الإعجاز الطبي في الأحاديث الواردة في الجذام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إسلامي نور حياتي مسلمة اكتشف المزيد حول إسلامي نور حياتي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعجاز الطبي في الأحاديث الواردة في الجذام

    الإعجاز الطبي في الأحاديث الواردة في الجذام

    د. محمد علي البار



    يعتبر الجذام (الذي كان يطلق عليه قديمًا اسم البَرَص) من أكثر الأمراض التي أحدثت رعبًا للإنسانية منذ عهود سحيقة؛ وذلك لما يحدثه الجذام في كثير من الأحيان من تشوهات في الجسم، وبتر للأطراف، وشلل في الأعصاب الطرفية.

    ورغم أن العدوى (أي دخول الميكروب إلى الجسم) في الجذام عالية: إلا أن الإصابة بالمرض ليست عالية، وفي الواقع فإن (خمسة) بالمائة من المخالطين - خلطة شديدة - للمجذومين هم الذين يصابون بالمرض(1). وفي المناطق المصابة بمرض الجذام؛ فإن معظم البالغين من الأصحاء قد أصيبوا بميكروب الجذام، ولكنه لم يسبب لهم أي مرض على الإطلاق(2).

    وقد تعاملت البشرية بصورة قاسية في معظم الأحيان مع المجذومين، أو الذين يعتقد أنهم مصابون بالجذام.


    ففي سفر اللاويين - من التوراة المحرفة(3) - :
    وصف للبرص (الجذام)، وكيف يمكن أن يميزه الكاهن من البقع البيضاء التي قد تكون حزازًا أو ناتجة بعد الكي، أو بعد إصابة جلدية، أو جروح، ولا شك أن كثيرًا من الذين حكم عليهم أنهم مصابون بالجذام لم يكونوا يعانون منه.

    ويعتبر المصاب بالبرص(4) : (الجذام ) نَجِسًا ويخرج من البلدة. وفي اللحظة التي يعلن فيها الكاهن أن شخصًا ما مصاب بالجذام تشق ثيابه، وينادى عليه: نجس نجس.. (وكل الأيام التي تكون الضربة فيه يكون نجسًا.. يقيم وحده).


    كما أن علاج الجذام كان مشوبًا بالخرافات، ففي سفر اللاويين الأصحاح الرابع عشر(5) تفصيل لهذه الطقوس التي يقوم بها الكاهن لإعلان شفاء المصاب بالبرص وخلاصه من النجاسة، وذلك مقابل كبشين ونعجة ودقيق وزيت تقدم للكاهن، وفي هذه الأثناء يذبح الكاهن عصفورًا، ويلطخ آخر بدمه، ويجعل هذا العصفور -الملطخ بالدم- يطير فوق المصاب بالجذام.

    ثم يذبح كبشًا، ويلطخ المصاب بدمه.. إلخ.


    والغريب حقًّا أن الجذام كان منتشرًا في العصور الوسطى في أوربا؛ ففي بداية القرن الثالث عشر الميلادي كان في أوربا أكثر من (19.000) مستعمرة للمجذومين، منها ألف مستعمرة في فرنسا وحدها. وفي القرن الرابع عشر كان في باريس أربعون مستشفى يقابلها أربعون نزلاً للمجذومين، وفي انجلترا تم إنشاء (720) مستشفى خلال القرون الثلاثة (الثاني عشر إلى الخامس عشر) منها (217) مستشفى للمجذومين(6).


    وفي الوقت الراهن يتراوح عدد المصابين بالجذام بين (10 ـ 15) مليون شخص (7) وتوصله بعض المصادر إلى (20) مليون شخص؛ تتركز في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية(8). ولا يزيد عدد المجذومين في الولايات المتحدة عن ألفين(9)، وفي بريطانيا بلغ العدد المسجل (400) حالة(10).




    وبائيات الجذام وطرق انتشاره
    :



    تقدر منظمة الصحة العالمية عدد حالات الجذام بـ(11) مليونًا. بينما ترفع المصادر الطبية الأخرى العدد إلى (15) مليونًا، وبعضها إلى (20) مليونًا (11).
    ويصل التركيز في بعض القرى في أفريقيا إلى أكثر من مئتي شخص من كل ألف؛ وإن كان هذا نادر الحدوث (12).
    والغالب في الأمر أن يكون عدد المصابين بين (25 ـ 55) من كل ألف من السكان في المناطق المصابة.



    ورغم أن المناطق المصابة تتمثل في المناطق الاستوائية أو الحارة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ إلا أن المرض موجود - وإن كان في حالات قليلة - في أوروبا وسيبيريا وشمال الصين، وفي الولايات المتحدة (13).
    (حوالي 2.000 حالة في الولايات المتحدة، و400 حالة في بريطانيا).





    فترة الحضانة


    :



    تختلف فترة الحضانة اختلافًا كبيرًا، وتتراوح بين ستة أشهر وثلاثين عامًا، ولكن معظم الحالات تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات.




    طرق العدوى:







    لا تعرف طريقة انتشار المرض على وجه الدقة حتى الآن.
    وفي الماضي كان يعتقد أن الميكروب ينتقل من جلد المصاب إلى الشخص السليم؛ أما الآن فإن هذه الطريقة في العدوى تعتبر نادرة جدًّا، وذلك لقلّة الميكروبات بصورة عامة في جلد المصاب بالجذام وهذه تمثل الطريقة الأولى.



    والطريقة الثانية: تتركز الميكروبات العصوية للجذام في الأنف. وتنقل عطسة واحدة من مصاب بالجذام (من نوع الورم الجذامي) 2×510 ميكروبًا(14) إلى الهواء.



    وترفع بعض المصادر الرقم إلى 2×810 ميكروبًا(15).



    ولهذا تعتبر العدوى عن طريق الرذاذ هي أهم مصادر العدوى. ولكن لا يعلم كيف ينتقل الميكروب بعد ذلك من الجهاز التنفسي إلى الأعصاب الطرفية والجلد، كما يحتمل أيضًا أن تنتقل الميكروبات من الرذاذ إلى الشقوق الصغيرة في الجلد.



    و الطريقة الثالثة المحتملة: هي العدوى بواسطة وخز الحشرات؛ حيث أمكن في المختبرات نقل الميكروب إلى الحشرات ونموه فيها، ولكن لم يثبت حتى الآن بصورة قطعية أن هذه الطريقة موجودة في وبائيات الجذام على الطبيعة.



    والطريقة الرابعة: عن طريق اللبن أثناء الرضاعة، حيث تفرز ميكروبات الجذام بكمية كبيرة في اللبن.



    أما الطريقة الخامسة فمشكوك فيها؛ وهي عبور الميكروبات المشيمةَ أثناء الحمل.




    ميكروب الجذام:



    يشبه ميكروب الجذام ميكروب الدرن إلى حد كبير (ميكو بكتريم) ويقبل صبغة (زيل نيلسون) ولا يمكن إزالة الصبغة بالكحول أو الأحماض، ويتميز ميكروب الدرن بأنه لا يمكن زرعه في المختبر، ولكن العالم (Sphephard) تمكن من تنمية الميكروب في قدم بعض الفئران عام 1960م؛ وقد تبين أن نمو الميكروب بطيء جدًّا، حيث يتضاعف عدده بين (11 ـ 13) يومًا.



    وقد وجد أن الميكروب يوجد أيضًا في الأرماديللو (16) والقرود البرية في الولايات المتحدة، ولعل ذلك يشكل مخزنًا للميكروب في الطبيعة(17). وللميكروب خصائص أخرى لا داعي لتفصيلها هنا (18).




    مدى الإصابة:



    ورغم أن مرض الجذام يعتبر معديًا؛ إلا أن ظهور المرض أمر نادر الحدوث نسبيًّا؛ ولا يزيد عدد الذين يصابون بالمرض من المخالطين للمجذومين ـ خلطة شديدة ـ عن (5%)، بينما لدى الباقين مناعة ذاتية ضد المرض (19).



    وعند إجراء فحص ليبرومين (وهو أخذ الميكروبات من ورم جذامي يتم قتلها بالحرارة ثم تحقن تحت الجلد) يظهر ورم حبيبي Granular تحت الجلد خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع في الحالات التالية:



    1 ـ معظم البالغين (70%) وأكثر من الأشخاص الأسوياء؛ في المناطق التي يوجد فيها مرض الجذام.



    2 ـ حالات الجذام الدرني.



    ويكون هذا الفحص سلبيًّا بصورة عامة لدى الأطفال وفي حالات الورم الجذامي (الجذام الأسدي).



    ويؤكد هذا الفحص أن معظم السكان في المناطق التي يوجد فيها مرض الجذام، قد أخذوا الميكروب وتغلبوا عليه بمناعتهم الذاتية (20).




    وهذا يدلل على نقطتين هامتين:



    الأولى: أن الجذام مرض شديد العدوى.



    والثانية: أن ظهور المرض نادر جدًّا.




    أنواع الجذام:



    يظهر الجذام بصور متعددة، وأول ظهوره على الجلد بصورة بقعة صغيرة، ونادرًا ما تلفت الانتباه، وتعتبر هذه المرحلة غير محددة Indeterminate Form وسرعان ما يتحدد الجذام بأحد نوعين رئيسين، وبينهما درجات مختلفة.
    وذلك يعتمد على درجة المقاومة، وجهاز المناعة في جسم الشخص المصاب.




    وتعتمد المناعة في الجذام على ما يسمى المناعة الخلوية Cell Mediated Immunity. بينما لا تؤدي المناعة الخلائطية إلا دورًا محدودًا بالنسبة للجذام، ويظهر نوع الجذام بناء على ظهور المناعة الخلوية أو عدم ظهورها.




    الجذام الدرني:








    وتكون فيه المناعة الخلوية على أشدها، ويظهر الجذام في الجلد على هيئة إصابات جلدية محددة وقليلة، ويندر وجود الميكروب فيها، وتتميز بتفاعل حُبيبي، وعدم إحساس للحرارة أو البرودة أو اللمس أو وخز الإبر.





    وقد يشتد التفاعل المناعي فتحدث التفاعلات، ويزداد الورم الحبيبي؛ مسببًا إصابة الأعصاب الطرفية، وبالتالي مؤديًا إلى فقدان الإحساس في الأطراف ـ مما يؤدي إلى موتها وسقوطها ـ ويسمى هذا التفاعل الأول Type I Reaction. ورغم أن هذا التفاعل ناتج عن شدة مناعة الجسم؛ إلا أن الضرر على المصاب كبير وخطير.




    وينتشر الجذام الدرني في أفريقيا بصورة خاصة؛ حيث وجد أن ما بين (80 ـ 94%) من حالات الجذام هي من الجذام الدرني، أو على حافة الجذام الدرني Borderline tuberculoid.



    أما في آسيا (الهند) وأمريكا اللاتينية؛ فإن الجذام الدرني وحافة الدرني يشكلان بين (35 ـ 65%) من جميع حالات الجذام (21).




    ويتميز الجذام الدرني وحافة الدرني بالآتي:



    1 ـ العدوى نادرة ومحدودة؛ لقلّة وجود الميكروبات في الجلد والأنف.



    2 ـ الصورة الإكلينيكية المميزة بالبقع الجلدية الفاقدة للإحساس، مع تضخم الأعصاب الطرفية: هي الأساس في التشخيص.



    3 ـ التفاعل المناعي القوي يؤدي إلى إصابة الأعصاب الطرفية إصابة بالغة؛ مما يؤدي إلى فقدان الإحساس كلية في الأطراف خاصة، وينتج عنه البتر التلقائي للأطراف.



    4 ـ فحص ليبرومين Lepromin إيجابي التفاعل.



    5 ـ المناعة الخلائطية غير ظاهرة؛ ولهذا فإن مضادات الأجسام المناعية طبيعية، وليس فيها زيادة.



    6 ـ لا توجد إصابة للغدد اللمفاوية والكلى والخصيتين.. إلخ. وتبقى الإصابة محدودة بالجلد والأعصاب الطرفية.



    7 ـ إنه يمكن أن يشفى بدون علاج. وتبقى آثار إصابة الأعصاب الطرفية والجلدية.





    الجذام ذو الورم (الأسدي) Lepromatous Leprosy








    تكون المناعة الخلوية مختفية ولا أثر لها، ولذلك ينتشر المرض في الجلد والأغشية المخاطية للجهاز التنفسي -وخاصة الأنف - وفي الجزء الأمامي من العين، والأعصاب الجلدية والطرفية، والجهاز اللمفاوي والغدد التناسلية (الخصيتين)، والغدة فوق الكلية.





    مميزات الجذام ذو الورم (الأسدي):



    1 ـ شدة العدوى وخاصة من إفرازات الأنف؛ حيث يحتوي الملليلتر على 1×810 من ميكروبات الجذام، وتحتوي العطسة القوية على 2×810 ميكروبًا من ميكروبات الجذام(22).



    2 ـ إصابة العين (التهاب القزحية، والقرنية) قد تؤدي إلى العمى، وإصابة الأنف تؤدي إلى تحطم الحاجز الأنفي، وإصابة الخصيتين تؤدي إلى العقم، وإصابة الغدد اللمفاوية والطحال والعضلات والعظام تؤدي إلى إصابة بالغة بالجسم.



    3 ـ إصابة الجلد بصورة منتشرة وغير محددة، ويتغضن وجه الجلد بصورة خاصة؛ مما يجعله يشبه إلى حد ما وجه الأسد، ومنها ظهرت التسمية (الجذام الأسدي).



    4 ـ التفاعل المناعي- بواسطة الخلايا الخلوية Cell mediated Immunity- منعدم،
    ولكن التفاعل الخلائطي المناعي Humoral immunity موجود، وعلاماته زيادة في البروتينات المناعية (وبالذات الجلوبيولين) في الدم Hyper gamma globulinaemia
    وتكون الفحوصات المخبرية الخاصة بالزهري- مثل فحص وازرمان، وV.D.RL -إيجابية؛ نتيجة التفاعل مع الجلوبيولين المناعي في الدم.
    وكذلك تكون الفحوصات المتعلقة بالجلوبيولينات الباردة Cryo globul inaemia إيجابية بنسبة (30%) من الحالات.



    وكذلك تكون مضادات الأجسام -المضادة للأنوية Antinuclear antibodies - إيجابية.
    وتزداد في الدم البروتينات شبه النشوية Amyloid proteins.



    5 ـ تزداد الحالة سوءًا مع تقدم الأيام - إلا إذا عولجت علاجًا دقيقًا- وتكون الوفاة بسبب الإنتانات الميكروبية الغازية، أو بسبب الفشل الكلوي، أو بسبب مرض Amyloidosis.



    6 ـ فحص ليبرومين سلبي التفاعل.



    7 ـ تحدث تفاعلات مناعية مع البروتينات المناعية (Immunoglobulins) وتؤدي إلى حدوث التهاب في الأوعية الدموية؛ مسببًا الحمرة العقدية الجذامية Enylhyma nodusm loprobum، والتهاب الخصيتين، والتهاب القزحية، والتهاب الغدد اللمفاوية، والتهاب العضلات..
    وتعرف هذه التفاعلات باسم التفاعل الثاني Typo للتمييز بينها وبين التفاعل الأول الذي
    يحدث في الجذام الدرني.




    وتوجد حالات من الجذام - لا هي من الجذام الدرني ولا من الجذام ذو الورم الجذامي (الجذام الأسدي) - وهي تُقسّم على حسب مقربتها من الجذام الدرني - وتعرف بحافة الدرني - أو مقربتها من الجذام ذو الورم الجذامي - وتعرف بحافة الورم الجذامي،
    وقد تميل من حافة الجذامي وتتحسن حتى تصل إلى الدرني، أو تسوء من حافة الدرني حتى تصل إلى الورم الجذامي.




    ومن الجدير بالذكر أن الحمل لا يزيد من مضاعفات الجذام بالنسبة للحامل. وكذلك فإنه من المشكوك فيه جدًّا أن ينتقل ميكروب الجذام عبر المشيمة إلى الجنين.
    ولكن من الثابت أن لبن الأم التي تعاني من الجذام -ذو الورم الجذامي- يحتوي على كثير من ميكروبات الجذام إذا لم تكن الأم تتناول العلاج (23).




    وقد كان الأطباء ينصحون بعدم إرضاع الطفل من أم تعاني من الجذام، أما الآن فإنهم يسمحون بإرضاعه؛ وذلك للأسباب التالية:



    (أ) أن الأم التي تتناول العقاقير لمعالجة الجذام تكون غير معدية.



    (ب) أن الأم التي تعاني من الجذام الدرني نادرًا ما تفرز الميكروبات في لبنها.



    (ج) أن عدم الإرضاع يؤدي إلى أمراض كثيرة بالنسبة للأطفال - وخاصة في البلدان النامية - حيث تظهر حالات الجذام، والمستوى الصحي منخفض في تلك المناطق، ويؤدي ذلك إلى وفيات الأطفال - نتيجة تناول اللبن من القارورة - بسبب الإسهال المتكرر.




    دراسة الأحاديث الواردة في الجذام على ضوء المعلومات الطبية:




    إن الأحاديث التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم والمتعلقة بالجذام هي:



    1 ـ عن أبي هريرة (رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد) (24).




    2 ـ عن عمرو بن الشريد (رضي الله عنه ) قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم :إنا قد بايعناك فارجع) (25)، وهما حديثان صحيحان وعليهما مدار البحث.




    3 ـ أما حديث جابر( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأدخله معه في القصعة ثم قال: (كل باسم الله، ثقة بالله، وتوكلاً عليه) (26). فهو ضعيف ولا اعتبار له.





    ومما تقدم في أسباب الجذام وأنواعه يتبين لنا الآتي:




    1 ـ أن الجذام مرض شديد العدوى - وخاصة الجذام ذو الورم الجذامي Lepromatous Leprosy - وأن معظم السكان البالغين في المناطق التي يوجد فيها مرضى الجذام قد دخل الميكروب إلى أجسامهم.




    2 ـ أن نسبة قليلة لا تتجاوز (5%) من المخالطين للمجذومين خلطة شديدة هم الذين تظهر عليهم آثار مرض الجذام.




    3 ـ أن الجذام أنواع، وأن النوع المعدي هو الجذام ذو الورم الجذامي، أو الجذام الأسدي؛ الذي يشبه فيه وجه المجذوم وجه الأسد (27)، وأن الجذام الدرني غير مُعدٍ إلا فيما ندر.




    4 ـ أن ظهور مرض الجذام لا يعتمد على ضراوة ميكروب الجذام Virulence. بل يعتمد على درجة مقاومة الشخص وجهاز مناعته.




    5 ـ قد يحمل المصاب بالجذام عددًا مهولاً من ميكروبات الجذام ـ تصل إلى (1310) ميكروبًا في جسمه، ويبلغ في دمه (510) ميكروبًا لكل ملليلتر من الدم، ومع هذا لا يبدو على هذا الشخص أعراض أي مرض، ويبدو ظاهريًّا في صحة تامة جيدة (28).






    المراجع:





    1-Berkow R. (editor in chief) Merek Manuale of Diagnosis and therapy. Merck, sharp and Dohme, N.J. 1982 (14th Edition) pp> 140 – 146.


    2- Bullock W.R. Mycobacteriun Lepra. In Mandell, Douglas, Bennet (eds). Principles and Practice of Infectious Dis- eases. Wiley and Sons. New York 1979pp. 1943 – 1953.


    3- Bryceson A. Leprosy. Medicine International 1981, 1. (3): 123 -126.


    4 ـ سفر اللاويين، الإصحاح 13، الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس، القاهرة (بدون تاريخ).


    5 ـ سفر اللاويين، الإصحاح 14، الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس ـ القاهرة.


    6- Encyclopedia Britanica, 15th Edition 1982 vol 8:695.


    7- Bullock W.R. Leprosy. In Wyngoarden J. and Smith L (eds). Cecil Textbook of Medicine. Saunders Co. Phil-adelphia – London – New York, 1985 (17th edition) pp. 1634 -39.


    8- Duncane M.E. Leprosy in Pregnancy. Postgraduate Doctor 1986,9 (6): 384-392.


    9 ـ محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي: صحيح البخاري مع الفتح ـ كتاب الطب ـ مطبعة الشعب (بدون تاريخ).


    10 ـ مسلم بن الحجاج القشيري: صحيح مسلم، باب الطب ـ كتاب السلام، باب اجتنام المجذوم، دار الطباعة العامرة 1329هـ القاهرة.


    11 ـ محمد بن عيسى الترمذي: سنن الترمذي.






    الهوامش


    (1) انظر المرجع رقم (1) من قائمة المراجع.


    (2) انظر المرجع رقم (1 ـ 3) من قائمة المراجع.


    (3) انظر المرجع رقم (4) من قائمة المراجع.


    (4) يطلق اسم البرص ـ وخاصة عند القدماء على مرض الجذام وقد يطلق أحيانًا علىالبهاق، والبهاق مرض جلدي غير مُعْدٍ، يفقد الجلد فيه لونه ويصبح شديد البياض. وسببه غير معروف على وجه الدقة، ويعتقد أنه ناتج عن توتر نفسي وقلق. وهناك نوع وراثي (Albinism) خاص.


    (5) انظر المرجع رقم (5) من قائمة المراجع.


    (6) انظر المرجع رقم (6) من قائمة المراجع.


    (7) انظر المرجع رقم (1، 2، 3، 7، 8) من قائمة المراجع.


    (8) انظر المرجع رقم (1) من قائمة المراجع.


    (9) انظر المرجع رقم (7) من قائمة المراجع.


    (10) انظر المرجع رقم (8) من قائمة المراجع.


    (11) انظر المرجع رقم (1) من قائمة المراجع.


    (12و13) انظر المرجع رقم (7) من قائمة المراجع.


    (14) انظر المرجع رقم (3) من قائمة المراجع.


    (15) انظر المرجع رقم (1) من قائمة المراجع.


    (16) الأرماديللو Armadello حيوان ثديي يغطي جسمه حراشيف، وهو أشبه بالخلد والقنفذ، ويتغذى على الحشرات، ويوجد في أمريكا اللاتينية وولاية تكساس من الولايات المتحدة. ويسمى أحيانًا المدرع.


    (17) انظر المرجع رقم (7) من قائمة المراجع.


    (18) انظر المرجع رقم (2) من قائمة المراجع.


    (19) انظر المرجع رقم (1) من قائمة المراجع.


    (20) انظر المرجع رقم (1، 2، 3، 7، 8) من قائمة المراجع.


    (21) انظر المرجع رقم (7) من قائمة المراجع.


    (22) انظر المرجع رقم (2، 7) من قائمة المراجع.


    (23) انظر المرجع رقم (1، 2، 3، 7، 8) من قائمة المراجع.


    (24) (فتح الباري 10/158).


    (25) انظر صحيح مسلم 4/1752 ح126، وقد رواه أيضًا النسائي في البيعة، وابن ماجه في الطب ـ الهيئة.


    (26) رواه الترمذي في كتاب الأطعمة 4/266 ح1817، وقد رواه أبو داود، وابن ماجة أيضًا في الطب، والحديث ضعيف، وقد روي عن عمر موقوًفا عليه ـ والله أعلم ـ الهيئة







  • #2
    ماشاء الله موضوع رائع ومميز ومفصل ومحكم

    جزاكى الله خيرًا اختاه
    وعلى الرغم من عمق الألم : ما زال قلبى تسكنه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة ستتمخض لصالحنا ويخسأ الفسقة والطغاة , وسيكون فرجٌ بعد الشدّة ,وفرحٌ بعد الحزن ..قد ننتظر .. واثقين أن الرياح ستدفع شراعنا !( محمد أحمد الراشد )

    تعليق


    • #3
      إيه يا جماعة ده
      ما ينفعش تحطه صور
      اللهم عافنا عما إبتليت به سوانا
      الحمد لله الذي عافانا عما إبتلي به سوانا
      اللهم أتم الشفاء علي كل مريض

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        جزاكِ الله خيرا أختنا الحبيبة (( إسلامى نور حياتى ))..

        الأخوة والإخوات .. للإفادة لابد من وضع بعض الصور ولإنه مرض جلدى
        فالصور للتوضيح .. وللعلم فالصور منتقاة من صور البحث ولم نعرضها بالكامل

        موضوع ذو صلة ..
        http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=1736

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاك الله خيرا أختنا الغالية (إسلامى نور حياتى )

          الجذام بلاء يبتلى الله به من يشاء من عباده _عافانا الله وإياكم_

          وهو بعيد كل البعد عن البرص ( البهاق)

          وقد قسمه العلماء الى أقسام على طريقتين

          أولا :تقسيمة Ridley-Jopling system :

          الى نوعين اساسيين وثلاثة فرعية : الاساسيان هما tuberculoid & lepromatous


          ثانيا: قسمت منظمة الصحة العالمية WHO الجذام حسب عدد الميكروبات الموجودة

          فى الاصابات الى:

          Paucibacillary leprosy و Multibacillary leprosy





          Paucibacillary leprosy is characterized by 5 or fewer lesions with absence of organisms on smear
          • Multibacillary leprosy is marked by 6 or more lesions with possible visualization of bacilli on smear.


          أما أشد أنواعه عدوى فهو ال lepromatous ويسميه البعض بالعربية (الجذام الأسدى)

          نظرا لحدوث تغضن وجه الجلد وتكسير بغضاريف الانف والاذنين وفوق العينين

          بصورة تجعله يشبه إلى حد ما وجه الأسد،ومنها ظهرت التسمية (الجذام الأسدي).

          وهذا النوع يتميز بأن المناعة الخلوية تكون مختفية ولا أثر لها،

          لذلك يتميز بشدة العدوى وخاصة من إفرازات الأنف؛

          حيث يحتوي على كمية كبيرة من ميكروبات الجذام

          ونلاحظ فى تحذير الرسول عليه الصلاة والسلام لنا من مخالطة المجذوم استخدام أسلوب التشبيه


          فشبه فرارك منه كفرارك من الاسد....


          ( ممكن نقول ان فى التشبيه بالفرار من الاسد إشارة الى ان النوع الاول الجذام الاسدى lepromatous هو الاخطر من ناحية العدوى فهو الاكثر عدوى على الاطلاق بين انواع الجذام كما ثبت علميا)
          سألت الشماس هانى أو أغسطونيوس :
          إذا كان الرب نزل ليفتديك على الصليب.....
          فأين كان موسى النبى ......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          رد على ببساطة: فى الجحيم ..........................!!!!

          تعليق


          • #6

            بسم الله الرحمن الرحيم

            المشاركة الأصلية بواسطة انس مشاهدة المشاركة

            ماشاء الله موضوع رائع ومميز ومفصل ومحكم


            جزاكى الله خيرًا اختاه
            جزاك الله خيرا أخي أنس على المرور الطيب
            وفقنا الله جميعا لما يحبه و يرضاه




            المشاركة الأصلية بواسطة باراكليتوس مشاهدة المشاركة

            إيه يا جماعة ده
            ما ينفعش تحطه صور
            اللهم عافنا عما إبتليت به سوانا
            الحمد لله الذي عافانا عما إبتلي به سوانا
            اللهم أتم الشفاء علي كل مريض

            نعتذر إليك أخانا الكريم
            باراكليتوس و لكل من وجدت الصور شيئا في نفسه لم يستسغه
            لكنه يا أخي موضوع علمي طبي وجب وضع بعض الصور التوضيحية فيه لجعله اكثر ثبوتا في النفس ...
            و إن راجعت أخي الموضوع الأصلي فستجد أننا لم نضع كل الصور .. بل فقط تلك التي تمثل لكل نوع ...
            نسأل الله العفو و العافية و أن لا يبتلينا بما لا نقدر عليه صبرا ..
            فهو أعلم بنا و أرفق بنا

            بارك الله فيك على المرور .. و مرة أخرى معذرة لما أحدثته الصور في نفسك


            المشاركة الأصلية بواسطة solema مشاهدة المشاركة
            بسم الله الرحمن الرحيم

            جزاكِ الله خيرا أختنا الحبيبة (( إسلامى نور حياتى ))..

            الأخوة والإخوات .. للإفادة لابد من وضع بعض الصور ولإنه مرض جلدى
            فالصور للتوضيح .. وللعلم فالصور منتقاة من صور البحث ولم نعرضها بالكامل ..
            و انت من أهل الجزاء الطيب إن شاء الله أختي الحبيبة د. سوليما
            مرورك زاد الموضوع رونقا و جمالا ..
            بارك الله فيك و حفظك من كل شر و كل من في منتدانا و جميع المسلمين آمين
            جزاك الله خيرا للتوضيح لأخينا
            باراكليتوس
            جعله الله في ميزان حسناتك


            المشاركة الأصلية بواسطة ابو سليمان مشاهدة المشاركة

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



            جزاك الله خيرا أختنا الغالية (إسلامى نور حياتى )

            الجذام بلاء يبتلى الله به من يشاء من عباده _عافانا الله وإياكم_

            وهو بعيد كل البعد عن البرص ( البهاق)

            وقد قسمه العلماء الى أقسام على طريقتين

            أولا :تقسيمة ridley-jopling system :

            الى نوعين اساسيين وثلاثة فرعية : الاساسيان هما tuberculoid & lepromatous


            ثانيا: قسمت منظمة الصحة العالمية who الجذام حسب عدد الميكروبات الموجودة

            فى الاصابات الى:

            paucibacillary leprosy و multibacillary leprosy





            paucibacillary leprosy is characterized by 5 or fewer lesions with absence of organisms on smear
            • multibacillary leprosy is marked by 6 or more lesions with possible visualization of bacilli on smear.



            أما أشد أنواعه عدوى فهو ال lepromatous ويسميه البعض بالعربية (الجذام الأسدى)

            نظرا لحدوث تغضن وجه الجلد وتكسير بغضاريف الانف والاذنين وفوق العينين

            بصورة تجعله يشبه إلى حد ما وجه الأسد،ومنها ظهرت التسمية (الجذام الأسدي).

            وهذا النوع يتميز بأن المناعة الخلوية تكون مختفية ولا أثر لها،

            لذلك يتميز بشدة العدوى وخاصة من إفرازات الأنف؛

            حيث يحتوي على كمية كبيرة من ميكروبات الجذام

            ونلاحظ فى تحذير الرسول عليه الصلاة والسلام لنا من مخالطة المجذوم استخدام أسلوب التشبيه


            فشبه فرارك منه كفرارك من الاسد....


            ( ممكن نقول ان فى التشبيه بالفرار من الاسد إشارة الى ان النوع الاول الجذام الاسدى lepromatous هو الاخطر من ناحية العدوى فهو الاكثر عدوى على الاطلاق بين انواع الجذام كما ثبت علميا)

            إضافة متميزة جدا و تركيز على النقاط ممتاز أخي الكريم د. أحمد
            أسأل الله تعالى أن يتقبل منك مجهودك هذا و يجعله عظيم الأجر في ميزان حسناتك

            تقبل الله من الجميع


            إن شاء الله في المشاركة القادمة أضع موضوعا ثانيا يتحدث عن الجذام من منظور السنة و كيف تعامل معه الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام ..

            فلينظر فيه كل عاقل و لير كيف تعاملت باقي الديانات مع الجذام و رأفة الإسلام و رحمته بالمصاب و محيطه و حرصه على البناء الصحي للمجتمع

            تعليق


            • #7

              الجـذام والسنة النبوية
              بقلم الدكتور : عبدالكريم محمود الكيال



              يعتبر مرض الجذام من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان نظرا للوصمة الشديدة الملتصقة به ، ولما يبديه من أعراض ظاهرة على الجلد والأطراف كانت فيما مضى مشوهة بسبب غياب العلاج المجدي ..

              لقد ظلم ضحايا هذا المرض كثيرا فيما مضى نظرا للأفكار المترسبة في عقول بعض الناس عنه ، كأن يظن أنه لا يشفى ، وأنه خطير جدا ومحفوف بالقذارة والذنوب.

              لقد حرق المجذمون دون ذنب ارتكبوه في جاهلية القرون الوسطى في أوروبا كما وئدت الأنثى في جاهلية العرب قبل الإسلام دون ذنب أيضا وللحقيقة ولعشاقها نقول إن هذا المرض قابل للشفاء التام والكامل إذا ما شخص باكرا وعولج معالجة صحيحة ومنتظمة وأنه يتوقف تماما عن الامتداد والتغلغل في الجسم بعد أخذ العلاج الصحيح بأيام أو أسابيع...

              لقد ورد الجذام في السنة المطهرة في مواضع عدة ولعل أشهرها ما جاء في صحيح البخاري (باب الجذام) قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

              " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد "

              قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه (فتح الباري):
              لم أقف عليه من حديث أبي هريرة إلا من هذا الوجه ومن وجه آخر عند أبي نعيم في الطب، لكنه معلول فهو من المعلقات التي لم يصلها البخاري رحمه الله في موضع آخر من صحيحه إلا أنه جاء موصولا في كتب أخرى كما وصله أبو نعيم وابن خزيمة فهو من الأحاديث المحتج بها لذلك.

              وقد أخرج مسلم في صحيحه أنه كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه رسول الله
              " إنا قد بايعناك فارجع"

              وأخرج الترمذي رحمه الله في سننه من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع مجذوم وقال :
              " ثقة بالله وتوكلا عليه"

              قال القاضي عياض رحمه الله : فذهب عمر وجماعة من السلف إلى الأكل معه ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ وممن قال بذلك عيسى بن دينار من المالكية.

              قال القاضي عياض : والصحيح الذي عليه الأكثر ويتعين المصير إليه أن لا نسخ ، بل يجب الجمع بين الحديثين وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط والأكل معه على بيان الجواز.

              واخرج الطبري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
              " وكان لي مولى به هذا الداء فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي" ،

              وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح أنه قال :
              " لا يوردن ممرض على مصح "...

              بشكل عام حفاظا منه صلى الله عليه وسلم على السلامة الصحيحة لمجتمعه وشفقة منه على أمته وهو قبل ذلك وبعده هدي رباني إذ أنه صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى..

              ومما يؤمن به المسلم بالصحة والمرض :

              1-يقبل المسلم بشكل أساسي بالفكرة السببية أي بنظرية الأخذ بالأسباب ولا سيما في الأمراض وعلى كل حال فالمسلم وبغض النظر عن الأسباب يؤمن بأن كل الحوادث بالكون وبما فيها المرض حادثة بإرادة الله يقول الله تعالى :
              ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

              2- المبدأ الثاني الذي يعتقد به المسلمون أنه ما من داء إلا وقد خلق الله له دواء إلا الموت.

              3- لا تعتبر الأمراض الطبية عقوبات ربانية للخطايا والذنوب كما هو موجود في عقائد بعض المجتمعات رغم أن قدوم الأمراض يكفر الذنوب..
              وقد ورد معنى الحديث الصحيح :
              "إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ".

              4- يجب إتخاذ كافة الإحتياطات الضرورية لمنع إنتقال وسراية العدوى من المريض بشكل عام إلى السليم وضمن هذه القرينة اعتبر الطاعون معديا وقد ورد الحديث الصحيح بما معناه أنه إذا ظهر الطاعون بأرض قوم فلا يدخل إليها أحد – تحرزا من الاصابة والوقوع في المهالك – ولا يخرج منها أحد – إحتياطا ومنعا لإنتقال المرض ، وعلى هذا جرى فعل عمر رضي الله تعالى عنه شفقة برعيته وجنده الذين كان يقودهم حيث قال نفر من قدر الله إلى قدر الله...

              5- نعم ورد بالسنة المطهرة الإستعاذة بالله من الجذام فإن هذه الإستعاذه لا تعني الشؤم ولا تعني القذارة بل لعل أهم ما تعنيه هو أن هذا المرض مؤذ للجسم ومشوه له ولقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثير من الأشياء التي تؤذي الجسم الحسية منها والمعنوية فلقد استعاذ من العجز والكسل ومن الجبن والبخل وهي أشياء معنوية ، كما استعاذ من غلبة الدين ومن الصمم والبرص والجذام وسيء الأسقام وهذه أشياء مادية.

              6- الأمر العام الشرعي بمواساة المرضى والتخفيف عنهم بل وزيارتهم أثناء مرضهم لتحسين أحوالهم النفسية والمعنوية والدعاء لهم والقيام بحاجاتهم إذا احتاجوا لشيء وأقعدهم المرض عنه.

              يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الطب النبوي:
              " وهذه العلة –أي الجذام- عند الأطباء من العلل المعدية المتوارثة ومقارب المجذوم وصاحب السل يسقم برائحته فالنبي صلى الله عليه وسلم لكمال شفقته بالأمة ونصحه لها نهاهم عن الأسباب التي تعرضهم لوصول العيب والفساد إلى أجسامهم وقلوبهم. ولا ريب أنه قد يكون في البدن تهيؤ واستعداد كامن لقبول هذا الداء" .

              وهذا ما أقره الطب الآن إذ يقول :
              لا يحدث هذا المرض إلا لمن كان عنده استعداد للإصابة به ، هذا وإن حوالي 5% من الناس لديهم هذا الاستعداد وإن من لا استعداد له وإن حقن وريديا بجراثيم المرض الحية فلا يتطور المرض لديه.

              ولقد نقل ابن حجر رحمه الله رأيا لبعض العلماء في تفسير أكله صلى الله عليه وسلم مع المجذومين في كتابه (فتح الباري) حيث يقول :
              "ويحتمل أيضا أن يكون أكله معهم أنه كان به أمر يسير لا يعدي مثله في العادة إذ ليس الجذمى كلهم سواء ولا تحصل العدوى من جميعهم ".

              أقول نعم هذا ما يحمل لواءه الطب المعاصر اليوم وتقرره مؤتمرات الجذام في كل مكان :

              ان هناك حالات مفتوحة شديدة العدوى (Open cases) يجب معالجتها بجدية وهي كثيرة الجراثيم كما أن هنالك حالات مغلقة (Cosed cases) ويجب معالجتها أيضا وجراثيمها قليلة وهناك حالات يتوقف المرض فيها تلقائيا بسبب مناعة الجسم وهي لم تعد معدية وإن كانت بعض مظاهر الاختلاطات العصبية باقية عليه إذ أنها لاتتراجع أبداً.

              هذا وإن على المريض أن لا ييأس أبدا ولا يقنط من رحمة الله وأن مرضه مثل باقي الأمراض التي قد يتعرض لها الانسان وعليه أن لا يشعر بأي خزي أو حرج من مرضه وأن لا يستسلم للأوهام وأن يضع في حسابه أن أي إجهاد نفسي يمكن أن يثير له تفاعلا جذاميا ، كما يجب على المريض إحضار أهله للكشف علي
              هم واكتشاف هذا المرض عند وجوده بشكل مبكر ونكرر بأن تعاطي العلاج يوقف العدوى منه خلال أيام أو أسابيع ونذكرك يا أخي المريض بقوله صلى الله عليه وسلم :
              " استعن بالله ولا تعجز " .

              ونذكرك يا أخي الذي تخالط مجذوما سواء في عائلتك أو في مجتمعك بقوله تعالى :
              ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين).

              إن هذا الذي تخالطه وتعرف بأنه مجذوم ويتناول العلاج فلا خطر منه خير لك من أن تخالط مريضا آخر لا تعرف عن مرضه شيئاً فلربما نقل أخطر الأمراض كالتهاب الكبد الوبائي أوالإيدز – نقض المناعة المكتسبة – وقانا الله جميعا من السوء في الجسم والقلب والإنسان ضعيف ينشغل بما يهمه لينال الثواب يوم الواقعة ولا ينشغل بالوساوس والأوهام التي لا تعود عليه إلا بالوبال والقنوط وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


              للاطلاع على الموضوع كاملا ..
              المصدر

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
              ردود 3
              73 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Islam soldier
              بواسطة Islam soldier
               
              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
              رد 1
              112 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Islam soldier
              بواسطة Islam soldier
               
              ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
              ردود 0
              36 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة لخديم
              بواسطة لخديم
               
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
              ردود 0
              90 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
              ردود 0
              1,631 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
              يعمل...
              X