[frame="11 70"]وفاؤه بالعهد مع أعدائه صلى الله عليه وسلم[/frame]
من أعظم الضوابط في الجهاد الوفاء بالعهد وعدم الخيانة ؛ لقول الله تعالى : {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }([1]) . فإذا كان بين المسلمين والكفار عهد أو أمان فلا يجوز للمسلمين الغدر حتى ينقضي الأمد ([2]) . قال رسول الله : {من كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلا يشدُّ عقدة ولا يحلها حتى ينقضيَ أمَدُها أو ينبذ إليهم على سواء }([3])
[frame="11 70"]دفعه صلى الله عليه وسلم نزول العذاب على أعدائه[/frame]
ومن الأمثلة العظيمة على هذه الرحمة التي شملت حتى أعدائه قصَّته مع مَلَك الجبال حينما بعثه الله إليه ؛ ليأمره بما شاء عندما آذاه المشركون ، فجاء ملك الجبال وسلَّم عليه وقال : {يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربِّي إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ([4]) ؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ( والأخشبان جبلان عظيمان في مكة ، تقع مكة بينهما ) ، فقال رسول الله لملك الجبال : بل أرجوا أن يخرج اللهُ من أصلابهم من يعبُد الله وحده لا يُشرك به شيئًا }([5]) .
يتبع إن شاء الله
([1]) سورة الأنفال آية : 58 .
([2]) انظر : تفسير ابن كثير 2/321 ، وتفسير السعدي 3/183 - 184 .
([3]) الترمذي السير (1580) ، أبو داود الجهاد (2759) ، أحمد (4/113) .
([4]) استفهام ، أي فمرني بما شئت ، انظر : فتح الباري ، 6/316 .
([5]) البخاري برقم 3231 ، ومسلم برقم 1795 .
اترك تعليق: