الوثنية و مظاهرها

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سعدون محمد مسلم اكتشف المزيد حول سعدون محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوثنية و مظاهرها

    ( الدين الإسلامي )
    جاء الدين الإسلامي بتوحيد الله تعالى في ذاته و أفعاله، و تنزيهه عن مشابهة المخلوقين، فأقام الأدلة على أن للكون خالقا واحدا ، فاجتث بذلك جذور الوثنية و ما وليها؛ و طهر العقول من الأوهام الفاسدة التي لا تنفك عن تلك العقيدة الباطلة ، و نزه النفوس عن الملكات السيئة التي كانت تلازم تلك الأوهام، و ارتفع شأن الإنسان، و ارتفعت قيمته بما صار إليه من الكرامة بحيث أصبح لا يخضع لأحد إلا لخالق السماوات و الأرض و قاهر الناس أجمعين، و أبيح لكل أحد بل فرض عليه أن يقول كما قال إبراهيم : " إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين". سورة الأنعام، آية :79. و كنا أمر الرسول صلى الله عليه و سلم أن يقول : " قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين". سورة الأنعام : ١٦٢ - ١٦٣.
    فتجلت بذلك للإنسان نفسه حرة كريمة، و أطلقت إرادته من القيود التي كانت تعقدها بإرادة غيره سواء كانت إرادة بشرية كإرادة الرؤساء و المسيطرين ظنا أنها شعبة من الإرادة الإلهية أو إرادة موهومة اخترعها الخيال، كما يظن في القبور و الأحجار و الأشجار و الكواكب و نحوها. و افتكت عزيمته من أسر الوسائط و الشفاء و المتكهنة و العرفاء، و زعماء السيطرة على الأسرار، و منتحلي حق الولاية على أعمال العبد فيما بينه و بين الله، الزاعمين أنهم واسطة النجاة، و بأيديهم الإشقاء و الإسعاد، و بالجملة فقد أعتقت روحه من العبودية للمحتالين و الدجالين.
    صار الإنسان بالتوحيد عبدا لله خاصة، حرا من العبودية لكل ما سواه، فكان له من الحق ما للحر على الحر، لا علي في الحق و لا وضيع، و لا سافل و لا رفيع، و لا تفاوت بين الناس إلا بتفاوت أعمالهم، و لا تفاضل إلا بتفاضلهم في عقولهم و معارفهم، و لا يقربهم من الله إلا طهارة العقل من دنس الوهم و خلوص العمل من العوج و الرياء.
    أنحى الإسلام على التقليد، و حمل عليه حملة بددت فيالقه المتغلبة على النفوس ، و اقتلعت أصوله الراحة في المدارك، و نسفت ما كان له من دعائم في عقائد الأمم ، و صرف القلوب عن التعلق بما كان عليه الآباء، و ما توارثه عنهم الأبناء، فأطلق بهذا سلطان العقل من كل ما كان قيده، و خلصه من كل تقليد كان استعبده، و جهر بأن الإنسان لم يخلق ليقاد بالزمام، و لكن فطر على أن يهتدي بالعلم و الإعلام.
    ظهر الإسلام على ما كان في جزيرة العرب من ضروب العبادات الوثنية، و تغلب على ما كان فيها من رذائل الأخلاق، و قبائح الأعمال، و لم يدع أصلا من أصول الفضائل إلا أتى به، و لا أما من أمهات الصالحات إلا أحياها، و لا قاعدة من قواعد النظام إلا قررها، و نص على أن دين الله في جميع الأزمان هو إفراده بالربوبية، و الإستسلام له وحده بالعبودية، و طاعته فيما أمر به و نهى عنه مما هو مصلحة للبشر، و عماد لسعادتهم في الدنيا و الآخرة، و لهذا ختمت النبوات بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم و انتهت الرسالات برسالته، قال تعالى : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيئين و كان الله بكل شيء عليما". سورة الأحزاب، الآية :40.
    من رسالة التوحيد بتصرف للشيخ الإمام محمد عبده.
    -----
    قسّم النص إلى أفكاره الأساسية؟
    ما هي آثار توحيد الإنسان لله على هذا الإنسان؟
    ينهى الإسلام عن التقليد، اذكر بعض الآيات في الموضوع؟

  • #2
    روى الإمام البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال : كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو أخيَر منه ألقيناه و أخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ، ثم طفنا به .

    تعليق


    • #3
      روى البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : دخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة يوم الفتح و حول البيت ستون و ثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها بعود في يده و يقول : جاء الحق و زهق الباطل ، جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد.

      تعليق


      • #4
        أبطل الإسلام الوثنية و حاربها؛ و مع ذلك فما تزال بعض مظاهرها متجلية أمامنا.
        تحدث عن هذه المظاهر التي تراها في بيئتك، و اذكر أثرها؛ و كيف يتخلص منها؟!

        تعليق


        • #5

          روى الإمام مسلم في حديث قدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : قال الله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته و شركه".

          تعليق


          • #6
            ( الغاية من إبطال الإسلام للوثنية )
            إن الغاية الكبرى التي يهدف الإسلام لها من إبطال الوثنية هي تقرير العبودية لله وحده، و إفراده سبحانه بالربوبية و الألوهية و الخضوع المطلق له في كل شيء، و إن الحاكمية و الولاية و التصرف و الخلق و الأمر و العبادة لله وحده لاشريك له، قال تعالى : " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله، و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله".
            و روى الإمام البخاري و مسلم عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لي : " يا معاذ : هل تدري ما حق الله على عباده، و ما حق العباد على الله؟ قلت : الله و رسوله أعلم. قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ، و حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا".
            و إن هذه الغاية الكبرى- و هي تقرير العبودية لله - تستتبع تحرير الإنسان من الخضوع لغير الله، فالإنسان في هذا الوجود ليس مسخرا للوثنية و أباطيلها ، و لا محدود العقل و النظر تستعبده الأوهام و الخرافات، و إنما هو كائن بشري كرمه الله، و سخر لأجله ما في الكون و استخلفه في الأرض لعمارتها ، و ميزه بالعقل و الإرادة، و جعله حرا و مسؤولا، و من هنا كانت حريته في عبادة ربه، و كرامته في الخضوع له.
            قال تعالى : " و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".
            و إني أسأل :
            إلى أي حد أثرت الوثنية في عرب الجاهلية؟
            كيف أبطل الإسلام الوثنية ؟
            اذكر بعض النصوص الدالة على ذلك ؟
            ما هي الغاية من إبطال الإسلام للوثنية ؟

            تعليق


            • #7
              جاء الإسلام فأخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور اليقين ، و طوّح بالوثنية و ضلالاتها ، و استطاع صاحب الدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في ظرف وجيز أن يبني على أنقاض الوثنية صروحا إسلامية شامخة، و عقيدة سليمة صحيحة، و نفوسا لا تعرف إلا الله و لا ترتبط إلا به.
              جاء الإسلام فدعا إلى عبادة الله وحده، و نبذ كل معبود سواه، و أصلح الفرد و الأسرة و المجتمع، و محا الفروق و العصبيات و جعل التفاضل بالتقوى و العمل الصالح، قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
              جاء الإسلام فشنّ حربه على ضلالة الجاهلية من الشعوذة و السحر و الباطل ، و كل البدع المنكرة و النياحة على الأموات، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليس منا من شق الجيوب و لطم الخدود، و دعا بدعوى الجاهلية". رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة.
              جاء الإسلام فحارب كل الدعوات الهدامة التي تدعو لغير الله، أو تقرر تقديس المادة؛ أو تدعو لعبادة غير الله من المظاهر الطبيعية، أو المُثل و القيم ، أو الهياكل و الأشخاص. مما نرى عليه المجتمع الإنساني الآن؛ و خصوصا المجتمع الإسلامي الذي توارثه أهله بعض العادات الجاهلية ، و اندسّت إلى حياته بقايا من تلك الوثنية الضالة التي عاش عليها المجتمع الجاهلي قبل الإسلام.
              و من هنا وجب علينا و نحن أمة هذا الدين أن نعمل على قطع صلتنا بالجاهلية الجهلاء، و وثنيتها الباطلة ، و نرجع بأبنائنا و مجتمعنا إلى التربية الإسلامية الحق؛ و منابع الإسلام الصافية.

              تعليق


              • #8
                قول الله : " أفرايتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر و له الأنثى، تلك إذا قسمة ضيزى. إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس و لقد جاءهم من ربهم الهدى".
                ممكن توضيح ميسر من فضلكم؟
                الجواب الأخير على التساؤل الأخير :
                الوثنية المتطرفة تغلغلت في عرب الجاهلية ، فكان لذلك أثره الخطير على نفوسهم و سلوكهم و معاملاتهم و علاقاتهم فيما بينهم، و قامت على أساس ذلك بعض الشعائر الفاسدة التي خطّأها القرآن و أبطلتها السنة ؛ و من ذلك ما حكاه القرآن : " و يجعلون لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون".
                و قد تركت الوثنية أثرها كذلك في كل جانب من جوانب الحياة الجاهلية؛ سواء من الناحية الأخلاقية أو الإجتماعية أو السياسية على صعيد الفرد أو الأسرة أو المجتمع.
                فمن الناحية الأخلاقية كانت العصبية القبلية و الدموية متحكمة فيهم، و من الناحية الإجتماعية كانت الأسرة متفككة و مقام المرأة منحطا عندهم إلى غير ذلك من العادات المنكرة في الزواج و المعاملة، و من الناحية السياسية كانت الغلبة للقوي و للحمية الجاهلية ، لا رابطة تربطهم و لا صلة تجمعهم، و لا نظام يحكمهم؛ إلا تلك الأعراف السائدة التي لم تكن تنصر مظلوما أو ترد حقا؛ أو ترفع ضيما.
                و كانوا في خضم هذه الوثنية الضالة يقلدون آباءهم في فساد العقيدة ، و لا يؤمنون بالحياة الأخرى و ما فيها من بعث و نشر و جزاء، بينما تراهم يؤمنون بالسحر و الشعوذة و الكهانة ، و الطيرة و الخرافة و التفاخر بالأحساب، و الإستسقاء بالأنواء ؛ و الدعاء بدعوى الجاهلية، و لطم الخدود و شق الجيوب في المآتم، و النياحة على الأموات إلى غير ذلك من الأعمال التي تدل على فساد عقيدتهم و شيوع وثنيتهم.
                -----
                هذا كان آخر تساؤل و آخر تعليق ؛ بعدها نطق سعد بالشهادتين، فنسأل الله له و لنا الثبات على دينه حتى نلقاه.
                -----
                و لكم أحباءنا لأجل التعاون معنا و دعم الصفحة، سنطرح عليكم بعض التساؤلات لنرى إثراءاتكم :

                ١- ما معنى الوثنية بمفهومها العام ؟
                ٢- عدِّد بعض مظاهر الوثنية التي كانت سائدة في الجاهلية ؟
                ٣- هل هناك بقايا للوثنية في المجتمعات الإسلامية الآن ؟ اذكر بعضا منها؟
                😘😘😘😘

                تعليق


                • #9
                  ( الأهداف المثلى للدعوة الإسلامية )

                  لا تجد دينا يدعو إلى الأهداف الكريمة و الغايات السامية؛ و الأغراض الشريفة و المُثل العليا مثل دين الإسلام، و شريعة محمد خاتم الرسل عليه السلام ، و لا عجب فالإسلام دين البشرية الخالص ، و خلاصة المثل الإنسانية العالية، و عقيدة الفكر الحر التي ترنو إليها البشرية ، و تهدف نحوها الحياة، و تتلاقى مع أصول الحضارات و المذاهب الحقة، و تجتمع مع شتى تيارات التفكير الحديث المنزه عن الهوى.
                  دعا إلى عقيدة تجمع بين أصول العقائد و الأديان السماوية الصحيحة ، و تسير بالإنسان إلى حياة مهذبة كريمة، توفق بين المادة و الروح، و الدين و الدنيا و الأولى و الآخرة.
                  و سن الإسلام القوانين الصالحة لكل العصور و الجماعات الكفيلة برقي الفرد و الأسرة، و تقدم المجتمع و الإنسانية على نحو يرضاه العقل، و يطمئن إليه القلب و الوجدان.
                  و حارب العصبيات و الأفكار الجاهلية الأولى التي تفضل جنسا على جنس ، أو جماعة على جماعة أو فردا على فرد، يقول الله عز و جل : " إنما المؤمنون إخوة".
                  محا ما كان بين الطبقات من تلك الفوارق الإجتماعية الواسعة، التي كثيرا ما تستند إلى الحسب أو الجاه أو المال، و جعل الفقير أخا للغني و الغني أخا للفقير، و دعا الأغنياء إلى البذل و الجود و الإحسان، و أداء الزكاة و إنفاق المال في كل حق و خير و معروف. كما دعا الفقراء إلى الأمانة و العمل و القناعة و الرضا بما قسم الله " فآت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل"، و قرر أن المال في أيدي الأغنياء إنما هو مال الله استخلفهم فيه. " آمنوا بالله و رسوله و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه". و ما ينفقونه على الفقراء من مال إنما هو قرض لهم عند الله يجزيهم عليه خيرا و ثوابا كبيرا " إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم و يغفر لكم و الله شكور حليم".
                  و الأصول الأولى في الإسلام تدعو إلى الحق و الخير و العدل و المساواة و الحرية ، و إلى التعاون و الشورى، و إلى الأخوة و إلى محاربة الأهواء و التقاليد الضارة... كما تدعو إلى السلام، و إلى أن يقوم هذا السلام على الحق، و في سبيل خدمة المُثل العليا التي يدعو إليها الإسلام... و حسبك أنها تقوم على رعاية شؤون الدنيا و أمور الآخرة " و ابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا، و أحسن كما أحسن الله إليك، و لا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين" إلى غير ذلك من الأهداف و المثل التي يجمعها و يدعو إليها الإسلام و كتابه الكريم.
                  من كتاب " الإسلام و حقوق الإنسان" للعبد المنعم خفاجي.

                  🗿🗿🗿
                  أقول :
                  مبادئ الإسلام هي السبب في انتشاره!
                  كان المسلمون منذ بدأوا حياتهم الحافلة في كفاح و نضال و جهاد مستمر، فاكتسحوا الدول و الأقطار ، و كان هذا النصر العظيم معجزة كبرى بهرت الناس و حيرت المفكرين لأنه نصر خارق، يشمل جميع الميادين الحربية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية، و الإجتماعية و الفكرية.
                  هذا التقدم العظيم و الروح و الوثابة، و النهضة الجبارة كان منشؤها الدين نفسه، و شريعة الإسلام بما اشتملت عليه من أهداف... فمبادئ الإسلام نفسها هي السبب الأول في نشره و ارتماء الأمم في أحضانه.

                  🗿🗿🗿
                  أسئلة للمراجعة و الإستدراك :
                  ١- لماذا الإسلام دين البشرية الخالص عقيدة و مُثلا؟
                  ٢- كيف محا الإسلام العصبيات و الفوارق الطبقية؟
                  ٣- إيت بأمثلة من التاريخ الإسلامي على أن الإسلام دين العدل و الأخوة و الشورى؟
                  ٤- ما هو السبب المباشر في انتشار الإسلام ؟

                  تعليق


                  • #10
                    ( ما معنى الوثنية و مظاهرها ؟ )
                    من الأرشيف : مقال من مجموعة حوار المعتقدات و الإيديولوجيات قبل أن يقوم الملاحدة بسرقتها.
                    قال الله عز و جل : " أيشركون ما لا يخلق شيئا و هم يُخلقون. و لا يستطيعون لهم نصرا و لا أنفسهم ينصرون. و إن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون. إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين. ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون. إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين. و الذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم و لا أنفسهم ينصرون. و إن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا و تراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون ". سورة الأعراف : ١٩١ - ١٩٨.
                    أم لهم أيد يبطشون بها، و البطش في المدلول اللغوي تناول الشيء بقوة.
                    إن مفهوم الوثنية واسع، فهو يشمل صرف أي نوع من أنواع العبادة التي هي حق لله لغير الله سواء كانت هذه العبادة اعتقادية أو قولية أو بدنية أو مالية، و سواء كان هذا الذي تُصرف العبادة إليه بشرا أو حجرا أو شجرا أو قمرا أو نارا أو بقرا أو ملكا أو شيطانا، أو مظهرا قويا من مظاهر هذا الكون، أو كان المعبود فكرة ارتقت في عقل الإنسان إلى درجة التأليه كالخير و الشر و الحب و الجمال؛ و حب المال، أو مذهبا اقتصاديا كالرأسمالية و الشيوعية. و الوثنية شرك خطير يستولي على القلوب فيفقدها حلاوة الإعتقاد في الله الخالق الأعظم، و يعشعش في العقول فيحول بينها و بين التصور الصادق و الإيمان الحق، و يطغى على الأوضاع فيحرف هيكلها و يمسخ صورتها.
                    أما عن مظاهرها فقد اتخذت الوثنية أشكالا متعددة و صورا شتى في كثير من الديانات و المجتمعات البشرية ، و عند العرب في الجاهلية على الخصوص.
                    و قد نقل لنا القرآن وثنية اليهود و النصارى، فقال تعالى : " و اتخذ قوم موسى من بعده من حُليهم عجلا جسدا له خوار"، و قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم".
                    و حكى التاريخ عن وثنية الفرس و معتقداتها؛ و الصين و تماثيلها و الهند و آلهتها، و في الجزيرة العربية لم تكن الوثنية فيها بأقل من غيرها، بل كانت تعج بكثير من الصور التي ترسبت إليها عن طريق الجوار من المسيحية و اليهودية؛ أو الوثنية الفارسية؛ أو مما وُجد في الجزيرة نفسها من بقايا ملة إبراهيم التي شوهها العرب و مسخوها، كزعمهم أن الملائكة بنات الله، و كدعواهم أن بين الله و بين الجِنة نسبا ، قال تعالى : " و جعلوا بينه و بين الجِنة نسبا، و لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون".
                    و قد كان العرب في وثنيتهم يعتقدون وجود الله و أنه خالقهم ، قال تعالى عنهم : " و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله"، و لكنها عقيدة وثنية حيث كانوا يشركون مع الله وسطاء شفعاء يتقربون بعبادتها إلى الله، و يعتقدون قدرتها على الخير و الشر و الضرر و النفع، و يتمثل ذلك في الأصنام و الأحجار و النجوم و الكواكب و الأشجار و غيرها، و قد حكى القرآن عنهم ذلك فقال :" و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".
                    و روى الإمام البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال : " كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه و أخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به ".
                    و في عصرنا الحديث أصبحت الوثنية تتمثل كما كان الشأن عند عرب الجاهلية في التمسح بالأضرحة و المقابر، و طلب الحاجة منها، و في بعض العادات و التقاليد الإجتماعية التي ورثناها عن المجتمع الجاهلي و هي متنوعة تمارس في كثير من المناسبات - في المواسم و المآتم -.
                    و اتخذت الوثنية أيضا مظاهر أخرى في هذا العصر، فظهرت في شكل مذاهب هدامة و باطلة هي الوثنية نفسها في المخبر، و إن اختلفت عنها بعض الشيء في المظهر كالبهائية التي تُنسب إلى بهاء و هو فارسي ادعى النبوة، و القاديانية و هي نسبة إلى غلام أحمد القادياني الذي ادعى النبوة كذلك ، و العلمانية ( أي فصل الدين عن الدولة ) و الماركسية و الشيوعية ، و تقديس المادة و المال و الأشخاص و المُثل و القِيم إلى حد العبادة.
                    روى الإمام أحمد و الترمذي عن عدي بن حاتم أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم و في عنقه صليب من فضة و هو يقرأ هذه الآية : " اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله"، قال : فقلت : لم يعبدوهم، فقال : " بلى ! إنهم حرموا عليهم الحلال و أحلوا لهم الحرام فاتبعوهم؛ فذلك عبادتهم إياهم".

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 1 نوف, 2023, 02:29 ص
                    ردود 0
                    65 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 04:37 م
                    ردود 2
                    51 مشاهدات
                    1 معجب
                    آخر مشاركة Mohamedfaid1
                    بواسطة Mohamedfaid1
                     
                    ابتدأ بواسطة mohamed faid, 24 يون, 2023, 12:55 م
                    ردود 0
                    49 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة mohamed faid
                    بواسطة mohamed faid
                     
                    ابتدأ بواسطة mohamed faid, 31 ماي, 2023, 01:47 م
                    رد 1
                    82 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة mohamed faid
                    بواسطة mohamed faid
                     
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أبر, 2023, 05:16 ص
                    ردود 4
                    33 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    يعمل...
                    X