تويت
ترتيل القرآن يحفظ العقل مع الإستشهاد بلعبة حاسوبية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين حفظاً لأنفسنا وأموالنا وأعراضنا وعقولنا ومجتمعاتنا الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة، فحفظ به عقولنا ومنطق حكمنا من ضلال المضللين ودجل الدجالين وأوهام العرافين وشطحات المتفلسفين والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله سيد الخلق ولسان الصدق ودليل الحق وحكمة النطق أحب وأفضل وأعظم وأنبل بني آدم عليهما وعلى أنبياء الله السلام.
الأخوة الكرام،
أعتذر بشدة لقلة مشاركاتي بالمنتدى الكريم بسبب مشاغلي التي أرجوا من الله عز وجل أن يدر بمشاغلنا ومشاغل البشر النفع لسائر المسلمين .
بمناسبة الشهر الكريم، شهر القرآن، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار الذي لو علمت الأمة ما فيه من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان.
اللهم أجعله شهر فلاح وسداد ونصر ورفعة ومغفرة وتوبة وعودة إلى دينك العظيم و إقامة لشرعك القويم وعودة لخلافتك الراشدة يا رب العالمين.
أما بعد،
قال تعالى في محكم تنزيله: (وننزل من القرأن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ولا يزيد الكافرين إلا خساراً) الإسراء82
وقال أيضاً (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة يخلق ما يشاء و هو العليم القدير) الروم 54
وقال أيضاً (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون) يس 68
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحاً عبد الله بن عباس رضى الله عنه (احفظ الله يحفظك) من حديث صحيح وارد في الترمذي.
<a href="http://" target="_blank"></a> وقال أيضاً (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
وقال أيضاً (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) أخرجه الألباني عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
لا شك أن الشباب هو أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان ففيه يتمتع المرء بقوة ونشاط بدن وعقل تمكنه من إنجاز الكثير لأمته ودينه يتبعه مرحلة ضعف يندم فيها الكثيرون على ما أضاعوا من وقت في الإفتتان بالدنيا بدلاً من العمل والإنجاز لها كأنهم يعيشون أبداً والعمل لأخراهم كأنهم يموتون غدا. ولقد لاحظ طبيب وأستاذ الأعصاب بجامعة طوكيو ذي الصيت الواسع باليابان وعضو المجلس القومي الياباني ط./ ريوتا كاواشيما أن ألعاب الفيديو لا تُنشِط الفصوص الأمامية للمخ والتي قد أثبتت أبحاثه وآخرون أهمية نشاطها لنمو العقل. يمكنك أن تتخيل خطورة أبحاثه بالنسبة لبلد كاليابان يعرف عن شبابه بولعهم الشديد لألعاب الفيديو أكثر من أي بلد آخر مثلما يعرف عن اليابان بذله الغالي والنفيس للحفاظ على منظومة تعليمية هي الأفضل في العالم.
ترجع أهمية أبحاث ط./ كاواشيما لخبرته في مجال النمو العقلي للأطفال والذي قد استغل فيه التصوير الدماغي لملاحظة الأنشطة المختلفة على نشاط المراكز الحسية بالمخ وتأثير قلة أو زيادة تلك الأنشطة على نمو العقل، خصوصاً أن التصوير الدماغي يعتبر مقياساً مادياً محسوساً مقارنة بالإختبارات العقلية الأخرى المبنية على تصورات نظرية لمعنى الذكاء.
قام الطبيب بمشاركة واحدة من أشهر شركات ألعاب الحاسوب اليابانية بتطوير لعبة "عمر الدماغ”. تعتمد فكرة اللعبة على حقيقة قدرة الشباب على التفكير بسرعة فائقة تقل بمرور العمر إلى الوصول إلى مرحلة الهرم التي قد يبتلي الله تعالى البعض بالتخريف. لكن مثلما يحافظ الكثيرين على شباب أبدانهم بالتريض اليومي فإنه من خلال تلك اللعبة يمكن تمرين المخ بشكل يومي للحفاظ على الأداء العقلي. وتتيح اللعبة بجانب التمرينات اليومية مقياس من 20 لـ 80 سنة لسن العقل الذي يبداء في الخمول مع إنتهاء الدراسة والإلتفات لمشاغل الحياة العملية. لكن رغم الوعود البراقة للعبة ومصداقية الأستاذ الطبيب “ كاواشيما" إلا أنني لا أنصح باستخدام اللعبة لأنها محدودة التأثير إذا لم تكن بلسان الأم ولا أعتقد أنها متوافرة بالعربية كما أن الله عز وجل منحنا ما هو أفضل من أثرها بترتيل القرآن الكريم، فقد شرح الطبيب "كاواشيما” في كتيب إرشادات اللعبة أن الصور الدماغية بينت أثناء بحثه أنه حتى في حالات حل المسائل الحسابية المعقدة فإن مناطق شتى من المخ تبقى معطلة كما هو مبين في الصورة الأولى.
لكن الصور الدماغية أظهرت أيضاً أن مراكز شتى من المخ تنشط عند إجراء عمليات حسابية بسيطة كتلك التي يجريها تلاميذ الصف الثالث الإبتدائي بسرعة وكلما زادت السرعة زاد النشاط. أما الصورة الأغرب كانت للمخ في حالة القرأة جهراً حيث ظهر نشاطاً أكبر خصوصاً للفصوص الأمامية ذات الأهمية لنمو العقل كما هو واضح في الصورة الثانية.
لماذا القرآة جهراً؟
الملاحظ في الصورة الثانية أن الشق الأيمن للمخ والمسؤل عن التخيل كان أكثر إجهاداً من الشق الأيسر المسؤل عن التحليل الحسابي في حين كان الشق الأيسر أكثر إجهاداً بطبيعته عند إجراء العمليات الحسابية البسيطة بسرعة. أهمية القرأة تكمن في تنشيط الشق الأيمن الذي يعتبر خاملاً عند كثيرٍ من الناس والذي يعتبر تشغيلها تحدياً هاماً للمعلمين وأطباء الأعصاب ، فالجانب الأيمن ينشط بطبيعته لأن التخيل ضروري لفهم النص المقرؤ.
أما القرأة الجهرية فهي تنشط المراكز الحسية المسؤلة عن النظام الصوتي والنظام السمعي مما يزيد من فائدة القرآة.
لماذا إذاً ترتيل القرآن؟
قد يقول جاحد ممن في قلوبهم مرض أن الأستاذ الطبيب يؤكد أنه كلما زادت سرعة القرآة زاد إجهاد المخ وسرعة القرآة أمر مكروه في الترتيل كما أنه يمكن قرآة أي كتاب بسرعة للحصول على نفس النتيجة. قلنا ولله الحمد أن ترتيل القرآن له فوائد منها:
1- الثابت أن الدماغ يقوم بالتعرف التصويري على الكلمات أثناء القرآة، بمعنى أنك خلال قرآتك لهذا المقال لا تقوم باستهجاء الكلمات كلمة بكلمة، بل إنك تتعرف على أشكال الكلمات فترددها في سرك أو جهراً، كما أنك تتوقف لاستهجاء الكلمة إذا كانت غريبة عليك أو إذا كانت مستخدمة في غير مكانها أو معناها المعتاد عندك فتعود و تقرآها هجاءاً مرة أخرى للتأكد أنها الكلمة الصحيحة. لذلك فإنه في حالة الفراءة بالتعرف الصورتنشط المراكز الخاصة بالذاكرة والتخيل أكثر من المراكز الحسابية التي تعالج عملية الإستهجاء ولإتمام الفائدة تعمل القرآة السريعة على إجهاد تلك المراكز أكثر، وفي حالة الترتيل ينبغي الإلتزام بالتشكيل ويكون الدماغ في حالة تحدي بين المحفوظ خطئاً من الطفولة بسبب السماع من غير المتخصصين أو ربط الكلمات الغريبة بأخرى مألوفة على سبيل الخطاء، وبجانب الإلتزام بالتشكيل هناك علامات القرآة والوقف التي تعتبر تحدياً دماغياً بين ما يريد المخ أن يقراء وبين ما ينبغي أن يقراء المرء و هذا التحكم ينشط بطبيعته خلايا أكثر ويجهد الدماغ أكثر من قرأة الكتب الأخرى حتى عند قرأتها بسرعة.
2-ضبط النطق و الإلتزام بمخارج الحروف ونطق التشكيلات بسلامة مع الإلتزام بصفات الحروف يتطلب تركيزاً أكثر و تحكماً أعلى في الرئتين و الحلق واللسان والشفتين والخدين أكثر من القرآة العادية مما يستلزم تنشيط مراكز تحكم أكثر بطبيعة الحال.
3- لطبيعة المادة المقرؤة أثرها على نشاط الشق الإيمن المسؤل عن فهم النص ولاينكر أحد الفارق الكبير بين أن يقراء أحدنا مثلاً قول الشاعر "يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم” وقول أخر بالعامية المصرية"و أنا كل ما اقول التوبة يا بوي ترميني المجادير” فالفارق كبير وكذلك الفارق بين القرآن وأفصح كلام أهل الأرض أكبرلما له من عمق معان وقوة بيان وجمال لغة وفصاحة لسان لها أثرها على إحساس المرء بوجدانه الواقع و مصيره المتوقع.
وأخيراً نرجوا من الأخوة المختصين بطب المخ والأعصاب أن ينشروا صوراً للمخ حال ترتيل القرآن لنرى كيف ينشط المخ كالنجم المتوهج لنقطع القيل والقال على الحاقدين ولدعم ما أشرت إليه سابقا و مصداقاً لقوله تعالى (يا أيها الناس قد جائكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) النساء 174، وقوله تعالى (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) التغابن8. فسبحان من جعله نوراً وسبحان من سماه قرآناً وهنيئاً لمن يقرؤه وهو عليه شاق وهنيئاً لمن هو ماهرٌ به. أما رجائي الشديد من المسلمين في كل مكان هو أن يتيقنوا من أن ما وهبنا الله عز وجل رغم ما يبدو من بدائيته و بساطته أفضل من كل ما توصلت إليه أرقى وأحدث وأدق وأفضل التقنيات فقد رأينا حقيقة ما كان يروج له اليابانيون أنفسهم من أهمية ألعاب الحاسوب لنمو العقل وبالمثل فكل نمط حياة من يطلقون على أنفسهم العالم الأول أو العالم الحر مجرد فتنة وتيه في دروب الفرضيات الفلسفية فلا يغرنك يوماً أن يقال يوماً أن اليابان عين مدرسين من الولايات المتحدة أو بريطانيا لتدريس الإنجليزية في مدارسهم فكل ذلك له ظروفه ومسبباته وهو متاع قليل ما به من زاد للدنيا ولا للآخرة كما قال عز وجل ( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد-196- متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد-197- لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خير للأبرار-198-) آل عمران. اعلم أخي الكريم أن الملتزم حتى وإن كان جامع قمامة هو أنظف و أطهر وأنقى وأكبر في عيني و أحب إلى من رئيس دولة أو نجم هوليوود أو مفكر أو سياسي لا يدري كيف يستبرئ من بوله. و أن هؤلاء ما تفوقوا علينا حقاً إلا عندما آمنا بأن ما لديهم خير مما لدينا وهذا هو مكرهم مع جميع شعوب الأرض من هنود حمر وأفارقة و أسياويين ولذلك عندما جاء بونابارت لم يأت بجيش فقط بل جاء بمخترعات وعلماء ومفكرين وما أفلح من تبع نهجهم إلا من استقل عنهم ولم يفتتن بسبلهم ولم يتبعهم لجحر الضب واسئل عن القوم من عاشرهم لا من افتتن بهم. وإن شاء الله لنا في ذلك الأمر مشاركات أخرى.
اللهم أجعل هذا المقال حجة لنا لا علينا و أنفعنا وسائر المسلمين بجزاء كتابته وقرأته و أجعل القرآن الكريم ربيعاً لقلوبنا وشفاءاً لما في صدورنا و جلاء لهمنا وراحة لنفوسنا وعلمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه ما نُسينا ونوراً لقلوبنا و شفيعاً عند حسابنا.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلاة وسلام على المرسلين.
برجاء النشر والإشارة إلى المشاركة في المنتديات الإخرى لتعم الفائدة.
الموضوع الاصلى : http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=9201
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين حفظاً لأنفسنا وأموالنا وأعراضنا وعقولنا ومجتمعاتنا الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة، فحفظ به عقولنا ومنطق حكمنا من ضلال المضللين ودجل الدجالين وأوهام العرافين وشطحات المتفلسفين والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله سيد الخلق ولسان الصدق ودليل الحق وحكمة النطق أحب وأفضل وأعظم وأنبل بني آدم عليهما وعلى أنبياء الله السلام.
الأخوة الكرام،
أعتذر بشدة لقلة مشاركاتي بالمنتدى الكريم بسبب مشاغلي التي أرجوا من الله عز وجل أن يدر بمشاغلنا ومشاغل البشر النفع لسائر المسلمين .
بمناسبة الشهر الكريم، شهر القرآن، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار الذي لو علمت الأمة ما فيه من خير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان.
اللهم أجعله شهر فلاح وسداد ونصر ورفعة ومغفرة وتوبة وعودة إلى دينك العظيم و إقامة لشرعك القويم وعودة لخلافتك الراشدة يا رب العالمين.
أما بعد،
قال تعالى في محكم تنزيله: (وننزل من القرأن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ولا يزيد الكافرين إلا خساراً) الإسراء82
وقال أيضاً (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة يخلق ما يشاء و هو العليم القدير) الروم 54
وقال أيضاً (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون) يس 68
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحاً عبد الله بن عباس رضى الله عنه (احفظ الله يحفظك) من حديث صحيح وارد في الترمذي.
<a href="http://" target="_blank"></a> وقال أيضاً (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
وقال أيضاً (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) أخرجه الألباني عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
لا شك أن الشباب هو أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان ففيه يتمتع المرء بقوة ونشاط بدن وعقل تمكنه من إنجاز الكثير لأمته ودينه يتبعه مرحلة ضعف يندم فيها الكثيرون على ما أضاعوا من وقت في الإفتتان بالدنيا بدلاً من العمل والإنجاز لها كأنهم يعيشون أبداً والعمل لأخراهم كأنهم يموتون غدا. ولقد لاحظ طبيب وأستاذ الأعصاب بجامعة طوكيو ذي الصيت الواسع باليابان وعضو المجلس القومي الياباني ط./ ريوتا كاواشيما أن ألعاب الفيديو لا تُنشِط الفصوص الأمامية للمخ والتي قد أثبتت أبحاثه وآخرون أهمية نشاطها لنمو العقل. يمكنك أن تتخيل خطورة أبحاثه بالنسبة لبلد كاليابان يعرف عن شبابه بولعهم الشديد لألعاب الفيديو أكثر من أي بلد آخر مثلما يعرف عن اليابان بذله الغالي والنفيس للحفاظ على منظومة تعليمية هي الأفضل في العالم.
ترجع أهمية أبحاث ط./ كاواشيما لخبرته في مجال النمو العقلي للأطفال والذي قد استغل فيه التصوير الدماغي لملاحظة الأنشطة المختلفة على نشاط المراكز الحسية بالمخ وتأثير قلة أو زيادة تلك الأنشطة على نمو العقل، خصوصاً أن التصوير الدماغي يعتبر مقياساً مادياً محسوساً مقارنة بالإختبارات العقلية الأخرى المبنية على تصورات نظرية لمعنى الذكاء.
قام الطبيب بمشاركة واحدة من أشهر شركات ألعاب الحاسوب اليابانية بتطوير لعبة "عمر الدماغ”. تعتمد فكرة اللعبة على حقيقة قدرة الشباب على التفكير بسرعة فائقة تقل بمرور العمر إلى الوصول إلى مرحلة الهرم التي قد يبتلي الله تعالى البعض بالتخريف. لكن مثلما يحافظ الكثيرين على شباب أبدانهم بالتريض اليومي فإنه من خلال تلك اللعبة يمكن تمرين المخ بشكل يومي للحفاظ على الأداء العقلي. وتتيح اللعبة بجانب التمرينات اليومية مقياس من 20 لـ 80 سنة لسن العقل الذي يبداء في الخمول مع إنتهاء الدراسة والإلتفات لمشاغل الحياة العملية. لكن رغم الوعود البراقة للعبة ومصداقية الأستاذ الطبيب “ كاواشيما" إلا أنني لا أنصح باستخدام اللعبة لأنها محدودة التأثير إذا لم تكن بلسان الأم ولا أعتقد أنها متوافرة بالعربية كما أن الله عز وجل منحنا ما هو أفضل من أثرها بترتيل القرآن الكريم، فقد شرح الطبيب "كاواشيما” في كتيب إرشادات اللعبة أن الصور الدماغية بينت أثناء بحثه أنه حتى في حالات حل المسائل الحسابية المعقدة فإن مناطق شتى من المخ تبقى معطلة كما هو مبين في الصورة الأولى.
لكن الصور الدماغية أظهرت أيضاً أن مراكز شتى من المخ تنشط عند إجراء عمليات حسابية بسيطة كتلك التي يجريها تلاميذ الصف الثالث الإبتدائي بسرعة وكلما زادت السرعة زاد النشاط. أما الصورة الأغرب كانت للمخ في حالة القرأة جهراً حيث ظهر نشاطاً أكبر خصوصاً للفصوص الأمامية ذات الأهمية لنمو العقل كما هو واضح في الصورة الثانية.
لماذا القرآة جهراً؟
الملاحظ في الصورة الثانية أن الشق الأيمن للمخ والمسؤل عن التخيل كان أكثر إجهاداً من الشق الأيسر المسؤل عن التحليل الحسابي في حين كان الشق الأيسر أكثر إجهاداً بطبيعته عند إجراء العمليات الحسابية البسيطة بسرعة. أهمية القرأة تكمن في تنشيط الشق الأيمن الذي يعتبر خاملاً عند كثيرٍ من الناس والذي يعتبر تشغيلها تحدياً هاماً للمعلمين وأطباء الأعصاب ، فالجانب الأيمن ينشط بطبيعته لأن التخيل ضروري لفهم النص المقرؤ.
أما القرأة الجهرية فهي تنشط المراكز الحسية المسؤلة عن النظام الصوتي والنظام السمعي مما يزيد من فائدة القرآة.
لماذا إذاً ترتيل القرآن؟
قد يقول جاحد ممن في قلوبهم مرض أن الأستاذ الطبيب يؤكد أنه كلما زادت سرعة القرآة زاد إجهاد المخ وسرعة القرآة أمر مكروه في الترتيل كما أنه يمكن قرآة أي كتاب بسرعة للحصول على نفس النتيجة. قلنا ولله الحمد أن ترتيل القرآن له فوائد منها:
1- الثابت أن الدماغ يقوم بالتعرف التصويري على الكلمات أثناء القرآة، بمعنى أنك خلال قرآتك لهذا المقال لا تقوم باستهجاء الكلمات كلمة بكلمة، بل إنك تتعرف على أشكال الكلمات فترددها في سرك أو جهراً، كما أنك تتوقف لاستهجاء الكلمة إذا كانت غريبة عليك أو إذا كانت مستخدمة في غير مكانها أو معناها المعتاد عندك فتعود و تقرآها هجاءاً مرة أخرى للتأكد أنها الكلمة الصحيحة. لذلك فإنه في حالة الفراءة بالتعرف الصورتنشط المراكز الخاصة بالذاكرة والتخيل أكثر من المراكز الحسابية التي تعالج عملية الإستهجاء ولإتمام الفائدة تعمل القرآة السريعة على إجهاد تلك المراكز أكثر، وفي حالة الترتيل ينبغي الإلتزام بالتشكيل ويكون الدماغ في حالة تحدي بين المحفوظ خطئاً من الطفولة بسبب السماع من غير المتخصصين أو ربط الكلمات الغريبة بأخرى مألوفة على سبيل الخطاء، وبجانب الإلتزام بالتشكيل هناك علامات القرآة والوقف التي تعتبر تحدياً دماغياً بين ما يريد المخ أن يقراء وبين ما ينبغي أن يقراء المرء و هذا التحكم ينشط بطبيعته خلايا أكثر ويجهد الدماغ أكثر من قرأة الكتب الأخرى حتى عند قرأتها بسرعة.
2-ضبط النطق و الإلتزام بمخارج الحروف ونطق التشكيلات بسلامة مع الإلتزام بصفات الحروف يتطلب تركيزاً أكثر و تحكماً أعلى في الرئتين و الحلق واللسان والشفتين والخدين أكثر من القرآة العادية مما يستلزم تنشيط مراكز تحكم أكثر بطبيعة الحال.
3- لطبيعة المادة المقرؤة أثرها على نشاط الشق الإيمن المسؤل عن فهم النص ولاينكر أحد الفارق الكبير بين أن يقراء أحدنا مثلاً قول الشاعر "يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم” وقول أخر بالعامية المصرية"و أنا كل ما اقول التوبة يا بوي ترميني المجادير” فالفارق كبير وكذلك الفارق بين القرآن وأفصح كلام أهل الأرض أكبرلما له من عمق معان وقوة بيان وجمال لغة وفصاحة لسان لها أثرها على إحساس المرء بوجدانه الواقع و مصيره المتوقع.
وأخيراً نرجوا من الأخوة المختصين بطب المخ والأعصاب أن ينشروا صوراً للمخ حال ترتيل القرآن لنرى كيف ينشط المخ كالنجم المتوهج لنقطع القيل والقال على الحاقدين ولدعم ما أشرت إليه سابقا و مصداقاً لقوله تعالى (يا أيها الناس قد جائكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) النساء 174، وقوله تعالى (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) التغابن8. فسبحان من جعله نوراً وسبحان من سماه قرآناً وهنيئاً لمن يقرؤه وهو عليه شاق وهنيئاً لمن هو ماهرٌ به. أما رجائي الشديد من المسلمين في كل مكان هو أن يتيقنوا من أن ما وهبنا الله عز وجل رغم ما يبدو من بدائيته و بساطته أفضل من كل ما توصلت إليه أرقى وأحدث وأدق وأفضل التقنيات فقد رأينا حقيقة ما كان يروج له اليابانيون أنفسهم من أهمية ألعاب الحاسوب لنمو العقل وبالمثل فكل نمط حياة من يطلقون على أنفسهم العالم الأول أو العالم الحر مجرد فتنة وتيه في دروب الفرضيات الفلسفية فلا يغرنك يوماً أن يقال يوماً أن اليابان عين مدرسين من الولايات المتحدة أو بريطانيا لتدريس الإنجليزية في مدارسهم فكل ذلك له ظروفه ومسبباته وهو متاع قليل ما به من زاد للدنيا ولا للآخرة كما قال عز وجل ( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد-196- متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد-197- لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خير للأبرار-198-) آل عمران. اعلم أخي الكريم أن الملتزم حتى وإن كان جامع قمامة هو أنظف و أطهر وأنقى وأكبر في عيني و أحب إلى من رئيس دولة أو نجم هوليوود أو مفكر أو سياسي لا يدري كيف يستبرئ من بوله. و أن هؤلاء ما تفوقوا علينا حقاً إلا عندما آمنا بأن ما لديهم خير مما لدينا وهذا هو مكرهم مع جميع شعوب الأرض من هنود حمر وأفارقة و أسياويين ولذلك عندما جاء بونابارت لم يأت بجيش فقط بل جاء بمخترعات وعلماء ومفكرين وما أفلح من تبع نهجهم إلا من استقل عنهم ولم يفتتن بسبلهم ولم يتبعهم لجحر الضب واسئل عن القوم من عاشرهم لا من افتتن بهم. وإن شاء الله لنا في ذلك الأمر مشاركات أخرى.
اللهم أجعل هذا المقال حجة لنا لا علينا و أنفعنا وسائر المسلمين بجزاء كتابته وقرأته و أجعل القرآن الكريم ربيعاً لقلوبنا وشفاءاً لما في صدورنا و جلاء لهمنا وراحة لنفوسنا وعلمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه ما نُسينا ونوراً لقلوبنا و شفيعاً عند حسابنا.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلاة وسلام على المرسلين.
برجاء النشر والإشارة إلى المشاركة في المنتديات الإخرى لتعم الفائدة.
الموضوع الاصلى : http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=9201
