ماذا تعرف عن نبي الإسلام .. (محمد صلى الله عليه وسلم)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

eng.power مسلم وافتخر اكتشف المزيد حول eng.power
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]وفاؤه بالعهد مع أعدائه صلى الله عليه وسلم[/frame]


    من أعظم الضوابط في الجهاد الوفاء بالعهد وعدم الخيانة ؛ لقول الله تعالى : {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }([1]) . فإذا كان بين المسلمين والكفار عهد أو أمان فلا يجوز للمسلمين الغدر حتى ينقضي الأمد ([2]) . قال رسول الله : {من كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلا يشدُّ عقدة ولا يحلها حتى ينقضيَ أمَدُها أو ينبذ إليهم على سواء }([3])


    [frame="11 70"]دفعه صلى الله عليه وسلم نزول العذاب على أعدائه[/frame]


    ومن الأمثلة العظيمة على هذه الرحمة التي شملت حتى أعدائه قصَّته مع مَلَك الجبال حينما بعثه الله إليه ؛ ليأمره بما شاء عندما آذاه المشركون ، فجاء ملك الجبال وسلَّم عليه وقال : {يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربِّي إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ([4]) ؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ( والأخشبان جبلان عظيمان في مكة ، تقع مكة بينهما ) ، فقال رسول الله لملك الجبال : بل أرجوا أن يخرج اللهُ من أصلابهم من يعبُد الله وحده لا يُشرك به شيئًا }([5]) .

    يتبع إن شاء الله
    ---------------------------------------------------------------------------------------------
    (
    [1]) سورة الأنفال آية : 58 .

    ([2]) انظر : تفسير ابن كثير 2/321 ، وتفسير السعدي 3/183 - 184 .
    ([3]) الترمذي السير (1580) ، أبو داود الجهاد (2759) ، أحمد (4/113) .
    ([4]) استفهام ، أي فمرني بما شئت ، انظر : فتح الباري ، 6/316 .
    ([5]) البخاري برقم 3231 ، ومسلم برقم 1795 .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]النبي الكريم رحمة للعالمين [/frame]


    [gdwl]عموم رحمته للإنس والجن والمؤمنين والكافرين والحيوان[/gdwl]

    قال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }([1]) ، . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف ) ([2]) .
    قال الإمام الطبري رحمه الله : ( أولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي رُوي عن ابن عباس : وهو أن الله أرسل نبيه محمدًا رحمة لجميع العالم : مؤمنهم وكافرهم ، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به وأدخله بالإيمان به وبالعمل بما جاء به من عند الله الجنة ، وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله ) ([3]) .
    ومما يدل على أن رحمة النبي عامة للعالم ؛ حديث أبي هريرة قال : {قيل : يا رسول الله ادعُ على المشركين ، قال : إني لم أُبعث لَعَّانًا وإنما بُعِثْتُ رحمةً }([4])([5]) . وجاء في الحديث عن أبي هريرة ، عن النبي أنه قال : {إنما أنا رحمةٌ مهداةٌ }([6])([7])
    [gdwl]رحمته صلى الله عليه وسلم لأعدائه في الجهاد[/gdwl]
    وقد شملت رحمته الأعداء حتى في قتالهم ومجاهدتهم ؛ فإن قوة الجهاد في سبيل الله تعالى في شريعته لها ضوابط ينبغي أن يلتزم بها المجاهدون في سبيل الله – تعالى – ومن ذلك قوله تعالى : {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }([8]) ، فيدخل في ذلك ارتكاب المناهي : من المثلة ، والغلول ، وقتل النساء ، والصبيان ، والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال ، والرُّهبان ، والمرضى ، والعُمي ، وأصحاب الصَّوامع ؛ لكن من قاتل من هؤلاء أو استعان الكفَّار برأيه قتل ([9]) .
    ويدخل في ذلك قتل الحيوان لغير مصلحة ، وتحريق الأشجار ، وإفساد الزُّروع والثِّمار ، والمياه ، وتلويث الآبار ، وهدم البيوت ([10]) وقد «وُجدت امرأةٌ مقتولة في بعض مغازي رسول الله فنهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان» ([11]) ؛ ولهذا كان إذا أمَّر أميرًا على جيش أوسريَّة أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا ، ثم قال : {اغزوا بسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تُمثِّلوا ، ولا تقتلوا وليدًا ، وإذا لقيت عدوَّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال . . . }([12])([13]) ثم بيَّنها كالآتي :

    ( أ ) الإسلام والهجرة ، أو إلى الإسلام دون الهجرة ، ويكونون كأعراب المسلمين .
    ( ب ) فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية .
    ( ج ) فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان بالله وقاتلهم مسلم


    يتبع إن شاء الله



    ------------------------------------------------------------------------------------------------


    ([1]) سورة الأنبياء آية : 107 .
    ([2]) أخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان ، 18/552 .
    ([3]) جامع البيان للطبري ، 18/552 .
    ([4]) مسلم البر والصلة والآداب (2599) .
    ([5]) مسلم ، برقم 2599 .
    ([6]) الدارمي المقدمة (15) .
    ([7]) رواه ابن سعد ، 1/192 ، وابن أبي شيبة 11/504 ، والحاكم ، 1/35 ، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة بطرقه ، برقم 490 .
    ([8]) سورة البقرة آية : 190 .
    ([9]) انظر : المغني لابن قدامة 13/175 - 179 .
    ([10]) انظر : تفسير ابن كثير 1/227 وعناصر القوة في الإسلام ص212 .
    ([11]) البخاري برقم 3014 ، ورقم 3015 .
    ([12]) مسلم الجهاد والسير (1731) ، الترمذي السير (1617) ، ابن ماجه الجهاد (2858) ، أحمد (5/358) .
    ([13]) مسلم ، كتاب الجهاد والسير ، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث 3/1357 (رقم 1731) .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]حسن معاملته صلى الله عليه وسلم[/frame]

    وكان أحسن الناس معاملة ، فإذا استسلف سلفًا قضى خيرًا منه ؛ ولهذا : {جاء رجل إلى النبي يتقاضاه بعيرًا فأغلظ له في القول ، فَهَّم به أصحابه فقال النبي دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا ، فقالوا : يا رسول الله : لا نجد إلا سنًّا هو خير من سنِّه فقال أعطوه ، فقال الرجل : أوفيتني أوفاك الله ، فقال إن خير عباد الله أحسنهم قضاءً }([1])([2]) .{واشترى من جابر بن عبد الله بعيرًا ، فلما جاء جابر بالبعير قال له أتراني ماكستك ؟ قال : لا يا رسول الله ، فقال : خذ الجمل والثمن }([3])([4]) .

    [frame="11 70"]خلقه صلى الله عليه وسلم [/frame]
    وكان أحسن الناس خُلُقًا ؛ لأن خُلُقَهُ القرآن ، لقول عائشة رضي الله عنها : {كان خلقه القرآن }([5])([6]) ؛ ولهذا قال {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق }([7])([8]) .

    [frame="11 70"]زهده صلى الله عليه وسلم[/frame]

    وكان أزهد الناس في الدنيا ، فقد ثبت عنه {أنه اضطجع على الحصير فأثَّر في جنبه ، فدخل عليه عمر ابن الخطاب ولما استيقظ جعل يمسح جنبه فقال رسول الله : لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا ؟ فقال مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها }([9])([10]) . {وقال : لو كان لي مثلُ أُحُدٍ ذهبًا ما يَسُرُّني أن لا يمر عليَّ ثلاثٌ وعندي منه شيء ، إلا شيءٌ أرصُدُهُ لدين }([11])([12]) .وعن أبي هريرة قال : {ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض }([13])([14]) .
    والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية ، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا كان بسبب قلة الشيء عندهم على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم ([15])

    يتبع إن شاء الله


    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ([1]) البخاري الوكالة (2183) ، مسلم المساقاة (1601) ، أحمد (2/431) .
    ([2]) البخاري رقم 2305 ، ومسلم برقم 1600 .
    ([3]) مسلم المساقاة (715) ، النسائي البيوع (4637) ، أحمد (3/376) .
    ([4]) البخاري مع الفتح 4/320 ، برقم 2097 ، ومسلم 3/1221 ، برقم 715 .
    ([5]) مسلم صلاة المسافرين وقصرها (746) ، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1601).
    ([6]) مسلم 1/513 ، برقم 746 .
    ([7]) أحمد (2/381) .
    ([8]) البيهقي بلفظه 10/192 ، وأحمد 2/381 ، وانظر : الصحيحة للألباني رقم 45 .
    ([9]) أحمد (1/301) .
    ([10]) الترمزي وغيره ، وانظر : الأحاديث الصحيحة برقم 439 ، وصحيح الترمذي 2/280 .
    ([11]) البخاري في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (2259) ، مسلم الزكاة (991) ، ابن ماجه الزهد (4132) .
    ([12]) البخاري برقم 2389 ، ومسلم برقم 991 .
    ([13]) البخاري الأطعمة (5059) ، مسلم الزهد والرقائق (2976) ، الترمذي الزهد (2358) ، ابن ماجه الأطعمة (3343).
    ([14]) البخاري مع الفتح 9/517 و549 ، برقم 5374 .
    ([15]) انظر فتح الباري 9/517 و549 برقم 5374 ، ومن حديث عائشة رضي الله عنها برقم 5416 .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]من سيرته صلى الله عليه وسلم[/frame]
    وكان يتجمَّلُ للعيد ، والوفود ، ويُحِبُّ النظافة ، وكان يكره أن يقوم له أحد ؛ فلا يقوم له الصحابة ؛ لعلمهم بكراهته لذلك ([1]) وكان يُحِبُّ السِّواك ، ويبدأ به إذا دخل بيته ، ويشوص فاه بالسواك إذا قام من الليل ، وكان ينام أول الليل ثم يقوم يصلي ، وكان يطيل صلاة الليل حتى تنتفخ قدماه ، ثم يُوتِرُ آخر الليل قبل الفجر ، وكان يُحِبُّ أن يسمع القرآن من غيره ، وكان يعود المرضى ، ويشهد الجنائز ويصلي عليهم ، وكان كثير الحياء ، وكان إذا كره شيئًا عُرِف في وجهه ، وكان يُحِبُّ الستر ، وكان يتوكل على الله حقَّ توكُّلِهِ ؛ لأنه سيد المتوكِّلين ، قال أنس {خَدَمْتُ النبي عشر سنين فما بعثني في حاجةٍ لم أُتِـمَّها إلا قال : لو قُضِيَ لكان ، أو : لو قُدِّر لكان }([2])([3]) ومع هذا فقد كان يأخذ بالأسباب . وكان لا يغدر وينهى عن الغدر ، وقد حفظه الله تعالى من أمور الجاهلية قبل الإسلام ([4]) ورعى الغنم في صغره وما من نبيٍّ إلاَّ رعاها ([5]) وكان الحجر يسلم عليه قبل البعثة ([6]) .

    وكان يكثر الذكر ، دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ، وكان أكثر الناس تبسمًا ، وضحك في أوقاتٍ حتى بدت نواجذه ([7]) قال جرير {ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسَّمَ في وجهي ، ولقد شكوت إليه أَنِّـي لا أثبت على الخيل ، فضرب في صدري ، وقال : اللهم ثبِّته ، واجعله هاديًا مهديًّا }([8])([9]) ويمزح ولا يقول إلا حقًّا ، ولا يجفو أحدًا ، ويقبل عذر المعتذر إليه ،وكان ويتكلم بجوامع الكلم ، وإذا تكلم تكلَّم بكلامٍ بيِّنٍ فَصْلٍ ، يحفظه من جلس إليه ، ويعيد الكلمة ثلاثًا إذا لم تفهم حتى تُفهم عنه ، ولا يتكلم من غير حاجة ، وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضًا ، وكان يأمر بالرفق ويحثُّ عليه ، وينهي عن العنف ، ويحث على العفو والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ، وكان مجلسه : مجلس علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة ، وصيانة ، وصبر ، وسكينة ، ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، وَيُوَقِّرون الكبار ، ويرحَمُون الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ، وكان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته . ومر على الصبيان يلعبون فسلَّم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم ، وكان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويكرم كريم كل قوم ، ويُقبل بوجهه وحديثه على من يُحدثه ، حتى على أشرِّ القوم يتألفهم بذلك ، {وخدمه أنس عشر سنين ، قال : فما قال لي أُفٍّ قط ، وما قال لي لشيء صنعته لِمَ صنعته ، ولا لشيء تركته لِمَا تركته ، وكان من أحسن الناس خُلُقًا ولامسست خزًّا ، ولا حريرًا ، ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله ولا شممت مسكًا قط ولا عطرًا أطيب من عرق النبي }([10])([11]) . ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخَّابًا ([12]) ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ويحلم ، ولم يضرب خادمًا ولا امرأة ولا شيئًا قط ، إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى ، وما خُيِّر بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا ، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه .



    يتبع إن شاء الله ..

    ----------------------------------------------------------------------------
    ([1]) أحمد ، 3/134 .
    ([2]) أحمد (3/231) .
    ([3]) أحمد ، 1/352 وهو صحيح .
    ([4]) البخاري ، برقم 3829 ، وأحمد 4/222 .
    ([5]) البخاري ، برقم 2262 ، ورقم 3406 .
    ([6]) مسلم ، برقم 2277
    ([7]) النواجذ : الأنياب ، وقيل : ( هي الضواحك التي تبدو عند الضحك ) النهاية ، 5/20 .
    ([8]) البخاري الأدب (5739) ، مسلم فضائل الصحابة (2475) ، ابن ماجه المقدمة (159) .
    ([9]) البخاري ، برقم 3035 ، ورقم 3822 ، ورقم 6090 .
    ([10]) البخاري الوصايا (2616) ، الترمذي البر والصلة (2015) ، أبو داود الأدب (4773) ، أحمد (3/101) .
    ([11]) البخاري ، برقم 6038 ، ومسلم ، برقم 2309 ، والترمذي في مختصر الشمائل ، واللفظ له ، برقم 296 .
    ([12]) الصَّخَّاب : الصخب والسخب : الضجة واضطراب الأصوات للخصام ، فهو لم يكن صخَّابًا في الأسواق ولا في غيرها . النهاية 3/14 .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]الإسراء والمعراج [/frame]
    ثم أُسريَ به إلى بيت المقدس ليلًا {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ([1]) وعُرِج به إلى السماوات العُلى ، وقبل الإسراء جاء جبريلُ ففرج صدره ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطستٍ ممتلئ حكمة وإيمانًا فأفرغه في صدره ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيده فَعُرِج به ([2]) وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله أن النبي شُقَّ صدره ثلاث مرات ، الأولى في بني سعد وهو صغير ، والثانية عند البعثة فقال : ( وثبت شق الصدر أيضًا عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوَّة ، فالأول وقع فيه من الزيادة كما عند مسلم من حديث أنس : {فأخرج علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك }([3]) ، وكان هذا في زمن الطفولية فنشأ على أكمل الأحوال ، من العصمة من الشيطان ، ثم وقع شق الصدر عند البعث زيادة في إكرامه ؛ ليتلقى ما يُوحى إليه بقلبٍ قويٍّ في أكمل الأحوال من التطهير ، ثم وقع شق الصدر عند العروج إلى السماء ؛ ليتأهب للمناجاة ، ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه ([4]).

    وصل ليلة الإسراء والمعراج إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام فوق السماء السابعة ، وفرضت عليه الصلاة ، وصلى بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ركعتين ، ورجع قبل أن يصبح إلى مكة ، واستمر في دعوته إلى التوحيد ، وصلَّى في مكة قبل الهجرة ثلاث سنين ، ولما اشتد الأذى من قريش ، وأكمل ثلاثة عشر عامًا في دعوته قومه إلى التوحيد ، أَذِنَ الله له بالهجرة ، فهاجر إلى المدينة ، وفرضت عليه فيها بقية شرائع الإسلام خلال عشر سنواتٍ ، كما تقدم ، وسيأتي إتمام الكلام في صبره على أذى قومه ، وفي غزواته ، وجهاده ، وحجِّه حجة الوداع ، ورجوعه إلى المدينة ، ثم موته بعد أن كمَّل الله به الدين ([5]) .


    يتبع إن شاء الله ..
    ------------------------------------------------------------------------
    ([1]) سورة الإسراء آية رقم 1
    ([2]) البخاري ، برقم 349 ، ومسلم برقم 163 .
    ([3]) مسلم الإيمان (162) ، أحمد (3/288) .
    ([4]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، 7/204 - 205 .
    ([5]) انظر : زاد المعاد لابن القيم ، 1/71 - 135 ، والبداية والنهاية لابن كثير ، 3/353 - 563 ،
    والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ، ص91 - 330 ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ، 1
    /22 - 33 .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]نزول الوحي [/frame]

    {وجاءه جبريل في غار حراء ، فقال له : اقرأ ، فقال : لست بقارئ ، قال : اقرأ ، قال : لست بقارئ ، فغتَّه ([1]) حتى بلغ منه الجهد ، فقال له : اقرأ ،فقال : لست بقارئ فقال :{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}([2])([3]) ، وبهذه السورة كان نبيًّا ، ثم رجع إلى خديجة رضي الله عنها يرجفُ فؤادُهُ فدخل عليها وقال : «زملوني زمِّلوني» ، فزمَّلوه ([4]) حتى ذهب عنه الرَّوعُ ، فأخبر خديجة الخبر ، فقالت خديجة رضي الله عنها : كلا واللهِ ما يُخزيك اللهُ أبدًا ؛ إنك لتصل الرحم ، وتحمِل الكلَّ ، وتكسِب المعدوم ، وتقري الضيف ،وتعينُ على نوائب الحق . . . الحديث (([5]) ثم أرسله الله تعالى بسورة المدثر إلى الإنس والجن ، قال {بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتًا منالسماء فرفعتُ بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرُعبْتُ منه ، فرجعت فقلت زمِّلوني} ، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}([6])([7]) فحميَ الوحيُ وتتابع ([8])([9]) وبهذه السورة كان رسولًا .

    [frame="11 70"]الدعوة إلى الإسلام [/frame]



    بدأ بالدعوة إلى الله تعالى سرًا ، فأسلم على يديه : السابقون الأولون ، وكان أول من أسلم خديجة رضي الله عنها ، ثم علي ثم زيد بن حارثة ، ثم أبو بكر رضي الله عنهم ، ثم دخل الناس في دين الله واحد بعد واحد ، حتى فشى الإسلام في مكة ، {ثم أمر الله تعالى نبيه بأن يجهر بالدعوة فقال : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ }([10])([11])، فدعاهم إلى الله ، وصعد على الصفا وقال : يا بني فهر ، يا بني عدي لبطون قريش ، حتى اجتمعوا ، فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج عليكم بسفح هذا الوادي أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم ما جرَّبنا عليك كذبًا ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذابٍ شديد ([12])وقد ناصبه صناديد قريش ومن معهم العداء ، ولكن مع ذلك لم يستطع أحد منهم أن يتهمه بصفة الكذب أو صفة غير لائقة ، وقد قال الله تعالى : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }([13]) ، ولو عرفوا خُلُقًا ذميمًا – وقد عاش بينهم أربعين عامًا - ؛ لأراحهم من التنقيب عن خصلة غير حميدة يتهمونه بها أمام الناس ، ووجدوا أن كلمة ( ساحر ) و ( كاهن ) هي أنسب الصفات التي يطلقونها عليه ؛ حيث يفرق بدعوته إلى الله بين الأب وابنه ، والأخ وأخيه ، والزوجة وزوجها ، واتهموه بالجنون ؛ لأنه خالف شركهم ودعا إلى عبادة الله وحده ، وتابع دعوته إلى الله في المواسم ، والأسواق ، وخرج إلى الطائف ، وأسلم الجن في طريقه عند رجوعه من الطائف ، وحصل له من الأذى الكثير فصبر واحتسب .

    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (
    [1]) غته : حبس أنفاسه ، وفي رواية البخاري : «غطني» ومعناه : ضمَّني وعصرني .
    ([2]) سورة العلق ، الآيات 1 : 5 .
    ([3]) البخاري بدء الوحي (4) ، مسلم الإيمان ( 160 ) ، أحمد باقم مسند الأنصار ( 233/6 ) .
    ([4]) زمِّلوني : أي غطُّوني أو لُفُّوني بثوبٍ أو نحوه .
    ([5]) البخاري ، برقم 3 ، ومسلم ، برقم 160 .
    ([6]) سورة المدثر ، الآيتان 1 : 2 .
    ([7]) سورة المدثر آية : 5 .
    ([8]) البخاري ، برقم 4 .
    ([9]) البخاري بدء الوحي 4 ، مسلم الإيمان 161 ، أحمد باقي مسند المكثرين (377/3 ) .
    ([10]) سورة الشعراء ، الآيات 214 : 216 .
    ([11]) مسلم الإيمان ( 207 ) ، أحمد مسند المكيين ( 477/3 ) .
    ([12]) البخاري ، برقم 4971 ، ومسلم /194 – (برقم 208) .
    ([13]) سورة الأنعام آية : 33 .


    يتبع إن شاء الله

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]خروجه للتجارة[/frame]

    خرج مع عمِّه أبي طالب إلى الشام في تجارةٍ ، وهو ابن ثنتي عشرة سنة ، وذلك من تمام لطفه به ؛ لعدم من يقوم به إذا تركه بمكة ، فَرَأَى عبد المطلب وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه ما زاد عمَّه في الوصاة بِهِ ، والحرص عليه ، فعن أبي موسى الأشعري قال : {خرج أبو طالب إلى الشام ، وخرج معه النبي في أشياخٍ من قريشٍ ، فلما أشرفوا على الراهب هبطُوا فحلُّوا رحالهم ، فخرج إليهم الرَّاهبُ ، وكانوا قبل ذلك يمرُّون به فلا يخرج إليهم ، ولا يلتفتُ ، قال : فهم يحلُّون رِحالهم فجعل يتخلَّلهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله قال : هذا سيدُ العالَـمِين ، هذا رسولُ ربِّ العالمين ، يبعثه الله رحمةً للعالمين ، فقال له أشياخٌ من قريش ما علمك ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ ساجدًا ، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإنِّي أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروفِ كتفهِ مثل التُّفَّاحة . . . }([1]) الحديث ، وفيه : {أن النبي أظلته غمامةٌ ومالت الشجرة بظلها عليه }([2])([3]) وأمر الراهب أبا طالب بالرجوع به إلى مكة ؛ لئلا يراه اليهود ؛ فيحصل له منهم سوء ، فأرسل به عمه إلى مكة ، ثم أرسلت به خديجة بنت خويلد في تجارةٍ لها إلى الشام مع غلامها ميسرة ، فربحت تجارة خديجة رضي الله عنها ، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه ، فرجع فأخبر سيدته بما رأى ، فرغبت إلى النبي أن يتزوجها ، لِـمَا رجَتْ في ذلك من الخير الذي جمعه الله لها ، وفوق ما يخطر بِبَالِ بشر ، فتزوجها رسول الله وله من العمر خمس وعشرون سنة ، وكان عمرُ خديجة أربعون سنة ([4]) .


    [frame="11 70"]حماية الله تعالى له من دنس الجاهلية[/frame]

    وقد حماه الله تعالى من صغره من دنس الجاهلية ، ومن كلِّ عيب ، فلم يُعظِّم لهم صنمًا في عمره قط ، ولم يحضر مشهدا ًمن مشاهد كفرهم ، وكانوا يطلبونه بذلك فيمتنع ، ويعصمه الله من ذلك ، وما شرب خمرًا قط ، وما عمل فاحشة قط ، وكان يعلم بأنهم على باطل ، ولم يشرك بالله قطٌّ ، ولم يحضر مجلس لهوٍ ([5]) ولم يعمل شيئًا مما كان يعمله قومه من الفواحش والمنكرات ، فقد نشأ في مجتمعٍ كَثُرت فيه المفاسد وعمت فيه الرذائل ، فالشرك بالله تعالى ، ودعاء غيره معه ، وقتل الأنفس بغير حق ، والظلم ، والبغاء ، والاستبضاع ، والزنى الجماعي ، والأفرادي ، ونكاح أسبق الرجال ممن مات زوجها ، والاعتداء على الأعراض ، والأموال ، والدماء ، كل ذلك كان شائعًا في قومه قبل الإسلام ، لا ينكره أحد ، ولا تحاربه جماعة ، بالإضافة إلى وَأْدِ البناتِ ، وقتل الأولاد خشية الفقر ، أو العار ، ولعب الميسر ، وشرب الخمر ، أمور تعدُّ في الجاهلية من المفاخر ، والتباهي ، وليس من شرط أن يكون المجتمع كلُّه يرتكب هذه الجرائم ، وإنما عدم إنكارها هو دليل على الرضى بها ، والنبي لم يعمل أي عمل أو يباشر أيَّ خُلقٍ من هذه الأخلاق الرذيلة ، وقد أدَّبه ربُّهُ فأحسن تأديبه ([6]) وهذه الأخلاق التي اتصف بها قد عرفها قومه منه ؛ ولهذا لُقِّب بين قومه «بمحمدٍ الأمين» ([7]) . وقد بنت قريش الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمر النبي وعندما وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا ، واشتجروا فيمن يضع الحجر الأسود موضعه ، فقالت كلُّ قبيلةٍ : نحن نضعه ، ثم اتفقوا على أن يضعه أَوَّلُ داخلٍ عليهم ، فكان أول من دخل عليهم رسول الله ففرِحوا به كثيرًا ، فقالوا : جاء الأمين ، فرضوا به أن يكون حكمًا بينهم ؛ ليحلَّ النزاع ويقف القتال الذي كاد أن يحصل ، فأمر بثوبٍ فَوُضِعَ الحجر في وسطه ، وأمر كلَّ قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ، ثم أخذ الحجر فوضعه بيديه في موضعه ([8]) .

    [frame="11 70"]تعبده صلى الله عليه وسلم بغار حراء [/frame]

    وبعد ذلك حبب الله إليه الخلوة والانعزال عن الناس ؛ لكي يتعبد لله تعالى ، وكان يخلو بغار حراء يتعبد لله تعالى على ملة إبراهيم ولما كمَّل الأربعين أكرمه الله تعالى بالنبوَّة ، ولا خلاف أن مبعثه كان يوم الإثنين ، وقيل بأن الشهر كان ربيع الأول سنة إحدى وأربعين لثمانٍ خلون منه ، من عام الفيل وهذا قول الأكثرين ([9]) .


    يتبع إن شاء الله ..

    -------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ([1]) الترمذي المناقب (3620) . , حادثة الراهب المسمى " بحيرا " حقيقة لا خرافة (للشيخ الألباني)
    ([2]) الترمذي المناقب (3620) .
    ([3]) الترمذي برقم 3620 ، وقال عنه ابن كثير في الفصول في سيرة الرسول ص94 : «بإسناد رجاله كلهم ثقات» وصححه الألباني في صحيح الترمذي ، برقم 3620 ،
    وفي فقه السيرة للغزالي ص68 وقال : «إسناده صحيح» وقال : لكن ذِكر بلال فيه منكر كما قيل قال : «قلت : وقد رواه البزار فقال : وأرسل معه عمه رجلاً» .
    ([4]) قاله ابن القيم في زاد المعاد ، 1/105 ، وقال ابن كثير في البداية والنهاية 3/466 : «وكان عمرها آنذاك خمسًا وثلاثين وقيل : خمسًا وعشرين» .
    ([5]) الفصول في سيرة الرسول لابن كثير ، ص91 - 95 ، والبداية والنهاية ، 3/406 - 451 ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ، 1/24 .
    ([6]) لم يثبت «أدَّبني ربي فأحسن تأديبي» لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الرسائل الكبرى ، 2/336 : «معناه صحيح ولكن لا يعرف له إسناد ثابت» ،
    وأيده السخاوي والسيوطي ، فراجع كشف الخفاء 1/70 . انظر : سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني برقم 72 .
    ([7]) أحمد في المسند ، 3/425 ، وحسنه الألباني في تخريج فقه السيرة لمحمد الغزالي ، ص84 .
    ([8]) الفصول في سيرة الرسول لابن كثير ، ص95 .
    ([9]) زاد المعاد لابن القيم ، 1/78 ، قال : وقيل : «كان ذلك في رمضان ، وقيل كان ذلك في رجب» .

    اترك تعليق:


  • eng.power
    قام بالرد
    [frame="11 70"]نسبه صلى الله عليه وسلم[/frame]

    هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاَب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنانة ابن خزيمة بن مُدْرِكَة بن إلياس بن مُضر بن نزار ابن معدِّ بن عدنان ([1]) فهو خيار من خيار ، كما قال عن نسبه : {إن الله اصطفى كِنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشًا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم }([2])([3]). فهو من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ([4]) .

    [frame="11 70"]مولده صلى الله عليه وسلم[/frame]

    ولد عام الفيل بمكة في شهر ربيع الأول ([5]) يوم الاثنين ([6]) الموافق 571م ([7])في قبيلة قريش التي كان العرب يجلونها ويكنون لها كل تقدير واحترام في مكة التي تعتبر المركز الديني لجزيرة العرب، حيث الكعبة المشرفة التي بناها إبراهيم أبو الأنبياء وابنه إسماعيل عليهما السلام، حيث كان العرب إليها يحجون وبها يطوفون .

    [frame="11 70"]نشأته صلى الله عليه وسلم في عناية الله تعالى[/frame]


    نشأ النبي يتيمًا فآواه الله تعالى ، وعائلًا فأغناه الله ، فقد تُوفِّي والده عبد الله وهو حملٌ في بطن أمه ، وأرضعته ثُويْبَةُ أيَّامًا ([8]) وهي مولاة لأبي لهبٍ،ثم أرضعته حليمة السعدية في البريَّة ، وأقام عندها في بني سعدٍ نحوًا من أربع سنين ، وَشُقَّ عن فُؤاده هناك وهو يلعب مع الغلمان ، فعن أنس {أن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقةً فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طستٍ ([9]) من ذهب بماء زمزم ثم لامَهُ ([10]) ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ( يعني ظئره ) ([11]) فقالوا : إن محمدًا قد قُتِلَ ، فاستقبلوه وهو مُنتقع اللَّون ([12]) قال أنسٌ : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره }([13]) وعند هذه الحادثة العظيمة خافت عليه حليمة السعدية رضي الله عنها ، فردَّته إلى أمه آمنة بنت وهب ، فخرجت به أمه إلى المدينة ، تزور أخواله ، ثم رجعت متجهة إلى مكة فماتت في الطريق بالأبواء ، بين مكة والمدينة ، وعمره ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام ([14]) ولما ماتت أمه كفله جده عبد المطلب ، فلما بلغ ثماني سنين توفي جده وأوصى به إلى عمه أبي طالب ؛ لأنه كان شقيق عبد الله بن عبد المطلب فكفله ، وأحاطه أتمَّ حياطة .



    يتبع إن شاء الله ..



    ------------------------------------------------------------------------------------------
    ([1]) البخاري مع الفتح ، كتاب مناقب الأنصار ، باب مبعث النبي قبل الحديث رقم 3851 .
    ([2]) مسلم الفضائل (2276) ، الترمذي المناقب (3606) ، أحمد (4/107) .
    ([3]) مسلم ، برقم 2276 .
    ([4]) انظر نسب النبي إلى آدم : البداية والنهاية لابن كثير 2/195 ، وسيرة ابن هشام 1/1
    ([5]) هذا هو الصحيح المشهور أنه ولد عام الفيل في شهر ربيع الأول ، وقد نقل بعضهم الإجماع على ذلك ، انظر : تهذيب السيرة للإمام النووي ص 20 .
    ([6]) التحديد بيوم الإثنين ثابت ؛ لقوله حينما سئل عن صومه : «فيه ولدت وفيه أُنزِل عليَّ» مسلم 2/820 .
    ([7]) انظر : الرحيق المختوم ص 53 .
    ([8]) البخاري مع الفتح ، 9/124 .
    ([9]) طستٍ : إناء كبير مستدير ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، 1/460 ) .
    ([10]) لامه : جمعه وضم بعضه على بعضٍ ( شرح النووي على صحيح مسلم ) .
    ([11]) ظِئره : هي المرضعة ، ويقال أيضا لزوج المرضعة ( شرح النووي ) .
    ([12]) منتقع اللون : أي متغير اللون ( شرح النووي على صحيح مسلم ) .
    ([13]) مسلم ، برقم 261 - (162) وانظر : البداية والنهاية لابن كثير ، بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، 3/413 .
    ([14]) البداية والنهاية ، 4/423 ، والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ، ص92
    ([15]) البخاري المناقب (3670) ، مسلم الإيمان (209) ، أحمد (1/210) .

    اترك تعليق:


  • ماذا تعرف عن نبي الإسلام .. (محمد صلى الله عليه وسلم)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    [frame="11 98"]ماذا تعرف عن نبي الإسلام .. (محمد صلى الله عليه وسلم)
    [/frame]

    هذا الموضوع موجه لكل إنسان على وجهه الأرض سواء كان

    مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً أو ملحداَ أو ....

    هنا ستعرف من هو مُحمد صلوات ربي وسلامه عليه .. نبي الرحمه ..

    هنا ستعرف سيرة الحبيب مختصرة .. هنا ستعرف النبي محمد كما كأنك تراه بعينيك وترى أفعاله ...

    هنا سترى أعظم العظماء ..

    هنا ستعرف الوجه الحقيقي للنبي محمد وليس الوجه الذي يريد أعدائه أن يعرفوك إياه ...






    يتبع إن شاء الله ..

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
ردود 0
15 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
 
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
ردود 2
24 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
 
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
ردود 0
32 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
ردود 0
51 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
ردود 0
29 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X