آية كريمة وخبر شبه علمى (احتمال وجود كواكب مشابهة للأرض)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية كريمة وخبر شبه علمى (احتمال وجود كواكب مشابهة للأرض)


    آية كريمة وخبر شبه علمى

    الخبر

    احتمال وجود كواكب مشابهة للأرض





    مجرة درب التبانة يمكن أن تحوي كواكب مشابهة للأرض
    تلقت الجهود الرامية إلى اكتشاف أنواع ما من الحياة في الفضاء الخارجي
    دفعة جديدة.

    فقد قال عالما فلك بريطانيان إنه من الممكن نظريا وجود مليارات الكواكب
    التي تشبه الأرض في مجرة درب التبانة الذي يوجد كوكبنا ضمنه.

    ويضيف العالمان أن الأمر فقط يتطلب مزيدا من الوقت إلى أن تتمكن
    أجهزة التلسكوب من رصد تلك الكواكب المشابهة للأرض.

    جاء ذلك في توقعات أعرب عنها عالما فلك في الجامعة البريطانية
    المفتوحة، معتمديْن على نموذج قائم على حسابات رياضية.

    وأظهرت نماذج مصممة على الكمبيوتر، أن بعض الأنظمة الشمسية
    النائية المكتشفة حديثا، يمكن أن تحوي كواكب صغيرة لها خصائص
    مشابهة لما هو موجود على الأرض.

    وفي تصريح لـبي بي سي قال الدكتور باري جونز، وهو احد العالمين:
    من المعروف أن هناك عددا كبيرا من تجمعات الكواكب الموجودة
    بعيدا عن نظامنا الشمسي، لكن ما لم نتوصل إليه هو ما إذا كانت ثمة
    كواكب مشابهة للأرض هناك.

    عمالقة من غاز

    وقد اكتشف العلماء أن هناك نحو مئة كوكب تدور حول نجوم نائية.
    غير أن تلك الأجرام المسماة بالكواكب الخارجية (إكزوبلانيت) ليست
    من النوع الذي يمكن العيش فيه، فهي غاية في الضخامة وتحوي غازات
    على شاكلة ما هو موجود في كوكب المشتري.

    لكن الدكتور جونز يعتقد أنه من الممكن أن توجد في تلك المجموعات
    الكوكبية النائية كواكب صغيرة لها نفس مواصفات الأرض.

    وقال الدكتور جونز "إن ما أقوله هو: إننا غير قادرين حاليا على
    مشاهدة كواكب كالأرض، لكن لنفترض أنها موجودة هناك، فهل
    يمكن أن تكون قائمة، أم إنها تضيع وسط الكواكب العملاقة في
    الفضاء المترامي بين المجرات".

    وأضاف أن النموذج الكمبيوتري حول إمكانية استمرار تلك
    الكواكب وسط شقيقاتها العملاقة، أظهر "بعض النتائج مشجعة".

    أورسي ماجوريس
    ويشير النموذج إلى أنه من الممكن أن يوجد في مجرتنا أكثر من مليار
    كوكب قابل لظهور الحياة فيه.

    غير أن الدكتور جونز أشار إلى أنه يتعين الانتظار ما بين 10 إلى 15
    سنة ليتسنى تطوير التلسكوبات لتصبح من القوة بحيث تستطيع
    رصد مثل الكواكب الصغيرة.

    ويشار إلى أنه جرى حتى الآن اكتشاف نظام شمسي مشابه للذي نعيش
    فيه، وهو يدور حول نجم بعيد يحمل اسم (47 أورسي ماجوريس).

    المصدر

    http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/1921772.stm
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    تدبر الآية الكريمة فى ضوء الخبر


    1) من الجانب العلمى


    هى قضية احتمالات لم يتوفر لها دليل بعد ويتوقعون وجود 100 كوكب مشابه للأرض
    فى مجرتنا فهو حتى الآن توقع ظنى


    2) من الجانب الشرعى

    أخبرنا الله سبحانه :
    الطلاق (آية:12):الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن
    لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما

    (( من الأرض مثلهن )) أى سبع مثلهن


    وقوله تعالى :
    لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما

    يمكن أن تعنى أنكم ستعلمون أن هناك سبع أرضين وسبع سماوات وحينها ستعلمون
    أن الله أحاط بكل شيء علما وأنه على كل شىء قدير


    فلن يكون مثل الأرض 100 كوكب مماثل لها فى مجرة واحدة
    مثل هذا الظن لم يثبت ولا أتوقع أن يثبت
    والله أعلم
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3
      تحليل ممتاز والله على كل شيئ قدير
      ولكن هل الأراضين السبع هنا في الأرض التي نعيش عليها أم المقصود بها أرض اخرى غير تلك الأرض التي نعيش عليها وهو ماتناولته حضرتك بالتحليل وجزاكم الله خيرا
      وهناك العديد من الأأمور الغيبية لايعلمها إلا الله وعندما يكشفها الله لنا نقول
      سبحان الله وسع علمه كل شيئ
      صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها.
      وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه.
      يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( التوبة )

      تعليق


      • #4
        جزااااااااك الله خيراً.........

        والقران شااااااامل كااااااامل...لكل زمااااااان ولكل مكاااااان...

        والعلم يتطور كل يوم ....وكل يوم سنكتشف اعجااازاً جديداً.....

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة nimo1810 مشاهدة المشاركة
          تحليل ممتاز والله على كل شيئ قدير
          ولكن هل الأراضين السبع هنا في الأرض التي نعيش عليها أم المقصود بها أرض اخرى غير تلك الأرض التي نعيش عليها وهو ماتناولته حضرتك بالتحليل وجزاكم الله خيرا
          وهناك العديد من الأأمور الغيبية لايعلمها إلا الله وعندما يكشفها الله لنا نقول
          سبحان الله وسع علمه كل شيئ

          هناك تفسيرات متعددة


          ابن كثير

          اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ
          علما يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ قُدْرَتِهِ التَّامَّة وَسُلْطَانه الْعَظِيم لِيَكُونَ ذَلِكَ بَاعِثًا عَلَى تَعْظِيم مَا شَرَعَ مِنْ الدِّين الْقَوِيم" اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ " كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ نُوحٍ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ " أَلَمْ تَرَوْا كَيْف خَلَقَ اللَّهُ سَبْع سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا " وَقَوْله تَعَالَى " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْع وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ " . وَقَوْله تَعَالَى " وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ " أَيْ سَبْعًا أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ " مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْر مِنْ الْأَرْض طَوَّقَهُ مِنْ سَبْع أَرَضِينَ " وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ " خَسَفَ بِهِ إِلَى سَبْع أَرَضِينَ " وَقَدْ ذَكَرْت طُرُقه وَأَلْفَاظه وَعَزْوَهُ فِي أَوَّل الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة عِنْد ذِكْرِ خَلْق الْأَرْض وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة . وَمَنْ حَمَلَ ذَلِكَ عَلَى سَبْعَة أَقَالِيم فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَة وَأَغْرَقَ فِي النَّزْع وَخَالَفَ الْقُرْآن وَالْحَدِيث بِلَا مُسْتَنَدٍ , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَة الْحَدِيد عِنْد قَوْله تَعَالَى " هُوَ الْأَوَّل وَالْآخِر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن" ذَكَرَ الْأَرَضِينَ السَّبْع وَبُعْدَ مَا بَيْنَهُنَّ وَكَثَافَة كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ خَمْسمِائَةِ عَام وَهَكَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود وَغَيْره وَكَذَا فِي الْحَدِيث الْآخَر " مَا السَّمَاوَات السَّبْع وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ وَالْأَرَضُونَ السَّبْع وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ فِي الْكُرْسِيّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاة بِأَرْضِ فَلَاةٍ " . وَقَالَ اِبْن جَرِير ثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ ثَنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى " سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ " قَالَ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِتَفْسِيرِهَا لَكَفَرْتُمْ وَكُفْرُكُمْ تَكْذِيبُكُمْ بِهَا وَحَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد ثَنَا يَعْقُوب بْنُ عَبْد اللَّه بْن سَعْد الْقُمِّيّ الْأَشْعَرِيّ عَنْ جَعْفَر بْن أَبِي الْمُغِيرَة الْخُزَاعِيّ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : قَالَ رَجُل لِابْنِ عَبَّاس " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس مَا يُؤَمِّنك إِنْ أَخْبَرْتُك بِهَا فَتَكْفُر . وَقَالَ اِبْن جَرِير ثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ وَمُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى قَالَا ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ" قَالَ عَمْرو قَالَ فِي كُلّ أَرْض مِثْل إِبْرَاهِيم وَنَحْو مَا عَلَى الْأَرْض مِنْ الْخَلْق . وَقَالَ اِبْن الْمُثَنَّى فِي حَدِيثه فِي كُلّ سَمَاء إِبْرَاهِيم وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات هَذَا الْأَثَر عَنْ اِبْن عَبَّاس بِأَبْسَط مِنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْحَافِظ ثَنَا أَحْمَد بْن يَعْقُوب ثَنَا عُبَيْد بْن غَنَّام النَّخَعِيّ أَنَا عَلِيّ بْن حَكِيم ثَنَا شَرِيك عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ" قَالَ سَبْع أَرَضِينَ فِي كُلّ أَرْض نَبِيّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَم كَآدَم وَنُوح كَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيم كَإِبْرَاهِيم وَعِيسَى كَعِيسَى. ثُمَّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ" قَالَ فِي كُلّ أَرْض نَحْو إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِسْنَاد هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس صَحِيح وَهُوَ شَاذّ بِمُرَّة لَا أَعْلَم لِأَبِي الضُّحَى عَلَيْهِ مُتَابِعًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ الْإِمَام أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيّ فِي كِتَابه التَّفَكُّر وَالِاعْتِبَار حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن حَاتِم الْمَدَائِنِيّ ثَنَا يَحْيَى بْن سُلَيْمَان عَنْ عُثْمَان بْن أَبِي دهرس قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى إِلَى أَصْحَابه وَهُمْ سُكُوت لَا يَتَكَلَّمُونَ فَقَالَ " مَا لَكُمْ لَا تَتَكَلَّمُونَ ؟ " فَقَالُوا نَتَفَكَّر فِي خَلْق اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ " فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا تَفَكَّرُوا فِي خَلْق اللَّه وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِيهِ فَإِنَّ بِهَذَا الْمَغْرِب أَرْضًا بَيْضَاء نُورهَا بَيَاضهَا - أَوْ قَالَ بَيَاضهَا نُورهَا - مَسِيرَة الشَّمْس أَرْبَعِينَ يَوْمًا بِهَا خَلْق مِنْ خَلْق اللَّه تَعَالَى لَمْ يَعْصُوا اللَّه طَرْفَة عَيْن قَطُّ " قَالُوا فَأَيْنَ الشَّيْطَان عَنْهُمْ ؟ قَالَ " مَا يَدْرُونَ خُلِقَ الشَّيْطَان أَمْ لَمْ يُخْلَقْ ؟ " قَالُوا أَمِنْ وَلَد آدَم ؟ قَالَ " لَا يَدْرُونَ خُلِقَ آدَم أَمْ لَمْ يُخْلَق ؟ " وَهَذَا حَدِيث مُرْسَل وَهُوَ مُنْكَر جِدًّا وَعُثْمَان بْن أَبِي دهرس ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي كِتَابه فَقَالَ رَوَى عَنْ رَجُل مِنْ آلِ الْحَكَم بْن أَبِي الْعَاص وَعَنْهُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَيَحْيَى بْن سُلَيْم الطَّائِفِيّ وَابْن الْمُبَارَك سَمِعْت أَبِي يَقُول ذَلِكَ . آخِر تَفْسِير سُورَة الطَّلَاق وَلِلَّهِ الْحَمْدِ وَالْمِنَّة .


          الجلالين


          اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ
          علما "اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ" يَعْنِي سَبْع أَرَضِينَ "يَتَنَزَّل الْأَمْر" الْوَحْي "بَيْنهنَّ" بَيْن السَّمَاوَات وَالْأَرْض يَنْزِل بِهِ جِبْرِيل مِنْ السَّمَاء السَّابِعَة إلَى الْأَرْض السَّابِعَة "لِتَعْلَمُوا" مُتَعَلِّق بِمَحْذُوفٍ أَيْ أَعْلَمَكُمْ بِذَلِكَ الْخَلْق وَالتَّنْزِيل


          الطبرى


          اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

          الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } lيَقُول تَعَالَى ذِكْره : { اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات } لَا مَا يَعْبُدهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ الْآلِهَة وَالْأَوْثَان الَّتِي لَا تَقْدِر عَلَى خَلْق شَيْء. وَقَوْله : { وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } يَقُول : وَخَلَقَ مِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ لِمَا فِي كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ مِثْل مَا فِي السَّمَوَات مِنْ الْخَلْق. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 26643 - حَدَّثَنِي عَمْرو بْن عَلِيّ وَمُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَا : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة : { اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } قَالَ عَمْرو : قَالَ : فِي كُلّ أَرْض مِثْل إِبْرَاهِيم وَنَحْو مَا عَلَى الْأَرْض مِنْ الْخَلْق . وَقَالَ اِبْن الْمُثَنَّى : فِي كُلّ سَمَاء إِبْرَاهِيم . 26644 - حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : ثنا وَكِيع , قَالَ : ثنا الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } قَالَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِتَفْسِيرِهَا لَكَفَرْتُمْ وَكُفْركُمْ تَكْذِيبكُمْ بِهَا . 26645 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر , عَنْ عَاصِم , عَنْ زِرّ , عَنْ عَبْد اللَّه , قَالَ : خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَاوَات غِلَظ كُلّ وَاحِدَة مَسِيرَة خَمْس مِائَة عَام , وَبَيْن كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ خَمْس مِائَة عَام , وَفَوْق السَّبْع السَّمَوَات الْمَاء , وَاَللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَوْق الْمَاء , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ أَعْمَال بَنِي آدَم . وَالْأَرْض سَبْع , بَيْن كُلّ أَرْضَيْنِ خَمْس مِائَة عَام , وَغِلَظ كُلّ أَرْض خَمْس مِائَة عَام . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا يَعْقُوب بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد الْقُمِّيّ الْأَشْعَرِيّ , عَنْ جَعْفَر بْن أَبِي الْمُغِيرَة الْخُزَاعِيّ , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : قَالَ رَجُل لِابْنِ عَبَّاس { اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } . .. الْآيَة , فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مَا يُؤَمِّنُك أَنْ أُخْبِرك بِهَا فَتَكْفُر . 26646 - قَالَ : ثنا عَبَّاس , عَنْ عَنْبَسَة , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : هَذِهِ الْأَرْض إِلَى تِلْكَ مِثْل الْفُسْطَاط ضَرَبْته فِي فَلَاة , وَهَذِهِ السَّمَاء إِلَى تِلْكَ السَّمَاء , مِثْل حَلْقَة رَمَيْت بِهَا فِي أَرْض فَلَاة . 26647 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , قَالَ : السَّمَاء أَوَّلهَا مَوْج مَكْفُوف ; وَالثَّانِيَة صَخْرَة ; وَالثَّالِثَة حَدِيد ; وَالرَّابِعَة نُحَاس ; وَالْخَامِسَة فِضَّة ; وَالسَّادِسَة ذَهَب , وَالسَّابِعَة يَاقُوتَة . 26648 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثنا جَرِير بْن حَازِم , قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن قَيْس , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : هَذَا الْبَيْت الْكَعْبَة رَابِع أَرْبَعَة عَشْر بَيْتًا فِي كُلّ سَمَاء بَيْت , كُلّ بَيْت مِنْهَا حَذْو صَاحِبه , لَوْ وَقَعَ وَقَعَ عَلَيْهِ , وَإِنَّ هَذَا الْحَرَم حَرَمِي بِنَاؤُهُ مِنْ السَّمَوَات السَّبْع وَالْأَرَضِينَ السَّبْع . 26649 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَسَبْع أَرَضِينَ فِي كُلّ سَمَاء مِنْ سَمَائِهِ , وَأَرْض مِنْ أَرْضه , خَلْق مِنْ خَلْقه وَأَمْر مِنْ أَمْره , وَقَضَاء مِنْ قَضَائِهِ . 26650 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة قَالَ : بَيْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِس مَرَّة مَعَ أَصْحَابه , إِذْ مَرَّتْ سَحَابَة , قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ هَذِهِ الْعَنَان , هَذِهِ رَوَايَا الْأَرْض يَسُوقهَا اللَّه إِلَى قَوْم لَا يَعْبُدُونَهُ ; قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ السَّمَاء ؟ " قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : هَذِهِ السَّمَاء مَوْج مَكْفُوف , وَسَقْف مَحْفُوظ ; ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا فَوْق ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : فَوْق ذَلِكَ سَمَاء أُخْرَى , حَتَّى عَدَّ سَبْع سَمَاوَات وَهُوَ يَقُول : أَتَدْرُونَ مَا بَيْنهمَا خَمْس مِائَة سَنَة ; ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا فَوْق ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : فَوْق ذَلِكَ الْعَرْش , قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا بَيْنهمَا ؟ قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ : بَيْنهمَا خَمْس مِائَة سَنَة ; ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الْأَرْض ؟ قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : تَحْت ذَلِكَ أَرْض , قَالَ : أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنهمَا ؟ قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم . قَالَ : بَيْنهمَا مَسِيرَة خَمْس مِائَة سَنَة , حَتَّى عَدَّ سَبْع أَرَضِينَ , ثُمَّ قَالَ : وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دُلِّيَ رَجُل بِحَبْلٍ حَتَّى يَبْلُغ أَسْفَل الْأَرَضِينَ السَّابِعَة لَهَبَطَ عَلَى اللَّه ; ثُمَّ قَالَ : { هُوَ الْأَوَّل وَالْآخِر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم } . 26651 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : اِلْتَقَى أَرْبَعَة مِنْ الْمَلَائِكَة بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض , فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ : مِنْ أَيْنَ جِئْت ؟ قَالَ أَحَدهمْ : أَرْسَلَنِي رَبِّي مِنْ السَّمَاء السَّابِعَة , وَتَرَكْته ; ثُمَّ قَالَ الْآخَر : أَرْسَلَنِي رَبِّي مِنْ الْأَرْض السَّابِعَة وَتَرَكْته ; ثُمَّ قَالَ الْآخَر : أَرْسَلَنِي رَبِّي مِنْ الْمَشْرِق وَتَرَكْته ; ثُمَّ قَالَ الْآخَر : أَرْسَلَنِي رَبِّي مِنْ الْمَغْرِب وَتَرَكْته ثَمَّ .
          يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
          وَقَوْله : { يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَتَنَزَّل أَمْر اللَّه بَيْن السَّمَاء السَّابِعَة وَالْأَرْض السَّابِعَة , كَمَا : 26652 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ } قَالَ : بَيْن الْأَرْض السَّابِعَة إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة.
          لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

          وَقَوْله : { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَنْزِل قَضَاء اللَّه وَأَمْره بَيْن ذَلِكَ كَيْ تَعْلَمُوا أَيّهَا النَّاس كُنْه قُدْرَته وَسُلْطَانه , وَأَنَّهُ لَا يَتَعَذَّر عَلَيْهِ شَيْء أَرَادَهُ , وَلَا يَمْتَنِع عَلَيْهِ أَمْر شَاءَهُ , وَلَكِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاء قَدِير .
          وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
          يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَلِتَعْلَمُوا أَيّهَا النَّاس أَنَّ اللَّه بِكُلِّ شَيْء مِنْ خَلْقه مُحِيط عِلْمًا , لَا يَعْزُب عَنْهُ مِثْقَال ذَرَّة فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء , وَلَا أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَر . يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : فَخَافُوا أَيّهَا النَّاس الْمُخَالِفُونَ أَمْر رَبّكُمْ عُقُوبَته , فَإِنَّهُ لَا يَمْنَعهُ مِنْ عُقُوبَتكُمْ مَانِع , وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ قَادِر , وَمُحِيط أَيْضًا بِأَعْمَالِكُمْ , فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا خَافٍ , وَهُوَ مُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ , لِيُجَازِيَكُمْ بِهَا . يَوْم تُجْزَى كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ . آخِر تَفْسِير سُورَة الطَّلَاق


          القرطبى


          اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

          دَلَّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَته وَأَنَّهُ يَقْدِر عَلَى الْبَعْث وَالْمُحَاسَبَة . وَلَا خِلَاف فِي السَّمَوَات أَنَّهَا سَبْع بَعْضهَا فَوْق بَعْض ; دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيث الْإِسْرَاء وَغَيْره . ثُمَّ قَالَ : " وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ " يَعْنِي سَبْعًا . وَاخْتُلِفَ فِيهِنَّ عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدهمَا : وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور - أَنَّهَا سَبْع أَرَضِينَ طِبَاقًا بَعْضهَا فَوْق بَعْض , بَيْن كُلّ أَرْض وَأَرْض مَسَافَة كَمَا بَيْن السَّمَاء وَالسَّمَاء , وَفِي كُلّ أَرْض سُكَّان مِنْ خَلْق اللَّه . وَقَالَ الضَّحَّاك : " وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ " أَيْ سَبْعًا مِنْ الْأَرَضِينَ , وَلَكِنَّهَا مُطْبَقَة بَعْضهَا عَلَى بَعْض مِنْ غَيْر فُتُوق بِخِلَافِ السَّمَوَات . وَالْأَوَّل أَصَحّ ; لِأَنَّ الْأَخْبَار دَالَّة عَلَيْهِ فِي التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَغَيْرهمَا . وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ مُبَيَّنًا فِي " الْبَقَرَة " . وَقَدْ خَرَّجَ أَبُو نُعَيْم قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُبَيْش قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق السَّرَّاج , ( ح ) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن حِبَّان قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نَاجِيَة قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد قَالَ حَدَّثَنَا حَفْص بْن مَيْسَرَة عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ عَطَاء بْن أَبِي مَرْوَان عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كَعْبًا حَلَفَ لَهُ بِاَلَّذِي فَلَقَ الْبَحْر لِمُوسَى أَنَّ صُهَيْبًا حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ قَرْيَة يُرِيد دُخُولهَا إِلَّا قَالَ حِين يَرَاهَا : ( اللَّهُمَّ رَبّ السَّمَوَات السَّبْع وَمَا أَظْلَلْنَ وَرَبّ الْأَرَضِينَ السَّبْع وَمَا أَقْلَلْنَ وَرَبّ الشَّيَاطِين وَمَا أَضْلَلْنَ وَرَبّ الرِّيَاح وَمَا أَذْرَيْنَ إِنَّا نَسْأَلك خَيْر هَذِهِ الْقَرْيَة وَخَيْر أَهْلهَا وَنَعُوذ بِك مِنْ شَرّهَا وَشَرّ أَهْلهَا وَشَرّ مَا فِيهَا ) . قَالَ أَبُو نُعَيْم : هَذَا حَدِيث ثَابِت مِنْ حَدِيث مُوسَى بْن عُقْبَة تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ عَطَاء . رُوِيَ عَنْهُ اِبْن أَبِي الزِّنَاد وَغَيْره . وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ سَعِيد بْن زَيْد قَالَ : سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْض ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقهُ يَوْم الْقِيَامَة مِنْ سَبْع أَرَضِينَ ) وَمِثْله حَدِيث عَائِشَة , وَأَبْيَن مِنْهُمَا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَأْخُذ أَحَد شِبْرًا مِنْ الْأَرْض بِغَيْرِ حَقّه إِلَّا طَوَّقَهُ اللَّه إِلَى سَبْع أَرَضِينَ يَوْم الْقِيَامَة ) . قَالَ الْمَاوَرْدِيّ : وَعَلَى أَنَّهَا سَبْع أَرَضِينَ بَعْضهَا فَوْق بَعْض تَخْتَصّ دَعْوَة أَهْل الْإِسْلَام بِأَهْلِ الْأَرْض الْعُلْيَا , وَلَا تَلْزَم مَنْ فِي غَيْرهَا مِنْ الْأَرَضِينَ وَإِنْ كَانَ فِيهَا مَنْ يَعْقِل مِنْ خَلْق مُمَيِّز . وَفِي مُشَاهَدَتهمْ السَّمَاء وَاسْتِمْدَادهمْ الضَّوْء مِنْهَا قَوْلَانِ : أَحَدهمَا - أَنَّهُمْ يُشَاهِدُونَ السَّمَاء مِنْ كُلّ جَانِب مِنْ أَرْضهمْ وَيَسْتَمِدُّونَ الضِّيَاء مِنْهَا . وَهَذَا قَوْل مَنْ جَعَلَ الْأَرْض مَبْسُوطَة . وَالْقَوْل الثَّانِي : أَنَّهُمْ لَا يُشَاهِدُونَ السَّمَاء , وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ لَهُمْ ضِيَاء يَسْتَمِدُّونَهُ . وَهَذَا قَوْل مَنْ جَعَلَ الْأَرْض كَالْكُرَةِ . وَفِي الْآيَة قَوْل ثَالِث حَكَاهُ الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهَا سَبْع أَرَضِينَ مُنْبَسِطَة ; لَيْسَ : بَعْضهَا فَوْق بَعْض , تُفَرِّق بَيْنهَا الْبِحَار وَتُظِلّ جَمِيعهمْ السَّمَاء . فَعَلَى هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْل الْأَرْض وُصُول إِلَى أَرْض أُخْرَى اُخْتُصَّتْ دَعْوَة الْإِسْلَام بِأَهْلِ هَذِهِ الْأَرْض , وَإِنْ كَانَ لِقَوْمٍ مِنْهُمْ وُصُول إِلَى أَرْض أُخْرَى احْتَمَلَ أَنْ تَلْزَمهُمْ دَعْوَة الْإِسْلَام عِنْد إِمْكَان الْوُصُول إِلَيْهِمْ ; لِأَنَّ فَصْل الْبِحَار إِذَا أَمْكَنَ سُلُوكهَا لَا يَمْنَع مِنْ لُزُوم مَا عَمَّ حُكْمه , وَاحْتَمَلَ أَلَّا تَلْزَمهُمْ دَعْوَة الْإِسْلَام لِأَنَّهَا لَوْ لَزِمَتْهُمْ لَكَانَ النَّصّ بِهَا وَارِدًا , وَلَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا مَأْمُورًا . وَاَللَّه أَعْلَم مَا اِسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ , وَصَوَاب مَا اِشْتَبَهَ عَلَى خَلْقه . ثُمَّ قَالَ :
          يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
          قَالَ مُجَاهِد : يَتَنَزَّل الْأَمْر مِنْ السَّمَوَات السَّبْع إِلَى الْأَرَضِينَ السَّبْع . وَقَالَ الْحَسَن : بَيْن كُلّ سَمَاءَيْنِ أَرْض وَأَمْر . وَالْأَمْر هُنَا الْوَحْي ; فِي قَوْل مُقَاتِل وَغَيْره . وَعَلَيْهِ فَيَكُون قَوْله : " بَيْنهنَّ " إِشَارَة إِلَى بَيْن هَذِهِ الْأَرْض الْعُلْيَا الَّتِي هِيَ أَدْنَاهَا وَبَيْن السَّمَاء السَّابِعَة الَّتِي هِيَ أَعْلَاهَا . وَقِيلَ : الْأَمْر الْقَضَاء وَالْقَدَر . وَهُوَ قَوْل الْأَكْثَرِينَ . فَعَلَى هَذَا يَكُون الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " بَيْنهنَّ " إِشَارَة إِلَى مَا بَيْن الْأَرْض السُّفْلَى الَّتِي هِيَ أَقْصَاهَا وَبَيْن السَّمَاء السَّابِعَة الَّتِي هِيَ أَعْلَاهَا . وَقِيلَ : " يَتَنَزَّل الْأَمْر " بَيْنهنَّ " بِحَيَاةِ بَعْض وَمَوْت بَعْض وَغِنَى قَوْم وَفَقْر قَوْم . وَقِيلَ : هُوَ مَا يُدَبِّر فِيهِنَّ مِنْ عَجِيب تَدْبِيره ; فَيُنَزِّل الْمَطَر وَيُخْرِج النَّبَات وَيَأْتِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار , وَالصَّيْف وَالشِّتَاء , وَيَخْلُق الْحَيَوَانَات عَلَى اِخْتِلَاف أَنْوَاعهَا وَهَيْئَاتهَا ; فَيَنْقُلهُمْ مِنْ حَال إِلَى حَال . قَالَ اِبْن كَيْسَان : وَهَذَا عَلَى مَجَال اللُّغَة وَاتِّسَاعهَا ; كَمَا يُقَال لِلْمَوْتِ : أَمْر اللَّه ; وَلِلرِّيحِ وَالسَّحَاب وَنَحْوهَا .
          لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
          يَعْنِي أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا الْمُلْك الْعَظِيم فَهُوَ عَلَى مَا بَيْنهمَا مِنْ خَلْقه أَقْدَر , وَمِنْ الْعَفْو وَالِانْتِقَام أَمْكَن ; وَإِنْ اِسْتَوَى كُلّ ذَلِكَ , فِي مَقْدُوره وَمُكْنَته .
          وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
          فَلَا يَخْرُج شَيْء عَنْ عِلْمه وَقُدْرَته . وَنُصِبَ " عِلْمًا " عَلَى الْمَصْدَر الْمُؤَكَّد ; لِأَنَّ " أَحَاطَ " بِمَعْنَى عَلِمَ . وَقِيلَ : بِمَعْنَى وَأَنَّ اللَّه أَحَاطَ إِحَاطَةً عِلْمًا . خُتِمَتْ السُّورَة بِحَمْدِ اللَّه وَعَوْنه .


          الميزان فى تفسير القرآن

          و قوله: «و من الأرض مثلهن» ظاهره المثلية في العدد، و عليه فالمعنى: و خلق من الأرض سبعا كما خلق من السماء سبعا فهل الأرضون السبع سبع كرات من نوع الأرض التي نحن عليها و التي نحن عليها إحداها؟ أو الأرض التي نحن عليها سبع طبقات محيطة بعضها ببعض و الطبقة العليا بسيطها الذي نحن عليه؟ أو المراد الأقاليم السبعة التي قسموا إليها المعمور من سطح الكرة؟ وجوه ذهب إلى كل منها جمع و ربما لاح بالرجوع إلى ما تقدم في تفسير سورة حم السجدة محتمل آخر غيرها.

          و ربما قيل: إن المراد بقوله: «و من الأرض مثلهن» أنه خلق من الأرض شيئا هو مثل السماوات السبع و هو الإنسان المركب من المادة الأرضية و الروح السماوية التي فيها نماذج سماوية ملكوتية.

          ومنها أنه سبق أن فسرها البعض كالدكتور زغلول النجار بطبقات الأرض وهناك تفسيرات أخرى سابقة

          وهذه محاولة فى الفهم فى ضوء نظرية شبه علمية سبق أن نفيت بعضها كما بينت
          ولم تخرج محاولتى فى الفهم عن بعض الفهم السابق لها
          وإنما هو مزيد من التدبر فحسب
          فإن وافقنى الصواب فهو من فضل الله وإن كان غير ذلك فمن نفسى
          وختمت قولى بأن الله أعلم


          سبحان الله وسع علمه كل شيئ
          التعديل الأخير تم بواسطة solema; 4 ديس, 2010, 11:44 ص. سبب آخر: تكبير الخط
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            موضوع رائع .. وسبحان الله قادر على كل شىء ..

            برجاء مشاهدة تلك المقاطع وخاصة آخر مقطعين منها من هذا الموضوع ..

            صور من الإعجاز العلمى بالقرآن فى الفلك والسماء والأرض ..

            تعليق


            • #7
              لأهمية الموضوع يستحق الرفع

              جزاك الله خيرا يا أستاذنا
              ثقتي في الله تمنحني الحياة
              أهدروا دموعي على بساط تراب الوطن
              فقلت نذرت بكائي حتى تصبح شمس الوطن
              سفكوا دمي وقالوا عاشقة تحب الوطن
              فقلت خذوا الدماء واروا بها صحاري الوطن
              قالوا الوطن بلا تراب وأنت لم يكن لكِ وطن
              فقلت جسدي من التراب .. وترابه من هذا الوطن
              فمن ترابي ابنوا الوطن
              حتى أعود لقلب الوطن
              بجد ... بحبك يا وطن

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
              ردود 3
              73 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Islam soldier
              بواسطة Islam soldier
               
              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
              رد 1
              112 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Islam soldier
              بواسطة Islam soldier
               
              ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
              ردود 0
              36 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة لخديم
              بواسطة لخديم
               
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
              ردود 0
              90 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
              ردود 0
              1,631 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
              يعمل...
              X