حكم اطلاق قول المسلمين لفظ - البابا - على كبير النصارى

[drwar]

فى الفتره الاخير انتشر قول عموم المسلمين على كبير النصارى لفظ البابا

كقول البابا شنوده او على وجه الاطلاق

او بابا الفاتيكان

فما الحكم الشرعى فى ذلك


وجزاكم الله خيرا

[drwar]

فى انتظار الرد وجزاكم الله خيرا

[د.أمير عبدالله]

السلام عليْكُم ورحمةُ الله وبركاته

هناكَ ألفاظٌ جرت العادةُ باستِخْدامها منها ما هو مباحٌ , ومنها ما قد ينتُجُ عنها فهمٌ مغلوطٌ للشريعة وهو باطلٌ مُحرّم.

فهناكَ الفاظٌ أو ألقابٌ بيّنت الشريعةُ حُرْمَتَها مثل " ابن الله" أو نعت النصارى بالقداسة "قداستَك" أو " المُقدس" أو " المُعظّم" .. فهي مُحرّمة وكل لفظٍ حرّمَهُ الشارِعُ فهو حرام .. وكذلِك كل لفظٍ يصرف النصوص الشرعية عن ظواهرها، ويُعطّلُ معانيها الحقيقية، أو يردها بالجملة .. فهو باطِلٌ ويُحْرَمُ الإقرارُ بِه.. وبالتالي فليس كل مصطلح مقبولاً إلا بحجة , وكل مصطلحٍ فيهِ جناية على الشريعة أو مُغايِر للمعنى الشرْعي يُحْرَمُ الإقرار به..

أما المُسميات وإصطلاحات العلوم التي يصطلحها أهل كل فنٍ لفنِّهم , فهي اصطلاحات مخصوصة يستعملونها في معان مخصوصة ؛ إما لأنهم نقلوها بحسب عرفهم إلى تلك المعاني، أو لأنهم استعملوها فيها علي سبيل التجوز، ثم صار المجاز شائعاً، والحقيقة مغلوبة .. ومن العلم والحكمة أن يُخاطِب الناظِرُ كلّ فئةً أو يُجادلهم حسْبَ اصْطِلاحاتِهم .. بل في كل فنٍ من الفنون يجِبُ الإلمام بمصطلحات ذلك الفن، ويأتي الناظِرُ على وفق ما اصطلحوا عليه، وذهبوا إليه .. فلا مشاحة في الألفاظ بعد معرفة المعاني , ولا مشاحّةَ في الأسامي.

ولفْظ " البابا" أو " البطرك" أو " البطريق" .. أو " البطريرق" أو تسمية الأنبياء باسماءٍ اصطلحوا عليْها كــ " يسوع" , " يوحنا" , فهي من الألفاظِ التي اصْطَلَح عليْها أهل الملة النصرانية .. ومن الضروري أن كل من يُجادل نصرانيًا أن يُخاطِبَهُ بمصطلحاتِهِ التي اصطلحها .. وأن يكونَ على علمٍ بها .. وقد جاء في الحديثِ عن أم سلمة قالت : " لما نزلنا أرض الحبشة ....... فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة".

ثمّ أن معنى كلمة البابا عند النصارى: أب الأب .. أي : الجد .. وأما عن معناه وسبب التسميَةِ وزمن استِحداثِه , فقد ذكره ابن تيْمية في الجواب الصحيح فقال:" فانقطع الرسم الأول من إصلاح الأقساء البترك وجعل التيسير لهم في إصلاح البترك بابا ثم سمى بترك الإسكندرية بابا ومعناه الجد, ومن حنانيا الذي أصلحه مرقس البشير إلى حادي عشر بطركا بالاسكندرية لم يكن في عمل مصر أسقف ولم يكن البطاركة قبله أصلحوا أسقفا وأن العامة لما سمعت الأساقفة يسمون البطريرك أبا قالوا إذا كنا نحن نسمي الأسقف أبا والأسقف يسمى البطريك أبا فيجب علينا أن نسمي البطريرك بابا أي الجد إذ كان أبا لأبينا فسمي بطريرك الإسكندرية من وقت هرقل بابا أي الجد".

وأؤكد أن اسْتِخدام اصطلاحاتِهم , يكونُ في مجادلتِهِم وحِوارِهِم , أما في غيرِ ذلِك فليْس من المباحِ استِخْدامُها بين المسْلِمين بعضِهِم بعْضًا .. فهي كلها ألفاظٌ لم يأتِ بها الشرع.. وفي الشرْعِ ما يُغني عن ذكْرِها.. فبيننا - كمسلمين - ان كان الحديثُ عنهم نقول "أبوهم" أو " كبيرهم" أو "رأس كنيستهم" أو " بطريرقهم" .. فهو لهم لا لنا.


وأخيرا أخي الكريم هذه ليست فتوى , أو حكم شرعي .. ويستلزم الأمر ان يبينه علماؤنا بأدلته.

[BHR2010]

جزاكم الله كل خير .. سؤال جميل ورد جميل ...