الجوع هو الحل :) ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشهيدة مسلم اكتشف المزيد حول الشهيدة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجوع هو الحل :) ..


    على هامش القمع ..

    بقلم / مُعتز أبو عين ..


    كانَ الجلادُ يسيرُ في ساحةِ السجنِ الكبرى أو المَسْلخ (كما كانَ يسميه المواطنونَ في تلك العنابرِ) ،


    وكانَ يُردد بهستيريا :



    عِلاجُكم هو الجوع ، دواؤكم هو الذلُ ،الفقرُ ، الجَلْد يا قرود ..



    أنا من سَيشفيكم !!



    اعتادَ المواطنون صبيحةَ كُلِّ يومٍ أن يسمعوا (سيمفونية) الآلامِ تلك؛ إلاَّ أنهم اعتادوها كما اعتادوا الجوعَ والعريَّ؛ فالساحةُ كانت عبارةً عن سورٍ إسمنتي قَديم، تتباينُ من خلاله بعضُ قطع الطوب المختلطةِ بعرقِ المواطنين ودماءِ المسجونين، وكان بين كل عشرة طوبات قطعة حديدية حمراء اللون من الصَدأ والدم، وقد عُلِّق عليها أحدهم من يَديه، وهكذا إلى باقي السور، وكان قَد فُرض عليهم المكوث هنالك طوالَ اليومِ بحَرهِ وبردِه ..


    ألم يَجرؤوا أن يطلبوا زيادةً على كِسرة الخبز اليومية؟!


    إذاً فهم يستحقونَ ذلك!!



    لم يَكن الخمرُ هو الذي قادَ الجلاد إلى حتفه، ولا مَالُه أو غِناه، ولا تلك الطاولةُ التي كانَ يضعها في نصفِ الساحة وعليها أشهى أصنَاف الطعامِ والفاكهةِ والمشروباتِ، بينما كانَ يَطوفُ أحد أعوان الجلادِ بكيسٍ أسودٍ ممتلئ بكَسَرَاتِ الخبزِ اليابِسة، وفي شِماله قارورةُ ماءٍ في قاعِها حفنةٌ مِن تراب الوطن ..


    يُوزعها مُشمئزاً على هَؤلاء الثوار المُعلَّقينَ على سور السجن، كلا !!


    إنَّ الجوعَ نفسه هو الذي أعادَ لهم الشِّبع ..


    الذلُ عينُه هو الذي وهَبَ لهُم العِزة ..


    الهَوانُ نفسهُ هو مَن قادَهم إلى الكرامةِ ..


    وحدَثَ ما لم يَكُن بالحُسبانِ !!



    مَضى على الناسِ وهم مُقيدونَ أكثر من شهر، فأصبَحت وجوههم كالحة محروقة، وأصبَحت عِظامُهم تَظهرُ من بَينِ لحمهم، وصارت عُيونُهم تَدخلُ إلى جَماجِمهم يوماً بعدَ يوم، حتى كادوا يَهلَكون ..


    لكنَّ الثورةَ حدثت في لحظة!!


    عادَ الجلادُ بعد ليلِ طويل أشبع فيهِ المساجينَ شَتماً وجوعاً وذُلاً لو قُسِّمَ على سُكانِ البلدةِ كُلِّها لنالَ الرضَّعَ مِنها نصيبٌ!!


    عادَ إلى فِراشه الحريري الذي كان داخل السجنِ نفسه،ثم وضَع زُجاجةَ الخمرِ وقَدحَ الذهبِ على طاوِلةِ الفضةِ أمامَهُ، ثم تَلفَع بالحَريرِ وغرق في نومٍ عَميق ..


    كانوا مُعلقينَ، لكنَّهم أحياء يَتنفسُونَ بصعوبةٍ بالغة، لقد تَمزقت جُلودُهم، إلا أنهم بقوا يتَهامسونَ فِي ما بَينهم، وكَانَ صوتُ صدى وقع خُطى الجَلادينَ وضحِكاتهم ورائحَةُ سجائرهم قد هَمدت قَليلاً ..


    فعمَّ السكون في أرجاءِ الساحةِ، وما هي إلا لحظات وإذا بأحد المُعلَّقينَ-وهو أكثرُ من جُوِّع- قدْ سَقَطَ على الأرضِ، فَقَامَ مَرعُوباً لا يَدري ماذا حَدث؟!


    فَنظرَ وتأملَ قليلاً و السعادةُ تَغمُرهُ !!


    فإذا بالقيدِ الذي كانت يَداه به مَوثقتانِ قَد صَغُرت على مِعصميه!!


    لَقد ضَعُفَ لحَمُهُ مِن الجُوع حتى نَفذ، نَعم !!


    لم يَبقَ مِن اللحم والدهن ما يمسك القَيدُ بِه يدَه، فَسقطَ. لقد سقطَ إلى الحُريةِ، ثُم ذَهبَ بهيكلهِ وما تَبقى عليهِ من الجلدِ إلى باقي الموثقين على ذلك السورِ يُخبرهُم بالسرِ الذي نَجاهُ، فنظرَ بعضهم إلى بَعضٍ، تأملوا حاَلهم، وإذا بِهم كُلهم يَفكونَ قَيودهم بالجوعِ، ويسقُطونَ إلى أرضِ الوطنِ من سورِ الوطن الدامي، ويُهرعون بالمئاتِ كالأمواتِ إلى بابِ الجلادِ، ويهتفُونَ بِشعاراتِ الجلاد ذاتِها : (الجوعُ عالجنا ... الذل أنقذنا... الفقرُ خلصنا) ، وإذا بهم يجرفون في طريقهم كل الحراس والسجانين، حتى وصلوا إلى غُرفةِ الجلاد، فأخذوهُ ولم يَسمعوا وعوده في (الإصلاحِ والتجديد) ..


    أخذوه إلى طَاولته في الساحةِ وعلقوه بإحدى الحدائدِ تلك، ثم طافوا عليهِ بكلِ أصناف الطعامِ والشراب حتى امتلاءَ بطنهُ، ثم قادوهُ إلى غُرفتهِ، وعلقوهُ في سقفِ الغرفةِ على طاولتِه الفضيةِ، ثم شَنقوهُ في دثاره الحريريّ ..
    .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة الشهيدة مشاهدة المشاركة

    أخذوه إلى طَاولته في الساحةِ وعلقوه بإحدى الحدائدِ تلك، ثم طافوا عليهِ بكلِ أصناف الطعامِ والشراب حتى امتلاءَ بطنهُ، ثم قادوهُ إلى غُرفتهِ، وعلقوهُ في سقفِ الغرفةِ على طاولتِه الفضيةِ، ثم شَنقوهُ في دثاره الحريريّ ..
    [align=justify] لم نصل لتلك النهاية بعد فالجلاد مازال فى القصر يتجرع كؤوس الشراب ويستمتع بأمواج البحر وهوائه العليل
    لكن ربما نرى تلك النهاية فلطالما حرمونا ذلك الحلم الجميل والآن أُبيح لنا الحلم الجميل وهاهم يعيشون فى نفس الحلم لكنهم يرونه كابوسا كئيبا
    فياللمفارقة العجيبة
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      نتمنى أن نرى يوماً أسوداً حالك السواد في كل الظالمين
      ونؤمن بأننا إن لم نرى ذالك اليوم في الظالمين في الدنيا فإن لهم يوماً عبوساً قمطريراً
      ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ{42} مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)
      {43}
      +

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة وائل غدير مشاهدة المشاركة
        لم نصل لتلك النهاية بعد فالجلاد مازال فى القصر يتجرع كؤوس الشراب ويستمتع بأمواج البحر وهوائه العليل
        لكن ربما نرى تلك النهاية فلطالما حرمونا ذلك الحلم الجميل والآن أُبيح لنا الحلم الجميل وهاهم يعيشون فى نفس الحلم لكنهم يرونه كابوسا كئيبا
        فياللمفارقة العجيبة


        قد لم يصل جلادنا بعد إلى ما وصل إليه جلاد القصة ..

        لكن أعتقد أن الجوع قد حرر كثيرين فعلاً !!
        .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

        تعليق


        • #5

          بسم الله الرحمن الرحيم


          http://www.youtube.com/watch?v=n7fm4zMSw7g
          الـ SHARKـاوي
          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

          تعليق


          • #6

            ارْضَ بالماءِ والخبْز تسلمْ مِنَ الرِّق ..

            هذه هي الرسالة ..
            .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

            تعليق


            • #7
              ولو كان فى الوطن من يحبون الشبع عن الحرية فما الحل !!!
              إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

              من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
              إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
              فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
              ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
              لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
              ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
              لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
              ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
              ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
              أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
              ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مسلم للأبد مشاهدة المشاركة
                ولو كان فى الوطن من يحبون الشبع عن الحرية فما الحل !!!
                سيبتليهم الله بالجوع والنقص حتى يبدؤوا بالشعور بمن حولهم ..
                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                ،،،
                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                أحمد .. مسلم

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة


                  سيبتليهم الله بالجوع والنقص حتى يبدؤوا بالشعور بمن حولهم ..

                  نسأل الله لهم الهداية والرجوع للحق
                  إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

                  من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
                  إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
                  فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
                  ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
                  لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
                  ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
                  لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
                  ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
                  ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
                  أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
                  ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ 4 أسابيع
                  ردود 0
                  16 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د تيماء
                  بواسطة د تيماء
                   
                  ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                  ردود 0
                  18 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د تيماء
                  بواسطة د تيماء
                   
                  ابتدأ بواسطة د تيماء, 5 ينا, 2023, 12:04 ص
                  ردود 0
                  54 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د تيماء
                  بواسطة د تيماء
                   
                  ابتدأ بواسطة د تيماء, 3 سبت, 2022, 12:10 ص
                  ردود 0
                  20 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د تيماء
                  بواسطة د تيماء
                   
                  ابتدأ بواسطة د تيماء, 4 أغس, 2022, 07:06 م
                  ردود 0
                  35 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د تيماء
                  بواسطة د تيماء
                   
                  يعمل...
                  X