يرى البعض انه من غير المحتمل ان يكون المبشرون الذين أدخلوا المسيحية إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام قد أهملوا تزويد المسيحيين العرب بترجمة عربية.
    ويرى اغلب الباحثين ان الحاجة إلى الترجمة العربية للكتاب المقدس بدأت تظهر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسم، وسيادة الإسلام، وانضواء المجتمعات المسيحية واليهودية تحت سيطرته. وانه لا يوجد دليل يعول عليه لإثبات أي ترجمة عربية قبل الإسلام.
    قال الدكتور جواد علي:
    (ذكر ابن النديم ان احمد بن عبد اللـه بن سلام كان قد ترجم التوراة أيضا ، وترجم كتبا دينية أخرى ، يهودية ونصرانية وصابئية ، ترجمها من العبرانية واليونانية والصابئية ، ويريد بها لغة بني ارم ترجمها ترجمة حرفية كلمة كلمة مع محافظته على المعنى والنسق العربي . ترجمها (لأمير المؤمنين هارون) ، وهو هارون الرشيد . وقد وقف عليها ابن النديم وقرأها ونقل منها، وكانت في كتاب قديم، يظهر انه من خزانة كتب المأمون).
    وقال جواد علي: ويظهر ان الشروح والتفاسير التي ذكرها (ابن النديم) ، هي تفاسير لأسفار من التوراة ألفها (سعديا). انظر بحثه (ما عرفه ابن النديم عن اليهودية والنصرانية) المنشور في مجلة المجمع العلمي العراقي ج10 ص164 /1962.
    وأهم ترجمة هي ترجمة سعادية بن يوسف (892 ـ942م) (269ـ331ﻫ) عن الأصل العبري وقد كتبت بحروف عبرية (وقد طبعت لأول مرة في باريس سنة 1893 ثم طبعت في أورشليم سنة 1894م–1901م .وأصبحت الترجمة القياسية (Standard) لكل يهود الأقطار الإسلامية وامتد أثرها على الترجمات التي قام بها المسيحيون المصريون فيما بعد وكذلك على ترجمة التوراة السامرية لأبي الحسن في القرن الحادي عشر والثاني عشر للميلاد.
    وهناك ترجمة عربية سامرية أخرى من قبل أبي سعيد (أبي البركات) في القرن الثالث عشر. هذا مضافا إلى ترجمة القرائي يافث بن علي عن العبرية في القرن العاشر للميلاد وهي جديرة بالاهتمام.
    وفي عام (946م) قام الراهب الاسباني اسحق فالكيز (Isaac Velasques) في قرطبة بترجمة الإنجيل من اللاتينية إلى العربية.
    وظهرت الترجمة العربية للعهد القديم والجديد في كتاب موحد في لينينجراد في القرن السادس عشر ، ثم ظهرت كذلك في باريس ولندن ضمن مجموعة متعددة اللغات (Biblia Sacra Polyglotta) في القرن السابع عشر للميلاد في ستة مجلدات وتحتوي على التوراة العبرانية بالخط العبري والسامرية بالخط الفينيقي والترجمة السريانية بالخط السرياني والترجمة العربية بالخط العربي والترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا (Vulgata) والترجمة الإغريقية وترجوم انقيلوس مع ترجمة لاتينية للنسخة العربية والسريانية والإغريقية وترجوم انقيلوس.
    علق أصحاب الموسوعة البريطانية بعد ان أوردوا ما نقلناه عنها آنفا بما يلي:
    (وبشكل عام فان المخطوطات العربية للكتاب المقدس المترجمة عن العبرية والإغريقية والسامرية والسريانية والقبطية واللاتينية تكشف عن اختلافات مربكة ومحيرة وعلى هذا الأساس ليس لها قيمة في البحوث النقدية. برزت عدة ترجمات عربية حديثة من قبل البروتستانت والكاثوليك في القرن التاسع عشر والقرن العشرين للميلاد) .
    أقول ولنا عدة ملاحظات على هذا الكلام:
    1:ان منشأ الاختلافات بين النسخ العربية لا يعدو ان يكون احد أمور أربعة وقد تجيء مجتمعة وهذه الأمور هي :
    الأول: اشتباه الناسخين عن غير عمد.
    الثاني: تعمد الناسخين للتغيير.
    الثالث: اختلاف فهم المترجمين.
    الرابع : اختلاف النسخ المعتمدة في الترجمة.
    ومما لا شك فيه ان احتمال الاشتباه غير العمدي اقل من غيره للظروف المحيطة باستنساخ الكتاب المقدس إذ من البعيد جدا ان لا تقابل النسخة بعد استنساخها على الأصل لان المقابلة جارية في الكتاب الاعتيادي فكيف بالكتاب المقدس.
    أما عن التغيير العمدي للنص فقد ذكر المتخصصون اللاهوتيون (ان بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لـهم عرضة لتفسير عقائدي خطر) (الكتاب المقدس طبعة دار المشرق بيروت 1989 المقدمة ص 52) وفي ضوء ذلك فان احتمال التغيير المتعمد من الناسخ أكثر قوة.
    أما الأمران الأخيران فلا خلاف عليهما بين المتخصصين.
    وفي ضوء ذلك تصبح الاختلافات بين النسخ ذات قيمة مهمة جدا في البحوث النقدية خلافا لما ذكرته الموسوعة البريطانية.
    2:لم تسلم المخطوطات غير العربية كاللاتينية والإغريقية والآرامية وغيرها من اختلافات مربكة ومحيرة ولكن الموسوعة البريطانية لم تسقط قيمتها العلمية كما فعلت مع المخطوطات العربية.
    3:أعطت الموسوعة البريطانية (وهي محقة في ذلك) أهمية خاصة لترجمة سعادية (سعادية أو سعيد بن يوسف الفيومي هو من أهل مصر في الأصل ولد في الفيوم سنة (892م) في اغلب الروايات أو سنة (882م)على رواية ولـهذا نسب إلى الفيوم وقد غادر مصر إلى فلسطين فالعراق فسكن في مدينة (سورا) القريبة من الحلة وكانت من أهم مراكز العلم والثقافة بالنسبة إلى اليهود في ذلك العهد وتولى رئاسة يهود سورا حتى سنة (942م)(331ﻫ) فتوفى فيها ودفن في قبر جعلـه اليهود مزارا يقصدونه من مختلف أنحاء العراق درس العلوم العربية بأنواعها ودرس العبرانية والكتب الدينية اليهودية من توراة تلمود ومشنا وكتب دينية أخرى وتعلم الإغريقية ومعارف اليونان وأحاط بمعارف زمانه من فلسفة ورياضيات وجغرافية وتاريخ وموسيقى وشعر ولغة وهيئة وديانات وانكب على تعلمها حتى برع فيها وحاز على شهرة كبيرة عند بني قومه اليهود وعند المسلمين كذلك. وهاجر إلى فلسطين وأقام أمدا في طبرية مركز العلم والثقافة عند اليهود في ذلك العهد وقد اشتهرت بالعناية بدراسة التلمود والمدراشيم وحديث اليهود باللغة العبرانية وبالمحافظة على التقاليد اليهودية القديمة وبأخذها بظواهر النص ثم ترك طبرية وسار إلى بلاد الشام فالعراق واختار (سورا) (SURA) القريبة من الحلة مكانا لـه وكانت (سورا) مركزا من مراكز العلم لليهود في العراق لا ينافسها في ذلك إلا بومبديثة (Pumbedeta) بجوار الأنبار التي اشتهرت بمدارسها في دراسة التلمود وبعلمائها الذين ذاع صيتهم بين يهود العراق وفلسطين وقد كانت مثل (سورا) من المستوطنات اليهودية القديمة التي سكن فيها اليهود منذ أيام السبي (البابلي) وتمتعت باستقلال في إدارة شؤونها وفق الشرع اليهودي. ولـ(سعديا) مؤلفات عديدة ألفها بالعربية سمى ابن النديم اغلبها ولـه مؤلفات بالعبرانية كذلك ، ومن مؤلفاته ((كتاب التاج)) وهو ترجمة أسفار العهد القديم إلى اللغة العربية (جواد علي في بحثه ما عرفه ابن النديم عن اليهودية والنصرانية مجلة المجمع العلمي العراقي م10/164).
    ويضيف يوسف رزق اللـه غنيمة (وهو من يهود العراق) في كتابه (نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق) ص114 (طبعة بغداد 1924م) سعديا بن يوسف من مدرسة سورا المعروف بـ(سعديا الفيومي) طبق صيته الخافقين وخلد ذكره على ممر القرون والأجيال وتضاءلت أمامه شهرة أعظم طائفة من المؤلفين اليهود رقي إلى منصب الجاوون في سورا سنة 928 وكان معظم سعيه موجها إلى مناضلة القرائيين ومحاربتهم وقد خلف تَآليف كثيرة نشرت كلـها ورأس تركته العلمية ترجمته العربية للعهد القديم نقلـه عن العبرية.
    ومن المعروف أن (جاوون) لفظة عبرية (جاون) تعني: حاخام ، علامة شهير ، عبقري (المعجم الحديث ربحي كمال) وفي معجم قوجمان اللفظة تعني عبقري نابغة مثقف.
    وهذا الكتاب والمسمى بـ "الكتاب المقدس" هو أحد أكثر الكتب انتشاراً في العالم, بالعبرية وباقي لغات العالم, رغم اختلافات نسخها وتناقضها وتعددها الكثيرة جداً, فهو مثير للجدل وغامض.
    إنه مكتبة خاصة اختيرت لمصلحة واحدة والمكتبات تشيَّد على مدى سنوات طويلة وقرون عدة طويلة وطويلة جداً, إنه نتاج مجموعة كبيرة من مجتمعات "رعاة بدو رحل" وأناس, رجالاً ونساءً, وتفصل بينهم السنوات بل الآلاف من السنوات ابتداءً من أولى كلمات الكتاب العبري إلى آخر الكلمات اليهودية أو السامرية أو الكنسية الرومانية...
    لا أوافق الكثير من الأحبار اليهود الذين يعتبرون أن كتابات العهد القديم - التناخ- لا سيما شريعة الله على يدي سيدنا موسى - التوراة وما إلى ذلك - هي مكتملة روحياً لدرجة أنه ما من عقل بشري يستطيع أن يفهم كل ما كتب.
    هذا الكتاب يحتوي على سجل جزئي لتاريخ بني إسرائيل رغم التناقضات والأنانية الموجودتين., وما نبحث في ثناياه عن نواقص... قد نجده في التلمود وهو الكتاب المعترف به يهودياً والكتب الربانية والرسائل الكهنوتية... هو ما لا تعترف به جميعاً الكنائس المسيحية النصرانية.
    يقوم العهد الجديد على قصة المدعو "يسوع", إلا أن هذا القول حتى, يلفه الغموض , لا نعرف أين كتبت الأناجيل أو متى كتبت , أو من كتبها, هذه الأمور كلها يجب أن نحزرها.
    كيف نملك هذه الوثيقة؟
    هناك مجموعة من النصوص كتبت مرات في أماكن مختلفة, وأزمان مختلفة بواسطة أشخاص مختلفين بنصوص متباينة فيما بينها, فلماذا جمعت معاً؟ لأننا فيما ندرسها ونفهمها تاريخياً نرى أن مصدرها مجموعات متباينة لا يمكن أن تكون قد اتفقت في ما بينها على أمور متعددة معينة. ولمَ ضمت بعضها إلى بعض إذاً؟
    أصحيح أنه من غير الممكن تحديد أصل هذا الكتاب, كما هي الحال لظهور الدين بحد ذاته تاريخياً بادئ ذي بدء؟
    رغم قصة سيدنا إبراهيم, عليه السلام, مع نمرود, فهي قصة لا ينوط بها فقط ظهور الدين والإيمان بخالق واحد!
    هل هو, إذن, يقِدم أول بحث قام به الجنس البشري عن الخالق؟
    هل نحن قادرون على معرفة من نقل إلينا كتَّاب هذه الكتب كلها؟
    أيمكن أن تكون المفاتيح الكفيلة بحل هذا اللغز في نصوصه الأقدم التي وصلتنا؟
    و لم يصلنا سوى نصوص البحر الميت والنسخة السبعينية التي كتبها اليهود في الإسكندرية وهي لا تكفي بسبب عمر هذا الدين لأكثر من خمسة آلاف سنة, أي ألفي سنة ونيف قبل تاريخ نصوص مغاور البحر الميت!
    خاصة أن اللغات تغيرت وحروف اختفت أو تبدلت؟
    و مقابل كل اكتشاف يتم وكل جواب يتم التوصل إليه, يطرأ سؤال جديد, سيقوم العلماء الدائمو الاندفاع بالتحري عن لغز هوية كـّتاب هذه "المكتبة"؟

    تعليق


    • #32
      الفرع الرابع

      كيف جمعت أسفار العهد الجديد ؟.


      يجيب عن ذلك السؤال الدكتور فيزيلن كيزيتشVaseline Kesichفي كتابه:
      The Gospel Image of crest. The church and Modern riticism.
      aseline Kesich
      الصادر عن:
      St. Vladimir’s orthodox Theological seminary Crestwood, New York - 1972
      تعريب الأب ميشال نجم. منشورات النور بلبنان 1981 م حيث يقول المؤلف الدكتور ف. كيزيتش ص 36ـ 38 :
      [ تعرف الأناجيل الثلاثة الأولى بالأناجيل السينابتية Synoptiques أي المتماثلة لأننا إذا وضعنا محتوياتها في ثلاثة أعمدة نلاحظ توافق هذه المحتويات إلى درجة استخدام الكلمات نفسها في وصف لأعمال يسوع وتدوين أقواله، ويشكل مدى التوافق أو الاختلاف بين موادها ( المسألة السينابتية) بالذات.
      ويوافق معظم علماء الكتاب المقدس على أن إنجيل مَرْقَس هو الإنجيل الأول بين الروايات المدونة عن يسوع وأن متى ولوقا عرفا هذا الإنجيل وكان أحد مصادر إنجيليهما، واستناداً إلى المواد المشتركة بين إنجيلي متى ولوقا وغير الموجودة في (مَرْقَس) قال العلماء بأن متى ولوقا استخدما مصدراً أخراً يدعى Q وهو الحرف الأول من كلمة Quelle الألمانية والتي تعني مصدراً. وهذا المصدر فُقد فور إفادتهما منه و مازال الخلاف قائما حول محتوياته، ويضاف إلى ذلك أن متى اعتمد مصادر خاصة به ويرمز لها بالحرف M وكذلك لمَرْقَس مصادره الخاصة به ويرمز لها بالحرف L.
      ومع أن معظم نقاد العهد الجديد يأخذون بأهم فرضية في هذه النظرية أي بأسبقية الإنجيل الثاني (مَرْقَس) فإن بعض العلماء الكاثوليك يُسَلِّمون بأسبقية النص الآرامي لإنجيل متى ويقولون بأن متى وضع إنجيله بالآرامية حوالي السنة الخمسين ميلادية مباشرة قبل ظهور مجموعة آرامية لأقوال المسيح ولم يطل الوقت حتى نقل الإنجيل الآرامي وكذلك المجموعة الخاصة إلى اليونانية، ومن المفروض أن تكون قد ظهرت في وقت قصير ترجمات عدة يونانية لإنجيل متى فعرف مرقس واحدة منها واستخدمها في كتابة إنجيله، لكنه لم يكثر من أقوال يسوع الموجودة في الإنجيل الأول، كما أنه لعدم اطلاعه على المجموعة الخاصة لم يلجأ إليها، وبعد إكمال إنجيل مرقس لجأ أحد المسيحيين المجهولي الهوية والذي كان تلميذاً لمرقس إلى ترجمة النسخة العبرية إلى اليونانية، وفي عمله هذا استخدم إنجيل مرقس معيداً إليه الأقوال التي حذفها مرقس من قبل، ويضيف أقوالا مستقاة من المجموعة الآرامية ومعلوماته الخاصة التي وجدها خلال بحثه عن التقاليد الإنجيلية الأولى، إن الرأي القائل بأسبقية النص الآرامي لإنجيل متى يبدو نظرياً أكثر من الرأي القائل بأسبقية إنجيل مرقس.
      نظرية الوثائق المتعددة:
      أُعْتُرِضَ جدياً في السنوات الأخيرة على نظرية المصدرية، لأنها لا تعطي التقليد الشفهي حقه، ولأنها تعتبر عملية تكوين الأناجيل مشكلة أدبية صرفة، وقد ظهرت نظرية جديدة إلى تكوين الإنجيل، وهي لاتزال في طور النمو، وتعتمد التقليد الشفهي والتقليد الكتابي وقد دعاها أصحابها بنظرية الوثائق المتعددة، وهذه النظرية تستند إلى الفرضية القائلة بأن مجموعات أقوال يسوع وأعماله قد ترجمت إلى اليونانية في وقت مبكر وأن الإنجيليين اعتمدوا هذه المجموعات، والمهم في هذه النظرية أنها تؤكد على وجود اتصالات بين المصادر الإنجيلية قبل تأليف الأناجيل وبالتالي فإن التأثيرات والاحتكاكات الأدبية قد حصلت قبل كتابة إنجيل مرقس وليس بعده، أي بين وثائق سابقة للمواد المستعملة في الأناجيل السينابتية والتي كانت قد انتظمت آنذاك على نحو منهجي تقريباً.
      وقصارى القول أن نظرية " المصدرين" مبنية على مبدأ الاقتباس وبالتالي فإن متى ولوقا كانا قد اقتبسا من مرقس، أما المتمسكون بنظرية الوثائق المتعددة فيعتبرون أن نظرية المصدرين ذات اتجاه واحد وصارم ويرفضون كل الحلول المبنية عليها وهم يعتقدون بوجود مصادر متعددة سابقة للأناجيل ].
      2ـ ما هو أصل كلمة إنجيل ؟

      يقول الدكتور كيزيتش في نفس المرجع السابق ص 14: [ هذه الكلمة ( الإنجيل ) كغيرها من العبارات الكثيرة الواردة في العهد الجديد كانت متداولة في العالم الروماني وكانت تشير إلى ميلاد الملك Euaggelion ( إيفاجيليون) وقد يكون المعنى الذي نعطيه لكلمة الإنجيل مستقى من نصوص العهد القديم وخاصة الموجود في سفر إشعياء يقول النبي { ما أجمل على الجبال قدمي المبّشر، المخبر بالسلام، المبشر بالخير، المخبر بالخلاص، القائل لصهيون: قد ملك إلهك } 52 :7 نلاحظ في هذا المقطع أن الفعل العبريBissar قد ترجم إلى السبعينية بفعل Euaggelizomai والذي يعني بّشرَ بالأخبار السارة ، ومع أن العهد القديم لا يستخدم إطلاقاً الاسم العبري المرادف للاسم اليوناني Euaggelion فمن الأرجح أن يكون معنى هذه الكلمة في العهد الجديد قد اشتق من النص العبري للكتاب المقدس أكثر من الطقوس الرومانية الخاصة بالإمبراطور في الآرامية اسم مرادف لكلمة Euaggelion (منقول بتمامه من كتاب المسيح في الأناجيل للدكتور كيزيتش ص 36ـ 38، منشورات النور بلبنان 1981، تعريب الأب ميشال نجم) .
      ومع ذلك يميل البحاثة الذين ينكرون على يسوع ادعائه في وعيه أنه ماسيّا (يقول د. ف . كيزيتش في كتابه المسيح في الأناجيل ص 79، 80 : [ من علماء العهد الجديد من يزعم أن يسوع لم يُعلن أبداً أنه ماسيّا ، وإنما الكنيسة اخترعت بعد قيام المسيح من الأموات ( السر الماسيّاني ) ويقولون بأن العبارات الماسيّانية المدونة في الأناجيل ليست ليسوع بل من وضع الكنيسة إلى الجزم بأن يسوع لم يستخدم هذه الكلمة أبداً عن نفسه، أما البحاثة الذين يؤمنون بأن الأناجيل وثائق تاريخية فلا يجدون صعوبة في إسناد الكلمة إلى يسوع ]اه‍. المصادر التاريخية للأناجيل .

      ويشير كيزيتش إلى مرجعه بالأتي:

      Wrede : The Messianic Secret in the Gospels 1901 فيكتابAlbet Schweitzer; The Quest, of the Historical Jesus , New York. Mecmillon, 1961, pp330-348. =

      وذلك طبقاً لنظرية الوثائق المتعددة والمعترف بها عند علماء النصارى والتي تقرر وجود وثائق سابقة للأناجيل ثم الاقتباس منها وهو ما جعل القس صموئيل حبيب مشرقي راعي الكنيسة الخمسينية بالقاهرة يقر في كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات " ص 43 ما نصه:{ هيمن الوحي على كل كلمة فيه، بل حدد لكل حرف مكانه } ، ويقول الدكتور القس منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بالقاهرة في كتابه " شبهات وهمية حول الكتاب المقدس " ص 264 والمنشور على صفحة الإنترنت ما نصه : { التاريخ المقدس منزه عن الخطأ وهذا يستلزم الإلهام لأن البشر يخطئون في أقوالهم وكتاباتهم ، فيثبت إذن أن الكتب التاريخية المقدسة كُتبت بإلهام الروح القدس } . والباحث المنصف الذي يقرأ ما يقوله علماء النصارى يتعين عليه أن يبحث أولاً عن المصادر التاريخية التي أقتبس الوحي المقدس منها مادته سيما أنه لم يتم الإشارة إليها من جهة ، ومن جهة أخرى يتعين عليه الوقوف على نسخ الكتاب المقدس القديمة منها والحديثة حتى يضع يده على التنقيح الذي حدث فيها ـ هم يعترفون بالتنقيح ويثبتونه على الصفحة الأولى من الكتاب المقدس ـ سواء بالحذف أو الإضافة . ويقول ص 76 ، 77 [ المسيح في اليونانيةChristos وفي العبرية Mashiah ، فعندما قوي التعلق بالقومية اليهودية وخاصة في العصر الهليني ، أخذ الرجاء الماسيّاني معني سياسية فكان معاصرو يسوع يتوقعون مجيء زعيم قومي ، وملك قومي ، يلعب دور مسيح الرب ويخلص شعبهم من النير الروماني ، ويعيد الملك إلى إسرائيل، وكانت الجموع التي تقبلت بغبطة كلام يسوع وتلاميذه تشارك في هذا المفهوم لمجيء الماسيّا وقد استمرت في هذا الفهم وهذا الرجاء حتى النهاية ], فمن هو الماسيّا ؟ إن عيسى عليه السلام في الأناجيل يعترف بأنه جاء ليهيئ الطريق للماسيّا كما هو وارد في إنجيل يوحنا 1: 19ـ 26 وفي متى 23: 37ـ 39 وفي ملاخي 4: 4ـ 6 وفي الإصحاح الثامن عشر من سفر التثنية إنه باختصار شديد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

      تعليق


      • #33
        الفرع الخامس

        ماذا يقول علماء النصارى عن ترجمة كتابهم المقدس ؟


        1ـ انقل من على صفحة الإنترنت موقع النور :


        ترجمات الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية:


        جرت في إنجلترا محاولات كثيرة باكرة لترجمة أجزاء من الكتاب المقدس إلي لغة البلاد. أشهرها قام به الوقور بيد (وقد ترجم إنجيل يوحنا في القرن السابع إلي الانجلو***ونية) ثم أخرى ترجمها الملك الفريد (في القرن التاسع) قام بها هو والشهير ويكليف. أما تندل فكان أول من طبع الجديد باللغة الإنجليزية مترجماً عن اليونانية مباشرة. وفي العام 1535 نشر كوفرديل الكتاب المقدس بكامله باللغة الإنكليزية وظهرت ترجمات أخرى غير هذه قبل أن تصدر ترجمة الملك جيمس الشهيرة في العام 1611 م . وقد تميزت هذه الترجمة عن سابقاتها بكونها عملاً صادراً عن لجنة من العلماء يمثلون خبرات وتيارات متعددة، الأمر الذي لم يتوافر للترجمات الأخرى. في العام 1881 م صدرت الترجمة المنقحة The Revised Version ونقلت عن نص محقق للكتاب المقدس فاق في دقته ما سبقه. وانتهج واضعوها سبيل النقل الحرفي كلمة كلمة عن الأصل، فأجادوا في هذا لكنهم قصروا في استعمال المصطلحات اللغوية الحديثة، فكانت النتيجة صدور ترجمات أخرى مثل الترجمة المنقحة المعتمدة The Revised standard Version والكتاب المقدس الجديد باللغة الإنجليزية The New English Bible وكتاب الخبر السار The Good News Bible وهاتان الترجمتان الأخيرتان بخاصة، انتهجتا سياسة استعمال المصطلحات اللغوية المعاصرة. زد على ذلك الترجمات التي قام بها عدد من العلماء أفراداً مثل: ويموث، وموفرات، وفيليبس، وتايلر، وآخرين ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر تأسست جمعيات للكتاب المقدس لدعم الكنائس في نشر الإنجيل. وقد كانت غاية هذه الجمعيات إعداد ترجمات جديدة للكتاب المقدس أو أجزاء منه وتوزيعها على أكبر عدد ممكن من اللغات والشعوب. وما قامت به هذه الجمعيات من ترجمات حتى الآن يُعد بالمئات؛ وثمة جماعات متخصصة مثل جمعية ويكليف لترجمة الكتاب المقدس، لا تزال تعمل على سد الكثير من الفجوات الباقية لإتمام هذه الغاية السامية.


        2ـ العجيب أن علماء النصارى يعترفون أنفسهم بالتحريف المتعمد في كتابهم المقدس وإلا فما هو معنى قولهم " منقحة “، ويكفي أن نقرأ مقدمة النصوص المنقحة لنسخة الملك جيمسRSV وهي اختصار لكلمةVersion Revised Standard




        فمن هذه المقدمة نجد أن النصوص المفوضة من الملك جيمس الأول قد طبعت لأول مرة في عام 1611م ثم عُدِلتْ في عام 1881م فسميت بالنصوص المنقحة ثم نقحت أكثر وسميت Version Revised Standard ثم عُدلت بعد ذلك عام 1952م ثم أعيد تنقيحها عام 1971م.


        وتقول دار النشر في ملاحظاتها عن الكتاب المقدس حيث تفاخر بالمجهود المضني الذي بذل في إعداده وذلك في المقدمة IV ما ترجمته:


        { إن هذا الكتاب المقدس هو ثمرة جهد اثنين وثلاثين عالماً في علم اللاهوت، ساعدهم فيها هيئة استشارية تمثل خمسين طائفة دينية متفاوتة } ، إنني لأتساءل لم كل هذه المباهاة ؟ وهل من اللائق في حق الوحي المقدس أن ينقح بالحذف والإضافة ؟ و أليس هذا اعتراف صريح على الكتاب المقدس أنه ليس مقدساً ؟ إذا كانوا يقولون أن هذا الكتاب المقدس هو ثمرة جهود علماء كثيرون فكيف هيمن الوحي على كل حرف فيه ؟ وما علاقة الوحي المقدس هنا بعبث العابثين حتى ولو كانوا من العلماء ؟ .


        ومع ذلك فهل تخلو نسخة الملك جيمس من التحريف والخطاء ؟ إن الصفحة الأولى من مجلة استيقظوا Awake بتاريخ 8/9/1957م والرسالة مبدؤه بالعدد رقم 13 : 11 من رسالة أهل رومية والتي تقول :


        " استيقظوا إن ساعة استيقاظنا من النوم قد حانت " ، فماذا تجد في العنوان ؟ تجد عنوان المقال مصدر بالجملة التالية:


        " خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس " خمسون ألف، فكم خطأ من الخمسين ألفاً تم إزالتها ؟ خمسة آلاف ؟ خمسمائة ؟ خمسون ؟ فهل كتاب به مثل هذا الحشد الكبير من الأخطاء من الممكن أن يكون مقدساً ؟ هذا الكلام عن نسخة الملك جيمس المنقحة والمعدلة والتي تباهي بها دار النشر الإنجليزية والتي عنها أخذت كل الملل والطوائف المسيحية وترجمتها إلى اللغة العربية، فالنصوص العربية الموجودة بيد النصارى هي ترجمة أمينة لنصوص الملك جيمس وليست ترجمة عن الأصل اليوناني.


        عموماً ماذا يقول المقال الذي نحن بصدد الحديث عنه ؟ : " اشترى شاب نسخة من إنجيل الملك جيمس معتقداً أنها بدون أخطاء وذات يوم بينما كان يتصفح مجلة Look وجد مقالاً بعنوان { الحقيقة بشأن الإنجيل } وجاء في ذلك المقال : " إنه منذ عام 1720م أعلنت واحدة من الهيئات البريطانية إنه يوجد عل الأقل عشرون ألف خطأ في الطبعتين الموجودتين بالأسواق ـ آنذاك ـ من الإنجيل الذي يقرأه البروتستانت والكاثوليك ، ويقول الدارسون المحدثون إنه من المحتمل وجود خمسين ألف خطأ " ـ انتهى كلام مجلة لووك Look الذي طالعه الشاب ـ وصدم الشاب ، لقد اهتز إيمانه بقداسة الإنجيل وقال في نفسه ، كيف يمكن الثقة بالإنجيل والاعتماد عليه بينما هو يحوي آلاف الأخطاء والمعلومات غير الصحيحة ؟. “.






        3ـ وهاهو الدكتور ( ج.ب.فيلبس ) وهو واحد من أكبر علماء المسيحية يقرر في مقدمته لإنجيل متى أن القديس متى كان يقتبس من إنجيل مرقس وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله؟ ، وهكذا يصبح تصور الله خاضعاً لاجتهاد البشر فيما يكتبونه بأيديهم عن الله سبحانه وتعالى.الخطان تحت الجملة التي تدل على أن علماء المسيحية يعترفون بأن متى في إنجيله كان ينقل عن مرقس ، وأما الخط المتعرج فتم وضعه تحت العبارة التي تدل على أن متى كان يعيد ترتيب الأحداث .





        4ـ يقول القس صموئيل حبيب مشرقي في كتابه السابق ص 44 { وحي الكتاب المقدس اُقْتُبِسَ من مصادر تاريخية وأن الوحي انتخب من كتب التاريخ ما رآه مناسب، وأنه لا غرابة عند الاقتباس من هذه المصادر التاريخية من أي إضافات أو حذف } .





        إن العبارة الأخيرة تغنينا عن مؤنه البحث، فيكفي أن القس يعترف بالاقتباس من مصادر تاريخية أولاً، ثم يعبث في الوحي المقدس فيضيف هذا ويحذف هذا ثانياً.


        والسؤال الآن ما هي هذه المصادر التاريخية التي استقى الوحي المقدس علومه ومعارفه منها ؟ ، ولما كانت الخطوة الأولى في المنهج التاريخي هي خطوة البحث عن الوثائق، فإذا عثرنا عليها فإنها تعيننا على دراسة المتن الموجود بين أيدينا لأن هذه الوثائق ما هي إلا نافذة على أحداث معينة تمت زمن كتابتها ولا يشترط أن تتساوى الظروف والأحداث التي جعلت من كتبة الأناجيل إلباس كتاباتهم ثوب الماضي من الأحداث، فإذا كان القس صموئيل لم يخبرنا عن المصادر التاريخية التي اقتبس الوحي المقدس وحيه منها فإنني في هذه الدراسة أطلعه على وثائق الوحي المقدس التاريخية.

        تعليق


        • #34
          الفرع السادس

          المصادر التاريخية للوحي المقدس
          لقد استقى الوحي المقدس علومه من ( الفيدا ) وهو كتاب الهندوس المقدس ، ولقد ثبت عند أشهر العلماء المستشرقين مثل ( جاكوليو ) و ( ديبوري جانسبن ) و(هلهن) و ( برتوف ) وغيرهم أن أسفار الفيدا كانت موجودة قبل التوراة والإنجيل بما لا يقل عن ألف سنة ، لذلك كان من المناسب العودة إلى المراجع الأصلية والمكتوبة بلغة أهلها فندرسها ثم نقارن بما هو مكتوب فيها مع ما هو موجود بالأناجيل ، هذا ولقد يسر الله سبحانه وتعالى لنا كتاباً في العقيدة الهندوسية عنوانه
          Hindu Dharma Parichayam(Malayalam)
          /oPY Sadhusilan K. Parameswaran Pillai
          عنوان الكتاب المكتوب بلغة الماليالم (Malayalam)هو " هندو دَهَرْما باري جاياْم" ومعناه بالعربية " مقدمة في عقيدة الهندوس ".

          والكتاب تأليف " ساد وسيلان.ك باراميه سوارن بيلي " وهو من كبار علماء الديانة الهندوسية في الهند، ولقد يسر الله سبحانه وتعالي لي الإطلاع على هذا الكتاب عن طريق أحد أصدقائي من مدينة الهند والذي تفضل بإحضار الكتاب والمدون بلغة الماليالم والتي هي لغة صديقي الأصلية، والكتاب كان مترجما عن اللغة الأصلية له وهي السنسكريتية القديمة ـ مثل اللاتينية في دول أوربا ـ وهذه اللغة السنسكريتية أصبحت غريبة على كل أهلها في الهند فهناك لغة الِتلوجو Teluguوهناك لغة التاميل Tamil وهناك لغة الماليالم Malayalam وعكفنا سوياً على دراسته لمدة زادت عن أكثر من عام، كان صديقي يقوم خلالها بقراءة النص بلغته الماليالمية ثم يقوم بشرحه لي بالإنجليزية وأقوم بدوري بترجمة النص إلى العربية وكانت المفاجأة التي سوف تدهش إليها أيها القارئ الكريم وهي أن الوحي المقدس كان قد اقتبس نصوصه من الفيدا كتاب الهندوس المقدس ، نعم إن الفيدا هي أهم مصدر من مصادر الوحي المقدس ولسوف أنقل لك عزيزي القارئ النصوص من مصادرها مقارنا إياها بما هو موجود بالأناجيل المعترف بها عند علماء النصارى ، وقبل أن اشرع في ذلك من المهم أن تعرف ماهية عقيدة الهندوس .
          نظرة سريعة في عقيدة الهندوس
          يذكر المؤلف في مقدمة كتابه
          Hindu Dharma Parichayam

          (Malayalam)

          PY Sadhusilan K. Parameswaran Pillai
          ما ترجمته:

          <IMG style="TEXT-INDENT: 0px !important">" إن هذه العقيدة كانت منذ زمن بعيد مثل الشمس عند الشروق إلا أنها الآن أصبحت مثل الشمس في لحظة الغروب، لقد أخذت العقيدة في الأفول..." وراح المؤلف يعدد الأسباب التي من أجلها غرب نجم هذه العقيدة، ثم بدأ يذكر كيفية إعادة البعث مرة أخرى لهذه العقيدة خصوصاً وأنها محفوظة في الفيدا، ونحن هنا لسنا بصدد دراسة عقيدة الهندوس ولكن ما يهمنا هنا هو دراسة الفيدا والتي هي المصدر الأم لوحي الله المقدس والذي انتخب منها ما رآه مناسباً فأضافه إلى الأناجيل.
          والفيدا كما يقول المؤلف: " عبارة عن أربع مجموعات لكل منها منهج في القراءة وتلحين خاص بها عند الترانيم والإلقاء ومواضع لا يتلى فيها غيرها، وهي مجموعة من الأشعار ليس في كلام الناس ما يماثلها." .
          والمجموعات الأربع هي:
          ـالرجفيدا...RIGVEDAM
          ـإيجورفيدا. YAJURVEDAM..
          ـالسامافيدا...SAMA VEDAM
          ـإدهروافيدا... ATARVA VEDAM
          أولاً: الرجفيداRIGVEDAM



          جاء في تعريف الفيدا أنها تحتوي على عشرة أجزاء { حاول أن تدقق في النص المصور وتبصر الأرقام الواردة فيه حتى تسهل عملية الشرح } و1028 آية.
          ويحتوي الجزء الأول على 191 آية.
          و يحتوي الجزء الثاني على 43 آية.
          والجزء الثالث على 62 آية.
          والرابع على 58 أية.
          والخامس على 87 أية.
          والسابع على 104 آية.
          والثامن على 103 آية.
          والتاسع على 114 آية.
          والعاشر على 191 آية..
          والرجفيدا تتناول العقيدة الهندوسية من خلال طرح ثلاث أسئلة، وهي:
          هل الهندوس أصحاب ديانة ؟ ومن الذي أوجد هذه الديانة ؟ وما هو كتابهم المقدس ؟.
          وتبدأ الرجفيدا بالشرح فتقول إن دينهم هو الهندوسية ( سنادنادِرَمْمْ ).
          والذي أوجده هو الله ( إيشْوارَنْ ) وكتابهم المقدس هو ( الفيدا ) .
          وجاء في صفحة 107 عند شرح عقيدة الإلوهية ( أفادارامْ ) ما نصه:




          والآلهة التي تتناولها العقيدة الهندوسية كما هو وارد بالنص أهمها عشرة وهم:
          مالسّيمْ ـ كوممْ ـ ثاراهمْ ـ ناراسيمْهَمْ ـ فامانْسَنْ ـ باراشو رامانْ ـ شري رامانْ ـ شري كرشننْ ـ شري بودنْ ـ كالكيْ
          ولسوف نرى في الصفحات القادمة كيف أن الوحي المقدس قد انتخب من الآلهة العشرة الإله رقم 8 شري كرشننْ وأثبته في الكتاب المقدس مع تغير طفيف في الاسم فقط وليس في متن النص ففي الفيدا نجده كرشنة أو كرشنن وفي الإنجيل تم تحويله إلى يسوع، سوف نثبت ذلك عند مقابلة النصوص بعضها البعض.
          ثانياً: إيجورفيداYAJURVEDAM
          جاء في تعريف الإيجورفيدا ص181 ما نصه;


          هذا الجزء خاص بالعبادات والطقوس الدينية الخاصة بالكوارث والظواهر الطبيعية مثل الأعاصير والرياح والأمطار والزلازل ...الخ ، وهي تتكون من 12 جزء ويحتوي الجزء على فصل أو ما يطلق عليه بالوِرد ويطلق عليه الشوكلاإيجورفيدا ويبلغ عدد الشوكلاإيجورفيدا 18000 .

          والصفحة رقم 182 توضح أن كل فصل أو وِرد يحتوي على 17 باراجراف أو مقطع يطلق عليه برهامْنمْ


          وكل برهامْنمْ يحتوي على 1900 ماندرا أي ذكر وهي موضوعة على هيئة نثرية ، وتحتوي الشوكلاإيجورفيدا على 76000 ماندرا ،

          تعليق


          • #35
            PROPHET MUHAMMAD IN HINDU SCRIPTURES<O

            DR. Z. HAQ

            (Copyright 1990, 1997, All Rights Reserved)<O




            Verily We have sent thee (Muhammad) in truth as a bearer of glad tidings and as a warner:
            And there never was a people without a warner having lived among them (in the past).
            <OQur'an 16:36
            For We assuredly sent amongst every People an apostle (with the Command) "Serve Allah and eshew Evil":
            Of the people were some whom Allah guided and some on whom Error became inevitably (established).
            So travel through the earth and see what was the end of those who denied (the Truth).
            <OQur'an 4:164
            And Messengers (Prophets who received revealed books) We have mentioned unto thee (Muhammad) before
            And Messengers We have not mentioned unto thee;
            And Allah spake directly unto Moses.
            <OThese verses of the Holy Qur’an testify that Allah (the One True God) has sent prophets to every people. Therefore, it is not surprising to Muslims to find prophecies about the Last Prophet, Muhammad (s), in previously revealed scriptures. Moreover, Allah had taken covenant with the Prophets to believe and help future Prophets of Allah, as indicated by the verse quoted below.<O
            <O
            Allah's Covenant With Prophets <O

            Qur'an 3:81-82
            Behold! Allah took the covenant of the Prophets saying:
            "I give you a Book and Wisdom; then comes to you an Apostle confirming what is with you; do ye believe him and render him help."
            Allah said: "Do ye agree and take this My Covenant as binding on you?"
            They said: "We agree."
            He said: "Then bear witness and I am with you among the witnesses."
            If any turn back after this they are perverted transgressors.<O


            A Brief Introduction To Hindu Scriptures <O

            The Vedas, Upanishads, Puranas, and Brahmanas Granth are the four sacred books in Hindu religion. The last one is a commentary on the Vedas, but it is considered as a revealed book. These books are in Sanskrit, the sacred language of the Hindus. The Vedas are divided into four books: Rig Veda, Yajur Veda, Sam Veda and Atharva Veda. Of these, the first three books are considered the more ancient books, and the Rig Veda is the oldest of them. The Rig Veda was compiled in three long and different periods. Opinions greatly differ as to the date of compilation or revelation of the four Vedas. Swami Daya Nand, founder of the Arya Samaj, holds the opinion that the Vedas were revealed 1.3 billion years ago, while others (Hindu scholars and orientalists) hold the opinion that they are not more than four thousand years old. Analysis of the Vedas reveal differences in the accounts of the places where these books were revealed and the Rishis (Prophets) to whom these scriptures were given. Nevertheless, the Vedas are the most authentic scriptures of the Hindus. <OThe Upanishads are considered next to the Vedas in order of superiority and authenticity. However, some Pandits consider the Upanishads to be superior to the Vedas primarily from the internal evidence found in the Upanishads. Next in authenticity to the Upanishads are the Puranas. The Puranas are the most widely read of all Hindu Scriptures, as these are easily available (the Vedas are difficult to find). The compiler of the Puranas is Maha Rishi Vyasa, and he arranged the Puranas in eighteen volumes. These books contain the history of the creation of the universe, the history of the early Aryan people, and life stories of the divines and deities of the Hindus. The Puranas were either revealed simultaneously with the Vedas or some time before. The sanctity and reverence of the Puranas is admitted and recognized in all the authentic books of the Hindus. <OFor a long time, the Hindu Scriptures were primarily in the hands of Pandits and a small group of men who had learned Sanskrit (The majority of the Hindu population knew Hindi and could comprehend only a smattering of Sanskrit words). Sir William Jones, who was a Judge and founded the Asiatic Society of Bengal, learned Sanskrit in the last decade of the Eighteenth century. He was instrumental in generating interest in Sanskrit and Hindu Scriptures in Europe, and it was due to his efforts that the Hindu scriptures were translated into English.
            <OIn 1935, Dr. Pran Nath published an article in the Times of India that showed that the Rig Veda contains events of the Babylonian and Egyptian kings and their wars. Further, he showed that one-fifth of the Rig Veda is derived from the Babylonian Scriptures. From a Muslim perspective, it is likely that the Hindus were given a revealed book or books that contained description and struggles of Allah’s Prophets sent previously to other peoples. It is also possible that commentaries written about them were incorporated later and became a part of the revealed books.
            There are a number of examples of these in Hindu scriptures. The Atharva Veda is also known as ‘Brahma Veda’ or in its meaning as the Devine Knowledge. An Analysis of the Vedas reveal that ‘Brahma’ is actually Abraham, where the initial letter A in Abraham is moved to the end making it Brahma. This analysis is accurate when one writes the two words in Arabic script, a language close to that spoken by Prophet Abraham. Similarly, Abraham’s first wife Sarah is mentioned in the Vedas as Saraswati, and Prophet Nuh (Noah of The Flood) is mentioned as Manuh or Manu. Some Pundits consider Atharva Veda as the Book of Abraham. Prophets Ismail (Ishmael) and Ishaq (Isaac) are named Atharva and Angira, respectively, in the Vedas.
            <O

            Table 1<O



            Background To Prophecies <O

            It is well known that the Hindus love hero worship, and it is reasonable to assume that over a long period of time the high regard and reverence for some Prophets led to some of them considered as god or God. Further, it is likely that the Book of Abraham and those of other Prophets contained prophecies about the Last Prophet, Muhammad (s). Muslim historians of India hold the opinion that the graves of Prophets Sheesh and Ayyub (Job) are in Ayodhya, in the province of Uttar Pradesh, India. In ancient times, Ayodhya was known as Khosla according to Shatpath Brahmanas.
            <OSome Pundits have now begun to reject the Puranas simply because they find in them many prophecies and vivid signs of the truth of Prophet Muhammad. A case has been made that the present Puranas are not the same collection that Vedas refer to and the real books were lost. Nevertheless, this contention is not correct. It is impossible that all the Puranas which were so widely read and keenly studied, could have fallen in oblivion and totally wiped out, whereas the Vedas, which only a few could read and understand, remained intact until now.
            <OAnother argument against the prophecies is that these were added to the Puranas at a later date. Nevertheless, this argument is also without a basis. Such a well-known book, in vast circulation and read at appointed times in prayers, cannot be easily tampered with. Moreover, all the Pandits and the learned divines of the Hindus could not have conspired and secretly added these prophecies to the Puranas. The most strange thing is that the corruption is made in favor of the Prophet and against their own religion.
            All major books of the Hindus prophesy about Prophet Mohammad. In addition to many of his qualities, his life events, Abraham, Ka'bah, Bakkah (Makkah) and Arabia, the prophecies mention his name as Mahamad, Mamah, and Ahmad. The name Mahamad appears in the Puranas, Mamah in Kuntap Sukt (in Atharva Veda) and Ahmad in Sama Veda. Many different classifications as to the degree of importance of the Vedas have been made. For example, in Shatpath it is stated that Sama Veda is the essence of all the Vedas. At another place in Taitttriya Brahmana, it is stated that “This world was created from Brahma, the Vaishas were created from the mantras of the Rig Veda, the Kashtriyas were created from Yajur Veda and Brahmans were created from Sama Veda.”

            Prophecy In The Puranas <O

            <O


            The compiler of the Puranas, Mahrishi Vyasa, is highly honored among the Hindus as a great rishi and learned person. He was a pious and God fearing man. He also wrote the Gita and the Maha Bharat. Among the eighteen volumes of the Puranas is one by the title ‘Bhavishya Puran,’ literally meaning future events. The Hindus regard it as the Word of God. The prophecy containing Prophet Muhammad by name is found in Prati Sarg Parv III: 3, 3, Verse 5.
            Before the English translation is presented, a note on the word Malechha that appears in the first part of verse 5 is in order. The word Malechha means a man belonging to a foreign country and speaking foreign language. This word is now used to degrade people meaning unclean or even worse. Its usage varies and depends on who is using it and for whom. Sir William Jones had great difficulty in recruiting a Pundit to teach him Sanskrit because he was considered unclean (Malechha). It was only after the direct intervention of Maharaja (King) Shiv Chandra that Pundit Ram Lochna agreed to teach him Sanskrit.
            <OIt is not known when this word began to be used in the derogatory sense, whether before the advent of Prophet Muhammad (s), after the conversion of Hindu King Chakrawati Farmas (of Malabar, located on the southwest coast of India) to Islam during the lifetime of the Prophet, soon after the arrival of Muslims in India (711 CE) or sometime later. Mahrishi Vyasa, the compiler of the Puranas, has defined a wise Malechha as “a man of good actions, sharp intellect, spiritual eminence, and showing reverence to the deity (God).
            <OMany Sanskrit words have borrowed from Arabic and Hebrew with a slight change as was shown in the examples of Brahma, Saraswati and Manu, and as indicated in Table 2 below. It appears that this word is derived from the Hebrew word Ma-Hekha (<?xml:namespace prefix = v ns = "urn:schemas-microsoft-com:vml" /><v:shape style="Z-INDEX: -1; POSITION: absolute; MARGIN-TOP: 41pt; WIDTH: 48pt; HEIGHT: 18.75pt; VISIBILITY: visible; MARGIN-LEFT: 3.75pt; mso-position-horizontal-relative: text; mso-position-vertical-relative: text" id=Picture_x0020_7 type="#_x0000_t75" alt="http://www.cyberistan.org/islamic/a-images/malechha.gif" o:spid="_x0000_s1026"> <v:imagedata src="file:///C:\DOCUME~1\salem\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_i mage003.png" o:title="malechha"></v:imagedata>ffice:word" /><?xml:namespace prefix = w ns = "urn:schemas-microsoft-com</w:wrap></v:shape>), which means thy brethren (e.g., And he (Ishmael) shall dwell in the presence of all his brethren. Genesis 16:12; i.e., Ismaelites are the brethren of the Israelites). In the context of Biblical scriptures this word meant a descendant of Prophet Ismail (Ishmael), and it is well known that Muhammad (s) is a descendant of Prophet Ismail through his second son Kedar. Those who can read Arabic Script can easily see that a mistake in separating Ma from Hekha will produce a single word ‘Malhekha,’ and when adapted in another tongue like Sanskrit might sound like Malechha. <O

            Table 2



            The Sanskrit text and translation of Verse 5 of Bhavishya Puran, Prati Sarg Parv III: 3, 3 are given below. (The boxed area in the Sanskrit text identifies the word Mahamad or Mohammad).
            <O

            </OA malechha (belonging to a foreign country and speaking foreign language) spiritual teacher will appear with his companions. His name will be Mahamad...<O</O
            The translation of Verses 5-27 (Sanskrit text of the Puranas, Prati Sarg Parv III: 3, 3) is presented below from the work of Dr. Vidyarthi. <O“A malechha (belonging to a foreign country and speaking foreign language) spiritual teacher will appear with his companions. His name will be Mahamad. Raja (Bhoj) after giving this Mahadev Arab (of angelic disposition) a bath in the 'Panchgavya' and the Ganges water, (i.e. purging him of all sins) offered him the presents of his sincere devotion and showing him all reverence said, 'I make obeisance to thee.' 'O Ye! the pride of mankind, the dweller in Arabia, Ye have collected a great force to kill the Devil and you yourself have been protected from the malechha opponents (idol worshipers, pagans).' ‘O Ye! the image of the Most Pious God the biggest Lord, I am a slave to thee, take me as one lying on thy feet.' <O></O>
            “The Malechhas have spoiled the well-known land of the Arabs. Arya Dharma is not to be found in that country. Before also there appeared a misguided fiend whom I had killed [note: e.g., Abraha Al-Ashram, the Abyssinian viceroy of Yemen, who attacked Mecca]; he has now again appeared being sent by a powerful enemy. To show these enemies the right path and to give them guidance the well-known Mahamad (Mohammad), who has been given by me the epithet of Brahma is busy in bringing the Pishachas to the right path. O Raja! You need not go to the land of the foolish Pishachas, you will be purified through my kindness even where you are. At night, he of the angelic disposition, the shrewd man, in the guise of a Pishacha said to Raja Bhoj, "O Raja! Your Arya Dharma has been made to prevail over all religions, but according to the commandments of ‘Ashwar Parmatma (God, Supreme Spirit), I shall enforce the strong creed of the meat-eaters. My follower will be a man circumcised, without a tail (on his head), keeping beard, creating a revolution, announcing call for prayer and will be eating all lawful things. He will eat all sorts of animals except swine. They will not seek purification from the holy shrubs, but will be purified through warfare. Because of their fighting the irreligious nations, they will be known as Musalmans (Muslims). I shall be the originator of this religion of the meat-eating nation."<O


            More Prophecies In Hindu Scriptures <O

            The Vedas contain many prophecies about Prophet Muhammad. Some European and Hindu translators of the Vedas have removed the name referring to the Prophet, while others have tried to explain away the mantras (verses) on his life events, Ka’bah, Makkah, Medinah, Arabia, and other events using the terminology of the Hindus, such as purification rituals, and lands and rivers in India. Some mantras containing prophecies are inter-mixed with explanatory phrases, and it may be that these were commentaries and explanatory notes on the prophecies, which later became a part of the prophecy.
            <OSeveral prophecies are found in Atharva Veda: (1) XX: 21, Mantras 6, 7, and 9, (2) XX: 137, Mantras 7 through 9, and (3) X: 2, Mantras 26, 27, 29, 30, and 32. Similarly, in Rig Veda, additional prophecies are found in: (1) VII: 96, Mantras 13 through 16, and (2) I: 53, Mantras 6 and 9. Finally, a prophecy is found in Sama Veda III: 10, Mantra 1. These are a sample of many prophecies. The serious reader may want to refer to scholarly work of Dr. A.H. Vidyarthi, entitled “Mohammad in World Scriptures,” 1990. This book explains the Hindu terminology used in the Mantras and the meaning and usage of certain words and phrases from within the Vedas and other Hindu Scriptures. <O


            No Compulsion In Religion <O

            Qur'an 2:256
            There is no compulsion in religion.
            The right direction is henceforth distinct from error.
            And he who rejecteth false deities and believeth in Allah hath grasped a firm handhold which will never break.
            Allah is Hearer, Knower.
            <OAllah: Allah is the proper name of the One True God, creator and sustainer of the universe, who does not have a partner or associate, and He did not beget nor was He begotten. The word Allah is used by the Arab Christians and Jews for The God (Eloh-im in Hebrew; 'Allaha' in Aramaic, the mother tongue of Jesus). The word Allah does not have a plural or gender.
            <Opbuh: Peace Be Upon Him. This expression is used for all Prophets of Allah. Abreviations derived from Arabic words are (s) and (as).
            <Ora: Radiallahu Anhu (May Allah be pleased with him).<O


            References:
            1. Abdul Haq Vidyarthi, "Muhammad in World Scriptures," Adam Publishers, 1990. (includes chapters on Zoroastrian and Hindu Scriptures)
            2. A.H.Vidyarthi and U. Ali, "Muhammad in Parsi, Hindu & Buddhist Scriptures," IB.<O: http://www.cyberistan.org/islamic/prophhs.html#mahamad.<O







            Copyright © 1990, 1997-99 Dr. Z. Haq

            All Rights Reserved<O

            <v:shape style="WIDTH: 34.5pt; HEIGHT: 18.75pt; VISIBILITY: visible" id=Picture_x0020_13 type="#_x0000_t75" alt="http://www.cyberistan.org/islamic/a-images/rafile.gif" o:spid="_x0000_i1025"><v:imagedata src="file:///C:\DOCUME~1\salem\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_i mage003.gif" o:title="rafile"></v:imagedata></v:shape>


            </O

            تعليق


            • #36


              رابعاً : إدهروافيدا ATARVA VEDAM




              هذا المقطع من صفحة 184 يتناول موضوع الإدهروافيدا وهو عبارة عن الطقوس الخاصة التي يقوم بها الكهان وهي طقوس السحر والشعوذة ضد الشياطين وهي تكاد تكون مقصورة على كهان المعابد ، وتحتوي على تسعة أفرع أشهرها فرع واحد يطلق عليه الشوانجمْ ، والشوانجمْ يحتوي على 760 آية ويحتوي على 6000ماندرا.



              نكتفي بهذا القدر من كتاب مقدمة في عقيدة الهندوس.
              وفي الصفحات القادمة سوف نتناول التطبيق لنرى مدى صدق الوحي المقدس عند اقتباسه من كتب الفيدا وذلك على حد قول القس صموئيل حبيب مشرقي في كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات " ص 44 { وحي الكتاب المقدس اُقْتُبِسَ من مصادر تاريخية وأن الوحي انتخب من كتب التاريخ ما رآه مناسباً، وأنه لا غرابة عند الاقتباس من هذه المصادر التاريخية من أي إضافات أو حذف } .
              مقابلة عقيدة النصارى بما هم مكتوب في الفيدا

              1 ـ عقيدة التثليث: أي القول بالأب والابن والروح القدس عند الهندوس والنصارى:
              ففي إنجيل يوحنا 7: 5 نجد حديثاً عن الأقانيم الثلاثة { فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ فِي السَّمَاء ِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.}.
              يقول العلامة " موريس بوكاي " في كتابه " الآثار الهندية القديمة " ص 35 ما نصه:



              فقول موريس بوكاي إن عقيدة التثليث(Trinity) كفكرة لها أصل هندوسي، وأن الكلمة مشتقة من كلمة " TRIMURTI" في اللغة السنسكريتية والتي تعني ثلاثة أجساد في اله واحد، وهي الاتحاد المقدس بين براهما، فيشنو و سيفاDivine unity of Brahma, Vishnu and Siva))
              نجد أصله في كتاب " مقدمة في عقيدة الهندوس "HINDU DHARMA PARICHAYAM ص 358 حيث ذكر المؤلف الأقانيم الثلاثة ( الاتحاد المقدس بين براهما، و فيشنو و سيفا) .
              وذيل كلامه بالإصحاح 191 والأعداد من 2ـ4 من الرجفيدا الجزء العاشر:


              الاتحاد المقدس بين براهما، و فيشنو و سيفا



              حاول أن تدقق النظر في تذييل كلامه بالإصحاح 191 والأعداد من 2ـ4 من الرجفيدا الجزء العاشر.
              وأليس هذا الكلام هو الموجود في رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس، العدد السابع والذي ينص على:
              [6هذا الذي جاءَ هوَ يَسوعُ المَسيحُ، جاءَ بِماءٍ ودَمِ، جاءَ لا بِالماءِ وحدَهُ، بَل بِالماءِ والدَّمِ. والرُّوحُ هوَ الذي يَشهَدُ، لأنَّ الرُّوحَ هوَ الحَقُّ. 7والذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةِ. 8الْآبُ، والْكَلِمَةُ والرُّوحُ اَلقُدُسُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ. ].
              2ـ عقيدة الصلب والفداء
              عقيدة صلب الإله كما هي عند الوثنيين ومقارنتها بما هو موجود في الكتاب المقدس حيث يذكر الهنود بأن كرشنة المولود البكر الذي هو نفس الإله فشنو فتراهم يصفونه بالبطل الوديع المملوء لاهوتا لأنه مات معلقا على الصليب حيث قدم نفسه ذبيحة وخلص الإنسان من خطاياه.
              وإليك النص بتمامه كما ذكره صاحب كتاب العقائد الوثنية ص 49 ما نصه:



              وإليك النص الأصلي كما جاء في الفيدا الإصحاح 16 عدد 61 ـ انظر أسفل النص ـ كما ذكره صاحب كتاب مقدمة في عقيدة الهندوس ص 318:


              وهذا الكلام هو عين ما قال به البشير متى 27: 1ـ 43
              (39وكانَ المارةُ يَهُزّونَ رُؤوسَهُم ويَشتِمونَهُ ويَقولونَ: 40"يا هادِمَ الهَيكَلِ وبانِـيَهُ في ثلاثَةِ أيّامِ، إنْ كُنتَ اَبنَ الله، فخلَّصْ نفسَكَ واَنزِلْ_ ..عَنِ الصَّليبِ". 41وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُـعلَّمو الشّريعَةِ والشٌّيوخُ يَستهزِئونَ بِه، فيَقولونَ: 42"خَلَّصَ غيرَهُ، ولا يَقدِرُ أنْ يُخلَّصَ نفسَهُ! هوَ مَلِكُ إِسرائيلَ، فلْيَنزِلِ الآنَ عَنِ الصَّليبِ لِنؤمِنَ بِه! 43توَكَّلَ على الله وقالَ: أنا اَبنُ الله، فليُنقِذْهُ الله الآنَ إنْ كانَ راضيًا عنهُ". 44وعيَّرَهُ اللَّصانِ المَصلوبانِ مَعهُ أيضًا، فقالا مِثلَ هذا الكلامِ.)
              ونفس الكلام قاله البشير لوقا 23: 38ـ 42
              (38وكانَ فَوقَ رأسِهِ لَوحَةِ مكتوبٌ فيها: «هذا مَلِكُ اليَهودِ! «39وأخَذَ أحَدُ المُجرِمَينِ المُعلَّقَينِ على الصَّليبِ يَشتُمُهُ ويَقولُ لَه: «أما أنتَ المَسيحُ؟ فخَلِّصْ نَفسَكَ وخَلِّصْنا! « 40فاَنتَهَرَهُ المُجرِمُ الآخَرُ قالَ: «أما تَخافُ الله وأنتَ تَتحَمَّلُ العِقابَ نَفسَهُ؟ 41نَحنُ عِقابُنا عَدلٌ، نِلناهُ جَزاءَ أعمالِنا، أمَّا هوَ، فما عَمِلَ سُوءًا«. 42وقالَ: «اَذكُرْني يا يسوعُ، متى جِئتَ في مَلكوتِكَ«. 43فأجابَ يَسوعُ: «الحقَّ أقولُ لكَ: سَتكونُ اليومَ مَعي في الفِردَوسِ«.
              عجائب رافقت موت المصلوب:
              ومثله يرفض العقل ما حكاه متى من عجائب حصلت عند موت المسيح يقول: [51فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ. وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ. 52واَنفتَحَتِ القُبورُ،. فقامَتْ أجسادُ كثير. مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ. 53وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثير.? مِنَ النّاسِ. 54فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزَّلزالَ وكُلَ ما حدَثَ، فَزِعوا وقالوا: "بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ الله!" 55وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه، 56فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ، ومَريمُ أمٌّ يَعقوبَ ويوسفَ، وأُمٌّ اَبنَي زَبدي.] ( متى 27/51 - 54 ).
              والقصة من الغلط بل والكذب، إذ لم يعهد مثل هذه العودة للقديسين والراقدين، ولم يعهد أن عاد هؤلاء أو غيرهم من الموت و ثم ماذا بعد العودة هل تزوجوا ؟ وهل عادوا لبيوتهم ؟ أم ماتوا بعدها ؟ أم .... ثم ماذا كانت ردة فعل اليهود وبيلاطس والتلاميذ أمام هذا الحدث العظيم ؟ الإجابة : لا شيء .
              إذ لم يذكر شيء عند متى ولا عند غيره ممن لم يذكر هذه العجائب، ولو كانت حقاً لسارت في خبرها الركبان، ولآمن الناس بالمسيح حينذاك. يقول الأب كننغسر : يجب الامتناع عن الهزء (أي بمثل هذه الأخبار ) ، لأن نية متى كانت محترمة جداً ، إنه يدمج المعطيات القديمة للرواية الشفهية مع مؤلَفه ، ولكن يبقى إخراجه لائقاً بعيسى ، المسيح النجم .
              وقال نورتن الملقب بحامي الإنجيل :" هذه الحكاية كاذبة ، والغالب أن أمثال هذه الحكايات كانت رائجة عند اليهود بعد ما صارت أورشليم خراباً ، فلعل أحداً كتب في حاشية النسخة العبرانية لإنجيل متى ، وأدخلها الكاتب في المتن ، وهذا المتن وقع في يد المترجم، فترجمها على حسبه".
              ويعلق العلامة أبو زهرة " لعل كثيراً مما في المتن أصله في الحاشية ثم نقل خطأ في المتن " ومما يدل على كذب خبر متى في قيام الراقدين من الموت أن بولس وغيره يصرح بأن المسيح هو أول القائمين ، وأنه باكورة الراقدين ففي أعمال 26/23:
              [22ولكِنَ الله أعانني إلى هذا اليومِ، لأشهَدَ لَه عِندَ الصَّغيرِ والكبيرِ، ولا أقولُ إلاَّ ما أنبأَ بِه موسى والأنبياءُ، 23مِنْ أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ ويكونُ أوّلَ مَنْ يَقومُ مِنْ بَينِ الأمواتِ ويُبشِّرُ اليَهودَ وسائِرَ الشُّعوبِ بِنُورِ الخلاصِ«.].
              ومثله قوله في (كورنثوس (1) 15/20)[ 20لكِنَ الحقيقَةَ هِيَ أنَّ المَسيحَ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ هوَ بِكرُ مَنْ قامَ مِنْ رُقادِ المَوتِ. 21فالمَوتُ كانَ على يَدِ إنسانٍ، وعلى يَدِ إنسانٍ تكونُ قيامَةُ الأمواتِ. ].

              3 : الظلمة التي حدثت عند موت أحد الآلهة المخلصين للعالم كما هي واردة في كتابي الهندوس والنصارى

              يقول " توما موريس " في كتابه عن الهند ص 75 ما نصه :



              ولك أن تتأمل هذا الكلام وتحاول مقارنته بما هو موجود في إنجيل متى الإصحاح 27: 45ـ 46:(45وعِندَ الظٌّهرِ خيَّمَ على الأرضِ كُلَّها ظلامٌ حتىَّ السّاعةِ الثّالِثةِ. 46ونحوَ الساعةِ الثالثةِ صرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عَظيمِ: "إيلي، إيلي، لِما شَبقتاني؟" ).


              وقارن نفس الكلام بما هو موجود في إنجيل لوقا 23 : 44ـ 46: (44وعِندَ الظُّهرِ خَيَّمَ الظلامُ على الأرضِ كُلِّها حتى السّاعةِ الثالِثةِ. 45واَحتَجَبَتِ الشَّمسُ واَنشَقَّ حِجابُ الهَيكَلِ مِنَ الوَسَطِ. 46وصرَخَ يَسوعُ صَرخةً قويَّةً: «يا أبـي، في يَدَيكَ أستَودِعُ رُوحي«. قالَ هذا وأسلَمَ الرُّوحَ. ).


              4: ولادة أحد الآلهة الذين قدموا أنفسهم فداءً عن الناس

              قال صاحب كتاب العقائد الوثنية ص 60 ما نصه:


              قارن هذا الكلام بما هو موجود في متى 1 : 21 ـ25
              (20وبَينَما هوَ يُفَكَّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبَّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: "يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الروحِ القُدُسِ، 21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلَّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ".22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا.)
              5: النجوم التي ظهرت في الشرق عند ولادة أحد آلهة الهندوس ومقارنتها بما هو موجود بالكتاب المقدس
              يقول صاحب كتاب مقدمة في عقيدة الهندوس ص 110 ما ترجمته " أنهم عرفوا بولادة كرشنة حينما أبصروا نجما في المشرق يتقدمهم حتى وقف حيث كان الصبي


              وهذا هو النص من الفيدا والذي استشهد به الكاتب وأثبته في الهامش


              قارن هذا الكلام بما هو موجود في إنجيل متى 2: 7 ـ 12
              (7فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرُا وتَحقَّقَ مِنْهُم مَتى ظَهَرَ النَّجْمُ، 8ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحْمَ وقالَ لَهُم: "اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيَّدًا عَنِ الطَّفلِ. فإذا وجَدْتُموهُ، فأَخْبِروني حتى أذهَبَ أنا أيضًا وأسْجُدَ لَه". 9فلمَّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنْصَرَفوا. وبَينَما هُمْ في الطَّريقِ إذا النَّجْمُ الذي رَأَوْهُ في المَشْرقِ، يَتَقَدَّمُهُمْ حتى بَلَغَ المكانَ الذي فيهِ الطِفلُ فوَقَفَ فَوْقَه. 10فلمَّا رَأوا النَّجْمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدُا، 11ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطَّفْلَ معَ أُمَّهِ مَرْيَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أَكْياسَهُمْ وأهْدَوْا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخورًا ومُرُا.)
              نجم يتمشى في سماء أورشليم :
              ذكر متى قصة المجوس الذين جاءوا للمسيح عند ولادته وسجدوا له فقال: [ ولمَّا وُلِدَ يَسوعُ في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، على عَهْدِ المَلِكِ هِيرودُسَ، جاءَ إلى أُورُشليمَ مَجوسٌ. مِنَ المَشرِقِ 2وقالوا: "أينَ هوَ المَولودُ، مَلِكُ اليَهودِ؟ رَأَيْنا نَجْمَهُ في المَشْرِقِ، فَجِئْنا لِنَسْجُدَ لَه".3وسَمِعَ المَلِكُ هِيرودُسُ، فاَضْطَرَبَ هوَ وكُلُّ أُورُشليمَ. 4فجَمَعَ كُلَ رُؤساءِ الكَهَنةِ ومُعَلَّمي الشَّعْبِ وسألَهُم: "أينَ يولَدُ المَسيحُ؟" 5فأجابوا: "في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، لأنَّ هذا ما كَتَبَ النَبِـيٌّ: 6"يا بَيتَ لَحْمُ، أرضَ يَهوذا، ما أنتِ الصٌّغْرى في مُدُنِ يَهوذا، لأنَّ مِنكِ يَخْرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعْبـي إِسرائيلَ".7فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرُا وتَحقَّقَ مِنْهُم مَتى ظَهَرَ النَّجْمُ، 8ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحْمَ وقالَ لَهُم: "اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيَّدًا عَنِ الطَّفلِ. فإذا وجَدْتُموهُ، فأَخْبِروني حتى أذهَبَ أنا أيضًا وأسْجُدَ لَه".9فلمَّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنْصَرَفوا. وبَينَما هُمْ في الطَّريقِ إذا النَّجْمُ الذي رَأَوْهُ في المَشْرقِ، يَتَقَدَّمُهُمْ حتى بَلَغَ المكانَ الذي فيهِ الطِفلُ فوَقَفَ فَوْقَه. 10فلمَّا رَأوا النَّجْمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدُا، 11ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطَّفْلَ معَ أُمَّهِ مَرْيَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أَكْياسَهُمْ وأهْدَوْا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخورًا ومُرُا.] (متى 2/1-10).
              فعند عرض القصة على العقل فإنه يرفضها لأمور:
              - أن متى يتحدث عن نجم يمشي ، وحركته على رغم بعده الهائل ملحوظة على الأرض تشير إلى بعض أزقة أورشليم دون بعض ، ثم إلى بيت من بيوتها، حيث يوجد المسيح ، فيتوقف وهو في السماء فكيف مشى ، وكيف دلهم على البيت ، وكيف وقف ؟!! وكيف رأوا ذلك كله ؟ أسئلة ليس لها إجابة.
              - كيف عرف المجوس خبر المسيح ونجمه وهم لا يعرفون الله ؟ وكيف يسجدون لنبي وهم لا يؤمنون بدينه ؟ فهذا من الكذب بدليل أن أحد من قدماء المجوس ومؤرخيهم لم ينقل مثل هذا، وكذلك لم ينقله الإنجيليون الآخرون.
              - ولماذا تحملوا عناء هذه الرحلة الطويلة لمجرد أن يسجدوا بين يديه ويقدموا له الهدايا ثم يعودون !!
              - يتحدث النص عن اهتمام الوالي هيرودس بأمر المولود وأنه أضمر قتله ، وطلب من المجوس أن يخبروه إذا وجدوا الطفل ليسجد له ، ثم أُوحي للمجوس في المنام أن لا يرجعوا لهيرودس ففعلوا، فلو كان اهتمام هيرودس حقاً لقام معهم إلى بيت لحم وهي على مقربة من أورشليم ، أو لأرسل معهم خاصته.
              وأما ما ذكره متى عن قتل هيرودس للأطفال بعد تواري المجوس قبل أن يقف على الطفل فهذا كذب بدليل أن أحداً من المؤرخين لم يذكره على أهمية هذا الحدث .
              6: نصيحة إبليس للإله كما وردت عند الوثنيين ومقارنتها بما هو موجود في الأناجيل
              قال صاحب كتاب " العقائد الوثنية " ص 93 ما نصه:




              و أليس هذا هو عين المكتوب في إنجيل متى 4: 1ـ9 (وقادَ الرٌّوحُ القُدُسُ يَسوعَ إلى البرَّيَّةِ ليُجَرَّبَهُ إِبليسُ. 2فصامَ أربعينَ يومًا وأربعينَ لَيلةً حتَّى جاعَ. 3فَدنا مِنهُ المُجَرَّبُ وقالَ لَه: "إنْ كُنْتَ اَبنَ الله، فقُلْ لِهذِهِ الحِجارَةِ أنْ تَصيرَ خُبزًا". 4فأجابَهُ: "يقولُ الكِتابُ: ما بِالخبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ، بل بكلٌ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِنْ فمِ الله". 5وأخذَهُ إبليسُ إلى المدينةِ المُقَدَّسَةِ، فأوْقَفَهُ على شُرفَةِ الهَيكل 6وقالَ لَه: "إنْ كُنتَ اَبنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى الأسفَلِ، لأنَّ الكِتابَ يقولُ: يُوصي ملائِكَتَهُ بكَ، فيَحمِلونَكَ على أيديهِم لئلاَّ تَصدِمَ رِجلُكَ بِحجرٍ". 7فأجابَهُ يَسوعُ: "يقولُ الكِتابُ أيضًا: لا تُجرَّبِ الرَّبَّ إلهَكَ". 8وأخَذَهُ إبليسُ إلى جبَلٍ عالٍ جدُا، فَأراهُ جَميعَ مَمالِكِ الدٌّنيا ومجدَها 9وقالَ لَه: "أُعطِيكَ هذا كلَّهُ، إنْ سجَدْتَ لي وعَبدْتَني". 10فأجابَهُ يَسوعُ: "إِبتَعِدْ عنّي يا شَيطانُ! لأنَّ الكِتابَ يقولُ: للربَّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ". ) .

              تعليق


              • #37

                الفرع السابع
                مخطوطات العهد الجديد

                يقول القس سويجارت: " يوجد ما يقرب من أربعة وعشرين ألف مخطوط يدوي قديم من كلمة الرب من العهد الجديد ... وأقدمها يرجع إلى ثلاثمائة وخمسين عاماً بعد الميلاد ،
                والنسخة الأصلية أو المنظورة ، أو المخطوط الأول لكلمة الرب لا وجود لها ..".
                ولو فصلنا أكثر في ذكر ما وصل إلينا من مخطوطات العهد الجديد، فإنا نقول:
                إنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام
                أ ) مخطوطات البردي، والكتابة على ورق البردي: وكانت تستخدم في القرن الثاني والثالث الميلادي, وقد وصل إلينا عن طريقها قطعتين فقط من العهد الجديد.
                الأولى : تضم جملتين من إنجيل يوحنا 18/31 ، 18/37 - 38، وقد كتبتا في القرن الثاني وهي محفوظة في مانشستر.
                والثانية: وتضم مقطعين من إنجيل متى 1/1 - 9، 12/14 - 20.كما يوجد بعض مخطوطات البردي والتي تحوي نصوصاً إنجيلية صغيرة،
                وتعود للقرون اللاحقة
                ب ) مخطوطات إغريقية مكتوبة على رقوق الحيوانات : ولم تعرف هذه الطريقة في الكتابة إلا في القرن الميلادي الرابع ، ويوجد منها عدد كبير من المخطوطات أهمها النسخة الإسكندرية والفاتيكانية والسينائية .
                ج ) مخطوطات متأخرة ترجع للقرون 13 - وما بعده : وذكر منها البروفسور كولينز سبع مخطوطات أهمها البازلية
                ومن أهم المخطوطات المكتوبة على رقوق الحيوانات المخطوطة الفاتيكانية والسينائية والإسكندرانية ، وهي مخطوطات كتبت في القرن الرابع الميلادي، ونذكر هنا بعض ما يتعلق بالعهد الجديد في هذه المخطوطات .
                1 ) النسخة الفاتيكانية : وجاء في مقدمة العهد الجديد للكاثوليك : " وأقدم كتب الخط التي تحتوي على معظم العهد الجديد أو نصه الكامل كتابان مقدسان يعودان إلى القرن الرابع وأجلّهما المجلد الفاتيكاني .. وهذا الكتاب الخط مجهول المصدر ، وقد أصيب بأضرار لسوء الحظ ، ولكنه يحتوي على العهد الجديد ما عدا الرسالة إلى العبرانيين ( 9/14 - 13/25 ) والرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس ، والرسالة إلى فليمون ، والرؤيا " .
                وقد أضاف ناسخ مجهول في القرن الخامس عشر الميلادي هذه الرسائل , وينتهي إنجيل مرقس في هذه النسخة عند الجملة 16/9 ، وترك بعده بياض
                2 ) النسخة السينائية: ويقول عنها المدخل الفرنسي:
                " والعهد الجديد كامل في الكتاب الخط الذي يقال له المجلد السينائي .. لا بل أضيف إلى العهد الجديد الرسالة إلى برنابا وجزء من ( الراعي ) لهرماس ، وهما مؤلفان لم يحفظا في قانون العهد الجديد صيغته في الأخيرة " ولا تتضمن هذه النسخة خاتمة مرقس 16/9 - 20 ولا يوجد فيها بياض عند هذه الخاتمة بل يبدأ على الفور إنجيل لوقا

                3 ) النسخة الإسكندرانية : وتحوي العهد الجديد مع النقص الواضح فيه ، ومن النقص الموجود فيها (1) في أول متى - 25/6 ، (2) وفي يوحنا من 6/51 - 8/52
                وتضم أيضاً رسالتي كلمنت - وهما أيضاً ناقصتين - اللتين لم تضما إلى العهد الجديد إضافة إلى زبور غير معترف فيه، وينسب لسليمان، كما فيه أشياء أخرى لم تدخل في الكتاب المقدس
                4 ) النسخة الافرايمية : وتحوي هذه النسخة العهد الجديد فقط ، وهي محفوظة في باريس في المكتبة الوطنية ، ويرى المحققون أنها كتبت في القرن السادس أو السابع ، وقال بعضهم : بل القرن الخامس .
                5 ) نسخة بيزا : وتعود للقرن الخامس ، وتحوي الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل ، وهي محفوظة في جامعة كمبرج ، وتخلو من كثير من النصوص مثل مقدمة يوحنا . وقد تحرر ناسخها من المخطوطات القديمة التي ينقل عنها أيما تحرر ، فقد قام بكتابة نسب المسيح كما أورده متى ، ثم لما نسخ إنجيل لوقا ولاحظ الفوارق الكبيرة بين قائمتي لوقا ومتى أعاد قائمة متى في إنجيل لوقا ، ولما كانت قائمة متى ناقصة لكثير من الأسماء أضاف الناسخ أسماء إضافية من عنده
                6 ) النسخة البازلية : ويفترض تدوينها في القرن الثامن ، وهي محفوظة بجامعة بازل بسويسرا ، وتضم الأناجيل الأربعة بنقص كبير
                7 ) نسخة لاديانوس : وترجع هذه النسخة للقرن التاسع ، وهي محفوظة في بولديانا بأكسفورد ، وتضم سفر أعمال الرسل فقط .كما ثمة مخطوطات أخرى متأخرة عنها ، فهي أقل أهمية .
                الفرع الثامن
                اختلاف مخطوطات العهد الجديد
                نلحظ أولاً أن هذه النسخ جميعاً ليست من خط كاتبها أو ليس منها شيء كتب في وجوده، بل إن أولها كتب بعد وفاة كُتاب الأناجيل بما لا يقل عن قرنين من الزمان.

                ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا سنداً لهذه المخطوطات إلى كتبتها ، واعترف بذلك القسيس فرنج فقال " إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة " لكن رحمة الله الهندي يعتبره عذراً لا يقيلهم من إحضار سند هذه الكتب ، فمثل هذه المسائل لا تقبل من طريق الظن والتخمين . <o
                وهذه النسخ وغيرها التي يتحدث النصارى عن كثرتها لا يتفق منها اثنان ، فقد تعرضت للزيادة والنقصان حسب أهواء النساخ وهو ما يعترف به النصارى ومنهم سويجارت الذي يحاول التقليل من أهمية هذه الاختلافات فيقول : " المبادئ العلمية تخبرنا أنه فيما يختص بكتب العهود القديمة إذا توفر لدينا عشر نسخ منها فإننا لا نحتاج بالضرورة إلى الأصل لنضمن تحققنا من النسخة الأصلية ، وعندما نفكر أن لدينا أربعة وعشرين ألف نسخة ، وأن بعض الاختلافات موجودة فيما بين هذه النسخ ، وهذا ما نعترف به ، فالمهم أن جوهر النص لم يتغير" .
                لكن الدكتور روبرت في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس " يرد ذلك ويخالفه ، وكان روبرت قد أعد لمطبعة " تسفنجلي " مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس ، ثم منع من طبعها ، ولما سئل عن السبب في منعها قال : " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب " .
                يقول د. روبرت : " لا يوجد كتاب على الإطلاق به من التغييرات والأخطاء والتحريفات مثل ما في الكتاب المقدس " ، وينقل روبرت أن آباء الكنيسة يعترفون بوقوع التحريف عن عمد ، وأن الخلاف محصور فيمن قام بهذا التحريف .
                ويقول كينرايم : إن علماء الدين اليوم على اتفاق واحد يقضي بأن الكتاب المقدس وصل إلينا منه أجزاء ضئيلة جداً فقط هي التي لم يتم تحريفها .
                ويقول الدكتور روبرت : " لن يدعي أحداً أبداً : أن الله هو مؤلف كل أجزاء هذا الكتاب قد أوحى إلى الكتبة هذه التحريفات أو لم يكن يعرفها أكثر من ذلك " .
                يقول موريس نورن في " دائرة المعارف البريطانية " : " إن أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتب في القرن الخامس بعد المسيح ، أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية ، وفضلاً عن استحداثها وقرب عهد وجودها منا، فقد حرفت هي نفسها تحريفاً ذا بال خصوصاً منها إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا
                وعن إنجيل مرقس ، فيتحدث عنه نينهام مفسر إنجيل مرقس ، فيقول : " لقد وقعت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد ، ومن بين مئات المخطوطات لإنجيل مرقس ، والتي لا تزال باقية حتى اليوم لا نجد نسختان تتفقان تماماً ، وأما رسائل بولس فلها ستة قراءات مختلفة تماماً "
                ويقول : " ليس لدينا أي مخطوطات يدوية يمكن مطابقتها مع الآخرين " ويستعين بما ذكره القس شورر عن مخطوطات الأناجيل وأن بها 50000 اختلاف ، وقال كريسباخ 150000 وتؤكد ذلك دائرة المعارف البريطانية بقولها " إن مقتبسات آباء الكنيسة من العهد الجديد والتي تغطي كله تقريباً تظهر أكثر من مائة وخمسين ألف من الاختلافات بين النصوص " . وممن اعترف بكثرة هذه الاختلافات العالم ميل ، وذكر بأنها ثلاثون ألفاً ، ووافقه القس باركر البروتستانتي ، وأوصل هذه الاختلافات العلامة وتيس تين إلى أزيد من ألف ألف .
                ويقول شميت: لا توجد صفحة واحدة من الأناجيل العديدة التي لا تحتوي نصها الأقدم على اختلافات عديدة".
                ويحاول النصارى تبرير هذه الاختلافات الكثيرة بين المخطوطات فيقول صاحب كتاب " مرشد الطالبين " : " لا تعجب من وجود اختلافات في نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع في القرن الخامس عشر من الميلاد كانت تنسخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً وساهياً " ، لكن الحق أن هناك تحريفاً متعمداً وهو ما أقر به المدخل الفرنسي للعهد الجديد " إن نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة . بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية .. هناك فوارق أخرى بين الكتب الخط تتناول معنى فقرات برمتها واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير , فإن نص العهد الجديد قد نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء ... يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم ، وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي ، وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ، ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحياناً إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت على التلاوة بصوت عال.
                ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل .. والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة ، لكي يقيم نصاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يمكن في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه". ويؤكد هذا كله جورج كيرد رئيس الجمعية الكندية لدراسة الكتاب المقدس بقوله : " كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي مجهدة لكتبة كثيرين ، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش . إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً ، ولا يمكننا الاعتماد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ .. إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يد المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ''

                تعليق


                • #38
                  أمثلة لتحريف النساخ :
                  وذكر المحققون أمثلة صريحة لتدخل النساخ في النص عن عمد ، منه ما جاء فيمتى( متى 24/15 - 16 )" 15"فإذا رَأيتُم "نَجاسَةَ الخَرابِ" التي تكلَّمَ علَيها النَّبـيٌّ دانيالُ قائِمةً في المكانِ المُقَدَّ?ِ (إفهَمْ هذا أيٌّها القارئْ)، 16فَلْيَهرُبْ إلى الجِبالِ مَنْ كانَ في اليهودِيَّةِ.
                  فلفظه " (إفهَمْ هذا أيٌّها القارئْ)، " من زيادة الناسخ .وما معنى في المكانالمُقَدَّ?ِ . وجدناها في بعض النسخ ( المقدس ).
                  ومثله ما جاء في آخر يوحنا ( يوحنا 21/24 ) " 23فشاعَ بَينَ الإخوةِ أنَّ هذا التِّلميذَ لا يَموتُ، معَ أنَّ يَسوعَ ما قالَ لبُطرُسَ إنَّهُ لا يَموتُ، بل قالَ لَه: «لَو شِئتُ أنْ يَبقى إلى أنْ أَجيءَ، فَماذا يَعنيكَ؟« 24وهذا التِّلميذُ هوَ الذي يَشهَدُ بِهذِهِ الأمورِ ويُدوِّنُها، ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صادِقَةِ." فقوله " ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صادِقَةِ " من زيادة النساخ .
                  ومثله ما جاء في يوحنا ( يوحنا 19/34 - 36 ) 34ولكِنَ أحدَ الجُنودِ طَعَنَهُ بِحَربَةٍ في جَنبِهِ، فخَرَجَ مِنهُ دَمٌ وماءٌ. 35والذي رأى هذا يَشهَدُ بِه وشهادَتُهُ صَحيحَةِ، ويَعرِفُ أنَّهُ يَقولُ الحقَ حتى تُؤمِنوا مِثلَه. 36وحدَثَ هذا ليَتِمَ قَولُ الكتابِ: «لَنْ يَنكسِرَ لَه عَظْمٌ«. 37وجاءَ في آيةٍ أُخرى: «سيَنظُرونَ إلى الذي طَعَنوه«.
                  فالعدد 37 من قول الكاتب وفي نسخة الأرثوذكس نجد النص كالتالي :" للوقت خرج دم وماء ، والذين عاين شهد ، وشهادته حق ، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم ".
                  فالجملة الأخيرة أراد الناسخ بها التأكيد والتنبيه على صدق يوحنا ، وهي ليست من كتابته .

                  الفرع التاسع

                  هل العهد الجديد كلمة اللـه ؟؟

                  من هم كتبة العهد الجديد؟ .. إنهم كثيرون ولكن أشهرهم على الإطلاق هو بولس ، فهل كان بولس رسولاً ؟.إن بولس أشهر كتبة العهد الجديد، وأهم الإنجيليين على الإطلاق، فقد كتب 14 رسالة تشكل ما يقارب النصف من العهد الجديد، وفيها فقط تجد العديد من العقائد النصرانية، إنه مؤسس النصرانية وواضع عقائدها؟ وهو الوحيد الذي ادعى النبوة دون سائر الإنجيليين.
                  فمن هو وكيف أصبح رسولاً؟.
                  أهمية بولس في الفكر النصراني : تقوم النصرانية المحرفة وعمادها الرئيس رسائل بولس ،فقد كانت رسائله أول ما خط من سطور العهد الجديد والذي جاء متناسقاً إلى حد ما مع رسائل بولس لا سيما إنجيل يوحنا، فيما رفضت الكنيسة النصرانية تلك الرسائل التي تتعارض مع نصرانية بولس التي طغت على النصرانية الأصلية التي نادى بها المسيح وتلاميذه من بعده. و هذا الأثر الذي تركه بولس في النصرانية لا يغفل ولا ينكر، مما حدا بالكاتب مايكل هارت في كتابه"الخالدون المائة" أن يجعل بولس أحد أهم رجال التاريخ أثراً إذ وضعه في المرتبة السادسة بينما كان المسيح في المرتبة الثالثة,و قد برر هارت وجود النبي صلى الله عليه وسلم في المرتبة الأولى، وتقدمه على المسيح الذي يعد المنتسبون لدينه الأكثر على وجه الأرض، فقال: "فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد، وإنما أقامها اثنان: المسيح عليه السلام والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان. فالمسيح عليه السلام قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظراتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنساني. وأما مبادئ اللاهوت فهي من صنع القديس بولس"، ويقول هارت: "المسيح لم يبشر بشيء من هذا الذي قاله بولس الذي يعتبر المسئول الأول عن تأليه المسيح". وقد خلت قائمة مايكل هارت من تلاميذ المسيح الذين غلبتهم دعوة بولس مؤسس المسيحية الحقيقي، بينما كان الامبرطور قسطنطين صاحب مجمع نيقية (325م) في المرتبة الثامنة والعشرين.
                  1- بولس وسيرته وأهميته كما في الكتاب المقدس والمصادر المسيحية
                  ولد بولس لأبوين يهوديين في مدينة طرسوس في آسيا الصغرى ، ونشأ فيها وتعلم حرفة صنع الخيام، ثم ذهب إلى أورشليم، فأكمل تعليمه عند رجل يدعى غمالائيل أحد أشهر معلمي الناموس في أورشليم (انظر أعمال 22/39، 18/3،23/3).وقد أسماه والده "شاول "و معناه:"مطلوب" ، ثم سمى نفسه بعد تنصره "بولس" ومعناه "الصغير" (أعمال 13/9).و لا تذكر المصادر النصرانية لقيا بولس المسيح، وأول ذكر لبولس فيما يتصل بالنصرانية شهوده محاكمة وقتل استفانوس أحد تلاميذ المسيح، ويذكر بولس أنه كان راضياً عن قتله (انظر أعمال 8/1) فقد كان يهودياً معادياً للمسيحيين الأوائل.و يحكي سفر الأعمال عن اضطهاد بولس للكنيسة وأنه " كان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت، ويجر رجالاً ونساءً ، ويسلمهم إلى السجن"(أعمال 8/3).و يذكر سفر الأعمال تنصر بولس بعد زعمه بأنه رأى المسيح (بعد رفع المسيح) فبينما هو ذاهب إلى دمشق في مهمة لرؤساء الكهنة رآه في الفضاء، ويزعم أنه أعطاه حينئذ منصب النبوة، فكان مما قاله المسيح له كما زعم: " ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت، وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب، ومن الأمم الذين أنا أرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلماتٍ إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله ، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين" (أعمال 16/16-18).
                  و مكث بولس ثلاثة أيام في دمشق ، ثم غادرها إلى العربية ( يطلق اسم العربية في الكتاب المقدس ويراد منه جزيرة العرب كما قد يراد به بعض المواقع شمال الجزيرة كسيناء وجنوب الشام.انظر قاموس الكتاب المقدس،ص615).ثم عاد إليها " ثم بعد ثلاثة سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوماً" (غلاطية 1/18).ثم بدأ دعوته في دمشق فحاول اليهود قتله، فهرب إلى أورشليم فرحب به برنابا، وقدمه للتلاميذ الذين يصفه أعمال الرسل بأنهم " يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ" (أعمال9/26).ثم ذهب للدعوة في قيصرية( جنوب حيفا ) ،ثم سافر مع برنابا إلى آسيا الصغرى، ثم حضر مجمع أورشليم مع التلاميذ، ثم رجع إلى أنطاكيا، واختلف فيها مع برنابا بسبب ( زعمته الأناجيل ) وهو إصراره على اصطحاب مرقس معهما في رحلتهما التبشرية، وعندها افترقا.و استمر بولس يدعو إلى المسيحية في أماكن عدة من أوربا سجن خلالها مرتين إحداهما في روما سنة 64م ، ثم ثانيةً عام 67 ، وقتل عام 68م.وتذكر بعض المصادر أنه أسر مرة واحدة عام 64م وفيها مات.
                  2- بعض الملامح في شخصية بولس كما وردت في رسائله
                  و لا بد من سبر هذه الشخصية الهامة في تاريخ المسيحية بقراءة الرسائل المنسوبة إليه أو ما جاء عنه في سفر أعمال الرسل. وعند السبر سنجد ملاحظات هامة.
                  تناقضات قصة الرؤية والنبوة المزعومة : زعم بولس أنه لقي المسيح بعد ثلاث سنوات من رفعه، حين كان متجهاً إلى دمشق ، لكن عند التحقيق في قصة رؤية بولس للمسيح يتبين أنها إحدى كذبات بولس وأوهامه، ودليل لذلك يتضح بالمقارنة بين روايات القصة في العهد الجديد حيث وردت القصة ثلاث مرات: أولاها في أعمال الرسل9/3-22،
                  [3وبَينَما هوَ يَقتَرِبُ مِنْ دِمَشقَ، سَطَعَ حَولَهُ بغتةً نُورٌ مِنَ السَّماءِ، 4فوقَعَ إلى الأرضِ، وسَمِعَ صَوتًا يَقولُ لَه: «شاوُلُ، شاوُلُ، لِماذا تَضطَهِدُني؟« 5فقالَ شاوُلُ: «مَنْ أنتَ، يا ربُّ؟« فأجابَهُ الصوتُ: «أنا يَسوعُ الذي أنتَ تَضْطَهِدُهُ. [صَعْبٌ علَيكَ أنْ تُقاوِمَني«. 6فقالَ وهوَ مُرتَعِبٌ خائِفِ: «يا ربُّ، ماذا تُريدُ أن أعمَلَ؟« فقالَ لَه الرَّبُّ:] «قُمْ واَدخُلِ المدينةَ، وهُناكَ يُقالُ لَكَ ما يَجبُ أنْ تَعمَلَ«. 7وأمَّا رِفاقُ شاوُلَ فوَقَفوا حائِرينَ يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يُشاهِدونَ أحدًا. 8فنهَضَ شاوُلُ عَنِ الأرضِ وفتَحَ عَينَيهِ وهوَ لا يُبصِرُ شيئًا. فقادوهُ بِـيَدِهِ إلى دِمَشقَ. 9فبَقِيَ ثلاثةَ أيّامِ مكفوفَ البَصَرِ لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ.10وكانَ في دِمَشقَ تِلميذٌ اَسمُهُ حَنانيَّا. فناداهُ الرَّبُّ في الرُؤيا: «يا حَنانيَّا! « أجابَهُ: «نعم، يا ربُّ! « 11فقالَ لَه الرَّبُّ: «قُمِ اَذهَبْ إلى الشـارِعِ المَعروفِ بالمستَقيمِ، واَسألْ _في بَيتِ يَهوذا عَنْ رَجُلٍ مِنْطَرسوسَ اَسمُهُ شاوُلُ. وهوَ الآنَ يُصلِّي، 12فيَرى في الرُؤيا رَجُلاً اَسمُهُ حنانيَّا يَدخُلُ ويَضَعُ يَدَيهِ علَيهِ فيُبصرُ«. 13فأجابَهُ حنانيَّا: «يا ربُّ، أخبَرَني كثيرٌ مِنَ النـاسِ كم أساءَ هذا الرَّجُلُ إلى قِدِّيسيكَ في أُورُشليمَ. 14وهوَ هُنا الآنَ ولَه سُلْطَةِ مِنْ رُؤساءِ الكَهنَةِ أنْ يَعتَقِلَ كُلَ مَنْ يَدعو باَسمِكَ«. 15فقالَ لَه الرَّبُّ: «إذهَبْ، لأنِّي اَختَرتُهُ رَسولاً لي يَحمِلُ اَسمي إلى الأُمَمِ والمُلوكِ وبَني إِسرائيلَ. 16وسأُريهِ كم يَجبُ أنْ يَتَحَمَّلَ مِنَ الآلامِ في سبيلِ اَسمي«.17فذهَبَ حنانيَّا ودخَلَ البَيتَ ووضَعَ يَدَيهِ على شاوُلَ وقالَ: «يا أخي شاوُلُ، أرسَلَني إلَيكَ الرَّبُّ يَسوعُ الذي ظهَرَ لَكَ وأنتَ في الطَّريقِ التي جِئتَ مِنها، حتى يَعودَ البَصَرُ إلَيكَ وتَمتلئ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ« 18فتَساقَطَ مِنْ عَينَيهِ ما يُشبِهُ القُشُورَ، وعادَ البَصَرُ إلَيهِ، فقامَ وتَعَمَّدَ. 19ثُمَ أكَلَ، فعادَت إلَيهِ قِواهُ.
                  شاول في دمشق
                  وأقامَ شاوُلُ بِضعَةَ أيّامِ معَ التلاميذِ في دِمَشقَ، 20ثُمَ سارَعَ إلى التَبشيرِ في المَجامِعِ بأنَّ يَسوعَ هوَ اَبنُ الله. 21فكانَ السّامِعونَ يَتعجَّبونَ ويَقولونَ: «أما كانَ هذا الرَّجُلُ في أُورُشليمَ يَضطَهِدُ كُلَ مَنْ يَدعو بِهذا الاسمِ؟ وهَلْ جاءَ إلى هُنا إلاَّ ليَعتَقِلَهُم ويَعودَ بِهِم إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ؟« 22لكِنَ شاوُلَ كانَ يَزدادُ قُوَّةً في تَبشيرِهِ، فأثارَ الحيرةَ في عُقولِ اليَهودِ المُقيمينَ في دِمَشقَ بِحُجَجِهِ الدّامِغةِ على أنَّ يَسوعَ هوَ المَسيحُ. 23وبَعدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمنِ وضَعَ اليَهودُ خُطَّةً ليَقتُلوهُ، 24فوصَلَ خَبرُها إلَيهِ. وكانوا يُراقِبونَ أبوابَ المدينةِ ليلَ نهارَ لِيَغتالوهُ، 25فأخذَهُ التلاميذُ ليلاً ودَلُّوهُ مِنَ السُّورِ في قُفَّةٍ.]
                  والثانية من كلام بولس في خطبته أمام الشعب (انظر أعمال 22/6-11)،
                  [6وبَينَما أنا أقْتَرِبُ مِنْ دِمشقَ، سطَعَ فَجأةً حَولي عِندَ الظُّهرِ نُورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ، 7فوَقعتُ إلى الأرضِ، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي: شاوُلُ، شاوُلُ، لِماذا تَضطهِدُني؟ 8فأجَبْتُ: مَنْ أنتَ يا ربُّ؟ قالَ: أنا يَسوعُ النـاصِريُّ الذي تَضْطَهِدُهُ. 9وكانَ الذينَ مَعي يَرونَ النـورَ ولا يَسمَعونَ صَوتَ مَنْ يُخاطِبُني. 10فَقلتُ: ماذا أعمَلُ، يا ربُّ؟ فقالَ ليَ الرَّبُّ: قُمْ واَدخُلْ إلى دِمشقَ، وهُناكَ يُقالُ لكَ ما يَجبُ علَيكَ أنْ تَعمَلَ. 11وكُنتُ فَقَدْتُ بَصري مِنْ شِدَّةِ ذلِكَ النورِ الباهِرِ، فقادَني رِفاقي بِيَدي حتى دَخَلْتُ دِمشقَ. ].
                  والثالثة أيضاً من رواية بولس أمام الملك أغريباس (انظر أعمال26/12-18)،
                  12فسافَرْتُ إلى دِمشقَ وبِـيدي سُلطةِ وتَفويضٌ مِنْ رُؤساءِ الكَهنَةِ. 13وفي الطَّريقِ عِندَ الظُّهرِ، رأيتُ أيُّها المَلِكُ نُورًا مِنَ السَّماءِ أبهى مِنْ شُعاعِ الشَّمسِ يَسطَعُ حَولي وحَولَ المُسافِرينَ مَعي. 14فوقَعْنا كُلُّنا إلى الأرضِ، وسَمِعْتُ صَوتًا يَقولُ لي بالعبرِيَّةِ: شاولُ! شاولُ! لِماذا تَضطهِدُني؟ صَعبٌ علَيكَ أنْ تُقاوِمَني. 15فقُلتُ: مَنْ أنتَ يا ربُّ؟ قالَ الرَّبُّ: أنا يَسوعُ الذي تَضطهِدُهُ أنتَ. 16قُمْ وقِفْ على قَدَمَيكَ لأنِّي ظَهرَتُ لكَ لأجعَلَ مِنكَ خادِمًا لي وشاهِدًا على هذِهِ الرُؤيا التي رأيتَني فيها، وعلى غَيرِها مِنَ الرُؤى التي سأَظهرُ فيها لكَ. 17سأُنقِذُكَ مِنْ شَعبِ إِسرائيلَ ومِنْ سائِرِ الشُّعوبِ التي سأُرسِلُكَ إلَيهِم 18لِتفتَحَ عُيونَهُم فيَرجِعوا مِنَ الظَّلامِ إلى النُّورِ، ومِنْ سُلطانِ الشَّيطانِ إلى الله، فينالوا بإيمانِهِم بي غُفرانَ خطاياهُم وميراثًا معَ القدِّيسينَ.
                  كما أشار بولس للقصة في مواضع متعددة في رسائله.
                  و لدى دراسة القصة في مواضعها الثلاث يتبين تناقضها في مواضع:
                  1- جاء في الرواية الأولى (أعمال/9) "و أما الرجال المسافرون معه، فوقفوا صامتين يسمعون الصوت، ولا ينظرون أحداً"(أعمال9/7)،[ 7وأمَّا رِفاقُ شاوُلَ فوَقَفوا حائِرينَ يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يُشاهِدونَ أحدًا.]
                  بينما جاء في الرواية الثانية (أعمال 22/9) [9وكانَ الذينَ مَعي يَرونَ النـورَ ولا يَسمَعونَ صَوتَ مَنْ يُخاطِبُني.]
                  فهل سمع المسافرون الصوت ؟ أم لم يسمعوه؟
                  2- جاء في الرواية الأولى والثانية أن المسيح طلب إلى بولس أن يذهب إلى دمشق حيث سيخبر بالتعليمات هناك: [«يا ربُّ، ماذا تُريدُ أن أعمَلَ؟« فقالَ لَه الرَّبُّ: «قُمْ واَدخُلِ المدينةَ، وهُناكَ يُقالُ لَكَ ما يَجبُ أنْ تَعمَلَ«.]( أعمال9/6).
                  [ 10فَقلتُ: ماذا أعمَلُ، يا ربُّ؟ فقالَ ليَ الرَّبُّ: قُمْ واَدخُلْ إلى دِمشقَ، وهُناكَ يُقالُ لكَ ما يَجبُ علَيكَ أنْ تَعمَلَ.] (أعمال22/10).
                  بينما يذكر بولس في الرواية الثالثة (أعمال 26/16-18) أن المسيح أخبره بتعليماته بنفسه، فقد قال له:[ 16قُمْ وقِفْ على قَدَمَيكَ لأنِّي ظَهرَتُ لكَ لأجعَلَ مِنكَ خادِمًا لي وشاهِدًا على هذِهِ الرُؤيا التي رأيتَني فيها، وعلى غَيرِها مِنَ الرُؤى التي سأَظهرُ فيها لكَ. 17سأُنقِذُكَ مِنْ شَعبِ إِسرائيلَ ومِنْ سائِرِ الشُّعوبِ التي سأُرسِلُكَ إلَيهِم 18لِتفتَحَ عُيونَهُم فيَرجِعوا مِنَ الظَّلامِ إلى النُّورِ، ومِنْ سُلطانِ الشَّيطانِ إلى الله، فينالوا بإيمانِهِم بي غُفرانَ خطاياهُم وميراثًا معَ القدِّيسينَ ].
                  فحدث بهذه الأهمية في تاريخ بولس ثم النصرانية لا يجوز أن تقع فيه مثل هذه الاختلافات، يقول العلامة أحمد عبد الوهاب:"إن تقديم شهادتين مثل هاتين (الرواية الأولى والثالثة) أمام محكمة ابتدائية في أي قضية، ولتكن حادثة بسيطة من حوادث السير على الطرق لكفيل برفضهما معاً، فما بالنا إذا كانت القضية تتعلق بعقيدة يتوقف عليها المصير الأبدي للملايين من البشر" إذ بعد هذه الحادثة أصبح شاول الرسول بولس مؤسس المسيحية الحقيقي.و يستغرب هنا كيف ينقل شخص من الكفر والعداوة إلى القديسية والرسالة من غير أن يمر حتى بمرحلة الإيمان .فمن الممكن تصديق التحول من فرط العداوة إلى الإيمان ،أما إلى النبوة والرسالة من غير إعداد وتهيئة فلا،ومن المعلوم أن أحداً من الأنبياء لم ينشأ على الكفر،فهم معصومون من ذلك .
                  و لنا أن نتساءل كيف لبولس أن يجزم بأن من رآه في السماء وكلمه كان المسيح، إذ هو لم يلق المسيح طوال حياته.
                  نفاقه وكذبه :
                  و من الأمور التي وقف عليها المحققون في شخصية بولس تلونه ونفاقه واحترافه للكذب في سبيل الوصول لغايته. فهو يهودي فريسي ابن فريسي (انظر أعمال 23/6)،[ 6وكانَ بولُسُ يَعرِفُ أنّ بَعضَهُم صدّوقيّونَ والبَعضَ الآخَرَ فَرِّيسيّونَ، فَصاحَ في المَجلِسِ: «أيُّها الإخوةُ، أنا فَرِّيسيًّ اَبنُ فَرِّيسيٍّ. وأنا أحاكَمُ الآنَ لأنِّي أرجو قيامَةَ الأمواتِ«. ] لكنه عندما خاف من الجلد قال في (أعمال22/25) [25فلمَّا مَدَّدوهُ ورَبَطوهُ ليَجلِدوهُ، قالَ لِلضابِطِ الواقفِ بِجانِبِه: «أيَحِقُّ لكُم أنْ تَجلِدوا مُواطنًا رومانِـيُا مِنْ غَيرِ أنْ تُحاكِموهُ؟« ].
                  وبولس يستبيح الكذب والتلون للوصول إلى غايته فيقول في (كورنثوس(1)9/20-21).[ 20فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيُا لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ، 21وصِرتُ للذينَ بِلا شريعةٍ كالذي بِلا شريعةٍ لأربَحَ الذينَ هُمْ بِلا شريعةٍ، معَ أنَّ لي شَريعةً مِنَ الله بِخُضوعي لِشريعةِ المَسيحِ، ] .
                  ويستبح بولس الكذب فيقول في (رومية 3/7).[ 7وإذا كانَ كَذِبي يَزيدُ ظُهورَ صِدقِ الله مِنْ أجلِ مَجدِهِ، فَلِماذا يَحكُمُ عليٍ الله كما يَحكُمُ على الخاطِئِ؟ ]
                  عدم تلقيه الدين والهدي من تلاميذ المسيح :
                  و رغم أنه لم يلق المسيح فإن بولس يعتبر نفسه في مرتبة التلاميذ، لا بل يفوقهم أنظر إليه يقول [11فاَعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ التي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. 12فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَل عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ. 13سَمِعتُم بِسيرَتي الماضِيَةِ في ديانَةِ اليَهودِ وكيفَ كُنتُ أضْطَهِدُ كَنيسةَ الله بِلا رَحمَةٍ وأُحاوِلُ تَدميرَها 14وأفوقُ أكثرَ أبناءِ جِيلي مِنْ بَني قَومي في دِيانَةِ اليَهودِ وفي الغَيرَةِ الشَّديدَةِ على تَقاليدِ آبائي.15ولكِنَ الله بِنِعمَتِهِ اَختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. 16وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ اَبنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ، ما اَستَشَرتُ بَشَرًا 17ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الذينَ كانوا رُسُلاً قَبلي، بل ذَهَبتُ على الفَورِ إلى بلادِ العَرَبِ ومِنها عُدتُ إلى دِمَشقَ. 18وبَعدَ ثلاثِ سَنواتٍ صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى بُطرُسَ، فأقَمتُ عِندَهُ خَمسةَ عشَرَ يومًا، 19وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ سِوى يَعقوبَ أخي الرَّبِّ. 20ويَشهَدُ الله أنِّي لا أكذِبُ في هذا الذي أكتبُ بِه إلَيكُم. ] (غلاطية1/11-18).
                  ويؤكد بولس على تميزه عن سائر التلاميذ وانفراده عنهم ،و يصفهم بالإخوة فيقول: [ الكذبة المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاساً…الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء، بل على العكس إذ رأوا أني اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان](غلاطية 2/4-7) فما هو إنجيل الغرلة وما هو إنجيل الختان ؟ والإجابة نجدها في النسخة المصححة والمنقحة والمنشورة على الإنترنت هكذا : [ 4معَ أنَّ إخوَةً دُخَلاءَ كَذّابـينَ دَسُّوا أنفُسَهُم بَينَنا لِيَتَجَسَّسوا الحُرِّيَّةَ التي لنا في المَسيحِ يَسوعَ، فيَستَعبِدونا. 5وما اَستَسْلَمْنا لهُم خاضِعينَ ولَو لَحظَةً، حتى نُحافِظَ على صِحَّةِ البِشارَةِ كما عَرَفتُموها.6أمَّا الذينَ كانوا يُعتَبَرونَ مِنْ كبارِ المُؤمنينَ -ولا فَرقَ عِندي ما كانَت علَيهِ مكانتُهُم لأنَّ الله لا يُحابي أحدًا فما أضافوا شيئًا، 7بَل رأَوا أنَّ الله عَهِدَ إليَ في تَبشيرِ غَيرِ اليَهودِ كما عَهِدَ إلى بُطرُسَ في تَبشيرِ اليَهودِ، ] (غلاطية 2/4-7).
                  و هكذا يؤكد بولس بأن ما يحمله في تبشيره لم يتلقاه عن تلاميذ المسيح، بل هو من الله مباشرة.
                  3- بولس الرسول
                  كما يرفض المحققون وسم النصارى لبولس بالرسول، فقد رفضوا كما أسلفنا قصة تجلي المسيح له، كما وجدوا في أقواله ما لا يصدر من نبي ورسول.فمن ذلك إساءته الأدب مع الله في قوله: " لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كورنثوس(1)1/25) وفي النص المعدل والمنقح والمنشور على الإنترنت تم التخفيف من وصف الله سبحانه وتعالى بالجهالة إلى وصفه جل علاه بالحماقة ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ [25فما يَبدو أنَّهُ حماقَةِ مِنَ الله هوَ أحكمُ مِنْ حِكمَةِ الناسِ، وما يَبدو أنَّهُ ضُعفٌ مِنَ الله هوَ أقوَى مِنْ قُوَّةِ الناسِ. ] (كورنثوس(1)1/25) فلا يقبل أن يقال بأن لله ضعفاً أو جهالة أو حماقة من أحد، سواء كان رسولاً أو غير رسول، وصدور مثله عن الرسل محال ،إذ هم أعرف الناس بربهم العليم القوي المتعال.
                  ومثله يتطابق مع ما جاء به من إلغائه الناموس [ شريعة موسى عليه السلام ] واحتقاره له ووصفه بالعتق والشيخوخة ، و مثل هذا الموقف لا يكون من الأنبياء والرسل الذين تأتي دعوتهم لتؤكد على طاعة الله وتدعو إلى السير وفق شريعته، يقول: [ 18وهكذا بطَلَتِ الوَصِيَّةُ السّابِقَةُ ـ التوراة ـ لِضُعفِها وقِلَّةِ فائِدَتِها، 19لأنَّ شريعَةَ موسى ما حَقَّقَتِ الكَمالَ في شيءٍ، فحلَ محَلَّها رَجاءٌ أفضَلُ مِنها نتَقَرَّبُ بِه إلى الله. ] ( عبرانيين 7/18 - 19 ). ويقول عن الناموس أيضاً [7فلَو كانَ العَهدُ الأوَّلُ لا عيبَ فيهِ، لما دَعَتِ الحاجَةُ إلى عَهدٍ آخَرَ.]( عبرانيين 8/7 ).
                  و يحكي بولس عن نفسه وضعفه أمام الشهوات بما لا يليق بأحوال الأنبياء، فيقول:
                  [15لا أفهَمُ ما أعمَلُ، لأنَّ ما أُريدُه لا أعمَلُهُ، وما أكرَهُهُ أعمَلُهُ. 16وحينَ أعمَلُ ما لا أُريدُهُ، أوافِقُ الشريعةَ على أنَّها حقِ. 17فلا أكونُ أنا الذي يعمَلُ ما لا يُريدُهُ، بَلِ الخَطيئَةُ التي تَسكُنُ فيَّ، 18لأنِّي أعلَمُ أنَّ الصّلاحَ لا يَسكُنُ فيَّ، أي في جسَدي. فإرادةُ الخَيرِ هِيَ بإِمكاني، وأمَّا عمَلُ الخَيرِ فلا. 19فالخَيرُ الذي أُريدُهُ لا أعمَلُهُ، والشَّرُّ الذي لا أُريدُهُ أعمَلُه. 20وإذا كُنتُ أعمَلُ ما لا أُريدُهُ، فما أنا الذي يَعمَلُه، بَلِ الخَطيئَةُ التي تَسكُنُ فيَّ.21وهكذا أجِدُ أنِّي في حُكْمِ هذِهِ الشريعةِ، وهيَ أنِّي أُريدُ أنْ أعمَلَ الخَيرَ ولكِنَ الشَّرَ هوَ الذي بإمكاني. 22وأنا في أعماقِ كِياني أبتَهِجُ بِشريعةِ الله، 23ولكنِّي أشعُرُ بِشريعَةٍ ثانِيَةٍ في أعضائي تُقاوِمُ الشريعةَ التي يُقِرُّها عَقلي وتَجعَلُني أسيرًا لِشريعةِ الخَطيئَةِ التي هِيَ في أعضائي. 24ما أتعسني أنا الإنسانُ! فمَنْ يُنَجِّيني مِنْ جَسَدِ الموتِ هذا؟] (رومية 7/15-24).
                  و أما المعجزات المذكورة له في الرسائل كقوله في أعمال [3ولكِنَ بولُسَ وبَرنابا أقاما هُناكَ مُدَّةً طويلةً يُجاهِرانِ بالرَّبِّ. وكانَ الرَّبُّ يشهَدُ لِكلامِهما على نِعمَتِه بما أجرى على أيدِيهما من العجائِبِ والآياتِ. ] (أعمال 14/3)..
                  فلا تصلح دليلاً على نبوته لقول المسيح محذراً: [4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَنتَبِهوا لِـئلاّ يُضلَّلَكُم أحدٌ. 5سيَجيءُ كثيرٌ مِنَ النّاسِ مُنتَحِلينَ اَسمي، فيقولونَ: أنا هوَ المَسيحُ! .ويَخدعونَ كثيرًا مِنَ النّاسِ. 6وستَسمَعونَ بالحُروبِ وبِأخبارِ الحُروبِ، فإيّاكُم أن تَفزَعوا. فهذا لا بُدَّ مِنهُ، ولكنَّها لا تكونُ هيَ الآخِرةَ. 7ستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ، ومَملَكَةٌ على مملَكَةٍ، وتَحدُثُ مجاعاتٌ وزَلازِلُ في أماكِنَ كثيرةٍ. 8وهذا كُلٌّهُ بَدءُ الأوجاعِ.9وفي ذلِكَ الوَقتِ يُسلَّمونَكُم إلى العَذابِ ويَقتُلونَكُم. وتُبغِضُكُم جميعُ الأُممِ مِنْ أجلِ اَسمي. 10ويَرتَدٌّ عَنِ الإيمانِ كثيرٌ مِن النّاسِ، ويَخونُ بعضُهُم بَعضًا ويُبغِضُ واحدُهُم الآخَرَ. 11ويَظهَرُ أنبـياءُ كذّابونَ كثيرونَ ويُضلَّلونَ كثيرًا مِنَ النّاسِ. 12ويَعُمٌّ الفَسادُ، فَتبرُدُ المَحبَّةُ في أكثرِ القُلوبِ. 13ومَنْ يَثبُتْ إلى النَّهايَةِ يَخلُصْ. 14وتَجيءُ النَّهايةُ بَعدَما تُعلَنُ بِشارةُ مَلكوتِ الله هذِهِ في العالَمِ كُلَّهِ، شَهادةً لي عِندَ الأُمَمِ كُلَّها.15"فإذا رَأيتُم "نَجاسَةَ الخَرابِ" التي تكلَّمَ علَيها النَّبيٌّ دانيالُ قائِمةً في المكانِ المُقَدَّس (إفهَمْ هذا أيٌّها القارئْ)، 16فَلْيَهرُبْ إلى الجِبالِ مَنْ كانَ في اليهودِيَّةِ. 17ومَنْ كانَ على السَّطحِ، فلا يَنزِلْ لِيأخُذَ مِنَ البَيتِ حوائجَهُ. 18ومَنْ كانَ في الحَقْلِ فلا يَرجِعْ ليَأخُذَ ثَوبَهُ. 19الوَيلُ لِلحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيّامِ. 20صَلٌّوا لِئلاَّ يكونَ هرَبُكُم في الشَّتاءِ أو في السَّبتِ. 21فسَتَنزِلُ في ذلِكَ الوقتِ نكبةٌ ما حدَثَ مِثلُها مُنذُ بَدءِ العالَمِ إلى اليومِ، ولن يَحدُثَ. 22ولولا أنَّ الله جعَلَ تِلكَ الأيّامَ قَصيرةً، لَما نَجا أحدٌ مِنَ البشَرِ. ولكِنْ مِنْ أجلِ الَّذينَ اَختارَهُم جعَلَ تِلكَ الأيّامَ قصيرةً. 23فإذا قالَ لكُم أحدٌ: ها هوَ المَسيحُ هُنا، أو ها هوَ هُناكَ! فلا تُصدَّقوهُ، 24فسيَظهرُ مُسَحاءُ دجّالونَ وأنبـياءُ كذّابونَ، يَصنَعونَ الآياتِ والعَجائبَ العَظيمةَ ليُضَلَّلوا، إنْ أمكَنَ، حتَّى الذينَ اَختارَهُمُ الله. 25ها أنا أُنذِرُكُم. ] (متى24/4-25).
                  و قد حذر المسيح من خداع هؤلاء الكذبة للعوام بما يزعمونه من معجزات، وعليه فلتنظر إلى شفاؤه للمُقْعِد كما جاء في أعمال [في لِسْترَةَ رَجُلٌ عاجِزٌ كسيحٌ مُنذُ مَولِدِهِ، ما مَشى في حياتِهِ مرَّةً. 9وبَينَما هوَ يُصغي إلى كلامِ بولُسُ، نظَرَ إلَيهِ بولُسَ فرَأى فيهِ مِنَ الإيمانِ ما يَدعو إلى الشِّفاءِ، 10فقالَ لَه بأعلى صوتِهِ: «قُمْ وقِفْ مُنتصِبًا على رِجْلَيكَ!« فنهَضَ يَمشي. ] (أعمال 14/8). وإحياؤه أفتيخوس في أعمال [9وهُناكَ فتى اَسمُهُ أفتيخوسُ جالِسًا عِندَ النافِذَةِ. فأخَذَهُ النُّعاسُ، وبولُسُ يَستَرسِلُ في الكلامِ، حتى غَلَبَ علَيهِ النـومُ، فوقَعَ مِنَ الطَبَقَةِ الثالِثَةِ إلى أسفلُ وحُمِلَ مَيْــتًا.10فنَزَلَ بولُسُ واَرتَمى علَيهِ وحَضَنَهُ، وقالَ: «لا تَقلَقوا، فهوَ حيُّ«. 11وصَعِدَ إلى الغُرفَةِ العُليا وكسَرَ الخُبزَ وأكَلَ. وحَدَّثَهُم طويلاً إلى الفَجرِ ومَضى. 12فجاؤُوا بِالفَتى حَيُا، فكانَ لهُم عزاءٌ كبيرٌ. ] ( أعمال 20/9-12).
                  وبالإضافة إلى هذا كله فقد كانت ثمار بولس بدع الهلاك التي أدخلها في المسيحية وهي : إلوهية المسيح، الصلب والفداء، عالمية النصرانية، إلغاء الشريعة .
                  إبطال نسبة الأناجيل والرسائل للحواريين
                  تعود أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون إلى ثمانية مؤلفين تفاوتت مقادير كتاباتهم ، ففي حين لم تزد رسالة يهوذا عن صفحتين فإن لبولس ما يربو على المائة صفحة . وأيضاً يتفاوت قرب هؤلاء من المسيح ، ففي حين أن يهوذا وبطرس ويوحنا من تلاميذه الاثنى عشر ، فإن لوقا ومرقس لم يلقيا المسيح ، فيما لم يتنصر بولس إلا بعد رفع المسيح .
                  والنصارى يعتبرون هؤلاء المؤلفين الثمانية بشراً ملهمين كتبوا ما أملاه عليهم روح القدس وفق أسلوبهم ، وقد ثبت لدينا عدم إلهامية كتبة العهد الجديد فيما سبق .
                  ولكن هل تصح نسبة الكتب إلى هؤلاء الثمانية؟ وبالذات إلى متى ويوحنا وبطرس الذين يفترض أنهم من أخص تلاميذ المسيح أم أن النسبة هي أيضاً محرفة ؟ وهل من الممكن أن يصدر هذا الكلام - الذي في العهد الجديد - من حواريي المسيح الذين رباهم طوال سني رسالته، وذكرهم القرآن بالثناء الحسن ؟ .
                  إن هذا كله جعل المحققين من المسلمين يرون أن هذه الأسفار لا يمكن أن تصدر عن تلاميذ المسيح المؤمنين، فاهتموا لذلك بدراسة وتوثيق نسبة هذه الأسفار إليهم.

                  تعليق


                  • #39



                    الفرع العاشر

                    كتبة الاناجيل



                    ولسوف لن نتوقف طويلا مع توثيق نسبة بعض الأسفار ، لأن كتبتها ليسوا من تلاميذ المسيح، وعليه فلا يهمنا إن كان كاتب إنجيلي مرقس ولوقا هما مرقس ولوقا أو أياً من النصارى الذين عاشوا في نهاية القرن الأول، إذ أي من هؤلاء ليس بمعصوم ولا ملهم ولا يحمل ثناء واحداً من المسيح عليه السلام، ومثله نصنع في رسائل بولس عدو المسيح الذي ادعى الرسالة والعصمة، وهو لم يلق المسيح البتة.


                    أولاً: إنجيل متى


                    وهو أول إنجيل يطالعك وأنت تقرأ في الكتاب المقدس، ويتكون هذا الإنجيل من ثمانية وعشرين إصحاحاً تحكي عن حياة المسيح ومواعظه من الميلاد وحتى الصعود إلى السماء.

                    وتنسبه الكنيسة للحواري متى أحد التلاميذ الإثنى عشر الذين اصطفاهم المسيح ، وتزعم أن هذا الكتاب قد ألهمه من الروح القدس . وترجح المصادر أن متى كتب إنجيليه لأهل فلسطين ، أي لليهود المتنصرين ، وتختلف المصادر اختلافاً كبيراً في تحديد تاريخ كتابته ، لكنها تكاد تجمع على أنه كتب بين 37 - 64 م .

                    وأما لغة كتابة هذا الإنجيل فيكاد يُجمع المحققون على أنها العبرانية، ورأى بعضهم بأنها السريانية أو اليونانية.

                    ولعل أهم هذه الشهادات شهادة أسقف هرابوليس الأسقف بابياس 155م حين قال : " قد كتب متى الأقوال بالعبرانية ، ثم ترجمها كل واحد إلى اليونانية حسب استطاعته " كما يقول ايريناوس أسقف ليون 200م بأن متى وضع إنجيلاً للعبرانيين كتب بلغتهم .

                    ولما كانت جميع مخطوطات الإنجيل الموجودة يونانية فقد تساءل المحققون عن مترجم الأصل العبراني إلى اليونانية، في ذلك أقوال كثيرة لا دليل عليها البتة، فقيل بأن مترجمه متى نفسه، وقيل: بل يوحنا الإنجيلي.

                    والصحيح ما قاله القديس جيروم ( 420م ):" أن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف"، بل لعل مترجمه أكثر من واحد كما قال بابياس .

                    وقد قال نورتن الملقب " بحامي الإنجيل " عن عمل هذا المترجم المجهول: " إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس. فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه".

                    1- التعريف بمتى :

                    فمن هو متى ؟ وما صلته بالإنجيل المنسوب إليه؟ وهل يحوي هذا الإنجيل كلمة الله ووحيه ؟ في الإجابة عن هذه الأسئلة تناقل المحققون ماذكره علماء النصارى في ترجمة متى ، فهو أحد التلاميذ الاثنى عشر، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم ، وقد تبع المسيح بعد ذلك .

                    وتذكر المصادر التاريخية أنه رحل إلى الحبشة ، وقتل فيها عام 70 م ، ولم يذكر في العهد الجديد سوى مرتين كلها في إنجيله ، في متى 10/3 [2وهذِهِ أسماءُ الرٌّسُلِ الاثني عشَرَ: أوَّلُهُم سِمْعانُ المُلَقَّبُ بِبُطرُسَ وأخوهُ أندَراوُسُ، ويَعقوبُ بنُ زَبدي وأخوهُ يوحنّا، 3وفيلُبٌّسُ وبَرْتولماوُسُ، وتوما ومتَّى جابـي الضَّرائبِ، ويَعقوبُ بنُ حَلْفَى وتَدّاوسُ، ].

                    والثانية في لوقا 6/15 [ 15ومتَّى وتوما، ويَعقوبُ بنُ حَلْفى وسِمعانُ المُلقَّبُ بالوَطنيِّ الغيورِ،] .

                    وأما في بقية الأناجيل فقد ذكر مرقس أن العشار هو لاوي بن حلفي.. انظر مرقس 2/15[15وكانَ يَسوعُ يأكُلُ في بَيتِ لاوِي، فجلَسَ معَهُ ومعَ تلاميذِهِ كثيرونَ مِنَ الذينَ تَبِعوهُ مِنْ جُباةِ] ، ولوقا 5/27 ) [27وخرَجَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ، فرأى جابـيًا لِلضرائِبِ اَسمُهُ لاوي، جالِسًا في بَيتِ الجِبايَةِ، فقالَ لَه يَسوعُ: «اَتبَعْني!« 28فقامَ وترَكَ كُلَ شيءٍ وتَبِعَهُ. ] ولم يذكرا متى . وتزعم الكنيسة أن متى العشار هو لاوي بن حلفي .

                    2- أدلة الكنيسة على صحة نسبة الإنجيل إلى متى :

                    وتؤكد الكنيسة بأن متى هو كاتب الإنجيل ، وتستند لأمور ذكرها محررو قاموس الكتاب المقدس ، أهمها : " الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر " وأيضاً " لا يعقل أن إنجيلاً خطيراً كهذا - هو في مقدمة الأناجيل - ينسب إلى شخص مجهول، وبالأحرى أن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح ".

                    وأيضاً " يذكر بابياس " في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح "

                    وأخيراً " من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، لأن هنا من أهم واجباته لتقديم الحسابات،وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة ".

                    3- ملاحظات على إنجيل متى:

                    ومن خلال ما سبق رأى المحققون أن لا دليل عند النصارى على صحة نسبة الإنجيل لمتى، بل إن الأدلة قامت بخلافه. إذ في الإنجيل أموراً كثيرة تدل على أن كاتبه ليس متى الحواري، ومن هذه الأدلة:

                    - أن متى اعتمد في إنجيله على إنجيل مرقس ، فقد نقل من مرقس 600 فقرة من فقرات مرقس الستمائة والاثني عشر ، كما اعتمد على وثيقة أخرى تسمى m

                    يقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى : " إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس ، وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله ".

                    ويضيف القس فهيم عزيز أن اعتماد متى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين، فإذا كان متى هو كاتب الإنجيل فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات أيام دعوة المسيح ؟ كيف لأحد التلاميذ الإثني عشر أن ينقل عنه ؟

                    - ثم إن إنجيل متى قد ذكر متى العشار مرتين ، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أنه الكاتب ، فقد ذكره بين التلاميذ الإثنى عشر ، ولم يجعله أولاً ولا آخراً ، ثم لما تحدث عن اتباعه للمسيح قال: [9وسارَ يَسوعُ مِنْ هُناكَ، فرأى رَجُلاً جالِسًا في بَيتِ الجِبايةِ اَسمُهُ متَّى. فَقالَ لَه يَسوعُ: "إتْبَعني". فقامَ وتَبِعَهُ ] ( متى 9/9 ).

                    فاستخدم أسلوب الغائب ، ولو كان هو الكاتب لقال : " قال لي " ، " تبعته " " رآني "، فدل ذلك على أنه ليس الكاتب ، وهنا يجدر التنبيه على أمر هام ، وهو أن مرقس ذكر القصة ذاتها، وسمى عامل الضرائب لاوي بن حلفي ( انظر مرقس 2/15 ) فهل لاوي بن حلفي هو نفسه متى؟ هل هذا هو الاسم التنصيري للاوي كما تزعم الكنيسة ؟ .

                    يقول جون فنتون مفسر متى وعميد كلية اللاهوت بلينشفيلد بأنه لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للاوي ، ويرى أنه من المحتمل " أنه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل، ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها الذي كان اسمه متى، ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاه إياها مرقس عند الكلام على دعوة أحد التلاميذ ، فربطها بذلك التلميذ الخاص أحد الإثني عشر ( متى ) الذي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها " .

                    - ثم إن التمعن في الإنجيل يبين مدى الثقافة التوراتية الواسعة التي جعلت منه أكثر الإنجيليين اهتماماً بالنبوءات التوراتية عن المسيح ، وهذا لا يتصور أن يصدر من عامل ضرائب ، وهذا لن يكون من كتابة متى العشار . يقول أ. تريكو في شرحه للعهد الجديد (1960م ): إن الاعتقاد بأن متى هو عشار في كفر ناحوم ناداه عيسى ليتعلم منه ، لم يعد مقبولاً ، خلافاً لما يزعمه آباء الكنيسة.

                    4- منكرو نسبة الإنجيل إلى التلميذ متى:

                    وقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل لمتى يقول فاستس في القرن الرابع : " إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه " ، وكذا يرى القديس وليمس . والأب ديدون في كتابه " حياة المسيح" .

                    ويقول ج ب فيلبس: " نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي ".

                    ويقول د برونر : " إن هذا الإنجيل كله كاذب " .

                    ويقول البرفسور هارنج : إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري ، بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما .

                    وجاء في مقدمة إنجيل متى للكاثوليك: " أما المؤلف، فالإنجيل لا يذكر عنه شيئاً وتقاليد الكنيسة تنسبه إلى الرسول متى، ولكن البحث في الإنجيل لا يثبت ذلك الرأي أو يبطله على وجه حاسم ".

                    ويقول القس فهيم عزيز عن كاتب متى المجهول: " لا نستطيع أن نعطيه اسماً، وقد يكون متى الرسول، وقد يكون غيره ".

                    ويقول المفسر لإنجيل متى جون فنتون في تفسيره عن كاتب متى : " إن ربط شخصيته كمؤلف بهذا التلميذ إنما هي بالتأكيد محض خيال " .

                    وقد طعنت في صحة نسبة الإنجيل لمتى فرق مسيحية قديمة ، فقد كانت الفرقة الأبيونية ترى البابين الأولين لإنجيل متى إلحاقيين ، ومثلها فرقة يوني تيرين ، ويرون أن البداية الحقيقية لهذا الإنجيل قوله : " في تلك الأيام جاء يوحنا المعمداني .... " ( متى 3/1 ) فتكون بداية الإنجيل قصة يوحنا المعمداني كما هو الحال في مرقس ويوحنا ، ويدل لذلك أيضاً أن قوله " في تلك الأيام " لا يمكن عوده على ما في الإصحاحين السابقين، إذ كان الحديث في آخر الإصحاح الثاني عن قتل هيرودس للأطفال بعد ولادة المسيح ، وهو زمن طفولة المسيح والمعمدان الذي يكبره بستة أشهر ، بينما الإصحاح الثالث يتحدث عن دعوة المعمداني - أي وهو شاب - ، وهذا يعني وجود سقط أو حذف قبل الإصحاح الثالث ، أو أنه البداية الحقيقية للإنجيل .


                    تعليق


                    • #40
                      5- من الكاتب الحقيقي لإنجيل متى؟.

                      وإذا لم يكن متى هو كاتب الإنجيل المنسوب إليه، فمن هو كاتب هذا الإنجيل ؟ .
                      في الإجابة عن السؤال نقول: نتائج الدراسات الغربية التي أكدت أن هذا الإنجيل قد كتبه غير متى التلميذ ، ونسبه إليه منذ القرن الثاني ، ولربما يكون هذا الكاتب تلميذاً في مدرسة متى .
                      ويحاول كولمان وشراح الترجمة المسكونية تحديد بعض الملامح لهذا الكاتب ، فالكاتب - كما يظهر في إنجيله - مسيحي يهودي يربط بين التوراة وحياة المسيح ، وهو كما يصفه كولمان : يقطع الحبال التي تربطه باليهودية مع حرصه على الاستمرار في خط العهد القديم ، فهو كاتب يهودي يحترم الناموس ، ويعتبر بذلك من البعيدين عن مدرسة بولس الذي لا يحترم الناموس ، بينما يقول هذا الكاتب " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس ، هكذا يدعى أصغر في ملكوت السماوات "( متى 5/19 ) . ويرجح كولمان أيضاً أنه عاش في فلسطين ، ويرجح فنتون أنه " كتب في حوالي الفترة من 85 - 105م " (متى مات سنة70) ، وهو يقارب ما ذهب إليه البرفسور هارنج حين قال " إن انجيل متى ألف بين 80 - 100م " .ولو تساءلنا أين الإنجيل الذي كتبه متى كما جاء في شهادة بابياس في القرن الثاني الميلادي ؟ ،وفي الإجابة عن السؤال نقول: فإن بابياس ذكر أن متى كتب وجمع أقوال المسيح ، وما نراه في الإنجيل اليوم هو قصة كاملة عن المسيح وليس جمعاً لأقواله ، كما أن عدم صحة نسبة هذا الإنجيل له لا تمنع من وجود إنجيل آخر قد كتبه ، ولعل من المهم أن نذكر بأن في الأناجيل التي رفضتها الكنيسة إنجيلاً يسمى إنجيل متى ، فلعل بابياس عناه بقوله .
                      وهكذا رأى المحققون أن ثمة أموراً تمنع القول بأن هذا الإنجيل هو كلمة الله ووحيه وهديه، فهو - وكما يقول الشيخ أبو زهرة - إنجيل " مجهول الكاتب ، ومختلف في تاريخ كتابته ، ولغة الكتابة ، ومكانها ، وتحديد من كتب له هذا الإنجيل ، ثم شخصية المترجم وحاله من صلاح أو غيره وعلم بالدين ، واللغتين التي ترجم عنها ، والتي ترجم إليها ، كل هذا يؤدي إلى فقد حلقات في البحث العلمي .

                      ثانياً : إنجيل مرقس

                      ثاني الأناجيل التي تطالعنا في العهد الجديد ، وينسب لمرقس . فمن هو مرقس ؟ وماذا عن كاتب هذا الإنجيل ؟ وهل تصح نسبته لمؤلفه ؟. يتكون إنجيل مرقس من ستة عشر إصحاحاً ، تحكي قصة المسيح من لدن تعميده على يد يوحنا المعمداني إلى قيامة المسيح بعد قتله على الصليب . وهو أقصر الأناجيل - ويعتبره النقاد - كما يقول ولس - أصح إنجيل يتحدث عن حياة المسيح ، ويكاد يجمع النقاد على أنه أول الأناجيل تأليفاً ، وأن إنجيل متى قد نقل عنه . يقول العالم رويس الألماني : إنه كان الأصل الذي اقتبس منه إنجيلا متى ولوقا ، وهذا الإنجيل هو الوحيد بين الأناجيل المسمى بإنجيل المسيح ، إذ أول فقرة فيه " بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله " ( مرقس 1/1 ) .وتزعم المصادر النصرانية أن مرقس كتب إنجيله في روما ، ولعله في الإسكندرية ، وأن كتابته تمت - على اختلاف في هذه المصادر - بين عام 39 - 75م ، وإن رجح أكثرها أن كتابته بين 44 - 75م معتمدين على شهادة المؤرخ ايرينايوس الذي قال : " إن مرقس كتب إنجيله بعد موت بطرس وبولس " . ويرى سبينوزا أن هذا الإنجيل كتب مرتين إحداهما قبل عام 180م والثانية بعده. وأما لغة هذا الإنجيل ، فتكاد المصادر تتفق على أنها اليونانية ، وذكر بعضهم أنها الرومانية أو اللاتينية .
                      وأقدم ذكر لهذا الإنجيل ورد على لسان المؤرخ بابياس ( 140م ) حين قال : " إن مرقس ألف إنجيله من ذكريات نقلها إليه بطرس " .

                      1- من هو مرقس ؟

                      وتناقل المحققون ما رددته المصادر النصرانية في ترجمة مرقس ، والتي يجمعها ما جاء في قاموس الكتاب المقدس عنه ، فهو الملقب بمرقس ، واسمه يوحنا ، وقد رافق مرقس برنابا وبولس في رحلتهما ، ثم فارقهما ، ثم عاد لمرافقة بولس . ويتفق المترجمون له على أنه كان مترجماً لبطرس الذي له علاقة بهذا الإنجيل .
                      ويذكر المؤرخ يوسيبوس أنه - أي مرقس - أول من نادى برسالة الإنجيل في الإسكندرية، وأنه قتل فيها .
                      قال بطرس قرماج في كتابه " مروج الأخبار في تراجم الأبرار " عن مرقس : "كان ينكر ألوهية المسيح " .

                      2- ملاحظات على إنجيل مرقس :

                      وقد توقف المحققون ملياً مع هذا الإنجيل وكاتبه، وكانت لهم ملاحظات: -
                      أن مرقس ليس من تلاميذ المسيح ، بل هو من تلاميذ بولس وبطرس . يقول المفسر نينهام مفسر لوقا : " لم يوجد أحد بهذا الاسم عرف أنه كان على صلة وثيقة ، وعلاقة خاصة بيسوع ، أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى " .
                      وثمة دليل قوي آخر هو شهادة المؤرخ بابياس ( 140م ) حين قال : " اعتاد الشيخ يوحنا أن يقول : إذ أصبح مرقس ترجماناً لبطرس دون بكل تدقيق كل ما تذكره ، ولم يكن مع هذا بنفس الترتيب المضبوط ما رواه من أقوال وأفعال يسوع المسيح ، وذلك لأنه لم يسمع من السيد المسيح فضلاً عن أنه لم يرافقه ، ولكن بالتبعية كما قلت ، التحق ببطرس الذي أخذ يصوغ تعاليم يسوع المسيح لتوائم حاجة المستمعين ، وليس بعمل رواية وثيقة الصلة بيسوع وعن يسوع لأحاديثه " .
                      كما يقول مفسر مرقس دنيس نينهام قوله " من غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل 12/12 ، 25 ) ... أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ( 5/13 ) .. أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس ...
                      لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد ، إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم ، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية ، فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ". وأهم مسألة شغلت الباحثين بخصوص هذا الإنجيل خاتمته ، فإن خاتمة هذا الإنجيل (16/9 - 20 ) غير موجودة في المخطوطات القديمة المهمة كمخطوطة الفاتيكان والمخطوطة السينائية .
                      ويقول وليم باركلي : إن النهاية المشهورة - علاوة على عدم وجودها في النسخ الأصلية القديمة - فإن أسلوبها اللغوي يختلف عن بقية الإنجيل ، وقد اعتبرتها النسخة القياسية المراجعة فقرات غير موثوق فيها ، ونقل رحمة الله الهندي أن القديس ( جيروم ) في القرن الخامس ذكر بأن الآباء الأوائل كانوا يشكون في هذه الخاتمة .
                      وعن الخاتمة الموجودة يقول الأب كسينجر " لابد أنه قد حدث حذف للآيات الأخيرة عند الاستقبال الرسمي ( النشر للعامة ) لكتاب مرقس في الجماعة التي ضمنته .
                      وبعد أن جرت بين الأيدي الكتابات المتشابهة لمتى ولوقا ويوحنا ، تم توليف خاتمة محترمة لمرقس بالعناصر من هنا ومن هناك لدى المبشرين الآخرين .. وذلك يسمح بتكوين فكرة عن الحرية التي كانوا يعالجون بها الأناجيل " ويعلق موريس بوكاي قائلاً " ياله من اعتراف صريح بوجود التغييرات التي قام بها البشر على النصوص المقدسة .

                      ثالثاً : إنجيل لوقا

                      هو ثالث الأناجيل وأطولها، ويتكون من أربعة وعشرين إصحاحاً يتحدث الإصحاحان الأولان عن النبي يحيى وولادة المسيح، ثم تكمل بقية الإصحاحات سيرة المسيح إلى القيامة بعد الصلب.
                      وأما كتابة هذا الإنجيل فتختلف المصادر في تحديد زمنها بين 53 - 80 م ، وقد اعتمد الكاتب في مصادره على مرقس ، فنقل عنه ثلاثمائة وخمسين من فقراته التي بلغت ستمائة وإحدى وستين فقرة ، كما نقل عن متى أو عن مصدر أخر مشترك بينه وبين متى .

                      1- من هو لوقا :

                      وتنسب الكنيسة هذا الإنجيل إلى القديس لوقا ، ولا تذكر المصادر النصرانية الكثير عن ترجمته ، لكنها تتفق على أنه لم يكن من تلاميذ المسيح كما يتضح من مقدمته إذ يقول : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ،كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة "( لوقا 1/1 ) .
                      وتتفق المصادر أيضاً في أنه لم يكن يهودياً ، وأنه رفيق بولس المذكور في كولوسي 4/14 وغيرها ، وأنه كتب إنجيله من أجل صديقه ثاوفيلس " أكتب على التوالي وإليك أيها العزيز ثاوفيلس ، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " ( لوقا 1/3 - 4 ) .وتختلف المصادر في تحديد شخصية ثاوفيلس ، فقال بعضهم : كان من كبار الموظفين الرومان , وقال آخرون : من اليونان , وقال آخرون : بل كان مصرياً من أهل الإسكندرية . وتكاد تتفق المصادر على لوقا أنه كتب له باليونانية، وأما لوقا ، فقيل بأنه كان رومانياً . وقيل إنطاكياً ، وقيل غير ذلك .
                      وعن مهنته، قيل بأنه كان طبيباً، وقيل: كان مصوراً، لكنه على أي حال مثقف وكاتب قصص ماهر .

                      2- ملاحظات على إنجيل لوقا :

                      ويلحظ المحققون على إنجيل لوقا ملاحظات ، أهمها :
                      1- أن مقدمته تتحدث عن رسالة طابعها شخصي ، وأنها تعتمد على اجتهاده لا على إلهام وحي ، وكان قد لاحظ ذلك أيضاً عدد من محققي النصرانية ، فقد أنكر إلهامية هذا الإنجيل عدد من النصارى منهم مستر كدل في كتابه " رسالة الإلهام " ومثله واتسن، ونسب هذا القول للقدماء من العلماء ، وقال القديس أغسطينوس : " إني لم أكن أؤمن بالإنجيل لو لم تسلمني إياه الكنيسة المقدسة".
                      2- شك كثير من الباحثين في الإصحاحين الأولين من هذا الإنجيل ، بل إن هذا الشك كما ذكر جيروم يمتد إلى الآباء الأوائل للكنيسة ، وكذلك فرقة مارسيوني فليس في نسختها هذين الإصحاحين .
                      ويؤكد المحققون بأن لوقا لم يكتب هذين الإصحاحين ، لأنه يقول في أعمال الرسل " الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع " ( أعمال 1/1 ) أي معجزاته بدليل تكملة النص " ما ابتدأ يسوع يعلم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه " ( أعمال 1/2 ) والإصحاحان الأولان إنما يتكلمان عن ولادة المسيح ، لا عن أعماله . ونقل وارد كاثلك عن جيروم قوله : بأن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكون أيضاً في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل .
                      وهكذا نرى للإنجيل أربعة من الكتاب تناوبوا في كتابة فقراته وإصحاحاته .
                      3- إن الغموض يلف شخصيته، فهو غير معروف البلد ولا المهنة ولا الجهة التي كتب لها إنجيله تحديداً، ولا تاريخ الكتابة و.... المعروف فقط أنه من تلاميذ بولس ، وأنه لم يلق المسيح فكيف يصح الاحتجاج بمن هذا حاله وجعل كلامه مقدساً ؟ .

                      تعليق


                      • #41


                        رابعاً : إنجيل يوحنا

                        رابع الأناجيل إنجيل يوحنا، وهو أكثر الأناجيل إثارة وأهمية إذ أن هذا الإنجيل كتب لإثبات لاهوت المسيح.

                        ويتكون هذا الإنجيل من واحد وعشرين إصحاحاً تتحدث عن المسيح بنمط مختلف عن الأناجيل الثلاثة، ويرى المحققون أن كتابته جرت بين 68 - 98م وقيل بعد ذلك، وتنسب الكنيسة هذا الإنجيل ليوحنا الصياد.

                        ولغة هذا الإنجيل - باتفاق - هي اليونانية ، واختلف في مكان كتابته ، والأغلب أنه في تركيا - وتحديداً في أفسس أو أنطاكيا - ، وقيل الإسكندرية .


                        1- من هو يوحنا الصياد :


                        يوحنا بن زبدى الصياد ، وهو صياد سمك جليلي تبع وأخوه يعقوب المسيح ، كما أن والدته سالومة كانت من القريبات إلى المسيح، ويرجح محررو القاموس بأنها أخت مريم والدة المسيح، وقد عاش حتى أواخر القرن الميلادي الأول ، وقال ايرنيموس بأنه عاش إلى سنة 98م ، وتذكر الكنيسة أنه كتب إنجيله في أفسس قبيل وفاته.


                        2- أدلة النصارى على نسبة الإنجيل إلى يوحنا :


                        وتستدل الكنيسة لتصحيح نسبة هذا الإنجيل بأدلة ذكرها محررو قاموس الكتاب المقدس وهي :

                        (1) كان كاتب الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية فلسطين ، والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود …ويظهر من الأسلوب اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية .

                        (2) كان الكاتب واحداً من تلاميذ المسيح، ويظهر هذا من استخدامه المتكلم الجمع.. وفي ذكر كثير من التفاصيل الخاصة بعمل المسيح ومشاعر تلاميذه ... ويتضح من ( يوحنا 21/24 ) أن كاتب هذا الإنجيل كان واحداً من تلاميذ المسيح .

                        (3) كان كاتب الإنجيل هو التلميذ الذي كان المسيح يحبه.. وكان هذا التلميذ هو يوحنا نفسه " .

                        ويتحدث مؤلف الإنجيل عن سبب تأليفه له فيقول " أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون - إذا آمنتم - حياة باسمه " ( يوحنا 20/31 ) ".

                        ويوضح محررو قاموس الكتاب المقدس فيقولون : " كان الداعي الآخر إلى كتابة الإنجيل الرابع تثبيت الكنيسة الأولى في الإيمان بحقيقة لاهوت المسيح وناسوته ، ودحض البدع المضلة التي كان فسادها آنذاك قد تسرب إلى الكنيسة ، كبدع الدوكينيين والغنوصيين والكيرنثيين والأبيونيين ... ولهذا كانت غايته إثبات لاهوت المسيح ".

                        وقد لقي هذا الإنجيل معارضة شديدة للإقرار بقانونيته، فاندفع د. بوست في قاموس الكتاب المقدس يدافع عنه ويقول : " وقد أنكر بعض الكفار قانونية هذا الإنجيل لكراهتهم تعليمه الروحي ، ولا سيما تصريحه الواضح بلاهوت المسيح ، غير أن الشهادة بصحته كافية .

                        فإن بطرس يشير إلى آية منه ( بطرس (2) 1/14 ، يوحنا 21/18 ) وأغناطيوس وبوليكرس يقتطفان من روحه وفحواه ، وكذلك الرسالة إلى ديوكينتس وباسيلوس وجوستينوس الشهيد وتايناس ، وهذه الشواهد يرجع بنا زمانها إلى منتصف القرن الثاني .

                        وبناءً على هذه الشهادات، وعلى نفس كتابه الذي يوافق ما نعلمه من سيرة يوحنا نحكم بأنه من قلمه ، وإلا فكاتبه من المكر والغش على جانب عظيم، وهذا الأمر يعسر تصديقه، لأن الذي يقصد أن يغش العالم لا يكون روحياً".


                        3- إنكار صحة نسبة الإنجيل إلى يوحنا :


                        وتوجهت جهود المحققين لدراسة نسبة الإنجيل ليوحنا، ومعرفة الكاتب الحقيقي له, فقد أنكر المحققون نسبة الإنجيل ليوحنا الحواري، واستندوا في ذلك إلى أمور منها:

                        1- أن ثمة إنكار قديماً لصحة نسبته ليوحنا ، وقد جاء هذا الإنكار على لسان عدد من الفرق النصرانية القديمة ، منها فرقة ألوجين في القرن الثاني ، ويقول صاحب كتاب ( رب المجد ) : " وجد منكرو لاهوت المسيح أن بشارة يوحنا هي عقبة كؤود ، وحجر عثرة في سبيلهم ، ففي الأجيال الأولى رفض الهراطقة يوحنا ".

                        وتقول دائرة المعارف البريطانية: " هناك شهادة إيجابية في حق أولئك الذين ينتقدون إنجيل يوحنا ، وهي أنه كانت هناك في آسيا الصغرى طائفة من المسيحيين ترفض الاعتراف بكونه تأليف يوحنا ، وذلك في نحو 165م ، وكانت تعزوه إلى سرنتهن (الملحد) ولا شك أن عزوها هذا كان خاطئاً .

                        لكن السؤال عن هذه الطبقة المسيحية البالغة في كثرة عددها إلى أن رآه سانت اييفانيوس جديرة بالحديث الطويل عنها في ( 374 - 377م ) " أسماها القس " ألوغي " ( أي معارضة الإنجيل ذي الكلمة ) .

                        لئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة ، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر ، ومثل هذا البلد ؟ لا وكلا ".

                        ومما يؤكد خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جاستن مارتر في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً ، واقتبس فيلمو - 165م - من إنجيل يوحنا ، ولم ينسبه إليه .

                        وقد أُنكر نسبة الإنجيل أمام أرينيوس تلميذ بوليكارب الذي كان تلميذاً ليوحنا ، فلم ينكر أرينيوس على المنكرين ، ويبعد كل البعد أن يكون قد سمع من بوليكارب بوجود إنجيل ليوحنا ، ثم لا يدافع عنه .

                        وقد استمر إنكار المحققين نسبة هذا الإنجيل عصوراً متلاحقة، فجاءت الشهادات تلو الشهادات تنكر نسبته ليوحنا. منها ما جاء في دائرة المعارف الفرنسية: " ينسب ليوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد، ولكن البحوث الحديثة في مسائل الأديان لا تسلم بصحة هذه النسبة.

                        ويقول القس الهندي بركة الله : " الحق أن العلماء باتوا لا يعترفون دونما بحث وتمحيص بالنظرية القائلة بأن مؤلف الإنجيل الرابع كان القديس يوحنا بن زبدى الرسول ، ونرى النقاد بصورة عامة على خلاف هذه النظرية " .

                        وعند تفحص الإنجيل أيضاً تجد ما يمتنع معه نسبته الإنجيل للحواري يوحنا ، فالإنجيل يظهر بأسلوب غنوصي يتحدث عن نظرية الفيض المعروفة عند فيلون الإسكندراني ، ولا يمكن لصائد السمك يوحنا أن يكتبه خاصة أن يوحنا عامي كما وصفه سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا ، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " ( أعمال 4/13 ) .

                        وتقول دائرة المعارف البريطانية : " أما إنجيل يوحنا ، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما ، وهما القديسان متى ويوحنا .... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم ، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي ، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى ، لخبطهم على غير هدى ".

                        وأما ما جاء في خاتمة الإنجيل مما استدل به القائلون بأن يوحنا هو كاتب الإنجيل وهو قوله " هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا ، وكتب هذا ، ونعلم أن شهادته حق " ( يوحنا 21 / 24 ) فهذه الفقرة كما يقول المحققون دليل على عدم صحة نسبة الإنجيل ليوحنا ، إذ هي تتحدث عن يوحنا بصيغة الغائب . ويرى ويست أن هذه الفقرة كانت في الحاشية ، وأضيفت فيما بعد للمتن ، وربما تكون من كلمات شيوخ أفسس . ويؤيده بشب غور بدليل عدم وجودها في المخطوطة السينائية .

                        ويرى العلامة برنت هلمين استرتير في كتابه " الأناجيل الأربعة " أن الزيادات في متن يوحنا وآخره كان الغرض منها " حث الناس على الاعتراف في شأن المؤلف بتلك النظرية التي كان ينكرها بعض الناس في ذلك العصر" .

                        ثم إن بعض المؤرخين ومنهم تشارلز الفريد ، وروبرت إيزلز وغيرهما قالوا بأن يوحنا مات مشنوقاً سنة 44م على يد غريباس الأول ، وعليه فليس هو مؤلف هذا الإنجيل، إذ أن هذا الإنجيل قد كتب في نهاية القرن الأول أو أوائل الثاني .


                        4- من كتب إنجيل يوحنا ؟.


                        وإذا لم يكن يوحنا هو كاتب الإنجيل، فمن هو الكاتب الحقيقي ؟

                        يجيب القس فهيم عزيز: " هذا السؤال صعب، والجواب عنه يتطلب دراسة واسعة غالباً ما تنتهي بالعبارة: لا يعلم إلا الله وحده من الذي كتب هذا الإنجيل ".

                        وحاول البعض الإجابة عن السؤال من خلال تحديد صفات كاتب الإنجيل دون ذكر اسم معين، يقول جرانت: " كان نصرانياً ، وبجانب ذلك كان هيلينياً ، ومن المحتمل أن لا يكون يهودياً ، ولكنه شرقي أو إغريقي ، ونلمس هذا من عدم وجود دموع في عينيه علامة على الحزن عندما كتب عن هدم مدينة لليهود " .

                        وجاء في مدخل الإنجيل أن بعض النقاد " يترك اسم المؤلف، ويصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنائس آسيا ".

                        وقال مفسر إنجيل يوحنا جون مارش : " ومن المحتمل أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا ، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس خلافاً لما هو شائع من أنه يوحنا بن زبدى .. وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع ، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة ، فقام حينئذ بتسجيل جديد لقصة يسوع ".

                        وقال المحقق رطشنبدر : " إن هذا الإنجيل كله ، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه ، بل صنفها أحد في ابتداء القرن الثاني ، ونسبه إلى يوحنا ليعتبره الناس " .

                        ويوافقه استادلن ويرى أن الكاتب " طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية ".

                        وقال الخوري في " تحفة الجيل " بأن كاتب الإنجيل هو تلميذ يوحنا المسمى بروكلوس.

                        وقال بعض المحققين ومنهم جامس ماك كينون ، واستيريتر في كتابه " الأناجيل الأربعة " بأن يوحنا المقصود هو تلميذ آخر من تلاميذ المسيح وهو ( يوحنا الأرشد ) ، وأن أرينوس الذي نسب إنجيل يوحنا لابن زبدى قد اختلط عليه أمر التلميذين .

                        وذكر جورج إيلتون في كتابه " شهادة إنجيل يوحنا " أن كاتب هذا الإنجيل أحد ثلاثة : تلميذ ليوحنا الرسول أو يوحنا الشيخ ( وليس الرسول ) أو معلم كبير في أفسس مجهول الهوية .

                        لكن ذلك لم يفت في عضد إيلتون الذي ما زال يعتبر إنجيل يوحنا مقدساً ، لأنه " مهما كانت النظريات حول كاتب هذا الإنجيل، فإن ما يتضح لنا جلياً بأن كاتبه كان لديه فكرة الرسول ، فإذا كتبه أحد تلاميذه فإنه بلا مراء كان مشبعاً بروحه .. ".

                        كما ذهب بعض المحققين إلى وجود أكثر من كاتب للإنجيل ، منهم كولمان حين قال : " إن كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأن النص المنشور حالياً ينتمي إلى أكثر من مؤلف واحد ، فيحتمل أن الإنجيل بشكله الذي نملكه اليوم قد نشر بواسطة تلاميذ المؤلف ، وأنهم قد أضافوا إليه "، ومثله يقول المدخل لإنجيل يوحنا .

                        ومن هذا كله ثبت أن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري، ولا يعرف كاتبه الحقيقي، ولا يصح بحال أن ننسب العصمة والقداسة لكاتب مجهول لا نعرف من يكون.

                        وعند غض الطرف عن مجهولية الكاتب واستحالة القول بعصمته عندئذ ، فإن ثمة مشكلات تثار في وجه هذا الإنجيل نبه المحققون إليها منها : اختلاف هذا الإنجيل عن باقي الأناجيل الثلاثة رغم أن موضوع الأناجيل الأربعة هو تاريخ المسيح .

                        إذ تتشابه قصة المسيح في الأناجيل الثلاثة ، بينما يظهر الإنجيل الرابع غريباً بينها ، فمثلاً : هو الإنجيل الوحيد الذي تظهر فيه نصوص تأليه المسيح ، بل هو أنشىء لإثبات ذلك كما يقول المفسر يوسف الخوري: " إن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياته بطلب من أساقفة كنائس آسيا وغيرها ، والسبب : أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح " .

                        ولما لم يكن في الأناجيل الثلاثة ما يدفع أقوال هذه الطوائف ، أنشأ يوحنا إنجيله ، وهذا المعنى يؤكده جرجس زوين، فيقول عن أساقفة آسيا أنهم اجتمعوا " والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون " .

                        ويقول الأب روغيه في كتابه المدخل إلى الإنجيل :" إنه عالم آخر ، فهو يختلف عن بقية الأناجيل في اختيار الموضوعات والخطب والأسلوب والجغرافيا والتاريخ ، بل والرؤيا اللاهوتية ".

                        وهذه المغايرة أوصلته إلى تقديم صورة للمسيح مغايرة تماماً عما في الأناجيل الثلاثة والتي يسميها البعض : " المتشابهة " أو " الإزائية " ، لذا تقول دائرة المعارف الأمريكية: " من الصعب الجمع بين هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة ، بمعنى أن لو قدرنا أنها صحيحة لتحتم أن يكون هذا الإنجيل كاذباً " .

                        يقول السير آرثر فندلاي في كتابه " الكون المنشور " معبرا عن هذا الاختلاف : " إن إنجيل يوحنا ليس له قيمة تستحق الذكر في سرد الحوادث الأكيدة ، ويظهر أن محتوياته لعب فيها خيال الكاتب دوراً بعيداً ".

                        ومن المشكلات التي تواجه هذا الإنجيل أيضاً أن أيدي المحرفين نالت هذا الإنجيل ، فأضافت فيه رواية المرأة الزانية ( انظر يوحنا 8/1 - 11 ) والتي يقول عنها مدخل هذا الإنجيل: " هناك إجماع على أنها من مرجع مجهول في زمن لاحق". وقد حذفت هذه القصة من النسخة القياسية المراجعة (r. S. V) لاعتبارها عبارة دخيلة على الإنجيل.


                        خامساً : رسائل العهد الجديد


                        يلحق بالأناجيل الأربعة عدد من الرسائل وهي : ( سفر أعمال الرسل - رسائل بولس الأربع عشر - رسالة يعقوب - رسالتا بطرس - رسائل يوحنا الثلاث - رسالة يهوذا - رؤيا يوحنا اللاهوتي) .

                        1- أعمال الرسل :

                        ويتكون هذا السفر من ثمان وعشرين إصحاحاً تتحدث عن الأعمال التي قام بها الحواريون والرسل الذي نزل عليهم روح القدس يوم الخمسين ( 2/1 - 4 ) ، من دعوة ومعجزات ، كما يتحدث عن شاول ودعوته ورحلاته وقصة تنصره وبعض معجزاته .

                        وينسب هذا السفر إلى لوقا مؤلف الإنجيل الثالث حيث جاء في افتتاحيته : " الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله .... " ( أعمال 1/1 ).

                        ولكن يبطله تناقض إنجيل لوقا مع سفر الأعمال في مسألة الصعود إلى السماء إذ يفهم من إنجيل لوقا أن صعود المسيح للسماء كان في يوم القيامة ( لوقا 24/13 - 51 ) وفي أعمال الرسل يتحدث عن ظهور المسيح بعد القيامة " أربعين يوماً " ( أعمال 1/3 ) وهذا الاختلاف يكذب الرأي القائل بأن كاتب الإنجيل والسفر واحد .

                        2- رسائل بولس :

                        وتنسب هذه الرسائل إلى القديس بولس ، وتمتلئ بعبارات تدل على أنه كاتبها .وهذه الرسائل أربع عشرة رسالة.

                        وتصطبغ الرسائل أيضاً بالصبغة الشخصية لبولس ، فهي ليست لاهوتية الطابع ، بل رسائل شخصية لها ديباجة وخاتمة ...

                        وليس ثمة إجماع على صحة نسبة هذه الرسائل إلى بولس ، بل إن بعض المحققين يميل إلى أن أربع رسائل منسوبة إليه كتبت بيد بعض تلاميذه بعد وفاته بعشرين سنة كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية.

                        ويشكك أرجن في شرحه لإنجيل يوحنا بجميع رسائل بولس المرسلة إلى الكنائس فيقول : " إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذي كتبه هو سطران أو أربعة سطور ".

                        أما الرسالة إلى العبرانيين خصوصاً فكان النزاع حولها أشد ، فحين تنسبها الكنيسة الشرقية إلى بولس فإن لوثر يقول بأنها من وضع أبلوس ، بينما يقول تارتوليان المؤرخ في القرن الميلادي الثاني : " إنها من وضع برنابا " ويقول راجوس ( من علماء البروتستانت ) : " إن فريقاً من علماء البروتستانت يعتقدون كذب الرسالة العبرانية ..." .

                        3- الرسائل الكاثوليكية ورؤيا يوحنا اللاهوتي :

                        وهذه الرسائل سبع رسائل ثلاث منها ليوحنا، وثنتان لبطرس، وواحدة لكل من يهوذا ويعقوب ثم رؤيا يوحنا اللاهوتي.

                        وعرف المحققون بأصحاب هذه الرسائل وهم من التلاميذ الإثنى عشر.

                        فبطرس هو صياد سمك في كفر ناحوم ، ويعرف بسمعان ، ويرجح محررو قاموس الكتاب المقدس أنه كان من تلاميذ يوحنا المعمدان قبل أن يصحب المسيح ، ويتقدم على سائر تلاميذه ، وقد دعا في أنطاكية وغيرها ، ثم قتل في روما في منتصف القرن الميلادي الأول.

                        ويذكر بطرس قرماج في " مروج الأخبار " أن بطرس ومرقس ينكران ألوهية المسيح . وأما يعقوب فهو ابن زبدى الصياد - أخو يوحنا الإنجيلي - من المقربين للمسيح ، وقد تولى رئاسة مجمع أورشليم سنة 34م ، وقد كانت وفاته قتلاً على يد أغريباس الأول عام 44م على الأرجح ، وقال آخرون : قتله اليهود حين طرحوه من جناح الهيكل ورموه بالحجارة سنة 62م .

                        وأما يهوذا فلا تقدم المصادر عنه تعريفاً سوى أن تذكر أنه اختلف فيه هل هو يهوذا أخو يعقوب الصغير أي انه ابن زبدى ، أم أنه الحواري الذي يدعى لباوس الملقب تداوس ؟ .

                        وهذه الرسائل تعليمية في محتوياتها ، شخصية في طريقة تدبيجها ، تحوي في مقدمتها اسم مؤلفها غالباً .

                        ورغم ذلك فإن نسبة هذه الرسائل كانت محل جدل طويل في قرون النصرانية الأولى ، وينطبق على أكثرها ما ذكرناه في رسالة بولس إلى العبرانيين ، حيث تأخر الاعتراف إلى أواسط القرن الرابع الميلادي برسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة ورسالتي يعقوب ويهوذا ، ورؤيا يوحنا اللاهوتي الذي كان موضع جدل كبير قبل إقراره، إذ يحوي هذا السفر رؤيا منامية غريبة هدفها تقرير ألوهية المسيح ، وإثبات سلطانه في السماء ، وخضوع الملائكة له ، إضافة إلى بعض التنبؤات المستقبلية التي صيغت بشكل رمزي وغامض .

                        ويسيء النص بل ويلحد، وهو يصف الله أنه على شكل خروف رآه يوحنا جالساً على عرشه، فيقول: "من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهاراً وليلاً في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحرّ، لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حيّة، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم..." (الرؤيا 7/15-18).

                        ويمضي النص فيتحدث عن حرب التنين وملائكته مع الخروف الجالس على العرش وملائكته، ويتنبئ بهزيمة التنين " هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لأنه رب الأرباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون" (الرؤيا 17/14).

                        وهذه الرؤيا رآها يوحنا في منامه وهي مسطرة في سبعة وعشرين صفحة !! ومثل هذا يستغرب في المنامات ولا يعهد.

                        وقد شكك آباء الكنيسة الأوائل كثيراً في هذا السفر , يقول ( كيس برسبتر الروم ) 212م : " إن سفر المشاهدات ( الرؤيا ) من تصنيف سرنتهن الملحد " ، ومثله قاله ديونسيش من القدماء .

                        ويقول المدخل لهذا السفر قوله " لا يأتينا سفر يوحنا بشيء من الإيضاح عن كاتبه لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا ، ولقب نبي ، ولم يذكر قط أنه أحد الإثنى عشر . هناك تقليد كنسي وهو أن كاتب الرؤيا هو الرسول يوحنا.. بيد أنه ليس في التقليد القديم إجماع على ذلك ، وقد بقي المصدر الرسولي لسفر الرؤيا عرضة للشك ، وآراء المفسرين في عصرنا متشعبة ، ففيهم من يؤكد أن الاختلاف في الإنشاء والبيئة والتفكير اللاهوتي تجعل نسبة الرؤيا والإنجيل الرابع إلى كاتب واحد أمراً عسيراً .

                        يخالفهم آخرون يرون أن الرؤيا والإنجيل يرتبطان بتعليم الرسول على يد كتبة ينتمون إلى بيئات أفسس" .

                        ومما نقله المحققون في تكذيب نسبة الرسائل الكاثوليكية أو بعضها على الأقل تكذيب هورن لها ، واحتج بعدم وجودها في الترجمة السريانية.

                        ونقل راجوس تكذيب علماء البروتستانت صحة نسبتها للحواريين ، ويقول جيمس ميك : إن الدلائل تثبت أن كاتب هذه الرسالة (رسالة يعقوب) ليس يعقوب .

                        وقال المؤرخ يوسي بيس في تاريخه " ظُن أن هذه الرسالة جعلية ، لكن كثيراً من القدماء ذكروها ، وكذا ظُن في حق رسالة يهوذا، لكنها تستعمل في كثير من الكنائس".

                        وعن رسالة يهوذا يقول المحقق كروتيس في كتابه " تاريخ البيبل " : " هذه الرسالة رسالة يهوذا الأسقف الذي كان خامس عشر من أساقفة أورشليم في عهد سلطنة أيد دين " ، فجعل هذا المحقق رسالة يهوذا من عمل أسقف عاش في القرن الثاني الميلادي .

                        كما لا تسلم الكنيسة السريانية حتى الآن بصحة الرسالة الثانية لبطرس ، والثانية والثالثة ليوحنا ، ويقول اسكالجر : من كتب الرسالة الثانية لبطرس فقد ضيع وقته.

                        تعليق


                        • #42
                          الفرع الحادي عشر


                          قانونية العهد الجديد

                          وإذا كانت هذه الأناجيل والرسائل من صنع البشر وتأليفهم، وإذا كان أصحابها لم يدعوا لأنفسهم أنهم يسجلون كلمة الله، فكيف أضحت هذه الكتابات مقدسة وإلهية؟ وأين الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى، والذي يؤمن به المسلمون ؟

                          أولاً: الإنجيل الصحيح: إنجيل المسيح

                          تساءل المحققون طويلاً عن إنجيل المسيح الذي أنزله الله على عيسى ، ذلكم الإنجيل الذي يؤمن به المسلمون والذي تذكره الأناجيل كثيراً .
                          لكن الإجابة النصرانية هي صمت مطبق وتجاهل لوجود الإنجيل ، فنقطة البدء عندهم للإنجيل أو العهد الجديد تبدأ من الحواريين وهم يسطرون الرسائل والأناجيل .
                          لكن هذه الرسائل التي ألفت في النصف الثاني من القرن الأول تتحدث في نصوص كثيرة عن إنجيل المسيح ، ولا تذكر شيئاً عن الأناجيل التي لم يكن مرقس - أول الإنجيليين - قد خط شيئاً منها، إذ أن بولس – ولـه أربعة عشر رسالة في العهد الجديد - قتل سنة 62 بينما ألف مرقس أول الأناجيل عام 65م ، ثم تتابعت العشرات من الأناجيل بعد ذلك وهي تشير أيضاً إلى إنجيل المسيح أو إنجيل الله .

                          نصوص تتحدث عن إنجيل المسيح:

                          تحدث بولس ثم الإنجيليون عن إنجيل المسيح في نصوص كثيرة منها: قول بولس: " إني أعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر .. يوجد قوم يريدون أن يحولوا إنجيل المسيح .. " ( غلاطية 1/6 - 8 ) ، فهو يتحدث عن إنجيل حقيقي يتركه الناس إلى إنجيل آخر مزور.
                          ومثله قول بولس " بل نتحمل كل شيء لئلا نجعل عائقاً لإنجيل المسيح .. أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون " ( كورنثوس (1) 9/12 - 14 ).
                          ويقول متوعداً: " الذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع ، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي "
                          ( تسالونيكي (2) 1/8 - 9 ) .
                          وفي الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل حديث عن إنجيل حقيقي، ففي أعمال الرسل أن بطرس قام وقال: " أيها الرجال الإخوة : أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون " ( أعمال 15/7 ) .
                          وعندما سكبت المرأة الطيب عند قدمي المسيح قال: " الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها ". ( متى 26/13 )، وهو بالطبع لا يقصد إنجيل مرقس الذي ألفه مرقس بعد القصة بسنوات طويلة .
                          ويقول مرقس: " من يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها ". ( مرقس 8/35).
                          والملاحظ أن هذه النصوص تتحدث عن إنجيل واحد، وليس الأناجيل الأربعة أو السبعين التي رفضتها الكنيسة، وتسمي النصوص هذا الإنجيل، إنجيل الله، وإنجيل المسيح.
                          وقد تهرب عموم النصارى من الإقرار بوجود إنجيل حقيقي هو إنجيل المسيح ، فقالوا : لم ينزل على المسيح شيء ، بل الإنجيل هي أقواله الشخصية ، وقد سطرها الإنجيليون ، وهذا بالطبع متسق مع قولهم بألوهية المسيح، إذ لا يليق بالإله أن يؤتى كتاباً فهذا حال الأنبياء .
                          لكن يرد هذه الدعوى ذكر النصوص التي تحدثت عن وحي الله إلى المسيح منها قوله: " أنا أتكلم بما رأيت عند أبي " ( يوحنا 8/38 ).
                          وقوله: " أتكلم بهذا كما علمني أبي " ( يوحنا 8/28 ).
                          ويثبت في موضع آخر أنه يوحى إليه كسائر الأنبياء، فيقول: " الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم " ( يوحنا 14/24 ).

                          الإقرار بوجود إنجيل المسيح وفقده :

                          كما نقل رحمة الله الهندي في كتابه الماتع إظهار الحق عن بعض علماء النصرانية إقرارهم بوجود إنجيل يسوع قبل ضياعه واختفائه ، ومنهم مارش وليكرك وكوب وأكهارن وغيرهم ، يقول أكهارن: " إنه كان في ابتداء الملة المسيحية في بيان أحوال رسالة المسيح رسالة مختصرة يجوز أن يقال أنها هي الإنجيل الأصلي ، والغالب أن هذا الإنجيل كان للمريدين الذين كانوا لم يسمعوا أقوال المسيح بآذانهم ، ولم يروا أحواله بأعينهم ، وكان هذا الإنجيل بمنزلة القلب ".
                          ويصف الدكتور هارناك هذا الإنجيل فيقول : " والإنجيل الذي قام بتبليغه المسيح إنما كان يتعلق بالأب وحده ، ولا يتعلق بالابن ، وليس ذلك أمراً متضاداً ، كما أنه ليس عقلانية ، وإنما هو عرض بسيط ساذج للحقائق التي بينها مؤلفو الأناجيل " .
                          يا مسلمون أحضروا إنجيل المسيح !!
                          ولنا أن نتساءل إن كان هذا الإنجيل مما أمرت الكنيسة بإحراقه ضمن الأناجيل الكثيرة التي حرمتها وأمرت بحرقها في مجمع نيقية .
                          فكثيراً ما نسمع مطالبة النصارى للمسلمين أن يظهروا إنجيل المسيح الذي يدعونه ، فيجيب العلامة منصور حسين في كتابه الفريد "دعوة الحق بين المسيحية والإسلام": " إنه منذ فجر المسيحية، وبعد رفع المسيح ، وقبل الإسلام كان هناك العديد من الأناجيل ، قبل المسيحيون أربعاً منها فقط .. والباقي - كما وجدنا - طوردت وأحرقت ، والذين طاردوها هم المسيحيون أنفسهم وأحرقوها ، وليس المسلمون ، وليدلنا سيادته ( أي القمص باسيليوس، وهو أحد المرددين لهذه العبارة) عليها ، وحينئذ أدله من بينها على الإنجيل الصحيح ، أما أن يحرقها المسيحيون ، ثم يطالبون المسلمين ... فهذا غير معقول " .
                          إذاً قد اختفى إنجيل المسيح،وعهدة إحضاره باقية في ذمة النصارى، فكيف نشأت الأناجيل بعد ذلك ؟.

                          ثانياً : تدوين وقانونية العهد الجديد

                          يقرر عدد من مؤرخي النصرانية انتقال روايات شفاهية تبلورت فيما بعد بحركة دائبة في كتابة سيرة المسيح لتلبية حاجات الكنيسة المسيحية الناشئة ، ونكتفي هنا بنقل ما ذكره يواكيم إرميا في كتابه الذي نشرته الكنيسة المصرية بعنوان " أقوال المسيح غير المدونة في بشائر الأناجيل " فيقول : " ينبغي أن نضع نصب أعيننا حقيقتين أساسيتين عن بشائر الإنجيل وكتابتها :

                          الأولى أنه لمدة طويلة ، كانت كل التقاليد المعروفة عن المسيح " كلها أقوال شفاهية متناقلة .. واستمرت على هذه الصورة ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً ، ولم يتغير الوضع إلا في عهد اضطهاد نيرون للمسيحيين ، حينها اجتمع شيوخ الكنيسة وكبارها في خريف عام 64م ، ووجدوا أن الكثيرين من أعمدة الكنيسة قد فقدوا .. ولم يجد المجتمعون أمامهم إلا يوحنا الملقب مرقص زميل الرسول بطرس في الخدمة .. ليسجل كل ما يستطيع أن يتذكره من أحاديث المسيح وتعاليمه، وكتب مرقص بشارته المختصرة التي تحمل اسمه، وهي أقدم قصة كتبت عن حياة المسيح .
                          والحقيقة الثانية : أن قصة مرقس عن المسيح وأقواله قد دفعت غيره ليحذوا حذوه ، وينسجوا على منواله .. وتنشأ بشائر أخرى ...حتى كان هناك عدد لا يستهان به من البشائر ...
                          ولما رأت الكنيسة أن الأمر جد خطير بدأت في تقصي أسس هذه البشائر الأربعة المعروفة، واعتبرت ما سواها " بشائر أبو كريفية " ، طوردت وجمعت وأحرقت حتى اختفت ".
                          ونبه المحققون إلى أمر هام هو أن شيئاً من الأناجيل لم يكن يسمى إنجيلاً في الصدر الأول للنصرانية ، إنما سميت " كاروزوتا " أي موعظة ، وذلك باللغة اليونانية التي وجد بها ما سمي فيما بعد بالأناجيل .
                          وهذه الكتابات أطلق عليها القديس جوستين في منتصف الثاني اسم " مذكرات الرسل " .وقد بدأت في أواسط القرن الثاني حركة لتكوين كتاب مقدس للنصارى على غرار ما عند اليهود يقول المدخل الفرنسي للعهد الجديد : " لم يشعر المسيحيون الأولون إلا بعد وفاة آخر الرسل بضرورة تدوين أهم ما عمله الرسل وتولي حفظ ما كتبوه ... ويبدو أن المسيحيين حتى ما يقرب من السنة 150 تدرجوا من حيث لم يشعروا بالأمر إلا قليلاً جداً إلى الشروع في إنشاء مجموعة جديدة من الأسفار المقدسة ، وأغلب الظن أنهم جمعوا في بدء أمرهم رسائل بولس ، واستعملوها في حياتهم الكنسية ، ولم تكن غايتهم قط أن يؤلفوا ملحقاً بالكتاب المقدس ..
                          ومع ما كان لتلك النصوص من الشأن فليس هناك قبل القرن الثاني ( بطرس (2) 3/16 ) أي شهادة تثبت أن الناس عرفوا مجموعة من النصوص الإنجيلية المكتوبة ، ولا يذكر أن لمؤلَف من تلك المؤلفات صفة ما يلزم ، فلم يظهر ذلك إلا في النصف الثاني من القرن الثاني ... فيمكن القول أن الأناجيل الأربعة حظيت نحو السنة 170 بمقام الأدب القانوني، وإن لم تستعمل تلك اللفظة حتى ذلك الحين...
                          يجدر بالذكر ما جرى بين السنة 150 والسنة 200 إذ حدد على نحو تدريجي أن سفر أعمال الرسل مؤلف قانوني، وقد حصل شيء من الإجماع على رسالة يوحنا الأولى... هناك عدد كبير من المؤلفات ( الحائرة ) يذكرها بعض الآباء ذكرهم لأسفار قانونية في حين أن غيرهم ينظر إليها نظرته إلى مطالعة مفيدة.. وهناك أيضاً مؤلفات جرت العادة أن يستشهد بها ذلك الوقت على أنها جزء من الكتاب المقدس ، ومن ثم جزء من القانون لم تبق زمناً على تلك الحال ، بل أخرجت آخر الأمر من القانون ، ذلك ما جرى لمؤلف هرماس وعنوانه الراعي ، وللديداكي ، ورسالة أكليمنص الأولى ، ورسالة برنابا ورؤيا بطرس "
                          وهذا الذي ذكرته مقدمة العهد الجديد نستطيع أن نجمله بأن حركة تدوين الأناجيل بدأت بعد موت التلاميذ ، وأخذت شرعيتها في أواسط القرن الثاني كما ساعد في تكوين قانونية العهد الجديد مرقيون الهرطوقي سنة 160م حيث دعا لنبذ سلطة العهد القديم ، واحتاج لتزويد كنيسته بأسفار مقدسة أخرى ، فساهم أتباعه في نشر هذه الأناجيل فقد جمع في عهده إنجيلاً ، وراجعه مراجعة دقيقة ليتمشى مع أفكاره ، وجمع إليه رسالة بولس إلى أهل غلاطية، وهي رسالة تؤكد إبطال الناموس ونقده ، ثم أضاف رسائل بولس إلى أهل كورنثوس وتسالونيكي وأفسس وفيلبي وفليمون



                          الفرع الثاني عشر


                          كيفية اختيار الأناجيل الأربعة


                          أما الكيفية التي اختارت بها الكنيسة هذه الأناجيل دون غيرها، ومكان الاختيار و .... فلا يوجد أي تفصيل عند النصارى عن هذه النقطة سوى ما ذكره المدخل الفرنسي للعهد الجديد : " يبدو أن مقياس نسبة المؤلف إلى الرسل استعمل استعمالاً كبيراً ، ففقد رويداً رويداً كل مؤلف لم تثبت نسبته إلى رسول من الرسل ما كان له من الحظوة ".
                          ولكن هذا القول إنما يصح لو كانت هذه الأناجيل جميعاً قانونية ، ثم بدأ بعضها يفقد بريقه عند التحقيق والتدقيق ، بينما حصل العكس في تاريخ الكتاب المقدس حين لم يعتبر شيء من هذه الكتب قانونياً ، ثم بدأ في الاختيار فيما بعد، ويقول الأب كنغسر بأن الأناجيل التي رفضت هي التي لا تتفق مع الخط الأرثوذكسي .
                          لكن المتفق عليه عند مؤرخي الكنيسة أن الأناجيل الأربعة ورسائل بولس قد أقرت في أواخر القرن الثاني ، وكان أول من ذكر الأناجيل الأربعة المؤرخ أرمينيوس سنة 200م تقريباً ، ثم ذكرها كليمنس اسكندريانوس ودافع عنها واعتبرها واجبة التسليم .
                          فيما بقيت أسفار العهد الجديد موضع نزاع بين الكنائس طوال القرن الثالث، وقد قبلت بعض الكتب في الكنائس الشرقية كالرسالة إلى العبرانيين، بينما رفضها أتباع الكنائس الغربية، وقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي.







                          الفرع الثالث عشر


                          ترتيب الأسفار المقدسة ودلالتها


                          وكما وقع الخلاف في إلهامية بعض الأسفار وقع الخلاف في ترتيب هذه الأسفار في العهد الجديد، وهذا الخلاف مهم إذ كل رتب الأسفار حسب ما يعتقد لها من قيمة وقداسة وأهمية، فالخلاف في الترتيب خلاف في قيمة الأسفار.
                          وأقدم قائمة رتبت الأسفار كانت في أواسط القرن الرابع وهي قائمة أثناسيوس 367م، وكان ترتيبه كالتالي الأناجيل ثم أعمال الرسل ثم الرسائل الكاثوليكية ثم رسائل بولس ثم سفر الرؤيا، ثم أصدر مجمع روما 382م ترتيباً آخر تلى الأناجيل فيه رسائل بولس ثم رؤيا يوحنا ثم الرسائل الكاثوليكية السبعة ، وأما الترتيب الحالي فكان من قرارات مجمع ترنت 1546م .
                          وقد بين لنا المحققون من خلال استعراضهم مسيرة الأناجيل ، وتحولها من عمل شخصي إلى عمل قانوني مقدس حقيقة هامة ، وهي أن تقديس هذه الكتب عمل بشري لا يستند إلى دليل من هذه الكتب ، بل هو قرار اختلفت فيه المجامع حتى أقر ، ولو كان من الوحي لما اختلفت فيه المجامع، ولما احتاج إلى قرار كنسي ليصبح مقدساً ووحياً إلهياً .

                          مرة أخرى الأناجيل غير القانونية

                          كما سبق القول أنه قد ظهر في الجيل الأول من النصرانية أناجيل كثيرة - كما تدل على ذلك مقدمة إنجيل لوقا (لوقا 1/1-4).
                          ورأينا كيف اعترفت الكنيسة بأربعة أناجيل، ورفضت عدداً من الأناجيل والكتب، أوصلها صاحب كتاب اكسيهومو ( 1810م ) إلى أربعة وسبعين كتاباً ، وعددها فذكر أن منها ما هو منسوب لعيسى وأمه . وللحواريين ، ومنها ما هو منسوب للإنجيليين الأربعة ، وأوصلها بعض الباحثين إلى ما يربو على المائة كتاب ، ومنها ما هو منسوب لجماعات مسيحية قديمة كإنجيل المصريين والناصريين.
                          وقد سميت بعض هذه الكتب أناجيل كإنجيل بطرس واندرياه ويعقوب وميتاه ( متى ) وإنجيل المصريين لمرقس وبرنابا ، وعددت دائرة المعارف الأمريكية أسماء ستة وعشرين إنجيلاً لا تعترف بهم الكنيسة رغم نسبتهم إلى المسيح وكبار حوارييه.
                          وقد كانت بعض هذه الكتابات والأناجيل متداولة لدى عدد من الفرق المسيحية القديمة، وظلت متداولة إلى القرن الرابع الميلادي .
                          وفي مجمع نيقية 325م أمرت الكنيسة باعتماد الأناجيل الأربعة ورفض ما سواها من غير أن تقدم مبرراً لرفض تلك الأناجيل سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه في المجمع ، وفي ذلك يقول العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته " لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره ، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون .... وياليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل ...إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها ... " وأمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة ، وصدر قرار من الامبرطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب .

                          ما وصل إلينا من الأناجيل المحرمة :

                          وهكذا اختفت معظم هذه الأناجيل ولم يصل منها سوى إنجيل برنابا والإنجيل الأغنسطي ، وثلاث قصاصات من إنجيل مريم وبعض شرائح لاتينية وإغريقية وقبطية من إنجيل برثولماوس وإنجيل نيقوديموس كما عثر أخيراً في نجع حمادي بمصر على مقتطفات من إنجيل بطرس وكتاب أعمال يوحنا. ولعل أهم ما وجد في نجع حمادي مائة وأربعة عشر قولاً منسوباً للمسيح في إنجيل توما الذي يختلف أسلوبه عن الأناجيل الأربعة، إذ لم يسرد قصة المسيح ، بل نقل أقواله ، ويرجع المحقق كويستر هذا الإنجيل إلى منتصف القرن الأول الميلادي ، وأرجعه كيسيبل إلى 140م .
                          وعثر أيضاً على إنجيل" الحقيقة "والذي اعتبره ايرينوس (180م ) إنجيلاً مزوراً .


                          الأدلة التاريخية على وجود هذه الأناجيل :

                          وللتأكيد على وجود هذه الأناجيل في القرن الأول وحتى قبل كتابة الإنجيليين الأربعة لأناجيلهم ننقل ما ذكره لوقا في مقدمته " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا .. رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " ( لوقا 1/1 - 4 ) . وقد استشهد كل من كليمنت الرومي ( 97م ) وبوليكارب ( 112م ) بأقوال للمسيح في صيغ مستقلة غير موجودة في الأناجيل الأربعة . وقد جمع فايرسيوس ما تبقى من هذه الأناجيل ، وطبعها في ثلاثة مجلدات .

                          ملاحظات:

                          وبادئ ذي بدء فإن المحققين سجلوا حول هذه الأناجيل ملاحظات.
                          - أن ثمة كتب كثيرة ظهرت في القرن الأول، وكلها منسوبة للمسيح وحوارييه.
                          - أن هذه الأناجيل تخالف عقائد مجمع نيقية ، وبعضها كان خاصاً بفرق مسيحية موحدة .
                          - أن الكنيسة حين حرمت هذه الأناجيل ، ولم تقدم أدلة على صحة القرار الذي اتخذته .
                          - أنه كما لا يحق لرجال الكنيسة إعطاء صفة القانونية للأناجيل الأربعة فإنه لا يحق لهم إبطال صحة هذه الأناجيل واعتبارها أبوكريفا ( مزيفة ، خفية ).

                          تعليق


                          • #43
                            المطلب الثاني



                            النقد الباطن للمتن

                            المقصود بالنقد الباطن للمتن هو أن نمتحن النص نفسه ونشرحه ونوضحه ونثبت صحة نسبته للمصدر المنقول عنه، وفي الصفحات السابقة أثبتنا عدم صحة نسبة النص للمصدر المنقول عنه، فماذا عن النص نفسه ؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه.

                            وهو على أفرع:


                            الفرع الأول



                            مغالطة يرددها المسيحيون


                            يردد النصارى دائماً أن الكتاب المقدس كان قد انتشر بملايين النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك. فكيف سيتم التحريف لكتاب منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة وهي متفقة ومتشابهة على الرغم من كثرتها فلو حرفت ألفاظ النسخ لظهر ذلك في بعض النسخ ؟.

                            الجواب:

                            إن تشابه النسخ وتطابقها على الرغم من كثرتها هو أمر غير مسلم به لوجود الاختلاف في تلك النسخ من ناحية واختلافها في عدد الأسفار من ناحية أخرى.
                            وكما أثبتنـا أن نسخة الكاثوليك تختلف عن نسخة البروتستانت في عدد الأسفار حيث تزيد النسخة الكاثوليكية على النسخة البروتستانتية بسبعة أسفار وأكثر..
                            ويطلق على هذه الأسفار الزائدة أسم ( الأبوكريفا ) مع العلم بأن هذه الأسفار هي من ضمن الترجمة السبعينية واللاتينية و قد اكتسبت قانونيتها وصارت مسلمة بين جمهور المسيحيين بعد انعقاد مجمع ( قرطاج Carthage ) سنة 397 م وبقيت هكذا إلي مدة 1200 عام.
                            ولا ننسى أن مجمع ترنت في القرن الخامس عشر قد صادق عليها إلي أن ظهرت فرقة البروتستانت في أوائل القرن السادس عشر وأنكرت قانونية هذه الأسفار وحذفتها من الكتاب المقدس.
                            وبالتالي يحق لنا أن نوجه هذا السؤال إلي البروتستانت:
                            أليس حذفكم لهذه الأسفار السبعة يدل على أن الكتاب المقدس كان محرفاً تحريفاً بالزيادة طوال مئات السنين والأجيال حتى وقت ظهوركم وإنكاركم لهذه الأسفار؟!، وهذا يعني أن كتاب الكاثوليك الموجود الآن محرف بالزيادة.
                            وفي نقطة مهمة أخرى، لقد تبين أن الفقرة السابعة من الإصحاح الخامس من رسالة يوحنا الأولى والتي جاء فيها:
                            [7والذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةِ. 8الْآبُ، والْكَلِمَةُ والرُّوحُ اَلقُدُسُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ. ].
                            وفي نسخة الإنترنت http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm
                            تم تغير النص كالتالي:
                            [6هذا الذي جاءَ هوَ يَسوعُ المَسيحُ، جاءَ بِماءٍ ودَمِ، جاءَ لا بِالماءِ وحدَهُ، بَل بِالماءِ والدَّمِ. والرُّوحُ هوَ الذي يَشهَدُ، لأنَّ الرُّوحَ هوَ الحَقُّ. 7والذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةِ. 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ. 9إذا كُنا نَقبَلُ شَهادَةَ الناسِ، فشَهادَةُ الله أعظَمُ. وهذِهِ هِيَ شهادَةُ الله التي شَهِدَها لاَبنِهِ ].
                            وهكذا لقد تبين أنها فقرة مزيفة ليست موجودة في الأصول اليونانية المعول عليها أي إنها فقرة دخيلة ليست من المتن، وبالفعل لقد تم حذف هذه الفقرة المزيفة من الترجمة الرهبانية اليسوعية المطبوعة سنة 1986، ومن التراجم الكاثوليكية العربية الحديثة وتم حذفها من الترجمة الفرنسية المسكونية ومن ترجمة( لوي سيجو) الفرنسية وتم حذفها من جميع الترجمات الغربية الحديثة كالترجمة القياسية الإنجليزية. . . الخ، إلا أن البروتستانت ما زالوا يطبعون هذه الفقرة ضمن الترجمة العربية للكتاب المقدس وكأن لا شيء في الأمر( راجع كتاب الحياة والكتاب المقدس طبعة دار الكتاب المقدس في مصر).
                            وبالتالي يحق لنا أن نوجه هذا السؤال للبروتستانت: ألستم تدعون أن من زاد شيئاً على أسفار الكتاب المقدس يزيد الله عليه بالضربات والبلايا كما في رؤيا [ 22: 18] وبناء عليه أليست الفقرة السابعة من الإصحاح الخامس من رسالة يوحنا قد تبين أنها زائدة على الكتاب فلماذا ما زلتم تدخلونها ضمن طبعات الكتاب المقدس أم إن الضربات والبلايا لا تعني لكم شيئاً ؟!!. وإذا فرضنا جدلاً بأنكم تعتقدون أن ما قامت به الترجمات الغربية الحديثة كالفرنسية والإنجليزية وما قامت به التراجم الكاثوليكية العربية الحديثة من حذف لهذه الفقرة هو عمل باطل ولا يجب أن يكون.
                            وبالتالي: أليس من أسقط شيئاً من أسفار الكتاب المقدس يسقط الله نصيبه من شجرة الحياة كما تدعون وكما جاء في رؤيا [ 22: 19] ؟! فهل سقط نصيب الكاثوليك وكل من قام بحذف هذه الفقرة من شجرة الحياة ؟؟.
                            ونوجه هذا السؤال إلي الكاثوليك الذين حذفوا الفقرة الواردة في رسالة يوحنا وإلي كل من قام بحذفها من الترجمات السابق ذكرها: أليس حذفكم لهذه الفقرة من الكتاب المقدس يدل على أن الكتاب المقدس كان محرفا تحريفاً بالزيادة طوال مئات السنين حتى وقت اكتشافكم أن هذه الفقرة مزيفة وليست من الأصول المعول عليها وبالتالي قمتم بحذفها ؟ أليس هذا إقرار منكم بأن كتابكم كان محرفاً بالزيادة ؟.
                            والعجب أننا نجد نسخ منقحة للكتاب المقدس قد أعيد النظر فيها كنسخة الملك جيمس الجديدة المنقحة و التراجم الغربية الحديثة وقد تم حذف عدة فقرات مهمة منها، تشكل تعليماً أساسياً في المسيحية كتلك الفقرة الوارد في رسالة يوحنا الأولى [5:7 ] ـ وهي الخاصة بصيغة التثليث ـ فقد تم حذفها من النسخ المنقحة، وهكذا مع فقرات أخرى في الكتاب المقدس.
                            ولا يستطيع أي مسيحي أن ينكر أن هناك مراجعات مستمرة للكتاب المقدس ونسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس والتي تعد في نظرهم أنقى النسخ وأحسنها وجدوا فيها الكثير من الفقرات الزائدة والأخطاء ولقد كانت نتيجة ذلك:
                            إصدار الترجمة الإنجليزية المراجعة في الأعوام 1881ـ 1885، ونظيرتها الترجمة القياسية الأمريكية في عام 1901واستمرت عملية تنقيح التراجم ومراجعتها إلي أن صدرت الترجمة القياسية المراجعة للكتاب المقدس بعهديه ـ القديم والجديد ـ في عام 1952 فهذه المراجعات ـ وما يتبعها من الحذف والإضافة ـ تثير تساؤلاً حتمياً لدى كل قارئ ليس باستطاعة المسيحي الإجابة عنه وهو:
                            إذا كان الكتاب المقدس وحياً إلهياً من السماء أنزله الرب سبحانه وتعالى فكيف يسمحون لأنفسهم بالحذف منه والإضافة فيه ومراجعة فقراته بين فترة وأخرى وإعادة النظر فيه ؟!!.
                            وإليك بعضاً من نماذج التحريف.
                            أولاًـ وحدة الإلوهية
                            جاء في إشعياء 45 :5
                            »5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي. 6لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ. 8اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَلْيُنْزِلُ الْجَوُّ بِرًّا. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ، وَلْتُنْبِتْ بِرًّا مَعًا. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ.«.
                            والنص في مرقس 12 :32 من الترجمةالعربية الجديدة بيروت - دار الكتاب المقدس في العالم العربي كالتالي:»أحسنت يا معلم فأنت على حق في قولك إن الله واحد لا إله إلاهو «.
                            وفي ترجمة الفاندايك
                            مرقس 12 :32
                            » 32فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ:«جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. 33وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ». 34فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ:«لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ! «.
                            فمرة[5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ.] وتارة[في قولك إن الله واحد لا إله إلاهو] وأخرى[لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.] فأيهما نصدق؟.

                            تعليق


                            • #44
                              ثانياً ـ يسوع رجل
                              جاء في عظة بطرس يوم الخمسين أن المسيح »رجل« كما هو في أعمال 2 :22. [22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.].
                              وهذا يعني أنه ليس الله.
                              ثالثاً ـ يَا أُخْتَ هَارُونَ
                              قال تعالى في سورة مريم 28:
                              [يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)].
                              مقدمة هامه جداً:
                              هل من الممكن أن يتنبأ النساء من بني إسرائيل ؟..
                              جاء في خروج 15: 20 أن مريم أخت موسى و هَارُونَ كانت نبيَّة، وأنها قادت نساء بني إسرائيل في الترنيم بالدفوف والرقص فرحاً بالنجاة من عبودية مصر.[20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ]..
                              والملاحظ أن العدد 21 جاء مغايراً لنسخة الإنترنت
                              http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm كالعادة هكذا:
                              [20وأخذَت مريمُ النَّبيَّةُ أختُ هرونَ دُفُا في يَدِها، وخرَجتِ النِّساءُ كلُّهُنَّ وراءَها بدُفوفٍ ورقصٍ. 21فغنَّت لهنَّ مريمُ: «أنشِدوا للرّبِّ جلَ جلالُه. الخيلُ وفُرسانُها رماهُم في البحرِ»].
                              ونقرأ في قضاة 4:4 أن دبورة كانت قاضية لبني إسرائيل[4وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ، هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. ].
                              وفي 2ملوك 22: 14، 15 أن خلدة كانت نبية،[14فَذَهَبَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ وَأَخِيقَامُ وَعَكْبُورُ وَشَافَانُ وَعَسَايَا إِلَى خَلْدَةَ النَّبِيَّةِ، امْرَأَةِ شَلُّومَ بْنِ تِقْوَةَ بْنِ حَرْحَسَ حَارِسِ الثِّيَابِ. وَهِيَ سَاكِنَةٌ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْقِسْمِ الثَّانِي وَكَلَّمُوهَا.].
                              وهكذا كانت حنة كما هو في لوقا 2: 36- 38[36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا].
                              ومن المناسب ذكر النص من الإنترنت
                              http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm:
                              [36وكانَت هُناكَ نَبِـيَّةِ كَبـيرةِ في السِّنِّ اَسمُها حَنَّةُ اَبنَةُ فَنُوئيلَ، مِنْ عَشيرَةِ آشيرَ، تَزوَّجت وهيَ بِكرٌ وعاشَت معَ زَوجِها سَبعَ سَنواتٍ،].
                              وبنات فيلبس أعمال 21: 9 [ 8وسِرنا في الغَدِ إلى قيصرِيَّةَ. فدَخلَنا بَيتَ فيلبُّسَ المُبَشِّرِ وهوَ أحَدُ السَّبعةِ ونَزَلنا عِندَهُ، 9وكانَ لَه أربعُ بناتٍ عذارى يَتَنبَّأْنَ. 10وبَعدَ عِدَّةِ أيّامِ مِنْ إقامَتِنا، جاءَ مِنَ اليَهوديَّةِ نَبـيًّ اَسمُهُ أغابُوسُ.].وغيرهنّ.
                              1ـ عاش بنو يعقوب في مصر وتكاثروا , ثم في عام 1237 قبل الميلاد خرج بنو يعقوب بعد موت أبيهم من مصر بقيادة نبي منهم هو موسى عليه السلام يقول سبحانه وتعالى في البقرة/49 :
                              [ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)] .
                              2ـ بعد ذلك عاش بنو إسرائيل في التيه أربعين عاماً , وكان منهم الصالحون ومنهم دون ذلك يقول سبحانه وتعالى في سورة الأعراف :
                              [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) ].وفي هذه المدة مات هارون وتبعه موسى عليهما السلام ولم يدخلا الأرض المقدسة...
                              وبعد ألف سنة من هذا التاريخ على أكثر الاحتمالات، نجد أن السيدة مريم بنت عمران وأن أمها السيدة حَنَّةَ وخالتها السيدة اَلِيصَابَات وزوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام وابن خالتها نبي الله يحيى عليه السلام كلهم من نسل هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام . [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ]..
                              يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران/34ـ36:
                              [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)].
                              فعِمْرَانَ أبو مريم غير عمران أبو موسى وهارون... ومريم بنت عمران أم السيد المسيح غير مريم بنت عمران أخت موسى وهارون والتي كانت تكبر موسى باثنتي عشرة عاما،وهي التي جاء ذكرها في سورة القصص/11:
                              [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)].
                              ولأن مريم بنت عمران أخت موسى وهارون كانت نبية كما تقدم لك، ومن ثم تيمناً بها وجدنا السيدة حَنَّة أم مريم فور أن علمت بعد وضعها أن المنذور أنثى ، وجدناها على الفور وبدون تفكير أطلقت عليها اسم مريم[ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ] تيمناً بمريم النبية أخت هارون النبي والذي جعل الله الكهانة في نسله، ومن ثم كان يطلق عليها لقب أخت هارون، ليس على سبيل المجاز وإنما على الحقيقة..
                              فالتشابه بينهما كبير[ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ]، كما تقدم لك..
                              وحينما يقول لنا سبحانه وتعالى في محكم كتابه أنهم قالوا: [يَا أُخْتَ هَارُونَ ].معنى ذلك أنها كانت تعرف بين القوم بهذه الكنية وأنها من نسل هارون بن لاوي فهي لاوية. [ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ].
                              حينما بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذ بن جبل على اليمن:
                              نجد أنه قد ورد في مسند احمد حديث رقم 21040مسند الأنصار رضي الله تعالى عنهم:
                              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْمُغِيرَةِ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏صَفْوَانُ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏‏عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ‏‏قَالَ ‏لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏الْيَمَنِ ‏ ‏خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُوصِيهِ ‏ ‏وَمُعَاذٌ‏ ‏رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ يَا ‏ ‏مُعَاذُ‏ ‏إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا ‏ ‏تَلْقَانِي بَعْدَعَامِي هَذَا أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ ‏ بِمَسْجِدِي ‏ ‏هَذَا أَوْ قَبْرِي فَبَكَى ‏ ‏مُعَاذٌ‏ ‏جَشَعًا ‏ ‏لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا.].
                              ثم قال له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وصاياه له: كما هو في صحيح مسلم حديث رقم 27 الدعاء إلي الشهادتين وشرائع الإسلام:
                              ‏[ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَأَبُو كُرَيْبٍ ‏‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏جَمِيعًا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏وَكِيعٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏وَكِيعٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَقَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مَعْبَدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ‏ ‏قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏رُبَّمَا قَالَ ‏ ‏وَكِيعٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏أَنَّ ‏‏مُعَاذًا ‏ ‏قَالَ ‏‏بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ ‏‏أَهْلِ الْكِتَابِ ‏ ‏فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْهُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ ‏ ‏وَكَرَائِمَ ‏ ‏أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ‏.].
                              وبعد أن عاد رضي الله تعالى عنه:
                              نجد أنه قد ورد في سنن الترمذي حديث رقم 3080 شرح سورة مريم:
                              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ‏ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏نَجْرَانَ ‏ ‏فَقَالُوا لِي أَلَسْتُمْ تَقْرَءُونَ يَاأُخْتَ‏ ‏هَارُونَ‏ ‏وَقَدْكَانَ بَيْنَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏وَمُوسَى ‏ ‏مَا كَانَ فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ‏ ‏أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ .].
                              وفي تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
                              وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِيَ بِهِ هَارُونَ أَخَا مُوسَى , وَنُسِبَتْ مَرْيَمُ إِلَى أَنَّهَا أُخْتُهُ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ , يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ يَا أَخَا تَمِيمٍ , وَلِلْمُضَرِيِّ يَا أَخَا مُضَرَ .
                              وفي مسند الإمام أحمد حديث 17491أول مسند الكوفيين
                              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبِي ‏ ‏يَذْكُرُهُ عَنْ ‏ ‏سِمَاكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏إِلَى ‏ ‏نَجْرَانَ ‏ ‏قَالَ فَقَالُوا أَرَأَيْتَ مَا تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ‏ ‏هَارُونَ‏ ‏وَمُوسَى ‏‏قَبْلَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏بِكَذَا وَكَذَا قَالَ فَرَجَعْتُ فَذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.].

                              وفي صحيح مسلم 3982 كتاب الآداب
                              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏‏وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ‏ ‏وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ‏‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ‏ ‏وَاللَّفْظُ ‏ ‏لِابْنِ نُمَيْرٍ ‏‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ إِدْرِيسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ‏ ‏قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ ‏ ‏نَجْرَانَ ‏‏سَأَلُونِي فَقَالُوا إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ يَاأُخْتَهَارُونَ‏ ‏وَمُوسَى ‏ ‏قَبْلَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏بِكَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ ‏ ‏إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.].
                              الشرح صحيح مسلم بشرح النووي
                              ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل :
                              ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلهمْ )‏اِسْتَدَلَّ بِهِ جَمَاعَة عَلَى جَوَاز التَّسْمِيَة بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام , وَأَجْمَع عَلَيْهِ الْعُلَمَاء , إِلَّا مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَسَبَقَ تَأْوِيله , وَقَدْ سَمَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِبْنه إِبْرَاهِيم , وَكَانَ فِي أَصْحَابه خَلَائِق مُسَمُّونَ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاء . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ كَرِهَ بَعْض الْعُلَمَاء التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْمَلَائِكَة , وَهُوَ قَوْل الْحَارِث بْن مِسْكِين . قَالَ : وَكَرِهَ مَالِك التَّسَمِّي بِجِبْرِيل وَيَاسِين . ‏
                              سيدي يا رسول الله من أنبأك هذا..
                              هل اطلع عليه الصلاة والسلام على ما مكتوب في سف الخروج الإصحاح الـ15العدد 20 والذي فيه [20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ.].
                              ومرة أخرى إذا كانت النبوءة في العهد القديم واضحة وهاهي ذي قد تحققت في العهد الجديد فلماذا كُذِبَ المسيح عند حضوره من قبل اليهود ؟؟.
                              والإجابة كما يعرفها علماء اليهود والنصارى أنفسهم , إذ أنها تكمن في نسب السيد المسيح عليه السلام إذ أن البشارات كلها تتحدث عن عذراء من نسل " داود " تلد ابنا يدعى اسمه " عِمَّانُوئِيلَ " ,ولقد شرحنا مفهوم النبوءة طبقاً لما ورد تاريخيا. فهل كانت السيدة مريـم أم السيد المسيح من نسل داود عليهما السلام فعلاً ؟ والإجابة قطعاً بالنفي , إذ أنها من بيت لاوى وليست من بيت يهوذا الجد العاشر لداود .ولهذه الأسباب فإن السيد المسيح عيسى عليه السلام وأمه ليسا من نسل داود.

                              تعليق


                              • #45
                                الفرع الثاني

                                مولد السيد المسيح


                                ثم إن السيد المسيح عليه السلام إله النصارى مُختلف في مولده و نسبه ومماته، كيف؟.
                                لنرى:
                                أولاً: المولد الشريف كما هو في القصة الإنجيلية


                                انقسم اليهود حول المسيح المنتظر، ففريق قال إنه يأتي من نسل يوسف، وقال آخرون إنه يأتي من نسل داوود، وذكر (ملاخى) أن الله جعل عهده في سبط (لاوي بن يعقوب)، وذكر العهد القديم أن من أبناء لاوي (نحشوم) وولد له (عمرام) وولد لعمرام موسى وهارون ومريم ومن هذا النسل اختار الله تعالى الهداة الذين يسوقون المسيرة الإسرائيلية إلى الصراط المستقيم.
                                ولقد كشف يهود أورشاليم برامجهم وثقافاتهم التي تدعو إلى انتظار ابن داوود الذي يعيد مملكة داوود التي تعتبر عنوانا لعهد الله لإبراهيم، وهذه البرامج والثقافات تخالف نصوص قطعية في العهد القديم حدد فيها من أي سبط يأتي المسيح المنتظر.
                                ولعل صورة التناقض والتلاعب تتضح إذا تأملنا في الجدول الذي يقارن بين سلسلتي لوقا ومتى، ونضع إلى جوارهما ما جاء في سفر (الأيام الأول 3/10-19)، لنقف على الأسماء التي أسقطها متى، لتنتظم له سلسلته التي أرادها، فقد غير في نسب المسيح، لتتناسب وحساباته الخاصة



                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                18 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X