يُطبع لأول مرة: شرح ألفية البرماوي في أصول الفقه «الفوائد السنية في شرح الأَلْفِـيَّـة»

تقليص

عن الكاتب

تقليص

طلاب العلم اكتشف المزيد حول طلاب العلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يُطبع لأول مرة: شرح ألفية البرماوي في أصول الفقه «الفوائد السنية في شرح الأَلْفِـيَّـة»



    بسم الله الرحمن الرحيم
    يُطبع لأول مرة
    اسم الكتاب: «الفوائد السنية في شرح الأَلْفِـيَّـة» في أصول الفقه، للحافظ شمس الدين البرماوي محمد بن عبد الدائم (763-831هـ) .
    وهو شرح: لألْـفِـيَّـته (1032 بيتًا) في عِلم أصول الفقه

    قال البرماوي: «أكثر هذا الكتاب هو جُملة ما حَصَّلْتُ في طول عُمري»

    يُطبع لأول مرة محققًا على ثماني مخطوطات.

    تحقيق الشيخ: عبد الله رمضان موسى – كلية الشريعة.
    حجم الكتاب: 5 مجلدات (2573 صفحة).
    سعر الكتاب:200 جنيه
    الناشر: مكتبة التوعية الإسلامية – مصر.
    تليفون الـمُوَزِّع بجميع الدول وبمعرض القاهرة للكتاب 2014م: 01005255140 / 01118737605 / 37778772 - 33765344
    أماكن التوزيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2015م:
    1 - سراي ألمانيا (أ) أمام المسجد: مكتبة التوعية الإسلامية.
    2 – الجناح السعودي: دار الراية.
    صورة الغلاف:
    www.akazeab.com/file/berm1.png

    www.akazeab.com/file/berm2.png

    www.akazeab.com/file/berm3.png


    محتوى الكتاب:
    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    (أَلَّف البرماويُّ أوَّلًا «النبذة الزكية في القواعد الأصلية»، ثُم نَظَمها في ألفيته المشهورة سَنة 818هـ، ثُم شرح الألفية سَنة 828هـ، واسْم الشرح «الفوائد السنية في شرح الألفية»، وقد صَرَّح البرماوي بذلك في آخِر ألفيته وشرحِها..
    وقد حَقَّقتُ أوَّلًا نَظْمَ أَلْفِـيَّة البرماوي «النبذة الألفية في الأصول الفقهية» وأَصْلَها «النُّبْذة الزكية في القواعد الأصلية» له أيضًا، وطُبِعَا - بفضل الله تعالى - في مجلد واحد، نَشَرتهما مكتبة التوعية الإسلامية لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2014م.
    وكتابنا هذا - الذي بين يديك - هو الشرح الوافي للبرماوي «الفوائد السنية في شرح الألفية»، يخرج إلى النور مطبوعًا لأول مرة بفضل الله تعالى).

    أهمية الكتاب:
    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    (الـحمد لله رب العالـمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، أَمَّا بَعْد:
    على الرغم مِن طُول ممارستي لِعِلْم أصول الفقه - دراسةً وتدريسًا - منذ عام 1989م تقريبًا وحتى الآن واطِّلاعي على أكثر مِن مائتي كتاب في هذا العِلم (من المطبوع والمخطوط) إلَّا أنني – لسنوات عديدة - كنتُ أتمنى اقتناء ألفية الإمام شمس الدين البرماوي في أصول الفقه وشَرْحِه لها، ذلك الإمام الأُصولي الـمُحَقِّق الـمُدَقِّق الذي وجدتُ كثيرًا مِن علماء أصول الفقه المشهورين يحرصون حرصًا شديدًا على نَقْل أقواله وترجيحاته وتقريراته وتحريراته وتنبيهاته.
    كَمْ تمنيتُ الحصول على هذا الشرح، هذا الكنز الثمين الذي اغترف منه العديد من أئمة أصول الفقه مِن بَعْده، فَطَال بحثي وسؤالي عنه، ولم يَكُن إلَّا جواب واحد: الكتاب لَـمْ يُطْبَع بَعْد!
    ثُم كان مِن فَضل الله تعالى عَلَـيَّ – بعد البحث الشديد في دور المخطوطات وفهارسها في عِدَّة دول ومساعدة الفضلاء – أنْ تمكنتُ مِن الحصول عَلَى:
    (8) ثماني مخطوطات للألفية مع شرحها.
    (5) خمس مخطوطات لِنَظْم الألفية.
    وكان بعضها مِن النُّسَخ النفيسة جدًّا، فمنها ما قُرِئَ على البرماوي وكتب عليها البرماوي بِـخَطِّه في مواضع عديدة، ومنها ما كُتب في حياة البرماوي (سنة 830هـ)، وتمت مقابلته على نُسخة المؤلِّف في حياته.
    وتَعَجَّبْتُ كثيرًا من أنَّ هذه اللؤلؤة المكنونة لم تَظْهَر وتَـخْرُج إلى النور حتى الآن، فلم تُطْبَع!
    فقررتُ الاعتكاف( )؛ لتحقيقها، والعناية بها، ودراستها، وضَبْط نَصِّها؛ لإخراجها إلى النور بطباعتها، فتتوفر بين أيدي أَهْل العِلم وطَلَبَة العِلم الشرعي، خاصةً هؤلاء الذين يَعْلمون عُلُو مكانة الحافظ البرماوي ومكانة ألفِيَّتة المشهورة في عِلْم أصول الفقه، فإنهم يَسْعون مُسارعين ويبذلون وُسْعَهم؛ لاقتنائها والفوز بفوائدها.
    وبمجموع هذه النُّسَخ أَرَى أنني - بفضل الله تعالى - قد قَدَّمْتُ نَصًّا كاملًا على درجة عالية مِن الإتقان مِن ألفية شمس الدين البرماوي في عِلْم أصول الفقه مع شرحه( )).
    ===========================
    بعض مباحث مقدمة المحقق:
    المبحث الأول: بيان حِرص كثير مِن علماء الأصول على نَقْل أقوال البرماوي وتقريراته.
    المبحث الثاني: ترجمة الإمام شمس الدين البرماوي، وتوثيق نِسبة الكتاب له.
    المبحث الرابع: تَقَدُّم البرماوي في عِلْم الحديث وأَثَـره في شَرْحه لِلْأَلْفِيَّة.
    المبحث الخامس: تَقَدُّم البرماوي في الفقه وأَثَـره في شَرْحه لِلْأَلْفِيَّة.

    المبحث الأول: بيان حِرص كثير مِن علماء الأصول على نَقْل أقوال البرماوي وتقريراته

    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    (كان يصيبني الملل أحيانًا مِن بعض الكُتُب الأصولية التي لا تكاد تجد فيها تحريرًا لمسألة، وإنما كان مؤلِّفُها مُـجَرَّد ناقل عَمَّن سبقوه، فما هي إلَّا تكرار لِـمَا في غَيْرها من الكُتُب.
    وقد استقر في ذهني جَمْـعٌ مِن أئمة أصول الفقه - أصحاب التقريرات والتحريرات المفيدة - الذين تمنيتُ كثيرًا اقتناء مؤلَّفاتهم الأصولية.
    ومِن هؤلاء: شمس الدين البِـرْمَاوي؛ فلقد رأيتُ العديد مِن أئمة أصول الفقه يحرصون في مؤلفاتهم على نَقْل أقوال البرماوي وتقريراته وتحريراته مِن أَلْفِيَّته «النبذة الألفية في الأُصول الفقهية» وشَرْحِه لها «الفوائد السنية في شرح الألفية».
    ومن هؤلاء (على سبيل المثال، لا الحصر):
    1- الإمام علاء الدين المرداوي (817 - 885هـ): ذكر في مقدمة كتابه «التحبير شرح التحرير» الكُتُب الأصولية التي اعتمد عليها، فذكر منها: «منظومة البرماوي، وشَرْحها». فكان المرداوي - في أكثر من (400) أربعمائة موضع - ينقل أقوال البرماوي وتقريراته واختياراته الأصولية، وإليكم بعض عباراته:
    (صرح بِهَذَا الْبرمَاوِيُّ فِي شرح منظومته، اخْتَارَ الْبرمَاوِيُّ فِي شرح منظومته، قال البرماوي في شرح منظومته، الْبرمَاوِيُّ وَغَيره استدلوا لذَلِك، ذَكَرَه الْبرمَاوِيُّ، حكاه البرماوي، نقل الْبرمَاوِيُّ عَنهُ، اخْتَارَ هَذَا الْبرمَاوِيُّ، فَجعل الْبرمَاوِيُّ الْـمَسْأَلتَيْنِ وَاحِدَة، كَلَام الْبرمَاوِيّ وَغَيره يَقْتَضِي أَنه مَحل وفَاق، بَنَى الْبرمَاوِيُّ وَغَيره الْـمَسْألَة على ..، قَطَع بذلك الْبرمَاوِيُّ، حَكَاهُ الْبرمَاوِيُّ عَن أَكثر الْحَنَفِيَّة، ترْجم الْبرمَاوِيُّ الْـمَسْأَلَة بِأَن ..، تكلم على ذَلِك الْبرمَاوِيُّ وَأطَال، الْبرمَاوِيُّ صحَّح مَا قَالَه ابْن الْعِرَاقِيّ وَغَيره، ذكر هَذِه الْأَقْوَال الْبرمَاوِيُّ، عَلَّلَ ذَلِك الْبرمَاوِيُّ، رَدَّه الْبرمَاوِيُّ فقال ..، ذكر الْبرمَاوِيّ أَحْكَام النِّيـَّة واستقصاها فأجاد وَأفَاد).
    2 - شهاب الدين القسطلاني (851 - 923هـ): اهتم في كتابه «إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» بنقل أقوال شمس الدين البرماوي وتقريراته وتَعَقُّباته، فجاء ذِكْره في ثلاثمائة موضع تقريبًا، وإليكم بعض عباراته:
    (قال البرماوي في شرح ألفيته، حكاه البرماوي، نقله عنه البرماوي، لكن تَعَقَّبَه البرماوي، قال البرماوي في شرح العمدة، كذا قرره الحافظ ابن حجر والبرماوي، قَرَّرَه البرماوي، كذا ضبطها البرماوي، نَبَّه عليه البرماوي، كذا قدَّره البرماوي، جَوَّز البرماوي، قَوَّى البرماوي، أجاب البرماوي بأن ..، وَجَّهَه البرماوي، أشار البرماوي، صرّح به البرماوي، قال البرماوي: فيه نظر، صَوَّب البرماوي الأُولى، زاد البرماوي).
    3 – زين الدين زكريا الأنصاري (824-926هـ): على الرغم مِن صِغَر كتابه «غاية الوصول في شرح لب الأصول» إلَّا أنه ذكر البرماوي في أكثر مِن (20) عشرين موضعًا، وإليكم بعض عباراته:
    (قرره شيخُنا العلَّامة الجلال المحلي بما لا مزيد عليه واستبعده أيضًا شيخُه العلَّامة الشمس البرماوي، أفردتهما تبعًا للعلَّامة البرماوي، قال البرماوي، استظهره البرماوي، نَبَّه على ذلك العلامة البرماوي، به صرح الشمس البرماوي، اعتمده السبكي والبرماوي، «هذا تركه البرماوي من ألفيته وذكره في شرحها مع زيادة، ومثَّل له بالآية، ثُم قال ..»، فَرَّق البرماوي بأنَّ ..، أجاب عنه البرماوي بأنَّ ..، صَوَّبه البرماويُّ).
    4 – تقي الدين ابن النجار (898-972هـ): اهتم بِنقل أقوال البرماوي وتحريراته واختياراته وذلك فيما يقارب (100) مائة موضع من كتابه «شرح الكوكب المنير» في أصول الفقه.
    5 - شهاب الدين الرملي (المتوفى: 957هـ): ذكر البرماوي في فتاويه، فقد جاء في «فتاوى الرملي، ص195»: (قَالَ الْبِرْمَاوِيُّ فِي شَرْحِ أَلْفِيَّتِهِ ...).
    6 – شهاب الدين ابن قاسم العبَّادي (المتوفى: 992هـ): ذكر شمس الدين البرماوي في عِدة مواضع مِن كتابه «الآيات البينات على شرح جمع الجوامع»:
    فقال في كتابه هذا (2/326): (اقتضاه كلام البرماوي ...، وحينئذ يندفع عنه اعتراض البرماوي).
    وقال في (2/344): (وبه صرح البرماوي).
    وقال في (2/373): (تبع فيه الشارح شيخه البرماوي في شرح ألفيته).
    7 - زين الدين عبد الرؤوف المناوي (952 –1031هـ): نقل عن الشمس البرماوي في عِدة مواضع مِن كُتُبه، منها قوله في كتابه «فيض القدير شرح الجامع الصغير»:
    (وهو ما جرى عليه جَمْعٌ منهم البرماوي، قال الكرماني والبرماوي وأبو زرعة، لكن قال البرماوي، تَعَقَّبه البرماوي بأنَّ ..).
    وكذلك قوله في كتابه «اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، 2/358»: (وَعَلَيْه جرى الْبرمَاوِيُّ في «نبذته» و «ألفيته»).
    8 – محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (1099-1182هـ): ذكر البرماوي في (10) عشرة مواضع من كتابه «إجابة السائل» في أصول الفقه، وإليكم بعض عباراته:
    («بلغ بهَا الْفَاضِل الْبرمَاوِيُّ فِي منظومته وَشَرْحهَا إِلَى أَكثر من ثَلَاثِينَ نوعًا وعَدَّ أمثلتها»، «ذهب جمَاعَة من محققي الشَّافِعِيَّة - كالرازي وَأَتْبَاعه والسبكي والبرماوي وَغَيرهم - إِلَى أَنه ..»، «قَالَ الْبرمَاوِيّ: إِنَّ أَرْجَح الْمذَاهب هَذَا»، «سَبقه إِلَى هَذَا الْبرمَاوِيُّ فِي شرح منظومته قَائِلًا ..»).
    وكذلك ذكره في عدة مواضع من كتابه «توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار»، وإليكم بعض عباراته:
    (ذكر هذا البرماوي في شرح ألفيته في أصول الفقه، ذكره البرماوي في شرح ألفيته في الأصول، قال البرماوي، استدل به البرماوي، حكاه البرماوي).
    وذكره أيضًا في كتابه «سبل السلام، 2/11» حيث قال: (وَقَدْ حَقَّقَ الْبِرْمَاوِيُّ الْكَلَامَ فِي شَرْحِ أَلْفِيَّتِهِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ).
    @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
    المبحث الثاني: ترجمة شمس الدين البرماوي، وتوثيق نسبة الكتاب له
    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني (773هـ - 852هـ) في كتابه «إنباء الغمر بأبناء العمر»: (البرماوي الشيخ شمس الدين .. تفقه وهو شاب .. وسمع معنا من جماعة من المشايخ، ولازم الشيخ بدر الدين الزركشي وتمهر به، وحضر دروس الشيخ سراج الدين البلقيني وقرأ عليه بعضها، وقد سمعتُ بقراءته على الشيخ «مختصر المزني» .. وكان حسن الخط، كثير المحفوظ، قوي الهمة ..
    وله منظومات وتصانيف، منها: «شرح العمدة»، ومنظومة في أسماء رجالها وشرحها، وشرح «البخارى» في أربع مجلدات ..، ثُم ولي نيابة الحكم عن ابن أبي البقاء .. ثُم ناب عن الجلال البلقيني، ثُم عن الإخنائي ..، وكان للطلبة به نفع، وفي كل سَنة يتم كتابًا من المختصرات، فيأتي على آخِره ويعمل له وليمة ..، حج في سنة ثمان وعشرين، جاور بمكة سنة تسع وعشرين)( ). انتهى
    وقال الحافظ شمس الدين السخاوي (831 - 902هـ) في «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع»: (مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم .. الْبرمَاوِيّ، ثمَّ القاهري، الشَّافِعِي. وُلد .. سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ..، ولازم الْبَدْر الزَّرْكَشِي وتمهر بِهِ وحرر بعض تصانيفه، وَحضر دروس البُلْقِينِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَأخذ أَيْضًا عَن الأبناسي وَابْن الملقن والعراقي وَغَيرهم .. وَصَحب الْجلَال ابن أبي الْبقاء ..، وَعَكَفَ عَلَيْهِ الطَّلبَة، وأقرأ «التَّنْبِيه» وَ«الْحَاوِي» و«المنهاج» كل ذَلِك فِي سَنة، وَغير ذَلِك؛ فاشتهرت فضيلته ..، وتصدى للإفتاء والتدريس والتصنيف، وانتفع بِهِ خَلْقٌ بِحَيْثُ صَار طلبته رؤوسًا فِي حَيَاته، وباشر وظائف الْوَلِي الْعِرَاقِي نِيَابَة عَن حفيده ..، وَحج فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وجاور الَّتِي بعْدهَا، وَنشر الْعلم أَيْضًا هُنَاكَ، ثمَّ عَاد فِي سنة ثَلَاثِينَ ..
    وَكَانَ إِمَامًا عَلَّامَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا، مَعَ حسن الْخط وَالنَّظم ..
    وَمن تصانيفه: «شرح البُخَارِيّ» فِي أَربع مجلدات ..، وَ«شرح الْعُمْدَة» ..، وَله أَيْضًا منظومة فِي أَسمَاء رجالها وَشَرحهَا، و«ألفية» فِي أصُول الْفِقْه وَشَرحهَا ..، ومنظومة فِي الْفَرَائِض، وَشرح «لامية الْأَفْعَال» لِابْنِ مالك، و«البهجة الوردية»، و«زوائد الشذور»، وَعمل مُخْتَصرًا فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَكتب عَلَيْهَا حَاشِيَة، ولَخَّص «الْـمُهِمَّات» للأسنوي. وَلم يزل قَائِما بنشر الْعلم تصنيفًا وإقراءً حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس .. جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِبَيْت المقدس ..، وَقد انتشرت تلامذته فِي الْآفَاق، وَمِنْهُم: الْمحلي، والمناوي، والعبادي، وطبقة قبلهم، ثمَّ طبقَة تليهم. وَحدث بِالْقَاهِرَة وَمَكَّة ودمشق وَبَيت المقدس. سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة: كالزين رضوَان بِالْقَاهِرَةِ، والتقي ابْن فَهد بِمَكَّة، وَابْن نَاصِر الدِّين بِدِمشْق. وروى لنا عَنهُ خَلْقٌ)( ).
    وقال السخاوي في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني: (تَفَقَّهَ بالأبناسي .. وبالبلقيني .. وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي «مُخْتَصر الْـمُزنِيّ»)( ).
    وقال في ترجمة جلال الدين المحلي: (فَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ، وَكَانَ مُقيمًا مَعَه بالبيبرسية؛ فَكثر انتفاعه بِهِ لذَلِك) ( ). انتهى
    وقال الإمام الشوكاني (1173 - 1250هـ) في كتابه «البدر الطالع بمحاسن مَن بَعْد القرن السابع»: ((مُحَمَّد بن عبد الدائم .. الْبرمَاوِيّ .. تصدَّى للإفتاء والتدريس والتصنيف، وانتفع بِهِ النَّاس، وطار صيته، وَصَارَ طَلبتُه رُؤَسَاء فِي حَيَاته .. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغير ذَلِك ..، وَله ألفية فِي أصُول الْفِقْه، وَشَرحهَا)( ).

    @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
    المبحث الرابع: تَقَدُّم البرماوي في عِلْم الحديث وأَثَـره في شَرْحه لِلأَلْفِيَّة
    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    فالإمام البرماوي أُصولي عالِـم بالحديث، وقد سبق ذِكْر شَرْحه «صحيح البخاري»( ) وتعليقته على مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، مما يجعل لكتابه هذا ميزة كبرى لا توجد في كثير من كُتُب أصول الفقه الأخرى، ولبيان ذلك أذكر خمسة أمثلة مما جاء في كتابه «الفوائد السنية»:
    المثال الأول: قال الإمام البرماوي (3/1017): (وأما جواب القاضي أبي بكر والإمام والغزالي ومَن تبعهم بالطعن في الحديث فعجيب؛ فإنه في «الصحيحين»).
    المثال الثاني: قال الإمام البرماوي (1/186): (ودليله أيضًا حديثُ: «رُفِعَ القَلَم عن ثلاث: عن الصبي حتى يَبْلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق». رواه الأربعة مِن حديث علي، وقال الترمذي: «حسن»، وأخرجه ابن حبان والحاكمُ وقال: «صحيح على شرط الشيخين». وأخرجه البخاري موقوفًا مُعَلَّقًا بِالـجَزْم، ورواه أبو داود والنسائي وابنُ ماجه وابنُ حبان مِن رواية عائشة، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم». وقال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في «الإمام»: إنه أَقْوَى إسنادًا مِن رواية عَلِـي). انتهى كلام البرماوي.
    المثال الثالث: قال الإمام البرماوي (1/213): (وقد يُرَجَّح هذا بحديث أبي هريرة: «نَـهَى ^ عن صوم يوم عرفة». أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه, وفيه ضَعْفٌ وإنْ كان الحاكم صححه وقال: «على شرط البخاري»). انتهى كلام البرماوي.
    قلتُ: لم يَغْتَر البرماوي بتصحيح الحاكم للحديث، وقد قال البرماوي في موضع آخَر: (ثم بعد ذلك يرجح ما كان على شرطهما, ثم ما كان على شرط البخاري، ثم ما هو على شرط مسلم، كما يفعل ذلك الحاكم في «مستدركه» وإنْ كان فيه تساهل وعليه انتقادات).
    قلتُ: وقد أصاب البرماوي في تصريحه بضعف الحديث؛ فالإسناد مداره على مهدي بن حرب العبدي الهجري، وهو سبب الحكم بضعف الحديث( ). ..
    المثال الرابع: قال الإمام البرماوي (5/2098): (وفي الحديث: «ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن» .. رواه أحمد والدارمي عن ابن مسعود موقوفًا عليه، ومَن رَفَعه إلى النبي ^ فقد أخطأ، ورَفْعُه مِن حديث أَنَس إسناده ساقط لا يُحتج به). انتهى
    قلتُ: كلام الإمام البرماوي هنا دقيق ومتين، ويتضح ذلك مما يلي:
    قال الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة»( ): (لَمْ أَرَ في شَيْءٍ مِنْ طُرُقِه التَّصْرِيحَ بِرَفْعِهِ).
    وقال أيضًا في «الدراية في تخريج أحاديث الهداية»( ): (لم أجده مرفوعًا).
    قلتُ: بل ذكره الخطيب البغدادي بإسناده في «تاريخ بغداد»( ): (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ^: «إِنَّ الله نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَلَمْ يَجِدْ قَلْبًا أَتْقَى مِنْ أَصْحَابِي؛ وَلِذَلِكَ اخْتَارَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ أَصْحَابًا، فَمَا اسْتَحْسَنُوا فَهُوَ عِنْدَ الله حَسَنٌ، وَمَا اسْتَقْبَحُوا فَهُوَ عِنْدَ الله قَبِيحٌ»). انتهى
    قلتُ: وفي إسناده سليمان بن عمرو النخعي، قال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان»( ): (كَذَّبه ونَسَبَه إلى الوَضْع مِن المتقدمين والمتأخرين ممن نُقِل كلامهم في الجرح أو ألَّفوا فيه فوق الثلاثين نَفْسًا). انتهى
    قلتُ: فكلام البرماوي فيه أمران:
    أولهما: عِلمه برواية الرفع.
    ثانيهما: عِلمه بأنَّ رواية الرفع إسنادها ساقط لا يُحتج به.
    فَقَوْل البرماوي يدل على أنه عالِـمٌ بالحديث.
    المثال الخامس: قال الإمام البرماوي (4/1671): (الثاني: أن يكون العموم في ذلك الحكم المسئول عنه، كقوله ^ وقد سُئل عن بئر بُضاعة وهي بئر يُلقى فيها الحيض والنتن ولحوم الكلاب: «إن الماء طهور لا ينجسه شيء». رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي، وقال أحمد: «صحيح». وقال الترمذي: «حسن». وفي بعض نُسَخه: «حسن صحيح». وصححه أيضًا ابن معين وغيره. ..
    ويقع في كُتب كثير من أصحابنا - وكذا وقع في «مختصر ابن الحاجب» في الأصول - زيادة في هذا الحديث: «إلا ما غَيَّر لونه أو طعمه أو ريحه». وهو تخليط؛ فإنَّ هذا حديث آخَر ليس فيه ذِكر بئر بُضاعة، رواه ابن ماجه: «إنَّ الماء لا ينجسه إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه». ورواه الدارقطني بلفظ: «لا ينجسه إلا ما غيَّر ريحه أو طعمه». ولم يذكر اللون ... وقال الشافعي: «هذا الحديث لا يُثْـبِت أهل الحديث مِثله». وقال أبو حاتم الرازي: «الصحيح أنه مُرْسل»). انتهى كلام البرماوي.
    قلتُ: مَن يراجع المصادر يجد صحة ما ذكره الإمام البرماوي (سوى ما ذكرتُه في هامش هذه الصفحة).
    والتخليط الذي ذكره الإمام البرماوي قد وقع فيه مِن كبار علماء أصول الفقه: الجويني (478هـ) في «التلخيص، ص176»، الغزالي (505هـ) في «المستصفى، ص235»، ابن عقيل (513هـ) في «الوَاضِح في أصُولِ الفِقه، 2/17»، الآمدي (631هـ) في «الإحكام في أصول الأحكام، 2/257»، ابن الحاجب في مختصره الأصولي، السعد التفتازاني (793هـ) في «شرح التلويح على التوضيح، 1/114»، شمس الدين الأصفهاني (749هـ) في «بيان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب، 2/151».
    المثال السادس: قال البرماوي (2/588): (أما الرواية فلهُم ألفاظ غير ذلك تَوَسُّعًا، وجعلوها مراتب، أعلاها: أن يجمع بين لفظين متحدي المعني؛ تأكيدًا، كأن يقول: «ثبتٌ حُجةٌ» أو «ثبتٌ حافظٌ» .. قاله الذهبي في مقدمة «الميزان».
    الثانية: وهي ما بدأ بها ابن أبي حاتم وابن الصلاح، أنْ يقول: ثقةٌ، أو: متقنٌ، أو: ثبتٌ، أو: حجةٌ .. قال الخطيب: «أرفع العبارات أن يقول: حجةٌ، أو: ثقةٌ»..
    الرابعة: أن يقول: «محلُّه الصدق» أو «رَووا عنه» أو «شيخ» أو «وسط» أو «صالح الحديث» أو «مُقارب» بفتح الراء وكسرها كما حكاه صاحب «الأحوذي». على أن ابن أبي حاتم وابن الصلاح جعلَا «محله الصدق» من الرتبة التي قبل هذه, لكن صاحب «الميزان» جعلها من الرابعة).
    قلتُ: وقد أطال شمس الدين البرماوي في شرح الأبيات المتعلقة بمصطلح الحديث (وهي الأبيات رقم: 257 إلى 368) في كتابه هذا (2/490 -760).
    الخلاصة:
    يتضح مِن هذه الأمثلة أننا في هذا الكتاب أمام عالم بالحديث، فشمس الدين البرماوي أُصولي عالِـم بالحديث، مما يجعل لكتابه هذا ميزة كبرى لا توجد في كثير من كُتُب أصول الفقه الأخرى.
    @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
    المبحث الخامس: تَقَدُّم البرماوي في الفقه وأَثَـره في شَرْحه لِلأَلْفِيَّة
    قال الشيخ عبد الله رمضان موسى في مقدمة تحقيقه:
    أُلَـخِّص – فيما يلي - ما تَقَدَّم نَقْلُه فيما يتعلق بمكانته الفقهية، ثم أذكر أثَر ذلك في كتابه «الفوائد السنية»:
    قال ابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية»: (الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم .. الْبرمَاوِيّ .. تميز فِي الْفِقْه والنحو والْحَدِيث وَالْأُصُول ..، وَأقَام بِمصْر يشغل ويفتي ..، ثمَّ قدم دمشق.. وَقُصِد بالفتاوى ..، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل).
    وقال الحافظ ابن حجر: (البرماوي.. سمعتُ بقراءته على الشيخ «مختصر المزني»).
    وقال الحافظ السخاوي: (الْبرمَاوِيّ .. كَانَ إِمَامًا عَلَّامَة فِي الْفِقْه وأصوله ..).
    وقال الإمام الشوكاني: (البرماوي .. كان إمامًا في الفقه وأصوله ..).
    قلتُ: فالبرماوي الأُصولي كان إمامًا في الفقه؛ لذلك نجده - في شرح ألفية الأصول - يذكر كثيرًا من التطبيقات والفروع الفقهية الـمَـبْـنِـيَّة على هذه الأصول والقواعد، ولا شك أنَّ هذا يساهم في فَهْم واستيعاب الأصول.
    بل إنه قد أطال في ذِكر هذه التطبيقات في مواضع عديدة، حتى يمكننا القول بأنَّ كتابه «الفوائد السنية» يكاد يكون موسوعة في التطبيقات الفقهية للقواعد الأصولية.
    ويوضح هذا قوله في كتابه هذا (2/624) بعد أن ذكر كثيرًا من الفروع الفقهية: (والفروع في ذلك كثيرة, وإنمَّا هذا أنموذج تُستحضَر به القواعد, وتتمهَّد به).
    قلتُ: وهذه ميزة عظيمة الفائدة لا توجد في كثير من الكُتب الأصولية المشهورة.
    ولَعَلَّ ذلك مِن أسباب قَوْل البرماوي عن كتابه هذا: (أكثر هذا الكتاب هو جُملة ما حَصَّلْتُ في طول عُمري)( ).
    وقد قال في مقدمة كتابه هذا: (وسأذكر في هذا الشرح ما يظهرُ مِن تفريعات في الفقه في بعض المسائل على ذلك إنْ شاء الله تعالى).
    وإليكم بعض عباراته في كتابه هذا:
    قال: (تنبيه: مما يناسِبُ هذه القاعدة مِن الفروع: ...).
    فذكر هذه الفروع، ثم قال: (وأنت إذَا تتبعت الفروع، لم تجدها تخرج عن ذلك).
    وقال: (اختلاف الأصوليين في هذه المسألة يناظره اختلاف الفقهاء في أنه إذا بطل الخصوص، هل يبقى العموم؟ وفيه فروع كثيرة، منها: ..، ومنها: ..، ومنها: ..، ومنها:..، ومنها: ..، ومنها: ..، ومنها: ..، ومنها: ..، ومنها: ..).
    وقال: (استثنى ابن القاص في «التلخيص» من قاعدة «إنَّ اليقين لا يُرفَع بالشك» إحدى عشرة مسألة، وَرَدَّ عليه القفال الكل، ولكن الأرجح مع ابن القاص في كثير: أحدها ...، ثانيها ...، ثالثها ...، رابعها ...، خامسها ...، حادي عشرها ...).
    وقال: (وسِوَى ما سبق من الفروع الفقهية: لو قال ...، ولو أوصى لأقاربه ...، ولو قال ...، وفروع الفقه على هذه المسألة لا تنحصر، وفي هذه الإشارة كفاية).
    وقال: (وقع في كلام أصحابنا في الفقه مسألتان قد يتفرعان على هذه القاعدة، ووقع فيهما اضطراب شديد، نذكرهما باختصار ...).
    وقال: (ومما يتفرع على القاعدة ما نُقل عن الشافعي ...).
    وقال: (ويتفرع على هذه القاعدة مسائل، منها: عقود البياعات ...).
    وقال: (من فروع هذه القاعدة: ...).
    وقال: (ويتفرع على الأول من الفقه ...).
    وقال: (مما يتفرع من الفقه على الخلاف المذكور: ..).
    وقال: (مما فَرَّعه بعض المتأخرين على الخلاف في هذه المسألة: ...).
    وقال: (الخلاف في هذه المسألة مذكور في الفقه مُفَرَّع عليه مسائل، سيأتي ذِكر شيءٍ منها).
    وقال: (ونشأ عن ذلك فرع ذكره الهروي في «الإشراف» والماوردي في «الحاوي» والروياني في «البحر» , وهو ...).
    وقال: (وفي الفروع الفقهية مما يشهد لإفادة المضاف المفرد العموم: ...).
    باحث - كلية الشريعة

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 23 ماي, 2023, 01:48 ص
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 12 يول, 2022, 09:40 ص
ردود 0
31 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 أكت, 2021, 11:54 ص
رد 1
37 مشاهدات
1 معجب
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 10 مار, 2018, 10:26 م
ردود 7
603 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صابرين محمد صابر  
ابتدأ بواسطة تامر أبو سلطان, 13 ديس, 2017, 05:24 م
ردود 0
1,801 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة تامر أبو سلطان  
يعمل...
X