منقول
نظرة في العهد الجديد بحثاً عن يهوذا الإسخريوطي
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمـابعد:
موضوع مثل موضوع الصلب، يشكل ركيزة أساسية في عقيدة المسيحي المؤمن، والكتاب المقدس يربط لنا حادثة الصلب بشخصية ساعدت على الصلب ألا وهي شخصية يهوذا الإسخريوطي. فهذا هو الخائن العميل !! الذي سلم المسيح ليدي صالبيه، والذي مات مشنوقاً وبطريقة غير مفهومة تخرج أمعائه من بطنه !!!.
لكن المتفحص للنصوص على طول الكتاب وعرضه سيلاحظ بعض المسائل التي تقدح في مصداقية كتبت الأناجيل، بل دفعت العديد للقول أن هذه شخصة مفبركة، أو على الأقل مزورة المعالم. ودعين آخد بيدكم لبعض المسائل التي تحتاج الإنتباه والتركيز.
نظرة في العهد الجديد … سند أن من ضمن الإثنا عشر تلميذاً للمسيح، اثنان منهم إسمه يهوذا، هناك يهوذا الإسخريوطي، وهناك يهوذا ليس الإسخريوطي كما عبر عنه يوحنا في إنجيله ( قال له يهوذا ليس الاسخريوطي يا سيد ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم. )( يوحنا 14:22 )، وذكره لوقا الإنجيلي باعتبار أنه يهوذا أخ يعقوب ( يهوذا اخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا )( لوقا 6:16 )، بينا مرقس ومتى استبدلا اسم يهوذا بـ تداوس عند ذكرهما لأسماء تلاميذ المسيح ( واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. )( مرقس 3:18 )، ( فيلبس وبرثولماوس.توما ومتى العشار.يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. )( متى 10:3 ). وهو حسب قول النصارى هو كاتب رسالة يهوذا، هذه الشخصية قليلة الظهور في الأناجيل، ويبدوا أنه كان له صورة غير تلك التي تصور ليهوذا الإسخريوطي الذي ذكرته الأناجيل، فالملاحظ إذا أن كتبة الأناجيل لم يركزوا كثراً على يهوذا الصالح وركزوا على يهوذا الطالح، لماذا يا ترى، سنأجل الجواب على هذا السؤال إلى آخر هذه المقالة.
سنجد أيضاً عزيزي القارئ أن الرسول بولس والذي هو أول من ألف في العهد الجديد وذلك في منتصف القرن الأول ومات سنة 67 ميلادية، لم يذكر في كل كتابته الأربعة عشر اسم يهوذا قط، بل إن مطالعة كتابته توصلنا أنه لم يكن له دراية بخيانة للمسيح من أحد تلاميذه !!! فهو يقول عن القبض على المسيح ( لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها اخذ خبزا )( 1 كورونثوس 11:23 )، فبولس استعمل كلمة – أسلم – ولم يذكر طول كلامه في رسائل عن خيانة من أحد من التلاميذ ولا عن خيانة كلفظ عام، وعلينا أن ننتبه أن بولس مات قبل أن يكتب مرقس لإنجيله، أي أن السائد قبل كتابة انجيل مرقس انعدام فكرة الخيانة. بل بولس كان يؤمن أن يهوذا الإسخريوطي كان من تلاميذ المسيح بعد صلبه وظهر لهم، فبولس يحكي لنا آخر ساعات يسوع على الأرض قائلاً ( واعرّفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه. وبه ايضا تخلصون ان كنتم تذكرون اي كلام بشرتكم به الا اذا كنتم قد آمنتم عبثا. فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وانه ظهر لصفا (بطرس) ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. )( 1 كورونثوس 15: 1-6 ). السؤال الآن … بولس يقول أن يسوع بعد القايمة قابل بطرس أولاً، ثم الإثنا عشر !!!! أي اثنا عشر يقصد، أليسوا إحدى عشر ؟! واضح أن بولس لم يكن له علم أن الأستاذ يهوذا الإسخريوطي كان خائن، ومن المستبعد أن يكون الجميع يعلم بخيانة يهوذا ويكون بولس وحده الذي يجهل !!! إذا، فالتقليد الذي يقول أن هناك خائن من التلاميذ الإثنا عشر لم يكن معروفاً لدى بولس (منتصف القرن الأول) – ومنطقياً من عاصروه -.
يبدوا كذلك إن المصدر المسمى Q الذي يتفق العلماء على كون كل من متى ولوقا قد استعملاه في تحرير انجليهما (بالإضافة إلى استعمالهم إنجيل مرقس) يخلوا هو الآخر من قضية خيانة يهوذا، فهو يقول للتلاميذ والذي كان يهوذا من بينهم ( فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. )( متى 18:28 )، ( انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا. لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر )( لوقا 22:28-30 ). واضح أن يسوع في هذه النصوص لم يكن يعلم أن أحد التلاميذ سوف يخون، فأخد يعدهم بالملكوت والجلوس والأاكل والشرب، وينجلي هذا التناقض إذا علمنا أن المصدر الذي أخد منه الإنجليان الذي كما قلنا هو Q يحكي لنا قصة للتلاميذ الأوفياء وليسوع الذي يعد تلاميذه كلهم – بلا استثناء – بالملكوت. يبدوا أن هذا المصدر الذي هو أقدم من تاريخ كتابة الأناجيل كان يخلوا مسألة خيانة يسوع، وهذا دليل آخر على أن تقليد حادث على المسيحية تطور وليس أصيل.
يبدوا أن مرقص هو من أدخل هذه النظرية القائلة بخيانة يهوذا، فكما نعلم، وكما يجمع عليه العلماء، الإنجيليين متى ولوقا استعملوا بالإضافة للمصدر Q إنجيل مرقص، كما وضحنا أن هذا الأخير يخلوا من خيانة ليسوع، فيبقى أمامنا أن قصة خيانة يهوذا ذخلت للإنجيلين الآخرين عبر إنجيل مرقص. عندما نتحرى الأناجيل سنجد، أن مرقص ذهب عند رؤساء الكهنة ليخون يسوع ووعدوه بأن يعطه مبلغ من الفضة دون أن يحددوا قيمة معينة، وكان يهوذا يفكره في فرصة جيدة ليسلمه ( ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه ان يعطوه فضة.وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة )( مرقص 14:10-11 )، وفي الأعداد التالية يعرف يسوع الخائن على أنه واحد من الذين يأكلون معه من التلاميذ ( فاجاب وقال لهم.هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. )( مرقص 14:20 ). ثم في الأعداد التالية، يحكي لنا مرقص كيف أن يهوذا جاء ومعه الحراس في منتصف الليل وقبل المسيح ( وللوقت وفيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. وكان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو.امسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم اليه قائلا يا سيدي يا سيدي.وقبله. )( مرقص 14: 43-45 ). وبهذا يكون آخر ذكر ليهوذا في إنجيل مرقص.
الإنجيلي متى، يبدوا أن كان يضيف بعذ الروتوشات من عنده، فهو يذكر قيمة الفضة التي أخدها يهوذا مقابل الخيانة الأمر الذي لم يحدده مرقص ( وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم.فجعلوا له ثلاثين من الفضة. )( متى 26:15 )، بل ذكر حواراً ليهوذا مع يسوع لم يورده مرقص ( ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد. فاجاب يهوذا مسلمه وقال هل انا هو يا سيدي.قال له انت قلت )( متى 26: 24-25 ). ويحكي لنا متى أن التلاميذ بعد الخيانة حاولوا حماية يسوع لكن هو نفسه منعهم من ذلك ( واذا واحد من الذين مع يسوع مدّ يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه. فقال له يسوع رد سيفك الى مكانه.لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن اني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي ان يكون )( متى 26: 51-54 ). وحكى لنا متى كيف أن يهوذا ندرم ورجع إلى رؤساء ورد الثلاثين من الفضة، فرفض الرؤساء قبولها فرماها لهم وذهب ليشنق نفسه، وكيف أن هاؤلاء الرؤساء أخدوا الثلاثين من الفضة هذه حقل الفخاري ( راجع متى 27: 3-10 ) وإلى هنا ينتهي ذكر يهوذا في انجيل متى.
الإنجيلي لوقا يصور لنا المشهد باعتبار أن الكتبة ورؤساء الكهنة أرادوا النيل من يسوع، لكنهم خافوا من الأتباع الذين كانوا يساندونه ويتبعوه، فأرسلوا ورائه الجواسيس الذين يدعون القرب منهم – بما فيهم يهوذا طبعاً –، لوقا يفسر مسألة خيانة يهوذا للمسيح أن الشيطان دخل قلب يهوذا وهو أمر لم يذكر في مرقص أو متى السابقين ( فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. )( لوقا 22:3 ). ثم فيما يليها من نصوص يخبرنا بذهابه عن رؤساء الكهنة للتآمر حوله. يخبرنا أنه كان يريد أن يجد له مخرجاً كي يتفرد بيسوع خارج أتباعه الكثر !!! ( فواعدهم.وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع )( لوقا 22:6 ). والحقيقة أن رؤساء الكهنة لم يكونوا في حاجة ليهوذا ليعرفوا مكان سكناه أو من هو أو ليقتلوه، فالمسيح نفسه عند القبض عليه قال لهم ( اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا عليّ الايادي.ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة )( لوقا 22:53 ). ولنفكر قليلاً، رجل مثلاً كغاندي، لو أراد رؤساء الحكومة الإنجليزية قتله، هل سيحتاجون للجواسيس وأتباع له لكي يقبضوا عليه ؟! .. إن إقحام يهوذا في المسألة كان لا داعي له البته، ولم يضف جديداً. وتنتهي القصة عند لوقا بتقبيل يهوذا ليسوع ثم تتوقف شخصية يهوذا عن الظهور مجدداً في هذا الإنجيل. غير أنه يجدر الإشارة إلى أن في لوقا يذكر لنا أن المريمات لما رجعن إلى التلاميذ كان عددهم إحدا عشر وليس اثنا عشر كما قال بولس ( فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم )( لوقا 24:33 ). فواضح أن فكرة كون يهوذا من الخونة جاءت بعد بولس وليس قبله.
في أعمال الرسل، يقول المؤلف الذي هو غالباً نفس مؤلف إنجيل لوقا، على لسان بطرس في خطبته أن يهوذا هو الذي اشترى الحقل وليس رؤساء الكهنة، وأنه سقط فانشق من الوسط فانسكبت أحشائه، مع ما في ذلك من غرابة ( ايها الرجال الاخوة كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. )( أعمال الرسل 1: 16-18 ). واضح أن القصة ليست منسجمة مع ما ورد في الأناجيل، وغير منسجمة مع نفسها. ربما يكون موتت يهوذا الإنفجارية هذه كانت نقلاً عن تقليد ما منتشر وقتها، أو لربما كانت محاولة من الكاتب لتعظيم عقوبة الخائن ليسوع.
الأستاذ يوحنا في إنجيله، يبدوا أنه كان يرسم صورة أشد شراًً للتلميذ يهوذا، فيصفه أنه سارق ( قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه. )( يوحنا 12:6 ). ويقول عنه أنه ملبوس من الشيطان ( فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. )( يوحنا 13:27 ). يقول لنا يوحنا أن يسوع عرف التلاميذ من هو خائنه لكن التلاميذ لم يفهموا ما كان يقصد !! ( لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فاومأ اليه سمعان بطرس ان يسأل من عسى ان يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه.فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. واما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به. )( يوحنا 13: 21-28 ). ثم يقول لنا أن يهوذا تركهم وخرج وكان الوقت ليلاً. ومن الغريب أن يكون التلاميذ قد تعرفوا على شخصية يهوذا على أنه الخائن ولم يحاول منعه من خيانته ولو بكلمة حتى !! يخبرنا يوحنا أن يسوع ذهب مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون ودخل بستان كان يأتيه كثيراً، والذي حصل أن يهوذا لحق بيسوع ومعه رؤساء الكهنة والجند وقادهم إلى البستان، ونق لنا الحوار الذي دار بينهم بغياب كون يهوذا قبل المسيح ( فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون. اجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع انا هو.وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. فسألهم ايضا من تطلبون.فقالوا يسوع الناصري. )( يوحنا 18: 3-8 ). بطرس دفاعاً عن المسيح قطع أذن عبد رئيس الكهنة فنهاه يسوع عن ذلك وعمل معجزة وعالج الرجل.
إذا، إذا قارنا شخصية يهوذا إنطلاقاً من أول شخص كتب الذي هو بولس إلى آخر واحد الذي هو يوحنا، نرى كيف أن قصة يهوذا الخائن تطورت، وكيف أنها دخلت إلى العالم المسيحي عبد الأستاذ مرقس صاحل الإنجيل !!
المسألة الأخيرة والتي سنرد بها على سؤالنا الأول، لماذا تم إظهار يهوذا الخائن أكثر من يهوذا – اخ يعقوب – الطيب ؟
الحقيقة أن إسم يهوذا في اليوناني هو نفس الإسم لقبيلة يهوذا، ويبدوا أن وقت دخول هذا التقليد للمسيحية كان رجال الدين الأورثودكس في يهوذا معاديين للمسيح والمسيحية، فانعكست الحالة السياسية على كتابات العهد الجديد، فتم اظهار يهوذا ( وبطريقة غير مباشرة اليهود أعداء المسيحيين ) على أن خائن للمسيح، بل وإظهار الدولة الرومانية بريئة من دم المسيح، فنقرأ عن بلاطس ( فلما رأى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار.ابصروا انتم. )( متى 27:24 ) أليس من الغريب أن يتبرأ بلاطس إلا من ذم يسوع فقط ؟ أليس هناك أناس أبرار مظلومون تم قتلهم خلال مدة حكمه، لماذا لم يتبرأ من ذمهم هم أيضاً ؟ أم أن المسألة هدفها تبرأت الرومان من الذنب وإلصاقه باليهود ؟ لذلك، تم إهمال صورة يهوذا الوفي وتم التركيز على بث الحقد تجاه يهوذا باعتباره خائناً.
إذا، قصة خيانة يهوذا لا تتمتع بالقوة التاريخية، فهو غالباً تقليد جاء بعد بولس أدخل إلى مرقص، وعبره انتقل إلى باقي الإنجليين، هاؤلاء الذين لم يتوانوا في إضافة الفلفل، وأخص بالذكر الإنجيلي يوحنا، إلى هنا نكون قد رسمنا رؤوس أقلام لكل قارئ وباحث، وعليك أن تكمل عزيزي في البحث والتنقيب. أرجوا أن تشاركونا آرائكم حول هذه المقالة، وشكر لكم موصول.
الحمد لله الذي ينعمته تتم الصالحات
نظرة في العهد الجديد بحثاً عن يهوذا الإسخريوطي
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمـابعد:
موضوع مثل موضوع الصلب، يشكل ركيزة أساسية في عقيدة المسيحي المؤمن، والكتاب المقدس يربط لنا حادثة الصلب بشخصية ساعدت على الصلب ألا وهي شخصية يهوذا الإسخريوطي. فهذا هو الخائن العميل !! الذي سلم المسيح ليدي صالبيه، والذي مات مشنوقاً وبطريقة غير مفهومة تخرج أمعائه من بطنه !!!.
لكن المتفحص للنصوص على طول الكتاب وعرضه سيلاحظ بعض المسائل التي تقدح في مصداقية كتبت الأناجيل، بل دفعت العديد للقول أن هذه شخصة مفبركة، أو على الأقل مزورة المعالم. ودعين آخد بيدكم لبعض المسائل التي تحتاج الإنتباه والتركيز.
نظرة في العهد الجديد … سند أن من ضمن الإثنا عشر تلميذاً للمسيح، اثنان منهم إسمه يهوذا، هناك يهوذا الإسخريوطي، وهناك يهوذا ليس الإسخريوطي كما عبر عنه يوحنا في إنجيله ( قال له يهوذا ليس الاسخريوطي يا سيد ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم. )( يوحنا 14:22 )، وذكره لوقا الإنجيلي باعتبار أنه يهوذا أخ يعقوب ( يهوذا اخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا )( لوقا 6:16 )، بينا مرقس ومتى استبدلا اسم يهوذا بـ تداوس عند ذكرهما لأسماء تلاميذ المسيح ( واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. )( مرقس 3:18 )، ( فيلبس وبرثولماوس.توما ومتى العشار.يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. )( متى 10:3 ). وهو حسب قول النصارى هو كاتب رسالة يهوذا، هذه الشخصية قليلة الظهور في الأناجيل، ويبدوا أنه كان له صورة غير تلك التي تصور ليهوذا الإسخريوطي الذي ذكرته الأناجيل، فالملاحظ إذا أن كتبة الأناجيل لم يركزوا كثراً على يهوذا الصالح وركزوا على يهوذا الطالح، لماذا يا ترى، سنأجل الجواب على هذا السؤال إلى آخر هذه المقالة.
سنجد أيضاً عزيزي القارئ أن الرسول بولس والذي هو أول من ألف في العهد الجديد وذلك في منتصف القرن الأول ومات سنة 67 ميلادية، لم يذكر في كل كتابته الأربعة عشر اسم يهوذا قط، بل إن مطالعة كتابته توصلنا أنه لم يكن له دراية بخيانة للمسيح من أحد تلاميذه !!! فهو يقول عن القبض على المسيح ( لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها اخذ خبزا )( 1 كورونثوس 11:23 )، فبولس استعمل كلمة – أسلم – ولم يذكر طول كلامه في رسائل عن خيانة من أحد من التلاميذ ولا عن خيانة كلفظ عام، وعلينا أن ننتبه أن بولس مات قبل أن يكتب مرقس لإنجيله، أي أن السائد قبل كتابة انجيل مرقس انعدام فكرة الخيانة. بل بولس كان يؤمن أن يهوذا الإسخريوطي كان من تلاميذ المسيح بعد صلبه وظهر لهم، فبولس يحكي لنا آخر ساعات يسوع على الأرض قائلاً ( واعرّفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه. وبه ايضا تخلصون ان كنتم تذكرون اي كلام بشرتكم به الا اذا كنتم قد آمنتم عبثا. فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وانه ظهر لصفا (بطرس) ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. )( 1 كورونثوس 15: 1-6 ). السؤال الآن … بولس يقول أن يسوع بعد القايمة قابل بطرس أولاً، ثم الإثنا عشر !!!! أي اثنا عشر يقصد، أليسوا إحدى عشر ؟! واضح أن بولس لم يكن له علم أن الأستاذ يهوذا الإسخريوطي كان خائن، ومن المستبعد أن يكون الجميع يعلم بخيانة يهوذا ويكون بولس وحده الذي يجهل !!! إذا، فالتقليد الذي يقول أن هناك خائن من التلاميذ الإثنا عشر لم يكن معروفاً لدى بولس (منتصف القرن الأول) – ومنطقياً من عاصروه -.
يبدوا كذلك إن المصدر المسمى Q الذي يتفق العلماء على كون كل من متى ولوقا قد استعملاه في تحرير انجليهما (بالإضافة إلى استعمالهم إنجيل مرقس) يخلوا هو الآخر من قضية خيانة يهوذا، فهو يقول للتلاميذ والذي كان يهوذا من بينهم ( فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. )( متى 18:28 )، ( انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا. لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر )( لوقا 22:28-30 ). واضح أن يسوع في هذه النصوص لم يكن يعلم أن أحد التلاميذ سوف يخون، فأخد يعدهم بالملكوت والجلوس والأاكل والشرب، وينجلي هذا التناقض إذا علمنا أن المصدر الذي أخد منه الإنجليان الذي كما قلنا هو Q يحكي لنا قصة للتلاميذ الأوفياء وليسوع الذي يعد تلاميذه كلهم – بلا استثناء – بالملكوت. يبدوا أن هذا المصدر الذي هو أقدم من تاريخ كتابة الأناجيل كان يخلوا مسألة خيانة يسوع، وهذا دليل آخر على أن تقليد حادث على المسيحية تطور وليس أصيل.
يبدوا أن مرقص هو من أدخل هذه النظرية القائلة بخيانة يهوذا، فكما نعلم، وكما يجمع عليه العلماء، الإنجيليين متى ولوقا استعملوا بالإضافة للمصدر Q إنجيل مرقص، كما وضحنا أن هذا الأخير يخلوا من خيانة ليسوع، فيبقى أمامنا أن قصة خيانة يهوذا ذخلت للإنجيلين الآخرين عبر إنجيل مرقص. عندما نتحرى الأناجيل سنجد، أن مرقص ذهب عند رؤساء الكهنة ليخون يسوع ووعدوه بأن يعطه مبلغ من الفضة دون أن يحددوا قيمة معينة، وكان يهوذا يفكره في فرصة جيدة ليسلمه ( ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه ان يعطوه فضة.وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة )( مرقص 14:10-11 )، وفي الأعداد التالية يعرف يسوع الخائن على أنه واحد من الذين يأكلون معه من التلاميذ ( فاجاب وقال لهم.هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. )( مرقص 14:20 ). ثم في الأعداد التالية، يحكي لنا مرقص كيف أن يهوذا جاء ومعه الحراس في منتصف الليل وقبل المسيح ( وللوقت وفيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. وكان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو.امسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم اليه قائلا يا سيدي يا سيدي.وقبله. )( مرقص 14: 43-45 ). وبهذا يكون آخر ذكر ليهوذا في إنجيل مرقص.
الإنجيلي متى، يبدوا أن كان يضيف بعذ الروتوشات من عنده، فهو يذكر قيمة الفضة التي أخدها يهوذا مقابل الخيانة الأمر الذي لم يحدده مرقص ( وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم.فجعلوا له ثلاثين من الفضة. )( متى 26:15 )، بل ذكر حواراً ليهوذا مع يسوع لم يورده مرقص ( ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد. فاجاب يهوذا مسلمه وقال هل انا هو يا سيدي.قال له انت قلت )( متى 26: 24-25 ). ويحكي لنا متى أن التلاميذ بعد الخيانة حاولوا حماية يسوع لكن هو نفسه منعهم من ذلك ( واذا واحد من الذين مع يسوع مدّ يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه. فقال له يسوع رد سيفك الى مكانه.لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن اني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي ان يكون )( متى 26: 51-54 ). وحكى لنا متى كيف أن يهوذا ندرم ورجع إلى رؤساء ورد الثلاثين من الفضة، فرفض الرؤساء قبولها فرماها لهم وذهب ليشنق نفسه، وكيف أن هاؤلاء الرؤساء أخدوا الثلاثين من الفضة هذه حقل الفخاري ( راجع متى 27: 3-10 ) وإلى هنا ينتهي ذكر يهوذا في انجيل متى.
الإنجيلي لوقا يصور لنا المشهد باعتبار أن الكتبة ورؤساء الكهنة أرادوا النيل من يسوع، لكنهم خافوا من الأتباع الذين كانوا يساندونه ويتبعوه، فأرسلوا ورائه الجواسيس الذين يدعون القرب منهم – بما فيهم يهوذا طبعاً –، لوقا يفسر مسألة خيانة يهوذا للمسيح أن الشيطان دخل قلب يهوذا وهو أمر لم يذكر في مرقص أو متى السابقين ( فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. )( لوقا 22:3 ). ثم فيما يليها من نصوص يخبرنا بذهابه عن رؤساء الكهنة للتآمر حوله. يخبرنا أنه كان يريد أن يجد له مخرجاً كي يتفرد بيسوع خارج أتباعه الكثر !!! ( فواعدهم.وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع )( لوقا 22:6 ). والحقيقة أن رؤساء الكهنة لم يكونوا في حاجة ليهوذا ليعرفوا مكان سكناه أو من هو أو ليقتلوه، فالمسيح نفسه عند القبض عليه قال لهم ( اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا عليّ الايادي.ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة )( لوقا 22:53 ). ولنفكر قليلاً، رجل مثلاً كغاندي، لو أراد رؤساء الحكومة الإنجليزية قتله، هل سيحتاجون للجواسيس وأتباع له لكي يقبضوا عليه ؟! .. إن إقحام يهوذا في المسألة كان لا داعي له البته، ولم يضف جديداً. وتنتهي القصة عند لوقا بتقبيل يهوذا ليسوع ثم تتوقف شخصية يهوذا عن الظهور مجدداً في هذا الإنجيل. غير أنه يجدر الإشارة إلى أن في لوقا يذكر لنا أن المريمات لما رجعن إلى التلاميذ كان عددهم إحدا عشر وليس اثنا عشر كما قال بولس ( فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم )( لوقا 24:33 ). فواضح أن فكرة كون يهوذا من الخونة جاءت بعد بولس وليس قبله.
في أعمال الرسل، يقول المؤلف الذي هو غالباً نفس مؤلف إنجيل لوقا، على لسان بطرس في خطبته أن يهوذا هو الذي اشترى الحقل وليس رؤساء الكهنة، وأنه سقط فانشق من الوسط فانسكبت أحشائه، مع ما في ذلك من غرابة ( ايها الرجال الاخوة كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. )( أعمال الرسل 1: 16-18 ). واضح أن القصة ليست منسجمة مع ما ورد في الأناجيل، وغير منسجمة مع نفسها. ربما يكون موتت يهوذا الإنفجارية هذه كانت نقلاً عن تقليد ما منتشر وقتها، أو لربما كانت محاولة من الكاتب لتعظيم عقوبة الخائن ليسوع.
الأستاذ يوحنا في إنجيله، يبدوا أنه كان يرسم صورة أشد شراًً للتلميذ يهوذا، فيصفه أنه سارق ( قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه. )( يوحنا 12:6 ). ويقول عنه أنه ملبوس من الشيطان ( فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. )( يوحنا 13:27 ). يقول لنا يوحنا أن يسوع عرف التلاميذ من هو خائنه لكن التلاميذ لم يفهموا ما كان يقصد !! ( لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق اقول لكم ان واحدا منكم سيسلمني. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض وهم محتارون في من قال عنه. وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فاومأ اليه سمعان بطرس ان يسأل من عسى ان يكون الذي قال عنه. فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه.فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. واما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به. )( يوحنا 13: 21-28 ). ثم يقول لنا أن يهوذا تركهم وخرج وكان الوقت ليلاً. ومن الغريب أن يكون التلاميذ قد تعرفوا على شخصية يهوذا على أنه الخائن ولم يحاول منعه من خيانته ولو بكلمة حتى !! يخبرنا يوحنا أن يسوع ذهب مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون ودخل بستان كان يأتيه كثيراً، والذي حصل أن يهوذا لحق بيسوع ومعه رؤساء الكهنة والجند وقادهم إلى البستان، ونق لنا الحوار الذي دار بينهم بغياب كون يهوذا قبل المسيح ( فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون. اجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع انا هو.وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. فسألهم ايضا من تطلبون.فقالوا يسوع الناصري. )( يوحنا 18: 3-8 ). بطرس دفاعاً عن المسيح قطع أذن عبد رئيس الكهنة فنهاه يسوع عن ذلك وعمل معجزة وعالج الرجل.
إذا، إذا قارنا شخصية يهوذا إنطلاقاً من أول شخص كتب الذي هو بولس إلى آخر واحد الذي هو يوحنا، نرى كيف أن قصة يهوذا الخائن تطورت، وكيف أنها دخلت إلى العالم المسيحي عبد الأستاذ مرقس صاحل الإنجيل !!
المسألة الأخيرة والتي سنرد بها على سؤالنا الأول، لماذا تم إظهار يهوذا الخائن أكثر من يهوذا – اخ يعقوب – الطيب ؟
الحقيقة أن إسم يهوذا في اليوناني هو نفس الإسم لقبيلة يهوذا، ويبدوا أن وقت دخول هذا التقليد للمسيحية كان رجال الدين الأورثودكس في يهوذا معاديين للمسيح والمسيحية، فانعكست الحالة السياسية على كتابات العهد الجديد، فتم اظهار يهوذا ( وبطريقة غير مباشرة اليهود أعداء المسيحيين ) على أن خائن للمسيح، بل وإظهار الدولة الرومانية بريئة من دم المسيح، فنقرأ عن بلاطس ( فلما رأى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار.ابصروا انتم. )( متى 27:24 ) أليس من الغريب أن يتبرأ بلاطس إلا من ذم يسوع فقط ؟ أليس هناك أناس أبرار مظلومون تم قتلهم خلال مدة حكمه، لماذا لم يتبرأ من ذمهم هم أيضاً ؟ أم أن المسألة هدفها تبرأت الرومان من الذنب وإلصاقه باليهود ؟ لذلك، تم إهمال صورة يهوذا الوفي وتم التركيز على بث الحقد تجاه يهوذا باعتباره خائناً.
إذا، قصة خيانة يهوذا لا تتمتع بالقوة التاريخية، فهو غالباً تقليد جاء بعد بولس أدخل إلى مرقص، وعبره انتقل إلى باقي الإنجليين، هاؤلاء الذين لم يتوانوا في إضافة الفلفل، وأخص بالذكر الإنجيلي يوحنا، إلى هنا نكون قد رسمنا رؤوس أقلام لكل قارئ وباحث، وعليك أن تكمل عزيزي في البحث والتنقيب. أرجوا أن تشاركونا آرائكم حول هذه المقالة، وشكر لكم موصول.
الحمد لله الذي ينعمته تتم الصالحات
اترك تعليق: