و يسألونك عن الروح .. تأملات في دلائل النبوة و الإعجاز العلمي !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • و يسألونك عن الروح .. تأملات في دلائل النبوة و الإعجاز العلمي !

    و يسألونك عن الروح
    تأملات في دلائل النبوة و الإعجاز العلمي




    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله و صحبه و من اتبع هداه إلى يوم الدين ..

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أعزائي ..

    هناك آية معينة كلما قرأتها أحسست بعظمة هذا القرآن الكريم .. و تجعلني أفكر في نبوة محمدٍ صلى الله عليه و سلم ..

    فما رأيكم أن أشارككم خطراتي و و تأملاتي حول تلك الآية الكريمة ؟!

    طبعًا نعرف - من عنوان الموضوع - أن الآية الكريمة هي قوله سبحانه و تعالى ..

    " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا " ! ..

    عندما قرأت تلك الآية لأول مرة .. لم أتوقف أمامها كثيرًا ..

    ربما لأني وقتها لم أكن أتدبر القرآن الكريم بالشكل الذي أمرني الله سبحانه و تعالى به ..

    " أفلا يتدبرون القرآن ؟! " ..

    إن التدبر في آيات الله سبحانه و تعالى أمر هام للوقوف على آياته .. و التي وضعها لنا للدلالة على ربانية المصدر القرآني ..

    فهيا نتدبر معًا تلك الآية ..

    أقول أنني عندما قرأت تلك الآية أول مرة لم أتوقف أمامها كثيرًا .. إلا أني قرأت موضوعًا لأحد الملحدين منذ فترة يتناول تلك الآيه ..

    و كانت الأسئلة التي تدور في فلك موضوعه من ملحدين آخرين تقول : لماذا لم يقل محمد - و هو بزعمهم مؤلف القرآن الكريم - شيئًا عن الروح ؟ ..

    و كنت أن غصت في مقعدي لدقائق و أغلقت عيناي أفكر في تلك الآية الكريمة ..

    و هذه بعض الأمور التي تكشفت لي .. و التي برقت في ذهني .. و هي مجموعة من التأملات منها أسئلة أوجهها للادينيين .. و الملحدين .. و خواطر حول الآية نفسها ..

    في الحقيقة إن تدبري لسؤال هذا الملحد .. لماذا لم يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم عن الروح ؟ .. قد طرح تساؤلًا في خاطري ..

    و هو سؤالٌ موجه إلى الملحد و اللاديني على حد سواء ..

    ألا ترى معي عزيزي انه من الغريب جدًا ألا يتكلم محمد صلى الله عليه و سلم حول الروح ؟ .. ( إن فرضنا أن القرآن الكريم كلام محمد صلى الله عليه وسلم ) .. !

    أوليس ذلك غريبًا بعض الشئ ؟

    أقصد ..

    إن القرآن الكريم كان يتكلم في أمور كثيرة من التي يمكن لأي شخص أن يكشفها لو أن محمد ( مؤلف القرآن بزعمهم ) أخطأ فيها ..

    ورغم ذلك كان يروي التفاصيل ..

    و رغم وجود الكثير من العلماء الدارسين لأمور تلك التفاصيل كأهل الكتاب مثلًا ..!!

    في حين أن الأمر الوحيد الذي لا يمكن كشفه و لا يعرف أحد عنه شئ ... سكت عنه القرآن الكريم ... !!!!!

    ألا يدل هذا على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يتبع ما يوحى إليه فقط .. دون زيادة أو نقصان ؟!

    عندما وصلت إلى تلك النقطة في تفكيري - و الحق أقول لكم - توقفت برهة و قلت .. لا تتسرع في الحكم بهذا الشكل .. ربما هناك وجهة نظر أخرى ..

    هنا قررت أن أتخيل نفسي لو أني شخص يدعي النبوة و يدعي هبوط وحي عليه من السماء و يدعي أن كتابه ( لا ريب فيه ) ..

    قررت أن أضع نفسي مكان الوضع - المزعوم - لمحمد صلى الله عليه و سلم عند زملاءنا اللادينيين ..

    هل جربت ذلك عزيزي اللاديني ؟؟ .. هل جربتم ذلك ؟ .. جرب معي و احك لي عن تجربتك ..

    أنا جربت .. !

    و إليك ما توصلت إليه ..

    توصلت أني وجدت أن الموضوع الوحيد الذي كنت سأتكلم فيه دون أي مواربة و بإستفاضة تامه .. هو موضوع الروح !!!

    لأنه ببساطة .. الكل يجهل عنها كل شئ !! ..

    فمن سيمسك لي سيف النقد المحكم و يلعب دور المشكك الملهم !

    تصوروا أعزائي .. الأمر الوحيد الذي يستطيع مدعي النبوة أن يؤلف فيه امتنع عنه محمد صلى الله عليه و سلم !! ..

    أوليس ذلك يدل على أنه " يتبع ما أوحى إليه " .. فقط دون نقص أو زيادة ..

    أوليس ذلك يدل على صدق الآية القرآنية " إن اتبع إلا ما يوحى إلي " ..

    أما الأمور التي يمكن تخطأته فيها .. بل أشد الأمور التي اختلف فيها اليهود و النصارى .. تجد القرآن الكريم يفصل فيها .. !!!

    غريبٌ حقًا أمر هذا الكتاب .. !

    هل حقًا تعجبون كما أعجب أنا ؟ !

    لهؤلاء الذين أثار ذلك الأمر اعجابهم أقول .. أقرأوا القصة التالية و سوف يزاداد عجبكم .. و للذين لم يمسكوا بالفكرة و لم تثبت بعد في تلافيف المخ عندهم أقول .. أقرأوا معي تلك القصة ربما تقنعكم و تشفي صدوركم ..

    هذه القصة كما في الطبري ..

    فقد حدث أن جاء وفد قرشي مكون من من النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط .. أو على الأقل كان النضر وعقبة على رأسه إلى اليهود في يثرب ..

    و قد قال لهم اليهود أن يتحدوا محمدًا - صلى الله عليه و سلم - بأن ينبأهم بالقصص الثلاث الموجودة في صورة الكهف .. عن الرجل الصالح و ذي القرنين و أهل الكهف ..

    ما دلالة هذا التحدي إخواني الكرام ؟

    أن اليهود الخبثاء كانوا موقنين أشد ما يكون اليقين أن محمدٌ صلى لاله عليه وسلم لا يمكن أبدًا أن يكون على علم بتلك القصص !

    و إلا ما فكر أحبار اليهود الخبثاء أن يحرّضوا قريشًا على تحدى الرسول بهذا السؤال .. فالإنسان لا يقدم على مثل هذا التحدى الخطير إلا وهو موقن أن الخصم لن ينجح فى الجواب. أليس كذلك ؟!

    وهب أن هذه النقطة قد فاتت اليهود .. ( وهم أخبث أهل الأرض فلا يمكن أن تفوتهم ) ..

    أفكانت تفوت مشركى قريش ؟!

    لاحظ أخي القارئ أن الوفد مكون - كما قلت سابقًا - من النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط .. كما جاء في الطبري .. و الأول كان يتهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يقول " أساطير الأولين " .. و الشخص الذي يقول شيئًا مثل هذا لا يمكن إلا أن يكون مطلعًا على هذه القصص بشكل لا يفوقه فيه غيره .. مما يؤهله لإطلاق هذا الإفك دون أن يستنكره الناس .. فكيف فات عنه ذلك ؟؟!!

    وعندنا أيضا الشعر الجاهلى .. وهو يخلو من الإشارة إلى أى من الحكايات الثلاث ( و هذا على ذمة د.ابراهيم عوض و هو أستاذ اللغة العربية في جامعة عين الشمس بالقاهرة و مؤلفاته في اللغة غنية عن التعريف ) ..

    إن دلالة هذا التحدي أن مشركي قريش و اليهود كانوا على يقين جازم بأن من سيعرف هذا الكلام هو و لابد أخذه من الله سبحانه و تعالى ..

    إن من يطلق تحديًا خطيرًا كهذا لا يمكن إلا أن يكون في تأكد تام من هذا الأمر ..

    و لكن نحن لسنا هنا لمناقشة ذلك ..

    نحن هنا لنرى شيئًا عجيبًا في النص القرآني ..

    إن القصص موجودة في القرآن الكريم .. و مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي إن كان فيها خطأ بسيط انتفى زعمه عند هؤلاء بالدليل القاطع ..

    لاحظ من هم المحكمون .. إنهم اليهود ! .. بل زعماء اليهود .. فإن أخطأ خطأ بسيط .. فسوف تكون نهاية هذه الدعوى ..

    و نقرأ القصص نجد تفصيلًا لهذا الأمر ..

    بل إن المفسرين حاروا فى شرح معنى "الرقيم" .. وفى تحديد مكان الكهف .. وفى معرفة الشخصية الحقيقية للعبد الصالح بل لموسى نفسه .. وفى التعرف على مواضع البلاد التى بلغها ذو القرنين والأقوام الذين قابلهم ... !! (*)

    هنا أسألكم سؤالًا ..

    ألم يكن من الأجدى ( لو أنك مدعي كاذب للنبوة ) أن تقول : يسألونك عن ... قل هذا من علم ربي ... !!

    و لا تقل أنهم سيكذبونك .. و أنك مضطر ..

    لأن الآية القرآنية التي كان الممكن أن يؤلف فيها محمد صلى الله عليه وسلم - بزعمكم - قرآنًا و يزيد فيها بيانًا .. نقرأ القرآن الكريم فنرى قوله سبحانه و تعالى ..

    " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا " ...

    أريد أي ملحد أو لاديني أن يحل لي تلك الإشكالية بالله عليكم .. !!!!

    أريد أي شخص أن يفحمني و يوضح لي أن هذا ليس دليلًا قويًا على النبوة و أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يتبع إلا ما يوحى إليه من ربه .. و أنه نبي صادق و لا مكان في وحيه لأغراض شخصية أو هوى بشري ..

    غريبٌ حقًا هذا الكتاب !! ..



    غير أن عقلي لم يكف !! ...



    تبًا لشياطين الانس و الجن .. ماذا هناك ؟؟؟

    قال لي شيطاني و قد ظن أنه أمسكني من أم رأسي و أنه لا مهرب لي أو مخرج ..

    قل لي يا هذا .. أنا سأتفق معك فيما قلت .. و ما حكيت إن أجبت على سؤالي ..

    قل لي يا هذا .. إن كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا حقًا .. و أن الله سبحانه و تعالى بكل شئ عليم ..

    فقل لي بالله عليك ..

    لماذا لم ينبأنا الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم بأمر الروح ؟؟!!

    هنا تذكرت قول الله سبحانه و تعالى .. " أفلا يتدبرون القرآن " .. إنه وعد الله يا شباب ..

    إن من يتدبر القرآن بصدق سيجد غايته ..

    فقرأت الآية الكريمة .. بتدبر ..

    " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا " ! ..

    هنا تفتق ذهني عن تلك الأمور و الخطرات التي أرجوا من الله سبحانه و تعالى أن يعيننا جميعًا في تدبرها .. و أرجوا من إخوتي المسلمين و كل من تدبر تلك الآية أن يفيدنا بخطراته ..


    يتبادر إلى ذهني بعض الأشياء ...

    مثلًا ..

    1 - أن مسألة معرفة كنه الروح هو أمر بلا أي أهمية بالنسبة للإنسان .. فما دام هناك خالق فإن للروح خالق .. لذا فيجب على الإنسان أن يبحث في مسألة وجود الخالق .. عندها يصبح أمر الروح من العلم الذي لا يضر الجهل به و لا ينفع العلم به .. و هذا ينسف سؤالك الخبيث .. بل إن الآية جاءت بهذا الشكل لتوجه الإنسان إلى علم أنفع و أن أفضل علم هو علم الخالق و الذي يثبت بالضرورة وجود روح ..

    2 - أن عقلي لا يستطيع فهم ماهية الروح .. أنظر إلى تعقيدات الجسم البشري .. في يوم ذهبت إلى صديقي في كلية طب الأسنان... و دخلت إحدى المحاضرات .. وجدت تعقيدًا شديدًا في شرح أحد العلوم التجريبية هناك .. إن جسد الإنسان معجزة بحد ذاته !! .. فلابد أن أمر تلك الروح و التي سر الحياة أمر شديد التعقيد .. أمر شديد التعقيد إلى درجة أن فهم ماهية تلك الروح أمر شديد الصعوبة على الفكر الإنساني .. و أضرب على هذا مثلًا .. أنت عندما تتكلم .. تتحرك عضلات الحنجرة .. و عندما تتحرك عضلات الحنجرة ما الذي دفعها أصلًا لتتحرك .. إشارة المخ .. طيب .. ما هو المؤثر على إشارات العصبية للمخ ؟ .. قس على ذلك المتعة الجنسية أيضًا .. اتبع الخطوات معي ..

    إن دراسة كل عملية من تلك العمليات يُفنى عمر المرأ ( رغم التقدم الطبي الرهيب ) و لا يبلغه .. فكيف بالروح .. كيف بالآمر لكل هذا ؟؟!

    3 - أن الآية من وجهة نظري تحتوي على إعجاز علمي ... لاحظ قوله سبحانه و تعالى ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا ) .. أي أن علمكم أيها البشر مهما تقدم فلن يعرف السر الكامل للروح .. كل ما يهمك أن تعلموا أنها من أمر الله سبحانه و تعالى .. و هذا هو المفيد .. و هذا هو مبلغ علمكم ... و أنا هنا لا أستبق الأحداث و لا أعلق على أمر مستقبلي في العلم الحديث قد يكشفه بتسرع مني ..

    و إنما ألفت النظر إلى أمرغريب .. و هو أن قول القرآن الكريم الذي خرج علينا من بيئة جاهلية منذ الف و اربعمائة سنة ما زال يصدق حتى الآن .. و العلم يقف حائرًا سلبيًا أمام تلك الظاهرة .. التي صنفت على أنها .. ظاهرة ميتافيزيقية ... !!!

    فانظروا كيف التطايق بين حدود العلم البشري و النص القرآني ..

    " و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا " .. بل إن تطور العلوم بهذا الشكل ... يجعل أكثر علماء القرون الماضية علمًا و خبرة كـ " نيوتن " و " بيكون " .. و غيرهم ...... لو أنهم بعثوا الآن لشعروا أنهم حفنة من الجهلة !! .. لأن العلم في تقدم مستمر .. و في كل لحظة من كل زمن نجد أننا كنا قد أوتينا القليل جدًا من العلم !! .. هذه حقيقة تاريخية تجريبية لا سبيل لإنكارها ..

    لذا فإن هذه الآية في حد ذاتها هي من أعظم آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ..

    أم لكم رأي آخر ؟؟؟

    أتمنى سماع آرائكم ... !

    و حتى هذا الحين .. ألقاكم على خير إن شاء الله سبحانه و تعالى ..

    و الحمد لله رب العالمين ..

    و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

    بتصرف من مقال الدكتور ابراهيم عوض " المهزلة الأركونية في المسألة القرآنية "
    يمكن الرجوع إلى المقال لمعلومات أكبر هنا
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4379
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    بارك الله فيك اخ سيف الكلمة
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 11 سبت, 2020, 09:33 ص.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا وبارك فيك اخي سيف الكلمة
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 11 سبت, 2020, 09:33 ص.

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
      ردود 3
      57 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة Islam soldier
      بواسطة Islam soldier
       
      ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
      رد 1
      80 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة Islam soldier
      بواسطة Islam soldier
       
      ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
      ردود 0
      31 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة لخديم
      بواسطة لخديم
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
      ردود 0
      83 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
      ردود 0
      1,536 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
      يعمل...
      X