تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بن الإسلام مسلم اكتشف المزيد حول بن الإسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ[البقرة : 100]

    وهذه من صفات اليهود ويشترك معهم فيها المنافقون

    " كُلَّمَا " تفيد التكرار,
    فكلما وجد العهد ترتب عليه النقض،
    ما السبب في ذلك؟
    السبب أن أكثرهم لا يؤمنون،
    فعدم إيمانهم هو الذي أوجب لهم نقض العهود،
    ولو صدق إيمانهم, لكانوا مثل من قال الله فيهم:
    { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
    (تفسير السعدي)

    أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فرق منهم ،
    أي : طرحوه وانقضوه
    من النبذ وهو إلقاء الشئ وطرحه لقلة الاعتداد به
    ومنه سمي النبيذ وهو التمر والزبيب إذا طرحا في الماء

    وقال الحسن البصري في قوله : ( بل أكثرهم لا يؤمنون )
    قال : نعم ، ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه ،
    يعاهدون اليوم ، وينقضون غدا .

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) ﴾ البقرة

      نبذوا واتبعوا، وأي إنسان لا بد من أن يدرك وأن يتَّبع،
      فالمؤمن ترك الباطل واتبع الحق،
      والكافر ترك الحق واتبع الباطل،
      والويل لمن أعرض عن الحق واتجه إلى الباطل، لمن نبذ كتاب الله المُنَزَّلَ من عند الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، طريق سعادة الإنسان، منهجه القويم ـ واتبع أهواء الناس .

      أنت أيها الأخ الكريم لابد من أن تسأل نفسك :
      ما الذي تركته في سبيل الله ؟
      وما الذي أقبلت عليه في سبيل الله ؟
      الإنسان قد يدع حرفةً فيها معصيةٌ لله،
      هل تركت شيئاً في سبيل الله ؟
      هل أعرضت عن نظريَّةٍ باطلة؟
      ماذا تركت وماذا أخذت؟

      هناك حقٌ صِرف، وباطلٌ متنوِّعٌ .

      ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾
      ( سورة الأنعام )

      تفسير النابلسي

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ )) من الآية 102 من سورة البقرة


        ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع, ابتلي بالاشتغال بما يضره,

        فمن ترك عبادة الرحمن, ابتلي بعبادة الأوثان,
        ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه, ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه,
        ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان,
        ومن ترك الذل لربه, ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.

        كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتختلق من السحر على ملك سليمان حيث أخرجت الشياطين للناس السحر،

        تفسير السعدي

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}
          أي: بتعلم السحر, فلم يتعلمه،

          {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}
          بذلك.

          { يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ }
          من إضلالهم وحرصهم على إغواء بني آدم،



          ((وما أنزل على الملكين ))

          قال القرطبي :
          ما نفي
          وذلك أن اليهود قالوا : إن الله أنزل جبريل وميكائيل بالسحر ، فنفى الله ذلك .

          والمعني : وما كفر سليمان ، وما أنزل على الملكين ،
          ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت ،

          هذا أولى ما حملت عليه الآية من التأويل ، وأصح ما قيل فيها ولا يلتفت إلى سواه

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (102) ﴾

            الشياطين يعلِّمون الناس السحر،
            يتعاونون مع الإنس لإبطال الحق وإظهار الباطل،
            يتعاونون مع الإنس لشيوع المعصية،
            فكل علاقةٍ بين الإنس والجن هي علاقة إضلال،
            كل علاقةٍ بين الإنس والجن هي علاقة تزوير،
            هي علاقة صرف الناس عن الله عزَّ وجل، وعن دين الله، وعن كتاب الله .

            ما من شيءٍ يقرِّبنا إلى الله عزَّ وجل إلا أمرنا النبي به،
            وما من شيءٍ يبعدنا عن الله عزَّ وجل إلا نهانا النبي عنه،

            فإذا كان التعاون مع الجن نافعاً، وينفعنا، ويفيدنا، ويقرِّبنا لكان الأولى أن يأمرنا النبي به،

            إذاً كل شيء لم يرد في السنَّة ينبغي أن لا نفعله لأنه لا نفع منه

            ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (102) ﴾

            السحر منتشر في بلاد المسلمين،
            الساحر ليس على شيء
            أما المؤمن معه كتاب الله، معه منهج الله، معه سُنة رسول الله

            ليس لك إلا هذا القرآن،
            وليس إلا هذه الآيات،
            وكل إنسان معه سلاح فتَّاك ضد الشيطان ؛ استعذ بالله .

            تفسير النابلسي

            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              ((فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه))

              وخصص سبحانه هذا اللون من السحر بالنص عليه للتنبيه على شدة فساده.
              وعلى شناعة ذنب من يقوم به.
              لأنه تسبب عنه التفريق بين الزوجين اللذين جمعت بينهما أواصر المودة والرحمة.

              ثم نفى- سبحانه- أن يكون السحر مؤثرا بذاته
              فقال تعالى: ((وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))
              أى: أن أولئك السحرة لن يضروا أو ينفعوا أحدا بسحرهم إلا بإذن الله وقدرته،

              ((وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ))
              فما يتعلمون من السحر انما يضرهم في دينهم ودنياهم .
              ولا يأتي لهم بالنفع وإن ظهر لهم ذلك

              ((وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ))
              ولقد علموا ان من استبدل السحر بكتاب الله ليس له من حظ في الجنة،
              لأنه قد اختار الضلال وترك الهدى،
              واختيارهم للسحر لم ينشأ عن جهلهم بضرره، وإنما هم الذين اختاروه ومالوا إليه متعمدين وعالمين بعاقبته السيئة.

              ((وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.))
              ولبئس شيئا باع به أولئك السحرة حظوظ أنفسهم تعلم ما يضر من السحر والعمل به،
              ولو كانوا ممن ينتفعون بعلمهم لما فعلوا ذلك.

              تفسير الوسيط

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا (103) ﴾

                خالق الكون يقول لك: لو أنك فعلت كذا وكذا لكان خيراً لك .

                لمجرد أن تؤمن بالله إيماناً يحملك على طاعته
                فأنت من أولياء الله،
                وينطبق عليك تعريف الولي:
                ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(63) ﴾ (سورة فاطر)

                حينما يصعد عملٌ طيبٌ خالصٌ إلى الله عزَّ وجل يعود عليك منه، هذه المثوبة،

                ثاب أي رجع،
                العمل الصالح المبني على إيمان صحيح، الخالص لله عزَّ وجل له عند الله ثواب،

                ثواب حدِّث ولا حرج،

                يلقي الله على قلبك السكينة،
                وهي أثمن شيءٍ يملكه الإنسان على الإطلاق .

                إذا ألقى الله في قلبك السكينة، وألقى في قلبك الطمأنينة، وألقى في قلبك السعادة، وألقى في قلبك اليقين، وتعلَّقت بما عنده، وزهدت بما فيما أيدي الناس، ورجوت رحمته، وخفت من عذابه
                هذا هو الثواب .

                الثواب عمل صالح،
                صالحٌ في إجراءاته، صالحٌ في نيَّته،
                أساسه إيمانٌ صحيح هذا يصعد إلى الله عزَّ وجل ويعود سكينةً، وطمأنينةً، وسعادةً، ورضىً، وتوفيقاً، ونجاحاً، وفلاحاً، وسعادةً في الدنيا والآخرة،

                تفسير النابلسي

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) ﴾ البقرة

                  إذاً هم لا يعلمون،

                  وفي آيات أخرى أثبت الله لهم العلم، قال
                  ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (7) ﴾
                  ( سورة الروم الآية: 7 )

                  بجمع الآيات نستنتج أنك إن عرفت الله تعلم، فإن لم تعرفه أنت لا تعلم .


                  العلم والجهل هما العاملان الحاسمان في السعادة والشقاء،

                  والدليل ماذا يقول أهل النار وهم في النار ؟
                  ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ ( سورة الملك )

                  إذا كنت مع الله كان الله معك،
                  إذا اتبعت منهج الله سعدت في الدنيا والآخرة،
                  إن خالفت كلام الله عزَّ وجل شقيت في الدنيا والآخرة .

                  تفسير النابلسي

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا (104) ﴾ البقرة

                    كان المؤمنون يخاطبون النبي عليه الصلاة والسلام ويقولون: يا رسول الله راعنا أي ارعنا نحن أتباعك، انصحنا، دُلَّنا على الخير .
                    كان الصحابة الكرام في أعلى درجات الأدب حينما قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: راعنا . أي ارعنا، أي أحطنا برعايتك، دلَّنا على الخير يا رسول الله .
                    لكن لكلمة (راعنا) في لغة اليهود معنىً قبيح، لغة سباب، أي اسمع لا أسمعك الله، بلغة اليهودي،
                    فاليهود كانوا يسبون النبي بقلوبهم،
                    فلما سمعوا أصحاب رسول الله يقولون: راعنا . قالوا: جاءتنا فرصة كي نسبه علانيةً فكانوا يقولون: يا رسول الله راعنا،
                    علم سيدنا سعد بن معاذ ذلك فقال: " والله ما سمعت واحداً يقول للنبي راعنا إلا ضربت عنقه "،
                    اختلف الوضع .

                    ﴿ وَقُولُوا انْظُرْنَا (104) ﴾

                    هذا معنى يستنبط منه أن
                    كل كلمةٍ تحتمل معنيين، وأنت تريد المعنى السليم ابتعد عنها،
                    هذا سمَّاه العلماء سد الذرائع،

                    فقد تفعل شيئاً لا غبار عليه، ولكنه قد يقود إلى ما هو محرم،
                    فقد تزرع العنب في مكان لا يباع إلا للخمَّارات، فبذلك تكون زراعة العنب محرمة سداً للذريعة،
                    قد تسب إنساناً فيسب الله، سُباب هذا الإنسان محرَّم،
                    من هو الذي يسب أباه؟ يسب أبا الرجل فيسب أباه،

                    فالتحريم تحريم سد ذريعة،

                    هذا حكم شرعي،

                    أنه إذا احتملت كلمة معنيان، فالأولى أن تبتعد عن استخدامها، وأن تستخدم كلمة تحتمل معنى واحداً،
                    وهذا من بلاغة الإنسان وفصاحته .

                    تفسير النابلسي

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [البقرة : 105]

                      الحاسد لغباوته يسخط على قدر الله،
                      ويعترض عليه لإنعامه- سبحانه- على المحسود
                      والله- تعالى- هو صاحب التصرف المطلق في الإعطاء والمنع
                      فكان من الواجب على هؤلاء الذين لا يودون أن ينزل أى خير على المؤمنين أن يريحوا أنفسهم من هذا العناء،
                      وأن يتحولوا عن ذلك الغباء،
                      لأن الله- تعالى- يهب خيره لمن يشاء.
                      (تفسير الوسيط)


                      قال الدكتور راتب النابلسي :
                      يتضح في هذه الآية أن الشارد عن الله عزَّ وجل لا يتمنَّى الخير للمؤمن،
                      بينما المؤمن يتمنَّى الخير لغيره،
                      لأنه منضبطٌ بمنهج الله، وسَمَت نفسه باتصالها بالله فصار يحب الخير لكل الخلق،

                      ولكن المؤمن ما يكون له أن يتودَّد لغير المؤمن .
                      التودُّد أساسه الحب،
                      فإذا كان الله لا يحب الكافرين، ولا يحب الفاسقين، ولا يحب الظالمين
                      فكيف تحبُّ من لا يحبُّه الله ؟
                      يقول الله عزَّ وجل:
                      ﴿ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (22)﴾( سورة المجادلة )

                      وأهل الكفر والشرك لا يتمنَّون الخير لكم، ولا يحبونكم .
                      مع أن المؤمن يتمنى الخير لغير المؤمن،
                      وبغضه له بغضٌ لعمله لا لذاته،
                      وبمجرَّد أن يعود الشارد عن الله إلى الله يحبه المؤمن،
                      لمجرَّد أن يؤمن غير المؤمن يصبح له ما للمؤمنين وعليه ما على المؤمنين .

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        ﴿ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (105) ﴾ البقرة

                        الخير الذي من عند الله وحده لا يخضع لرغبة أحد،
                        فأنت إذا تمنيت الخير لفلان أو لم تتمن له الخير لا تمنِّيك يعطيه الخير ولا عدم تمنيك يمنع عنه الخير

                        الشيء الثاني: رحمة الله لمن طلبها:

                        ﴿أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ (218)﴾( سورة البقرة)

                        رحمة الله لمن طلبها وقدّم موجباتها وهي محجوبة عن الكافرين والظالمين والفاسقين:

                        رحمة الله للمحسنين: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) ﴾( سورة الأعراف )

                        رحمة الله للطائعين،
                        رحمة الله للمُصَّلين،
                        رحمة الله للعابدين،
                        رحمة الله للمُخلصين،
                        رحمة الله للتائبين،

                        كان عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الأدب وهو يقول:
                        (اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ )



                        ﴿ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) ﴾

                        رحمته تابعةٌ لمشيئته،
                        والخير من الله وحده،
                        لا يوجد خير في الأرض إلا من الله،
                        وكل مسلم يعقد الآمال على غير الله سيخيب ظنُّه،
                        وكل مسلم يتوجَّه إلى غير الله لينال منه الخير سيخيب ظنه، وهذا نوعٌ من الشرك

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 106]

                          أي أن الله قادر أن يعطي الأحكام الشديدة دفعة واحدة،
                          القرآن نزل بالتدريج
                          والتحريم بدأ بالتدريج،
                          وهذه حكمة الله عزَّ وجل، أي خذ الأمر بالتدريج ،

                          لذلك تحتاج الدعوة إلى الله ـ كما يقولون ـ إلى التدرُّج لا إلى الطَّفرة، إلى التربية لا إلى التَعْرِيَة، الإحسان قبل البيان، القدوة قبل الدعوة، الأصول قبل الفروع
                          (تفسير النابلسي)


                          ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
                          الم تعلم يا من آمنت بالله ربا أن من صفات الله العلم والقدرة والحكمة

                          فإذا كنت آمنت به فيجب أن تسلم وتخضع له وتعلم أن ما يقدره الله هو الخير لك

                          فإذا قرأت قول الله عز وجل :
                          ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ ))
                          فما عليك إلا أن تقول سمعنا وأطعنا ايمانا بحكمة الله وعلمه وقدرته . ولا تلتفت لأقوال المشككين من اليهود والملحدين

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ )

                            من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته
                            فقال:
                            { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }

                            ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ,
                            عرف بذلك حكمة الله ورحمته بعباده, وإيصالهم إلى مصالحهم, من حيث لا يشعرون بلطفه .
                            (تفسير السعدي)


                            يقول بن كثير :

                            يرشد الله تعالى بهذا إلى أنه هو المتصرف في خلقه بما يشاء ،
                            فله الخلق والأمر وهو المتصرف ،
                            فكما خلقهم كما يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقي من يشاء ، ويصح من يشاء ، ويمرض من يشاء ، ويوفق من يشاء ، ويخذل من يشاء ،
                            كذلك يحكم في عباده بما يشاء ،
                            فيحل ما يشاء ، ويحرم ما يشاء ، ويبيح ما يشاء ، ويحظر ما يشاء ،
                            وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه .
                            ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون .

                            ويختبر عباده وطاعتهم لرسله بالنسخ ،
                            فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى ،
                            ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى . .

                            فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا . وامتثال ما أمروا . وترك ما عنه زجروا

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [البقرة : 108]

                              والمراد بذلك, أسئلة التعنت والاعتراض
                              وأما سؤال الاسترشاد والتعلم, فهذا محمود قد أمر الله به

                              ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة :
                              أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال

                              وفي صحيح مسلم :
                              " ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وإن نهيتكم عن شيء فاجتنبوه "


                              (وَمَنْ يَتَبَدَّل الْكُفْر بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل)
                              وَهَذِهِ السَّبِيل هِيَ الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم الَّذِي أُمِرْنَا بِمَسْأَلَتِهِ الْهِدَايَة لَهُ
                              بِقَوْلِهِ : { اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ } .

                              لذلك علينا أن نتبع هدي رسول الله في كل حياتنا ولا نستبدله بعادات وتقاليد أهل الكفر .
                              فمن أعرض عن هدي رسول الله وطريق الذين أنعم الله عليهم من الصحابة والتابعين فقد ضل سواء السبيل

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                (( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً )) من الآية 109 سورة البقرة

                                الإنسان بفطرته ينبغي أن يكون مؤمناً،
                                فالإنسان فطرته هي حب الحق، وطاعة الله،
                                فإذا ابتعد عن الحق وعصى الله عزَّ وجل يختل توازنه،
                                هذا الاختلال مُزعج،
                                كيف يستعيد هذا الاختلال ؟
                                هناك ثلاث حالات ؛ حالة واحدة صحيحة وحالتان مرضيَّتان .

                                1ـ الحالة الصحيحة أن يصطلح مع الله ويتوب إليه ويستسلم لأمره ويطيعه

                                2ـ أن تطعن بالمؤمنين لتوهم نفسك أن الناس جميعاً هكذا

                                3ـ الشيء الثالث: أن تتعلَّق بفكرٍ ضال يُغَطِّي انحرافك،

                                ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً (109)﴾
                                ذلك ليستعيدوا توازنهم،
                                هم حينما كفروا اختل توازنهم،
                                لأنهم خالفوا فطرتهم، خالفوا جبلَّتهم،
                                فلمَّا رأوا المؤمنين ملتزمين، منيبين، محبِّين، متعاونين، سعداء فهذا الشيء مقلق،
                                فتمنوا أن يختل توازنهم مثلهم وأن يعودوا كفَّاراً .

                                تفسير النابلسي

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                23 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X