"حول" في القرآن الكريم

[ماجد تيم]

[أحمد.]

رد: "حول" في القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الحبيب تيم

قمت بنقل الموضوع إلى القسم الخاص مؤقتا لاستيضاح بعض النقاط منك.

أولا: قلتَ إنَّ كلمة "حول" في القرآنِ الكريمِ هيَ ذات "الهالة" أو "المجال" المحيط بالشئ المذكور وأنَّ هَذا المَجال إمَّا إيجابي وإمَّا سلبيٌّ، وعندي استشكالات على هذا التنظير.

أ) أنَّك لم تأت عليه بدليل واحد، وإنَّما غايَة ما فعلته أنَّك صادرت على المطلوب وَبرهنتَ بذاتِ الدعوى فأتيتَ بالآياتِ التي تحتوي على كلمة "حول" وَفسَّرتها بذات مدَّعاكَ، فكأنَّك قلتَ "حول تأتي بمعنى المجال" فسألتُك "ما دليلك" فقلت "لأن معناها في آية كذا المجال" فسألتك "ما دليلك" فقلتَ "لأنها تأتي بمعنى المجال" .. وَهذا هو الدورُ السفسطي وهو ممتَنِع !

ب) أنَّه ثمَّ فارِقٌ بينَ "المؤثِّر" وَ"التأثير" وَ"المؤثَّر فيه" وهو الفارق التقليدي بين الفعل والفاعل والمفعول فيه .. لكننا نراك تجعل الفعل هو ذات المفعول فيه فتجعل "الهالة" التي هي "التأثير" هي "المَجال" الذي هو "المؤثَّر فيه" وأحيانا تجعلها "المفعول به" الذي هو "المُتأثِّر بهذه الهالة" ! وَهذا غريبٌ حقيقةُ وَمِنْ هُنا يأتي الخلط.

ج) في قولِ اللهِ تعالى {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)} (النمل) .. هل يكونُ المَعنى "بورك من في النار ومَنْ هوَ مجالها أو مَن هوَ هالتها" ؟ وفي قولهِ تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)} (الشورى) .. هل يكون المعنى "لتنذر أمَّ القرى وَتُنذرَ مَنْ هُم مَجالها أو مَنْ هُم هالتُها" ؟

د) قلتَ إنَّ قول اللهِ تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} (آل عمران) يعني ما معناه "لو كنت فظا غليظ القلب لكانت هالتك سلبية تدفعهم إلى تركك ولكن اللين جعل هالتك إيجابية تمنع هذا الانفضاض" .. والربط هنا بين هذا التفسير وبين كلمة "حول" ربط غريب لأنَّ "التأثير" هنا هوَ "اللين والغلظة" وَ"المؤثَّر فيه" هو "الصحابة" .. فإذا قلتَ إنَّ "حول" رسول الله هو المَجال الذي ينتج فيه التأثير أثره قلتُ:
1- هَذا صحيحٌ وَهوَ يَنطبقُ على أيِّ ظرْفٍ مَكانيٍّ آخرَ، وَلا مَعنى للتخصيص، فغايَة وَمُنتهى تفسيرها سيكون أنها "ظرف مكان" ولا جديد في هذا، فليسَ لها مَعنى خاص إذا.
2- وبهذا ينتفي القولُ بأنَّها تعني الهالة أو الطاقة الماديَّة أو غير ذلك.
3- ينتفي الدليل على وجود مثل هذه الطاقة غير المرئية لأنَّ الدليل على وجودها كان هو ذات الدعوى أنَّ "حول تعني الطاقة" ولما امتنع هذا سقط الاستدلال به على وجود الطاقة بالكلية - الساقط من الأصل -.
4- وَهذا يجعل المؤثر "فعل مادي" عوضا عَنْ "طاقة غير مرئية" لأنَّ اللين والغلظة وإن كانتا صفتان للنفس إلا أنَّ التأثير بهما يكون بالفعل الماديِّ - المعاملة - والبون شاسع بين الأمرين .. فلو قلتَ بالهالة والطاقة غير المرئية سيعني هَذا أنَّ من حوله سيتأثرون بهالته السلبية حال كونه غليظا ولو عاملهم باللين أو بهالته الإيجابية حال كونه لينا ولو عاملهم بالغلظة، ولو قلتَ بالفعل المادي سيعني هذا أنَّ مَن حوله سيتأثرون بمعاملته لهم فإن عاملهم باللين تأثروا إيجابا وإن عاملهم بالغلظة تأثروا سلبا .. والمُشاهدة تنبئ أنَّ التأثر بالأفعال المادية هو الأصل الظاهر.
5- لو تأملنا المعنى الذي قمتَ بالتنظيرِ له لوجدنا إقحاما في النصِّ لا برهان عليه من النص .. النص يقول "لو كنت فظا لتركوك" وَالمعنى عندك "لو كنت فظا لكانت هالتك سلبية فتركوك" والإقحام هُنا "لكانت هالتك سلبية" ولا شئ في النص يدل على هذا .. وَالنص يقول "لأنك لين لم يتركوك" وَالمعنى عندك "لأنك لين كانت هالتك إيجابية فلم يتركوك" والإقحام هُنا "كانت هالتك إيجابية" ولا شئ في النص يدل على هذا .. وإضافة معنى لم يدل عليه النص تحريف ظاهر !


هَذا أولا.

[ماجد تيم]

رد: "حول" في القرآن الكريم

أرجو أن يكون الرد على العام وأمام الجميع لتعم الفائدة إن كان خطأ أو صواب فيما كتبت ولا أرى ضرورة لنقله هنا

[أحمد.]

رد: "حول" في القرآن الكريم

أرجو أن يكون الرد على العام وأمام الجميع لتعم الفائدة إن كان خطأ أو صواب فيما كتبت ولا أرى ضرورة لنقله هنا

أخونا الحبيب ماجد

لعلك تعلمُ أنَّ أهلَ السنَّةِ وَالجَماعَةِ لا يُجيزون القولَ في كِتابِ اللهِ بالرأي، وَلعلكَ تعلمُ أنَّ لكِتابِ اللهِ تعالى مَنزلة لا تُدانيها مَنزِلة، فإنْ كنتَ تعلمُ هَذا فلعلك تعلم أنَّ مُلاحظاتِك على كلمة "حول" في القرآن الكريم تحتاجُ لأدلةٍ تُعضدها وإلا اعتُبرَت مِنَ القولِ في كِتابِ اللهِ بالرأي والهوى المَذمومِ المَنهيِّ عَنْهُ شرْعا، وَلا يَعفيكَ مِنَ الاستدلال والبرْهَنَةِ القولُ إنَّ هَذِهِ المُلاحَظاتِ مِنْ بابِ "الخواطِر" وَ"التأمُّلاتِ" لأنَّه حتَّى الخواطر والتأمُّلاتُ تحتاجُ لبرْهَنةٍ إمَّا مِنْ سياقِ النصِّ أو مِنْ نصٍّ آخرَ في القرآنِ أو السنَّةِ أو سبَبٍ للنزولِ أو حكمَةٍ للتشريعِ أو غيرِ ذلك، وأمَّا افتراضُ فرضيَّةٍ مبدئيَّةٍ لا دليل عليها مِنْ الوحي - كافتراضِ وجود الهالة المَشهورة في الدراساتِ المِيتافيزيقيَّةِ - ثمَّ استخدامُ النصوصِ لاثباتِ هَذا الفرْضِ المَزعومِ ولو بليِّ عُنقِها وإساءَةِ تفسيرِها وحملها على غيرِ وَجهِها ثمَّ الادعاءُ أنَّ النصوصَ هي التي أنشأتْ الفرضيَّة قلبا للحقيقةِ وَعكسا للترتيبِ - فهذا كلُّهُ غيرُ مَقبولٍ في كِتابِ اللهِ تعالى، وَهوَ نظيرُ ما يَفعلهُ المُنظِّرون لنظريَّةِ "التطوُّرِ المُوجَّهِ" مِنْ بني مِلَّتِنا، وَالمُنظرون لقيام القيامَة بأحداثَ مَوصوفةٍ في العِلمِ كتحول الشمس إلى "عِملاقٍ أحمرَ"، وَأسوأ مِنْهُ ما يَفعلهُ الكُهَّانُ وَالعرَّافون وَالمُتنبئون بالغيبِ كالمُتنبئينَ بموعِدِ قيامِ الساعَةِ وَموعِدِ خروج الدجال.

فإمَّا أنْ تُبيِّنَ لنا البناءَ الاستدلالي البرهانيَّ الذي بنيتَ عليهِ مُلاحظاتِكَ أو سيكونُ مَصيرُ موضوعِك ساحَة المَكذوباتِ.

وأشدِّدِ على أنَّ هَذا الموقف لا يعني بالضرورةِ رفضَ الشقِّ المِيتافيزيقيِّ في الموضوعِ لأنَّه لم يَصل العِلمُ فيه إلى الآن إلى حقائق نهائيَّة يقينيَّة، وإن كانَ لهُ شواهد عديدة وَيسهل مُلاحظتُه في الواقِعِ وفيه كثير من الدراساتِ الجادَّةِ - وأكثر مِنْها خرافيَّة أو تخريفيَّة -، إلا أنَّ مَسألتنا هي "(حول) في القرآن الكريم".

وإذا فمازلتُ أنتظِرُ ردًّا على المُشارَكةِ السابقةِ.

وأعلِمُك أنَّني سأقومُ بمُراجَعةِ مَوضوعاتِكَ الأخرى واحدا واحِدا حسبما يتيسر بإذن الله تعالى، وَرُبَّما أقومُ بنقلِها إلى القسمِ الخاصِّ لحين الانتهاءِ مِنْ مُراجعَتِها، أقولُ ربَّما لأنَّني لمْ أحْسِم أمري بعدُ، وإنما الغايَة ألا تُفاجأ أو تستريبَ إنْ حدَثَ هَذا وَتعلمَ أنَّ الغرَضَ المُراجَعة فقط - مبدئيا -.

[أحمد.]

رد: "حول" في القرآن الكريم

تمَّ النقلُ إلى قِسم المواضيعِ المَكذوبَة بمَعرفتي.

[أحمد.]

رد: "حول" في القرآن الكريم

الأخ الكريم

قمت بحجب مشاركتك الأخيرَة لتعذر النقل والاقتباس منها، أرجو أن تعيد إضافتَها كتابَة لا تصويرا ليسهل الردُّ وَالتعقيبُ عليها.

[ماجد تيم]

رد: "حول" في القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هي عندك ( مصورة ) في رسائلك الخاصة ولن أتكبد كتابتها مرة ثانية لأنها أهون عندي من ذلك

ولكن أرجو أن يكون الرد في المرة القادمة كما قلت لك بالصوت و الصورة ( مباشرة ) لا من وراء ستار وتستطيع تحديد ذلك وقتما وبالآلية التي تشاء

أعذرني

انتهى ردي الكتابي

[أحمد.]

رد: "حول" في القرآن الكريم

يعني هي أهون عندك من كتابتها وتريدني أن أتكبد أنا عناء كتابتها لك في صورة اقتباساتٍ ؟!

على كلٍّ فبعْدَ اطلاعي عليها تأكَّدَ لي حقيَّة نقلِ مَوضوعِكَ للمَكذوباتِ.

وأرى وَضع مُشارَكاتِكَ تحتَ المُراقبَة مِنَ الآنِ فلستَ عِنْدي سوى جاهِلٍ مُتعالمٍ يَفتري على اللهِ تعالى الكذب، وَقالَ الله {إنَّ الذينَ يَفترونَ على اللهِ الكذبَ لا يُفلِحونَ}.

مَوضوعٌ مُغلقٌ.

[محب المصطفى]

رد: "حول" في القرآن الكريم

ولكن أرجو أن يكون الرد في المرة القادمة كما قلت لك بالصوت و الصورة
( مباشرة ) لا من وراء ستار وتستطيع تحديد ذلك وقتما وبالآلية التي تشاء

طيب المنتدى ليس فيه صوت وصورة -لسنا برنامج محادثة- ما العمل ؟؟
المنتدى هنا عمل وبرنامج كتابي ولا يمكننا استخدامه -او ارغام روادنا واعضائنا- على نحو استخدامك له كصور ولذلك
نحتاج ان نعطي فيه العلم حقه بحيث لا يكون من طرف واحد يصادر -بصورة- ولا يريد رؤية رد من يرد عليه -بأي حجة-

فالعلم لا يفرق فيه وراء ستار ام امام الجماهير مادام مشفوعا بآداب طالب العلم والأدلة الشرعية المعتبرة من الطرفين
بإذن الله -فلم يسبق لمشرفنا الكريم وبخاصة من هم من اهل اللجنة العلمية رد اى مناظرة- .

ولعلي قد نبهت لإمكان حدوث هذه المشكلة من قبل في موضوعات سابقة لكم ،، ولكن الحمد لله على كل حال ..

عموما وقتما تحبون فتح الموضوع المعاملة بالمثل -من حيث الكتابة- ان شاء الله ، لعله يكون أمرا له شأن آخر
على الأقل تحرزا من الكذب على الله واعطاءً للعلم وأهله قدرهم بإذن الله ..