تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بن الإسلام مسلم اكتشف المزيد حول بن الإسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (83) ﴾


    الميثاق هو العهد،

    والبشريَّة جمعاء حينما خُلِقوا في عالَم الذَر قال لهم الله تعالى:
    ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ سورة الأعراف

    العهد أن نأتي إلى الدنيا فنتعرف إلى الله من خلال الكون،
    والكون كلُّه ينطق بأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى،

    أن نأتي إلى الدنيا وأن نستخدم العقل الذي أودعه الله فينا،

    وأن نصغي إلى صوت الفطرة التي فُطرنا عليها،

    وأن نستخدم حريَّة الاختيار في اختيار الخير،

    وأن نستخدم الشهوات كقوَّى محرِّكة لا قوى مدمِّرة،

    وأن نجعل من الشرع منهجاً لنا،

    من أجل هذا جئنا إلى الدنيا،

    وهذا هو العهد الذي عاهدنا ربنا عليه،

    وهذا مضمون قوله تعالى:
    ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ ﴾ سورة الأحزاب

    تفسير النابلسي

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      مضمون منهج الله عزَّ وجل:

      لقد تضمّنت هذه الآية العديد من العبادات بالإضافة إلى العبادة الاعتقادية في مطلبها،

      عبادة اعتقاديَّة:
      ﴿ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ (83) ُ﴾

      عبادات شعائريَّة:
      ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ (83) ُ﴾

      عبادات تعامليَّة:
      ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ (83) ُ﴾

      عبادات قوليَّة:
      ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً (83) ﴾

      هذا مضمون منهج الله عزَّ وجل:
      عبادة اعتقاديَّة، وعبادة شعائريَّة، وعبادة تعامليَّة، وعبادة قوليَّة

      تفسير النابلسي

      ولذلك فإن الدين شامل لكل نواحي الحياة
      (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )) الأنعام

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ [البقرة : 84]


        قال صاحب المنار :

        (وقد أورد- سبحانه- النهى عن سفك بعضهم دم بعض، وإخراج بعضهم بعضا من ديارهم وأوطانهم،
        بعبارة تؤكد وحدة الأمة،
        وتحدث في النفس أثرا شريفا، يبعثها على الامتثال إن كان هناك قلب يشعر، ووجدان يتأثر

        فقال تعالى:
        لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ

        فجعل دم كل فرد من أفراد الأمة كأنه دم الآخر عينه حتى إذا سفكه كان كأنه بخع نفسه وانتحر بيده،

        وقال تعالى:
        وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ

        على هذا النسق،

        وهذا التعبير المعجز ببلاغته خاص بالقرآن الكريم»

        قال النبي صلي الله عليه وسلم
        (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد،
        إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
        (رواه مسلم)

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (85) ﴾


          هذا من أخطر أمراض اليهود
          وأنا أؤكِّد لكم أن المسلمين وقعوا في هذا المرض،

          يعجبهم من الدين ما هو يسير وسهل
          أما الانضباط -
          ضبط الشهوات فلا يعجبهم،
          كسب المال الحلال فلا يعجبهم،
          يريد كسب مال كثير ولو من طريق مشبوه،

          أحياناً يصوم نوافل وهو تارك لأشياء مهمَّة جداً في الدين، ومرتكب مخالفات كبيرة جداً في الدين

          أعجبه الزواج من الدين كله ، الشيء المريح الذي يعجبه أخذه أما إذا قلت له غض بصرك، فإنه يقول لك أين أذهب بعيوني ؟

          وإن قلت له: هذا الدخل فيه شبهة اتركه، فإنه يقول لك: هذا الدخل كبير ويصعب تركه

          وأنا أضرب أمثلة وهي ليست على سبيل الحصر وقد يكون هناك آلاف من الأمثلة الأخرى

          هذا الذي يأخذ من الدين ما يعجبه ويدع ما لا يعجبه،
          هذا وقع في مرض من أمراض اليهود

          وإذا لم يُقِم المسلم الإسلام في بيته،
          ولم يضبط بناته، ولم يضبط أولاده، وإذا لم يحرَّر دخله،
          وإذا لم يكن عمله صحيحاً مشروعاً، ومهنته شريفة منطبقة على الشرع والمنهج،
          فكيف يسمي نفسه مسلماً ؟

          تفسير النابلسي

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            هذا من أخطر أمراض اليهود
            وأنا أؤكِّد لكم أن المسلمين وقعوا في هذا المرض
            صدقتم للأسف الشديد
            وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
            إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) ﴾


              وقال:
              ﴿ أُولَئِكَ (86) ﴾
              هؤلاء الذين كُلِّفوا ولكنهم لم يفعلوا ما كلِّفوا به، ونُهوا لكنهم فعلوا ما نهوا عنه:

              ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ (86) ﴾

              الآخرة تعني الأبد،
              والحياة الدنيا تعني سنوات معدودة،
              اشترى الحياة الدنيا بملاذِّها وشهواتها بالآخرة الأبديَّة:

              ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)﴾

              الآن أعداء المسلمين في العالَم كله كسبوا الدنيا، أقوياء جداً، أغنياء جداً، الأمور كلها بأيديهم، كسبوا الدنيا تماماً ؛
              لكنَّهم ضيَّعوا الآخرة،

              فما دامت الآخرة حقاً فالمؤمن على ما يعاني أفضل عند الله ألف مرَّة من هؤلاء الذين كسبوا الدنيا وخسروا الآخرة :

              ﴿ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾سورة الزمر

              تفسير النابلسي

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(86)سورة البقرة


                هم نظروا إلي الدنيا فقط ..

                ونظرة الإنسان إلي الدنيا ومقارنتها بالآخرة تجعلك تطلب في كل ما تفعله ثواب الآخرة ..

                فالدنيا عمرك فيها محدود

                ولذلك فإن الإسلام لا يجعل الدنيا هدفا
                إذن فاجعل وجهتك الآخرة، ففيها النعيم المقيم المتعة فيها على قدرات الله ..

                ولكن خيبة هؤلاء أنهم اشتروا الدنيا بالآخرة ..
                ولذلك يقول الحق عنهم:
                "فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون"

                لا يخفف عنهم العذاب أي يجب ألا يأمنوا أن العذاب في الآخرة سيخفف عنهم .. أو ستقل درجته أو تنقص مدته


                وقوله: "ولا هم ينصرون" ..

                النصرة تأتي على معنيين ..
                تأتي بمعنى أنه لا يغلب .. وتأتي بمعنى أن هناك قوة تنتصر له أي تنصره ..

                كونه يغلب ..
                الله سبحانه وتعالى غالب على أمره فلا أحد يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ..
                ولكن الله يملك النفع والضر لكل خلقه ..
                ويملك تبارك وتعالى أن يقهر خلقه على ما يشاء ..
                ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
                ((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّه))ُالآية 188 سورة الأعراف

                أما مسألة أن ينصره أحد ..
                فمن الذي يستطيع أن ينصر أحدا من الله
                واقرأ قوله سبحانه وتعالى عن نوح عليه السلام:
                ((وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ)) (من الآية 30 سورة هود)

                تفسير الشعراوي

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]


                  إن من نعم الله العظمى على بني إسرائيل، إعطاءه موسى التوراة فيها هدى ونور، وكتب له فيها من كل شيء موعظة وتفصيلًا لكل شيء؛
                  فإن النعمة على موسى نعمة على بني إسرائيل،
                  وإن التفضل بإعطاء موسى التوراة تفضُّل على بني إسرائيل الذين أُنزلت التوراة من أجلهم ولخيرهم وإسعادهم، وإنقاذهم مما كانوا فيه من الذلة والجهل والضلال والشقاء،
                  فلم يقدروا هذه النعمة قدرها، ولم يأخذوها بقوة ويتبعوا نهجها المستقيم.


                  وأين نحن :

                  أليس من نعم الله علينا أن ارسل الينا سيدنا محمد رسولا
                  وآتاه القرآن هدي ونورا لنا . فيه عزّنا وسعادتنا

                  من قال به صدق ومن عمل به سعد في الدنيا والآخرة ومن دعا إليه هدي الي صراط مستقيم .

                  فأولي بنا أن نستشعر نعمة القرآن ونحافظ عليها بالقراءة والتدبر والعمل والدعوة اليه

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    (( وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ))

                    وهذه نعمة أخرى

                    أن جعل الله في بني إسرائيل أنبياءَ كثيرين،
                    أرسلهم متتالين بعد موسى، يقفو بعضهم أثر بعض، ويتبع بعضهم بعضًا؛
                    فهم جميعًا يسلكون طريق موسى، ويدعون إلى ما كان يدعو إليه موسى، يحيون ما يميت الناس من شريعة موسى،
                    ويجددون العمل والحكم بالتوراة التي جاءهم بها موسى، والتي جعلوها وراء ظهورهم؛ وغلَّبوا عليها أهواءهم وآراءهم، وما كتبوه بأيديهم زاعمين أنه من عند الله وما هو من عند الله

                    ولكن قسوة قلوبهم كانت أغلظ من أن يُلينها وعظ أولئك الأنبياء ونصحهم،
                    بل كثيرًا ما طغت تلك القسوة على الأنبياء، ففريقًا كذبوا وفريقًا يقتلون.

                    ( الشيخ محمد حامد الفقي )


                    أما نحن :
                    فقد ختم الله الأنبياء بنبينا محمد صلي الله عليه وسلم .

                    وببركة ختم النبوة شرف الله أمة الاسلام بعمل الأنبياء

                    فقال سبحانه :
                    { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّه وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

                    فعلينا القيام بما كان يقوم به الأنبياء

                    بالدعوة الي الله والتناصح فيما بيننا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

                    فهو شرف هذه الأمة وسبب خيريتها

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.. [البقرة : 87]


                      أنت عندما يأتيك كتاب .
                      هذا الكتاب لكل المسلمين،
                      فيه أمر، فما هو موقفك من الأمر ؟
                      فيه نهي، فيه وعد، فيه وعيد،
                      فيه تشريع، فيه حلال، فيه حرام، فيه مواعظ،
                      فيه قصص الأقوام السابقة، فيه المستقبل البعيد،
                      ما موقفك من هذا القرآن ؟

                      إن هذا القرآن منهج،
                      هل أحللت حلاله ؟ هل حرَّمت حرامه ؟ هل صدَّقت وعده ووعيده ؟
                      (تفسير النابلسي)


                      يقول الشعراوي رحمه الله :
                      إن كثرةَ الأنبياءِ لبني إسرائيلَ ليست شهادة لهم ولكنها شهادة عليهم

                      إنهم يتفاخرون أنهم أكثرُ الأممِ أنبياءً.. ويعتبرون ذلك ميزة لهم
                      ولكنهم لم يفهموا.. فكثرة الأنبياء والرسل دلالةَ على كثرة فساد الأمة،
                      لأن الرسل إنما يجيئون لتخليص البشريةِ من فساد وأمراض وإنقاذها من الشقاء.

                      وكلما كثُرَ الرسلُ والأنبياءُ دل ذلك على أن القومَ قد انحرفوا بمجرد ذهاب الرسولِ عنهم،
                      ولذلك كان لابد من رسول جديد.

                      تماما كما يكون المريض في حالةٍ خطرةٍ فيكثر أطباؤه بلا فائدةٍ

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        {وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القدس}


                        عيسى ابنُ مريمَ عليه السلام جاء ليرد على المادية التي سيطرت على بني إسرائيل..
                        وجعلتهم لا يعترفون إلا بالشيء المادي المحسوس..
                        فعقولهم وقلوبهم أغلقت من ناحية الغيب..
                        حتى إنهم قالوا لموسى: {أَرِنَا الله جَهْرَةً}..
                        وحين جاءهم المن والسلوى رزقاً من الله.. خافوا أن ينقطع عنهم لأنه رزقٌ غيبيّ فطلبوا نبات الأرض..

                        لذلك كان لابد أن يأتي رسول كل حياته ومنهجه أمور غيبية..
                        مولده أمر غيبي، وموته أمر غيبي ورفعه أمر غيبي ومعجزاته أمور غيبية
                        حتى ينقلهم من طغيان المادية إلى صفاء الروحانية.
                        لقد كان أول أمره أن يأتي عن غير طريق التكاثر الماديّ..
                        أي الذي يتم بين الناس عن طريق رجل وأنثى وحيوان منويّ..

                        واللهُ سبحانه وتعالى أراد أن ينزع من أذهان بني إسرائيل أن الأسباب المادية تحكمه..
                        وإنما هو الذي يحكم السبب.
                        هو الذي يخلق الأسباب ومتى قال: (كن) كان..
                        بصرف النظر عن المادية المألوفة في الكون..

                        وأن السبب لا يأتي بالنتيجة وإنما النتيجة من عند مسبب الأسباب وخالق الأسباب سبحانه
                        فهو الفعال
                        فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن

                        تفسير الشعراوي

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          {وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات}


                          البينات هي المعجزات
                          مثل إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغير ذلك من المعجزات..
                          وهي الأمور البينة الواضحة على صدق رسالته.

                          إن كل رسول كان مؤيداً بروح القدس وهو جبريل عليه السلام..
                          ولكن الله أيد عيسى بروح القدس دائما معه..
                          وهذا معنى قوله تعالى: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القدس}..
                          وأيدناه مشتقة من القوة ومعناها قويناه بروح القدس في كل أمر من الأمور..

                          وكلمة روح تأتي على معنيين
                          المعنى الأول ما يدخل الجسم فيعطيه الحركة والحياة..
                          وهناك روح أخرى هي روح القيم تجعل الحركة نافعة ومفيدة

                          ولذلك سمى الحق سبحانه وتعالى القرآن بالروح..
                          واقرأ قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا}[الشورى : 52]

                          والقرآن روح.. من لا يعمل به تكون حركة حياته بلا قيم.. إذن كل ما يتصل بالمنهج فهو روح

                          تفسير الشعراوي

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            {أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تهوى أَنْفُسُكُمْ استكبرتم}


                            هناك هَوَى بالفتحة على الواو وهَوِيَ بالكسرة على الواو..

                            هَوَى بالفتحة على الواو بمعنى سقط إلى أسفل..
                            وهَوِيَ بالكسرة على الواو معناه أحب وأشتهى.

                            اللفظان ملتقيان..
                            الأول معناه الهبوط،
                            والثاني حب الشهوة والهوى يؤدي إلى الهبوط..

                            ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى حينما يشرع يقول (تَعَالَوْا) ومعناها؟ إرتفعوا من موقعكم الهابط

                            إذن فالمنهج جاء ليعصمنا من السقوط

                            ورسول الله صلى الله عليه وسلم.. يعطينا هذا المعنى، وكيف أن الدين يعصمنا من أن نهوى ونسقط في جهنم :

                            روى الإمام البخاري بسنده عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:

                            (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا, فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا, فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا, فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا)

                            ومعنى آخذ بحجزكم أي آخذ بكم..
                            وكأننا نقبل على النار ونحن نشتهيها باتباعنا شهوتنا..
                            ورسول الله بمنهج الله يحاول أن ينقذنا منها

                            تفسير الشعراوي

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ (88) ﴾

                              حينما تعتقد أو تتوهَّم أن الله خلق إنساناً وجعله لا يهتدي فهذا خطأٌ شنيعٌ في العقيدة

                              كل إنسانٍ خلقه الله، خلقه وعنده استعدادٌ كامل أن يهتدي إلى الله وأن يعرفه، وأن يسعد في الدنيا والآخرة،

                              إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ".

                              الله لم يجبرك،
                              لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب،
                              ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب

                              إن الله أمر عباده تخييراً، ونهاهم تحذيراً، وكلف يسيراً، ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً

                              الخلل الكبير لمجرد أن تعتقد أن الله أجبرك على الطاعة أو على المعصية

                              آيات من القرآن الكريم تبين أن الله أمر عباده تخييراً ونهاهم تحذيراً:

                              قال تعالى:﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾ سورة الإنسان

                              وقال:﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (148) ﴾ سورة البقرة

                              مقتطفات من تفسير النابلسي

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                                نعم صحيح جزاك الله عنا كل الخير واليمن والبركات ..

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
                                ردود 0
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
                                رد 1
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
                                ردود 0
                                15 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
                                ردود 0
                                18 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                                يعمل...
                                X