(من الحياة ) أبناء أحلام ...وعائله جاسر قصه حقيقه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أم رودي مسلمه اكتشف المزيد حول أم رودي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    سنحاول ان ننهي القصه اليوم ان شاء الله لاني مشغوله الايام القادمه

    بارك الله فيكم وجزاكم كل خيررررر


    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

    تعليق


    • #47
      الفصل الرابع والعشرون

      أنت بتقول ايه يا وليد.....معقوله الكلام ده...بقى عبد الرحمن فسخ خطوبته من هند علشان عرف انها جاسوسه لاحلام
      قال وليد بنظرة انتصار:علشان تعرفى بس ان مفيش حاجه تستخبى عليا

      قالت فاطمه بتفكير:الموضوع ده لازم ولاد حسين يعرفوه حالا...مش لازم يستخبى ابدا
      ضحك وليد بسخريه وهو يقول:عبد الرحمن هو اللى سمعها ومفتكرش انه قال ليوسف او فرحه
      التفتت له بتصميم قائله:لازم تقول ليوسف

      حرك رأسه نفيا قائلا:يوسف مش طايقنى اليومين دول...انتى قولى لفرحه بصنعت لطافه كده وهى اكيد هتقول ليوسف
      نظرت له امه بتسائل:ويوسف مش طايقك ليه يا واد
      وليد:ابدا يا ستى كله من تحت راس البت اللى اسمها مريم دى ..كل ده علشان نبهته ان مشيها مش كويس..طلع فيا ومن يومها وهو زعلان
      فاطمة:وانت عرفت عنها حاجه متأكد يعنى يا وليد
      وليد:هو انا لو مكنتش متأكد كنت اتكلمت يا ماما
      شردت فاطمة فى تفكير وهو تقول:سيبلى الحكايه دى

      صعدت فاطمه الى شقة فرحه وطرقت الباب فتحت لها فرحه مرحبة بها وادخلتها وهى متعجبة
      جلست فاطمة وبدأت فى سرد ما جائت لاجله وعندما وجدت علامات الزهول على وجه فرحه
      قالت:ايه ده هو انتى مكنتيش تعرفى ده انا فاكراكى عارفه....

      نهضت فرحه وهى مصدومه وقالت:حضرتك متأكده يا مرات عمى
      تصنعت فاطمة الارتباك وهى تقول:لالا يا بنتى مش متأكده..بصى كأنك مسمعتيش حاجه وذهبت سريعا وهى تقول بصوت مسموع...يقطعنى ياريتنى ما كنت اتكلمت

      هوت فرحه الى مقعدها مره اخرى وجلست تفكر فى كلام زوجة عمها"معقوله ..معقوله ايهاب اتجوزنى علشان امه هى اللى خططت لكده مش علشان بيحبنى ..يعنى ايهاب مبيحبنيش وبيخدعنى"
      تناولت الهاتف وهى مازالت مصدومه وقالت:ايهاب لو سمحت تعالى دولقتى
      ايهاب:طب قوليلى وحشتنى وانا اجى
      جائه صوتها متجمدا:لو سمحت تعالى حالا متتأخرش


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""
      لم تكن صدمة ايهاب اقل من صدمة فرحه حينما قصت عليه حديث فاطمة زوجة عمها وقال:انتى بتقولى ايه يا فرحه ..انا امى خططت لكل ده
      والتفت لها بحنق:وانتى مصدقه انى اتجوزتك علشان امى هى اللى قالتلى اعمل كده

      زاغ نظرها اضطرابا ولم ترد ..فأومأ برأسه قائلا بعصبيه :اجابتك وصلت يا هانم..وعلشان اثبتلك بقى انك لسه معرفتنيش
      جوازت مريم ويوسف مش هتكمل وكده ولا كده ايمان مش مبسوطه مع اخوكى وهاخد اخواتى وامشى من هنا
      وورقتك هتوصلك قريب
      تعلقت فرحه بذراعه وهى تبكى :ارجوك يا ايهاب استنى انا مش قصدى انا بس.......

      قاطعها بانفعال :خلاص يافرحه عنيكى جاوبت قبل لسانك.... مفيش داعى تقولى اكتر من كده
      ونزع ذراعه منها وانصرف فى سرعه...
      تناولت فرحه الهاتف واتصلت على اخيها يوسف تستنجد به فى بكاء:الحقنى يا يوسف ايهاب هيطلقنى وهياخد اخواته ويمشى من البيت
      يوسف:ليه ايه اللى حصل..متنطقى

      سردت له ما حدث فى عجالة.....اغلق الهاتف وصعد اليها فى سرعه ولكنه تفاجأ بزوجة عمه فى طريقها للحديقه أوقفته وهى تقطع الطريق امامه مالك يا يوسف بتجرى كده ليه ياخويا
      يوسف وهو يحاول ان يتخطاها:معلش عن اذنك بس علشان فرحه عاوزانى ضرورى

      وضعت يدها على فمها وهى تقول:يلهوى هى قالتلك ولا ايه
      استدار لها قائلا:قالتلى على ايه
      قالت بحزن مصطنع:ابدا ياخويا انا اصلى حكتلها على سبب فسخ خطوبة عبد الرحمن لخطبته هند وان عبد الرحمن عرف ان هند جاسوسه لاحلام وانها خططت كل ده علشان تجوزكوا ولادها بالاتفاق معاهم

      نظر اليها ساخرا وقال:كتر خيرك يا مرات عمى ......تركها وصعد الدرج فى سرعه.. كانت فرحه قد لحقت بمريم فى شقتها وأخذت تبكى ومريم تحاول تهدئتها
      سمع يوسف ضجيج يخرج من شقة ايمان وعبد الرحمن ومن الواضح ان ايهاب يتكلم مع ايمان بشكل انفعالى
      طرق الباب وتراجع خطوات للخلف :فتح الباب وطل منه وجه ايهاب غاضبا.. فقال بسرعه :عاوزك شويه لو سمحت يا ايهاب
      ايهاب فى غضب :انا اللى كنت عاوزك

      خرجت ايمان بعد ان اترتدت حجابها وهى تقول لايهاب بترجى:ارجوك يا ايهاب اهدى شويه
      فى نفس اللحظه فتحت مريم الباب ووقفت تنظر لهم بتسائل فقال يوسف:لو سمحت يا ايهاب نقعد نتكلم طيب..وبعد عدة محاولات دخل الاربعه عند مريم

      جلس ايهاب فى حنق وتعمد عدم النظر الى زوجته التى كانت تبكى بشده .. وجلس بجواره يوسف قائلا بهدوء:ممكن نسمع بعض علشان نعرف نفهم
      استشاط ايهاب غضبا وهو يصيح:خلاص كل حاجه بانت نسمع ايه ونفهم ايه ونهض قائلا بغضب:اسمع يا يوسف احنا من هنا ورايح ولاد عم وبس وانا هاخد اخواتى ونمشى من هنا
      نهض يوسف ووقف امامه قائلا:ايهاب الطريقه دى متنفعش نتكلم طيب
      .....قالت ايمان بسرعه:وبعدين فرحه مقالتش حاجه غلط الكلام ده حصل فعلا ماما كانت بتكلم هند وعلشان كده عبد الرحمن فسخ الخطوبه
      ..قاطعها يوسف:عبد الرحمن هو اللى قالك

      هزت رأسها نفيا وقالت:لا طنط عفاف قالتلى وهى فاكرانى عارفه..لانى كنت فى اليوم ده راجعه من عند عمى فى الشركه ..كنت بسألها على موضوع يخص ماما فهى افتكرت انى قصدى موضوع هند
      ابتسم يوسف بهدوء وقال لايهاب:ماهو بالعقل كده عبد الرحمن هو اللى سمع هند وهو اللى فسخ الخطوبه لو كان بقى متأكد ان حد فيكوا موافق على الكلام ده ايه اللى هيخليه يتجوز ايمان ..

      قال ايهاب بعصبيه:ما انت لو كنت شوفته بيتعامل مع ايمان ازاى بعد يوم واحد جواز مكنتش قلت غيرانه مكنش عاوز الجوازه دى
      اشاحت ايمان وجهها بضيق ولمعت عيونها ثم قالت بألم :لا يا ايهاب الحكايه مش زى ما انت فاكر عبد الرحمن بيحبنى وانا الوحيده اللى اقدر احكم عليه اذا كان اتجوزنى غصب عنه ولا بأرادته
      تابع يوسف:ولو كان كده حتى ايه اللى يخليه يوافق على جوازتك من فرحه هو وبابا ...وبعدين لو بابا عرف ان انتوا موافقين على كده ايه اللى هيخليه يوافق على ده

      مفيش حاجه تخلى بابا يوافق الا اذا اتأكد انكوا مالكوش دعوى بالحكايه دى واظن انت اتعاملت معاه وعرفته
      والقى نظره على مريم واقترب منها ووقف بجوارها ..تناول يدها بيد يديه وهو ينظر لايهاب قائلا بمرح:وبعدين يا جدع انت اللى خلاك تفتكر انى اوافق انك تاخد مراتى وتمشى هى سايبه ولا ايه
      حاولت مريم سحب يدها بهدوء من بين يديه ولكنه قبض عليها بقوة وهو يابع حديثه مع ايهاب:فرحه بتحبك يا ايهاب تلاقيها بس اتصدمت من الكلام ده معلش اعذرها لسه صغيره

      قالت فرحه ببكاء:والله هو كده يا يوسف
      زفر ايهاب بضيق وهو يقول:لا مش صغيره يا يوسف ...بس هى معاها حق امى هى اللى حطتنا فى الموقف ده وخلت الناس تبصلنا على اننا طمعانين فيهم وبنعمل عليهم خطط علشان نوصل لفلوسهم ونظر الى ايمان بضيق وقال:وانتى غلطك اكبر انك عرفتى حاجه زى دى ومقولتليش فى ساعتها ..انا ماشى رايح شقتنا القديمه

      خرج ايهاب فى سرعه هرولت ايمان وفرحه خلفه وهى تناديه:استنى بس يا ايهاب استنى...كان يوسف يستعد للنزل خلفهم ولكنه وقف على الباب واستدارعلى صوت هاتف مريم وجدها تأخذه وتدخل غرفتها وهى تتكلم بعصبيه واضحه:ايوا يا ماما خير عاوزه ايه مني تانى
      تتبعها يوسف الى غرفتها فى فضول ووقف يستمع لها من خلف الباب المفتوح لم يبذل جهد ليستمع لانها كانت تصيح وهى تتحدث:ادب ايه اللى اكلمك بيه مش كفايه اللى عملتيه فينا ايهاب هيطلق مراته... فاطمه مرات عمى قالتلها على اللى عملتيه مع هند ...وايمان مش مرتاحه مع جوزها وقاعده معايا على طول وانا جوازتى مش هتكمل......ايهاب ساب البيت وانا اول واحده همشى وراه

      ايوه اتجننت حرام عليكى بقى ولعلمك حتى لو يوسف قبل يكمل الجوازه انا مش هكملها ..تخطيطك كله حطم حياتى عارفه يعنى ايه حطم حياتى ..اوعى تتبسطى وتفتكرى ان الجوازات دى كلها جات على هواكى لا يا مدام احلام ..
      يوسف قبل يتجوزنى علشان يتستر عليا عارفه معنى الكلمه دى ولا مش عارفاها..قالت اخر كلمه وهى تصرخ ثم سقطت مغشيا عليها وقع الهاتف من يدها ودخل يوسف عليها وهى ممده على الارض وقد سمع ما قالت

      حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ ينظر اليها بتمعن والى ملامح الالم التى بدت على وجهها
      أضاءت صور مشاهد الاغتصاب فى عقله صوره تلو الاخرى وتذكرها وهى مغشيا عليها فى المرة الاولى بين يديه ..تذكر وهو يحاول خلع ملابسها وتمزيقها وهى فاقدة الوعى


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""
      فتحت عفاف باب شقتها على صوت فرحه وهى تهرول خلف ايهاب وتناديه وتبعتها ايمان ...اوقف عفاف ايمان فى خوف وقلق :فى ايه يا ايمان مال فرحه وايهاب
      وبدون مقدمات ارتمت ايمان على صدر عفاف وهى تبكى بشدة..لم تستطع عفاف ان تفهم شيئا من كلام ايمان أدخلتها للداخل وتركت الباب مفتوحا..

      وجلست بجوارها ولكن ايمان ظلت متشبثه بحضن عفاف وتواصل بكائها
      مما جعل قلبها يخفق بشده وهى تقول:مالك يا بنتى احكيلى ايه اللى حصل مالكم بس يا ولاد
      عادت فرحه ودخلت عند امها عندما وجدت الباب مفتوحا وسمعت صوت بكاء ايمان..دخلت وانهارت على اول مقعد وجدته وهى تقول بنفس متقطع :ملحقتوش خلاص يا ماما ايهاب هيطلقنى

      تركت ايمان ونهضت فى فزع وهى تضرب على صدرها :يطلقك ليه عملتى ايه
      لم تكن ايمان تبكى لما فعله اخيها وحسب ولكن لانها لاول مره تلتفت للسبب الذى ظنته حقيقى فى جفاء عبد الرحمن منها فى اول ايام الزواج

      وجعل عقلها يردد الكلمات تباعا:يعنى هو ممكن كمان يكون متصور انى بنفذ تخطيط امى ده غير انه كان مغصوب عليا اومال ليه قالى انه بيحبنى وليه معاملته اتغيرت وكلامه اتغير"
      أستمعت عفاف لرواية فرحه كاملة وكان رد فعلها بالنسبة لهم عجيب لم تتفوه بكلمه وانما دخلت غرفتها بدلت ملابسها وخرجت بعد ثوانى وفى عينيها صرامه غريبة عليها

      قالت ايمان بصوت لم يخلو من البكاء رايحه فين يا طنط ..لم ترد عليها وهى فى طريقها للخارج وقفت فرحه مكانها وهى تنظر الى امها بدهشه وهى تقول بخفوت رايحه فين يا ماما دلوقتى
      لم ترد ايضا وانما تابعت طريقها خرجت واغلقت الباب خلفها


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
      نهضت مريم فزعه عندما فتحت عيونها ببطء ووجدته يجلس على طرف فراشها ...وقف فى سرعه وابتعد خطوات عندما رآها تلف ذراعيها حول قدماها وتنظر له فى خوف وفزع وقال:متخافيش انا مكنتش لسه نزلت لما ممامتك اتصلت بيكى وسمعتك وانت بتصرخى وبعد ين وقعتى على الارض ....زمكانش ينفع اسيبك وامشى

      نهضت بخوف وهى تنهض وتهرول نحو باب الغرفه ومنه الى باب الشقه التى وقفت عنده وقالت باضطراب:اتفضل اطلع بره
      أقترب منها ووقف ينظر اليها فى صمت فقالت مرة اخرى:بقولك اطلع بره
      ظل ينظر اليها بصمت واخيرا تكلم وكأن صوته يأتى من بعيد قائلا:مروحتيش ليه توصلى اختك واخوكى المطار يوم فرحهم
      قالت بحنق وتوتر:ملكش دعوه بيا مفيش بينى وبينك كلام

      اعاد سؤاله بنفس الطريقه وقال:اتكلمى كنتى طالعه الشقه المفروشه ليه
      حاولت ان تصبغ صوتها بنبرة تحذير قائلا:انا بحذرك تستمر فى اللى بتعمله.. انت مصمم تشوه سمعتى علشان تبرر عملتك السوده..اتفضل اطلع بره بقولك

      أمسكها من ذراعيها بقوة قائلا بغضب:انا شفتك بعنيه وانتى طالعه معاها والرجلين اللى كانوا معاكوا وروحت سالت البواب وقالى انها شقه مفروشه وانكوا بنات مش محترمه
      نفضت ذراعيها بقوة وهى تهتف به:كداب..كداب انا كنت طالعه شقة سلمى ودول ولاد خالتها
      امسك ذراعها مره اخرى وقال حانقا:انتى هتستعبطى ..عاوزه تفهمينى انك سبتى اختك واخوكى ورايحه معاها شقتها ولما هى شقتها البواب ليه قالى كده
      تملصت منه وخرجت خارج الشقه وقالت بصوت مكتوم من البكاء:علشان تعرف انك كداب وبتفترى عليا ..نظر اليها نظرة باردة وتركها وذهب


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""
      وقفت فاطمة فى زهول أمام عفاف التى يطل الغضب من عينيها وتتحدث وكأنها أمرأة اخرى أمرأة غير التى كانت تتعامل بطيبة وصبر وكأنها قطة بريه تدافع عن صغارها فى شراسه
      :انا صبرت عليكى كتير يا فاطمة وكنت بقول معلش دى عشرة عمر معلش دى سلفتى قبل ما تكون جارتى وليها حق عليا ..لكن يوصل كرهك ليا ولولادى انك عاوزه تخربى عليهم كلهم كده مره واحده لا انا مش هسكتلك تانى يا فاطمة وهوقفك عند حدك

      لاول مره تشعر فاطمة بالقلق من كلمات عفاف وقالت بتوتر:انا مكنش قصدى يا عفاف انا كنت بكلم فرحه والكلام جاب بعضه
      ضحكت عفاف بسخرية لازعه وقالت بصرامه:انا عارفاكى كويس وعارفه انك عمرك ماكنتى هتزورى بنتى الا لما تكونى عاوزه حاجه...اوعى تكونى انى ساكته عليكى ضعف لا ..انا ساكته علشان رأفه بحالك علشان عارفه الغل اللى جواكى واللى مخليكى تاكلى فى نفسك
      طلعتى الغل ده زمان وخليتى احلام تاخد عيالها وتهرب ودلوقتى جايه تكملى فى ولادى يا فاطمه
      لا انا مش هقف ساكته تانى واسيبك تهدى بيوتهم زى ما هديتى زمان

      صرخت فيها فاطمة :اومال كنتى عاوزانى اعمل ايه ..كنتى عاوزانى اعمل ايه وانا شايفه جوزى بيحب مرات اخوه وعنيه هتطلع عليها كنتى عاوزانى اعمل ايه وانا شايفه نظراتها كلها احتقار ليا وتريقه عليا فى الرايحه والجايه..طبعا منا مش ماليه عين جوزى
      هتفت بها عفاف :وعلشان انتى حاسه بالنقص من ناحية جوزك تقومى تدمرى عيله بحالها وجايه دلوقتى تكملى يا فاطمة على ولادى
      قالت فاطمه:ولادك..ولادك اللى طول عمرهم بيتعاملوا احسن معامله حتى ابراهيم كان حاططهم فوق ولادوا وبيقدمهم على ولادوا

      وانا مكنش ينفع اسكت وانا شايفه كل ده قدامى انا حقى مش هيفضل طول عمره مهضوم بينك شويه وبين احلام شويه
      هوت الى المقعد وقالت وكأنها مغيبه عن الواقع:طول عمر اسمع جوزى بيشكر فيكى وبيقولى اتعلمى من عفاف طول عمرى حاسه انى اقل منك
      اطلع عندك اشوف جوزك بيدلعك ولحد ما كبر فى السن وهو بيحبك وطلباتك اوامر وعيالك مدلعين على الاخر وواخدين حقهم تالت ومتلت
      ابص على نفسى الاقينى مش عاجبه جوزى ابدا مهما عملت وحتى ولادوا مش عاجبينوا وعلى طول يقولهم عاوزكوا تبقوا زى ولاد حسين..... ليه انتوا احسن مننا فأيه

      لاء انا وولادى مش ملطشه ليكى انتى وولاد احلام ... ولو جوزى حطنى تحت رجيلكم ابنى هيحطنى فوق رأسكم وبكره تشوفوا
      قالت عفاف بحسم:انا مش هتنى كلامى يا فاطمه اياكى تقربى من ولادى ولا من حياتهم تانى ولو حصل ده ساعتها متلوميش غير نفسك...خرجت عفاف وصفعت الباب خلفها بقوة

      اسندت فاطمة ظهرها للمقعد وهى تغمض عينيها بقوة وتتنفس بصعوبه ..لم تكن هى الوحيده التى تتنفس بصوبه بل كانت وفاء ايضا التى استمعت الحوار بكامله وهى تقف خلف باب غرفتها
      جلست على فراشها وبدأت دموعها بالانهمار

      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""
      انتى ايه اللى خلاكى تحكيلوا يا غبيه
      هتفت علا بهذه العباره وهى تجلس بجوار هند مؤنبة لها فقالت هند فى ارتباك:معرفش بقى انا لما ملقتكيش وهو عزمنى على حاجه فى مكتبه قعد يجرجنى فى الكلام واتكلم بطريقه كأنه عارف كل حاجه وبعدين يعنى ايه المشكله انه يعرف
      زفرت علا فى ضيق وقالت:انتى هتفضلى طول عمرك كده متشغلى عقلك شويه ..دلوقتى احنا استفدنا ايه لما هو عرف
      هند بتذمر :هو احنا لازم نستفيد يعنى

      زفرت مره اخرى بنفاذ صبر قائله:هفضل افهم فيكى لحد امتى ..لما تكونى عارفه معلومه تخليكى محتفظه بيها متطلعيهاش الا اذا كنتى هتستفيدى لو مش هتستفيدى يبقى تخاليها فى معاكى لحد ما تلاقى فرصه تخليكى تتقدمى خطوه ساعتها تقوليها
      واستدارت فى شرود قائله:وبعدين احنا لازم نلحق الموقف لازم نستفيد من اللى حصل
      قالت هند:ازاى يعنى ما خلاص ده خد المعلومه منى وطار زمانه بلغ امه

      التفتت اليها علا:انا متأكده انه زمانه قال لامه الفتره اللى عرفته فيها عرفت انه بتاع امه وانه مبيخبيش عليها حاجه لازم نشوف حاجه نطلع بيها من الحكايه دى بسرعه
      ثم لمعت عينيها بقوة وقالت ل هند :اسمعى اللى هقولك عليه ده ونفذيه بالحرف الواحد
      لو عملتيه صح هترجعى مهمه تانى عند الحاج حسين وهيثق فيكى وهتبقى خطوة مهمه اوى علشان ترجعى ثقتهم فيكى تانى


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""
      وقفت هند على باب مكتب الحاج حسين تنتظر الاذن بالدخول ..خرجت اليها السكرتيرة قائله:اتفضلى
      دخلت فى ارتباك مصطنع وقالت بصوت خفيض :انا اسفه يا حاج انى هعطل حضرتك
      اشار لها بالجلوس امامه قائلا:خير يا هند ايه الحاجه المهمه اللى عاوزانى فيها

      قالت فى توتر:انا اسفه يا حاج فى حاجه حصلت غصب عنى وانا قلت اجى الحق اقول لحضرتك قبل ما حاجه تحصل من تحت راسى
      استمع لها الحاج حسين فى اهتمام ثم تصنع الا مبالاه وهو يقول:خلاص يا هند متشكر اوى تقدرى تتفضلى
      وقفت وهى تطرق برأسها للأسفل وقالت:انا اسفه تانى مره يا حاجه حقيقى كنت فاكره انه عارف لكن لما بان علي وشه انه انه اول مره يسمع الكلام ده اتخضيت وافتكرت انى كده ممكن اسبب مشكله تانيه ..اصل انا اتعلمت من اللى حصلى اول مره لما افتكرت يعنى انكوا قرايب مع بعض ومفيش ضرر هيحصل لحد من تحت راسى علشان كده جيت بسرعه المره دى علشان اقول لحضرتك

      ثم نظرت له بضعف قائله:انا اتعلمت من غلطى يا حاج حسين واخدت عهد على نفسى انى مكرروش تانى والله
      أومأ برأسه متفهما وقال:خلاص يا هند وعموما مفيش مشكله ولا حاجه متقلقيش يالا اتفضلى على شغلك
      خرجت من مكتبه وعلى ثغرها ابتسامة نصر واغلقت الباب خلفها بهدوء ..بمجرد ان اغلقت الباب تناول حسين الهاتف واجرى اتصالا بالمنزل فى البدايه لم يتم الرد فى المرة الثانيه اجابته فرحه وهى تبكى ..احلقنى يا بابا..... روت له ما حدث وظل يستمع حتى قال :ومريم وايمان فين دلوقتى

      بكت مره اخرى وهى تقول:لسه ماشين رايحين يقعدوا مع ايهاب
      تناولت عفاف سماعة الهاتف وقالت :متقلقش يا حسين انا هاخدها هى ويوسف دلوقتى ونروحلهم
      قاطعها :لا خليكى انتى خلى يوسف ياخد فرحه ويروح وانا هحصلهم

      بمجرد ان انهى الاتصال حتى وجد عبد الرحمن يتصل به رد قائلا:السلام عليكم ازيك يا عبد الرحمن يابنى
      أتاه صوت عبد الرحمن قلقا وهو يقول:وعليكم السلام يابابا ...الحمد لله انا كويس ..بس انا بتصل بأيمان بقالى كتير اوى وتليفونها مقفول ومش بترد على تليفون البيت وبكلم البيت عند ماما تليفونهم يا اما مش بيرد يا اما مشغول طمنى يا بابا فى حاجه عندنا فى البيت
      قال حسين بهدوء:انت جاى أمتى
      عبد الرحمن :بكره بالليل ان شاء الله

      حسين :طب متقلقش على مراتك هى بخير بس فى مشكله كده لما تيجى هحكيهالك
      قال عبد الرحمن بتوتر :فى ايه يا بابا انا كده قلقت اكتر
      قال:لما تيجى حكيلك كل حاجه
      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

      تعليق


      • #48
        الفصل الخامس والعشرون


        جلس الحاج حسين بجوار زوجته وهو يعاتبها :ليه كده يا عفاف انا مش قلت محدش يفتح فى القديم تانى
        حاولت ان تسيطر على انفعالها وهى تقول:يعنى اقف اتفرج عليها وهى بتهد بيوت عيالى يا حاج ... لا والله ده لايمكن يمر بسهوله ابدا كله الا ولادى انا صبرت عليها كتير لكن توصل لخراب البيوت
        حسين:من امتى يا عفاف وانتى بترديلى كلمه

        قالت عفاف بلوم:يا حاج انا سمعت كلامك كتير واتعاملت بالحسنى مع فاطمة ..
        ياما كنت بتقولى معلش غيرانه خديها على قد عقلها لكن الغيره توصل لكده ومع ولادك وتقولى مفتحش القديم
        نظر لها بحده قائلا : واستفدنا ايه بقى ...

        كل اللى اتقال مش هايصلح حاجه وادينى اتصلت بإيهاب مريم قالتلى مش عاوز يتكلم ونايم من ساعة ما رجعوا البيت وايمان كمان شيطانها هيألها ان عبد الرحمن كان مصدق الكلام ده ..
        وانا كمان قلت نأجل زيارتهم لبكره اهو يكون عبد الرحمن رجع وتكون النفوس هديت شويه...
        ثم التفت وكأنه تذكر شيئا وقال:اومال يعنى مشوفتش يوسف من ساعة ما رجعت
        انتبهت هى الاخرى وقالت:والله ما اعرف راح فين ...فجأه كده اختفى

        قالت وقد بدا عليها القلق:طب والفرح والناس اللى عزمناهم ..دى شقة مريم خلاص خلصت وهدومها اترصت فيها هى ويوسف
        قال فى حسم:كل كوم والفرح ده كوم تانى ..الفرح هيتعمل فى معاده مش هيتأجل يوم واحد

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""

        طرقت ايمان باب غرفة ايهاب وهى تقول:ايهاب يالا علشان تتغدى
        أتاها صوته الحزين:ماليش نفس يا ايمان اتغدوا انتوا
        فتحت الباب ودخلت اليه فوجدته يجلس على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه ..عندما شعر بها قال دون ان يرفع رأسه:لو سمحتى يا ايمان سيبينى لوحدى دلوقتى..
        جلست بجواره وربتت على كتفه وهى تنتزع ابتسامتها انتزاعا وقالت:يا ايهاب انت قاعد لوحدك من امبارح لازم تخرج من الحاله دى دلوقتى لازم نتكلم .. يوسف عاوز يتكلم معاك كلمتين
        رفع رأسه تجاه الباب فوجد يوسف يقف مستندا الى حافته وقال:ممكن أدخل يا باشمهندس
        قال دون ان ينهض :أتفضل يا يوسف

        قال يوسف متفهما:انا حاسس بيك بس الحكايه متتاخدش قفش كده بطل الحمقه بتاعتك دى ده انت مدتهاش فرصه تنطق.......
        قاطعته ايمان:والله فرحه بتحبك اوى يا ايهاب
        قال دون ان يتلفت اليها:صدمتنى يا ايمان اخر واحده كان ممكن اتخيل انها تعمل كده كنت فاكرها حافظانى وفاهمانى واى حد هيجيب سيرتى فى غيابى هتدافع عنى من غير حتى ما تسألنى
        حاولت ان تداويه وهى المجروحه وقالت:متظلمهاش يا ايهاب اى واحده فى مكانها هاتتلخبط ومتعرفش تفكر
        لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى:اديها فرصه تدافع عن نفسها يا ايهاب ده ربنا سبحانه وتعالى بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنه او النار يوم القيامه الا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا
        "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"....

        حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال
        "اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا ، قال : حتى إذا ظن أنه قد هلك قال : أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم: فيعطى كتاب حسناته بيمينه "

        أومأ برأسه وقد هدأ قليلا وهو يقول :عليه الصلاة والسلام..ربنا يبارك فيكى يا ايمان
        أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذى كان جالسا فى شرود ويستمع لها وهى تتحدث

        "انا كمان مدتش فرصه لمريم انها تدافع عن نفسها كنت القاضى والجلاد من غير ما اسمع دفاعها كنت بسمع عنها اسوء شىء فى الدنيا وفى نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم ..

        ازاى احكم من غير ما اسمع من الطرفين ده انا كده ابقى سفيه واستاهل كل اللى جرالى"
        أنتبه الجميع على صوت رنين باب المنزل ارتدت مريم اسدال الصلاة وخرجت من غرفتها التى دخلتها بمجرد ان علمت ان يوسف بالخارج ...
        فتحت الباب وسمعها الجميع وهى تقول بدهشه:ماما
        خرجت ايمان وتبعها ايهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والاضطراب وهى تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق اولادها

        قال ايهاب وهو يشير الى يوسف:يوسف ابن عمى يا ماما
        ثم التفت اليها بتسائل :هو حضرتك جيتى امتى
        قالت وبصرها معلق بمريم:لسه واصله وقالت موجهة حديثها لمريم :خدت اول طياره نازله مصر بعد مكالمتك امبارح
        قال يوسف بارتباك :طيب استأذن انا بقى

        خرج يوسف وجلست أحلام بين اولادها الثلاثة نظر ايهاب الى مريم قائلا بحنق:طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
        قالت أحلام بغضب:لا مكالمتنيش يا باشمهندس انا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هى جريمه انها تكلم أمها
        نهض بعصبيه قائلا:لا مش جريمه لكن الجريمه اننا نقعد نتجسس على ناس ونخطط علشان فى الاخر ناخد فلوس مش من حقنا اصلا
        وقفت امامه وقالت بغضب:اتكلم مع امك كويس يا ولد..انت نسيت نفسك ولا ايه

        وبعدين مين قال ان الفلوس دى مش من حقكم اوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
        قالت ايمان بمرارة:لا يا ماما احنا مصدقانهمش احنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا
        قالت فى تهكم:وايه يعنى ..هما يعنى هيطلعوا الورق الحقيقى اكيد ورق مزور

        وقفت ايمان ونظرت فى عينيها وقالت:وأعلام الوراثه كمان مزور..والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على انه استلم ميراثه كله يا ماما ...كل ده مزور ...مفيش داعى للكلام ده يا ماما ...انا أتأكدت من كل حاجه بنفسى ..ظهرالاضطراب والتوتر على ملامح أحلام
        تابع ايهاب بحنق:طبعا حضرتك مكنتيش متخيله انهم هيورونا الورق ده ابدا..

        مش عارف ليه يمكن علشان مكنتيش متخيله ان حد فينا يسأل عن الحقيقه علشان زرعتى جوانا الخوف منهم من واحنا صغيرين ...
        افتكرتى ان محدش فينا هتجيله الجرأه ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى .. مش كده
        نظرت له احلام بارتباك وقالت:وقالولكوا ايه كمان عنى
        قالت ايمان بخفوت:الشهاده لله محدش جرح سيرتك قدامنا ابدا

        تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسه:ومحدش اصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجه
        وبدون مقدمات توجه ايهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق:انا خارج شويه
        جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم :انا عاوزه افهم ايه الكلام اللى قلتيهولى فى التليفون ده
        زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام انها لا تريد ان تتحدث فى وجود ايمان

        التفتت الى ايمان وهى تربت على يدها وهى تقول:بغض النظر عن مقابلتك البارده دى لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
        ابتسمت ايمان ابتسامه بارده ونهضت وهى تقول:انا اصلا كنت بخلص فى الاكل قبل ما يوسف يجى عن اذنكم وذهبت للمطبخ
        تناولت احلام يد مريم وقالت تعالى نقعد فى اوضتك ...

        دخلت واغلقت الباب واستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم:فهمينى معنى الكلام اللى سمعته فى التليفون ده
        يعنى ايه يوسف وافق يستر عليكى انتى ايه اللى حصلك بالظبط عمل فيكى ايه ابن حسين
        جلست على طرف الفراش وهى تبكى وقالت بصوت متقطع:مش هو اللى عمل يا ماما انتى اللى عملتى
        نظرت لها بحده وقالت:بتقولى ايه يا مريم

        مريم:بقولك الحقيقه يا ماما ...انتى معلمتنيش ازاى احافظ على نفسى فكان من السهل اى حد ينهشنى ... من صغرى وانتى بتجبيلى لبس مكشوف لما خلتينى فقدت حيائى وبقى كشف جسمى شىء عادى وكشف الجسم انواع يا اما عريان يا اما ضيق وانتى علمتينى الاتنين
        كنت بالبس قدامك عريان وضيق
        وكنتى بتسبينى اخرج كده من البيت مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها كل ما كان ايهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيره خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش افرق بين الحرام والعيب..

        طول ما لبسى فى بنات تانيه بتلبسه يبقى عادى حتى لو كان مخالف للشرع وكل ما ايمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما اصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط اصحابها...
        كنت باحكيلك على صحابى الولاد فى المدرسه وكنتى بتضحكى وتتبسطى ان بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنتى بتكبريها فى دماغى وتقوليلى وماله بس حافظى على نفسك ..

        هو فى حد عاقل يقول نحط ورده فى وسط كوم زباله وتفضل الورده محتفظه بريحتها الجميله طب ازاى ... طب احافظ على نفسى ازاى وسط كل ده احافظ على نفسى بأنهى مقياس بمقياس العيب اللى خلانى اقلد اصحابى واقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى عملته
        ولا بمقياس الحرام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمه ...

        انهارت أحلام على المقعد وهى تقول:انا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطه وزيك زى اصحابك
        قالت مريم بأنفاس متلاحقه من كثرة بكائها:لو كنتى بتحبينى كنتى سترتى جسمى ولو غصب عنى كنتى خفتى عليا اموت وانا كده وأدخل قبرى اتحاسب

        كنتى منعتينى اكلم ولاد وعلمتينى ان ده حرام وان دينا مافيهوش حاجه اسمها بنت تصاحب ولد ...
        وان الحجاب معناه ان جسمى يبقى متغطى ومستور مش مجرد طرحه على الشعر وجسمى كله واضح وباين لاى واحد عايز ينهشه بعنيه
        كنتى علمتينى ازاى انقى اصحابى وعرفتينى ان مفيش حاجه اسمها ابقى كويسه وصاحبتى وحشه وماليش دعوه ...وادى النتيجه سمعتى اتشوهت ولحمى اتنهش

        امسكت احلام ذراعها بقوه واوقفتها امامها وهى تحاول خفض صوتها:قوليلى مين اللى عمل فيكى كده يوسف ولا مين
        هزت رأسها نفيا وقالت:يوسف معملش حاجه..يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى
        ونظرت لها بتهكم قائله:شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى انتقم منهم والعب على ابنهم وقلتى عليهم انهم سرقوا ابويا وخدوا ميراثنا..هما دلوقتى اللى ستروا بنتك

        وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق انه يتجوزنى وماعرفش اى حد اى حاجه ولا حتى اخواتى
        مفيش غيرى انا وهو ويوسف بس حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجه وسترنى وستر سيرتى عن كل الناس
        قالت أحلام بذهول:انتى بتقولى ايه واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
        قالت مريم بسخريه لازعه:هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضه يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه يصلح غلطته طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق ..

        .. مش ده المهم ..... المهم انك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وابنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا انه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا
        بكت احلام لاول مره بحياتها بمرارة شديده وهى تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها من حسين واخيه..... وفى نفس الوقت يستر هو ابنتها بكل شهامه ورجوله

        ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها ...... ظلت تبكى وتبكى بمراره حتى دخلت عليهم ايمان التى وقفت تنظر اليهما بتسائل وقالت: بتعيطى كده ليه يا ماما

        قالت أحلام بضعف:مفيش يابنتى ...مفيش .. والتفتت اليها قائله:احكيلى ومتخافيش اخوكى عاوز يطلق مراته ليه
        نظرت ايمان الى مريم التى كانت تنظر الى امها ودموعها تنهمر فى صمت شديد ثم اعادت النظر الى والدتها وهى تقول:هى مريم محكتلكيش حاجه
        ربتت أحلام على ظهرها وهى تقول:يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش منى انا خلاص مبقاش مني قلق ....مش عاوزه حاجه من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""

        أختلت أحلام بنفسها فى غرفة ايهاب وهى تبكى على حالها وماوصلت اليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره اعمامهم بالباطل وهى تعلم ان كلامها غير صحيح
        هل هو داعى الانتقام الذى كان يسيطر عليها ام هو غبائها الذى اوقف عقلها فى لحظه من اللحظات وصدقت كلام فاطمة زوجة ابراهيم وهربت بالاولاد

        عادت بذاكرتها سنوات طويله وتذكرت لحظه دخول فاطمة عليها هى وعفاف ويظهر على وجههم علامات الفزع الذى كان مسيطر بشكل اكبر على وجه عفاف التى اخبرتها ان فاطمة سمعت حوارا بين ابراهيم وحسين وعاملين عندهم فى المصنع يخبروهما بأنهما يعلما ان علاقاتها بعصام قائمه من قبل ان يتوفى زوجها علي بسنوات

        وانه كان يراه بصفه مستمره يصعد شقتها فى وقت غياب زوجها ولا ينزل الا بعد ساعات وانه كان عندها بالامس غادر بعد حلول الظلام
        واكدت فاطمه على ان حسين وابراهيم صدقوا العاملين وبدئا يتشاوران بأمر الاولاد هل هم اولاد علي ام لا وقالت فاطمه برعب عندنا فى الصعيد اللى بيشكوا فيها بيقتلوها هى وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى فى حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول

        تذكرت وجه عفاف الذى كان يحمل كل معانى الخوف على زوجها وهى تقول"انا مش عاوزه جوزى يروح فى داهيه انا ماليش غيره فى الدنيا ارجوكى يا احلام خدى الفلوس دى واختفى شويه زى ما فاطمه اقترحت لحد بس ما براءتك تبان وبعدين ابقى ارجعى هنا تانى"

        لو لم تكن فاطمة اعطتها أماره بأن عصام كان عندها بالامس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالامس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذ انها مراقبه
        ولكن هى بريئه لم تكن هذه العلاقه قائمه قبل وفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هى التى زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل نار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه ابدا

        تعرفت على عصام قبل وفاة علي .. ولكن كانت علاقتهما عاديه نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التى تجعله يتشبث بالامر اكثر ... نعم لو كانت بريئة مائه بالمائه لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من ادله فهى بطبيعتها ليست ضعيفه ولا مستكينه ولكنها هى نفسها تشك ببراءتها الكامله فكيف هم سيصدقونها
        وفى الحال جمعت ما لديها من متاع واموال وهربت مع عصام الذى اخبرته الامر فى عجالة وخاف هو ايضا على حياته هرب معها .. قالت امام البواب بصوت مسموع"اطلع على المطار يا اسطى"

        وحجز لها عصام التذاكر على بلد لم يفكرا بالذهاب اليها ابدا فى يوم من الايام وكان كل هذا تدبير الخوف لا تدبيرهم هم
        أستفاقت من ذكرياتها وهى تضرب الفراش بقبضتها وتقول:لو كنت سليمه ساعتها وواثقه من تصرفاتى ومن انى ست محترمه بجد مكنتش صدقتها بغبائى ...وأظاهر انها لعبت على عفاف وفهمتها ان جوزها هيروح فى داهيه
        وهى صدقتها زى ما انا صدقتها ..انا عارفه عفاف كويس مبتعرفش تكدب

        كانت واجمه وهى تقول:مكفاكيش يا فاطمة اللى عملتيه كمان جايه تخربى بيت ولادى كمان ...
        لا ده انتى حسابك تقل اوى

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""
        لم تكن تعلم مريم لماذا برأت يوسف ولكن ما علمته هو انها ارادت ان تلقن امها درسا قاسيا يجعلها تعيد التفكير فى حياتها ككل لعلها تفيق مما هى فيه لعلها تصلح نفسها وقد قاربت على الخمسين من عمرها وبدأ الشيب يتسلل الى خصلات شعرها ويزحف اليه ببطء
        ولكن الدرس لم يكن لأحلام وحدها لقد لقنت نفسها ايضا دون أن تقصد نفس الدرس ...

        نعم لم يكن يوسف هو المخطئ وحده هى ايضا تتحمل معه الوزر والذنب بل هى صاحبة الذنب الأكبر لآنها هي من دفعته ليشك بها وهي من أعطته انطباع سيئ عن سلوكياتها

        هى التى دفعته دفعا اليها وأتخذت نفس سبيل والدتها التى اتخذته منذ سنوات لجأت الى اشعال الغيره فى قلبه وحرثت قلبه بعنايه وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصه حتى نبتت فكانت هى اول من أكلت حصاده

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""""""
        وفى المساء وبعد صلاة العشاء بقليل طرق الحاج حسين بابهم وبصحبته ابناؤه جميعا"عبد الرحمن" "يوسف" "فرحه".......
        لم يكن ايهاب قد عاد من الخارج بعد .. استقبلتهم ايمان ومريم
        كاد عبد الرحمن ان يعانق زوجته ولكنه تماسك امام ابيه واخوته وصافحها بحرارة ولكنه لم يستطع ان يترك يدها طواعيه ولكنها سحبت يدها بهدوء واقبلت على فرحه وعمها

        خرجت احلام اليهم وقف حسين وهو ينظر اليها وكأنه قد عادت به السنوات فى لحظه واحده وكأن تلك اللحظات لم يمر عليها سوى شهور قليله قطعت هى صمته قائله بترحاب:اهلا وسهلا يا حاج نورت ..أومأ برأسه فى وقار :اهلا وسهلا حمد لله على السلامه
        أحلام :أهلا بيك يا حاج..وأشارت لهم وهى تقول:اتفضلوا يا جماعه البيت بيتكم

        لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغيرقد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الامتنان...
        هذه ليست احلام المتجبره وكأنها قد كسرت غطرستها فجأة ...هل هو تقدم العمر ام شيئا آخر
        لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص فى عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون
        وهنا قالت فرحه:اومال فين ايهاب

        ايمان:خرج ولسه مرجعش نهضت فرحه وقالت لمريم :عاوزاكى شويه يا مريم وهمست لها ممكن تودينى اوضة ايهاب
        أومأت لها مريم موافقة وأخذتها وأدخلتها غرفته ..
        طلبت منها فرحه ان تتركها فى غرفته قليلا وحدها
        وأغلقت الباب خلفها

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""""""""""""
        تحدث الحاج حسين الى أحلام قائلا:اخبارك ايه يا أم ايهاب
        أحلام :الحمد لله يا حاج احنا كويسين طول ما انتوا كويسين
        ثم نظرت الى يوسف وقال:ان شاء الله الفرح فى معاده
        قال يوسف فى حسم:ان شاء الله فى معاده

        نهضت ايمان وهى تقول ثوان هعمل الشاى يا عمى وتوجهت الى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك فى مكانه فى لهفه ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بابتسامه:أدخل لمراتك يابنى
        نهض مسرعا وهو يقول عن اذنكم:فجأه شعرت ايمان بيد تطوقها من الخلف وقبله تطبع على شعرها حاولت ان تستدير فساعدها على مواجهته وقال وهو ينظر فى عينيها :وحشتينى ..كده برضه تسيبى بيتك من غير ما تقوليلى
        تراجعت خطوة للخلف وهى تقول بخجل :مكنش ينفع اسيب ايهاب لوحده
        اقترب منها مره اخرى قائلا:يعنى ينفع تسبينى انا

        ابتعدت مره اخرى وهى تقول بعتاب:وبعدين يا عبد الرحمن ممكن مريم او ماما يدخلوا فجأه
        نظر فى عينيها فى تمعن قائلا:لا الحكايه مش كده ..انتى اللى مش عاوزانى اقرب منك..طب انا عملت ايه مزعلك مني قوليلى
        شعرت ايمان بالاحراج من ان تتحدث فى الموضوع مره اخرى فقالت:صدقنى مفيش حاجه انا بس مش هينفع اسيب اخواتى لوحدهم
        قال عبد الرحمن بضيق:يعنى مش هترجعى معايا الا بيهم

        أومأت برأسها قائله :متزعلش بس كمان ماما لسه واصله النهارده مينفعش امشى واسيبها
        أطرق رأسه وقال بحنق:براحتك يا ايمان

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" ""
        تملكة الدهشه من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
        خرج اليها ووقف امامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:انا بعفيك من جوازك مني ..
        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

        تعليق


        • #49
          الفصل السادس والعشرون

          تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك: لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
          خرج اليها ووقف امامها متسائلا..فقالت فى خفوت وبملامح هادئه:انا بعفيك من جوازك مني ..
          تفحص ملامحها الهادئه فى سكون يحاول ان يستشف ما خلفها وقال:مش فاهمك

          احتفظت بملامحها الهادئه وهى تقول له:زى ما سمعت ..انت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك اكتر من كده ...انا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح ..اعتقد انك فهمتنى
          مسح على رأسه وقال فى توتر بالغ:بس انا مش هطلق

          نظرت له فى سرعه وتسائل فأردف فى سرعه:قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى المفروض اننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق...وبعدين فى حاجه مهمه عرفتها عن صاحبتك سلمى والبيت اللى قلتى انه بيتها لازم اقولك عليها
          قاطعته رافضة لحديث :لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى..ومن فضلك توافق علشان ....
          فى هذه اللحظه فتح ايهاب بمفتاحه ودخل تفاجأ بيوسف ومريم فى ردهة المنزل ..حاول يوسف ان يبتسم وهو يصافحه بحراره:ايه يابنى فينك من بدرى...

          ايهاب:معلش كنت مع واحد صاحبى... انت هنا من امتى
          قالت مريم بسرعه :عمى حسين هنا وقاعد جوه مع ماما
          طرق الباب المفتوح ودخل اليهم .... رحب به عمه وعانقه وعاتبه قائلا:انا زعلان منك اوى يا ايهاب كده برضه متعمليش اعتبار وتاخد اخواتك وتمشى

          خجل ايهاب وهو يقول:معاك حق يا عمى انا غلطان ....معلش انا اصلى كنت غضبان جدا ساعتها مقدرتش استنى وبعدين انا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
          ربت حسين على كتفه قائلا:انا عاذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضه لسه صغيره واتفجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصه تتكلم مش تمشى كده وتسيبها

          توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الامر فقال:ياعمى انا غلطان لكن ده مش معناه انها مش غلطانه ازاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
          وهنا نهضت أحلام واقفه قبالته وقالت:لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على انكم عارفين وعارفه كويس اوى هى بتعمل ايه.... الكلام هيخيل على بنت صغيره ملهاش خبره زى فرحه مراتك
          نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع ان تدافع عن هذه الزيجه بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى ادهشته كانت تتكلم كما لو كانت أمرأه عاقله تريد ان تحافظ على بيت ولدها لا لشىء الا لرأب صدع حياته الزوجيه فقط
          قال ايهاب:الكلام ده لو هى متعرفش طنط فاطمه كويس لكن هى عارفاها

          قالت والدته:لا يابنى اذا كنت انا كنت كبيره وواعيه وعندى خبره كفايه فى الدنيا وصدقت فاطمه من اكتر من عشرين سنه واشارت للحاج حسين وقالت:وأسأل عمك
          نظر لها ايهاب بدهشه قائلا:انتى مقلتلناش حاجه عن الموضوع ده
          نظر لها حسين بحدة قائلا:من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى اى حاجه فاتت.... ده لا من صالحك ولا من صالح اى حد فينا ولا هيحقق اى نتيجه

          قالت فى سرعه :لاء يا حاج هيحقق.... وانا متأكده ان ايهاب هيعذر فرحه لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هى نفسها اللى ضحكت على امه من سنين
          التفتت الى ايهاب وقالت بحسم:من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمه فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطه زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى اخدكوا واهرب
          قال فى حيرة :مش فاهم

          كادت نظرات حسين ان تخترقها محذرة اياها من الدخول فى تفاصيل فقالت:ولا حاجه.. فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى منى ومش هيخلونى اشوفكم مدى الحياه وادتنى فلوس اهرب بيها منهم وانا صدقتها بمنتهى الغباء
          ربت حسين على كتفه بحنان قائلا:مراتك بتحبك يا ايهاب حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من اول غلطه كده تسيب البيت وتمشى

          أطرق برأسه متفهما "نعم هو يعلم انها تحبه بل تعشقه "...لاحظت أحلام بوادر الاقتناع على وجهه فقالت بسرعه ..مراتك فى اوضتك جوه ادخلها ...عاوزه تتكلم معاك اديها فرصه تتكلم براحتها
          خرج ايهاب ونظر الى يوسف ومريم يقفان امام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير ..صمت مطبق
          تركهما وتوجه الى غرفته وقف مترددا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل ..تعلق بصره بفرحه وهى نائمه على فراشه وفجأة... انطلقت ضحكاته وهو يحاول كتمانها ولكنه لم يستطع

          كانت فرحه نائمه على فراشه ولكن..ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها
          كانت تبدو كمهرجين السرك بالملابس الكبيرة التى تدلى منها لفرق الطول بينهم ووجنتها حمراء جدا... كان محياها يحرك مشاعر المرح بداخل اى انسان
          حاول كتم ضحكاته حتى لا يسمعه احد فى الخارج.... واعتدلت هى فى فراشه وعقدت ذراعيها امام صدرها بطفوله ..كانت تبدو كالاطفال بوجنتها المتوردتين وملابسه التى ترتديها وهى تقول بعينين لامعتين من اثر الدموع:طب اعمل ايه ..كنت واحشنى اوى ملقتش غير هدومك قدامى

          تماسك ايهاب وهو يحاول ان يرسم ملامح الجديه ولكنه لم ينجح بشكل كبير بل لم ينجح من الاصل........ فأبتسم لها وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب:وانتى كمان وحشتينى اوى
          هرولت اليه لتدفن نفسها بين احضانه وبكت من شدة انفعالها واشتياقها لحنان زوجها واحتياجها اليه
          وجعلت تضربه فى صدره بقبضتها الصغيره وهى تقول بطفوليه:زعلانه منك اوى زعلانه زعلانه زعلانه... وهو يضحك ويضمها اليه اكثر واكثر


          وهنا كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقه:عارفه لو كنتى كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعد تتجسى علينا عن طريقها

          اشاحت احلام بوجهها وقالت:معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعامله دى
          ضرب حسين الاريكه بجواره بخفه وهو يقول بسخريه:ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى اقتلهم ولا قلتى الراجل كبر وعجز
          قالت فى شرود:لا يا حاج انا متابعه اخبارك كويس متنساش انى كنت عايشه فى مصر لحد ما ايهاب وايمان خلصوا ثانوى
          وكنت متابعه كل اخبارك من بعيد بس مكنتش عارفه اوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى..حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم

          ولما جوزى جاتله سفريه واضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنه انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم ..كل اللى كنت خايفه منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام
          لكن عرفت بقى عن طريق ناس اتعاملوا معاك عن قرب انك بتعرف ربنا وكلهم قالوا عنك راجل صالح..ساعتها قلت اكيد مش هيهون عليه يشوه سمعتى قدام ولادى ومش هيسمح لحد انه يعمل كده

          تابع هو بتهكم :لا وكنتى عامله حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك انتى من قبليها وانتى مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم يعنى شىء طبيعى اننا نقول عليكى كده ..مش كده يا احلام
          أومأت برأسها وقالت:مش هكدب...الكلام ده حصل لن دلوقتى الوضع اختلف
          حسين :وايه اللى خلاه اختلف

          قالت فى امتنان:موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
          قال فى شك :موقف ايه
          قالت فى ضعف :انا عارفه انك مبتحبش تفتح كلام فى الحكايات اللى زى دى علشان كده انا مش هتكلم اكتر من انى اشكرك انت وابنك .....اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله

          قاطعهم دخول يوسف متسائلا: عبد الرحمن تقريبا نزل من غير ما يقول لحد..وبكلمه مبيردش
          خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن ايمان قائلا:اومال فين ايمان
          قالت مريم وهى تستدير هندهلها من المطبخ

          دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد اغرورقت عيناها بالدموع ..فقالت فى قلق: كفايه بقى يا ايمان كفايه تعالى عمك عايزك ضرورى
          جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت امام عمها وقالت:نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
          قال فى حنان:انتى كنتى بتعيطى..بس خلاص انا كده عرفت

          رفعت رأسها اليه بتسائل فقال:عبد الرحمن خلص كلامه ومعاكى ومشى .....مش كده؟
          أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مره اخرى فقال :خلاص هو تلاقيه روح البيت اصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
          قالت أحلام فى حسم:طيب يالا يا ايمان روحى بيتك مع عمك .........والتفتت الى مريم قائله :ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
          حركت رأسها نفيا وقالت:لا يا ماما انا هقعد معاكى شويه ..لو ايمان عاوزه تروح تروح هى
          ايمان:لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شويه..انا هدخل اشوف ايهاب

          تحركت ايمان ودخلت الى غرفة اخيها ونسيت أمر فرحه تماما ..فتحت الباب فجأة ثم اشاحت بوجههاوهى تبتسم فى خجل ....فدفع ايهاب فرحه بعيدا عنه وهو يقول بمرح:يا دى الفضيحه من دى وايه اللى جابها فى اوضتى يا ايمان
          ابتسمت ايمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر:ها هتروح مع عمى وفرحه ولا هتقعد فى حضنى هنا
          تصنع ايهاب التفكير وهو يقول:بصى يا ايمان انتى اختى وكل حاجه بس بصراحه يعنى....... ثم جذب فرحه من يدها وهو يقول :هروح طبعا..اوقفته فرحه وهى تضحك وتقول:طب استنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عامله زى البلياتشو كده
          بعد دقائق خرج اليهم ايهاب وفرحه ويظهر على وجوههم البهجه وانه قد سامحها

          نظر الحاج حسين الى أحلام قائلا:خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح فى معاده يوم الخميس ان شاء الله
          تدخلت مريم قائله:عمى ..يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شويه
          قاطعها يوسف:انا مش محتاج أجل حاجه ..احنا شقتنا هناك جاهزة من كله

          ارتبكت وهى تنظر اليه قائله:مش احنا كنا بنتكلم من شويه وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
          قاطعها بثقه:لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط ...ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول:الفرح فى معاده ان شاء الله
          قالت أحلام طالما كل حاجه جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
          أنهى الحاج حسين الحوار قائلا:خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الاقل اتقفنا
          قالت احلام بتردد وكأنه ترجوه:تسمحلى يا حاج احضر فرح مريم
          قال بسرعه :طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك

          والتفت الى ايمان :ها يا ايمان لسه مصممه متروحيش بيتك
          أطرقت برأسها وقالت:معلش ياعمى سبنى على راحتى ..انا عاوزه اقعد مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
          كان عبد الرحمن يدور فى غرفته حول الاريكة مره وحول المقعد مره حتى سمع صوت رنين باب المنزل خرج فى سرعه على امل ان يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق فى حزن ..لم تعد
          ما الذى يشقيها مني.. لماذا كلما اقتربت تبتعد ..لماذا كلما غصت فى عالمها تنسلخ هى من عالمى
          لماذا أنتى كتومه الى هذه الدرجة.. ليس من السهل ان تبيح بمكنون قلبها ..لماذا يا عذابى

          اقبلت عفاف على ايهاب وفرحه فى سعادة لم تكن تتوقع ان يعود ايهاب ولكنه عاد والحمد لله
          أخذ ايهاب زوجته وصعدا الى شقتهم الخاصه ودخل يوسف غرفة اخيه ليطمئن عليه
          :ايه يا عبد الرحمن ايه اللى خلاك تسيبناوتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى انت عارف كلمتك كام مره
          استقبله عبد الرحمن بابتسامه باهته وقال:خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
          جلس بجوار أخيه قائلا:مالك يا عبد الرحمن فى ايه

          وأستدرك قائلا:مراتك كان شكلها مضايق اوى ايه اللى حصل بينكوا
          قال عبد الرحمن بألم:مقالتش حاجه بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى ..هى حساسه زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها

          قال يوسف:بس ايهاب رجع مع فرحه ..يبقى اكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
          التفت له عبد الرحمن قائلا:هى قالت كده
          أومأ برأسه قائلا:ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"
          خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها الى غرفته فسمع والده يناديه :يوسف
          التفت اليه واقبل عليه فى اهتمام وهو غير مصدق انه سمع اسمه من فم والده اخيرا فقال:نعم يا بابا
          وقف الحاج الحسين ينظر اليه وقد لانت ملامحه كثيرا وقال:مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه
          نظر له بدهشه قائلا:وحضرتك عرفت ازاى

          أعاد الحاج حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه :مريم كانت عاوزه تأجل ليه
          يوسف:كانت بتقولى انا بعفيك من الجواز مني..وكانت مصممه ومش عاوزه توضح السبب يمكن علشان كنا واقفين فى الصاله مش عاوزه حد يسمعنا
          وبعدين ايهاب دخل ومعرفتش اكمل كلامى معاها...

          أخرج حسين هاتفته واعطاه ليوسف قائلا:الرساله دى مريم بعتتهالى واحنا راجعين فى السكه أقراها كده
          قرأ فيها "انا فهمت ماما اللى حصلى بس مقولتلهاش مين اللى عمل كده فيا ..وفهمتها انك ضغط على يوسف علشان يستر عليا ويتجوزنى وهو وافق شهامه منه"

          ظل يوسف يقرأها مرات ومرات وهو غير مصدق ما فعلته نظر الى ابيه متسائلا وقال:طب ليه
          قال حسين بخفوت وثقه:ده فسرلى سبب تغير أمها وكسرت نفسها قدامى
          وقال وهو يستدير وكأن الامر ليس ذو اهميه:بس انت اتصرفت كويس
          ودخل غرفته واغلق الباب...ابتسم يوسف وقد شعر ببداية لين والده تجاهه ولكنه يعرف والده جيدا ليس من السهل ان يظهر مشاعره بسهوله

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""

          دفعت علا وليد بعيدا عنها بجديه وهى تقول:عيب كده يا وليد
          قال وهو يحاول جذبها مره اخرى :ليه بس يا حبيبتى..هو مش انتى خطيبتى ولا ايه
          قالت وهى تدفعه مره اخرى :اديك قلت خطيبتك مش مراتك...

          اصطنع وليد الحزن ورسمه على ملامحه ببراعه وهو يقول:خلاص يا علا براحتك خليكى كده بعيده عنى
          انا بصراحه مش قادر اتأكد من مشاعرك وانت بعيده عنى بالشكل ده..ونظر لها نظره جانبيه وهو يقول:نتجوز ازاى وانا لسه مش متأكد من مشاعرك ناحيتى

          جلست بجواره وقالت برقه:يعنى ماما تدخل ولا هند هيبقى المنظر مش لطيف,,,وبعدين يعنى هو انت لسه هتتأكد من مشاعرى ما انت عارف انى بحبك
          أطرق برأسه ثم نظر اليها بعتاب قائلا:الحب من غير ثقه مالوش لازمه..وانتى مع الاسف مش بتثقى فيا ابدا ...حتى لما بنخرج مع بعض وبمسك ايدك بتحسسينى انك بتمنى عليا وانك مش موافقه

          ونهض واقفا وقال بتبرم:بصراحه بقى يا علا انا راجل حامى ومحبش الست اللى مشاعرها بارده كده مش هنفهم بعض ...لو انتى يابنت الناس هتفضلى كده يبقى مفيش داعى نضيع وقت مع بعض اكتر من كده
          اقتربت منه وامسكت يده قائله:بس انت عارف انى بثق فيك ليه بتقول كده
          اومأ براسه بسخريه قائلا:اه صح بأمارة لما قلتلك تعالى اتفرجى على شقتك علشان تقوليلى هتتوضب ازاى رفضتى وقلتيلى لا ميصحش
          علا:يعنى ينفع يا وليد اروح معاك شقه واحنا لسه مخطوبين

          قال بسرعه:هو انتى هتروحى تعملى ايه ..خلاص بقى متجيش تقوليلى خلصت الشقه ولا لسه وهتحدد معاد الجواز امتى والكلام بتاعك ده..
          وبعدين للدرجادى خايفه مني وبعدين الشقه دى فى بيت عيله يعنى مش هتبقى لوحدك معايا
          ثم قال بنفاذ صبر:بصى يا علا انا كده اتأكدت ان درجه مشاعرنا مش زى ما انا كنت متخيل انتى كده مش هتفهمينى
          لما انتى بتعملى كده وبتردى كلامى وانتى لسه خطيبتى اومال هتعملى ايه لما نتجوز
          تناول مفاتيح سيارته وهم بالانصراف وهو يقول :مستنى ردك ...

          تركته يذهب وجلست تفكر وتدور كلماته فى عقلها "امممممم...انا كده عرفت انك مش ناوى على جواز وانك خطبتنى علشان ابقى سهله معاك" ولمعت عينيها بخبث وهى تقول:ماشى يا وليد يابن الاكابرلما نشوف انا ولا انت....

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""""

          اليوم التالى تقابلت مريم بسلمى فى الكليه صافحتها سلمى وهى تنظر لها بسخريه وتقول:ازيك يا حاجه مريم
          قابلت مريم سخريتها بهدوء وقالت:يارب ...ادعيلى ابقى حاجه بجد دى حاجه تشرف ان الواحد يزور بيت ربنا
          شعرت سلمى بغصه فى حلقها من وقع كلمات مريم عليها وقالت :اه اه طبعا هو حد يطول
          وتابعت ..وأخبار العريس ايه
          مريم :الحمد لله تمام

          أقبلت صديقه أخرى لمريم وعانقتها بحراره وهى تقول :وحشتينى اوى يا مريم
          نظرت سلمى لصديقتها الاخرى بتهكم فقد كانت هى الاخرى محتشمه فى ملابسها فقالت سلمى للصديقه:انتى بقى صاحبتها الجديده
          نظرت لها صديقتها بنظره هادئه وقالت:ودى حاجه تزعلك يا سلمى
          نظرت لها سلمى بدهشه وقالت:ايه ده انتى تعرفينى

          قالت:الكليه كلها عارفاكى شباب وبنات ...ده انتى اشهر من النار على العلم
          ثم نظرت لمريم بابتسامة مشاغبه وقالت:ربنا يبعدنا عن النار ويجعلنا من اهل الجنه
          مريم :اللهم آمين

          نظرت لهم سلمى شذرا وقالت :ربنا يهنى سعيد بسعيده
          ضحكت الصديقه مره اخرى وقالت لها:لا يا ستى ربنا يهنى يوسف بمريم ....والتفتت الى مريم قائله فى عروسه تيجى الكليه قبل فرحها بيوم
          سلمى:ايه د انتى فرحك بكره يا مريم..كده متعزمنيش يا وحشه
          قالت مريم ببرود:لا ازاى انتى معزومه طبعا

          اقبل عليهم فجأه احد الشباب صافح سلمى وقال لمريم وصديقتها :هاى يابنات ازيكم
          نظرت مريم لصديقتها وقالت:يلا نمشى
          اخذتها صديقتها وذهبت لمكان آخر بعيد عن سلمى تابعهم الشاب بعينيه ثم الفتت الى سلمى قائلا بتعجب:هى البت دى بقت محترمه كده ازاى
          ضربته سلمى على كتفه قائلة بغضب:قصدك ايه يعنى هو انا مش محترمه
          غمز لها وهو يقول انت باشا يا باشا ...هو انت فى زيك يا قمر

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """

          مال الحاج حسين للأمام وقال بتركيز :زى ما فهمك كده يا عفاف احلام هتيجى الفرح ولازم تحجزى بينها وبين فاطمه بأى شكل
          . احنا مش عاوزين مشاكل ولا عاوزين حد يعرف عننا حاجه الفرح هيبقى فيه ناس غرب كتير
          قالت عفاف بتوتر:والله ده انا قلقانه من دلوقتى يا حسين..حتى لو زى ما قلتلى كده ان احلام فيها حاجات كتيره اتغيرت ....برضه عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة ده اللى بينهم كبير اوى

          قال بهدوء:ان شاء الله ميحصلش حاجه انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم ..و كلمت ابراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
          تنهدت عفاف وقالت باضطراب:ربنا يست
          اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة أم رودي مشاهدة المشاركة
            سنحاول ان ننهي القصه اليوم ان شاء الله لاني مشغوله الايام القادمه

            بارك الله فيكم وجزاكم كل خيررررر


            متابع ان شاء الله وما تحرميناش من طلتك على المنتدى وربنا يوفقك

            تعليق


            • #51
              الفصل السابع والعشرون

              صعد عبد الرحمن الى شقته وأخذ يتجول فى اركانها يتلمس عطر زوجته التى تفارقه أخذته قدميه الى غرفة نومها فتح بابها وأضاء مصباحها فى شجن
              نظر الى فراشها ويالها من مفاجأة ..لقد كانت نائمة فيه... اختلج قلبه وأقرب منها ببطء وحذر..أزال خصلات من شعرها كانت لا تريد ان تفارق وجنتاها
              ..طبع قبلة رقيقه على وجنتها فأستيقظت ..نظرت له بحب وشوق وقالت:وحشتنى اوى قال بابتسامه عذبه :مش أكتر مني يا حبيبتى ..اقترب اكثر واكثر واكثر وفجأه... تلقى ركله شديده فى معدته استيقظ على اثارها المؤلمه

              اعتدل فى جلسته فوجد نفسه فى فراشه ويوسف نائما بجواره ..مسح وجهه وهو يقول:استغفر الله العظيم ...وامسك بساق يوسف التى ركتله ودفعها بعيدا وهو يوقظه ويهتف به:ايه يا اخى ده صحتنى من احلها نومه كنت عاوز اكمل الحلم..
              أعتدل يوسف فزعا وهو يقول:ايه فى ايه
              عبد الرحمن:الله يقلق منامك يا اخى انت ايه اللى منيمك جانبى
              يوسف وهو يتثائب:مش عارف انا اخر حاجه فاكرها اننا كنا بنرغى مع بعض
              دفعه عبد الرحمن بعيدا لينهض من فراشه قائلا :طب امشى روح نام فى اوضتك الله يكون فى عون مراتك اكيد مش هتستحمل تنام جنبك ليله واحده
              خرج يوسف من غرفة اخيه وهو يتمتم :ولا حتى ليله يا عبد الرحمن

              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""
              وفى الصباح كانت أحلام تنادى مريم وايمان"يالا يا بنات ايهاب قال جاى ياخدكوا بعد ربع ساعه خلصتوا ولا لسه
              خرجت ايمان وهى تجر حقيبتها الصغيره:خلاص يا ماما مريم فاضلها حاجات بسيطه
              جلست بجوار امها حول مائدة الافطار وهى تقول باهتمام:هو حضرتك مش هتيجى معانا فعلا
              الفتت اليها احلام قائلة:اجى فين... انا هاجى على معاد الفرح على طول

              خرجت مريم ووضعت حقيبتها بجوار حقيبة ايمان وهى تقول:ليه يا ماما ما تيجى معايا
              ابتسمت أحلام وهى تقول :مينفعش يابنتى البيت الكبير ميتحملنيش انا وفاطمه اليوم كله
              ردت ايمان بتفكير:والله يا ماما انا مش مصدقه ان طنط فاطمه يطلع منها كل ده..
              هى اه صحيح مش ودوده معانا زى طنط عفاف بس مكنتش اتخيل انها تطلع كده

              التفتت لها أحلام وقالت محذرة اياها:اسمعى يا ايمان الست دى لازم تخلى بالك منها كويس اوى ومتخطلتيش بيها الا فى المناسبات بس
              دى ست مش سهله واوعى يخيل عليكى حركات الطيبه اللى بتعملها ..دى ممثله درجه اولى
              اسرار بيتك اوعى تطلعيها بره ابدا واوعى تصدقى حاجه على جوزك الا لما تسأليه وتسمعى منه كويس انتى فاهمانى انتى واختك ولا لاء
              اومات براسها وقالت مريم:انتى كده خوفتينا اكتر
              هزت رأسها نفيا وقالت بثقه:لا متخافوش طول ما عمكم حسين موجود وفى صفكم متخافوش منها ...لكن محدش فيكوا يرميلها ودنه ابدا ولا يسمع منها نصيحه

              تنهدت ايمان وقالت:عموما احنا كده كده مش بنختلط بيها حتى وفاء مفيش بينا وبينها علاقات قويه زى فرحه
              ابتسمت وهى تربت على يدها قائله :اديكى شوفتى وجربتيها بنفسك ...
              مريم :انتى صحيح يا ماما هتسافرى بكره الصبح
              اومأت برأسها :ايوا مش هينفع اقعد اكتر من كده.. وادينى اهو اطمنت عليكوا
              اعلن هاتف أحلام عن اتصال من ايهاب وأخبرها انه ينتظرهما بالاسفل
              ودعت أحلام كل منهما ووأنطلقا عائدين الى البيت الكبير مره اخرى

              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""

              وقفت سيارة ايهاب الصغيرة امام المنزل قائلا بعجله:يالا انزلوا عندى شغل لازم اخلصه قبل العصر
              ايمان:كمان مش هتدخلنا الشنط مش كفايه نزلتنا بيهم من عند ماما لوحدنا
              أشار ايهاب الى باب المنزل قائلا:اومال ده واقف بيعمل ايه
              الفتت ايمان فوجدت عبد الرحمن واقفا ينتظرهم عند البوابه الخارجيه عندما رآهم أقترب من السياره وفتح الباب الخلفى وأخرج الحقائب
              ترجلت ايمان من السياره وبعدها مريم بخطوات متثاقله حين قال ايهاب لعبد الرحمن:انا راجع العصر ان شاء الله
              أومأ له عبد الرحمن برأسه والفت الى ايمان ومريم قائلا بابتسامه:حمد لله على السلامه
              ظهر يوسف وهو يمر بالبوابه ويتجه اليهم بابتسامه.... اقترب منهم وقال مرحبا وهو يهم بحمل احدى الحقائب :حمدلله على السلامه اتأخرتوا اوى

              أوقفته يد عبد الرحمن تقطع عليه الطريق قائلا بحزم:معلش دى شنطة مراتى شيل التانيه
              نظر له يوسف بدهشه قائلا:وفيها ايه
              قال بجديه:لا معلش محبش حد يمسك شنطة مراتى
              أختلج قلب ايمان مره اخرى ودق بقوة اكثر فهومن الاساس يطرق بشدة منذ ان رأته قادما نحوهم
              حمل عبد الرحمن حقيبة ايمان التى سارت خلفه واتجه الى الداخل

              نظر يوسف الى مريم وهو يحمل حقيبتها قائلا:انا عاوز اتكلم معاكى ضرورى
              لم ترد ولم تنظر اليه بل اشاحت بوجهها واستبقته الى الداخل
              وقف عبد الرحمن امام المصعد والتفت الى ايمان قائلا بهدوء وهو ينظر لعينيها:طبعا الشنطة هتطلع شقتنا مش كده
              خفضت بصرها وهى تقول:ايوه..بس هفضل مع مريم علشان الكوافيرة زمانها جايه

              امسك كفها بحنان قائلا:على فكره انا منمتش غير ساعه واحده .....من ساعة ما كنت عندكم وانا بافكر فيكى وحتى الساعه دى حلمت بيكى فيها ..مش قادر استحمل الدنيا ولا ليا نفس لحاجه وانتى زعلانه مني
              قاطعه اقتراب مريم ووقوفها بجوارهم ...صعدوا الى الطابق الثانى اولا حيث كانت عفاف تنتظرهم ...تهلل وجهها بسعاده غامره حين رأتهما وعانقتهما بحب كبير وحنان بالغ

              ثم قالت فى سرعه:يالا يابنات اطلعوا بسرعه جهزوا نفسكم فرحه بتقولى الكوافيرة جايه كمان ساعه ...ثم التفتت الى مريم قائله:وانتى يا مريم بصى بصه كده فى شقتك ولو لقيتى حاجه ناقصه قوليلى على طول
              ابتسمت مريم ابتسامه باهته وهى تقول:حاضر ..كان عبد الرحمن ويوسف قد صعدا بالحقائب للطابق العلوى وهبط يوسف اليهم وترك عبد الرحمن
              استقلت الفتاتان المصعد وعندما توقف توجهتا الى شقة مريم ولكنهما وجدا عبد الرحمن ينتظر ايمان عند باب شقتهم وقال لها بسرعه:ايمان عاوزك خمس دقايق بس

              توترت ايمان وهى تنظر الى مريم ثم تنظر اليه معاتبه :معلش اصل يدوب نلحق..مفيش وقت
              مالت مريم على اذنها قائله بهمس:روحى شوفيه انا لسه هدخل احضر ملابسي تكونى جيتى
              أومأت برأسها موافقه فى اضطراب وذهبت اليه ودخلت شقتها ..دخل خلفها واغلق بابها بهدوء
              نظر اليها نظره طويله نظره معاتبه ولكنها مشتاقه.. نظره محبه شغوفه ولكن تغلفها الحيرة واخيرا تكلم قائلا:ممكن اعرف انا عملت ايه علشان تتغيرى كده معايا

              أطرقت برأسها وقالت فى خفوت :مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم اروح اجهز مريم
              اقترب منها يتفحصها بعمق وقال:يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجه ريحينى..
              انا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن ايه علاقة كلامها بيا انا وانتى
              قالت بابتسامه باهته:اوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
              قال بحب:طب ينفع اقولك وحشتينى
              قالت بدون تفكير:ليه
              ابتسم ابتسامه حائرة وقال:ليه...علشان بحبك
              قالت دون ان تنظر اليه:متأكد؟

              اقترب منها ومسح على وجنتها قائلا:طبعا متأكد معقوله مش حاسه بيا كل ده
              أطرت برأسها مره اخرى ولم ترد ..قال باشتياق والله لو تعرفى لما بتبقى زعلانه مني بيحصلى ايه عمرك ما هتزعلى مني ابدا
              بقولك من ساعة ما رجعت من عندكوا وانا حاسس انك زعلانه مني وحتى معرفش ايه السبب وانا النوم مجافينى منمتش غير ساعه وحتى الساعه دى حلمت بيكى

              كل ما احاول انام افتكر ملامحك وانتى مضايقه وعنيكى اللى بتلمع بالدموع احس وانا بغمض عينى انى بغمض على شوك
              وادى النتيجه بقالى يومين منمتش بسبب حضرتك يا هانم..ابتسمت لقد كانت تشعر بالسكينه والراحه من وقع كلماته الرقيقه الصادقه


              قطع هذا الوصال صوت هاتف عبد الرحمن ..رفعت رأسها وقالت وهى تنظر اليه :تليفونك
              وضع رأسها على صدره مره اخرى وقال بهمس:سيبيه يرن

              ولكن هاتفه اصر على قطع هذا الوصال الحميمى فقالت بابتسامه:هو بقى مش هيسيبك ..شوف كده لتكون حاجه مهمه
              نظر الى عينيها بعمق قائلا:مفيش اهم منك عندى
              ابتسمت وهى تضع يدها فى سترته وتأخذ منها الهاتف نظرت اليه وقالت:ده عمى
              أغمض عينيه مره اخرى وتنهد تنهيده طويله وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما ابدا ...تناول منها الهاتف وهو يتلمس اطراف اناملها فى حب

              وضع الهاتف على أذنه قائلا :السلام عليكم ..استمع الى والده ثم قال:حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
              رفع راسها اليه لتلتقى عينيهما مره اخرى قائلا:كنا بنقول ايه
              ابتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائله:يلا انزل شوف عمى وانا رايحه لمريم
              اخرجت مفتاح شقة مريم وهمت بفتحها وقف خلفها وهمس فى اذنها:اهربى براحتك مسيرك هتقعى فى ايدى...أقشعر بدنها كله ودلفت بسرعه للداخل واغلقت الباب ببطء وتعلو وجهها ابتسامة خجله

              اتجهت الى غرفة مريم
              فتحت ايمان الباب فانتفضت مريم ووعندما وقعت عينيها على اختها زفرت بقوة وهى تقول:يخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
              تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر ايمان وقع على جرح غائر اعلى ساق مريم اقتربت منها وهى تنظر اليه فى تفحص
              وتقول لمريم:ايه ده يا مريم ..نظرت مريم الى حيث تنظر ايمان وضعت ايمان اطراف اناملها على الجرح فتذكرت مريم لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على اطرافه

              قطع ذكرياتها صوت ايمان وهى تقول:انتى وقعتى على ايه ولا اتخبطتى فى ايه ..ارتجفت مريم مع تذكرها الحادث وشعرت بالالم وكأن الجرح مازال حديثا وقالت بارتباك :مش فاكره ...
              ايمان:مش فاكره ازاى ...مش بيوجعك طيب
              حركت مريم رأسها نفيا وقالت:لا ..وهى تتصنع المرح:يالا بقى الست زمانها جايه ادخلى خدى دش انتى كمان

              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""
              استسلمت مريم للماشطه تمشط شعرها وتزينها بينما جلست ايمان وفرحه يتجاذبان اطراف الحديث ويتضاحكان .. قالت ايمان بتسائل:اومال فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
              مطت فرحه شفتيها وقالت:مش عارفه بس شكلها محرجه من اللى امها عملته
              ايمان:سبحان الله وفاء غيرهم خالص

              أومأت فرح موافقة:ده حقيقى بس اكيد اللى امها بتعمله هى مش راضيه عنه علشان كده تلاقيها مكسوفه تطلع
              تناولت ايمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وانتظرت ثوانى الى ان اتاها صوتها بخفوت:السلام عليكم ..ازيك يا ايمان
              :وعليكم السلام ..ايه يابنتى مطلعتيش ليه..الكوافيرة هنا
              قالت وفاء بخجل:معلش يا ايمان انا هبقى احط حاجه خفيفه كده

              ايمان باصرار:لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجه بس كفايه انك تقعدى فى وسطينا
              سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك:ربنا يخاليكى يا ايمان بس بجد مش هقدر
              زاد اصرار ايمان وهى تقول:لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ..ها قلتى ايه
              ابتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول:لالا خلاص خليكى انا طالعه اهو
              اغلقت ايمان الهاتف فى حين قالت لها فرحه:والله انتى طيبه اوى يا ايمان يابخت عبد الرحمن بيكى

              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""
              وفى المساء كانت الحديقه تتلألأ فى زينتها الجديده بلمسات جماليه وضعها ايهاب وفرحه بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجه وشاركت الطبيعه فى تزينه بنسمات عليله وعبير الورود المتسلل اليها ليجعل النسمات تتحول الى شذى رائع يأخذ بالالباب ويبعث على الاسترخاء ويحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر

              ومرة اخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف امام مراته يرتدى حلته الانيقه السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه ابتسامه لا يستطيع تفسيرها
              قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول:اضحك اضحك ما انت مش عارف ايه اللى مستنيك
              التفت اليه يوسف قائلا:ايه ده انت لحقت تتعقد من الجواز

              وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآه وهو يهندم سترته وقال:ياعم مش لما اتجوز الاول ابقى اتعقد
              نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال:نعم ..اومال ايمان دى تبقى ايه خطيبتك
              دفعه عبد الرحمن ليلتفت مره اخرى الى المرآه وهو يقول:خليك فى حالك..
              خرج يوسف الى شرفته ينظر الى الحديقه التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعاده التى يشعر بها برغم انه يعلم ان هذا الزواج ماهو الا غطاء شرعى لما حدث بينهما

              وبدأ المدعوين بالحضور وكان اول من حضر هى علا بصحبة والدتها واختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لاختها :شايفه اللى اتحرمت منه اختك
              قالت علا بصوت هامس:ممكن ترجعيله انتى وشطارتك
              القت مريم النظره الاخيره فى مرآتها بينما قالت ايمان:ماشاء الله انتى قمر والله يا مريم اللهم بارك...عانقتها فرحه ووفاء .التفتت اليهم مريم قائله انتوا كمان قمرات

              قالت وفاء:اه انتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
              ضحكت فرحه قائله:والله ياختى مش بمزاجنا كل واحده فينا جوزها صمم تلبس كده
              اقتربت ايمان من مريم وقالت مداعبه بس ايه ده يا مريم فى عروسه تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
              تلون وجهها خجلا وقالت:خلاص بقى بطلى ....مكنتش فاهمه وادينى فهمت ياستى

              قالت ايمان:بس والله انتى ربنا بيحبك يا مريم ايهاب وضبلك الجنينه وخله قاعدة الستات بعيده شويه عن مكان الرجاله يابختك يا ستى
              طرقت عفاف الباب التفت الجميع اليها وقالت مريم فى سعاده:ماما
              كانت أحلام بصحبة عفاف هرولت مريم اليها وعانقتها ...نظرت احلام اليها والى فستانها الابيض وحجابها التل الذى زاد جمالها وقالت:ماشاء الله بقيتى عروسه يا مريم ..كان حلمى اشوفك انتى واختك واخوكى يوم فرحكوا
              قالت ايمان مداعبه :ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضه
              عانقتها امها وقالت:ربنا يسعدكوا يا ولاد

              ربتت عفاف على ظهرها قائله:ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
              نظرت اليها احلام بموده وقالت:متشكره يا عفاف طول عمرك طيبه وانا مطمنه على ولادى معاكى
              أدمعت عينيى ايمان ومريم وهما يتبادلان النظرات..قالت فرحه:وبعدين هتبوظيلنا الميكب
              نظرت اليهم عفاف قائله:هو فين الميكب ده انا مش شايفه غير زبدة كاكاو
              ضحك الجميع .....و
              "انتى ايه اللى جابك يا أحلام" نطقت فاطمه هذه العباره بغضب وقسوة
              نظر الجميع اليها وهى تقف خلفهم وتستند الى حافة الباب وعينيها تشع غضبا

              استدارت أحلام مره اخرى الى عفاف وقالت بابتسامه هادئه :يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
              قالت عفاف باضطراب: انا هتصل بأيهاب يطلع ياخدهم
              صعد ايهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته:يالا يا ماما
              أومأت برأسها وقالت:انزلوا انتوا وانا جايه وراكوا

              زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمه فى صمت قطعته أحلام :يالا اتحركوا الناس تحت
              بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام :انزلى انتى يا عفاف
              حركت رأها نفيا وقالت باصرار :مينفعش ..والمفروض ننزل كلنا اصلا مش وقته الكلام ده احنا فى فرح ولادنا
              اوقفتها فاطمة وهى تصيح بها بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
              أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائله:انتى عاوزه ايه يا فاطمه
              فاطمة:تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى

              ضحكت احلام بطريقة استفزازايه وقالت:تانى يا فاطمه..تانى عاوزانى امشى ..انتى مكفكيش اول مره مشيت فيها عشرين سنه
              قالت فاطمة بحده وبغض:وياريت المره دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا يموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
              احتفظت احلام بابتسامتها وقالت:انتى لسه بتغيرى منى يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انتى شايفه ..واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب يبقى جد...واقتربت اكثر وهى تحدق بعينيها قائله :ولا انتى لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
              كانت فاطمه ستصفعها على وجهها ولكن أحلام احكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى اكبر
              وهنا تدخلت عفاف :لا انا كده هتصل بالحاج حسين يجى مينفعش كده يا جماعه ..يالا يا احلام انزلى لولادك

              فى هذه اللحظه كان يوسف ينظر الى مريم بأعجاب شديد وهو يراها بفستان زفافها الابيض وحجابها الذى زادها اشراقا.. تناول يدها من ايهاب وهى تتحاشى النظر اليه وسار بها الى المكان المخصص لهم بالجلوس بينما امسك عبد الرحمن يدى زوجته وطبع قبلتين على كل واحدة منهما وعينيه لم تفارق عيناها الخجلتين وكذلك كان حال ايهاب وفرحه
              سار الاربعه خلف العروسين كل منهما يتابط ذراع عروسه فى سعاده

              اما فى الطابق العلوى فلا تزال المعركه مستمره وكانت فاطمة تصفق بغضب وتقول:مبروك يا احلام برافو عليكى حققتى كل اللى كنتى بتتمنيه وخدتى حسين وولاده ومراته فى حضنك
              عفاف:انتيهنا بقى يا فاطمه ...ثم نظرت الى الهاتف وتقول:يارب يسمع الجرس فى الدوشه دى
              وقفت احلام وقالت بصرامه:انا بحذرك يا فاطمة لو اتعرضتى لحد من ولادى انا ممكن ادمرك
              ضحكت فاطمه بجنون قائله:هتعملى ايه يعنى انتى اللى المفروض تخافى على نفسك يا احلام انتى اللى سمعتك مش متسحمله
              بادلتها احلام الضحكات وقالت بهدوء: هعمل كتير يا فاطمه يعنى مثلا هقول لكل الناس واولهم ولادك وجوزك انك كنتى بتحبى علي الله يرحمه وبتجرى وراه بالمشوار وهو كان مطنشك وكنتى بتسوقى عليه ناس كتير وهو ولا هو هنا لانه كان بيحبنى ساعتها وفى الاخر يا مسكينه لما رضيتى بالامر الواقع

              ووقع فيكى ابراهيم الراجل الغلبان وهو ميعرفش انك كنتى بتحبى اخوه الصغير اكتشفتى برضه انه بيبصلى من تحت لتحت ..نارك قادت مني
              وخصوصا لما علي مات وعرفتى عن طريق حد انا مش عارفه هو مين لحد دلوقتى ان ابراهيم طلب مني الجواز بحجه انه يربى ولاد اخوه
              علشان كده اتجننتى وعملتى عليا فيلم انهم هيقتلوا ولادى ويقتلونى وادتينى فلوس ..واشارت الى عفاف قائله وضحكتى على الغلبانه دى وخوفتيها انه جوزها انه هيروح فى داهيه وجبتيها معاكى علشان اصدق لانك عارفه انى بصدق عفاف
              صرخت بها فاطمة :اخرسى يا احلام انا عمرى ما جريت ورا حد انا مش زيك ولا نسيتى انك كنتى بتجرى ورا ابراهيم ولما لقيتيه شخصيته ضعيفه ومش هيقدر يقف قدام ابوه سبتيه وادورتى على علي الله يرحمه

              ضحكت احلام قائله وهو ده اللى غيظك مني ان الاتنين كانوا بيحبونى والاتنين طلبوا الجواز مني ثم اشارت لها محذره انا بحذرك يا فاطمه سيبى ولادى فى حالهم احسنلك والا والله ما هيهمنى حاجه لو اذتيهم ولا سعيتى فى اذيتهم
              كادت فاطمه ان تهم بصفعها مره اخرى ولكن عفاف صرخت كفايه كفايه انتوا ايه حرام عليكوا ايه كمية الحقد والغل اللى جواكوا دى
              ده الزمن بينسى الموت ورغم كده معرفش ينسيكوا كرهكوا لبعض

              وفجأه دخل ابراهيم وحسين واقترب حسين من عفاف وامسك يدها بقلق قائلا:مالك يا عفاف بتصرخى ليه ايه اللى حصل
              نظر ابراهيم لزوجته قائلا:انتوا ايه اللى مقعدكوا هنا سايبين الناس والمعازيم وقاعدين هنا ليه
              قالت فاطمه بغل واضح:ابدا كنا بنصفى حساب قديم
              اشار حسين الى احلام وقال بحسم:لو سمحتى يا ام ايهاب انزلى دلوقتى اقعدى جنب بنتك متسيبهاش فى لحظه زى دى

              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""
              اما فى الاسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله
              وكان وليد يهمس لعلا ان تصعد معه الان ليريها شقتهما
              ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامه غاضبه كريهه
              بينما لم تكن تعلم ايمان وفرحه المفاجأه التى اعدها لهما عبد الرحمن وايه
              اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

              تعليق


              • #52
                الفصل الثامن والعشرون

                اما فى الاسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله
                وكان وليد يهمس لعلا ان تصعد معه الان ليريها شفتهما
                ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامه غاضبه كريهه
                بينما لم تكن تعلم ايمان وفرحه المفاجأه التى اعدها لهما عبد الرحمن وايهاب

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""

                :اسمعى بس انتى هتطلعى تشوفيها وننزل على طول
                ابتسمت علا وهى تضغط على يد هند الجالسه بجوارها وقالت:اوك مفيش مشكله علشان تتأكد بس انى بثق فيك
                انتبهت هند لضغطة علا وكما اتفقت معها سابقا ان هذه الضغطه معناها ان تتدخل فورا
                افلتت علا يد هند وهى تنهض واقفة مع وليد فنهضت هند هى الاخرى ووقفت امامهم قائله:ايه يا علا رايحه فين ...قالت علا بتلقائيه طالعين نبص على الشقه بتاعتنا علشان نشوف هتتشطب ازاى

                أدت هند دور الشغوفه بمتياز وهى تقول:ايه د بجد طب انا جايه معاكوا
                تدخل وليد وهو يلف كتف علا بذراعه قائلا:خليكى مع ماما يا هند لحس تضايق احنا مش هنتأخر
                أدت دورها جيدا مره اخرى وهى تقول:اه صحيح طب ما نجيب ماما تشوفها معانا دى برضه ام العروسه ولا ايه
                قالت علا بتلقائيه مصطنعه:طب قوليلها كده يمكن متوفقش

                عادت هند خطوتين للخلف لتخبر والدتها فى حين قال وليد بضيق:ايه بقى الخنقه دى
                نظرت له علا وتظاهرت بعدم الفهم وهى تقول:مالك يا حبيبى فى حاجه
                عادت هند ومعها والدتهما وقد ابدت موافقتها للصعود معهم لرؤية منزل الزوجيه
                ابتسم لها وليد ابتسامه باهته وهو يقول:اه طبعا يا طنط اتفضلى

                استبقهم للداخل وهو يزفر بقوة فى غضب بينما هند وعلا يتبادلان نظرات مكر وانتصار
                لم يمكثوا كثيرا فى الداخل بمجرد ان فتح لهم باب الشقة المخصصه لزواجه ودخلوا وطالعوها فى دقائق وخرجوا سريعا... وما ان خرجوا الى حديقة حيث حفلة الزفاف حتى وقعت عيناه على سلمى التى تنتظرهم عند المدخل وعينيها يتطاير منها الشرر ولم تنتظر كثيرا بل اسرعت اليه وصاحت فى حده

                :بقى دى اخرتها يا وليد بقى اعمل علشانك كل ده وفى الاخر تروح تخطب واحده تانيه
                ماشى يا وليد اما وريتك اما فضحتك انا هاروح اقول ليوسف كل خططك
                امسك ذراعها بقوه وهو ينظر اليها بغضب وهو يضغط بين اسنانه بقوة وقال:عارفه لو ماتخرستيش هاعمل فيكى ايه
                تقدمت علا منهما بينما وقفت هند ووالدتها يشاهدون ما يحدث فى دهشه اقتربت علا قائله:فى حاجه يا انسه
                سلمى بغضب :وانتى مالك انتى بتدخلى ليه بين واحده وجوزها
                نظرت له علا بدهشه وقالت:نعم..جوزها

                التفت الى سلمى بغضب وحنق:انتى بتخرفى ولا ايه انا اتجوزتك امتى ان شاء الله فى الحلم
                قاطعته وهى تصيح بوجهه وتشير الى الشقة المشئومه بجوار المصعد:لا يا خويا فى الشقه دى
                جذبها من يدها وحثها على الخطى السريع خلفه مرغمه حتى وصل بها الى جراج السيارات
                والتفت اليها وصفعها بقوه حتى ارتدت الى احدى السيارات وسال الدم من شفاها

                فصرخت فى غضب:ماشى يا وليد والله لاروح احكى ليوسف واقوله انك كنت بتفترى على مريم وانك مطلعتش شقتها ولا حاجه وانك كنت مستنيه وكنت عارف انه هيجى وراك وهقوله انك قصدت تديله حبوب علشان يتخدر وميحسش هو بيعمل ايه وانك اتفقت معايا انى اخد مريم شقه مفروشه وافهمها ان ده بيتى وكنت عارف انه هيراقبها وكان كل هدفك انك تفضحه والرؤوس تتساوى وميقدرش يفتح بقه معاك تانى
                احكم قبضته على ذراعها حتى المتها وصرخ فيها:اسمعى يابت انتى... مش انا اللى تهددينى

                لو عاوزه تروحى تحكى روحى ميهمنيش انا كده ولا كده شريك فى البيت وشريك فى الشركه يعنى اللى هتقوليه مش هيأثر عليا لا حد هيرفدنى ولا حد هيقدر يطردنى... ديتها ابويا يزعل منى يومين وخلاص
                وانتى مش هتطلعى بحاجه من ورا كده الا انى عمرى ما هبص فى وشك تانى ومش هتشوفى منى اللى كنتى بتشوفيه
                لكن لو طلعتى عاقله وحلوه كده ...هنفضل مع بعض فلوس وفسح وكل اللى انتى كنتى عرفتينى علشانه ..ها قولتى ايه

                بكت وهى تحاول ان تخلص ذراعها من يده وهى تقول:سبنى بقى ايدى حرام عليك
                تركها وهو يدفعها للخلف مره اخرى ويشير الى راسه قائلا:عقلك فى راسك تعرفى خلاصك
                دورى على مصلحتك احسنلك

                اشتد بكاؤها وهى تقول:كده برضه يا وليد تعمل فيا كده .. يعنى اللى خطبتها وهتتجوزها دى فيها ايه احسن منى
                اقترب منها ومسح على شعرها وكأنه لم يفعل شىء وقال:يا عبيطه ده انتى اللى فى القلب ..وبعدين جواز ايه هو انا بتاع جواز
                نظرت له بدهشه وقالت:يعنى ايه اومال خطبت ليه
                أقترب منها ولف ذراعيه حول خصرها قائلا:هما وحياتك يومين وهخلع منها وهرجعلك صاغ سليم
                قالت وهى تبتعد عنه:انت بتضحك عليا بكلمتين فاكرنى هبله فى حد بيخطب يومين ويخلع
                وليد ضاحكا:انـــا...

                سلمى:انت بتضحك عليا
                وليد:شوفى من الاخر كده البت دى منشفه دماغها وانا حبيت الينها بالدبله اللى لبستهالها ..فهمتى بقى
                :يعنى انت بقى عينك فارغه
                :بالظبط كده اديكى عرفتى...يالا بقى خديها عن قصيروا وامشى دلوقتى
                :انا لسه مباركتش لمريم
                :قال يعنى بتحبيها اوى ...يالا اطلعى من باب الجراج وهتقابل بكره وهقضى معاكى يا ستى طول اليوم

                خطت هند وعلا خطوات سريعه بخفه ليعودا أدراجهما الى مكانهما قبل ان يعود وليد...جلستا وهما يلتقطان انفاسهما بصعوبه وقالت هند:سمعتى يا علا
                أومأت برأسها وهى تقول :ووضعت اصبعها على فمها وهى تقول لهند:ولا كأنك سمعتى حاجه
                قالت هند بأنكار :يعنى ايه علا دى كمان فيها مصالح

                قالت علا مؤكده:بالظبط كده زى ما اتفقنا قبل كده اى معلومه تعرفيها تحوشيها لحد ما يجى وقتها
                ونظرت بعيدا فى شرود وهى تقول:اما بقى بخصوص هدفه من خطوبتنا...انا هاخاليه يندم ويقع فى شر اعماله
                استقلت سلمى سيارتها الصغيره وقادتها فى شرود والافكار تتزاحم فى عقلها:صح انا هستفاد ايه لما افضح كل حاجه... كل اللى هيحصل انى هخسره للأبد ومريم سمعتها هتتصلح عند يوسف

                وابتسمت فى سخريه وهى تقول:متضحكيش على نفسك يا سلمى انتى كده ولا كده كنتى متأكده انه مش هيتجوزك ومكنش هامك حاجه متعمليش فيها مصدومه طالما بيصرف عليكى يبقى خلاص خالى الفايده تكمل للآخر
                عاد وليد اليها قائلا بلهفه مصطنعه:متزعليش يا حبيبتى دى واحده مجنونه كانت بتشتغل معايا زمان ومشيتها .... وانا طردتها خلاص
                ابتسمت برقه وقالت:تصدق فعلا شكلها مش طبيعى خالص وبعدين دخلت هنا ازاى دى
                رفع كتفيه وقال:انا عارف اهو كل فرح ولا مناسبه فى بيتنا لازم تحصل فيه بلوى شكل..استرها علينا يارب

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""

                وقفت فاطمه بجوار زوجها تراقب نظراته جيدا فالتفت اليها وقال بحده:انتى وبعدين معاكى هتفضلى تراقبينى كده لحد امتى
                قالت فاطمة بحنق:لحد ما زفته دى تمشى من هنا وتغور
                ابراهيم:لاحوله ولا قوة الا بالله..يافاطمة عيب كده احنا مش صغيرين على العمايل دى
                روحى طيب سلمى على خطيب بنتك ووالدته
                تابطت ذراعه رغما عنه وقالت:اه وماله يالا نروح سوا

                شعر حسين ببعض الهدوء عندما وجد ملامح السعاده عادت مره اخرى الى وجه عفاف بعد ان كانت يغلب عليها الحزن مما سمعت من احلام وفاطمه وهى تجلس بجوار يوسف بسرور وتربت على يده وتبتسم له بحب هو ومريم
                اما احلام فكانت تجلس بين مريم وايمان...حتى جاء عبد الرحمن وبسط كفه امامها قائلا ..تعالى يا ايمان لحظه لو سمحتى
                وضعت يدها فى يده فتناولها وسار بها خطوات ووقف امامها قائلا بحب:ايه رأيك فى شهر عسل جديد بدل اللى راح مننا
                نظرت له بدهشه يغلفها الخجل وقالت:ازاى يعنى

                اشار لايهاب الذى كان يقف بعيدا عنهما بخطوات يتكلم مع فرحه وهى تبدو فى كامل سعادتها
                اقبل ايهاب وفرحه التى تعلقت بذراع عبد الرحمن بابتسامه واسعه وهى تقول:متشكره يا عبد الرحمن حقيقى مفجأه تجنن
                نظر لها ايهاب باستنكار:ياسلام على اساس ان انا ماليش دور فى المفاجأه يعنى
                وقالت ايمان بابتسامه حائرة :مفاجأة ايه

                لف ايهاب ذراعه حول كتفها وقال بمرح:هنروح مع يوسف ومريم نقضى شهر العسل معاهم
                دفع عبد الرحمن ذراع ايهاب ولف ذراعه هو على كتفها قائلا:لو سمحت متحطش ايدك على مراتى تانى
                والتفت اليها وقال بحب:ها ايه رأيك فى المفجأه دى

                ارتبكت ايمان واقتربت فرحه منها قائله :هى دى عاوزه رأى طبعا موافقه
                ايمان:بس احنا مجهزناش هدومنا ومش معقول نطلع نجهزها دلوقتى
                فرحه :لا يا ستى مش هنوضب حاجه دول كانوا متفقين مع ماما على كل حاجه وهى قامت بالواجب وزياده
                أكد عبد الرحمن على كلام فرحه وقال:الحقيقه دى كانت فكره بابا هو اللى اقترح وخطط واحنا نفذنا
                داعبته ايمان وقالت وهى تضع يدها على خصرها:ده انتوا عصابه بقى

                أومأت فرحه وقالت :بالظبط كده عصابة بودى وهوبه
                اقتربت هند منهم وهى تتهادى بدلال ووقفت امام عبد الرحمن وهى تنظر اليه بلهفه وتمد يدها لتصافحه وتقول:ازيك يا عبد الرحمن ليك وحشه والله
                ارتبك عبد الرحمن بسبب نظرات ايمان الخارقه لهما وقال :الحمد لله تمام
                قالت وهى مازالت باسطة كفها لصافحها:مش هتسلم عليا ولا ايه ...شعرت ايمان ان عبد الرحمن سيصافحها لشعوره بالاحراج من يدها الممدوده فاسرعت واخذت يدها وصافحتها هى وقالت بابتسامه بارده:معلش بقى اصله مش بيسلم على ستات
                ابتسمت لها هند ابتسامة صفراء وهى تقول:ليه ده حتى عبد الرحمن مثقف ومتعلم

                بادلتها ايمان نفس الابتسامه وقالت:شرع ربنا مالوش علاقه بالثقافه او الجهل وتابعت ...
                المثقف الحقيقى هو اللى يبقى عارف امور دينه وبيقوم بيها اما الجاهل هو اللى مهما اتعلم وخد شهادات يفضل برضه مش عارف دينه بيأمره عن ايه وبينهاه عن ايه
                اختفت الابتسامه وقالت فى حنق :فرصه سعيده يا مدام وغادرت فى سرعه... قالت فرحه موجهة حديثها لايمان:البت ياعينى غرقت فى شبر ميه حرام عليكى يا ايمان

                نظرت ايمان الى عبد الرحمن الذى كان ينظر الى الاسفل وكانه يتأمل الارض التى يقف عليها
                فقالت له:بتبص على الارض كده ليه
                قال وكأنه يفكر بعمق:لا ابدا بفتكر انا صليت العشاء ولا لاء ...نظر ايهاب اليه وانفجرا فى الضحك لم تستطيع فرحه كتم ضحكاتها وهى تحتضن ايمان وتقول :اخويا شجاع اوى قدامك على فكره...لم تتمالك ايمان نفسها وضحكت رغما عنها

                ************************************************** ****

                مالت احلام على اذن مريم قائله:مالك يا مريم مكشره كده ليه
                انتبهت مريم لحديث والدتها وقالت بخفوت:ابدا ياماما تلاقينى سرحت ولا حاجه
                احلام:لالا ابتسمى الناس بتبص عليكى وبعدين جوزك بيبص عليكى هو كمان التفتت مريم بحركه تلقائيه ليوسف الذى يجلس بجوارها
                فاشاح بوجهه عنها والتفت الى امه التى تجلس بجواره فقالت له:ايه يا حبيبى عاوز حاجه
                يوسف :لا ابدا يا ماما ربنا يخاليكى ليا ..بس مش كفايه كده مش نمشى بقى لسه ورانا سفر
                أومأت برأسها وهى تبتسم له موافقه وقالت طيب استنى اروح اقول لابوك

                ذهبت عفاف الى زوجها وابلغته بالامر فذهب الى عبد الرحمن وايهاب وقال:يالا بقى علشان تلحقوا وقتكوا لسه الطريق طويل
                تحرك الجميع وسط تبريكات الاهل و المدعوين وتقديم التهانى والتمنيات بحياه سعيده وذريه صالحه..عانقتهم احلام عناق طويل وودعتهم فهى ايضا ستسافر وتعود من حيث جاءت
                وبعد ساعات مرهقة دخل اخيرا كل زوجين الى جناحهما الخاص اسرعت ايمان الى شرفة جناحها الكبيره لتنظر الى المنظر البديع... لحقها عبد الرحمن ولف ذراعه حولها قائلا:هنا بقى تقدرى تستمتعى بجد البلد هنا مش زحمه خالص والشواطىء تقريبا فاضيه

                تنهدت فى ارهاق قائله طبعا دى بعيده جدا لازم تبقى رايقه
                قال بابتسامه عذبه:انا جبتك هنا مخصوص علشان تعرفى تستمعى براحتك علشان المره اللى فاتت مكنتيش عاوزه حتى تنزلى تبلى رجلك فى الميه وكنتى خايفه الهدوم تلزق عليكى

                هنا الحياه بسيطه اوى وعلى طبيعتها والشط بين الجبال ووراه نخيل كتير ...نظرت اليه وقالت فى اهتمام :حقيقى مصر فيها اماكن حلوه جدا المصريين نفسهم عمرهم ما شافوها طب احنا ليه دايما مركزين على السياح اللى جايين من بره ومهملين فى السياحه الداخليه جدا... تقريبا معظم المصريين ميعرفوش ان بلدهم فى اماكن ساحره كده
                قال بتركيز:فكره برضه سيبينى افكر فى الحكايه دى بس لما نشوف الاول السياحه الزوجيه
                لم تفهم معنى كلماته فقالت بتسائل:يعنى ايه السياحه الزوجيه

                تصنع عبد الرحمن انه يهم بشرح معنى كلماته وقال بجديه: تعالى وانا اشرحلك بالتفصيل يعنى ايه سياحه زوجيه ثم توقف فجأه قائلا:ولا اقولك غيرى هدومك وانا هدخل اخد دش ولما اطلع اشرحلك كل حاجه بالتفصيل الممل

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""
                كانت مريم جالسه على طرف فراشها تنظر حولها وتدور عينيها فى الجناح الخاص بهما حتى دخل يوسف واغلق بابه ووقف ينظر اليها ويتأملها حتى شعرت بالاضطراب اكثر وراودها شعورها بالخوف تجاهه مره اخرى فأغلقت عينيها وهى تحاول ان تهدئ من روعها
                فقال:طبعا تعبانه من السفر ومحتاجه تنامى ..ثم اشار الى الحمام الموجود فى الغرفه الداخليه قائلا:ادخلى غيرى لو تحبى وانا هدخل البلكونه لحد ما تخلصى علشان نصلى ركعتين مع بعض

                نهضت فى سرعه واقفة مكانها وقالت:نصلى ركعتين ليه
                ارتبك اكثر وقال: من السنه اننا نصلى ركعتين مع بعض يوم جوازنا
                قالت بسخريه:اه ده لما يبقى جواز حقيقى مش زينا كده
                شعر بالتوتر وصمت قليلا ثم قال:خلاص زى ما تحبى

                تركها وخرج الى الشرفه يستنشق الهواء العليل ويحاول ان يركز تفكيره فى طريقة التعامل التى ستكون بينهما فى الايام القادمه
                اخذت مريم ملابسها ودخلت الحمام اغتسلت فى سرعه وبدلت ملابسها وخرجت من الحمام الى الفراش مباشرة وتدثرت جيدا...عندما شعر بها قد انتهت دخل هو الاخر واخذ ملابسه من حقيبته الشخصيه ودخل الى الحمام اغتسل وخرج مر امام فراشها فوجدها متدثره جيدا وتلف الغطاء حولها بعنايه وتنظر اليه وتتابع تحركاته بقلق وخوف ..آلمه كثيرا ذلك الشعور وتلك النظره الخائفه من عينيها فوقف امام باب الغرفه الداخليه قائلا:الاوضه دى ليها مفتاح لو حابه تقفلى على نفسك وانا هانام على الكنبه بره قدام التلفزيون لو احتاجتى حاجه نادى عليا

                لم يلقى منها اى اجابه فخرج واغلق الباب خلفه وبعد ثوانى شعر بها توصد الباب بالمفتاح جيدا من الداخل...لم تتمالك نفسها كثيرا فلقد كان الارهاق اكبر من اى مقاومه فاستسلمت للنوم سريعا ...وكذلك هو استسلم للنوم على الاريكه فى الخارج

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
                خرج عبد الرحمن من الحمام وهو يدندن بسعاده رغم الارهاق الواضح على عينيه
                ولكن سعادته لم تكتمل فلقد وقع بصره على ايمان التى استسلمت للنوم سريعا هى الاخرى ..حاول ايقاظها ولكنها لم تستجيب... حاول مره اخرى وهو يكاد ان يبكى:ايمان اصحى بقى عاوز اشرحلك السياحه الزوجيه
                تمتمت وهى تغط فى النوم بعدين ابقى اشرحلى السياحه النيليه

                اعتدل وهو يضع يمسح رأسه بحنق وهو يردد:نيليه ...النيليه دى على دماغى انا دلوقتى ياختى
                وأخذ الوساده وقذفها بها وهو يقول:نامى ياختى نامى ..تحسست الفراش بجوارها حتى وصلت لتلك الوساده اخذتها ووضعها على راسها ثم فتحت عينيها ببطىء وابتسمت ثم عادت للنوم مره اخرى

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""
                استيقظت فرحه فى الصباح ونظرت الى ملابسها قائله:ياه ده انت نمت بهدومى من كتر التعب
                نظرت بجوارها فوجدت حال ايهاب ليس افضل من حالها هو ايضا نام بملابسه
                حاولت ان توقظه مرارا حتى استيقظ وقال وهو مازال مغمض العينين:ده مش سفر دى علقه سخنه..اخوكى ده مجنون ملقاش غير اخر بلاد المسلمين

                ابتسمت فرحه بارهاق قائله:بس حقيقى المكان هنا هادى اوى ومش زحمه زى باقى المصايف
                وبعدين اول مره اجى نوبيع حقيقى المنظر تحفه
                قام بصعوبه قائلا:طب انا هدخل اخد دش و اخرج اطلب الفطار ..ثم نظر اليها وهى مازالت بفستان العقد فقال ضاحكا:فى عروسه تنام بفستان الفرح لو حد شافك دلوقتى يقول عليا ايه ...فسيخه..
                ضحكت فرحه وهو يأخذ ملابسه ويتجه للحمام ثم تناولت الهاتف واجرت اتصال بايمان التى اجابتها بعد مده قصيره وقالت بصوت ناعس:السلام عليكم

                :وعليكم السلام ..انتى لسه نايمه
                :اه يابنتى المشوار كان صعب اوى حتى اخوكى لسه نايم فوجأت به يأخذ الهاتف من يدها واسند رأسه على ذراعها وهو يتحدث الى فرحه :عاوزه ايه ايه الرخامه دى بتتصلى ليه على الصبح كده
                :ايه ده مالك طلعت فيا كده ليه طب الحق عليا انى بطمن عليكوا
                حاولت ايمان ان تسحب يدها من تحت رأسه وهو يتحدث ولكنه لم يسمح لها بذلك وهو يقول لفرحه:لا متشكرين متطمنيش تانى ومش عاوز اسمع صوتك انتى ولا جوزك النهارده يلا سلام


                نهضت بسرعه ايمان واتجهت الى الحمام بخطوات واسعه وهى تقول جعانه اوى لو سمحت اطلب الفطار على ما اطلع
                تناول الهاتف وطلب الرقم الداخلى للفندق وهو يقول :لما نشوف هتتحججى بأيه تانى
                جلست ايمان وعبد الرحمن يتناولان طعام الافطار فى الشرفه تناولت ايمان اول رشفه من كوب الشاى وهو تقول باستمتاع:الله كان نفسى فيا اوى فى الكوبايه دى من امبارح

                امسك كفها وخلل اصابعها بين اصابعه وقبض عليها برقه ونظر اليها بحب قائلا:طب وبالنسبه للى قاعد جمبك ده..طب يارب ابقى كوباية شاى علشان تحبينى اوى كده
                ضحكت ايمان على طريقته وقالت برقه :ربنا يخاليك ليا
                القى نظره على كوب الشاى فى يدها قائلا:هى الكوبايه دى مبتخلصش ولا ايه
                اخذت عدة رشفت وقالت متسائله:بتسأل ليه

                أخذها منها ووضعها على الطاوله الصغيره امامهم وهو ينهض قائلا:انا بقول كفايه كده الشاى مضر بالصحه
                نهضت معترضه وقالت:لا لسه مخلصتش
                جذبها للداخل وهو يقول:ده انا اللى خلصت خلاص ارحمينى شويه
                اغلق الشرفه وارخى الستار وكذلك فعل بالنافذه الصغيره


                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""""""
                فتحت مريم باب غرفتها ببطء بعد ان ارتدت ملابسها ونظرت الى الاريكه تبحث عن يوسف ولكنها لم تجده ...تقدمت خطوتين ونظرت داخل الشرفه فوجدته متكأ الى السور وغارق بعمق فى تأمل المنظر البديع على مد بصره ...اتجهت نحو باب الغرفه الخارجى وفتحته وهمت بالخروج ولكنه سمعت صوته اتى من خلفها قائلا:رايحه فين

                استدارت ببطء وهى تتجنب النظر اليه وقالت:خارجه اتمشى على البحر شويه
                تحرك من مكانه واتجه اليها ووقف بمسافه ليست بعيده منها وقال بهدوء:مينفعش تخرجى دلوقتى
                قالت بحنق:ليه ان شاء الله
                حافظ على هدوءه قائلا:اولا الفطار جاى حالا.. ثانيا المفروض اننا عرسان جداد على الاقل قدام اخواتك واخواتى ومينفعش حد فيهم يشوفك طالعه دلوقتى وكمان لوحدك

                ابتعدت عن الباب بضيق وجلست الى الاريكه بعصبيه قائله:يعنى هتحبس معاك هنا ولا ايه
                طرق الباب ..كانت خدمة الغرف ..أخذ يوسف طعام الافطار ووضعه امامها على الطاوله وقال:طب افطرى الاول وبعدين نتكلم
                قالت بسرعه:مش عاوزه آكل معاك

                اومأ براسه وقال:زى ما تحبى ثم اخذ احد الاطباق الفارغه ووضع لنفسه بعض الطعام فيه ودخل الشرفه جلس فيها وتناول طعامه
                انتهت مريم من طعامها ودخلت غرفتها واوصدت الباب مره اخرى بدلت ملابسها وجلست على فراشها تفكر:كيف من الممكن ان يجتمع المجرم والضحيه فى مكان واحد كيف يمكن ان تتعايش المغتصبه مع من اغتصبها تحت سقف واحد
                وفى امواج الافكار التى تعصف بعقلها سمعت طرقات خفيفه على الباب فقالت بضيق:افندم
                يوسف:من فضلك عاوز اتكلم معاكى شويه

                مريم:مش عاوزه اتكلم معاك سبنى فى حالى
                اتاها صوته باصرار اكبر:من فضلك افتحى الباب لازم نتكلم
                نهضت على مضض تنفست بعمق وفتحت الباب وقالت بتأفف:افندم ..خير
                يوسف:تحبى نقعد فين هنا ولا بره

                نظرت خلفها ثم عادت برأسها اليه وقالت: هتقعد فين هنا بره طبعا
                تنحى عن طريقها وتابعها بعينيه حتى جلست على الاريكه فجذب احد المقاعد ووضعه امامها وبطريقه تلقائيه مال للأمام فابتعدت حتى الصقت ظهرها بمسند الاريكه فى قلق وهى تقول:لو سمحت ابعد انت عاوز ايه بالظبط واشارت محذره انا بحذرك لو قربت مني .......
                قاطعها :متكمليش انا اللى مش هقرب من غير ما انتى تقولى

                عقدت ذراعيها امام صدرها وحاولت ان تتظاهر بالشجاعة وقالت:عاوز تقول ايه خلصنى
                تكلم بهدوء وهو ينظر اليها بعمق :معلش انا مش قصدى اضايقك لكن فى حاجه مهمه عاوزك تعرفيها صحيح ...هى مش هتغير من وضعنا شىء لكن برضه لازم تعرفيها

                اشاحت وجهها فى صمت ولم ترد فتابع حديثه:لما كنت فى شقتك فوق وسألتك على الشقه اللى طلعتيها مع سلمى قولتليلى انها شقتهم بيتهم يعنى...انا روحت تانى واـاكدت تانى ان دى مش شقه عاديه دى شقه مفروشه وكمان سمعتها مش ولابد والبواب اكدلى كده زى ما اكدلى يوم ...صمت لعله يجد تعبير مناسب فقال:يوم الفرح
                زفرت بقوة وقالت:تانى ..عاوز تشوه سمعتى تانى انت ايه يا اخى انت ....قاطعها بحسم قائلا:انا مش عاوز غير انك تسمعينى للآخر اشوه سمعتك ازاى وانتى بقيتى مراتى
                مريم :اومال بتقول كده ليه
                يوسف:لو سمعتينى للآخر هتفهمى لكن انتى مش عاوزه تسمعى مني حاجه
                صمتت مره اخرى وقالت:اتفضل قول اللى عندك

                اردف قائلا:انا راقبت البت اللى اسمها سلمى دى وعرفت عنوانها والبيت اللى عايشه فيه مع امها مش هو اللى اخدتك فيه يوم الفرح
                نظرت له بحده قوالت :وايه المطلوب منى
                يوسف:تحكيلى اللى حصل بالظبط من ساعة ما ركبتى معاها لحد ما وصلتك البيت
                نهضت من امامه وحاولت ان تتخطاه وهى تقول بغضب:انت عاوز تدور على اى مبرر للى عملته انت ايه يا اخى
                قال ببعض الانفعال:انا قلتلك من الاول ان مفيش شىء هيتغير لكن لو سمحت جاوبينى انا مش عاوز الاقى مبرر لنفسى انا عارف انى مجرم وانى استحق الاعدام مش انى اتكافأ واتجوزك

                لو سمحتى جاوبينى انا حاسس ان الحكايه دى وراها حاجه مش هيحصل حاجه لما تحكى اللى حصل
                ردت انفعاله بانفعال مماثل وهى تقول:حاضر هحكيلك اللى حصل علشان متفتحش الموضوع ده تانى
                وتابعت وكأنها تتذكر: لما ركبت معاها قالتلى هنروح نتمشى بالعربيه شويه قلتلها لا هنروح نوصلهم للمطار قالتلى هتدبى المشوار ده كله ليه واقنعتنى المهم

                بمجرد ما ركبت وقبل ما تطلع بالعربيه لقيت ولاد خالتها ركبوا معانا وقبل ما اعترض كانت هى طلعت ولما عاتبتها قالتلى انها هتوصلهم البيت علشان مامتها طلبت من خالتها تبعتلها امانه معاهم وبعدين نروح انا وهى نتمشى بالعربيه زى ما كنا متفقين
                روحنا البيت واتصلت بمامتها مردتش مره والتانيه مردتش ...ولاد خالتها قالولها هنطلع نشوفها ..طلعوا واحنا استنينا فى العربيه وبعد شويه نزلوا قالولها ان مامتها عاوزاها ضرورى وتقريبا كده كانت تعبانه

                اتحايلت عليا اطلع معاها خمس دقايق تشوف مامتها وتنزل توصلنى تانى... طلعنا ودخلت هى لمامتها اوضتها هى وولاد خالتها وخرجت قعدت معايا وسابتهم جوه معاها وقالتلى ان مامتها مكنتش لاقيه الدوا بتاعها وهى ادتهولها
                وطلبت منى استنى شويه لحد ماتطمن على مامتها وتوصلنى البيت...بس هو ده اللى حصل..ازاى بقى ده شقه مفروشه وبيتهم فى مكان تانى

                كان يستمع بانصات شديد ويتفحصها وهى تقص عليه ما حدث وعندما انتهت قال:ومشوفتيش مامتها طبعا
                حركت رأسها نفيا وقالت:لا مدخلتش عندها
                اوما برأسه وقال:انتى عمرك ما روحتى بيتهم طبعا قبل كده

                اجابته بالنفى وقالت:لا روحت طبعا وقعدت مع مامتها بس هما كانوا ساكنين فى مكان تانى بس هما عزلوا قبل فرح ايمان باسبوع تقريبا
                قطب جبينه وقال بتركيز:اسبوع...ثم نظر اليها وقال :لا يا مريم سلمى معزلتش ولا حاجه ولو حابه تتأكدى روحلها لما نرجع هتلاقيها معزلتش ...وتابع فى تفكير طالما قالتلك قبلها باسبوع انها عزلت يبقى الحكايه مترتبه ..بس ليه وايه المقصود

                قالت بعصبيه :شفت بقى انت بتدور على مبرر ازاى ...مره تقولى كنت واخد مخدرات ومره تقولى سلمى ودتك شقه مفروشه انت عاوز توصل لايه ... ومخدرات ايه اللى بتقول عليها وجبتها منين وانت عمرك ما شربت سجاير اصلا
                التفت اليها وقد ترابطت الافكار فى ذهنه وقال فى شرود "انتى كده جاوبتى على سؤالى"
                اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                تعليق


                • #53
                  اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                  تعليق


                  • #54
                    الفصل التاسع والعشرون

                    "هتعمل ايه يا مجنون ....أخذ عبد الرحمن عصا ملقاه عند الشاطىء قائلا:استنى وانتى تعرفى
                    وبدأ فى حفر صورة لقلب كبير على الشط وكتب بداخله "بحبك يا ايمان"

                    ابتسمت ايمان وهى تنظر الى ما يفعل وترقرقت عيناها بالدموع ..وعندما انتهى القى العصاه جانبا والتفت اليها وهو يقول بسعاده:اه ايه رايك فى خطى ...نظر الى عينيها فوجدت اثار الدموع تلمع بها وهى تبتسم فى شجن وتنظر اليه بحب...أخذ كفها فى كفه ووضع عليه قبله طويله ثم لفها بذراعها وضمها اليه فى حنان وقال معتذرا:انا اسف..انا مكنتش مقدر النعمه اللى ربنا انعم عليا بيها بس الحمد لله انى فوقت لنفسى قبل ما تضيعى مني يا حبيبتى

                    فاضت اللآليء من عينيها وهى تتأمل عينيه بحب فمسح دموعها بأنامله وهو يقول:
                    يا للآليء عينيها حدثيها أني عشقتها ..واجمعى عمرى ودمى واصنعى عقدا لها
                    ابتسمت وقالت بخفوت:ايه ده وكمان بقيت شاعر
                    همس لها:عمرى ما عرفت اقول شعر انا لقيته طالع كده من قلبى معرفش ازاى
                    تشابكت اصابعهما فى بطء وعوينهما متعلقة ببعضها البعض

                    وفجأه وضعت يد بقوة على كتف عبد الرحمن من الخلف وسمع صوته يقول بعنف"بطاقتك يا روميو"
                    أستدار عبد الرحمن وهو يستعد للعراك ولكن ضحكات ايمان جعلته يلتقط العصا من على الارض قبل ان يكمل استدارته ويسرع خلف ايهاب الذى هرول ضاحكا وهو يقول بترجى:خلاص ياباشا مكنتش اعرف انك مباحث
                    دفعه عبد الرحمن الى المياه وهو يقول:والله ما انا سايبك
                    ووقفتا ايمان وفرحه يضحكان على مزاحهما وتراشقهما بمياه البحر حتى جلس عبد الرحمن على الشاطىء بجوار ايهاب وهو يتنفس بصعوبه قائلا:هاخد نفسى واقوم اقطعك

                    أقبلت فرحه وايمان عليهما فقال ايهاب لإيمان بأنفاس متلاحقه :ضربته لحد ما مت من الضرب
                    اومأت برأسها قائله:اه طبعا ماهو واضح بينما هتفت فرحه :انا هموت من الجوع لسه متغدتش لحد دلوقتى
                    نهض عبد الرحمن وأخذ يد ايمان فى يده قائلا:لا اتغدوا انتوا احنا هنروح الفندق نتغدى هناك
                    هتفت فرحه مره اخرى :ليه ما نتغدى مع بعض

                    حرك رأسه نفيا وقال بجديه :لا مش هينفع اصل كنت بشرح لايمان موضوع كده عن السياحه ولازم اكمله
                    نظرت له ايمان بعتاب وحاولت ان تخفى تلون وجهها خجلا من ايهاب الذى لم ينتبه لها وقال:سياحة ايه
                    تابع عبد الرحمن بنفس الجديه وهو يشرح بكلتا يديه لايهاب وفرحه الذان يتابعان شرح عبد الرحمن باهتمام وهو يقول: فى سياحه داخليه وسياحه خارجيه فى النص بقى فى سياحه زوجيه

                    قالت فرحه وهى تحاول فهم ما يقول:يعنى ايه سياحه زوجيه
                    اردف عبد الرحمن بتركيز:افهمى ده مشروع جديد والتفت الى ايمان التى تقف خلفه وغمز لها قائلا:مبقالوش يومين
                    ثم استدار اليهم مره اخرى وهو يتابع ...يعنى يدوب قصينا الشريط

                    كانت فرحه تحاول استيعاب ما يقول حين قال ايهاب:هو انتوا هتدخلوا نشاط السياحه فى الشركه بتاعتكوا
                    استدارت ايمان تجاه البحر وهى تحاول كتمان ضحكاتها واستمر عبد الرحمن فى الشرح:هو الموضوع كبير لما نرجع مصر هبقى اشرحلك
                    اشار لهم وهو يضع يده على كتف ايمان يالا بقى فايه عليكوا كده سلام

                    بمجرد ان ابتعدوا قليلا حتى ضربته على كتفه وهى تقول :ماشى يا عبد الرحمن
                    قال وكأنه لم يفهم :ليه هو انا عملت حاجه..ده انا كنت بشرح لهم بس

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""

                    كانت مريم تقف فى الشرفه تتابع اصوات البحر المختلطه بحفيف النخيل وقد جلس يوسف يشاهد التلفاز ويلقى عليها نظره من حين للاخر ...سمع طرقات خفيفه على الباب
                    استدارت مريم فى مكانها واتجهت للداخل فى سعاده وهى تسمع صوت ايهاب وفرحه التى اقبلت وعانقتها وقبلتها على وجنتها وهى تقول:وحشتينى اوى يا مريم بقالى يومين مشوفتكيش...ثم همست لها ها اخبار الجواز ايه
                    ارتبكت مريم ثم قالت:تعالى لما اشوف ايهاب لحسن واحشنى اوى
                    خرجت الي اخيها وعانقته واستكانت بين ذراعيه فلقد شعرت بالامان بمجرد ان استمعت لصوته رفع راسها وقبلها على جبينها وقال :الف مبروك يا حبيبتى بصى جبتلك ايه

                    نظر مريم الى العقد المجمع من القواقع البحريه مختلفة الالوان وقالت بانبهار:ده جميل اوى جبته منين ده
                    قالت فرحه نزلنا نتسوق شويه وجبنا الحاجات دى من هناك ايهاب اول ما شاف العقد قال هيعجب مريم اوى
                    اخذت تتأمله بين يديها فى اعجاب وتقول:ده حلو اوى اوى متشكره اوى يا ايهاب
                    تدخل يوسف قائلا وهو يمسك بالهاتف ها بسرعه تشربوا ايه
                    تقدم ايهاب نحوه وهو يقول:لالا مفيش داعى احنا ماشين على طول

                    طلب يوسف بعض العصائر واغلق الهاتف وقال لايهاب:اقعدوا معانا شويه
                    مالت فرحه على اذن مريم قائله بخفوت:ايه ده يا بنتى فى عروسه تلبس عبايه بعد يومين من فرحها
                    توترت مريم ورسمت ابتسامه على شفتيها قائله:اصلى كنت واقفه فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفه
                    اومأت براسها متفهمه بينما اشار لهم يوسف ان يجلسوا ...جلس ايهاب وفرحه على الاريكه الكبيرة ...جلست مريم بجوار مسند لاريكه الصغيرة وكانت تتوقع ان يجلس يوسف بعيدا عنها نسبيا ولكنه جلس بجوارها ملتصقا بها ولف ذراعه حول كتفها وضمها اليه بخفه حتى شعرت انها التصقت بصدره وهو يقول مداعبا موجها حديثه لفرحه:وانتى بقى يا معزه اخبارك ايه

                    عقدت فرحه يدها امام صدرها بغضب طفولى وهى تهتف:مش هتبطل تقولى يا معزه ماشى يا يوسف
                    انتصر لها ايهاب قائلا:متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزه اللى قعده جنبه
                    صاح به يوسف وهو يضمها اكثر:نعم يا خويا ده انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها انا اصلا مش عارف انت اخوها ازاى
                    تدخلت فرحه:بقى كده ..عموما ايهاب احلى من مريم بكتير ونظرت الى ايهاب قائله:مش كده يا هوبه
                    اومأ براسه قائلا : طبعا يا حياتى

                    نسيت مريم امر ضمة يوسف وهى تقاطع فرحه ياسلام بقى ايهاب احلى مني تصدقى فعلا انتى معزة
                    ضحك يوسف وطبع قبله على رأس مريم وهو يقول:ايوا كده يا حبيبتى قطعيها
                    طرق الباب ونهض يوسف متوجها اليه ...لا تعلم مريم لماذا شعرت بالفراغ بعد ارسلها يوسف من ضمته ...ولا تعلم لماذا تولد هذا الشعور لديها بمجرد ان فارقها وأنها كانت تود لو انه بقى
                    انزعجت كثيرا من هذا الشعور ونفضته سريعا من عقلها ولكن بعد ان عاد بأكواب العصير كانت تتبعه بنظرها وتتوقع ان يعود الى جلسته الاولى وخفقات قلبها تسابق خطواته
                    ولكنه لم يفعل جلس بعيدا عنها ولكن على نفس الاريكه ...كادت ان تشعر بخيبة امل ولكن قطبت جبينها وهى تحث نفسها على ترك هذه الافكار الغريبه

                    تناول ايهاب العصير فى سرعه ونهض واقفا وهو يجذب فرحه قائلا:يالا بقى كفايه كده اخوكى خلاص قرب يطردنا
                    هتف يوسف مداعبا:بصراحه اه ولااقولك اعتبرنى طردتك خلاص
                    بعد ان خرجا واغلق الباب خلفهم واستدار اليها فوجدتها مازالت جالسه فى مكانها وشارده فى افكارها المتصارعه وفجأه هبت العاصفه وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك:انت ازاى تحضنى كده ..هه ازاى..انت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
                    حاول ان يتحدث قائلا:انا مكنش قصدى حاجه ..قاطعته وهى تصيح به :لا انت كان قصدك
                    لازم تعرف انى مش طايقاك وتلعثمت اكثر وهى تقول..مش طايقاك انت فاهم ولا لاء

                    حاول يوسف ان يكذب الشعور الذى راوده من نظراتها الزائغه وارتباكها ولكن انفعالها وتلعثمها جعله يقترب منها ببطء وهى تصيح بكلماته الغير مترابطه وهى تتحاشى النظر اليه
                    وهو يتفحصها بنظراته بعمق ..انتبهت الى قربه منها فأسرعت الى غرفتهاالداخليه واوصدت الباب بسرعه ...لم يكن هناك شىء مجهد فى الامر ولكنها كانت انفاسها تتلاحق بسرعه وصدرها يعلو ويهبط فى قمة الانفعال ..وقف خلف الباب يستمع الى صوت انفاسها المتقطعه وكأنها تبذل جهدا لتتنفس ....وجد نفسه يطرق الباب قائلا:مريم افتحى
                    صاحت من الداخل :مش هفتح ابعد عنى

                    قال مهدئا للموقف:طب خلاص اهدى شويه بس وحاولى تنامى
                    صاحت مره اخرى :ملكش دعوه بيا مفيش كلام بينا اصلا
                    يوسف:طب انا اسف طيب لو كنت ضايقتك
                    لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وارخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس:فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى ايه......
                    ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""

                    جلست علا اما وليد فى مكتبه وهى تقول :ياحبيبى ما انا اثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
                    قال باستنكار:بأمارة ايه بأماره ما جبتى معاكى اختك وامك
                    مطت شفتيها وهى تقول:طب وانا اعمل ايه مش هند هى اللى شبطت فينا وبعد ني راحت قالت لماما
                    قال بلامبالاه :خلاص تعالى معايا النهارده
                    قالت بسرعه:ليه مش انا شفتها خلاص وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى اعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقه
                    التفت اليها بحنق:شفتى بقى ...شفتى خايفه مني ازاى

                    نهضت علا باضطراب وقد شعرت انه وضعها بين المطرقه والسندان وقالت:انت عاوز ايه مني بالظبط..قلتلى تعالى شوفى الشقه علشان تقولى رأيك وافقت وشفتها خلاص واى تعديل هتعمله انا موافقه عليه ..عاوز ايه تانى
                    شعر وليد بالضيق فهو اصلا لايحبها وانما خطبها لهدف معين فى راسه وهى لا تعطيه فرصه لتحقيق هذا الهدف
                    فنظر لها وقال بجمود:خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
                    استدارت له بجسدها كله وحاولت ان تدارك الموقف قائله:وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
                    نظر لها وهو محتفظ بنظرته البارده وقال:اسمى وليد بيه واعتبرى الخطوبه اتفسخت

                    تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيله حياتها فلقد كانت الاذكى دائما الشعور بالهزيمه مؤلم فلم تجد مفر من ان تقول:يعنى انت مبتحبنيش يا وليد
                    شعر باللين فى صوتها بعض الشىء فقال:طبعا بحبك اومال خطبتك ليه لكن انتى مش فاهمانى واحنا مش متفقين فى حاجات كتير يبقى الاحسن ننفصل من دلوقتى
                    صمتت لبرهة ثم قالت ببطء :خلاص يا حبيبى انا موافقه
                    التفت اليها يتفحها قائلا:موافقه على ايه؟

                    نظرت له بحب وابتسمت قائله:موافقه اجى معاك..علشان تعرف بس انى واثقه فيك واننا مش مختلفين ولا حاجه
                    ارتسمت ابتسامة نصر على شفتيه واخذ مفاتيح سيارته وامسك يدها قائلا :طب يالا
                    أخذت حقيبتها وسارت معه واستقلت سيارته ..كانت طول الطريق صامته تحاول ان تجمع شتات نفسها لتجد مخرجا مناسبا للموقف فهى لا تريد فسخ الطبه وتريد ان تتم هذه الزيجه بأى ثمن ولكنها تعلم انه سيتركها فى كل الاحوال لذلك لابد ان تبحث عن مخرج مربح حتى تخرج منهزمه وخاسره من جميع النواحى

                    وضع سيارته بهدوء فى الجراج وأخذها وصعد بها شقته بحذر فهو يعلم ان البيت لا يتواجد فيه فى هذا الوقت سوى امه وزوجة عمه فقط
                    فتح الباب بهدوء وبدون ان يصدر جلبه ولكنها اسقطت حقيبتها الفتوحه فوقعت على الارض واصدرت المفاتيح والهاتف صوتا مرتفع على اثر ارتطامهما بالارض فجذبها الى الداخل وهى تقول:فى ايه بتشدنى كده ليه..لقد نجحت فى ان تشتت انتباهه فلا يلتفت الى حقيبتها التى مازالت على الارض فى الخارج

                    كانت امه قد سمعت صوت الارتطام فشعرت بالقلق فهذا ليس وقت عودة اى منهم من العمل فتحت الباب بحذر فوقعت عيناها على حقيبة علا المبعثرة اما شقة وليد وقفت تنر اليها بتعجب
                    وفى هذه الاثناء كانت علا تحاول ان تتكلم بصوت مرتفع وهى تقول:فى ايه مالك بتعمل كده ليه كأننا بنسرق حاول كتم فمها وقال بخفوت وطى صوتك امى بتسمع دبة النمله

                    دفعته بعيدا وهى تقول المفروض انى خطيبتك وانى جايه اشوف شقتنا فيها ايه دى بتوطى صوتى ليه
                    كتم فمها مره اخرى وجذبها لحجره بعيده عن الباب وحاول ان ينهى ما اراده سريعا وقال:ابدا يا حبيبتى بس انتى عارفه الناس الكبيره دقه قديمه ومبيفهموش فى الحاجات دى..ثم اقترب منها بابتسامه قائلا:بس انتى فعلا اثبتيلى انك بتحبينى زى ما بحبك حاولت ان تتحدث وهى تبتعد ولكنه جذبها اليه مره اخرى وضمها وهو يحاول تقبيلها

                    خرجت وفاء من غرفتها لتجد باب شقتهم مفتوحا وامها تقف خارجه وتقلب محتويات الحقيبه بين يديها فقالت:ايه الحاجات دى يا ماما
                    نظرت لها فاطمة بدهشه قائله:مش عارفه يا وفاء سمعت صوت حاجه بتخبط على السيراميك خرجت لقيت الشنطة دى واقعه ومفتوحه كده
                    امسكت وفاء محتويات الحقيبه وفتحت الحافظه الشخصيه وبسهوله علمت لمن تنتمى هذه الحقيبه ولكنها تعجبت من وجودها هنا فى هذا الوقت فقالت:دى شنطة علا خطيبة وليد
                    فاطمة :عرفتى منين
                    وفاء:بطاقتها اهيه

                    جاءت اللحظه التى خططت من اجلها علا وغامرت بهذه الخطوة من اجلها سمحت لوليد ان يعبث بملابسها ولقد كانت تقاومه بضعف وساعدته فى قطع ازار سترتها لتظهر بشكل المعتدى عليها وعندما وصلت لهذه النقطه قاومت بشراسه ودفعته عنها بعنف وخرجت من الغرفه مسرعه الى الباب الخارجى وهى تصرخ صرخات متتاليه شديده فرزعت لها فاطمة ووفاء وهما بالخارج
                    فأخذت وفاء تدق الباب بقوه بينما فتحت علا الباب وخرجت مهروله لتجد فاطمه ووفاء امامها فاصطدمت بهم وحان وقت الاداء التمثيلى المقنع ...ارتمت فى احضان فاطمة وهى تبكى فى انهيار وتقول لها شايفه يا طنط ابنك بهدلنى ازاى شايفه اخوكى يا وفاء

                    حاولت وفاء ان تهدئها واخذتها للداخل فى غرفتها واعطتها ستره اخرى عوضا عن الذى تمزقت ولقد كانت علا مقنعه جدا فى اداء دورها ببراعه وهى تتلاحق انفاسها فى حضن وفاء وتقص عليهم ما حدث ونا قال وليد بعصبيه:انتى هتستعبطى يابت انتى جايه معايا بمزاجك
                    اخذته امه للخارج ودفعته قائله:كده يا وليد عاوز تشمت فيا الاعادى لو كانت مرات عمك شافتك كان زمانها فضحتنا
                    قال مدافعا :ياماما انتى بيخيل عليكى الافلام دى ..دى جايه معايا بمزاجها
                    دفعته امه مرة اخرى وهىتقول:كتك القرف اهى دى اخرة المستوى الزفت اللى رايح تخطب منه
                    قال :خلاص بقى مالوش لازمه انا خلاص فسخت الخطوبه

                    عندما استمعت علا لهذه العباره نهضت وخرجت لهم فى انفعال ولحقت بها وفاء التى سمعتها تصرخ فيه:يعنى ايه تفسخ الخطوبة ثم نظرت الى فاطمة قائله :يرضيكى يا طنط ابنك يبهدلنى كده وفى الاخر يسيبنى
                    قالت وفاء بسرعه:لاء طبعا ده لازم يتجوزك
                    نظرت لها امها ذرا وقالت بصرامه:بس يابت انتى متدخليش ثم اشارت لعلا وقالت:انتى اللى جيتى معاه برجليكى يبقى انتى اللى غلطانه يا روحى

                    انهارت احلام علا بالكامل وهوت الى اقرب مقعد وتقول بذهول:ده انتى عندك بنات ازاى تقولى كده
                    فاطمه:انا بنتى محترمه مبتروحش شقق يالا يا حبيبتى بطلى تمثيل وخدى بعضك عن قصيروا وروحى بيتكوا
                    صاحت وفاء بغضب:بس ده ميرضيش ربنا انتى كده بتساعديه على الغلط
                    صفعتها امها وصاحت بها:امشى ادخلى اوضتك

                    والتفتت الى علا وقالت ببرود:انتى طالعالنا بهدومك يا حبيبتى يعنى الواد معملكيش حاجه وزى ما دخلنا بالعروف نخرج بالمعروف وفتحت الباب واشارت وهى تقول:اطلعى بره وما اشوفش وشك هنا تانى
                    سارت علا فى الشوارع متخبطه انهارت احلامها وامالها انهار ما خططت له وحاولت تستفيد من وراءه كانت دائما تبحث عن المصلحه وفقط
                    كانت تتوقع ان تنتصر لها امه وتجبره على الزواج بها ولكنها وجدتها امرأة بلا قلب وجدت نفسها تعود ادراجها الى الشركه وهى تريد الانتقام من وليد وامه ولاول مره تتصرف وبدون تفكير كعادتها دائما

                    دخلت مكتب الحاج حسين بدون استأذان كأنها مغيبه وبدأت فى سرد كل ما رأته وسمعته يوم زفاف مريم ويوسف وكل ما دار بين سلمى ووليد فى الجراج

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""
                    مسحت هند على ظهر علا وهى تقول :عيطى يا علا متكتميش فى نفسك كده انا خايفه عليكى
                    نظرت لها علا بحده قائله:اول مره اخرج من معركه خسرانه يا هند
                    هند:اومال انتى كنتى فاكره ايه ام وليد ميفرقش معاها حاجه وحتى لو كان ابنها اذاكى مكنتش هتضغط عليه علشان يتجوزك

                    اكملت علا بشرود وكأنها لا تسمعها:مكنش قدامى حل تانى ومكنش ينفع ارميله الدبله واقوله لاء ومكنش ينفع اضيع نفسى معاه ..كل حاجه كانت ماشيه صح لو كانت امه زى منا كنت فاكره لكن دى طلعت ست واطيه اوى
                    ابتسمت هند بسخريه قائله:اومال يعنى كنتى فاكره وليد جايبه من بره ثم تابعت بس كويس ان الحاج حسين سمعك وصدقك وكمان مهنش عليه انك يتقطع عيشك وشغلك معايا
                    علا بنظرة تحدى :متقلقيش عليا بكره هتلاقينى رجعت اقوى من الاول ...

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""

                    انا معرفتش اربى الواد ده يا حسين هاين عليا اروح اموته واخلص منه
                    حسين:انا مش بحكيلك علشان فى نفسك كده يا ابراهيم
                    وضع ابراهيم رأسه بين يديه واستند اليهما وهو يقول بحزن:دى غلطتى من الاول ...انا مخترتلوش ام تعرف تربيه ..ثم نظر الى حسين متابعا:لا وايه فاطمه واقفه تبجح فى وشى وتقولى محصلش البت دى كدابه لولا وفاء حكتلى على كل حاجه

                    ربت حسين على كتفه وهو يقف بجواره قائلا:خلاص يا ابراهيم استهدى بالله المهم دلوقتى تسحب منه مفاتيحه حتى مفتاح شقتكوا ميبقاش معاه وتخليه تحت عينك لحد ما يعرف غلطه ويتربى بما ان الكلام والنصايح مش نافعه معاه
                    هتف ابراهيم فى دهشه:انا اللى هيجننى ليه بيشوه سمعت بنت عمه وليه كان عاوز يوسف يقتنع انها بنت مش كويسه وليه ادى ليوسف مخدرات وازاى يوسف ياخدها منه

                    شرد حسين فى وجوم وقال :متنساش ان امه مفهماه انهم مش ولاد علي الله يرحمه وانهم ولاد حرام علشان كده مش حاسس انهم ولاد عمه اللى المفروض يخاف عليهم
                    نهض ابراهيم وقال بغضب:الست دى مش هتقعد فى البيت ده تانى انا هطلقها يا حسين وارجعها بيت اهلها
                    قال حسين فى أسى:استهدى بالله بس ومتنساش وفاء هى ذنبها ايه تشوف امها مطلقه فى السن ده كفايه اللى البنت فيه من ساعتها...وبعدين يعنى ماهو يوسف مصدقش حاجه من اللى اتقالت واهو اتجوز مريم برضه وبيحبها ..متحملش همهم فكر بس ازاى تحاول ترجع مراتك وابنك لصوابهم بهدوء كده ومن غير انفعال

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""

                    شعر يوسف بالقلق عندما اعلن هاتفه عن اتصالا من ابيه اخذ الهاتف فى سرعه واجاب والده:السلام عليكم
                    :وعليكم السلام..مراتك فين
                    يوسف:نايمه جوى
                    :طب اسمعنى كويس فى حاجه حصلت وعاوز احكيهالك بس متقاطعنيش
                    زاد قلقه وهو يقول:اتفضل يا بابا خير ايه اللى حصل

                    قص عليه والده ما حدث بالتفاصيل ...واتسعت عيناه فى دهشه وزهول وهو يردد:انا مش قادر استوعب
                    :ولا انا ..فى بعض التفاصيل مش قادر الم بيها برضه وعلشان كده كلمتك اكيد انت عندك حاجه اللى اسمها علا دى متعرفهاش
                    قال يوسف بشرود:ايوا يا بابا حكاية ان سلمى خدتها معاها بعد الفرح دى مريم حكتلى تفاصيلها وانا استنتجت منها ان الحكايه كانت مترتبه علشان اظن ى مريم انها بتروح شقق مفروشه

                    اردف والده بجديه:طب وحكاية انه طلع عند مريم وكان عارف انك ماشى وراه
                    قال يوسف وكأنه يتذكر:ايوا اليوم ده الصبح وقف وليد يكلمها فى الجنينه وبعدين عمل حركه كده وهو ماشى كأنه بيقولها مستنى تليفونك واحنا فى المكتب جالى وبعدين جاله اتصال وحست من طريقة كلامه ان مريم هى اللى كانت بتكلمه ..خرجت بعديه بنص ساعه ورجعت البيت وشفته نازل من عندها بيصفر وخد عربيته ورجع الشركه تانى
                    قال والده بحده:وعرفت منين انه نازل من عندها

                    يوسف بتردد:شفت الاسانسير نازل من الدور بتاعها
                    هتف والده ى حده:علشان انت غبى..وهو اى حد يعمل الحركه دى خلاص نقول نازل من عندها ...عمرك ماعدت عليك

                    آيه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "

                    أهو كان مرتب كل حاجه وكان عارف انك غبى وهتصدق وهتروح وراه والبنت المسكينه اتظلمت
                    صمت يوسف وهو يعلم ان والده محق بكل كلمة قالها وشعر بحرارة الغضب تغلى وترتفع بداخله ضغط اسنانه وهو يقول:احنا هنرجع بكرا ان شاء الله وساعتها مش هرحمه لاهو ولا الكلبه اللى اشتركت معاه فى كده
                    قال والده بسخريه لازعه:ده على اساس انك معذور يعنى وانك انت كمان مشتركتش معاهم مع انت يا اخى كنت اللى هما اعتمدوا عليه علشان ينفذ حكم الاعدام

                    أغمض يوسف عينيه فى ألم وحزن فأستدرك والده:بس فى ايدك تصلح علاقتك بمراتك وتخليها تسامحك خصوصا لما تعرف اللى حصل
                    قال بأسى :مفتكرش يا بابا انها ممكن تسامحنى ومعاها حق ..دى لسه بتخاف منى لحد دلوقتى ونايمه فى الاوضه اللى جوى وقافله على نفسها بالمفتاح وانا والله مش زعلان منها انا بس مش عاوزها تبقى خايفه منى كده
                    :طب انا هكلمها دلوقتى واحكيلها اللى حصل بالكلام اللى انت قلته دلوقتى
                    كاد ان والده ان ينهى الاتصال لولا انه سمع يوسف يقول:بابا...قولها اننا بعد ما ننزل مصر هاخدلها حقها من كل اللى ظلمها ..كل واحد فينا لازم ياخد جزائه بما فيهم أنا

                    وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقه لما سمعت من عمها ..تمتمت فى خفوت:ليه يا سلمى انا اذيتك فى ايه علشان تشوهى صورتى وتتفقى مع وليد عليا ..ده انتى كنتى صاحبتى الوحيده وكنت بثق فيكى وماشيه وراكى وانا مغمضه ليه تعملى فيا كده
                    فتحت الباب وخرجت فى اندفاع ..كان يوسف يجلس على الاريكه الخارجيه
                    وقفت امامه فى زهول وصرخت به:ليه عملتوا فيا كده ..انا عملت فيكوا ايه
                    صاحبتى وابن عمى يشوهوا سمعتى وانت تصدقهم ويخططوا علشان يخلوك تستفرد بيا وانت متخدر وتعملهم اللى هما عاوزينه وتضيع مستقبلى ..ليه عملتوا فيا كده ليه

                    قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو يينهض فى مواجهتها :انا هاخدلك حقك مننا كلنا اوعدك
                    صرخت به فى بكاء:علشان كده كنت بتقولى انتى متستهليش اللى حبتهولك يا حقيرة
                    كنت شايفنى حقيرة يا يوسف كنت شايفنى ازاى قولى ..مدفعتش عنى ليه يا يوسف مخدتنيش ليه من اللى كنت فيه وضربتنى قلمين فوقتنى من اللى بعمله بسذاجه وانا ماشيه وراها وفاكراها صاحبتى ...مفهمتنيش ليه حقيقة وليد
                    بلاش كل ده مجتش ليه تسألنى هو كان عندى ولا لاء لو كنت طلعتلى كنت لقيتنى نايمه ومش درايانا باللى بيحصل لو كنت مسكت تليفونى مكنتش هتلاقى ولا مكالمه واحده لوليد

                    لو كنت طلعت ورايا كنت هتلاقينى قاعده بره مع سلمى لوحدنا وهما جوى
                    مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني ...وحتى لو كنت أتأكدت انى مش محترمه ايه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده..انت ايه الفرق بينك وبين وليد وسلمى ..انتوا التلاته احقر من بعض
                    ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحله بلا عوده:ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمه كنت مرعوبه ومعرفش طريق المفاتيح ولا اعرف انور لنفسى وكنت عماله افكر ارجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالامان من كتر الامان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فى نبرة صوتك

                    حسيت اه ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك علشان احس انى كويسه وانا فى حمايتك ..التفتت اليه من بين دموعها وهى تهتف بغضب:حتى لما شدتنى ليك.. انت عارف انا فكرت انك عاوز تتخانق معايا علشان كنت بهزر مع ولاد خالتها فى الفرح وانى مشيت معاها

                    اتصورت انى نجحت انى اخاليك تظهر غيرتك عليا كنت فاكراك هتشدنى وتدينى بالقلم وتزعقلى وفى الاخر تعترفلى بحبك
                    وفعلا اعترفت بحبك لكن وانت بتدبحنى ..مصعبتش عليك طيب بعد ما اغمى عليا وبقيت من غير اراده مصعبتش عليك... وفجأه بدأت فى ضرب صدره بضربات متتاليه وهى تصرخ مصعبتش عليك يا يوسف صعبتش عليك
                    تركها تضربه واغمض عينيه وصدره يعلو ويهبط بأنفاس متلاحقه والنار تتأجج وهربت دموعه من سجنها وتحررت من مقلتيها ..

                    .أنهارت مريم تماما ولم تتحمل قدماها اكثر من هذا تخلصت فورا من هذا الحمل الثقيل وتخلت عنها ...كانت بين الحلم والواقع لا تعرف هل تحلم ام لا
                    خارت قواها بشكل كامل وهى تسقط بين يديه ..حملها بين ذراعيه وادخلها غرفتها وسدحها على فراشها ...ظل ينظر اليها ويتفحصها ..لم يكن يعلم هل هى فاقدة الوعى ام ان طاقتها نفذت ولا تقدر على الحراك

                    سقطت دمعة من عنيه على وجنتها فمسحها ببطء ومسح على شعرها وجلس بجوارها لا يدرى ماذا يفعل..شعر ان انفاسها انتظمت وأخذت تتنفس فى هدوء فعلم انها ذهبت فى نوم عميق
                    ظل جالسا بجوارها حتى سمع صوت أذان الفجر قام وتوضأ ووقف يصلى هربت الايات من صدره الا ثلاث ايات من سورة الفرقان ظل يرددها مرارا وهو يبكى بشدة

                    " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27(
                    يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29(

                    أستيقظت مريم على صوت بكائه وشهقاته المتلاحقه اعتدلت على فراشها وضمت ساقاها اليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الايات ويبكى
                    لمست الايات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها الى عينيها وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته

                    التفت اليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها اليه ودموعها تنهمر فى سكون أقترب منها وحاول ان يجفف دمعها ولكنها دفعته بعيدا جلس بجوارها على الفراش قائلا :
                    انتى معاكى حق فى كل كلمة قلتيها ..وماليش اى عذر ولو عندى عذر هيبقى اقبح من ذنبى
                    بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم ..يا مريم انتى كنتى اول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس ولا اعرف حاجه عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد...فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك

                    مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك كنتى حاسه انى غيران وبرضه كنتى بتتمادى كأنك مش هامك النار اللى جوايا
                    كنت حاسس انك ملكى ويمنفعش اى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم وليد نفسه حس باللى جوايا وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى اكتر واكتر

                    يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينه وتضربى كفك بكفه وهدومك لازقع عليكى من الميه كنت حاسس انى ممكن اقتلك واقتله عقلى طار مكنتش عارف افكر كل اللى مسيطر عليا الغيرة واحساسى انك بتخونينى فضل الاحساس ده يكبر جوايا لحد يوم الحادثه كنتى واقفه فى الفرح مع الشباب بطرقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واضربك انتى وهما
                    فضلت ماسك نفسى ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى باستفزاز تجنينى اكتر

                    مكنتش قادر افكر فى حاجه خالص لدرجة انى اخدت منه الحبوب دى والسجاير وانا عمرى ما شربتها من غير وعى ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل كل اللى كنت عاوزه انى اطفى النار اللى جوايا بأى حاجه تغيبنى عن الوعى
                    طلعت وراكوا بالعربيه وانا كان كل هدفى انى اراقبك واعرف انتى رايحه فين ولما كلمت البواب اتجننت اكتر لما عرفت انها شقه مفروشه

                    ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده اكتر حاجه فكرت فيها انى اطفى النور وارعبك وبالكتير اوى اقولك اللى قلتهولك وخلاص لكن معرفتش اسيطر على حاجه بعد ما شديتك لحضنى فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحده واحده

                    حسيت انى ميت و أعصابى كلها متجمده كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس
                    كانت تستمع له بدموعها المنهمره على وجنتها وتشيح بوجهها بعيدا عنه وهى ضامه ساقيها وكأنه فصل قلبها شطرين بسكين كلماته التى كانت تشعر بصدقها شطر يصدقه ويشعر به وشطر يكرهه ولا يجد له مبررا


                    وكأن الشاعر عبد الله الفيصل يجلس بينهم قائلا:

                    عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي

                    وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي

                    وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً

                    وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
                    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                    تعليق


                    • #55
                      الفصل الثلاثون قبل (الأخير )

                      جلس يوسف أمام أبيه وأطرق رأسه وهو يجيبه قائلا:حصل يا بابا
                      وقف والده فى عصبيه شديده وهو يهتف بانفعال:ازاى تعمل كده ازاى تطلقها من غير ما تقولى
                      تابع يوسف بحزن شديد:هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبه ومكنش ينفع اقولها لاء
                      لو كنت قلت لاء كانت انهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الاول وهى وافقت

                      زفر والده وهو يستعيد جلسته الاولى خلف مكتبه وهو يقول :أستغفر الله العظيم يارب ..كل ما احلها تتعقد ثم نظر الى يوسف وتابع :وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم ..كده هيفتكروا انك لقيتها فيها حاجه
                      نهض يوسف وافقا وقال دون ان ينظر اليه:صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى

                      أسند والده ظهره الى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا:الحمد لله ربنا الهمنى الحل
                      التفت له يوسف بنظرة متسائله فأردف والده :انتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فى شقتكوا عادى جدا كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
                      زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا:ازاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
                      قال الحاج حسين بسرعه وكأنه لم يسمعه:انت طلقتها طلاق رجعى مش كده
                      أومأ يوسف برأسه مؤكدا وقال:ايوا

                      تنهد والده فى ارتياح وقال:خلاص يبقى هتعيشوا مع بعض عادى جدا لحد فترة العده ما تخلص
                      قال يوسف :يا بابا لو حضرتك تقصد انى اردها من غير ما اقولها برضه مش هينفع لما تلاقينا هنعيش مع بعض فى شقه واحده هتعرف انى ردتها ومضمنش ساعتها تصرفها

                      أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير اليه ان يتبعه ...خرج الحاج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف الى مريم
                      طرق الباب ففتحت لم تكن قد ابدلت ملابسها بعد رغم الارهاق الذى تشعر به من اثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما:مش هتقوليلنا اتفضلوا ولا ايه يا مريم
                      افسحت الطريق امامهم وهى تقول بخفوت :اتفضلوا
                      جلس حسين وهو يقول :انا زعلان منك اوى يا مريم ..ازاى تصممى على الطلاق كده من غير ما ترجعيلى ..فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد راى ابوها

                      صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت:سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
                      نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها:طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
                      اشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال:اللى عاوز يقول حاجه يقولها انا اصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
                      أطرق يوسف الى الارض فى الم فقد فهم ما ترمى اليه فتابع حسين حديثه اليها :تفتكرى ايهاب هيسكت لما يعرف ان اخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم..انتى يابنتى كده هتقوملنا حريقه فى البيت

                      صاحت وهى تستند الى اقرب مقعد امامها وهى تقول:كفايه ضغط عليا يا عمى انا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوز ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله ابدا مهما حصل
                      لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا اياها وقال بهدوء:ومين قال انك هترجعيله انا مقلتش كده ابدا
                      قالت وهى تلتفت اليه:اومال حضرتك بتقولى كده ليه
                      ربت على كتفها وقال بحنان :بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
                      مريم:حل ايه

                      قال الحاج حسين بهدوء:شرع ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعده فى بيت جوزها لحد فترة العده ما تخلص
                      وقف يوسف قائلا:يابابا طب ماهي هي منا هنزل اعيش معاكوا تحت وبرضه الكل هيسأل ليه
                      التفت اليه والده قائلا:ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضه معاها لحد فترة العده ما تخلص
                      نظرت له مريم بزهول وهتفت:وانت يا عمى ترضى كده لفرحه
                      أومأ برأسه قائلا:ايوا أرضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجه جايبها من عندى
                      تدخل يوسف مستفهما:ازاى يابابا

                      جلس الحاج حسين وبدا فى شرح الامر قائلا:الايه الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
                      ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
                      يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعده مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين
                      يعنى تقعد بلبس البيت عادى جدا وتتزين عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع
                      عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى ..لان ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم

                      صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لاول مره لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل
                      اردف حسين قائلا:علشان كده بقولك الحل ده هو افضل حل هيمنع الخلافات
                      وفى نفس الوقت هيريحك لانه هيفضل مطلقك زى ما انتى عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل ايه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
                      قالت مريم فى شرود:بس يا عمى انا طلت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه

                      أومأ برأسه متفهما وقال:انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا واذا كان فى ايدك تنفذيه واذا كان فى ايدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى انتى ممكن تيجى على نفسك شويه وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حره خلاص يعنى الوقت ده مش هيضيع عليكى كده

                      تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا:متقلقيش يا مريم انتى فى كل الاحوال مش هتشوفينى تانى
                      انا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك واولهم انا وانا هوفى بوعدى ليكى والنهارده مش بكره
                      تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعه وهو ينوى الوفاء بوعده

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""
                      وفى الصباح وأثناء متابعته لاعماله فى انهماك شديد جاء اتصال داخلى من مديرة مكتب الحاج حسين الذى أجابها فقالت :فى واحد على التليفون عاوز حضرتك بيقول انه من النيابه اوصله بحضرتك
                      قطب جبينه وقال:وصلينى بيه

                      وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة أجلى اى شغل دلوقتى لحد ما ارجع
                      جلس امام يوسف بلوعه شديده وقال:ايه يابنى اللى خلاك تعمل كده
                      تدخل وكيل النيابه فى الحديث قائلا:والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبه وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش ابدا اتدخلت فى الموضوع بشكل ودى وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى لكن انا قلت اديك خبر الاول.. لعل وعسى نعرف نلم الموضوع هنا من غير شوشره
                      التفت اليه الحاج حسين فى امتنان قائلا:متشكر اوى جميلك فوق راسى

                      نهض يوسف فى انفعال قائلا:وانا مش عاوز الجميل ده انا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والتفت الى وكيل النيابه قائلا:ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضيه دى
                      حاول والده اقصاؤه عما يريد ولكنه هتفت بتصميم:لو سمحت يا بابا انا عاوز اخد جزائى علشان ابقى عبرة وعلشان ربنا يتقبل توبتى
                      اعتدل وكيل النيابه فى جلسته وقال:انا قدام التصميم ده مفيش قدامى غير انى استدعى البنت اللى بتقول انك اعتديت عليا

                      صاح الحاج حسين :دى تبقى فضيحه يا فندم دى بنت عمه وكلنا ساكنين فى بيت واحد ازاى عسكرى يدخل البيت ويجيبها ويجى هنا ازاى
                      طرق وكيل النيابه بأصابعه على حافه المكتب فى تفكير ثم قال:خلاص مفيش مشكله حضرتك ممكن تروح تجيبها بشكل ودى ولما تيجى وتدلى بشهادتها نبقى نشوف هنعمل ايه ساعتها

                      هاتف الحاج حسين مريم وهو فى طريقه اليها وأمرها ان تبدل ملابسها بسرعه وتهبط للاسفل وتنتظره فى الجراج حاولت ان تعرف مريم ماذا حدث ولماذا يريدها ولكنه قال باقتضاب :لما اشوفك هقولك
                      ابدلت مريم ملابسها فى عجله وذهبت لتنتظر عمها بالجراج ولم يتأخر كثيرا أستقلت سيارته وبمجرد ان اخذت مكانها حتى قالت:خير يا عمى فى ايه

                      أنطلق بسيارته وهو يقول:يوسف راح النيابه قدم بلاغ فى نفسه وأعترف فيه انه أعتدى عليكى شهقت مريم وهى تضع يدها على فمها وتنظر له بزهول وقالت:وحبسوه
                      قال:لا وكيل النيابه مرضيش يقفل المحضر الا لما اتصل بيا ولما روحت لقيته هناك مصمم ان المحضر يكمل بشكل رسمى ووكيل النيابه كتر خيره مرضيش يبعتلك عسكرى ولا امين شرطه يستدعيكى علشان تقولى اقوالك وسابنى اجى اخدك بشكل ودى
                      مازال الذهول يسيطر عليها وهى تنظر الى الطريق امامها حتى وصلوا الى مقر النيابه
                      وبعد السماح لهم بالدخول دخل حسين بصحبة مريم التى كانت تخطوا ببطء وهى تنظر حولها حتى وقعت عينانها على يوسف الذى يجلس على مقعد جانبيا واضعا راسه بين يديه وكأنه فى عالم آخر
                      وقفت مريم امام وكيل النيابه فرفع يوسف ولم يجرؤ يوسف على رفع ناظره اليها وهو يسمعها تجيب سؤال وكيل النيابه وتقول:انا مريم يا فندم مد يده اليها قائلا:بطاقتك لو سمحتى يا مريم

                      نظر اليها ثم وضعها على المكتب امامه وهو يشير لهما بالجلوس قائلا:اتفضلى يا مريم اتفضل يا حاج حسين
                      ثم أشار ليوسف ان يأتى ويقف فى مواجهتها وقال:الاستاذ يوسف قدم بلاغ بيعترف فيه انه قام بالاعتداء عليكى ..ايه اقوالك
                      نهضت مريم واقفة فى سرعه وقالت:محصلش يا فندم

                      هتف يوسف صائحا:لاء حصل وانا معترف ومش هتنازل عن البلاغ واقوالها مالهاش اى لازمه
                      نظر له وكيل النيابه بحده قائلا:انت هتعرفنى شغلى ولا ايه
                      ثم التفت الى مريم قائلا:يعنى انتى بتنفى الواقعه
                      أومأت برأسها فى جديه وهى تقول بثقه:ايوا يا فندم بنفيها الكلام ده محصلش
                      هتف بها يوسف:حرام عليكى انتى كده بتضيعى حقك انا عاوز اتعاقب واخد جزائى حتى لو اعدام هبقى مرتاح انى رجعتلك جزء من حقك
                      أشاحت بوجهها عنه ونظرت الى وكيل النيابه قائله اقدر امشى يا فندم

                      شبك وكيل النيابه اصابعه قائلا:طبعا تقدرى تمشى ثم نظر الى يوسف قائلا:وانت كمان تقدر تمشى كده مفيش قضيه من الاساس
                      وقف الحاج حسين امام سيارته وهو يقول ليوسف بحده :اركب
                      هز يوسف رأسه نفيا قائلا:سبنى لو سمحت يا بابا
                      فتح حسين باب السياره الخلفى ودفعه داخلها بغضب شديد أضطر يوسف ان يمتثل لامر والده
                      استقل حسين سيارته وجلس خلف المقود ومرمي بجواره نظر له فى المرآه التى أمامه قائلا بغضب:انت هتفضل متهور ومتسرع كده لحد امتى
                      رايح تبلغ فى نفسك عارف لو القضيه دى راحت المحكمه هيحصل ايه هتبقى فضيحه للعيله كلها واللى ميعرفش يعرف
                      يوسف :يابابا انا كل اللى عاوزه انى ارجعلها حقها وبس

                      وضعت مريم يديها على وجهها وظلت تبكى بحزن شديد ومراره بينما انطلق حسين بسيارته عائدا الى المنزل
                      بمجرد ان دلف الثلاثه الى الحديقه وقع نظر يوسف على وليد الذى كان خارجا من المنزل متجها للبوابه الخارجيه
                      وبدون وعى هرول اليه يوسف وباندفاع شديد وبكل الغضب الذى يعتمل فى صدره تجاهه... هجم عليه ووجه له لكمه فى انفه ارتد على آثرها للخلف بقوه ونزفت انفه تلقى يوسف ارتدادته مره اخرى ووجه اليه لكمه ثانيه فثالثه أردته أرضا وهو يترنح حتى كبله ابيه من الخلف ولف ذراعيه حوله بقوه وهو يصيح به :كفايه يا يوسف كفايه هيموت فى ايدك

                      حاول يوسف ان يتخلص من ذراعى ابيه ولكنه احكم ذراعيه عليه بقوه وهو يدفعه للمدخل الداخلى للمنزل ودفعه داخل المصعد الذى صعد بثلاثتهم الى الطابق حيث شقة يوسف ومريم
                      حاول وليد ان ينهض ولكن لكمات يوسف القويه جعلته يفقد توازنه فتره من الزمن فلم يستطع القيام الى بعد ان صعد ثلاثتهم
                      لجأ الى صنبور صغير فى جانب الحديقه وجعل يغسل انفه من اثر الدماء وما ان انتهى حتى جلس الى الارض مره اخرى يحاول التقاط انفاسه
                      كانت مريم مشدوهه لا تصدق ما يحدث منذ ان عادوا من سفرهم نيابه وتحقيق ثم مشاجره انتهت بدماء ينزفها وليد من وجهه الفتت الى الحاج حسين الذى كان يصيح فى ولده بغضب:انت ايه اللى حصلك اتجننت ولا ايه..اياك تتحرك من هنا النهارده انت فاهم ولا لاء

                      وتركهم وغادر أغلق الباب خلفه بقوة ...جلست على المقعد المجاور له ووضعت راسها بين يديها وأغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها ..القى عليها نظره سريعه ودخل غرفة النوم أخرج حقيبة سفر كبيرة وفتح الخزانه اخرج ملابسه منها ووضعها فى الحقيبه وخرج من الغرفه واتجه الى غرفه اخرى صغيره ووضع ملابسه واشيائه بها ..ألقى بجسده على الفراش وراح فى نوم عميق
                      بعد دقائق ليست بالقليلة تقدمت خطوات من غرفته ونظرة نظره جانبيه من خلف الباب الذى لم يوصده فوجدته غارقا فى النوم فمن الواضح انه لم ينم منذ ليلة أمس ظلت تنظر اليه وى تتذكر صياحه بها امام وكيل النيابه لتقول الحقيقه وتتهمه بما فعل

                      كانت الفرصه سانحه لها ان تفعل لتنتقم منه ولكنها لم تفعل وهذا ما زاد عذابه وحزنه وحنقه على نفسه ومنها ومن والده....عادت لغرفتها واوصدتها وجلست تفكر فى الوضع الجديد التى اضطرت ان تتعايش معه ولكن شيئا ما فى نفسها كان يشعر بالارتياح بعد الموقف الذى اتخذه يوسف من نفسه وبعد تصميمه على اعادة حقها المسلوب من نفسه اولا

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""

                      أستقلت سلمى السياره بجوار وليد وقالت فى لهفه :مالك يا حبيبى فى ايه وايه الجرح اللى تحت عينك ده
                      تحسس وليد عينيه وهو يقول بحنق:ده الزفت اللى اسمه يوسف..خدنى على خوانه
                      هتفت سلمى بدهشه:ويوسف عمل فيك كده ليه
                      تحسس انفه وهو يقول:مانتى نايمه على ودانك ..الحكايه اتكشفت يا سلمى يوسف ومريم عرفوا كل حاجه
                      اتسعت عيناها وهى تقول:ومريم عرفت انى معاك
                      قال بسخريه :طبعا يا اختى

                      ثم تابع وهو ينظر أمامه ببغض:ومش كده وبس النهارده ابويا طردنى من البيت ومن الشركه وامى بجلالة قدرها مقتدرتش تقف قدامه..وفى الاخر سبتله البيت ومشيت
                      سلمى:وانت دلوقتى هتعمل ايه هتروح تقعد مع والدتك
                      قال بغضب:نعم ياختى اومال الشقه اللى انا مأجرهالك دى راحت فين
                      ارتبكت وهى تقول:موجوده طبعا موجوده هتروح فين..بس هو انت يعنى هتيجى تعيش فيها
                      نظر اليها بتفحص قائلا:ومالك اتخضيتى كده ليه ..مالها الشقه

                      ارتكت اكثر واصفر وجهها عندما انطلق بالسياره قائلا:وانا اقعد اسالك ليه انا هروح اشوف بنفسى
                      وفى الطريق اطلق ضحكه عاليه وهو يقول لها:يابنت اللذين..قال وانا اللى كنت فاكر انى انا السبب فى انحرافك..اتاريكى كان عندك استعداد اصلا بس محتاجه حد يوجهك
                      اشاحت بوجهها وهى تقول:انا مكنش قصدى على فكره دى الحكايه كلها جات صدفه وعموما دى صاحبتى واللى بيجى معاها ده جوزها بس عرفى يعنى

                      نظر لها نظره جانبيه وقال:عرفى.....ثم اردف بخبث:وبتاخدى منهم كام فى الليله تمن بياتهم فى الشقه
                      قالت بسرعه :مبخدش حاجه بقولك صاحبتى والراجل يبقى جوزها
                      قال بمكر:عاوزه تفهمينى انك بتبيتيهم عندك لوجه الله

                      تلعثمت وهى تقول:هما مش بيباتوا كل يوم ده هو يدوب تلت او اربع ايام فى الاسبوع
                      حرك رأسه وهو يقول:يابنت الايه بتعرفى تستخدمى كل الامكانيات اللى تحت اديكى بكل الطرق...لمعت الفكره فى رأسه وقال:وماله فكره برضه اهو الواحد يلاقى شغلانه بدل ما انا بقيت عاطل كده

                      قالت بسرعه:يعنى هتستسلم كده ومش هترجع البيت تانى
                      قال بغل :لا يا اموره مش انا اللى استسلم مسيرى هرجع واللى هلاقيه قدامى هتبقى امه داعيه عليه

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""

                      لم يكن عبد الرحمن يصدق ما يسمع وهو ينظر الى فرحه وايمان ووالدته ووفاء هتف بدهشه قائلا:معقوله اللى بسمعه ده ووليد يعمل كل ده ليه.... ايه اللى بينه وبين يوسف ومريم علشان يخطط كل التخطيط ده
                      قالت وفاء:وليد اضايق لما حس ان يوسف بيحب مريم وماما بقى الله يسامحها كانت مكرهاه فى ولاد عمى علي من زمان ومكنش عاوز اى حاجه بينهم تتم

                      التفت لها عبد الرحمن متسائلا:واشمعنى مريم ويوسف يعنى طب ما انا اتجوزت ايمان وايهاب اتجوز فرحه
                      قالت :انا كنت حاسه من زمان ان مريم عجباه لكن مكنتش افتكر ابدا انه هيعمل كده لما ترفضه
                      زاغت نظرات فرحه بينهم ثم قالت برجاء:ارجوكم محدش يجيب سيرة لايهاب عن اللى حصل ده.... ايهاب متهور وممكن يعمل حاجه فى وليد واخسره للأبد ..والحمد لله هو شغله بعيد ومبيرجعش غير متأخر اوى يعنى مش هيحس بحاجه
                      نظرت وفاء لايمان وقالت :انا اسفه يا ايمان مش عارفه اودى وشى منكوا فين لكن انا خلصت ضميرى وحكتلكوا على اللى عرفته
                      ربتت عفاف على ظهرها قائله:مكنش فى داعى يابنتى

                      قالت بحزن:لاء فى يا طنط عفاف ....لما بابا طرد وليد سمعته بيتوعد مريم ويوسف خفت عليهم وانا عارفه وليد شرانى ....كان لازم تعرفوا علشان تخلوا بالكم منهم وخصوصا من مريم
                      وضعت ايمان كفها على صدرها قائله بأسى:هو فى كده فى الدنيا معقوله
                      أطرقت وفاء رأسها وقالت بخفوت:انا اتصلت على عماد وقلتله يعجل بالجواز احنا المفروض مكناش هنتجوز قبل شهرين لكن انا خلاص مبقتش قادره اقعد فى البيت ده

                      وهو قدر الظروف ووعدنى انه هيكمل اللى ناقص بسرعه ونتجوز بالكتير بعد اسبوعين
                      وقلت لبابا وهو وافق
                      نهض عبد الرحمن بحده قائلا:متعرفيش وليد ممكن يروح فين بعد ما مشى من البيت يا وفاء
                      وقفت ايمان بسرعه وصوبة نظرها اليه وقالت بلهفه:عبد الرحمن ارجوك ..مكلش دعوه بيه
                      اعاد سؤاله مره اخرى على وفاء وكأنه لم يسمعها :فلمعت عيناها بالدمع قائله:ارجوك يا عبد الرحمن انا ماليش غيرك...بينما قالت وفاء:لا معرفش مكانه فين

                      نظرت اليه والدته قائله :اسمع كلام مراتك يا عبد الرحمن وبعدين الحكايه خلصت وابوه طرده
                      قل بجديه:وانتى فاكره انه هيسكت يا ماما
                      قالت :خلاص ناخد بالنا وخلاص لكن مش نروحله احنا لحد عنده يابنى
                      هتف قائلا:اللى حصل ده مش حل يا ماما كده الموضوع هيفضل متعلق لازم نحسمه علشان نخلص ..وبعدين يعنى انتوا شايفنى هروح اقتله ..
                      تعلقت ايمان بذراعه قائله :ارجوك اسمع كلامنا ..نظر الى عينيها فوجدها ترجوه بشده فربت على وجنتها بحب قائلا:متخافيش يا حبيبتى انتى عارفه انى مش متسرع وبعدين انا معرفش مكانه لحد دلوقتى

                      قالت وقد افلتت دمعه من عنينيها:طب على الاقل استنى لما النفوس تهدى وبعدين ابقى دور عليه بلاش دلوقتى علشان خاطرى
                      أفلت ذراعه التى كانت متعلقة بها وأحاطها بها وضمها اليه وقبل رأسها قائلا:حاضر يا حبيبتى مش عاوز اشوفك متوتره كده وخايفه

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""
                      مر الاسبوعان وأضرطت فاطمة الى العوده للمنزل لحضور حفلة زفاف ابنتها..فى هذه الفتره كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها الا وقت أذان الفجر
                      لم تكن تسمع صوته الا مره واحده عندما يطرق باب غرفتها قائلا:الفجر يا مريم قومى صلى

                      ولم تكن تراه الا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا الى غرفته مره اخرى
                      حتى ايام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها... بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""
                      كانت حفلة الزفاف فى اضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين... وأضطر وأضطر الحاج حسين الى الضغط على اولاده وازواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط..جلست فاطمة بالقرب من ابنتها ولم تتحرك الا لمصافحة المدعوين ببرود
                      ضغطت ايمان على يد زوجها قائله يعتاب:انت مش هتبطل تبصله بقى ..الراجل مش عارف يودى وشه منك فين شيله من دماغك بقى
                      التفت اليها وقال بجديه:وهو يهمك فى حاجه يا هانم

                      ابتسمت بحب قائله:اه يهمنى ..يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
                      لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت:من ساعة ما شفته بيبصلك اول مره لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقوش
                      قالت بسرعه:بس انا بقى بتبسط لما بشوفه

                      ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا:نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
                      ابتسمت بألم وهمست تشاغبه قائله:اصله بصراحه لى عليا فضل كبير اوى..من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
                      نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن قرب وقال :لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
                      أسندت رأسها الى قبضتها برقه قائله:وايه بقى اللى خلاك تاخد بالك

                      تنهد بأرتياح وقال بثقه:ربنا.....نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا:ربنا رزقنى حبك يا ايمان وانا مكنتش لاقى تفسير لده... لحد ما قربت منك اكتر واكتر وعرفت انتى قد ايه قريبه من ربنا وانك بتلجأليه سبحانه وتعالى فى كل شىء... كبير او صغير ومبتشتكيش لحد غيره اللى تاعبك... واى حاجه تقربك منه بتعمليها حتى لوكانت سنه او نوافل واى حاجه شاكه فيها انها ممكن تكون حرام بتبعدى عنها ومن ساعه ما بتصحى لحد ما بتانمى وانتى همك اخرتك وهل ياترى اليوم ده هيضاف لحسناتك ولا ذنوبك

                      وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقول(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
                      ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك فى قلبى ومن غير مقدمات لقيت نفسى بعشقك ومبقتش اقدر استغنى عنك ابدا زى ما اكون بحبك من سنين

                      كانت ايمان تستمع اليه وعيونها تنطق بالحب والهيام ..تعلقت عينيهما ببعضهما البعض لفتره طويله وهما تبوحان بالكثير
                      قطع صمتهم المتحدث هذا زفرته القويه وهو مازال يتفحصها وقال بعذوبه:هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى نمشى بقى
                      ضحكت وقال برقه:احنا لحقنا

                      قال بنظره تعرفها جيدا:انا بقول نروح بقى..اصل احنا مخلصناش موضوع السياحه الزوجيه بتاعنا
                      ابتسمت وقد أجمرت وجنتاها حياءا وقالت:هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمه دى
                      مط شفتيه وهو يمسح على وجنتها بيد ويضغط برفق على يدها الاخرى وقال :لا طبعا مبيخلصش انا راجل بحب الاتقان وبحب الشفافيه

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""
                      وفجأه وبدون سابق انذار شعرت مريم بالتوعك الشديد وهى تجلس الى مائدتها هى ويوسف أمسك يوسف كتفيها وقال بقلق:مالك يا مريم
                      ظهرت علامات الالم على وجهها وقالت بصوت متقطع:مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى ...ساعدها على النهوض ولف خصرها بيده واسندها اليه برفق وهو يحاول ان لا يلاحظ احد ما يحدث... وبمجرد ان خرجت الى الهواء استنشقته بقوة شديده وبدأت فى التقيأ الى ان افرغت ما فى معدتها حتى شعرت بالاعياء الشديد وخارت قواها
                      كانت تستند الى ذراعه متشبثة به وهى تسير بجواره حتى وصلا الى السياره وما ان وصلت حتى سقطت مغشيا عليها

                      هتف بها يوسف يحاول ان يعيدها الى وعيها ولكنها لم تستجب له أزداد قلقه عليها ووقف حائرا هل يدخل لينادى اختها او ووالدته ام يذهب بها الى المشفى واخيرا قرر ان يأخذه الى اقرب مشفى منهم
                      حملها وادخلها برفق فى المقعد الخلفى وانطلق بها وقلبه ينتفض خوفا عليها ..ظل يبحث بعينيه وهو يقود سيارته عن مشفى يمينا ويسارا تاره وينظر اليها فى مرأته تارة اخرى وكلما ابتعد ولم يجد شيئا ضرب المقود بقوة وأخيرا وجد لوحة مضائه كتب عليها اسم طبيبة لم ينتظر حتى يعرف تخصصها ...وانما اوقف سيارته فى سرعه وخرج منها فتح الباب الخلفى واخرجها بحذر حتى لا تصطدم رأسها ..أغلق الباب بأهمال وصعد بها بمجرد ان خرج من المصعد ووقع بصر بعض النساء الاتى كن يجلسن بجوار باب العيادة حتى اسرعن اليه بتلقائيه وأسندوها حتى غرفة الكشف الداخليه القت الطبيبه نظره عليها وقالت بشك:حصلها ايه

                      قال بسرعه وقلق:احنا كنا معزومين فى فرح قريب منهنا وفجأه بطنها وجعتها اوى وبعدين بدأت ترجع جامد وأغمى عليها
                      فتحت الطبيبه جفنيها ونظرت فيهما وشرعت فى فحصها ولكنه التفتت الى يوسف قائله:هو حضرتك تبقلها ايه
                      تلعثم فهل يقول زوجها ام طليقها فحسم الامر قائلا:انا جوزها

                      ارتباكه لفت نظرها فنظرت له بريبه وقالت ببطء:طب اتفضل حضرتك استنى بره لحد ما اكشف عليها
                      خرج مسرعا واغلق الباب خلفه أستند برأسه الى الحائط والقلق ينهش قلبه نهشا أخرج هاتفته واتصل على والده وأخبره بالامر ...وبعد نصف ساعه وجد الحاج حسين يخرج من المصعد ويقبل عليه بلهفه قائلا:خير يابنى
                      قال يوسف بلوعه:لسه الدكتوره بتفوقها

                      نظر الحاج حسين الى اللوحه على باب العياده وقال بدهشه:وجايبها عند دكتورة نسا ليه مودتهاش مستشفى ليه
                      نظر يوسف الى اللوحه ثم عاد بنظره الى والده وقال بضيق:هو انا لقيت حته تانيه يابابا ومودتهاش ده انا كل ماأسأل حد يقعد يبصلى ويبص عليها وهى نايمه ورا وبعدين بقولى معرفش وانا مش عارف مالها خفت اسيبها اكتر من كده........... وبعدين اكيد يعنى هتعرف مالها ماهى دكتوره برضه

                      وبعد دقائق اخرى خرجت مريم وهى تستند الى يد مساعدة الطبيبه التى اوصلتها للخارج وأوقفتها بجوار يوسف...
                      أستندت مريم الى ذراع عمها وهى تبكى بشده ضمها حسين بقلق قائلا:الحمد لله يابنتى انك فوقتى قالت مساعدة الطبيبه بابتسامه : الحمد لله كانت اغماءه عاديه متتخضوش كده...ثم ربتت على ظهر مريم قائله بموده:نفسى اعرف بتعيطى ليه دلوقتى

                      قالت مريم من بين دموعها وهى تشيح بوجهها :مفيش ...لسه بطنى بتوجعنى شويه
                      ربتت على ظهرها مره اخرى وقالت بابتسامه :طيب ماهو ده عادى ...مش الدكتوره فهمتك كل حاجه

                      ************************************************** ********************
                      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                      تعليق


                      • #56
                        االحلقه الاخيرة

                        حمد لله على سلامتك يا بنتى ده انا اتخضيت اوى لما يوسف كلمنى وقالى انك اغمى عليكى
                        جففت مريم دموعها وهو مازال يضمها الى صدره بحنان وقالت بخفوت:ربنا يخاليك ليا يا عمى متقلقش عليا الدكتوره فوقتنى وقالتلى ان يمكن اكون أكلت حاجه ملوثه و الحمد لله انى رجعتها بسرعه

                        مسح الحاج حسين على رأسها قائلا:الحمد لله يابنتى يالا اركبى علشان اوديكى البيت وارجع اخد عفاف والولاد من الفرح شكلك تعبانه
                        تدخل يوسف قائلا:ارجعلهم حضرتك يا بابا علشان محدش يقلق ولا يلاحظ حاجه وانا هوصلها
                        نظر لها حسين وكان يتوقع ان ترفض ولكنها قالت:خلاص ياعمى يوسف هيوصلنى

                        أبتسم وضمها للمره الاخيره وهو يربت على ظهرها قائلا:طيب يابنتى الحمد لله انى اطمنت عليكى يالا مع السلامه فى رعاية الله
                        أنتظرها يوسف حتى أستقلت السياره بجواره وأنطلق بها عائدا الى البيت...كان يخطف النظرات اليها بين الحين والاخر..كانت تبدو متختلفه عن كل مره رآها فيها منذ الحادث
                        نعم مازالت شارده واجمه وكأنها فى دنيا أخرى ولكنها مختلفه ..لم يستطع ان يقاوم فضوله الذى ألح عليه بشدة ليتحدث اليها :مـريـم
                        التفتت اليه وكأنه قد انتشلها من بئر عميق دفعة واحده وقالت:ها ..قلت حاجه
                        قال بسرعه قبل ان تهرب منه شجاعته:الدكتوره كانت قلقانه مني وطلعتنى بره علشان تكشف عليكى..مقالتلكيش حاجه عني بعد ما فوقتك
                        التفتت مره اخرى تنظر امامها وقالت بقتضاب:سألتنى بس انت تقربلى ايه
                        قال:وهو يخطف النظرات السريعة اليها:وقلتلها ايه

                        نظرت امامها ولم ترد فشعر بسخافة سؤاله صمت مره اخرى طال الصمت بينهما كثيرا ..حاول الحديث مرة اخرى قائلا:اقولك على حاجه حصلت امبارح ومحدش يعرفها لغاية دلوقتى
                        أنتبهت لحديثه مرة اخرى وقالت :حاجة ايه
                        ظهر شبح أبتسامه على شفتيه وهو يقول:البت اللى اسمها سلمى لبست قضيه تسهيل دعاره
                        أتسعت عيناها وشهقت وهى تضع يدها على فمها وأخذت تتمتم:لا حوله ولا قوة الا بالله
                        ثم نظرت اليه بدهشة قائله:وانت عرفت ازاى
                        أتسعت أبتسامته وهو يقول:ماهو انا اللى عملت الواجب ده معاها

                        لم تكد تصدق ما تسمع وهى تنظر اليه بحيرة ...قطبت جبينها وقالت بضيق:وانت عرفت ازاى حاجه زى كده علشان تبلغ عنها اصلا
                        شرد وهو يقول ببغض :زى ما وليد عارف مداخلى وطريقة تفكيرى وعرف ازاى يقنعنى بكل اللى كان عاوزه .......انا كمان عارف مداخله كويس اوى علشان كده عرفت اوصله بسهوله واعرف هو راح فين بعد ما ابوه طرده ......وساعتها كان سهل عليا اعرف انه عايش مع سلمى فى شقة مأجرها ..فضلت وراهم لحد ما عرفت انهم بيشغلوا الشقه دى فى اعمال منافيه للأداب....وفرصتى جات لحد عندى علشان اوفى بوعدى ليكى واخدلك حقك

                        كانت تنظر أمامها بذهول وهى تستمع اليه وقالت ببطء:يعنى وليد كمان اتقبض عليه
                        مط شفتيه وقال بحنق:مع الاسف نفد منها الشقه طلعت متأجره باسم سلمى وهى اللى لبست الليله كلها
                        أسندت راسها الى زجاج النافذه وأخذت تنظر الى الطريق من خلاله فى حسرة وهى تشعر بالحزن لاجلها ....نعم هى ظلمتها وساعدت فيما حدث لها ولكن... ليس من السهل ابدا ان لا تشعر بالشفقه عليها ...أغمضت عينيها وهى تستغفر وتسترجع بخفوت : انا لله وانا اليه راجعون ..معقول للدرجادى توصل بيهم لكده

                        تمتم قائلا وكانه لم يسمعها :بس مش هيفلت منى برضه
                        قالت دون ان تفتح عينيها :سيبه لربنا... ربنا هو المنتقم الجبار
                        كاد ان يتكلم ولكن رنين الهاتف قاطعه نظر سريعا الى شاشة هاتفه قائلا:ده بابا...لو سمحتى ردى يا مريم ..نظرت اليه فقال:معلش نسيت السماعه فى البيت

                        تناولت الهاتف وأجابة:السلام عليكم...ايوا يا عمى ..لا احنا لسه فى الطريق...انتوا لسه طالعين دلوقتى... لاء احنا قربنا نوصل ...اه الحمد لله بخير..ماشى يا عمى مع السلامه
                        وضعت الهاتف مكانه مره اخرى فقال:هما طلعوا من القاعه
                        أومأت برأسها قائله:ايوا عمى بيقولى راح خدهم ومشى على طول وجايين ورانا
                        ابتسم بحزن قائلا:طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
                        نظرة له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينه قائلا:ابويا خايف عليكى مني
                        قالت بجفاء:لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
                        صمتت لثوانى ثم قالت :لا ولا اقولك ,,أتكلم

                        نظر اليها متعجبا ...فتابعت ببرود:احكيلى انت عملت فيا ايه بعد ما اغمى عليا يوم الحادثه
                        ضغط مكبح السيارة حتى كادت ان ترتطم بزجاجها الامامى لولا حزام الامان التى كانت تلفه حولها ...بمجرد ان توقفت السياره بعنف حتى استدار اليها فى غضب:انتى ليه بتحاولى تستفزينى وتخرجينى من شعورى كل شويه.... ليه كل ما احس ان ربنا قبل توبتى تفكرينى بذنبى تانى ..ثم عاد لجلسته الاولى وأنطلق بالسيارة مرة أخرى

                        ظلا فى صمت مطبق الى أن وصلا الى المنزل دخل يوسف بالسياره فى هدوء وهو ينظر يمنة ويسرا وهو يقول :هو نور الجراج مطفى ليه
                        شعرت مريم بخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحادثه والظلام الذى كان يحيط بها قالت فى فزع:مش عارفه
                        شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا:خليكى فى العربيه لحد ما انزل اشوف فى ايه...تشبثت بذراعه قائله:لا متسبنيش لوحدى
                        فى هذه اللحظه لعن يوسف الظلام لعنات طوال فلولاه لكان ينظر الان فى عينيها ليرى هذا الشعور الذى تمنى ان يراه فيهما كثيرا شعورها بالامان بجواره

                        ربت على يدها بحنان قائلا:متخافيش ..قالت بسرعه :لاء أرجع بالعربيه نستناهم لما يجوا زمانهم جايين
                        ضغط على يدها برفق وقال:طيب تعالى أدخلك من باب الجنينه اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه اللى قاطع النور فى الجراج واركن العربيه وأحصلك
                        تشبث به مرة أخرى وهى تقول بتوتر:لا ..هتسيبنى لوحدى وتروح لوحدك مينفعش
                        خفق قلبه بشدة للمستها وقال بهدوء:يعنى يرضيكى يجوا يلاقونى واقف مستنيهم علشان النور بايظ ... ده انا حتى يبقى شكلى وحش اوى
                        أضطربت كثيرا وهى تقول:خلاص هاجى معاك

                        كان يتمنى ان تتطول هذه اللحظه أكثر من هذا ولكنه احب طمئنتها اكثر من حبه لبقائه معها فقال بخفوت:طيب خلاص اطمنى عموما كلهم طالعين بعربياتهم يعنى الجراج فاضى
                        قالت بتوتر:هتسوق فى الضلمه كده ازاى
                        ابتسم قائلا:هنور كشافات العربيه لحد ما اركن وبعدين تنزلى انتى وتطلعى بره عند الباب على نور العربيه وبعدين اطفيها واحصلك
                        قالت :طيب ماشى

                        زحف بالسياره قليلا داخل الجراج الى ان وضعها جانبا ثم قال ل مريم:يالا انزلى
                        ترجلت من السياره وحثت الخطى نحو الباب الذى يفصل الجراج عن الحديقه بصعوبه وما ان اقتربت حتى سمعت صيحه مكتومه لا تحمل سوى الالم :آآآآآآآه ....ارتدعت بقوة وهى تصرخ:يوسف
                        لم تلقى جوابا ظلت تصرخ وهى تحاول ان ترى اى شىء على ضوء السياره التى مازال مضاءا :يوسف ..يوسف رد عليا ..لم تستطع ان تنتظر اكثر من هذا خوفها عليه غلب فزعها من الظلام ...تقدمت ببطء شديد وتعلو شهقاتها من شدة البكاء خوفا وفزعا وترقبا وكلما اقتربت كلما سمعت صوت تأوهاته المكتومه

                        حتى رأته يزحف بجوار السيارة فى أتجاهها وخيل لها ان قميصه قد تلطخ بالدماء ..أقتربت منه وجلست الى الارض بجواره وهى تهتف بلوعه :يوسف مالك
                        تمتم بأنفاس متقطعه :انتى كويسه؟..حاولت ان تساعده على النهوض ولكنها لم تستطع وفجأه أقتربت أضواء كثيره فى طريقها للدخول الى الجراج ..وقفت تنظر الى السيارات القادمه فتبين لها انها سيارات أخواتها وعمها ..فأخرجت كل ما فى صدرها من خوف وفزع كانت تكتمه فى صرخاتها وهى تصيح بهم :ألحـقونا...ألحـقونا

                        توقفت السيارات وترجل منها الجميع فى فزع بأتجاه الصوت ...اول من وصل اليها كان ايهاب بينما تحرك عبد الرحمن بسرعه فى اتجاه لوحة الكهرباء ..رفع الازرار فى سرعه فأنار الجراج مرة أخرى دفعة واحده ..صرخت عفاف وهى تسرع باتجاه يوسف المسجى على الارض مدرج فى دماءه وبجواره مريم تسند راسه على ركبتيها ...صاحت بها مين عمل فيه كده يا مريم ...أسرع عبد الرحمن بالاتصال بسيارات الاسعاف بين صرخات وشهقات النساء ... وايهاب يهتف به مش هينفع نستنى لما الاسعاف تيجى تعال شيله معايا نوديه اقرب مستشفى
                        وماهى الا ثوانى وسمع الجميع صوت ارتطام شديد أهتزت له الارض التى يقفون عليها وكأن المنزل أنهار بأكمله أو ضربه زلزال شديد
                        وبعد ساعه كانت سيارات النجدة والاسعاف تحيط بمنزل آل جاسر

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""
                        وقف الجميع فى الممر المؤدى الى غرفة العمليات التى يرقد يوسف داخلها أخطلت مشاعرهم بين الحيرة والتسائل والفزع والخوف والالم والحزن تحركت ايمان بأتجاه عفاف التى كانت تبكى بين ذراعى زوجها وتتمتم بالدعاء وقالت هى تربط على ظهرها انتى مكانك مش هنا دلوقتى يا طنط تعالى نروح نصلى وندعيله لحد ما الدكتور يخرج يطمنا
                        نظر حسين الى ايمان ثم نظر الى عفاف وقال وهو يجفف دموعه:اسمعى كلامها يا عفاف روحى صلى وادعيله احسن من وقفتك هنا ميت مره ولما الدكتور يخرج هاجى اندهلك على طول
                        أومأت برأسها وقالت وهى تبتعد عنه وهى تبكى :اول ما يخرج تعالى على طول
                        قال بسرعه :حاضر

                        ذهب عبد الرحمن الى والده قائلا:يابابا تعالى اقعد شويه انت واقف على رجلك من بدرى
                        أستند حسين الى ذراعه قائلا:ارتاح ازاى بس مش لما نطمن على اخوك
                        قبض عبد الرحمن قبضته فى غضب وعينيه تحدق بالفراغ قائلا:انا غلطان اللى سمعت كلام ماما وايمان وسبته انا كان المفروض اعلمه الادب ...وادى النتيجه يضرب اخويا بالسكينه فى الضلمه ...الجبان

                        شد حسين على ذراعه وقال:امسك نفسك يا عبد الرحمن واهو ربنا اداله جزائه فى ساعتها...أنتبه قائلا:عمك لسه مااتصالش
                        حرك عبد الرحمن نفيا قائلا:اخر مره كلمنى كان من ساعه ولسه واقفين قدام العمليات ..الهى ربنا ياخده ونرتاح من شره
                        قال حسين بسرعه:متدعيش عليه يا عبد الرحمن ده عمك ممكن يروح فيها .. روح يالا شوف أختك جوزها مش عارف يسكتها ....وقبل ان يذهب عبد الرحمن ألتفت اليه قائلا بانتباه:اومال فين مريم

                        تلفت حسين حوله وقال :كانت هنا من شويه ...روح انت حاول تسكت أختك وانا هادور عليها
                        كانت تجلس على الارض بجوار غرفة العمليات وهى ضامة ساقيها الى صدرها وتستند رأسها الى الحائط وقلبها يتمزق لوعة عليه ..تسكب دمعها وهى تتمتم بتضرع الى الله سبحانه وتعالى فى خفوت:يارب نجيه..يارب انا مسمحاه على اى حاجه يارب نجيه يارب ...يارب علشان خاطرى

                        أقترب حسين منها ووضع يده على كتفها قائلا :قومى يا مريم قومى يابنتى ..رفعت راسها اليه وهى تقول ببكاء:يوسف يا عمى يوسف هيضيع
                        أنهمرت دمعه كانت حبيسة عينيه وأطلقتها كلمات مريم ...أمسك كتفيها وساعدها على النهوض واقفة ..ضمها اليه وهو يمسح على رأسها أدعيله يابنتى أدعيله ربنا ينجيه

                        قالت وهى تسكب العبرات فى صدره :والله العظيم بدعيله من كل قلبى
                        رفع رأسها اليه ونظر اليها فى ضعف ورجاء قائلا:سامحيه يا مريم سامحيه علشان ربنا يسامحه
                        قالت فى خفوت:أسامحه على ايه يا عمى يوسف معمليش حاجه

                        قال فى أسى:انا قصدى على الحادثه يابنتى...ثم تركها وأستند الى الجدار بكفه وأطرق برأسه فى ياس قائلا:انا عارف ان اللى عمله صعب تنسيه ولا تسامحيه عليه وعارف انك عمرك ما هتنسى ابدا ..لكن ده دلوقتى بين إيدين ربنا ومحدش عارف هايطلع منها ولا لاء
                        تقدمت منه ووضعت كفها على كتفه قائله:أرفع راسك يا عمى متعملش كده فى نفسك ابدا... نظر اليها فقالت:مفيش حادثه من الاساس يا عمى ..يوسف ملمسنيش

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""
                        ألتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته داخل المشفى وهم يستمعون الى الطبيب الذى يتكلم بابتسامه مطمئنه:الحمد لله الجرح مكنش عميق بدرجه خطيره الحمد لله علشان كده خرج على طول على أوضه عاديه ماحتجناش نقعده فى العنايه المركزه بعد العمليه
                        فتح يوسف عينيه بضعف كانت الصورة مشوشه امامه غير واضحة المعالم بعد فقال بصوت ضعيف وكأنه يهزى:مريم..أنتى هنا؟
                        أقتربت منه وربطت على كفه بهدوء قائله:حمد لله على السلامه

                        حاول ان يستوضح ملامحها بصعوبه وأعاد سؤاله مرةأخرى:أنتى كويسه؟
                        قالت بصوت مبحوح:الحمد لله انا كويسه المهم أنت
                        أبتسم بضعف وهو يقول:طالما انتى كويسه يبقى انا كويس

                        أقبلت والدته فى لهفه وهى تقبل رأسه وتقول :الف حمد لله على سلامتك يابنى انا مش عارفه ده كان مستخبلنا فين
                        بدأت الصورة تتضح أمام عينيه وهو ينظر لوالدته وقال بضعف يحاول ان يداعبها:كان مستخبلنا فى الجراج
                        قالت فرحه التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش:انت فيك حيل تهزر يا اخى موتنا من الخوف عليك
                        تابع عبد الرحمن قائلا:ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس

                        بحث يوسف عن وجه ابيه بين الوجوه الدامعه :فوجده مصوبا بصره اليه فى لهفة وابتسامة حزينه تعلقت انظارهما ببعضهما البعض...شعر يوسف انه أحب تلك الطعنه لما رآه اخيرا من عطف أبيه الذى كان يفتقده
                        فلقد كانت لها الفضل عليه ان يرى الحنان فى عينيى أبيه الذى طالما كان يحبه ويحترمه كثيرا كان ينظرالى عينيه ينتظر كلماته الحنونه لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا فقال:حمد لله على سلامتك يابنى

                        تنهد يوسف فى ارتياح وقال وهوينظر اليه بحب:الله يسلمك يا بابا
                        قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديث لعبد الرحمن:وليد هو اللى عمل كده صح؟
                        قالت فرحه بسرعه :والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والاسانسير وقع بيه

                        أتسعت عيناه بذهول وقالت بدهشه كبيرة:اييه ...أسانسير ايه وحصله ايه
                        أجابه عبد الرحمن:أسانسير البيت عندنا يا يوسف
                        تدخل ايهاب قائلا:نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
                        قالت ايمان بثقه:أكيد ربنا ليه حكمه فى كده
                        تنهدت عفاف وهى تقول ونعم بالله يابنتى

                        اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل:وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
                        قال عبد الرحمن:الاسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبه
                        ...لكن انا مش عارف ده حصل ازاى احنا لسه كنا عاملين صيانه وكانت حالة الاسانسير ممتازه ازى يقع فجأة كده
                        وجه له والده الحديث قائلا:أتصلت بالشركه بتاعة المصاعد دى...

                        اوما عبد الرحمن برأسه قائلا :أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول..واصلا كده المفروض النيابه هتبدأ تحقيق فى الموضوع ..وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا اقواله ..
                        وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق ابراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة:حمد لله على سلامتك يا يوسف يابنى
                        نظر اليه الجميع كان كأنه يحمل جبال فوق كتفه وهم الدنيا فوق صدره وكأن المشيب قد زحف اليه بعنف على حين غره...جلس على طرف الفراش بجوار يوسف قائلا:ربنا خدلك حقك يابنى ونظر الى مريم وقال:وانتى كمان يابنتى ربنا خدلكوا حقكوا انتوا الاتنين
                        طأطأ راسه وقال بألم:الخبطه كانت شديده اوى ..ابتلع ريقه وقال بصعوبه:جاله شلل نصفى

                        تسمر الجميع وكأن عقارب الساعه قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن:من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو بيصرخ من الحسرة والندم ده غير الالم اللى حاسس بيه
                        ثم التفت الى ايهاب قائلا:انت ربنا نجالك يابنى..ابنى كان طالع علشان يحط السلاح اللى ضرب بيه يوسف فى بيتك ..شهقت فرحه وهى تنظر لايهاب الذى تلقى الصدمه برجوله وحسن تصرف قائلا:انا مسامحه يا عمى ..وربنا يسامحه..متحملش نفسك فوق طاقتك
                        اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا:انت راجل مؤمن يا ابراهيم وان شاء الله ابنك يقوم منها أصبر وأحتسب
                        قالت ايمان موجهة حديثها اليه:قول يا عمى ..اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها

                        ردد ابراهيم:اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها..ووضع يده على يد اخيه التى على كتفه وقال:انت كنت صح يا حسين ..لما قلتلى ولاد علي حته منه..ونظر اليهم قائلا:انتوا فعلا حته من ابوكم..وابتسم بحزن قائلا :ابوكم كان حنين اوى رغم ان دماغه كانت ناشفه اوى
                        بعد قليل حضر وكيل النيابه ليأخذ أقواله قائلا:أنت شفت اللى ضربك يا أستاذ يوسف
                        نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز راسه نفيا:لاء...الدنيا كانت ضلمه مشوفتش حد خالص
                        :بس نور العربيه ركز وحاول تفتكرأى حاجه من ملامحه

                        حرك راسه نفيا مره اخرى قائلا:يافندم مشوفتش حد خالص انا متأكد
                        :يعنى انت مبتتهمش حد معين؟
                        يوسف:لاء
                        خرج وكيل النيابه من غرفته ودخل الجميع مره أخرى متسائلين قال حسين:قلت ايه يا يوسف
                        ابتسم يوسف وهو يقول:هقول ايه يا بابا هو انا شفت حد علشان اقول عليه
                        أبتسم والده وهو يربط على كتفه قائلا بأعتزاز: راجل يابنى .. حاول يوسف ان يحرك ذراعه الاخرى ليمسك يد ابيه ويقبلها ولكن جرحه آلمه فقال والده:يالا يا جماعه الحمد لله اننا اطمنا عليه ثم نظر الى عبد الرحمن وايهاب قائلا:يالا ياولاد خدوهم وروحوا ده محدش فيهم نام من امبارح ..وانا هبات معاه

                        قال عبد الرحمن بسرعه:معلش حضرتك يا بابا روحهم انت وانا هبات معاه
                        تدخلت عفاف قائله:محدش هيبات مع ابنى غيرى روحوا انتوا
                        قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما :ياجماعه روحوا كلكوا وانا لو أحتاجت حاجه بالليل هبقى انده على اى حد ممرض ولا ممرضه
                        التفتت مريم اليه قائله :وتنده على ممرضه ...انا هبات معاك

                        خفق قلبه مع ابتسامته فلم يعلم ايهما سبق الاخر ولكن كل ما كان يدركه هو الدهشه:فلم يكن يتوقع ابدا ان تفصح عن رغبتها فى البقاء معه.. بل لم يكن يحلم ابدا ان يلمح الغيره فى عينيها من أمرأة أخرى
                        قالت عفاف يابنتى روحى انتى ده انتى شكلك تعبان اوى ..قاطعها حسين :لا يا عفاف مريم معاها حق هى اللى المفروض تقعد معاه يالا أحنا
                        ودعه الجميع بعد ان اطمئنوا عليه وذهبوا وتركوا مريم تجلس على مقعدها بجوار فراشه الابيض
                        التفت اليها وقال بلهفه : قربى الكرسى بتاعك من السرير . . نهضت واقفه ووضعت مقعدها بجواره وجلست تنظر اليه فقال وهو ينظر لعينيها بعمق :مروحتيش ليه

                        تجنبت النظر اليه وهى تقول:المفروض انى انا اللى اكون معاك
                        قال بسرعه:الكلام ده لو انتى مراتى لكن انتى اللى طلبتى الطلاق
                        نظرت له بتحدى قائله:وانت مصدقت وطلقتنى

                        أبتسم من طريقتها الطفوليه فى الحديث نظر قائلا:انا برضه مصدقت .. ده انا كنت متمسك بيكى لاخر لحظه وانتى اللى كنتى مصممه لاخر وقت .... بس شوفتى ربنا خدلك حقك ازاى
                        سبحان الله .. يوم فرح برضه وبالليل والدنيا ضلمه..التفت اليها وقال مداعبا:شكلك كنتى بتدعى عليا بضمير اوى
                        قالت دون ان تنظر اليه :بس انا مادعتش عليك
                        تنهد فى ارتياح وقال:حتى لو مادعتيش عليا الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا ...مش ناقص غير حاجه واحده بس...لمس يدها وهو يقول:انك تسامحينى من قلبك

                        رفعت راسها اليه قائله :انا سامحتك من قلبى فعلا
                        قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء:مريم...لو رديتك..هتحسي انى رجعتك غصب عنك؟
                        حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء:انا مش قادر اضغط متسحبيش ايدك ...كده هتتعبينى
                        قالت بصوت يسمعه بالكاد: طيب سيب ايدى
                        تمسك بها أكثر قائلا بحب:لما تردى عليا الاول..انتى عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات؟
                        صمتت ولم تجبه كانت تشعر ان قلبها سيقفز من صدرها من فرط الانفعال والاضطراب والخجل ...حاولت ان تهرب من حصار عينيه ولكنها لم تستطع كانت نظراته تحيط بها من كل اتجاه تحتويها بل وتفصلها عمن حولها

                        قاطعتهم طرقات خفيفه على الباب ..يتبعه دخول الطبيب أخذ الطبيب يفحص يوسف الذى لم يرفع بصره عن مريم ابدا وبعد ان أنتهى الفحص وخرج الطبيب ...توجهت مريم الى ركن من اركان الغرفه وأدت صلاة العشاء
                        تعمدت ان لا تنظر اليه وهو تتوجه الفراش المقابل له صعدت اليه وأسندت ظهرها وهى تغمض عينيها بأرهاق يبدو على ملامحها بشكل واضح فقال يوسف : شكلك مرهق اوى..نامى انتى ارتاحى شويه

                        قالت وهى تسحب الغطاء وتتدثر به جيدا:لو أحتاجت حاجه صحينى بسرعه متترددش
                        قال مداعبا وهو لا ينظر اليها:لالا نامى انتى ولو احتاجت حاجه هبقى أقول للممرضه
                        أعتدلت لتجلس مره أخرى فقال بسرعه وهو يشير لها ان تعود كما كانت:بهزر والله ..نامى ولو أحتاجت حاجه بجد هصحيكى..انا كمان محتاج انام وارتاح شويه

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
                        فى اليوم التالى صباحا كان الحاج حسين هو أول من طرق باب غرفة وليد فى المشفى ودخل بعد سماع الاذن بالدخول ..لم يكن هناك أحد بالغرفه سوى وليد المسجى على الفراش ووالدته تجلس بجواره تبكيه ...فقال بحرج:السلام عليكم
                        فتح وليد عينيه على صوت عمه فلم يستطع مواجهته .كانت آلامه رهيبه ولكن رؤيته لعمه جعلته يشعر انه لا يستطيع التنفس وكأن الهواء انقطع من الغرفه فجأه

                        وأخيرا تكلم الحاج حسين قائلا بجمود:حمد لله على السلامه
                        وقفت فاطمة فى حرج وهى تتمتم :الله يسلمك يا حاج حسين ..أتفضل
                        قال بهدوء:لا متشكر مفيش داعى انا جيت بس أطمئن على وليد وأقوله ان ابن عمه قال فى التحقيق انه ماشفش اللى ضربه وكان هيموته...
                        ياريت لو حد سألكوا تقولوا نفس الكلام سواء من النيابه ولا من غيرها...أطرقت فاطمة براسها ولم ترد فقال حسين:حمد لله على السلامه مره تانيه..سلام عليكم

                        خرج حسين من الغرفه وقبل ان يصل للمصعد وجد ابراهيم مقبل عليه من بعيد فوقف ينتظره
                        سبقته عينيه ونظراته المتسائله قبل ان يصل اليه بجسده وما ان وقف امام اخيه قال:انت كنت بتزور وليد
                        أومأ حسين برأسه قائلا:ايوه كنت بزوره ده واجب مهما كان وبرضه كنت باعرفه ان يوسف قال ايه فى التحقيق علشان تحت اى ظرف يبقى عارف انه مش متوجهله اى تهمه

                        زفر ابراهيم بارتياح وقال بامتنان:انا مش عارف اقولك ايه يا حسين بس انت عارف ان يوسف احسن عندى من ابنى
                        ربت حسين على يده قائلا:المهم دلوقتى أخبار فريق العمال اللى جايين علشان الاسانسير ايه وصلوا للسبب
                        قال ابراهيم بحيرة:هما خلاص بيخلصوا ومعاهم كمان ناس من الحكومه بيطلعوا على التقارير النهائيه
                        حسين فى قلق:والنتيجه ايه
                        قال ابراهيم وقد خلا وجهه من كل تعبير:قضاء وقدر

                        نظر له حسين بتمعن وقال بدهشه:معقول ؟.....يعنى مفيش سبب معين
                        حرك ابراهيم راسه نفيا وقال:بكرة المحرك فلتت من غير اى سبب واضح و منقدرش نتهم الشركه بأى حاجه لان مفيش اى عيب يخص الصيانه أو التركيب....ثم نظر الى أخيه نظرات مضطربه حزينه فقال حسين :عاوز تقول حاجه يا ابراهيم
                        قال:سامح وليد يا حسين ..اللى وصله ده غلطتى انا وامه مش غلطته هو لوحده ..ارجوك سامحه وخلى يوسف يسامحه... يوسف راجل وكفايه انه قال انه ميعرفش مين اللى ضربه ..

                        وضع حسين يده على كتف أخيه قائلا:ربنا يسامحنا كلنا يا ابراهيم احنا محتاجين نسامح بعض علشان ربنا يسامحنا..يلا أستأذن انا بقى علشان اروح أطل عليه..سلام عليكم
                        ذهب حسين بينما دخل ابراهيم حجرة وليد فوجد الطبيب يتمم فحصه وعندما أنتهى سأله فى رجاء:ايه الاخبار يا دكتور...أومأ الطبيب برأسه وهو يدون ملاحظاته عن حالة وليد وقال:العملية؟

                        قال ابراهيم:العمليه وياترى هيتحسن ويقدر يمشى تانى ولا ايه يا دكتور
                        نظر له الطبيب بعد ان انهى ملاحظاته وقال :شوف يا حاج انت بتسأل عن حاجه لسه بعيده اوى احنا لسه يدوب فى البدايه والحالات اللى زى دى بتاخد وقت طويل لحد الشفا الكامل وده محتاج جهد وصبر واستعانه بالله
                        خفض ابراهيم راسه وهو يقول :ونعم بالله يا دكتور ربت الطبيب على كتفه وخرج من الحجره وتركهم

                        جلس ابراهيم بجوار زوجته وهو ينظر لولده الممدد أمامه على فراش المرض حالته غير مستقره آلامه متواصله وقلبه يعتصره الالم حزنا وندما.. فلم يكن له الاب الناصح المربي الحنون وانما أنشغل وتركه هو وأخته وتصور ان جمع المال هو أقصى جهد يمكن بذله من أجلهم ونسى دوره الاصلى..التربيه والتوجيه ..حتى زوجته لم يعاملها كما يجب ليصلح أخطائها وعيوبها وانما كان يتركها ويهرب منغمسا فى عمله...شعر انه المسؤل الاول والرئيسى عن ما وصلوا اليه جميعا....أخذ يستغفر ويسترجع ويدعو الله ان يساعده ويقويه فى طريق أصلاح ما تركه يفسد طيلة السنوات الماضيه

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""
                        طرق الحاج حسين باب حجرة ولده فى المشفى ودخل اليه مبتسما ...أقترب من فراشه وقال بابتسامه حانيه:ازيك النهارده يا يوسف
                        حاول يوسف النهوض أو الاعتدال فى فراشه ولكن والده ساعده فى العوده كما كان فى وضع الاستلقاء وهو يقول:خليك يابنى متتعبش نفسك
                        قال يوسف:الله يسلمك يا بابا ..انا بخير طول ما حضرتك راضى عنى
                        وضع المقعد بجوار فراشه وجلس عليه وهو يقول:ربنا يرضى عنك وعنا يابنى ...ثم قال وهو ينظر الى الفراش الاخر:اومال مريم فين
                        يوسف:فى الحمام بتتوضا

                        حسين :وهى عامله ايه دلوقتى كان شكلها تعبان اوى امبارح
                        خرجت مريم من الحمام وهى تجفف يدها من أثر ماء الوضوء ابتسمت وهى تنظر الى عمها وذهبت اليه صافحه وقبل جبينها وهو يقول:عامله ايه النهارده شكلك اتحسنتى عن امبارح كتير الحمد لله
                        قالت بابتسامة رضى:الحمد لله يا عمى لما نمت واستريحت شويه بقيت كويسه انا كنت مرهقه بس مش أكتر..قبلها على راسها مره أخرى وهو يقول :الحمد لله ثم همس فى أذنها:قولتيله

                        حركت راسها نفيا...بينما قال يوسف:انتوا سابينى هنا وواقفين تتكلموا المفروض ان انا اللى المريض على فكره
                        قال حسين وهو يتجه الى مقعده مره اخرى ويجلس عليه:متستعجلش دلوقتى تلاقى اخواتك وامك طابين عليك
                        ذهبت مريم الى ركنها الذى أتخذته مصلى فى الحجرة ووقفت تصلى فنظر يوسف لابيه وقال بصوت منخفض بعض الشىء:بابا لو سمحت انا عاوز ارد مريم بس مش عاوز اردها عضب عنها ومش عارف اعمل ايه
                        تفحصه ابيه وقال بنفس النبره الخفيضه:ومسألتهاش ليه

                        مط يوسف شفتيه فى تبرم قائلا:سألتها مردتش عليا وانا مرضتش أحاول معاها كتير علشان متحسش انى بضغط عليها بتعبى واللى حصلى ده..وأستدرك قائلا:ممكن حضرتك تكلمها وتحاول تقنعها
                        حسين:أنا رأيى انك تستنى لما ربنا يتم شفاك وتخرج من المستشفى وترجع البيت وساعتها تكلم معاها تانى وهيبقى ليها وقتها حرية الرفض او الموافقه لكن انا لو كلمتها هتفتكر ان دى رغبتى وممكن توافق علشان متزعلنيش
                        أنتهت مريم من صلاتها وجلست تتلو الاذكار ..طرق الباب ودخلت عفاف مسرعه الى ولدها جلست جواره تتحسسه بلهفه:عامل ايه يا حبيبى النهارده..انا كنت هموت واجيلك من بدرى بس ابوك منعنى

                        أخذ يد أمه وقبلها قائلا:الحمد لله يا ماما متقلقيش انا بقيت زى الحصان
                        أطل ايهاب برأسه الى الداخل قائلا بابتسامه مرحه:صباح الخير يا مطعون
                        ضحك يوسف وهو يتحسس جرحه قائلا:بطل تضحكنى يا جدع انت حرام عليك الجرح بيألمنى لما بضحك
                        تبعته فرحه التى لحقت بأمها بجواره تطمئن عليه وقالت:ايمان وعبد الرحمن بره ومعاهم وفاء وجوزها..نظر الحاج حسين الى ايهاب قائلا:خليهم يدخلوا يابنى

                        وقفت وفاء امامه بعينين دامعتين وقالت بخجل:حمدلله على السلامه يا يوسف ربنا يقومك بالسلامه
                        قال بابتسامه صافيه:الحمد لله يا وفاء انا كويس ..قال عماد انا مش عارف ايه اللى حصلكوا ده انت ووليد فى يوم واحد حاجه غريبه فعلا
                        قال عبد الرحمن مقاطعا:قدر الله وماشاء فعل ربنا يقومهم بالسلامه هما الاتنين وأستدرك قائلا:تعال معايا نجيب للجماعه دول حاجه يشربوها بدل ما يدعوا علينا ولا حاجه

                        نهضت وفاء قائله:لا مفيش داعى يا عبد الرحمن احنا ماشين على طول
                        عبد الرحمن:لا مينفعش يالا يا أستاذ عماد
                        خرج عماد وعبد الرحمن وأغلق الاخير الباب خلفه :فقالت وفاء:انا عرفت اللى عملته مع وليد فى التحقيق يا يوسف حقيقى انت راجل اوى وطول عمرك شهم بصراحه... وانا عارفه انى موقفى صعب لانى أخته لكن انت عارفنى كويس ..ولم تستطع ان تتحدث أكثر وبدأت دموعها فى الحديث عنها

                        فقالت عفاف:متعيطيش يابنتى انتى طول عمرك قريبه مننا وعارفين كويس وأخوكى ربنا يسامحه ويسامحنا كلنا
                        قال يوسف مستكملا لحديث والدته:متعيطيش يا وفاء دموعك غاليه عندى وانتى عارفه مكانتك عندى كويس مش محتاجه تتكلمى الكلام ده ..نظرت له مريم نظرة ذات معنى وجلست بعيدا وهى تشعر بالحنق من اثر كلماته لها
                        قالت ايمان:الحمد لله الدكتور طمنا قبل ما ندخلك وقالنا بالكتير يومين تلاته وتخرج بالسلامه
                        ان شاء الله

                        ذهبت وفاء وزوجها وأنصرف الجميع عند أنتهاء الاوقات الرسميه للزيارة وبقيت مريم مرافقة له ...جلست على الفراش الاخر بجواره وفتحت المصحف وبدأت بالقراءة فى همس
                        جعل ينظر اليها وهى تقرأ وكلما واتته الفرصه ليقاطعها ويطلب منها العوده تخونه شجاعته ويصمت فى تردد
                        حتى أنتهت ووضعت المصحف وقامت لاداء صلاة العشاء وبعد أن انتهت من أذكار الصلاة ونهضت متجهه الى فراشها مره أخرى قاله لها:مريم..التفتت له فقال:ممكن تحطيلى المخده ورا ظهرى ....عاوز أتعدل علشان اصلى انا كمان
                        ترددت لحظات فقال:خلاص لو هيضايقك...قالت متلعثمه :..لا..مفيش مضايقه ولا حاجه
                        كان لابد أن تتخذ وضعا معينا لكى تستطيع ان تساعده على الاتكاء قليلا لتضع الوساده خلف ظهره فابتعدت مره أخرى متردده فى ارتباك وخجل
                        فقال لها:طيب خلاص ارفعى السرير وخلاص مش لازم مخده

                        أنتهى من صلاته فألتفتت اليه وقالت :تحب انزلك السرير شويه
                        ابتسم وهو يحرك راسه نفيا قائلا:لا متشكر انا اصلى مش جايلى نوم دلوقتى...
                        تنحنحت فى حرج وهى تقول بارتباك:طبعا انت مش زعلان من وفاء ..صح
                        نظر اليها قائلا:وهزعل منها ليه وهى ذنبها ايه..وفاء طول عمرها بنت كويسه اوى
                        شعرت بالحنق مرة أخرى وظهر ذلك على نبرة صوتها وهى تقول:اه ما انت قلتلها كده
                        ونظرت له نظره جانبيه وهى تستدرك:واكتر من كده كمان

                        راوده احساس بالسعادة عندما لمح الغيرة فى صوتها ونظر اليها بعمق يتأملها ويتفحص معالم وجهها المضطرب وقال بخفوت:قلتلها ايه
                        قالت بسرعه واندفاع:قلتلها دموعك غاليه عليا اوى وانتى عارفه مكانتك عندى كويس
                        منع الابتسامه التى كانت تريد القفز على شفتيه حتى لا يقطع عليها استرسالها الحانق على كلماته لوفاء وقال بهدوء:ماهى فعلا طول عمرها ليها مكانه عندى

                        لم تلحظ استدراكه لها فقالت بضيق:ومتجوزتهاش ليه بقى لما بتحبها اوى كده
                        لم تستطع الابتسامه الصبر اكثر من هذا خدعته وقفزت على شفتيه رغما عنه وهو يقول:انا قلت برضه انى بحبها جبتى الكلام ده منين
                        رأت ابتسامته وشعرت بمراوغته فى الحديث فأشاحت بوجهها بعيدا ولم تجبه
                        فاردف قائلا وهو يتفحصها بابتسامته العذبه:انا مبحبتش غير واحده بس...وبدعى ربنا فى كل وقت انها ترضى عني وتسامحنى وترضى ترجعلى تانى

                        سحبت غطاءها وهى تنظر بعيدا عنه وقالت بقتضاب:تصبح على خير
                        قال بسرعه يعنى هتسبينى متعلق كده ..طب نزليلى السرير الاول كده ظهرى هيوجعنى
                        نهضت مرة أخرى وأتجهت الى فراشه فقال:طب ممكن تظبطيلى المخده دى تحت راسى احسن مش مرتاح خالص
                        قالت وهى تحمل راسه بيد وتحرك الوساده باليد الاخرى :انت شكلك بتدلع على فكره
                        أمسك يدها وجذبها اليه برفق فشعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهى تحاول الاعتدال ولكنه لم يسمح لها وأستنشق عبيرها وقال بصوت رخيم:
                        انا رجعتك لعصمتى يا مريم

                        ثم فك أسر يدها فأعتدلت وقد شعرت ببرودة تسرى فى اوصالها أقشعر لها بدنها وكأن نبضات قلبها أخذت تبطئ شيئا فشيئا مما أشعرها بالدوار ولكنها لم تغضب ولم تستنكر ما قاله ..خطت نحو فراشها وصعدت بصعوبه وتدثرت...كلمة واحده جعلتها تذوب بعضها فى بعضها
                        ونامت فى ثوانى معدوده كأنها غابت عن الوعى

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""
                        فى اليوم التالى فحصه الطبيب وقال بابتسامه :والله انت بطل يا استاذ يوسف ماشاء الله عليك
                        قال يوسف بسرعه:هخرج امتى طيب يا دكتور
                        ابتسم الطبيب وقال:مستعجل اوى كده ليه ده يدوب بقالك يومين بس

                        قال يوسف بشغف:الله يخاليك يا دكتور انا اصلى بكره القاعده الطويله دى وعاوز اروح بيتنا بقى
                        دون الطبيب ملاحظاته قائلا:خلاص خاليك النهارده بس وروح بكره الصبح لو عايز..وقوم اتمشى بقى لو الراقده مزهقاك اوى كده
                        زم شفتيه تبرما ثم قال:طب مينفعش اروح اتمشى فى بيتنا ..انا والله حاسس انى بقيت كويس
                        زفر الطبيب بنفاذ صبر ثم ابتسم له قائلا:انت ملكش حل بجد:لكن عموما هكتبلك على خروج اخر النهار ...حاول يوسف الكلام ولكنه قاطعه قائلا:ومفيش خروج قبل كده... فاهم

                        ثم نظر الى مريم وقال:تعالى يا مدام لو سمحتى علشان افهمك هتتعاملى مع الجرح ازاى بعد ما يخرج وربنا يقدرك عليه... بصراحه جوزك ده لا يحتمل بصراحه
                        أبتسم يوسف وشعر بالبهجة ..أخيرا سيعود لمنزلة بصحبة زوجته ليبدأ معها حياة جديدة لن يشوبها الا ما حدث فى الماضى فهل من الممكن ان يرأب هذا الصدع فى يوم من الايام

                        وفى المساء كان يخطو خطواته الواهنه بعض الشىء داخل بيته وعبد الرحمن يساعده الى الصعود الى فراشه والجميع ملتف حوله فى سعادة مرحبين بعودته الى منزله سليما معافى
                        وبعد ان اطمأنت لأستغراقه فى النوم فتحت خزانتها بهدوء وأخذت ملابسها وأغلقتها بهدوء
                        دخلت الحمام وأغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت وهى تجفف شعرها بالمنشفه فوجئت به يجلس على طرف الفراش ينتظرها ..تعثرت قليلا فى خطواتها ثم استعادت توازنها بسرعه وأتجهت الى المرآه لتمشط شعرها فقال وهو ينظر لصورتها المنعكسه فى المرآه: مريم ..لو سمحتى تعالى غيرليلى على الجرح

                        الفتت اليه بدهشة وقالت :الدكتور لسه مغيرك عليه الصبح
                        قال بعناد:لا مش مرتاح حاس ان فى حاجه مش طبيعيه.. لو سمحتى تعالى شيليه حاسس ان فى نمله بتقرصنى
                        قالت تنهدت قائله:نمله.!!..اظاهر الدكتور كان عنده حق لما قالى ربنا يصبرك عليه
                        وضعت المنشفه وأحضرت الادوات الطبيه وضعتها بجوارها على طاولة صغيرة بجوار الفراش
                        وقالت :طيب فك زراير القميص لو سمحت

                        تصنع الالم وهو يقول:مش قادر يا مريم ممكن تفكيهالى انتى ونظر لها برجاء وقال:من فضلك
                        فشرعت فى فك ألازرار بارتباك حاولت ان تسرع ولكن سرعتها جعلتها ترتبك أكثر وتتعثر كان فى قمة سعادته من قربها منه الى هذه الدرجة وملامسة أطرافها لصدره ويتأمل شعرها الذى مازال تعلق به قطرات الماء وود لو أنها تعثرت أكثر وأكثر ..قال مبتسما وهو يتأملها :كل ده ..بتفكى كام زرار

                        قالت بارتباك وقد احمرت وجنتاها :أهو خلاص خلصت الحمد لله
                        أنتهت وقامت بمساعدته فى خلع قميصه فى حرج شديد وجلست تزيل أثار الاصق الذى وضعه الطبيب فزاد أرتباكها اكثر وتدرج وجهها الحمرة خجلا من رؤيته عارى الصدر أمامها هكذا

                        حاولت ان تنتهى سريعا كما علمها الطبيب لتهرب من نظراته المخترقه لها وكأنه يغوص بداخلها من عمق النظرات المتفحصة محتفظا بابتسامته العذبه الحانيه مرت اللحظات القليله عليها وكأنها ساعات طويله كان الوضع مخجل جدا بالنسبة لها
                        وأخيرا أنتهت وهى تقول بسرعه:يعنى لا كان فى نمله ولا حاجه ..تتبعها ببصره وهى تلملم اشيائها وتضعها فى صيدليه صغيره فى الغرفه
                        أتممت تمشيط شعرها وعقصته للخلف بطوق بنفس لون ملابسها وقالت وهى تخرج من الغرفه:انا هروح انام بقى تصبح على خير
                        فقال بسرعه وهو ينهض متجها اليها ببطء:مريم...انتى لسه بتخافى مني

                        أشاحت بوجهها وهى تستدير لتنصرف :مش وقته الكلام ده انا مرهقه وعاوزه انام
                        وضع يده أمامها ليمنعها من المرور وقال بحزن:أنتى لسه مسامحتنيش يا مريم..مش كده؟
                        قالت دون ان تنظر اليه :انا قلتلك قبل كده انى مسامحاك
                        يوسف:طب انا راجعتك غصب عنك..يعنى مكنتيش عايزة ترجعيلى؟

                        تابعت وهى مازالت تنظر بعيدا عنه:ده حقك اللى ربنا ادهولك...انت ممكن ترجعنى لعصمتك حتى من غير ما تقولى
                        حرك رأسه نفيا قائلا:بس انا مش عايزك تعملى حاجه غصب عنك ...انا راجعتك تانى علشان حسيت انك بتحبينى وبتغيرى عليا لكن لو الاحساس ده غلط وانتى مش عايزانى قوليلى
                        لم تستطع ان تجبه أنما أكتفت بنظرة لوم وعتاب طويله ودفعت يده بلطف ومرت من امامه للخارج ثم الى غرفتها الاخرى لتنام بها
                        جلس على طرف فراشه وهويشعر بالحيرة أهذه النظرة المعاتبه من أجل كلماتى ام من أجل انى راجعتها رغما عنها ام من اجل ماذا ..لكن أحساسى يقول غير ذلك ...أشعر بنبض قلبها لا أخطىء هذه النظرة ابدا...أستجيبي يا حبيبتى ..أستجيبي ..فأنا وان كنت شتاء ففى قلبى ربيع نابض لكى بالازهار

                        دخلت فراشها وتدثرت جيدا وكالعادة عندما تواجهها أزمة..وضعت الوسادة فوق راسها وحاولت ان تنام لكن هيهات تشعر بالضجر الشديد:لماذا لا يشعر بى لماذا يعتقد انى عدت اليه رغما عنى لماذا لا يتمسك بى اكثر من هذا هل انا هينة عنده الى هذا الحد لا تجعل ترددك سكينا يمزق قلبى فيصبح حافرا لقبر حبى

                        غلبهما النوم وفى الصباح كانت والدته اول من تطرق بابهم ...ابتسمت لها مريم مرحبة بها قالت عفاف:هو يوسف لسه نايم
                        مريم :ثوانى اشوفه لحضرتك...طرقت الباب ولم يأتيها رد فعلمت انه مازال نائم ترددت فى الدخول ولكن لابد ان تدخل ...لم يكن الباب مغلقا بشكل كامل فدفعته بهدوء ودخلت وذهبت اليه فى فراشه لتوقظه كان ما يزال على نفس هيئته السابقه عندما تركته بالامس
                        شعرت بالخجل الشديد وهى تلمس يده لتوقظه ونادته بهدوء:حتى أستيقظ ونظر لها قائلا بتكاسل:صباح الخير
                        قالت بسرعه:صباح النور مامتك بره يالا قوم
                        أمسك يدها بسرعه قائلا:استنى طيب قومينى

                        نظرت له وقالت بعناد:انت بقيت كويس بلاش دلع يلا قوم بقى
                        تصنع يوسف الضعف وهو يقول:بطلى ظلم بقى يا مفتريه حرام عليكى تعالى ساعدينى بقى
                        مريم بضجر:اساعدك ازاى يعنى
                        يوسف:أمسكى ايدى بس وساعدينى اقوم
                        أستدارت اليه وأمسكت يده الاخرى وحاولت ان تساعده على النهوض وهو يتصنع التعب قائلا:مش قادر يا مريم أيدى وجعانى ومش هتعرفى تقومينى كده
                        مريم:أقومك ازاى طيب

                        يوسف:أحضنينى
                        أعتدلت مندهشة وقالت:افندم
                        ترك يده تسقط على الفراش بضعف قائلا:حرام عليكى انا تعبان قومينى بقى زمان ماما مضايقه بره
                        زمت شفتاها بحنق وقالت رافضة:طيب خاليك بقى وانا هروح انده مامتك تقومك بطريقتها
                        وخرجت سريعا وهو يقول متوسلا:لا بلاش ماما الله يخاليكى يا مريم..معندهاش هزار فى الصحيان


                        وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفه ووضعت أكواب الشاى امام يوسف على الطاوله الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى منها الارهاق على وجهها وهى تقول:انت فعلا بتدلع اوى مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
                        نظر لها وداعبها قائلا:هو انا عملتلك حاجه ده انا غلبان

                        قالت بحنق:اه غلبان اوى ..عاوزنى اقومك واقعدك وأفصصلك واحطلك الاكل فى بؤك واغسلك ايدك وانشفها
                        قال بحزن مصطنع: زهقتى منى قوام كده ..ده انا مريض
                        قالت ساخره:اه مريض اوى شكلك كده هتخف وانا هرقد مكانك
                        قال بنظرة حانيه:بعد الشر عليكى يا حبيبتى..خلاص مش هتعبك تانى انا فعلا بدلع بس ببقى مبسوط وانتى مهتميه بيا كده..وبعدين الاكل ليه طعم تانى من ايدك

                        بدأت مريم بأرتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر اليه نظرة جانبيه...وقد بدا سيهم بقول شىء ويقاوم التردد بصعوبه فقال بسرعه:مريم انا عاوز اسألك سؤال كده بس متردد وأستدرك قائلا:وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
                        أومأت برأسها وقالت :أتفضل أسأل
                        يوسف:هو احنا لما كنا فى الجراج والدنيا ضلمه مكنتيش خايفه منى
                        حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاه:وأخاف منك ليه
                        أردف قائلا :يعنى انتى بقيتى تحسى بالامان معايا

                        نظرت له بجانب عينيها وقالت:انت ليه مهتم اوى بالسؤال ده ..سألتهولى اكتر من مره
                        زفر بحزن قائلا:لما كنا فى مسافرين قولتيلى وانتى بتعيطى انك لما سمعتى صوتى فى الضلمه حسيتى بالامان ......ثم التفت اليها متابعا:نفسى ترجعى تحسى بالامان معايا تانى

                        أجابته بخفوت وهى تضع عينيها فى الكوب بين يديها:لو مكنتش حسيت معاك بالامان مكنتش فضلت ماسكه فيك واحنا فى الجراج والدنيا ضلمه ومفيش حد غيرنا زى ما كنا فاكرين
                        تنهد بارتياح وهو ينظر الى الحديقه قائلا:الحمد لله...دى اقصى حاجه كنت بتمناها
                        سمعت صوت رنين هاتفها فقالت:هروح اشوف مين

                        أخذت الهاتف وابعتدت عنه لتتحدث الى عمها دون ان يسمعها
                        مريم :الحمد لله يا عمى احنا بخير كلنا
                        حسين :ويوسف اخباره ايه النهارده
                        مريم:النهارده احسن كتير الحمد لله
                        قال باهتمام:هو جانبك دلوقتى
                        مريم:لا فى البلكونه
                        حسين:قولتيله ولا لسه
                        أبتسمت أبتسامه خفيفه وقالت:لاء لسه ..بصراحه يا عمى عاوزه أربيه شويه

                        ضحك بسعاده قائلا:يبقى ردك لعصمته تانى مش كده
                        مريم :ايوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
                        ضحك مرة اخرى وقال:خلاص ربيه براحتك انا موافق...

                        دخل يوسف من الشرفه الى الغرفه التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال:كنتى بتكلمى مين
                        مريم بعدم اهتمام:ده باباك..كان بيطمن عليك
                        كادت ان تتركه وتخرج من الغرفه لولا ان وقف امامها يسد عليها الطريق ..تلاقت عينيهما فقال بهمس:بحبك
                        كان يتوقع ان ان تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعاده كلما قالها ولكن هذه المره وقفت تنظر اليه وقالت بنظرة لم يفهم معناها:من أمتى؟
                        تفاجأ بالسؤال فقال:يعنى ايه...تابعت :يعنى بتحبنى من امتى احنا من ساعة ما اتقابلنا واحنا بنتخانق زى القط والفار
                        قال يوسف بخفوت:والله ما عارف من امتى انا فجأة كده لقيتنى باغير عليكى من كل حاجه وكان نفسى اوى تسمعى كلامى وتغيرى طريقة لبسك ساعتها

                        بدت على وجهها ملامح ساخره وهى تقول:ليه مكلمتنيش بود وقولتلى انك مش راضى عن طريقة لبسى بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق احيانا
                        يوسف: زى ما قلتلك واحنا فى نويبع انا عمرى ما حبيت قبلك ومكنتش عارف اعمل ايه كل اللى كنت بحس بيه انك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص ..كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
                        وبعدين يا مريم انا كنت حاسس انك حاسه بيا وكنت متوقع انك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى باغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من اول مره لكن انا لقيتك بتعاندى اكتر من الاول مش عارف ليه

                        نظرة له نظرة طويله وقالت بهدوء:مكنتش متأكده من احساسك وتصرفاتك العصبيه كانت مشككانى ...لو كنت اتعاملت بطريقة مختلفه ونصحتنى بهدوء ولمحتلى انك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك هتشوفنى بكلمه ... لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفه معاهم دول ومتوقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك.. لو كنت لما مشيت ورايا بالعربيه نزلت وشدتنى قدام الناس غصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك صدقنى كنت هسمع كلامك وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه..انك بتغير
                        لكن انت كنت دايما تكتم فى نفسك وتكتفى بالتصرفات العصبيه وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى انك بتأمرنى لمجرد انى بنت عمك وبس

                        لمعت دمعة فى عينيها فمسحها بأنامله وقال بحب:كنت غلطان سامحينى انا كنت سىء الظن لابعد الحدود معاكى...لكن عاوزك تعرفى انى مكنتش مبسوط يعنى وانا بكتم فى نفسى كده انا كنت بتعذب يا مريم...وعذابى وصل للمنتهى ولابعد حد فى يوم الحادثه ....لدرجة انى اخدت الحبوب دى والسجاير من غير تفكير وكأنى منوم وفاقد للسيطره على نفسى لغيت عقلى ...سامحينى يا حبيبتى
                        نظرة له مره أخرى بنفس النظرة المبهمه قائله:فاكر لما سألتك فى العربيه واحنا راجعين من فرح وفاء وانت اضايقت من سؤالى وقلتلى انى باستفزك ...انا عاوزه اسألك نفس السؤال تانى ولو سمحت جاوبنى

                        أشاح بوجهه بعيدا وأغمض عينيه وهو لا يريد التذكر وقال ببطء وقد شعر بغصة فى حلقه : صدقينى لو قلتلك انى مش فاكر حاجه خالص ..كل اللى فاكره اني حضنتك وقلتلك الكلام اللى قلته وانتى بتقاومينى وفجأه لقيتك اتخبطى فى الحيطه ووقعتى على الارض
                        صمت وهو يضغط عينيه بقوة كرها لما تذكره فى هذه اللحظه فقالت :وبعدين ايه اللى حصل؟
                        مسح وجهه بيديه وقال لها :انا مش عاوزك تفتكرى التفاصيل دى انا ماصدقت انك بقيتى كويسه
                        معايا

                        فتابعت وكأنها لم تسمعه:وبعدين يا يوسف حصل ايه
                        رضخ لرغبتها وقال:صدقينى مش فاكر كل اللى فاكره ساعتها لما وقعتى على الارض وانا قربت منك ..... بدأ جبينه يتعرق وهو يتذكر تلك اللحظات بصعوبه وقال:شلت عنك الهدوم
                        وبعدين بدأت اشيل هدومى وفجأة حسيت انى صنم عقلى اتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد ..حاولت بعدها افتكر اى تفاصيل مافتكرتش حاجه ابدا صدقينى

                        وتركها وخرج من الغرفه الى حجرة المعيشه جلس على الاريكه وبدأ فى البكاء وهو يتصور كل مشهد مر امام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وقتها وهى تصرخ فيه :فوق يا يوسف انا مريم"
                        سمعت صوت بكاءه فخرجت اليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وتعلو شهقاته وهو يستغفر الله ...أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الامر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت ان عقلها ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره:
                        مصدقاك يا يوسف ...عارف ليه لانك ملمستنيش ..معملتليش حاجه ابدا

                        توقف البكاء وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران والتفت اليها بذهول وقطب جبينه قائلا:يعنى ايه
                        أفلتت دمعتين من عينيها وقالت:فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما اغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
                        أومأ براسه وهو ينظر اليها بصمت فقالت:الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى
                        قالتلى طب أحتمال يكون القىء والدوخه بسبب الحمل نتأكد..طبعا انا كنت هموت وافقت على طول وبعد الفحص قالتلى لا مفيش حمل ولا حاجه يبقى انتى اكيد جالك برد فى معدتك ولا كلتى حاجه ملوثه

                        أطرقت راسها بخجل وهى تقول : ساعتها طلبت منها تكشف عليا علشان كنت حاسه بتعب معين كده فى المكان ده ..كشفت عليا وبعدين بصتلى باستغراب وقالتلى اومال بتقولى عليه جوزك ازاى ولا انتوا كاتبين الكتاب؟
                        وبعدين قالتلى طب لما هو كتب كتاب وافقتى ليه يا بنتى على كشف الحمل ....ساعتها شكيت وسألتها ليه بتقول كده ..ضحكت وقالتلى مهو مش معقول تبقى دخله وانتى لسه بنت بنوت
                        ساعتها روحت فى دنيا تانيه مبقتش عارفه اضحك ولا اعيط اصرخ ولا اعمل ايه مش عارفه لقيت دموعى نازله زى المطر
                        ولما خرجت من عندها والبنت الممرضه شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتوره كانت فاكرانى حامل..طبعا افتكرت ساعتها انى بعيط علشان مطلعتش حامل

                        توقفت الساعات والعقارب حتى انه شعر ان الهواء ايضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركه وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول...الذهول وفقط
                        فقال فى هذيان :يعنى ايه ...اومال ده حصل ازاى ..ازاى ..

                        قالت من بين دموعها:اكيد أغمى عليك والا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى
                        قفز المشهد فى عقله مره أخرى..لقد تذكر لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو يشرع فى نزع ملابسه ..عندها كان يترنح بقوة وسقط غائبا عن الوعى

                        أستدار اليها بجسده كله دفعة واحده وكأن روحه دبت فيه دفعة واحده من جديد وهتف بها:ومقولتيش ليه من ساعتها ...ليه يا مريم وقف ناهضا وقال :يعنى ايه

                        يعنى انا لسه بعفتى وطهارتى يعنى انا مش زانى ...يعنى ...يعنى انا لسه يوسف ...انا يوسف ..انا مضعتش من نفسى... انا ربنا حصنى وحمانى من المعصيه دى

                        نهضت لتقف امامه وقالت ودمعها ينهمر كالشلال وتمد أناملها تمسح الدموع عن وجهه وتقول:وانا لسه مريم ..انا كمان لسه مريم يا يوسف ..لسه بعفتى وطهارتى وربنا حمانى وحصنى رغم كل الافترا اللي أتقال عنى

                        نسي ألمه وجرحه الذى لم يندمل بعد وحملها بين ذراعيه وطاف بها وهو يهتف تاره ويصرخ تارة أخرى ويبكى بضحكات ويضحك بدموع وأختلطت دموعه بدمعها وهو مازال يهتف: مش مصدق ..مش مصدق يا مريم مش مصدق
                        أنزلها الى الارض برفق قائلا: بابا ..بابا لازم يعرف

                        عقدت ذراعيها اما صدرها وقالت بمكر:وانت فاكره لسه مايعرفش ..انا قلتله وانت فى العمليات وهو كمان مكنش مصدق زيك كده
                        أحتضن وجهها بكفيه قائلا:ومقولتليش ليه من ساعتها
                        قالت وهى تنظر لعينيه وتمسك بقبضته:كنت عاوزه اربيك شويه
                        تأمل وجهها لفترة طويله ووأحتضنها بين يديه قائلا :يابنت اللذين ... ثم ابعد وجهها مره أخرى ونظر اليها يتفحص عينيها قائلا بتحدى:تصدقى بقى ده انا اللى هربيكى

                        قرأتها فى عينيه فأبتعدت وهرولت الى غرفتها وأغلقتها من الداخل :فطرق الباب بقوة هاتفا :افتحى يا مريم أحسنلك
                        وقفت خلف الباب وقلبها يخفق بشدة :مش هافتح
                        طرقها مره أخرى صائحا :بقولك افتحى بدل ما أكسر الباب
                        بادلته الصياح من خلف الباب :بقولك مش هافتح مهما عملت مش هافتح ..مش هافتح مش هافتح مش هافتح يعنى مش هافتح

                        وبعد مرور شهرين وفى يوم الجمعة كان موعد اللقاء الاسرى المعتاد حول مائدة الطعام الكبيرة جلس الحاج حسين على رأس المائدة كالعاده وهو يقول :اومال يوسف ومريم منزلوش ليه لحد دلوقتى
                        قالت عفاف بنفاذ صبر :والله زهقت يا حاج بقالى ساعه كل شويه اتصل ويقولوا نازلين ومفيش فايده ضحك حسين ضحكات جعلت الجميع يبتسم ثم قال:الله والبنات فين كمان ...ايمان وفرحه ووفاء مش كانوا هنا من شويه
                        تدخل عبد الرحمن قائلا:اصل يا بابا ايمان عملت حركه تمرد عليك وقالت الستات لوحدها والرجاله لوحدها طبعا حضرتك عارف انا جاى اهدى النفوس مش أكتر

                        ضحك والده مره أخرى وقال:خلاص طالما هى حابه كده والبنات موافقين أحسن برضه علشان يبقوا على راحتهم أكتر
                        وهنا طرق يوسف ومريم الباب فتح ايهاب باب المنزل وهو يمسك معدته قائلا:حرام عليكوا متنا من الجوع
                        دخل يوسف وهو يلف كتف مريم بذراعه ويقول:معلش يابنى انا عارف ان اختى مجوعاك قدرك بقى ونصيبك اصبر بقى
                        خرجت فرحه قائله بشغف:انا سامعه حد بيجيب سيرتى

                        تلقاها يوسف بذراعين مفتحتين قائلا بمرح:لا يا ام العيال وحشانا يا غاليه
                        ضربت يده وهى تقول أم العيال فى عينك ده انا لسه يدوب فى الشهور الاولى بينى وبين ايمان شهر واحد ...نهض عبد الرحمن واقفا وهو يقول لفرحه:لا بقولك ايه ولا سابقاها ولا حاجه دى الحكايه كلها فرق التوقيت مش أكتر
                        علت الضحكات بينهم وقالت مريم طب ادخل انا بقى للبنات :قبل ما حد فيكوا يصطادنى
                        ربت يوسف على كتفها وقال مشجعا :أدخلى يا حبيبتى بس على مهلك ..ثم نادها برجاء ..الله يخليكى يا مريم كفايه ترجيع بقى أحسن كده على ما تيجى تولدى مش هنلاقى حاجه جوه اصلا

                        وأثناء الغذاء التفت عبد الرحمن الى والده قائلا:عمى مجاش النهارده ليه يا بابا
                        حسين:بيحضروا نفسهم علشان هيسافروا يعرضوا وليد على دكتور بره مصر
                        التفت اليه يوسف قائلا: هو ابتدى يتحرك ولا لسه
                        تدخل ايهاب قائلا:بيتحرك على كرسى متحرك كده جوى البيت
                        تمتم يوسف قائلا بعدم أهتمام ربنا يشفيه
                        ربت والده على يده قائلا:لا يابنى ادعيله من قلبك ان ربنا يشفيه وليد عرف غلطته وندم على اللى عمله وعرف ان اللى هو فيه ده عقاب من ربنا

                        تدخلت عفاف قائله :ومش هو وبس والله يا حاج ..دى فاطمه كمان كأنها أتبدلت لواحده تانيه خالص الحزن على ابنها كسرها اوى وخلاها فى دنيا تانيه ربنا يرفع عنهم يارب.. الله يسامحهم بقى

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"

                        :...يوسف
                        :نعم يا حبيبتى
                        :ناولنى البسكوت المملح اللى جانبك ده
                        :مريم مكنش حمل ده كل شويه بسكوت بسكوت انتى حامل فى عيل فى الحضانه ولا ايه
                        :كده يا يويو...ده انت حتى امبارح زعلتنى ومردتش تشيلنى
                        :اولدى انتى بالسلامه يا حبيبتى وانا اشيلك زى ما انتى عايزة اصل بصراحه معنديش غير عمود فقرى واحد
                        :قصدك ايه انا تخنت يعنى
                        :لا يا حبيبتى هو انا أجرؤ أقول كده
                        :طب هات البسكوت بقى
                        :بقولك ايه يا مريم
                        :نعم يا حبيبى
                        :عبد الرحمن كان بيحكيلى على سياحه جديده كده اسمها السياحه الزوجيه
                        :ايه ده بجد يعنى ايه الناس بتسافر مجوز
                        :مجوز؟
                        :اه أتنين اتنين يعنى
                        :مجوز ايه بس هو انا بكلمك على جوز حمام
                        :طب فهمنى ايه السياحه الزوجيه دى
                        :طب تعالى جوه احسن الدنيا برد هنا
                        :طب شيلنى
                        :ليه؟؟؟؟؟؟؟؟
                        :علشان تحكيلى جوه على السياحه الزوجيه !!!!
                        :سياحة ايه؟
                        :السياحه الزوجيه اللى عبد الرحمن قالك عليها!!!!!!
                        :عبد الرحمن مين؟
                        :اخوك!!!
                        :اخويا مين انا ماليش اخوات ...
                        قال شيلنى قاااال!!!!!!!!!!!!!

                        تمت بحمد الله

                        (لا تندم على أحساس صادق قد بذلته فالطيور لا تأخذ مقابلا على تغريدها )
                        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                        تعليق


                        • #57
                          جزاكم الله خيراااااااا استاذ قاهر الضلال علي المتابعه ولكل من شاركنا القراءة جزاكم الله خيرا


                          دعواتي لك أخانا الكريم بأن يرزقك زوجه صالحه اللهم اسكنه قلبها
                          واسكنها قلبه
                          ولاتحرمه من صلاة فى بيتها
                          يكن لها هو اماما



                          اللهم اميييييييييين








                          من يريد ان يكتب تعليق عن كل شخصيه او رساله او فائدة لا يبخل علينا بها




                          حسين


                          احلام


                          مريم


                          ...............


                          دمتم في رضا وغفران من الله عز وجل اسألكم الدعاء لي بحسن الخاتمه وان يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر


                          السلام عليكم
                          اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                          تعليق


                          • #58
                            المشاركة الأصلية بواسطة أم رودي مشاهدة المشاركة
                            جزاكم الله خيراااااااا استاذ قاهر الضلال علي المتابعه ولكل من شاركنا القراءة جزاكم الله خيرا


                            دعواتي لك أخانا الكريم بأن يرزقك زوجه صالحه اللهم اسكنه قلبها
                            واسكنها قلبه
                            ولاتحرمه من صلاة فى بيتها
                            يكن لها هو اماما



                            اللهم اميييييييييين








                            من يريد ان يكتب تعليق عن كل شخصيه او رساله او فائدة لا يبخل علينا بها




                            حسين


                            احلام


                            مريم


                            ...............


                            دمتم في رضا وغفران من الله عز وجل اسألكم الدعاء لي بحسن الخاتمه وان يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر


                            السلام عليكم
                            بارك الله فيكي وجزاكي الله خيرا على تلك الدعوة الجميله واسأل الله تعالى ان يتقبل اللهم اااامين

                            تعليق


                            • #59
                              رد: (من الحياة ) أبناء أحلام ...وعائله جاسر قصه حقيقه

                              جاري قرأت القصة .... بوقت آخر
                              للــرفع .... كي لاانسى الموضوع
                              لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                              حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                              قل خيرًا او اصمت



                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              14 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                              ردود 0
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:01 ص
                              ردود 0
                              6 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:00 ص
                              ردود 0
                              2 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:05 ص
                              ردود 0
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X