المؤامرة الكبرى (سرقة وطن) الجزء الثاني

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    الخاتمة



    هل إسرائيل دولة أپارتهيت ؟


    ما هو الأپارتهيد
    الأپارتهيد ؟..هو سياسة الفصل على أساس العنصر أو الإثنية ومؤسس على مجموعة من التطبيقات التمييزية لصالح فئات محددة تضمن تفوقها العنصري على حساب فئة أخرى .
    فالأپارتهيد: Apartheid‏, تنطق بكسر الهاء حيث أن الكلمة تتكون من مقطعين: "أپارت" apart و "هيد" heid...وتنطق: ( أپارتهيت)..
    وفي إسرائيل التفرقة العنصرية المؤسسة تقوم على أساس ضمان تفوق مجموعة من اليهود المستوطنين على السكان العرب الفلسطينيين وبشكل لا لبس فيه .
    وبنظرة مقارنة حول التطبيقات العملية لهذه السياسة من الصعب إيجاد فوارق بين الحكم الأبيض في ج.أ وأخوه الإسرائيلي في فلسطين من فصل بين السكان ، مناطق لليهود الإسرائيليين ومناطق للعرب ، قوانين لليهود وقوانين للفلسطينيين .....
    الآن يوجد في فلسطين نظامي طرق ، نظامي سكن ، نظامي تعليم ، أنظمة قانونية وإدارية مختلفة للسكان اليهود عن تلك لغير اليهود .
    إن كل قانون تم سنه من نظام الأپارتهيد له قانون مشابه في إسرائيل :
    قوانين الملكية "Group Areas Act" ، قانون منع الزواج المختلط ، قانون الحركة والتصاريح ، قانون الاعتقال الإداري "Public Safety Act" وطبعاً ما سأتطرق لاحقا لنظام البانتوستانات المرادف لاتفاقيات أوسلو .
    ولكن كما يلاحظ الناشط والأكاديمي ساري مقدسي أن الأبارتهيد الإسرائيلي يتميز وبذكاء بتجنب وضوح ثنائية الأبارتهيد الأم ، فعلى صعيد المثال لن ترى في كل فلسطين التاريخية إشارة واحدة تقول "Jewsonly" لليهود فقط ...فالعنصرية هنا هي عملية ممارسة وليست لغة .

    السؤال الذي أود التعامل معه الآن ، وهو سؤال كثيراً ما قصرت الحركة الوطنية الفلسطينية في محاولة فهمه : هل قطاع غزة شبيه ببانتوستانات جنوب أفريقيا العنصرية ؟ بمعنى ، هل هو منطقة شبيهة بالمعازل السوداء التي عزل فيها السكان السود في ولكن بدون حقوق سياسية ومدنية؟..
    الجواب هو نعم ، ولا .
    نعم .. لأن سكان القطاع معزولون عن باقي سكان فلسطين التاريخية ، ولا يتمتعون بالحد الأدنى من الحقوق السياسية وحتى الحياتية المتوفرة للسكان اليهود بسبب كونهم ولدوا لأمهات لا ينتمين للدين "الصحيح "! وفي هذا السياق لابد لي من الإشارة لحقيقة يتم تجنبها وبشكل متعمد عند الحديث عن غزة وأساليب الاضطهاد الممارسة ضد سكانه. فـ80% من أهل القطاع تم تطهيرهم عرقيا عام 1948 وهم ممنوعون من العودة للقرى والمدن التي شردوا منها! .
    لقد تم تأسيس نظام المعازل العرقية لفصل السكان السود في تجسيد عملي "لأرقى" معادلة عنصرية أراد نظام الأپارتهيد تطبيقها لإبراز التفوق الأبيض (White supremacy)وقد سميت هذه المعازل "بأوطان مستقلة " ولكن بدون حقوق متساوية ولا حتى قرار سياسي مستقل Bantustanization .
    وهذا بصراحة يغريني بشكل كبير أجد صعوبة هائلة في مقاومته بالمقارنة بما يسمى بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67م ولكن هذا موضوع آخر !.. وهكذا تم الحديث عن 11دولة تعيش بسلام جنبا إلى جنب ! حتى هذه المعادلة العنصرية نحن في غزة محرومون منها !أعتقد أن إسرائيل تعلمت من درس جنوب أفريقيا والأربع بانتوستانات التي أعلن عنها في جنوب إفريقيا إنها على صعيد المثال لم تعين قادة محليين لقيادة بانتوستانات الضفة ..ومعسكر الاعتقال الأكبر في غزة أو ما يسمى "حكومة الحكم الإداري الذاتي المحدود". وعلى العكس من ذلك فقد قامت إسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة بالسماح بانتخابات "حرة" حتى تكسب عملية بناء المعازل Bantustanization" " شرعية وموافقة دولية والأهم من ذلك موافقة السكان الأصليين مع العلم أن هذه الانتخابات جرت تحت حراب الاحتلال في معادلة غريبة وفريدة من نوعها, وبمفارقة تاريخية نادرة لتعبر عن مأساة تراجيدية فلسطينية بامتياز ، وبيع وهم وسراب ما يسمى "الاستقلال" لجزء من 22% من أرض فلسطين التاريخية .
    بمعنى آخر أن إسرائيل ، وليس كنظام الأبارتهيد, نجحت بشكل ما أن تغري جزء من السكان الأصليين في فلسطين بأن يرضوا بإعلان "الاستقلال" على قطع من الأرض بدون سيادة وعملياً تحويل هذه القطع الى معازلBantustanization ومعسكرات اعتقال تروج للعالم على أنها الدولة الفلسطينية المستقلة .

    ولأن القطاع تحول من بانتوستان ما بين 1993م /2000م إلى معسكر اعتقال كبير فالمقارنة هنا يجب أن تذكرنا بأنه كما قال العديد من الناشطين الجنوب أفارقة حين زاروا الأراضي المحتلة ، ومن بينهم الأسقف دزمنود توتو،روني كاسرلز وجون دوجرد ،وقيادات النقابات العمالية ما قد شاهدوه كان في نظرهم "أسوأ بمراحل مما شهده أهل جنوب أفريقيا إبان فترة الحكم اللاانسانية بعد مأسسة الأبارتهيد عام 1948م" . فلقد قالوا"إن ما نراه أسوأ, أسوأ من أي شيء تحملناه ، مستوى الأبارتهيد ، العنصرية ، والقسوة اللاانسانية تفوق بكثير أسوأ مراحل الأپارتهيد... إن نظام الأبارتهيد نظر للسكان السود على أنهم أقل شأناً "Inferior"ونحن لا نعتقد أن الإسرائيليين ينظرون للفلسطينيين كبشر على الإطلاق!"..

    اذاً الفارق بين النظامين الشقيقين هو كالفارق بين تقليل قيمة الإنسان " inferiority" ونزع إنسانية الإنسان " dehumanization "وهو الفرق بين الاستغلال ""Exploitation والإبادة "Annihilation" كما يقول ساري مقدسي .

    هل حصل على الإطلاق في تاريخ الأپارتهيد أن قامت قوات التفرقة العنصرية باستخدام F16 ،أباتشي ،ميركافا ،وحتى قنابل الفسفور المحرمة دولياً ضد السكان المدنيين في معسكرات السود "Townships "؟. عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب إبادة همجية عام 2008-2009 على القطاع ..


    تعليمات الحكومة العنصرية أيام الأپارتهيد



    في تقرير صدر حديثا عن “مركز الدراسات الإنسانية بجنوب إفريقيا” حول ما إذا كانت إسرائيل تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وسكان القدس الشرقية والتي تشبه الممارسات العنصرية والجرائم التي ارتكبتها دول الاستعمار الغربية في ظل القوانين الدولية التي سنتها الأمم المتحدة؟ حيث يجيب التقرير عن السؤال الرئيسي وهو ” هل إسرائيل دولة اپارتهيد ؟” على غرار ممارسات العنصرية أو الأپارتهيد التي مارستها دولة جنوب إفريقيا التي حكمتها الأقلية من السكان البيض ضد أغلبية سكانها من السود؟. وقد عرض هذا التقرير ريميلارد من جمعية ” سلام عادل في الأرض المقدسة” .
    يتضمن التقرير دراسة شاملة عن القانون الدولي ذو العلاقة بالأحكام الشرعية والقانونية التي حكمت فلسطين تاريخيا منذ عهد العثمانيون حتى الوقت الحاضر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل القوانين الإسرائيلية ومرافعات الدفاع أمام القضاء الإسرائيلي ومقارنته في إطار القانوني الدولي حيث درس التقرير الأسباب التي لم تخضع فيها إسرائيل قوانينها للقانون الدولي.
    وتمت مقارنة الممارسات الإسرائيلية بممارسات تبنتها دولة جنوب أفريقا في ممارساتها لسياسة التمييز العنصري أو الأپارتهيد.
    ولبحث الموضوع من كافة جوانبه ، أظهر التقرير الحالة الإسرائيلية العامة وممارساتها القانونية تجاه اللاجئين الفلسطينيون في الأراضي المحتلة بعد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام1967 أي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
    وبموجب القانون الدولي ، يعرف نظام الأپارتهيد على انه نمط مؤسساتي من التفرقة العنصرية تسن الدولة من خلاله قوانين تصب في صالح فئة عرقية معينة تمارس السيطرة والتفرقة العنصرية ضد فئة أو فئات عرقية أخرى بهدف اضطهادها.
    ويقول التقرير أن هناك 3 أركان رئيسية تعتمد عليها أنظمة الأپارتهيد للسيطرة :
    الركن الأول : تقوم الدولة بتصنيف القوانين التي تمنح المميزات وتهيئ الأوضاع الأفضل لفئة على حساب فئة أو فئات أخرى.

    الركن الثاني: تقوم الدولة بفصل السكان في مناطق جغرافية على أساس الهوية،حيث تمنح الفئة المفضلة مميزات عدة منها: امتلاك الأراضي والمياه والمصادر الأخرى بالإضافة إلى الامتيازات والخدمات الحكومية في المقابل يتم تحجيم الفئة الأخرى المحرومة من تلك المزايا ويتم تحجيم وجودها في أماكن متفرقة ومحاصرة جغرافيا في مساحات ضيقة وتتقلص باستمرار.
    الركن الثالث:تقوم الدولة باستصدار قوانين أمنية وسياسات مبنية على اضطهاد أي معارضة لنظام الدولة الحاكم. ونظام السيطرة هذا يتم فرضه من خلال الإعدامات، والاعتقالات الحكومية والتعذيب وسياسة القمع والمعاملة الوحشية المهينة ومن خلال الاعتقالات العشوائية والزج في السجون لأعضاء الجماعة الأخرى الغير مرغوب فيها.
    ومن خلال إتباع تلك الأساليب وتطبيقها وجد التقرير أن إسرائيل ومنذ عام 1967 أنها دولة احتلال معتدية ودولة حرب تعتمد في سياستها على نظام الأپارتهيد أو التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين .
    ووجد التقرير أن إسرائيل تمارس سياسة الأپارتهيد من خلال تبنيها للأركان الثلاثة المذكورة.
    • فمن خلال الركن الأول فان إسرائيل تتبنى مبادئه التي تتلخص في الفئة المفضلة، وأنظمة منفصلة لليهود على حساب غيرهم من الفلسطينيين.فالقانون الإسرائيلي المحلي يقوم بفصل فئة اليهود كفئة لها الأفضلية على حساب الفلسطينيين .
    • الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليه إسرائيل و ضمتها لها بصفة ” أراضي الدولة” وأخضعت تلك الأراضي للانتفاع بها من قبل اليهود و تدار من قبل المنظمة الصهيونية العالمية ، والمنظمة اليهودية ، وصندوق النقد الوطني اليهودي وكل تلك الهيئات والمنظمات الخارجية تعمل كشبه دولة تابعة لإسرائيل ومخولة من قبل الدولة الإسرائيلية وتتقاضى الدعم المالي منها مقابل إدارة شؤون تلك الأراضي، علاوة على أن قوانين تلك المنظمات مسخرة فقط لخدمة اليهود واليهودية في أنحاء العالم.
    • ومنذ عام 1967 قامت إسرائيل بإحلال القوانين المحلية التي تحكم المناطق المحتلة إلى قانونين رئيسيين محليين: الأول يخدم المستوطنين اليهود والثاني قانون عسكري يطبق فقط على الفلسطينيين.
    ولازلنا في سياق الركن الأول من التقرير للأپارتهيد الإسرائيلي في:
    حق البناء والسكن والتعمير- فبعد احتلالها للمناطق الفلسطينية عام 1967، عمدت إسرائيل إلى تجميد الحدود البلدية للمدن الفلسطينية والقرى لان القانون الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من حقوق البناء خارج الحدود البلدية التي يحددها لهم هذا القانون والذي بدوره يخدم الأساس الذي سن من اجله وهو حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحصول على 90 % من تصاريح البناء وبالتالي تدمير الآلاف من بيوتهم.
    - لذا ومنذ عام 1967 لم تنشأ أي تجمعات فلسطينية في القدس الشرقية.
    مزايا للمستوطن
    - تشجع إسرائيل اليهود من أي بقعة في العالم للهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال المنح الفوري للجنسية الإسرائيلية، والسكن في المستوطنات والمساعدات والمزايا المالية التي تشمل: الإعفاءات الضريبية على الممتلكات والإعفاء من ضرائب أصحاب العمل ، والمنح المالية لتغطية نفقات التنقل والإقامة في المستوطنات وقروض للإيجار وخدمات الكهرباء والمياه وشراء الشقق السكنية وتحول معظم تلك القروض إلى هبات مجانية بعد 3 سنوات من الإقامة في المستوطنات بالإضافة إلى التعليم المجاني منذ مراحله الأولى وحتى إكمال المرحلة الجامعية بالإضافة إلى التعليم التقني ، بينما الفلسطينيون لا يحصلون على أي من تلك المزايا.
    حرية الإقامة
    - يفقد الفلسطينيون الحاصلون على إقامة او جنسية في بلد آخر الإقامة في القدس الشرقية فورا أما اليهود فلهم حق الإقامة والجنسية في القدس الشرقية حتى لو حصلوا على إقامة وجنسية بلد آخر.
    حرية المغادرة والعودة إلى بلده
    - لا يحق للفلسطينيين الذين فروا خلال حربي 1948،أو 1967من الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو من قطاع غزة العودة إلى ديارهم أو المطالبة بممتلكاتهم وفي المقابل يحق لليهودي من أي مكان في العالم العودة إلى إسرائيل أو الأراضي المحتلة حتى لو لم يسبق لأحد من أجداده أن ولد أو أقام في فلسطين.
    لم شمل العائلة
    - اليهود لا يحظروا ولا يمنعوا من العيش أو الإقامة أو لم شمل أفراد عائلاتهم حتى لو قدموا إلى إسرائيل من دولة أخرى، وفي المقابل لا تمنح نفس الحقوق للفلسطينيين للم الشمل لعائلاتهم.
    الجنسية
    - رفضت إسرائيل إقامة دولة فلسطينية وفي نفس الوقت رفضت منح الجنسية الاسرائيلة للفلسطينيين في الاراضى المحتلة من الحصول على الجنسية الإسرائيلية وفي المقابل يحق لليهودي من أي مكان في العالم الحصول على الجنسية فورا ويمنح مزايا مالية عند الانتقال إلى المناطق الفلسطينية المحتلة والإقامة بها.نظام منح الأذون
    - فرضت إسرائيل نظام الأذون على كاهل الفلسطينيين، فلا يحق للفلسطيني إصلاح بيته أو إعادة أعماره أو حتى إيداع نقدي في حسابه البنكي دون الحصول على إذن مسبق من الحكومة الإسرائيلية ، وحتى عند زراعة أراضيهم وحقولهم بالبصل وحتى عند استخدام تركتوراتهم التي يمتلكونها ، يفرض عليهم الحصول على إذن مسبق. وأحيانا تمنح تلك الأذون للفلسطينيين بناء على مدى تعاونهم مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي.
    الحقوق الاقتصادية
    - تمنع إسرائيل حق الاستيراد والتصدير وتمنع الفلسطينيين من حق التنقل عبر الأراضي الفلسطينية وقد أدت سياسة “الإغلاق” إلى تعطيل الاقتصاد الفلسطيني من التطور والنمو من خلال سياسة التقطيع والقيود التي تفرضها إسرائيل على الاقتصاد الفلسطيني ، مما تسبب في ارتفاع تكلفة إنشاء الأعمال التجارية وتعطيل مهامها وتحديد أي فرص لإنجاحها.
    - تفرض اسرائيل على الفلسطينيين الحصول على أذون مسبقة من إسرائيل لزراعة المحاصيل. وتمنح تلك الأذون فقط إذا كان إنتاج المزارع الفلسطيني مطابق لجودة انتاج المزارع الإسرائيلي.
    - لا يحق للفلسطيني إنشاء مصنع أو تأسي منشأة تجارية أو توظيف أكثر من عشرة أشخاص في منشاته أو مصنعه.
    النقابات التجارية
    - يجب على العمال الفلسطينيون أن يدفعوا 11 % من أجورهم كضريبة تامين للاتحاد الوطني للنقابات الإسرائيلية الهستدروت (بالعبرية) ، وفي نفس الوقت، لا يحصل الفلسطينيون على مزايا التأمين مقابل دفعاتهم مثل تعويضات مخصصات البطالة ، مخصصات الإعاقة أو مخصصات كبار السن بالإضافة، يدفع العمال الفلسطينيون 1% من أجورهم إلى الهستدروت كرسوم عضوية الذي هو أساسا مخصص لحل منازعات العمال اليهود والهستدروت معروف بتعاونه مع الجيش الإسرائيلي في تضييق الخناق على الفلسطينيين.
    حق التعليم
    - تنكر إسرائيل حق الفلسطينيين في التعليم من خلال تطبيق اجراءات غير مباشرة تعيق حركة الطلاب الفلسطينيون من الوصول الى مدارسهم بسبب اغلاق مدارسهم بصورة متكررة وعلى مدار العام ، بالاضافة الى اقتحام الجيش الاسرائيلي للمدارس والجامعات وتدمير البنية التحتية لتلك المدارس وحرمان الطلاب الفلسطينيون من الحصول على تصاريح خروج للسماح لهم الدراسة بالخارج.
    حرية الصحافة:
    - تفرض اسرائيل قيود مشددة على التقارير والمعلومات الصحفية الواردة من المناطق الفلسطينية من خلال فرض الرقابة المباشرة ، ورفص اصدار او تجديد البطاقات الصحفية و تقييد حرية حركة الصحفيون او من خلال تدمير مشئات وعدات الارسال التلفزيونى اوالراديو اومن خلال الاعتقالات التعسفية وسجن الصحفيين وتعرضهم للضرب والتعذيب والقتل.- يطبق الاعلام الاسرائيلي نظام تصنيفي من الرقابة الذاتية ويطلق عليه (تقرير ناكيد –بالعبرية) ومن مبادئ هذا النظام التصنيفى ان لايذكر فى الاعلام الاسرائيلي أي كلمات تشير الى “فلسطين” او “الفلسطينيون” او” القدس الشرقية” او الاشارة الى مناطق ومدن او قرى بالضفة الغربية بأسمائها الفلسطينية وتستبدل بالاسماء العبرية او تسمية الضفة الغربية باسم (ياهودا والسامرة).
    - تصنف منظمة صحفيون بلا حدود اسرائيل انها فى المرتبة 146 من بين قائمة من 169 دولة انها تمارس حرية الصحافة.
    - تفرض إسرائيل على الصحافة الفلسطينية قيود مثل الحصول على تصريح مسبق من الجيش الإسرائيلي ولن يسمح بالنشر قبل موافقة مسبقة من قبل الجيش الإسرائيلي.
    إسرائيل تمارس الابارتهايد من خلال تطبيق الركن الثاني : سياسة الفصل ، استغلال الموارد .
    • فبعد احتلالها للمناطق الفلسطينية عام 1967 ، اصدرت اسرائيل الامر الاداري رقم 1 وينص على ضم القدس الشرقية الفلسطينية لدولة اسرائيل.
    • فى عام 1967 اصدرت اسرائيل اوامر عسكرية تعلن ان جميع مصادر المياه السطحية او الجوفية هي ملك للسيادة الاسرائيلية.
    • في عام 1978 اعلنت الوكالة اليهودية / المنظمة الصهيونية العالمية/ الصندوق الوطني اليهودي ان الضفة الغربية هي جزء دائم ولا يتجزا ضمن “ارض اسرائيل”.
    سياسة الفصل:
    - استولت اسرائيل على أكثر من 50 % من اراضي الضفة الغربية بهدف الفائدة الحصرية لليهود ولخدمة المستوطنات ومراكز الحدود العسكرية ، والمحميات الطبيعية ومناطق امنية خاصة والسور التى عزلت به اراضى الضفة الغربية ومناطق تطوير الزراعية لخدمة المستوطنين ومناطق عسكرية مغلقة وانظمة طرق سريعة مخصصة فقط لمرور اليهود ، حيث يحرم على الفلسطينيين استخدام تلك الطرق السريعة والعبور منها والمخصصة فقط لمرور وسفر اليهود من والى خارج الستوطنات او بين مدن الضفة الغربي واسرائيل.
    - اما السور “سور الفصل” فهو لوحده يبتلع نحو 10 % من اراضي الضفة الغربية من خلال اقتطاع اراضي من الصفة وضمها الى الاراضي الاسرائيلية.
    - ادت سياسة الفصل هذه الى حصار الالاف من الفلسطينيين عن بعضهم البعض مما ادى الى عزلهم عن اراضيهم ومساكنهم بسبب هذا السور حيث باتت اراضيهم وبيوتهم خارج ارض الضفة الغربية ولا يسمح لهم في الدخول للاراضي الفلسطينية للعمل او لتقديم خدمات بسبب هذا السور وفي المقابل يسمح للاسرائيلي القادم من بقاع العالم للتحرك والسفرداخل او خارج السور بكل حرية ودون أي حظر.
    - بحلول سبتمبر 2008 اقامت اسرائيل 699 قيد ضد الفلسطينيين بين مدن الضفة الغربية تتضمن نقاط التفتيش العسكرية ، حواجز الطرق الاسمنتية الخنادق ، الاكوام الرملية التي تعيق التحرك ، ومايقرب 89 من نقاط التفتيش المتحركة بالاضافة الى القيود الاخرى التي سببها انشاء سور الفصل.
    - ونتيجة لفرض نظام الفصل العنصري هذا ، عمدت اسرائيل على عزل وخنق القدس الشرقية عن باقي مدن الضفة الغربية وصارت الضفة الغربية مقسمة الى كنتونات سكانية مقطعة الاوصال بالاضافة الى ان اسرائيل عزلت وأغلقت قطاع غزة عن باقي المناطق الفلسطينية.
    استغلال الموارد:
    - عمدت اسرائيل على دمج البنية الرئيسية لشبكات الكهرباء وامدادات المياه تحت سيطرتها ، وبالتالي حرمت الفلسطينيين من حقهم في التحكم وادارة خدماتهم البلدية والخدماتية وموارد المياه.
    - تعمل اسرائيل على تحويل معظم مياه نهر الاردن و 87 % من المياه الجوفية الفلسطينية الى الاراضى الاسرائيلية والى المستوطنين الغير شرعيين. اما ال 13 % المتبقية من مياه الاراضي الفلسطينية فتوزعها اسرائيل على 2.5 مليون فلسطيني مقيمون في الضفة الغربية.
    - تعمد اسرائيل على قطع امدادات المياه للفلسطينيين من خلال تدمير ابار ومضخات المياه وقنوات الرى ومصارف المياه الفلسطينية الموصلة الى مياه نهر الاردن بالاضافة الى تدمير انظمة وصهاريج مياه الشرب والري ومنع انشاء بنية تحتية جديدة للاستفادة من استخراج مياه جديدة ، ومنع أي ترميمات أو اصلاحات لمنشئات المياه القديمة او استبدالها ببنية جديدة ، ومنع الفلسطينيين من امدادات مياه من خلال اجراءات امنية خانقة مثل حواجز الطرق والاغلاقات وحواجز التفتيش وسور الفصل العنصري.
    - يعد مسار السور العنصرى سببا في عزل الحدود الشرقية للمياه الجوفية عن المياه الموجودة في الطبقة الضخرية في الجهة الغربية من السور مما يسبب في منع الفلسطينيين من الحصول على 95% من مياههم الجوفية أي أكثر من 630 مليون متر مكعب من المياة سنويا.
    - منذ عام 1967، لم يمنح تصريح واحد للفلسطينيين لحفر بئر مياه فى المناطق الغربية من الضفة والتي تحتوي على اكبر مخزون من احواض المياه الجوفية.
    - يدفع الفلسطينيون من اربعة الى عشرين مرة اكثر من اليهود المستوطنون للحصول على المياه ولا يحصلوا على أكثر من 10 الى 60 ليتر من المياه يوميا وهذه الكمية هي أقل من 100 ليتر يوميا مما يصل عليه المستوطن الاسرائيلي من المياه والمقررة من منظمة الصحة العالمية ويتمتع اليهود المستوطنون ب 247 الى 450 لتر من المياه يوميا.
    - عمدت اسرائيل على منع تدفق المياه المندفعة طبيعيا من اعاليى منطقة الخليل للوصول الى المنطقة الخرية في غزة.
    - 90 الى 95 % من مياه غزة الجوفية غير صالحة للاستهلاك الادمي ، وغالبية تلك المياه غير صالحة ايضا للري او الاستحمام .
    - بين عامي 2000 و 2006 دمرت اسرائيل 244 بئرا من ابار غزة ودمرت 6.5 مليون ميل من خطوط المياة الطبيعية الصالحة للطبخ والاستهلاك البشري.
    - وبحلول عام 2008 وصلت نسبة البيوت الفلسطينية في غزة التى لا تصلها المياه الجارية الصالحة للشرب الى 40 %.وتواصل اسرائيل تطبيقها للركن الثالث من اركان الابارتهايد من خلال قالب من القوانين الامنية لقمع المعارضة
    • فالامن الاسرائيلي يعني لاسرائيل حماية مؤسساتها وهي نفس المؤسسات التي تفرض السيطرة على كل اشكال المقاومة الفلسطينية للاحتلال ، حيث تعتبر اسرائيل ان المقاومة الفلسطينية بمثابة ” تهديد لامنها” ويطلق على المقاومين الفلسطينيين ارهابيين.
    • وتتذرع اسرائيل بمبدا ما تسميه “الامن” لتبرير القيود المشددة المفروضة على حرية الفلسطينيين مثل حرية التعبير، والتجمع ، النقابات وحرية الحركة.
    • الاعدامات والتعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكم العسكرية دون الحق في الحصول على حق الدفاع اوالمحامة امام المحاكم العسكرية الاسرائيلية.
    • تحتل انظمة القضاء والمحاكم الاسرائيلية ” مركز رئيسي يستند اليه الجهاز الاسرائيلي في احكام قبضته الحديدية والسيطرة على الفلسطينيين”.
    المحاكم العسكرية:
    • بين عامي 2002 و 2006 ، اصدرت المحاكم العسكرية الاسرائيلية اكثر من 43,000 تهمة ضد فلسطينيين وثلث تلك التهم فقط تتعلق بمسائل امنية و 1 % منها ضد مدعى عليهم ومتهمين بالتسبب في مسائل اغتيالات دولية.
    • لا تطبق المحاكم العسكرية الإسرائيلية المعايير الدولية في نظامها القضائي .
    • لاتعترف محاكم اسرائيل العسكرية بمبدأ ” المتهم بريء حتى تثبت ادانته” وتحمل عبئ اثبات البراءة على المتهم نفسه.
    • المتهم الفلسطيني ومحاميه لا يبلغ بالتهم الموجهة اليه ا واليها حتى يتم عقد الجلسة الاولى من الاستماع ( وبعد تثبيت التهمة) وعلى المتهم ان يجيب بسرعة على اسئلة المحكمة دون اعطاء الوقت الكافي لدراسة القضية التى اتهم او اتهمت بها.
    • التهم عادة تكون مكتوبة باللغة العبرية وهي لغة لا يفهمها عادة المتهم او محاميه.
    • قرارات المحكمة ترتكز على ” الحقائق السرية” والتي لم يدلي بها المعتقل او المعتقلة او محاميهما.
    • قرارات المحكم لا يتم نشرها .
    • معظم القضاة من الجهاز الجيش العسكري الاسرائيلي ، والعديد منهم بدون خلفية قانونية او من الدارسين للقانون او من المتعلمين.
    • تصل مدة الاستماع للمتهم من 3 الى 4 دقائق في المتوسط.
    • في عام 2006 وصلت حالات الاعفاء او التبرئة الى 0.29% من الحالات.
    السجن والحصار الجماعي
    • اكثر من 40 % من السكان الفلسطينيين الذكور اودعوا السجون في وقت من الاوقات والكثير منهم بدون تهم ومن خلال حكم 6 شهور اداريا قد يجدد ليقضى المتهم العديد سنين عدة في السجن.
    • فى عام 2009 تم اعتقال وسجن 45 عضو من اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني و ثلث المعتقلين تم انتخابهم بطريقة انتخاب برلمانية ديمقراطية ومعظمهم اتهموا بالانتساب الى حزب او حركة فلسطينية تعتبرها اسرائيل ” مهددة” لامن اسرائيل وتم سجن 8 من هؤلاء النواب فى البرلمان بدون أي تهم وبدون محاكمة.
    محاكمة الاطفال
    • يحاكم الاطفال الفلسطينيين وهم في سن 12 سنة اما لاطفال اليهود فلا يحاكموا حتى يصلوا الى سن 18 سنة.
    • اكثر من 700 طفل فلسطيني حوكموا من قبل محاكم عسكرية اسرائيلية كل عام ، فقط لانهم القوا الحجارة على الجنود الاسرائيلين وفي القانون الاسرائيلي تهمة رمي الحجارة توصل مرتكبه الى السجن لمدة تصل الى 20 عاما.
    حرية التجمع والانتماء
    • يحظر على الفلسطينيين التجمهر لاكثر من 10 اشخاص مالم تمنح اسرائيل اذن مسبق بذلك وتعطى اسماء جميع المجتمعين.
    • تستخدم اسرائيل الذخيرة الحية ، قنابل الغاز المسيلة للدموع ، والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والعنف الجسدي ضد التجمعات العامة والمظاهرات.

    تعليق


    • #47
      محاكمات ضد منظمات او اشخاص لانهم يعارضون الابارتهايد الاسرائيلي:

      - اعتبرت اسرائيل ان معظم الاحزاب السياسية الفلسطينية ارهابية وان كل الهيئات المدنية التعليمية والتطوعية والثقافية التى لها علاقة
      بصورة غير مباشرة باحزاب سياسية تتعرض للاغلاق او التدمير من الجيش الاسرائيلي.
      - فى عام 2008 شنت اسرائيل هجوما عسكريا ضد مناطق مدنية وممتلكات مدنية كالمدارس ، والمستشفيات والمستوصفات الطبية
      واثنين من ملاجئ الايتام فقط لان اسرائيل اشتبهت ان من بنى هذين الملجأين ينتمون لحركة حماس.
      المعاملة الوحشية واللاانسانية في غزة
      - من عام 2000 الى 2004 دمرت اسرائيل اكثر من 2500 بيت من بيوت فلسطيني قطاع غزة مخلفة 16,000 فلسطيني بدون مأوى .
      - وفي عام 2006 القت اسرائيل بقنابلها على محطة الكهرباء الرئيسية في غزة ودمرت 6 من المحولات الكهربائية وبالتالي عطلت
      تزويد القطاع بالكهرباء تاركة غزة تعاني من نقص شديد فى الكهرباء لجعل غزة تعتمد على اسرائيل كمورد وحيد للكهرباء والطاقة وتقطير المياه ، والصرف الصحي .
      - وبعد سنوات من التدمير المنهجي بالقنابل والذي حول معظم سكان قطاع غزة الى شعب لا يستطيع سد حاجاته الاساسية بعزلها “بجدار امني”. وفي عام 2007 فرضت اسرائيل العزل على غزة وحرمت اهلها من امدادات الاساسية من الماء والكهرباء والغذاء الى فقط خمس مايحتاجه القطاع من تلك الخدمات والاحتياجات الاساسية للسكان. وتم اغلاق 95 % من الصناعات في غزة وصصلت نسبة الفقر الى 80 % وعانت المستشفيات من انقطاع الكهرباء يوميا من 8 الى 12 ساعة يوميا ، وتم القاء 30 الى 40 مليون لتر من مياه المجاري يوميا فى البحر المتوسط من قرب شواطئ غزة ويعيش الان اكثر من 1.1 مليون غزاوي تحت خط الفقر.
      - تبلغ مساحة الصيد للصيادين حوالى 20 ميلا من شاطئ غزة ولكن اسرائيل فرضت مسافة 3 اميال فقط للصيدين في غزة واذا تعدت القوارب الفلسطينية تلك المسافة تطلق اسرائيل النار على اولئك الصيادين وتدمر قواربهم وتحرمهم من الصيد الذى يعتبر مصر رئيسي لمعيشتهم .
      - في ديسمبر 2008 شنت اسرائيل حرب على غزة اطلقت عليها اسم ” عملية الرصاص المسكوب” واستمرت حملته العسكرية مدة 3 اسابيع فقتلت 1380 فلسطيني وجرحت 5380 وخلال ذلك الهجوم منعت اسرائيل المدنيين الفلسطينيية من مغادرة غزة واخضعت جميع السكان الى اشد المخاطر الجسدية والنفسية التى يمكن ان يتعرض لها شعب خلال الحرب.
      - ومنذ حرب ” الرصاص المسكوب” استمرت اسرائيل في فرض سياسة الحصار والتجويع للشعب الفلسطينى ومنعتهم من اعادة الاعمار والبناء لما دمرته التها العسكرية ضد المدنيين في غزة مخلفة المزيد من المعاناة الجسدية والنفسية والدمار في غزة.
      نقاش : اتجاهات المستقبل
      استنتاجات التى توصل لها تقرير مجلس جنوب افريقيا لبحوث العلوم الإنسانية ركزت على الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوصلت الدراسة ان ممارسات إسرائيل فى تلك المناطق تمثل ممارسات استعمارية او ماتعرف بممارسات الابارتهيد.
      الدراسة التي تناولها التقرير تضمنت ممارسات مشابهة فى مناطق اخرى تخضع للقانون الاسرائيلي وهذا يشمل ممارساتها العنصرية داخل اراضي عام 48 حيث يعيش 1.7 مليون فلسطينيون يحملون الجنسية الاسرائيلية ويمثلون 24 % من السكان وتعتبرهم اسرائيل ” مجموعة غير اصلية ولاترتبط عضويا بالدولة ويصنفون دون اليهود ” وقوانين الجنسية الاسرائيلية تفرض القيود اللاانسانية على اللاجئين الفلسطينيين وتضع القيود الصارمة على مطابهم في العودة الى ممتلكاتهم واراضيهم التى صادرتها اسرائيل عامي 1948 و 1967 وهى نفس الممارسات المفروضة على اهالى الجولان المحتل.
      ويخلص التقرير انه وبحسب القانون الدولي ، فممارسة الاساليب الاستعمارية وسياسة الابارتهيد تضر بالنظام القضائي الدولي وتهدد الامن و السلام العالميين. وبناء على ذلك فان على الاطراف المحايدة ان تستنكر الانظمة الاستعمارية و الابارتهيد . وان الابارتهيد هو جريمة في حق الانسانية ويؤدي الى تصاعد الجرائم على المستوى الفردي.
      وعلى دولة اسرائيل ان تلتزم بما يلي:
      1. تمتنع اسرائيل عن ممارساتها الغير قانونية.
      2. تفكك اسرائيل كل انظمتها الاستعمارية و المبنية على اساس عنصري.
      3. تؤسس انظمتها على احترام حقوق الفلسطينيين وحقهم في حرية التعبير.
      4. على اسرائيل ان تدفع التعويضات المادية عن الدمار الذي الحقته بالفلسطينيين .
      وعلى الرغم من وجود مئات من التقارير المقالات والتصريحات على السنة مسؤولين مثل الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر الذى ادان الممارسات العنصرية لاسرائيل في كتابه الاخير “السلام وليس العنصرية” وتصريحات القس الجنوب افريقي على ان اسرائيل تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين ، يطلع علينا احد كتاب صحيفة واشنطن بوست ريتشارد كوهن فى احدى مقالاته ينكر ان اسرائيل تمارس سياسة الابارتهيد على الرغم من اعترافه” باخطاء” ترتكبها اسرائيل ويبرر ذلك ان الفلسطينيون يشاركون فى البرلمان الاسرائيلى الكنيست ولهم حق الانتخابات ودخول الجيش . ويبدو ان ريتشارد كوهن لم يطلع على هذا التقرير وماذا يفسر تلك الحقائق التى وردت فيه؟ التقرير كله مبنى على بحث علمي يصدره مركز دراسات ومبنى على دراسة القوانين التى تعمل بها اسرائيل وليس عملا فرديا. واسأل ريتشار كوهن هل الحرب على المدنيين في غزة وقتل اكثر من 1300 مدني معظمهم من الاطفال والشيوخ والنساء هل هذا “أخطاء” فقط ؟ وبناء الجدار العنصري وابتلاع اراضى الفلسطينيون فى الضفة والقدس الشرقية وطرد الفلسطينيين من منازلهم فى القدس الشرقية هل هذه اخطاء فقط ؟ وهل هدم المنازل و تدمير البنى التحتية لاهالى غزة وحصار اقتصادي وتجارى وسجن 2 مليون من اهالي غزة فى منطقة جغرافية محدودة هل هذه العنصرية والاستعمار والاربارتهيد بعينها ام هي أخطاء فقط ؟ صحيح المثل القائل ” ضربني وبكى وسبقني واشتكى”.
      ....إن الأسباب والدوافع التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تختلف عنها في الأسباب التي أدت إلي انهيار دولة جنوب إفريقيا العنصرية وتولي أحد أبنائها الأفارقة رئاستها ـ نيلسون مانديلا ـ فأهم الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي هو قيام الدولة على المادية الجدلية والحتمية الديالكتيكية , في حين أن أهم أسباب انهيار الدولة العنصرية إنما يكمن في سلاح الوحدة الأفريقية والالتفاف حول الزعيم الواحد ـ حتى ولو كان هذا الزعيم في السجن ـ هذه الوحدة وهذا الالتفاف كانا العامل الرئيس وراء الانهيار بل والأكثر من ذلك هو تحول الحكومة العنصرية إلى رعايا تحت ظل الحكومة الجديدة والتي وجدت فيها الأمن والأمان الأمر الذي أدى معه رفضهم مغادرة البلاد وفضلوا العيش بسلام تحت مظلة حكومة نيلسون مانديلا والذي استحق جائزة نوبل للسلام .
      إن حكومة نيلسون منديلا لم تصنعها الحكومات الخارجية مثل ما حدث مع إسرائيل وإنما إرادة الشعب وحده كانت وراء الانهيار, وهناك دروس كثيرة مستفادة عبر التاريخ فالاحتلال البريطاني لمصر انهار بفعل المقاومة الداخلية من جانب أبنائه , والاحتلال الفرنسي للجزائر اندحر بفعل مليون شهيد , وشهد العالم كله اندحار الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان تحت جنح الظلام عام ألفين بفعل المقاومة اللبنانية، وكل حركات التحرير في العالم كله ما كان ليكتب لها النجاح لو لم تتوحد الصفوف الداخلية وتلتف حول قيادة واحدة...
      كل ما علا بنو إسرائيل عليه أو به أو فيه سيصله الدمار لا محالة لعموم لفظ العلو حتى علوهم في الغرب ، إذ أن الذي أبقى علوهم قائما ومستمرا في فلسطين هو علوهم في الغرب . ولذلك يصبح دمار الدول الغربية أمر محتما، ليزول علو بني إسرائيل فيها أيضا بشكل نهائي، وبذلك تنتفي تماما قدرتهم على العلو مرة أخرى، إذ أن هذا العلو هو علوهم الأخير في الأرض وأن أفعالهم ستكون سببا في زوال علوهم هذا.
      ومما يؤكد ذلك الرأي قوله تعالى في سورة آل عمران 112:[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢
      تأمل قوله تعالى: [ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ ...... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ]
      وتفسير ذلك والله تعالى أعلم بمراده.[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{61}] البقرة: ٦١
      هذه الآية توضح حكما إلهيا مُلازما لبني إسرائيل ، كان فيما سبق قد صدر بحقهم عند كفرهم وقتلهم الأنبياء ، ونلاحظ أن المسكنة عُطفت على الذلة مباشرة ، وأنهما تلازما في الوقوع تحت الضرب ، في قوله تعالى.[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ] .
      وفي سورة آل عمران ، أُعيد نفس النص السابق.
      قال تعالى:[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢
      ولكن بفصل الذلّة عن المسكنة ، مع ضرب كل منهما على حدة أولا ، ومن ثم إضافة الاستثناء التالي[ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ .... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ] من ضرب الذلّة دون المسكنة ثانيا .
      ومن هنا نستطيع القول ، بأن الذلّة ستُرفع عنهم في حالتين :
      الحالة الأولى: بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ.
      والحالة الثانية: وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ.
      وأن المسكنة ستبقى ملازمة لهم ، في حال رفعت الذلّة عنهم أم لم تُرفع .
      جاء في معجم لسان العرب، الذُّل نقيض العزّة، وقوله تعالى [ وذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلَاً ] ، بمعنى سويت عناقيدها ودُلِّيت أي خُفِّضت ، وتذلَّلَ له أي خَضَع له ، وأن المعنى المُستفاد من الذّل هو الصغار والخضوع والانخفاض ، والنقيض لهذه الصفات ، هو الاستكبار والسطوة والارتفاع .
      [ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ]: أي أُلزموا الذِّلة والصغار ، فلا منعة لهم ، بمعنى لا قوة لهم لمنع الغير ، من استباحة دمائهم وأموالهم وأهليهم . وثبتت فيهم هذه الصفة ولازمتهم على مرّ العصور، ولا خلاص لهم منها ، والسبب في ضربها عليهم هو استحقاقهم لغضب الله عليهم ، لكفرهم بآياته وقتلهم الأنبياء ، بالإضافة لما كان من عصيانهم لأوامره ، واعتدائهم على حدوده .
      [ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ]: أينما وُجِدوا.
      هنا لا بد لنا من وقفة مع هذه العبارة ، حيث يقول سبحانه :[ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ]
      فالذلة ملازمة لهم أينما أقاموا أو ارتحلوا ، وهذه الذلة ستُرفع عنهم مرتين لتُستبدل بالعلو ، أينما أقاموا أو ارتحلوا ، على امتداد سطح كوكب الأرض ، فالعلو اليهودي لمرتين حدث عارض في تاريخهم ومصيره إلى الزوال ، أو حالة استثنائية ، سيعيشها عامة الشعب اليهودي لمرتين أينما وُجدوا ، وستزول هذه الحالة عن عامة الشعب اليهودي كذلك ، عندما يأذن رب العزة بزوال علوهم في المرة الثانية ، وليعود كل يهود العالم أفرادا وجماعات ، في شتى بقاع الأرض إلى حالة الذلة ، التي هي في الأصل الحالة التي يستحقون بمنظور رب العزة .
      والسؤال الآن، لماذا كان هذا الفصل، وهذا الاستثناء ؟ : [ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ .... وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ]
      الاستثناء هنا يفيد رفع حالة الذّلة ، لتصبح حالهم من (الذل والصغار والخضوع والانخفاض ) إلى العكس تماما، أي ( العز والاستكبار والسطوة والارتفاع ) ، وهذا مما يفيد معنى العلو.
      وهذا الاستثناء يوضح أن العلو سيكون على حالين :
      فالعلو الأول كان بحبل الله، أي باتكالهم على الله في نشأته وتمكينه من خلال الوحي والنبوة.
      وأن العلو الثاني سيكون بحبل الناس، أي باتكالهم على الناس في نشأته وتمكينه من خلال المساعدات المالية والعسكرية.
      وتمعنّ في جمال ودقة التعبير القرآني ، واستخدام كلمة ( حبل ) في هذا المقام ، فالحبل يُرفع به دلو الماء ، من قعر البئر إلى قمته ، فهو وسيلة لانتشال الشيء ، من أدنى حالاته وإيصاله إلى أعلاها ، ومن قوله عليه الصلاة والسلام ، لصاحب الناقة " أعقل وتوكل " ، نجد أنه وسيلة ربط لإحكام الشيء وإبقاءه على حاله .
      وهذا ما تحقق في الواقع ، فقد استطاع اليهود بعد أن كانوا في القاع ، من تسلق الحبل الأمريكي البريطاني ليصعدوا إلى قمة تمثال الحرية ، ومن ثم تناولوا الحبل وربطوه في قرنيّ التمثال ، وأخذوا طرفه الآخر ولفّوه سياجا منعيا حول دولتهم في فلسطين ، حتى أصبح عامّة الأمريكيين عبيدا لليهود ، يقدّمون لهم القرابين التي نعلمها ، خشية أن يسحب اليهود ، طرف الحبل الذي يمسكونه بإحكام ، فيهوي رأس التمثال في البحر . وطرف الحبل الآخر ليس ببعيد عن أولئك العباد ، فما زال ينتظرهم ليسحبوه ليغرق التمثال وأهله .
      نعلم أنّ الله قد حذّرهم من اتخاذ وكلاء غيره، في افتتاحية سورة الإسراء قائلا:[ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً{2}]الإسراء: ٢ .
      في العلو الأول لهم كانوا قد طلبوا العون من الله ، لإقامة الدولة في الأرض المقدسة ، وكان اتكالهم على الله لإدامة وجودها.[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246}] البقرة: ٢٤٦..
      فآتاهم الله ما طلبوا.[ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{16}].الجاثية: ١٦
      فجمع لهم الملك والنبوة في داود وسليمان عليهما السلام .
      وأما في العلو الثاني كانوا قد طلبوا العون من ( بلفور ) لإقامة الدولة ، والاتكال على بريطانيا لإيجادها ، وعلى أمريكا لإدامة وجودها ، فكان لهم ما أرادوا ،كما هو في قوله تعالى بسورة الإسراء/6:[ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}]الإسراء: ٦ - ٧
      ولو لم يأتي هذا الاستثناء في سورة آل عمران ، وبقي على حاله كما هو في سورة البقرة ، لتناقض ذلك مع قوله تعالى في سورة الإسراء . [وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} ]الإسراء:4، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .
      [ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112}]آل عمران: ١١٢.
      تأمل قوله تعالى:[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ]
      أي الحاجة للغير والتسول بلا خجل ، فلا كرامة ولا عزة ولا إباء لهم ، فلا يوجد يهودي - وإن كان غنيا - خاليا من زي الفقر والخضوع والمهانة ( وهكذا تكون الطفيليات ) بارعون في التسلق على ظهور غيرهم بمكرهم ودهائهم ، لقضاء حاجاتهم الدنيوية الدنيئة . قال تعالى: [ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْدَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا{10} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ{11}]محمد: ١٠
      وقال تعالى:[أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْكَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{82}] غافر: ٨٢

      انهيار إسرائيل لا يكفي لتحقيق النصر

      تحت عنوان ( انهيار إسرائيل لا يكفي لتحقيق النصر) يقول الدكتور (عبد الوهاب المسيري ) في مقال له على صفحة الإنترنت
      http://www.islamonline.net/Arabic/po...article9.shtml
      هل ستنهار إسرائيل من الداخل من تلقاء نفسها ، بسبب أزمتها وتناقضاتها الداخلية الحادة ؟ كثيراً ما يُطرح هذا السؤال وللإجابة عن هذا السؤال سنذكر بعض الإحصاءات ذات الدلالة الاجتماعية الخاصة بالتجمع الصهيوني، والتي تبين معدلات التآكل الداخلي .
      من المعروف أن مؤسسة الكيبوتس كانت هي العمود الفقري للتجمع الصهيوني، فمعظم أعضاء النخبة السياسية الحاكمة ـ بل الثقافية ـ كانوا من خريجيها ( حتى عام 1977 ) . ولكن الكيبوتس تعرض لكثير من الأزمات وتغير طابعه العام، بل فقد شيئاً من طابعه الجماعي العسكري .
      وقد نشرت جريدة يدعوت أحرونوت ( 2 يناير 2000 ) ما يلي :
      ( أعلنت أمس هيئة مكافحة المخدرات أن تعاطي المخدرات الخفيفة في مزارع الكيبوتس قد تضاعف خلال خمس سنوات ، حيث قام 23,5% من أبناء الكيبوتس ممن تتراوح أعمارهم بين 18ـ30 سنة بتعاطي مخدرات خفيفة خلال عام 1998 مقابل 11,4% تعاطوا الحشيش والماريجوانا خلال عامي 1992 ـ 1993. وكان البحث قد أجري في 22 كيبوتساً، وشمل 662 فرداً بناء على طلب من هيئة مكافحة المخدرات .
      تفاقم الخمر والمخدرات

      وماذا عن المجتمع الإسرائيلي ككل ؟ .أشارت معطيات جديدة نشرت في تل أبيب إلى تفاقم ظاهرتي معاقرة الخمر وتعاطي المخدرات بين صفوف تلاميذ المدارس الإسرائيلية .

      وذكرت صحيفة معاريف ( 5 يونيو2000 ) أن استطلاعاً خاصاً أجرته وزارة العمل والرفاهية الاجتماعية الإسرائيلية لحسابها مؤخراً أظهر إن 37% من تلاميذ صفوف العاشرة في المدارس الإسرائيلية معتادون على تناول الخمر, وأن 8% من التلاميذ المعتادين على شرب الخمر أبلغوا أنهم يستهلكون مراراً في المساء الواحد ست كؤوس من الخمر .من جهة أخرى يتضح من معطيات صادرة عن ( مجلس سلامة الطفل في إسرائيل ) أن ارتفاعاً بنسبة 30% قد سجل خلال عام 1999 على عدد الشبان الإسرائيليين القاصرين الذين وجهت إليهم تهمة الاتجار بالمخدرات .. حيث قدم في عام 1998 ما مجموعه 417 لائحة اتهام ضد شبان ضُبطوا يمارسون تجارة المخدرات وحيازتها لغير أغراض الاستهلاك الذاتي ، وقد ارتفع عدد لوائح الاتهام المماثلة الموجهة في عام 1999 إلى 556 لائحة اتهام .

      تآكل الحياة العائلية
      والحياة العائلية في المجتمع الصهيوني في حالة تآكل , فقد ذكرت جريدة معاريف ( 25 يناير 2000 ) أن من بين كل 3 حالات زواج يكون مصير حالة منها الطلاق . وقد طرأت زيادة بنسبة 15% في عدد حالات الطلاق بإسرائيل منذ عام 1990 .واستمرت هذه الزيادة أيضاً خلال السنة الميلادية الماضية ، حيث سجلت زيادة بنسبة 1% في عدد حالات الطلاق ( نحو 8,604 حالات ). وتتصدر منطقة تل أبيب ( قائمة الطلاق ) حيث وقعت بها (3,016 ) حالة طلاق عام 1999 بزيادة قدرها 21% مقابل عام 1998.
      وقد ذكر ملحق هآرتس 9مايو 2000 أن عدد السيدات اللاتي أنجبن خارج إطار الزوجية ارتفع من واحد لكل مائة حالة إنجاب في السبعينيات إلى 1,8 لكل مائة حالة في عام 1994 . وفي نفس الشهر أشارت جريدة يديعوت أحرونوت إلى أنه قد طرأت زيادة بنسبة 50% في عدد حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الأسرة ، كما طرأت زيادة بنسبة 25% في عدد حالات الجرائم الجنسية التي يتعرض لها الصغار خارج نطاق الأسرة في عام 999 .
      معدلات عالية من العنف
      والتآكل الأسري عادة ما يؤدي إلى تزايد معدلات العنف بين الأطفال والشباب، وبالفعل ذكرت جريدة يديعوت أحرونوت ( 24 مايو 1999 ) أن الإحصاءات تشير إلى معدلات عالية من العنف في كل المجالات وجميع المراحل السنية وكل شرائح السكان وكشف كثير من التلاميذ عن تعرضهم للعنف اللفظي والبدني .
      ويعتبر العنف البدني هو الأكثر ذيوعاً بين تلاميذ المدارس الابتدائية ، بينما يقل معدله مع اقترابهم لسن البلوغ .
      واكتشف الباحثون أن الاعتداءات البدنية البسيطة هي الأكثر شيوعاً ، وإن كان معدل السلوك المتطرف ليس هيناً . وأضافت الصحيفة أن أكثر من 50% من تلاميذ الصفوف من السادس إلى العاشر كانوا مشتركين في العنف بصورة ما .
      وأكثر من 60% من التلاميذ اشتركوا في أعمال بلطجة تجاه زملاء لهم أو كانوا ضحايا لأعمال عنف .
      واشترك حوالي 15%ـ20% في مستويات أكثر خطورة من العنف , وأصيب حوالي 14% خلال مشاجرات ,وكانوا في حاجة إلى علاج طبي .
      وفي محاولة تفسير ظاهرة العنف نشر مقال في جريدة هاتسوفيه ( 7 إبريل 2000 ) بعنوان ( فناء أم ساحة قتال ؟ ) يبين أن العنف بين الشباب لم يأتِ من فراغ و بل إنه تغذى من العنف ذي المستوى المرتفع في مجتمع البالغين , وبصفة خاصة من اللامبالاة تجاه مظاهر العنف في السلوك الإسرائيلي .
      الشذوذ الجنسي أصبح مقبولاً
      ثم نأتي أخيراً للشذوذ الجنسي , ورغم أن اليهودية الحاخامية التقليدية تحرّمه , فإن معظم المذاهب الدينية اليهودية المعاصرة مثل اليهودية الإصلاحية والمحافظة , قد تقبلته وقننت له , بل أنشأت مدارس دينية خاصة لتخريج الحاخامات الشواذ جنسياً.
      وقد أبرم حاخام إصلاحي عقد زواج بين رجلين أمام حائط المبكى عام 1998 , وكان هذا يُعَد انتصاراً لحرية الرأي .
      وذكر الدكتور المسيري الأسباب التي تنفي انهيار المجتمع الإسرائيلي من الداخل, كما يمني البعض نفسه , إذ أن مقومات حياة المجتمع الصهيوني لا تنبع من داخله وإنما من خارجه , فهو مدعوم مالياً وعسكرياً وسياسياً من الولايات المتحدة والعالم الغربي والجماعات اليهودية فيه ، ولذا فهو لا يمكن أن ينهار من الداخل .
      إن القضاء على الجيب الاستيطاني لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجهاد اليومي المستمر ضده وما نذكره من عوامل تآكل في المجتمع الصهيوني هي عوامل يمكن توظيفها لصالحنا , كما أنها تبين لنا حدود عدونا وأنه ليس قوة ضخمة لا تُقهر , لكنها في حد ذاتها لا يمكن أن تؤدي به أو أن تؤدي إلى انهياره .
      يجب ألا تخدعنا الأرقام الصماء وألا نتصور أنها الحقيقة , فالأرقام مجرد حقائق , والحقيقة غير الحقائق , فهي ثمرة اجتهاد إنساني , واجتهادنا في قراءة الحقائق يؤكد أن الجهاد ضد العدو ضرورة واقعية .




      تعليق


      • #48

        منطقة الحكم الذاتي اليهودية

        هي إحدى الكيانات الاتحادية في روسيا بمستوى "منطقة إدارية" (о́бласть تـُقرأ: أوبلاست). يحدها من الجنوب الصين الشعبية.
        تأسست سنة 1934 بقرار من ستالين، وكان الغرض من هذا التأسيس الاعتراف بالأقلية اليهودية كمكون أساسي لروسيا الستالينة حيث كان من حق كل الإثنيات تأسيس وطن قومي. مساحة المنطقة حوالي 36 ألف كلم² وعاصمتها بيروبيجان ، بينما أكبر مدنها هي اوبلوتشياي. بلغ عدد سكانها عام 2002 حوالي 190 الف نسمة. لغتها الرسمية هي اليدشية



        إلى جانب الروسية. دستورها المحلي لا يقر بان الديانة الرسمية هي اليهودية.
        ومنطقة الحكم الذاتي اليهودية ( باليديشية ייִדישעאױטאָנאָמעגעגנט، وبالروسية Еврейская автономная область تـُقرأ: إيفريسكايا افتونومايا أوبلاست).
        اللغة اليديشية (ייִדיש، يديش/אידיש، ای دی ش) ( بالإنجليزية: Yiddish‏) وهي لغة جرمانية يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز.
        والاسم يديش هو يديشية لكلمة "يهودية" وقد تكون تقصير لـ"يديش- تايتش" (דיש־טײַטש)أو ألمانية – يهودية,حيث كانت في البداية لهجة ألمانية خاصة باليهود في أوروبا منذ القرن العاشر الميلادي. وهي مستخدمة الآن في الولايات المتحدة، وبخاصة في نيويورك بسبب هجرة اليهود الأشكناز.
        80 بالمائة من كلمات اللغة ألمانية بالإضافة إلى بعض الكلمات العبرية والسلافية، وخاصة البولندية بعد هروب اليهود إلى بولندا وشرق أوروبا بسبب الحروب الصليبية، وعادة ما تكتب اللغة بالحروف العبرية.

        المقاطعة العبرية ذات الحكم الذاتي



        المقاطعة العبرية احدى المكونات الادارية لروسيا الاتحادية وتدخل ضمن دائرة الشرق الاقصى الفيدرالية وعاصمتها مدينة بيروبيجان. تحدها من الجنوب والغرب الصين الشعبية ومن الشمال - الغربي مقاطعة آمورسك ومن الشمال والشمال – الشرقي والشرق اقليم خاباروفسك. استحدثت المقاطعة في 7 مايو/ايار عام 1934 . تبلغ مساحة المقاطعة 36.3 الف كيلومتر مربع وتعداد نفوسها اكثر من 185 الف نسمة.
        المقاطعة ذات موقع جغرافي مهم وتمتد على ضفة نهر آمور مسافة 584 كم. يبلغ عرض وادي النهر في المنطقة الغربية منها 1.5 كم. ويصل في المنطقة الشرقية الى 2.5 كم. ويتجمد النهر لمدة 5 اشهر سنويا وتصل سماكة طبقة الجليد الى مترين مما يسهل استخدام سطح الماء المتجمد لنقل البضائع بريا. أي ان فترة الملاحة لاتتجاوز 180 يوما في السنة. ويتضمن حوض نهر آمور روافد عديدة يزيد طولها على 10 كم. واكثر من 1000 نهر بطول اقل من 10 كم. واهمها نهر بيرا ونهر بيجان وبيراكان وأن واورمي وايكورا ويبلغ طول شبكة هذه الانهار 8231 كم.


        الثروة النباتية للمنطقة تتضمن اشجار وشجيرات ونباتات طبية ( 300 نوع ) واعشاب مختلفة وغابات المقاطعة غنية باثمارها البرية والفطر واشجار البندق والجوز وغيرها. وتعيش في هذه الغابات انواع مختلفة من الدبب والدلق



        ( سنسار ) والثعالب والقندس والخنازير البرية وأنواع مختلفة من البط والطيور الاخرى. اما في مياه انهر وبحيرات المقاطعة فيعيش اكثر من 70 نوعا من الاسماك من بينها الشبوط والزجر والسلمون وغيرها من الانواع. اضافة لذلك هناك محطتان في المقاطعة لتربية وانتاج سمك السلمون. وفي المقاطعة خمس محميات طبيعية تبلغ مساحتها 225 الف هكتار.
        ان نوع تربة المقاطعة ودرجات الحرارة الموجبة وكثرة المياه والامطار تزيد من فترة الانبات وتسمح بزراعة الحبوب والبقول ومنها فول الصويا والخضروات المختلفة والبطاطا. كما تربى المواشي المختلفة والدواجن.
        المقاطعة غنية ايضا بمكامن الخامات المعدنية وغير المعدنية التي من بينها مكامن غنية بخامات الحديد والمنغنيز والقصدير والذهب والغرافيت وغيرها. كما انها غنية بينابيع المياه المعدنية المستخدمة في علاج العديد من الامراض. وتعتبر المقاطعة احدى اغنى مناطق روسيا الاتحادية بالثروة المعدنية بالرغم من أن عمليات التنقيب والاستكشاف مازالت مستمرة، ومقابل هذا يلاحظ وجود نقص كبير في مؤسسات معالجة الخامات المستخرجة داخل حدود المقاطعة، حيث تنقل الخامات الى المناطق المجاورة لمعالجتها. لذا فان هذا الموضوع هو محل دراسة من قبل المستثمرين الاجانب والمحليين.

        تعتبرالمقاطعة احدى مناطق اقليم خاباروفسك المتطورة اقتصاديا، ففي خلال العهد السوفيتي اقيمت مؤسسات صناعية مختلفة وتطورت الزراعة وانشئت شبكة متشعبة للطرق البرية وسكك الحديد. واهم الصناعات في المقاطعة اضافة الى الصناعات التعدينة، صناعة الماكينات والمعدات المستخدمة في الزراعة والمحولات الكهربائية ( مدينة بيريبيجان ) والاسمنت ( تيبلوازيورك ) والنورة ( لوندوكو ) والصناعات الخشبية ( نيكولايفكا وبيريبيجان ) والصناعات الجلدية والانسجة والتريكو والجوارب وغيرها.
        اما في مجال التعليم فيجب الاشارة الى انه عند قيام ثورة اكتوبر عام 1917 لم تكن في المقاطعة أي مؤسسة تعليمية، اما حاليا ففيها حوالي 150 مدرسة عامة وفروع لجامعات ومعاهد عليا ومعاهد مهنية متوسطة وثانويات مهنية ومدارس

        الفنون والموسيقى ومكتبات عامة يزيد عددها على 100 مكتبة ونوادي ثقافية واجتماعية عديدة ومتاحف ومسارح ودور السينما ومؤسسات صحية ومنتجعات عديدة.
        تعيش في المقاطعة قوميات وطوائف مختلفة اكبر هذه الطوائف هم الروس حيث تبلغ نسبتهم حوالي 89 % يليهم الاوكرانيون 4.5 % ثم اليهود 1.2 % والبقية من التتار والبلاروس والمردوف وغيرهم. الجميع هنا يعيشون بحب ووئام

        والجميع يقيم طقوسه وشعائره الدينية ويحي تقاليده القومية بحرية كاملة. حيث تنتشر دور العبادة لهذه الطوائف في جميع انحاء المقاطعة.
        تتضمن المقاطعة عدد من المدن والبلدات والقرى ومن اهم مدن المقاطعة مدينة بيريبيجان التي هي عاصمة المقاطعة. تقع المدينة على نهر بيرا ( احد روافد نهر آمور ) وتبلغ مساحتها 170 كيلومتر مربع وتعداد نفوسها اكثر من 75 الف نسمة.
        تأسست المدينة في بداية الامر عام 1915 كبلدة عمالية بأسم تيخونكايا واصبح اسمها عام 1932 بيريبيجان بأسم المنطقة المحصورة بين نهري بيرا وبيجان.
        تتمركز في المدينة اغلب المؤسسات الصناعية والثقافية والتعليمية العالية والصحية، كما يقام فيها سنويا مهرجان الموسيقى والاغنية العبرية.
        من المعالم التي تشتهر بها المقاطعة:
        - محمية " باستاك " الطبيعية – اسست هذه المحمية عام 1997 وتقع شمال


        مدينة بيريبيجانوتمتد حتى حدود اقليم خاباروفسك. تبلغ مساحة المحمية حوالي 92 الف هكتار وتمتاز بانها تتضمن مناطق جبلية ومناطق السهوب. المحمية غنية بالنباتات المختلفة التي يتجاوز عدد انواعها 630 نوعا وفي وسط المحمية اشجار الارز والصنوبر والبلوط والجوز وغيرها. اما الجزء الجنوبي منها فيتالف من انهار وسهوب ومستنقعات تنمو فيها الشجيرات والنباتات العشبية المختلفة.
        - مرتفع فولوتشايفسك – هذا المكان نصب تذكاري ومتحف يتحدث عن احدى معارك الحرب الاهلية التي حدثت خلال الفترة هنا. يقع المرتفع


        بالقرب من بلدة فولوتشايفسك. حيث جرت المعركة في نهاية الحرب الاهلية خلال الفترة من 5 – 14 فبراير/شباط 1922 في منطقة محطة القطار.
        - تمثال الحب – يتكون هذا التمثال من قسمين – " مصطبة الحب " و" شجرة السعادة " التي يربط العشاق عليها اشرطة تذكارية واقفال. لم يكن اختيار موقع التمثال عفويا حيث انه يقع بالقرب من دار المحكمة المدنية لتسجيل الزواج في عاصمة المقاطعة، وينفتح امام الجالس على المصطبة مشهدا جميلا لكورنيش نهر بيرا.
        توجد في مدينة بيروبيجان خصوصا وفي المقاطعة عموما اماكن سياحية ومعالم معمارية عديدة منتشرة في انحاء مختلفة من المقاطعة، التي تعتبر قطعة من الارض المقدسة في وسط سيبيريا المترامية الاطراف.
        http://arabic.rt.com/news_all_info/info/62681
        وطبقاً للمعطيات السابقة ونظراً لتمحور السيناريوهات المتداولة حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية في "حل الدولتين" أو "حل الدولة" أو حتى حل شبه مستحيل يحلم به القادرون على ترف الأحلام في واقعٍ صعب ويتمثل في عودة يهود إسرائيل إلى مساقط رؤوسهم في أوروبا وغيرها من دول العالم.

        قامت السيدة البريطانية ميشيل رينوف التي تحمل لقبا شرفيا هو "ليدي" بشن حملة على اليهود في كل بقاع الأرض ذاكرة أن هناك حلا لم يحظ بالاهتمام الواجب ويتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول " جمهورية اليهود " التي تقع في جنوب شرقروسيا ولا تعلم بأمرها الغالبية العظمى من العالم لأن إسرائيل لا يسرها ذلك بطبيعةالحال.


        ليدي ميشيلرينوف

        Lady Michelle Renouf


        وتقول الليدي رينوف إن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت فكرة توطين اليهود في فلسطين ونجح الصهاينة في تحقيقها فصرفت الأنظار عن جمهورية اليهود الأولى التي تأسست بطريقة سلمية ودون حاجة لاغتصاب أراض من سكان أصليين.

        وهي تدافع عن حل عودة اليهود إلى موطنهم الأول بحجج وبراهين تاريخية مدهشة لمن يسمع بها للمرة الأولى، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم جمهورية اليهود.
        ولا تدع الليدي رينوف فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المتكتم عليها إعلاميا، وقد ألقت العديد من الكلمات والمداخلات حول هذا الحل في محافل عدة كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني وأخرى في إيران حيث استمع لها أحمدي نجاد وآلاف من ضيوفه ضمن فعاليات المؤتمرالدولي الثاني حول الخميني والعلاقات الخارجية في يونيو2010.وعلقت مطبوعة يهودية على نبأ الكلمة التي ألقتها رينوف في إيران ودعت فيها نجاد إلى تبني حل عودة اليهود إلى جمهورية اليهود بالقول: إذا بادر نجاد لتبني الفكرة فنحن نعرف متى سمع بالأمر للمرة الأولى.


        والحل باختصار كما تراه الليدي رينوف يتمثل في عودة آمنة لليهود في إسرائيل إلى جمهورية اليهود
        واسمها أوبلاست ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها بايروبدجان Birobidzhan،حيث من الممكن لهم أن يعيشوا بأمان وسلام ودون أي معاداة لساميتهم وأن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك وأن يتحدثوا اليديتش (لغة يهود أوروبا) كما يريدون على أن يتركوا أرض فلسطين لسكانها الأصليين.

        وتؤكد الليدي رينوف أن الثقافة السائدة في بايروبدجان ومساحتها التي تعادل مساحة سويسراتسمح بهذاالحل العادل وإنهاء مأساة الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث الكثافة السكانية فيها 14 نسمة / (ميل مربع مقابل945 / ميل مربع في الكيان الصهيوني (إسرائيل) و1728 / ميل مربع في الأراضي الفلسطينية.
        وفيما تؤكد الليدي رينوف أن بايروبدجان تأسست في العام 1928 بدعمٍ وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم ممثلين في هيئةكانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي المعروف آينشتاين والكاتب الأمريكي اليهودي المعروف جولدبيرج.
        يذكر موقع ويكيبيديا أن الجمهورية تأسست في العام 1934وأن فيها جالية يهودية وليس كل عدد سكانها من اليهود، فيما أصر متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال برنامج تلفزيوني حاجج فيه الليدي رينوف بأن تلك الجمهورية رمز من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية.
        وترفض الليدي رينوف تلك المزاعموتؤكد أن ستالين نزع إلى إعطاء كل أثنيةمن أثنيات الاتحاد السوفييتي جمهورية خاصة بها ولم يقصر الأمر علىاليهود فقط الأمر الذي تنتفي معه اتهامات اللاسامية، كما أن الجمهورية شكلت ملاذاً آمناً لليهود الذين لم يكونوا محل ترحيب من المواطنين الروس إلى جانب يهود من خارج الاتحاد السوفييتي هاجروا إليها ووجدوا فيها الأمن والسلم وكان من الممكن أن تتواصل الهجرة إليها لولا أن ظهرت الصهيونية وفكرة الاستحواذ على أراضي السكان الفلسطينيين.
        وتعتبر رينوف أن اليهود كذبواعندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمس الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن لهم حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، فخيار الانتقال لتلك الجمهورية كان متاحاً أمامهم ولكنهم فضلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس.
        وتستهجن التعتيم الإعلامي المحكم على حقيقة الوطن الأول لليهود في جنوب شرق روسيا والإصرار على الإشارة إليه على أنه مقاطعة،متسائلة في استنكار:
        "أي مقاطعة تلك التي يعادل حجمها حجم سويسرا؟!"،
        وتضيف: الحقيقة أنه مع تفكك الاتحاد السوفييتي أصبحت كل أثنية مؤهلة لأن تعلن جمهوريتها التي تقيم عليها باستثناء بايروبدجان التي كانت تسبب "حساسية" لإسرائيل وتثير هواجسها باحتمال رفع الوعي العام العالمي بوجودها كأول وطن لليهود.
        وقالت الليدي رينوف : الكثيرون لايعرفون شيئاً عن هذه الحقيقة والقليلون الذين تسنح لهم الفرصة

        لأن يستمعوا إليّ ويعرفواالحقيقة لا يصدقونني بسهولة ولكني مستعدة لأن أسخر ما تبقى من حياتي كي يصدقني العالم ويسعى لحل الصراع استناداً لهذه الحقيقة.
        وأضافت رينوف التي توصف في الإعلام الصهيوني بأنها من منكري الهولوكوست:
        بإمكان الدول الـ 191الأعضاء في الأمم المتحدة أن تختار هذا الحل وتدعمه دون خوف من أي اتهامات بمعاداة السامية لأن سكان الجمهورية اليهود يعيشون بالفعل في أمان واطمئنان ودون أي معاداة للسامية.


        http://www.tellingfilms.co.uk/






        استمع إلى الليدي Lady Michelle Renouf
        http://majorityrights.com/weblog/com...chelle_renouf/
        http://www.youtube.com/watch?v=dTS2J...eature=related
        http://www.youtube.com/watch?v=Rjeha...eature=related




        Source: United Nations (Alan R. Taylor, in Abu-Lughod, The Transformation of Palestine)
        هذه هي خارطة فلسطين
        والمصدر الخرائط من الموقع اليهودي المتخصص


        http://www.jewishvirtuallibrary.org/...alaestina1.jpg
        فلا تنس الوطن
        حذار يا كل العالم العربي احذروا الحرامي وأبصروا لهدفه وإلام يرم



        فمن يستمع إلى صوتي

        لا تحلم بالحل السلمي أنسى الأحلام
        في الكون نسور و ذئاب ما فيه حمام
        قم غادر بيتك لا تقعد و احمل الألغام
        ودع الكرسي لمن جبنوا ودع الأقلام
        فستكتب بالدم القاني يحيى الإسلام
        فلطفلك رب يحميـه رب متعال
        والحور تناديك بشوق فتعال تعال
        إن كان عدوك ذو بأس فالحرب سجال
        إن عز المدفع لا تيأس وأحمل الحجار
        فحجارة أرضك للطاغي كلهيب النار
        قد قتل عدوك إخوانك فانهض للثأر
        فثأر لشقيقك وصديقك وثأر للجار
        و ثأر لكرامة أمتنا قم ومحي العار



        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
        ردود 0
        14 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
        ردود 0
        17 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        ابتدأ بواسطة د تيماء, 5 ينا, 2023, 12:04 ص
        ردود 0
        51 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        ابتدأ بواسطة د تيماء, 3 سبت, 2022, 12:10 ص
        ردود 0
        20 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        ابتدأ بواسطة د تيماء, 4 أغس, 2022, 07:06 م
        ردود 0
        31 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        يعمل...
        X